روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون للكاتبه رانيا الخولي
روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون للكاتبه رانيا الخولي
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل السابع والعشرين …….. استعدت شمس لسفرها وكذلك ماجد الذي اندهش عندما لم يجد والده في المنزل ودلف سليم كي يستعجله خوفًا من علمهم بما حدث لوالده لكن ماجد لم يقتنع بتلك الحجج الفارغة التي يرويها له سليم وشعر بأن هناك خطب ما فسأل سليم _ أبويا فين؟ غمغم سليم بتهرب _ زي ما قلتلك اضطر أنه يسافر القاهرة ضروري. لم يقتنع وعاد يسأله _ فين أبويا ياسليم. زم فمه باستياء ولم يجد سوى أن يقول له الحقيقة فتمتم بصوت مبحوح _ أبوك اتقبض عليه امبارح. صدمة كبيرة أجفلته لكنه كان يعلم جيدًا بأن هذا اليوم قادم لا محالة فهذه ليست المرة الأولى الذي يفعل فيها تلك الجرائم حاول كثيرًا أن يقنعه بالبعد عن ذلك الطريق لكنه لم يستمع له مرة واحدة _ كنت واثق إن اليوم ده جاي بس للأسف جاه في وقت صعب أوي. تقدم منه سليم وربط على كتفه _ سافر انت ومتقلقش انا هفضل جانبه وهشوف محامي واتنين وتلاتة لحد ما يخرج. ابتسم متهكمًا _ ده مقبوض عليه متلبس وجريمة سلاح تفتكر بعد كل ده ممكن يخرج منها؟! يعلم جيدًا كم هو محق لكن سيفعل ما بوسعه دون يأس لأجله هو فاردف ماجد بلهجة حازمة _ انا هسافر بس من غير رجعة. قطب سليم جبينه بحيرة وسأله _ تقصد ايه؟ _ يعني أنا هسافر وهعمل العملية نجحت او فشلت هفضل هناك مش هرجع البلد دي تاني _ بس.. قاطعه بلهجة حادة لا تقبل نقاش _ مفيش بس ده قرار نهائي ومش هرجع فيه، الحلجة الوحيدة اللي ليا في البلد دي أخدتها معايا ومفيش داعي للرجوع. لم يريد الضغط عليه وهو بحالته تلك كما إنه يعلم جيدًا بأنه لن يتحمل البقاء هناك فنظر في ساعته وقال _ طيب احنا لازم نمشي دلوقت عشان ميعاد الطيارة. أومأ له ماجد وخرج معه منتويًا حقًا الذهاب دون عودة. ❈-❈-❈ لم يستطيع خليل تحمل تلك الجدران التي احاطته وأصبح حبيسًا داخلها. كيف سيتحمل تلك الهزيمة والأدهى من ذلك البعد عنها خسر كل شئ كما ظن يومًا انه فاز بكل شئ، حبيبته وحلم حياته التي أرهقته بعشق محرم منذ أن أخذه أخيه لخطبتها يذكر وقتها كيف سرقت قلبه من أول نظرة لكنه صرها بداخله ليس لأجل أخيه بل لأنه يعلم مدى عشقها له وانها تخلت عن كل احلامها لأجله عاشت معه في منزله وهو يرى سعادتهم تمزق قلبه الواهن ابتسامتها، ضحكتها، رقتها كل شئ بها يجعل قلبه يهيم بها حتى آتى اليوم وتعبت زوجته لم يكن في المنزل حينها وحينما هاتفه أخيه يخبره طلب منه أن يأخذ السيارة الأخرى وينقلها للمشفى وبعد أن أغلق الهاتف تذكر بأن السيارة الأخرى ليس بها مكابح. تلاعبت الشياطين بعقله وحسته على الصمت فربما صمته ذاك يقرب المسافات بينهم نهر نفسه حينها كيف ذلك وهو اخيه الوحيد وعندما دق قلبه حنينًا لها وافق عقله الغادر وتركهم لمصير مجهول حتى آته الخبر بعد ساعات قليلة بكى حينها ندمًا لكن فات آوان الندم وضاع كل شئ. ظلت تبكي أخيه حتى يومًا طلبت الرحيل لكن والده حينها رفض ذلك وأجبرها على الزواج منه شعر بالدنيا تدور بسعادة من حوله لكنها اخلفت ظنه ورفضت اقترابه منها ظن وقتها أن الأمر مسألة وقت لتمر أعوام وأعوام وهي على نفس وجومها ترفض اقترابه منها. والآن انقطع الأمل وانتهى كل شئ. شعر بنصل حاد يوضع بجانبه وصوت بجواره يغمغم بفتور _ الكينج بعتلك الهدية دي. لم يقوم خليل او يهتز من مكانه فقد كان ينتظر تلك المقابلة منذ ان علما بأن القاتل يُقتل ولو بعد حين. ❈-❈-❈ في منزل مهران أصرت مرح على الذهاب رغم رجاء مهرة لها بالبقاء لكنها لن تبقى في تلك البلدة يومًا آخر فقد بقيت ثلاثة أيام وعليها الذهاب خرجت مهرة من الغرفة ببكاء وما إن رأت مهران يصعد الدرج حتى أسرعت إليه تلقي بنفسها داخل أحضانه مما جعله يسألها بقلق _ مالك يامهرة في ايه؟ اخفت وجهها في صدره كما تفعل دائمًا وغمغمت ببكاء _ مرح مصرة تمشي. ابعدها عنه قليلًا وتحدثت برزانة _ متقلقيش انا هتكلم معها واحاول اقنعها إنها تفضل معانا وخصوصاً أن سليم جاه معايا وعايز يتكلم معها. لاح الفرح على وجهها وسألته بأمل _ بجد؟ يعني ممكن يقنعها إنها تفضل معانا؟ _ والله بقا هو وشطارته هو أصلًا رافض اي كلام معايا، وعلى فكرة أنا رفعتلها قضية طلاق وإن شاء الله هتكسبها في اقرب وقت. تطلعت إليه بكل الحب الذي تحمله بداخلها له ولم تجد الكلمات التي تصف بها امتنانها له بوقوفه بجانب ابنة عمها فسألها بدهشة _ مالك بتبصيلي كدة ليه؟ وضعت يدها على خده وتمتمت بامتنان _ مش لاقية كلام أقوله. ابتسم بمكر _ خلاص خليها افعال بس بعد ما نخلص من الاتنين اللي واجعين دماغي دول. ضربته بقبضتها على كتفه وغمغمت بغيظ _ منحرف. ضحك مهران وتمتم بخبث _ طيب يلا روحي لمرح بدل ما اوريكي الانحراف اللي على حق. ولجت غرفة مرح لتجدها تعيد ملابسها إلى الحقيبة كي تستعد للذهاب فقالت بعتاب _ لسة مصرة؟ تابعت مرح ما تفعله واكدت بابتسامة حزينة _ لسة قايلة الكلمتين دول دلوقت ورديت عليكي بأيوة لازم أمشي. أخفضت عينيها بحزن _ طيب مهران عايز يتكلم معاكي ومستنيكي تحت في المكتب تطلعت مرح إليها بهدوء _ اكيد عشان القضية اللي طلبتها منه، حاضر نازلة حالًا أغلقت الحقيبة وأخذتها معها للأسفل ومهرة تدعوا أن يستطيع مهران إقناعها بالبقاء معهم. في المكتب نظر مهران بتسلية إلى سليم الذي جلس على المقعد ينتظر مجيئها على احر من الجمر ولم يدوم انتظاره طويلًا إذ طرق الباب ودلفت مرح التي صدمت من وجوده همت بالعودة لكن صوت مهران اوقفها _ استني متمشيش. استدارت إليه وهي تشيح بعينيها بعيدًا عن سليم الذي اخذ ينظر إليها باشتياق وأشار لها مهران _ تعالي اقعدي الأول. غمغمت برفض _ مفيش وقت عشان ميعاد القطر … قاطعها مهران بجدية _ مفيش داعي للقطر إذا كان ولابد هحجزلك على اول طيارة بس خلينا نتكلم شوية، ثواني بس هطلع اشوف المحامي وصل ولا لسة. خرج مهران كي يتركهم معًا ربما يستطيع سليم إقناعها وترك الباب مفتوحاً حتى لا تحرج منه نهض سليم ليتقدم منها قليلًا وتحدثت بولع _ لسة مصرة على السفر؟ تحلت بالشجاعة أمامه رغم قلبها الذي يطالبها بالرأفة به وردت بجمود _ خلاص معدش ليا حد هنا افضل عشانه. جرحتن بكماتها فسألها بدهشة _ وانا؟ ازدردت جفاف حلقها ومازال ذلك الشعور يطالبها بالرأفة وغمغمت بتعند _ احنا قصة اتحكم عليها بالفشل من بدايتها بس كنا بنضحك على نفسنا ومشينا ورا سراب فوقنا منه على جوازي من عمك، والآخر خرجت بفضيحة. انكر حديثها وغمغم برفض _ محدش يقدر يقول كدة … قاطعته بهدوء _ محدش هيقولها في وشك بس هيقولوها من وراك. انفعل سليم من تعقيدها للأمور وتحدث بانفعال _ ميهمنيش حد كل اللي يهمني إنك متبعديش عني، خلينا نستنى شهور الحداد ونتجوز بعدها ونعيش في المكان اللي يعجبك. _ بلاش دلوقت على الأقل سيبني أبعد عن البلد والحياة دي يمكن الاقي نفسي ويكون الناس نسيت وبعدها يمكن يكون لعلاقتنا أمل _ يعني ده قرارك النهائي؟ أومأت بتأكيد ثم سألها _ وهتروحي فين؟ تنهدت بتعب وتحدثت بتيهه _ هسافر القاهرة لشقتنا اللي هناك. رن هاتفه برقم مجهول لكنه لم يبالي له وعاد أسئلته _ لوحدك؟ اخفضت عينيها بحزن وردت بخفوت _ هيكون معايا عمر. عاد الرقم يرن بإلحاح مما جعله يجيبه بملل لكنه تفاجئ بذلك الخبر الذي جعله يتسمر للحظات. ❈-❈-❈ بعد مرور ثلاثة اشهر سارت بجواره في حديقة القصر تتشابك أيديهم وقلوبهم معًا كانت ابتسامته الساحرة تنير دنيتها التي عاشتها في ظلام دامس وجاء هو لينيرها بحبٍ اضاءت له قلوبهم. تطلع إليها مبتسمًا وتحدث بحب _ مالك بتبصيلي كدة ليه؟ هزت كتفيها وتمتمت برهبة _ اقولك ومتزعلش؟ قطب جبينه بحيرة وسألها _ خير؟ جلس كلاهما على المقاعد وردت مهرة بتردد _ مستغربه بس، حساك واحد تاني غير اللي اعرفه، اللي كان شديد في التعامل مع اللي حواليه، وبالأخص انا رفع حاجبيه مندهشًا _ ياسلام. أومأت بتأكيد _ اه تنكر؟ حتى بقيت مبتسم على طول غير ابتسامتك المستفزة اللي كنت بشوفك بتبتسمها، حقيقي كل حاجة فيك اتغيرت. _ماشي ياستي المهم مفاجاة أيه اللي دوشاني بيها وخلتني اسيب شغلي وارجع؟ هزت كتفها ببساطة مصطنعة وتقول بمكر _ لا مفيش انت بس وحشتني وقلت اقولك كدة عشان ترجع بدري وتوديني المزرعة زي ما وعدتني. نظر في ساعته وغمغم باسف _ مش هينفع نروح دلوقت خليها الخميس الجاي ونفضل هناك يومين. ظهر العبوس على وجهها وقالت بتزمر _ مهران انت كل شوية تسمعني الكلمتين دول وطول الوقت مشغول عني. تناول يدها ليقبلها بحب وشوق وتمتم بعشق _ لأ المرة دي بجد هنفضل يومين في المزرعة بس ياريت متزهقيش قالها بخبث وهو ينظر إلى ثغرها برغبة وجذبها لتجلس على قدمه وتمتم بوله _ بقولك بما إني جيت بدري النهاردة متيجي نطلع أوضتنا قاطعته بارتباك وهي تسحب يدها من بين يده وتقول بتلعثم ادهشه _ لأ لما نروح المزرعة الأول. عقد حاجبيه مندهشًا وسألها _ انتي ايه حكايتك مع المزرعة؟ وليه النهاردة بالذات مصرة عليها. اهتزت نظراتها بخجل وتمتمت بخفوت _ مفيش ضيق عينيه بشك وسألها _ لأ فيه انا عارفك لما تكوني مخبية حاجة. هزت كتفها بنفي _ مفيش انت كنت ديمًا بتتشائم منها وإن الأخبار الوحشة كلها بتجلك وانت هناك وعشان كدة كنت…. رفع حاجبيه متسائلًا فتجيبه بشموسها الذهبية ثم تخفضها بخجل رغم أن عينيها اخبرته بما لم يستطيع لسانها البوح به لكنه أراد أن يسمعها منها فنهض بها وهو ممسك يدها لتنهض قبالته وسألها بريبة _ كنتِ ايه؟ كانت عيناه ترجوها ألا تكذب حدسه ورأت نظرت رجاء في عينيه التي تحتضن عينيها بتوسل فأومأت بخجل _ كنت عايزة اعرفك الخبر ده هناك ازدرد لعابه بصعوبة عندما سمعها _ انا حامل. اغمض عينيه منتشيًا من سماعه تلك الكلمة التي اطربت قلبه قبل أذنه وكأنه داخل حلم جميل لا يود الاستيقاظ منه فتح عينيه ليجدها أمامه بابتسامتها الخجله فأخذ ينظر إليها برهبة يرجوها ألا تتلاعب به لكن هو يعلم جيدًا بأن تلك الفتاة التي اقتحمت حياته واضاءتها بنورها ستظل تنثر نورها على ظلمته حتى يذهب ظلامه عائلة حلم بها كثيرًا وها هي وضعتها بين يديه فينكشح ظلام الوحدة بنور العائلة. حملها بين يديه وأخذ يدور بها وهي تضحك بسعادة لم تتخيلها يومًا. عادت تقف على قدميها لكن ذراعيه أبت ذلك فيحتضنها بحب وهو يضع قدميها على قدميه وكأنه يخشى عليها من صلابة الأرض أسفلها وتمتم بوله _ عرفتي أمتى؟ أخفت وجهها في صدره وقالت بحياء _ عرفت النهاردة الصبح ومصبرتش لما ترجع رفع وجهها إليه لينظر لشموسها وتحدث بقوة _ انتي عارفة إن خبر زي ده مينفعش يتأجل؟ هزت راسها بالايجاب فتمتم بعتاب _ وكنتي عايزة تخبي عليا لحد ما نروح المزرعة؟ هزت كتفيها بدلال _ مقدرتش واعترفت على طول. نظر لعينيها التي تجذبه للغوص في بحورهما وتمنى أن تدوم سعادتهما فهل هناك من يتربص لها أم ستظل تلك الفقاعات الوردية تلتف بها حول نسمات عشقهم. ……….. دلفت آسيا المكتب لتجد كامل جالسًا في وجوم فمنذ معرفته لما حدث لخليل وهو على تلك الحالة تقدمت منه كي تشعل نار الغضب بداخله _ بقا هتسيب بنت أخوك إكدة عند ابن الهواري مش المفروض برضه إنها تفضل في بيتها ومتتخلاش عن جوزها زم فمه باستياء وغمغم بضيق _ سيبيني في حالي دلوقت مش ناقصك. _ يعني ايه هتسيب بناتك كدة لابن حسان اللي فضحنا في البلد ببنتك ودلوقت يكمل ببنت أخوك؟ نهض من مقعده والغضب لا يرحمه بسبب عجزه عن فعل شئ _ عايزاني أعمل ايه بعد ما رفضت ترجع معايا؟ تقدمت منه لتنثر سمومها في اذنه وقالت بخبث _ نتخلص من مهران عقد حاجبيه مندهشًا وسألها _ انتي اتجننتي ازاي ده؟ _ نبلغ الجماعة بأنه هو اللي بلغ عن الشحنة وانت عارف الناس دي اللي بيغدر بيهم بيعملوا فيه أيه ووقتها نرجع بناتنا ونلم عارنا. _ والمصلحة من كل ده؟ ابتسمت بخبث _ ورثهم الاتنين، مرات خليل ولها ورث من جوزها ومرات مهران بعد ما يخلصوا عليه هتاخد الجمل بما حمل وهيبقى املاك مهران في ايدينا بعد ما نرجعها ونجبرها إنها تتنازل عن كل حاجة. نظر إليها كامل بدهشة من تفكيرها الشيطاني ثم تلاعب الخبث أيضاً بداخله وقال مؤيدًا _ دماغ شيطان بس موزونة. اتسعت ابتسامتها بموافقته وقررت تنفيذ ما خططت له هي تستطيع الانتقام منها. ❈-❈-❈ خرجت سارة من المرحاض بغيظ وهي تتوعد له بأشد عقاب نظرت للاختبار بين يديها لتدب قدمها في الأرض دلالة على مدى استياءها وغمغمت بتوعد _ ليلتك مش فايته بس اما تجيني دلفت وسيلة الغرفة لتبتسم حينما وجدتها على تلك الحالة فتقدمت منها تسألها رغم تأكدها _ طلعتي حامل مش كدة؟ غمغمت من بين اسنانه _ اه بس وديني لطلعه على عينيه النهاردة بقى يستغفلني ويقولي دي حبوب من حمل جديدة وتطلع مقويات ماشي ياجاسر لما يجيني بس. ضحكت وسيلة على غباءها وقالت بدهشة _ وانتي هبلة للدرجة دي بقى يتحول بين يوم وليلة وهو اللي يديكي الحباية بنفسه وتصدقيه. تقدمت من الفراش لتجلس عليه مغمغمة _ هبلة بقا تقولي ايه، كان بيرمي الحباية في الباسكت ويديني التانية بدلها وقال ايه (بتقلد صوته) فعلًا البنت لسة صغيرة ونأجل الموضوع شوية. زادت ضحكت وسيلة مما جعلها تنظر إليها بعتاب _ اضحكي اضحكي ما هو ابنك مش تعبان في حاجة. تقدمت منها وسيلة لتجلس بجوارها وتحدثت بصدق _ عيب عليكي انتي عارفة كويس معزتك في قلبي زيه واكتر كمان. _ اعمل ايه ما هو ده مش وقته؛ ليلى شهرها ده ومحتجاني جانبها لما تولد هعمل ايه وقتها؟ _ ولا حاجة المهم دلوقت لما ييجي وقتها يحلها ربنا خلي بالك انتي من صحتك وبلاش عصبية عشان غلط عليكي. تنهدت باستسلام لكنها عادت تقول بتعند _ برضه مش هسكت وهطلعه على عينه لما يرجع _ خير في ايه؟ قالها جاسر ببراءة وهو يدلف الغرفة فتنسحب وسيلة مسرعة _ هروح انا اشوف ابوك هيتعشا ولا لأ. اغلقت وسيلة الباب ودنت سارة من الخزانة وهي تنظر إليه بتوعد وهو مندهش من تصرفها لكن حينما اشارت له بالحبوب التي يخفيها في ملابسه جعلته يحمحم بوجل وتحدثت ببراءة مصطنعة _ حبوب ايه دي؟ رفعت حاجبيها بدهشة ودنت منه فيحمحم بوجل وتمتمت من بين أسنانها _ يعني انت مش عارف؟ هز رأسه بنفي فتردف هي _ انا قلت جرالك حاجة لا قدر الله وبتتعالج ولما سألت ليلى قالت انها مقويات والغريبة إنها شبه حباية منع الحمل اللي بتدهايلي. ازدرد لعابه بصعوبة وتحدثت ببراءة _ عادي ياحبيبتي بتحصل الحبوب بتبقا شبه بعضها عادي. دفعته بصدره بغضب وهي تصيح فيه مع كل دفعة _ شبه بعضها يا كداب. بقا تبدل الحبوب وتقولي شبه بعضها. بقا تستغفلني وتقولي حبوب جديدة وانت بتبدلها والله … قاطعها جاسر وهو يكتف يديها ويقربها منه _ ايه يعني اللي حصل لكل ده؟ ما تهدى ياجميل كدة وتعالى في حضني اصلك وحشتني همت بدعس قدمه لكنه لم يسمح لها وتمتم بوله _ مش كل مرة ياقمر، بس بموت فيك وانت متعصب بصراحة بيبقا ليك طعم تاني وانا بروضك ياغالي. تلوت بين يديه كي تفلت منه لكنه احكم ذراعيه حولها وغمغمت بغيظ _ دا انا هدوقك المر دلوقت ياكداب. غمغم بتحذير وهو يشدد قبضته حولها _ كرريها تاني وانا اندمك عليها. _ مش انت اللي كدبت عليا وغشتني. _ ايه ضحكت عليكي دي! هو انا شاقطك من الشارع؟! ضربت كتفه بقبضتها الصغيرة وقالت بغيظ _ اه ضحكت عليا وخلتني احمل تاني. اتسعت عينيه بسعادة وسألها بريبة _ انتي بتتكلمي جد؟ اشاحت بوجهها بعيدًا عنه لكنه اعاد وجهها إليه وعاد يسألها _ بجد ياسارة انتي حامل. اندهشت من مدى فرحته وسألته بدهشة _ مالك فرحان كدة زي ما يكون أول مرة؟ اومأ لها بتأكيد _ لأنها فعلًا اول مرة لإن سيلا كنا مكسوفين اوي من الموضوع إنما المرة دي غير ازداد غيظها منه وهى تتذكر ذلك اليوم _ اه فكرتني لما الدكتورة قالت لماما دي حامل وكانت مستغربة ازاي حامل وانا مكملتش شهر معاك وشكت على طول إننا اتجوزنا قبل ما أرجعلك. عادت تضرب كتفه وقالت بغيظ _ وانت رايح تحرجني قدام عمو وتقوله عشان متشكش في قدرات ابنك تاني، طول عمرك سافل. _ طول عمري بموت فيك، المهم تعالي نحتفل باللحظة دي ولإنك وحشاني موت همت بالرفض لكنه لم يتركها تعترض ومال عليها يقبلها بحب وشوق حتى استكانت بين يديه. …… استيقظت ليلى على ألم شديد في بطنها واسفل ظهرها نظرت إلى أمجد المستلقي بجوارها وهمت بإيقاظه لكنها تراجعت كي لا تقلقه ويكون ألم عادي مثل كل مرة. خرجت من الغرفة كي تعد مشروبًا دافئًا لكن الألم زاد ولم تستطع السير فتصدر منها آهه قوية جعلت أمجد ينتفض من نومته فوجدها واقفة على اعتاب الغرفة تتألم بشدة. اسرع إليها وهو يسألها بقلق _ مالك ياليلى في ايه؟ حملها ليعيدها إلى الفراش وهي تتمتم بألم _ تعبانه اوي ياأمجد الألم المرة دي شديد أوي. ازداد قلقه عليها وأمسك يدها بخوف _ طيب اتصل على دكتورة رحمة ولا نروح لها المستشفى أحسن ازداد الألم أكثر فينقبض قلبه بخوف _ لأ احنا نروح المستشفى أفضل اخرج ملابس لها من الخزانة وقام بمساعدتها على الارتداء واسرع بها مع والده إلى المشفى. وقف امام غرفة العمليات بقلق بالغ عليها فقد اطال مكوثها في الداخل ولا أحد يخرج ليطمئنه ظل على تلك الحالة مهما حاول والده تهدئته حتى شعر بألم في قلبه ولم يظهر ذلك حتى لا يقلق والده جاء مصطفى وزوجته عندما علموا الخبر من سارة وأسرعوا للوقوف بجواره تحدث مصطفى بقلق _ ايه الأخبار؟ استطاع أمجد إخفاء ذلك الألم وتحدث بقلق _ طولت اوي جوه ومحدش طلع يطمنا. طمئنته حلم _ متقلقش ده طبيعي عشان اول مرة إن شاء الله تخرج بالسلامة. اسند أمجد ظهره للحائط عندما ازداد الألم لاحظ مصطفى حالته بأنه من شدة القلق عليها فقد اختبر الأمر من قبل ويعلم بحالته. خرجت الممرضة بعد وقت قصير من الغرفة وهي تحمل طفله وتناوله إياه وحينها انتهى الألم وانتهى كل شئ ولم يشعر سوى بالدنيا التي وضعت بين يديه كان ينظر إليه بسعادة لا توصف فيتقدم من والده ويضعه بين يديه بفخر واعتزاز ادمعت عين صابر وهو ينظر إلى حفيده بعدم استيعاب فقد شفا الله ولده الوحيد بعد أن يأس من ذلك وقد اكرمه الله بقطعة منه جعلت عينيه تدمع بفرحة _ اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، أخيرًا شيلت ابنك بين ايديا. تقدم منه مصطفى ليبارك له _ عقبال ما تجوزه وتشيل ولاده. _ لاا كتير اوي كفاية إني شفته وشيلته بين ايديا كدة اموت وانا مطمن. تحدث امجد باعتراض _ ليه بس الكلام ده يابابا ربنا يطول عمرك ويخليك لينا. خرجت ليلى بعد قليل فيقترب منها أمجد بلهفة وسألها _ عاملة ايه ياحبيبتي؟ ابتسمت بوهن وهي تجيبه _ الحمد لله. تم وضعها في الغرفة وظلت حلم بجوارها حتى جاء جمال وعائلته سأله جاسر _ ها هتسمي الولد ايه؟ ابتسم امجد وتمتم وهو يداعب وجنة طفله _ آسر نظر جاسر إلى سارة وقال بسخرية _ شوفي غيره بقا. تفاجئ الجميع بذلك الخبر فيسأله جمال _ ده بجد؟ اومأت وسيلة _ اه لسة عارفين امبارح ملحقتش اقولكم. بارك لهم الجميع فقالت ليلى بمزاح _ إذا كان كدة نتخلى احنا عن الاسم ونشوف غيره. غمغمت سارة _ وانتو ليه متأكدين أنه ولد ما يمكن تيجي بنت. _ متقاطعيش بس، انا متفائل المرة دي وهتشوفي تحدث جمال بجدية _ كل اللي يجيبه ربنا خير المهم تقوم بالسلامة تقدمت سارة من جمال لتحتضن ذراعه وهي تغمغم بامتنان _ ربنا يخليك ليا ياعمي ديمًا ناصفني كدة. ربت جمال على يدها وتحدثت بصدق _ انتي غلاوتك من غلاوة ليلى يعني بنتي التانية. _ إذا كان كدة خلاص هغير أسر واخليه جمال. ضحك الجميع على طريقتها لكن جمال رفض قائلًا _ لاا الأسماء دي قدمت أوي مبقتش تنفع دلوقت _ بس انا مصرة عايزاه يطلع زي حضرتك كدة. تحدثت وسيلة باعتراض _ بس مش بالاسماء ياسارة الهداية من عند ربنا. _ خلاص تخدوه انتو تربوه عشان يطلع زي جده وبالنسبة للاسم نشوف حاجة قريبة منه زي ما عملنا مع سيلا نظر جمال إلى وسيلة وغمغم باعتراض _ انا بقول يبطلو خلفه أحسن انا مصدقت الولاد كبروا اعيده من تاني ليه؟ وافقتهم وسيلة كعادتها _ عادي بقا اللي خلانا نربي سيلا هنربي غيرها خلفوا ومتقلقوش اسندت سارة ذقنها على كتف عمها وقالت بدلال _ ها ياعمو قلت ايه؟ هز جمال رأسه باستسلام _ هقول ايه لله الأمر من قبل ومن بعد. مر الوقت بينهم بسعادة لكن الآلام عادت إليه مرة أخرى وتلك المرة لاحظه جاسر تقدم منه يسأله بقلق _ أمجد انت كويس حاول امجد الثبات كي لا يلاحظ أحد وتمتم بثبوت _ خلينا نطلع برة عشان ليلى.. وعند خروجهم سأله جاسر بقلق _ في ايه قلقتني انت كويس؟ اخرج أمجد هاتفه وناوله لجاسر وهو يقول بألم _ اتصل على الدكتور عصام بسرعة. ❈-❈-❈
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل الثامن والعشرين ………. خرجت مرح من العيادة وهي تشعر بالسعادة لتجاوب أخيها مع العلاج واستطاع اخيرًا نطق بعض الحروف وتلك بادرة أمل للتحدث ظلت تحدثه وتخبره بأنه يمكن التحدث بأسرع وقت إذا ساعد نفسه على ذلك وقفت أمام المصعد وضغطت على الزر ليفتح وتهم بالولوج لكنها تراجعت عندما تفاجئت به أمامها فتختفي ابتسامتها ويظهر الجمود محله فتمتم بروية _ لقيتكم أخرتم قلقت ليكون في حد ضايقكم ولا حاجة فجيت عشان اطمن أغمضت عينيها بملل من ذلك الذي لم ييأس منذ رحيلها وظل يحاول إقناعها بالعودة لكنها تأبى ذلك حاولت مرارًا وتكرارًا صده لكنه لاييأس حاولت تخطيه والذهاب لكنه وقف أمامها يمنعها _ مرح خلينا نتكلم. رفعت بصرها إليه وهتفت بانفعال _ مفيش حاجة بينا عشان نتكلم فيها اغضبته بانفعالها عليه وغمغم باحتدام _ لأ فيه والمرة دي مش هرجع إلا لما نوصل لحل اركبي الأول خلينا نخرج من المكان ده. غمغمت بعناد _ لأ مش هركب انا هنزل على السلم رفع حاجبيه وهو يجيب ببساطة _ خلاص اللي تشوفيه أشار لها بالنزول لكنها بقيت على وضعها تنهد بتعب شديد وتمتم بلهجة حازمة _ هتفضلي واقفة كدة كتير يلا ننزل دبت الارض بقدمها وغمغمت برفض _ مش هنزل ولا هروح معاك في مكان. استغفر ربه يناجيه الصبر عليها ثم رفع سبابته في وجهها وتمتم بلهجة حادة لا تقبل نقاش _ هتركبي معايا من سكات ولا اركبك بطرقتي؟ ازدردت لعابها بوجل من تهديده وأخذت يد أخيها ودلفت المصعد بغيظ تلاها ولوجه ثم ضغط على الزر لينزل للاسفل وعينيه تلتهم محياها باشتياق وتساءل ماذا لو كانت زوجته الآن؟ وهل سيأتي ذلك اليوم أم كتب القدر عليهم الفراق ولن يجتمعوا يومًا. أما هي فقد كان قلبها يطالبها بالرأفة به وتركه لمن أحب لكن عقلها آبى تركها لتنعم بعشقه وأجبرها على فراق أرهق روحهما. تعشقه وتود التشبث به والعودة معه لكن لن تستطيع العودة إلى ذلك المنزل بعد ما حدث. توقف المصعد وقبل أن يفتح لها الباب وجدها تندفع وتخرج منه فيقوم باللحاق بها قبل أن تهرب كعادتها. تقدم منها ليقف أمامها يمنعها من الهرب وتحدث بانفعال _ هتفضلي تهربي مني لأمتى؟ زمت فمها بغضب وتمتمت بحدة _ يوم ما تبطل تضغط عليا وتسيبني في حالي التفت المارة لهم مما جعله يشعر بالاحراج و تحدث بحدة _ طيب يلا اركبي معايا خلينا نتكلم ونوصل لحل هزت رأسها بتعند _ قلت لأ يعني لأ ولو سمحت سيبني أمشي. لم يعد لديه صبر لذلك التعند لكنه احكم غضبه وتمتم بهدوء _ طيب هنتكلم في العربية ولو مش عايزة تركبي معايا تعالي نروح الكافية ده نتكلم فيه. قلبت عينيها بملل فهو لا يمل من اقناعها بالعودة مهما رفضت لذا ستذهب معه وتقطع اي أمل له في العودة. اومأت باستسلام وسارت بجواره حتى دخلوا ذلك المقهى وقام بوضع عمر في قسم الاطفال كي لا يتأثر بحديثهم ثم عاد إليها. اشاحت بوجهها بعيدًا عنه مما جعله يغضب من عنادها وغمغم بحدة _ هو انا هفضل قاعد حارسك كدة كتير؟ اجابت وهي على نفس وجومها _ انا ماجبرتش حد يقعد جانبي تقدر تتفضل ترجع البلد ومتجيش تاني. زم فمه باستياء وقال بنفاذ صبر _ مش هقدر آمن عليكي وانتي لوحدك وعشان كدة بطلب منك ترجعي البلد… لم تعد تستطيع التظاهر بالثبات فكشرت عن أنيابها وصاحت برفض _ لأ يعني لأ مش هرجع مهما حاولت، خلاص اللي بينا انتهى ومفيش حاجة ممكن تضغط عليا وتخليني أرجع، قصتنا انتهت لحد كدة خلاص ومفيش سبب يخلينا نكمل المسرحية الهابطة دي. تعلم جيدًا بأنها تجرحه بحديثها اللاذع لكن عليها ذلك لأجله فاردفت باتهام _ انت زمان اتخليت عني وانا فقدت معاك احساسي بالأمان، اه بحبك وقلبي عايزك بس عمري ما هسامح انسان ضعيف زيك مع أول ريح سابني واتخلى عني متجيش بعد ما الريح عدت تمدلي ايدك وتقولي تعالي لإن خلاص معدش ليها لزمة انت حقيقي بالنسبة لي انتهيت وانطوت صفحة سودة من حياتي مستحيل افتحها تاني أو اكمل على نفس نهجها. كان يستمع إليها بوجوم وكلماتها السامة تمزق قلبه دون رحمة، وكذلك هي لكن عليها أن تفعل ذلك كي لا تضعف أمامه ويجبرها على العودة لن تستطيع العودة إلى ذلك المنزل وهو لن يستطيع ترك بلده والبقاء هنا إذًا فليتحمل كلًا منهم نصيبه من العذاب نهضت من المقعد وانسحبت بهدوء لتنادي أخيها وتخرج من المقهى. أما هو فقد أخذ ينظر إليها بوجوم حتى أختفت من أمامه يعلم جيدًا بأنها تقول ذلك من وراء قلبها كي تجعله يبعد عنها وقد كان لها ما أرادت إذا طاوعها قلبها على إهانته بتلك الحدة فهو أيضًا سيطاوع عقله الذي يطلب منها الإنسحاب وتركها ويعود إلى بلدته. لقد انتهت عدتها وانتهى حقًا كل شئ الآن. انسحب بهدوء واستقل سيارته وعينيه تنظر إلى الطريق أمامه لكن تفكيره مع قلبه الذي تركه معها.. ❈-❈-❈ انتهى عصام من معاينته وجلس خلف مكتبه وهو يقول براحة _ الحمد لله مفيش حاجة تقلق نهض أمجد وهو يزرر قميصه ثم سأله _ طيب والألم ده. _ عادي جدًا بعد القلق والتوتر اللي اتعرضت له فحاول تكون ريلاكس شوية ومتضغطش على اعصابك عشان ميتكررش كتير سأله جاسر بقلق _ يعني مفيش اي خوف عليه؟ نفي عصام حديثه _ لأ طبعًا مفيش قلق العملية ناجحة ومفيش قلق منها ودي ضُغطات الانسان السليم بيتعرض لها عادي بس هو شكله بيعمل كدة عشان ياكل علينا حلاوة المولود ولا ايه ياأمجد. ابتسم أمجد وقال بنفي _ لا طبعًا مقدرش إن شاء الله هعمل عقيقة بس هتكون في البلد وانت صاحب بيت مش محتاج دعوة. عدل من وضع نظراته وقال بهدوء _ ماشي ياسيدي مع إن المشور طويل بس يستاهل انا بحب جو الصعيد أوي. خرج أمجد ومعه جاسر من الغرفة وهو يقول له برجاء _ ياريت ليلى متعرفش حاجه عن اللي حصل انا بقيت كويس الحمد لله. ربت جاسر على كتفه وتحدث بمزاح _ بحب انا الرجالة اللي بتخاف دي _ لا ياسيدي مش قصة خوف بس انا مش عايز اقلقها _ ماشي ياسيدي يلا ندخل بسرعة قبل ما تاخد بالها. في غرفة ليلى لاحظت غياب أمجد فسألت والدها _ بابا هو أمجد فين؟ اجاب جمال بخيرة _ مش عارف، خرج هو وجاسر من شوية تلقاهم بيشربوا حاجة في الكفاتريا دلف أمجد بعد أن طرق الباب فتبتسم ليلى بسعادة لرؤيته وقالت بعتاب _ ايه هتهرب من أولها؟ نفى حديثها وتقدم منها ليمسك يدها بتملك وتمتم بوله _ أنا أقدر داانا لما بفكر اهرب بهرب ليكي مش منك. دعست سارة على قدم جاسر وغمغمت بغيظ _ سامع الكلام الحلو. استغفر جاسر بيأس منها وغمغم بخفوت _ مش هتبطلي العادة الزفت دي. تمتمت بخفوت مماثل كي لا يسمعهم أحد _ ولسة اصبر بس لما نروح ده انا هعمل فيك عمايل سودة. ابتسم بمكر وتمتم بلهجة مازحة _ اعملي اللي انتي عايزاة انتي شفتيني مرة منعتك؟ اتسعت عينيها بصدمة من تفكيره وتمتمت بغيظ _ انت تفكيرك ديمًا شمال كدة ليه؟ غمغم بامتعاض من حديثها _ في ست محترمة تقول لجوزها تفكيرك شمال؟ _ ايوة عشان دي الحقيقة. انتبه كلاهما على صوت الباب فتقدم مصطفى ليفتحه علمًا بهوية الطارق انتبه الجميع ومصطفى يرحب بها _ أهلًا ياماما اتفضلي. دلفت سمر بتردد وهي تشعر بالاحراج منهم وقالت بخجل _ السلام عليكم رد الجميع السلام رغم اندهاشهم بمجيئها لم تندهش وسيلة فقد أخبرها مصطفى برغبتها بزيارتهم فرحبت بها بصدق _ أهلًا ياأم مصطفى اتفضلي تقدمت منها سارة لتقبلها وبداخلها رهبة من الموقف ومن رد فعلهم فقال جمال بترحيب _ اتفضلي نورتي المكان. رغم اندهاشها من استقبالهم الرحب لها لكنها من داخلها كانت تعلم بذلك هم حقًا كما اخبرها مصطفى، أهل للكرم فتمتمت برهبة _ اسفة إن كنت ضايقتكم…. قاطعتها ليلى بجدية _ لأ طبعًا تضايقينا أيه! أهلا بيكي في أي وقت _ انا قلت آجي أبارك واخطي خطوة اتأخرت فيها كتير أوي. ابتسم جمال بمجاملة _ توصلي متأخر افضل من إنك تهربي زي منصور ماعمل، بيتنا مفتوح ليكي في أي وقت شعرت سمر بالندم حقًا لابتعادها عنهم وحرمان أولادها منهم. مر الوقت بينهم ولاحظت فيه مدى تعلقهم ببعضهم البعض ❈-❈-❈ استيقظت مهرة صباحًا لتجد مهران واقفًا أمام المرآة يهندم ملابسه نظرت في ساعتها لتجدها التاسعة صباحاً فتمتمت بنعاس _ صباح الخير نظر لانعكاس صورتها في المرآة ورد بابتسامة _ صباح الورد التفت إليها ليدنو منها وقال بحنو _ قومي عشان هردلك المفاجأة عقدت حاجبيها بدهشة وسألته وهي تعتدل في الفراش _ مفاجأة أيه؟ _ وتفتكري هتبقا مفاجاة لو قلتلك _ بس انت عارف انا مش بحب الانتظار ارجوك قول بقا. تنهد بيأس منها وتمتم بهدوء _ الأول هنروح للدكتورة عشان نطمن وبعدها هقولك عليها. تعلمه جيدًا لن يبوح لها مهما فعلت فنهضت باستسلام وهي تغمغم بصبر نافذ _ ماشي ياسيدي لما اشوف. في المشفى بدات الطبيبة بمعاينتها ويد مهران لا تترك يدها وهما ينظران إلى تلك الشاشة الصغيرة فقالت الطبيبة بابتسامة عريضة _ مبروك يامهران بيه توأم نظرت مهرة إليه بسعادة وهي لا تصدق ما سمعته من الطبيبة _ توأم. اومأت الطبيبة وبدأت توصف لهم على الشاسة ومهران لا يصدق حتى الآن بأن أصبحت له عائلة وازدات أكثر تابعت الطبيبة حديثها _ انتي كدة في آخر الشهر التالت وإن شاء الله المرة الجاية هنعرف نوع الجنين تحدث مهران بصدق _ اللي يجيبه ربنا كله خير مش هتفرق. خرج الاثنين من المشفى بسعادة بالغة وتتمتم مهرة بعدم استيعاب _ انا مش مصدقة توأم مرة واحدة. اندهش مهران من فرحتها وسألها _ مالك فرحانة كدة انا قلت هتزعلي. جلست في مقعدها بالسيارة وجلس هو امام المقود وتولى هو القيادة ثم إجابته _ انا اصلًا بحب الأطفال جدًا وخاصة لما كنت بشوف اتنين توأم متخيلتش لحظة إني هعملها. رفع حاجبيه وهو ينظر إلى خصرها بأسف _ هنشوف رأيك هيفضل زي ما هو بعد شهرين ولا لأ. قطبت جبينها بضيق وغمغمت بانفعال _ تقصد ايه حضرتك؟ _ اقصد إنك هتتخني أوي والجمال اللي انا شايفه ده هيضيع. _ مش همك غير مصلحتك يعني اومأ لها بتأكيد _ بالظبط. هزت راسها بيأس منه ثم سألته _ قولي بقا فين المفاجأة؟ _ اصبري نص ساعة بالكتير وهتشوفيها. انتظرت مهرة بصعوبة ولسانها لا يكف عن السؤال وهو لا يرحيها بل يزيد من حيرتها حتى وصلوا إلى وجهتهم وما إن وقعت عينيها عليها حتى قالت بفرحة _ المزرعة. ابتسم مهران وقال بتأكيد _ اه ياستي هي المزرعة وهنفضل فيها اسبوع كمان. فتح الحارس البوابة فور رؤيته لمهران وظل يرحب به حتى وصل بسيارته لباب المنزل ترجل من السيارة وترجلت هي بدورها لتنبهر بتلك الخضرة الممتدة أمامها _ المكان جميل اوي يامهران. اتسعت ابتسامت مهران لبساطتها وأن اقل شئ يرضيها حتى لو كانت زيارة ورؤية ارض زراعية لا غير. _ عجبتك؟ _ جدًا لاح الحزن على ملامحه عندما تذكر مالكتها فقد كانت تعشقها كذلك _ المزرعة دي بتاعت حلم عيشت فيها بعد ما ماتت لإني رفضت اعيش مع جدي بعد اللي حصل حاول كتير أنه يقنعني ارجع اعيش معاه بس رفضت لحد ما مات على قد ما كنت كاره الوحدة بس كنت بحس براحة غريبة في المكان ده زي ما يكون بيواسيني وبيطمني انها عايشة تقدم خطوتين للأمام وتابع ذكرياته _ عشت هنا أيام جميلة معاها واحنا لسة صغيرين ولما كبرنا وبعدنا عن بعض بقت تيجي لوحدها نظر إليها ليجد غيرة تحاول اخفاءها وأسأله كثيرة تود معرفتها فأراد أن يكون واضحاً أمامها كـ كتاب مفتوح وتابع _ حلم بالنسبة كانت أخت حبيتها واتعلقت بيها بس لما كبرنا جدي قرر إننا نتجوز، حاولت كتير أفهمه إنها زي أختي بس كان رافض خيرنا يطلع بره وانا الطمع جوايا كان عميني صحيح كنت بحبها بس مش عشق لأ ده كان حب أخوي بس جدي معترفش به وأصر إننا نتجوز، وقتها طلبت منه يأجل الجواز لحد ما تتخرج يمكن مشاعرنا مع الوقت تتغير بس لقيتها زي ما هي ولما ظهر مصطفى في حياتها غيرت عليها وحاولت ابعده عنها وكان ممكن آذيه بس جدي منعني وقتها اغمض عينيه بألم للذكرى وتابع _ لو كنت اعرف اللي هيحصلها كنت وقفت قدام الدنيا كلها وجمعتهم، بس للاسف فوقت متأخر أوي. تعاطفت مع حالته وتقدمت منه لتقول بتعاطف _ بلاش تقسى على نفسك أكتر من كدة لأنه مش هيرجع اللي راح، وبعدين مفيش أي حاجة تثبت إنها فعلًا انتحرت يعني ممكن تكون بعدت مش أكتر. تنهد بيأس وقد آلمته الذكريات فتمتم بألم _ انا مخلتش مكان مدورتش فيه، روحت الجامعة قالوا انها انقطعت ومش بتيجي وده اكبر دليل إنها فعلًا ماتت. وضعت يدها على خده وقالت بثقة _ أنا متفائلة إنها لسة عايشة وهييجي يوم وافكرك. ابتسمت بود وتابعت _ بس وقتها تنسا اللي فات وتبدأ صفحة جديدة معها بعيد عن القسوة اللي عيشتها فيها. _ أكيد لو رجعت في يوم من الايام هعتذر عن كل حاجة عملتها وضايقتها مش بس قسوتي ليها، فلوس المزرعة دي لسة بحفظها باسمها في البنك يادوب جزء بسيط منه بخرجه صدقة على روحها لو كانت …(لم يستطيع نطقها لمدى قسوتها) ولو عايشة هترجع تلاقي حقها كله زي ماهو. أومأت بتأكيد _ إن شاء الله هترجع انا واثقة ابتسم لها بامتنان ثم تحدث بجدية _ طيب كفاية كدة واطلعي ارتاحي شوية من الطريق _ طريق ايه؟ دا احنا مكملناش نص ساعة وبعدين أنا عايزة اتفرج على الخضرة دي شوية. جذبها من ذراعها وتمتم بهدوء _ قدامك اسبوع بحاله تشبعي فيه براحتك فياريت تريحيني وتطلعي ترتاحي شوية الدكتورة حذرت من أي مجهود. طاوعته مهرة ودلفت معه المنزل ومنه لغرفتهم. ❈-❈-❈ في اليوم التالي ولجت غرفة مكتبه وهي تحمل القهوة بين يديها لتجده جالسًا على مقعده ويراجع بعض الأوراق أمامه لم ينتبه لها مما جعلها تشعر بالضيق من إهماله لها تقدمت منه لتضع القهوة أمامه وحينها نظر إليها بابتسامة وقبل يدها قائلًا _ تسلم ايدك. ثم عاد للأوراق أمامه وقفت بجواره تستند بظهرها على المكتب وغمغمت باعتراض _ هتفضل مشغول عني كدة؟ زم فمه باستياء وعينيه لا تنزاح من الاوراق _ غصب عني والله ياحبيبتي نص ساعة بالكتير وهفضالك. اغمضت عينيها باستسلام ثم سارت في أرجاء الغرفة تستكشفها فهي على طراز قديم لكنه فريد لفت نظرها صندوق صغير لكنه ملفت للنظر تقدمت منه تتحسسه ودفعها فضولها لفتحه لكنها وجدته مغلق أرادت أن تشغله قليلًا فنادته _ مهران ايه الصندوق ده؟ اغلق مهران الملف ثم عاد بظهره للوراء بارهاق فوقع نظره على ذلك الصندوق نهض ليتقدم منها ونظر له بعدم اكتراث _ مش عارف بس جدي وهو بيموت طلب يشوفني ضروري وقتها افتكرته باعتلي عشان يجبرني أرجعله ولما خلاص يأس طلب من وهدان أنه يسلملي الصندوق ده ضروري وبعدها مات مهتمتش به وانشغلت بموت جدي ومن وقتها وهو مكانه _ طيب بعدها مفتحتوش ليه يمكن يكون فيه حاجة مهمة. هز كتفيه بعدم اهتمام _ أكيد هيكون عقود لأنه كتب كل حاجة باسمي بعد موت حلم، مش فاهم ليه. دفعه فضوله أيضًا لفتحه ومعرفة محتواه أخرج مفتاحه من أحد الأدراج وقام بفتحه ليجد بالفعل بعض العقود الخاصة بالممتلكات وورقة أخرى يبد عليها القدم تناولها بيده وقام بفتحها ليتفاجئ بأنها رسالة، وممن؟ من والدته تسارعت دقاته وأخذت وتيرة أنفاسه تهدر بقوة وعيناه تجوب الكلمات بصدمة قضت على ما تبقى بداخله من تماسك. اندهشت مهرة من حالته ودنت منه تسأله بقلق _ في ايه يامهران؟ كان انطباق فمه وقسوة نظراته تنذرها بالتزام الصمت لكنها لم تصمت و عادت تسأله _ مالك في ايه؟ مـ… قاطعها هادرًا بها بغضب جحيمي لم تراه من قبل _ اطلعي برة. انتفضت بخوف شديد وحاولت معرفة ما يحدث لكن صوته الهادر منعها فتسرع بالخروج من الغرفة ويبقى هو وحده ينظر إلى تلك الرسالة بصدمة كبيرة قبل أن يشعر بضربة شديدة على رأسه أفقدته الوعي.
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول1 من هنااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني2 من هنااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا