القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ثأر الحب الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم زينب سعيد القاضي كامله

 

رواية ثأر الحب الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم زينب سعيد القاضي كامله 




رواية ثأر الحب الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم زينب سعيد القاضي كامله 



                  الفصل السادس عشر


ضم حاجبيه بعدم تصديق وقال:


-أنتي قولتي آيه ؟


رددت مرة أخري :


-دي طليقتك ؟


تطلع للأسفل ماسحاً علي وجهه بضيق وغمغم بثبات:


-يوسف قالك ؟


هزت رأسها بإيجاب وقالت:


-أيوة آبيه يوسف قالي.


رفع رأسه وألتفت لها متسائلاً:


- ورأيك آيه ؟


إبتسمت ساخرة وهتفت معقبة :


-أنت شايف آيه ؟ لو كنت رفضت أكيد مكنتش قدامك دلوقتي.


تنهد بشرود ورفع رأسه متمتا بمزاح:


-طلعتي بتعرفي تهزري آهو ! ماشي يا عهد هي كانت طلقتي فعلا بس زي ما قولت قبل كده ليوسف هقول ليكي تاني الماضي خاص بيا أنا وبس ليكي تتكلمي في الحاضر وبس.


نهضت واقفة واضعة يدها بخصرها متمتة بضيق :


-آنا كنت ساكتة بس إلي حصل النهاردة ده ؟


نهض هو الآخر واضعا يده بجيبه هاتفا ببرود :


-آيه الي حصل شوفتيني تجاوبت معاها ؟


هز رأسها بلا.


أجاب هو بحزم :


-يبقي ملكيش الحق تحاسبيني على حاجة مليش دخل فيها هي الي جت ليا مش أنا الي روحت ليها وأظن شفتي رد فعلي معاها كان أيه كويس.


دبت قدامها علي الأرض بطفولة :


-بس أنت جوزي ومن حقي أغير عليك لإنك بتاعي أنا لوحدي وبس ومش هقبل أن حد يشاركني فيك .


أطربه كلماتها فإقترب منها ضاما خصرها بإحدي يديه واليد الآخري رفع وجهها بأطراف آصابعه متمتما بخبث:


-الله علي الصغنن ده أحنا بنغير أهو يا جميل ؟


عضت علي شفتيها بخجل ونظرت أرضا تتهرب من نظراته الثاقبة.


ضحك هو بصوت مرتفع وضمها داخل أحضانه مغمغما بحنان :


-أطمني يا عهد أنا ملكك أنتي وبس .


رفعت عينيها ببراءة :


-بجد ؟


إبتسم بخفة وقبل جبينها بحب:


-بجد يا روح قلبي ها نأكل بقي ؟


آومئت بإبتسامة جلسوا سويا يتناولوا الطعام بمرح شديد.


❈-❈-❈


حزم عدي أمره وتحدث :


-شوفتها آول مرة روحت معاك هناك صمت قليلا وأكمل وكنت فاكر آنها العروسة الصراحة لغاية ما يوم الفرح شوفت نورسيل وعرفت أنها ليها أخت إسمها نايا .


رمقه يوسف معاتبا:


-يعني كنت معجب بيها وأنت فاكر أنها البنت الي هتجوزها ؟


تطلع أرضا بخزي فهو مخطئ بالفعل فهذه تعد خيانة وليس آية خيانة فحسب إنما خيانة لأخيه الأكبر ووالده الروحي .


اكمل يوسف حديثه بجدية:


-ليه مقولتش ليا وقتها إفترض كانت هي العروسة كنت هتعمل أيه وقتها ؟كنت هتتعامل معاها أزاي وهي مراتي وفي نفس الوقت كنت معجب ؟ وقتها لو كنت قولت جنابك ساعتها كنت حاولت أعرف هي مين تصرفك غلط يا عدي وكنت هتدفعنا كلنا نتيجة غلطك ده.


غمغم عدي بأسف:


-أسف يا يوسف حقك عليا بس مقدرتش أتكلم لان مكنش في حاجة هتتغير .


هز يوسف رأسه نافيا وقال:


-لأ هيحصل كتير أقل حاجة كنت هتبقي انت العريس مكاني لو كانت هي ، عدي أنا معنديش أغلي منكم أنتم حتي لو هضحي بعمري كله عشانكم .


ما كان رد عدي ااي أن نهض وألقي بنفسه داخل أحضان شقيقه متمتا بأسف:


-حقك عليا يا يوسف أوعدك غلطة ومش هتكرر تاني.


ربت يوسف علي ظهره بحنان وأدرف معقبا:


-مقدرش أزعل منكم يا عدي أنتوا ولادي مش أخواتي.


قبل عدي جبينه بحب وقال:


-ربنا يديمك في حياتنا يا كبير.


إبتسم يوسف بخفة وردد بدعابة:


-ماشي يا خفيف خلينا في الشغل يلا.


عاد عدي إلي مقعده مرة آخري وأكمله عملهم مرة أخري…


❈-❈-❈


تملمت بضجر ونهضت مستأذنة :


-بعد إذنكم هطلع أوضتي أرتاح شوية.


إبتسمت صفاء بحنان وقالت:


-ماشي يا حبيبتي علي راحتك.


نهضت متجه إلى غرفتها بينما نظرت عليا إلي والدتها بحيرة :


-مش عارفة مقلقة منها ليه ؟


نظرت لها والدتها موبخة وعقبت :


-أخص عليكي البنت غلبانة يا بنتي .


آومئت عليا بحيرة :


-هي غلبانة بس الصراحة مش حساه مخبية حاجة بتخطط لحاجة !


هزت صفاء رأسها بيأس:


-تقريبا قعدتك مع  عمك أصرت علي دماغك يا بنتي .


رمقة والدتها ضاحكة:


-ماشي يا ست ماما مقبولة منك هقوم أروح أنا حضرتك محتاجة حاجة ؟


هزت والدتها رأسها نافية :


-سلامتك يا حبيبتي خدي بالك من نفسك.


إبتسمت بخفة وقبلت جبين والدتها هاتفة بحنان:


-حاضر يا ست الكل.


❈-❈-❈


دلفت الغرفة وقامت بنزع الحجاب بإهمال وتركت العنان لشعرها الحرير فالجو حار كثير ومع ذلك ترتدي ملابس ذات أكمام وتضع حجابها أيضا.


زفرت بضيق وقررت آخذ حمام بارد قبل عودته وتستلقي للنوم .


ولجت الي المرحاض وخرجت بعد فترة مرتدية منامة بيتية بنصف كوم فقررت المبيت بها فهو بالأخير زوجها وهي لن تستطيع تحمل حرارة الجو هذه .


وقفت أمام المرآة تمشط خصلات شعرها الحريرية وما أن إنتهت إتجهت الي الفراش وإستغرقت في نوما عميق.


❈-❈-❈


أنهي عمله برفقة شقيقه وخرجوا من غرفة المكتب وجدوا والدتهم تجلس بمفردها.


غمغم يوسف متسائلا:


-هي عليا ونورسيل فين ؟


أجابت صفاء بحنان :


-عليا روحت نورسيل طلعت أوضتها.


أومئ يوسف بتفهم وقال :


-تمام هطلع أنام أنا كمان تصبحي علي خير يا ست الكل.


إبتسمت بحنان وقالت:


-وأنت من أهله يا حبيبي.


جلس عدي جوار والدته بدعابة :


-أنا بقي سهران معاكي شوية يا صافي سيبك من الناس دول أنا دودي حبيبك.


إبتسم يوسف وصفاء علي دعابة عدي وإستأذن منهم يوسف وصعد الي غرفته.


❈-❈-❈


فتح باب الغرفة وجدها مستقلية علي الفراش إقتربها منها وجلس جوارها يتأملها بإعجاب ملامحها الملائكية وشعرها الذهبي الحريري الذي يغطي ثائر وجهها.


تنهد بشرود ونهض هو الآخر متجها إلي المرحاض كي ينعم بحمام بارد وبعدها إستلقي هو الآخر جوارها وجهه مواجها الي وجهها حتي غرق هو الآخر في النوم.


❈-❈-❈


يجلس هو وزوجته في إنتظار عودة شريف فلم يعود منذ أمس ولا يرد علي مكالماتهم حتي.


بينما تجلس نايا جوار زوجة عمها تربت علي ظهرها بحنان محاولة تهدأتها .


فتح الباب أخيرا ودلف شريف نهضت والدته علي الفور تضمه بإشتياق ضمها هو الآخر بحنان.


إبتعدت عنه والدته مغمغمة بعتاب:


-إكده بردوا يا ولدي توچع جلبي عليك ؟


ربت  علي ظهرها بحنان متمتما بأسف:


-حجك فوچ رأسي يا أما مش بخاطري.


نهض سالم هو الأخر مستندا علي عصاه هاتفا بنبرة ساخرة:


-أمال بخاطر مين يا ولدي ؟ جولي بخاطر مين إياك ؟ وإلي كنت رايد تعنله بالمسكينة الي وجعت من طولها دي يا ولدي يرضي مين ؟


تحدث شريف ببرود:


-وأنا مغلطش يا أبوي ودي عوايدنا وإلي ولدك نسيها.


رمقته والدته معاتبة وقالت:


-حتي لو عوايدنا يا ولدي مش إكده وتكسر البنية.


ردد بمكابرة :


-أنا مغلطش ولو أنتوا شايفين أني غلط في شئ فده يرجع ليكم أنتوا مش ليا أنا .


هز والده رأسه بقلة حيلة وقال:


-بخاطرك يا ولدي الكلام وياك مفيش منه عادة إلي في دماغك مش هنعرف نغيره بس جادر ربنا يغيره ويشله من راسك وتعجل يا ولدي.


زفر شريف بحنق وقال:


-ليه شايفني مجنون عاد يا أبوي ؟ ماشي يا أبوي علي العموم زي ما تحب أنا رايد أجولك أني هتچوز ورايح أخطب بكره…….


تطلع سالم الي زوجته بصدمة وهتف بعدم تصديق:


-أنت بتجول أيه يا ولدي ؟ هتتچوز ؟ من غير علمي كومان ؟


ربع شريف يده مرددا ببرود :


-أنا بجولك أهو يا أبوي هتاچي وياي ولا هتفوتني لحالي ؟


تنهد سالم بأسي وقال:


-هاچي معاك يا ولدي مش هفوتك لحالك عارف ليه ؟


رد الآخر ساخراً:


-ليه يا أبوي إياك ؟


تطلع له بخزي وغمغم بأسي:


-عشان أبقي كبيرك لأن إلي ملوش كبير يشتري له كبير وأنت مع الأسف يا ولدي مصر تصغر نفسك جدام الناس.


آلقي سالم آخر كلماته وغادر متجها الى غرفته بخزي من أولاده وما فعلوه به.


نظرت له نايا بإشفاق وإتجهت إليه تساعده في صعود الدرج نظر لها بحنان مربتا علي ظهره ليته لم ينجبهم من الأساس.


❈-❈-❈


نظر لوالدته وجدها تقف صامتة تنظر له لا أكثر .


إقترب منها مغمغما بتساؤل:


-مالك يا أماي هتعملي زي أبوي وهتفضلي زعلانة مني إكده ؟


تنهدت بأسي وهتفت معاتبة:


-لاه مش زعلانة منك يا ولدي زعلانة عليك يا ولدي وخايفة أخسرك الطريج الي أنت ماشي فيه واعر جوي يا ولدي وأنت مش جده واصل.


قطب جبينه وهتف بإستنكار:


-طريج ايه جصدك أيه يا أماي أنا مش فاهم تجصدي ايه بحديتك الماسخ ده ؟


إبتسمت ساخرة وقالت:


-جصدي الي بتخطط ليه يا ولد أنسي إبن المغربي وشيله من راسك يا ولدي لأنه بجتله هتروح فيها أنت وخيك فوج لحالك أنت السكينة سرجاك .


إربتك هو وهتف معترضا:


-ايه الكلام الي بتجوليه ده بس يا أماي أنا خلاص صرفت نظر عن الموضوع ده .


آغمضت وصفية عينها بحسرة وتمتمت:


-ماشي يا ولدي هصدجك وأتمني حديتك يبجي صوح لإنك آول واحد هتدفع التمن تصبح علي خير يا ولدي.


تركته والدته وغادرت هي الآخري إلي غرفتها بينما هو واقفا مكانه يفكر في كلامه قليلا الا أن نفض عقله وصعد هو الآخر كي يستريح.


❈-❈-❈


ضربت والدتها علي صدرها بصدمة مما تفوهت به إبنتها وظلت تبكي بعويل.


نهضت الآخري وأغلقت الباب بلهفة وعادت لها هاتفة بعتاب:


-إهدي يا أمي أيه إلي أنتي بتعمليه ده أبويا ممكن يسمعك .


هتفت والدتها بدموع:


-عايزاني أعمل ايه يا بتي بعد الي جولتيه ده يا حنين ممكن يكون عرف إنك السبب في إلي حصل لخيه ؟


هتفت حنين بهدوء:


-إهدي بقي يا أمي هيعرف منين ؟ إذا كان يوسف المغربي نفسه ميعرفنيش وأنا لبست نقاب من وقتها يعني إستحالة حد يعرفني .


حكت والدتها جبينها بحيرة وقالت:


-غريبة دي أمال چاي ليه عايز مننا أيه ؟


مطت حنين شفتيها بحيرة وغمغت :


-ممكن يبقي جاي يشوف أبوي مثلا !


تنهدت والدتها بحيرة وقالت:


-ربنا يستر يا بتي ويجيب العواجب سليمة .


أمنت حنين علي دعائها أن تمر زيارة الغد مرور الكرام…..


❈-❈-❈


مع إشراقة شمس يوم جديد تململت في نومها فتحت عينها بنوم وجدت وجه هذا النائم في مواجهتها إمتعض وجهها بضيق وظلت علي وضعها تتأمل ملامحه الجذابة لا تنكر هذا وهو شخص غريب كذلك غليط مختلف حنون مرح جاد عصبي هادئ تركيبة غريبة يملكها هذا الشخص رأت حنيته وحبه لعائلته وأعجبت بهذا كثيرا وأهمها حبه لوالدته وإحترامه لها شتان بينه وبين شهاب الذي كانت تغضب من معاملته السيئة لوالديه تنهدت بضيق فهو ليس سوي قاتل لا غير اعتدلت وجلست مستندة بظهرها علي ظهر الفراش بشرود .


إستيقظ هو وشعر بعينها المسلطة عليه لكن عندما شعر بها تنهض فتح عينه هو الأخر ونهض جالسا علي الفراش.


آلتفت لها هاتفا بحنان:


-صباح الخير.


قلبت عينها بضجر وقالت:


-صباح النور.


إبتسم مازحا وقال:


-طيب ابتسمي حتي إفتحي الشيش يا ستي.


زفرت بحنق وهتفت :


-أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم خليك في حالك وسبني في حالي.


نهض وهو يضحك بصوت مرتفع إتجه الي غرفة الملابس وخرج بعد قليل حاملا علبة فخمة وضعها أمامها مغمغا بنبرة ذات معني:


-حالي هو حالك يا نوري بس أنا سيبك بمزاجي العلبة دي فيها شبكتك أنا داخل آخد شور صحيح أحنا هنروح نزور شادي وعهد لو حابة تيجي جهزي نفسك هنروح بعد الفطار.


ألقي جملته وتحرك متجها إلى المرحاض تاركا إياها تتأكل غيظا .


نظرت الي العلبة بغيظ وقامت بفتحها بضيق وسرعان ما جحظت عيناها من الانبهار فشبكتها مكونة من طقم كامل من الذهب الأبيض مطعم بالفصوص البيضاء والذهب الأبيض مكونة من كولية وخاتم وأسوارة وخاتم وحلق ودبلة ومحبس لا تنكر أنها أعجبت بالطقم لكن أغلقته مرة آخري كأنها لم تراه من الأساس.


ونهضت متجهة الي غرفة الملابس تغير ملابسها فهي ستذهب معهم كي تري شادي فهو من لها هنا.


❈-❈-❈


إستيقظت عهد مبكرا وقامت بإعداد الإفطار وتناولت الإفطار برفقة زوجها ونهضت تعد بعض الحلوة والعصائر من أجل زيارة عائلتها.


بينما ظل شادي يجلس يشاهد التلفاز قليلا ويعبث بهاتفه يتابع عمله قليلا.


بعد فترة إنتهت عهد من التجهيزات ودلفت إلي الغرفة وقامت بإرتداء ملابسها إستعداد لزيارة عائلتها.


وكذلك نهض شادي كي يغير ملابسه وجدها إنتهت من إرتداء ملابسها وتقوم بلف حجابها وقف يتأملها بشرود الي أن تذمر شئ إتجه الي درج التسريحة وقام بفتحها أسفل ناظريها وقام بإخراج علبة مخملية من اللون الأحمر وضعها علي التسريحة وقام بفتحها متمتما بإبتسامة:


-دي شبكتك عارف أنها متأخرة شوية حقك عليا أتمني أنها تعجبك


نظرت لها بإنبهار:


-تحفة تسلم إيدك بصراحة.


إبتسم بخفة وقال:


-تسمحي ليا ألبسك ؟


أومئت بخجل .


مد هو يده ووضع الدبلة أولا في إصبعها آولا يليه الخاتم والأنسيال وبعدها حمل السلسال ووقف خلف ظهرها وقام برفع شعرها وإلباسها إياه ما أن أنتهي وقف قبالتها مقبلا جبينها بحب وقام بإخراج دبلته وأعطاها إياها.


أمسكتها هي بيد مرتعشة وقامت بوضعها في إصبعه بخجل شديد…..


❈-❈-❈


بعد مرور بعض وقت وصل يوسف وعائلته الي شقة شادي وجلسوا سويا يتبادلوا الأحاديث الجانبية الرجال في ركن بعيد نسبيا ، والنساء بركن آخر الجلسة ممتعة رغم عبث نورسيل في البداية إلا أنها إندمجت معهم في الحوار بعد أن شعرت بالألفة تجاههم.


إنتهت الزيارة وغادروا الي منزلهم بعد توديعهم لشادي وعهد وإطمئنان يوسف أن شقيقته على خير ما يرام فقد صدق حدثه أن شادي رجلا جدير بالثقة.


❈-❈-❈


في المساء توقفت سيارة شريف أما منزل شريف البدري والد حنين وترجل هو ووالديه من السيارة حاملا العديد من الحقائب بها كل ما لذ وطاب.


تطلع سالم الي زوجته بصدمة بعدما رأي هذا المنزل المتهالك ولكن ليس لفقرهم ، لكن لرغبة شريف بالزواج من هذه العائلة البسيطة فهو يعلم إبنه أتم العلم سقف غروره عالي .


دلفوا سويا ورحب بهم سليمان وهو جالسا علي الأريكة بوهن فقد أنهكه المرض وجعله جثة هامدة لا أكثر من ذلك.


علمه سالم علي الفور فكان يعمل لديه منذ زمن جلسوا سويا وقدمت لهم الدة حنين الضيافة وجلست برفقتهم واضعة يدها علي قلبها من هذه الزيارة المريبة.


تحدث سالم أخيرا بإبتسامة صادقة فهو قد إرتاح لهذه العائلة كثيرا:


-أنا يسعدني ويشرفني يا حاچ سليمان أني أطلب يد بتك لولدي …...





                     الفصل السابع عشر


تطلع سليمان إلى زوجته بعدم تصديق مما إستمعوا إليه الأن فما قاله لا يصدقه عقلا من الأساس فهو يرغب في خطبة إبنته هو المزارع الفقير بأرضه إلي ولده.


فاق من شروده علي صوت سالم ألتفت له متمتما بإنتباه:


-معاك يا حاچ.


إبتسم سالم بهدوء وقال:


-طيب ساكت ليه ومجولتش رأيك ؟


هتف سليمان بحيرة :


-أصلي مش مصدج يا حاچ أنا وبتي أچيرة في آرضك أزاي بس العين متعلاش عن الحاچب.


رمقه سالم معاتبا:


-وه ايه الحديت الماسخ إلي بتجوله ده بس آخص عليك يا راچل يا طيب الشغل مش عيب وكلنا فقراء لله يا سيدي ها جولت أيه ؟


نظر الي زوجته بحيرة وقال:


-والله يا حاچ أن كان عليا أني موافج بس البنية لازما ناخد رأيها.


أومئ سالم متفهما وقال:


-في ديه عندك حق ومليش فيها كلام شوف وجتك ورد علينا.


تحدث شريف بلهفة:


-من بعد إذنك يا أبوي لو يعرفوا رأيها دلوجت ولو فيه جبول نتوكل علي الله ونجرا الفاتحة.


رمق سالم ولده بضيق ونظر الي سليمان متسائلا.


هتف الآخر متفهما :


-ماشي يا ولدي ألتفت إلي زوجته وتمتم بحذر جومي يا حاچة شوفي رأي العروسة.


أومئت الي زوجها ونهضت بصدمة وعقلها لا يستعب ما حدث حتي الأن.


❈-❈-❈


"مدللتي كم أشتاق لرؤياك ، فقد وقعت بهواكي ، لم أعد أريد شئ سوي أن أضمك لأحضاني ، إستنشق عبيرك الذي ينعش رئتاي بعبيرك الخلاب "


تقف في الشرفة تتحدث في الهاتف مع شقيقتها ، فتح هو باب الجناح ودلف بعد أن أنهي عمله وجدها مازالت مستيقظة وتتحدث في الهاتف  دلف إلى المرحاض كي ينعم بحمام بارد….


بينما علي الجانب الآخر هتفت نورسيل بعدم تصديق:


-بتهزري صح شريف بيخطب النهاردة ؟ ومين بقي تعيسة الحظ متعرفهاش مممم تمام لما تعرفي حاجة قوليلي ماشي يا حبيبتي سلام خدي بالك من نفسك.


أغلقت الهاتف ووضعته في جيب منامتها وظلت واقفة تتأمل الحديقة أسفلها.


خرج هو من المرحاض وجدها أنهت مكالمتها إبتسم بمكر وإتجه اليها كي يمازحها قليلا ولكن لمعت فكرة ماكرة بعقله.


إتجه لها بخطي بطيئة وتوقف خلفها وجدها شادرة بشئ ما وضع يده علي خصرها وضمها من الخلف دافنا وجهه بين ثنايا عنقها.


إنتفضت هي بصدمة وحاولت إبعاده متمتة بغيظ:


-أنت اتجننت أبعد عني.


غمغم هو في أذنها هامسا بصوت أذاب جسدها بين يديه وجعل القشعريرية تسري بثائر جسدها:


-ششش إهدي يا نوري واستمتعي بالجو الحلو ده.


فاقت من حالتها وأبعدته عنها بإرتباك ودلفت الي الداخل بخجل .


ولج هو إلي الداخل خلفها ومسك يدها ضاما إياه داخل أحضانه حتي أصبح وجهها مقابل إلي وجهه لا يبعدها عنه سوي أنشات بسيطة وهتف هامسا وهو يتحسس بشرتها الناعمة بظهر يده:


-بتهربي مني ليه ؟ نورسيل أنتي مراتي قبلتي ده أو رفضتي الموضوع ده إنتهي وكل لما تتقبلي ده بسرعة هيكون أفضل أظن إنك أنتي وافقتي عليا بإرادتك ليه دلوقتي بتبعدي كده ؟ 


إقتربت منه هامسة في أذنه :


-وافقت عشان أقتلك وآخد بتار شهاب منك عرفت بقي أتجوزتك ليه مش هرتاح غير لما أشوفك ميت ودمك سايح علي الأرض زي ما قتلته وحرمتني من شهاب حبيب عمري.


قام بإبعدها عنه وثبت جسدها علي الحائط خلفها مما جعلها تفتح عيونها علي وسعها من الصدمة وعيناها مسلطة علي  الآخري المسلطة عليها بتركيز تام تكاد تلتهم كل أنش بوجهها نظرت لكلتا يديها المثبتين علي الحائط خلفها التفت مرة آخري ورددت بتحدي:


-سيب إيدي لا إلا مش هيحصلك كويس.


إبتسم الآخر بتسلية وهتف ساخرا :


-بجد هتعملي آيه ؟ أكمل بمكر مصطنع تصدقي خفت منك أنا كده ؟ 


تطلعت له بغيظ شديد وقالت:


-أنت فاكر أني كده هخاف منك وهرضخ ليك ؟ تبقي بتحلم ! أنا إستحالة أكون لواحد حقير زيك إيده غرقانة بدم ناس أبرياء .


إبتسم الآخر ساخرا وثبت يديه براحة يد وأنزل الآخري المصابة يداعب وجنتيها بظهر كفه لتشمئز الآخري من يده وتبعد وجهها بتقزز .


ضحك هو علي فعلتها وقرب وجهه منها حتي لفحت أنفاسه الساخنة بشرتها البيضاء ليبتسم بتهكم كاشفاً عن أسنانه ناصعة البياض هامسا في أذنيها بفحيح:


- أنا سايبك بمزاجي يا قطة مش بمزاجك غصب عنك أنتي مراتي أوعي تفتكري كلامك الاهبل ده فارق معايا توء توء بس أنا عاجبني دور شجاعة إلي أنتي عملاه أوي بس يا شاطرة لما تحبي تلعبي بلاش تلعبي مع إلي أكبر منك أهو بنتسلي شوية بس أوعدك إنك أنتي بنفسك إلي هتجيلي راكعة تحت رجليا .


نظرت له بتحدي وقالت: 


-شكلك بتحب تسرح بخيالك كتير بس أنا بقي إلي حابة أوعدك أني أنا إلي هدفعك تمن كل واحد مات علي إيدك وهاخد تاري منك بإيدي.


تنهد  الآخر ساخرا وقال: 


-والله ؟ ست الي هتاخد تارها مني ؟ أكمل بانتصار صحيح ما أنتي عيلتك كلها بتداري وراء النسوان علي كده ؟


أردفت الآخري بإستفزاز: 


-هو أنت فاكر نفسك راجل من الأساس ؟ أنا رأي تلبس طرحة أحسن هتبقي لايقة عليك.


جحظت عين الآخر وتكاد تنفجر من كثرة إحمرارها ليكشر الآخر عن أنيابه مرددا بفحيح :


-أسمعيني يا حلوة لو حابة إثبتلك أني راجل فهكون أكتر من سعيد بده بس قولتها مرة وهقولها تاني مش انا الي أغصب نفسي علي واحدة ست وتحديدا لو الست دي مراتي أنا مش وسخ زي الحقير الي كنتي هتتجوزيه أنا سايبك تهبلي بمزاجي وعمال أعدي في أخطاء وبقول ماشي لكن صبري ليه آخر يا بنت الناس تجيبي سيرة راجل غيري أدبحك فاهمة ولا لا ألقي جملته وتركها بعنف وغادر.


❈-❈-❈


أنهي حديثه معها وتوجه الي الفراش يتمدد فوقه وأنفاسه مضطربة من مشاعره الثائرة بفعل هذه الهوجاء .


مسح علي وجهه بضيق فعلي ما يبدو أن الطريق معها مازال طويلا بعد ويحتاج إلى صبر ومثابرة يبدو أنها كانت تكن مشاعر الحب الي هذا الخسيس هنا وإشتعل قلبه من الغيرة عندما تطرأ عقله إلى هذه النقطة لكنه بداخله عازما أن يملك هو قلبها ويصير هو مالكه متربعا علي عرش قلبها.


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


ظلت واقفة في مكانه تتنفس بصعوبة محاولة إسترداد أنفاسها التي حبسها هذا المعتوه وضعت يدها علي قلبها الذي ينبض بعنف تكاد تجزم أنه يستمع له الأن نظرت له وجدته موليا إياها ظهره وعلي يبدوا أنه نائما غمغمت ساخرة يا له من خبيث كيف له أن ينام بهذه السرعة كأنه لم يفعل شئ.


هبدت علي الأرض بقدميها بغيظ وإتجهت هي الآخري تتمدد علي الفراش معطية إياه ظهرها مثله.


شعر بها وهي تتمدد جواره فتح عينيه وألقي نظرة عليها وأغمض عينه مرة أخري .


❈-❈-❈


فتحت الباب وجدت أبنتها تجلس أرضا وفي حالة يرثي لها مما استمعته .


دلفت الغرفة وقامت بإغلاق الباب خلفها وركضت تجاها متمتة بصدمة:


-سمعتي إلي حصل بره يا بتي ؟


أومئت لها بصدمة وقالت:


-أنا مش مصدقة بجد إلي سمعته هما بيتكلموا بجد ؟


جلست والدتها جوارها متمتة بحزن:


-صح يا بتي ومستنين الرد ؟


طلعتإالي والدتها بعدم إستيعاب وقالت:


-نعم رد أيه هي دي محتاجة رد أصلا ؟ أكيد هرفض طبعا هو أنا خلصت من أخوه يطلع هو ليا !


أغمضت والدتها عيناها بحسرة وهتفت:


-أسمعي يا بتي كلامي زين ووجتها وافجي أو أرفضي لوحدك شريف ده لو مش راجل زين مكنش جه إهنه يا بتي مشان يخطبك لاه يا بتي كان هيحاول يعتدي عليكي زي ما خيه كان رايد لكن ده جه الدار من بابها ومطلبش يشوف وشك حتي يا نضري ده أيه عيبه بس يا بتي ؟ سيبك من أخوه لأن خلاص مات وده فرصة كويسة ليكي يا بتي عمرها ما هتكرر تاني مهما حصل أديكي شايفة زمان كان هيحصل فيكي أيه وافجي يا بتي لإنك لو رفضتي مش هنلاجي حتي العيش الحاف نأكله أكيد بعد ما هترفضيه مش هتشتغلي أنتي ولا أبوكي في أرضه وحطي في بالك سبب نجوله للرفض يا بتي ليهم ولأبوكي كومان ها جررتي ايه ؟


تطلعت إلي والدتها وتنهدت ساخرة داخلها بعد كل ما قالته والدتها تنتظر منها أن تقول رأي غير أن تقول موافقة  تنهدت بألم وقالت:


-موافقة يا أمي.


إبتسمت والدتها براحة فقد إستردت أنفاسها الأن بعد وافقت إبنتها نهضت والدتها مربتة علي ظهرها بحنان:


-الله يرضي عنيكي يا بتي ويراضيكي علي قد نيتك وجلبك الأبيض.


نهضت والدتها وغادرت بينما هي جالسة علي وضعها تفكر في ما هي مقدمة عليه كيف ستحيا معه أسفل سقف بيتا واحد كيف ستتعامل معه ومع عائلته ؟ كلما ستنظر في عينيه لا تري سوي شقيقه الحقير ماذا سيحدث إذا عندما تصبح زوجته ويقفل عليهم بابا واحد.


❈-❈-❈


خرجت من الغرفة وأعين الجميع متطلعة إليها وخاص شريف الذي ينظر لها بقلق شديد إستشعرته هي في نظراته.


إقتربت منهم وجلست جوار زوجها وهتفت بخفوت في أذنه.


تنهد زوجها براحة وقال :


-علي خيرة الله.


إبتسامة عريضة رسمت علي وجه الذي هتف بلهفة:


-يبجي نجرا الفاتحة والدخلة آخر الشهر وأنا مش عايز العروس غير بالهدمة الي عليها متحملوش هم أيتها حاچة.


نظروا له الجميع بصدمة بما فيهم والديه تحدث سليمان بإحراج:


-لاه يا ولدي شهر جليل أوي وبتي بإذن الله أجهزها وأوصلها لدارك كومان.


هنا تحدث سالم بهدوء:


-دي عروس والدي يا سليمان وأحنا متكفلين بكافة شئ وأهو الشهر مش قريب ولا حاچة خلينا نفرح ولا مش عايز تفرح ببتك ولا ايه ؟


تنهد سليمان مغمغا بقلة حيلة:


-علي خيرة الله .


أبتسم شريف وهتف متسائلا:


-نجرا الفاتحة ؟


أجاب سليمان بإيجاب نجرا الفاتحة .


رفع الجيمع يدهم يقرأون الفاتحة وما أن إنتهوا حتي ألقت والدت حنين العديد من الزغاريد.


هتفت وصفية بإحراج:


-مش هنشوف العروسة بجي ؟


إبتسمت والدة حنين بإرتباك وقالت:


-أكيد طبعا يا حاچة بس حنين متنجبة.


تطلعت لها وصفية بعدم تصديق ثم نظرت إلى إبنها فهل سيرتبط إبنها بفتاة لم يراها من الأساس رسمت إبتسامة بسيطة علي وجهها وقالت:


-خلاص يا خيتي مفيش مشكلة لما تبجي في دارنا أشوفها وأملي عيني منيها.


تحدث سالم في التفاصيل مع سليمان وبعدها استأذنوا ونهضوا للمغادرة.


❈-❈-❈


بعد أن غادر شريف وعائلته نادتها والدتها وخرجت أخبرها والدها الإتفاق وبارك لها لم تنطق بحرف واحد ولم تعيرهم أية إنتباه من الأساس تركت ينهون حديثهم وإستعدادهم لعقد القرآن وذهبت هي إلى غرفتها كي تنام فهذا ما تريده الأن انوم فقط تريد أن تهرب من واقعها الأليم. 


❈-❈-❈


هبط الجميع من السيارة ودلفوا سويا وجدوا نايا في إنتظارهم نهضت من ولجوا إلى المنزل وهتفت بإبتسامة:


-حمدالله علي السلامة نقول مبروك ؟


إبتسمت وصفية بإيجاب وقالت :


-أيوة يا بتي الحمد لله عقبالك.


ألتفت الي شريف مغمغمة بإبتسامة:


-مبروك يا شريف ربنا يتمم ليك بخير.


رد بإختصار:


-الله يبارك فيكي عقبالك.


جلس سالم ونظر إلى ولده هاتفا بحيرة:


-أنت مشوفتش عروستك يا ولدي ؟


هز شريف رأسه نافيا وقال:


-لاه بس إرتحت ليها وكفاية ده عندي.


إبتسم والده باعجاب وقال:


-آول مرة يا ولدي تجول حاجة زينة.


إمتعض وجه شريف وصمت.


بينما تسألت نايا بحيرة:


-هو أنتوا مشفتوش العروسة ؟


هزت وصفية رأسها نافية:


-العروسة منتجبة يا بتي.


رمقتها بعدم تصديق ورددت :


-ما شاء الله شكلها بنت كويسة ربنا يتمم بخير والفرح إمتي ؟


رد شريف بإقتضاب :


-آخر الشهر .


هتفت بعدم تصديق:


-آخر الشهر يعني كمان أسبوعين مش هنلحق نجهز حاجة .


زفر شريف بضيق وقال:


-والله ديه شئ ميخصكيش يا ست نايا محدش طلب خدماتك كلها شهر وست البيت تنور البيت وتبجي هي إلي مسؤله عن كل حاچة.


نظرت له بإحراج وقالت:


-ربنا يتمم علي خير بعد إذنكم هطلع أنام تصبحوا علي خير أنهت جملتها وصعدت سريعا إلي غرفتها.


رمقه والديه بعتاب ونهض سالم مستندا علي عصاه وقال :


-ده زي ما هو دارك دار بنت عمك يا راجل يا كبير من بعدي يا الي المفروض سندهم وضهر ليهم لكن يا خسارة أنت الي بتكسرهم وأنا عايش يا ولدي يا خسارة غادر هو الآخر مستندا علي عصاه فيبدو أنه ظهره قد كسر.


تطلعت له والدته بضيق وقالت:


-عملت ليك أيه البنية يا ولدي عشان تعمل فيها إكده ربنا يهديك من شيطانك يا ولدي.


غادرت هي الآخري تاركة إياه بمفرده جلس هو علي إحدي المقاعد ببرود تام كأنه لم يفعل شئ ولم يكسر بقلب تلك اليتيمة.


❈-❈-❈


صعدت الي غرفتها سريعا وهي تحاول كبت دموعها دلفت الي غرفتها وأغلقت الباب خلفها ملقية بنفسها علي الفراش وأطلقت العنان لدموعها الحبيسة وهي تبكي بحسرة علي حالها فهل هي ثقيلة عليهم لهذه الدرجة فرسالة شريف واضحة ظهور العيان أنها مجرد ضيفة لا أكثر ليت عنها يوافق أن تترك المنزل وتعود إلى منزل والدها لكن من المؤكد أن عمها سيرفض بالتأكيد تنهدت بحزن وتركت أمرها الي الله يدبر أمرها عازمة أن آول عريس مناسب لها ستوافق من أجل أن ترحل من هنا فحسب.


❈-❈-❈


فتحت عيناها بنوم علي صوت رنين هاتفها ألقت نظرة عابرة عليه ولكن ما أن رأت إسم شقيقتها ردت بقلق:


-ألو أيه يا نايا مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه؟ هتفت بإصرار لأ بتعيطي مالك يا بنتي صمتت قليلا تستمع الي حديثها وإمتعض وجهها هي الأخرى وقالت بحزن وأزاي يقولك كده المجنون ده وعمي سكت ليه طيب إهدي متعيطيش بقي عشان خاطري هحاول أجيلك وأقنع عمي ماشي يا حبيبتي سلام أغلقت الهاتف متنهدة بحزن .


نايا مالها حصل ليها حاجة ؟ قالها يوسف الذي خرج للتو من المرحاض وعلي يبدوا إستمع لجزء من حديثها.


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد ذهب شريف إلى الأرض يمر عليها آولا وكانت الصدمة جالية عليه إنها هي من ستكون زوجته بعد عدة أيام تقف وسط العمال تتابع عملها غير عابئة بمكانتها الأن ولا بما ستكون بعد عدة أيام.


ترجلت من سيارته سريعا وركض تجاهها هاتفا بعصبية :


-أنتي بتعملي أيه إهنه چنيتي إياك ؟


لم تطرق الفأس من يدها وردت ببرود :


-هكون بعمل أيه بشتغل .


آخذ الفأس منها عنوة وألقاها بعيدا مما جعل أنظار الجميع تسلط عليهم.


رمقته هي بضيق وقالت بعصبية هي الآخري غير عابئة بمن حولها:


-أنت أتجننت أيه إلي عملته ده ؟


شريف………


يُتبع..




                 الفصل الثامن عشر


جحظت عين الآخر ناظراً لها بصدمة من فعلتها وجميع الأنظار مصوبة تجاههم فقد ترك العمال ما بيدهم وسلطوا أبصارهم عليهم.


كاد أن يرفع يده عليها ويلقنها درساً علي ما فعلته لكن ليس الأن سيلقنها درساً لن تنساه بحياتها لكنها مسألة وقت حتي تكون إمرأته وفي بيته.


تطلع حوله وجد الجميع يتطلع لهم صاح بصوتا مرتفع:


-كل واحد منيكم يخليه في شغله  لا جسما بالله ليكون مخصوم منكم شهر كامل.


ما أن أنهي جملته حتي عاد الجميع إلي عملهم علي فور فهم بحاجة إلي كل قرشاً وليست أجرة شهر كاملاً.


ألتفت لها هاتفا بفحيح:


-همي علي دارك يا بت لاجسم بالله أدفك حية دلوجيت بأرضك.


ظلت واقفة ببرود صاح مرة آخري بعنف:


-لسه وافجة ؟


دبت علي الأرض بغيظ وفرت هاربة من أمامه وقف هو مكانه ماسحا علي وجهه واتجه إلي سيارته هو الآخر ركبها وقاد بسرعة جنونية .


❈-❈-❈


إنتبهت علي صوته وغمغمت بنفاذ صبر:


-خير عايز أيه علي الصبح


رمقها بإستخفاف:


-عايز سلامتك يا حبيبتي ما تقومي تضربيني كفين أحسن.


هتفت بصوت منخفض:


-حبك برص وعشرة خرس يا بعيد.


ضيق عينه وهتف متسائلاً:


-بتقولي أيه مش سامع ؟


قلبت عينها بضجر وقالت:


-مش بقول حاجة أنت عايز مني أيه بقي ؟


إيتسم بتهكم وغمغم ساخرا :


-هكون عايز أيه منك أنتي يا آخرة صبري نايا مالها ؟


زفرت بحنق كانت تود أن تقول له لا شأن لك لكنها في حالة لا تسمح لها أن تتجادل معه الآن أجابت بنفاذ صبر:


-مفيش شريف ضايقها وهي عايزة تسيب البيت وتروح بيتنا القديم.


جلس على الفراش مرددا بضيق:


-قالها أيه شريف أفندي ده مش برتاحله ؟


ردت بإستفزاز:


-هو اه أنا مضايقة منه بس ده مسمحش ليك إنك تغلط فيه.


ضحك الآخر ساخرا وقال:


-ماشية حضرتك بمبدأ أنا وأختي علي إبن عمي وانا وابن عمي علي الغريب صح ؟ بس يا هانم مبدأك غلط لأني أنا جوزك يعني أنا نمبر واحد في حياتك يا حبيبتي حطي دي في دماغك ما علينا طيب ونايا هتعمل أيه ؟ لو توافق تيجي تعيش معاكي تنور في أيه وقت.


تطلعت له بعدم تصديق:


-أنت موافق أنها تعيش معانا هنا ؟


أومئ بتأكيد:


-أكيد طبعاً وايه المشكلة ولو حابة أنا ممكن أكلم عمك إنك حابة أنها تفضل هنا جنبك مفيش مشكلة هتبقي في بيت أختها يعني بيتها كلميها وشوفي رأيها وردي عليا يلا هقوم أجهز عشان أنزل شعري نهض كي يغادر وتوقف قائلاً متفضليش قاعدة كده قومي أنزلي افطري وأقعدي تحت أخرجي في الجنينة لو حبيتي تخرجي في أي مكان العربية بالسواق بره واه في خزنة في الدولاب بتاعي كلمة السر ***** خدي الفلوس إلي أنتي عايزها يلا سلام.


غادر هو تاركاً إياها سارحة في ملكوتها الخاص فشتان بينه وبين شريف إبن عمها وشهاب قبل أن يقع بحبها دائما ما كانوا يعاملونهم كأنهم عبئ عليهم وضيوف غير مرغوب بهم ، طلبت من عمها كثيرا أن يتركوا المنزل ويعودون إلي منزلهم ولكنه يرفض ، عرض يوسف مغري وبشدة ولكن كيف توافق أن تجعل شقيقتها تمكث معها في منزل هذا القاتل الحقير وفي نفس الوقت لا تريد أن تتركها بمفردها وعليها أيضا أن لا تخسر شريف فهو من يساعدها علي آخذ تارها منه وبعدها تأخذ شقيقته ويشترون شقة هنا بالقاهرة بعيداً عن الجميع هذا ما أهداه عقلها له ولكن من المؤكد أنها ستندم أضعاف مضاعفة عليه في المستقبل فالإنسان لا يشعر بالشئ إلا بعد أن يفقده.


❈-❈-❈


عادت من الأرض وهي تكاد لا تري أمامها من كثرة غضبها قابلتها والدتها وهي يقين أن حدث شئ علي غير ما يرام فهي رفضت وإعترضت علي ذهابها لكن إبنتها عنيدة لا تسمع إلا أحد دلفت إلي غرفتها وقامت بإغلاقها عليها من الداخل ، بينما جلست والدتها تدعي لها بالهداية وصلاح الحال وأن تتم هذه الزيجة علي خير وتكون زيجة العمر والآخرة….


❈-❈-❈


وقفت تحضر الإفطار بخفة واضعة السماعات بأذنها تستمع إلى سورة البقرة فهي خير ما تبدأ به يومها ، تتحرك كالفراشة تتنقل من مكان إلى مكان وهي تعد ما إذ وطاب ولم تنتبه إلى هذا الذي أستيقظ من نومه علي رائحة الطعام الشهي الذي جعلته يبتلع ريقه بتمهل ونهض تجاه الرائحة وجدها معطية ظهرها للباب ومندمجة فيما تفعل .


وقف هو مستنداً بظهره علي الباب شاردا في هذه الحورية الصغيرة التي اقتحمت حياته فجأة دون سابق إنذار وتغيرت حياته إلي ٣٦٠درجة في لمح البصر لكن هل سيبتسم القدر له ؟ أم سيكون للقدر رأي آخر عندما تعلم هي سره عند هذا الحد وهذا رأسه بعنف وتحرك حي يغادر لكن أوقفه صوتها الملائكي وقف مكانه بجمود.


إقتربت هي منه متمتة بابتسامة:


-صباح الخير صحيت إمتي ؟


حاول رسم إبتسامة علي ثغره وقال:


-لسه صاحي.


هزت رأسها بإيجاب وعقبت:


-طيب روح أقعد وثواني والفطار هيبقي جاهز.


ألقي نظرة خاطفة خلفها وغمغم متسائلاً:


-لسه فاضل حاجة ؟


أجابت نافية:


-لأ خلصت وهخرج الأكل خلاص.


إبتسم بهدوء وقال:


-تمام هساعدك تخطاها وأحضر طبقين وحملهم متجهاً بهم إلي الخارج.


تنهدت هي براحة وحملت الأطباق هي الآخري متجهة إلي الخارج خلفه.


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


بعد قليل….


جلسوا يتناولوا الطعام بصمت إلي أن قطعه شادي:


-أنا هروح الشغل النهاردة محتاجة حاجة ؟ أنا برجع الساعة سابعة.


شحب وجهها وقالت:


-يعني هفضل لوحدي ؟


ترك الطعام وتطلع لها بهدوء:


-طبيعي يا حبيبتي أن كان هيجي أرجع فيه شغلي.


عضت علي شفتيها بخجل وقالت:


-طيب ممكن بعد إذنك وأنت في الشغل أبقي أروح أقعد عند ماما شوية وقبل ما ترجع هتيجي تلاقيني هنا والغداء جاهز كمان .


أرجع خصلات شعره إلي الخلف وأردف متسائلاً:


-مفيش مشكلة بس ليه ؟


هتفت بإرتباك:


-بصراحة المكان جديد عليا وهخاف أفضل لوحدي في الأول بس علي الأقل.


آخذ نفسا عميق وردد:


-تمام يا عهد بس ممكن تخليها من بكره عشان أبقي عامل حسابي وصاحي بدري أوصلك ؟


أومئت بتفهم:


-وأنا هجيب عربي….


هتف مقاطعا:


-لأ عربيتك دي تنسيها خالص أنا هشتري ليكي واحدة تانية.


غمغمت بحيرة:


-ليه عربيتي موجودة ؟


أجاب ببساطة:


-عشان مش من فلوسي وأنتي دلوقتي مراتي يعني أقل حاجة هدومك الداخلية تبقي من فلوسي يا قطتي فهمتي أنا راجل صعيدي ودمي حر.


خجلت من جرأته ولم تتحدث.


ضحك الآخر بصوت مرتفع:


-أكتر حاجة عجبتني فيكي خجلك حاجة كده بيور خام كوكتيل غريب عليا.


إبتسمت بخجل علي مدحه إلي أن هتفت بفضول:


-هو أنت أزاي في شهر واحد قدرت تجهز الشقة ؟


نظر لها بهدوء وأجاب:


-دي مش الشقة إلي كنت عايش فيها دي شقة جديدة وكل حاجة فيها جديد في جديد يا عهد اطمني مفيش واحدة ست دخلت الشقة دي قبلك ولا حد هيدخلها بعدك أظن كده جاوبتك علي السؤال إلي عايزة تسأليها يلا هسيبك وأروح عشان أجهز بعد إذنك.


نهض ليستعد إلي عمله بينما تنهدت هي براحة نوعاً فهو أجابها عن سؤالها الذي كانت تود أن تستمع إلي إجابته بالفعل.


❈-❈-❈


عند نورسيل تحدثت مع نايا مرة آخري وأخبرتها بعرض يوسف لا تنكر أن هذا العرض أعجب نايا بشدة لكن إعترضت بخجل فإذا كان في بيت عمها لا يتحملوها فزوج شقيقتها وعائلته سيتقبلوها لكن أخبرتها نورسيل باصرار يوسف علي ذلك واقفت علي مضض علي أن تقضي معها بعض الآيام لا أكثر حتي لا يعلم عمها أنها أخبرت نورسيل بشئ مما حدث أمس.


أنهت مكالمتها وهبطت إلي الأسفل تبحث عن والدة يوسف وجدتها في المطبخ تعد الطعام رغم صدمتها من هذا الأمر كي إلي إمرأة مثلها وفي رفهبتها أن تدخل المطبخ من الأساس لا وتطبخ أيضا لكن جلست برفقتها تناولت افطارها وجلست تساعدها في إعداد الغداء معها تسلي نفسها قليلاً فهي لا تجد ما تفعله هنا من الأساس…


❈-❈-❈


مساء فتح باب الشقة وإبتسم بإتساع من أن داعبت أنفه رائحة الطعام البيتي الشهية وضع أغراضه أرضاً واتجه صوب المطبخ وجدت تعطيه ظهرها وتقطع السلطة تحرك إتجاهها بحذر ووضع يديه علي خصرها إنتفضت بفزع.


تحدث بلهفة:


-إهدي ده أنا.


تنهدت براحة وهتفت بخجل:


-حمد الله علي السلامة.


إبتسم بهدوء وإستند برأسه علي كتفها متما بتلذذ:


-أيه الروايح الجامدة دي عاملة أكل أيه النهاردة ؟


ردت بإبتسامة:


-مكرونة بشاميل وبانيه وسلاطة وبطاطس محمرة وعصير مانجو ووو


هتف بمقاطعة:


-بس بس أيه يا حبيبتي فاضل حاجة تاني لا براحة عليا يا قطتي عايزاني أتخن ويطلع ليا كرش ولا أيه ؟


صمتت قليلاً وسرعان ما إنفجرت ضاحكة.


إبتعد عنها متسائلاً:


-بتضحكي علي أيه ؟


تركت ما بيدها وهتفت ضاحكة:


-أتخيلتك وأنت بكرش الصراحة شكلك هيبقي مسخرة.


رمقها بغيظ وغمغم متوعدا:


-بقي كده طب تعالي. 


ما أن إقترب منها حتي ركضت سريعاً خارج المطبخ وهي تضحك وهي يركض خلفها ضاحكا هو الآخر يعيش معها أيام لم يحلم أن يعيشها يوما .


صعدت عهد فهو الأريكة وهي تترجها أن يتركها لكنه صعد هو الآخر وأمسك ولكن إختل توازنها وسقط شادي علي ظهره أرضا وهي تعتليه بصدمة وتحولت ضحكاتهم إلي صراخ.


نظرت له بخوف وهي تتفحصه:


-أنت كويس ؟


لم يرد عليها شاردا في عينها وملامح وجهها البريئة رددت بقلق مرة آخري:


-أنت كويس ؟


ردد هو كالمسحور:


-أنتي حلوة أوي يا عهد.


إرتبكت الآخري ونهضت من فوقه وهتفت بخجل:


-أنا هروح أجهز الغداء مش أنت كويس صح.


إعتدل هو الآخر جالساً وقال بإبتسامة:


-كويس يا هرابة قومي جهزي الأكل وأنا هاخد شور سريع.


إبتسمت بخفة وعقبت:


-طيب تحب نأكل قدام الTV ولا علي السفرة.


داعب وجنتيها بخفة وقال:


-إلي تحبيه يا قمر .


إبتسمت بخجل ونهضت تحضر الغداء نظر هو في آثرها قليلاً ونهض هو الآخر كي يغير ملابسه ويأخذ حماما بارد ينعش جسده من الإرهاق البادي عليه….


"الأمان والإستقرار دائما ما يكونوا في جملة واحدة ، والحصول عليهم ليس بالصعب ، ولكن يسبقهم أن ينبض القلب آولا "


❈-❈-❈


بعد مرور بعض الوقت…..


كانوا يجلسون سويا يتناولوا الكريم كراميل بعد تناولهم الغداء أنهي شادي الطبق الخاص به ووضعها على الطاولة أمامه ووضع يده علي بطنه مغمغما بابتسامة:


-اه مش قادر أتنفس يا عهد حرام عليكي أكلك تحفة الصراحة أنا كده لازم اروح الچيم عشان أحافظ علي لياقتي.


إبتسمت بخجل:


-بالهنا والشفا الحمد لله أن الأكل عجبك.


أمسك يديها مقبلاً إياهم بحب:


-تسلم إيدك يا حبيبتي.


إبتسم بخجل وصمتت.


داعب هو أنفها بإصبعه وقال:


-ها الجميل مش ناوي يرفع عني الحظر ولا أيه ؟


تطلعت إلي الجهة الآخري بخجل شديد ولم تنتطق إبتسم بهدوء وقال:


-علي راحتك يا حبيبتي يلا هسيبك وأقوم أخلص شوية شغل علي اللاب محتاجة حاجة ؟


هزت رأسها نافية:


-لأ شكرا أنا هقوم أنضف المطبخ وأعملك القهوة واجيب معاها فاكهة.


صاح شادي معترضا:


-لأ أبوس إيدك كفاية شاي بس أنا مبقاش في بطني مكان تاني أرحميني.


"حورية صغيرة إقتحمت عالمي المظلم ، أستطاعت إخماد النيران داخل قلبي ، وجعلت مني طفلاً صغيراً يلهو معها كأن لم يعكر صفو حياته شئ "


❈-❈-❈


إنتهي العشاء وجلسوا أمام التلفاز يتناولوا الشاي والقهوة جلس هو في ركنا بعيدا يتابع عمله ويحتسي قهوته.


بينما علي الجانب الآخر جلس عدي جوار والدته علي الأريكة وجوارها من الجهة الآخري نورسيل التي تتفحص هاتفها بملل.


قطع ٱندماجهم صوت عدي الذي هتف بتلذذ وهو يتناول إحدي قطع الكيك بالشكولاه:


-الكيك طعمه تحفة يا ماما الصراحة.


إبتسمت صفاء بخفة وقالت:


-بجد طيب ألف هنا يا حبيبي بس مش أنا إلي عملها.


رمقها عدي بعدم فهم وقال :


-بجد طيب مين إلي عملها ؟


نظرت إلى نورسيل نظرة ذات مغزي وأجابت:


-دي نورسيل حبيبتي إلي عملتها.


إنتبه لهم يوسف وتطلع إلي زوجته بعدم تصديق بينما قال عدي بدعابة:


-أيوة يا عم وأنا عمال أقول الكيك الشوكلت بتاعها جامد ليه ؟ أتاريكي عملها زي ما جوزك بيحبها.


جحظت عين الآخري بصدمة بينما هتفت صفاء بتوضيح:


-لأ هي متعرفش أنا أتفجأت بيها بتعملها زي ما يوسف بيحبها طلعت بتحبها هي كمان كده .


إبتسم يوسف وهتف ساخرا:


-بجد طيب كويس أنا وأنتي بنحب حاجة واحدة.


هتفت الآخري بصوت خافت:


-يا فرحتي كان نفسي أتنطت من الفرحة بس ضهري بيوجعني لم يستمع لها احد من الأساس.


ترك هو هاتفه ونهض وقام بآخذ قطعة كيك صغيرة تناولها بنهم شديد وبعدها أكمل باقي القطعة كاملة:


:مممممم يعني مش حلوة أوي .


رمقته باستخفاف وقالت:


-اه عشان كده أكلت القطعة بس لو كانت عجبتك كنت أكلت الصنية كلها.


ضحك عدي بصوت مرتفع:


-قصف جبه الصراحة 


❈-❈-❈


يجلس يتناول العشاء بضجر شديد من هذه الحمقاء يود أن يذهب لها ويلقنها درساً علي ما فعلته اليوم ولكن مهلا.


فاق من شروده علي صوت والده وهو يتحدث مع نايا أنصت لهم بإنصات شديد.


هتف سالم معترضا:


-لاه يا بتي ميصوحش ده يعني أيه تروحي تجعدي كام يوم مع خايتك ولساتها عروسة.


غمغمت قائلة بلهفة:


-جوزها نزل الشغل وهي قالت ليه وهو موافق وافق بقي يا عمي عشان خاطري ؟


قالت وصفية بحنان وهي تربت علي يد نايا:


-وافج يا حاچ متكسرش بخاطرها بجي يومين وتعاود عشان فرح شريف وأهي جالت چوزها بيبجي في الشغل.


هز رأسه بقلة حيلة وقال:


-ماشي يا بتي بكره الصبح مرت عمك تچهز ليكي زيارة زينة والسواج يوصلك بس هاتي من خيتك العنوان.


إنتهز شريف الفرصة وهتف بخبث:


-لاه يا أبوي سواج أيه بس أنا إلي هروح بنفسي أوصل نايا وكومان أطمئن علي نورسيل وأعزم نسيبنا علي دخلتي.


نظر لها بعدم تصديق وهتف ساخرا:


-زين والله ويبجي كتر خيرك تشجر علي خيك بالمرة وتستسمحه .


إبتسم الآخر ماكرا وقال:


-طبعا يا أبوي هو أنا عندي غير خيي…..





                 الفصل التاسع عشر


تطلع والده اليه غير مصدقا فهو علي يقين ان ولده يخطط لشئ ما فهو أعلم الناس به بينما نهضت نايا سريعا متجهة الي شقيقتها بسعادة.


هتفت وصفية بلهفة :


-صوح يا ولدي هتروح تصالح خيك ؟


إبتسم شريف بغموض :


-صوح يا أماي هو انا عندي غيره أنا مش بعيد أبيت حداه كمان .


نظر والده إليه مستنكرا وقال:


-كومان ده ايه الرضا ده كلاته بس ؟ 


تحدث شريف ساخرا وقال:


-باه يا آبوي إكده مش عاجب وإكده مش عاجب آما عجايب صحيح !


أماء والده متنهدا وغمغم بغير رضا:


-الله يهديك يا ولدي ده كل الي أجدر أجوله..


❈-❈-❈


دلفت الغرفة وعلي وجهها إبتسامة بدأت بتجهيز حقيبتها بسعادة وضعت الملابس في الحقيبة وجلست علي الفراش تهاتف شقيقتها تخبرها أن ستآتي لها في الغد…


❈-❈-❈


علي الجانب الآخر جلس يوسف علي مقعده مرة أخري يتابع عمله بينما أكملت نورسيل التصفح في هاتفها الى أن رن هاتفها برق شقيقتها ردت علي الفور وما أن إستمع عدي الي إسم نايا ترك ما بيده وظل ينصت بإهتمام شديد وعيونه تكاد أن تكون تقطر قلوبا :


-آيوة يا نايا أخبارك حبيبتي بجد بكره ؟ عني وافق طيب هتيجي مع مين ؟


آنا أروح أجبها قالها عدي بعفوية مما جعل والدته تنظر له شذرا علي تدخله في الحوار.


إبتسم بخفة وهتف بتراجع:


-مش قصدي أنا كنت بعرض خدماتي بس .


نظرت له نورسيل بإمتنان وأكملت حديثها :


-ماشي يا نايا تمام في إنتظاركم سلام.


أغلقت الهاتف مغمغة بإحراج :


-نايا أختي شريف ابن عمي هيجبها بكره تقعد معايا كام يوم بعد إذنكم.


ربتت صفاء علي قدمها بحنان وقالت:


-تنور طبعا يا حبيبتي لو مشلتهاش الأرض نشيلها فوق دماغنا.


رد عدي بلهفة :


-تنورنا طبعا ده ان أسيب ليها أوضتي وأنام في الجنينة.


ضحك يوسف وهتف ساخرا :


-لا متشكرين مش عايزين أوضتك في حاجة ألتفت الي نورسيل مغمغا بتساؤل:


-شريف ابن عمك الي هيجبها ؟


هزت رأسها بتأكيد.


هتف هو بعملية :


-تمام هفضل هنا في إستقبالهم وروح أنت يا عدي مكاني.


نهض عدي وصاح مستنكرا :


-نعم يا أخويا ؟ عدي مين الي هيروح انا هقعد انا كمان إستقبل نا.. قصدي شريف.


نهض يوسف ببرود وقال أمرا:


-هتروح يا عدي ولا حابب تسافر انت السخنة تقضي أسبوع هناك تتابع الشغل ؟


صاح عدي محتجا :


-لأ وحياة عيالك يا شيخ خلاص هروح بكره وامري لله.


إبتسم يوسف بإنتصار وقال :


-أيوة كده أتعدل أنا رايح مكتبي أعمل كام تليفون .


هتفت صفاء بمقاطعة :


-حبيبي أستني أيه رأيك نعزم أخواتك ؟


وقف قليلا مفكر وقال:


-أعزمي عهد بس يا آمي ومرة تانية الاتنين بعد إذنك يا ست الكل.


إبتسمت بهدوء:


-ماشي يا حبيبي زي ما تحب يلا هطلع أنا أكلم عهد وأنام التفت الي نورسيل وقالت:


-وأنتي يا حبيبتي قومي نامي يلا وأعملي حسابك تصحي بدري عشان تساعديني في الأكل وتقولي الأكلات الي بتحبها نايا .


نهضت نورسيل بحماس وقالت:


-حاضر يا طنط عندك حق هطلع معاكي صعدوا سويا وتركوا عدي جالسا في ملكوته الخاص.


❈-❈-❈


أنهي مكالمته وخرج من مكتبه وجد شقيقه يجلس بمفرده اتجه له مغمغا بتساؤل :


-ماما ونورسيل فين ؟


أجاب عدي :


-طلعوا يناموا.


أومى يوسف بتفهم وجلس جوار شقيقه مربتا علي فخذه بحنان:


-عدي أنت عارف معزتك عندي قد ايه صح ؟ وهتسمع نصحيتي صح ولا غلط ؟


تطلع له عدي بحيرة وقال:


-أه طبعا ليه بتقول كده ؟


تنهد يوسف وقال:


-تمام أنا عارف إنك مبسوط ان نايا جاية بس هي جاية هنا أمانة عندي هنا مش عايز مشاعرك تأثر عليك أو تتصرف تصرف طايش معاك .


إبتسم عدي بتفهم وقال:


-أطمئن يا يوسف مشاعري تجاه نايا حاجة لكن تعاملي معاها هيبقي بحدود لوقت ما تبقي مراتي وبعدها بقي أعبر براحتي أنهي كلامه بغمزة.


تنهد يوسف براحة وهتف :


-تمام يا عدي ربنا يسعدك يارب وينولك مرادك  ريحت قلبي يلا هطلع أنام تصبح علي خير.


غادر يوسف وتطلع عدي في أثره بإشفاق متمتما بهمس:


-وأنت إمتي هيرتاح قلبك يا يوسف وتعيش حياتك هتفضل كده طول عمرك بتدور علي الكل وناسي نفسك…


❈-❈-❈


في صباح يوما جديد في الصعيد تحديدا في منزل سالم الشافعي تعمل وصفية والخادمات علي قدم وساق يعدون الفطائر والمأكولات التي يفضلها شادي ونورسيل …


في تمام الساعة التاسعة صباحا تم وضع جميع الأغراض في السيارة وودع وصفية وسالم شريف ونايا الذين ركبوا السيارة متجهين إلى القاهرة من أجل زيارة شادي ونورسيل..


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


لم يذهب شادي الي عمله بعد ان جاءه اتصالا بالأمس من والده يعلمه بمجئ شقيقه وابنة عمه ويذهبوا سويا بعدها إلى منزل عائلة زوجته…


جلس يتناول الإفطار برفقة زوجته لاحظ شرودها وعدم تناولها الطعام ألتفت لها وهتف متسائلا:


-مش بتاكلي ليه ؟


نظرت له بإرتباك وقالت:


-لا باكل آهو.


هز رأسه نافيا وقال:


-لأ فيه ممكن أعرف مالك قلقانة ايه ؟


تنهدت بحزن وقالت :


-خايفة من مقابلة اخوك الصراحة.


إبتسم بتفهم مربتا علي كف يدها التي تضعها علي الطاولة :


-ممكن متخافيش طول ما أنا جنبك ممكن ؟ لان طول ما فيا نفس محدش يقدر يقرب منك ماشي يا حبيبي نفطر بقي ؟


إبتسمت بخفة وقالت:


-نفطر بقي.


❈-❈-❈


إستيقظ يوسف معتدلا علي فراشه ألقي نظره جواره وجد الفراش خاليا نهض بتكاسل وجدها تخرج من المرحاض مرتدية عباءة منزلية وتضع فوق شعرها حجاب بإهمال رمقها بحيرة من منظرها .


هتفت ببرود :


-كويس إنك صحيت عايز أنضف الجناح وأحط الهدوم في الغسالة.


نظر لها بصدمة وقال:


-تنضفي ايه وتغسلي ايه ؟ ما الخدم موجودين ؟


زفرت بحنق وقالت:


-أنا مش بحب حد يعمل ليا حاجة بحب أنضف بنفسي عشان بقرف.


زفر بقلة حيلة وقال :


-علي راحتك هدخل اخد شور.


صاحت نافية :


-لا طبعا أنا راحة جاية علي الحمام روح اي أوضة في مغارة علي بابا دي .


مسح علي وجهه بنفاذ صبر ودلف الي غرفة الملابس احضر ملابسه وغادر الجناح تاركا إياها تنظر له بظفر .


شمرت ساعديها وربطت الحجاب وبدأت بتنظيف الغرفة ووضع الملابس في الغسالة.


❈-❈-❈


دلف غرفة شقيقه بضجر وجده يقف أمام المرأة يهندم ملابسه نظر لشقيقه وملابسه بحيرة :


-أيه ده ؟ هي مراتك طردتك من الأوضة ؟


نظر له شقيقه شذرا وهتف بضيق:


-لأ يا أخويا الهانم بتنضف الأوضة وجيت آخد حمام هنا .


قطب عدي جبينه بحيرة وقال:


-تنضف الأوضة ليه ؟


زفر يوسف بضيق وقال:


-لا يا أخويا آبلة نظيفة عاملة حاملة نظافة مش بتحب حد يعملها حاجة.


ضحك عدي بخفة:


-معلش يا چو أدخل خد حمامك براحتك همشي أنا محتاج حاجة ؟


هز يوسف نافيا :


-لا يا حبيبي سلامتك متتأخرش.


غادر عدي ودلف يوسف الي المرحاض كي ينعم بحمام بارد.


❈-❈-❈


أنهي حمامه وغادر متجها الي غرفته فتح باب الغرفة ناظرا الي زوجته البلهاء بصدمة من منظرها ظل يتأملها قليلا إلا أن إنفجر ضاحكا.


ألتفتت له ورمقته شذرا إتجهت له وأخذت الملابس من يده متمتمة بضيق:


-فيه هدوم مش نضيفة تاني غير دول والي في الباسكيت ؟


رمقها بعدم تصديق :


-كمان ؟ هتغسلي هدومي ماشي يا ستي كتر خيرك لا هما دول البدل بيروحوا الدراي كلين .


أومئت بنفاذ صبر:


-تمام مش خلصت كلامك خلاص يلا بقي بالسلامة خليني أخلص وأنزل اساعد امك .


جحظت عين الآخر وقال:


-أمك يا بنتي لسانك ده أيه دبش إسمها مامتك أو والدتك أو ممكن تقولي ليها ماما.


وضعت يدها بخصرها وقالت:


-أهو ده إلي عندي اذا كان عجبك يلا بقي بالسلامة متعطلنيش.


هز رأسه بيأس متجها الي الأسفل كي لا يفتك بتلك المعتوها الأن.


❈-❈-❈


بعد ما يقارب الساعة أنهت عملها ودلفت الى المطبخ تساعد والدة زوجها في إعداد الطعام.


في المطبخ.


جلست صفاء تقوم بتقطيع الخضروات وعلي المقعد المجاور تجلس نورسيل تتناول إفطارها ، بينما يعمل الخدم علي قدم وساق من أجل تنفيذ أوامر صفاء وتلبية رغباتها.


هتفت صفاء متسائلة:


-ها يا حبيبتي أختك وولاد عمك بيحبوا أيه ؟


ردت نورسيل بحيرة :


-نايا بتحب النواشف فهعمل ليه جلاش باللحمة وسمبوسة وشريف بيحب المحاشي أي نوع  وبردوا شادي.


أومئت صفاء بتفهم:


- تمام انا هعمل ديك رومي وحمام محشي ولحمة ستيك وخضار سوتيه عشان يوسف خلصتي نبدأ؟


هزت نورسيل رأسها بإيحاب وبدأو في معركة إعداد الطعام……


❈-❈-❈


في تمام الواحدة ظهرا وصلت سيارة شريف أمام العقار الذي يقطن به شادي.


هبط من السيارة وكذلك نايا إتجه الي حقيبة السيارة وبدأ ينزل كل ما بها نظرت له نايا بحيرة وقالت:


-أنت نزلت كل حاجة ليه؟ ومسبتش حاجة نورسيل في العربية ليه ؟


زفر بحنق وقال:


-ده خيرنا وخير أبوي يا ست نايا آولي بيه خي وبيته مش بيت ولد المغربي رايدة أنتي تچيبي لخيتك شئ براحتك ميخصنيش لكن فلوس بوي لاه.


صمتت ولم تتحدث ببنت كلمة فرسالته وصلت بالتأكيد تنحت جانبا ووقفت في إنتظاره.


آخرج هو جميع الأغراض وإتجه بها الي الداخل تبعته هي بصمت تام .


❈-❈-❈


أنهت إعداد الحلوى والعصائر وخرجت من المطبخ تزامنا نع رنين جرس الباب نهض شادي ليفتح الباب ولكن توقف أمامها وهتف أمرا :


-روحي غيري يلا شكلهم وصلوا وبلاش تحتكي مش شريف مهما إستفزك ماشي ؟ وأطمني انا هتصرف معاه.


هزت رأسها بإيجاب ودلفت الي غرفة النوم وإتجه هو لفتح الباب وتأكد حدسه فكان شريف ونايا بالفعل.


وقف شريف في مقابل شادي بعد ان وضع الحقائب أرضا هاتفا بعتاب:


-وه يا ولد أبوي ؟ هتهملني واجف علي الباب إياك ؟ لساتك مضايج مني.


تنهد شادي بقلة حيلة وقال:


-لاه يا ولد أبوي مش زعلان منيك إقترب شادي منه ضاما ايا بأخوة إبتعد عنه ملقيا السلام علي نايا التي يبدوا انها علي غير ما يرام بالمرة.


دلفوا سويا بعد أن قام شريف وشادي بإدخال الحقائب الي المطبخ.


جلسوا سويا بصمت تام الي أن قطع هذا الصمت شريف الذي نهض قائلا:


-عايز أتوضي يا أخوي عشان ألحج صلاة الظهر.


أومئ له شادي بتفهم ونهض معه أرشده الي المرحاض وعاد مرة آخري إلي نايا وجلس جوارها هاتفا بتساؤل :


-مالك يا نايا في ايه شريف ضايقك؟


تنهدت بحزن وقالت:


-مفيش حاجة بس ممكن وأحنا راحين لنورسيل نروح أي محل حلويات أجيب ليها حاجة .


رمقها بعدم فهم وقال:


-تجيبي ليها ايه هي محتاجة حاجة؟


هزت راسها بإحراج وقالت:


-لا بس مينفعش أروح من غير ما أخد حاجة.


ضيق الآخر عينه متسائلا وقال:


-هو بابا وماما مبعتوش حاجة ؟


عضت علي شفتيها باحراج وقالت:


-لا بعتوا بس شريف رفض انه يودي حاجة هنا.


زفر شادي بضيق وقال:


-طيب يا نايا متشغليش بالك أنتي انا هتصرف 


هتفت باصرار :


-لا أنا هشتري ليها وممكن أركب معاك انت ومراتك ؟


هز رأسه بقلة حيلة وأجاب :


-تمام هقوم أنادي عهد .


نهض كي ينادي زوجته وعاد بعد قليل برفقتها سلمت علي نايا ورحبت بها بشدة وجلسوا ثلاثتهم يتبادلوا الأحاديث الحانبية الي أن عاد هادم اللذات شريف إقترب منهم هاتفا بسخرية مبطنة :


-كيفك يا مرت أخوي.


إبتلعت ريقها بإرتباك من نظراته وقالت:


-الحمد لله .


نظر الي شادي وقال:


-عايز أصلي يا ولد أبوي.


نهض شادي برفقته الي احدي الغرف الفارغة وقام بفرش سجادة الصلاة له وجلس في إنتظاره إنتهي بعد قليل وخرجوا سويا وجدوا عهد ونايا قد أحضروا العصائر والحلوة.


جلسوا برفقتهم وتحدث شريف ببرود :


-هتاچي معاي يا أخوي نوصل نايا لخيتها ونعزمها علي فرحي آخر الشهر.


رمقه شادي بعدم تصديق:


-وه مش معجول هتتچوز آخر الشهر ؟ ومين بجي سعيدة الحظ ؟


أحاب شريف ببرود :


-واحدة من حدانا  في البلد.


أومئ بتفهم وقال:


-زين يا أخوي أحنا چايين وياكم أحنا معزومين علي الغداء وياكم .


صاح شريف معترضا:


-معزومين وين أنا بوج المياه مشربهوش في دار الي جتل خيي واصل.


نظرت عهد أرضا بحزن بينما تطالعته نايا بضيق تحدث شادي محذرا :


-بزيداك يا ولد أبوي يلا عشان منتاخرش علي الناس.


رد شريف ببرود:


-زي ما جولت ليك يا ولد أبوي .


مسح شادي علي وجهه بضيق وقال:


-حاضر يا ولد أبوي هنوصل البنتة وأخدك علي أي مطعم زين إكده ؟


إبتسم شريف ببرود


-زين جوي كومان.


نهض الجميع متجهين الي قصر المغربي شريف في سيارته وشادي وعهد ونايا في السيارة الآخري.


ووقف شادي الي إحدي محلات الحلوة وترجل شادي والفتاتين وأشتري شادي كل ما لذ وطاب بناء علي إخيار زوجته ونايا ورفض رفضا قاطعا أن تدفع نايا أي شئ.


❈-❈-❈


بعد ساعة وصلت السيارتين قصر المغربي وهبطوا من السيارات وكان في إنتظارهم يوسف وصفاء ونورسيل التي ما أن رأت شقيقتها ركضت تجاهها تضمها بإشتياق فهذه آول مرة يفترقوا بها هكذا.


وكذلك عهد التي ركضت صوب والدتها تضمها بحب.


إقترب شادي من يوسف وسلم عليه بينما ظل شريف واقف مستندا علي سيارته .


تنهد يوسف واتجه الي شريف  علي مضص فهو ضيف وإكرام الضيف واجب حتي أن لم يستحق هذا الضيف ذلك.


وقف أمامه ومد يده :


-أهلا يا شريف نورت آتفضل.


تجاهل يده الممدودة وهتف ساخرا :


-لاه الدار منورة بأهلها أنا مش جاي أتفضل ولا اضايف انا جاي رايد بت عمي اطمئن عليها وماشي طوالي.


سحب يوسف يده ووضعها بجيبه مغمغا بتهكم:


-بجد وأطمئنت ولا لقتها ناقصة إيد ولا رجل ؟


لم يرد عليه شريف ونظر الي الجهة الاخري مسح يوسف علي وجهه بضيق وألتفت بظهره عائدا الي أسرته قائلا بأمر: -أتفضلوا يا جماعة يلا تطلع إلى زوجته وقال شوفي إبن عمك خليه يطمئن عليكي يلا يا شادي ولا هتمشي مع أخوك ؟


وضع شادي في موقف لا يحسد الي فشقيقه في جهة وزوجته في الجهة الآخري تحدث بهدوء:


-هوصل شريف وأرجع بإذن الله.


هز يوسف رأسه متفهما وإتجه الي الداخل ودلفت صفاء بعد أن رحبت بنايا ودعتها الي الدخول برفقة عهد.


هتف شادي بضيق:


-هخرج بالعربية أستناك بره تحرك شادي الي سيارته وغادر.


تاركا ثنائي الشر بمفردهم…





                    الفصل العشرون


غادر الجميع وتبقت نورسيل برفقة شريف تطلع لها ساخرا من رأسها حتي أغمص قدمها.


ربعت هي ساعديها فوق صدرها مغمة بضيق:


-بتبص ليا كده ليه ؟


ضحك ساخرا وقال:


-ببصي عليكي يا بت عمي شايفك سويتي أمورك مع ولد المغربي وبجيتوا سمنة علي عسل ونسيتي أتچوزتيه ليه من الأساس.


رمقته بإستنكار وهتفت متهكمة :


-والله ومين الي قالك الهبل ده إن شاء الله ؟


رد الآخر بإستفزاز:


-بجول الي عيني شيفاه يا بت عمي .


قلبت عينها بضجر وهتفت نافية:


-أطمئن يا شريف منستش تاري ومستنية الي جنابك هتعمله.


تطلع حوله وغمغم متسائلا :


-أوعي يكون جرب منيكي ولا سلمتيه حالك يا بت عمي ؟


أحمرت وجنتيها بخجل وهتفت بإحراج :


-لأ طبعا.


تنهد الآخر براحة وألتمعت بذهنه فاكرة ماكرة :


-زين جوي يا بت عمي أحنا مش بس هنخلص منيه أحنا هنخلي سمعته علي كل لسان كومان.


شحب وجه الأخري وهتفت بصدمة :


-أنت أتجننت أيه الهبل إلي بتقوله ده ؟


رد الأخر ببرود:


-لا متچنيتش يا بت عمي أحنا نفضحه في البلد كلاتها ونجول أنه مطلعش راچل ونطلجك منيه وتاخدي حجوجك كلاتها وبعدها بجي نخلص منه للأبد.


تطلعت له الآخري بصدمة وقالت:


-لأ طبعا يا شريف الي بتقوله ده مش هيحصل فضيحة أيه الي عايز تفضحها ليه أنت أتجننت انا ولا عايزه فلوس ولا غيره عايز ناخد تارنا زي الإتفاق الآولاني موافقة مش حابب خلاص هاخده أنا بطريقتي.


زفر بحنق وقال :


-ماشي يا بت عمي ماشي كل الي رايده منك تعرفي تحركاته زين وإمتي بيخرچ من غير جيش الحرس ده كله.


مطت شفتيها بحيرة وقالت:


-وأنا أعرف الحاجات دي منين ؟


زفر بحنق وأجاب:


-أتصرفي يا بت عمي أجلعي عليه المهم عندي أعرف تحركاته كلاتها.


رمقتها بضيق وهتفت بإستفسار:


-طيب أنت ناوي علي أيه ؟


كاد أن ينطق إلى أن توقفت سيارة عدي بالقرب منهم صمت كليهما .


هبط عدي من سيارته وإقترب منهم مرددا بإستفزاز:


-أخبارك يا مرات أخويا ؟


ردت علي مضض :


-الحمد لله.


إتجه عدي بنظراته الي شريف مغمغا ببرود:


-أهلا منورنا.


رد شريف بإبتسامة صفراء:


-ده نورك يا خفيف.


لم يعطيه عدي بالا وقال:


-بعد اذنكم انا داخل.


أنهي جملته وتوجه الي داخل.


بينما مسح شريف وجهه غضبا من هذا البغيض وعاد بنظراته مرة آخري الي نورسيل:


-نفذي الي جولتلك عليه يا بت هستني أعرف منيكي تحركاته لما تاچي لفرحي جريب.


نظرت له متهكمة وهتفت متسائلة :


-مبروك مين بقي سعيدة الحظ ؟


إبتسم ساخرا ورد :


-ميخصكيش يا بت عمي بالإذن القي جملته وإتجه الي سيارته وغادر سريعا .


بينما هي ظلت واقفة مكانها قليلا تفكر في حديثه الذي لا يريحها البتة ولم تنتبه إلى ذاك الذي يقف خلف زجاج مكتبه يراقبها عن كسب….


❈-❈-❈


دلف عدي الي الداخل وهو يسابق الريح كي يراها يري مهلكة قلبه الذي عشقها من نظرة عين واحدة ويشبع نظراته منها فهي ليست زوجة أخيه وستكون ملكا له وزوجته في الحلال شائت أم أبت فهي قد تربعت علي عرش قلبه وإنتهي الأمر …


توقف مكانه قد رأها تجلس جوار شقيقته بخجل شديد ظاهر علي وجنتيها الحمراء.


إبتسم إبتسامة بلهفة وإتجهه إليهم وهو يردد بطريقة مسرحية:


-يا دلي يا دلي وأنا أقول ليش دارنا منور أتاري القمر ساب السما ونور دارنا وقف أمامها مباشرة وأنحني أمامها معرفا بنفسه :


-سمو البرنسس أعرفك بنفسي أنا الأمير عدي تشرفت بيكي .


تطلعت له الآخر بصدمة وردت بعفوية :


-أنت أهبل يا واد أنت ولا عبيط ؟ مبلبع أيه علي الصبح يا بتاع أنت ؟


نظر لها عدي بصدمة مما تفوت به جعلته يفتح فمه حتي كاد أن يلامس فكه الارض من الصدمة مما تفوهت به أميرته سليطة اللسان.


بينما لم تتمالك عهد ولا والدتها أنفسهم الإ وأنفجروا ضاحكين علي حديث ومنظر عدي.


وكذلك يوسف الذي إقترب منهم وإستمع إلى الحديث الدائر.


فاق عدي من صدمته علي ضحكة نايا هي الآخر فصقف بيده بطريقة مسرحية :


-الصلاة علي النبي أهي ضحكت والشمس طلعت يا بركة دعاكي يا أما نهض يقفز بحماس.


بينما نايا ظلت تضحك علي هذا المعتوه وأفعاله البهلوانية التي يفعلها وتحدثت بعصبية :


-بطل هبل يا واد أنت بدل ما أطخك.


توقف الجميع عن الضحك بما فيهم هو وأشار إلى نفسه بصدمة :


-أنا أهبل ؟ وطخيني ؟


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


خرج شريف بسيارته وجد شادي بإنتظاره يقف أمام سيارته وينفس دخان سيجارته.


أوقف سيارته وترجل هو الآخر هاتفا ببرود :


-أنا ماشي يا ولد أبوي رايد حاچة مني ؟


تطلع له شادي بصدمة وقال:


-ماشي رايح فين ؟


أجاب شريف بملل:


-هكون رايح فين يعني يا ولد أبوي راچع البلد.


رمقه شادي بضيق:


-طالما جنابك مروح ليه خلتني أحرج الناس وأمشي ؟


إبتسم شريف ساخرا وقال:


-وه مش رايد تحرچ الناس ولا خايف علي زعل السنيورة الي أنت متچوزها ؟


طالعه شاد بضيق وهتف محذرا:


-شريف لو سمحت بلاش تدخل مراتي في حواراتك دي لو سمحت.


ضحك شريف ملئ فمه وقال:


-وه شكلك بجيت چوز الست يا ولد أبوي.


صاح شادي بعصبية:


-أنت أتجننت ولا أيه يا شريف ايه الهبل الي بتقوله ده.


ضحك الاخر بإستفزاز:


-والله أنا حر يا ولد أبوي بالإذن تحرك متجها الي سيارته وغادر سريعا تاركا شادي يقف مكانه يتأكل غيظا من هذا المعتوه …...


❈-❈-❈


ظل واقفا مستندا علي سيارته قليلا يهدأ من عصبيته الي ان هدأ قليلا وقرر أن يدلف الي الداخل مرة آخري ويكون حوار زوجته ويعتذر لهم عن ما فعله هذا الأچدب فهو بات علي يقين آنه يخطط لفعل شئ ما وليس هذا فحسب بل بات يشك أو تلك الحمقاء نورسيل تسانده لكن تسانده كيف ولا لأذية من زوجها فهذه تعتبر خيانة وتلك الحمقاء لا تدرك ذلك فهو يعلمها جيدا فنايا ذكية وفطنة عنها وتفكر بعقلها بينما نورسيل دائما ما تكون هوائية تنهد بقلة حيلة فعليه أن يحذرها مما تفعله ويكون حذرا في الفترة المقبلة…


❈-❈-❈


رد يوسف من خلفه:


-بصراحة ايوة أنت أهبل أيه الي بتهببه ده ؟


ألتفت الي شقيقه الأكبر بإرتباك وقال:


-الله مش برحب بالضيفة وأعبر ؟


إبتسم يوسف ساخر وأجاب:


-ترحب بيها بعقل طبعا مش تعمل ليها أراجوز يا أذكي أخواتك أتفضل بقي عرفها بنفسك صح .


هز رأسه بإيجاب وإقترب منها ومد يده قائلا:


-أنا عدي المغربي اخو البص الكبير الصغير وأخو عهد الكبير وابن الست دي .


لم تمد يدها وهتفت بإحراج:


-اهلا بحضرتك والله ما كنت أعرف أنت مين .


إبتسم ببلاهة:


-ولا يهمك مش هتسلمي عليا ؟


رمقته بخحل وقالت:


-لا طبعا ميحصش احنا مش بنسلم علي رجالة.


الي هنا وجذب يوسف عدي من ملابسه وأجلسه جواره عنوة.


وتحدث يوسف بأسف:


-معلش يا نايا عدي بيحب يهزر.


ردد عدي مؤكدا بإبتسامة:


-ايوة زي ما قالك كده بحب أهزر.


صاحت صفاء موبخة :


-يا واد كفاية بقي الي أنت عامله في البنت ده حقك عليا أَنَا يا حبيبتي.


ردت نايا بخجل :


-حصل خير يا طنط بالعكس أستاذ عدي دمه خفيف اوي.


إبتسم الأخر إبتسامة بلهاء وعيونه تقطر قلوبا وقال:


-ممكن تقوليها تاني ؟


تطلعت له بعدم فهم وقالت:


-أقول أيه؟


رد هو بلهفة :


-عدي بصراحة آول مرة أعرف اسمي حلو أوي كده.


إبتسمت بخجل وصمتت .


دلفت نورسيل وجلست جوار نايا بفرحة شديدة.


سلط يوسف نظراته عليه وغمغم ساخرا :


-أيه إبن عمك أطمئن أنك مش ناقصة حتة  ؟


تطلعت له بضيق ولم تتحدث بينما ردت نايا بإحراج :


-معلش يا أستاذ يوسف شريف طريقته كده.


أومئ يوسف متفهما وقال بتصحيح :


-يوسف بس يا نايا أنا أخوكي الكبير زيك زي عهد وأي حاجة تحتاجيها متتردديش تيجي تطلبيها سمعاني ؟


ردت بخجل :


-شكرا .


تنهدت صفاء براحة وهتفت بإبتسامة:


-طيب يلا يا حبيبي الغداء جاهز.


نهض الجميع مجتهين الي السفرة التف الجميع حول ترابيزة السفرة وجلست نايا جوار نورسيل وثوان ورن جرس الباب.


فتحت الخادمة الباب ودلف شادي إتجهت الأنظار له وإبتسمت عهد بفرحة .


إقترب منهم مرددا بمرح :


-لأ أنا كده حماتي بتحبني لسه مأكلوتش ؟


إبتسمت صفاء بخفة وقالت:


-طبعا بحبك يا حبيبي يلا تعالي عشان تدوق أكل حماتك .


إقترب منها مقبلا رأسها بإحترام وقال:


-والله أنا دوقت أكل بنتها وعجبني يبقي أكيد أكل الأستاذة هيعجبني.


ضحكت صفاء علي إطرائه:


-ماشي يا بكاش أقعد يلا .


جلس جوار زوجته وبدأ الجميع تناول الطعام بعد فترة نهض الجميع وجلسوا في الصالون.


عهد جوار شادي علي أريكة واحدة ونوسيل ونايا وصفاء علي الأريكة الآخري بينما جلس يوسف وعدي علي أريكة بمفردهم.


تحدث يرسف متسائلا:


-أخوك مشي ؟


أجاب شادي بإحراج:


-أيوة أنا بعتذر يا يوسف إلي حصل من شريف .


إبتسم يوسف بتفهم وقال:


-ولا يهمك يا شادي أنا خلاص أتعودت علي أخوك خلاص.


تنهد شادي براحة وتطلع الي نايا متسائلا :


-نايا حابة تفضلي هنا ولا تيجي معايا والصبح تيجي مع عهد وترجعوا سوا ؟


تطلعت له بحيرة لكن قطع يوسف هذه الحيرة قائلا بلهجة غير قابلا للنقاش :


-لأ يا شادي هتفضل هنا ده بيتها وبيت أختها عندك ممكن تبقي محرجة منك أو من عهد لكن هنا أختها موجودة ومظنش هتتحرج مكانها ولا أنت مش مستأمن تسيبها في بيتي ؟


هز شادي رأسه نافيا وقال:


-لأ طبعا أنا بس كنت بشوف هي حابة ايه هنا بيتها وهناك بيتها ده قصدي .


أومئ يوسف متفهما ونظر الي نايا متسائلا:


-أيه رأيك يا نايا ؟


ردت بخجل :


-هفضل هنا مع نورسيل .


إبتسم عدي بفرحة وهلل داخله لكن لم يتحدث هتفت صفاء بإبتسامة :


هتنورينا والله يا حبيبتي ربنا يعلم أزاي دخلتي قلبي أنتي ونورسيل أزاي .


إبتسمت نايا بإمتنان:


-تسلمي يا طنط….


❈-❈-❈


إنتهت الأمسية وغادر شادي وعهد بينما صعدت نورسيل الي غرفة غرفة نايا التي خاصتها لها صفاء ويا لمحاسن الصدف فكانت الغرفة ملاصقة لغرفة عدي .


دارت نايا في الغرفة بسعادة وهتفت بإنبهار :


-الأوضة تحفة يا نورسيل بصي القصر كله تحفة بجد وكمان أهله طيبين يوسف طيب أوي يا نورسيل أتمني تكوني عقلتي وشلتي الهبل بتاعك من دماغك .


زفرت نورسيل بحنق :


-نايا أنا هنام يا حبيبتي محتاجة حاجة ؟


تنهدت نايا بقلة حيلة:


-لا يا حبيبتي شكرا


إبتسمت نورسيل براحة:


-تصبحي علي خير يا حبيبتي.


ردت نايا بإبتسامة:


-وأنتي من أهله .


غادرت نورسيل الغرفة بينما نهضت نايا تتحرك في الغرفة تتأملها قليلا وبعدها إتجهت الي الشرفة تتأمل الحديقة بالأسفل وتشتم عبير الزهور.


عحبتك الجنينة ؟


❈-❈-❈


دلفت الي الجناح وجدته مازال مستيقظا ويجلس فوق الفراش ويضع الحاسوب فوق قدمه وتفحصه بتركيز شديد.


زفرت بحنق وإتجهت الي غرفة الملابس قامت بتغيير ملابسها وعادة مرة آخري تمددت علي الفراش علي مضض فهي لا تقدر علي النوم في اضاءة لم يعبئ هو بها ولم يلتفت لها من الأساس فكان تركيزه مصوب علي عمله .


إستشاظت غضبا وظلت تتقلب علي الفراش الي أن ألتفت لها هاتفا بحدة:


-ممكن تهدي وتخليني أخلص شغلي ؟


زفرت بحنق وقالت:


-وأنا عايزة أنام .


إبتسم ساخرا وقال:


-هو حد مانعك ما تتخمدي يا ستي.


رمقته بضيق وقالت:


-أتخمد أزاي ؟ والنور شغال ؟ اتفضل أطفي النور لو سمحت عشان انام.


مسح علي وجهه بضيق وقال:


-حاضر أغلق حاسوبه ونهض وضعه علي الطاولة وأغلق الإضاءة وإتجه الي الفراش وتمدد جوارها علي ظهره واضعا يده أسفل رأسه.


ألقي نظرة عليها وجدها مازالت مستيقظة غمغم متسائلا:


-إبن عمك هيتجوز فعلا؟


هتفت بتهكم:


-أكيد مش بيمثل يعني !


إبتسم يوسف ساخرا:


-والله ما عارف الي هتتجوزه دي هتتجوزه علي ايه وجه البرص ده !


ضحكة فلتت منها ولكن هتفت بتراجع:


-ايه وجه البرص ده شريف أمور أصلا.


في لمح البصر كانت هي أسفله وهو يعتليها واضعا يده علي عنقها بتحذير:


-مين ده إلي أمور يا هانم ؟ عارف لو قولتي أي كلمة حلوة تاني عن أي راجل عارفة هعمل فيكي ايه ؟


تطلعت له بترقب أكمل هو بفحيح :


-هموتك بإيديا دول سامعة ؟


لم يحد رد صاح بصوت أعلي أنطقي سامعة ولا لأ؟


ردت علي مضض:


-سامعة.


إبتعد عنها وتمدد علي الفراش مرة آخري موليا إياها ظهره تطلعت له بضيق تتمني لو بيدها خنجر الأن لقامت بغرزه داخل قلبه …..


❈-❈-❈


إنتفضت بفزع ووضعت يدها علي قلبها :


-بسم الله الرحمن الرحيم .


إبتسم الاخر بخفة :


-أسف لو خضيتك ؟


تنهدت بخجل :


-لأ ولا يهمك انا بس كنت سرحانة شوية.


أومئ متفهما وعقب متسائلا :


-أيه رأيك في البيت ؟ أوضتك عجبتك ؟


ردت بلهفة:


-البيت تحفة الصراحة وكمان أوضتي جميلة أوي.


تنهد براحة وقال:


-طيب الحمد لله أنها عجبتك قوليلي بقي عندك كام سنة ومتخرجة ولا لسه بتدرسي ؟


إبتسمت بهدوء وأجابت :


-عندي 21 سنة ولسه متخرجة السنة دي من كلية تجارة إنحليش بتقدير إمتياز كمان ها بقي يا سيدي عندك شغل ليا ؟


صفر بإعجاب وهو ينظر لها من أعلي لأسفل وصقف بيده:


-هايل بجد يا نايا ماشاءالله عليكي.


إبتسمت بفرحة وقالت:


-يعني هتشوف ليا شغل ؟


هز رأسه نافيا وهتف بسماجة :


-أكيد لأ طبعا أنا مراتي متشتغلش تقعد في البيت تدلعني وبس.


رمقته بعدم فهم وقالت:


-وأنا مالي ومال مراتك أنا بتكلم عن نفسي .


رد هو بعفوية :


-علي إعتبار ما سيكون يعني.


قطبت جبينها بحيرة وقالت:


-هو أيه الي علي إعتبار ما سيكون أنا مش فاهمة حاجة يا أستاذ عدي .


جحظت عين الآخري بصدمة مصطنعة وقال:


-أستاذ عدي برودا لا كده أزعل منك ومش هكلمك تاني وبعدين تعالي هنا مش أحنا أتفقنا.


مطت شفتيها وهتفت بحيرة :


-أتفقنا علي أيه ؟


ردعدي ببراءة مصطنعة :


-إنك تقولي ليا دودي.


تكملة الرواية من هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع