القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جبروت صعيدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر للكاتبة سامية صابر كاملة

 

رواية جبروت صعيدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  للكاتبة سامية صابر كاملة



رواية جبروت صعيدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  للكاتبة سامية صابر كاملة




رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل السادس


اقتربت مُهرَّة قليلا من حسن الذي يجلس بألم وارهاق على الفراش، نطقت بخوف شديد

=انت انت بتنزف. د. دم!

قالتها وهي تشاور بإرتجاف على الدماء التي ظهرت بوضوح في كُل مكان، امسك حسن جرحه بكف يديه قائلا بغضب شديد

=جرحى فك بسببك وبسبب افعالك..

مسحت دموعها بسرعة وركضت الى دلفة الدولاب لتأتى بالاسعافات الأولية قائلة

=انا انا هعقم جرحك دلوقتى.


=مش عايز منك حاجة، نادي ياسين أو عطر هما يفهموا الكلام دا انتِ ايه فهمك.

=دارسة لانى اختى ممرضة ف اتعلمت منها متخافش انا انا هعقمه بدال ما يفتح اكثر وتبقى في وضع خطير اوي، قوم بطل عناد لو سمحت.

امام اصرارها والمه الشديد وافق، ساعدته على خلع قميصه بخجل ثم جلست بجانبه وبدأت في تضميد الجرح مرة اخري وهو يتألم بأشد قسوة ولكن ملامحه باردة خالية من المشاعر..

قالت بهدوء

=طلع الامك متخفيهاش..

=انا مش بتألم.


=صح نسيت انك مش بشر اصلا..

=مُهرة! الحال من بعضه..

لوت فمها بإعتراض وتابعت تضميد جرحه، اخذت بعد الوقت حتى انتهت ثم ساعدته على الاستلقاء ووضعت خلفه وسادة فقال لها ببرود

=متعمليش فيها خايفة عليا اوي كدا وسيبيني انا هعرف اتصرف.

=ميهمنيش اصلا انا اكثر واحدة عايزاك تموت واخلص بس ساعدتك لان الجرح فك بسببى، ومش بحب اشوف الدم ولا حد متعور وبيتألم وميلاقيش حد جنبه..


التفتت ووضعت العلبة مرة اخري مكانها وجلست على الأرضية بصمت وهو الاخر التزم الصمت وحاول ان يسترخي من الالمه المفرطة..

اقترب يونس الصغير من ميرا التي تلعب وتركض بفرحة قال لها

=حاسبى هتتعوري.

=وانت مين بقا.

=انا يونس الصغير. اسمى على اسم جده والحفيد الوحيد في العائلة دي وانتِ بقا اسمك ايه؟

=ميرا.

=اسمك حلو. تعالى هعلمك تلعبى ازاي علشان متعوريش نفسك وبعد كدا هنلعب انا وانتِ سوا.

نطقت ميرا برفض.


=مش بلعب مع ناس ما اعرفهومش

=ما انتِ عرفتينى اهو. تعالى.

امسك يديها بحنو ثم علمها كيف تلعب بالكورة بطريقة صحيحة وهي تضحك بخفة طفلة وهو يُراقبها بعينيهِ الثاقبة ك أعيُن رجل كبير حقاً يري مُدللته تلعب يشعر وكأنها جزء منه رغم انها اول مرة يري فيها طفلة.

راقبهم ياسين وهو يضحك على الطفل الذي استطاع ان يلعب مع الفتاة بسهولة جاءت عطر الى جانبه تنحنحت بهدوء لينظر لها قائلا

=عطر. فيه حاجة؟


=كنت بنادي عليك علشان تاكل وكدا. احم هو مين اللى بيلعب مع ميرا دا؟

=ابن اخويا متخافيش عليها محدش يقدر يأذيها طول ما انا موجود..

رفعت نظرها اليه بخجل ليتقبلها بحنان ونظرة اخرى لم تُفهمَ، نطق بهدوء

=روحى هجيبهم واجى.

=ماشي

جاء حينها الحاج يونس مع عمران وهو يركض عندما سمع بالفاجعة التي تعرض لها ابنه صعد له للاعلى يطمئن عليه مع عمران بقلق، فقال حسن بملل.


=والله يا جماعه انا بخير مفيش حاجة تستدعي القلق ماتقلقوش..

قال يونس بإستسلام

=ماشى يا بنى احنا تحت لو احتاجت حاجة. خليكى جنبه يا مهرة يا بنتى.

هزت مهرة رأسها بملل شديد ثم غادر الجميع الى الخارج بعدما وضعت والدته الطعام وكادت تساعده على الطعام رفض وطلب منها ان تنزل للاسفل وياكل هو بنفسه، حاول ان يأكل ولكن فشل اكثر من مرة بسبب المه ف ترك الملعقة بغضب..


نهضت مهرة وهي تضع كرسي بجانب فراشه وأخذت الطعام وبدأت تطعمه حاول الاعتراض ف صرخت قائلة

=انت كل حاجة تعترض انا بأكلك علشان تعبان كُل يا حسن بقا كُل ومش تعترض..


شعر بغضبها الفظيع ف صمت يتناول من يديها بصمت ليس بعاجز عن الرد ولكن يستمتع بحركاتها الغريبة وهي تطعمه ولا تعلم سبب ان تطعم عدوها ولكن ربما مازال بداخلها ذرة رحمه بقت من طفلة قديمة، انتهت من اطعامه ثم نام هو سريعا من كثر التعب والالم وهي لملمت كُل شيء، وأخذت جرعتها التي اعتادت عليها في الخباء ثم جلست على الكرسي وتدريجيًا غطت في النوم بجانبه.


بينما في الاسفل جلس الجميع على طاولة الطعام يأكلون، وجلس الطفل يونس الصغير بجانب ميرا يطعمها، قالت عطر بإعتراض

=تعالى هنا يا ميرا.

قال يونس الصغير برفض قاطع

=لاء يا طنط سيبيها جنبي انا هأكلها بعد اذنك.

ضحك ياسين بإستخفاف قائلا

=يبختك يا ست ميرا لاقيه اللى يأكلك انما احنا غلابة بناكل بأيدينا..


نظرت له عطر بإستغراب بيرفع حاجبه للاعلى وهو يضحك شعرت بالحرج وضحكت خفية في نفس الوقت، بينما قالت ثريا لفاروق بعبوس

=شايف ابنك اتعلم منه حاجة..

=عيوني.

اخذ ملعقة أرز واطعمها بحب في فمها، وكذالك فعل الحاج يونس فهو معتاد ان يطعم زوجته في كل جلسة طعام لهم بينما وضع ياسين يديه على كفه بحزن مصطنع، ضحكت هي خفية بشدة..


مر الليل هاديء على الجميع نام فاروق مع ثريا بعد ليلة مليئة بالحب والاهتمام، ونامت عطر بحضن طفلتها وهي تفكر في ياسين لاول مرة، كذالك هو كان يفكر بها وبدأت مشاعره تتحرك نحوها بقوة، بينما لم تستطيع عهد النوم طويلا ف مازالت خائفة مما كان سيحدث ولكن باسل لم يستيقظ وظل نائم

بينما نامت مُهرة على الكرسي لتظل بجانب حسن ان احتاج شيئاً..

فى صباح اليوم التالى،.


تقلب حسن بأرق في أنحاء جسده نظر بجانبه ليري مهرة نائمة جزئها السفلى على الكرسي وتستند على الفراش وشعرها خبأ وجهها، تلقائيًا مد يديه يتلمس خصلات شعرها الخفيفة بإهتمام وهو ينظر لها لأول مرة بتركيز لتفاصيلها الصغيرة..

فتحت عينيها ونهضت ببطيء بينما ازاح هو يديه بسرعه عدلت من وضعية ملابسها بخجل قائلة وهي ترمش بعينيها

=صباح الخير.

قالتها بطريقة جعلته شارد فقال بضيق.


=يخربيت كدا هو دا وقته. احم صباح النور، مقومتيش ليه تحضري الفطار مع الجماعه؟ انتِ خدتى على الراحة زيادة عن اللزوم..

قطبت جبينها بغضب قائلة

=انت مينفعش يتعمل معاك اى خير اساسًا..

=ساامعك.

ركضت الى المرحاض تغتسل، بينما استراحَ وهو مازال يُفكِر بها وبأفعالها..

هبطت عطر السلالم مع ميرا وهي تبتسم لتنصدم من جلوس جمال في الصالون مع ابيها عمران يتحدثون، تراجعت ميرا للخلف بخوف قائلة

=ايه اللى جاب بابا تانى..


=متخافيش يا ميرا ياحبيبتى، روحي العبي برا في الجنينة وانا جاية ليكم..

دلفت الى الصالون قائلة بغضب

=انت ايه اللى جابك تانى هاه؟ ايه اللى جابك احنا مش اطلقنا ولا ايه..

=شايف بنتك يا عمى بتتكلم ازاي. جاي اشوف بنتى وارجعلك ما احنا برضوا بيننا بنت.

نطق عمران بحيرة

=اهدي يا عطر يا بنتى.

=لاء ثواني كدا، متعملش حجتك البنت، انا مش هرجعلك لو السماء اطربقت على الارض.


=لاء هترجعي برضاكى او غصب عنك يا عطر والا هاخد منك البنت..

جاء ياسين في تلك اللحظة الذي استمع لكل حرف قِيل، ف نطق ببرود

=انت انت متزعقش في بيتنا بالطريقة دي..

=نعم هو دا عايش معاكى في البيت ولا ايه انا مش فاهم حاجة؟

نطق ياسين ببرود

=لاء مش مهم تفهم، اتفضل يا استاذ برا هي قالتلك مش عايزة أرجع.

=وانت ماااالك بتدخل ليه بصفتك ايه!

نظر لها ياسين مطولاً ثم تابع قائلا

=خطيبها، وجوزها مستقبلاً..

نطق الجميع معاً.


=اييه!

=زي ما سمعت يلا بقا من هنا..

قال جمال بغضب شديد

=بقا هتتجوزي من ورايا يا عطر واحنا معانا بنت، طيب يبقى نتقابل في المحاكم بقا ونشوف ميرا هتبقى مع مين، ويانا يا نتِ..

قالها وخرج الى الخارج ركضت عطر خلفه قائلة

=استنى بس يا جمال ارجوك اسمعني.

قال عمران بصدمة

=ايه اللى انت قولته دا يا ياسين انت مدرك للى قولته يا بنى؟


=بص يا عمى. انا مش من النوع اللى بيعرف يدور ويلف كتير، انا بدأت اعجب ب عطر غصب عنى، وقررت انى هاخد خطوة ايجابية في علاقتنا، وهتقدم ليها لو تسمح ليا.

=تعالى معايا طيب نتكلم في أوضة المكتب بتاعت ابوك مش هينفع هنا.

خرج باسل من غرفته بألم شديد وهو يلعن نفسه ولا يفهم هل ما رآه في الامس حقيقي ام خيال، تقابل مع عهد التي تهبط شاردة، اوقفها قائلا بصدمة

=عهد انتِ كويسة؟!

=بتسأل ليه!


=مش عارف حلم ولا حقيقة بس كان وحش.

=مش حابة اتكلم في الموضوع دا انسى.

=طيب تعالى هوصلك.

بالفعل ذهبت معه ودلفوا الى السيارة منطلقين، ظلت تفرك يديها برعشة قائلة

=الجو برد جدا متوقعتش كدا.

=متحلميش، انا عارف وشاكك وحاسس من بدري انك عينك في الجاكيت بتاعى..

ابتسمت بخفة قائلة

=لاء خليهولك..

خلعه معطيه اياها

=لاء خديه انا ابو الرجولة برضوا..

=لاء مش هينفع.

=لحد منوصل الجامعه بس وبعدها هاتيه.

=طيب.


وضعته عليها بهدوء ثم اغلقت عينيها تغفو قليلا ابتسم بخفة قائلا بصوت خفيض

=مركب معايا غيبوبة في العربية.

امسكت يديه بين يديها بصعوبة ثم ساعدته على النهوض برفق على قدمه قائلة

=ايوا ما عليك إلا تتحرك ببطيء على رجليك. ايوا براحة..


التصق بها بشدة ولكن لقصر قامتها كانت انفاسها المتوفرة تلحف صدره، بينما يستمتع هو بتوترها الباديء على ملامحها، تساعده ان يتحرك في الغرفة براحة وحرية أكبر، حتى التصقت فجأة بالدولاب وهو امامها ملتصق بها..


شعرت بالخجل والتوتر لاول مرة وهو في حيرة من امره، هذه ليست ملامح فتاة وإنما ملامح فتاة خجولة وعذراء ليست بأخري، شعر بالحيرة والاستغراب الشديد منها، صمت فجأة والحقيقة الخاصة بها تقع أرضا وينزلق منها ذاك الشيء ابيض اللون.!

جثى على ركبتيه بخفة يلتقطه قائلا

=ايه دا!



رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل السابع


جلس ياسين مع والد عطر عمران وبدأو يتحدثون لفترة طويلة، حتى قال عمران بتنهيدة

=انت يا بنى مفكرتش في اهلك هيقولوا ايه؟ انا مش هقبل حد يقول لبنتى كلمه تجرحها مهما يحصل خالص، انت عارف عطر مطلقة ومعاها طفلة وانت عمرك ما اتجوزت اصلا، فاهم دا معناه ايه ولو بتعمل كدا علشان تنقذها مش محتاج كل داا انا هنقذ بنتي بنفسي..

بنتي مهمه وغالية عندي وعايز ليها التجربة التانية تكون احسن وافضل مع شخص يحبها ويفهمها!


=بص يا عمى دي حياتى وانا حر فيها، انا عايزاها واوعدك انى هبذل جهدي معاها واصونها واحميها على اد ما هقدر، ومش شفقة ولا اي حاجة انا فعلاً

حاسس بمشاعر تجاهها وجيت اعترف ليك ب دا، ومع الوقت هنفهم بعض مش هنتجوز على طول بس يبقى فيه خطوبة وربط كلام علشان اللى اسمه جمال دا ميتعرضلهاش..

=ماشى يا بنى بس لازم تقول لأهلك الاول وانا هشوف عطر وهشوف الموضوع دا..

=طيب ماشى عن اذنك.


خرج من غرفة المكتب ثم اصطدم بعطر التي ملامحها غاضبة لأقصى درجة، قالت بغضب

=انا مجنون! بتدخل في حياتى ليه هاه؟! ازاي تقول الكلام اللى قولته دا قدام جمال؟! عاجبك كداا اهو هيدخل المحاكم بيننا

=ممكن تهدي يا عطر

=اهدي ايه وزفت ايه. انت بتتصرف من عقلك وخلاص هياخد مني بنتي فاهم يعنى ايه بسبب كلامك الغبى!

=عطر قولتلك اهدي مينفعش كدا تعالى علشان نتكلم.


=مفيش بينى وبينك اي كلام يا ياسين مفهوم ابعد عنى وعن حياتى وان كان على الشغل اللى بيننا ف انا بستقيل المهم تبعد عني..

لم يمهلها ياسين الفرصة اكثر من ذالك وسحبها بقوة خلفه وهي غاضبة تتحدث فيه ان يترك ذراعها، نطق بصوت عالى ل يونس الصغير

=خلى بالك من ميرا عقبال ما اجي يا يونس..

=حاضر يا عمي.

بالفعل جذبها الى السيارة ثم دلف واغلقها الكترونيًا، وهي تضرب السيارة وتصرخ بأنها تود النزول، فقال بنبرة باردة.


=مفيش نزول يا عطر. لازم نتكلم الاول وتسمعيني بالذوق أو بالعافية..

ضغط على مكابح السيارة ثم غادر بها تحت غضبها وكلامها الذي لم يهديء، بينما مسح يونس الصغير بكفه وجنتي ميرا قائلا بحنان

=متعيطيش ابوكي مش هياخدك من هنا انا هقوله انك بتاعتي ومعايا ولما نكبر هتجوزك..

قالت بتمرد شديد

=لكن انا مش عايزة اتجوزك أبدًا، ولا عايزة اتجوز عايزة واتعلم واسافر..


=لاء معندناش الكلام دا بكرا تشوفى هتتجوزينى وتعيشي في البيت دا مع ستي واهلي، وكلامي قاطع.

تمرد طفلة وجبروت رجُل صعيدي انها حكاية لا تنتهي اطلاقا..

اخذت مهرة منه الاشياء قائلة بنبرة متوترة

=وانت مالك بيها، دي حاجاتي.

=انا سألتك ايه الحاجات دي يا مهرة، جاوبيني بدال ما هكسرك هناا. اوعي تكون م. مخدرات؟

رمشت عدة مرات بعينيها بتوتر ولم تتحدث، صرخ فيها قائلا.


=مخدرات في بيتى. في بيت حسن العسال؟! انتِ اتجننتى، انا مراتى بتتعاطي مخدرات! لاء ومش كفاية انك كمان مخدرات..

انهال عليها ضربًا بقسوة وهي تصرخ مبتعده عنه ولكن لا مفر فهو حقاً فقد السيطرة على نفسه وكاد ان يكسرها بضربه لها المبرح وهي لا تتذكر سوي ايامها الصعبة المرعبة مع والدتها، دلف عمران على أثر صوتها قائلا بصدمة

=بنتييي

اخذها من بين يدى حسن بصعوبة واوقفه فاروق بصعوبة قائلا

=اهدي يا حسن اهدي فوق.


ظلت ترتعش في احضان والدها وتبكى بقهر وحرقة، قال عمران بغضب

=انا مجوزتكش بنتي علشان تهينها وتضربها ابدا طيب ما انا كنت عملت كدا، انا جوزتهالك علشان تحميها وتخاف عليها وتحسن منها مش تمرمطها بالشكل دا وانت قبلت بيها وبكٌل عيوبها ازاي تمد ايدك عليها؟!

=انت مقولتليش انى بنتك مدمنة ابدا، خفيت عليا الموضوع دا انا مش عارف اتعامل مع واحدة زيها انت جايبلى واحدة من الشوارع اتعامل معاها؟

قالت مهرة بغضب وكبرياء.


=من الشارع واوسخ من كدا، مش عاجبك طلقني ونخلص من القرف اللى انا عايشة فيه معاك دا انا اصلا لا عايزاك ولا انت عايزاني..

ابتعدت عن والدها بغضب قائلة وهي تتنفس بصعوبة.


=وانت انت متعملش نفسك خايف عليا اوعي تعمل نفسك خايف، كنت فين وانا تعبانه ومتبهدلة وتضرب واتهان من مراتك وانا بشوفها كل يوم في اوضاع زي الزفت وزي الخرا وانا طفلة، كنت فين لما هي اجبرتني على الادمان وعلى حاجات وسخه كتير، مش من حقك ولا من حق اي انسان يلومني انا مالقيتش حد حنين كله ضرب وذل واهانه..


ومالقيتش التربية الصح ولا الحاجات الصح كل اللى شوفته واتربيت عليه قدام عيونكم محدش يطلب منى اكثر من كدا. مفهوووم..

قالتها وهي تشعر بالضعف تدريجياً ثم كادت تقع امسكها حسن بقوة بين ذراعيه قائلا

=مهرة..

وضعها على الفراش وجذب عليها الغطاء قائلا بنبرة صارمة

=كله برا سيبوني مع مراتي شويه واطلب الدكتور يا فاروق..

قال عمران بإعتراض

=مش هسيب بنتي و.

=اطلع برا وسيبني مع مراتي بقولللك..

جذب فاروق عمران قائلا.


=معلش يا عم عمران تعالى معايا شوية كدا بس نسيبهم مع بعضهم حبه..

بالفعل خرج عمران مع فاروق وبقى حسن جلس بجانب مُهرة الغائبة عن الوعى، ينظر لها وكلامها الذي سمعه لاول مرة يرن في اذنه كالطبول..

وقف باسل مع اصدقائة قائلا بصدمة

=ايه دا مالكم مين اللى ضربكوا على راسكم كدا؟

=والله ياعم باسل مش عارف مين، انت ضربتنا على راسنا امبارح لما كنا مع البت عهد!

=ع. عهد؟ يعنى دا مكنش حلم! كان حقيقة؟!


=ايوا كان حقيقة، البت جت بنفسها محدش اجبرها على حاجة لولاك انت ضربتنا ومشيت..

=ازاي انا انا مش فاهم حاجة فهموني.!

بدأو يشرحون له ماحدث وازداد وجهة غضبًا واحتقاناً، تركهم وذهب الى عهد التي تجلس تقرأ من الكتاب جذبها بقسوة من ذراعها قائلا

=قومي. قومي اخلصي..

=ايه داا فيه ايه سيب ايدي ماسكنى كدا ليه؟

خرج بها الى مكان ساكن تماما، قال بغضب شديد.


=انتِ ليه كذبتى عليا، هو مش حلم ولا هبل دا حقيقة، انتِ جيتى بنفسك لاصحابي؟

=اخرس انت ازاي تقول عليا كدا هو انت مفكرنى من الزبالة اللى انت تعرفهم ولا ايه فوق لنفسك، صاحبك الزبالة قال انك عايزاني علشان تروحني وانا روحت وو..

=ششش اخرسي مفكرة كلامك العبيط دا هياكل معايا، انا غلطان انى اتعامل من الاول معاكى بطريقة كويسة كان لازم افضل بطريقتي القذرة ماهو زيك زيهم هتفرقى عنهم ايه يعنى مثلا.


=لاء انا مسمحلكش و.

=تسمحي او لاء انا مش عايز اشوفك تانى او نتكلم او اختلط بيكى ولا اعرفك ولا تعرفيني..

تركها والتفت مغادراً قالت بغضب وحنق

=فى ستين داهية، انسان وسخ، مفكر انى كل الناس هتبقى زيه..

مسحت دموعها بغضب ثم نهضت وقررت الرحيل والا تجلس اكثر من ذالك، ف في اول ايامها تبعثر كل شيء يجب عليها ان تعود للقاهرة..

اوقف السيارة في مكان هاديء ولطيف قائلا

=انزلي.


=مش هنزل يا ياسين وياريت تروحنى دلوقتي حالاً اذا سمحت!

=هروحك بس بعد ما نتكلم الاول. انا كلمت ابوكى وطلبت ايدك منه بس لسه هقول لاهلى واطلبك رسمي!

=ايه! انت بتقول ايه! لا بجد انت شكلك مجنون او فيه في عقلك حاجة بجد، نتجوز ايه وليه اصلا!

=عندى اسبابي الخاصة اللى تخليني عايزاك، واقولها اما يكون فيه حاطة رسمية بيننا.

=بس انا مش موافقة ويستحيل اوافق على حاجة زي دي..

=ليه هترجعي ل جمال؟


=لاء بس مش عايزة اخسر بنتي!

=مش هتخسريها، المحكمة هتحكم ليكى بحضانتها اوثقي فيا بس وعد ميرا هتبقي معاكي وانا لو اتجوزتك هكون ليها خير الاب وليكى خير الزوج. اديني فرصة..

=لاء انا مش عايزة اجرب تجربة وحشة تاني كفاية الاولى، الحب معمليش حاجة.!

نطق ياسين بحنان

=الحب ضروري بس فيه الاهم منه الامان والاهتمام وغيره كتير ووعد منى انى هخليكي تحسي بدول، ومش هنتجوز الا لما تكوني راضية ب دا تماماً..


هبطت دمعه خفيفة من عينيها قائلة

=انا خايفة جدا يا ياسين.

=وانا جنبك متخافيش. بس توعديني تديني فرصة؟

=طيب نمشي ارجوك وبعدين نتكلم في الحوار دا، بعد حوار المحكمة.

=ماشي، اضحكي علشان الشمس تطلع بقا..

ابتسمت بخفة من بين دموعها ثم اعطاها هو منديله الخاص لتمسح به دموعها بخفة رقيقة..

دلفت ثريا حاملة اطباق الشوربة والطعام بعد رحيل الطبيب، قالت بهدوء

=محتاج حاجة تاني؟

=تسلميلي يا مرات اخويا، كتر خيرك، روحي انتِ.


=ماشي لو عوزت حاجة انده عليا.

بالفعل رحلت، وفتحت مهرة عينيها بألم قائلة

=انا فين. بيحصل ايه..

=قومي علشان تاكلي.

رمشت عدة مرات ثم استندت ووضع هو وسادة خلفها كما فعلت هي بالامس، ساعدها بتناول الطعام بهدوء قائلا

=وانا بأكلك هتحكي.

=احكي! احكي ايه؟

=تحكي طفولتك واللى مريتي بيه وكل حاجة..

انكمشت ملامح وجهها لا اراديًا قائلة

=طفولة ايه وزفت ايه انا. انا معنديش حاجة من الكلام دا اسكت..

=منعتك تتكلمي صح؟


=اسكت اسكت هتضربنى تاني تاني تاني، لاء لاء لاء

بدأت تنتحب ك طفلة صغيرة، رمقها لبعض الوقت وفهم انها مريضة نفسيًا عندها عقدة مما حدث وهي صغيرة، كما أنها مدمنة..

نهض من على الكرسي وجلس بجانبها ثم جذبها الى احضانه وهي تضربه بقوة شديدة وهو يسيطر على جسدها الصغير قائلا

=ششش اهدي يا مُهرة، اهدي انا جنبك، اهدي..


ملس على ظهرها بحنان حتى بدأت تهديء وتسكتين، وبدأت عينيها في النُعاس والنوم، جعلها تستلقي ثم تركها ونهض بألم شديد جذب حقيبة سوداء اللون ووضع بها بعض الاشياء الخاصة ب مهرة من ملابس ومستلزمات..

رن هاتفه برقم خاص فرد قائلا

=جهزت كل حاجة؟ تمام. تمام بالكثير ساعة وهكون عندك. احجز جناح كامل. تمام. ماشي سلام..

اغلق الهاتف وهو يجز على اسنانه ينظر لمُهرة قائلا

=آن الاوان تتعالجي يا مُهرة..!


رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الثامن


دلف حسن الى الغرفة التي يجلس بها عمران والحاج يونس ثم جلس امامهم، قال يونس بغضب شديد

=مكنش العشم يا حسن، تضرب مراتك يا ولدي؟ انا ربيتكم على كدا؟ الانثي مخلوق ضعيف ورقيق لازم تعاملها بحب واحترام مش ضرب واهانه نسيت وصية الرسول ولا كلام ربنا دي امانه يا ولدي!

تنهد حسن بأرق قائلا.


=من اليوم اللى مهرة دخلت فيه حياتى وهي باظت، مبقتش عارف رد الفعل اللى هظهره اصلا، هتعمل ايه لو اكتشفت انى مراتك مدمنة مخدرات؟ انا سكت على حاجات كتير اوي يابا وتعبت..

=انت اللى قبلت بالجوازة دي تبقى تستحمل، وتخليها تبطل كُل القرف والكلام دا يا بنى، بس مش بالضرب والاهانه..


=هو دا الموضوع اللى قررت اكلمكم فيه، انا هغير حياة مهرة، وهربيها من الاول وجديد، بس محدش يدخل بينى وبينها اطلاقا مهما عملت محدش يدخل، انا هبدأ بعلاج الادمان والباقي ييجي في بيتى.

=بس توعدنا متضربهاش تاني!

=ان شاء الله.

تركهم ثم خرج فقال يونس وهو يربط على كتف عمران.


=حسن طيب بس عصبي وجبروته فوق كل حاجة، انا اتوقعت يعمل الاسوء بس هو كدا صابر ومن حقه، لكن وعد محدش هيتعرض لبنتك مرة تانية دي في عينينا برضوا..

=ماشي يا حاج يونس. بس انا بقترح عليك تشوفلى بيت في البلد يكون كويس كفاية قعدة هنا لحد دلوقتي

=لاء دا انتوا منورينا، ولا شوفت حاجة مننا وحشة؟

=معلش بس كدا افضل.

=حاضر بس بيتى دايما مفتوح ليكم.

=دا العشم برضوا.

اعطتهُ العمه ليرتديها بضيق فقالت وهي تبتسم.


=هتيجي بدري يا فاروق؟

=بتسألى ليه يا ثريا، انتِ عارفة انا محبش حد يسألني ابدا.

=انا على طول بسألك! ومن غير ما أسال انت اللى بتقولي!

=بعد كدا ما تسأليش اوعي.

=طيب خلاص اسفة اهدي..

حاولت الاقتراب منه ابعدها عنه قائلا بإحتجاج

=مش وقته مش وقته يا ثريا..

تركها ثم خرج من الغرفة، امسكت جبينها بألم شديد حابسة دموعها بقوة تقول.


=مبقيتش فاهماك ولا قادرة افهم معاملتك معايا ولا ليه بتعمل كدا، اتغيرت اوي يا فاروق فعلاً المشاعر بعد الجواز بتتبخر، والحب بيبقى سراب. والشخص اللى حبيناه بيبقي حد تاني خالص..

تنهدت بحيرة ثم خرجت من الغرفة الى الاسفل لترى اعمالها واشغالها التي لا تنتهي بينما ذهب فاروق الى منزل عمه فقد طلبت وفاء رؤيته والغريب انهُ لم يستطيع الرفض على الإطلاق..


انتهى حسن من ترتيب كُل شيء خاص ب مهرة واعطاه للخدم ليضعوه في السيارة، نطق بنبرة عالية

=مُهرة، مُهرة فوقي!

ظل يفيقها حتى استيقظت واخيراً، نهضت بألم قائلة

=فيه ايه..

=قومي البسي. علشان خارجين.

=هنروح فين.

=ممنوع تسألي، معاكي 10 دقائق، هستناكى في العربية تحت..

تركها ثم خرج بمنتهى البرود، تنهدت بحيرة وهي تجز على اسنانها قائلة.


=انسان متخلف، الواحد مش فاهمه، يخاصمني حبه ويصالحني حبه، كإنى لعبه في ايده، يارب أخلص من اللعبة دي..

نهضت وارتدت فستان طويل ورقيق باللون الشجر البنفسجي، ثم حجاب خفيف فوق رأسها رغم انها لا ترتديه ولكن خشيت من حسن وتحكماته، انتهت وهبطت الى الاسفل ثم الى الخارج السيارة دلفت اليها لتجلس بجانبه وهو في منتهى البرود ولم يعطيها أدني اهمية، قال وهو يشير للسائق

=اطلع.

=هنروح فين يا حسن.


رمقها بطرف عينيه بصرامة، لتعتدل بهدوء وتلتزم الصمت..

فى صباح اليوم التالي.

ظلت ثريا جالسة على طرف فراشها في غرفتها وقد أشرقت الشمس عليها وفاروق لم يأتي طوال الليل وهاتفه مغلق، مسحت دموعها بكف يديها للمرة المليون وهي ترتجف قائلة

=يارب احفظه يارب ميكونش فيه حاجة يارب. دا انت عمرك ما عملتها يافاروق تغيب طول الليل ليه احفظه يارب احفظه..

رن هاتفها واخيراً برقم فاروق ردت بسرعة وهي تقول.


=فاروق حبيبى انت كويس؟ انت فين؟

ردت وفاء وهي تتلوع في كلماتها

=معلش يا ثريا يا ختي بس انا مش فاروق انا وفاء، اصل فاروق قضي اليوم امبارح معايا اصلى كنت قاعدة لوحدي في الحقل وهو قعد معايا وقام نايم بقا من كتر تعبه وانا بصحيه لاقيتك رانه عليه قولت اطمئنك، كان بودي اصحيكى بس هو نايم يلا لما يصحى هخليه يكلمك.

=انتِ مجنونة ولا ايه انتِ بتقولي ايه! انا جوزي بايت عندك ازاي يعني فهميني، صحيه اديهولي..


=مالك؟ خايفة اخده منيكي..؟

=انتِ بتقولي اييه.

ضحكت ضحكة رنانه ثم اغلقت في وجهها وهي تنظر إلى فاروق النائم على الفراش عاري الصدر قائلة

=خلاص يا ثريا، انتهيتي خلاص..

نامت برفق بجانبه وهي تستدعي النوم، بينما عند ثريا شعرت بأنها فقدت عقلها من غيرتها وشكها، وعندما يتملك الشك من المرآه لا يوجد مجال لأي شيء حينها..

نهضت ارتدت ملابسها على عجلة وقررت الذهاب إلى وفاء وزوجها وبالفعل خرجت من القصر.


تقلب فاروق على جنبيه ليفتح عينيه بتركيز ليري انه ليس في غرفته نظر بجانبه ليجد وفاء بجانبه فزع وهو ينهض من مكانه قائلا

=ايه دا ايه دا استغفر الله العظيم يارب، وفاء وفاء قومي الله يخربيتك قومي البسي هدومك..

=جرا ايه يا بن عمى. هتعمل فيها شريف دلوقتي، نسيت عملت ايه امبارح..

ابعد وجهة عنها قائلا بصدمة

=عملت؟! هو انا عملت ايه مش فاهم حاجة! مش فاكر اي حاجة..

فجأةً استمع لصوت زوجته تضرب الخادمه بالخارج قائلة.


=ابعدي عنى بقولك انا هشوفهم..

دلفت الى الداخل بصدمه لتري زوجها في وضع مع وفاء لا يتناسب، امسكت رأسها قائلة

=ايه دا، انا بحلم صح. بحلم مستحيل مش انت اللى تعمل فيا كدا دا حلم وحش لا دا كابوس. انت متعملش فيا كدا ابدا لاء..

خلعت نعلها ثم قالت

=ليلة ابوكي سوداء معايا..

انهالت على وفاء وجاءت بها من شعرها وانهالت عليها بالضرب والسب، امسكها فاروق بصعوبة يبعدها عنها قائلا.


=انتِ اتجننتى ولا ايه يا ثريا، اهدي اهدي بطلى ضرب فيها..

=انا اتجننت لما سكت على اهانتك والقلم اللى خدته منك، اتجننت علشان رضيت بكرامتي تتهان علشان خاطر الحب يا شيخ ينعل الحب اللى خلانى اتذل واتوجع بالطريقة دي دا انا فصلت سهرانه وتعبانه وبعيط علشانك وخايفة عليك وانت بتخوني.!

تابعت وهي تمسح دموعها بقهر

=طلقني يافاروق طلقني خلاص مبقاش فيه كلام ولا عشرة ما بينا..


=انتِ اتجننتى باين عليكِ مفيش بيننا طلاق ولا كلام فارغ من دا وارجعي البيت ولما ارجع لينا كلام تاني..

=مش هرجع بقولك خلاص، مش راجعة وانت هتطلقني مش هقبل اكون مع واحد خان حبي وقلبي بدم بارد..

قالت وفاء بغضب

=طلقها دي ما تستاهلكش شوف بتقل ادبها ازاي ومش عامله احترام ليك. وانت اصلا مغلطش، ليك حق مثنى وثلاث ورباع..

=اخرسي يا بنت حافظة مش فاهمة، اخرسي بدال ما هاجي اطلع على جسمك البلاوي الزرقاء كلها..


قالتها ثريا بغضب فقال فاروق بعصبية

=خلاص بقا اخرسي انتِ عايزة ايه طلاق؟ انتِ طالق يا ثريا خلاص الحكاية انتهت اتفضلي اطلعى برا..

مسحت دموعها كبرياءً قائلة

=هترجع يا فاروق، هترجع وتندم ومش هتلاقينى. مش هتلاقى حبك القديم خالص..


تركته وخرجت وهي تبكي بقهر على خيانتها وقلبها الذي هُينْ بسبب الحب، لقد كسرها اليوم، بينما جلس هو على الفراش واضعاً يديه على رأسه بألم يُفكر بينما ابتسمت وفاء بإنتصار وهي تعدل نفسها..

دلفت فتحية والحاج يونس الى غرفة المكتب لتقول بحيرة

=ماتقول يا بنى جامعني انا وابوك من بدري كدا ليه؟

قال ياسين وهو يبتسم

=اقعدي بس يا ماما علشان خاطري وانا هفهمكم انا عايز ايه.

بالفعل جلسوا وهو جلس امامهم قال بتنهيدة.


=انا قررت أتجوز..

زغردت فتحية بحب وفرحة قائلة

=لولولولي يا الف نهار ابيض، كويس يا بني ربنا يتمملك بخير ايوا كدا فرح قلبي بيك وخليني اشيل عيالك، أنقيلك بقا انا العروسة؟!

=لاء يا ماما انا فيه في دماغي واحدة.؟

=مين؟ أنا اعرفها؟

=ايوا. عطر بنت الحاج يونس!

قالت فتحية بصدمة

=يالهوي..! المطلقة ومعاها بنت! انت اتجننت يا بني دا انت عازب هتتجوز واحدة مطلقة انت شكلك اتجننت!


=يا امي انا بحبها وعايزاها، وميهمنيش بقا مطلقة ولا مش مطلقة، انا عايزاها وخلاص.

=حب ايه وزفت ايه، ما تتكلم يا حاج يونس..

نطق يونس بهدوء

=اولا دى حياة ابنك وهو حر فيها، وثانيًا البنت كويسة وزي الفل ميعبهاش حاجة سيبك من كلام الناس ومطلقة او لاء كل ست من حقها تتجوز لو اطلقت طالما مش مخالف لاوامر ربنا..

قالت فتحية بغضب وهي تنهض.


=دا على جثتي لو اتجوزتها اسمع يا ياسين لو اتجوزت البنت دي لا انت ابني ولا اعرفك دا البنات على قفا مين يشيل ما جتش على المطلقة دي..

تركته ثم خرجت بغضب وهي تتمتم

=والنبي لأمشيهم من الدار دي، قال يتجوزها قال على جثتي.

بينما في الداخل ربط يونس على كتفه قائلا

=شغل امهات يا ياسين متزعلش نفسك، مع الوقت هنقنعها ونخليها تحبها وتوافق كمان. امك قلبها طيب.

=يارب يا حاج يارب.


دلفت عليهم في تلك اللحظة عطر وهي تبكي قائلة

=ياسين الحقني..

=عطر. ايه دا فيه ايه بتعيطي ليه؟

=جمال رفع دعوة بحضانه ميرا..

فتحت عينيها بارهاق والم قائلة

=احنا فوق الست ساعات في العربية انا تعبت اوي، احنا فين كدا؟

=القاهرة..

=قاهرة! جايين نعمل ايه هنا؟ وليه مقولتليش وانا هناك..

توقفت السيارة امام احدي مستشفيات لعلاج الادمان، ما ان لمحتها هزت رأسها برفض قائلة

=لاء لاء. لاء.


فتحت السيارة بالقوة وهبطت منها ليركض خلفها حسن بقوة وهي تركض باكية تمسح دموعها بألم شديد، ان تعالجت ستتذكر الماضي بتفاصيله ف المخدر ينسيها قليلا مما تُعانى..

امسكها بقسوة لتصطدم بصدره ضغط على عنقها لتقع صريعه بين يديه واخر ما تراه كان هو ثم حملها ودلف بها الى المستشفي..!



رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل التاسع


الزمن يمُر بسرعة البرق، والوقت لا ينتظر أحدًا، عساك تندم على أفعال ارتكبتها بصفة الخطأ في الماضى.

فى المستشفي بعد مرور نصف ساعة، استفاقت مُهرّة وهي تضرب في كُل شيء حولها صارخه في الاطباء والممرضيين قائلة

=بقولكم مش هتعالج انا مش هتعالج من اي حاجة فاهمين ولا لاء، مش هتعااااالج.

دلف حسن اليها في تلك اللحظة فهو الوحيد القادر على تهدأتها، أمسك معصمها بقوة شديدة يهزها بعنف قائلا.


=هتتعالجي هتخفي. هتخفي يا مُهرة هتبقي انسانه تانية مختلفة..

=بقولك مش عايزة انا مش عايزة. انت مش فاهم حاجة مش فاهم انا بهرب من حياتي بالمخدرات سيب ايدي يا حسن والا هموت نفسي..

اجتمع حوله الاطباء ساعدوه علي تقييدها واعطائها مُخدِر للراحة على أن تبدأ رحله العلاج في الغد

مَر ثلاثة أشهر على تلك الاحداث، تطورت الاحداث كثيراً بالفعل!


تطلقا فاروق وثريا ورحلّت الى منزل اهلها رغم المفاوضات لعاودتها من كلتا العائلتين لكنها رفضت لكبريائها وقررت ان تبقي مع والدها المريض وترعى أعماله ك انثي قوية، وامام تلك التطورات تزوج فاروق ب وفاء وهذا الذي رفضه الجميع ولكن لم يبالي وتزوجها في النهاية لأجل ابنه الذي رفض وجود زوجة اب، وتزوجها دون فرح وإكتفوا بكتب الكتاب، ولكن انهار البيت واصبح فوضي بعد رحيل ثريا..


بينما انتقل عمران ببناته الثلاثة في منزل في نفس شارع يونس، وتقبل الجميع رغبة زواج ياسين من عطر الا والدته ولكن لم يتم الزواج بعد، ف القضية ما زالت مستمرة في اخذ ابنتهُ، واليوم هو الذي سيُحدد فيه الحكم النهائي.

ظلت علاقة عهد وباسل على حدها رؤية من بعيد فقط ولكن بدء باسل ان يتغير ويبتعد عن اصدقائه بعد كلام والده القاسي معه..


أحب يونس الصغير الطفلة ميرا كثيراً وتعلق بها واصبح واصي عليها وهي تعلقت به ولكن الخناقات الطفوليه لم تنتهي بينهم بعد..

أما مهرة، خضعت للعلاج من الادمان تحت قوة وجبروت حسن ف لم تستطيع الهروب بأي شكلٍ من الأشكال، حتى ان اليوم اليوم الاخير لها في المستشفى، فقد تعافت واخيراً حقاً وهو كان بجانبها في كل لحظة، قوةً ما تُملي عليه انها مسؤولة منهُ!


كانت جالسة في الحديقة تنظر للفراغ بصمت وهدوء، اليوم عادت لوعيها للحياة، كان تعافيها من المخدر امر مستحيل لكنهُ حدث بالفعل..

هي الان واعية بكُل شيء حولها أكثر، هي انسانه جديدة ولدت اليوم، هبطت دمعه خفيفة من عينيها دون أن تُدِرك ذالك..

لتشعر بحسن الذي يجلس بجانبها ويمدَ لها منديل رقيق التقطتُه تمسح دموعها وهي تري هذا الرجُل بوضوح تلك المرة، بملامحه الشرقية القوية ونظرت عينيهِ وجبروته..

نطقت بتنهيدة.


=حسن..

=احم. انتِ كويسة؟

=ايوا بخير..

=طيب يلا بينا لازم نرجع البلد النهاردة.

=انا خلاص خفيت؟

نهض وهو يقول

=ايوا يلا يا مهرة.

=بس لسه دا مخفش.

اشارت على قلبها بألم شديد نهضت تقف امامه بنفس الطريقة السابقة عصفورة مقابل ذئب اي شيء وحشي، قالت بتنهيدة عميقة

=طلقني، اظن الحكاية انتهت وانا خفيت خلاص الحمدلله مبقاش فيه داعي ارجع معاك والكلام الفارغ دا كله، طلقني يا حسن..


=خفيتى من الادمان بس واضح انك لسه عقلك مخفش، انا معنديش حاجة اسمها طلاق على الإطلاق انا لسه هربيكي من الاول وجديد، ولسه هاخد حقي وحق اللى عملتيه فيا.

قالت بغضب شديد

=انت بتعمل كدا ليه وبتتحكم فيا وفي كُل حاجة، انا مش عايزة أرجع معاك عايزة اطلق..

=خلصتي؟ ورايا علشان تغيري هدومك ولو نطقتي بحرف تاني هتشوفى الوش التاني، اتقي شر الحليم اذا غضب!

=اووف، بكرا تطلقني غصب عنك.


ضربت قدمها في الارض بغضب ثم سارت خلفه بضيق منه ومن جبروته الذي لن يتغير علي الإطلاق، مما اضطرها لتبديل ملابسها والعودة معهُ..

فى المحكمة.

جلست عطر وهي ترتعش بخوف قائلة

=انا خايفة اوي يا ياسين، هموت من الخوف بجد، مش قادرة حقيقي، افرض خدها مني هموت يا ياسين هموت بجد..

=متخافيش يا عطر. انا جنبك وان شاء الله ميرا هتبقى معانا.

نطق الطفل يونس بغضب.


=انا مش هسمح لحد يبعدها عنى يا خالتي، متخافيش ميرا هتبقى معانا غصب عن اي حد..

دخل القاضي مع المستشارين وجلسوا معاً ثم قال بصوت عالى والجميع قلبه مضطرب

=حكمت المحكمة حضورياً، أن وصية الطفلة تُنسب لأُمها مع مُراعاة الشروط الموجودة في القضية، والمراقبة على حياة الطفلة مع والدتها..


صرخت ميرا وهي تحتضن والدتها ويونس الذي ابتهج بقوة، بينما حمد ياسين ربه فهو استجاب له ويسر لهُ الامر واخيراً، بينما جحظ جمال عيناهُ بغضب وغل قائلا

=ماشى يا عطر، متفرحيش أوي كدا مش هخليكي تتهني أبدًا..

ترك المحكمة وخرج، بينما خرج ياسين مع عطر والاطفال في فرحة، فقال بهدوء

=بالمناسبة الحلوة دي ناخد الاطفال نتفسح شوية، بعدين نروح ناكُل، وأظن كدا مفيش مانع من جوازنا..

ابتسمت بخجل قائلة

=ياسييين..


=قلب ياسين ونور عيونه وحياته كلها

=بس بقا علشان الأطفال..

=اطفال مين انا متعلم الكلام دا من ياسين اصلاً..

قهقهت بخفة وهي تمشي بجانبه بخجل فقال بصوت عذب

=كان يوم حُبك أجمل صُدِفة، لما قابلتك مرة صُدِفة، ياللى جمالك أجمل صُدِفة، كان يوم حٌبك أجمل صُدِفة..

رفعت نظرها اليه وهي تبتسم وقلبها يخفق يبدو أنها هي الاخري بدأت تعشق ياسين وحبه واهتمامه بها ووقوفه بجانبها، عوضها الله عن ما رآته في جوازتها الاولي..


التجربة الاولي ليست بالضرورة تكون الاخيرة، رُبما نعطي نفسنا فرصة للعيش مرة أخرى..

جلست الحاجة فتحية أمام الشيخ عوض الله أخيها وهو شيخ القرية، حكت لهُ كُل شيء بخصوص ثريا وفاروق قائلة

=كل حاجة بقت وحشه من غيرها، متوقعتش اني يحصل كدا دي كانت شايلة البيت على كتفها كدا يا حاج، والواد ابني كان بيحبها معرفش ايه اللى غيره بالطريقة دي من ناحيتها وأتجوز العقربة وفاء بعد ما كان مش بيطيقها ولا بتنزل من زور..


=بصي يا اختي السحر والاعمال موجودة في القرآن الكريم وحسب اللى حكيتيه، فهي ممكن وليعاذُ بالله تكون لجئت للسحر وعلشان كدا حصلهم كدا بس نقدر نفكه والمياة ترجع لمجاريها..

=بالله بصحيح؟ طيب ازاى قولي.

=إسمعينى كويس.

جلست ثريا على مكتب أبيها تعمل بدلاً عنه وتحسب حسابات الغذاء الذي باعته هذا الأسبوع، ماهي الا دقائق حتى دخل عليها فاروق قائلا بصوت عالي

=ثرياااا.


رفعت نظرها بصدمة اليه ثم حاولت ضبط اعصابها وإشتياقها لزوجها الحبيب، وقالت بصوت قوي صلب

=اولا تستأذن قبل ما تدخل مكان زي دا، وثانيا اسمي ام يونس متنطقش اسمي كدا في العلن، وثالثا خير عايز ايه..

=انا مش جاي افتح محاضرة معاكِ، انا جاي اقولك انتِ ليه عليتى الاسعار كدا ولا هي بتيجي لحد عندي وتعلي..

=زيك زي باقي الناس اللى بتاخد مننا، وهي كدا عاجبك اشتري مش عاجبك عندك الف واحد بيبع غيري تقدر تشتري منه..


=بقا هي كدا؟

نهضت تقف امامه قائلة

=ايوا يا فاروق هي كدا..

=وما أدتيش عثمان بأقل الثمن؟ ولا علشان هو حب زمان!

=حب زمان ايه وزفت ايه وبعدين وانت مالك انا حرة اعمل اللى انا عايزاه بس هريحك انا مش بفكر فيه اصلا انتوا صنف وسخ وانا قرفت منه..

=أحسن برضوا. ولعلمك انا هشتري من برا وأحسن منك..

تركها وخرج ثم وقف قليلا ينظر لها، فقد اشتاق لها ولكن هو بين القُرب والبُعاد وكأن هُناك قوة إلهية تُحركهُ..


بينما جلست هي على المكتب وحاولت كبح دموعها للمرة التي لا تُحَصي!

مالت مُهرَّة برأسها على كتف حسن تنام بهدوء، بينما شعر هو بشيء غريب عندما اقترب منه، تلك الفترة يشعُر بشيء يُراود قلبه عندما تقترب منهُ، ولا يُنكر حزنه عليها وعلى حالتها، وفرحه عندما تعافت، مشاعره غريبة وكأنهُ شخص مُحب، ولكن جبروته وقوته يرفضان هذا بقوة، اذا رضخ لحبها سيخسر كثيراً لذالك يعاملها بقسوة وقوة..


فتاة بحجم صغير تجذبه نحوها ككتلة نيوتنْ.

جذب أذنه صدوح أغنية أول مرة تحِب يا قلبي، وحينها لم يستطيع الأ ينظر اليها، ثم عدَّل وضعيه رأسها للخلف برفق وهدوء وهي نائمة كالملاك الرقيق..

فتحت عينيها فجأة في تلك اللحظة وهي تتثاوب قائلة

=اوف لسه موصلناش!

ابتعد عنها يُمثل الانشغال، فقالت وهي تبتسم.


=الله الأغنية دي بحبها جدا، ليه بيقولوا الحب قسية ليه بيقولوا شَّجن ودموع، اول حُب يَمُر عليا قلب الدُنيا فرح وشموع، بتحبها؟

=لاء..

=انت على طول كدا مش بتحب اي حاجة خالص؟

=اسكتي يا مُهرة

=أوف طيب.

دلفت الحاجة فتحية الى ثريا التي تجلس وقالت لها

=ثريا بنتي.

=اما حبيبتي تعالي يا غالية

عانقتا بعضهم البعض في حب ووداد وجلعتها تجلس وطلب لها عصير، وبعد كلام الحب والاشتياق نطقت فتحية.


=مش ناوية ترجعي لبيتك بقا يا بنتي؟

=خلاص يا ما الموضوع إنتهي خلاص، المهم طمنيني عنكم..

=من غيرك ولا نسوي، البيت فوضي ومالوش لازمة، ربنا يرجعك لينا بالسلامة.

صمتت ثريا بحُزن وضيق فقالت فتحية وهي تبتسم

=مهرة راجعة النهاردة بعد ما خفت.

=بالله صحيح الف حمدالله.


=وانا قولت اعمل حفلة بسيطة على الضيق كدا نفرح بقالنا ياما مفرحناش وقولت للبت عهد أصلها شاطرة في امور الزينة تظبط القصر، وجاية اطلب منك تيجي تقضي معانا الليلة دي..

=لاء يا ما اسفة مش هقدر أجي

=علشان خاطري لو ليا خاطر عندك، تشوفي ابنك وتقعدي معايا انتِ بنتي قبل ما تكوني مرات فاروق، بس مش هضغط عليكي فكري وشاوري عقلك وانا هستناكي يا بنتي

=حاضر ياما.

=يلا مع السلامة يا حبيبة امك..


عانقتها ثم رحلت بينما جلست ثريا تفكر هل تذهب أم لاء.؟

وقفت عهد تُعلَّق الزينة بهدوء وهي تُدندِن حتى تدحرج بها الكرسي فوقعت ارضا تتاوه بقوة ثم نهضت وهي تمسك ظهرها بصعوبة قائلة

=آآآه يا ضهري. آآآه محدش لقطني ليه محدش مسكني ليه. هااه؟ ولا دا في الروايات والافلام بس..

استمعت لقهقه من يقف خلفها وكان باسل الذي وقف ينظر لها وهو يضحك، تلاقت معه بعد شهور عدم لقاء آخر لهم، قالت ببرود.


=بتضحك على ايه فيه ارجوز هنا وانا معرفش؟

اقترب منها قائلا بهدوء

=فيه الاحلي من الارجوز..

=عايز ايه باسل؟

=جاي اعتذر. وافتح صفحة جديدة، انا عرفت انك مظلومه وانى قليت أدبي عليكِ، انا اسف يا عهد..

=أفكر، تعالي ساعدني بدال ما عمال تضحك وتهزر.

=حاضر.

نهض معها يُساعدها برفق وحاول أن يجعلها تضحك بالنكت السخيفة الخاصة به فهو مخطيء، ولذالك يُحاول يصلح خطأه..


رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل العاشر


وقفت الحاجة فتحية تُرتب الاطعمة في المطبخ بهدوء وهي تقول بألم في قدمها

=يالا يا بنات شهلوا شوية.

تذكرت حينها ثريا وحاولت الا تبكي وان تتماسك، ولكنها شعرت بمن يحتضنها من الخلف

=وحشتيني يا توحة..

=ثريا يالهوي يا بنتي انتِ جيتي ولا بيتهيألي.

=مقدرتش ما أجيش واسيبك في مناسبة زي دي.

=أصيلة وبنت أصول يا بنتي..

بالفعل شمرت عن ساعديها ووقفت تساعد فتحية في إعداد الاطعمه ويضحكان مثل الماضى.


بينما في الخارج انتهت عهد من الزينة بأكملها قائلة لباسل

=انا ماشية هروح أغير واظبط نفسي وأرجع.

=متعمليش حاجة نفس الخِلقة هتتغير مثلاً؟

=احترم نفسك

=عيوني.

بالفعل غادرت لكي تُبدل ملابسها وصعد هو الاخر ليغتسل ويُبدِل ملابسه، بينما هبط فاروق الى الاعلي بعدما أبدل ملابسه ولكنه غاضب فهي ليست نظيفة أو مكوية بطريقة جيدة، من يوم التي رحلت ثريا وهو لا يستطيع الارتداء بصورة صحيحة قال بغضب.


=عيشة زي الزفت انا مبقيتش فاهم ولا عارف أعمل إيه..

دلف الى المطبخ من الخلف ليتحدث مع والدته ظنًا أن الخدم في الامام، تفاجيء بمن تقف تُبدِل ملابسها بعبائه ثانية وتَضِبُط شعرها، إنها ثريا حبيبته وزوجته، شهقت وهي تراه امامها وتراجعت للخلف وهي تضع العباءة فوقها بغضب قائلة

=انت مجنون ازاي تدخل هنا من غير ما تخبط!

=والله انا داخل بيتي هخبط على بيتي.

=اطلع برا يا فاروق لو سمحت، اطلع برا..


بالفعل خرج وترك لها حرية المساحة فشعرت هي بالخجل الشديد وانتهت بسرعة من ارتداء ملابسها وحجابها ثم خرجت لتري وفاء التي تهبط ببرود وتقف بجانب فاروق بغرور، لم تعطيهم أي اهتمام وأكملت عملها، بينما قالت وفاء بعصبية

=ايه جاب العقربة دي تاني؟

=معرفش يا وفاء بس مش عايز كلام ولا خناق خلى الليلة تعدي علي خير..

خرجت فقالت لإبنها

=مش عايزاك تمسها بكلمة، أو تعملها حاجة فاهم هي هتقضي الليلة دي وتمشى.

تابعت لوفاء.


=وانتِ اياكي تمسيها بحرف انتِ فاهمة ولا لاء؟

=جرا ايه يا حماتي هي من باقي عائلتك ولا ايه دا انا حتى بنت اخو جوزك!

=على الاقل هي غيرك مش عقربة وحية، وجت تساعدني مش زيك مش بتمدى ايدك في حاجة والله الغني عنك يا ختي..

قال فاروق بضيق

=المفروض كنتي تقوليلي قبل ما تجبيها ياما انتِ عارفة الوضع.

=البيت بيتى كمان يا ولدي!

=مقصدتش ياما بس.

=خلاص يا فاروق اسكت خالص اقعد علشان اخوك ومرته زمانهم جايين.


بعد نصف ساعة، جاءت عطر برفقة ياسين ومعهم ميرا ويونس الصغير فبعدما أوصلهم انتظرهم ثم جاء بهم مرة اخري ومعهم وعمران وعهد قاموا بالقاء التحية علي بعضهم البعض، وجاء الحاج يونس بعدما أدي فريضته وجلس مع عمران كالعادة يلعبون طاولة..


وهبط باسل بعدما أبدل ملابسه ليرى عهد في أفضل حال لها حقا جميلة ولطيفة، نظر لها بهدوء وابتسامة، مختلفة عن باقي ما عرفهم وتلك الفترة هي في عقله كثيرا، ولا يعلم سبب لذالك رُبما لانه بدأ يبتعد عن السوء رويدًا..

فى حين دلفت عطر تساعد النساء في الاطعمة كانت فتحية غير مرتاحة ف ربطت ثريا على كتفها قائلة.

=بصي للروح يا توحة مش لاي حاجة، يمكن ربنا يحطنا في نفس الموقف دا، ولا ايه؟

تنهدت فتحية قائلة.


=عندك حق وهي بت كويسة برضك يلا على بركة الله.

=اوعي تحبيها أكثر مني!

=هو انا اقدر احب حد اكثر منك؟! دا انتِ بنتي.

عانقتها بحب وهي تبتسم ثم اكملوا عملهم.

بينما في الخارج، خرجت عطر تُرتب الطاولة والمفرش ذهب اليها ياسين وقال لها بلُغة فُصحيَ

=جميلة انتِ بشكلٍ أعمق ممّا أحتمل، بشكل يُشعرني

بأنّي آسف تجاه شيء ما كُلّما نظرتُ إليكِ.

ابتسمت عطر قائلة.


=كفاية كلام من دا يا ياسين العائلة بتبص علينا عيب، بعدين ممكن أفقد توازُني وقتها

=أبوس ايدك بلاش مش هقدر أشيلك.

=قصدك اني تخينة؟

=اه.

=ايه.

=ها. لاء انتِ قمر.

=ماشي يا ياسين ماشي والله لأوريك..

=طيب طيب إهدي، انا بهزر معاكِ. صح عايز افتح موضوع الجواز النهاردة تاني مع ابوكي بم اني الأجواء هتبقى لطيفة.!

=انا خايفة اوي يا ياسين.


=مبقاش فيه حاجة تخوف كل الصعب عدي، بعدين ميرا بقت معانا ومفيش حاجة تمنع جوازنا اصلاً. المهم انتِ إية؟

=هفكر.

=نعم لاء ربنا معاكي بقا.

=خلاص خلاص استني، كلم بابا وانت هتعرف جوابي.

=أما نشوف يا عم التقلان.

ابتسمت بمرح وبادلها هو الابتسامة بحُب هاديء.


بينما في الخارج، وصل حسن برفقة مُهرة، وهبطا معاً الى الداخل وتجمع الجميع في دائرة واحدة بعدما نبأهم باسل بقدومهم فتجمعوا ليفاجئونهم، ما ان دلفوا القوا عليهم زينة جميلة قائلين بصوت واحد

=حمدالله على السلامة يا مُهرَّة.

تفاجئت مهرة بتلك الفعلة ثم دمعت عينيها واقتربت تحتضن والدها بقوة لاول مرة من بعد طفولتها، عانقها بحب وادمعت عيناهُ قائلا

=حمدالله على السلامة يا حبيبتي وياقُرة عيني..


مسحت دموعها وهي تنتفض ثم احتضنت شقيقتيها معاً وهي تبكي بقهر ربطوا على كتفها بحب ومنعوا نفسهم من البكاء هم الاخرون، وعانقت فتحية وثريا والجميع وهي تبتسم ثم قالت وهي تمسك البالون الكبيرة المكتوب عليها حمدالله على السلامة يا مهرة .

=شكرا ليكم بجد مش عارفة اقول ايه، انا للمرة الاولى أحِس اني عندي أهل الف شكر ليكُم كلكم.

قالت فتحية وهي تبتسم.


=يالا ياولاد يالا ناكل عملالكم اكل يرم عضمكم. والاصح ثريا اللى عملاه.

قال باسل بإبتسامة

=ايوا كدا نورتي البيت يا قمري، والله وحشنى أكلك، بدال أكل الموتي اللى كنا بناكله دا.

رمقتهم وفاء بغضب ثم صعدت الى الاعلي بعصبية مفرطة وهي تتوعد للجميع بالاسوء، فقال باسل

=أحسن العقربة رحلت نقوم نفرح بقا..

قال فاروق بضيق

=بااسل احترم نفسك.

اقترب منه باسل قائلا بصوت خفيض.


=انت غلطان فيه حد يسيب لهطة القشطة علشان ياخد عقربة، دى حتى عقربة.

بالفعل ذهب الجميع الى الطاولة يجلسون في دائرة لطيفة وجميلة، ووضعت ثريا الطعام للجميع فيما عدا فاروق الذي تذمر قائلا

=على فكرا محطتيش ليا!

=اظن مراتك تبقى تحطلك يافاروق بيه.

ضحك الجميع خفية على تعذيب ثريا لفاروق وغضبه الشديد منها، جلست بجانب يونس الصغير لتعطمه، فقبل يديها وأكل لقمة صغيرة قائلا.


=خلاص يا ماما انا مش هقدر اكل منك تاني، علشان أأكل ميرا.

قال ياسين بضيق

=ابعد أبنك عن بنتي يا فاروق

نطق فاروق بضحك

=ياعم انت تطول يونس ابنى يتجوز بنتك..

قالت عطر بتذمر

=معلش بقا انا بنتي ست البنات.

قالت ثريا وهي تبتسم

=وابني راجل ملو هدومه..

قالت فتحية وهي تضحك

=خلاص يا ولاد كلهم حلوين بس يكبروا الاول، المهم شد حيلك بقا يا حسن انت ومهرة عايزين أطفال كتير يملوا علينا البيت كدا..


أصابت الكُحه حسن ثم قال وهو يتنهد

=أحم، انا كلت.

نهض ببرود تام من على الطاولة، ليضحك الجميع على خجله بينما حاولت هي عدم التركيز، وبدأت الاحاديث يبن شد وجذب وسعادة وألفة بينهم..

بعد الطعام، جلس ياسين بجانب عمران ومعه والده ووالدته وقال بهدوء

=ياعمى قدام امي وابويا، انا طالب منك أيد عطر للمرة المليون وهفضل أكرر طلبي ورغبتي لحد ما توافق، وأظن دلوقتي مفيش عوائق، ميرا بقت معانا.


لم تتحدث فتحية فهي قررت أن تترك لإبنها حرية الاختيار بعد الضغط عليها طوال الفترة الماضية كما أنها بدأت تحب عطر وتتقبلها..

فقال عمران وهو يبتسم

=معنديش اي مانع، شرف ليا أناسبكم للمرة التانية.

قال يونس وهو يهمس له

=وأدعي متبقاش الاخيرة.

=آآآه منك يا راجل انت، عيالك خلصوا على بناتي.

ضحكوا معاً بسعادة ليقول يونس

=زيادة الخير خيرين.

ف نطق ياسين بحماس

=نقرأ الفاتحة بقا ونتفق.

قال عمران بضحك.


=ابنك مستعجل أوي يلا على بركة الله.

بالفعل بدأو قراءة الفاتحة معًا، بينما في الخارج يقف الاربع فتيات يسترقون السمع لهم فقالت عهد بحماس

=هيييه مُبارك يا عطر بيقرأو فتحتك..

عانقتها مهرة وهي تقول

=مُبارك يا قلبي ربنا يتمم بخير ويسعدك ولعلها المرة اللى فيها الخير ليكِ.

=يارب يجماعه يارب.

عانقتها ثريا هي الاخري وباركت لها بحب، كانت ليلة سعيدة واختتمت بقراءة فتحة عطر وياسين. نطق ياسين بحماس.


=كتب الكتاب الشهر الجاي كويس؟

=انت مستعجل ليه يا بني؟

=ياعمي رمضان داخل علينا، ومش هعرف أتجوزها وهفضل مستني كتير، انا جاهز وهي جاهزة يبقي ليه لاء..

=خلاص على خيرة الله.

دلفت عطر اليهم ثم احتضنت والدها بحب وحماتها وقبلت يد حماها بينما قال ياسين بإبتسامة عذبة

=مُبارك عليا انتِ

قبل يديها بحب ثم ابتعدت هي عنه بخجل ولكن بداخلها سعادة تكفى لسنين طويلة.


بدأو يلتقطون الصور معاً في فرحة وسعادة حتى تركتهم ثريا وإستأذنت للرحيل، ذهب خلفها فاروق قائلا بنحنحه

=ثريا استني.

=نعم!

=انا ممكن أوصلك.

=لاء مش عايزة. وياريت متحاولش تتكلم معايا تاني عن إذنك.

تركته وغادرت بينما ظل هو واقف قليلا ثم دلف هو الاخر ف لا يحق له أن يتحدث اليها.


بينما مهرة وخرجت الى الخارج ووقفت تستنشق الهواء، حياتها تغيرت كثيرا من الجحيم للسعادة، بدت كواحدة اخري، من حول حياتها وجعلها هكذا هو شخص واحد حسن، كان اكثر شخص أذاها، واكثرهم نفعها..

كانت اكثر شخص تكرهُ، ولكن الآن بدأت مشاعرها تتغير نحوه بقوة كبيره، لكنها في حاجة لعلاج قلبها، والشيء الوحيد لعلاجه الحب، الحب الحقيقي ابتسمت بخفة وهي تتخيل أن يعشقها ذالك الصعيدي ذو الجبروت ثم قالت وهي تضرب جبهتها.


=حسن! دا اخر حد المفروض كُنت أفكر فيه.

تابعت وهي تضغط علي شفتيها

=يعنى ايه حٌب؟!

شعرت بمن يضع يديه على كتفها التفتت بسرعة ولهفة قائلة

=حسن!

ولكنها صُعِقت مما رأت كان فرغلي، توترت بقوة قائلة

=ا. انت؟!

=ايوا انا فرغلي يا ست مهرة، إبن عم جوزك المصون، انا قولت اجي اشوفك وازورك بم انك خفيتي وبقيتي كويسة، وبصراحة اتوحشناكى من اخر عملية معاكي..


=اسمعني كويس انا اتغيرت وبطلت الشغل المقرف دا، ف مالكش دعوة بيه وابعد عني، ولا تحاول تلمحلى بالكلام دا بعد كدا فاهم ولا لاء..

=مش عيب تنسي العمليات اللى ما بينا ولا ايه!

=عمليات ايه؟

قالها حسن الذي وقف أمامهم بشك، بينما هي أحمر وجهها وشعرت بالخوف الشديد من معرفة هذا الشيء ايضا لن يُسامحها عليه على الإطلاق..


تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع