رواية عبق الماضي الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون الأخير بقلم روز أمين
رواية عبق الماضي الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون الأخير بقلم روز أمين
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل السادس و العشرون
دلفت للداخل وجدت شقيقها قابعً فوق تخته،،تجاورة والدتها مُحتضنة كف يده برعاية و هي تُشدد علية كمن تُمسك بصغيرها ذو الأربع أعوام و تخشي عليه من فقدانها إياه وسط الزِحام
نظر لها و زينة ثَغرة إبتسامة حانية، أما عزيزة فتساءلت بإستفهام ٠٠٠كُنتي بتعملي أية كل ده برة لوحدك يا ثُريا ؟
أجابت والدتها بمراوغة ٠٠٠ كُنت بتمشي تحت في الجنينة شوية،، أصلي إتخنقت من ريحة الأدوية و المستشفي يا ماما
شملتها والدتها بنظرة مُشفقة علي حالتها و أردفت قائله بنبرة جادة ٠٠٠ أنا شايفة إن كفاية عليكي قعاد هنا لحد كدة يا ثُريا،، لازم ترجعي بكرة مع عز علي إسكندرية،، مبقاش ليها لازمة قعدتك هنا خلاص
و أكملت بهدوء ٠٠٠ أخوكي و الحمد لله إطمنا عليه و بقا زي الفل، يبقا لازم ترجعي علشان جوزك و ولادك،، هما الوقت محتاجين لك أكتر من حسن، و كلها يوم و لا أتنين و أخوكي يرجع معانا لأسكندرية و يبقا في وسطنا
أكمل حسن مؤكداً علي حديث والدته ٠٠٠ ماما عندها حق يا ثريا ،، لازم تسافري بكرة علشان تبقي جنب أحمد
هزت رأسها إلية بإيماء و موافقة فتحدث هو متساءلا ًعلي إستحياء ٠٠٠ هي بسمة مجتش سألت عليا إنهاردة يا ثُريا ؟
تهربت بعيناها بعيداً كي لا تُحزن قلبه فتحدث هو بإصرار ٠٠٠ مخبية عني أية يا ثُريا ،
و أكمل مُتساءلاً بهلع ٠٠٠ إوعا تكون بسمة جرا لها حاجه و مخبيين عني ؟
أجابته علي عجل كي يطمأن ٠٠٠ لا يا حبيبي هي كويسه جداً ،، مش أنا حكيت لك إنها كانت بتيجي تقعد جنبك كل يوم و تكلمك و إنتَ في الغيبوبة
ثم أكملت بنبرة حذرة ٠٠٠ هي كانت برة من شوية و حتي فرحت جداً لما بلغتها إنك فوقت
سألها بنبرة متلهفة ٠٠٠ طب لما هي كانت هنا لية مدخلتش علشان تشوفني ؟
نظرت إلي والدتها المتألمة لأجل ولدها و حيرته و لكن لا يوجد بيدها شئ لتفعلهُ لأجلهْ
و تحدثت ثُريا بنبرة متألمة ٠٠٠ بسمة شافت إن البُعد أفضل ليك و ليها بعد اللي حصل لك علي إيد إبن عمها يا حسن
إحتدت ملامحهُ بغضب و كاد أن يتحرك لكنهُ صرخ مُتألمً نتيجة حركتهُ العنيفة المفاجأة مما جعل عزيزة و ثُريا تُسرعان إليه ليمنعاه من الحركة لأجل جرحة الذي مازال حديثً و لم يُشفي تمامً بَعد
و تحدث هو بنبرة حادة ٠٠٠ مين إداها الحق في إنها تقرر مصيرنا لوحدها ، أنا و هي دخلنا الحكاية سوا و لازم علشان نقرر البُعد نقررة سوا
أردفت عزيزة قائلة لتهدئ صغيرها ٠٠٠ إهدا يا آبني و صدقني كُل اللي إنتَ عاوزة إن شاء الله هيحصل
ثم أدخلته داخل أحضانها و شددت من ضمته و بدأت تتخلل شعر رأسه بأناملها بحنان و أردفت قائلة مطمئنة إياه٠٠٠ أنا معاك يا حبيبي و مش هسيبك
إستكان داخل أحضان والدته و كأنهُ وجد ملاذة داخلها
○○○○○○¤○○○○○○
في صباح اليوم التالي
دلف صلاح إلي الغرفة التي يقبع بها صغيرهُ ،، نظر عليه بقلبٍ يتمزق لحالة الحزن التي تملكت من عيناها و أصبحت لا تفارِقها مٌنذ أن فاق و وعي علي حالة ، سحب حسن بصره و أبعدهٌ عن مرمي عيناي والده مما أحزن صلاح
وقفت ثريا من جلستها جانب شقيقها و تحركت إحترامً لحضرة والدها و تحدثت بإحترام و إجلال وهي تٌفسح لهٌ الطريق في إشارة من كف يدها ٠٠٠ إتفضل يا بابا
أماء لها صلاح و أبتسم بحنان و تحرك و جلس بالمقعد المجاور لتخت نجلهٌ ثم تحدث بنبرة صوت حنون ٠٠٠ عامل أية إنهاردة يا باشمهندس ؟
أجاب والدهٌ بإحترام دون النظر إليه ٠٠٠ الحمدلله أحسن
ملس صلاح علي كتفهِ بحنان و تحدث بنبرة دٌعابية ٠٠٠ أنا عاوزك حديد عشان تطول رقبتنا و متكسفناش مع بنت أسوان
نظر سريعً إلي والده بعيون متسائلة فتحدث صلاح مٌداعبً إياه ٠٠٠ يلا شد حيلك و قوم بالسلامة عشان نروح للراجل و نتمم إتفاقك معاه و نخطب لك...
و أكملَ بتساؤل مٌضيقً عيناه ٠٠٠ هي آسمها أيه البت دي ؟
أنار وجههٌ من شدة سعادته و هو ينطق حروف إسمها غير مستوعب لما يجري ٠٠٠ بسمة ،، إسمها بسمة يا بابا
إنفرج فاه صلاح عندما رأي السعادة تغمر وجه غاليه،، و تحدث بإبتسامة و وجهٍ ضاحك ٠٠٠ أيوااا ، بسمة زي اللي إترسمت علي وشك دي لما جت سيرتها
شعر بالعالم أجمع يتراقص و يتغني حوله من شدة سعادته، و لم يعُد للألم المبرح الناتج عن جرحة مكانً، بل كل ما شعر به هو فرحة لم يشعر بمثلها من ذي قبل غمرت قلبه و تملكت من كيانه بالكامل
و تحدثت ثٌريا التي آنارت الفرحة وجهها ٠٠٠ صحيح يا بابا هتخطب له بسمة ؟
أجابها بنبرة جادة مُعنفً إياها بلطف ٠٠٠ و من أمتي و أنا بهزر في الكلام ده يا بنت عزيزة
إقتربت علي والدها و قبلت رأسهٌ بإحترام و تحدثت ٠٠٠ ربنا يخليك لينا يا بابا
نظر له حسن بسعادة و أردف شاكراً إياه ٠٠٠ ربنا يخليك ليا يا بابا،، أنا مش عارف أقول أيه لحضرتك، مش لاقي جوايا كلام يعبر لك عن اللي أنا حاسه
حزن صلاح من داخله عندما رأي فرحة ولدة و كيف تحول وجههُ من قمة يأسة و حزنة إلي قمة سعادته في غضون ثواني،، و لام حاله علي ما فعله بقلبهِ البرئ
و في اليوم التالي
ذهب عز و صلاح و مٌحمد إلي منزل دياب الذي قابلهم بترحاب و ودٍ و كرم ضيافة عالي معروف لدي أهل أسوان ،، أهل الكرمِ و الجود
تحدثت الجده إلي صلاح بأسي و أسف ٠٠٠ حقك علينا في اللي حصل من ولد إبني ناجي الله يرحمه في حق الباشمهندس
رد عليها صلاح بهدوء كي يُغلق هذا الموضوع و للأبد ٠٠٠ اللي حصل حصل يا حاجه و إحنا ولاد إنهاردة ،، و كل عيلة فيها الصالح و الطالح، و هو الله يرحمه و يسامحه بقا عند ربه
ثم تنقل النظر بينها و بين دياب و تحدث بإبتسامة سَمحة ٠٠٠ خلينا في المستقبل ، كفيانا حزن و وجع ، أنا جاي أطلب منكم إيد بنتكم المحترمة لإبني حسن و يسعدني و يشرفني إنكم توافقوا علي طلبي ده
و أكملَ ٠٠٠ أنا عارف إن حسن جا لكم قبل كدة و طلبها و أنا جاي إنهاردة علشان أأكد علي طلبه ده و أتمني إنكم توافقوا و نتمم الموضوع
تنهدت الجده بأسي و تحدثت بنبرة حزينة ٠٠٠ طلبك يشرفنا يا حاج و أنا أديها لحسن عن طيب خاطر و أوصلها لكم لحد باب بيتكم كمان ،، بس إنتَ شايف الظروف اللي إحنا فيها، البت لسه إبن عمها ميت و مش حلوة في حقنا نفرح و نعمل خطوبة و الواد لسه مكملش حتي أسبوعين
تحدث صلاح بتفهم ٠٠٠ و إحنا بنفهم في الأصول بردوا يا حاجة ،، أنا عارف كل الكلام ده و مقدر حزنكم علي إبنكم ،، ده غير إن حسن لسه تعبان و محتاج شهور علشان يقدر يرجع زي الأول و يمارس حياته بطبيعيه ،،
و أسترسل حديثهُ بنبرة جادة ٠٠٠ أنا هنقلة علي إسكندرية في طيارة خاصة بعد يومين ،، الدكاترة قالوا إنه لازم يقعد في المستشفي علي الأقل إسبوعين كمان تحت الملاحظة ،، و بعدها هيفضل في إسكندرية لحد ما يشد حيلة خالص و ترجع له صحته زي الاول،، و بعدين نبقا نتمم الجوازة علي طول بإذن الله،،
أنا بس عاوز منك وعد بالموافقة و عاوزك تسمحي لبسمة تيجي بكرة المستشفي تشوف حسن قبل ما نسافر علشان أكيد هيفرق في نفسيته و في علاجة اللي لسه مطول
تحدث دياب بموافقة و ترحاب ٠٠٠ إن شاء الله بكرة أنا هجيبها و أجي و نزور الباشمهندس ،، بس سعادتك و باقي العيلة الكريمة معزومين بكرة هنا علي العشا علشان تدوقوا الأكل الأسواني
معلش إعفونا،، مرة تانيه إن شاء الله ،،جملة تفوة بها صلاح بإعتذار
فأصرت الجدة علي حضورهم لتناول العشاء ،، و وافق صلاح علي طلبها و أستأذنوا بالرحيل
○○○○○○¤○○○○○○
و مع رحيل الشمس بنفس اليوم
داخل الطائرة المُتجهه برحلتها من الحبيبة أسوان إلي عروس البحر الأبيض مدينة الجمال، الأسكندرية
كان يجلس ذلك العاشق بجوار إمرأة أحلامه التي حُرمت عليه كتحريم الأم و الأخت ،
ينظر إليها بقلبٍ عاشق سعيد لأجل تواجدها بالقرب منه بهذا الحد
تحدث إليها مُتلاشياً النظر داخل عيناها حتي لا تسحرة كعادتها دون إدراك منه و تجعله مُتيماً هائماً في سماء عشقها، و هذا الشعور يرفضه و يحاربه طيلة الوقت ٠٠٠ إنتِ كويسه يا ثُريا ؟
تنفست بعمق ثم زفرت بهدوء و أجابته بنبرة حزينة و ذلك لحُزنها علي زوجها و ما أصابهُ ٠٠٠ الحمدلله علي كل حال يا عز ، مرتاحه شوية إني إطمنت علي حسن و خصوصاً بعد موافقة بابا علي موضوع خطوبته من بسمة
أردف هو قائلاً بإعجاب ٠٠٠ تعرفي إني إحترمت البنت دي جداً لما أعترفت إن ناجي هددها بإنه هيأذي حسن لو مبعدتش عنه ، واحده غيرها كانت خافت علي إبن عمها من السجن ، أو حتي خافت من لوم أهلها ليها
و أكمل بنبرة حنون ٠٠٠ بس الظاهر إنها بتحب حسن أوي لدرجة إنها متفكرش في أي حاجة غير إنها تجيب له حقة حتي لو هتقف هي في وش المدفع ، يا بخت قلبه بيها و بحبها
إبتسمت ثُريا و أردفت قائلة بنبرة دعابية ٠٠٠ قصدك يا بختها هي بحب حسن المغربي يا عز باشا
قهقه برجولة و أرجع رأسهُ للخلف قائلاً بدعابة مماثلة ٠٠٠ قوام إبتديتي شغل الحموات يا ثُريا
و أكمل مداعبً إياها ٠٠٠ ده أنا كنت مخدوع فيكي بقا
ضحكت بنعومة و أردفت بنبرة رقيقة جعلت القشعريرة تسري داخل جسد ذاك العاشق الولهان و أردفت قائلة بنبرة مدافعه عن حالها ٠٠٠ طول عُمرك و إنتِ مظلومة يا ثُريا
أردف قائلاً علي عجل و لهفة ٠٠٠ لا عاش و لا كان اللي يظلمك طول ما انا عايش علي وش الدُنيا و فيا نفس يا غالية
شعرت بسعادة الدنيا تحوم حولها لإستماعها لتلك الكلمات من إبن عمها الغالي التي تعتبرهُ بمثابة شقيقها الثالث
و تحدثت إلية بعيون شاكرة و نبرة سعيدة ٠٠٠ربنا يخليك ليا يا عز و تفضل طول عمرك أخويا و سندي اللي لما بحتاج له دايماً بلاقية
إبتسم و سَعِد داخلهُ، فحتي و إن كانت تعتبرهُ ك شقيقها فيكفيه أنه قريبً من قلبها و لهُ بداخلهِ مكانة و لو صغيرة
أما هي فالتفت بوجهها تنظر من نافذة الطائرة و تتأمل في السماء و كلها إشتياق لرؤية زوجها الغالي و صِغارها التي إشتاقتهم حد الجنون،،
شعرت بحركة طفلها العنيفة داخل أحشائها و كأنهُ يركلها بساقيه ، فَقشعرت ملامح وجهها و وضعت يدها علي أحشائها و تألمت في صمت
فسألها ذاك المراقب لها مُتلهفً و الخوف ظهر بعيناه ٠٠٠ فيه حاجة بتوجعك يا ثُريا ؟
حولت بصرها إلية و أجابته مُبتسمة ٠٠٠ شكل إبن أخوك و لا بنته هيطلعوا أشقيا أوي ، مبيبطلش ترفيس طول الوقت جوة بطني
إبتسم لها و سألها بإهتمام ٠٠٠ نفسك في ولد و لا بنت ؟
أجابته بنبرة راضية كُلها يقين ٠٠٠ كل اللي يجيبه ربنا خير ، أهم حاجه البيبي يكون بصحة كويسه
و أكملت بنبرة حزينة و عيون مُنكسرة ٠٠٠ اللي أهم من كل ده إن ربنا يشفي لي أحمد و يخليه في وسط أولادة و يفرح بيهم و يشوفهم و هما بيكبروا قدام عيونه
نزلت كلماتها تلك علي قلبه زلزلته و حزن لأجل شقيقهُ و مصيرهُ المحتوم بالموت المؤكد وساد الصمت بينهما بعد تلك الكلمات
و بعد مدة من الوقت
دلفت إلي منزل العائلة بجوار عز وجدت ذاك العاشق بإنتظارها و الغيرة تنهش قلبه و تُشعله لرؤيتهما معاً ،، و أيضاً مُنيرة و منال و راقية و عبدالرحمن و اطفال المنزل،، الجميع بإنتظارهما بإشتياقٍ جارف لرؤيتهما و أيضاً للإطمئنان منهما علي صحة حسن و كيفَ أصبح
يُتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل السابع و العشرون
نظرت ثِريا إلية و شعرت أن روحها قد رُدت إليها من جديد بفضل رؤياه البهية ، أسرعت إليه و بدون وعي منها أو إدراك لمن هم حولها وجدت حالها ترتمي لداخل أحضانه و تحتمي به من مرارة الأيام و قسوتها عليها ، لم يشعر هو الاخر بحاله ، حاوطها بذراعيه و شدد من ضمتهِ لها مُقبلاً مقدمة رأسها و هو يشتم عبيرها بجنون ، متناسياً غضبته و غيرته التي إنتابته مُنذُ القليل
و تحدث إليها بنبرة عاشقه مشتاقه ٠٠٠ حمدالله علي السلامة يا حبيبتي
أجابته و هي مُغمضة العينان و كأنها تُريد أن تتناسي العالم بأكمله داخل أحضانه ٠٠٠ وحشتني يا أحمد ، وحشتني أوي
كُل هذا كان يحدث تحت أعين ذاك المغروم و عنوةً عن قلبه حزن داخلهُ و تألم بعدما رأي شوقها الجارف لحبيب صِباها و فارس أحلامها الوحيد
نفض رأسه من تلك الأفكار و أستغفر ربه و طلب منه السماح و العفو و المغفرة عن تلك المشاعر التي لا حيلة لهُ في تحريكها و يعلم الله علم اليقين أنه دائماً ما يُحاربها و بشدة و لكن يبدوا أنها تأصلت حتي بات عشقها يتحرك داخل عروقة و يسري كسريان الدمِ داخل الشُريان
تحرك هو إلي والدته أولاً و أحتضنها و بعدها أطفاله ثم منال الذي إحتضنته بحنان قائلة ٠٠٠حمدالله علي السلامة يا سيادة العقيد
إبتسم لها بهدوء و رد عليها قائلاً و هو يُربت علي كتفها ٠٠٠ الله يسلمك يا منال
ثم إلتفت بوجههِ إلي شقيقه و أردف متساءلاً بنبرة حنون ٠٠٠ صحتك عاملة أيه الوقت يا أحمد ، يا تري إتحسنت علي الدوا الجديد اللي كتبهُ لك الدكتور الفرنسي ؟
و بصعوبة بالغه تحامل علي حاله و أزال من داخلهُ شعور الغيرة الذي يسكنهُ كي لا يحمل أي ضغينة لشقيقه و الذي يجزم أنهُ لم يحمل له بداخله إلا كل الحب و الخير
و تحدث بهدوء ٠٠٠ الحمدلله ، حاسس إني أحسن من الأول بكتير
إبتسمت له متيمتهُ التي كانت تحتضن صغيرها رائف و تُزيدهُ من القُبلات الشغوفه و أردفت قائلة بسعادة ظهرت علي وجهها ٠٠٠ الحمدلله يا حبيبي ،، أنا متفائلة جداً بالدكتور ده و إن شاء الله الشفا هيكون علي إديه بأمر من ربنا
أردفت مُنيرة قائلة بتفاؤل ٠٠٠ إن شاء الله يا ثُريا
تبادل الجميع السلام و تحركوا إلي الداخل و جلسوا
نظرت منال إلي ثُريا و تساءلت بإهتمام ٠٠٠ ياتري الباشمهندس حسن عامل اية الوقت يا ثُريا ؟
أجابتها ثُريا بإبتسامة هادئة ٠٠٠ الحمدلله أحسن كتير
ثم أسترسلت حديثها بإبتسامة واسعه و هي تتنقل النظر بين الجميع ٠٠٠ عندي ليكم خبر هايل و إحتمال كمان ما تصدقهوش
حول الجميع أبصارهم إليها و أنتظروا باقي حديثها بترقب ، قاطعها عز مُداعبً إياها بإبتسامة ٠٠٠أقولهم أنا
قاطعته بإبتسامة سعيدة تحت إستشاطة أحمد و منال التي إشتعلت النار بداخلها غيرة علي رجلها الذي دائماً ما يغمر تلك الثُريا بالدلال و المداعبة أما هي فدائماً ما يُعنفها و يحاسبها حتي علي خروج النفس من داخلها،، هكذا حدثتها نفسها
رمقته ثُريا بنظرة لائمة مصطنعه و أردفت قائلة ٠٠٠ و بعدين معاك بقا يا عز
أجابها مبتسماً غير مستوعب كمية النار الشاعله داخل قلبي أحمد و منال ٠٠٠ خلاص يا ستي أديني سكت ، إتفضلي قوليلهم علي المفاجأة الغير متوقعة
تبادلت النظر بين الجميع و تحدثت بنبرة حماسية ٠٠٠ بابا وافق علي خطوبة حسن و البنت اللي بيحبها ، مش بس كدة ، ده كمان راح لبباها إنهاردة و طلب منه إيدها رسمي
تهلل وجه عبدالرحمن و مُنيرة التي تحدثت بسعادة ٠٠٠ اللي عمله أبوكي ده عين العقل علشان نفسية حسن تتحسن ،
و أكملت بتمني ٠٠٠ ربنا يتمم شفاه علي خير و يقوم لنا بالسلامة و نفرح بية
نظرت ثُريا إلي أحمد و أحتضنت كف يده و تساءلت بإهتمام ٠٠٠ أية رأيك يا أحمد في المفاجأة الحلوة دي ؟
أجابها بإبتسامة سعيدة لأجل سعادتها التي إرتسمت فوق ملامحها ٠٠٠ مفاجأة حلوة أوي ، ألف مبروك يا حبيبتي
أما منال التي نزل عليها الخبر كصاعقة، فهي دائماً يوهمها خيالها أن تلك الزيجة ستؤثر علي مستقبل أطفالها ، فتحدثت بإستهجان و نبرة إعتراضية ٠٠٠ و بباكي وافق إزاي بعد كل اللي حصل من إبن عمها ده ؟
وجه عز بصرهِ إليها سريعً و رمقها بنظرات محذرة فابتلعت ما تبقا من كلمات داخل جوفها و فضلت الصمت حفاظً علي كرامتها التي حتماً ستُهدر علي يده،، و أيضاً كي لا تستدعي غضبة و يُعيد تجربة هجرهُ لها من جديد
أما راقية التي تحدثت بإستهجان ٠٠٠ غريب أوي تصرف عمي محمد ، بقا اللي كان رافض الفكرة من الأساس و مانع أي حد يفتح معاه الموضوع ، فجأة كده يوافق بعد إبن عم البنت ما كان هيموت إبنه لولا ستر ربنا ؟
تحدثت مُنيرة بحده بالغة ناظرة لزوجتي نجليها اللتان دائماً ما تتدخلان فيما لا يعنيهما ناهرةً كلتاهما ٠٠٠ و بعدين معاكي إنتِ و هي ، ده بدل ما تفرحوا إن الهم و النكد اللي عيشنا فيه طول الشهور اللي فاتت دي هينتهي و بالنا هيروق ، قاعدين تحققوا زي ما نكون قاعدين في النيابة ؟
ثم نظرت إلي ثُريا و تحدثت إليها بإشفاق علي حالتها ٠٠٠ قومي يا بنتي إطلعي علي شقتك غيري هدومك و نامي لك شوية، شكلك تعبان و عامله زي ما تكوني مكنتيش بتنامي هناك
أجابتها بتأكيد علي حديثها ٠٠٠ أنا فعلاً منمتش كويس من وقت ما سافرنا ، كنا بنرجع بالليل علي الأوتيل أنا و ماما متأخر جداً و يدوب ننام كام ساعة و نقوم بسرعة علشان نروح نتطمن علي حسن و نشوفه فاق و لا لسه
أردفت مُنيرة ٠٠٠ غمة و إنزاحت يا بنتي، الحمدلله
ثم وقفت و هي تُمسك بإحدي يديها طفلتها يُسرا و بالأخري صغيرها رائف ثم نظرت إلي زوجها الغالي و تحدثت إلية ٠٠٠ أنا هسبقك علي فوق أنا و الاولاد يا أحمد
وقف هو متلهفً لها و أردف قائلاً ٠٠٠ أنا جاي معاكم يا ثُريا
ثم صعدا الدرج معاً و ما أن دلفا إلي مسكنهما حتي جذبها إلي داخل أحضانه و بات يُشدد من ضمته لها بتملك و جنون تحت إستغرابها و سعادتها بنفس الوقت
○○○○○○¤○○○○○○
في ظهر اليوم التالي
ذهبت تلك العاشقة إلي متيمها بقلبٍ يطير هائماً كي تري عيناه و تطمئن أنه قد أصبح بخير ،، دلفت للداخل بصحبة والدها و جدتها العجوز التي تستند علي عكازها الخشبي
إنتفض داخلة حين رأها ساطعة أمامه مثل شمشٍ في ضحاها ، إقتربت عليه الجَدة كي تطمئن علي حالته و تحدثت إليه بإبتسامتها الحنون لوجهها الطيب ٠٠٠ حمدالله علي سلامتك يا ولدي
أجابها بإحترام و وجهٍ مُبتسم ٠٠٠ الله يسلمك يا جدتي ، تعبتي نفسك ليه بس
أجابته مبتسمه ٠٠٠ تعبك راحه يا ولدي ، المهم إني إطمنت عليك
و أيضاً دياب الذي إقترب عليه و تساءل بإهتمام ٠٠٠ عامل أيه إنهاردة يا باشمهندس؟
أجابهُ بهدوء و آحترام ٠٠٠ الحمدلله يا عمي، أحسن لما شفتكم
ثم جاء دور العاشقان كي تلتقي العيون و تتحدث بمقالها ، أفسح لهما الجميع المجال و آبتعدوا قليلاً ،، فآقتربت هي و تحدثت عيناها إلية بعدما أحتضنت كل إنش بملامحه
تحدث هو إليها بنبرة لائمة ٠٠٠ هٌنت عليكِ تسبيني كل الوقت ده من غير ما تسألي عليا ؟
أجابته بلهفة سريعً ٠٠٠ ما سبتكش لحظة من يوم اللي حصل لحد ما أتأكدت إنك بقيت كويس
اجابها بعيونهُ العاشقه التي تَسحِرُها ٠٠٠ و مين قال لك إني ببقا كويس ووأنتِ بعيدة عني؟
إبتسمت خجلاً فزادت من إستشاطت قلبه و كيانه و تحدث بنبرة هائمة متناسياً بعيونها العالم من حوله ٠٠٠ وحشتيني يا بسمة ،، وحشتيني أوي
أجابته بنبرة حنون ٠٠٠ حمدالله على السلامة يا باشمهندس
رد عليها بنبرة هائمة ٠٠٠يا عيون و قلب الباشمهندس
نظرت لهُ محذرةً إياه كي تنبههُ إن لم يكن يشعر بمن حولهما ٠٠٠و بعدين معاك يا حسن ، ياريت تاخد بالك إن الكل بيبص علينا
أجابها مُبتسمً ٠٠٠ خلي اللي يبص يبص براحته، إحنا مبنعملش حاجة غلط ،
و أكملَ بإعتزاز و تفاخر ٠٠٠ إنتِ خلاص بقيتي خطيبتي رسمي و إن شاء الله أشد حيلي بس شوية كدة ،، و تبقي حرم حسن المغربي و فرحة أيامة اللي كانت محجوزة له
إبتسمت خجلاً و قضا معاً وقتً معلوم ثم عادت إلي منزلها بصحبة جدتها و والدها و سعادة قلبها العالية
و في اليوم التالي ذهب حسن بعربة المَشفي بصحبة عائلتهُ إلي مطار أسوان حيث إستقل الجميع الطائرة الخاصه المُجهزة لأية طوارئ تحدُث إلي حسن ،، عائدين إلي منزلهم بسلام بصحبة ولدهم الغالي العائد من الموت،، الشاطر حسن
و بعد مرور أكثر من سبع شهور علي واقعة طعن حسن و بعد أن شُفي تماماً من إصابته
ليلاً داخل محافظة أسوان الحبيبة و بالتحديد داخل ساحة منزل دياب كانت جميع عائلة المغربي و معارفهم حاضرون الزفاف ،، إلا من أحمد و ذلك بسبب تأخر حالته الصحية و ثٌريا التي رافقت مٌتيمها كي لا يبقا وحيداً داخل منزل العائلة
كانت الجدة قد صممت علي إقامة حفل زفاف حسن و بسمة داخل منزلهم المتواضع كي يٌشاركها الأهل و الأحباء فرحة زواج حفيدتها الغالية رٌغم حٌزنها الذي مازال قائمً علي حفيدها و إبن غاليها
و برغم نية صلاح المغربي السابقة بإقامة الحفل داخل أكبر فنادق أسوان و ذلك ليتناسب الوضع مع ضيوفهٌ التي حضروا من الاسكندرية كي يحضروا عٌرس نجل المغربي ، إلا أنهٌ وافق مٌرغمً علي طلب الجدة لإقامة حفل زفاف بسيط داخل منزلها كي لا يٌحزنٌها و كي تقوم بإكرام ضيوفها علي أكمل وجة من حيث مقدرتها مثلما طلبت هي
و قد وافق صلاح دون إعتراض منه و ذلك لإنتواءة أخذ ولده و عروسه في الصباح الباكر و العودة بهما إلي محافظة الأسكندرية حيث سيقيم له حفلٍ أخر هائل داخل إحدي كٌبري قاعات الأفراح لكي يدخل السرور علي قلب نجلة و عروسه ، و أيضاً لحضور و مشاركة رجال الدولة و والمال و الأعمال الذي بعث لهم دعوات لمشاركتة فرحته بنجلة العائد من الموت
يُتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثامن و العشرون
كان يجلس بجوارها داخل ذلك المكان المُزين بشكلٍ بسيط ببعض أفرع النخيل و البالونات و الزهور،، هذا المكان المُخصص لجلوسهما المسمي " بالكوشة " و التي و برغم بساطة تزيينها إلا أنها سحرت كُل من تطلع إليها
نظر لداخل عسليتاها الساحرة بلهفة و ولع روحه المُشتاقة يتأكل بعيناه كٌل إنشٍ بوجهها الصابح و تحدث بنبرة هائمة ٠٠٠ مبروك يا حبيبتي،، مبروك يا فرحة عمري اللي إكتملت إنهاردة بيكي يا بسمة
كانت تنظر إليه خجلة من نظراته الجريئة المتفحصة لملامحها و كأنهٌ يراها لأول مرة و يٌريد حفرها داخل رأسه للإحتفاظ بها
تحدثت إليه بتساؤل لطيف ٠٠٠ مبسوط يا حسن ؟
أجابها بسعادة ٠٠٠ مبسوط دي كلمة فقيرة أوي قدام اللي أنا حاسة يا بسمة ،، أنا حاسس إني دخلت جنتي و أنا لسه علي الأرض
إشتعل قلبها عشقً و فرحً من كلماته المعبرة و تحدثت بعدم تصديق ٠٠٠ تعرف إني لحد الوقتِ مش مصدقة اللي حصل ،، حاسة إني في حلم جميل و خايفة أوي اصحي منه و ما ألقكش جنبي
أمسك كف يدها الرقيق و ضغط علية بطريقة أذابت قلبها البرئ و تحدث و هو ينظر داخل مقلتيها ٠٠٠ ده مش حلم يا حبيبتي ،، ده أجمل واقع حصل لنا ،، خلاص يا بسمة ، من إنهاردة مش هخرجك من حضني تاني ابداً
إبتسمت بسعادة و تحدثت كي تُغير مجري الحديث كي لا تُزيدها علي حالها و تنهار حصونها أمام الجميع ٠٠٠ ياااه يا حسن ، أنا مبسوطة أوي علشان حلمي هيتحقق بكرة و أخيراً هشوف إسكندرية
إبتسم لها و أردف قائلاً بنبرة حنون ٠٠٠ ربنا يقدرني و أحقق لك كل أحلامك يا حبيبتي
أما منال التي كانت تجلس بجانب والدتها مجيدة التي همست إليها بكبرياء و هي تتطلع إلي ما حولها بإشمئزاز ٠٠٠ ده أية النسب اللي إبن عم جوزك دبسكم فيه ده ؟
و أكملت بكبرياء ٠٠٠ هو ده نسب يليق بعيلة المغربي اللي مناسبه أكبر عائلات إسكندرية،، و عيلة العشري أكبر دليل علي كدة !
و أكملت مستغربه ٠٠٠ ثم إزاي عز يوافق علي المسخرة دي ؟
ثم أكملت ساخرة ٠٠٠ لا و اللي يشوف عم جوزك و هو حاجز للمعازيم طيران خاص و حاجز لهم في أكبر أوتيل في اسوان كلها علشان يباتوا فيه،، يقول إننا هنيجي نلاقي نسب و فرح محصلش و لا هيحصل
تحدثت إليها منال و هي تترقب وتنظر حولها بحذر ٠٠٠ إسكتي يا ماما من فضلك لحد يسمعنا ،، أنا مصدقت إن علاقتي بعز تتحسن و ترجع زي الأول ، و كله بسبب إعتراضي علي المستوي اللي حضرتك شيفاه بعيونك ده
إستغربت مجيدة حديثها و تساءلت ٠٠٠ ليه، هو عز مكنش مُعترض علي الجوازة دي ؟
أجابتها منال بنبرة ساخرة ٠٠٠ معترض ، ده إتخانق معايا و راح نام إسبوع بحاله في أوضة ياسين و طارق علشان إعترضت علي الجوازة و حاولت أتدخل علشان أمنعها بطريقتي
تنفست مجيدة عالياً ثم آسترسلت حديثها بإهتمام قائلة ٠٠٠ سيبك بقا من موضوع حسن و جوازته اللي مش هتفيدنا بحاجة دي و خلينا في المصيبة اللي إحنا داخلين عليها
نظرت إليها منال بهلع و تساءلت بإستفهام ٠٠٠ مصيبة أيه يا ماما اللي بتتكلمي عنها دي ؟
فأجابتها مجيده بدهاء ٠٠٠ إسمعيني كويس وركزي في اللي هقوله لك ده يا منال
نظرت لها منال بتدقيق تنتظر باقي حديثها بتمعن حين أكملت مجيدة قائلة ٠٠٠أنا عوزاكي تخلي بالك من جوزك كويس أوي اليومين دول ،، و عوزاكي تهتمي بنفسك أكتر و تدلعيه و تعلقيه بيكي علي قد ما تقدري ،، مش عاوزة عيونه تشوف ست غيرك في الدنيا دي كلها،، مفهوم كلامي يا منال ؟
تساءلت منال بإستغراب و فضول ٠٠٠ و أية مناسبة كلامك الغريب في الوقت ده بالتحديد يا ماما ؟
إبتسمت مجيدة و أكملت حديثها بطريقة أمرة ٠٠٠ إسمعي كلامي و نفذية من غير نقاش يا منال ،، و كمان عوزاكي تجيبي له طفل تاني
جحظت أعين منال و تحدثت بإستنكار و نبرة مُعترضة ٠٠٠ قصدك طفل رابع يا ماما
ثم ضيقت عيناها بإستغراب وأسترسلت حديثها بتساؤل ٠٠٠ و بعدين أية اللي حصل فجأة كده و خلاكي تغيري مبدأك و تحولي كلامك بالشكل الغريب ده ؟!
إنتِ مش طول عمرك بتقولي لي إتقلي علي جوزك و بلاش تدلقي عليه و تظهري له حُبك علشان مياخدش مقلب في نفسه و يتغر و يتقل عليكي يا منال ؟
أجابتها مجيدة بذكاء و دهاء ٠٠٠ الوضع هيبدأ يتغير يا منال و عرشك في مملكة عز المغربي أصبح في خطر
و أكملت مفسرتً لها مغزي حديثها السابق ٠٠٠ أحمد سلفك خلاص ، بقا علي وشك الموت و كل يوم الموت بيقرب منه أكتر ،، و أكيد حماكي مش هيسيب بنت أخوة اللي لسه في عز شبابها تقعد أرملة كدة و تكمل باقي حياتها لوحدها ،، ده غير ولاد إبنه اللي هيحتاج يطمن عليهم قبل ما يموت هو كمان ، و بالتأكيد هيفكر يجوزها لحد من أولاده
و أكملت بحقد ٠٠٠ و طبعاً لأنها مٌدللة العيلة و بنتهم الوحيدة هيختارو لها أحسن و أقوي واحد من ولادهم علشان يقدر يحمي الولاد و يربيهم كويس ،،
و أكملت بإحباط ٠٠٠ و زي ما أنتِ عارفة عبدالرحمن سلفك طول عمرة ضعيف الشخصية و سلبي وزمش حمل مسؤليه
و أكملت و هي تنظر داخل عيناها بتأكيد ٠٠٠ يبقا العيون كلها هتبقا علي سيادة العقيد ،، الراجل القوي حامي الحمي لأهله
إرتعبت منال و شحبت ملامح وجهها و حولت بصرها سريعً إلي عز الجالس بجانب أبية يتحدثان بملامح حزينة و هذا أصبح الطبيعي لدي جميع العائلة بعدما علموا بمرض عزيز أعينهم و غاليهم
تساءلت منال بإرتياب ٠٠٠ تفتكري يا ماما إنهم ممكن فعلاً يفكروا في كده ؟
أجابتها مجيدة بيقين و تأكيد ٠٠٠ أنا متأكدة إنهم مش هيفكروا غير كده ،، و لو مكنوش هيفكروا في ده علشان خاطر خوفهم علي بنتهم و ولاد إبنهم ، يبقا هيفكروا علشان الورث الكبير اللي هيورثوة أولاد أحمد بعد ما حماكي قرر يخالف شرع ربنا و يكتب لهم نصيب أحمد كامل علي حسب كلامك اللي بلغتهولي ، و ده طبعاً غير اللي ثريا نفسها هتورثه من الحاج صلاح
و أكملت بتذكير لإبنتها ٠٠٠ إنتِ ناسية إن أهل جوزك من أغني أغنياء إسكندرية ،،ده كفاية بس الأراضي و جناين الفواكة اللي بيملكوها
و أكملت بتساؤل ٠٠٠ تفتكري يا منال بعد كل اللي قولتهولك ده أهل جوزك هيترددوا لحظة واحدة من إنهم يجبروا عز علي جوازة من أرملة أخوة ؟
و طبعاً لأن جوزك عامل لي فيها حامي الحما هيوافق مٌرغم علشان يحافظ علي الأولاد
إرتعبت منال و ظهر الهلع فوق ملامحها و أمسكت كف يد والدتها و تحدثت إليها بإستعطاف ٠٠٠ و العمل أية يا ماما ،، أنا ممكن أموت فيها لو ده حصل و عز لمس ست غيري
ربتت مجيدة فوق كف يدها و أردفت بإبتسامة مُطمأنة إياها ٠٠٠ إهدي يا منال ، أنا مش عوزاكي تخافي طول ما أنا و بباكي جنبك ، بس أهم حاجه تسمعي كلامي و تنفذية بالحرف الواحد ،، و أهم حاجة لازم تعمليها و فوراً هي إنك تشيلي الوسيلة و تحملي ،، و ياسلام لو الحظ كان حليفك و جيبتي لهم ولد ثالث
و أكملت مبتسمة بإستهزاء ٠٠٠ ما أنتِ عارفه إن الفلاحين مفيش حاجة بتسعدهم و بتعزز مكانة الست عندهم قد خلفة الصبيان
إبتسمت لوالدتها و أماءت بموافقة و شعرت بالإطمأنان و نظرت أمامها في ثبات تنظر بكبرياء للحضور كعادتها
___________________
كانت تقف أمام المشعل داخل المطبخ تبكي بمرارة علي حال زوجها و ما أوي إليه و هي تصنع لحبيبها الطعام الخاص به و بها أيضاً ، فمنذٌ أن إشتد علية المرض و أمتنع من تناول معظم الأكلات إلا من البسيط منها ، و هي تشاركه وجباتة كي لا يشعر بالحرمان و الملل و السخط
و من حيثُ الجانب النفسي كان هذا عقابها التي أختارتة لنفسها علي تقصيرها الغير مقصود الذي سيٌكلفهم هي و معشوقها و غواليهم الثلاثة ثمنً باهظً ،، ألا و هو فقدان حياة معشوقها و متيمُ عيناها ،، ستخسرهٌ للأبد هي و غواليها اللذين سيصبحون بدون سند ،،بدون حماية ،،بدون حنان ،،بدون أب و هم في بداية عمر الزهور
جففت دموعها بكفيها و نظرت للأعلي تطلب من الله سبحانه و تعالي أن يمدها بالصبر كي تتحمل ما هي عليه
رصت أواني طعامهما فوق الصَنية المخصصة بعناية و أهتمام ثم أخذت نفسً عميقً و زفرته بهدوء في محاوله منها بتهدئة حالها ،، ثم حملت الصَنية بين يديها و تحركت بها إلي خارج المطبخ ،
وجدته يجلس بجانب يسرا و رائف و يحمل بين ساعدية صغيرته نرمين التي بالكاد أكملت شهرها السابع ، كان يٌزيدها من قبلاته التي يتيقن أنها ستٌحرم منها و للأبد في القريب العاجل
وضعت الطعام فوق الطاولة الموضوعه بالصالة و تحركت إلية قائلة بنبرة حنون و هي تحمل عنهُ صغيرتها و تُعطيها إلي يٌسرا التي حملتها بحنان ٠٠٠ يلا يا حبيبي علشان ناكل و تاخد علاجك
ثم نظرت إلي يٌسرا و تحدثت مٌحذرتً إياها بهدوء ٠٠٠ خلي بالك من أختك يا حبيبتي و أوعي توقع منك !
تحدثت الصغيرة إلي والدتها بإبتسامة حنون ٠٠٠ ما تخافيش يا ماما ، أنا هدخلها جوة حضني أوي و أمسكها كويس علشان مش تقع مني
و أكمل رائف بنبرة طفوليه لطفل بالكاد أكمل عامه الثالث والنصف ٠٠٠ مش تقلقي يا ماما ،، أنا كمان هخلي بالي منها علشان الوَحش ميجيش و يخطفها
إبتسم له أبيه و ملس علي رأسة و قبلها بحنان كمودع ،، و تحرك بجانب حبيبته ليتناولان طعامهما و ذلك بعدما أعدت ثريا الطعام لطفليها يسرا و رائف و أطعمتهما بعيداً عن مرمي والدهما
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل التاسع و العشرون
غرفت له الطعام و أبتسمت و هي تٌناوله صَحن حَساء الخضروات ،، إبتسم لها و تناوله علي الرحب و جلست و شرعا معاً بتناول الطعام
فتحدث و هو ينظر إليها بعيون هائمة ٠٠٠ لسه مملتيش من أكل العيانين اللي بتاكليه معايا كل يوم ده يا ثٌريا ؟
إبتسمت له و تحدثت بحب صادق ٠٠٠ عمري ما أزهق من حاجة بشاركك فيها يا نور عيون
و أكملت بإبتسامة كي لا يشعر بتألم روحها و ضميرها المٌلام اللذان باتا يلازماها أينما ذهبت ٠٠٠ و بعدين فين أكل العيانين ده ،، دي شوربة خضار و طعمها جميل جداً ، و أرانب مسلوقة ،، فضل و نعمة من ربنا لحد متخف و ترجع لي تاني أحسن من الأول،، و ساعتها ناكل من تاني كُل اللي نفسنا فيه
إبتسم لها بمرارة و نظر لغواليه و هم يلهَون و ضحكاتهم السعيدة التي تملئ المنزل و تحدث بنبرة يملؤها الألم و المرارة ٠٠٠ خلي بالك من الأولاد يا ثريا و خصوصاً نرمين
و أكمل بمرارة ٠٠٠ لأنها هتبقا أكتر واحده محتاجة للحنان و الرعاية اللي هتتحرم منهم في غيابي
إنزعجت ملامحها و أقشعر بدنها و تحدثت مٌتلهفة ٠٠٠ إوعا أسمعك بتتكلم بنبرة الإنهزام دي تاني يا أحمد ،، إنتَ هتخف و هتقوم لأولادك بالسلامة و محدش هيربيهم و ياخد باله منهم غيرك
ثم نظرت إلي نرمين بإبتسامة حنون و تحدثت بنبرة تفاؤلية متمنية ٠٠٠ و محدش هيسلم نرمين لأيد جوزها غيرك إن شاء الله
أمال رأسهٌ و نظر لداخل صَحنه و الألم ينهش داخلة و شبح الموت يحوم أمام ناظرية طيلة الوقت حيث أنهٌ بات ينتظرةُ يومياً ، و تابع تناول الحَساء بصمتٍ تام
أما هي فكان الألم يعتصر قلبها العاشق و ضميرها يٌحملها نتيجة ما وصل إليه حبيبها و تحدثها نفسها اللوامه أن لولا صمتها المٌخجل ما وصلت حالتة و تطورت و تملك المرض من جسده إلي هذا الحد،، و لكان شُفي أحمد و عاد إلي حالتة الأولي
إستغفرت ربها بسرها و طلبت منهُ المغفرة علي إنجرافها وراء أفكار الشيطان الذي يوسوسُ لها بها طيلة الوقت ليجعلها تسخط علي حياتها و تُشكك بقدرها ،، و لكنها إستغفرت ربها و عادت لرُشدها و هي تُصبر حالها بأن هذا هو قدرة من الحياة و هذة إرادة الله التي لا راد لها
○○○○○○¤○○○○○○
إنتهي حفل الزفاف و وقفت الجده تودع إبنة نجلها الغالي و هي تبكي و تؤمن حسن عليها قائلة بدموع ٠٠٠ خلي بالك من بسمتي يا ولدي ،، و خليك فاكر إنك واخد قلبي معاك و ماشي
نزلت دموعها متأثرة بدموع و كلمات جدتها المؤثرة فحاوط حسن كتفها برعايه و تحدث إلي الجدة بخيتة بكلمات مطمأنة ٠٠٠ أوعي تقلقي علي بسمة و هي معايا يا جدتي ، بسمة موجودة جوة قلبي و هشيلها جوة عيوني
إبتسمت له بهدوء و ودعتها سُعاد و نورا أيضاً بدموعهما الغزيرة
ثم أخذ حسن عروسه إلي الفندق الذي إحتجز به غرفة لقضاء ليلتهٌ المميزة مع سمرائة و التي بات يحلم بها طيلة المدة المنصرمة وبالتحديد مُنذُ أن قابل تلك الجنية ساحرة العيون،، سمراءُ النيل وحوريته
و ذلك لعدم إكتمال منزله الذي صمم حسن علي بناءة داخل أسوان و وافق صلاح مُرغمً ، وشرع صلاح ببناء منزل جميل لإبنه بحديقة صغيرة علي الطراز الحديث و لكنه لم ينتهي بعد
دلف لداخل غرفة الاوتيل وأوقفها أمامه وتحدث بنبرة حنون ٠٠٠ ألف مبروك يا بسمة
أجابته بنبرة قلقة و هي تتهرب من النظر داخل عيناه بإرتباك ممزوجً بخجلٍ شديد ٠٠٠ الله يبارك فيك
أمسك ذقنها و رفعه ليواجه عيناها التي يعشق النظر بداخلها و تساءل مٌداعبً إياها بنبرة لأئمة لطيفة مصطنعه ٠٠٠ حد بردوا يتكسف من جوزة حبيبة ويحرمة من البصه في عيونة الحلوة دي ؟
إشتعل داخلها من إستماعها ولأول مرة لقب زوجها وما أسعد روحها و أشعلها هي مداعباته اللطيفه لها بتلك الكلمات الساحرة الجديدة علي مسامعها
إستغل ذوبان روحها بكلماته وأقترب منها ومال عليها بطوله الفارع يتلمس شفتاها الناعمة ليقتطف منها أولي ثمار عشقهما الحلال ،،فقد تحمل الكثير في بُعدها ولم يعُد قادراً علي التحمُلُ بعد
ذاب معها داخل قبلتها الشهية رائعة المذاق و بعدها أبعدها وبدأ بسحب سِحاب ثوبها للأسفل و تحدث بهدوء محاولاً التماسك تحت خجلها المٌميت ٠٠٠ غيري الفستان و أدخلي إتوضي علشان نصلي قبل أي حاجة
و أكمل مبتسمً وهو يتلمس وجنتها بحنان ٠٠٠ علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا و يرزقنا الرضي و الهداية
إبتسمت له وأومأت بموافقة و بالفعل خلعت عنها ثوبها بعدما جعلته يستدير كي لا يراها هكذا و أخذت معها ثوبً للصلاة كانت قد أحضرته مع حقيبتها التي أعدتها من ذي قبل ، و دلفت لداخل المرحاض لتغتسل ،، بعد مدة كانت تقف خلفة و يأمُ هو بها للصلاة ،، صلي بها و بعد الإنتهاء من الصلاة وضع كف يدة فوق رأسها وبدأ بالدعاء كما السنة لنبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم
و. بعدها وقفا معاً و ابدلت هي ثيابها بأخري رقيقة جذابة تصلح لتلك الليلة المٌميزة
إقترب عليها و سحبها برقة لداخل أحضانه و ضل يشدد من إحتضانة لها و كأنهٌ بإحتضانته تلك يعوض حرمانة السابق منها ويطمأن روحه قبل روحها بأن رحلة عذابهما قد إنتهت وبدأت سنوات الرخاء و الأمل والعشق والشوق الجارف لعاشقان إتحدا وألتقيا بعد معاناة
كانت تقبع داخل أحضانه الحانية مستسلمة له بكل ما فيها ، إستغربت حالها وحالة الأمان والطمأنينة التي شعرت بها داخل أحضانه ،، فتيقنت حينها أنها آٌصيبت الإختبار وأختارت رجلاً بكل ما تحملة الكلمة من معني،، رجُلً تأمن علي حالها معه
بعد مدة من الوقت كان يحتضنها ويقبل وجنتها بحنان شاعراً بسعادة لم يحظَ بها من ذي قبل، شعور بإرتياح بالغ ، مد أصابع يده وتلمس بها ذقنها رافعً وجهها لتقابل عيناهُ عسليتاها الساحرة وتحدث بمباركة ٠٠٠ مبروك يا سمرا ،، ألف مبروك يا بسمة عمري
إبتسمت خجلاً و تحدثت بنبرة أنثوية جذابة أثارت داخلهُ ٠٠٠ الله يبارك فيك يا حبيبي
إشتعل كيانه من إستماعه لتلك الكلمة التي طالما حلم أن يستمع إليها من بسمتة وهي داخل أحضانة فما كان منهٌ إلا أنه أنهال علي شفتاها من جديد ليروي عطشه وعطشها الذي طال بالإنتظار
○○○○○○¤○○○○○○
مساء اليوم التالي داخل مدينة الإسكندرية
كانت تجلس بجانبة داخل المكان المخصص لجلوسهما داخل حفل زفافهما الثاني وسعادة الدنيا تحوم من حولها وتمتلك من قلبها البرئ
أمسك كف يدها ووضع به قٌبله حانيه أخجلت إبنة أسوان ذات الملامح الرقيقة والحس الرائع ،، نظرت إلية بعسليتاها الجذابة ورموشها الكثيفة التي آوقعتهُ صريعً داخل عشقها من أول نظرة ومٌنذ ذاك اليوم وقد أصبحت عيناها محور أحلامه وأقصي مُبتغاه
إبتسمت له برقة بطريقة أذابت قلبهٌ المٌتيم بعشقها و تحدثت في إشارة منها إلي ثوب زفافها المٌبهر ٠٠٠ متشكرة أوي يا حبيبي علي الفستان
نظر لعيناها وتساءل بإهتمام ٠٠٠ عجبك يا قلبي ؟
أجابته سريعً بإنبهار ٠٠٠ جداااا ،، حقيقي مٌبهر ،، مش هو بس ،، القاعة وتجهيزاتها ، الفرقة ، كل حاجة مبهرة يا حسن
وأكملت بنبرة مُبهجة ٠٠٠ وتعرف كمان أيه أكتر حاجة مخلياني طايرة من السعادة ؟
نظر لها بعيون عاشقة وتحدث مستفهماً ٠٠٠ أيه يا قلبي؟
أجابته بسعادة ٠٠٠ إني وأخيراً زورت إسكندرية ،، ومش أي زيارة ،، ده أنا بتزف فيها علي أرجل وآجدع شاب فيكي يا آسكندرية
تحدث بعيون حنون ٠٠٠ أنا اللي حظي من السما علشان جنبي أحلا وأجمل وأرق عروسة خلقها ربنا
إبتسمت خجلاً واكملا حديثهما السعيد لكليهما
أما ثٌريا فكانت تجلس حول الطاولة التي تجمعها بنساء المنزل وجَدة ووالدة بسمه وأيضاً صديقتيها تهاني وأمنية اللتان أتيا مع الجَدة لحضور حفل زفاف صديقتهما الوفية
تحدثت مٌنيرة إلي الصغيرة نرمين التي تحملها وتحتضنها برعاية ٠٠٠ عقبالك يا نرمين
و أكملت بنبرة حزينة متمنيه دوام الصحه لإبنها ٠٠٠ يا تري يا بنتي هعيش لما أشوفك عروسه وأبوكي بيسلمك بإيده لعريسك
تنهدت ثُريا وعزيزة وهاجم قلبيهما الألم ،،
فشعرت عزيزة بحزن إبنتها فتحدثت إلي الجدة بخيتة كي تٌخرج الجميع من تلك الحالة ٠٠٠ منورين إسكندرية كلها يا حاجة وألف مبروك لبسمة ،، عقبال ما تشيلي أولادها إن شاء الله
إبتسمت لها الجده وأردفت قائلة ٠٠٠ إسكندرية منورة بناسها الطيبين يا بتي
وأكملت بضحكة زينة ثغرها ٠٠٠ ياااااه يا بتي ،، يا مين يعيش تاني ،، لساتني هعيش لحد مشيل صُغار بسمة
ربتت زوجة ولدها سٌعاد علي كف يدها وتحدثت بنبرة صادقة ٠٠٠ ربنا يبارك في عمرك وصحتك يا أما ،، ده أحنا من غيرك ما نسواش
إبتسمت لها بخيتة وتحدثت بنبرة حنون ٠٠٠ ويبارك في عمرك يا بت الأصول
أما عز فكان يجلس بجانب والده وأحمد ويضع فوق ساقية رائف يٌداعبهٌ ويٌقبلهٌ بحنان
فنظرت إليه مجيدة وهمست بجانب آذن إبنتها التي تجلس بجانبها حول طاولة أخري بعيدة عن تجمع نساء العائلة ٠٠٠ بصي علي جوزك و أتفرجي وملي عينك كويس
نظرت منال فرأت عز يٌقبل رائف بحنان ويضمهٌ إلي صدرة برعايه ، فأسترسلت مجيدة حديثها الخَبيث ٠٠٠ شفتي وإتأكدتي إن كلامي صح ،، أهو سعادة العقيد المحترم بيستعد للدور اللي هيستلمه قريب
إشتعلت النار داخل صدر منال وذلك لشدة غيرتها علي زوجها وتحدثت بغلٍ ٠٠٠ علي جثتي لو ده حصل يا ماما ، بكرة تشوفي بعيونك منال هتعمل أيه ،، هتشوفي وتفتخري بتربية إيدك يا مجيدة هانم
إبتسمت مجيدة بفخر ورضا
بعد قليل إشتغلت الموسيقي النوبيه العريقة و تحرك حسن وبسمة إلي وسط القاعة حيثٌ المكان المخصص لرقص العروسان و بدأن بالرقص ، وبدأ الشباب والفتيات النوبيين الذين اتوا من أسوان خصيصاً لمشاركة إبنتهم فرحتها، بالإلتفاف والرقص النوبي حولهما وسط سعادة جميع الحضور الذين بدأوا بالتصفيق لهم مع إنبهارهم بخطواتهم و الرقص وجمال روح هؤلاء الشباب التي تظهر علي ملامحهم الطيبة
يُتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثلاثون والأخير
عادا العروسان من جديد إلي حيثُ جلوسهما وتحركت ثُريا حاملة رضيعتها و وقفت بجانب أحمد وتحدثت إلية بهدوء ٠٠٠ أية رأيك يا أحمد ناخد صورة تذكارية مع العرسان
إبتسم لها بموافقة وتحرك بجانبها وصولاً إلي بسمة وحسن الذي وقف سريع إحترامً لأحمد وتقديراً له ولحالتهُ التي وصل إليها بفضل المرض
إحتضن أحمد حسن مُربتً علي ظهرهِ بحنان وأردف قائلاً ٠٠٠ ألف مبروك يا حسن ، عقبال البكاري يا حبيبي
أجابهُ حسن بإبتسامة٠٠٠ تسلم يا حبيبي ، عقبال ماتجوز أولادك في حياتك إن شاء الله
وأحتضنت ثُريا بسمة بحنان وتحدثت إليها بإنبهار ٠٠٠ ماشاء، الله عليكي يا بسمة ، زي القمر يا حبيبتي
أجابتها بإبتسامة خلابة تُذهب العقل ٠٠٠ وأنا هاجي في جمالك أية بس يا أبلة ثُريا
أما أحمد الذي حول بصرهِ إلي إبتسام وتحدث إليها مُهنئً بوجهٍ بشوش ٠٠٠ ألف مبروك يا عروسه
ثم نظر إلي حسن وتحدث بلباقة ٠٠٠ طول عمر ذوقك عالي يا باشمهندس ، بس المرة دي تفوقت علي نفسك في الإختيار
إبتسمت لهُ بسمة وأجابته شاكرة إياه ٠٠٠ مُتشكرة جداً لذوقك يا أستاذ أحمد
إبتسم لها وأردف قائلاً٠٠٠ أستاذ أية بس إنتِ زي أختي،،كفاية تقولي لي أحمد
هزت لهُ رأسها بإيماء وتحدث حسن مُشيراً إلي المصور في إشارة منه لإلتقاط بعض الصور التذكارية
وقفت ثُريا متوسطة زوجها وشقيقها اللذان حاوطاها بالرعاية والحنان وأتخذت لهم أكثر من صورة للذكري
وبعد قليل أعلن عز عن إفتتاح البوفية وقام العروسان بتقطيع قالب الحلوي المخصص لزفافهما وأطعما بعضهما البعض تحت نظراتهما العاشقة ، وتحرك الجميع إلي البوفيه المتواجد به كٌل ما لذ وطاب من الأكلات الشهية
طال الإحتفال وسط سعادة الجميع وضحكاتهم التي تخرج من القلوب ، وبعد مٌدة إنتهي الحفل بسلام وأخذ حسن عروسه الجميل إلي منزل العائلة حيث مسكنه الخاص الذي أعده له صلاح ليٌصبح مقر سكنه عندما يأتي حسن و زوجته زياراتهما إلي الإسكندرية
○○○○○○¤○○○○○○
بعد مرور إسبوع علي هذا الزفاف قضا منهُ العروسان خمسة أيام داخل منزل العائلة وسط أجواء عائلية سعيدة وبعدها أخذ حسن سمرائهُ وأتجة بها إلي الشالية المملوك للعائلة والذي يتواجد داخل منطقة العجمي ليستجما به مدة إسبوعً كاملًا حتي يحصلاَ علي بعض الخصوصية ويختليا ببعضهما كزوجان حديثان
كانت تتحرك علي شاطئ البحر بجانب حبيبها العاشق متشابكان الأيدي بترابط ، ناظرة إلي البحر بإنبهار تتأمل كل ما يُحيطها بعيون مُتسعة ، تشعر وكأنها في عالم أخر لم ترا مثلهُ من ذي قبل، عالم ساحر ببحره وسماءة الصافية بلونها الأزرق الأخاذ ، وشاطئهُ الرملي الناعم الملمس ،،
صدق من أطلق عليها عروس البحر الأبيض المتوسط
تحدث إليها عاشق عيناها متساءلاً بحنان ٠٠٠ مبسوطة يا حبيبتي ؟
حولت بصرها إلية سريعً وأردفت قائلة بلهفة ٠٠٠ مبسوطة أوي يا حبيبي ، إسكندرية طلعت أجمل مما تخيلت بكتير ، كل شئ هنا ساحر وغير
سألها بدعابه ٠٠٠ لسه ما غيرتيش رأيك في إنك تنزلي تعومي معايا في البحر
أجابته بتأكيد ٠٠٠ و أية اللي هيخليني أغير رأيي،، يا حسن إنتَ مش فاهم، أنا بعشق البحر و بعشق النظر ليه،، بس في نفس الوقت بترعب من عُمقه و وسعه ، لما ببص عليه و عيوني مبتجبش أخرة بلاقي جسمي كله بيرتعش ،، علشان كدة بكتفي بالنظر عليه من علي الشط
و أكملت برضا كامل و هي تنظر حولها بإنبهار ٠٠٠ و بعدين كفاية جداً إنك جنبي و معايا،، بحر و شط و شمس و عيونك الحلوة،، تفتكر هحتاج إيه أكتر من كده تاني
إبتسم لها و تحدث بعيون هائمة ٠٠٠ ربنا يقدرني و أقدر أخليكي دايماً مبسوطة يا بسمة
أجابتهُ و هي تشدد من إحتضانها لكف يدة ٠٠٠ طول ما آنتَ جنبي و معايا أكيد هكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها يا حبيبي
بحبك يا بسمه،، جملة قالها حسن بعيون هائمة
ردت علية قائلة بحب ٠٠٠و أنا بعشقك يا حسن
○○○○○○¤○○○○○○
بعد مرور عشرة أشهر داخل مدينة الإسكندرية
كانت تجلس بسمة داخل تلك الغرفة المتواجدة بالدور الأسفل من منزل العائلة و المعهودة بإستقبال مواليد أل المغربي أجمع ، و يجلس بجانبها مغروم عيناها ، عاشقها حتي النخاع، حسن و هو يتلمس وجنتها بحنان متحدثً ٠٠٠ حمدالله على سلامتك يا قلبي
إبتسمت له بحنان و أردفت قائلة بنبرة واهنة و ضعيفة و ذلك من تأثير تعب الولادة ٠٠٠ الله يسلمك يا حبيبي
كانت عزيزة تحمل حفيدها الأول لنجلها الغالي ، تنظر إليه بسعادة و أبتسامة متسعة و هي تتحدث إلي ثريا المبتسمة بسعادة لشقيقها الغالي و حبيبته ٠٠٠ شوفتي الولد يا ثُريا ،، الله أكبر عليه،، نسخة صغيرة من حسن
إبتسمت ثٌريا التي تحمل صغيرتها نرمين و تحدثت ٠٠٠ كلامك صح يا ماما ،، حقيقي شبة حسن أوي
ثم نظرت إلي إبتسام و حسن و تحدثت ٠٠٠ إختارتم الإسم للنونو و لا لسه ؟
أجابها حسن مبتسمً و هو ينظر إلي حبيبته قائلاً ٠٠٠ علشان ربنا كان رؤوف بينا أوي و شملنا بعطفه و رحمتة ،، أنا و بسمة إخترنا له إسم رؤوف
إبتسمت عزيزة و تحدثت برضا ٠٠٠ حلو أوي الأسم يا حسن ، و فخم كمان
ثم نظرت إلي بسمة و تحدثت بحنان ٠٠٠ ألف مبروك يا بنتي و عقبال ما تخاوية إن شاء الله
إبتسمت لها و أجابتها بإمتنان ٠٠٠ متشكرة يا ماما
___________________________
أما خارج الغرفة يجلس أحمد و عز المجاور لهُ و الذي وجة حديثهُ إلية و هو يسألةٌ عن حالة بحنان ٠٠٠ صحتك أخبارها أيه الوقت يا أحمد ؟
أجابهٌ برضا و يقين ٠٠٠ الحمد لله يا عز ،، كل اللي ييجي من ربنا خير
تحدث إليه عز بلهجة حادة بعض الشئ ٠٠٠ علي فكرة يا أحمد ، أنا مش عجباني حالة الإستسلام اللي إنتَ فيها دي ،، إصلب طولك و قوي نفسك و قولها إنك أكبر من المرض ،، صحيح إن الشفا بإيد ربنا سبحانة و تعالي،، بس العزيمة و الأمل كمان ليهم دور إيجابي كبير في الشفا
و أكمل بقوة ٠٠٠ حارب احساس الهزيمة اللي جواك ده و إنتَ إن شاء الله هتخف و هتبقا كويس
إبتسم ساخراً و تحدث بنبرة حزينة ٠٠٠ إنتَ بتضحك عليا و لا علي نفسك يا عز ،، أنا و إنتَ عارفين كويس أوي إن المرض ده مهما طالت مدته فأخرته المؤكدة هي الموت
نكس عز رأسه حزنً لتيقنه صحة حديث شقيقه ، و تألم داخله و صرخ قلبه علي أخية و شبابهٌ الذي لم يعش منهٌ إلا القليل
فتحدث أحمد إلية بحديث ذات مغزي ٠٠٠ أنا عارف و متأكد إن أيامي في الدنيا أصبحت معدودة،، و راضي بنصيبي و قدري اللي ربنا كتبهٌ لي ، بس ليا عندك طلب واحد يا عز
نظر إليه عز و تحدث متلهفً ٠٠٠ أؤمرني يا حبيبي
أجابهٌ أحمد بحسرة و ألم ظهر داخل عيناه ٠٠٠ خلي بالك من ولادي يا عز ،، ولادي أمانة في رقبتك يا أخويا ،، أمانه عليك ما تسيب بناتي غير لما توصلهم بإيدك لبر الأمان في بيت إجوازهم ،، و رائف يا عز ،، خلي بالك من رائف و أعتبرة واحد من ولادك
و أكمل بترجي ٠٠٠ إوعدني يا عز
نظر له عز و تلألئت الدموع داخل عيناه و أجابهٌ بنبرة صلبه صادقة ٠٠٠ ولادك في رقبتي لأخر نفس فيا يا أحمد ،، إوعا تقلق عليهم ، أعاهدك قدام ربنا إني عمري ما هتخلي عنهم و إني هعاملهم زي ياسين و أخواته و ربي شاهد علي كلامي ده.
تنهد أحمد بإرتياح و أكمل بغصة مؤلمة وقفت داخل حلقة حتي انها كادت أن تخنقه و تٌزهق بروحهِ ٠٠٠ و ثريا يا عز ،، ثريا أمانه في رقبتك،، خلي بالك منها
ثم أنزل بصرة سريعً كي لا يري شقيقهٌ مرارة نظراته و يفهم أنه يعلم ،،
أجابهٌ عز بألم يمزق وجدانه ٠٠٠ إطمن يا حبيبي ،، ثريا و ولادك أمانتك ليا اللي هقف قدامك يوم اللُقى و أقول لك انا صُنت أمانتك يا أحمد
أخرجهما مما هما علية والدهما الذي أتي و جلس بجانب غاليه و وضع يده علي كتفه متساءلاً ٠٠٠ عامل أيه إنهاردة يا أبني
أجاب والدهٌ بنبرة متماسكة كي لا يٌحزنه ٠٠٠ الحمدلله يا حاج ، أنا بخير
○○○○○○¤○○○○○○
بعد مرور إسبوعان فقط
إشتد التعب علي أحمد و أنهار جسدة و لم يعد يتحمل شدة الألم ، فنقلهٌ عز إلي المشفي رٌغم إعتراضة
دلفت إليه غرفة الرعاية المشددة الذي آحتجز بها ليٌقضي بها ما تبقي له من أيام تحت الرعاية حتي يٌخفف عنه الأطباء بشاعة ألم المرض ،، نظر لداخل عيناها و قد بات المرض ينهش بملامحه و بهت لونه و تحول جلدهُ إلي الأصفر الداكن و تحول بياض عيناه للون الأصفر دلالة تمكٌن المرض من جسده
أمسكت يده و قبلتها بحنان ،، أغرقت دموعها التي هبطت عنوةً عنها كف يداه و تحدث و هو مبتسمً بوهن و ضعف ٠٠٠ متعيطيش يا حبيبتي و إسمعيني كويس ،، أنا اللي فاضل لي مش كتير ، علشان كده عاوز أضمن أمانك إنتِ و ولادي
وضعت يدها تتحسس شفتاه التي أصبحت باللون الازرق الداكن بفضل المرض و تحدثت ٠٠٠ أرجوك ،، إوعا تنطقها يا أحمد ،، إنتَ هتخف و هتبقا كويس إن شاء الله ،، خلي عندك أمل و يقين بالله
أجابها بنبرة رجل يائس بائس يحتضر و يٌجهز حاله للرحيل الحتمي ٠٠٠ خلينا واقعيين يا ثُريا ، ده مش كلامي ،، ده كلام كل الدكاترة اللي شافوا حالتي و قالوا إني بقضي أخر أيامي ،، إسمعيني أرجوكِ و متقاطعنيش و خلينا نتكلم في المهم
ثم نظر بداخل عيناها و بصعوبة بالغة أخرج كلماته بنبرة قاتلة لقلبهِ العاشق بجنون لإمرأة
حياته ٠٠٠ أنا عاوزك بعد موتي تتجوزي عز
جحظت عيناها بذهول و تحدثت بإشمئزاز ٠٠٠ إنتَ بتقول أيه يا أحمد ،، للدرجة دي بايعني و مفرقش معاك
أجابها بثقة ٠٠٠.للدرجة دي شاري راحتك يا بنت قلبي
و أكملَ بيقين ٠٠٠ بعد موتي عز هيطلب إيدك للجواز ،، وافقي يا ثٌريا ،، عز الوحيد اللي هقدر أطمن عليكي و إنتِ معاه ،، و هو الوحيد اللي هيخاف علي ولادي و يربيهم و يحافظ علي حقوقهم بما يرضي الله
إبتسمت ساخرة و تحدثت بتهكم ٠٠٠ و أية بقا اللي مخليك متأكد أوي كده من إن عز هيطلب يتجوزني ؟
ثم نظرت إلية بتشكيك وتساءلت بعيون غاضبة متسعة ٠٠٠ ولا تكونش قولت له هو كمان الكلام الفارغ ده ؟
إبتسم ساخراً و أجابها بمرارة ٠٠٠ لا ما قولتلهوش يا ثٌريا ،، بس أنا متأكد من إن عز هيعمل كده
نظرت إليه بإستغراب من ثقته التي يتحدث بها
فأكمل هو ليٌريحها ٠٠٠ عز بيحبك يا ثٌريا ، لا ،، مش بيحبك ده بيعشقك بجنون ، و ده شئ أنا متأكد منه
إتسعت عيناها بذهول وأردفت قائلة بنبرة إستهجان ٠٠٠ إنتَ إتجننت يا أحمد ،، أيه التخاريف اللي بتقولها دي؟
أجابها بمرارة ٠٠٠ دي مش تخاريف يا ثٌريا ، دي حقيقة أنا متأكد منها ،،أنا راجل وأقدر أفهم كويس أوي وأفسر نظرة الراجل للست ،، ونظرة عز ليكي كلها عشق مجنون بيظهر غصب عنه في عيونه و هو بيبص لك
وأكملَ مفسراً ٠٠٠ وعلشان متظلميش عز وتفكري فيه تفكير سئ ،، عز كان بيحبك قبل ما أبويا يطلبك ليا ،، وده أنا إتأكدت منه بعد جوازنا بمدة كبيرة
وتحدث بعيون مٌستعطفة راجية ٠٠٠ إتجوزية وعيشي حياتك معاه بس أوعي تنسيني يا ثريا ،، خليكي فاكرة إن فيه واحد إسمة أحمد المغربي عشقك وعشق روحك وكان بيتمني يكمل عمرة كلة جوة حضنك
وأكملَ بنبرة صوت إنهزامية ٠٠٠ بس الدنيا أستكترت علية فرحتة وسرقت منه حياته وأستعجلت رحيلة
ثم أكمل برجاء وهو ينظر داخل عيناها ٠٠٠ أرجوكي ريحيني و إوعديني يا ثٌريا
جففت دموعها وصلبت وقفتها وتحدثت وهي تنظر داخل عيناه بقوة و وعدٍ قاطع ٠٠٠ أوعدك يا أحمد ،، أوعدك بإن شعري مش هيتفرد علي كتف راجل بعدك ، أوعدك إن مفيش راجل هيلمسني ولا هيدخل قلبي غيرك ،، وإني مش هدخل علي ولادك راجل غريب يسكن بيتك
ثم أمسكت يده وبدأت في بكاءٍ مرير يقطع أنياط القلب ٠٠٠ أوعدك إن يوم ما أجي لك و نتقابل هتلاقيني زي ما سبتني ، قلبي وجسمي هشيلهم لك أمانه لحد ما نتقابل يا حب عمري
وأكملت بقوة ٠٠٠ وده وعدي ليك و وعد الحرة دين عليها يا آبن عمي
وبمجرد نطقها لتلك الكلمات تنفس وشعر براحة لم يشعر بمثيلها من ذي قبل ،، فحقاً قلبهٌ العاشق المتيم بجنون الحب كان يحتاج لسماع تلك الكلمات لطمئنته قبل الرحيل ،،
و للأمانة كان يتحدثٌ إليها صدقً ،، كان يٌريد لشقيقهٌ السعادة التي حٌرم منها في إبتعاد ثٌريا عنه ،، ويٌريد الإطمئنان علي صغاره ،، غوالية ،، وجوهرتهٌ الثمينة ثريا عشق الروح وهنا فؤادة ،،، ولكن ،،، تظل النفس البشرية التي تتسم بالأنانية معلقة بحب الذات حتي بأخر أنفاسها
عاشقً هو لحبيبتة حتي النخاع و يذوبٌ غيرة وآشتعالاً لمجرد فقط تخيلة لمتيمة روحة بدلوفها لداخل أحضان غيرة ،، مجرد التخيل يشعرة بقهر الرجال الذي لم يشعر به إلا بعد ما أصابهٌ من ضعف جراء إبتلائةٌ بذاك المرض المٌهلك
نظر لعيناها بفخر وتحدث براحة ٠٠٠ عمرك مخيبتي أملي فيكي يا بنت أبوكي ،، طمنتي قلبي يا ثٌريا ، الوقت بس أقدر أمشي وأنا مطمن،، وهستناكي تجي لي وإنتِ وافية بوعدك ليا
إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة حنون مطمئنة ٠٠٠ إطمن يا حبيبي ،، إطمن يا حب عمري ،، مهما طال بيا العمر ولا قصر ،، هجي لك بشوق العمر و لهفته لرؤياك البهية
وأمسكت كف يده ورفعتها إلي فهما لتقبلها بعشقٍ ولهفة تحت نظراته العاشقة الراضية المبتسمة
تمت بحمد الله الرواية
عبق الماضي
بقلمي روز آمين
لمتابعة الرواية الجديدة زوروا قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا