روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون لكاتبه رانيا الخولي
روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون لكاتبه رانيا الخولي
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل الثالث والعشرون ……… صوتها أوقفه فيغمض عينيه بلوعة ويلعن حظه الذي وضعها أمامه الآن تقدمت منه لتقف أمامه فتجده يشيح بعينيه بعيدًا عنها فقالت بثبوت _ عايزة اتكلم معاك ضروري تحلى بالثبات رغم صعوبته وتحدث بجمود _ مينفعش اندهشت من رده _ بس الموضوع مهم غمغم برفض _ الأهم أنك تمشي دلوقت عقدت حاجبيها بدهشة ونظراته تحيد بعيدًا عنها همت بتركه لكن شمس بحاجتها فقالت باحتدام _ متخافش أوي كدة انا جاية بس عشان شمس قطب جبينه بعدم فهم وسألها بحيرة _ مالها شمس. _ ماجد مش عايز يعمل فرح إلا لما يرجعوا من السفر و يقف على رجليه من تاني. ازادت قطبت جبينه بغضب وعاد يستفهم منها _ بتقولي ايه؟ لما يرجعوا؟ رمشت بعينيها خوفًا من هيئته وأجابت بارتباك _ اقصد يعني أنهم هيأجلوا الفرح لما يقف على رجله، وبعدين انا مش شايفة مشكلة طالما هيكتبوا الكتاب. زم فمه دلالة على صعوبة تحكمه في غضبه وسألها بحدة _ حاجة تاني؟ قطبت جبينها بدهشة وسألته _ يعني ايه؟ يعلم جيدًا بأن ما يتفوه به ستكون حتمًا نهاية لحبها له لكن عليه ذلك إن أراد الصالح لها فتحدث باندفاع _ يعني خرجي نفسك برة الحوارات دي تمامًا، دي حاجة تخصنا احنا انتي مليكش تدخلي فيها. لكنه اخطأ إن ظن ذلك فهي أكثر من يعرفه واكثر من يعلم بما يجول بداخله قد يكون محق في دفعها بعيدًا عنه لكن مهما حاولوا لن يفلحوا في ذلك. العشق أصبح دامسًا بداخلهم ولن يستطيع أحدًا منهم نزعه من داخلهم مهما حاولوا _ ليه؟ أجاب باقتضاب _ من غير ليه. _ بس انا بقيت واحدة من البيت وليا رأي وخصوصاً إني بقيت مرات عمها استطاعت بجداره استفزازه لكنه احكم غضبه وغمغم بانفعال _ مرات عمي مرات أبويا متدخليش، ابعدي ومتدخلش وده آخر تحذير ليكي. تجمعت العبرات داخل عينيها من حدته معها وقلبها يأن ألمًا على ذلك الحبيب الذي باعد القدر بينهم لم تعد تستطيع التظاهر بالثبات أكثر من ذلك فتمتمت بألم _ مش قادرة، مبقتش قادرة اتحمل العذاب اللي انا فيه ده، كل ما اشوفك قدامي غصب عني قلبي بيحن ليك حاولت كتير إني اخرجك من حياتي بس خلاص مبقتش قادرة اتحمل اكثر من كدة، انا واقفة مع شمس و يساعدها عشان حاسة بيها وعارفة قد ايه صعب إن الواحدة تتحرم من الانسان اللي بتحبه بلاش تدمرهم زينا. لو تعلم ما فعلته كلماتها بقلبه ما كانت لتسمح لنفسها بالتفوه بكلمة واحدة منها عن أي عذاب تتحدث وهو يعاني ويلات العذاب في كل ثانية تمر بحياتهم أغمض عينيه يحاول بصعوبة اخفاء مدى تأثره وحارب رغبته في اخذها والهرب بها بعيدًا لكن كيف ذلك وذلك الطوق الذي وضع خلف عنقهم يربطهم بمصيرهم فغمغم بروية _ أمشي دلوقت رفعت بصرها إليه فوجدته يبعد عينيه عنها بصعوبة ولذلك ترفقت به وبقلبه وانسحبت بهدوء وعاد هو إلى سجنه ولكن هل سترحمهم تلك العيون التي تتطلع إليه بتوعد قاسي.. ❈-❈-❈ مر يومًا بعد يوم وهو في انتظارها حتى أقترب الموعد اليوم سيتحدد مصيرهم وسيكتشف ما يخبئه لهم القدر طرق بابها فوجدها تفتح دون التفوه بكلمة تقابلت النظرات لتبث الشكوى من تلك العيون السوداء لكن صفاء عيونها الشمسية جعلته يحتار فيهما فتحدث القلب بما يدور به:- "حقا هذا الشعور يضايقني فأنا معكي ولأول مرة أقف مكتوف الأيدي فما أشعر به معكي غريب فأي صدفة ألقت بكي في طريقي فأنا حقا أشعر بالحيرة فأيهما انتي البراءة ام الغدر! الطيبة أم الإنتقام! فكلما نظرت إلى وجهكي أرى غدرٍ لا يبالي وكلما أمعنت النظر إلى عينيكي أرى براءة وانكسار يغلفهما الحزن وكأن عينيكي تناديني أنا مجبرة على إيذائك فسامحني. فتجيبه بشموسها الذهبية إني عالقة في بحر من الحيرة.. فلا أعلم من أنت.. أأنت الطيبة أم القسوة.. القوة أم الضعف.. حقيقة أم وهمًا غاصت به أحلامي هل سقطت في دوامة غدرٍ أم لاح من الأفق نور أضاء ظلماتي فأنا مثلك لم اذق طعم الحنان يومًا وعانيت من ظلمات أب ظالم وبطش زوجته.. حتى عندما هربت من هذا الظلم وظلماته.. التقيتك انت وكأنه كتب على أن أرى العذاب اينما ذهبت فأنت تعد صورة ابي بقسوته وجبروته.. وفي نفس اللحظه اتفاجئ بك وكأني أرى شخصا أخر عكس ذلك.. ألقاك منبع للحنان وملاذا للأمان.. فحقا لم اعد اعرفك.. أأخاف منك واحذرك أم أطمئن لك وأقترب Rasha sapr" انقطع حبل الوصال بينهم وترجلت لتسمح له بالدخول مؤكد أن بداخله شئ يود التحدث به وقف ينظر إليها وعينيه ترجوها تلك المرة ألا تخيب رجاءه _ ايه اللي عايزة تعرفيه؟ تطلعت إليه وعينيها تجوب عينيه التي ترى فيهما اسأله يود الإجابة عليها لكنها حقًا لا تملك لها أي إجابة كل ما تعرفه بأنها عاشقة لخاطفها الذي لم ولن تستطيع الهرب منه أينما ذهبت فتمتمت بمغزي _ مبقتش عايزة اعرف حاجة، وياريت متقولش. عينيها ترجوه ألا يخبرها لكن عقله يجبره على اخبارها كي يؤكد لها بأنها لم ولن تشعر بما يحمله لها بداخله وغمغم بروية _ بس انا مصر تعرفي كل حاجة. خفضت عينيها كي تهرب من أسر عينيه التي أصبحت سر عذابها وليلها الحالك يطغى بسطوته على شموس عينيها لا هي تستطيع اضاءة ظلامه ولا هو يسمح بذلك حارب شوقه وانامله التي تود رفع وجهها إليه لكن منعه صوت هاتفه فلم يتردد في الأجابة وابتعد قليلاً كي يجيب وقد كان وهدان يود معرفة ميعاد التسليم اهتزت نظراتها بخوف وهو يخبره به وخشيت أن ترفع عينيها فيرى فيهما دليل خيانتها خائنة لكنها مجبره، كل شئ حولها يجبرها على ذلك رغم صعوبته. ها قد عاد إليها يطالبها برفع وجهها إليه لكنها لن تستطيع إن رفعت بصرها فسوف تعترف بكل شئ عليها الهرب من أمامه _ مهرة. أغمضت عينيها بعذابٍ قاسٍ لا يبالي بما يعانيه قلبها الذي اخذ يهدر بعنف واسمها يطالبها بألا تخذله لكنها مجبرة. تقدم خطوة ترجلتها هي للخلف وكأنه علم ما تعانيه عندما رأى دمعتها أخذ ينظر إليها وهي تهرب منه إلى المرحاض وتغلق الباب خلفها فعلم حينها بأنها ستفعلها انسحب بهدوء واستسلام من غرفتها وقد ترك عنقه بين يديها تفعل به ما تشاء فقد زهد تلك الحياة وإن كان خروجه منها على يدها فهو اكثر من مرحب بذلك. لكن هي كيف تواجه هي قسوة الحياة وهي وحيدة؟.. ستقسو عليها ولن ترحمه نزل إلى الأسفل وتوجه إلى مكتبه في وجوم تام تعبيره هادئه لا تبين شئ فقام بفتح حاسوبه ينتظر خروجها وما تنتوي فعله. اغلق شاشة الحاسوب عندما طرق الباب ودلف منه وهدان وبعينيه الف سؤال لكنه لم يجرؤ على التفوه بها وقد علم مهران ما يدور بداخله فسأله _عملت ايه؟ _ كل تمام زي ما أمرت، بس… التزم الصمت لا يجرئ على التكملة فسأله مهران _ بس ايه قول. اخفض عينيه بحرج وغمغم بتحير _ بس احنا هيكون وضعنا أيه وخصوصاً إنك بلغتها بالميعاد الحقيقي يعني لو الظابط ده صدقها هنروح كلنا في داهية لو مكنش من الحكومة هيبقى من الناس اللي بنتعامل معاها، وخليل بيه كمان هيروح في الرجلين. يعلم جيدًا بأنه يجازف برهان خاسر لكنه تقدم خطوة لن يستطيع الرجوع فيها _ متقلقش انت هتكون بعيد تمامًا انت ورجالتك تعجب وهدان من هدوءه وسأله بحيرة _ وانت؟ عاد بظهره للوراء ودون إرادته جال الحزن واضحًا في عينيه وقال بقوة زائفة _ يمكن حان خلاص وقت النهاية تأثر وهدان بحال سيده وخاصة انه يعرفه جيدًا ويعلم مدى نقاء سيده لكن استسلامه يتعبه حقًا وهو لم يراه يومًا بتلك الحالة تركه وغادر فهو بحاجة إلى البقاء وحيدًا. أخذ يطرق بأنامله على المكتب أمامه وهو شاردًا فيها دقات قلبه رتيبة لكنها تدق بعنف فتنقبض وتتوقف للحظات عندما سمع صوتها تهاتفه لم ينظر للحاسوب خشيةً من طبع صورتها داخل ذكرياته فتظل عالقة بها فظل على وجومه وهو يسمع صوتها _ أنا موافقة بس على شرط، تساعد بنت عمي إنها تهرب _…….. _ لأ أنا مش هكون معها لإن الهرب منه مستحيل انا السبب في وضعها وانا الملزمة اهربها ولولا كدة كان مستحيل أخون _ …….. _ الميعاد هيكون…………. أغمض عينيه وقد ازدادت وتيرة دقاته وقد خسر رهانه. نهض من مكتبه صاعدًا لغرفته مستسلم لقلبه. دلف غرفته ومازالت الأسئلة تدور بخلده حارب شوقه الذي يريد أن يأخذه إليها كي يعلم سبب فعلتها سيتركها تفعل ما تريد دلف المرحاض كي يأخذ حمامًا دافئًا كي يريح اعصابه قليلاً وقد كان له ما أراد إذا خرج وهو يشعر برغبة في النوم دون اللجوء إلى المنوم هم بالاستلقاء على الفراش لولا طرقة خافتة مترددة شعر بها، يعلم جيدًا هوية صاحبها لم يشاء ازعاجها ويقوم بفتح الباب وهو عاري الصدر فقام بارتداء قميصه القطني وذهب ليفتح لها فيجدها واقفة خافضة عينيها لا تستطيع التطلع إليه وهو لم يضغط عليها رغم إنه في أمس الحاجة لرؤية شموسها كي تنير دربه المظلم وكأنها علمت ما يدور بخلده إذا رفعت عيونها الشمسية فتهتز اوصله من نورهم الآخذ لأنفاسه وقلبه الذي ازدادت وتيرته فتجعله يغوص في بحور الشوق لكن دمعتها التي سقطت منهما أظلمت عينيه وجعلت ليله أشد قتامة. أنادمة انتِ أم القلب بات يدق بعشقٍ جارف ليس بوسعه التوقف. كانت عينيها تجوب داخل ليله الحالك تبحث فيه عن شئ يجعلها تتراجع ويعنفها الندم لكن لم تجد سوى ذلك الاحتياج الذي يناجيها ألا تخذله وتبقى معه، لم يشعر يومًا بمدى احتياجه لأحد كما يحتاجها هي وقد ظهر هذا واضحاً في نظراته تمتمت بألم _ حاولت أخون بس مقدرتش. لا تعرف من اين أتتها الجرأة لكي تلقي بنفسها داخل احضانه وتسمح لدموعها بالنزول كانت يديها تتشبث به ووجهها تخفيه في صدره كأنها تتحامى به من غدر زمانها بكت بحرقة وبكل الأوجاع التي عاشتها منذ مولدها حتى الآن تبكي لضعفها وقلة حيلتها أمام جبهة أخرى فتحت لها وكلما شعرت بالألم كلما أخفت وجهها اكثر داخل صدره بكاءها جعله يشعر بتدفق الدم داخل أوردته حاول الثبات لكن عبثًا لم يطاوعه قلبه ولا ذراعاه الذين أحاطها بعشقِ متملكًا وكأنه يخشى من ضياعها اغمضت عينيها وازدادت تشبثًا به وكأنها تريد الاختباء داخل ضلوعه وذراعيه لم تبخل عليها بذلك فيتشبث هو أيضًا بدوره وكأنه يناجيها الا تتركه وتظل بين ذراعيه ولن يخذلها يومًا فقط تبقى بين ذراعيه أمسك رأسها يرفعها إليه كي ينظر داخل شموسها وقد آلمته تلك الدموع التي غزت عينيها فيمسحها بإبهامه وهو يتمتم بوله _ الدموع دي ملهاش وجود في حياتنا بعد الليلادي رفعت بصرها إليه تستفهم معنى كلمته فيومئ لها مؤكدًا بما ظنته فالعشق لاح واضحًا في عينيه ولن يخفيه بعد الآن هو الآن أكثر احتياجًا لها ذلك الوحيد الذي عانى ويلات من عذاب الوحدة أتته هي كي تنير حياته بحب لم يشعر به من قبل وأخذت عيناه تحكي لها ما لم تستطيع الشفاه التفوه به شعور الأمان الذي كانت تشعر به معه أصبح الآن يغلفه العشق من كل جانب فتلتف حولهما سرب من الفراشات في هالة تخطف الخيال عينيه التي تتجول بكل أريحية على ملامحها وتنشر الدفئ في قلبٍ أرهقته الدنيا بقسوتها لأنف حاد لكن يحكي قوة وصلابة لم يهزه شيء وشفتيها التي تهتز برهبة لموقف لم تختبره يومًا تلك المشاعر التي فرضها عليها جعلها تنتظر القادم بتردد. عينيه ترجوها ألا تبعده ومشاعرها تطالبها بالغوص في أكثر عمق مشاعره انامله التي تتحسس شفتيها لا ترأف بقلبه ولا بعقله الذي استسلم أمام كل تلك المشاعر التي يعيشها كلاهما كفى لم يعد يستطيع التحمل فمال عليها بروية يلثم شفتيها في قبلة أطاحت بعقلها وقضت على ما تبقى بداخلها من اعتراض مد يده ليغلق الباب وأغلق معه أحقاد ماضي وحاضر وربما مستقبل.. ❈-❈-❈ في الصباح وعلى مائدة الإفطار تجمعت العائلة بسعادة بالغة بمناسبة أخرجتهم من حالة الحزن التي غلفتهم تلك الفترة نظرت ليلى إلى معتز وقالت بسعادة _ إن شاء الله المناسبة الجاية هتكون لمعتز أمن الجميع خلفها لكن معتز تحدث برفص _ لاا انا ليا مواصفات ومميزات خاصة ولحد دلوقت ملقتهاش. تحدث مصطفى بمزاح _ قلتها قبلك وفي اليوم اللي قلتها فيه لقيتها فيه برضه ربت على كتفه وأردف _ ابشر هتقابلها قريب سألته سارة بحنين _ مصطفى انت هتفضل باعد ابنك عننا كدة انا عايزة أشوفه هو وحلم رفض جاسر تأييدها _ لأ طبعًا مينفعش احنا منضمنش الخبر يصل لمهران وخصوصاً إنه فاكرها ماتت أي ظهور ليها هيعمل شك، خلينا نصبر شوية. _ انا كمان رأيي من رأي جاسر خلينا نصبر شوية ولو انتي عايزة تشوفيهم يبقى روحي قضي معاهم يومين نظرت إلى جاسر الذي لم يمانع وأيد رأيه فترتسم ابتسامة تملؤها السعادة بتلك الخطوة التي خطاها جاسر تجاه علاقتهم. نهض أمجد قائلاً _ طيب نستأذن أحنا بقى عشان ميعاد الطيارة نهض مصطفى بدوره _ اه فعلاً الكلام اخدنا يادوب اغير هدومي كذلك سارة التي نهضت لتأخذ ابنتها من وسيلة _ معلش هأخركم شوية لحد ما اغير لسيلا منعتها وسيلة من أخذها وقالت برزانة _ سيبيها انا هغير لها وحضري انتي حاجاتك. اومأت سارة وذهبت إلى الغرفة بسعادة كبيرة ليس لذهابها بل لأنه ترك لها بعض من حريتها انتهت اخيرًا من تجهيز حقيبتها وهمت بحملها لولا دخوله وعينيه تنظر إليها بامتعاض مرح _ فرحانة أوي انك هتسافري وتسيبيني؟ تقدمت منه لتلف ذراعيها حول عنقه وتمتمت بدلال _ بصراحة آه عشان اشوقك ليا شوية. رفع حاجبيه مندهشًا _ ليه مش مكفكيش الشهر اللي عذبتيني فيه ده؟ اومأت له وهي تتمتم بدلال _ شهر ايه دا كلهم خمنتاشر يوم بس. _ ياسلام؟ أكدت له _ اه وبعدين متقلقش كلهم يومين بالظبط وهرجع. ابتسم بحب وهو يعدل وضع حجابها وتمتم بوله _ بحبك هم بتقبيلها لولا صوت مصطفى الذي قال بغيظ _ خلص ياعم مش وقته. ضحكت سارة وابتعدت عنه لتحمل حقيبتها وهمت بالخروج لكن ما أن وصلت إلى الباب حتى عادت إليه تلقى نفسها في احضانه احاطها بقلبه قبل ذراعيه واراد في تلك اللحظة أن يمنعها من الذهاب كيف سيتحمل بعدها يومين كاملين. نزعت نفسها عنه بصعوبة وتمتمت باستياء _ تعالى معانا. ملس بابهامه على وجنتها وغمغم برزانة _ للأسف مش هينفع لأننا الأول كنا بنقعد في الشقة إنما دلوقت مصطفى ومراته عايشين فيها _ ننزل في فندق _ برضه مينفعش لان كدة مصطفى هيتحرج اوي وانا مش عايز أوصله الاحساس ده أومأت له بتفاهم ثم حملت حقيبتها وذهبت معهم. ❈-❈-❈ استيقظت صباحًا لتجد رأسها مستكين بكل هدوء على صدره الذي احتواها بحب لم تشعر به من قبل لم تصدق ما حدث حتى الآن وكيف أنها استسلمت له بتلك السهولة وكان سحرًا أسرًا ألقي عليهم لينهل كلاهما من نهر العشق بعد جفاء وعذاب وكلما تشربوا منه كلما شعر أكثر بالظمأ فيعودوا إلى نهر الحب الخالد ليرتوا أكثر منه تذكرت حنانه همساته احتوائه لها حين ترددها كل شئ حدث بينهم أكد لها بأنه ليس ذلك الشخص الذي سمعت عنه الأقاويل بل شخص آخر به من الحنان ما اروى به عطشها له لم يجبرها على شيء بل ترك لها الإختيار وجعلها العشق تستسلم بكل رحابة فتنعم بحضنه الذي لم يبخل عليها بفيض من المشاعر التي تعيشها لأول مرة. ستعمل بكل الطرق على تحرره من سطوة الماضي الأليم وترسم أمامه مستقبل ملئ بالورد وتبعده عن طريق المخاطر الذي فرض عليه. اغمضت عينيها فور إن رمش بعينيه دلالة على استيقاظه. كان يخشى من فتحها كي لا يفوق من ذلك الحلم الذي بات ليلته يغوص في بحوره هل حقًا حقيقة ام خيال لم يؤكد له ثقل رأسها على صدره ولا ذراعه الذي يحتويها بل انفاسها الغير منتظمة التي لا ترأف بعنقه فتقذف حمم بركانية لا تعرف الرحمة. نظر إليها يتأكد أكثر فيبتسم بتروي وهو يراها تتظاهر بالنوم ابعد خصلاتها التي سقطت على وجهها وهم بايقاظها لولا صوت هاتفه الذي جعله ينظر إليه باستياء فيجده ذلك الرقم المجهول الذي لا يجيب صاحبه أجاب عليه لربما يفلح تلك المرة ويرد عليه _ مين؟ …. في الطائرة نظر مصطفى بحب إلى سيلا التي بدأت تغمض عينيها بنعاس وتحدث بحبور _ تعرفي إن ماما هتفرح بيها أوي لأن ديمًا تقولي نفسي اشوفها تبدلت ملامح سارة للحزن وغمغمت بهدوء _ لو كان نفسها تشوفها بصحيح مكنش في حاجة هتمنعها إنها تزورنا. لامس مصطفى الاشتياق الذي تخفيه تجاه والدتهم وقال بمحايدة _ شوفي ياسارة انا عارف إنها قصرت معاكي ومقامتش بدوره كأم معانا بس هي حقيقي ندمانة وبعدنا عنها خلاها تحس بالخسارة اديها فرصة وقربي منها وهتلاقي فعلاً انها اتغيرت هزت راسها بنفي وقالت بحزن _ للأسف ماما مكنش لها دور في حياتي غير الاسم بس يوم ما ولدت سيلا كانت اكتر حد محتجاله في الوقت ده، ولما جاتني المستشفى فرحت وقلت إنها هتفضل معايا بس اتفاجئت بيهم بيستأذنوا بحجت إنها مش هتقدر تروح معايا وإنها مطمنة عليا مع ماما وسيلة اتقهرت بجد ووقتها عرفت إن مليش غير العيلة دي اللي لقيت فيها الأب والأم وكل عيلتي. شعر مصطفى حقًا بما تعانيه لكن لن ييأس وسيظل يقرب بينهما حتى تهدأ الأمور بينهم اقتباس من القادم. انتفضت حلم بخوف وسقط الهاتف من يدها عندما دلف مصطفى الغرفة مما أثار دهشته ونظر إلى الهاتف بشك. وخاصةً عندما تمتمت بوجل _ مصطفى انتي جيت أمتى؟ لم يجيب بل نظر إلى الهاتف الملقي على الأرض وقبل أن تميل عليه كانت يده تسبقها ….
