رواية ثأر الحب الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاربعون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
رواية ثأر الحب الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاربعون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
الفصل السابع والثلاثون
علي طاولة الطعام يلتف الجميع يتناولوا العشاء جلس يوسف وأمامه الطعام المخصص له شرع في تناوله لكن لم تعطيه نورسيل الفرصة وأمسكت المعلقة وبدأت في إطعامه حتي أعلن جرس الباب عن أحد ذهبت الخادمة كي تفتح.
فتح الباب وولجت شابة يافعة قمحية البشرة بشعر كيرلي وملامح جريئة وملابس متحررة بعض الشئ ركضت تجاه يوسف وهي تضع يدها علي ظهره تتفحصه بلهفة :
-چو حبيبي أنت كويس ؟
شهقت نورسيل بصدمة ونظرت له بغل:
-چو مين دي يا يا چو ؟
نهضت صفاء مرحبة:
-إيمي حبيبتي حمد الله علي السلامة.
ضمتها إيمي برقة :
-الله يسلمك أخبارك يا أنطي.
إبتسمت بحنان وردت :
-كويسة يا قلبي لما شوفتك.
ألتفت الي يوسف بلهفة:
-أنت كويس يا حبيبي ؟
إبتلع لعابه مرتبك من نظرات الآخري تجاهها ولكن رد بنبرة هادئة:
-الحمد لله يا إيمي حمد الله علي السلامة.
ردت برقة :
-الله يسلمك يا چو.
تحدث عدي بهدوء:
-أخبارك إيمي حمد الله علي السلامة.
إبتسمت بمرح وقالت :
-الله يسلمك يا دودي.
نظرت نايا الي عدي نظرات حارقة هي الآخري هتفت نورسيل بضيق :
-ايه يا چو بيه مش هتعرفنا ؟
وقف يوسف بينهم وتحدث بصوت حازم:
-إيمي بنت خالتي نورسيل مراتي.
تطلعت كل منهم الي الآخري بإستحقار وهتفت إيمي غير مصدقة:
-OH MY GOD
دي مراتك يا چو الفلاحة دي ؟
❈-❈-❈
جف حلقه وشحب وجه سحب يده سريعا وانتفض كالملسوع مما آثار حيرة الآخري.
نظرت له بترقب وهتفت متسائلة :
-في أيه يا شادي مالك ؟
رد الآخر بحذر :
-أنتي قصدك أيه بالحركة دي ؟
إبتسمت بعذوبة وقالت:
-هيكون قصدي أيه يا حبيبي أنا حامل مش كنت قلقان من تعبي بقالك كام يوم طلع إبنك السبب .
أحمر وجه الآخر وعيناه مما جعلها تبتلع ريقها بحيرة وعقبت:
-مالك يا شادي في أيه ؟ أنت مش فرحان ولا ايه ؟
إرتسم الجمود علي وجهه وقال :
-حامل منين ؟
تطلعت له بصدمة :
-حامل من مين أيه أنت بتهزر صح ؟
ضحك بحسرة وهتف متهكما :
-مع الأسف مش بهزر يا هانم أنا عقيم مش بخلف.
جحظت عيناه مرددة بعدم إستيعاب:
-ايه الهبل الي بتقوله ده ؟ لو أنت مش بتخلف يبقي أنا حامل أزاي !
ربع ساعديه مرددا بإستحقار:
-أجابت السؤال ده عندك يا هانم إلي في بطنك ده إبن مين ! مين ضحك عليكي وجاية تلبسيه ليا ؟
ضحك بحسرة وأكمل :
-ضحك عليكي أيه بقي وأنا آول واحد يظهر ده حبيب قديم وحنيتي وليه لا ما أنتي أتجوزتي خلاص.
لم تصدق ما تسمعه من حديثه بالمرة هكذا هي في نظره.
أكمل هو بقسوة ووجه لم تراه من قبل وهو يقترب منها ويمسكها من خصلات شعرها بعنف حتي أنها تشعر أنه إجتلعه من جذوره مما جعل تصرخ بآلم وهي تحاول الفكاك من براثنه.
لكن لا فهو كالأسد الجريح الأن وما بالك برجل شرقي صعيدي أبا عن جد :
-بس لأ يا حلوة ده أنا إدفنك بإيدي وآغسل عاري بإيدي.
تأوهت بآلم وتحدثت من بين دموعها :
-إلي في بطني ده إبنك بإرادتك أو غصب عنك إبنك وربنا شاهد علي كده.
تركها بعنف مما جعلها تسقط أرضا وهي تمسك أحشائها وتأن بآلم .
خرج خارج الغرفة وعاد بعد دقائق بيده مجموعة من التقارير والتحاليل الطبية قام برميهم في وجهها وتحدث ساخرا :
-أكدب التحاليل والدكاترة والجوزتين الي آتجوزتهم عشانك أنتي وأصدقك !
لم تقرأ ما في التحاليل ونفضتهم عنهم مرددة بحسرة :
-أه تصدقني أنا تصدق الي مشافتش حاجة في الدنيا غير علي إيدك أنت يا شيخ حرام عليك ده من يوم ما اتجوزتك أنت إلي بتوديني عند أمي وترجعني معاك عمري ما خرجت لوحدك بتتهمني تهمة بشعة زي دي ! شوفت مني ايه يخليك تقول كده ؟
رد ساخرا وهو يصفق بيده :
-برافو هايل تمثيلك يا أستاذة هو أنا كنت قاعد معاكي عند أمك يمكن كنت بتخرجي وترجعي ومستغفلاني.
أغمضت عيناها بحسرة وقالت:
-للدرجة دي ؟ خلاص يا شادي بيه تقدر تطلقني وإذا كان علي الطفل الي في بطني أنا مبقتش عايزاه وهنزله عارف ليه ؟ عشان أنت أبوه مع الأسف.
❈-❈-❈
شهقت نورسيل بصدمة وهي تشير علي نفسها:
-نعم يا أختي مين دي الي فلاحة لا فوقي كده لنفسك أوعي تكوني فكرة أن البروكة العيرة والبوهية الي في خلتك إنك حلوة ولا النفخ السيلكون ده لا فوقي يا حلوة وشوفي بتكلمي مين .
لم يتمالك عدي ونايا ضحكاتهم بينما جحظت عين يوسف من جنون زوجته.
تحدثت صفاء بإحراج:
-عيب كده يا نورسيل ميصحش وأنتي كمان يا إيمي ميصحش كده يا بنات.
نظرت نورسيل إلي صفاء معاتبة :
-ومش عيب الي حضرتها قالته ومش عيب طريقتها من وقت ما دخلت هنا .
هتفت إيمي ساخرة:
-هو أنا قولت ايه مش بقول رأي بقي يوسف الي رفض سيدات أعمال وناس راقية يتحوز في الآخر واحدة بجلابية ؟
صاح يوسف بحزم :
-إيمي كفاية لغاية كده والفلاحة الي مش عجباكي دي عجباني أنا وأتفضلي إعتذري ليها علي إهانتك ليها.
نظرت له إيمي بصدمة وهي تشير علي نورسيل بإزدراء:
-عايزني أنا أتأسف لدي.
ردت صفاء بإصرار:
-أيوة يا إيمي وبعدين مالهم الفلاحين ولا لبس الجالبية ده إحتشام يا بنتي عايزها تقعد قدام أخو جوزها أزاي !
زفرت إيمي بضيق وهتفت بإبتسامة صفراء:
-I'M Sorry
غمغمت نورسيل متهكمة :
-لا يا حبيبتي قوليها عربي أصل مش بفهم إنجليزي .
رمقتها الآخري بحقد:
-أسفة.
جلست نورسيل مرة آخري بثقة وهتفت بدلال :
-أقعد يا بيبي عشان نكمل أكلنا.
رمقها بعدم إستيعاب لكن جلس بضجر تحدثت صفاء بإحراج :
-أقعدي يا إيمي عشان تأكلي يا حبيبتي .
ردت إيمي بضيق :
-لا شكرا يا أنطي بعد إذنك هطلع أرتاح شوية في أوضتي.
ربتت صفاء علي ظهرها بحنان :
-ماشي يا قلبي براحتك.
غادرت إيمي وجلست صفاء وعقبت بحزن:
-نورسيل ياريت تهدي شوية إيمي عايشة طول عمرها عايشة بره ومتحررة فمعلش إستحمليها عشان خاطري.
تنهدت نوسيل :
-حاضر ..
نظرت الي زوجها وتحدثت ساخرة :
-مش عايز تقول حاجة يا چو ؟
رد بإستفزاز:
-عايز طبعا بلاش تقولي ليا چو مش حلوة منك بعد إذنكم نهض هو الآخر متجها الي الأعلي.
إمتعض وجهها ونهضت خلفه.
❈-❈-❈
نظرت نايا إلي عدي بغيرة تطلع لها بحيرة :
-مالك يا حبيبتي بتبصيلي كده ليه ؟
ردت بغيظ:
-ممكن أعرف ايه دودي دي ان شاء الله ؟
رمقها بمزاح :
-أيه يا نونو أنتي بتغيري عليا يا بيضة ؟
ضحكت صفاء بخفة وقالت:
-اهدي بس يا بنتي هي طريقتها كده وبعدين أطمني هي عينها كانت علي يوسف مش علي جوزك.
هتفت نايا بإندفاع:
-حتي لو كان يا طنط طريقتها كده ميصحش وكمان اللبس الي هي لبساه هتقعد بيه هنا كده قدام أتنين رجالة ؟
تحدث عدي محذرا:
-نايا يا حبيبتي أعقلي الكلام أنا ويوسف نعرف ربنا كويس وأظن شوفتي ولا أنا ولا يوسف رفعنا عينا عليها من الأساس.
إمتعض وجهها ونهضت بحزن:
-أنا طالعة أوضتي بعد إذنكم.
رمقته صفاء معاتبة :
-براحة شوية عليها يا عدي.
تنهد بضيق وقال:
-ماما كلامها كان لازم ارد عليه شيفانا بنريل عليها ولا أيه !
ضحكت صفاء بخفة:
-عدي مراتك بتغير عليك أظن ده شئ يسعدك مش يزعلك .
أردف بصدق:
-مين قالك انه مزعلني بالعكس بس الطريقة معجبتنيش يلا هقوم أصالحها تصبحي علي خير .
هتفت صفاء معترضة :
-ايه ده محدش هيتعشي ؟
تمتم عدي ساخرا :
-ما شاء الله بنت أختك سدت نفسنا علي الآخر الله يسامحك يا عليا علي البلوة دي.
ضحكت صفاء مازحة :
-عيب كده روح أجري صالح مراتك يلا.
أومئ بابتسامة وقال :
-حاضر يا ست الكل تصبحي علي خير.
ردت بحنان:
-وأنتوا من أهل الخير يا حبيبي.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
ولجت الي الغرفة وهي تكاد تشتعل غيظا من كثرة الغضب وجدته يقف في الشرفة.
أغلقت الباب بعنف وإتجهت له ووقفت جواره واضعة يدها في خصرها مرددة بغل:
-بقي چو مش حلوة مني ؟
قلب عينيه بضجر وألتفت لها هاتفا بملل:
-نورسيل ربنا يهديكي كده روحي نامي يلا كفاية خناق النهاردة خليها بكرة نبدأ الخناقة من الصبح.
دبت علي الأرض بغيظ:
-بجد لأ مش هنام يا يوسف غير لما اعرف حكاية البت الملزقة دي !
إستغفر في سره وغمغم بنفاذ صبر:
-مالها بنت خالتي وجاية تزورنا فيها ايه !
ضحكت ساخرة وقالت:
-بجد ؟ لا يا بيه دي مش جاية تزور دي جاية تشقطك يا حبيبي.
ضحك ساخرا وقال :
-أنتي بتجيبي الألفاظ دي منين وبعدين يا حبي تشقطني أو لا ده يرجع ليكي أصل أبص بره ده يرجع ليكي يا روحي .
عضت علي شفتيها بغيظ وتحدثت متهكمة:
-نعم هتبص بره علي مين أنت هتساوي دي بيا أنا يا حبيبي دي كلها صناعي ونفخ مش زي جمال رباني.
هز رأسه بيأس وقال:
-نورسيل أنا هنام عايزة حاجة تصبحي علي خير.
ولج الي داخل الغرفة ودلفت هي خلفه ووقفت أمامه مرددة بغيرة:
-بتحبها ؟
مسح علي وجهه بعنف ومسكها هي من يدها يهزها بنفاذ صبر :
-مش بحبها ولا عمري حبيتها محبتش غيرك أنتي يا غبية أفهمي بقي بحبك أنتي ومش عايز غيرك أنتي.
إبتسمت بفرحة وهتفت قائلة :
-وأنا كمان بحبك وعمري ما حبيت غيرك .
توقف وتسأل بلهفة:
-بجد يعني شهاب خلاص ؟
هزت رأسها بإيجاب:
-لما حبيتك أنت عرفت أني محبتهوش من الأساس أنا بحبك أنت وبس يا يوسف نفسي ننسي إلي فات ونبدأ من جديد .
اتسعت ابتسامته وردد بعبث :
-بجد ؟ يا نور عايزة نبدأ من جديد ؟
هزت رأسها بإيجاب وهتفت بصدق:
-يوسف أنا من غيرك ما كنتش عايشة من الأساس.
تنهد براحة وقام بفك حامل ذراعه وإلقائه جابنا وسط تعجبها:
-أنت بتعمل أيه دراعك ؟
غمز بخفة وهو يقترب منها ويحملها بلهفة رغم آلم ذراعه الذي ظهر علي وجهه وردد بخبث:
-دراع مين بس في حاجات أهم دلوقتي يا حبيبي لازم نتكلم فيها.
دفنت وجهها بدلال في أحضانه وهتفت برقة:
-بس أنت تعبان لسه ؟
ضحك بعبث :
-يا قلبي أنا خفيت لما سمعت بحبك منك طلعتي عيني يا قلب يوسف.
"أنرتي قلبي يا ضوء القمر بعد ظلام حالك ، فحبك أنتي جعلتني أشعر بالكمال يا مالكة القلب والفؤاد "
"وها قد إنتهت أيام العذاب وبدأت أيام السعادة الذي إنتظارها كل منهم "
هل ستدوم السعادة أم سيكون للقدر رأي آخر ؟
❈-❈-❈
فتح باب الغرفة ودخل وجدها تجلس علي الفراش وتبكي أغلق باب الغرفة وإتجه لها وجلس أمامها أرضا علي قدمه ورفع وجهها بأطراف أصابعه برقة :
-ممكن بقى اعرف الجميل بيعيط ليه ؟
لم ترد عليه ولكن زادت بكاء تنهد بقلة حيلة ونهض وجلس جوارها وحاول ضمها لكن إبتعدت عنه .
ضحك بخفة ونهض ووقف خلفها ووضم خصرها بتملك ووضع رأسه علي كتفها مرددا بمرح:
-الجميل زعلان مني بقي ؟
فكت يده وابتعدت عنه وهتفت بجمود :
-أطفي النور لو سمحت عايزة أنام.
مسك يدها وردد بهدوء:
-نايا أقعدي نتكلم لو سمحتي ؟
ربعت ساعديها مرددة ببرود :
-خير ؟ حابب تقول حاجة تاني لسه ؟
وضع يده بجيبه وتحدث بتعقل:
-نايا المفروض أنا إلي أزعل مش أنتي علي فكرة معني جملتك إنك مش واثقة فيا ؟
ردت برفض :
-لأ مش قصدي كده طبعا أنا واثقه فيك وفي يوسف لكن مينفعش تقعد بالمنظر ده قدامكم صح ولا غلط ؟
هز رأسه بإيجاب:
-صح لكن ده لبسها وده أسلوبها ضيفة نستحملها وخلاص يومين وهتمشي.
زفرت بحنق وقالت:
-بلبسها ده ! أنا الي المفروض مراتك بتكسف ألبس قدامك كده ما بالك دي ؟
قرص وجنتيها بخفة وضحك:
- يا حبي انتي مفيش منك هو أنا حبيتك من شوية علي العموم متحتكيش بيها ويا ستي طول ما هي هنا هفضل انا وأنتي في الجناح ايه رأيك ؟
إبتسمت بفرحة :
-إذا كان كده ماشي.
ضحك بخفة وعقب :
-فرحتي دلوقتي ماشي يا ستي ايه أخبارك مع نورسيل ؟
عبث وجهها وقالت بحزن:
-بتتكلم علي قد السؤال بس.
أومئ بتفهم وردد:
-أنا مش عارف ايه الي حصل بينكم لكن شكله مش سهلة سبيها تهدي براحتها وإهدي أنت يا جميل عشان يوسف الصغير .
قطبت جبينها بعدم فهم وقالت:
-يوسف مين ؟
ضحك بخفة وهو يضع يده فوق بطنها ممازحا:
-ده يا قلب حبيبك ولا عند إعتراض علي الإسم ؟
هزت رأسها علي الفور نافية :
-لا طبعا بالعكس.
تنهد براحة وقال:
-تمام يا قلبي ربنا يقومك بالسلامة وينورنا علي خير..
أمنت علي دعائة :
-يارب يا حبيبي.
❈-❈-❈
صفق بيده مطلقا صفيرا ساخرا :
-هايل بجد الفيلم ده تستحقي الأوسكار الصراحة فاكرة أنه الموضوع هيعدي كده ؟ لأ يا حلوة أنا راجل صعيدي يا حلوة أخواتك يعرفوا يتصرفوا فيكي بمعرفتهم يا خسارة يا عهد يا خسارة أكمل بأسي أنا كنت حبيتك بجد ليه تعملي فيا كده أنا هروح أكلم أخوكي يتصرف معاكي.
نهضت بلهفة أمسكت يده برجاء خوفا من أن يصيب شقيقها مكروه رددت برجاء:
-لأ بلاش يوسف تعبان حرام عليك ممكن يحصل ليه حاجة أقسم بالله إبنك تعالي نروح مستشفي أعمل تحاليل والله العظيم إبنك.
جلست أسفل قدميه تبكي بإنهيار مما جعل الآخر قلبه يلين ولما لا فهي من دق قلبه لها وعاد يحيي من جديد.
فبيدها تحول من مسخ مشوه إلي إنسان جديد ولكن ماذا حدث هو يقين أنها علي الفطرة جيدا من تعامله معها مازالت تخجل منه حتي الأن وهو من يوصلها بيده الي والدتها بالفعل ولكنه عقيم تطلقت ريم زوجته الآولي لهذا السبب بعد أن قام توأمه المبجل بإخبارها هذه الحقيقة المؤلمة دون أن يرق له جفن عليه ، وتزوج نهي لعام كامل ولم تنجب منه وهي كانت تحارب بكفي الطرق لإعلان زواجهم ، ولكن النهاية واحدة كيف فهو عقيم ….
يُتبع..
رواية وفاز الحب.
زينب سعيد القاضي.
الفصل الثامن والثلاثون.
❈-❈-❈
أتسعت عيناها تكاد تشعر أن قلبها سوف يخرج من بين ضلوعها فور سماعها صوته العذب الذي حفظته عن ظهر قلب هل عاد بالفعل أم أنا تتوهم تخشي أن يكون مجرد حلم وتستيقط منه أغمضت عيناها بألم وهي تتمنى داخل قلبها أن تكون حقيقة فتحت عيناها واستدارت إلي خلف ببكئ شديد ودقات قلبها تنبض بقوة تكاد تجزم أن من حولها إستمعوا لها لا محالة وها قد جاءت اللحظة الحازمة هو هنا بالفعل لا تتخيل ولا تتوهم بل هو أنامها ماثل أمام عيناها ظلت تتطلع له بأعين تشع فرح ولهفة لا تصدق أنه عاد بالفعل ويقف أمامها عامان لم تراه بهم ولم تسمع صوته ولكنه الأن أمامها كما تود أن تلقي نفسها بداخل أحضانه وتصرخ بإشتياق ظلت تتأمل ملامح وجهه التي لا تتغير ولكنها زادت صلابة عن زي قبل حركت عيناها كي تقابل خاصته لكن تفادها هو وتطلع إلي الجهة الآخري بغرور أغمضت عيناها واستدارت بجسدها مرة آخري إلي الأمام وهي تستمع الي سؤال القاضي.
تسأل القاضي بعدم فهم:
-أفندم حضرتك بتقول ايه ؟ جوزها الحقيقي ؟
ألتفت عاصم بنظراته تجاه عامر وتحدث بنبرة ذات معني:
-قصدي يا حضرة القاضي أني طليق مدام عليا .
قطب القاضي جبينه وتسأل:
-أمال ليه بتقول ان حضرتك جوزها الحقيقي ؟ أنت عايز بالظبط يا استاذ انت ؟
تحدث عاصم بإيجاز:
-لو مكنتش طلقتها بالإجبار من عامر كان زماني لسه جوزها يا سيادة القاضي.
تسأل القاضي بإستدارك:
-إكراه ؟
إستدار عاصم إلي عليا واستطرد قائلاً:
-أيوة يا يا سيادة القاضي إكراه من عامر أخويا.
صاح عامر بجنون:
-ايه إلي أنت بتقوله ده لا طبعاً يا فندم متصدقهوش ده كداب.
طرق القاضي بعنف وصاح بأمر:
-أنت هتسكت ولا تتحط في الحجز يا راجل أنت ؟
تحدث محامي عامر مدافعاً:
-هيكست يا فندم هو بس أنفعل من ادعاء دكتور عاصم عليه.
تطلع القاضي إلي عامر بريبة وتسأل:
-يعني أخوك بيكدب ؟
تحدث عامر مؤكدا:
-أيوة كداب ويا فندم هو ده الشخص الي كنت بحكي لحضرتك عنه عايزة ترجع ليه مرة تانية وجاي دلوقتي بكل وقاحة يقول الكلام الفارغ ده.
ألتفت القاضي إلي عاصم وتسأل:
-أيه أقوالك يا عاصم ؟ وايه إلي يأكد كلامك ؟
أخذ عاصم نفس عميق وتحدث بأسف:
-مفيش دليل علي كلامي بس هي دي الحقيقة فعلاً أنا طلقت عليا بإجبار من عامر أخويا لانه كان بيحبها وعايز يتجووها من قبلي يا فندم وحصل بينا خلاف واجبرني أني أطلقها.
❈-❈-❈
عاد القاضي بظهر إلي الخلف وتحدث بغموض:
-أنت عارف معني كلامك ده ايه ؟ وأن الجوزاة دي باطلة فعلاً ؟
تطلع القاضي إلي عامر واستطرد قائلاً:
-ايه رأيك في الكلام ده يا عامر ؟
غمغم عامر يتلاعب:
-كدب طبعاً يا فندم وإدعاء باطل يا سيادة القاضي أنا مولود بالغيب الخلقي ده وحالتي عارفها من زمان وراضي بيها وعارف أن مفيش امل اني أقدر اتجوز أو أخلف من الأساس يا فندم يبقي هحب وأعمل خططت ويوم لما أبص لواحدة وابقي عايز اتجوزها هبص لمرات أخويا وعرضه حضرتك ده كلام طبيعي ؟
تسأل القاضي بفضول:
-طيب ليه أتجوزتها طالما كلامهم غلط ؟
رد عامر بحزن مصطنع:
-يا فندم عاصم كان بيخون عليا وعشان كده أطلقت منه يا فندم هي دي الحقيقة وتقدر تسأل مدام عليا علي كده ومش بس كده في حاجة كمان مش هقدر أقولها أما بقي أتجوزتها ليه فهي بنت عمي وكان معاها طفل وحامل في التاني وأتجوزتها عشان خاطر أربي عيال أخويا يا فندم دول لحمي ودمي .
ألتفت القاضي إلي عليا وتسأل:
-أيه يا مدام عليا كلام عامر صح فعلاً ده سبب طلاقك من عاصم ؟
إستدارت عليا إلي عاصم بأعين دامعة واستطردت قائلة:
-لأ يا فندم.
أتسعت عين عامر بصدمة بينما إبتسم عاصم بثقة وهو يطالع عامر بتحدي بينما استطرد القاضي بإستعلام:
-طيب أيه سبب طلاقكم يا مدام عليا ؟
إبتعلت عليا ريقها وتحدثت بحذر:
-مش عارفة يا فندم عاصم رجع من الشغل في يوم وطلقني وبعدها بفترة لما ولدت عامر طلب يتحوزني وافقت بس من قبل ما نتجوز كان الاتفاق بينا أننا هنفضل أخوات وبعد ما أتجوزنا صارحني بحالته.
أومئ القاضي بتفهم وغمغم بإستفسار:
-طالما وقفتي علي ده قبل سابق ليه جاية دلوقتي عايزة تطلقي يا مدام عليا أيه الي جد بقي ؟ كلام عامر صح وفعلاً عايزة ترجعي لجوزك تاني ؟
حركت راسها بلا وقالت:
-لأ طبعاً يا فندم أنا عارفة ربنا وعارفة الحلال من الحرام وأكيد إستحالة أفكر في راجل تاني وأنا علي ذمة راجل.
❈-❈-❈
إبتسم الظابط بإستهزاء وعقب:
-مش لما تبقي علي ذمته فعلاً.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-مش فاهمة قصد حضرتك أيه يا فندم ؟
تنهد القاضي وعقب :
-لو كلام عاصم فعلاً صح وأن الطلاق تم بالإكراه لا يوقع .
ففي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: ولا يقع طلاق المكره، والإكراه يحصل إما بالتهديد أو بأن يغلب على ظنه أنه يضره في نفسه أو ماله بلا تهديد إكراها. انتهى.
وفي القوانين الفقهية لابن جزي المالكي: وأما من أكره على الطلاق بضرب أو سجن أو تخويف فإنه لا يلزمه عند الإمامين وابن حنبل خلافا لأبي حنيفة. انتهى. يقصد بالإمامين مالك والشافعي.
وقال ابن قدامة في المغني: فأما الوعيد بمفرده فعن أحمد فيه روايتان: إحداهما ليس بإكراه لأن الذي ورد الشرع بالرخصة معه هو ما ورد في حديث عمار وفيه أنهم أخذوك فغطوك في الماء. فلا يثبت الحكم إلا فيما كان مثله. والرواية الثانية أن الوعيد بمفرده إكراه. قال في رواية ابن منصور: حد الإكراه إذا خاف القتل أو ضربا شديدا وهذا قول أكثر الفقهاء، وبه يقول أبو حنيفة والشافعي لأن الإكراه لا يكون إلا بالوعيد. انتهى.
أما إذا كان الإكراه بحق فالطلاق نافذ، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 98035.
والله أعلم.
أكمل القاضي بثقة:
-يعني لو كلام عاصم صحة يبقي جوازك من عامر باطل يا ولو كان حصل ما بينكم حاجة كانت هتبقي زنا يعني حالة عامر كانت لطف من ربنا ليكي .
أتسعت عيناها بصدمة وتسألت بعدم إستيعاب:
-يعني أنا لسه مرات عاصم فعلاً ؟
أومئ بإيجاب:
-لو كلام عاصم صح فعلاً لكن لو كلامه غلط هنتجه الإتجاه الخطأ.
التفت إلي عاصم وتسأل:
-وحضرتك بقي كنت تعرف الموضوع ده ووافقت أنها تتجوز عادي ؟
حرك عاصم رأسه سريعاً بلا:
-لأ أنت لسه عارف ده امبارح بالليل يا فندم وسالت فيه شيخ قبل ما اجي هنا.
❈-❈-❈
تجلس تداعب حفيدتها برفق قاطعها رنين جرس الباب نهضت تفتح الباب تفاجأت بنجلها الحبيب.
ابتسمت بفرحة وقالت:
-بيجاد أنت هنا بجد يا حبيبي ولا أنا بحلم ؟
ضحك بيجاد بخفة وضم والدته مقبلاً جبينها بحب:
-لأ يا ست الكل مش بتحلمي حقيقية وأنا هنا قدامك يا قلبي.
آخذ طفلته. يقبلها بحب ويداعبها:
-قلب بابا وحشتيني أوي.
ولج إلي الداخل وجلس برفقة والدته وعيناه تدور في كل مكان.
ابتسمت بخفة وعقبت:
-عينك هتطلع من مكانها يا واد.
ابتسم بخفة:
-وحشتيني يا چيچي ووحشني كلامك.
غمزت بخفة وعقبت :
-يا سلام كل بعقلي حلاوة يا واد على العموم هي نايمة.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-نايمة ليه هي تعبانة ؟ ولا ايه ؟
حركت رأسها بلا:
-لأ يا حبيبي مفيش حاجة بس هي نامت شوية وسابت حياة معايا.
أومئ بتفهم وقبل جبين طفلته واعطاها إلي والدته ونهض:
-طيب أنا هطلع أريح شوية أنا كمان.
ابتسمت بتفهم:
-ماشي يا حبيبي.
تسأل يإنتباه:
-صحيح بابا وجدو فين ؟
ردت معقبة:
-خرجوا راحوا يزوراو عمتك.
أومئ بتفهم وعقب:
-تمام.
تسألت بإنتباه :
-صحيح أنت ما قولتش ليه إنك جاي وخلصت إلي كنتوا مسافرين عشانوا ؟
داعب خصلات شعره برفق وعقب:
-خلص ومخلصش.
ضمت حاحبيها بعدم فهم وتسألت:
-فزورة دي خلص ومخلصش ؟
تحدث بإختصار:
-هي فعلاً كده.
تسألت بعدم فهم:
-طيب وعاصم هناك لسه ؟
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ جه معانا.
تنهدت براحة وعقبت:
-طيب كويس وايه إلي هيحصل بعد كده ؟
زفر بضيق وقال:
-والله ما عارف يا امي هما ناويين علي أيه مش مرتاح للي جاي.
اومئت بإيجاب ورددت:
-طيب وعاصم فين ؟ قاعد فين معزمتش عليه يجي معاك ليه؟
إبتسم بيجاد ساخراً وعقب:
-راح المحكمة .
قطبت جبينها بعدم فهم:
-محكمة ليه ؟
رد بتوضيح:
-راح يحضر جلسة عليا وعامر .
رمقته بحيرة وتسألت:
-يحضر الجلسة ليه أنا مش فاهمة حاجة والله.
رفع كتفيه لأعلي وعقب:
-ولا أنا فاهم حاجة أصلا يلا هسيبك واطلع أنام محتاجة حاجة ؟
حركت رأسها بلا:
-لأ يا حبيبي سلامتك .
❈-❈-❈
فتح باب الجناح برفق وولج إلي الداخل وجدها تتمدد علي الفراش أغلق الباب بحذر وتحرك صوبها علي أطراف أصابعه كي لا تستيقظ جلس علي طرف الفراش يتأملها بحب حتي شعر هو الآخر بالنعاس فتمدد جوارها وآخذها بين أحضانه وغفي هو الآخر.
تململت علي الفراش وهي تشعر براحة لا تدري سببها حاولت أن تفتح عيناها وتحرك جسدها ولكن شعرت بيد قوية تكبل جسدها ارتعبت وفتحت عيناها سريعاً برعب ولكن سرعان ما أنمحي الرعب وحل محله اللهفة والفرحة أعتدلت سريعا وهي حاول إيقاظه وتضرب علي وجهه برفق .
فتحت عيناه بوهن لتقابل عيناه بخاصتها ابتسمت بفرحة وقالت:
-بيجاد رجعت إمتي يا حبيبي أنت هنا بجد ولا أنا بحلم ؟
إبتسم بحب وعقب:
-لأ مش بتحلمي يا تولا وأنا هنا فعلاً.
أتسعت إبتسامتها وتسألت:
-طيب ليه مقولتش أنك جاي ؟
تحدث بنوم:
-والله يا قلبي هي جت كده ما صدقت وصلت القاهرة وجيت علي هنا .
صقفت بطفولة وتسالت:
-يعني خلاص الموضوع ده خلص خلاص ومش هتسافر تاني ؟
ابتسم بسذاجة علي براءة زوجته وعقب:
-لأ يا قلبي مخلصش طبعاً هو يا دوب بدأ.
امتعض وجهها إبتسم بخفة وعقب:
-إهدي متقلقيش يا قلب بيجاد .
زفرت بحنق وقالت:
-مقلقش أزاي وانا شايفة القلق إلي أنت فيه ده أنا تعبت بجد من كل حاجة .
قلب عينيه بضجر وعقب:
-ايه يا تولا مش احنا أتكلمنا في الموضوع ده وقفلناه ؟
ردت بإيجاب:
-أيوة بس أنا خايفة عليك.
داعب شعرها برفق وعقب:
-متخافيش يا قلبي الي ربنا عايزه هيكون يا عمري متخفيش وبعدين ايه الي مخليكي نايمة كده يا قلبي أنتي مش بتنامي بالنهار أصلا ؟
ردت بحزن:
-مش بعرف أروح أنام لوحدي بالليل وانت مش موجود.
ابتسم بحب وغمز لها بخفة:
-اه يا قلبي أيوة بقي ايه الكلام الحلو ده بس يا قلبي كان فين من زمان لا أنا علي كده أقوم أسافر تاني طالما هسمع الكلام الحلو ده.
❈-❈-❈
ابتسمت بخجل وقالت:
-لأ متسافرش أنا مقدرش اعيش من غيرك.
ضمها بحب مقبلاً جبينها وعقب:
-ولا أنا أقدر أعيش غيرك أصلا ربنا يخليكي ليا أنتي وقلب بابا.
تسألت بإنتباه:
-صحيح هي حياة نامت ولا لسه صاحية ؟
رد بخفة:
-لأ هي بنتك بتنام أصلا يا حبيبتي.
ضربت علي جبينها بخفة ونهضت:
-طيب أنا هنا أجبها عشان متتعبش طنط.
امسكها من مرافقها وأجلسها مرة آخري:
-أقعدي يا قلبي ماما بتلعب معاها وأنا تعبان وعايز أنام وحبيبتي تعملي مساج براسي عشان الصداع ممكن ؟
إبتسمت بخفة وردت:
-ممكن يا حبيبي.
وضع رأسه علي فخذها وبدأت هي بوضع يدها بين خصلات شعره تداعبها برفق إلي أن وقع في ثبات عميق وظلت هي تتانله إلي أن غفت مرة آخري وهي تشعر براحة وأمان قد فارقوها بفراقه وردت برجوعه من جديد .
❈-❈-❈
يتحرك ذهاباً وإياباً بقلق شديد بينما يوسف يجلس على أحد المقاعد واضعاً راسه بين كفيه .
تحدث علي بقلق:
-هو ايه الأخبار جوه هما اتاخروا أوي صح يا يوسف ؟
رفع يوسف رأسه وحرك رأسه بلا:
-لأ متأخروش ولا حاجة كلام عاصم هيقلب الموازين من الأساس وهيفتح الدفاتر .
أومئ علي بتفهم وتسأل:
-بس ازاي عاصم ميعرفش حاجة زي دي ولا فكر يسأل ؟
عقب يوسف بإختصار:
-طول ما أنت جوه الدائرة مش هتعرف تنطق لكن طالما بعيد هتقدر تفكر .
تنهد علي بأسف وعقب:
-منك لله يا عامر يا زفت أنت السبب في كل المصايب دي كلها .
صمت يوسف قليلاً ثم استطرد قائلا:
-علي لو حابب تروح روح .
توقف علي وتسأل:
-أروح ليه ؟
تحدث يوسف بهدوء:
-يعني عشان عامر.
زفر بحنق وعقب:
-لأ طبعاً مش هروح أنا مش خايف يا يوسف.
غمغم يوسف بهدوء:
-عارف انك مش خايف يا علي بس عشان موقفك مع ابوك وأمك وموقفك معاهم.
تنهد علي بأسف وعقب:
-انا مع الحق يا يوسف كفاية عليا اوي كده مش هسيب عاصم
تاني مش هسيبه لوحده مهما يحصل كفاية فضل كول عمره لوحده حتي لو كلفني الأمر أني اخسر ابويا وامي هقف جنب الحق وبس.
أبتسم يوسف ونهض مربتا علي كتفه وعقب:
-راجل يا علي ربنا يبارك فيك وينصر الحق.
أمن علي علي دعائه:
-يارب يا يوسف يارب.
❈-❈-❈
جلس شادي جوار زوجته يتأمل طفله الصغير الغافي بين أحضانها.
تطلعت له عهد متسائلة:
-مالك يا شادي في حاجة ؟
إبتلع شادي ريقه وتحدث بحذر:
-بابا وماما وشريف ومراته جايين القاهرة .
أومئت بإيجاب:
-تمام وأيه المشكلة ؟
تحدث بإختصار :
-هما هيقعدوا كام يوم في شقتنا وهنقعد معاهم هما جايين يشوفوا محمد وحابين يقعدوا معاه ويشوفوه.
صمتت ولا تبدي أي تعبير.
تنهد بحزن وعقب:
-عارف إنك زعلانة منهم لكن إلي حصل حصل يا قلبي خلينا ننسي إلي فات ممكن عشان خاطري.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-ماشي يا شادي محمد ابنهم ومن حقهم يشوفوه يا حبيبي.
قبل جبينها برفق وعقب:
-ربنا يبارك فيكي يا عمري ويكملك بعقلك .
تحدثت بحذر:
-أيه رأيك نعزمهم يجوا يفضلوا هنا .
حرك رأسه سريعاً بلا:
-طبعا مينفعش أنا أصلا مش حابب وجودي هنا حاسس أني تقيل .
رمقته عهد معاتبه:
-ليه كده بس بتقول كده يا شادي هما بيحبوك وبيعتبروك واحد منهم.
رد شادي بلهفة:
-وأنا بعتبرهم اهلي والله بس أنا مش حابب أبقي تقيل علي حد متنسيش اني صعيدي بردوا وبعدين ما تنسيش احنا أتكلمنا في الموضوع ده قبل كده يا قلبي.
اومئت بإيجاب ورددت:
-ماشي يا حبيبي زي ما تحب.
❈-❈-❈
تجلس أمام التلفاز بضجر شديد غير عابئة بالحديث الدائر تحدث عدي بمشاغبة:
-ما اسكت الله لكي حس يا نورسيل ؟
رمقته نورسيل بنفاذ صبر:
-نعم يا عدي عايز ايه ؟
تنهد بنفاذ صبر:
-ايه يا بنتي هو أنا نطقت أصلا اهدي كده واهمدي.
زفرت بضجر وعقبت:
-يوه هو انت بتجر شكلي ليه ؟ خليك في حالك أو مع البطيخة بتاعتك.
رددت نايا بوهن:
-بقي أنا بطيخة حرام عليك يا نورسيل بكره أنتي كمان تبقي بطيخة.
تحدث عدي بدعابة:
-مع اني عندي خبر حلو ليكي.
رمقته بتهكم وعقبت:
-خبر ايه يعني يا أخويا يا ما جاب الغراب لأمه.
أشار عدي علي نفسه بإستهجان:
-نعم بقي أنا غراب ؟
ردت نورسيل بإستفزاز ……
يتبع…..
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
رواية وفاز الحب.
زينب سعيد القاضي.
الفصل الثامن والثلاثون.
❈-❈-❈
أتسعت عيناها تكاد تشعر أن قلبها سوف يخرج من بين ضلوعها فور سماعها صوته العذب الذي حفظته عن ظهر قلب هل عاد بالفعل أم أنا تتوهم تخشي أن يكون مجرد حلم وتستيقط منه أغمضت عيناها بألم وهي تتمنى داخل قلبها أن تكون حقيقة فتحت عيناها واستدارت إلي خلف ببكئ شديد ودقات قلبها تنبض بقوة تكاد تجزم أن من حولها إستمعوا لها لا محالة وها قد جاءت اللحظة الحازمة هو هنا بالفعل لا تتخيل ولا تتوهم بل هو أنامها ماثل أمام عيناها ظلت تتطلع له بأعين تشع فرح ولهفة لا تصدق أنه عاد بالفعل ويقف أمامها عامان لم تراه بهم ولم تسمع صوته ولكنه الأن أمامها كما تود أن تلقي نفسها بداخل أحضانه وتصرخ بإشتياق ظلت تتأمل ملامح وجهه التي لا تتغير ولكنها زادت صلابة عن زي قبل حركت عيناها كي تقابل خاصته لكن تفادها هو وتطلع إلي الجهة الآخري بغرور أغمضت عيناها واستدارت بجسدها مرة آخري إلي الأمام وهي تستمع الي سؤال القاضي.
تسأل القاضي بعدم فهم:
-أفندم حضرتك بتقول ايه ؟ جوزها الحقيقي ؟
ألتفت عاصم بنظراته تجاه عامر وتحدث بنبرة ذات معني:
-قصدي يا حضرة القاضي أني طليق مدام عليا .
قطب القاضي جبينه وتسأل:
-أمال ليه بتقول ان حضرتك جوزها الحقيقي ؟ أنت عايز بالظبط يا استاذ انت ؟
تحدث عاصم بإيجاز:
-لو مكنتش طلقتها بالإجبار من عامر كان زماني لسه جوزها يا سيادة القاضي.
تسأل القاضي بإستدارك:
-إكراه ؟
إستدار عاصم إلي عليا واستطرد قائلاً:
-أيوة يا يا سيادة القاضي إكراه من عامر أخويا.
صاح عامر بجنون:
-ايه إلي أنت بتقوله ده لا طبعاً يا فندم متصدقهوش ده كداب.
طرق القاضي بعنف وصاح بأمر:
-أنت هتسكت ولا تتحط في الحجز يا راجل أنت ؟
تحدث محامي عامر مدافعاً:
-هيكست يا فندم هو بس أنفعل من ادعاء دكتور عاصم عليه.
تطلع القاضي إلي عامر بريبة وتسأل:
-يعني أخوك بيكدب ؟
تحدث عامر مؤكدا:
-أيوة كداب ويا فندم هو ده الشخص الي كنت بحكي لحضرتك عنه عايزة ترجع ليه مرة تانية وجاي دلوقتي بكل وقاحة يقول الكلام الفارغ ده.
ألتفت القاضي إلي عاصم وتسأل:
-أيه أقوالك يا عاصم ؟ وايه إلي يأكد كلامك ؟
أخذ عاصم نفس عميق وتحدث بأسف:
-مفيش دليل علي كلامي بس هي دي الحقيقة فعلاً أنا طلقت عليا بإجبار من عامر أخويا لانه كان بيحبها وعايز يتجووها من قبلي يا فندم وحصل بينا خلاف واجبرني أني أطلقها.
❈-❈-❈
عاد القاضي بظهر إلي الخلف وتحدث بغموض:
-أنت عارف معني كلامك ده ايه ؟ وأن الجوزاة دي باطلة فعلاً ؟
تطلع القاضي إلي عامر واستطرد قائلاً:
-ايه رأيك في الكلام ده يا عامر ؟
غمغم عامر يتلاعب:
-كدب طبعاً يا فندم وإدعاء باطل يا سيادة القاضي أنا مولود بالغيب الخلقي ده وحالتي عارفها من زمان وراضي بيها وعارف أن مفيش امل اني أقدر اتجوز أو أخلف من الأساس يا فندم يبقي هحب وأعمل خططت ويوم لما أبص لواحدة وابقي عايز اتجوزها هبص لمرات أخويا وعرضه حضرتك ده كلام طبيعي ؟
تسأل القاضي بفضول:
-طيب ليه أتجوزتها طالما كلامهم غلط ؟
رد عامر بحزن مصطنع:
-يا فندم عاصم كان بيخون عليا وعشان كده أطلقت منه يا فندم هي دي الحقيقة وتقدر تسأل مدام عليا علي كده ومش بس كده في حاجة كمان مش هقدر أقولها أما بقي أتجوزتها ليه فهي بنت عمي وكان معاها طفل وحامل في التاني وأتجوزتها عشان خاطر أربي عيال أخويا يا فندم دول لحمي ودمي .
ألتفت القاضي إلي عليا وتسأل:
-أيه يا مدام عليا كلام عامر صح فعلاً ده سبب طلاقك من عاصم ؟
إستدارت عليا إلي عاصم بأعين دامعة واستطردت قائلة:
-لأ يا فندم.
أتسعت عين عامر بصدمة بينما إبتسم عاصم بثقة وهو يطالع عامر بتحدي بينما استطرد القاضي بإستعلام:
-طيب أيه سبب طلاقكم يا مدام عليا ؟
إبتعلت عليا ريقها وتحدثت بحذر:
-مش عارفة يا فندم عاصم رجع من الشغل في يوم وطلقني وبعدها بفترة لما ولدت عامر طلب يتحوزني وافقت بس من قبل ما نتجوز كان الاتفاق بينا أننا هنفضل أخوات وبعد ما أتجوزنا صارحني بحالته.
أومئ القاضي بتفهم وغمغم بإستفسار:
-طالما وقفتي علي ده قبل سابق ليه جاية دلوقتي عايزة تطلقي يا مدام عليا أيه الي جد بقي ؟ كلام عامر صح وفعلاً عايزة ترجعي لجوزك تاني ؟
حركت راسها بلا وقالت:
-لأ طبعاً يا فندم أنا عارفة ربنا وعارفة الحلال من الحرام وأكيد إستحالة أفكر في راجل تاني وأنا علي ذمة راجل.
❈-❈-❈
إبتسم الظابط بإستهزاء وعقب:
-مش لما تبقي علي ذمته فعلاً.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-مش فاهمة قصد حضرتك أيه يا فندم ؟
تنهد القاضي وعقب :
-لو كلام عاصم فعلاً صح وأن الطلاق تم بالإكراه لا يوقع .
ففي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: ولا يقع طلاق المكره، والإكراه يحصل إما بالتهديد أو بأن يغلب على ظنه أنه يضره في نفسه أو ماله بلا تهديد إكراها. انتهى.
وفي القوانين الفقهية لابن جزي المالكي: وأما من أكره على الطلاق بضرب أو سجن أو تخويف فإنه لا يلزمه عند الإمامين وابن حنبل خلافا لأبي حنيفة. انتهى. يقصد بالإمامين مالك والشافعي.
وقال ابن قدامة في المغني: فأما الوعيد بمفرده فعن أحمد فيه روايتان: إحداهما ليس بإكراه لأن الذي ورد الشرع بالرخصة معه هو ما ورد في حديث عمار وفيه أنهم أخذوك فغطوك في الماء. فلا يثبت الحكم إلا فيما كان مثله. والرواية الثانية أن الوعيد بمفرده إكراه. قال في رواية ابن منصور: حد الإكراه إذا خاف القتل أو ضربا شديدا وهذا قول أكثر الفقهاء، وبه يقول أبو حنيفة والشافعي لأن الإكراه لا يكون إلا بالوعيد. انتهى.
أما إذا كان الإكراه بحق فالطلاق نافذ، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 98035.
والله أعلم.
أكمل القاضي بثقة:
-يعني لو كلام عاصم صحة يبقي جوازك من عامر باطل يا ولو كان حصل ما بينكم حاجة كانت هتبقي زنا يعني حالة عامر كانت لطف من ربنا ليكي .
أتسعت عيناها بصدمة وتسألت بعدم إستيعاب:
-يعني أنا لسه مرات عاصم فعلاً ؟
أومئ بإيجاب:
-لو كلام عاصم صح فعلاً لكن لو كلامه غلط هنتجه الإتجاه الخطأ.
التفت إلي عاصم وتسأل:
-وحضرتك بقي كنت تعرف الموضوع ده ووافقت أنها تتجوز عادي ؟
حرك عاصم رأسه سريعاً بلا:
-لأ أنت لسه عارف ده امبارح بالليل يا فندم وسالت فيه شيخ قبل ما اجي هنا.
❈-❈-❈
تجلس تداعب حفيدتها برفق قاطعها رنين جرس الباب نهضت تفتح الباب تفاجأت بنجلها الحبيب.
ابتسمت بفرحة وقالت:
-بيجاد أنت هنا بجد يا حبيبي ولا أنا بحلم ؟
ضحك بيجاد بخفة وضم والدته مقبلاً جبينها بحب:
-لأ يا ست الكل مش بتحلمي حقيقية وأنا هنا قدامك يا قلبي.
آخذ طفلته. يقبلها بحب ويداعبها:
-قلب بابا وحشتيني أوي.
ولج إلي الداخل وجلس برفقة والدته وعيناه تدور في كل مكان.
ابتسمت بخفة وعقبت:
-عينك هتطلع من مكانها يا واد.
ابتسم بخفة:
-وحشتيني يا چيچي ووحشني كلامك.
غمزت بخفة وعقبت :
-يا سلام كل بعقلي حلاوة يا واد على العموم هي نايمة.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-نايمة ليه هي تعبانة ؟ ولا ايه ؟
حركت رأسها بلا:
-لأ يا حبيبي مفيش حاجة بس هي نامت شوية وسابت حياة معايا.
أومئ بتفهم وقبل جبين طفلته واعطاها إلي والدته ونهض:
-طيب أنا هطلع أريح شوية أنا كمان.
ابتسمت بتفهم:
-ماشي يا حبيبي.
تسأل يإنتباه:
-صحيح بابا وجدو فين ؟
ردت معقبة:
-خرجوا راحوا يزوراو عمتك.
أومئ بتفهم وعقب:
-تمام.
تسألت بإنتباه :
-صحيح أنت ما قولتش ليه إنك جاي وخلصت إلي كنتوا مسافرين عشانوا ؟
داعب خصلات شعره برفق وعقب:
-خلص ومخلصش.
ضمت حاحبيها بعدم فهم وتسألت:
-فزورة دي خلص ومخلصش ؟
تحدث بإختصار:
-هي فعلاً كده.
تسألت بعدم فهم:
-طيب وعاصم هناك لسه ؟
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ جه معانا.
تنهدت براحة وعقبت:
-طيب كويس وايه إلي هيحصل بعد كده ؟
زفر بضيق وقال:
-والله ما عارف يا امي هما ناويين علي أيه مش مرتاح للي جاي.
اومئت بإيجاب ورددت:
-طيب وعاصم فين ؟ قاعد فين معزمتش عليه يجي معاك ليه؟
إبتسم بيجاد ساخراً وعقب:
-راح المحكمة .
قطبت جبينها بعدم فهم:
-محكمة ليه ؟
رد بتوضيح:
-راح يحضر جلسة عليا وعامر .
رمقته بحيرة وتسألت:
-يحضر الجلسة ليه أنا مش فاهمة حاجة والله.
رفع كتفيه لأعلي وعقب:
-ولا أنا فاهم حاجة أصلا يلا هسيبك واطلع أنام محتاجة حاجة ؟
حركت رأسها بلا:
-لأ يا حبيبي سلامتك .
❈-❈-❈
فتح باب الجناح برفق وولج إلي الداخل وجدها تتمدد علي الفراش أغلق الباب بحذر وتحرك صوبها علي أطراف أصابعه كي لا تستيقظ جلس علي طرف الفراش يتأملها بحب حتي شعر هو الآخر بالنعاس فتمدد جوارها وآخذها بين أحضانه وغفي هو الآخر.
تململت علي الفراش وهي تشعر براحة لا تدري سببها حاولت أن تفتح عيناها وتحرك جسدها ولكن شعرت بيد قوية تكبل جسدها ارتعبت وفتحت عيناها سريعاً برعب ولكن سرعان ما أنمحي الرعب وحل محله اللهفة والفرحة أعتدلت سريعا وهي حاول إيقاظه وتضرب علي وجهه برفق .
فتحت عيناه بوهن لتقابل عيناه بخاصتها ابتسمت بفرحة وقالت:
-بيجاد رجعت إمتي يا حبيبي أنت هنا بجد ولا أنا بحلم ؟
إبتسم بحب وعقب:
-لأ مش بتحلمي يا تولا وأنا هنا فعلاً.
أتسعت إبتسامتها وتسألت:
-طيب ليه مقولتش أنك جاي ؟
تحدث بنوم:
-والله يا قلبي هي جت كده ما صدقت وصلت القاهرة وجيت علي هنا .
صقفت بطفولة وتسالت:
-يعني خلاص الموضوع ده خلص خلاص ومش هتسافر تاني ؟
ابتسم بسذاجة علي براءة زوجته وعقب:
-لأ يا قلبي مخلصش طبعاً هو يا دوب بدأ.
امتعض وجهها إبتسم بخفة وعقب:
-إهدي متقلقيش يا قلب بيجاد .
زفرت بحنق وقالت:
-مقلقش أزاي وانا شايفة القلق إلي أنت فيه ده أنا تعبت بجد من كل حاجة .
قلب عينيه بضجر وعقب:
-ايه يا تولا مش احنا أتكلمنا في الموضوع ده وقفلناه ؟
ردت بإيجاب:
-أيوة بس أنا خايفة عليك.
داعب شعرها برفق وعقب:
-متخافيش يا قلبي الي ربنا عايزه هيكون يا عمري متخفيش وبعدين ايه الي مخليكي نايمة كده يا قلبي أنتي مش بتنامي بالنهار أصلا ؟
ردت بحزن:
-مش بعرف أروح أنام لوحدي بالليل وانت مش موجود.
ابتسم بحب وغمز لها بخفة:
-اه يا قلبي أيوة بقي ايه الكلام الحلو ده بس يا قلبي كان فين من زمان لا أنا علي كده أقوم أسافر تاني طالما هسمع الكلام الحلو ده.
❈-❈-❈
ابتسمت بخجل وقالت:
-لأ متسافرش أنا مقدرش اعيش من غيرك.
ضمها بحب مقبلاً جبينها وعقب:
-ولا أنا أقدر أعيش غيرك أصلا ربنا يخليكي ليا أنتي وقلب بابا.
تسألت بإنتباه:
-صحيح هي حياة نامت ولا لسه صاحية ؟
رد بخفة:
-لأ هي بنتك بتنام أصلا يا حبيبتي.
ضربت علي جبينها بخفة ونهضت:
-طيب أنا هنا أجبها عشان متتعبش طنط.
امسكها من مرافقها وأجلسها مرة آخري:
-أقعدي يا قلبي ماما بتلعب معاها وأنا تعبان وعايز أنام وحبيبتي تعملي مساج براسي عشان الصداع ممكن ؟
إبتسمت بخفة وردت:
-ممكن يا حبيبي.
وضع رأسه علي فخذها وبدأت هي بوضع يدها بين خصلات شعره تداعبها برفق إلي أن وقع في ثبات عميق وظلت هي تتانله إلي أن غفت مرة آخري وهي تشعر براحة وأمان قد فارقوها بفراقه وردت برجوعه من جديد .
❈-❈-❈
يتحرك ذهاباً وإياباً بقلق شديد بينما يوسف يجلس على أحد المقاعد واضعاً راسه بين كفيه .
تحدث علي بقلق:
-هو ايه الأخبار جوه هما اتاخروا أوي صح يا يوسف ؟
رفع يوسف رأسه وحرك رأسه بلا:
-لأ متأخروش ولا حاجة كلام عاصم هيقلب الموازين من الأساس وهيفتح الدفاتر .
أومئ علي بتفهم وتسأل:
-بس ازاي عاصم ميعرفش حاجة زي دي ولا فكر يسأل ؟
عقب يوسف بإختصار:
-طول ما أنت جوه الدائرة مش هتعرف تنطق لكن طالما بعيد هتقدر تفكر .
تنهد علي بأسف وعقب:
-منك لله يا عامر يا زفت أنت السبب في كل المصايب دي كلها .
صمت يوسف قليلاً ثم استطرد قائلا:
-علي لو حابب تروح روح .
توقف علي وتسأل:
-أروح ليه ؟
تحدث يوسف بهدوء:
-يعني عشان عامر.
زفر بحنق وعقب:
-لأ طبعاً مش هروح أنا مش خايف يا يوسف.
غمغم يوسف بهدوء:
-عارف انك مش خايف يا علي بس عشان موقفك مع ابوك وأمك وموقفك معاهم.
تنهد علي بأسف وعقب:
-انا مع الحق يا يوسف كفاية عليا اوي كده مش هسيب عاصم
تاني مش هسيبه لوحده مهما يحصل كفاية فضل كول عمره لوحده حتي لو كلفني الأمر أني اخسر ابويا وامي هقف جنب الحق وبس.
أبتسم يوسف ونهض مربتا علي كتفه وعقب:
-راجل يا علي ربنا يبارك فيك وينصر الحق.
أمن علي علي دعائه:
-يارب يا يوسف يارب.
❈-❈-❈
جلس شادي جوار زوجته يتأمل طفله الصغير الغافي بين أحضانها.
تطلعت له عهد متسائلة:
-مالك يا شادي في حاجة ؟
إبتلع شادي ريقه وتحدث بحذر:
-بابا وماما وشريف ومراته جايين القاهرة .
أومئت بإيجاب:
-تمام وأيه المشكلة ؟
تحدث بإختصار :
-هما هيقعدوا كام يوم في شقتنا وهنقعد معاهم هما جايين يشوفوا محمد وحابين يقعدوا معاه ويشوفوه.
صمتت ولا تبدي أي تعبير.
تنهد بحزن وعقب:
-عارف إنك زعلانة منهم لكن إلي حصل حصل يا قلبي خلينا ننسي إلي فات ممكن عشان خاطري.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-ماشي يا شادي محمد ابنهم ومن حقهم يشوفوه يا حبيبي.
قبل جبينها برفق وعقب:
-ربنا يبارك فيكي يا عمري ويكملك بعقلك .
تحدثت بحذر:
-أيه رأيك نعزمهم يجوا يفضلوا هنا .
حرك رأسه سريعاً بلا:
-طبعا مينفعش أنا أصلا مش حابب وجودي هنا حاسس أني تقيل .
رمقته عهد معاتبه:
-ليه كده بس بتقول كده يا شادي هما بيحبوك وبيعتبروك واحد منهم.
رد شادي بلهفة:
-وأنا بعتبرهم اهلي والله بس أنا مش حابب أبقي تقيل علي حد متنسيش اني صعيدي بردوا وبعدين ما تنسيش احنا أتكلمنا في الموضوع ده قبل كده يا قلبي.
اومئت بإيجاب ورددت:
-ماشي يا حبيبي زي ما تحب.
❈-❈-❈
تجلس أمام التلفاز بضجر شديد غير عابئة بالحديث الدائر تحدث عدي بمشاغبة:
-ما اسكت الله لكي حس يا نورسيل ؟
رمقته نورسيل بنفاذ صبر:
-نعم يا عدي عايز ايه ؟
تنهد بنفاذ صبر:
-ايه يا بنتي هو أنا نطقت أصلا اهدي كده واهمدي.
زفرت بضجر وعقبت:
-يوه هو انت بتجر شكلي ليه ؟ خليك في حالك أو مع البطيخة بتاعتك.
رددت نايا بوهن:
-بقي أنا بطيخة حرام عليك يا نورسيل بكره أنتي كمان تبقي بطيخة.
تحدث عدي بدعابة:
-مع اني عندي خبر حلو ليكي.
رمقته بتهكم وعقبت:
-خبر ايه يعني يا أخويا يا ما جاب الغراب لأمه.
أشار عدي علي نفسه بإستهجان:
-نعم بقي أنا غراب ؟
ردت نورسيل بإستفزاز ……
يتبع…..
الفصل التاسع والثلاثون
عاد من الخارج حاملاً أكياس بلاستيكية بها طعام جاهز وضع مفاتيحه علي الطاولة وإتجه غرفة النوم وفتح الباب بالمفتاح ودخل.
وجدها نائمة على الفراش بعد أن قامت بتغيير ملابسها بملابس آخري والطعام كما هو لم تمسسه تنهد بآلم ووضع ما بيده علي الطاولة وإتجه لها يهزها برفق.
هي لم تكن نائمة من الأساس بل كانت مستيقظة ولكن ما أن إستمعت صوت الباب يفتح أغلقت عيناها فآخر ما ترغب في رؤيته الأن هو.
فتحت عيناها بضيق ولم تتحدث قال هو ببرود:
-مفطرتيش ليه ؟
ردت بإقتضاب:
-خد الأكل وأطلع بره عشان مش واكلة حاجة.
زفر بحنق وعقب:
-الأكل ملوش علاقة ثانياً إلي في بطنك ده محتاج يأكل.
لم تتمالك نفسها ودخلت في نوبة ضحك حتي أدمعت عيناها:
-بجد ؟ أنت خايف عليه للدرجادي ؟ طيب مش لما يبقي إبن أخرج يا شادي أطلع بره لاني آخر حاجة عايزة أشوفها في حياتي هو وشك.
كما ألمه حديثها ولكن تظاهر بالامبالاة:
-أنا خارج الأكل في الشنطة حابة تاكيدلي براحتك مش حابه بردوا براحتك.
غادر وتركها تطلعت هي في أثره بإنكسار فهو كسرها فهي الأن كالشاه المزبوحة ويا للعجب فحبيبها هو من فعل ذلك دون رأفة بها أو دون أن يزرف دمعة واحدة عليها.
وضعت يدها فوق أحشائها بآلم :
-شوفت أبوك عمل فينا أيه سامحني يا أبني لكن مش هقدر أسيبك عايش بعد لما أتهمني بالخيانة مبقاش ينفع حاجة تربطنا سوا….
في الخارج.
جلس على الأريكة واضعاً رأسه بين كفيه يكاد أن يجن من كثرة التفكير لكن وقف مرة آخري بصدمة ما أن وصل عقله إلي نقطة معينة أن من المحتمل أن يكون هذا الطفل طفله بالفعل فماذا عليه أن يفعل وقتها فهو خسر عهد للأبد لا محالة.
لكن لها هو أن يتركها فقد وقع أسير بحبها وطفله الذي إنتظره قليلا لن يتركهم سيفعل كصاري جهده كي يسترجعهم إليه من جديد ، ولكن إن كانت كاذبه وقتها لن يرحمها هي وذاك الخسيس وسيقتلهم بيدي لا محالة لآخذ طاره منهم ويغسل عاره…
❈-❈-❈
تقف أمام باب الجناح فاردة ذراعيها مانعة إياه من الخروج والآخر يقف قابلتها مصدوم من رد فعلها.
صاحت برفض:
-أنسي يا يوسف مفيش خروج من هنا غير لما السلوعة دي تمشي.
هز رأسه بيأس وقال بمهدنة:
-نور حبيبتي بطلي هبل وخلينا ننزل نتعشي معاهم.
دبت علي الارض بغيرة :
-لأ يعني لأ أنسي لما تمشي .
رمقها ساخرا وهتف متهكما:
-بجد ؟ أنتي هبلة يا نورسيل هفضل أنا محبوس لغاية ما تمشي يعني شهرين تلاتة ويمكن أكتر!
جحظت عين الآخري مرددة بعدم إستيعاب:
-بتهزر صح ؟ أكيد بتهزر هي مش يومين وتمشي ؟
ضحك بخفة وعقب:
-يومين وتمشي أيه يا قدري هي جاية من طنطا لا طبعا هتقعد شوية.
مطت شفتيها بحيرة وربعت ساعديها فوق صدرها مرددة بتحدي:
-طيب بص بقي يا يوسف جول ما البت دي تحت إنسي إنك تقعد تحت لإما هنا في الجناح معايا لإما هتروح شغلك الصبح بدري من غير فطار حتي وأنا هوصلك للعربية بايدي أما غير كده أنسي.
هز رأسه بإيجاب:
-أنتي بتهزري صح ؟ نورسيل بطلي جنان يا ماما وعديني يلا بلاش هبل.
رمقته بتحدي وقالت:
-لو نزلت تحت أنسي إنك تقرب مني يا يوسف.
رمقها بصدمة كبيرة وقال:
-أنتي بتهدديني ؟ يظهر أني دلعتك أوي وهتسوقي فيها .
إقترب منها وأمسك زراعها بقسوة وأزاحها من أمام الباب وردد بإستحقار:
-كل يوم بتثبتي ليا إني كنت غبي لما حبيتك يا نورسيل.
إقتربت منه بلهفة وأمسكت يده برجاء:
-أسفة والله ما كنت أقصد يا يوسف صدقني أنا غيرانة عليك والله مش هقدر أشوفها وهي قاعدة عينها عليك حس بيا.
رمقها ساخرا وتمتم بأسف:
-بجد ؟ نورسيل أنتي مش واخدة بالك إنك بتهدديني ؟
رددت بلهفة:
-أسفة والله العظيم أسفة مش هعمل كده تاني بس عشان خاطري بلاش تنزل.
تنهد بضيق وقال :
-مينفعش منزلش يا نور فضلت محبوس هنا طول النهار عشان جنانك ده أكتر من كده مش هيحصل لازم انزل مكتبي محتاج أخلص شغلي وكمان أمي هتقلق عليا وبعدين معني كلامك ده إنك مش واثقة فيا وفاكرة أني هبص ليها ؟
هزت رأسها سريعاً نافية :
-لأ أنا واثقة فيك أنت إنك مش هتفكر تبص ليها لكن الصفراء دي هتفضل تبحلق فيك وممكن تنشنا عين ونتخانق.
تمتم ساخرا:
-مش محتاجة يا روحي تتنشي عين أنتي مش بتعملي حاجة غير تتخانقي أصلاً.
عضت علي شفتيها بخجل:
-خلاص بقي ميبقاش قلبك أسود.
ضحك بعدم تصديق وهو يشير إلي نفسه:
-بجد ! أنا قلبي أسود يا شيخة أنا ليا الجنة عشان مستحملك أصلاً.
وضعت يدها في خصرها ورددت بدلال:
-مهما تقول يا بيبي عارفة أنه من وراء قلبك وأني قاعدة علي قلبك ومربعة كمان.
ضحك بخفة وعقب:
-جبتي الثقة دي منين بقي ؟
وضعت يدها علي قلبه ورددت بحب :
-عشان قلبك ده بيدق ويقول نورسيل نورسيل.
ضحك بخفة وضم خصرها بتملك وردد بهمس وهو يضع يده فوق قلبها:
-وقلب حبيبي بيقول ايه ؟
ردت بخجل وهمس مماثل:
-بيقول بحبك يا يوسف.
هتف بهمس :
-وأنا بعشقك يا قلب يوسف غمضي عينك ؟
رمقته بحيرة ردد بإصرار:
-غمضي بس.
أغمضت عيناها وهي في حيرة من أمره وفي لمح البصر إبتعد عنها وفتح باب الغرفة وركض للخارج.
فتحت عيناها بصدمة ودبت علي الأرض بطفولة :
-بقي كده يا يوسف صبرك عليا يا إبن صفاء خرجت خلفه وهي تتوعد له .
❈-❈-❈
هبط الدرج بحث بعينه حتي وجد والدته تجلس بمفردها أمام التلفاز إتجه لها مقبلاً جبينها بحب:
-أخبارك يا ست الكل ؟
إبتسمت صفاء برضا:
-بخير يا حبيبي طول ما أنت بخير.
جلس بجوارها مرددا بحيرة :
-هو فين الناس ؟
ردت بتوضيح:
-عدي ونايا عند الدكتور وعهد سافرت مع جوزها يغيروا جو وعليا مجتش النهاردة.
أومئ بتفهم وعقب متسائلاً:
-وإيمي فين ؟
لا والله وبتسال عنها كمان ؟
نطقتها نورسيل بغيرة :
هز رأسه بيأس وقال:
-تعالي اقعدي يا حبيبتي ربنا يهديكي.
جلست جواره مرددة بضيق:
-ممكن أعرف بتسأل عنها ليه ؟
رد بقلة صبر:
-ضيفة في بيتي لازم اطمن عنها.
تحدثت صفاء بحنان:
-إهدوا يا ولاد عموماً هي بره مع صحابها لسه وهتبات عند واحدة صاحبتها.
تنهدت نورسيل براحة:
-الحمد لله.
نظر يوسف إلي والدته بإستنكار:
-تبات فين معلش يا أمي أتجننت ولا أيه ؟ صاحبتي مين دي كمان ؟
ردت نورسيل باندفاع:
-وحضرتك محموق كده ليه أن شاء الله ؟
رمقها بتحذير:
-تعرفي تسكتي دي يا هانم أمانة في بيتي يعني اي حاجة تحصل لها أنا المسؤول.
صفاء بتهدئه:
-إهدي يا حبيبي وأطمئن هي هتبات عند مريم بنت خديجة صاحبتي أطمئن بقي.
تنهد براحة:
-تمام.
نهضت صفاء :
-أنا هقوم أحضر العشاء.
تحدثت نورسيل:
-لأ خليكي أنتي يا ماما هروح أنا.
إبتسمت صفاء بحنان:
-ماشي يا حبيبتي.
تطلع إلي والدته بحيرة:
-ماما من إمتي ؟
إبتسمت صفاء بفرحة:
-النهاردة الصبح يا حبيبي .
هز رأسه متفهما:
-أه ياريتك جيتي من زمان يا إيمي .
ضحكت صفاء بخفة:
-اه لو سمعتك هتجنن .
نظر إلي والدته ساخراً:
-هي لسه مستنية جنان هي مجنونة خلقه.
مين دي إلي مجنونة ؟
قالتها نوسيل بتعجب:
نظرت صفاء إلي يوسف وانفجروا ضاحكين شهقت عندما إستعابت:
-أنا مجنونة ؟
نهض يوسف وضحك بخفة:
-لا يا قلبي أنتي عاقلة العاقلين متقوليش علي نفسك كده.
رمقته بتوعد:
-ماشي يا يوسف باشا هعديها بمزاجي.
عاد عدي ونايا بعد قليل وجلسوا سويا يتناولوا العشاء وبعدها خرجوا إلي الحديقة وبرفقتهم صفاء يتناولون التسالي سويا حتي إنتصف الليل وصعدوا إلي غرفهم.
❈-❈-❈
في الصعيد…
في منزل سالم الشافعي تحديدا علي طاولة الطعام يجلس سالم يترأس الطاولة وعلي يمينه وصفية وعلي يساره شريف وجواره حنين.
تحدثت وصفية بحنان:
-أيه يا بتي مش ناوية تروحي للحكيمة ؟
ردت حنين بإبتسامة:
-لأ هروح بإذن الله يا ماما.
هتفت وصفية بلهفة:
-ميتي ؟
نظرت إلي زوجها بحيرة:
-لما شريف يفضي.
تطلع لها بإنتباه:
-وه وجت ما أنتي عايزة تروحي أفضي ونروح هو أنا عندي اغلي منيه أطمن عليه.
إبتسم سالم بهدوء:
-ربنا يكملك بخير يا بتي .
أمنت وصفية علي دعائه:
-يارب يا حاچ ويرزجك أنتي كومان يا عهد يا مرت والدي.
إمتعض وجه شريف بضيق وتحدث ساخرا:
-شكلها أرض بور الجوازة المنجدلة دي.
رمقته وصفية بعتاب:
-تف من خاشمك يا ولدي ده بت زي العسل تخش الجلب ربنا يبارك فيها ويرزجها بالخلف الصالح.
زفر بحنق:
-خلاص يا أماي مغلطش في البخاري أني.
هز والده رأسه بيأس:
-ربنا يهديك يا ولدي وينور بصيرتك.
❈-❈-❈
مرت اليومين التاليين بسرعة البرق علي البعض وبالبطئ الثقيل علي البعض الآخر.
عند نورسيل ويوسف لا تنفك نورسيل عن مشاغبة يوسف والدلال والرقة أمام إيمي التي تستشيظ غضبا منها ولكن تظهر العكس .
رغم غضب يوسف منها في أوقات كثيرة لكن يعجبه غيرتها ودلالها عليه كثيراً.
أما عدي ونايا عصافير الكناريا فعدي لا يترك فرصة دون أن يسعد بها نايا يعوضها عن كل ما مرة به في السابق ..
في صباح يوم جديد…..
يقف يوسف أمام المرأة يغلق أزرار قميصه ويمشط خصلات شعره بالفراشة ونورسيل تقف خلفه وتحمل جاكيت البدلة.
ألتفت لها متسائلاً:
-مالك يا قلبي في أيه ؟
ردت بحزن:
-أنت لسه تعبان المفروض ترتاح .
إبتسم بتفهم وقال :
-أطمني يا حبيبتي أنا بخير ولازم أروح الشغل أظبط الدنيا واخد أجازة ونسافر أي مكان نقضي شهر العسل أيه رأيك ؟
إبتسمت بفرحة :
-موافقة طبعا.
ضحك بخفة :
-طيب ممكن حبيبي يربط ليا الكراڤته والچاكيت ؟
ردت بحماس :
-أكيد.
ربطت له الكرافت وساعدته علي إرتداء چاكيت بدلته وتوجهوا سويا الي الآسفل متشابكي الأيدي.
ألقوا الصباح علي الجميع وجلسوا برفقتهم.
ردد عدي :
-بردوا مصمم تنزل الشغل يا يوسف ؟
أجاب يوسف بعملية :
-كفاية أوي أنا زهقت من القاعدة.
هز عدي رآسه بتفهم:
-علي راحتك.
ألتفت الي زوجته التي تقلب في طعامها ولا تأكله وردد بقلق:
-آيه يا قلبي مش بتأكلي ليه ؟
ردت نايا بوهن:
-مليش نفس أكل .
هتف بقلق:
-تحبي نروح للدكتورة ؟
حركت رأسهت بلا:
-لا يا حبيبي مفيش داعي.
ردت صفاء بحنان:
-متقلقش يا حبيبي ده طبيعي في الشهور الآولي.
صمت قليلا وردد بحماس:
-أيه رأيك تيجي معايا الشركة تغيري جو ؟
نظرت له بفرحة وقالت:
-بجد ينفع ؟
هز رأسه مؤكدا:
-أه يا قلبي ينفع قومي أجهزي يلا.
نهضت بحماس متجهة لأعلي تحدث هو :
-هي شكلها مخنوقة ومش حابب أسيبها لوحدها.
أومئ صفاء بتفهم:
-تمام يا حبيبي.
ضحك يوسف بخفة:
-أظن لما تيجي معاك هتتخنق أكتر أكيد وأنت سايبها بتشتغل.
غمز عدي له بخفة:
-يا سيدي متقلقش هشتغل شوية وأقعد معاها شوية.
هتفت نورسيل بدلال:
-حبيبي ممكن أجي معاك ؟
هز رأسه نافيا وقال بإستفزاز :
-لأ يا قلبي مش هينفع أنا عندي عملاء داخلين خارجين فمش هينفع .
إمتعض وجهها وصممتت.
بينما ضحكت إيمي بشماته وقالت برقة:
-چو أنا كنت حابة أنزل أتدرب شوية ممكن ؟
رد يوسف بعملية:
-تمام عدي هيظبط ليكي الدنيا.
صقفت بحماس :
-تمام هطلع اجهز وأركب معاك.
تحدث يوسف بحزم:
-لأ هتروحي مع السواق أنا مش فاضي يلا بعد أذنكم.
نهض يوسف وكذلك نورسيل وهي تبتسم بسعادة وقفوا عند الباب ورددت بفرحة:
-علي قد ما أنا زعلامة إنك مش هتاخدني علي قد ما أنا فرحانة فيها الصراحة.
ضحك بمرح :
-حبيبي الشرير غصب عني فعلا مقدرش اخدك معايا وحاليا الفترة دي عدي غيري.
أومئت بتفهم وهتفت بدلا وهي تتلاعب في أزرار بدلته :
-طيب ممكن حبيبي ميتأخرش عليا ويجبلي شيبسي وهو جاي؟
أشار بإصبعه علي كلتا عينيه وقبل يدها برقة:
-عيوني يا قلب حبيبك يلا سلام.
تحرك من أمامها ورددت بإبتسامة:
-سلام ربنا يحفظك ليا يا حبيبي ياااارب
❈-❈-❈
هبطت نايا الدرج مرتدية دريس رقيق باللون الكافيه وبحزام أبيض من عند الخصر وإرتدت حجاب بسيط باللون الأبيض وحقيبه وجزمة من اللون الأبيض.
أطلق عدي صفيرا ما أن رأها وإتجه لها مرددا بإنبهار:
-أيه الجمال والشياكة دي يا قلبي ؟
إبتسمت بخجل ورددت بصدق:
-أنت إلي عينك حلوة يا حبيبي عشان كده بتشوف كل حاجة حلوة.
قبل يدها بحب:
-ربنا يخليكي ليا روح قلبي جاهزة نمشي ؟
أومئت بخفة :
-جاهزة.
إقتربت نايا مرددة بحنان رغم انهم لا يتحدثوا كالسابق ولكنهم أخوة مهما فرقهم الزمن :
-خدي بالك من نفسك يا نايا .
ردت بإبتسامة:
-حاضر يا حبيبتي.
تحدثت نايا متسائلة :
-نفسك في اي أكلة أعملها ليكي ؟
هتفت نايا بتلذذ :
-بصراحة نفسي في حواوشي وكريب من بتوعك ينفع تعملي ليا ؟
أجابت نورسيل بلهفة:
-عيوني حاضر وهشوي كمان كفته عشان خاطر عيونك.
ردد عدي بحماس:
-وشوية سلاطات وبطاطس بقي وسلطة بابا غنوج عشان يوسف بيحبها ونقعد ناكل في الجنينة .
إبتسمت نورسيل وقالت:
-تمام هستأذن ماما وأجهز الأكل .
ضمتها نايا بحب :
-ربنا يخيليكي ليا يا حبيبتي .
ربتت نورسيل عليها برفق :
-ويخليكي ليا يا حبيبتي خدي بالك من نفسك.
ردت نايا بفرحة:
-حاضر يا حبيبتي.
ضم عدي خصر نايا بحنان وقال:
-يلا سلام عليكم.
ردت نورسيل بإبتسامة:
-وعليكم السلام.
ذهبت نورسيل الي صفاء وأستأذنت منها بشأن الطعام ووقفت الآخري علي الفور علي آن تقلل من التوابل والبهاراتمن أجل يوسف ونايا.
❈-❈-❈
حمل صينية الإفطار ودلف داخل الغرفة وظهر علي وجهه الإمتعاض فهي لم تتناول أي شئ في جوفها منذ ثلاثة أيام وها هي النتيجة وجهها شاحب اللون .
وضع الطعام علي الطاولة وتحدث بإمتعاض:
-ممكن أفهم مش بتاكلي ليه ؟
لم تعيره انتباه مما جعله يردد بغضب :
-ماشي براحتك علي العموم أنا رايح أجيب التحاليل وقتها بقي يبقي لينا كلام تاني سلام.
تحرك وغادر الغرفة وقام بإغلاقها بالمفتاح وغادر سريعا الي معمل التحاليل وقلبه يسابق الريح.
تطلعت هي في آثره بحسرة ووضعت يدها علي جنينها بأسف:
-سامحني بس مش هقدر.
تمالكت حالها ونهضت بوهن وصعدت فوق الفراش كي تقز وتجهض هذا الطفل…..
❈-❈-❈
وصل بسيارته الي معمل التحاليل وهبط منها وهو يشعر برجفة وقشعريرة تسري بثائر جسده .
صعد الي الأعلي وتحدث الي موظف الاستقبال بثبات نوعا ما :
-سلام عليكم ورحمة الله في تحاليل بإسم شادي سالم الشافعي.
تحدث الموظف بعملية :
-ثانية واحدة هشوفها لحضرتك .
هز رأسه بتفهم:
-تمام.
بدأ الموظف في البحث عن التحاليل حتي وجد ضالته :
-آهو آتفضل يا فندم.
إبتلع شادي ريقه بصعوبة وقال:
-ممكن أعرف نتيجة التحاليل ؟
تحدث الموظف :
-أكيد طبعا آخذ الموظف التحاليل وفتحها وقال …….
يُتبع..
الفصل الأربعون
وقفت فوق الفراش بجسد هزيل من قلة الطعام والشراب وضعت يدها فوق أحشائها بكسرة :
-سامحني يا قلب ماما سامحني مقدرش أجيب في الدنيا وليك أب زي ده أتمني أموت معاك ونبقي مع بعض في الجنة سامحني.
قفزت آول مرة من فوق الفراش الي الأسفل بعنف وأنحنت بجسدها أرضا ولم تقدر علي النهوض مرة آخري من كثرة الآلم في ظهرها وبطنها لم تجد سوي أن تتمدد علي الأرض تأن بآلم .
حتي شعرت بسائل لازج يسيل على قدميها رفعت رأسها تري ما هذا تفاجأت بسيل من الدم ينزل منها بغزارة أغمضت عيناها وهي تضم أحشائها بإنكسار حتي وقعت في غيمة سوداء...
❈-❈-❈
إبتلع شادي ريقه بصعوبة وقال:
-ممكن أعرف نتيجة التحاليل ؟
تحدث الموظف :
-أكيد طبعا آخذ الموظف التحاليل وفتحها وقال بإبتسامة التحاليل مظبوطة يا أفندم إيجابية.
تطلع له شادي بصدمة وردد بعدم إستيعاب:
-أنت بتقول أيه إجابية أزاي؟
هتف الموظف بحيرة :
-إيجابية يعني حضرتك تقدر تخلف .
رمقه شادي بصدمة هو يعلم هذا لكن كيف هو قام بعمل التحاليل هنا في السابق وأثبتت أنه لا يمكنه الإنجاب من الأساس لعيب خلقي منذ الولادة.
أخذ التقارير الطبية وغادر سريعا متجها لإحدي اطباء الذكورة والعقم يجب أن يتأكد من صحة هذا الحديث فلو حديثه صحيح فهذا يعني خسارته عهد للأبد وطفله الذي ينبت بأحشاءها كم جميلة كلمة طفله ظن أنه لم ينطقها بحياته لكن ها قد نطقها.
وصل بسيارته أمام المركز الطبي وهبط منه سريعا متجها لأعلي دفع أموال كثيرة كي يستطيع أن يدلف الي الطبيب.
في غرفة الطبيب.
ردد الطبيب بعملية :
-خير يا أستاذ شادي ايه مشكلة حضرتك ؟
تحدث شادي بالم :
-من سنتين عملت تحاليل إنجاب أثبتت أني عقيم لعيب خلقي ناشئ عن الولادة وحاليا عدت التحاليل طالع طبيعي.
الدكتور أخذ منه التقارير وبدأ يتفحصها بعملية وقال:
-التحاليل طبيعية جدا فعلا تقدر تخلف في أي وقت طيب ليه عملت التحاليل كنت ماشي علي علاج مثلا ؟
هز رأسه نافيا :
-لأ أنا مكنتش متابع مع دكتور أصلا.
تحدث الطبيب بحيرة :
-طيب حضرتك كنت بتشتكي من أيه وعلي أساسها عملت التحاليل ؟ في مشاكل في حياتك الزوجية مثلا؟
رد شادي بتوضيح:
-لا هي مراتي لما فضلنا سنة من غير حمل اقترحت نعمل تحاليل.
حك الطبيب جبينه بحيرة:
-طيب فين تحاليل المدام ؟
تنهد شادي وقال :
-هي معملتش تحاليل لان أن كان ليا تواءم وبعدها أنفصلنا بعدها بس انا أتجوزت بعدها وبردوا محصلش حمل وإنفصلنا وحاليا متجوز ومراتي حامل.
أومئ الطبيب بتفهم:
-عدت التحاليل عشان شاكك أن الطفل مش إبنك صح كده ؟
هز رأسه بإيجاب :
-أيوة.
تحدث الطبيب بمهنية:
-بص يا أستاذ شادي التحاليل دي إيجابية مية في المية والمعمل ده ثقة فعلا نتايجه بثق فيها يعني حضرتك تقدر تخلف في أي وقت ثانيا بها والأهم حضرتك عشان تعمل التحاليل دي تكونوا روحتوا لدكتور نساء وتوليد ويطلب منكم أنتوا الأتنين تعملوا التحاليل دي وقتها بتتعمل.
ردد بعدم فهم :
-قصد أن التحاليل بتاعتي كان غلط ؟
أومئ الطبيب بعملية وقال:
-الموضوع في حاجة غلط ولغز تقدر توصله عن طريق طليقتك طيب زوجتك التانية كانت عارفة إنك مش بتخلف ؟
هز رأسه مؤكدا :
-أيوة لأنها كانت صاحبتها وأحنا كنا متجوزين في السر.
ضحك الطبيب بخفة :
-طيب كده الرؤية بانت طالما متجوزين في السر اكيد مش هتبقي حابة يحصل حمل عشان ميتفضحش أمرها بالنسبة ليا حضرتك تقدر تخلف روح أفرح بإبنك وأحمد ربنا وحاول توصل لحل .
إبتسم شادي براحة من حديثه هذا الطبيب نهض وردد بعرفان:
-شكرا لحضرتك بجد وعلي كلامك .
إبتسم الطبيب بخفة:
-ولا شكرا ولا حاجة روح شوف مراتك يلا وافرح .
إبتسم بفرحة وغادر .
قاد سيارته متجها الي مكان ما كي يقطع الشك باليقين….
❈-❈-❈
تجلس علي الأريكة تتابع زوجها الذي يتابع عمله علي المكتب نهضت وإتجهت إليه ووقفت جواره .
ألتفت لها بإبتسامة وقال:
-أيه حبيبي زهق ولا أيه ؟
غمغمت نافية :
-لأ يا حبيبي جيت أفترج عليك.
ضحك بخفة:
-تتفرجي عليا طيب أقعدي طيب إرتاحي .
هزت رأسها بلا وقالت:
-لا مش هعرف أشوف.
تراجع بمقعده الي الخلف وأجلسها فوق قدمه شهقت بخجل من فعلته:
-أنت عملت أيه سبني ممكن حد يدخل ويشوفنا !
هتف بعبث :
-أطمني يا قلب عدي محدش هيدخل المكتب من غير إذني ممكن بقي تسبيني أركز يوسف رجع خلاص ومفيش غلطة .
ضحكت ورددت مازحة :
-تحب أساعدك في حاجة ؟
أجاب بصدق:
-قربك مني كفاية يا قلبي نايا أنا مش بحبك بس أنا بعشقك يا عمري .
لمعت عيناه بحب وقالت :
-وأنا بحبك يا فرحة قلبي عارف يا عدي طول عمري واخدة الحزن من إسمي مكنتش أعرف أن هيجي اليوم وأخد الفرح واعيش في سعادة كده أنا معاك أتخلقت من جديد.
وضع يده علي قلبه مرددا بمرح:
-قلب عدي والله هيقف منك حاي تقولي الكلام ده هنا في الشركة لا وأنتي في حضني كمان عايزانا نتمسك بفعل فاضح يا قلبي !
ضحكت بخجل وهتفت بدلال وهي تلعب في خصلات شعره:
- الله مش بعبر يا دودي ؟
ضحك بحسرة وقال:
-عبري يا قلبي بس مش هنا خليني أخلص شغلي صحيح أنتي جعانة ؟
إمتعض وجهها وقالت بعدم شهية:
-لأ مليش نفس دلوقتي.
أومى بتفهم ورد :
-تمام آول لما تجوعي قولي ليا أوك ؟
ردت بإبتسامة :
-أوك.
تابع عمله وهي تجلس في أحضانه تشاغبه من حين لآخر.
❈-❈-❈
تقف في المطبخ تعد الطعام وعلي وجهها بإبتسامة مرحة فهي تعشق تلك المأكولات.
دلفت صفاء الي المطبخ وتحدثت بتساؤل :
-أيه نورسيل خرجت الخدم ليه ؟
ردت بإبتسامة:
-مفيش حاجة يا ماما بس حابة أشتغل لوحدي.
عقبت صفاء بتوضيح :
-بس كده شغل كتير عليكي يا بنتي الحرس والخدم بيأكلوا من نفس الأكل هتقدري تعملي لده كله ؟
أومئت نورسيل بحماس :
-أيوة يا ماما أطمني أنا خلاص جهزت الشاورما للكريب وحشيت الحواوشي وبعت أجيب عيش الكريب فاضل أتبل الكفتة وأصبعها وأتبل الفواخ عشان تتشوي وهعمل كمان بسبوسة ليوسف حابة أعمل كل حاجة النهاردة بنفسي.
إبتسمت صفاء بحنان :
-ماشي يا حبيبتي طيب متنسيش سلطة بابا غنوج عشان يوسف بيحبها.
تحدثت نورسيل بإبتسامة :
-تمام روحي حضرتك إرتاحي ولما أخلص هاجي أقعد معاكي.
صاحت صفاء معترضة :
-لأ تطلعي تاخدي شور وتلبسي حاجة حلوة وتستني جوزك لما يرجع وأكملت بنبرة ذات معنى و اديكي شايفة إيمي بتلبس أيه .
عضت علي شفتيها بغيظ:
-بصراحة بنت أختك دي مستفزة أوي يا ماما.
ضحكت بخفة :
-بس أنا فرحانة أنها جت كفاية خلتني أسمع كلمة ماما الحلوة دي منك.
خجلت نورسيل وضمت حماتها بحب:
-حقك عليا يا ماما متزعليش مني.
ربتت صفاء علي ظهرها بحنان:
-مش زعلانة منك يا قلب ماما يلا أسيبك بقي تخلصي .
غادرت صفاء وتنهدت نورسيل براحة وهي تحمد الله علي كم السعادة التي تشعر بها الأن ندمت علي غبائها وتسرعها في السابق فهي الأن تشعر بأدميتها لا تنكر مدي حبها ليوسف ومدي حبه وحنيته هو عليها كذلك وكيف كانت تعامله هي في السابق قررت أن تنسي الماضي فالماضي قد حدث وإنتهي ويجب أن تتعلم منه بدلا من أن تظل تحيا به.
❈-❈-❈
أرجع ظهره الي الخلف بآلم وهو يشعر بالالام في صدره وكتفه هو إستعجل بالفعل بعودته الي عمله لكن كان يجب أنو يعود إلي العمل عدي لن يستطيع الصمود بمفرده فاق علي طرق الباب.
آذن لمن بالخارج بالدخول.
دلفت إيمي وتحدثت بدلع:
-نعم يا يوسف طلبتني.
هز رأسه بإيجاب :
-أيوة أتفضلي اقعدي.
جلست بثقة واضعة ساق فوق ساق تحدث هو بعملية :
-إستلمتي تدريبك ؟
أومئت بإيجاب :
-أيوه.
تنهد يوسف وقال:
-بصي يا إيمي أنتي زي عهد وعليا بالنسبة ليا وهتفضلي زيهم دلوقتي أنا أتجوزت وبقي عندي حياتي دلوقتي أظن كل الخيوط بينا تكون إنتهت أنتي بالنسبة ليا أختي وعمرك ما هتكوني غير كده أنا عمري ما حبيتك ولا هحبك غيرأختي.
رددت بحزن:
-بس أنا بحبك .
رد نافيا:
-بتحبيني كأخ مبهورة بيه يا إيمي مش كحبيب أتمني بقي تفوقي لنفسك وتشوفي حياتك يا بنت الناس.
هزت رأسها بيأس:
-يعني مفيش أمل ؟
إبتسم بهدوء:
-أظن قبل ما اتجوز ما كنش فيه امل عشان بعد ما اتجوز واحب مراتي يبقي فيه أمل.
نهضت بإنكسار وهي تحافظ علي ما بقي من ماء وجهها :
-تمام يا يوسف رسالتك وصلت وهحجز وأرجع عند اهلي أنا حيت عشان أطمئن عليك وبس يا أخويا .
تحدث يوسف بإبتسامة:
-ماشي يا إيمي وتأكدي أني جنبك في اي وقت تحتاجي ليا فيه.
تحركت من أمامه بحزن:
-تمام بعد اذنك.
غادرت إيمي وتنهد يوسف براحة فما فعله هو الصواب يجب أن تفيق من وهم الحب هذا حتي لو لم يكن تزوج نورسيل فستبقي شقيقته لا أكثر.
❈-❈-❈
وصل بسيارته الي إحدي العمارات السكنية وهبط من سيارته متجها الي أعلي وقف أمام اخدي الشقق وقام برن الجرس.
دقائق وفتح الباب وظهرت نهي التي تحدثت بفرحة:
-شادي حبيبي أتفضل.
دلف بضيق وهو ينظر لها بإستحقارأغلقت البا وإقتربت منه بدلال ووضعت يدها علي كتفه:
-وحشتك أخيرا
إبتعد عنها كالملوسع مرددا إشمئزاز:
-إيدك متقربش مني تاني فاهمة.
وضعت يدها بخصرها متهكمة:
-نعم طالما مقربش جايلي ليه ؟
إقترب منها وقام بلوي ذراعه أسفل ظهرها مما جعلها تشهق بآلم همس بفحيح في أذنها :
-صحبتك كانت عايزة تطلق مني صح وعشان كده لعبت في تحاليلي صح ؟
رددت بإربتاك :
-تحاليل أيه مش فاهمة ؟
شدد علي يدها وصاح بعنف:
-لا يا روح أمك أنطقي لأقسم بربي أدفنك هنا أنطقي.
رددت بآلم :
-والله ما ليا دعوة أخوك السبب.
إبتعد عنها مرددا بعدم فهم:
-أخويا أيه ؟ شهاب كل الي عمله أنه أتجوزها بعد ما أنفصلنا.
هزت رأسها نافية :
-لأ تحاليلك كانت سليمة هو راح نفس المعمل وودي عينه تانية علي أنه أنت ولما أطلقت منك أتجوزت أخوك لأنه وقتها لعب في دماغها أن أهلك مش هيوافقوا علي جوازكم وأن والدك اصلا طردك من البلد ومش تملك غير مكتبك بس ولعب عليها لغاية ما سمعت كلامه وعملوا اللعبة دي عشان تطلق منك ولما أتجوزته وعاملها أسوأ معاملة عرفت حقيقته انه هو الي مش بيخلف حاولت ترجع تقولك لكن كان مصور ليهم فيدوهات سوي وهددها أنه هيفضحها طلقها وهربت منه وسافرت عند والدها بره وعشان كان عارف أني ميالة ليك جالي وعرض عليا ألعب عليك لغاية ما أتجوزك مقابل ربع مليون جنيه .
رمقها بصدمة:
-أنتي تبهزري صح أنتي كدابة طيب ازاي يخليكي تتجوزيني وارد ان كان يحصل حمل وإكتشف كل حاجة ؟
تحدثت بإنكسار:
-أنا جالي كانسر بعد ما خلفة أبني وشيلت الرحم وده كان سبب طلاقي الحقيقي والي اكيد عرفه من فريدة.
تطلع لها بصدمة وصقف بيده ساخرا :
-بجد هايل فيلم هايل أنتوا عصابة بقي وأنتي كل شوية تكسريني وتعايريني مش هلوم عليكي لأن أخويا الي كسرني من البداية نصيحة مني أبعدي عن طريقي يا نهي لاني لو شوفتك قدامي في اي مكان أو الزبالة التانية ظهرت في حياتي هدبحكم بإيدي أنهي جملته وغادر سريعا وهو يركض ويسابق الريح كي يعود الي حبيبة عمره يستسمحها ويقبل يدها آن تطلب الأمر كي تفصح عنه.
بينما أنهارت نهي أيضا تبكي بحسرة علي غبائها وما ألت إليه حياتها البائسة.
❈-❈-❈
في الصعيد في إحدي المشافي وتحديدا في غرفة الطبيبة الخاصة بالنساء والتوليد.
تتمدد حنين علي الفراش ونقابها يغطي وجهها والطبيبة تقوم بفحصها.
بينما شريف يقف جوارها وينظر الي الشاشة بتلهف .
تحدثت الطبيبة بعملية :
-زين حوي الچنين عمره أربعين يوم.
رد شريف بلهفة :
-هو فين يا داكتورة رايد أشوفه ؟
ردت الطبيبة بمهنية :
-لسه بدري علي إجده دولك تسمعوا نبضه لو تحبه.
ردت حنين بلهفة:
-ياريت يا دكتورة.
أسمعتهم الطبيبة نبضه ومع كل نبضة يشعر معها شريف أن قلبه يراقص فرحا.
أما حنين فكم أطربها نبضات قلبه وضعت يدها علي أحشائها كأنها تتحسس روحه داخلها.
أغلقت الطبيبة الجهاز مما جعلهم يفيقوا من حالتهم ونهضت مرددة :
-اكده خلصنا تجدري تجومي.
نهضت حنين وأعدلت ملابسها وذهبت برفقة شريف وجلسوا أمام الطبيبة التي دونت لهم العلاج وبعدها أستأذنوا وغادروا.
في سيارة شريف.
يقود سيارته بسعادة ألتفت لها مردد بفرحة:
-نفسك في حاچة يا أم الغالي ؟
تطلعت له بحيرة من هذا اللقب :
-أم الغالي ؟
هز رأسه بإيجاب:
-أيوة الغالية وأم الغالي كومان تعرفي يا حنين أنتي فرحة جلبي.
أتسعت عين الآخري غير مصدقة ما يتفوه به فآخر ما كانت تتخيله أن يقول شريف كلام معسول كهذا.
عقب بحيرة:
-باه مالك يا واكلة ناسك شاردة في ايه ؟
ضحكت ساخرة ها قد عاد الي طبيعته التي إعتادت عليها تحدثت ساخرة:
-مكنتش مصدقة إنك شريف الصراحة.
رمقها ساخرا :
-واه أمال شريفة إياك.
زفرت بحنق وردت بتوضيح:
-قصدي كلامك الحلو إستغربت إنك تقوله.
ردد هو بحالمية :
-آخد بس تاري من ولد المغربي وأفوج ليكي ولوالدي يا غالية.
إبتلعت ريقها بحذر:
-أنت لسه مصر علي التار انتوا خلاص بقيتوا أهل خلاص.
أوقف السيارة بعنف وقال:
-لاه إلي بنتنا دم وبس سامعة ولا لأه.
حركت رأسها سريعا بإيجاب:
-فاهمة إهدي.
تنهد بضيق وقال:
-زين ياريت خاشمك مينطجش بسيرة ولاد المركوب دول تاني من أساسه.
❈-❈-❈
وصل بسيارته أسفل العمارة التي يقطن بها صف سيارته وهبط سريعا متجها الي أعلي لزوجته الحبيبة يصلح ما هدمه هو بغبائه.
فتح باب الشقة سريعا ودلف وأغلق الباب خلفه إتجه الي غرفة النوم سريعا وقام بفتح الباب بوجه متلهف وجدها تتمدد أرضا وجهها شاحب إنقبض قلبه وركض تجاها لكن تراجع الي الخلف بصدمة ما أن راي الدماء التي تسيل منها هز رأسه بعدم إستيعاب هلي سيحرم من طفله ؟ هل سيعاقبه الله علي ما فعله بتلك البريئة.
جلس أرضا جوارها بلهفة يضرب علي وجهها برفق:
-عهد حبيبتي فوقي سمعاني.
جاهدت وفتحت عيناها بضعف وتمتمت بتقطع :
-قولتك..وقت ما هتتأكد أنه آبنك هتخسره وهتخسرني أنا كمان……
يُتبع..
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
الفصل الأربعون
وقفت فوق الفراش بجسد هزيل من قلة الطعام والشراب وضعت يدها فوق أحشائها بكسرة :
-سامحني يا قلب ماما سامحني مقدرش أجيب في الدنيا وليك أب زي ده أتمني أموت معاك ونبقي مع بعض في الجنة سامحني.
قفزت آول مرة من فوق الفراش الي الأسفل بعنف وأنحنت بجسدها أرضا ولم تقدر علي النهوض مرة آخري من كثرة الآلم في ظهرها وبطنها لم تجد سوي أن تتمدد علي الأرض تأن بآلم .
حتي شعرت بسائل لازج يسيل بين قدميها رفعت رأسها تري ما هذا تفاجأت بسيل من الدم ينزل منها بغزارة أغمضت عيناها وهي تضم أحشائها بإنكسار حتي وقعت في غيمة سوداء...
❈-❈-❈
إبتلع شادي ريقه بصعوبة وقال:
-ممكن أعرف نتيجة التحاليل ؟
تحدث الموظف :
-أكيد طبعا آخذ الموظف التحاليل وفتحها وقال بإبتسامة التحاليل مظبوطة يا أفندم إيجابية.
تطلع له شادي بصدمة وردد بعدم إستيعاب:
-أنت بتقول أيه إجابية أزاي؟
هتف الموظف بحيرة :
-إيجابية يعني حضرتك تقدر تخلف .
رمقه شادي بصدمة هو يعلم هذا لكن كيف هو قام بعمل التحاليل هنا في السابق وأثبتت أنه لا يمكنه الإنجاب من الأساس لعيب خلقي منذ الولادة.
أخذ التقارير الطبية وغادر سريعا متجها لإحدي اطباء الذكورة والعقم يجب أن يتأكد من صحة هذا الحديث فلو حديثه صحيح فهذا يعني خسارته عهد للأبد وطفله الذي ينبت بأحشاءها كم جميلة كلمة طفله ظن أنه لم ينطقها بحياته لكن ها قد نطقها.
وصل بسيارته أمام المركز الطبي وهبط منه سريعا متجها لأعلي دفع أموال كثيرة كي يستطيع أن يدلف الي الطبيب.
في غرفة الطبيب.
ردد الطبيب بعملية :
-خير يا أستاذ شادي ايه مشكلة حضرتك ؟
تحدث شادي بالم :
-من سنتين عملت تحاليل إنجاب أثبتت أني عقيم لعيب خلقي ناشئ عن الولادة وحاليا عدت التحاليل طالع طبيعي.
الدكتور أخذ منه التقارير وبدأ يتفحصها بعملية وقال:
-التحاليل طبيعية جدا فعلا تقدر تخلف في أي وقت طيب ليه عملت التحاليل كنت ماشي علي علاج مثلا ؟
هز رأسه نافيا :
-لأ أنا مكنتش متابع مع دكتور أصلا.
تحدث الطبيب بحيرة :
-طيب حضرتك كنت بتشتكي من أيه وعلي أساسها عملت التحاليل ؟ في مشاكل في حياتك الزوجية مثلا؟
رد شادي بتوضيح:
-لا هي مراتي لما فضلنا سنة من غير حمل اقترحت نعمل تحاليل.
حك الطبيب جبينه بحيرة:
-طيب فين تحاليل المدام ؟
تنهد شادي وقال :
-هي معملتش تحاليل لان أن كان ليا تواءم وبعدها أنفصلنا بعدها بس انا أتجوزت بعدها وبردوا محصلش حمل وإنفصلنا وحاليا متجوز ومراتي حامل.
أومئ الطبيب بتفهم:
-عدت التحاليل عشان شاكك أن الطفل مش إبنك صح كده ؟
هز رأسه بإيجاب :
-أيوة.
تحدث الطبيب بمهنية:
-بص يا أستاذ شادي التحاليل دي إيجابية مية في المية والمعمل ده ثقة فعلا نتايجه بثق فيها يعني حضرتك تقدر تخلف في أي وقت ثانيا بها والأهم حضرتك عشان تعمل التحاليل دي تكونوا روحتوا لدكتور نساء وتوليد ويطلب منكم أنتوا الأتنين تعملوا التحاليل دي وقتها بتتعمل.
ردد بعدم فهم :
-قصد أن التحاليل بتاعتي كان غلط ؟
أومئ الطبيب بعملية وقال:
-الموضوع في حاجة غلط ولغز تقدر توصله عن طريق طليقتك طيب زوجتك التانية كانت عارفة إنك مش بتخلف ؟
هز رأسه مؤكدا :
-أيوة لأنها كانت صاحبتها وأحنا كنا متجوزين في السر.
ضحك الطبيب بخفة :
-طيب كده الرؤية بانت طالما متجوزين في السر اكيد مش هتبقي حابة يحصل حمل عشان ميتفضحش أمرها بالنسبة ليا حضرتك تقدر تخلف روح أفرح بإبنك وأحمد ربنا وحاول توصل لحل .
إبتسم شادي براحة من حديثه هذا الطبيب نهض وردد بعرفان:
-شكرا لحضرتك بجد وعلي كلامك .
إبتسم الطبيب بخفة:
-ولا شكرا ولا حاجة روح شوف مراتك يلا وافرح .
إبتسم بفرحة وغادر .
قاد سيارته متجها الي مكان ما كي يقطع الشك باليقين….
❈-❈-❈
تجلس علي الأريكة تتابع زوجها الذي يتابع عمله علي المكتب نهضت وإتجهت إليه ووقفت جواره .
ألتفت لها بإبتسامة وقال:
-أيه حبيبي زهق ولا أيه ؟
غمغمت نافية :
-لأ يا حبيبي جيت أفترج عليك.
ضحك بخفة:
-تتفرجي عليا طيب أقعدي طيب إرتاحي .
هزت رأسها بلا وقالت:
-لا مش هعرف أشوف.
تراجع بمقعده الي الخلف وأجلسها فوق قدمه شهقت بخجل من فعلته:
-أنت عملت أيه سبني ممكن حد يدخل ويشوفنا !
هتف بعبث :
-أطمني يا قلب عدي محدش هيدخل المكتب من غير إذني ممكن بقي تسبيني أركز يوسف رجع خلاص ومفيش غلطة .
ضحكت ورددت مازحة :
-تحب أساعدك في حاجة ؟
أجاب بصدق:
-قربك مني كفاية يا قلبي نايا أنا مش بحبك بس أنا بعشقك يا عمري .
لمعت عيناه بحب وقالت :
-وأنا بحبك يا فرحة قلبي عارف يا عدي طول عمري واخدة الحزن من إسمي مكنتش أعرف أن هيجي اليوم وأخد الفرح واعيش في سعادة كده أنا معاك أتخلقت من جديد.
وضع يده علي قلبه مرددا بمرح:
-قلب عدي والله هيقف منك حاي تقولي الكلام ده هنا في الشركة لا وأنتي في حضني كمان عايزانا نتمسك بفعل فاضح يا قلبي !
ضحكت بخجل وهتفت بدلال وهي تلعب في خصلات شعره:
- الله مش بعبر يا دودي ؟
ضحك بحسرة وقال:
-عبري يا قلبي بس مش هنا خليني أخلص شغلي صحيح أنتي جعانة ؟
إمتعض وجهها وقالت بعدم شهية:
-لأ مليش نفس دلوقتي.
أومى بتفهم ورد :
-تمام آول لما تجوعي قولي ليا أوك ؟
ردت بإبتسامة :
-أوك.
تابع عمله وهي تجلس في أحضانه تشاغبه من حين لآخر.
❈-❈-❈
تقف في المطبخ تعد الطعام وعلي وجهها بإبتسامة مرحة فهي تعشق تلك المأكولات.
دلفت صفاء الي المطبخ وتحدثت بتساؤل :
-أيه نورسيل خرجت الخدم ليه ؟
ردت بإبتسامة:
-مفيش حاجة يا ماما بس حابة أشتغل لوحدي.
عقبت صفاء بتوضيح :
-بس كده شغل كتير عليكي يا بنتي الحرس والخدم بيأكلوا من نفس الأكل هتقدري تعملي لده كله ؟
أومئت نورسيل بحماس :
-أيوة يا ماما أطمني أنا خلاص جهزت الشاورما للكريب وحشيت الحواوشي وبعت أجيب عيش الكريب فاضل أتبل الكفتة وأصبعها وأتبل الفواخ عشان تتشوي وهعمل كمان بسبوسة ليوسف حابة أعمل كل حاجة النهاردة بنفسي.
إبتسمت صفاء بحنان :
-ماشي يا حبيبتي طيب متنسيش سلطة بابا غنوج عشان يوسف بيحبها.
تحدثت نورسيل بإبتسامة :
-تمام روحي حضرتك إرتاحي ولما أخلص هاجي أقعد معاكي.
صاحت صفاء معترضة :
-لأ تطلعي تاخدي شور وتلبسي حاجة حلوة وتستني جوزك لما يرجع وأكملت بنبرة ذات معنى و اديكي شايفة إيمي بتلبس أيه .
عضت علي شفتيها بغيظ:
-بصراحة بنت أختك دي مستفزة أوي يا ماما.
ضحكت بخفة :
-بس أنا فرحانة أنها جت كفاية خلتني أسمع كلمة ماما الحلوة دي منك.
خجلت نورسيل وضمت حماتها بحب:
-حقك عليا يا ماما متزعليش مني.
ربتت صفاء علي ظهرها بحنان:
-مش زعلانة منك يا قلب ماما يلا أسيبك بقي تخلصي .
غادرت صفاء وتنهدت نورسيل براحة وهي تحمد الله علي كم السعادة التي تشعر بها الأن ندمت علي غبائها وتسرعها في السابق فهي الأن تشعر بأدميتها لا تنكر مدي حبها ليوسف ومدي حبه وحنيته هو عليها كذلك وكيف كانت تعامله هي في السابق قررت أن تنسي الماضي فالماضي قد حدث وإنتهي ويجب أن تتعلم منه بدلا من أن تظل تحيا به.
❈-❈-❈
أرجع ظهره الي الخلف بآلم وهو يشعر بالالام في صدره وكتفه هو إستعجل بالفعل بعودته الي عمله لكن كان يجب أنو يعود إلي العمل عدي لن يستطيع الصمود بمفرده فاق علي طرق الباب.
آذن لمن بالخارج بالدخول.
دلفت إيمي وتحدثت بدلع:
-نعم يا يوسف طلبتني.
هز رأسه بإيجاب :
-أيوة أتفضلي اقعدي.
جلست بثقة واضعة ساق فوق ساق تحدث هو بعملية :
-إستلمتي تدريبك ؟
أومئت بإيجاب :
-أيوه.
تنهد يوسف وقال:
-بصي يا إيمي أنتي زي عهد وعليا بالنسبة ليا وهتفضلي زيهم دلوقتي أنا أتجوزت وبقي عندي حياتي دلوقتي أظن كل الخيوط بينا تكون إنتهت أنتي بالنسبة ليا أختي وعمرك ما هتكوني غير كده أنا عمري ما حبيتك ولا هحبك غيرأختي.
رددت بحزن:
-بس أنا بحبك .
رد نافيا:
-بتحبيني كأخ مبهورة بيه يا إيمي مش كحبيب أتمني بقي تفوقي لنفسك وتشوفي حياتك يا بنت الناس.
هزت رأسها بيأس:
-يعني مفيش أمل ؟
إبتسم بهدوء:
-أظن قبل ما اتجوز ما كنش فيه امل عشان بعد ما اتجوز واحب مراتي يبقي فيه أمل.
نهضت بإنكسار وهي تحافظ علي ما بقي من ماء وجهها :
-تمام يا يوسف رسالتك وصلت وهحجز وأرجع عند اهلي أنا حيت عشان أطمئن عليك وبس يا أخويا .
تحدث يوسف بإبتسامة:
-ماشي يا إيمي وتأكدي أني جنبك في اي وقت تحتاجي ليا فيه.
تحركت من أمامه بحزن:
-تمام بعد اذنك.
غادرت إيمي وتنهد يوسف براحة فما فعله هو الصواب يجب أن تفيق من وهم الحب هذا حتي لو لم يكن تزوج نورسيل فستبقي شقيقته لا أكثر.
❈-❈-❈
وصل بسيارته الي إحدي العمارات السكنية وهبط من سيارته متجها الي أعلي وقف أمام اخدي الشقق وقام برن الجرس.
دقائق وفتح الباب وظهرت نهي التي تحدثت بفرحة:
-شادي حبيبي أتفضل.
دلف بضيق وهو ينظر لها بإستحقارأغلقت البا وإقتربت منه بدلال ووضعت يدها علي كتفه:
-وحشتك أخيرا
إبتعد عنها كالملوسع مرددا إشمئزاز:
-إيدك متقربش مني تاني فاهمة.
وضعت يدها بخصرها متهكمة:
-نعم طالما مقربش جايلي ليه ؟
إقترب منها وقام بلوي ذراعه أسفل ظهرها مما جعلها تشهق بآلم همس بفحيح في أذنها :
-صحبتك كانت عايزة تطلق مني صح وعشان كده لعبت في تحاليلي صح ؟
رددت بإربتاك :
-تحاليل أيه مش فاهمة ؟
شدد علي يدها وصاح بعنف:
-لا يا روح أمك أنطقي لأقسم بربي أدفنك هنا أنطقي.
رددت بآلم :
-والله ما ليا دعوة أخوك السبب.
إبتعد عنها مرددا بعدم فهم:
-أخويا أيه ؟ شهاب كل الي عمله أنه أتجوزها بعد ما أنفصلنا.
هزت رأسها نافية :
-لأ تحاليلك كانت سليمة هو راح نفس المعمل وودي عينه تانية علي أنه أنت ولما أطلقت منك أتجوزت أخوك لأنه وقتها لعب في دماغها أن أهلك مش هيوافقوا علي جوازكم وأن والدك اصلا طردك من البلد ومش تملك غير مكتبك بس ولعب عليها لغاية ما سمعت كلامه وعملوا اللعبة دي عشان تطلق منك ولما أتجوزته وعاملها أسوأ معاملة عرفت حقيقته انه هو الي مش بيخلف حاولت ترجع تقولك لكن كان مصور ليهم فيدوهات سوي وهددها أنه هيفضحها طلقها وهربت منه وسافرت عند والدها بره وعشان كان عارف أني ميالة ليك جالي وعرض عليا ألعب عليك لغاية ما أتجوزك مقابل ربع مليون جنيه .
رمقها بصدمة:
-أنتي تبهزري صح أنتي كدابة طيب ازاي يخليكي تتجوزيني وارد ان كان يحصل حمل وإكتشف كل حاجة ؟
تحدثت بإنكسار:
-أنا جالي كانسر بعد ما خلفة أبني وشيلت الرحم وده كان سبب طلاقي الحقيقي والي اكيد عرفه من فريدة.
تطلع لها بصدمة وصقف بيده ساخرا :
-بجد هايل فيلم هايل أنتوا عصابة بقي وأنتي كل شوية تكسريني وتعايريني مش هلوم عليكي لأن أخويا الي كسرني من البداية نصيحة مني أبعدي عن طريقي يا نهي لاني لو شوفتك قدامي في اي مكان أو الزبالة التانية ظهرت في حياتي هدبحكم بإيدي أنهي جملته وغادر سريعا وهو يركض ويسابق الريح كي يعود الي حبيبة عمره يستسمحها ويقبل يدها آن تطلب الأمر كي تفصح عنه.
بينما أنهارت نهي أيضا تبكي بحسرة علي غبائها وما ألت إليه حياتها البائسة.
❈-❈-❈
في الصعيد في إحدي المشافي وتحديدا في غرفة الطبيبة الخاصة بالنساء والتوليد.
تتمدد حنين علي الفراش ونقابها يغطي وجهها والطبيبة تقوم بفحصها.
بينما شريف يقف جوارها وينظر الي الشاشة بتلهف .
تحدثت الطبيبة بعملية :
-زين حوي الچنين عمره أربعين يوم.
رد شريف بلهفة :
-هو فين يا داكتورة رايد أشوفه ؟
ردت الطبيبة بمهنية :
-لسه بدري علي إجده دولك تسمعوا نبضه لو تحبه.
ردت حنين بلهفة:
-ياريت يا دكتورة.
أسمعتهم الطبيبة نبضه ومع كل نبضة يشعر معها شريف أن قلبه يراقص فرحا.
أما حنين فكم أطربها نبضات قلبه وضعت يدها علي أحشائها كأنها تتحسس روحه داخلها.
أغلقت الطبيبة الجهاز مما جعلهم يفيقوا من حالتهم ونهضت مرددة :
-اكده خلصنا تجدري تجومي.
نهضت حنين وأعدلت ملابسها وذهبت برفقة شريف وجلسوا أمام الطبيبة التي دونت لهم العلاج وبعدها أستأذنوا وغادروا.
في سيارة شريف.
يقود سيارته بسعادة ألتفت لها مردد بفرحة:
-نفسك في حاچة يا أم الغالي ؟
تطلعت له بحيرة من هذا اللقب :
-أم الغالي ؟
هز رأسه بإيجاب:
-أيوة الغالية وأم الغالي كومان تعرفي يا حنين أنتي فرحة جلبي.
أتسعت عين الآخري غير مصدقة ما يتفوه به فآخر ما كانت تتخيله أن يقول شريف كلام معسول كهذا.
عقب بحيرة:
-باه مالك يا واكلة ناسك شاردة في ايه ؟
ضحكت ساخرة ها قد عاد الي طبيعته التي إعتادت عليها تحدثت ساخرة:
-مكنتش مصدقة إنك شريف الصراحة.
رمقها ساخرا :
-واه أمال شريفة إياك.
زفرت بحنق وردت بتوضيح:
-قصدي كلامك الحلو إستغربت إنك تقوله.
ردد هو بحالمية :
-آخد بس تاري من ولد المغربي وأفوج ليكي ولوالدي يا غالية.
إبتلعت ريقها بحذر:
-أنت لسه مصر علي التار انتوا خلاص بقيتوا أهل خلاص.
أوقف السيارة بعنف وقال:
-لاه إلي بنتنا دم وبس سامعة ولا لأه.
حركت رأسها سريعا بإيجاب:
-فاهمة إهدي.
تنهد بضيق وقال:
-زين ياريت خاشمك مينطجش بسيرة ولاد المركوب دول تاني من أساسه.
❈-❈-❈
وصل بسيارته أسفل العمارة التي يقطن بها صف سيارته وهبط سريعا متجها الي أعلي لزوجته الحبيبة يصلح ما هدمه هو بغبائه.
فتح باب الشقة سريعا ودلف وأغلق الباب خلفه إتجه الي غرفة النوم سريعا وقام بفتح الباب بوجه متلهف وجدها تتمدد أرضا وجهها شاحب إنقبض قلبه وركض تجاها لكن تراجع الي الخلف بصدمة ما أن راي الدماء التي تسيل منها هز رأسه بعدم إستيعاب هلي سيحرم من طفله ؟ هل سيعاقبه الله علي ما فعله بتلك البريئة.
جلس أرضا جوارها بلهفة يضرب علي وجهها برفق:
-عهد حبيبتي فوقي سمعاني.
جاهدت وفتحت عيناها بضعف وتمتمت بتقطع :
-قولتك..وقت ما هتتأكد أنه آبنك هتخسره وهتخسرني أنا كمان……
يُتبع..
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا