القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم( شارع خطاب)الفصل الثاني وعشرون بقلم فاطمة طه سلطان ( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)

 

رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم( شارع خطاب)الفصل الثاني وعشرون بقلم فاطمة طه سلطان ( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)






رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم( شارع خطاب)الفصل الثاني وعشرون بقلم فاطمة طه سلطان ( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)


الفصل الثاني والعشرون من #عذرًا_لقد_نفذ_رصيدكم

#شارع_خطاب 


بقلم #fatma_taha_sultan 


____________ 


اذكروا الله.

دعواتكم لأهلكم في فلسطين والسودان وسوريا ولبنان وجميع البلاد العربية. 


_____________________ 


‏"هل تعي ما معنى أن يخطو إليك، بكل ثقة، شخصٌ متردّد؟"

#مقتبسة 


- إن أكبر الأخطاء هو أن تعتقد أن الحياة دائمًا ستمنحك الوقت الكافي لتصحح ما فعلته. 


- دوستويفسكي 📚. 


-أيظلُ المرء مجروحاً طوالَ عُمره؟

ألا توجد تدخُلات ، نِهايات ، بِدايات أُخرى؟

أي نجّاة من هّذا الطريق؟ . .

#مقتبسة 


_____________ 


المكالمة التي وردت لها من أحدى زميلاتها جعلتها تشعر بالخوف الكبير والقلق.. 


بعدما انتهت المكالمة فتحت المحادثة بينها وبين صديقتها لتجد العديد من الروابط لصفحات كبيرة من حيث عدد المتابعين  والتفاعل عليها بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي قد قامت تلك الصفحات بمشاركة المقطع، حتى أن الفتاة نفسها أرسلت لها المقطع من حساب ريناد. 


كان الأمر يسبب لها الرهبة..

الدهشة.. 


لا تستطيع أن تحدد شعورها في تلك اللحظة حتى أن شقيقتها رأت المقطع وكذلك هدير، كلاهما شعر بالصدمة بسبب هذا الكم من المشاهدات... 


حسنًا الفيديو لا يعيبها في شيئًا لكن ماذا سيكون رأي دياب؟ طوال الطريق كانت تبكي ولا تتوقف رغم محاولات الجميع معها. 


حينما وصلت إلى المنطقة برفقتهم توجهوا صوب البناية ثم صعدت على الدرج حتى وصلت إلى الطابق الخاص بـ شقة بهية فـ قرعت الجرس. 


فتحت لها ريناد بوجه متوتر لكنها لم تكن تشعر بالخوف أو بمعنى أوضح الأمر بالنسبة لها كان عاديًا بل رُبما رغم توترها سبب لها السعادة بسبب انتشار حسابها وأصبحت فيديوهاتها رائجة. 


جلس الجميع بالداخل في الشقة يحاول الجميع الوصول إلى حل.. 


تمتمت بهية بنبرة بسيطة لا تفهم تلك الأشياء جيدًا: 


-طب ما تمسحي الفيديو يا بنتي. 


أردفت هدير ترد بالنيابة عن ريناد الصامتة والتي لم تتحمل لوم حور الواضح لها منذ أن أتت: 


-حتى لو مسحته يا طنط في النهاية الناس اللي عملت شير وخدت الفيديو عندها كم مش طبيعي، حتى لو مسحته هو بقى موجود في كل حتة تقريبًا. 


هتفت حور بنبرة غاضبة وهي توجه حديثها صوب ريناد: 


-كان المفروض تأخدي رأيي وتعرفيني؛ أنا عارفة اه أنك ساعات بتعملي فيديوهات ميكب بس مجاش في بالي أنك هتنزلي الفيديوهات دي قولت أخرها هتنزليها ستوري واتس وعدى عليها كتير أصلا، كان المفروض تسأليني الأول ده أنا حتى صوري مش بنزلها فيس. 


أردفت إيناس مستنكرة عند تلك اللحظة وابنتها نائمة في أحضانها وجواد يجلس بجوارها صامتًا: 


-كان المفروض أصلا متتصوريش على موبايل حد ولا عملتي كده دي غلطتك من الأول. 


ابتلعت ريناد ريقها ثم حاولت الحديث أخيرًا لكن خرجت نبرتها بانزعاج كبير واعتذار لن يفِ بالغرض: 


-مكنتش شايفة أن فيها مشكلة والفيديو عادي جدًا مفيهوش حاجة بالعكس الناس حبته وشافت أن دمنا خفيف أصلا مفيش حد قال كلمة وحشة، أنا أسفة بجد. 


قالت حور بنبرة جادة: 


-أسفة ولا مش أسفة بقا مش دي المشكلة، المشكلة في دياب لو شافه. 


عند ذكر دياب هنا سرت بجسدها رعشة خفيفة وقلق طفيف مما هو قادم...


ليتها لم تفعلها بحماقتها، ليتها لم تقوم بنشر أي شيء يخص شخص أخر في حسابها، تحديدًا لو كان هذا الشخص له شقيق مثله. 


تمتمت هدير بنبرة جادة: 


-هو يومين أكيد وهيرجع يختفي مش هيفضل علطول تريند يعني ودياب أعتقد مش هيكون مهتم بالسوشيال أوي يمكن ميشفهوش وريناد برضو تمسحه. 


هتفت إيناس معقبة على حديث هدير: 


-دياب فعلا مش بيمسك ويفتح فيس إلا قليل أوي بس يعني خايفة تيجي على حظها ويشوفه. 


أردفت حور هنا وهي ترغب في تحمل عواقب أفعالها بأنها قامت بعمل مقاطع معها من الأساس: 


-دياب هيشوفه هيشوفه، مدام زمايلي وأغلب الناس شافته وارد جدًا أنه يظهر ليه وأنا لازم أعرفه قبل ما يعرف من برا واللي يحصل يحصل. 


قالت بهية بانزعاج شديد: 


-ادي أخرة اللي خدناه من القرف والفيديوهات ده.. 


______________ 


صورة إلى أرجيلته كتب فوقها على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي.. 


"اعتبروا أن في شريطة سوداء فوقها علشان ابني سلامة حبيبي في الشغل وأنا مبعرفش في الحاجات دي، وحشتيني يا كريمة فراقك صعب عليا يا حبيبتي". 


كان أكثر التعليقات تأثرًا هو جابر الذي أخذ يواسيه في التعليقات... 


ترك زهران الهاتف وأخذ يرمق الأرجيلات الموجودة أمامه والتي تخطت العشر. 


تمتم الصبي بنبرة هادئة: 


-متزعلش نفسك يا عم زهران، حقك عليا اديني جيبتلك كام شيشة اختار اللي عايزها منهم كلهم جداد. 


نظر زهران لهم هاتفًا بتأثر واضح ومبالغ فيه: 


-ما أنا بشرب من غيرها لما بكون برا البيت لو ماخدتهاش معايا، لكن كريمة غير والله، لو مخنوق هي اللي تسمعني، لو مضايق هي اللي بتسمعني لو فرحان هي اللي بتشاركني فرحتي، بقالها سنين معايا دي بتسمعني وبتتحملني أكتر من عيالي وأكتر من أي ست اتجوزتها. 


ابتلع ريقه وعاد يشرح له والصبي يسمعه بإنصات واهتمام: 


-بالك أنتَ لو مخنوق ومش طايق نفسك محدش يتحمل منك نفخة ولا اتنين ولا أنك تطلع غلك فيه لكن هي استحملت مني كتير أوي الغالية. 


حينما فُتح باب الشقة مُعلنًا عن دخول نضال تحدث زهران بغضب واضح: 


-منه لله اللي كان السبب، قلبي غضبان عليه. 


تمتم نضال بانزعاج حينما أغلق الباب خلفه ووجد هذا الكم الكبير من الأرجيلات أمامه: 


-إيه ده؟! 


ثم تحدث بنبرة متأففة: 


-وإيه اللي أنتَ كاتبه على الفيس بوك ده.. 


صاح زهران مستنكرًا: 


-وأنتَ مالك هو فيسبوكي ولا فيسبوكك، أنا اكتب اللي يعجبني وقت ما يعجبني الفيس بتاعي والموبايل بتاعي وبفلوسي، وبعدين لسانك ميخاطبش لساني أنتَ سامع!.. 


ثم وجه حديثه إلى الصبي التي لم تكن مرته الأولى الذي يأتي فيها إلى الشقة: 


-روح اعملي حجر يا ابني أنتَ عارف الطريق دماغي هتتفرتك. 


هز الصبي رأسه موافقًا ثم غمغم: 


-حاضر يا معلم زهران.. 


أنهى حديثه ثم توجه صوب المطبخ حتى يغسل الأرجيلة ويقوم بإشعال الفحم. 


لم يتحدث نضال هذا ما جعل زهران يهتف غاضبًا: 


-مش قولتلك لسانك ميخاطبش لساني ولا هو جر شكل وخلاص؟. 


غمغم نضال بنبرة ساخرة بعض الشيء: 


-أنا مفتحتش بوقي أساسًا!. 


سأله زهران متجاهلًا ما يسمعه: 


-اخوك قالي أن شكلك اتخانقت مع البت امبارح؟ ليه كده يا ابني يوم كتب كتابك بدل ما يكون ذكرى حلوة ويوم حلو تفتكروه تنكد عليها فيه؟. 


أسترسل زهران حديثه بألم نفسي واضح: 


-ونكدت عليا أنا كمان الله يسامحك يا ابني. 


تمتم نضال بنبرة مغتاظة: 


-قال يعني هي اللي بير فرفشة، دي لما بتصدق تطلع كلام غريب وتعترض على أي حاجة، كأن سلمى اللي كنا بنشوفها قبل ما اخطبها حاجة ودلوقتي سلمى تانية أصلا. 


ما أعجب زهران وراق له بشدة أنه حتى الآن لم يُصرح نضال بأنه غاضب من أجل عقد القرآن!!

هذا شيء مُريب وعجيب في الوقت ذاته!!

هل رق قلب ابنه قليلًا؟!. 


أم فقد الأمل بأن يعلق على أفعالهم..

لا يعرف زهران لكنه يجد أن هذا الأمر خيرًا بكل تأكيد... 


هتف زهران بنبرة هادئة: 


-أنتَ اللي في ايدك تطلع من الست اللي قدامك أنثى. 


قاطعه نضال بنبرة مشتعلة: 


-ابوس بلاش النصائح اللي ملهاش لازمة والمُريبة دي، علشان أنا مش ناسي اللي أنتَ عملته أنتَ وأستاذ دياب. 


أتت اللحظة التي ازعجت زهران الذي تمتم منفجرًا فيه: 


-عملنا إيه يعني؟، وبعدين مش عايز تتجوز ليه؟! البت حلوة ومحترمة ومؤدبة، ده وأنا في سنك كنت مخلفك أنتَ واخوك.. 


رد نضال عليه بنبرة غاضبة بعض الشيء: 


-أنتَ السبب في الموضوع ده كله، ماشي حلوة ومؤدبة وفيها كل الصفات الحلوة، بس أنتَ اللي عمال تأخد خطوات مش أنا لدرجة انك مسيبتش حاجة اعملها، وبعدين سلمى غريبة شوية في منها جانب غريب. 


عقب زهران على حديثه بثقة وجدية: 


-كل النسوان غريبة يا حبيبي، والراجل الصح هو اللي بيفهم ويريح أسالني أنا خبرة عنك، وبعدين أنا سايب ليك خطوة الفرح انا لو عليا كنت عايز ادخلكم مع سلامة وجهاد، والله لو كان ينفع كنت عملتها والشقة افرشها من أولها لأخرها في ظرف ثلاث أيام. 


تمتم نضال بامتنان كاذب: 


-كتر خيرك والله، مش عارف اودي جمايلك دي فين بس؟!!!!!!!. 


انقلب وجه زهران فجأة متحدثًا وهو ينظر للناحية الأخرى: 


-متتكلمش معايا كل ما افتكر منظر كريمة وهي مكسورة قلبي بيوجعني أنا مش هاين عليا ارميها وهي مكسورة قلبك طاوعك أنتَ؟!. 


هتف نضال بنفاذ صبر: 


-أرجوك أنا على أخرى كفايا مبالغة وأفورة بقا. 


-صح معاك حق أنا بكلم واحد مشاعره ميتة هيفهم علاقتي بكريمة ازاي يعني؟!. 


فُتح باب المنزل وبعد دقائق كان سلامة يحاول فيهم حمل الأشياء، دخل وهو يحمل كيس بلاستيكي وصندوق كرتوني. 


أردف سلامة بنبرة هادئة بعدما وضعهما أرضًا وأمسك الكيس البلاستيكي: 


-ولا تزعل نفسك ولا تعكنن نفسك يا معلم زهران أقدملك كريمة نامبر تو ولازم تو. 


أنهى حديثه مخرجًا الأرجيلة من الكيس البلاستيكي.. 


أشار زهران له بفرحة وهو ينظر إلى نضال: 


-اهو ده ابن عمري اللي مقدر ابوه، واللي هيجيب حفيد لابوه كلها كام يوم. 


تمتم نضال ساخرًا: 


-ليه هيجيبه اونلاين علشان يوصل كمان كام يوم؟!. 


لم يعقب زهران على حديثه بل نهض وأخذ يحمل الأرجيلة بين يديه يحاول تقييمها، ثم سأل سلامة بنبرة هادئة وهو يشير صوب الصندوق الكرتوني: 


-هو البتاع ده فيه إيه؟! 


تحدث سلامة بعدم فهم وهو يخبره: 


-ازاي متعرفش؟! ده الاوردر باسم المعلم زهران وبين قوسين زهورة ومدفوع حقه. 


ترك زهران الأرجيلة ثم توجه صوب الصندوق يفتحه باستغراب فهو لم يطلب شيئًا من الأساس.. 


وجد أرجيلة مغلفة جيدًا وأنيقة ومعها ورقة مدون عليها.. 


"إلى صديق عُمري: 


عارف أنك زعلان ولسة في حداد على كريمة، بس معلش هي الدنيا كدة يوم ليك ويوم عليك.. 


وعشان كدة مهنش عليا أسيبك وحيد من غير لا أنيس ولا ونيس فحبيت أهديك هدية عارف أنها الأحب والأقرب إلى قلبك..... 


وآه قبل ما انسى أرجو منك تسميتها أصيلة لأني لازلت اتذكر جيدًا حيرتك الشديدة في انتقاء الاسم وطالما الأولى كانت كريمة فلتكون تلك الأصيلة...... 


وبالنهاية أرجو أن تنال إعجابك يا صديقي.." 


إمضاء صاحب عُمرك جابـر سلطان على سنح ورمح. 


تمتم زهران بابتسامة واسعة وهو يخبر نضال: 


-صاحب عمري وابن عمري اللي مفرحيني ومقدرني وحاسيين بيا مش زي ناس، مدام التانية بقا اسمها كريمة نامبر تو، دي هسميها أصيلة علشان أصالة صاحب عمري والله ما أكسر له كلمة. 


صاح نضال مستنكرًا في الوقت الذي جاء فيه الصبي وهو يحمل الفحم في أحدى الأشياء المخصصة له: 


-هو احنا كنا لاحقين على دماغك مع واحدة لما نلحقها مع اتنين.. 


تمتم سلامة بنبرة جادة لا تناسب الموقف تمامًا: 


-ده العوض. 


ثم تحدث برجاء حقيقي: 


-بقولكم إيه أنا فرحي بعد ثلاث أيام مش عايز لا نكد ولا غيره مهما كان السبب هحله. 


غمغم نضال بتهكم: 


-حالو يا حالو أنا ماشي نازل تاني أحسن. 


___________ 


بعد مرور ساعة تقريبًا.. 


جائزة الفتاة المثالية في الحماقة تذهب إلى حور كان هذا رد ايناس وهي تستمع إلى حديث حور مع دياب عبر الهاتف بعدما أرسلت له المقطع من حساب ريناد وهي تقوم بإخباره بالأمر بنفسها هو لم يكن لديه علم وكان مشغولًا في عمله.. 


-وأنتِ تتنيلي على عينك تتصوري على تليفون واحدة غريبة منعرفهاش إلا من كام اسبوع ليه؟! وتعملي فيديوهات ليه معاها وسايبة مذاكرتك، قسما بالله يا حور لاوريكي أنا جاي.. 


أغلق المكالمة في وجه شقيقته دون أن يستمع المزيد، جاء نضال على صوته هاتفًا فهو حتى الآن لو يعاتبه على ما فعله به: 


-مالك يا دياب بتزعق ليه كده؟!.. 


تمتم دياب بنبرة غاضبة: 


-كده هقولك بعدين أنا لازم امشي دلوقتي مروح البيت اقعد بدالي بس خد الاوردرات أقل من ساعة وجاي. 


رد نضال عليه بنبرة قلقة ومهتمة: 


-ماشي مفيش مشكلة، بس في حاجة حصلت؟! أمك واخواتك كويسين؟! 


هز دياب رأسه بإيجاب ثم رحل بسرعة البرق دون النطق بكلمة واحدة متوجهًا صوب المنزل شاعرًا بأنه على وشك الانفجار لا يدري هل كان يسير أم يركض؟!. 


لا يعرف لكنه في بضعة دقائق كان يصعد على الدرج مر على الطابق الأول بعده الطابق الثاني توجه صوب شقة بهية وأخذ يقرع الجرس ويطرق الباب بيده في الوقت ذاته بقوة كبيرة وعصبية واضحة توضح أن الطارق لا يأتي حاملًا نية طيبة. 


العــاصــفــة..

بـــــدأت للتو.. 


فتحت ريناد له الباب بيد مرتجفة كانت تعرف بأنه هو الطارق من طريقته ولأنها رأته عبر "العين السحرية" المتواجدة في الباب؛ تلك الدائرة الصغيرة التي تسمح لك برؤية من يتواجد في الخارج. 


تمتم دياب بنبرة صارخة وهو ينظر لها بطريقة أربكتها: 


-أنتِ ازاي تنزلي فيديو لاختي؟!. 


قاطعته ريناد بنبرة متوترة: 


-أستنى بس أنا هفهمك. 


صرخ دياب في وجهها بنبرة تسببت في أن تهبط دموعها دون أن تسيطر عليها: 


-ولا تفهميني ولا غيره بأي حق تنزلي فيديو لاختي؟! ومن غير ما تعرف؛ من غير ما تكلفي نفسك حتى تأخدي رأيها. 


تمتمت ريناد بعذر أقبح من ذنب بالنسبة له: 


- أنا مكنتش أعرف أنه هيتشاف بالطريقة دي. 


صاح دياب بغضب جامح: 


-هي دي كل مشكلتك؟! احنا مش زيك ولا شبهك ومش معنى أن اختي كلمتك وبتقعد معاكي وارتاحت ليكي واتنيلت عملت معاكي وفت فيديوهات على أساس أن محدش هيشوفها تروحي منزلاها لكل الناس تشوفها، مفرقتش واحد غريب يشوفها ولا مليون بالنسبالي، وتقوليلي عادي في الأخر؟!.. 


جاءت بهية من الداخل وهي تسير بخطوات بطيئة هاتفة: 


-استني بس يا ابني هي مكنتش تقصد. 


تمتم دياب بنبرة غاضبة وهو يتجاهل حديث بهية لأول مرة: 


-الفيديو يتمسح أنتِ سامعة؟! هو والفيديوهات التانية تتمسح من أي حتة نزلتيها وتتمسح من موبايلك وأختي مش هتنزل تقعد معاكي تاني ولا لسانها يخاطب لسانك، لو أنتِ جاية تغيري جو لمدة يومين هنا يبقة مع نفسك واتقي شري وابعدي عن أي حد يخصني أنتِ سامعة؟!. 


هزت ريناد رأسها بإيجاب رغمًا عنها وهي تشعر بالخوف والحرج الكبير ولم تجد حتى كلمات قد تستخدمها أمام ثورتها، هي ليست معتادة على التوبيخ أو الصوت العالي!!!! 


لم تواجهه إلا مرة واحدة فقط حينما حدث ما حدث وتلقت هذا العقاب، لكن الأمر كان من والدها لا من رجل غريب... 


تركهما دياب وصعد على الدرج متوجهًا صوب شقة عائلته متجاهلًا نداء بهية ثم أخرج ميدالية مفاتيحه وولج إلى الشقة صافعًا الباب خلفه. 


"داخـــل الشــقــة" 


أقتربت منه والدته التي كانت ترتدي خِمارها المنزلي حتى تهبط بسبب صراخاته التي سمعتها من داخل شقتها. 


تمتم دياب ولم يعطِ فرصة لوالدته للحديث: 


-هي فين؟! بنتك فين والله لاربيها من أول وجديد أنا طالع عيني علشان فلوس دروسها وعلشان المصاريف وهي رايحة تعمل ليا فيديوهات ومصر كلها تشوفها والله ما حد هيوحشني عنها.. 


هتفت حسنية بنبرة جادة وهي تضع يدها على كتفه المشتغل كجسده كله وجهه الأحمر الغاضب: 


-اختك جوا مع إيناس ومع عيال أختك، متعملش مشاكل ولا خناقة يا ابني الله يرضى عليك البت مكنتش تعرف... 


تحدث دياب بانفجار حقيقي: 


-مكنتش تعرف اه، كام مرة نبهت عليها حتى متتصورش على موبايل حد حتى لو كانت تعرفه واهي واحدة متعرفهاش تروح تعمل معاها فيديوهات وملايين يشوفها؛ أنتِ فاكرة إني هسيبها ده أنا هطحنها وهكسر عضمها.. 


ردت عليه والدته بهدوء وثبات: 


-أنا لسه مموتش يا دياب علشان تمد ايدك على أختك وأنا على وش الدنيا، أبوك مات لكن أنا لسه عايشة، استعيذ من الشيطان وانزل روح شغلك أختك غلطت اه بس برضو مكنش ذنبها، خلينا نتكلم وقت تاني، متتعبنيش يا ابني ولا تقهرني في عز مرضي أنكم تتخانقوا قدامي. 


هنا لم يتوقف غضبه...

لكنه ألتزم الصمت رغمًا عنه تاركًا المنزل بأكمله......

انعقد لسانه بسبب كلمات والدته...

حتى غضبه أنصاع إلى كلماتها ورجائها الحقيقي... 


داخــل شقة بهية.. 


كانت ريناد تشهق وتبكي بقوة بين أحضان بهية التي حاولت مواساتها قدر المستطاع متمتمة: 


-أنتِ غلطتي يا ريناد اللي بالنسبالك عادي يا بنتي بالنسبة للناس مش كده حتى لو كانت نيتك كويسة ومفيهاش حاجة، اما هو انفجر الضغط النفسي اللي فيه مش شوية، بالنسبة لراجل زي دياب ملايين تشوف اخته الصغيرة مش حاجة سهلة ومن غير ما تكون عارفة كمان، اللي حصل ده لازم يعلمك حاجات كتير أوي. 


____________ 


في اليوم التالي..

تجلس سلمى على الأريكة في منزلها بشرود كبير كحالتها منذ أن عقد قرأنها، خالها لا يتواجد في المنزل هو يقوم بزيارة معارفة طوال اليوم تقريبًا لا يأتي إلا في الليل، أما شقيقتها كانت في العمل تقضي يومها الأخير فيه وغدًا ليلة الحناء وبعدها الزفاف.. 


جاءت والدتها من الداخل ثم جلست على أحد المقاعد هاتفة بقلق من أحوال ابنتها: 


-مالك يا سلمى؟!. 


انتبهت لها سلمى ثم اعتدلت في جلستها مغمغمة: 


-مالي يعني؟! ما أنا كويسة اهو. 


تمتمت يسرا بنبرة ذات معنى وهي تناظرها: 


-لا مش كويسة أنتِ من يوم كتب كتابك وأنتِ مش طبيعية أصلا، وكأن في حد غاصبك، خالك قال أنك وافقتي، وأكيد مكنتيش مغصوبة لأن دي مفيهاش إحراج  لو كنا قولنا أنك مش عايزة كتب كتاب دلوقتي. 


هتفت سلمى محاولة قول أي شيء: 


-هو أنا قولتلك إني مغصوبة يعني؟. 


قالت يسرا بنبرة بينة وجادة: 


-مقولتيش حاجة اه بس تصرفاتك غريبة، وأصلا أنا مش عارفة ازاي توافقي، ومدام عايزة توافقي اتخانقتي مع نضال ليه لما خرجتوا ومن ساعتها وأنتِ في دنيا تانية. 


تمتمت سلمى بنبرة مختنقة: 


-وافقت اه بس ده مش معناه يعني إننا مش هنختلف ومش هنتخانق ده شيء وارد بين أي اتنين. 


هتفت يسرا بعدم فهم: 


-طب بلاش وافقتي ليه أنتِ حرة، إيه اللي خلاكي تتخانقي معاه وأنتم خارجين مع بعض؟!. 


كزت سلمى على أسنانها هاتفة بانزعاج واضح: 


-بنتك خيالها درامي شوية احنا متخانقناش يعني، عادي شدينا في الكلام شوية يمكن، خليها بس تخليها في حالها وتبطل تبقى فتانة. 


ثم حاولت سلمى تغيير الموضوع متمتمة: 


-ما علينا من ده كله أنا شوية ونازلة. 


سألتها والدتها باستغراب: 


-نازلة رايحة فين؟!. 


هتفت سلمى موضحة مكان ذهابها: 


-جيم تاني عندي فيه انترفيو ما أنا اكيد مش هفضل قاعدة في البيت أكتر من كده وهما لسه محلوش مشكلتهم. 


تمتمت يسرا بهدوء: 


-ربنا معاكي ويوفقك يا حبيبتي. 


صمتت يسرا لبضعة ثواني ثم أردفت: 


-قولتي لـ نضال؟!. 


تغيرت ملامح سلمى تمامًا وهي تسألها باستنكار شديد: 


-وأنا اقوله ليه هو ماله؟. 


تحدثت يسرا متعجبة: 


-هو إيه اللي تقوليله ليه؟ أنتِ عبيطة ولا إيه؟ ده مبقاش خطيبك وبس ده بقى جوزك ولازم تعرفيه طبعًا أنتِ رايحة فين وجاية منين حتى لو في بيت أهلك. 


لوت سلمى شفتيها بـتهكم ثم غمغمت قبل أن ترحل متوجهة صوب غرفتها: 


-أه ده اللي ناقص كمان، لا وعلى إيه أنا مش رايحة في حتة خالص. 


بعد مرور نصف ساعة.. 


الهاتف بين يديها ترغب في الحديث والاتصال معه، لكنها تمنع ذاتها بصعوبة بالغة، تسيطر على نفسها حتى لا تطلب منه إذن! 


هل تطلب إذن من رجل؟!..

لن تستطع الذهاب رغم أنها سوف تكون فرصة جيدة لها.. 


وها هي سوف تفقدها بسبب عِنادها.

اهتز الهاتف بين يديها لتشعر بالصدمة وهي تجد أن المتصل هو نضال!!!

هل قرأ أفكارها؟! 


أخذت نفس طويل..

شــهيــق.

زفــيــر.. 


ثم أجابت: 


-ألو. 


سمعت صوته الهادئ نوعًا ما: 


-الو، ازيك يا سلمى عاملة إيه؟. 


ردت سلمى عليه بنبرة جادة نوعًا ما: 


-الحمدلله أنا كويسة وفي أفضل حال. 


لم تجد منه رد فقالت مرغمة أو راغبة في معرفة حاله: 


-وأنتَ عامل إيه؟!. 


سمعت صوته هاتفًا: 


-الحمدلله. 


أسترسل نضال حديثه لا يرغب في أن تصبح تلك الليلة ذكرى سيئة بينهما، حسنًا هو مازال عند رأيه بأنه لا يرغب في أن يكون أسلوبها حادًا أو جافًا بهذا الشكل لكن في الوقت ذاته شعر بالذنب الطفيف من أن يكون بالغ في ردة فعله كما بالغت هي: 


-عمومًا أنا كنت حابب أنك متزعليش مني بسبب اللي حصل احنا الاتنين أسلوبنا مكنش حلو مع بعض علشان كده اتصلت بيكي علشان متبقيش شايلة مني. 


قالت سلمى معترفة رغمًا عن أنفها: 


-وأنا برضو أسلوبي فعلا كان وحش وأسفة، حصل خير. 


رُبما مرت في أذنيه كلمة أسفة بطريقة عادية لكنه لا يعلم بأنها كبيرة عليها...

كبيرة أن تنطقها سـلـمـى...

لكنها فعلت من أجــلــه... 


كرر نضال كلماتها الأخيرة: 


-حصل خير. 


ثم سألها بعفوية: 


-بتعملي إيه كده؟!. 


ردت عليه كأنها تخبره لا تطلب إذن: 


- ولا حاجة بس احتمال كمان شوية اروح انترفيو في جيم تاني. 


لا يدري لما رغمًا عنه شعر بأنها لم تكن عفوية بل ترغب في أن يعرف، عقب نضال بنبرة لطيفة: 


-كويس ربنا يوفقك، هو أنتِ كنتي كده كده رايحة؟!. 


قالت سلمى كاذبة: 


-لا لسه بفكر يعني لأن صاحبته قالتلي أنها موجودة النهاردة وكنت هقولك يعني. 


تمتم نضال بنبرة هادئة: 


-لو رايحة هتروحي على الساعة كام أوصلك.. 


غمغمت سلمى بتردد: 


-لا شكرًا ملهوش لزوم تتعب نفسك ولا تتعطل أصلا المكان مش بعيد. 


-قوليلي هتروحي امته وأنا هوصلك، أنا قاعد مش بعمل حاجة ولا في حاجة هتتعطل... 


_____________ 


بعدما انتهت المكالمة بينه وبين سلمى كان مازال جالسًا على الأريكة..... 


بعدما تناول الطعام مع شقيقه ووالده الذي أتى من الخارج حديثًا... 


ينتظر نضال بضعة دقائق ثم سوف ينهض حتى يأخذ حمام ويبدل ملابسه لـيهبط ويقوم بتوصيلها. 


هتف سلامة بنبرة غاضبة مقاطعًا اندماج زهران مع أرجيلته الجديدة "كريمة نامبر تو" كما قاطع شرود نضال: 


-ما تتصل بـ سلمى وأحكم عليها تبعت ليا الصور بعتلها ألف مرة فيس وواتس مش بترد، دلوقتي أنتَ جوزها كلمها وقولها اشكمها كده. 


سأله نضال بعدم فهم: 


-تبعتلك صور إيه؟!. 


رد سلامة ساخرًا: 


-هتكون صور إيه يعني؟! صور كتب الكتاب كلها على تليفونها وتليفون اللي اسمها ميار دي. 


غمغم نضال تحت مراقبة زهران لهما: 


-طب وأنا مالي؟! ما تقول لجهاد تقولها ودنك منين يا جحا. 


تحدث سلامة بنبرة ساخرة: 


-الحق عليا يعني إني بديك فرصة تخش تكلمها في أي حاجة بدل العلاقة الصامتة دي وعلى الأقل تفتح معاها سكة بدل ما أنتم متخانقين كده. 


قال نضال بـتعجب حقيقي: 


-والله أنا مش عارف ليه بتتعاملوا معايا إني اخرس واعمى واطرش ومشلول وأنتَ وأبوك قايمين بـكل الأدوار في العلاقة. 


صاح هنا زهران رافضًا هذا الوصف: 


-أبوه ماله دلوقتي؟! ما أنا في حالي وكافي غيري شري متجيبش سيرتي بقا. 


تمتم نضال بنبرة متهكمة وهو ينظر لهما: 


-صحيح أنتَ مبتعملش حاجة حقك عليا أصل أنا ابن عاق وظالم. 


هتف زهران بجدية بعدما سحب نفس من أرجيلته: 


-اهو هنعمل إيه بقا غير إني ادعيلك في كل صلاة ربنا يهديك، مهوا في النهاية أنتَ ابني. 


هتف سلامة معقبًا بنبرة ذات معنى: 


-صحيح وأنا ببعت لسلمى على الماسنجر لقيتها لغايت دلوقتي لسه عاملة نفسها سنجل على الفيس بوك. 


وجد والده يعقد حاجبيه فأردف سلامة موضحًا: 


-عزباء يعني يا بابا، حتى في الخطوبة منزلتش حاجة هي مش من النوع اللي بينزل بس برضو. 


قال زهران متعجبًا وهو يشعل النيران في قلب ابنه: 


-مهوا طبيعي كل يوم والتاني عريس مدام البت سنجل وابني خيال مآته. 


كاد نضال أن يتحدث ويرد على والده لكن سبقه سلامة وهو يطرح عليه سؤالًا: 


-هو أنتَ عندها على الفيس يا نضال؟!. 


رد نضال عليه بعفوية شديدة ومن دون تفكير: 


-بعتلها تقريبًا أدد ولسه مقبلتهوش. 


شهق سلامة ونهض من مكانه هاتفًا بثورة: 


-ازاي لغايت دلوقتي متقبلكش؟! أنتَ شكلك مش مسيطر ده أنا لما قولت للبت جهاد أنا بحبك وجاي اخطبك كانت كتبت على الفيس بوك أنها في relationship، علشان أنا أسد وعلشان أنا مسيطر.. 


أثناء كلماته الأخيرة كان يقوم بعمل بعض الحركات الخاصة بـالملاكمين والرياضيين، يستعرض عضلات غير موجودة أساسًا.. 


تمتم نضال بنبرة جادة: 


-اقعد بس كده علشان منعلقش ليك محاليل قبل الفرح، سبحان الله بتأكل ولا يبان عليك حاجة. 


أنهى حديثه ونهض من الأريكة رغم أن كلماتهم علقت في ذهنه إلا أنه تصنع عكس ذلك.. 


قال نضال بنبرة هادئة: 


-أنا هخش أخد دش والبس وأنزل. 


هتف زهران معقبًا باهتمام: 


-رايح فين؟!. 


هز نضال رأسه نافيًا وهو يخبرهما قبل رحيله: 


- رايح أوصل سلمى مشوار.. 


أنهى حديثه ثم رحل و هنا غمغم زهران بعدم تصديق، وهو مازال يراقب طيفه: 


-سمعت اللي سمعته يا واد يا سلامة؟. 


عقب سلامة على حديث والده بعدم استيعاب هو الأخر: 


-سمعت بس؟! إلا سمعت يا بابا ده الكلام خرم ودني.


بعد مرور نصف ساعة تقريبًا. 


بداخل حجرة نضال كان يقوم بوضع عطره المفضل بعدما صفف خصلاته وأرتدى ملابسه، نما إلى سمعه صوت هاتفه يعلن عن اتصال من سلمى... 


أجاب عليها هاتفًا: 


-ألو يا سلمى، خلصتي؟!. 


جاءه صوتها الهادئ نوعًا ما وهي تجيب على سؤاله: 


-أنا خلصت اه بس حصل ظرف هناك ومش هتعرف تقابلني، والموضوع اتأجل يعني هروح بعد فرح جهاد بقا أنا قولت أقولك. 


هتف نضال بنبرة محبطة بعض الشيء لأنه برغم غيظه الشديد بسببها كان يرغب في رؤيتها شيء بداخله كان يريد هذا ولا يعلم لما حتى هو متعجب من الأمر لم تعد سامية لها مكان في عقله أو يومه حتى تفكيره هذا شيء عجيب تمامًا، أصبح ذكرها أمامه أمر لا يزعجه ولا يصيبه بأي شيء: 


-حصل خير كل تأخيرة وفيها خيرة ان شاء الله. 


-ان شاء الله معلش ازعجتك على الفاضي. 


رد عليها بنبرة جادة: 


-لا مفيش ازعاج ولا حاجة.. 


شعر بأن الحديث انتهى وكأنها على وشك أن تلقي التحية وتغلق المكالمة لكنه أخبرها بنبرة هادئة: 


-صحيح أنا بعتلك أدد على الفيس من كام يوم من بعد الخطوبة ولسه مقبلتهوش يعني؟! 


رأت حسابه الشخصي وعلمت بأنه أرسل لها طلب صداقة بل كانت يوميًا تشاهد صوره وهي تحرص بألا تضغط على أي شيء قد يظهر له... 


لكنها كانت متردده في قبوله... 


هتفت سلمى بنبرة كاذبة: 


-مشوفتش بس حاضر هشوفه واقبله. 


تذكر نضال هنا تعقيب والده الساخر بأنه يأتي لها رجال ويطلبون يدها بسبب حالتها الاجتماعية على الفيس بوك وبالرغم من تعقيب والده العبثي إلا أنه أخبرها: 


-اه اقبليه علشان ابقى اعملك تاج واغير إني سنجل على الفيس. 


اندهشت سلمى من طلبه الذي اسعدها وفي نفس الوقت ازعجها هل هو يرغب في مضايقة سامية بها؟! 


لا تعلم لما أتى في عقلها هذا الظن.. 


لكنها في النهاية قالت قبل أن تُنهي المكالمة: 


-ماشي، يلا سلام. 


-سلام.. 


هكذا انتهت المكالمة وأخذ نضال ينظر إلى هيئته هو استعد وكذلك هي كما أخبرته لما لم يعرض عليها أن يقابلها ويذهبا معًا إلى أي مقهى؟!.. 


اندهش من أنه يفكر بتلك الطريقة وعقد حاجبيه..

هناك أشياء كثيرة تحدث له كحسوسة لكنها غير مفهومة ولا تخضع لقوانين المنطق أبدًا... 


_______________ 


ليلة الحــنــة

وغدًا يـــوم الــزفــاف.. 


قام زهران بـ عمل احتفال كبير في شارع خطاب بأكمله من بدايته إلى نهايته، بل قام بذبح ثلاثة عجول وقام بتوزيعهم على الجميع من أجل حفل زفاف ولده، غير الأطعمة التي سوف تأتي من المطعم الخاص به من أجل العشاء... 


امتلأ الشارع بالفراشة المختلفة والكثير من الطاولات والإضاءة، لم يكن لديه فرحة قد تكون أفضل من زواج ابنه... 


كان زهران سعيدًا جدًا، ويقوم بنفسه بالإشراف على وصول المشروبات لجميع معارفه.... 


بينما سلامة يقوم بالرقص مع أصدقاءه وجيرانه رغم عدم حبه للافراح أو الاحتفالات التي تتواجد في الشارع لكنه انطلق وعاش سعادته وفقًا لما رغب فيه والده. 


كان نضال يقف مع دياب في أحد الأركان، هتف الثاني: 


-اللي يشوف أخوك وهو عمال يرقص مع المزمار والطبل اللي أبوك جايبه ميشفهوش وهو أول امبارح بيعارض الفكرة ويقوم بيئة. 


ضحك نضال رغمًا عنه مغمغمًا: 


-ده سلامة يعني مش غريبة عليه بيتكيف على أي وضع، رايح مع الرايحين وراجع مع الراجعين.. 


الجدير بالذكر أن نضال لم يعاتب دياب على الأمر لا يدري ما السبب هل  لأنه ليس السبب الوحيد، أم أن الوقت لم يكفي للعتاب تحديدًا لما حدث له وهو انتشار فيديو إلى شقيقته. 


وأخيرًا أتت الفرصة للحديث عن الأمر بالنسبة إلى دياب... 


أردف دياب بتردد واعتذار طفيف:


-حقك عليا لو كنت السبب في اللي حصل وأنك كتبت الكتاب وكده.


رد نضال عليه بنبرة غريبة بالنسبة إلى دياب لم يفهم ماهيتها:


-مش فارقة كده كده أبويا كان هيقولها لو أنتَ مقولتهاش.


تحدث دياب بنبرة ساخرة:


-والحق يتقال أنا اتعاقبت عمومًا بسفريتي مع عم زهران وصاحبه، دول كانوا هينزلوني على الطريق الصحراوي يا عم والتاني ماشي من غير رخصة ولا بطاقة ده أحنا لو كنا وقفنا في كمين مكنش هيحصل كويس.


ضحك نضال مغمغمًا:


-هي أبدان بتتسلط على أبدان، المهم سيبك مني عامل إيه في البيت معاهم؟!.


تخشبت ملامح دياب متمتمًا بضيقٍ:


-مش بتكلم مع حد بروح أنام واصحى اروح الشغل  من ساعتها ولا بأكل حتى وكل ما حد يحاول يكلمني بقفل في الكلام..


تمتم نضال بنبرة عقلانية:


-مش حاسس أنك ممكن تكون بالغت في الموضوع شوية؟!..


رد دياب عليه بانزعاج واضح:


-نضال بلاش تقفلني أنا مش طايق نفسي وبلاش نتكلم فيه أحسن ومتقوليش بالغت لأن المفروض أعمل أكتر من اللي عملته، حسبي الله ونعم الوكيل.


ثم أسترسل حديثه بنبرة مختلفة تمامًا حينما وقع بصره على زهران الذي يتواجد جابر بين أحضانه:


-الحق صاحب ابوك المجنون ده جه.


عند زهران وجابر..


ابتعد جابر عن أحضانه مغمغمًا بتمني حقيقي:


-عقبالك يا زهورة، إن شاء الله المرة القادمة تكون حنتك أنتَ يا صديق عمري.


رد زهران عليه بغرور كبير:


-لا الحنة دي بتاعت العيال الصغيرة أنا بتجوز علطول يا صاحب عمري، وبعدين اتأخرت ليه؟!.


تحدث جابر بتأثر ونبرة درامية:


-أبدًا يا سيدي الواد أحمد ابني والواد آسر ابن أخويا كانوا بيتخانقوا كالعادة وكنت بحل بينهم يا صديق عمري ما هو احنا مش بيجي من ورا العيال إلا وجع القلب والله، يلا بقا مبحبش أجيب في سيرة حد كلهم ولاد كلب.


تمتم زهران بنبرة جادة:


-أنا قولت العشاء مش هيتحط إلا لما تيجي.


ثم ابتسم له متحدثًا بامتنان حقيقي:


-شكرًا يا صاحب عمري على أصيلة، سميتها أصيلة زي ما طلبت و علشان اصالتك برضو معايا يا صاحبي.


تحدث جابر بنبرة مرتفعة بسبب صوت الأغاني وبسبب أيضًا اقتراب دياب ونضال منهما:


-ربنا يخليني ليك يا زهورة ولا يحوجك لحد ولا سبت ولا لأي ابن عاق مترباش، أنا صديقك حبيبك اللي بيريحك وجبلك أصيلة.


سمعا الاثنان صوت نضال وهو يهتف:


-ازيك يا عم جابر، ليك وحشة أنا ابنه العاق اللي مترباش اللي كسر كريمة.


رد جابر عليه وهو يعقد ساعديه ينظر إلى دياب بدلًا من النظر إلى نضال:


-أخبر صديقك يا فتى بأنني لا أتحدث مع اللي كسر كريمة وحرق قلب صديق عمري عليها..


لم يعطِ فرصة لأي شخص أن يتحدث بعدما فك عقدة ذراعيه وأخرج المحفظة من جيبه هاتفًا وهو يفتحها:


-صحيح أنا جبت المحفظة، المحفظة اهي يا صديق عمري، وفيها البطاقة والرخص وكل حاجة معايا على كام كريديت كارت يارب أكون قولتها صح، على صور مراتي وولادي وبنتي بسكوتة النواعم زهر.


تحدث دياب ساخرًا:


-واحنا هنعمل إيه بالبطاقة والرخص في الحنة؟! هنطلع نرقص بيهم مع العريس يعني ولا هنطلع ننقطه بيهم؟!


تمتم جابر بنبرة غاضبة وهو ينظر له نظرات نارية:


-بقولك إيه أنتَ وصاحبك العاق ده ملكوش كلام معايا، أنا اصلا مش مستريحلك من ساعة ما سافرت معاك.


تحدث زهران بنبرة حالمة وشاعرية لا يعبأ بالشجار الذي كان يحدث بجواره:


-تصدق يا جبورة..


تمتم جابر بإنصات:


-مصدقك يا زهورة من قبل ما تقول وتفضفض.


رد زهران بهدوء وابتسامة واسعة:


-أنا بحب اسم بنتك زهر لأني كنت هسميه لو خلفت بنت لما كانت حب عمري حامل في سلامة، علشان زهر جاية من زهران..


مال دياب على أذن نضال هاتفًا:


-يارب زهر دي تطلع متجوزة أو عيلة عندها خمس سنين واللي في بالي ميطلعش صح وأبوك مصاحب الراجل مصلحة.


تمتم نضال بغيظ:


-اسكت بقا.


رفع جابر يديه وهو يتخذ وضعية الدعاء:


-طب والله لادعيلك مش خسارة فيك الدعوة الحلوة دي..روح يا زهورة ربنا يرزقك ببنت تفرح قلبك، يارب تجوز الجوازة الثامنة قريبًا وتجيب لينا بنت حلوة كده وتبقى زي زهر بنتي بس هتبقى نمبر تو أكيد علشان نامبر وان هي بنتي، واروح كدة اسجلها معاك في الصحة وأهي تبقى عوض ليك عن الحجود اللي شايفه من ابنك العاق ده.


_____________

تصدع صوت الأغانى بقوة من منزل يسرا....


بعدما قامت منظمة الحنة بتزيين المنزل منذ الصباح بأجواء الحنة الخاصة بالفتيات..


كانت كل ساعة تقريبًا تقوم بتغيير ملابسها وتلتقط صور فوتغرافية مع صديقاتها ووالدتها وسلمى التي توافقها مرغمة...


وأثناء تبديلهم للملابس الهندية كانت سلمى تمسك رأس ميار تحاول إخراج الخيوط التي تشابكت في الحلقات المعدنية التي تتواجد في أذنيها كانت ميار تبكي من الألم أثناء خلعها إلى ملابسها بعفوية وحماس كادت أن تصيب نفسها بجرح بالغ.


-اهو ده أخرة القلع واللبس والبيرسينج بتاعك، ده مفيش مكان معملتيش فيه أنتِ مجنونة فعلا.


تمتمت ميار بألم حقيقي وهي تنظر إلى جهاد:


-خلي أختك تسكت يا جهاد هي مش ناقصة.


أخيرً استطاعت سلمى والفتيات فك الخيوط ثم أخذت سلمى الملابس التي سوف ترتديها وكانت راحلة ممل جعل جهاد تسألها باستغراب:


-أنتِ رايحة فين؟!.


تمتمت سلمى بنبرة جادة وهي تناظرها:


-رايحة اغير هدومي هكون رايحة اتشمس يعني؟!.


رحلت بعد كلماتها وهنا تحدثت ميار متألمة وهي تضع كفها على أذنيها:


-يا خوفي تلبس بدي كارنيا اللي اتلغى من سنين تحت البدلة..


بعد مرور نصف ساعة...


كانت تقف جهاد وترقص مع الفتيات بعدما بدلت ملابسها، كانت في أكثر حالاتها سعادة وحماسة من الأجواء....


لا تتذكر أنها كانت سعيدة في يوم من الأيام كما هي اليوم.


جاءت سلمى من الداخل وهي ترتدي هذا الزي تغطي نصفها الأعلى بوشاح شتوي ثقيل جذبتها ميار حتى ترقص معاهم وهي تحاول أن تجاريهم رغم أنها مصابة بصداع شديد لكنها لا ترغب في أن تنزعج شقيقتها حتى ولو كانت لا تحب تلك الأجواء ولا تفضلها.


قالت جهاد بنبرة مرحة:


-شيلي الشال ياست الحجة، ما احنا شوفنا شوية حاجات، هو أحنا جايبين جدة صاحبتنا الحنة ده الله يكون في عونك يا نضال.


قالت سلمى بنبرة ساخرة:


-افرجك إيه يا حلوفة، الجو تلج أنتم اللي مش حاسين.


تحدثت ميار بعدما جذبت الشال عنوة عن أكتافها:


-ارقصي بحماس زينا وأنتِ مش هتكوني سقعانة عيب يا كوتش والله عليكي اللي بتعمليه ده.


بعد مرور بضعة دقائق....


أخبرتهما الفتاة التي تقوم بالتنظيم بأنه أتى الوقت من أجل أن تغير العروس ملابسها معها ميار وسلمى.


لكن اندمجت ميار في التصوير ودخلت جهاد وسلمى الغرفة..


قالت سلمى بنفاذ صبر:


-بقولك إيه أنا تعبت مش هلبس حاجة تاني أنا زهقت..


صاحت جهاد مستنكرة وهي تمسك هاتفها جالسة على الفراش:


-لا هنلبس لبس هاواي ونبقى ورد ورد كده، بطلي تبقي قفيلة بقا يا سلمى وبعدين شكلك زي الفل.


قفزت سلمى فوقها حتى انكسرت إحدى الأخشاب الخاصة بالفراش..


-عارفة لو مبطلتيش تقولي عليا قفيلة يا جهاد هعجنك ده أنا لبست هندي واسكندراني ولبست بدلة رقص وتقوليلي قفيلة؟!


-أيوة قفيلة.


- طب محدش هيحلك من تحت ايدي شكلك وحشك عض زمان.


قامت سلمى بعضها مما جعلت جهاد تصرخ؛ فى ذات الوقت صدع صوت الهاتف فأجابت جهاد على الفور ليأتيه صوت سلامة مشاكسًا:


-إيه بقا مش هتفرج ولا إيه أنا قولت هتكلميني فيديو طول..


قالت جهاد وهي تحاول أن تبعد سلمى عنها:


-تتفرج على إيه أنا بضرب.


-مين اللي بيضربك؟!.


ردت جهاد قبل أن تغلق المكالمة في وجهه:


-سلمى...


_________


في الشارع أخذ نضال يبحث بعينه عن سلامة الذي اختفى وأخيرًا وجده في فناء المنزل مما جعل نضال يهتف:


-إيه يا ابني بتعمل إيه؟! يلا علشان نتعشى الأكل بيتحط..


تحدث سلامة بنبرة غريبة:


-اتعشى إيه؟! مراتي بتضرب.


ردد نضال كلماته باستنكار واضح:


-أنتَ شارب إيه؟ يعني إيه بتضرب ومين اللي بيضربها؟!


تمتم سلامة بسخرية:


-مراتك اللي بتضربها..


ثم رفع سبابته محذرًا:


-بكرا لو لقيت خدش في عروستي مش هيحصل ليكم كويس أنا بقولكم أهو.


هتف نضال بسخرية قبل أن يرحل:


-أنا رايح أكل خليك أنتَ في الهبل والعبط بتاعك ده.


ركض سلامة خلفه قائلا:


-لا أنا جاي معاك اهو أنا هموت من الجوع..استنى يا نضال...


______________


في محافظة ساحلية..

تبتعد تمامًا عن المحافظة والمنطقة التي يتواجد فيها شارع خطاب...


تصرخ بقوة وهي تطرق على الباب بيد واليد الأخرى تضغط بها على مقبض الباب فتاة في أوائل العشرينات من عمرها ترتدي ملابسها السوداء..


-افتحوا الباب، بقولكم افتحوا، والله ما هتأخدوا مني حاجة، افتحوا الباب بقولكم.......


تصرخ بقوة حتى أن صوتها على وشك الزوال لكن لا أحد يستجيب لها...


_______يتبع_______

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

  

تعليقات

التنقل السريع