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل الرابع والعشرون …. وكعادته لا يجيب ذلك الرقم المجهول مما جعل مهران يغلقه دون اهتمام وتركه على المنضدة ثم عاد ينظر إليها أخذ يتلاعب بخصلاتها بأنامله وابتسامة هادئه مرتسمة على فمه اثر رؤيته لاحمرار وجنتيها من شدة خجلها هناك اسأله كثيرة تدور بخلده ويريد إجابتها لما كذبت على ذلك الشرطي ولم تخبره بالحقيقة و لما عندما آتتها الفرصة للخلاص منه وعيش حياة هنيئة بعيدًا عنهم لم تقتنصها وتتمسك بها! هل اصابتها سهام العشق كما أصابته؟ أم إنها لم تستطيع الغدر به لشئ آخر في نفسها وكأنها لم تعد تستطيع التظاهر أكثر من ذلك إذ رفعت جفنيها لتتقابل شموسها مع سواد ليله الحالك فتنيرهما بعشقِ متملكًا وصم به كلاهما منذ صغرهم. زحفت أنامله إلى وجنتها يملس عليها بحب وتمتم بوله _ صباح الورد أخفت وجهها في صدره مما زاد ابتسامته ولم يرحم خجلها إذ مد يده إلى ذقنها يرفع وجهها إليه فعادت شمسها تنير ظلمته فسألها بخفوت _ ندمانه؟ رمشت باهدابها وقد اربكها سؤاله بماذا تجيب؟ أتجيبه بما يعتمل بداخلها منذ أن وقعت عينيها عليه أم تخبره بحقيقة مشاعر تحررت رويدًا رويدًا حتى أفلت منها اللجام فتجدها تنساق خلف قلبها الذي أخذها لاسوار جنته وعندما فتح الباب دلفت دون أدنى تردد مدت يدها لتمسك القلادة التي مازالت محتفظة بها وكأنها تخبره بأنها كتبت له منذ أن وضعت تلك القلادة بعنقها، فلا لم تندم مطلقًا سقطت عينيه على تلك القلادة التي ظل سنين يتساءل أين هي ولم يعلم حينها بأنها تحتل عنق تلك الفتاة التي كتبها القدر له مد يده ليحتوي يدها والقلادة معًا بين يده وشعر حينها بأن العالم اجمع بين يديه وتمتم بشرود _ السلسلة دي كانت أمي بتقولي انها عملتها مخصوص يوم ما اتولدت وقالت انها هتفضل في رقبتها لحد ما تسلمها لعرستي يوم فرحي لاح الحزن بعينيه وتابع _ كأنها عارفة انها مش هتعيش لليوم ده فسلمتها ليكي قبل ما تموت تأثرت بحديثه وعادت بذكرياتها هي أيضًا _ كان عمري ١٣ سنة لما سألت خالت امي الله يرحمها عن السلسلة دي حكتلي كل حاجة وقتها وإنها هي اللي لبستهالي يومها كانت ديمًا تقولي فيكي شبه كبير منها حبيت السلسلة دي أوي وفضلت محافظة عليها لما زمايلي في المدرسة يسألوني مين مهران كنت بحتار لدرجة إني لقيتني انا كمان بسأل مين مهران اللي اتسميت على اسمه ولبست سلسلته. لحد جدتي ما ماتت واضطريت ارجع البلد اللي خرجت منها عمر يوم. أول حاجة فكرت فيها إني اسأل عنك بس اتراجعت لإني بالنسبة لك بنت أكتر راجل بتكرهه في حياتك. عشان كدة لما لقيت نفسي قدامك قلت خلاص نهايتي هتكون على أيده. أراد أن يخبرها أنه بالفعل كان ينتوي ذلك لكن تسلل الحب بداخله فلم يستطع فعلها فتتبدل خطته لأن يجعل والدها يعترف بها امام الجميع ويرفع من شأنها امام عائلتها قد تكون بطريقة خاطئة لكن لم يجد طريقة أخرى غيرها _ فكرت فعلًا أعمل كدة بس لما عرفت عنك كل حاجة عرفت انك ضحية وملكيش ذنب. لم يكن هذا ما أرادت سماعه لكنها تعلم بأنه لا يصرح بسهولة عن مشاعره هكذا هو وعليها أن تقبل به كما هو وبمرور الوقت هتعمل بكل الطرق على مداوته من جروحه التي لم تلتئم بمد فحاله مثل حالها وكانت دعوة ان تخرج ما بمكنونها من آلام فتمتمت بحزن _ انا بقا للاسف كنت ضحية آسيا مرات أبويا وهي كانت السبب في موت أمي إن مكنتش هي اللي قتلتها من الأساس، عرفت تنتقم من أمي فيا أنا عملتني زي الخدامة مفيش فرق بينا كانت ديمًا تقولي انتي بنت الخدامة ودورك تكملي مكانها. تساقطت دموعها بغزارة وتابعت _ كنت بشوف في عينيه رفض للي بتعمله فيا بس مكنش بيقدر يتكلم او يدافع عني كرهي له زاد وكل مدى بيزيد أكتر لحد ما في يوم لقيت حسين اخويا جاي مرعوب وبيقولها انه اتخانق مع ابن النجايمي والعربية اتقلبت بيه تنهدت بتعب وتابعت _ يومها لقيتها بتقوله إنها هتتصرف استغربت اوي هتعمل أيه؟ لحد ما في يوم لقيتها بتكلم خليل وبتهدده ياإما يسكت ويهدي الأمور ياإما هتعترف بكل حاجة. معرفش ايه هي الحاجة دي بس جات في الآخر وطلبت منه أنه يتجوزني في المقابل، مكنش قدامي حل غير الهرب. ولما هربت نظرت إليه بوله وتابعت بعشق _ وقعت في ايدك انت ضحك كلاهما وسألها بجدية _ ندمانة؟ عادت الدموع إلى عينيها وصححت كلمته _ اه ندمانة. قطب جبينه بعدم فهم لتتابع هي _ ندمانة إني معرفتكش من زمان مسح بإبهامه تلك الدمعة التي سقطت من عينيها وتمتم معنفًا _ أنا قلتلك إن الدموع دي معدش لها وجود في حياتنا وأوعدك إن كل اللي غلط هيتحاسب بس واحدة واحدة. _ وانت؟ فجأته بسؤالها وهو يعلم ما تود الوصول إليه جذب ذراعه من اسفل عنقها ونهض دون التفوه بكلمة وملامحه لا تعبر بشئ اهتزت نظراتها وشعرت بأنها اخطأت باستعجالها ما كان عليها التطرق في هذا الأمر الآن ليس بتلك السرعة. نهضت بدورها وتقدمت منه وهو يأخذ ملابس له من الخزانة فمدت يدها توقفه وهي تقول بروية _ مهران نظر إليها بليله الحالك وقد اهتز قلبه لسماع اسمه من بين شفتيها فتابعت _ بلاش الطريق ده، خلينا نعيش بآمان، كل حاجة اتحرمت منها لقيتها معاك حتى الأمان على نفسي، بس دلوقت عايزة احس بالأمان عليك، الطريق ده نهايته صعبة بلاش تضيع نفسك عشان خاطري. يعلم جيدًا كم هي محقة في كل كلمة لكن ليس بوسعه التوقف ليس الآن على الأقل فغمغم بتسويف _ مش بالسهولة دي تقدمت منه أكثر لتضع يدها على قلبه وتقول برجاء _ أرجوك بلاش أحنا الأول مكنش عندنا اللي نخاف عليه انما دلوقت انا معدش ليا غيرك بلاش تخليني اعيش قلقانه عليك، الطريق ده انت مش مجبر ليه ولا في أي شئ يستاهل إنك تجازف عشانه شعور غريب اجتاح قلبه وهو يراها تتوسله لأجل سلامته العبرات التي تجمعت داخل عينيها آلمته وتمنى حقًا أن يكون باستطاعته الابتعاد لكن ليس بتلك السهولة فقال بلهجة حانية _ متقلقيش كل حاجة هتمشي زي ما انتي عايزة بس اتحملي شوية. _ توعدني؟ أومأ لها بصدق _ أوعدك. ابتسامتها والسعادة التي لاحت على وجهها جعلته يفكر جدياً في الأمر ضمها إلى صدره وهو يشعر لأول مرة بأن هناك من يهتم لأمره ويخشى عليه كما تفعل هي وكأنها شعرت بما يعتمل في صدره فشددت من احتضانه رغم خجلها فهو حقًا يستحق أن تبادر هي لأجله ❈-❈-❈ في غرفة حازم وقف ❈-❈-❈ عادوا إلى المنزل وبداخلها رهبة من رؤية والدتها دلف مصطفى وهو يحمل الحقائب ويقول بمزاح _ مادام البيت هادي كدة يبقا مالك نايم. ابتسمت سارة ومازال قلبها ينبض بقوة من تلك المقابلة، تعلم أن أخيها يحاول تلطف حدة رهبتها لكن هي الآن تود الهرب لا تريد رؤيتها نظرت لأخيها وتمتمت برجاء _ مصطفى لو سمحت انا حقيقي تعبانة ومحتاجة ارتاح شوية هدخل اوضتي انام ساعتين وبعدين يبقا اشوفهم. أومأ لها بتفاهم لا يريد الضغط عليها يكفي تلك الخطوة التي بادرتها بإرادتها دلفت غرفتها لتغلق الباب خلفها وقد عاد شعور الوحدة يأرقها نظرت إلى طفلتها التي غفت على ذراعها وكأنها توعدها بألا تخذلها يومًا كما فعلت والدتها وضعتها في فراشها وذلك الألم يعتصر قلبها رن هاتفها وهي تعلم جيدًا هويته فمن غيره يشعر بها كلما احتاجت إليه _ وصلتي ولا لسة ياحبيبتي؟ اغمضت عينيها وازداد الحزن بداخلها لاحتياجها له وهو بعيد عنها، صمتها اشعره بالقلق _ سارة انتي معايا؟ ازدردت جفاف حلقها وغمغمت بشوق _ محتجالك اوي ياجاسر. يعلم جيدًا بأن السبب في حالتها تلك هي والدتها، فتلك المقابلة هتكون صعبة بالنسبة لها لكن حقًا لابد منها _ وانا ديمًا جانبك مهما بعدنا بس انا عايزك المرة دي تعملي اللي انتي شيفاه ومحتاجة له بلاش تداري وتتخبي من كل عاصفة تقابلك كملي حياتك وواجهي لإن مهما كانت قوتها مسيرها تعدي. هزت رأسها بنفي وقد صعب عليها المضي وغمغمت بألم _ لو الكلام ده سمعته قبل ما اعرفكم كان ممكن اعمل به، بس بعد ما شفت ماما وسيلة واهتمامها بيكم حسيت إن أنا ومصطفى اتظلمنا كتير وعيشنا حياة صعبة معاهم. _ بس في الآخر لقيتم اللي يعوضكم وهي برضه حست بالندم بعد فراقكم صحيح متأخر بس يكفي انها فاقت اديها فرصة أخيرة واتكلمي معاها والغي اللي فات بلاش تفتحي القديم لأنه هيتعبك أكتر وبلاش عتاب أو أنك تفكريها بغلطها لإن كل واحد غلط من جواه معترف بغلطه مهما لسانه وعقله أنكر والأفضل إنك متعاتبيش ولا تفتحي مواضيع عدت وانتهت. تعلم انه محق بكل كلمة نطق بها ولذلك قررت أن تفعل ذلك كي لا تفتح جبهة أخرى من الصراع بينها وبين والدتها _ نامي دلوقت وبعد ما تصحي بادري انتي بالكلام معها، خليكي انتي المتحكمة في أمورك. أنهت معه المكالمة وشعرت برغبة حقًا في النوم فوضعت رأسها على الوسادة ليبادر النوم تلك المرة ويجعلها تنام رأفة بحالها. ❈-❈-❈ دلف مصطفى غرفته دون استأذن ليجد حلم قد انتفضت بخوف وقد سقط الهاتف من يدها عندما دلف الغرفة مما أثار دهشته ونظر إلى الهاتف بشك. وخاصةً عندما تمتمت بوجل _ مصطفى انتي جيت أمتى؟ لم يجيب بل نظر إلى الهاتف الملقي على الأرض وقبل أن تميل عليه كانت يده تسبقها مما جعل الخوف يزداد أكثر بداخلها نقل بصره بينها وبين الهاتف ليندهش حقًا من ذلك الارتباك المرتسم على وجهها لكنه لم يشك بها لحظة واحدة ولم يجعل الشك يدخل حياتهم يومًا حتى يجعله يدخل الآن ناولها الهاتف وهو يبتسم لها ويتمتم بمزاح _ ايه شوفتي عفريت؟ ازدردت لعابها بوجل وتمتمت بابتسامة وهي تحتضنه باشتياق وتظاهرت بدورها بالمرح _ هو العفريت بيبقا حلو كدة بس انت خضتني مش أكتر ابعدها عنه قليلًا كي ينظر إليها باشتياق وغمغم بضيق مصطنع _ بس انا قايلك إن ساعتين بالكتير وهكون عندك هزت كتفها بدلال وهي تتظاهر بالتجاوب معه _ والمطلوب؟ غمز لها بعينيه وتمتم بوله _ تعويض، أنا بصراحة كنت مستني مقابلة تانية خالص همست بجوار اذنه _ بس كدة من عينيه….. ❈-❈-❈ في منزل أمجد تحسس فراشه يبحث عنها لكنه شعر به فارغًا اعتدل جالسًا وبحث عنها بعينيه في ارجاء الغرفة فلم بجدها حتى سمع صوتها في المرحاض. نهض مسرعًا وطرق الباب وهو يناديها بقلق _ ليلى انتي كويسة؟ انفتح الباب وخرجت منه وهي مرهقة فاخذ يدها يسندها عندما لاحظ شحوبها وسألها بريبة _ مالك ياحبيبتي. اجابت بوهن وهو يساعدها على الاستلقاء _ انا كويسة متقلقش جذب عليها الغطاء وقال بقلق _ مقلقش ازاي وانتي تعبانه بالشكل ده. ابتسمت كي تطمئنه _ كل ده عادي بسبب الحمل، الشهور الاولى بس وبعدين هكون كويسة جلس بجوارها اخذًا يدها بين يديه وغمغم بتعاطف _ تحب اجبلك دكتور؟ _ أومال انا ايه؟ _ اقصد يكون تخصص. جذبته ليستلقي بجوارها تمتمت بحب _ خليك انت جانبي وانا هكون كويسة. استلقى بجوارها ثم وضع رأسها على صدره وتحدث بشوق وهو يملي عينيه منها _ انا جانبك على طول بس انتي بلاش تبعدي. تشبثت بيده التي تحاوطها وغمغمت بنفي _ عمري ماهقدر ابعد لإنك الهوا اللي بتنفسه اه بحب شغلي واخد وقت كبير مني بس ده مش معناه إنه اهم منك داعب وجنتها بأنامله وتحدث بوله _ عمري ما كان عندي ادنى شك في كدة بس بغير من أي حاجة تشغلك عني. ابتسمت بروية وتمتمت بخفوت _ بس أنا عمري ما بغير لإني واثقة إن مفيش غيري في حياتك. _ تعملي ايه بقى في حظك اللي وقعك في واحد رجعي زيي ضحكت وهي تغمض عينيها _ خلاص انا مش هروح المستشفى بكرة وانت خد اجازة وخلينىنا نقضي اليوم مع بعض. أوما لها بابتسامة واخذ يداعب خصلاتها حتى عادت للنوم. ❈-❈-❈ كان الجميع على قدم وساق استعدادًا لعقد القران كانت شمس في قمة سعادتها بموافقة سليم أما مرح فقد قررت الهرب تلك الليلة فلن تظل لحظة واحدة بعد الآن ستذهب اثناء انشغالهم في المناسبة كما اتفقت مع حلم ظلت بجوار شمس وآمال حتى بدأ عقد القران ثم قامت بأخذ الحقيبة الصغيرة التي اعدتها مسبقًا ومعها أخيها وتسللت من الباب الخلفي وخرجت منه كانت تدعوا بداخلها أن تجد سيارة تنقلها إلى محطة القطار فلابد أن مهرة تنتظرها الآن. بعد انتهاء ظل الجميع يبارك ويتمنى لهم السعادة لولا سليم الذي يشعر بقبضة حادة في قلبه لا يعرف سببها جاء أحد الرجال وتقدم من سليم ليهمس بجوار أذنه ما جعله ينتفض بصدمة وسأله _ هي فين دلوقت؟ _ لسة خارجة أول ما شفتها جتلك على طول. اومأ له سليم واستأذن من عمه وأسرع خلفها يدعوا بداخله أن يلحقها كي لا تدمر نفسها، فإن علم عمه لن يرحمها وسيبحث عنها دون ملل ولا كلل حتى يعثر عليها وحينها لن يرحمها مهما حاولوا استقل سيارته وخرج مسرعًا يبحث في الطرقات والرؤية صعبة بسبب الأمطار مما جعل خوفه عليها يشتد. كانت تسير بخوف شديد وخاصة عندما اسدل المطر ستائره فيزداد خوفها أكثر ولكن تلك المرة على أخيها. ظلت على طريقها تتعثر في سيرها وقد بللتها الأمطار لا اثر لقدم سيارة ولن تستطيع السير في المطر لذا توقت تحت شجرة عتيقة وأخذت تنشف لأخيها رأسه ووجهه وعينيه تسألها ما سبب ذلك _ متخافش ياحبيبي دلوقت نلاقي عربية ونركب القطر وتروح القاهرة ونبعد عن الناس دي. هز رأسه علامة على الموافقة رغم إنه لا يعرف لما كل ذلك. ظلت واقفة حتى رأت سيارة قادمة من خلفها فتقدمت للأمام وأخذت تشير إليها حتى توقفت أسرعت إليه تسأله _ ممكن لو سمحت توديني محطة القطر؟ نظر إليها من رأسها حتى اغمص قدميها بنظرات ماكرة ورحب بخبث _أكيد طبعًا احنا نتمنى نخدم تراجعت مرح وشعرت بالقلق من نظراته فارتدت للخلف بتوجس وتمتمت برهبة _ لأ خلاص تقدر تمشي. فتح الرجل باب السيارة وترجل منها وهو يشملها بعينيه _ ليه بس ياحلوة دا انا خايف عليكي من الجو ده مد يده لها ليجذبها لكنها ابتعدت بخوف وهمت بسحب أخيها والهرب لكنه استطاع الوصول إليها وهم بجذبها إليه لولا تلك اليد التي سحبته للخلف وفاجأته بلكمه اطاحت به وجعلت الدماء تنفر من انفه تفاجئت به أمامها ينظر إليها بغضب هادر مما جعلها ترتد للخلف بوجل كانت عينيه حادة لا تبشر بخير وخاصة عندما هدر بها _ خدي الولد واستنيني في العربية بخوف شديد اخذت أخيها ووضعته في السيارة ثم عادت إليه وعندما وجدته يبرح الرجل بكل الغضب الذي يحمله تقدمت منه وهي تقول بهلع _ سيبه ياسليم الراجل هيموت في ايدك نظر إليها بغضب وهدر بها _ قلتك اركبي العربية انسحبت بوجل لكنها تنفست براحة عندما وجدته ينهض بالرجل ووضعه في سيارته وغمغم بتحذير _ بلاش تقع قدامي مرة تانية لإن المرة الجاية مش هرحمك. هز الرجل رأسه بخوف واستقل سيارته وانطلق بها أما هو فأخذ ينظر إليها بغضب جحيمي وتقدم منها ليقول معنفًا _ عجبك اللي حصل ده؟ لو أخرت شوية عارفة ايه اللي كان هيحصلك؟ قطبت جبينها بألم وسألته بضياع _ أيه؟ قطب جبينه بعدم فهم وعادت تخاطبه _ أيه اللي ممكن يحصلي أكتر من اللي عملتوه فيا؟ ايه اللي ممكن يحصل قد ما اتخليت انت عني وسيبتني في ايد مبترحمش. تجمعت الدموع في عينيها وأردفت بألم _ مسألتش نفسك انا عايشة في بيتكم ازاي ولا عمك بيتعامل معايا إزاي هزت راسها بألم وتابعت جلده _ متعرفش لأنك جبان والحاجة الوحيدة اللي قدرت تعملها إنك تهرب، تهرب من كل حاجة ممكن تتعب إنما أنا ميهمكش المهم انت متتعبش ظهوري قدامك هيتعبك يبقى بلاش منه احساس الخيانة تاعبك يبقى بلاش اتواجد نهائي حبك ليا بتحاول على قد ما تقدر تتخلص منه (صرخت بأعلى صوتها) وأنا مش مهم، اتحرق اروح في داهية مش مهم اتعذب انام مع واحد كل اللي عايزة يشوفني مذلولة قدامه مش مهم انا بتعامل اقل من الخدامة غير تعذيبه ليا لو وقفت قصاده ضربته بيدها في صدره فارتد للوراء وهي تصيح به _ جاي ورايا ليه؟ عايز مني أيه؟ انا بكرهك وبكره اليوم اللي عرفتك فيه أمشي مش عايزة أشوفك قدامي. طفح به الكيل ولم يستطع الصمود أمامها أكثر من ذلك فصاح بدوره وهو يبعد يدها التي تدفعه _ وانا بتعذب اكتر منك، اتعذبت يوم ما عمي طلبك ليه واتعذبت اكتر لما دخلتي بيته واتقفل عليكم باب واحد بتعذب في كل مرة بشوفك قدامي ومش قادر اشيل عيني من عليكي وإحساس الخيانة جوايا بيدمرني، كل ليلة بنام وصورتك مش بتفارق خيالي ببقا عامل زي المجنون وانا بتخيلك في حضن عمي وانا عاجز قدام قلبي ومع ذلك مش قادر ابعد كل ما أفكر اهرب وابعد القيني برجع تاني احساس العجز بيزيد جوايا وصراع ما بين عقلي وقلبي اللي بيعاتبني وبيتهمني اني اتخليت عنك وما بين عقلي اللي بيجبرني إني ابعد عشان مكنش خاين في نظر نفسي. عارفة القهر اللي حسيت به وانا سامع صوتك في اول ليلة ليكي في البيت هز رأسه بضياع وكأن الأصوات تعاد في مسمعه _كنت بندبح بسكين بارد ومن يومها صوتك بيتردد جوايا تقدم منها خطوة واحدة وعينيه تهيم بعينيها وقد بللتهم الأمطار الغزيرة التي تسقط عليهم وتابع بألم _ ان كان حد مطلوب منه أنه يهرب فهو أنا يمكن لما أبعد ارتاح من عذابي _ هترتاح وهترتاح نهائي كمان.. التفت كلاهما لصاحب الصوت فيتفاجئ بخليل واقفًا مع بعض رجاله..
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول1 من هنااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني2 من هنااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا