رواية ثأر الحب الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
رواية ثأر الحب الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
الفصل السادس والعشرون
تطلع لها شريف قليلاً وأردف:
-ماشي يا بت عمي ماشي هسمع حديتك الماسخ ديه وهوافج لكن وربي ما أعبد لو فكرتي تلعبي بديلك وياي مش هيكفيني فيكي روحك وآنتي خبراني زين بت عمي.
ردت نورسيل بإقتضاب:
-أعملك أيه تاني بساعدك أهو عايز مني ايه تاني ؟
إبتسم ساخراً وقال:
-عايزك تفضلي عاجلة يا بت عمي ومتعلبيش بديلك واصل بلاش تخليني أعرفك مين هو شريف الشافعي صوح بالإذن.
تحرك تاركاً نورسيل تنظر في آثره بإذدراء فهي علي يقين أن هذا المعتوه سيوصلها إلي ما لا يحمد عقباه ولكن ما باليد حيلة فقد إنتهي الوقت وفات الأوان وأصبح لا يوجد مجال للتراجع .
❈-❈-❈
مساء وصل يوسف وعائلته ومعهم العديد من الحقائب بها كل ما لذ وطاب وكان في إستقبالهم شادي وسالم ووصفيه رحبوا بهم بحرارة وجلسوا سويا.
تحدث سالم معاتبا:
-ايه إلي چايبه ده كلاته يا ولدي عيب أنت چاي دارك.
أجلي يوسف حلقه وهتف بحنكة:
-ميجيش من بعد خيرك يا شيخ سالم أحنا أهل.
ربت سالم علي فخذه:
-تعيش يا ولدي تعيش.
إبتسم يوسف بهدوء وقال:
-أنا جاي النهاردة يا شيخ سالم أنا وعائلتي عشان نطلب إيد الأنسة نايا لأخويا عدي.
رد سالم:
-شادي خبرني يا ولدي.
ردد يوسف بحذر:
-طيب كويس رأي حضرتك ايه ؟
تنهد سالم بن وهتف بتعقل:
-الراي مش رأي يا ولدي الرأي رأي العروسة وهي وافجت.
إبتسم عدي بإتساع بينما تحدث يوسف متسائلاً:
-خير وبركة طيب طلبات حضرتك ايه ؟
أجاب سالم معترضا:
-أخص عليك يا ولدي أحتا مفيش بنتنا الكلام ده.
هتف يوسف بإصرار:
-لأ يا حاج ده حقها ولازم تاخده.
تنهد سالم بقلة حيلة:
-خلاص يا ولدي زي ما أتعمل لخيتها وخيتك مع أني واثج فيك يا ولدي إنك مهتظلمهاش واصل.
أرجع يوسف رأسه إلي الخلف هاتفا بصدق:
-نايا بالنسبة ليا زي عهد يا شيخ سالم اطمئن ولو في يوم حصل اي سوء فهم لا قدر الله بينها وبين عدي أنا إلي هقف ليه.
❈-❈-❈
إبتسم سالم بثقة:
-عارف يا ولدي ومعنديش شك في إكده أنت راچل من ضهر راچل يا ولدي..
تحدث عدي بلهفة:
-طيب خلونا في المهم الفرح أمتي ؟
ضحك الجميع وتحدث سالم مداعبا:
-مستعجل إياك يا عريس إياك ؟ طيب يا سيدي حابب الفرح ميتي ؟
رد عدي بلهفة:
-بكره لو حابب أنا جاهز.
نظر له الجميع بإستنكار وقال سالم:
-بكره أيه يا ولدي اتكلم كلام ناس عاجلة إن كت رايد متاخرشي ممكن تدخلوا مع شريف آخر السبوع ويبقي الفرح فرحين .
نظر عدي إلي يوسف الذي تحدث معارضاً:
-هو أيه أكيد بالنسبة لينا مفيش مانع لكن بالنسبة لشريف إبن حضرتك مظنش هيوافق .
❈-❈-❈
وه وأنا أطول نايا بت عمي وأختي صغيرة تتجوز وايي في نفس اليوم وأرفض والله لو أجظر كت أتنتطت من الفرحة بس ضهري بيوچعني قالها شريف ساخرا وهو يدلف إلي الغرفة وجلس واضعاً ساق فوق ساق دون إحتراما لأحد.
وضع يوسف هو الآخر ساق فوق ساق وهتف ساخرا:
-بجد سلامة ضهرك كده ليه شد حيلك أنت داخل علي جواز رأي لو فضل ضهرك واجعك أجل الجوازة أحسن.
إبتسم شريف ساخرا وهتف بنبرة ذات معني:
-لاه أطمئن عليا أنا زين جوي وإلي بيته من جزاز ميخبطش الناس بالطوب .
قطب الآخر جبينه فحديثه المبطن هذا لم يخفي عليه كاد أن يتحدث ولكن صوت سالم الحازم جعله يصمت إحترما.
تحدث سالم بحزن منعا للتشاحنات فهو علي يقين أن ولده لم يمرر الأمر مرور الكرام:
-تمام يبجي ليلة واحدة.
تحدث يوسف بهدوء وقال:
-مفيش مشكلة بس الفرح يا حاج يبقي في الساحة الكبيرة ويكون مناصفة .
رمقه سالم معاتبا:
-ليه بس يا ولدي أحنا مش حولنا واحد ؟
أومئ يوسف مؤكداً وقال:
-أكيد طبعاً يا حاج بس الحق حق يا حاج ها قولت ايه ؟
تنهد سالم بقلة حيلة:
-إلي تشوفه يا ولدي.
إبتسم شادي وتمتم:
-طيب هطلع أنادي لعهد والبنات بعد إذنكم تحرك متجهاً إلي الأعلي وعاد بعد قليل وبرفقته زوجته وإبنتي عمه سلموا على الجميع وجلست نايا جوار وصفية وعهد جوار زوجها ونورسيل كذلك جلست جوار يوسف مضطرة فلم يكن هناك مكان فارغ سوي جواره علي الأريكة وضع يوسف يده علي كتفها ضاما إياه بتملك داخل أحضانه رامقا شريف بنبرة ذات معني .
❈-❈-❈
دلف يوسف الباب وهي خلفه وما أن أغلق الباب أمسكها من ذراعها بعنف صاحت هي بآلم:
-أه إيدي في أيه ؟
تطلع لها بجمود وقال:
-هو سؤال واحد يا نورسيل وعايز إجابته منك وفورا.
أنت بألم:
-سؤال أيه سيب إيدي دراعي هينكسر.
ترك يدها وجلست هي علي الفراش تدلكه بألم وقف هو أمامها مشرفا عليها بطوله:
-في حد يعرف طبيعة علاقتنا ؟
تطلعت له بحيرة:
-مش فاهمة ؟ صمت قليلاً وهتفت بإستنكار نعم ؟ قصد لأ طبعا تفتكر اني اقدر اقول لعمي ولا مراته علي الكلام ده ولا حتي نايا !
ردد بإصرار:
-متأكدة مفيش حد ؟ كلام شريف إبن عمك ميقولش كده ؟
علي ذكر إسم شريف ابتلعت ريقها وهتفت كاذبة:
-نعم شريف لا انت أكيد بتهزر فاكرني أيه عشان اتكلم في حاجة زي دي.
تنهد براحة وأرجع خصلات شعره إلي الخلف وأردف:
-تمام.
جلس جوارها يتفحص يدها مغمغما بتساؤل:
-بتوجعك ؟
ظلت تنظر له بحيرة فهو مزيج غريب عصبي حنون رقيق مجموعة من الصفات لم تمر عليها من قبل فاقت من شرودها علي صوته القلق:
-ايه يا نورسيل ردي عليا بتوجعك ؟
رمقته بحيرة وقالت:
-لأ مش أوي.
قبل يدها برقة متمتما بأسف:
-أسف حقك عليا.
كل دقيقة يجعلها تشعر بالدونية مما تخطط له فاقت علي هزة خفيفة منه تطلعت له.
تحدث هو بحيرة:
-مالك كل شوية بتسرحي في أيه ؟
هزت نورسيل رأسها نافية:
-مفيش حاجة هقوم أخد شور بعد إذنك.
مط شفتيه بحيرة وقال:
-أتفضلي.
فرت من أمامه متجهه إلي المرحاض بينما هو نهض يجري إتصالا بعلي وعامر يخبرهم بزيجة عدي وفي النهاية هاتف عنه فهو علي يقين أن المكالمة لن تمر مرور الكرام فإذا كان الأمر بيد عمه لكن حرق الأخضر واليابس.
أنهي المكالمة مع عمه وهو يتنهد براحة كأن جبلا قد أزاح من فوق قلبه .
نهض مغيرا ملابسه وتمدد جوار تلك النائمة التي أنهت حمامها وغفت بينما ظل هو مستيقظا ينهي مكالماته تمدد هو الآخر كي ينعم ببعض الراحة فليس أمامهم سوي اسبوع واحد لن يستطيع السفر إلي القاهرة لمي يقوموا بالاستعداد لحفل الزفاف المنتظر.
❈-❈-❈
تمدد علي الفراش وعلي وجهه إبتسامة عريضة فأسبوع واحد هو ما يفصله عن مالكة قلبه يقسم أنه سيمحي كل الآلم الوجع الذي عاشته بفعل هذا الحقير مهما كلفه الأمر.
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي ذهبت نورسيل برفقة عدي إلي منزل عمها من أجل آخذ نايا وعهد لكي يسافروا إلي القاهرة يقومون بإنتقاء ما يريدونه بينما ظل يوسف ووالدته يتابعون الاستعدادات.
في المساء عادوا وكذلك حضرت عليا وعامر وبرفقتهم عائلة عمه لم يتواني عمه عن إطلاق كلامه اللاوعي لكنه لم يهتم به ولا يعبئ بما يقوله حتي فهمه دائما ما يكون معترضا علي كل شئ.
❈-❈-❈
عند حنين علمت بالزيجة المنتظرة وإنتفض قلبها عندما علمت أنا ستقابل منقذها تخشي أن يتذكرها ويفتضح قلبها ولكن ما يريح قلبها أنها الأن منقبة.
لم ترغب بشراء شئ ولا الاستعداد لهذه الزيجة وتركت زمام الأمور إلي والدتها التي لم تتواني عن شراء كل ما يلزمها بطيب خاطر بأموال زوجها المنتظر.
أما فستان زفافها فقد إشتراه هو بناءً على إختياره هو ولم تكلف هي نفسها العنان كي تراه حتي .
❈-❈-❈
أما عدي ونايا فقد إختاروا الفستان الخاص بها أثناء ما كانوا في القاهرة وكذلك قاموا بإختيار البدلة الخاصة بعدي.
❈-❈-❈
مرت الأيام بسرعة البرق وجاء يوم الحناء فقد قام سويف بعمل حفل حناء كبير خاص بعدي في قصرهم .
وكذلك فعل سالم المثل أقام حفل حناء كبير لبكره ولإبنة أخيه وها قد جاء اليوم المنتظر يوم الزفاف.
❈-❈-❈
في منزل حنين.
قد أحضر لها شريف خبيرة تجميل خصيصا من القاهرة كما فعل هذا العدي مع إبنة عمه المصون رغم أن حنين منتقبة ولن تتخلي عن نقابها لكنه لن يترك إبنة عمه أن تكون أفضل منه في شئ.
جلست حنين أمامها علي مضض وتركتها تعبث كما تشاء بوجهها فاليوم زفافها وإنتهي الأمر.
بعد مرور بعض الوقت كانت تقف والدتها أمامها وبعض النساء يطلقون الزغاريد والتسمية .
إقتربت منها والدتها وأنزلت النقاب علي وجهها وجلست وسط النساء حتي يأتي عريسها المنتظر لآخذها.
❈-❈-❈
في منزل سالم الشافعي.
لم يختلف الأمر عند نايا ولكن الفرق كان برفقتها عهد ونورسيل التي آصرت ان تبقي معها.
تألقت نايا في فستانها وكانت ملكة متوجه بالفعل وكذلك عهد بفستانها الموڤ بينما تألقت نورسيل بفستان أحمر ناري جعل منها حورية وزاد بشرتها البيضاء جمالاً فوق جمالها.
❈-❈-❈
في قصر المغربي.
إستعد بقية النساء لاستقبال العروس المنتظرة فعدي سيأتي بعروسه إلي هنا ثم يعود إلي الساحة المقام بها الزفاف وكذلك نفس الوضع لدي شريف سيقوم بإيصال عروسه إلي منزله ويعود إليهم…….
❈-❈-❈
تم عقد القران في المسجد تم عقد قران شريف آولا وكان يرتدي جلباب صعيدي وعباءة ، وكان والده وشقيقه الشهود.
بينما علي الطرف الآخر تألق عدي في بدلته السوداء وكان سالم وكيل العروس ويوسف وعلي إبن عمهم الشهود.
إنتهي عقد القرآن وتوجه سالم والرجال إلي ساحة الزفاف التي تضم العائلتين بينما ذهب الشباب لإحضار عروس شريف آولا وبعدها نايا.
❈-❈-❈
توقفت السيارات أمام منزل عائلة حنين ودلف والدها وحضر بعد دقيق وبرفقته العروس.
بينما وقف في إنتظارها شريف وإلي جواره شادي .
إقترب شريف وآخذ عروسه وتحرك بها وما أن رفعت رأسها ورأت شهاب أمامها جحظت عيناها بصدمة وتوقفت لاحظ الجميع هذا وكذلك والدتها التي تحدثت بصدمة وهي تشير الي شادي:
-مين ده بسم الله الرحمن الرحيم؟
تحدث شريف بتوضيح:
-ده خيي شادي توجم شهاب الله يرحمه .
تنهدت براحة وقالت:
-متأخذناش يا ولدي مكناش خابرين إنكوا توجم.
رد شادي ببساطة:
-ولا يهمك يا خالة.
جثتها والدتها إلي التحرك لكن جابت عينها تبحث عن شخص آخر وعيناها تتحرك علي الوجوه من حولها حتي وجدته عندها إبتلعت ريقها بتوجس فنظرة عيناه التي تابعت ما حدث يبدوا انه علم هويتها.
ركب الجميع السيارات متجهين إلي منزل سالم الشافعي.
❈-❈-❈
وصلت السيارات وهبط الجميع وكان في إستقبالهم وصفية وبعد النساء الذين أطلقوا الزغاريد ما أن هبطت العروس أدخل شريف العروس إلي مدخل السيدات دلف شادي أحضر إبنة عمه وسلمها إلي عدي الذي تمالك نفسه بصعوبة ألا يآخذها في أحضانه وإكتفي بتقبيل جبينها برقة وعاونها علي صعود السيارة وركب جوارها.
بينما في السيارة الآخري ركبت عهد جوار زوجها.
بينما وقف يوسف في إنتظار زوجته التي خرجت آخيرا بفستانها الاحمر الناري وخطف لبه إقترب منها هاتفا بهمس:
-زي القمر.
إبتسمت بخجل ولم تتحدث شبك يده في إيدها متجهين إلي سيارة يوسف .
لم يخفي هذا عن أعين هذا الذئب الجائع الذي يترصد لفرسيته.
❈-❈-❈
وصلت السيارات إلي قصر المغربي في الصعيد ودلفت العروس والنساء وعاد الرجال مرة إلي إلي ساحة الزفاف.
ظل الزفاف قائماً حتي ساعات الصباح الأولى وعاد كل عريس لعروسته.
توقف شادي مع يوسف مغمغما بتساؤل:
-هترجعوا القاهرة إمتي ؟.
رد يوسف :
هرجع الصبح أن شاء الله.
شادي بتوضيح:
-والجماعة ؟
هتف بتفكير:
-يومين كده علشان أهلك لو حابين يباركوا أنا أصلاً هسيبك نورسيل تبقي هنا جنب أختها .
أومئ شادي مفكراً:
-خلاص خلينا انا كمان هنا وابقي أرجع معاهم هروح مع شريف والحاج وأرجع أخد عهد.
أومي بإبتسامة:
-تمام.
إبتسم شريف بإنتشاء بعد سماعه إلي حديثهم فيبدوا أن فرحته ستكون فرحتين اليوم زفافه وآخذ ثأره من هذا الحقير.
❈-❈-❈
وصل شريف واتجه إلي الداخل هو ووالده وإنسحب شادي كي حضر زوجته فالعروس منقبة ومن المؤكد والده سوف يراها فيجب أن يسحب هو حتي لا يسبب لهم الإحراج.
ولج شريف ووالده ووالد عروسه وجد النساء قد غادروا ولم يتبقي سوي والدته ووالدة عروسه.
ضمت وصفية شريف بحنان:
-مبارك يا ولدي مبارك.
قبل جبينها بحب:
-الله يبارك فيكي يا أماي.
سلمت عليه والدة حنين:
-مبارك يا ولدي.
رد شريف بابتسامة:
-الله يبارك فيكي يا خالة.
هتفت وصفية بحنان:
-عروستك فوج بجوضتك أطلع لها وإقتربت منه هامسة أوعاك تتچنن وتفكر تعمل بعروستك إلي كنت رأيك خيك يعمله بمرته.
رد بهدوء:
-حاضر يا أماي بالإذن.
صعد عدي وإستأذن والدي حنين بالمغادرة ولكن آصر سالم ان يقوم السائق بإيصالهم.
❈-❈-❈
صعد إلي غرفته وبداخله سعادة وفرحة كبيرة لا يدري لما لكن كل ما يعرفه أنه سعيد لامتلاكه لحنينه التي باتت تشغل حيز من تفكيره الفترة الماضية.
فتح الباب ودلف وجدها تجلس علي الفراش ونقابها مازال يغطي وجهها وعلي ما يبدوا من انتفاضة جسدها أنها خائفة.
أغلق الباب خلفه وتحميل إنتفضة هي ونهضت إقترب منها هاتفا بدعابة:
-وه أنتي خايفة يا عروسة لو مكنتيش عملتي إلي عملتيه وياي في الأرض كنت جولت خايفة مني تنهد وقال بصي يا بت الناس أنا يمكن في عيوب كتير جوي ومتعديش كومان لكن عمر ما افكر أزي مرتي وإلي هتكون في يوم من الأيام أم عيالي.
لا تنكر أن كلامه هذا بث الراحة داخلها قليلاً ولكن مع صوت أقدامه التي تقترب منها ظلت هي تتراجع إلي الخلف إلي أن إصطدم جسدها بالجدار خلفها.
ضحك وقال:
-وه هتفضلي ترچعي بضهرك لوين خلاص حيطة سد.
وقف أمامها ورفع يده ممسكاً بطرفي نقابها رافعاً إياه عن وجهها رويدا رويدا الا أن رأي وجهها الملائكي تمتم بصوت خافت ولكن وصل إلي مسامع الآخري :
-بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن فيما خلق.
هز رأسه سريعاً وتحدث بتوتر:
-غيري خلاجاتك واتسبحي عشان نصلي ركعتين أنا داخل الحمام ولم تخلصي خبط علي الباب بالإذن.
ألقي جملته وغادر سريعاً هي زوجته بالفعل لكن لا يريد أن ينساق وراء قلبه فالقلب إذا غرق بالحب يجعل منك شخصاً ضعيف….
الفصل السابع والعشرون
تنهدت براحة وجلست علي الفراش دقائق تسترد أنفاسها ونهضت تنزع حجابها وتغير فستان الزفاف.
بعد دقائق كانت قد إنتهت وإرتدت إسدالها إتجهت الي المرحاض وطرقت الباب فتح هو بعد ان غير ملابسه مرتديا جلباب بيتي.
تحدثت بإرتباك:
-عايزة اتوضي.
اومئ لها وغادر من المرحاض دلفت هي خرجت بعد قليل بعد أن توضت أدوا ركعتين يبدأو بها حياتهم.
❈-❈-❈
وصل عدي والرجال وجد والدته تجلس وجوارها عروسه وشقيقتها وشقيقاته يجلسوا معهم وبرفقتهم زوجة عمه وزوجة علي.
لما يبالي بأحد وإتجه الي نايا وأمسك يدها يساعدها علي النهوض .
نهضت هي وكذلك نهض الجميع وبارك لهم تلقي التهاني وبعدها حمل عروسه بلهفة ضحك الجميع وشهقت نايا بخجل ودفنت وجهها في صدره .
فتح الجناح بكوع يده وولج داخل الغرفة غالقا الباب بقدمه وإتجه الي الفراش وقام بوضعها عليه برقة كأنها قطعة من الزجاج يخشي أن تنخدش.
إعتدلت بخجل وجلس هو علي ركبيته أمامها بحب مقبلا كلتا يديها :
-النهاردة أنا أسعد راجل في الدنيا كلها أتجوزت أجمل بنت في الدنيا كلها.
هتفت بخجل :
-أجمل بنت في الدنيا كلها مرة واحدة مش للدرجة دي.
غمغم بصدق:
-بالنسبة ليه عيوني مشفتش أجمل منك ولا هتشوف غيرك من الأساس نايا انا مش بس بحبك انا بعشقك من يوم ما شوفتك وانا متيم بيكي.
نهضت بخجل مبتعدة عنه وقالت بتوتر:
-أنا جعانة .
نهض هو الآخر بصدمة :
-نعم جعانة ؟
تمتمت بخجل:
-ايوة.
تنهد بحسرة وقال:
-طيب نغير هدومنا وناكل الآكل اهو قالها وهو يشير الي الطعام الموضوع علي الطاولة.
لاحظ خوفها إقترب منها مغمغما بصدق:
-ممكن تهدي ومتخافيش لو سمحتي ايه رأيك نغير ونتوضي ونصلي ركعتين ونقعد نتعشي أنا كمان جعان أوي.
أومئت بخفة هتف متسائلا:
-تحبي تدخلي الحمام ولا أدخل انا وخليكي أنتي هنا ؟
هتفت بخجل:
-خليني أنا هنا.
إبتسم بهدوء وقال:
-علي راحتك مش هخرج غير لما تنادي عليا بعد إذنك.
دلف هو الي المرحاض يغير ملابسه وتنهدت هي براحة وهي تحمد الله داخلها أن المولي عز وچل من عليها برچلا حنون ويحبها بصدق مثله..
❈-❈-❈
بعد مرور نصف ساعة لاحظ تأخرها شعر بالخوف عليها تحدث من الداخل :
-نايا انتي كويسة ؟ اخرج.
جاء صوتها الخافت اخيرا ان يخرج تنهد براحة وخرج من المرحاض.
فتح الباب وجدها مرتدية إسدال الصلاة وتقف في إنتظاره إبتسم بخفة واقترب منها مغمغا بتساؤل:
-طالما خلصتي ليه منادتيش عليا ؟
هتفت بخجل :
-اتكسفت.
إبتسم عدي بهدوء وقال:
-طيب نصلي ؟ ولا مش متوضية ؟
هزت راسها بإيجاب:
-لا متوضية .
إبتسم وقام بفرش سجادتين الصلاة وأمها وصلوا ركعتين وما ان إنتهي من الصلاة وضع يده فوق رأسها مما جعل جسدها ينتفض أسفل يده شعر بغصة داخل قلبه وهو علي يقين ان هذا الوغد هو السبب في حالتها تلك تنهد بأسي وقال بصوت عذب "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه"
أنزل يده وتحدث بمرحه المعتاد:
-ممكن أعرف القمر بتاعي ماله ؟ مكسوفة كده ليه ؟ عارف انك مكسوفة مني ولو بإيدك هتقومي تهربي مني كمان بس انا عايز أعرفك حاجة يا نايا أنتي مراتي وانا جوزك يعني انا الشخص الوحيد الي متفكريش تتكسفي منه لانه مخلوقة من بين ضلوعي يا نايا عارفة لو أنتي عريانة وقدامك انا وأبوكي وأخوكي هتستخبي فيا أنا فهمتي رفع وجهها بأطراف أصابعه وباليد الآخري يمسح دموعها بخفة.
ظلت صامتة ودموعها تنساب الي ان ألقت بنفسها داخل أحضانه تبكي وتشهق وهي تتذكر كل ما مرت به سابقا من هذا الوغد.
رأف هو بحالتها وضمها الي أحضانهه بقوه هاتفا بأذنها بهمس :
-إهدي يا قلبي متخافيش من حاجة طول ما انا جنبك ومفيش حاجة هتحصل غير برضاكي وموافقتك يا عمري أنا بحبك واهم حاجة عندي راحتك وساعدتك يا عمري.
هتفت بصوت خافت من بين شهقاتها:
-موافقة.
أبعدها عنه بعدم تصديق أومئت هي برأسها بإيجاب ولما لا هو فهي تزوجت رجلا جعلها تشعر بالأمان والسند من آول دقيقة يقفب عليهم بابا واحد.
"الحب ، الأمان ، الراحة ، السند ، كلها ، وجهات لعملة واحدة لرجلا أحب بصدق ، وصدق ما عاهد الله عليه "
"رفقا بالقواير يا بن أدم ، إذا أردت أن تملك قلب حواء ، فعليك أن تجعلها تشعر بالأمان والحب تجاهك ، وقتها ستملك قلبها "
❈-❈-❈
جلس علي الفراش بوهن يفرق عنقه بآلم فالآسبوع الماضي كان مرهقا عليه بشكل كبير وليس هذا فحسب فعليه في الصباح الباكر ان يسافر الي القاهرة كي يباشر عمله.
فتح باب الجناح ودلفت بصعوبة وهي تحمل طبقين بيدها إحداهما طعام عادي والآخر حلوة ومشروب غازي.
أغلقت الباب بقدمها ووضعت الطعام علي الطاولة تتناوله بنهم أسفل نظراته المنصدمة من كمية الطعام التي معها.
رفعت رأسها وجدته يطالعها رددت بغيظ:
-في ايه بتبص ليا كده ليه مشوفتش حد بياكل قبل كده ؟
غمغم بحيرة:
-لا شوفت بس أنتي في العادة أكلك قليل أصلا.
أومئت بتأكيد وهتفت :
-أنت مش فاهم أنا مأكلتش من إمبارح.
رمقها بحيرة:
-نعم مأكلتيش من إمبارح ليه ؟
هتفت بتذمر:
-عشان الفستان .
بدل نظره بينه وبين فستانها وقال:
-ماله الفستان مش فاهم ؟
ردت بتوضيح :
-الفستان ده كان عاجبني ولبسته المشكلة ان السوسة مكنتش بتقفل للآخر البياعة وعهد إقترحوا انا مأكلش قبل الفرح بيوم ويوم الفرح وهو يقف وكلامهم صح.
أغمض عينه وفتحها أكثر من مرة بعدم تصديق وهو يضرب كف بكف وقال:
-ما ينحرق الفستان شوفي غيره لكن تفضلي يومين من غير أكل وفكرة الهبلة عهد كمان والله أنتوا يا بنات عليكم حاجات غريبة والله.
لم تعبئ به وظلت تأكل بشراهة وهو يجلس علي الفراش واضعا يده أسفل ذقنه بتسلية.
أنتهت من الطبقين وأصبحت بطنها ممتلئة وأصبح لا يوجد مجال للنفس حاولت النهوض كي تخلع فستانها فأصبح يطبق عليها بشده.
ولكن ما أن نهضت حتي دوي صوت إنفجار سوسة الفستان وتدلي علي أكتافها حمدت الله في داخلها أنها ترتدي بضي أسفله.
ظل يوسف ينظر لها ان إنفجر ضاحكا وهي تقف بخجل توقف أخيرا عندما لاحظ هذا ونهض وقف أمامها هاتفا بتعقل:
-زعلانة ليه ؟
غمغمت بحزن:
-عشان الفستان أتقطع وكان غالي أوي.
هتف باللامبالاة وهو يربت علي ذراعها بحنان :
-وأيه يعني غالي مفيش حاجة تغلى عليكي أصلا فداكي وبعدين عايز اعرف عقلك فين وانتي مأكلتيش امبارح ولا النهاردة قدر كان حصلك حاجة علي فكرة الفستان مش حلو اوي .
رفعت رأسها بصدمة أكمل هو بصدق:
- أنتي الي محلية الفستان أصلا.
إبتسمت بخجل تحدث هو بوهن:
-يلا غيري الفستان وانا هاخد شور وأصلي الفجر وألحق أنام ساعتين هسافر الصبح.
هتفت بحيرة:
-أحنا هنسافر الصبح ؟
هز رأسه نافيا :
-لا انا عشان اتابع الشغل انتوا بعد يومين.
لا تعلم لما شعرت بنغزة داخل قلبها تحدثت بلهفة:
-خليك.
التفت لها متسائلا.
رددت بإرتباك:
-خليك هنا جنب عدي وكمان عمي وأهلي لو جم قدر عمك ضايقهم خليك ونسافر كلنا سوا.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-تمام هخليني عشان خاطر عيونك الحلوين.
تنهدت براحة وتحركت من أمامه وهي متمسكة بفستانها الممزق كي لا يتساقط من فوق جسدها.
❈-❈-❈
صباحا فتحت نايا عيناها وجدت نفسها مكبلة داخل أحضانه حاولت أن تبتعد عنه بخجل ولكن جاءها صوته الحنون:
-متحاوليش خلاص بقيتي أسيرتي للأبد يا قطة.
شهقت بخجل:
-انت صاحي؟
تمدد علي ظهره ويده تكبلها والاخري أسفل رأسه وغمغم بصدق :
-انا منمتش اصلا يا قلب عدي بعد ما أنتي نمتي فضلت أتأمل فيكي خايف لتكوني حلم وأفوق منه .
إبتسمت نايا بخجل:
-للدرجة دي ؟
هتف بحب:
-للدرجة دي وأكتر يا روح قلبي كمان .
هتفت بصدق:
-ربنا يخيلك ليا حبيبي وميحرمنيش منك أبدا .
رد الآخر بحب:
-ولا يحرمني منك يا روح قلب وعشق عدي .
قطع وصلتهم طرق علي باب الغرفة نظروا الي بعضهم وهتف عدي ضاحكا:
-كده مش هنام اصلا المباركات بدأت هقوم أفتح وأنتي يا روحي أجهزي .
أومئت بإيجاب :
-حاضر.
إنتظر حتي دلفت الي غرفة الملابس وبعدها الي المرحاض نهض هو يفتح الباب وجد والدته وزوجة عمه والخادمة التي وما أن فتح باب ألقت الزغاريد دفعة واحدة ضمته والدته بحب وزوجة عمه باركة له أخذ هو صينية الطعام من الخادمة ودلف بها بعد ان اخبر والده أنهم سيهبطوا بعد قليل إليهم.
وضع الصينية علي الطاولة وخرجت نايا من المرحاض مرتدية عباءة إستقبال من اللون الأبيض مطلقة العنان لخصلات شعرها الحريرية.
أطلق صفيرا بإعجاب خجلت الاخر هتف بمرح :
-لا انا اروح اهد حمام واجهز عشلن نفطر وننزل للناس الي تحت دول …
❈-❈-❈
إستيقظ يوسف ونورسيل آثر صوت زغاريد الخادمة نهض يوسف بتثاقل ونظر الي نورسيل قائلا:
-هتكملي نوم ولا هتنزلي ؟
غمغمت بوهن:
-لا هقوم أكيد نايا صحيت.
أومئ بإيجاب:
-تمام.
إرتدوا ملابسهم وإستعدوا وهبطوا سويا الي الأسفل وجدوا الجميع مستيقظين جلسوا معهم.
هتف يوسف متسائلا :
-أنا صحيت علي صوت الزغاريد قولت عدي نزل .
ردت صفاء بإيجاب :
-أه يا حبيبي هيفطروا فوق ونازلين عشان يسلم علي الجماعة لان عمك مصمم يسافر دلوقتي وعلي كمان.
تطلع لهم يوسف بحيرة:
-مستعجلين ليه يا عمي ؟
تحدث عوني بغلاظة:
- مستعجلين والله انا الود ودي ما كنتش احضر الفرح ده بس لأجل عيون عدي وانا كبيركم مكنش ينفع محضرش هصغر منكم قدام الناس.
قلب يوسف عينه بملل من حديث عمه الذي لا قيمة له من الأساس.
همهمت نورسيل بصوت خافت لم يسمعه سوي يوسف:
-بتفكرني يا عم حبظلم بكلام تيمون في كرتون سيمبا ده مش ملك ده شبل بزمبلك انت بقي الزمبلك ده.
لم يستطيع يوسف تمالك ضحكاته أكثر من ذلك علي حديث زوجته علي طريقة حديث عمه .
تطلع له الجميع بحيرة بينما شحب وجه نورسيل توقف عند الضحك وهتف معتذر:
-سوري يا جماعة إفتكرت حاجة تضحك التفت الي علي وقال وأنت يا علي مسافر ليه خليك ؟
غمغم عوني ساخرا:
-أصل الهانم مراته تعبانة ومحتجاه عشان تعبانة من الحمل دلع بنات مرئ.
هتف علي بضيق:
-بابا بعد إذنك بلاش تتكلم عن مراتي كده.
رمقه عوني بضيق وصمت .
بعد قليل هبط عدي ونايا ونهض الجميع يرحب بهم ويباركوا لهم وكالعادة عوني ظل جالسا بغرور إضطر عدي ان يذهب اليه إحتراما لعمره لا أكثر.
مر الوقت وغادر عوني وزوجته وعلي …..
❈-❈-❈
إستيقظت حنين علي طرق علي بابا الغرفة ألتفت الي شريف كي تقوم بإيقاظه من أجل أن يفتح الباب علي الرغم من غلاظته ولسانه الحاد لا تنكر حنيته معه وإحتوائه لها..
فتح عينه بوهن ونظر لها بتيه تحدثت بصوت خافت:
-الباب بيخبط.
أومئ لها ونهض بتثاقل وقال :
-جومي روحي الحمام واتسبحي تلاجيها امي والستات چايبين فطور الصبحية.
نهضت سريعا ونفذت ما قال إتجه هو الي باب وجد والدته وزوجة شقيقه ووالدة حنين ومعهم بعض النساء تنحي لهم جانبا ودلفوا وهم يطلقون الزغاريد.
باركوا لهم وبعد قليل خرجت حنين من المرحاض مرتدية عباءة وحجاب .
سلمت علي والدتها أولا وحماتها والتي عرفتها بدورها علي عهد يليها باقي النساء بعد قليل هبط شريف الي مجلس الرجال.
❈-❈-❈
بعد مغادرة المباركين جهزت وصفية زيارة عامرة وذهبت برفقة سالم وشادي وعهد من أجل المباركة إلى نايا وجلسوا معهم ولكن بعد ان سلمت نورسيل عليهم تحججت وتركتهم وصعدت تجلس في غرفتها تبكي علي حالها فلما لم يفعل معها عمها وزوجته هكذا فيوسف وعائلته قاموا بالمثل مع عهد ولكن هي لم يعبئوا بها من الأساس هي لا تغار من شقيقتها لا بل بالعكس هي سعيدة من أجلها ولكنها تشعر أنها رخيصة ولا قيمة لها لديهم.
راقب يوسف نظراتها الي عائلة عمها وكذلك إنسحابها استأذن الآخر وصعد خلفها وفتح الباب ودلف وبالفعل وجدها تبكي كما كان يشك يعلم جيدا فيما تفكر فهو الآخر حزن لأجلها.
عندما رأته مسحت دموعها بكف يدها كالأطفال إقترب هو وجلس جوارها وضمها عنوة داخل أحضانه وهتف بهمس:
-إهدي عارف انتي بتفكري في ايه بس احنا ظروف جوازنا غير وكمان سافرنا القاهرة في نفس اليوم مكانش في مجال يجوا يباركوا لينا من الأساس فهمتي ؟
هتفت بدموع:
-محدش كلمني اصلا غير نايا كأنهم خلصوا مني علي اساس مش هما الي ورطوني في الجوازة دي .
آلمته كلمتها لكن تركها تخرج ما بها الي ان هدأت تماما وسكنت داخل احضانه بعد أن تأكد من نومها مددها علي الفراش وتأملها قليلا وتنهد بقلة حيلة فيبدو ان الطريق معها مازال الطويلا لكن صبرا ال ياسر فهو صبور الي اقصي حد وسيترك لها المجال كما تشاء حتي تأتي هي له خانعة برضاها فسيجعلها تحبه وتهواه كما يحبها هو ويهواها.
❈-❈-❈
غادرت عائلة نايا وإستأذن عدي كي يصعد هو وعروسه كي ينعموا ببعض الراحة وافقت صفاء بالطبع وصعدت هي الاخري كي ترتاح بينما خرج عامر وعليا في نزهة بالسيارة.
عاد شادي وعهد برفقة والديه وصعدوا كذلك الي غرفتهم كي يخلدوا للنوم فالجميع متعب من الأسبوع الماضي الذي قضوه عملا دءوب إستعدادا للزفاف.
بينما في غرفة شريف بعد أن تأكد من نوم زوجته توجه الي الشرفه بحذر كي لا تستيقظ وقام بطلب بعض الأرقام وإنتظر حتي أتاه الرد:
-أيوه طمني يا مرغني أيه الأخبار يعني ايه واجف من إمبارح مخرجش ولد عمه وأهله وهو لساته چوه خليك واجف ولما يسافر خليك زي ضله سام يا واد المركوب إنت سلام أغلق المكالمة في هتف الآخر وهو يهتف متوعدا:
-هانت جوي يا ولد المغربي وهخلص منيك للأبد وترتاح في جبرك يا خيي وأنت يا نورسيل الكلب نهايتك علي يدي لو لعبتي في ديلك أينعم هاخد حديتك محمل الچد لكن أن همشي بدماغي مش همشي وراء حتة حرمة.
ولج الي الداخل بعد ان قام بإغلاق الشرفة وتمدد جوار زوجته يتأملها بشرود تام حتي غفي هو الآخر وسقط في نوم عميق…
الفصل الثامن والعشرون
بعد مرور شهرا كاملا إستقرت الأوضاع سافر الجميع الي القاهرة وبعدها سافر عدي ونايا لقضاء شهر العسل الخاص بهم في شرم الشيخ ولم يعودوا بعد .
العلاقة بين حنين وشريف مستقرة نوعا ما فهو عكس ما تتخيل رغم غضبه وشره الذي يظهر الي الجميع لكنه طيب القلب وما جعله يرتفع في نظرها أكثر انه خصص لعائلتها راتب شهري ضعف ما كانت تأخذه هي ولم يخبرها بهذا الأمر وإنما من أخبرها والدتها.
وكذلك إندمجت مع وصفية وعوضتها عن فراق نايا ونورسيل وملئت الفراغ بعد مغادرتهم وكذلك توطدت علاقتها مع عهد رغم رفضت وتحذيرات شريف من هذا فهي رأت كيف يتعامل معاها لكن هذا لا يهمها فستظل مدينة لشقيقها بعمرها طوال عمرها.
وكذلك سالم كان يعاملها بحنان وأبوه إستشعرته بمعاملته وكذلك شادي الذي رغم مقطها له في البداية لأنه يتشابه في الشكل مع هذا الحقير إلا أن شتان بينه وبينه فهو لم يرفع عينه عليها قط…
بينما عند شادي وعهد فالأمور بينهم مستقرة كما هي لم يعكر صفوهم شئ حتي الأن ، كما قام بشراء سيارة لها كما وعدها سابقا .
أما نورسيل ويوسف علاقتهم ما هي لم تتقدم شئ حتي الأن رغم تقاربهم من بعضهم وإستمالة نورسيل ليوسف ولكن مازالت في مرحلة تأنيب الضمير فيما يجب أن تفعله وما أراحها أن العمل بأكمله الأن علي يوسف بأكمله ولا يستطيع الخروج بمفرده دون حرسه…..
ثنائي الحب نايا وعدي فهم يقضون أسعد أيام حياتهم الأن فإستطاع عدي بحبه وحنانه أن يمحي الحزن من قلب نايا ويضمد جراحها فمازالت تستيقظ كل ليلة علي هذا الكابوس ولكن في كل مرة تفيق بها تجد عدي مستيقظا ويأخذها داخل أحضانه مربتا علي ظهرها حتي أنها باتت تشعر أنه قد يكون قد فهم شئ من هذيانها.
❈-❈-❈
في قصر المغربي.
في صباح يوم جديد إستيقظ يوسف وجد الفراش جواره خالي نهض بتكاسل وآخذ حمامه وإرتدي ملابس متجها إلي الأسفل هبط بخفة وجد الإفطار علي السفرة لكن لا يوجد آثر الي والدته أو إلي نورسيل قطب جبينه بحيرة وإتجه المطبخ بحثا عنه فمن المؤكد أنهم بالداخل.
وقد صدق حدسه وجدهم بالداخل منهمكين في إعداد الطعام وضع يده بجيبه مغمغما بتساؤل :
-أنتوا بتعملوا أيه ؟
ألتفت له صفاء بإبتسامة :
-أنت ناسي ولا أيه العرسان جايين النهاردة ؟
أومئ بإيجاب:
-لأ طبعا عارف بس ليه ده كله ؟
هتفت بتوضيح :
-أنا كمان عازمة أخواتك.
إبتسم بخفة وقال:
-ماشي يا ست الكل بس مش الصبح كده ؟
رمقته صفاء بغيظ:
-لا يا حبيبي ولا بدري ولا حاجة بدري من عمرك يا دوب نحشي الماشي ونتبل اللحوم ونعمل حلويات وعصاير.
ألتمعت عينه بمكر وردد بلهفة:
-هتعملوا بسبوسة ؟
تطلعت له والدته بحيرة وقالت:
-مش عارفة نورسيل الي هتعمل التفت الي نورسيل التي تتحاشي النظر له ومندمجة في تقوير الباذنجان هتعملي يا بنتي بسبوسة ؟
أومئت بإيجاب:
-أه .
تحدث بمكر:
-ممكن تعملي صنيتين يا نور ؟
ألتفت له بحيرة :
-ليه ؟
إبتسم بخفة :
-صنية للضيوف وصنية ليا أنا وأنتي ناكلها سخنة زي المرة الي فاتت.
ما أن لاح بعقلها ما حدث المرة الآخري خجلت ونظرت لما بيدها بإرتباك.
إبتسمت صفاء وقالت:
-ماشي يا حبيبي روح إفطر أنت .
هز رأسه نافيا وتمتم:
-لا يا أمي مليش نفسك يلا سلام محتاجين حاجة ؟
تطلعت له صفاء معاتبة:
-لا يا حبيبي سلامتك..
غادر يوسف وعادت صفاء ونورسيل إلي ما كانوا يفعلوه من جديد.
❈-❈-❈
وضعت الإفطار علي السفرة بعد أن ارتدت ملابسها إستعداد من أجل الذهاب الي والدتها.
دلفت المرحاض وجدت زوجها يقف في المرحاض يقوم بحلاقة ذقنه وقفت تتأمله بخفة مستندة علي باب المرحاض.
رمقها بنصف عين وهتف قائلا:
-أيه يا قلبي بتبصي ليا كده ليه ؟
ألتمعت عيناها بطفولة وقالت:
-نفسي أحلق ليك دقنك أوي ممكن ؟
نظر لها بتردد ينظر لها تارة وإلى مكينة الحلاقة تارة آخري هتف بحذر :
-هتعرفي ؟ عهد حبيبتي ده وشي مفيش لعب ؟
إبتسمت بخفة وهتفت بغرور:
-أطمئن الحلاقة سهلة أوي.
تنهد بقلة حيلة ومد يده إليها بالماكينة آخذتها بفرحة وهتفت بطفولة :
-طيب وطي شوية عشان أطولك ؟
ضحك بخفة وقام بحملها وأجلسها علي الحوض أمامه إبتسمت بخجل وبدأت في حلاقة ذقنه وما مر سوي دقيقة واحدة وصرخ شادي بألم وإنتفضت هي مكانها وقفزت من فوق الحوض تتفحص وجه الذي ينزف بغزارة تحدثت بدموع:
-أسفة والله مقصدتش.
فتح صنبور الماء وبدأ بغسل وجهه من الدماء وهي تقف جواره بحزن .
وضع المحرمة الورقية علي ذقنه وألتفت لها بحنان عندما رأها تبكي مربتا علي ظهرها بحنان :
-إهدي يا حبيبتي أنا بخير أطمني .
هتفت بصوت خافت مختنق من الدموع :
-أنا أسفة مقصدتش والله .
ضحك بهدوء :
-طيب بتعيطي ليه بس حصل خير يا عمري بطلي عياط بقي لو سمحتي وتعالي عقمي ليا الجرح ممكن ؟
أومئت بإيجاب علي الفور.
بعد فترة كان يجلس علي السفرة وبيده مرآة صغيرة ينظر الي وجهه الملئ بالخربشات وهذا الجرح الكبير بأسفل ذقنه كما لو كان طابع حسن.
هتفت بحذر :
-أنت كويس صح ؟
إبتسم بحسرة :
-بخير يا روحي أطمني حطي اللاصق الطبي أنا مش مشكلتي مع الجروح مشكلتي هقول للناس أيه ؟ مراتي كانت بتلعب باليه في وشي ؟
لم تستطيع كتم ضحكاتها وضحكة رمقها هو بغيظ ووضع المرآة أمامه وقام بحملها فوق قدمه ويدغدغها بتوعد وضحكاتها ترتفع رويدا رويد وهي تمسك بطنها بآلم من كثرة الضحك …
❈-❈-❈
في الصعيد في منزل سالم الشافعي تحديدا في غرفة شريف وحنين تقف في المرحاض تطلع تلك العصا البلاستيكية بأعين جاحظة بعد أن قرأت تعليمات الإستخدام ظهر خطين باللون الأحمر هذا يعني أنه إيجابي وهي تحمل داخل أحشائها جنينا بالفعل القت العصا أرضا وضمت أحشاء مرددة بعدم إستيعاب :
-معقول أنا حامل بجد ؟ فهي لم تكن تظن أنه تحمل جنين بهذه السرعة في لم تتزوج إلا من شهرا فقط لكن منذ أسبوع وهي تشعر بانقباضات داخل رحمها وتأخر موعد عادتها وعهدما أخبرت والدتها أصرت عليها أن تذهب الي الطبيب فمن الممكن أن تكون حامل بالفعل لكن رفضت ذلك وقامت بشراء هذا الإختبار بعد أن مر الأسبوع دون جديد وها هي تحمل طفلا داخل أحشائها بالفعل دمعت عيناها إراديا وهي تفكر في ردة فعل شريف وعائلة زوجها هل سيفرحون به لكن إذا كشف أمرها يوما هل سيغفروا لها من أجل هذا الطفل أم سيكون لهم رد أخر فاقت من شرودها علي طرق علي باب المرحاض مسحت دموعها سريعا وقامت بإلقاء الإختبار في سلة القمامة وخرجت سريعا وجدت شريف يقف أمام الباب بقلق :
-أتأخرتي إكده ليه يا حنين ؟ جلجت عليكي ؟
تحدثت بإرتباك :
-مفيش حاجة أنا كويسة أهو.
رمقها بحيرة :
-مالك يا حنين أنتي بتبكي عاد ولا ايه ؟
تطلعت له قليلا وحسمت أمرها وقررت إخباره فهو يجب أن يعلم إذا لم يكن اليوم فالغد :
-أنا حامل .
تطلع لها بعدم تصديق فهذا الغرض الأساسي من أن يتزوج أن ينجب هو طفلا قبل شقيقه فهو لن يسمح أن يكون آول حفيد لعائلتهم تلك الشمطاء أمه وليس بهذه السرعة.
هتف غير مصدقا:
-أنتي بتجولي أيه ؟
رددت مرة آخري:
-أنا حامل .
ضحك بصوت مرتفع :
-صوح أنتي حبلة ؟
أومئت بإيجاب ضمها بلهفة داخل أحضانه وإبتعد عنها سريعا وهو يهبط ويصيح :
-يا أبوي يا أماي شهاب الصغير جاي.
تطلعت له بصدمة وتحركت خلفه لم تتوقع ما فعله توقعت فرحته ولكن ليس لهذه الدرجة.
هبطت الي الأسفل وجدت والديه يضموه بفرحة شديد إقتربت منهم بخجل شديد إقتربت منها وصفية بلهفة :
-مبروك يا بتي مبروك.
إبتسمت بخجل وقالت:
-الله يبارك في حضرتك يا ماما.
إبعتدت عنها وقبل سالم رأسها بحنان :
-مبارك يا بتي .
هتفت بإمتنان :
-الله يبارك في حضرتك.
غمغمت صفاء بدعاء:
-ربنا يجومك بالسلامة يا بتي ويمن عليكي يا عهد أنتي كومان بالخلف الصالح.
إمتعض وجه شريف ولمعت في ذهنه فكرة خبيثة :
-أنا لازم أحدت خيي أخبروا بنفسي.
❈-❈-❈
يقود سيارته وعهد جواره يرمقها من حين لآخر بغيظ وتضحك هي .
زفر بحنق :
-بطلي ضحك بقي.
إبتسمت هاتفة:
-بصراحة شكلك حلو كده .
رمقها بغيظ :
-حلو أنتي الي حلوة يا أختي.
ضحكت أكثر قطعهم رنين هاتفه نظر الي الرقم .
رددت متسائلة :
-مين ؟
رد بحيرة:
-شريف .
مطت شفتيها بحيرة :
-غريبة بيتصل بدري ليه رد بسرعة ليكون في حاجة.
أومئ لها ورد :
-السلام عليكم ورحمة الله كيفك يا خيي وكيف بوي وأماي ومرتك بخير طيب زين خير يا أخوي خبر أيه ما أن ألقي علي مسامعه الخبر حتي توقف شادي فجأة مما جعل عد تصطدم بالأمام تطلعت له بحيرة وهتف هو بإقتضاب الف مبروك سلامي للجميع سلام أغلق الهاتف وألتفت الي زوجته مغمغما بتساؤل وهو يتفحصها أنتي كويسة ؟
أومئت بوهن:
-أيوة بخير أطمئن.
تنهد براحة :
-تمام.
هتفت متسائلة:
-خير في حاجة حصلت ؟
هز رأسه نافيا وردد بإقتضاب:
-مفيش شريف كان يبقولي أن مراته حامل.
صاحت بفرحة:
-بجد طيب لازم نسافر نبارك ليهم.
تمتم برفض:
-أبقي كلميها باركي ليها وخلاص.
ردت نافيه:
-لا مين….
هتف بحزم:
-عهد أظن سمعتي قولت أيه.
صمتت عهد بحزن وأكمل هو قيادته من جديد حتي أوصلها إلي منزل عائلتها وغادر هو سريعا بسيارته كأنه يسابق الريح…..
❈-❈-❈
دلفت عهد بوجه عابث بسبب ما حدث لكن ما أن رأت والدتها ونورسيل رسمت إبتسامة علي وجهها وحلست معهم تساعدهم في إعداد الطعام وبعد قرابة الساعة وصلت عليا هي الآخري برفقة طفليها الذين جلسوا يلعبوا ويدورا حولهم مما جعل هناك بهجة الي المكان.
تمنت صفاء بداخلها أن يمن الله علي أولادها بالذرية الصالحة وتراهم أمام عينها مثلهم.
مساء عاد الرجال وجلسوا معا في إنتظار عودة عدي ونايا الذين وصلول قرابة آذان العشاء وإستقبلهم الجميع بفرحة وسعادة وجلسوا سويا تناولوا العشاء الذي كان به كل ما لذ وطاب فصفاء والبنات قد تفننوا بتحضير كل وجبه يفضلها كل منهم وبعد العشاء قاموا بتوزيع الهدايا وتناولوا العشاء وظل الجميع ساهرين في أمسية حتي أستأذن عامر وعليا للمغادرة وكذلك شادي وعهد ولم يتبقي سوي صفاء وعدي ونايا ونورسيل يوسف أستأذنت صفاء لكي تصعد الي غرفتها كي تستريح وكذلك صعد عدي ونايا الي جناحهم وكذلك صعد يوسف بينما ذهبت نورسيل الي المطبخ.
❈-❈-❈
وصلوا الي شقتهم ودلفوا سويا ولج هو الي غرفة النوم وهي خلفه جلست علي الفراش وقام هو بتغيير ملابسه وتمدد بصمت تام.
رمقته بحيرة:
-ممكن أفهم في ايه ؟
تطلع لها بإقتضاب وقال:
-هو ايه الي فيه ايه مش فاهم ؟
غمغمت بحيرة:
-أنت مضايق ليه في حاجة ضايقتك ؟
هز رأسه نافيا وهتف بحنان:
-مفيش حاجة يا حبيبتي أطمني شوية مشاكل في الشغل.
قطبت جبينها بحيرة وتمتمت بقلق:
-مشكلة أيه قولي أساعدك.
إبتسم بخفة وإعتدل مداعبا أنفها برقة:
-تسلمي يا قلبي محتاج دعواتك وبس ممكن ؟
ردت بصدق:
-بدعيلك يا حبيبي من غير ما تقول.
إبتسم بحب مقبلا يدها:
-ربنا يبارك ليا فيكي يا روح قلبي وميحرمنيش منك يارب.
هتفت بحب:
-ولا يحرمني منك ياروح قلبي…
❈-❈-❈
جلس يوسف علي الأريكة وأمامه حاسوبه الخاص بإندماج شديد فتح باب الغرفة بعد ما يقارب الساعة تفاجئ بنررسيل تدلف الغرفة وبيدها صينية متوسطة الحجم وتصرخ آلم :
-شيل الي علي الترابيزة بسرعة.
تطلع لها بصدمة وحمل اللاب توب سريعا وإبتعد وضعت هي مفرش سيلكون عازل للحرارة وقامت بوضع الصينية فوقه وتنهدت براحة:
-أخيرا.
نظر هو لها والي الصينية الموضوعة وما بها وجدها صينية بسبوسة بالفعل والأبخرة تتصاعد منها من المؤكده أنها أخرجتها من الفرن الكهربائي الأن.
هتف متسائلا:
-أنتي كنتي بتعملي بسبوسة دلوقتي ؟
أومئت بإيجاب:
-أيوة أنت مأكلتش من الحلويات بعد العشاء دوقت حته وما عجبتكش وسيبت الطبق .
وضع حاسوبه علي الكومدينوا وإقترب منها ضاما خصرها بتملك حاولت هي فك أثره لكن لم يترك لها المجال هاتفا بمكر:
-هو الجميل مركز معايا ولا أيه ؟
إبتعدت عنه وهتفت متهربة البسبوسة لم تبرد مش هتعرف تاكلها جلست علي الأريكة.
تنهد هو الآخر وحلس جوارها مدت يدها الي بمعلقة وهي معلقة الآخري ترك ملعقته وهتف بحب :
-أنا حابب نأكل بنفس المعلقة ممكن ؟ بيبقي طعمها أفضل !
تطلعت له بتردد تفهم هو ومد يده لآخذ معلقته لكن هتفت بخفوت :
-ماشي.
إبتسم بإتساع بدأت هي تأكل معلقة بفمها والمعلقة الآخري تضعها بفمها والآخر يأكلها بتلذذ ونهم شديد.
بعد فترة إنتهوا من الصينية كاملة وغمغمت نورسيل بتخمة :
-مش قادرة بطني أتنفخت مش قادرة أخد نفسي خايفة لأتخن أنا بتخن من الهواء أشمعني أنت ؟ بتاكل وعادي ؟
أجاب ببساطة:
-أنا بفطر معاكم وساعات مش بفطر والطول اليوم شغل فجسمي بيحرق ومحتاج طاقة فهمتي ؟
غمغمت بإحباط:
-يا بختك يارتني أشتغل أنا كمان شغلني عندك ينفع ؟
ضحك بخفة وقال:
-لأ طبعا مينفعش يا نوري لأني في شغلي حازم جدا وأي غلطة هتبقي بفورة وثانيا والأهم شغلنا في تعاملات خارجية كتير وبصفتك مترجمة ده هيبقي أساس شغلك وممكن حد يبص ليكي بصة مش لطيفة يكلمك أو يطاول عليكي ووقتها ممكن أرتكب جريمة.
رمقته بعدم فهم:
-أنت بتعمل كده مع كل الستات الي بتشتغل معاك ؟
هز رأسه نافيا وقال بحب:
-أكيد طبعا أه بس بخلي معاه عميل راجل لو فعلا العميل يستاهل لكن لو عميل مش مهم بنقطع معاه التعامل لان البنات دي أمانة عندي بس أنتي مراتي حبيبتي غير مش بعيد أقطعه بسنانه كمان يلا يا حبيبتي تصبحي علي خير نهض مقبلا جبينها بحب وتوجه الي الفراش وتمدد بصمت.
تطلعت له بحيرة كل يوم يؤكد لها أنه رجل بمعني الكلمة ويعلم الله جيدا لكن كيف وهو قاتل كيف أن يقتل رجلا دون ذنب….
تنهدت بقلة حيلة ونهضت تتمدد جواره هي الآخري ظلت تتأمل ملامح وجهه الرجولية الي أن غلبها النوم هي الآخر كان مازال مشتيقظا ويشعر بها وما أن شعر بسكونها ونومها قام بأخذها بأحضانه وغفي في نوما عميق غافلا عما يخبئه له المجهول…
يُتبع..
الفصل التاسع والعشرون
مع ظلام الليل والسكون هو الشئ الوحيد المسموع نهض بفزع وهو يشهق بقوة ويتنفس بصوت عالي عالي إستيقظت الآخري بفزع وأشعلت الضوء تنظر له بترقب وعندما لاحظت تنفسه العالي دلالة علي ما يعانيه نهضت من جواره وأحضرت كأس ماء وأعطته إليه نظر لها قليلا وآخذه منها وتجرعه دفعة واحدة وأعطاه لها مرة آخري وضعته علي الكومدينوا مغمغة بتساؤل :
-يوسف أنت كويس ؟
رفع رأسه متمتما بوهن:
-الحمد لله.
مطت شفتيها بحيرة وعقبت متسائلة :
-طيب أيه إلي حصلك ؟
تنهد بضعف وقال:
-كابوس صعب أوي.
أومئت بتفهم وقالت :
-خير إن شاء الله أستعيذ بالله ونام إن شاء الله خير..
حرك رأسه نافيا :
-لأ هقوم أخد شور وأصلي ركعتين وأقعد أقرأ قرآن للصبح حاسس أن مخنوق أوي.
هتفت مازحة كي تخفف عن كاهله فهذة آول مرة تراه هكذا :
-يا عم متقلقش كده عشان أنت بس تقلت في البسبوسة.
رمقها بإبتسامة وصمت غمغمت بهدوء:
-هنزل أعمل ليك كوباية لبن بالعسل عقبال ما تاخد شور تمام ؟
أومئ بضعف :
-تمام.
تحركت هي متجهه الي الأسفل ظل هو يتأمل آثرها قليلا ونهض بتثاقل متجها الي المرحاض.
❈-❈-❈
بعد قليل خرج من المرحاض وقام بفرش سجادة الصلاة وأدي صلاة قيام الليل وما أن إنتهي جلس أرضا وأحضر مصحفه الشريف وجلس يرتل بصوته العذب .
فتح الباب ودلفت نورسيل وهي تحمل كأس الحليب وضعته جواره وجلست أرضا في مقابلته .
صدق هو وقال :
-تحبي أطلع في البلكونة عشان تعرفي تنامي ؟
هزت رأسها نافية وتمتمت بلهفة:
-لأ حابة أقعد أسمع صوتك وأنت بتقرأ القرآن صوتك حلو أوي.
إبتسم بخفة:
-ماشي يا ستي .
مدت يدها إليه بكوب الحليب :
-أشرب يلا اللبن هيبرد.
آخذه من يدها وتجرعه ببطئ وهي تتأمله بشرود أنهي الكأس ووضعه جانبا وهتف متسائلا :
-سرحانة في آيه ؟
رفعت كتفيها بالامبالاة وقالت:
-مفيش حاجة .
هز رأسه بإيجاب وأكمل تلاوة سورة البقرة وهي تستمع إليه بإنصات شديد.
ما أن إنتهي حتي هتفت بلهفة:
-ممكن تقرأ ليا سورة يوسف ؟
تطلع لها بحيرة :
-سورة يوسف ؟ أشمعني ؟
أجابت ببساطة :
-بصراحة بحب سورة سيدنا يوسف أوي هتقرأها ؟
أومئ بإبتسامة:
-حاضر.
بدأ تلاوة سورة يوسف ومع آذان الفجر كان قد إنتهي من تلاوتها صدق وقام بوضع المصحف جانبا وقال:
-قومي أتوضي يلا عشان نصلي الفجر .
أومئت بإيجاب ونهضت لتتوضئ وعادت بعد قليل وأمها وبعد أداء صلاة الفجر جلسوا يسبح وهتف بحنان:
-قومي نامي يلا وأنا هفضل قاعد للصبح .
هزت رأسها نافية:
-لأ مش جاي ليا نوم هحيب مصحف وأقرأ معاك.
وبالفعل نهضت وأحضرت مصحف آخر وجلسوا يتلون القرآن الكريم إلي أن غلبها النوم وهي تقرأ.
صدق وقام بآخذ المصحف منها ووضعه جانبا وقام بحملها برفق ووضعها علي الفراش ودثرها علي الفراش جيدا وجلس يتأملها بحب تنهد بأسي وتمتم بهمس:
-حاسس أنه مش مجرد كابوس يا نورسيل بس حاسس أن خلاص النهاية أنا حبيتك أوي حبيت طفولتك براءتك كل حاجة فيها بتمني ليكي السعادة حتي لو مش معايا إقترب منها مقبلا رأسها بحنان وإستقام بعدها يكمل تلاة القرآن الكريم في الشرفة حتي لا تستيقظ حتي يمر الوقت ويأتي موعد عمله.
"إنشق القمر وأصبح قاب قوسين أو أدني معلنا عن شمس يوم جديد قد تكون بداية جديدة لأحدهم ونقطة تحول بحياته إما نهاية أذلية لآخر تكون نهاية المطاف "
"القلب عندما يهوي لا يختار من يهواه بل يهوب من يشاء بغير ميعاد ولا حساب فلا تقف أنت حجرة عثر أمامه فقد هوي من هوي وإنتهي الأوان "
❈-❈-❈
مع إشراقة شمس الصباح رن منبه هاتفه نهض سريعا ودلف الي الداخل وقام بإغلاقه ثم خرج الي الشرفة مرة يتنفس نسمات الهواء الباردة ظل علي وضعه قليلا ودلف بعدها إرتدي ملابسه الرسمية وإتجه الي نورسيل ألقي عليها نظرة أخيرة مقبلا جبينها بحب وإتجه الي الأسفل.
وجد والدته تجلس علي السفرة برفقتها شقيقه وزوجته إقترب منهم ملقيا التحية وجلس برفقتهم مغمغما بداعبة :
-أيه النشاط ده العريس بذات نفسه صحي بدري هتنزل الشغل ؟
إبتسم عدي بخفة وقال:
-أه هنزل كفاية كده شهر وشوية أجازة وأنت شايل الليلة كلها كفاية كده وأنزل معاك إن كان حبيبك عسل .
أردف يوسف بصدق:
-لا يا حبيبي خليك النهاردة كمان الشغل مش هيطير ويا سيدي خلص برطمان العسل كله أنا معنديش أغلي منك .
إبتسم عدي بإمتنان :
-ربنا يخليك ليا يا غالي ومنحرمش منك يااااارب .
رد يوسف بحنان:
-ولا يحرمني منك يا حبيبي.
هتفت صفاء بحنان :
-وربنا يخليكم ليا يارب وميحرمنيش منكم.
رودوا الإثنين علي الفور :
-ولا يحرمنا منك يا حبيبتي.
غمغم عدي بإصرار:
-بس أنا خلاص صحيت وهروح الشغل أطلع أنت خد يوم نفسك أجازة وأرتاح شوية.
هز يوسف رأسه نافيا:
-راحتي في شغلي إذا كانت السمكة بتموت بره المياه أن أموت من غير شغلي.
هتفت صفاء بلهفة:
-بعد الشر عنك يا قلب أمك.
إبتسم بهدوء مقبلا يد والدته:
-الموت مش شر يا امي الموت حقيقة أذلية كلنا هنمر بيها.
تمتمت نايا مغيرة ضفة الحديث:
-خلاص يا جماعة فيه أيه صلوا علي النبي بس.
ردد الجميع الصلاة علي النبي وهتفت هي بدعابة:
-أيوة كده قلبتوها نكد ليه كده تطلعت الي يوسف هاتفة بتساؤل هي نورسيل فين ؟
أجاب بهدوء:
-نايمة.
قطبت جبينها بحيرة وغمغمت متسائلة :
-غريبة مش من عادتها هطلع أصحيها.
تحدث يوسف بلطف:
-خليها نايمة يا نورسيل أنتي عارفة أختك عاملة زي زعابيب أمشير.
ضحكة علي مزحته :
-أنت هتقولي عليها بس أن جيت للحق طيبة .
أومئ مؤكدا :
-فعلا طيب جدا ومع الأسف دي مش ميزة ده عيب سهل جدا يضحك عليها ويتلعب في دماغها تنهد وقال طالما أنت هتنزل الشغل هاخد جولة في المصنع الجديد أشوف التشطيبات وأرجع يلا يا عدي ولا قاعد ؟
نهض عدي مقبلا رأس زوجته ووالدته :
-لأ جاي معاك محتاجة حاجة يا ماما محتاجة حاجة يا حبيبتي.
هزت نايا رأسها نافية :
-لأ سلامتك يا حبيبي.
صفاء:
-لا يا حبيبي منحرمش منك.
غمز عدي الي زوجته بخفة :
-طيب تعالي وصليني لغاية بره يا قلبي.
نهضت بخجل وتمسكت بيده كي توصله إلي باب المنزل وهم يتحدثون بصوت غافت.
تطلع لهم يوسف بفرحة أن يعطي شقيقة السعادة التي لم يحظي بها هو يوما ويعطيها له تنهد براحة وقبل جبين والدته وهو يلقي نظرة أخيرة عليها وعلي المنزل الذي شهد بها حياته بأكلمها.
خرج وجد شقيقه بإنتظاره بعد أن ولجت زوجته الي الداخل إقترب منها وهتف بإبتسامة:
-محتاج حاجة يا حبيبي؟
هز عدي رأسه نافيا وقال:
-لأ يا حبيبي ايه هتروح بعربيتك ؟
أومئ بتأكيد :
-اه بقالي كتير مسوقتش وكمان مفيش داعي أخد حرس ساعتين وراجع.
تنهد عدي وقال:
-تمام يا حبيبي .
إقترب يوسف منه وضمه بقوة مما جعل الآخر يتعجب ولكن ضمه هو الآخر إبتعد عنه وقال بحنان:
-عدي أنت عارف أنا بحبك قد ايه ؟ صح أنت أخويا وأبني وأغلي ما عندي عايزك تبقي راجل دايما في ضهر أمك وأخواتك ومراتك خد بالك منها نايا بنت جدعة بجد وتعبت في حياتها كتير تستهالك وكمام نورسيل بقت أختك خلي بالك منها.
تطلع له عدي بقلق وقال:
-ليه بتقول كده ؟
تحدث يوسف بإبتسامة:
-عادي يا حبيبي متشغلش بالك يلا خد بالك من نفسك سلام.
أنهي جملته وإتجه الي سيارته بعد أن أشار للحرس أن يبتعدوا ركب سيارته وتحرك سيارته.
حك عدي جبينه بحيرة :
-يا تري فيك أيه يوسف كلامك قلقني مش طمني تنهد بقلة حيلة وركب السيارة هو الآخر أمرا السائق أن يتحرك.
❈-❈-❈
يجلس في الديوان الخاص بالأراضي الزراعية يدون بعض الحسابات قاطعه رنين هاتفه تطلع الي الهاتف بالمبالاة حتي رأي إسم المتصل رد علي الفور:
-أيوة يا مرغني خير ؟ نهض بفرحة وقال يتجول أيه خرچ لحاله زين جوي خلاص عليها عايز الطلجة تيچي في جلبه يا مرغني عايز أسمع خبره الليل سامع وأطمئن فلوسك چاهزة تمام سلام.
أغلق الهاتف وجلس بإنتشاء وأرجع ظهره الي الخلف مغمغما براحة:
-والله وهتدخل جبرك يا ولد المغربي وآخد تار أخوي بيدي لكن معلش المهم عندي روحك وبس وعن جريب نورسيل ترچع من تاني أرملة ونايا مطلجة بعد ما أعرفهم أن نورسيل هي الي مخططة لجتله واه لو السنيورة تطلج من شادي يبجي خلصنا من ولد المغربي للأبد جبر يلمهم كلاتهم ما يساوا ضوفر واحد منيك يا شهاب أتمني تكون مرتاح في جبرك يا خيي.
❈-❈-❈
تملمت في الفراش ونهضت بتثاقل وجدت نفسها ممدة علي الفراش قطبت جبينها بحيرة فآخر ما تتذكره هو أنها كانت تجلس تقرأ وردها برفقة يوسف ولكن علي ما يبدوا أن النوم غلبها وغفت ومن المؤكد حملها هو تنهدت بأسي وهي تمتم داخلها كم أنت حنون أيها اليوسف أصبحت لا أدري هل أنت طيب القلب أما شرير ما سمعته عنك يؤكد إنك شخص ماكر وخبيث وما رأيتك بك إنك طيب القلب وتخاف الله ولكن من تصدق عقلها وقلبها وما رأت بعينه أما تصدق ما سمعته فحسب تنهدت بقلة حيلة ونهضت بتثاقل وهي تضع يضعها علي قلبها فهو ينبض بسرعة كبيرة وتشعر بثقل كبير يجتاح صدرها روادها هذا مرة واحدة وبها توفي شهاب فماذا ينتظرها الأن هل يوسف أصابه مكروه عند هذه النقطة استعاذت بالله علي الفور وحاولت إسترداد أنفاسها الثائرة كي تهدئ حالها متجهه الي الأسفل تجلس برفقتهم قليلا وهي تصر أن الأمور علي خير ما يرام ولا داعي الي القلق الذي تشعر به الأن.
"لا تصدق كل ما يقال ، فالأقوال كثيرة ، والآراء أكثر ، صدق ما تراه بعينك ويستشعره قلبا فقد بات العقل والقلب هما منبع الصدق الأن في زمن لم يبقي به سوي مكر وخداع البشر "
❈-❈-❈
هبطت للأسفل وجدت صفاء ونايا يجلسون وبرفقتهم عهد التي حضرت هي الآخري سلمت عليهم وجلست جوارهم تستمع الي حديثهم.
هتفت صفاء بحنان:
-قومي أفطري يا نورسيل .
هزت رأسها نافية:
-تسلمي يا طنط مش جعانة.
أومئت لها بإيجاب وحل الصمت الي أن قطعته نايا ضاحكة:
-عهد هو شادي كان متشلفط كده ليه ؟
هتفت بخجل:
-الصراحة كنت بحلق ليه دقنه.
أنهت جملتها وانفجروا ضاحكين وهتفت نايا ساخرة :
-يا شيخة حرام عليكي انا قولت عمل حدثة بعد الشر.
وضعت صفاء يدها علي قلبها بقلق:
-بعد الشر يا نايا انا ناقصة قلق أنا قلقانة علي يوسف خلقة.
ألتفت لها نورسيل بقلق:
-ليه يوسف ماله ؟
هتفت بتوضيح:
-خرج لوحده وهو سايق بقلق عليه أوي.
إنقبض قلبها بقوة أن ينف شريف مخطته لكن ما أراح ان هذا ليس الموعد المعتاد فمن المؤكد ان شريف لا يعلم هذا تنهدت براحة رغم أنها تشعر أنها هناك شئ علي غير ما يرام لكن مهلا فإستبشروا خيرا تچدوه.
تحدثت عهد بتذكر:
-صحيح مش حنين حامل ؟
رددت نايا بإبتسامة:
-بسم الله ما شاء الله مين الي قالك ؟
هتفت بتوضيح :
-شريف الي كلم شادي يبلغه .
غمغمت نايا ساخرة:
-قصدك وأنتي الصادقة يغيظ شادي .
رمقتها بحيرة:
-يغيظوا ايه يا بنتي حرام عليكي الخلفة بإيد ربنا رزق .
أومئت بإيجاب وقالت:
-أسمعي مني أنا دي دماغ شريف إبن عمي أنا حفظاه صم يا أختاه ولا ايه رايك يا نورسيل.
ألتفت لها نورسيل بإنتباه:
-بتقولي ايه مش مركزة.
ضحكت نايا بخفة:
-لا الموضوع طويل الصراحة.
رمقتها نورسيل بضيق:
-نايا مصدعة مش وقت هزارك هقوم أعمل قهوة بعد إذنكم .
نهضت نورسيل وتطلعوا الي بعضهم بحيرة هتفت عهد بعدم فهم:
-هي نورسيل مالها مش مظبوطة كده ؟
رفعت نايا كتفيها بحيرة:
-مش عارفة بس بتقول مصدعة…..
❈-❈-❈
ظل الوضع مستقر قرابة الساعة إلي أن وصل بسيارته إلي الطريق الصحراوي خاص بالوصول إلي المناطق الصناعية خال من السيارات إلا من سيارتين لفتوا إنتباهه يحاوطه من كلا الطرفين وأكمل قيادة السيارة حتي تجاوزته إحدي السيارتين وقطعت طريقه والآخري في الخلف أصبح هو محاصرا في المنتصف إضطر التوقف وهبط من السيارة ليري ماذا يريدون منه .
لم يهبط سوي شخص واحد الذي أوقف سيارته أمامه وقف في مقابلته لاحظ يوسف من جلبابه أنه شخصاً صعيدي قطب جبينه بحيرة وقال:
-خير يا بلدينا قاطع طريقي ليه محتاجة مساعدة ؟
تحدث الآخر ساخرا وقال:
-لاه مش محتاچ مساعدة منيك أنا رايد حاچة تانية.
رمقها يوسف بعدم فهم:
-حاجة تانية إلي هي أيه أنت مين يا راجل أنت وعايز مني أيه أنت مش عارف أنا مين ولا أيه ؟
تحدث الآخر متهكما:
-لاه عارف زين أنت مين يا ولد المغربي وأنا چاي ليه چاي أخد روحك.
لم يترك المجال كي يستعب ما قاله في لمح البصر كان أخرج مسدسه وقام بإطلاق طلقة مدوية إستقرت في صدر الآخر وجعله يتهاوي أرضاً علي ركبيته لم يكتف عند هذا الحد بل قام بإطلاق طلقة آخري بكتفه وك
ركب السيارة سريعاً وقادها وخلفه السيارة الآخري فارين كالفئران الهاربة.
تهاوي علي ظهره أرضاً والدماء تسيل من صدره وكتفه بغزارة إبتسم بآلم فها قد جاء موعد النهاية مر علي عقله شريط حياته علي عقله فقد أتم حياته علي أكمل وجه وعبرة سفينته إلي بر الأمان إبتسامة بريئة تلوح علي وجهه تمتم بصوت خافت فها قد جاء موعد صعود الروح إلي بارئها :
-أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله أنهي الشهادة مع زفر أنفاسه الأخيرة…..
"الموت حقيقة أزلية سنطرق لها جميعاً لكن بدون موعد مسبق فهي محطة نتوقف بها ونغادر ويأتي الدور ليحيى بها غيرنا "
" إبتسامة لاحت من فاهه وهو يطالع أعالي السماء كأنه يري ملائكة الرحمن تهلل في إستقباله وروحه تفارق جسده وترفر بعيدا لاستقبالهم مستبشرا بمكانته التي عدت له في جنات الخلد يحيي بها ويتمتع كما يشاء والملائكة من حوله تزفه إلي مقعده في چنات الخلد عند مليك مقتدر"
"لحظة صعود الروح إلي بارئها أما يستقبله ملائكة الرحمن إذا كان عمله صالحاً ، أما أن يستقبله ملائكة النار إذا كان عمله سيئا ، فبيدك أنت من تصنع مقعدك بيدك "
يُتبع..
الفصل الثلاثون
إطفئت الموقد علي القهوة وقامت بسكبها في الفنجان وحملتها كي تتجه بها الي الخارج سقط من يدها أرضا مهشما الي قطع صغيرة شهقت هي ووضعت يدها علي قلبها وشهقت بعنف.
إقتربت منها الخادمة بلهفة:
-أنتي بخير يا هانم ؟
وضعت يدها علي قلبها وهتفت بتوتر:
-الحمد لله.
تحدثت الخادمة الكبيرة بالسن نوعا ما :
-أخرجي يا هانم إرتاحي شكلك تعبانة وأنا هعمل لحضرتك واحدة غيرها.
هزت نورسيل رأسها نافية:
-لأ مفيش داعي خلاص مش عايز .
تحركت متجهه الي الخارج جلست معهم بصمت تام مما جعلهم يطلعوا لها بحيرة.
هتفت نايا متسائلة:
-فين القهوة ؟
ردت نورسيل بشرود :
-الفنجان وقع من إيدي.
آومأت بتفهم:
-حصل خير تحبي أعمل ليكي غيرها ؟
هزت رأسها نافية :
-لأ يا حبيبتي مش عايزة خلاص.
ربتت نايا علي ظهرها بتفهم :
-زي ما تحبي يا حبيبتي.
عادوا الي حديثهم من جديد وهي شاردة في ملكوتها الخاص الي أن رن هاتف نورسيل نظرة له بالمبالاة حتي رأت الإسم الذي جعلها تنتفض بفزع.
تطلعوا لها بحيرة و غمغمت نايا متسائلة :
-في أيه يا نور إنتفضتي كده ليه ؟
هتفت بإرتباك:
-مفيش دي واحدة صاحبتي هرد عليها وأرجع ليكم .
لم تنتظر رد منهم بل آخذت هاتفها وركضت متجهة إلي الأعلي.
❈-❈-❈
ولجت جناحها سريعا وأغلقت الباب خلفها وجلست علي الفراش وأجابت علي الهاتف بحذر:
-ألو يا شريف خير .
الطرف الآخر بنبرة ساخرة :
-خير يا بت عني المحروس خرچ لحاله وأنتي مجولتيش ليا ليه ؟
انتفضت بفزع وهمت واقفة هاتفه بتردد:
-أنت عرفت منين أنه خرج لوحده إذا كان أنا نفسي معرفش.
تحدث الآخر متهكما:
-عرفت كيف يا بت ميخصكيش بس خلاص الموضوع إنتهي متشغليش بالك .
صمتت قليلا وإبتلعت ريقها بتوجس:
-قصدك أيه ؟ بأنه إنتهي.
أجاب الآخر بتشفي:
-جصدي البقاء لله يا بت عمي ولد المغربي خلاص مات وجولت أفرحك يلا سلام يا بت عمي عشان أچهز حالي للعزا.
ألقي جملته دفعة واحدة منا جعل الآخري تتهاوي أيضا علي ركبتيها غير مصدقة أن يوسف خلاص رحل وتركها كل هذا الآلم الذي تشعر به في قلبها منذ الصباح من أجله هو فلما لا فهو مالك قلبها لم تدزي بنفسها إلا وهي تبكي وتشهق بصوت مرتفع يقطع نياط قلبها فيوسف قد رحل ولم تراه مجددا مر عليها شريط حياتهم سويا وهي غير مصدقة أنه قد فات الأوان ويوسف رحل الي الأبد وهي من ساهمت بقتله .
❈-❈-❈
يجلس علي مكتبه يتحرك بمقعده الهزاز يمينا ويسار بقلق شديد وهاتفه بيده يحاول الإتصال بشقيقه للمرة التي لا يعلم عددها والنتيجة واحدة ينتهي الرنين دون إجابة حتي أنه قام بالإتصال بالمسؤول عن المصنع والذي أخبره أن يوسف لم يصل بعد مما جعل قلقه زاد فكلام شقيقه في الصباح لم يريحه البته بل جعل القلق ينهش في قلبه.
استعاذ بالله من وساس الشيطان وهو يمني نفسه أن شقيقه علي خير ما يرام رغم أن هذا مخالف لما يشعر به لكن يري أن هذا الصواب استبشروا الخير تچدوه.
مسح علي وجهه وأرجع خصلات شعره الي الخلف وحاول الإتصال مرةً آخري عله يجيب وبالفعل فتح الخط رد علي الفور معاتبا:
-حرام عليك وقعت قلبي مش بترد لي.. قطع حديثه عندما وجد صوت رجلا غير شقيقه ابتلع ريقه بتوجس وقال ايوة مين حضرتك ويوسف أخويا فين ؟
تصنم جسده ووقف بفزع كالملسوع هاتفا بصدمة:
-مستشفي أيه ؟ أخويا ماله .
أخبره الطرف الآخر أن شقيقه وصل الي المشفي في حالة حرجة أو بالأصح قلبه متوقفا وإستطاع المسعفين إنعاش قلبه في اللحظة الآخيرة وهو الان يخضع الي عملية جراحية لإخراج الطلقة من صدره وحالته حرجة .
آخذ منه عدي عنوان المشفي وأغلق الهاتف سريعا وآخذ أغراضه وهو يركض سريعا كي يطمئن علي شقيقه وأباه الروحي الذي يصارع الموت الأن داعيا الله أن يمد الله بعمره ويكون علي خير ما يرام.
بعد ما يقارب النصف الساعة كان يركض داخل أورقة المشفي بعد أن علم مكان غرفة العمليات ولحسن حظه وحد طبيب يهرول خارج غرفة العمليات تحرك إتجاهه سريعا هاتفا بقلق:
-يوسف أخويا يا دكتور حالته أيه ؟
تحدث الطبيب بأسف :
-الوضع حرج جدا اخو حضرتك واصل لينا بطلث ناري رصاصة جنب القلب ب2سم ورصاصة بالكتف الي في الكتف قدرنا نشيلها لكن الي في القلب في صعوبة أدعيله.
تحرك الطبيب سريعا وتهاوي عدي أرضا واضعا وجهه بين كفيه يبكي بحسرة علي أباه الروحي الذي يركض بالداخل لا حول له ولا قوة يصارع الموت .
ظل علي وضعه قليلا حتي تذكر وصية شقيقه نهض بصلابة وقام بالإتصال بأولاد عمه وشادي أبلغهم بالحدث وأن يأتوا بوالدته الي هنا.
❈-❈-❈
توقف شادي أمام قصر المغربي وهبط من السيارة ودلف الي الداخل بعد ان فتحت له الخادمة.
نهضت عهد بقلق وإقتربت منه:
-خير يا شادي في أيه ؟
نظر لها والي والدته وإبنة عمه الذين يتطلعون له بترقب تنهد بحزن وقال:
-نورسيل فين ؟
ردت نايا بحيرة:
-فوق في أوضتها.
تحدث بحذر :
-طيب ممكن تجهزوا .
رمقته صفاء بعدم فهم وهي تقترب منه بحذر تخشي أن يكون أصاب يوسف مكروها:
-في أيه يا شادي يوسف كويس ؟
جحظت عين شادي بصدمة كيف علمت أن الأمر يخص يوسف ولكن إنها الأم يا سادة.
وجه أنظاره أرضا وتحدث بأسف:
-يوسف في العمليات وعدي بلغني أجبكم.
شهقت نايا وعهد بصدمة بينما تحدثت صفاء بصدمة:
-عمليات أبني حصله ايه ؟ إقتربت منه تهزه بعنف رد عليا أبني ماله ؟
ضمها بحنان مهدئا إياه:
-والله ما أعرف أكتر من أنه في العمليات إهدي بس إن شاء الله خير أجهزوا عشان منتأخرش عليه .
نظرت له بتيه وإقتربت منها عهد التي تبكي علي شقيقها تأخذ بيدها متجه بها الي غرفتها كي تغير ملابسها وكذلك نهضت عهد سريعا الي الاعلي كي تخبر شقيقتها.
❈-❈-❈
ولجت غرفة نورسيل وحدتها تحلس أرضا وتبكي في حالة يرسي لها.
ركضت تجاهها بقلق تحدثت نورسيل بحسرة:
-يوسف مات يا نايا يوسف مات.
تطلعت لها نايا بحيرة من أين علمت بحالة يوسف من الأساس ولكن حاولت تخطي الأمر وتحدثت بلهفة:
-أطمني يوسف عايش وهو في العمليات لازم نروح ليه .
تطلعت لها بأمل:
-بجد عايش ؟
أومئت بإيجاب:
-أيوة وشتدي جه ياخدنا نروح المستشفي قومي يلا بسرعة.
نهضت بلهفة وهي تدي بداخلها أن يكون علي قيد الحياة بالفعل.
بعد ساعة توقفت سيارة شادي أمام المشفي وهبط الجميع متجهين الي مكان تواجد يوسف وجدوا عدي وبرفقته عوني وعامر وعلي وعليا التي ركضت إلى أحضان والدتها تبكي علي ما حل بشقيقها.
إبتعدت عنها واقترب من عدي وتحدثت بدموع:
-أخوك يا عدي ؟
ضم والدته بحنان وهتف بصلابة يحسد عليها ولكن هو الأن مكان شقيقه وعليه أن يكون سند للجميع:
-يوسف بخير يا ست الكل أدعيله أنتي بس.
نظرت له بأمل:
-بجد يعني أخوك عايش ؟
أومئ بإيجاب:
-عايش يا ست الكل أطمني.
تنهدت براحة وأجلسها عدي علي المقعد وتطلع حوله وحد عليا بأحضان زوجها يحاول تهدأتها وكذلك شادي ، ونايا تقف بعيدا تضم نورسيل تحاول تهدأتها.
نهض وإتجه لهم تحدث بحنان:
-إهدي يا نورسيل يوسف هيبقي بخير بإذن الله تعالوا أقعدوا جمب ماما يلا.
تحركت نايا برفقة زوجها وهي تجر نورسيل التي تتحرك كالمغيبة وجلسوا جوار صفاء.
نظرت صفاء الي نورسيل بحنان وضمتها الي أحضانها تحاول أن تواسيها ولكن كيف لها أن تواسيها وهي التي تحتاج الي أن تواسي.
إبتعد عنهم عدي ووقف بعيدا مستندا بجسده علي الجدار بمغمض العينين يحاول جلد نفسه علي الصبر لو كان الأمر بيده لأنهار باكيا مثلهم الأن.
تطلعت نايا الي زوجها بإشفاق ونهضت إتجهت له مربتة علي ذراعه بحنان.
فتح عينه وتطلع لها بتية هتفت بصوت خافت:
-إهدي يا حبيبي إن شاء الله يوسف هيبقي بخير ويقوم بالسلامة.
رمقها بأمل وقال:
-يارب يا نايا يارب أنا مقدرش أعيش من غير يوسف .
همهمت بتفهم:
-أطمئن وأدعيله أنت بس وهو هيبقي كويس هو مش محتاج مننا الي الدعاء وبس.
تطلع لها بأمل وضمها داخل أحضانه يحاول أن يستمد منها القوة.
جلس علي جوار والده بحزن علي رفيق دربه وإبن عمه ربت عوني علي كتفه:
-إهدي يا علي إن شاء الله هيبقي بخير.
هتف بترجي :
-يارب يا بابا يسمع منك ربنا.
❈-❈-❈
في الصعيد .
وتحديدا في منزل سالم الشافعي يتمدد شريف علي الفراش بتشفي فهم مخططته تم علي أكمل وجه.
ولجت حنين الي الغرفة وهي تحمل فنجان القهوة الذي طالبه وضعته علي الكومدينوا وتطلعت له بحيرة :
-القهوة أهه أتفضل.
إبتسم بإنتشاء وإعتدل يحمل فنجان قهوته يحتسيه بتلذذ :
-تسلم يدك يا حنين فنجان الجهوة مظبوط علي الشعرة.
هزت رأسها بتفهم:
-تسلم من كل شر.
جلست جواره مغمغمة بفضول:
-هو أنت رجعت بدري من الشغل ليه ؟
إيتسم بغموض:
-چيت أريح وكومان سمعت أسعد خبر بحياتي كومان.
نظرت له بعدم فهم:
-خبر أيه مش فاهمة ؟
أنهي إحتساء قهوته ووضعها جانبا ونهض هاتفا بإبتسامة:
-مش وجته يا أم شهاب هتعرفي بوجته.
إمتعض وجهها عند ذكر هذا الإسم وهتفت بضيق:
-أم شهاب أنت خلاص أجزمت أنه ولد وكمان هتسميه شهاب كمان ما يمكن يبقي بنت.
صاح بعنف:
-لاه هيبجي ولد وهيبجي شهاب.
هزت رأسها بيأس :
-أنا نازلة أساعد ماما بعد إذنك.
تحركت من أمامه وغادرت زفر هو بحنق وجلس يتمتم ساخرا:
-جال بت جال عكننتي مزاچي يا بت سليمان.
لكن سريعا رسم إبتسامة عريضة علي وجهه:
-وأيه يعني لم تبجي بت مش هتفرج وياي كفاية عندي اني اخدت روح إبن المغربي خلاص وأنتي يا نورسيل صبرك عليا يا بت عمي من خلعتك عليها ظاهر زين إنك حبتيه صبرك عليا معاملتي ليكي زمان كوم وإلي چاية كوم تاني هطلع عليكي الچديد والجديم ومبجاش أني شريف ولد سالم الشافعي أن مندمتكيش علي اليوم إلي أتخلجتي فيه أنتي والعجربة التانية الي راحت تچري تتجوز خيه صبركم عليا ترچعي ليا وأنتي أرملة وأختك مطلجة وجتها ولا أبوي وأخوي هيجدروا يجفوا جدامي وأچوازكم أني الچوازة علي كيفي لواحد رچله والجبر ولا كلاف مواشي ولا غفير صبركم عليا عشان تبجوا تمرمغوا عرضا زين لولاد المغربي تنهد براحه ونهض متجها الي الأسفل كي يجلس مع والده وينتظرالخبر اليقين .
❈-❈-❈
مرت ثلاثة ساعات كاملين مرواو كأنهم ثلاثة سنوات وأكثر عليهم وأنظارهم مسلطة علي غرفة العمليات التي لم يفتح بابها حتي الأن ولم يخرچ أحد من غرفة يدلف إليها أطباء وممرضين فقط ولا يشعرون بها مما جعل الرعب والخوف يستوطن قلب الجميع.
نهض عدي وأصبح يتحرك ذهابا وإيابا بقلق شديد فتح الباب آخيرا وخرج الطبيب .
ركض الجميع تجاهه وتحدث عدي بلهفة:
-خير يا دكتور طمني أخويا بخير ؟
تطلع لهم الطبيب بأسف:
-مش هخبي عليهم الحالة مش أحسن حاجة الطلقة لولا ستر ربنا كانت دخلت في القلب من أي حركة في العملية وزي ما قولت لحضرتك لما وصل هنا القلب كان واقف وأنعشناه ووقف مع الأسف مرتين في العملية وقدرنا نرجعه والرصاصة قدرنا نخرجها بدون أي مضاعفات وقدرنا نسيطر علي النزيف ولحسن حظه كان متوفر في المستشفي كيسين دم لفصيلته لانها كانت هتبقي مشكلة تانية تواجهنا لأنه فصيلته نادرة ومع الأسف مكنش هيتحمل .
تنهد الجميع براحة وهتفت صفاء بلهفة:
-بجد يا دكتور يعني أبني بقي بخير ؟
هز الطبيب رأسه نافيا وقال:
-عشان أقدر أجاوب علي السؤال ده مش قبل 48 ساعة لو مرت والحالة مستقرة وقتها أقدر أطمنك .
تحدثت بحزن :
-طيب ينفع أشوفه يا دكتور؟
رد الطبيب بعملية :
-لأ الزيارة ممنوعة في حالته دي صمت قليلا وتمتم بتذكر صحيح مين نورسيل ؟
تطلع الجميع الي نورسيل التي شحب وجهها وقالت بصوت مهتز:
-أنا يا دكتور.
تحدث عدي بحيرة :
-نورسيل تبقي مراته يا دكتور.
أومئ الطبيب بتفهم وقال:
-شكله بيحب حضرتك أوي منطقش غير بإسمك طول العملية عمتا ممكن أسمح ليكم تدخلوا ليه بس بكره الصبح حاليا الأفضل تروحوا لان وجودكم ملوش داعي بعد إذنكم.
تحرك الطبيب وتنهد الجميع براحة نوعا ما متأملين أن يكون يوسف علي خير ما يرام.
تحدث عدي بهدوء:
-يلا يا جماعة عشان تروحوا زي ما قال الدكتور انا هفضل هنا.
رفض الجميع ولكن مع إصرار عدي أرضخ الجميع الي قراره بإستثناء نورسيل التي أصرت علي البقاء هنا.
غادر الجميع وظل عدي جالسا برفقة نورسيل أمام غرفة العناية المركزة.
تطلع لها وجدها مازالت مستمرة في البكاء رمقها بعتاب وقال:
-بردوا بتعيطي أحنا قولنا أيه ؟ مش قولنا ندعيله وبس ؟
أومئت بإيجاب وتحدثت بصوت مبحوح من البكاء -
-ممكن الفون بتاغك أقرأ عليه قرآن عشان سببت فوني في البيت.
هز رأسه بإيجاب وأخرج هاتفه من جيبه بعد أن قام بفتح وأعطاه لها :
-أتفضلي.
آخذته بإستحياء وفتحت تطبيق القرآن الكريم علي الهاتف وبدأت بتلاوة القرآن الكريم.
تحدث هو مستأذنا :
-هنزل اجيب قهوة وجاي محتاجة حاجة ؟
هزت رأسها نافية تحرك هو وتركها بمفردها…..
❈-❈-❈
وصل علي إلي منزله قابله طفلتيه مريم ومليكة ضم بحب وبعدها جلس جوار زوجته بحزن.
ربتت علي فخذه بحنان:
-أطمئن إن شاء الله هيقوم بالسلامة.
ردد بدعاء:
-يارب يا اميرة يارب يسمع منك ربنا أدعيله أنتي حامل ودعوتك مستجابة.
أومئت بإيجاب وعقبت:
-حاضر يا حبيبي قوم خدلك شور عقبال ما أحضر ليك العشاء وقبل ما ترفض انت لازم تأكل عشان تقدر تفضل واقف جنبه تمام ؟
هز رأسه بقلة حيلة.
نهضت هي بتثاقل وما كادت أن تدلف المطبخ إلا وامسكت أسفل بطنها وهي تصرخ بألم:
-ااااه.
نهض بلهفة وإتجه لها :
-مالك يا حبيبتي في أيه ؟
أنت بألم:
-مش قادرة يا علي شكلي بولد.
أغمض عينه بألم فهذا آخر ما ينقصه الأن هاتف والديه سريعاً وآخذها الي المشفي بعد ترك طفلتيه برفقة المربية…
بعد ساعتين كان يقف على أمام غرفة العمليات يحمل طفله الرضيع الذي ولد للتو يكبر في آذنه وما أن إنتهي حتي هتف بأذنه بحنان:
-إسمك يوسف إسمك يوسف قبل جبينه بحب واعطاه إلي الممرضة كي تأخذه إلي الحضانه…
يُتبع..
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا