القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)


الفصل الرابع عشر(مكيدة)

بهت وهو يسمع كلامها وقد شعر ان قلبه يسقط في قدميه ...تراجع قليلا وهو يزدرد ريقه ...رباه لماذا الان ؟!فكر بسخط ..اقتربت منه ملاك وقالت:

-جاسر فيه ايه انت مبقتش تحبني ؟!

نظر إليها بعمق لتهدد.الدموع اسوار عينيها وتقول:

-محدش بقا يحبني خلاص ...

امسك جاسر كفها بقوة وقال:

-لا طبعا اوعي تفكري في كده ...كلنا بنحبك ...

صمت قليلا وابتسم بحنان وهو يداعب شعرها:

-انا بحبك يا ملاك أنتِ أغلي حد في حياتي ...أغلي من الكل وأنتِ عارفة معزتك ايه عندي ...ملاك أنتِ عارفة أنتِ ايه بالنسبالي ...أنا مستعد أموت بس عشانك بس ...

بكت وهي تقول:

-بس ايه يا جاسر بطلت تحبني صح ؟!!

نظر إلي عينيها وقال بقوة:

-لا مبطلتش احبك واظن اني مش هبطل...هتفضلي دايما واخدة مكان في قلبي وعقلي يا ملاك ...هتفضلي دايما الاغلي...بس ...

صمت وهو يتذكر كلام والدها ...يتذكر أنه لا يليق بها ....فهو تاجر مخدرات ...شيطان لا يرحم ...وهي ...هي ملاك وستظل هكذا ...هو سيلوثها إن اقترب منها أكثر والحقيقة الأعمق أن حاجتها القوية لامرأة لديها عينين زرقاوتين كالقطط تمنعه من التفكير اصلا بالزواج من ملاك ...وكان تلك الأيام غيرت تفكيره تماما فالفتاة التي أرادها أكثر من أي شئ أمامه الان وتقبل الزواج به ولكن هو يرفض من أجلها ومن أجل ...من أجل أن تظل روحها دوما نقية ومن أجل أن يحصل هو علي المرأة التي يريد وحتي إن وافق هو عمه لن يوافق ...سينظر إليه دوما كرجل أقل من ابنته وأنه لا يستحقها من الأساس ...لقد أخبره بالفعل أنه لن يزوج ابنته لشخص مثله ...

-انت ايه يا جاسر ؟!

قالتها ملاك بنبرة جريحة ليرد هو :

-انا مستحقيش ...

انسابت دموعها وقالت:

-انت كداب يا جاسر انت بطلت تحبني .

هز رأسه بقوة وقال:

-انتِ عارفة اني بحبك ..بس 

أمسكت كفه بقوة وقالت بنبرة قاطعة:

-بتحبني يبقي اثبت وخلينا نتجوز !

لمس جاسر وجنتها وقال:

-مالك يا ملاك ؟!ده مش أنتِ ...أنتِ متعرضيش الجواز علي حد بالشكل ده ؟!انا عارفك وحافظك...مين زعلك ...قوليلي علي اللي زعلك وانا أشيل رأسه من جسمه ...

لم تستطع هي أن تتحمل أكثر من هذا وانهارت وهي تبكي ...ضمها هو إليه وقال:

-كنت عارف ان فيه حاجة مضايقاكي ....جاهزة تتكلمي عنها ؟!

هزت راسها بالنفي ليبتسم ويقول :

-مفيش مشكلة ...مفيش مشكلة هستناكي لما تكوني جاهزة ...واللي ضايقك صدقيني أنا اللي هقفله ..ما عاش ولا كان اللي يبكيكي يا ملاك ...

-قلبي واجعني يا جاسر ...ماما وحشتني اوووي ياريتها كانت هنا مكنتش هتعذب بالشكل ده .

قالتها وهي تبكي بقوة ليربت هو علي شعرها فتكمل هي :

-هو انا وحشة يا جاسر ...متحبش يعني ليه اللي بحبهم بيجرحوني ؟!

ابتسم بحنان وقال:

-انتِ احلي بنت في العالم ...واكتر واحدة أنا بحبها ...

أبعدها عنه وقال وهو يحاوط وجهها ؛

-وعشان أنتِ اجمل واحدة في العالم هيجيلك فارس ابيض احسن مني واحسن من اي حد عرفتيه ويأخدك ...ويهتم بيكي ويخليكي اهم حد في حياته زي ما كنتِ دايما ...بس حتي لو اهتم بيكي هو انا هفضل كمان معاكِ ... دايما هتأكد ان مفيش اي مخلوق علي الأرض هيأذيكِ ...

امسك كفها وقال:

-هحميكي دايما بحياتي واستني الراجل المناسب اللي هيجي يأخدك وانا اللي ههدده بنفسي يوم فرحكم أنه لو زعلك هوريه الوش التاني .

ضحكت ملاك وقالت وهي تمسح دموعها :

-وعد ...

-وعد يا ست البنات .

-انت احسن اخ في العالم ..

ابتسم بوجع طفيف وقال :

-اهي رجعت ملاك اللي أنا اعرفها ...

قبلها علي رأسها وأكمل:

-يالا علي النوم .

ابتسمت وهي تقول:

-تصبح علي خير 

-وانتِ من أهله ...

رد عليها لتغادر هي الغرفة ويتسطح هو علي فراشه مغمضا عينيه 

..........

في اليوم التالي ...

جالس في سيارته وهو ينتظرها ....يعرف أن الحصول علي غفرانها لن يكون سهلا بالمرة ولكنه لن يفقد الأمل ...يجب ألا يفقد الأمل ...ملاك هي الامل الوحيد له ....اغمض عينيه وهو يسب ليالي في سره ...تلك المخادعة ...لقد فعل المستحيل ليتخلص من مشاعره تجاهها وعندما أصبح بخير اتت لتدمره ...ولكن الشئ الجيد أنه أدرك أن مشاعره لها ماتت صحيح ضعف للحظات بسبب طبيعته كرجل ولكنه عندما طردها خارج المرسم لم يشعر بالألم ولا بالحزن عليها ...كان يري انكسارها ولم يهمه الأمر فقط كانت في باله تلك اللحظة هي ملاك فقط وكيف سيصلح الوضع معها ...كيف سيجعلها تثق به مرة آخري وقد فقد ثقتها ؟!يعرف كم هي أمراة قوية ...كبرياؤها عنيف ....وليكن صادقا شعر بالرعب منها للحظات ...كاد أن يضحك علي نفسه....عدي العمري الضابط صاحب النفوذ الاقوي يخاف من فتاة رائعة بعينين رمادتين  بالكاد  طولها يصل  إلي كتفيه ...ولكنه حقا يخاف منها ...لقد رأي في عينيها وقتها شراسة لم يراها من قبل وكأن قطته الوديعة أصبحت شرسة وتخدش ...فقط لو لم تكن ابنة من قتل والدته لكان لقصتهما مسار مختلف وشيق تماما فالغبي الذي يترك امرأة كهذة تفلت من بين يديه هو حقا يري أن عاصم غبي لانه افلتها وخانها بكل غباء...امرأة كملاك لا يجب أن تخان بل تعامل كأميرة....هز رأسه بعنف وهو يجد نفسه يفكر بأشياء بعيدا عن خطته الأصلية ...ما علاقته هو بحياتها ولما يفكر بتلك الطريقة...أنب نفسه ..يجب أن يحذر والا سوف يقع في حبها كما أخبره والده ...وهو لا يريد توريط مشاعره معها والا سيستسلم ...هو ضعيف حين يحب...تلك هي الحقيقة البائسة بحياته ...فالحب ضعف وحبيبته هي نقطة ضعفة...وهو لن يجعل ملاك نقطة ضعفه ...بل ستكون ملاك مجرد بيدق في لعبته حتي ينتقم من والدها ثم يتخلص منها بسهولة ويلتفت الي حياته ...تجمد وهو يراها تخرج من النادي الذي ذهبت إليه ...ابتسم وهو يري أنها اخيرا خرجت بعد ساعتين في النادي ...كان ترتدي نظاراتها الشمسية وملابس مريحة من بنطال جينز وبلوزة كريمية  وهي تسير تجاه سيارتها ...وجهها خالي من المشاعر وليكون صريح خاف الان منها أكثر ...ماذا إن صرخت في الشارع وجمعت عليه أمة لا اله الا الله ..ماذا يفعل حينها ...تنهد وهو يقرر أن يتحلي بالشجاعة ويحدثها ...بالتأكيد لن تفعل شئ له ...حسنا هو ليس متأكد بل يتمني الا تفعل شئ...

خرج من سيارته تجاه ملاك ...فتحت ملاك حقيبتها لتخرج مفتاحها ولكن فجأة تجمدت وهي تشعر بأحد يمسك ذراعها ...نظرت لتجده عدي ...ارتعش قلبها للحظات ...وتصاعدت الدموع في عينيها ...ازدادت سرعة تنفسها ... حاولت بقوة أن تسيطر علي نفسها الا انها فشلت وفجأة انفجرت بالبكاء ..

-حبيبتي اسف والله ...مكنتش اقصد اللي حصل ...سامحيني ابوس ايديكي ...

-انت حيوان .

قالتها وهي تضرب بقدمها علي قدمها ليتأوه هو ويعود للخلف ثم فتحت باب السيارة بعنف ليصطدم برأسه فيقع علي الأرض ولكنها لم تهتم به بل صعدت سيارتها وهي تنطلق بها وداخلها تفكر أنه يستحق....هذا الخائن الغشاش ...

تأوه عدي بألم وهو متسطح علي الأرض ...ابعد كفه عن رأسه  ليجدها مخضبة بالدماء ...اتسعت عينيه برعب وقال:

-يا بنت المجنونة يا  مفترية!

............

في المساء 

دارت حول نفسها وهي تتطلع الي الفستان الرائع الذي اشتراه لها حسام كاعتذار وطلب أن ترتديه في حفل خطوبة رفيقه  ...كان فستان وردي لامع بأكمام طويلة ينحسر عند الخصر ويتسع قليلا بعده....يصاحبه حزام لامع يلف حول الخصر ...كان الفستان مدهش ...بسيط لكن مدهش لائم جدا بشرتها البيضاء ...ابتسمت حياة وهي تعدل من وضع الفستان ...عشر دقائق وسوف يصل حسام الي هنا ...ألقت نظرة أخيرة الي نفسها في المرآة وابتسمت برضا وهي تتطلع الي نفسها ....لقد بدت بسيطة وجميلة كما هي دوما ...فتحت الجارور لتسكن لحظات وهي تجد الهدية التي احضرها لها يوسف في حفل خطوبتها ... أمسكت العلبة المخملية وهي تنظر إليها ودون شعور ارتسمت علي شفتيها ابتسامة حلوة وهي تتلمس العلبة بينما تشعر بقلبها يرتعش داخلها وقد شعرت أن الوقت قد تجمد تماما ...تنهدت وهي تضع كفها الأخر علي قلبها وتغمض عينيها 

لما لا تنساه فحسب ؟!لما لا تمحيه من عقلها بسهولة كسهوله تركه لها وارتباطه بوعد ...لما لا تقسي قلبها عليه ...كم تمنت أن تخرجه من قلبها وعقلها وتحب حسام فقط ...حسام خطيبها الذي يفعل الكثير لارضائها ...رغم اختلافهما احيانا الا انه يعاملها بلطف ويحترمها كثيرا وهي حقا تشعر بالذنب لأنها مخطوبة له وتفكر بآخر...تشعر أنها خائنة رغم أن الله وحده يعلم أنها تحاول بأقصي جهدها أن تنسي يوسف...تحاول بقدر الإمكان أن تتجنبه...تتجنب لقاءاته كي لا يخونها قلبها ولكن يبدو أنه مصر دوما علي الظهور أمامها ....تنهدت حياة وهي تفتح العلبة وتخرج منه الاسورة الذهبية الأنيقة ..ابتسمت وهي تجد دولفين صغير ذهبي معلق بها...كم تعشق الدلافين ...الجميع يعرف عشقها لهم لدرجة أرادت أن تعمل مدربة لهم ولكن والدها خاف علي سلامتها ورفض ...هل اختار يوسف تلك الاسورة لهذا السبب ام أن هذة صدفة...ولكن حقا لم تهتم بل ارتدت الاسورة وهي تنظر إلي نفسها نظرة أخيرة وتبتسم ثم أخذت حقيبتها وخرجت لتنتظر حسام في الخارج ...

....

صفر والدها عندما رآها وقال:

-ايه الجمال ده بس ؟

ابتسمت حياة بخجل وكادت أن تتكلم إلا أن جرس الباب أوقفها ...ابتسم والدها وقال:

-حسام جه اهو ..

فتحت والدتها الباب وابتسمت بحبور وقالت:

-اتفضل يا حبيبي .

مد حسام عبوة الشيكولاتة لها وقال:

-هدية بسيطة يا حماتي ...فين حياة عشان ا....

ولكن الكلمات انحشرت في فمه وهو يراها تقترب منهما...كم بدت جميلة ...اجمل ما راي في حياته ...لحظات وسيطر علي نفسه بينما الجزء الخبيث منه كان سعيد ...اليوم هو اليوم المناسب لأخذ ما يريده من حياة!

-يالا يا حياة.

قالها بإبتسامة لتهز حياة رأسها ثم تقترب منه وتلوح لوالدتها ...قالت والدتها وقد شعرت بقلق مفاجئ:

-متأخرهاش يا حسام بالله عليك ...

-متقلقيش يا حماتي ...حياة في عينيا ...

ثم امسك كفها وغادر ...بينما وضعت والدتها كفها علي قلبها وقالت:

-ربنا يسترها عليكي يا بنتي ...معرفش ايه الاحساس اللي أنا حاساه ده ...

......

نزلا حياة وحسام سويا ليتوقفا وهما يجدا يوسف علي بابا العمارة ...تجمدت ابتسامة حياة ثم اطرقت برأسها وهي تشعر بالتوتر ...تأملها يوسف   بغيرة عندما وضع حسام يده علي كتفها...شعر حينها بالغضب يتصاعد داخله ونظر الي حياة بغضب ...تراجعت حياة بحيرة وخوف من غضبه المفاجئ إلا أن حسام كسر هذا الموقف السخيف عندما قال:

-مساء الخير يا استاذ يوسف لو سمحت عدينا عشان احنا اتأخرنا بجد ...

وبالفعل تراجع يوسف ليجذب حسام حياه خلفه ويذهب تاركا رجل يغلي علي مراجل الجحيم !

..............

-مش مرتاح ليه ...قلبي مقبوض من خروجها معاه 

قالها يوسف وهو يضع كفه علي قلبه الذي ينبض بخوف لتبتسم والدته وتقول :

-او يمكن تكون غيران مثلا يا يوسف مش كده؟!

هز يوسف رأسه وهو يضحك بتوتر وقال:

-انا مش غيران يا امي ...اغير ليه ...حياة تبقي زي اختي !...

كان فمه يعارض أوامر قلبه ...وعقله يسخر منه ...أليس آن الأوان أن يعترف أنه يغار عليها ...أنه يكره حسام هذا بشكل غريب ...لا يطيق سماع صوته ولا تحمل ابتسامته الكريه ...حاول كثيرا دفع تلك الأفكار من عقله ...حاول طرد حياة التي بدأت بإحتلال جزء كبير من روحه ولكنه فشل ..أيمكن أن يكون وقع في حبها ...فتلك المشاعر القوية داخلها هي مشاعر حب ...بل عشق ...ولكن كيف يعشقها وهو الذي حاول عدة مرات الهروب منها وجعلها تنسي أمره ...كيف يمكن للمرء أن يحب بتلك السهولة شخص هو بنفسه رفضه مرات عديدة ...تنهد وهو يشعر بالتعب والتشويش ...يشعر أن عقله لا يفكر بطريقة سليمة ...هو غاضب معظم الوقت ...غاضب من خروجها معه دوما ...خائف من فكرة أن حياة تحب حسام وتتزوج به ...اليوم عندما رآه يضع يده  علي كتفها كاد أن يقطع ذراعه من الغضب ولكنه يرجع ويقول:

هل لديه حق أن يفعل هذا؟!!لقد فقد هذا الحق منذ زمن !والان حياة أخبرته بوضوح عن مكانته أنه اخ لها فقط ...فيبدو أن حياة قررت فعليا أن تنساه ...رغم أن الأمر يزعجه كثيرا ولكنه اعترف أن لا يحق له أن يشعر بالإهانة لانه هو من رفضها في الاول وهي بالتأكيد لن تغفر له ...بل ستذهب مع المدعو حسام ...سوف تتزوج منه ..فكر بقهر ...

-يوسف رحت فين ؟!

قالتها والدته بخبث ثم أكملت بطريقة مسرحية:

-غريب امركم ايها الرجال تسيب البنت في الاول وتكسر قلبها ودلوقتي سي عاطف بقيت بغير عليها يا سي عاطف ...اعترف يا منيل انك بتحبها .

-ولو اعترفت يعني هتعملي ايه ؟!!نسيتي أنها مخطوبة .

-ملكش دعوة ...

ضحك يوسف بذهول ثم قال بعصبية:

-تمام أنا بحبها...يالا اتصرفي وخليها تبقي ليا 

..يالا 

ثم تركها غاضبا لتنظر والدته الي أثره بذهول ...لم تتوقع أن يعترف بتلك السرعة !!!

... ....

في الحفل ...

كان حفل الخطبة في منتزه واسع بديكور رائع ...كانت حياة تتأمل الديكور بإعجاب وهي تتلاعب بالأسورة الخاصة بها ...تحاول الهاء نفسها عن نظرات الغيرة الواضحة التي رأتها في عيني يوسف ....تنهدت بحسرة وهي تخبر نفسها أنها كلما أرادت أن تزيحه عن تفكيرها يأتي ويحتل عقلها بقوة ...يفرض سيطرته علي روحها ...اليوم شعرت أنها أسيرة  عينيه بينما ينظر إليها بغضب لم تفهمه ...هل يحبها ...هل يعاني يوسف الان من تلك النيران التي كانت تعاني منها عندما كانت تراه....تنهدت وهي تخبر نفسها الا تفكر بيوسف وتستمتع بالحفل علي الاقل ...اخذت تنظر حولها بحثا عن حسام لتجده يشير إليها من مسافة أنه قادم إليها ...

هزت حياة رأسها ثم بدأت تنسجم بالحفل ...

نظر حسام الي رفيقه وقال؛

-بقولك مفتاح شقتك اللي قريبة من هنا معاك ؟!

نظر إليه سعد بحيرة وقال:

-ليه فيه ايه؟!

-عايزها 

قالها بنبرة قاطعة ...

نظر سعد الي خطيبة حسام ثم نظر إليه وقال بخبث :

-هي خطيبتك من نوع كل شىء مباح في الخطوبة ولا ايه ...

اخرج المفتاح من جيبه وأعطاه له  وقال:

-عموما استمتع يا معلم وارفع راسنا ها ...

هز حسام رأسه ثم أخذ كوب العصير الذي أمامه وخلسة وضع به شيئا ثم ذهب تجاه حياة ...انتهي الامر ...ستكون ملكه الليلة ...الليلة سوف يكسر غرورها ...

.....

كانت تتسطح علي الفراش وهي تبتسم بخبث بينما تتلاعب في خصلات شعرها ...الصياد يقع في فخها...أصبحت هي من تتلاعب به الان...والأمر ليس صعبا حتي يقع في حبها بجنون وحينها سوف تنتقم منه علي كل ما فعله به ...ستقتله وهو علي قيد الحياة وتستمتع وهي تراه ينزف بقوة ...هم لم تظن ابدا أنها سوف تستخدم طرق ملتوية لتحصل من خلالها علي ما تريد ولكن هو من دفعها لهذا...هو استنزف طاقتها وظن أنها سوف تستلم له سريعا ...ولكنه لا يعرف انها عاشت في جحيم والدها من قبل واستطاعت النجاه وسوف تنجو الان ولكن ليس قبل أن تنتقم منه ...شهقت بقوة مع دخول الصياد عليها ...

-مش تخبط يا اخ انت 

قالتها بنبرة غاضبة وهي تشد الفستان وتغطي ساقيها ...

حاول الصياد بقدر الإمكان الا ينظر إلي ساقيها  وقال بقوة:

-يالا اجهزي 

-هتقتلني ولا ايه ؟!

قالت بسخرية ليرد عليها بسخرية اكبر :

-لا هدخلك قفصي ...

اتسعت عينيها وهي تنظر إليه ليقول هو:

-يالا هنتجوز مش ده شرطك عشان تبقي ليا ...

لم ترد وقد شعرت بالذهول ليضرب هو كفه علي الباب ويقول:

-يالا يا عروسة لسه هتنحي!!!!!

يتبع



الفصل الخامس عشر (زواج )

-هنتجوز؟!!

قالتها وعد بصدمة ...رباه لقد وافق سريعا !!كان تريد أن تماطله اكثر حتي يقع في حبها وتتحرر منه ...هذا ليس جيد الآن هي ستتورط فعليا مع هذا المجنون وتصبح زوجته ....لا..لا ...

نظر إليها الصياد وقال بسخرية :

-مالك يا عروسة زعلانة ليه...ولا غيرتِ رايك وقررتِ  تديني اللي انا عاوزه من غير جواز ..والله أنا موافق وده يناسبني اكتر بصراحة ...

هزت وعد رأسها ونظرت إليه قائلة :

-لا طبعا مش هيحصل الا لما نتجوز ...

صمتت قليلا وهي تفكر انها لو اصبحت زوجته لن تتحرر منه بسهولة...رباه ما تلك الكارثة!!!!

نظرت اليه وقالت:

-احنا هنتجوز دلوقتي يعني ؟!

هز رأسه وقال:

-ايوة هنضرب ورقتين عرفي وتخلص الليلة ...

ضحكت بسخرية وقالت:

-ورقتين العرفي دوول تتجوز بيهم واحدة غيري ...لا مستحيل مش هتجوز الا عند مأذون...

نظر إليه الصياد بصدمة وقال :

-عند مين يا اختي لا بجد انتِ معتوهة صح ؟!

هزت وعد راسها وقالت:

-لا يا صياد أنا بتكلم بجد جوازنا يكون عند مأذون ويكون صحيح مية بالمية لولا اني أقبل اتجوزك ...

هو راسه وضحك بذهول:

-انا بجد مش مصدق بجاحتك؟!لا بجد عندك الجراءة أنك تتحديني بالشكل ده...تقفي وتتحديني أنا ...أنا الصياد ...

نهضت هي ببطء وابتسمت له ابتسامة حلوة وهي تحاوط عنقه ثم بخبث طبعت قبلة علي ذقنه وهي تقول بدلال:

-بس انت بتحب كده يا صياد ...بتحب اللي يتحداك ...مبتحبش تاخد حاجة بسهولة صح ...عشان كده انت معجب بيا .

لمعت عينيه بقوة وهو ينظر إليها ويقول:

-انا عايزك بس ...لكن مشاعري مش متورطة معاكِ فمتديش نفسك اكتر من حجمك عشان متقعكيش علي جدور رقبتك ...

ابتسمت وقالت:

-بس ممكن مشاعرك تتورط معايا فعلا ...ممكن تحبني بجنون وساعتها هكسر قلبك ...

-انا معنديش قلب عشان تكسريه ...

قالها ببرود لترفع حاجبيها وتقول:

-بجد؟!!

ثم ابتعدت قليلا ووضعت كفها علي قلبه وقالت :

-بس أنا حاسة ان فيه قلب هنا ...قلب بيدق ...قلب اتكسر قبل كده كتير واتخذل اكتر ...شايفة ان من جوا الانسان البارد اللي جواه ده طفل صغير بيعاني ومستني اللي ينقذه ...أنا شايفة كتير اووي يا صياد وعارفة أنك مش الشخص اللي بتحاول تبينه ليا ...عارفة ان جواك نقطة بيضا صغيرة اووي ومستنية تسيطر علي السواد اللي جواك  ...

اغمض عينيه وكلماته تنساب الي اذنه كالسحر بينما امتعضت ملامحها وهي تفكر ان الي متي سوف تقول هذا الهراء وتخدع هذا الحقير كي تهرب من هنا ...فكرة المأذون فكرة جيدة ...فما ان يأتي سوف تخبره بكل شئ حتي يبلغ الشرطة وبهذا تتخلص من هذا الثور...

-انا موافق .

قال كلمته ببساطة ثم فتح عينيه وقال بنبرة غامضة :

-انا موافق نتجوز شرعي بمأذون...بعد تلات ايام  هنتجوز اجهزي كويس .

وكاد ان يذهب الا انها امسكت ذراعه وقالت:

-انا عايزة فستان فرح..

ضحك بذهول وقال:

-هو انتِ شايفاني مصباح علاء الدين يا اختي ؟!

هزت كتفيها وقالت:

-من غير فستان فرح مش هتجوز ...

هو رأسه وقال:

-حاضر هخلي حد من هنا ياخد مقاساتك ونجيب فستان فرح ...بس انسي أنك تطلعي من هنا يا قطة ماشي ؟!

مطت شفتيها بضيق لتجذبه حركتها تلك ثم اقترب منها كي يقبلها الا انها وضعت كفها وقالت:

-بعد الجواز يا صياد اصبر ...

هو رأسه وقال:

-عندك حق ...

ثم خرج لتتنهد وهي تشعر بالجنون ...سوف يتزوجها ...ولكن سرعان ما ابتسمت وهي تتذكر انها عند المأذون يمكنها فضح امره ...كما ان ليس لديها ولي وسيكون الزواج باطل...

....

خرج الصياد من الفيلا واجري اتصالا ...

-ايوة يا سيد بقولك عايزك تجيبلي حد بس الكلام ده يكون في ظرف تلات ايام بالضبط عايزه يكون عند رجلي 

   ......

-اتفضلي اشربي يا حبيبتي عصير .

قالها حسام برقة وهو ينظر إليها ...نظراته كانت بريئة تماما ولكن كان داخله يحيك خطط عديدة عندما تشرب العصير سوف تأتي معه الي شقة صديقه وهناك سوف يسلب منها كل شئ ...كما أنه فكر في تصويرها.ليبتزها لاحقا...كان كل شئ يسير في عقله كما اراد ...انتظر بشغف لتشرب العصير ولكنها قالت بتعب:

-معلش يا حسام بجد مش قادرة اشربه ...فعلا معدتي وجعاني ...

ولكنه اصر وهو يمسك كفها قائلا:

-وحياتي عندك يا حياة لتشربيه ...أنا جايبه بنفسي ليكي ...اشربيه حتي نصه مش كله واوعدك بس تشربيه نمشي من هنا لو تعبانة ...متكسفنيش بقا ...اشربي يا حبيبتي ..

قالها وهو يرفع العصير لفمها كي تتناوله الا ان كف اوقفته ...نظر الي صاحب اليد ليجده امامه يوسف ...ابتسم له يوسف ابتسامة صفراء ووضع الكوب علي الطاولة وقال:

-للاسف حياة مبتحبش عصير البرتقال ...هي بس خافت لتقول كدة وتحرجك ....

تعكر وشه حسام وقال بفظاظة:

-ايه اللي جابك هنا؟!

ابتسم له يوسف باستفزاز وقال:

-دي خطوبة اخت صاحبي ولا أنا ممنوع اجي هنا يا حس...وبعدين اهو يا اخي نتسلي أنا واياك شوية ونتكلم بما أننا هنبقي نسايب...

كز حسام علي اسنانه بغضب ...هذا الحقير دمر خطته تماما ...كم هو مزعج لماذا يلاحقهما لولاه لكانت حياة لتكون ملكه الليلة وكان سيجعلها خاضعة له ...

كان يوسف يبتسم إليه بإستفزاز ...هذا القذر يخطط لشئ ما ...كان محق عندما قال انه لا يشعر بالارتياح له...نواياه تجاه حياة ليست سليمة بالمرة...يري هذا في عينيه...الله يعلم ماذا يوجد بعصير البرتقال ...تنهد وهو يتذكر انه لم يكن ينوي ان يأتي اصلا لحفل الخطبة عندما عرف ان خطيب شقيقة صديقه هو صديق لحسام...ففضل ان يبقي بالمنزل حتي لا يقع فريسة لنيران الغيرة التي بدأت تشتعل بروحه مؤخرا ...ولكن خالته هي من نبهته لنوايا حسام دون ان تدري وقد عرف ان شعوره صادق تماما ... تذكر يوسف  الذي حدث بينه بين خالته قبل ان يأتي الي هنا !!!

......

خرج يوسف من منزله بضيق ..لقد اعترف بكل تلك البساطة ...اعترافه لم يصدم والدته بقدر ما صدمه هو ...لقد شعر بالصدمة وهو يقول تلك الكلمات ...متي وقع في حبها ...متي اصبح مجنون بها الي ذلك الحد ؟!هو حقا لا يعرف ولكنه يعرف ان الغيرة التي تشتعل به كلما رأي حياة مع حسام ليست من فراغ ...تنهد بيأس وهو يفكر انه تأخر كثيرا في الاعتراف ...كثيرا ..كاد ان يذهب عندما توقف ورأي خالته تقف عند باب منزلها وهي تضع كفها علي قلبها ...اقترب يوسف منها وقال:

-فيه حاجة يا خالتي ؟!

انتفضت خالته ونظرت إليه وهي تقول بنبرة خائفة :

-معرفش بس حاسة قلبي بيتنفض يا ابني ...حاسة ان حياة هتحصلها حاجة وحشة !

امسك يوسف كفها وقال:

-متخافيش يا خالتي إن شاء الله خير وعشان تطمني اكتر أنا هروح بنفسي واطمنك عليها ...

....

عاد من شروده وابتسم بإنتصار ...نظرت حياة إليه بضيق ثم نظرت الي حسام الغاضب الذي ابتعد علي الفور وذهب لأصدقاؤه ...

نظرت حياة الي يوسف بغضب وقالت:

-انت ليه بتعمل كده؟؟!

-انا بحبك ..

اعترف يوسف بصدق وهو يتطلع الي ملامح وجهها الفاتنة لتتسع عينيها بصدمة بينما اصبح قلبها يخفق بقوة ...لابد انها تحلم ....اقترب يوسف وامسك كفها وقال:

-حياة قولي حاجة ...سكوتك مخوفني 

أخيرا عادت الي رشدها وهي تبعده عنها بقوة وتصرخ:

-جاي تعترف دلوقتي ؟!!بعد ما رفضتني مليون مرة وسيبتني عشان وعد ...فلما سابتك هي جاي دلوقتي تشوف المغفلة اللي حبتك صح.؟!!اهو أي حاجة تمشي بيها نفسك عشان بكرة لما تلاقي اللي تحبها تاني ترميني مرة تانية!!

هز يوسف رأسه بالنفي لترفع هي كفها  مشيرة الي خاتم الخطبة وتقول:

-بس حبك مرفوض يا استاذ يوسف ...أنا مخطوبة ...ومخطوبة لواحد محترم كمان ...فياريت تاخد حبك وتعرضه علي مغفلة تانية ولو سمحت امشي من هنا...دي خطوبة صاحب حسام ووجودك مش مرغوب فيه هنا !!

ثم تركته وابتعدت لتحتمي بحسام من تلك المشاعر غير المرغوب بها التي هاجمتها فجأة! بينما ابتسم حسام بخبث لا بأس فشل اليوم ولكنه سينجح يوما ما 

.......

بعد ثلاث ايام ..

في المساء ...

كان يصفر وهو رائق البال اليوم سوف يحصل علي القطة صاحبة العينين الزرقاوتين ...سوف ينعم بجوارها ...سوف يتذوق شهد شفتيها دون اي اجبار ...ابتسامة سعيدة شقت شفتيه وهو يشعر بقلبه يقصف داخل صدره ...انها المرة الاولى التي يكون متحمسا بها لتلك الدرجة ....تلك المرأة مذهلة تجعله يلهث دون ركض ...تشعره دوما بالحماس ...مكرها وجرائتها يجذبانه إليها كما تنجذب الفراشة للنار فتحترق ...ولكن لن يحترق هو فقط بل ستحترق هي معه ...انتهي من اعداد نفسه وكاد ان يخرج الا انه توقف وهو يري وشاح والدته الذي يحتفظ به دوما ...اقترب من الوشاح وامسكه ثم قربه من انفه وهو يشمه بينما الدموع تتصاعد في عينيه....لقد اشتاق إليها ...اشتاق إليها كثيرا ليتها تكون معه الأول ...هو يحتاج بقوة الي ان تضمه إليه ...يحتاج الي أن يبكي بين  احضانها ويشكو لها العالم ...ابعد الوشاح عن انفه وقبله برقة وقال؛

-النهاردة مفروض اتجوز ..من واحدة انا مبحبهاش اصلا ...بس أنا فرحان ومتحمس بطريقة كبيرة ...عارفة انها بتفكرني بيكي نفس القوة والاصرار والجراءة ...هي الوحيدة بعدك وبعد ملاك اللي خلتني ارضخ لقرارها بس الشرارة اللي في عينيها الزرقا مشوفتهاش الا فيكي انتِ يا امي ...شرارة الحياة ...مبحبهاش بس كل اللي اعرفه ان وجودها في الفترة دي مهم ليا لانه بيفكرني بيكي انتِ ومين عارف ممكن جوازنا يستمر للأبد ...

ابتسم ووضع الوشاح مكانه وهو يذهب بينما يصفر بإستمتاع...

-ايه الروقان ده؟!

قالها عمه وهو يتطلع الي جاسر ثم اكمل :

-خير يا حبيبي رايح فين ؟!

-رايح اتجوز يا عمي

قالها جاسر بتسلية ليضحك عمه ويرد قائلا:

-نكتة حلوة بجد ...صحيح رايح فين متهزرش ؟!

هز كتفه وقال:

-زي ما قولتلك رايح اتجوز .

وثم ترك عمه مصدوم وذهب ..هز عمه رأسه وفكر ان ابن شقيقه فقد عقله تماما ...كيف سيتزوج فجأة ؟!!وممن سوف يتزوج؟! 

....

خرج جاسر من المنزل وورده اتصال ..ابتسم بخبث ورد وقال:

-قدرتوا تجيبوه صح ؟!

ضحك بإنتصار وقال:

-عال هو ده الكلام ...جيبوه وحصلوني علي هناك تمام !

وبعدين اغلق الهاتف  وقال:

-كنتي عايزة جواز شرعي مية في المية امرك .

.....

 وصل الصياد للفيلا الاخري وجلس في الصالة ثم اشار للحارس ان يأتي بوعد ...

 .....

بعد لحظات ...

انتفض قلبه لها ولأول مرة وهو ينظر إليها...فستان الزفاف الرقيق كان ينساب علي جسدها برقة بدت كأميرة خرجت من احدي القصص الخرافية ....بدت جميلة جدا ....جمالها اوقفه عن الكلام للحظات ...نهض وهو يسير تجاهها ثم امسك كفها وقبله برقة قائلا:

-يظهر اني اكتر راجل محظوظ في الكون عشان هحصل عليكِ 

ارتعش قلبها بتوتر وزاغت عينيها وهي تبحث عن المأذون 

-بتدوري علي حاجة يا حبي ؟!

قالها ساخرا لترد هي :

-اومال فين المأذون مش شايفاه؟!

-اهو جه .

قالها الصياد وهو يشير الي المأذون بسعادة ...حينها صرخت وعد وقالت:

-يا شيخ انقذني منه ده خاطفني وعايز يتجوزني ...بلغ البوليس ..

ضحك الصياد بسخرية ليهز المأذون كتفيه ويقول:

-كان علي عيني يا بنتي والله بس هو خاطفني أنا كمان ...

بهتت وعد ثم نظرت الي الصياد وقالت بتحدي:

-بس يا صياد أنا مليش ولي يعني جوازنا باطل .....

-مين قال كده ؟!

قالها الصياد مبتسما

ثم صفق بيده ليأتي أحدهم وهو ممسك برجب بقوة نظر الصياد الي وعد وقال:

-شوفي مين جه يحضر فرحك يا وعد ...باباكي واللي هيكون هو الولي بتاعك ...جبته من فرنسا مخصوص عشانك عشان تعرفي بس غلاوتك عندي!!!

........


وضعت احمر الشفاه علي شفتيها ثم قلبت شفتيها برفق حتي يثبت ....وتراجعت قليلا وهي تنظر لنفسها برضا ..كادت أن تربط شعرها الاشقر ولكنها قررت تركه حرا ...ابتسامة لطيفة زينت شفتيها ...الآن هي قررت ان تنسي عدي للأبد وتستمتع بحياتها ...الليلة زفاف صديقتها المقربة وسوف تذهب اليه وترقص وتستمتع بوقتها حتي تنساه تماما ...هذا الحقير !!! امسكت حقيبتها غالية الثمن والتي كانت تلائم كثيرا فستانها الاحمر الطويل وخرجت ...

قابلت والدها في الطرقة قبل تنزل الدرج...ابتسم والدها واقترب وهو يقبل جبينها ويقول:

-خلي بالك من نفسك يا ملاك ...هتسوقي انتي ولا اخلي السواق يوصلك ..

ابتسمت وقالت بهدوء:

-معلش يا بابا حابة اخد تاكسي اريح ..

-براحتك يا حبيبتي ..بس خلي بالك من نفسك ومتتأخريش...

هزت رأسها ثم نظرت إليه وقالت:

-صحيح فين جاسر مش ظاهر يعني...

ابتسم والدها بسخرية خفية علي جاسر الذي قرر فجأة ان يتزوج اليوم من فتاة لا يدري هويتها حتي ولكنه لم يرد ان يصدم ابنته فقال:

-وراه شوية شغل فخرج ..

هزت رأسها ثم خرجت من الفيلا وهي تسير بحذر بسبب حذاؤها ذو الكعب العالي ...

أخيرا خرجت من بوابة الفيلا ثم اشارت لسيارة أجرة التي وقفت لها فورا ...استقلتها وقالت وهي تنظر الي هاتفها  بينما تسير السيارة بسرعة :

قاعة ال....

ولكن الكلمات انحشرت في حلقها عندما سمعت صوت مميز للغاية يقول:

-شكلك حلو النهاردة ...

اتسعت عيني ملاك بصدمة وازدادت وتيرة تنفسها بينما اخذ قلبها ينتفض داخل صدرها كطير جريح...عجزت عن الكلام للحظات بينما هو يقود السيارة بسرعة في طريق غير الذي ستسلكه بينما يقول بهدوء:

-للاسف انتِ اجبرتيني اخطفك يا ملاك ...لأنك رافضة أي تواصل بيننا ...كل ما احاول اكلمك تصرخي في وشي زي المجنونة...رافضة تردي علي تليفوناتي او رسايلي لدرجة اني قعدت  اليومين اللي فاتوا وانا مستنيكي جمب فيلتكم ...أنا أول مرة اتذل الذل ده ...

أخيرا عادت لها قدرتها علي الكلام وقالت:

-محدش اجبرك تعمل كده !وياريت تبطل لاني مش هرجعلك تاني ...ده مستحيل ...

تنهد وهو يقف السيارة في مكان خالي نوعا ما من الناس امام النهر وينظر إليها ويقول:

-ملاك اديني فرصة اشرحلك طيب ...أنا والله ما خنتك ولا حاجة ...هي اللي قربت صحيح ضعفت بس ...

وضعت كفها علي اذنها وهي تصرخ:

-كفاية ...كفاية مش عايزة اسمع كدبك ولا يهمني اصلا ..أنا الحمدلله عرفتك وعرفت حقيقتك ...عرفت أنك شخص خاين وكداب بتلعب ببنات الناس ...وانا ربنا بيحبني لانه انقذني من شخص زيك ...اتفضل رجعني للبيت ومتحاولش تقرب مني تاني والا وقتها هدخل والدي في الموضوع وصدقني هيعملك مشاكل كتيرة اووي انت في غني عنها .

انها تتسرب من بين يديه كالدخان...ها هو بيدق انتقامه يتحرر منه  ...وهو لن يسمح لها أن تتحرر ...ليس بعد كل ما فعله  ...لقد انتظر كثيرا تلك الفرصة للانتقام ممن سلب والدته منه ...والدته كانت كل حياته ولكن فجأة اتي عامر النجار ودمر حياته بأكملها ...ما زال يتذكر شكل والدته وهي مغرفة بالرصاص ...يتذكر كيف بكي وقتها حتي فقد صوابه  ...هو لن يترك دماء والدته تضيع هدر لذلك نظر لملاك وقال:

-لو مرجعتليش يا ملاك أنا هنتحر ...

ضحكت بسخرية عليه ليفتح هو الباب بهدوء ثم يتجه الي النهر ويلقي نفسه في المياة العميقة ...

-عدي!!!

صرخت ملاك برعب وهي تتذكر كلماته انه لا يعرف السباحة !!!

يتبع

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع