القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عش العراب الفصل التاسع وعشرون والثلاثون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)

 رواية عش العراب الفصل التاسع وعشرون والثلاثون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)



رواية عش العراب الفصل التاسع وعشرون والثلاثون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)




29=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع والعشرون


 رغم برودة الطقس بالخارج لكن بقلبيها كانا يشعران الدفئ شعر كليهما بالدفئ جذب قماح سلسبيل ليصبح رأسها فوق صدره، الذي شعر بأنفاس سلسبيل الدافئه القريبه من عنقه، بينما أمسكت سلسبيب يد قماح قائله: إيدك دفيت شويه، دى كانت تلج من شويه. شد قماح على يد سلسبيل وتنهد هامسا: بس أنا حاسس إنى لسه بردان. قبل أن تستفهم سلسبيل كان قماح يستدير بها لتصبح هي على الفراش وهو فوقها، ينظر لعينيها السوداء الصافيه يرى إنعكاس وجهه فيهما، ثم نظر لشفاها التي تبسمت، لم يفكر كثيرا وهو يقبلها بشغف وتلهف ظمآن كان ومازال وسيظل يشتهى الإرتواء من ذالك النبع الصافى. فاق الإثنان من سكرتهما على صوت بكاء صغيرهم. تنحى قماح عن سلسبيل، التي جذبت طرف غطاء الفراش عليها قبل أن تنهض من على الفراش نهض قماح قائلا: خليكى وأنا هجيب ناصر لهنا. تبسمت سلسبيل وظلت بالفراش، بعد خروج قماح رجعت بظهرها على الفراش تشعر براحه وسكينه في قلبها، لم يعد ذالك التشتت، هي تحب قماح كانت تتمنى تلك الصوره التي كان بها معها قبل قليل، زوج عاشق حنون حتى لو لم يبوح بكلمة عشق لكن يكفيها أن تشعر بذالك وهي بين أحضانه. بعد لحظات. دخل قماح بصغيرهم أعطاها ل سلسبيل ثم إنضم لهما بالفراش ساحب غطاء الفراش عليه تبسم لذالك الصغير الذي كان يبكى قبل لحظات كف عن البكاء حين أعطاه لها تحدثت سلسبيل قائله: معليشى يا ناصر بيه نسيت أنك كنت صاحى. تبسم قماح قائلا: واضح إن ناصر غاوى سهر زى مامته فاكره في أول شهور الحمل كنت بتسهرى كتير وقتها. تبسمت سهر قائله: لأ ناصر بيه ده دماغ لوحده، طول النهار مع جدتى هادى وينام، يجى بقى ليا وردية الليل مش عاوز ينام وإن حن عليا ونام مش أكتر من ساعتين ويصحى، على رأى جدتى الأمومه مش سهله. تبسم قماح قائلا: تعرفى إنى كنت زى ناصر كده، ماما كانت تحكى لى إنى كنت بحب السهر، بس لما كبرت إتبدلت ومبقتش أحب السهر بس من يوم ما ولدتى ناصر لحد قبل ما أسافر لليونان المره الأخيره رجعت أسهر تانى. تعجبت سلسبيل قائله بإستفسار: وأيه السبب؟ رد قماح وهو يقبل يد صغيره الذي رفقته سلسبيل لصدرها قائلا: كنت بسهر أسمع حديثك مع ناصر، كنت بتمني أدخل اتكلم معاكى وأنت بتكلميه وتستعطفيه أنه ينام. ظهر التعجب على وجه سلسبيل. تبسم قماح قائلا: سلسبيل أنا قليل لما كنت بنام في شقة هند، حتى ملمستهاش من يوم رجعتها بعترف كان غلط منى وندمت عليه، بس يمكن أتحكم فيا الغضب وقتها وكمان هجرك كان بيعصبنى أكتر. ردت سلسبيل بسؤال مفاجئ: قماح أيه سبب العلامه اللى في حاجبك وكمان أيه اللى حصلك في السبع سنين اللى عشتهم في اليونان. نظر قماح ل سلسبيل بصمت لدقائق، جعل سلسبيل تقول: طالما مش عاوز تحكى لى إنت ح... قاطع قماح سلسبيل قائلا: سبب العلامه كان إضهاد من أستاذ يونانى في المدرسه متعصب شافنى مره بصلى. قالى إن الإسلام دين عنف وإنتشر بالعنف، وإنى هكون عنيف وهحرض الطلاب عالعنف في المدرسه ووقتها ضربنى بالقلم كان لابس خاتم في صباعه والخاتم عور حاجبى وقتها كان الجرح يتخيط على الأقل تلات أربع غرز بس طبعا انا كنت عايش مع عيله محدش فيهم بيسأل عن التانى كمالة عدد، تعرفى إن ساعات كنت بسأل إزاى ماما كانت عايشه في وسط العيله دى ومقدروش يدنسوها وقدرت تحافظ على برائتها لحد ما جت هنا لمصر سياحه وقتها كان عندها تقريبا تشعتاشر سنه، والصدفه تجمعها ب بابا ويتجوزها، بابا حكالى أنه كان أول وآخر راجل في حياة ماما، وأنها كانت عذراء وقت ما إتجوزها. ردت سلسبيل: قماح ربنا بيحط قدامنا إختيارات كتير في حياتنا، والسعيد هو اللى بيختار طريق الصح ويمشى فيه ومامتك كانت محظوظه بعمى بصراحه. تبسم قماح قائلا: قصدك أيه بإن ماما كانت محظوظه ب بابا. ردت سلسبيل بأعجاب واضح: بصراحه عمى هيبه وشخصيه بيجمع بين القوه والعاطفه في نفس الوقت عنده إحتواء وتفهم لكل اللى حواليه واللى بيتعامل معاه. نظر لها قماح قائلا بشبه غيره: ليه بحس إن عندك إعجاب كبير بشخصية بابا. لعبت سلسبيل على وتر غيرة قماح التي شعرت بها قائله: يمكن لو سألت أى بنت مين مثال الرجوله في دماغك هتقولك باباها، أنا بصراحه كده معجبه جدا بعمى من وأنا صغيره وهو مثل الرجوله في دماغى، راجل شهم وعنده براعه في التحكم في غضبه كفايه إن فضل مستحمل جوازه من قدريه أكتر من خمسه وتلاتين سنه ولو مكنش غبائها كان هيفضل مستحملها بقية عمره عشان بس ميخسرش ولاده، بغض النظر عن رباح وتربيته السو اللى ورثها منها بس كارم ومحمد مكنوش زيه، بس عارف حاسه إن رباح هيقع في مشكله كبيره قريب وهتكون السبب أنه يفوق من غباؤه. رغم شعور قماح بالغيره من إعجاب سلسبيل بشخصية أبيه لكن قال لها: وبالنسبه ل رباح دهه إحساس ولا حلم شوفتيه. ضحكت سلسبيل قائله: بصراحه حلم شوفته، رباح في ماشى في طرق مفتوحه قدامه بش تايه يختار أى طريق بس في إشاره في آخر طريق منهم معرفش دى بقى إشارة رجوع ولا ضلال أكتر، زهرت إنت عارف إن جدتى مكنتش عاوزاها وحاولت تقنع رباح بس هو أصر حتى وقتها هدد أنه هيسيب البيت وعمى وقتها قالها ده إختياره وهو اللى هيتحمل نتيجته، زهرت أنانيه طول عمرها، ومتأكده إنها مش بتحب رباح بس عندها القدره تعرف إزاى تسيطر عليه. تبسم قماح ل سلسبيل بتوافق وتذكر أفعال زهرت سابقا حين كانت تحاول إغواؤه و لفت نظره لها ببعض الأساليب الفجه وبالأخص بعد طلاقه الأول كانت تحاول التقرب منه لكن هو كان يصدها وحين قابل هند تزوج بها كى يقطع عليها ذالك الطريق. تبسم قماح وهو ينظر لصغيره قائلا: واضح إن ناصر لسه عاوز يسهر. نظرت سلسبيل الى صغيرها الذي شبع وترك صدرها ويبدوا كأنه إستيقظ لتوه من النوم تبسمت قائله: واضح جدا هي عادته ولا هيشتريها وبعدين عرفت خلاص إنها وراثه بقى، تعرف وإنت في اليونان الفتره اللى فاتت كان تعب شويه ومكنش بينام غير في حجر جدتى. تبسم قماح وهو يأخذ الصغير منها يقبل خديه، لكن الصغير هبشه بأظافره الرقيقه الدبوسيه. ضحك قماح وهو يضم الصغير لحضنه مبتسما، يتذكر آخر زياره له الى اليونان قبل أيام لا تكمل شهر، ذهب الى ذالك المكان الذي عاش به سبع سنوات، كان سبب زيارته هي جدته لوالداته التي أرسلت له تستغيث به من نكسات الزمن فلقد جار عليها الزمن وأصبحت هزيله وحيده بعد أن هجرها إبنها الذي ذهب لاهثا خلف شابه صغيره تقوم بأغواؤه كى يقوم بالإنفاق عليها، وزوجته هي الآخرى تسير خلف نزواتها لا يهمها إستمرار او إنهاء زواجها من خاله، فالحريه غير مقيده، تفاجئ بجدته التي أصبحت مجرد صوره هارمه فلقد تركت ذالك المشروب المسكر التي كانت تدمنه غصبا بسبب ضيق حالها، وتعافت من إدمانه دون إرادتها، ضيق الحال وتراكم الديون عليها جعلها تترك المشروب، او ربما كان لطفا من الله عليها أن تنتهى حياتها وهي تائبه عن تلك المعصيه، ماتت جدته بعد أيام من سفره، قام بإكرامها الى مثواها الآخير، ربما لم يشعر بالحزن عليها لكن شعر بالشفقه... سار بتلك الشوارع رأى بعض الشباب الذي مازال يتذكرهم جيدا منهم الذي أستقوى في إفتراه وآخر اصبح تابع لذالك المفترى، وزار قبر صديقه المغدور تبسم وهو يدعو له، سكنت خياله سلسبيل وقتها وتبسم بإشتياق، لولا وجود سلسبيل ربما ما كان عاد الى موطنه وتبدلت حياته للأفضل، تيقن ان فعلا الحياه تعطى فرص، والمحظوظ هو من يستغل تلك الفرص لصالحه، الحياه في اليونان لم تكن تناسبه، هو أراد النبع الصافى في موطنه الذي زرع بداخله قيم مختلفه عن تلك الذي رأها باليونان، عاد من أجلها مره اخرى لكن بتغير هو يريدها فقط، كان هجرها مؤلم للغايه يعذب فؤاده، أخطأ كثيرا في حقها، لكن تظل هي صاحبة نجاته وسبب عودته لهنا... عاد قماح على مشاغبة صغيره وهو يريد الذهاب الى سلسبيل مره أخرى، بالفعل أعطاها لها لكن ذالك الصغير كان ماكيرا هو أراد الذهاب الى سلسبيل من هدف برأسع وهو اللعب والمشاغبه. تبسم قماح وهو يرى صغيره يشد في شعر سلسبيل التي قالت له ببسمه: كنت عارفه إنك هتعمل كده، معرفش شعرى فيه أيه دايما تشدنى منه، عارف في يوم هقص شعرى ده بسببك. قالت هذا ونظرت ل قماح قائله: أهو انت شايف عمايل إبنك وشده في شعرى اللى هيتسلت بين إيده، عشان لما أقصه متبقاش تقولى قصيتى شعرك ليه. ضحك قماح قائلا: قولتلك قبل كده ممنوع تقصى سنتى واحد شعرك، إنما ناصر بيه بقى لازم نستحمله. تبسمت سلسبيل قائله: مفيش قدامنا غير نستحمله طبعا لا الحجه هدايه تغضب علينا قماح عندى سؤال ولو مش عاوز تجاوب عليه براحتك. تبسم قماح يقول: إسألى؟ ردت سلسبيل بإيجاز: هند. رد قماح بعدم فهم: مالها هند. ردت سلسبيل: هند إتصلت عليا وطلبت منى أنى أكلمك تتوسط لها في شغل، وقالتلى إن باباها مش راضى يرجعها تشتغل تانى معاه وهي محتاجه لشغل تقدر تصرف على نفسها منه. تعجب قماح وهو يشعر بالندم رجوعه ل هند أخسرهما الأثنين، هند خسرت دعم والدها لكن هو حين طلقها قبل سفره لليونان آتى لها بشقه خاصه وأعطى لها مبلغا من المال كى تبدأ به مشروع صغير بها لما هاتفت سلسبيل الآن تطلب منها هذا الطلب الغريب وبالأخص من سلسبيل. تحدثت سلسبيل قائله: أنا كلمت نائل يحاول يصلح بين هند وباباه وهو قالى إن باباه معاند ومصر على رأيه. تهجم وجه قماح قائلا بنبرة غيره: وانتى مالك بتدخلى في شئ ميخصكيش ليه، موضوع هند وباباها ده خاص بينهم ليه كلمتى نائل. شعرت سلسبيل بتغير ملامح وجه قماح وقوله بتلك الطريقه الفظه بالنسبه لها لم تستطيع تمييز انها غيره منه قائله: أنا آسفه فعلا أنا ماليش أدخل، ناصر شكله هينام هاخده وأروح الاوضه التانيه. كانت يد قماخ الأسرع حين جذبها من يدها قبل أن تنهض من الفراش قائلا: سلسبيل مش قصدى حاجه، بس بلاش تكلمى نائل ده تاني. ردت سلسبيل قائله: نائل إتعاملت معاه قبل كده عمره ما تخطى حدوده معايا، وأنا أساسا مش بسمح لا ل نائل ولا لغيره تخطى حده معايا. تمدد قماح على ظهره نائما على الفراش وفرد يده قائلا: نفسى أنام وأنتى وناصر في حضنى. لمعت عين سلسبيل وتبسمت ووضعت الصغير بالمنتصف بينهم ونامت على يده، تغمض عينيها براحه وشعور سعيد يختلج قلبها ليذهب الصغير للنوم خلفه سلسبيل. لكن ظل هو مستيقظا ينظر لتلك السعاده التي بين يديه أبتسم قماح وتذكر سؤاله لوالداته ذات مره بعد أن قصت عليه إحدى قصص الخيال عن الحوريات هل فعلا يوجد حوريات بالواقع. أجابته وقتها؛ أجل يوجد بالتأكيد حوريات وستأتى لك إحداهن يوم ما تخطف قلبك. وقد كان آتت حوريه سمراء خطفت قلبه منذ أن فتحت عينيها للحياه. بشقة رباح بغرفة النوم أعطت زهرت ل رباح تلك علبة الدواء، الذي أخدها منها بتلهف، شبه خطفها من يدها، وسريعا وضع إحدى الحبات بفمه. تبسمت هند بإنتشاء قائله: خرجت مخصوص عشان أجيبلك الدوا ده لما الصيدلانيه اللى بجيبه منها طلبتنى وقالتلى إن الكميه محدوده، حتى إتسخبت زى الحراميه من الدار، جدتك عامله زى عسكرى الدرك اللى بيقولوا عليه في الافلام القديمه، وكمان مجنده الغبيه اللدغه أن نص لسان لها، تفتن لها على كل حاجه تشوفها في الدار ووخداها تحت جناحها، طبعا ما هي إختيارها لكن انا مش على قلبها. لم ينتبه رباح لخديث زهرت المتهجم، هو بنشوة بعد أن اخذ تلك الحبه حتى انه ذهب بغفوه، لولا أن أيقظته زهرت بفجاجه قائله: رباح إنت نمت ولا أيه؟ فتح رباح عنيه قليلا وقال بشبه نعاس: سيبينى أنام حاسس إنى جسمى همدان. مصمصت هند شفتيها بسخريه قائله: جسمك همدان شغال في الشون زى التور في الساقيه، وفي الآخر مفيش تقدير، غير ل الست سلسبيل طبعا، بنت وعندها حق التوقيع لكن إنت لأ، عالعموم نام دلوقتي مزاجى مش رايق أساسا. أغلق رباح عينيه يذهب بغفوه مهلكه أكثر له. بينما نهضت زهرت من جواره تفكر في حديث نائل السام، لابد أن تحصل على توقيع رباح في أقرب فرصه، هي ملت من وجودها بمنزل العراب وتحكمات تلك الخرفاء هدايه، فكرت وفكرت، حتى وجدت ضالتها. بعد مرور بضع أيام فى نور يوم جديد، تلاشت الغيوم والمطر لكن ربما مازالت هنالك غيمات أخرى عاصفه يوم التجمع العائلى صباح بشقة ناصر. دخلت سلسبيل الى غرفة هدى تحمل صغيرها قالت بمرح: شوف يا ناصر زى ما توقعت خالتك هدى قاعده علابتوب بتاعها، شكلها بدبر لجريمه. ضحكت هدى قائله: أيه خالتك دى، يا بنتى بيقولوا أنطى أمال لو مكنتيش دارسه في مدارس لغات بقى كنت هتبقى بيئه أكتر من كده أيه، دى زهرت عندها تمدن عنك. ضحكت سلسبيل قائله: وأنا فين جنب زهرت دى أنوثه وجمال ودلال. ضحكت هدى وقامت من على مقعدها ومدت يديها تأخذ الصغير من سلسبيل قائله: فعلا جمال ودلال بس شريره وقلبها حقود زى المرحومه قدريه مرات عمك. ضحكت سلسبيل قائله: حرام عليكى هتموتى قدريه وهي لسه على قيد الحياة، تعرفى إن سميحه بتزورها وبتقول أنها بتعاملها أوقات بتعالى وأوقات بقبول، أنا معرفش ليه حاسه إنها إتغيرت. تبسمت هدى قائله: يمكن بتخدعها، بس تعرفى سميحه قالتلى إن مرات كارم كلمتها مره في أول جوازها وهنتها. ردت سلسبيل: قالتلى أنا كمان، بس غريبه مرات كارم دى المفروض إنى سلفتها زى سميحه ومبتكلمنيش حتى لما ولدت ناصر مهنتنيش بيه، رغم إن كارم من فتره للتانيه بيكلمنى وكمان طلب منى أبعتله صور ل ناصر وبعتها له، حتى لما لمحت إنى أكلم مراته غير الموضوع. ردت هدى بغصه: مش غريبه ولا حاجه، أنا وانتى عارفين أنه كان بيحب همس، ويمكن مفكر إننا ممكن نزعل انه أتجوز غيرها. ردت سلسبيل: يمكن فعلا كلامك صح، أنا لما عرفت أنه أتجوز بصراحه زعلت جدا ومكنتش متوقعه كارم ينسى همس بسرعه كده، بس زى جدتى ما قالت الحياه بتستمر ومبتوقفش عند حد، والوقت بيغيرنا، بس تعرفى هقولك على حاجه يمكن تقولى عليا مجنونه، أوقات كتير بحس إن همس لسه عايشه وأنها ممكن تدخل علينا في أى وقت، حتى كذا مره جاتلى في المنام مبسوطه، غير في حاجه غريبه حصلتلى بعد عمى ما جاب لى كسوة السبوع بتاع ناصر حسيت بروح همس وقتها إنها جنبى وبتبتسم وزى ما يكون بتقولى عجبتك الكسوه، حتى حسيت أنها هي اللى عملتها رغم إنى سألت عمى بعدها قالى أنه أتفق مع مشغل وطلب منهم مخصوص الحاجات دى بعد ما سأل جدتى، وكمان آخر مره جاتلى في المنام من فتره قصيره وكانت بطنها منفوخه ولما سألتها قالتلى إنها حامل. للحظات تعجبت هدى و غص قلبها، ف همس ميته وهل الموتى يحملون، ربما تخاريف تدمعت عين هدى لكن حاولت إخفاء ذالك حتى لا تفسد تلك البسمه التي أصبحت تراها على وجه سلسبيل مؤخرا قائله: فعلا غريبه بس أكيد دى تخاريف وانتى نايمه أبقى أتغطى كويس وأنتى نايمه. قالت هذا ثم غمزت عينيها قائله: ولا يمكن قماح بيشد من عليكي الغطا وأنتى نايمه. ضحكت سلسبيل قائله: خلى عندك شوية حيا، وبلاش غمز. ضحكت هدى. بينما جذب الصغير شعرها تألمت قائله: يا هباش سيب لى شعرلى مفكرني شعرى زى مامتك أنا يادوب شعرى الحمد لله مغطى راسى، ولا بدافع عن مامتك عالعموم روح لها قلعها الطرحه اللى على راسها وسلت شعرها براحتك. تبسمت سلسبيل لها وهي تأخذ الصغير منها وقالت لها: مش هتنزلى تحت دلوقتي ولا أيه. ردت هدى: لأ شويه كده، بحاول لسه أخترق الابتوب بتاع الواد حماد، وشكلى كده خلاص ه يرسه. ردت سلسبيل: تصدقى كنت نسيت حكاية الابتوب بتاع حماد ده، بس إنتى لسه لغاية دلوقتي معرفتيش تهكريه كل دى محاولات فاشله. ردت هدى: لأ انا إنشغلت الفتره اللى في فاتت جت ولادتك بعدها فرح محمد والدراسه، بس أنا فضيت له في أجازة نص السنه أهو، انا مش هرتاح قبل ما أ يرس له الابتوب ده، عندى فضول أشوف الملف المقفول ده. ردت سلسبيل: ومنين جالك انه ممكن يجيب ليك الابتوب بتاعه عشان تصلحيه، مش يمكن يوديه أى مركز متخصص أكتر، وبعدين مش انتى اللى صلحتيه له المره اللى فاتت انتى ودتيه مركز متخصص وضحكتى عليه وقولتى له انك انتى اللى صلحتيه. ردت هدى: ما هو عشان كده، هيثق فيا وهيجيب لى الابتوب وأنا بقى عندى شوية خبره، وكمان نظيم ممكن يساعدنى هو متخصص أكتر متى. تبسمت سلسبيل بمكر وقالت: نظيم! ونظيم هيساعدك إزاى بقي، وبعدين مش ده نظيم الغلس اللى مكنتيش بطيقيه لا في المركز التعليمى ولا في الجامعه. شعرت هدى بخجل وقامت بلم شعرها. تبسمت سلسبيل على خجل هدى وقالت: أعترفى أنا ستر وغطا عليكى ضحكت هدى بخجل قائله: أنتى ستر وغطا عليا، لكن ناصر فتان وممكن يفتن لجدتى. نظرت سلسبيل ل ناصر قائله: عيب يا ناصر تبقى خباص، لو فتنت على أنطى هدى لحد غيرى. ضحكت هدى قائله: ونعم التربيه، بس هقولك بصراحه. فى الفتره الاخيره، معرفش ليه بقيت مش بضايق لما بشوفه زى الأول، او حتى يكلمنى، بس تعرفى أكتر حاجه بتغظنى من نظيم، لما بينادى عليا ب هدايه بحس أنه بتريق عليا. قالت هدى هذا وتنهدت ثم عاودت الحديث بلجلجه: وبحس. بحس، بحس. قاطعتها سلسبيل قائله: متلجلجه ليه، وفيها أيه لما ينادى ليك ب هدايه، هو مش ده إسمك الحقيقى. ردت هدى: إسمى، بس بحس أنه زى ما يكون قاصد تريقه. ضحكت سلسبيل قائله: بس أنا حاسه أن ده مش قصده وبعدين قولى من الآخر وبلاش مراوغه نظيم بدأ يشغل مش بس عقلك لأ قلبك كمان، بصراحه أنا من أول مره شوفت نظيم هنا عندنا في الدار أرتاحت له ومن حكي سميحه عنه أنه شال مسؤلية من وهو صغير وإنه قدر يبقي في مكانه مرموقه وأستاذ في الجامعه دى يبقى شخص محترم ويعتمد عليه، وإستغربت من ضيقك منه وأنك بتستغلسي شخصيته، بس مع الوقت بدأت مشاعر تانيه تضغى عليكى، بتحصل كتير على فكره. تبسمت هدى قائله: فعلا بتحصل كتير وأكبر دليل قدامى أهو أنتى وقماح، رغم من يوم ما وعيت عالدنيا كنت بشوفك بتبعدى عن أى مكان فيه قماح، ويشاء القدر يبقى من نصيبك وبعد كل اللى حصل السنه اللى فاتت رغم أنه بس من كم يوم العلاقه بينك وبين قماح أتغيرت عينك بقى فيها لمعه سعيده. صمتت هدى لثوانى ثم قالت بسؤال: أمتى حبيتى قماح يا سلسبيل. بسمه شقت شفتي سلسبيل وتنهدت قائله: هتصدقينى لو قولتلك معرفش أمتى، من كم يوم ولا من زمان حتى من قبل ما أشوفه لما كنت بحلم بيه، معرفشي، فجأه لقيتنى بنسى كل الأذى النفسى والبدنى اللى عشته بسببه الفتره اللى فاتت، يمكن كان سفره الأخير ل لليونان حسيت بخوف لا ميرجعش لهنا تانى، بالذات أنه طلق هند قبل ما يسافر، قولت يمكن يطول هناك، حسيت بشئ ناقصنى، كنت بتمنى أنه ميطولش ويرجع بسرعه، وفعلا مغابش كتير، لما شوفته داخل كان نفسى أجرى عليه وأحضنه، بس هو كان راجع متغير كتير سواء شكليا أو حتى نفسيا معرفشى السبب، في البدايه شكيت أنه يكون ندم إنه طلق هند وقولت هيرجعها تانى، بس... توقفت سلسبيل عن الحديث تتذكر إنهيار قماح أمامها وإعترافه بحبها لها، تبسمت. تبسمت هدى قائله: بس طبعا طلع كل تفكيرك غلط، وإن قماح ندم بعد ما رجع هند وصحح الغلط ده، بس تعرفى أنا مبسوطه إنك عطيتى ل قماح فرصه تانيه وشايفه قماح هو كمان عيونه بتلمع لما بيبص ليك، مش نفس النظره القديمه اللى كان بينظرها ليك كنت أوقات مبعرفش أميز نظرته ليك أوقات كنت بحس أنه بيبصلك بتحذير، وأوقات بشغف، دلوقتى بقت نظرته واضحه. تبسمت سلسبيل وقالت بإستفسار: قصدك واضحه إزاى؟ تبسمت هدى قائله: يعنى بقت نظرة عشق، قماح بيحبك يا سلسبيل زى ما كنت بتتمنى من زمان. تبسمت سلسبيل توافق هدى وقالت: وأنتى كمان بتحبى نظيم، فكرى كويس، وبلاش العقل الإليكترونى بس هو اللى يتحكم في مشاعرك، يلا هسيبك أنا وأخد ناصر وننزل لجدتى هدايه هتقولى أيه آخرك في النزول. ب ناصر، وكمان اليوم طويل وزمان حماد هيجى يقضيه هنا من أوله كالعاده، ويشوفنا فين ويلزق لينا، غبى مفكر إننا مش فاهمين حركاته المفقوسه، زمان كان بيعمل نفس الحركات دى ويشوف فين همس دلوقتي نقل العطا عليكى، كويس إنى مكنتش في حسبته من الأول. تبسمت هدى قائله: مكنش يقدر بس يطلع في وشك وقماح موجود. قالت هدى هذا بثقه وقبلت يد ناصر قائله بمرح: صح يا ناصور باباك لو المتسلق حماد كان نظر لمامتك كان خلع عنيه. ضحكت سلسبيل قائله: بلاش ناصور قدام جدتى بتضايق لما بندلع ناصر بها، وتقول رجال العراب مبيدلعوش، مع إن هي أكثر واحده بدلع ناصر. بشقة رباح بالحمام وقفت زهرت لدقائق تنتظر نتيجة ذالك الإختبار التي قامت بعمله كانت عديمة الصبر تريد النتيجه بنفس اللحظه لكن إنتظرت تلك الدقائق غضب ثم نظرت لذالك الاختبار الذي بيدها يعطى لها نتيجه إيجابيه. وضعت يدها على بطنها وتبسمت بإنتشاء وظفر أخيرا بعد تلك المده الماضيه التي منعت فيها أخذ موانع حمل ظنت أن حديث الطبيبه لها في آخر معاينه لها قبل شهر ونصف أن الحمل قد يتأخر لوقت بسبب تناولها لذالك المانع لفتره طويله سابقه، لكن خاب قول الطبيبه ها هو الإختبار يعطى نتيجه إيجابيه، هي بالفعل أصبحت حاملا برحمها جنين... للحظه فكرت في هذا الجنين ترى يكون إبن من رباح أم نائل، بداخلها تمنت أن يكون إبن نائل، لكن هذه فرصتها لسحب أموال من عائلة العراب من أجل هذا الجنين حتى لو إنفصلت الآن عن رباح، ستظل تنعم بخيرات عائلة العراب بسبب ذالك الجنين التي ستخبر الجميع اليوم بوجوده في رحمها. خرجت من الحمام وجدت رباح ممدد على الفراش مغمض العينين يضع إحدى يديه فوق رأسه... تنهدت بسأم قائله: رباح إنت نمت تانى ولا أيه؟ فتح رباح عينيه بصعوبه يشعر بدوار قائلا: لأ صاحى، بس الصداع واجع راسى حتى بقيت مبعرفش أنام كويس بسببه، بفكر أعمل الفحص الطبى اللى بابا كل شويه يزن عليا عشان أعمله، الصداع زاد قوى، حتى الدوا اللى بتجبيه زى ما يكون مبقاش له مفعول، باخد حبايتين وتلاته وفي مفيش بيرجع الصداع تانى، يظهر الدوا ده بقى مغشوش. إرتبكت زهرت قائله: قصدك ايه هتعمل الفحص الطبى اللى خالى بيزن عليك بيه، ومن أمتى صحتك فارقه مع خالى هو طول الوقت عنده قماح فوق الجميع كأنه مخلفش غيره، بلاش توهم نفسك ده صداع مش معضله كبيره ممكن فتره وهيروح أو زى ما قولت يمكن قللوا الماده الفعاله في الدوا. رد رباح: بفكر فعلا في الفحص ده يمكن يكشف سبب الصداع ده بقى فظيع. بعد الغداء كانت سلسبيل تحمل صغيرها تسير به في فناء المنزل تبسمت له قائله: النهارده الشمس طالعه أهى خلينا نقعد شويه في الجنينه نتشمس. بالفعل جلست على أحد مقاعد بالحديقه، وهي تبتشم لصغيرها لكن كان هنالك متسلل أراد الحديث معها، حين سحب أحد المقاعد قائلا: تسمحيلى أقعد أتشمس معاكى إنتى وناصر. قال هذا ومد يده كى يأخذ الصغير منها، لكن كما يقولون قلوب الأطفال تنفر من الخبثاء، لم يرضى الصغير وتشبث بأمه. تبسمت سلسبيل على تشبث صغيرها بها قائله: معليشى يا حماد، هو ناصر كده مش بيرضى يروح لحد، إتفضل أقعد. جلس حماد قائلا: وهو انا أى حد برضوا أنا زى خاله. تبسمت سلسبيل قائله بمجامله: طبعا خاله. تبسم حماد قائلا: سلسبيل في موضوع كنت عاوز أكلمه فيه وفيه مصلحه كبيره ليك. تعحبت سلسبيل: وأيه هو الموضوع ده. رد حماد: التماثيل اللى بتصنعيها، أنا ليا صديق عندى مجموعة بازارات سياحيه خاصه بالانتيكات، وكنت قاعد معاه بالصدفه من كام يوم والكلام جاب بعضه وفرجته الصور اللى كنت واخدها يوم ما كنا في الاتلييه بتاعك وإنبهر بيها وقالى انه مستعد يشتريها منك بالتمن المناسب اللى تحدديه. تعجبت سلسبيل قائله: بس أنا بصراحه عمرى ما فكرت انى أبيع تمثال منهم، أنا كنت بفكر اعمل معرض فنى بيهم، بس من بعد ما ولدت ناصر ووقتى كله بقى مشغول بين شغلى في حسابات المقر ورعاية ناصر حتى بقيت نادر ان مكنتش قليل لما بدخل الاتلييه. رد حماد يحاول إقناع سلسبيل: مش هتكسبى من المعرض حاجه غير المكسب الادبى فقط، في مقابل انك لو بعتى التماثيل دى ممكن تنشهرى أكتر. رد قماح الذي آتى وجلس الى جوارهم قائلا بحسم: وسلسبيل مش محتاجه لا ل شهره ولا لمكسب مادى، وأنا فعلا موافق سلسبيل إنها تعمل معرض فنى تعرض فيه التماثيل دى وكمان أعتقد ده موضوع ميخصكش، تتكلم فيه. نظرت سلسبيل ل قماح بسعاده ونظرة إمتنان، لما قاله. بينما شعر حماد بالخزو من حديث قماح وقال بتبرير: أنا كان قصدى المنفعه ل سلسبيل مش أكتر. رد قماح بنزك: تسلم نوياك الطيبه ياريت توفرها لنفسك. نهض حماد يشعر بالغبطه والبغض من حديث قماح ذالك العنجهي الذي تحدث له بطريقه فظه. استأذن قائلا بحرج: متأسف عن أذنكم. غادر حماد يسب ويلعن قماح بينما نظر قماح ل سلسبيل وتبسم على ذالك الصغير الذي يريد أن يذهب له. حمله قماح وقبل وجنته، حاول الصغير هبش وجه قماح فعاد قماح بتلقاىيه بوجه للخلف ضحكت سلسبيل قائله: متخافش انا قصيت له ضوافره وهو نايم، أنتهزتها فرصه دى مش ضوافر طفل دى مخالب قط، قصيتهم من وراء جدتى، هتقولى ضوافره طريه. تبسم قماح وهو يمسك يد صغيره الصغيره قائلا: إنت اللى جبته لنفسك. تضايق الصغير كأنه يفهم شمت قماح به، وحاول هبشه لكن لم تكن أظافره لها أثرا، وكان قماح وسلسبيل يضحكان عليه، مما أثار غيظه وتذمر باكيا، نهض قماح به قائلا: أرضية الجنينه ناشفه، خلينا نلعب شويه. بالفعل جلس قماح على تلك العشب الاخضر الرقيق ووضع الصغير بين ساقيه وبدأ في اللعب بطابه صغيره أخرجها من جيبه إلتهى صغيره باللعب ومحاولة عض تلك الطابه اللينه، نهضت سلسبيل جالسه لجوارهم وبدات تستمتع معهم بلحظات اسريه تحت شمس الشتاء الدافئه بينما أثناء دخول حماد الى داخل المنزل رغم شعوره بالغيط، لكن تقابل من هدى، رسم بسمه ودوده قائلا: هدى كنت بدور عليكى كنت عاوز أتكلم معاكى في موضوع خاص بيا. ردت هدى: وأيه هو الموضوع ده؟ رد حماد: موضوع خاص خلينا نقعد في أى مكان نتكلم شويه. رغم عدم قابلية هدى للحديث مع حماد لكن قالت له: خلينا نقعد في البراندا الشمس النهارده حلوه اهو أدفى من أشعتها. تبسم حماد لها، ومد يده لها لتسير أمامه غير منتبه. ل نظيم الذي رأى وقوف هدى مع حماد وحديثها معه بتلك الطريقه المرحبه او هكذا لاحظ، هو كان يبحث عنها للحديث معها بأى شئ، لكن حين راها واقفه مع حماد بأحد أركان الدار يبدوان منسجمان ختى أنهما ذهبا للجلوس معا لام نفسه على ذالك الشعور الذي كان يعتقد انه متبادل من ناحية هدى، كيف نسي من تكون وهو من يكون، حتى لو أصبح أكثر شآن بالنهايه كان في يوم من الايام عامل لدى والداها يعطف عليه. فى ذالك الاثناء شعر نظيم بيد تربت على كتفه نظر لتلك اليد الذي يبتسم صاحبها له قائلا بتوريه: هدى مش بترتاح ل حماد رغم كده هو اللى بيفرض نفسه عليها. تبسم نظيم له دون رد وهو ينظر ناحية جلوس حماد مع هدى، بالفعل تبدوا هدى متذمره. نظر نظيم ناحية ناصر قائلا: الشمس حلوه النهارده تسمحلى أروح استمتع بيها شويه وأقعد في البراندا اللى هناك دى. تبسم ناصر قائلا: وأنا كمان هاجى أقعد معاك. تبسم نظيم، بالفعل ذهب الاثنان وجلس على نفس الطاوله جلس نظيم بالمقعد المجاور ل هدى التي تبسمت له، بسمتها كانت شعاع دافئ اقوى من شعاع شمس الشتاء.



30=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثلاثون تبسم النبوى وهو يذهب الى مكان جلوس قماح ينظر بفرحه وهو يرى إنسجام قماح وسلسبيل باللعب مع طفلهم الصغير وهم يجلسون بأرض الحديقه جلس لجوارهم أرضا يحمل ذالك الصغير الذي زحف ببطئ لمكان جلوسه قائلا بترحيب: ناصر حبيب قلبى الغالي. نظر له الصغير يلوح له بيديه، قبل النبوى يديه بينما ضحكت سلسبيل قائله: ده بيشتكي لك يا عمى عشان قصيت ضوافره ومبقاش عارف يخربش بهم. ضحك النبوى قائلا: ملعيش ملهاش حق قول للحجه هدايه تقص لها ضوافرها زى ما قصت ضوافرك الرقيقه. تبسمت سلسبيل قائله: هو اللى شقى يا عمى والله وبيخربشنى وكمان بيشد في شعرى. تبسم النبوى قائلا: ده وراثه بقى، قماح كان بيعمل كده مع كارولين. نظرت سلسبيل ناحية قماح تبتسم. رد قماح لها البسمه. لاحظ النبوى نظرات سلسبيل وقماح لبعضهما سعد قلبه أخيرا نال الأثنان السعاده الذي كان يتمناها لهما، شرد عقله بإمرأه قابلها صدفه سكنت قلبه عرفته أنه يوجد حب وعشق حقيقى قد لا يآتى سوا مره واحده بالعمر. تذكر حديثه مع والداته قبل قليل حين قالت: مبتفكرش تتچوز يا نبوى، هتجعد إكده من غير ست تبجى ونس في حياتك. ضحك النبوى قائلا: ونس في حياتى ومع ست، ما أنا كنت مع قدريه عمرى ما حسيت بونس بالعكس كنت بحس بغربه معاها، أنا محستش بالونس غير مع كارولين ولما ماتت خدت قلبى معاها كنت عايش ومستحمل قدريه بس عشان ولادى، والحمد لله كبروا وكل واحد فيهم شق طريقه، وأنا كمان كبرت ومش حاسس بوحده، كفايه بقى عندى حفيدى ناصر والله لما بنظر في وشه وألقاه بيبتسم بحس بقلبى بيرفرف من السعاده، وكمان كارم وهمس ربنا يتمم لها حملها بخير وسلام، وبكره محمد كمان يرزقه الذريه الصالحه وولادهم يبقوا ونسى، وكمان رباح. تبسمت هدايه قائله: ربنا ما يوحدك يا ولدى وتلاجى ولادك واحفادك عزوه حواليك، بس مهعرفش ليه جلبى متاخد من ناحية رباح، شكله متغير وشه شاحب دايما، ولما بسأله بيجولى أنه زين، ياريته كان سمع حديتى وبلاش كان يتجوز من زهرت بس هجول أيه النصيب غلاب. رد النبوى: فعلا النصيب غلاب. نهض النبوى ينظر من شباك الغرفه، وقع بصره على ما يشرح قلبه حين رأى قماح وسلسبيل يجلسون بأرضية الحديقه يلعبان مع طفلهم، تبسم قائلا: أنا مبسوط بحياتى كده يا أمى. عاد النبوى من شروده على صوت تذمر ذالك الصغير المشاغب الذي حاول شد شعر قماح الذي يعانده بتلك اللهايه الذي يأخذها من فمه، مما جعله يتذمر. تبسم النبوى، فربما أشياء بسيطه لها مفعول كبير تشرح القلب. تبسم النبوى له بحنان مقبلا وجنتيه الرقيقه. بتلك الشرفه التي يجلس بها ناصر وبرفقته نظيم وهدى وحماد، رن هاتف ناصر نظر ل شاشة الهاتف، نظرت أيضا هدى بالصدفه، وقالت: كارم إبن عمى بيتصل عليك. رد ناصر: أيوا بيتصل عليا دايما، هقوم أرد عليه وراجع لكم تانى. بالفعل نهض ناصر وتركهم فى نفس اللحظه صدح هاتف حماد هو الآخر. تبسم قائلا: واضح إنها عدوى رن الموبايل، نظر حماد لشاشة هاتفه ثم نظر بإتجاه هدى قائلا: ده عامل من عمال الشونه هقوم أرد عن أذنكم. نهض حماد هو الآخر، وظل نظيم مع هدى التي شعرت بحرج، ظل الأثنان صامتان لدقيقه، قطع نظيم الصمت قائلا: أجازة نص السنه قربت تخلص، مستعده للتيرم التانى. ردت هدى: أيوا طبعا مستعده، بس ليا إستفسار عندك، عن محاولة يرسه الابتوب اللى عليه الملف اللى مش عارفين ندخل عليه، هو مش ممكن لو يرست الابتوب، يتلف كل الملفات اللى على الابتوب ده. رد نظيم: لأ ده مش فيرس بمعنى يرس، الديسك اللى انا اديته ليكى بيشرح إزاى تقدرى تخلى جهاز يعطل بدون ما يتلف الهارد بتاع الجهاز، هفهمك أكتر، ال يرس ده هيدخل على إعدادات الجهاز، في الفقل والفتح بس او في تحميل بعض برامج الأوفيس على الابتوب، إنما مش هيضر الهارد بتاع الجهاز ولا هيتلف الملفات اللى عليه بالفعل. تبسمت هدى براحه قائله: شكرا. تبسم نظيم قائلا: انا جاهز أساعدك في أى شى يقف قصادك وممكن نحاول سوا نفتح الملف ده. تبسمت هدى بحبور تلاقت عينيها مع عيني نظيم نظرات صامته لثوانى كانت نظرات إعجاب كل منها للآخر. قبل أن يعود ذالك السخيف حماد مره أخرى، إلتقطت عيناه نظرات نظيم وهدى لبعضهم، غبن وجهه وشعر بضيق ونفور من نظيم، حاول لفت إنتباه هدى له قائلا: على فكره يا هدى، الابتوب بتاعى مش عارف بقاله كام يوم بيهنج كده في القفل والفتح، يبقى شغال وفجأه القاه قفل لوحده، كنت هوديه مركز صيانه متخصص بعدين أفتكرت إنك صلحتيه المره اللى فاتت. إرتبكت هدى وشعرت بالتوتر، بالاخص زاد بعد نظرة نظيم لها الغير مفهومه، تلجلجت قائله: إنت عارف إنى خلاص راجعه للدراسه تانى ومش هيبقى عندى وقت فاضى، شوفلك أى مركز متخصص. عاود حماد الحديث بإقناع: مش هياخد منك وقت تصليحه، وبراحتك أنا كمان عندى نسخه تانيه من الملفات المهمه اللى عليه على سيديهات. كادت هدى ترد بنهى، لكن سبقها نظيم قائلا: أنا أستاذ هدايه في الجامعه وعندى خبره أكتر منها تقدر تجيبلى الابتوب بتاعك وانا أشوفلك العطل فين وبالطريقه دى مش هتعطل الانسه هدايه عن دراستها. نظر له حماد بإشمئزاز لكن أخفاه قائلا بود كاذب: تمام في اقرب وقت هبقى اديه ل هدى تديه لك، مش عاوز أعطل هدى عن دراستها. فى ذالك الحين عاد ناصر ووضع يده على كتف هدى مبتسما. تبسمت له هدى هي الأخرى. جلس ناصر بينهم ونظر ناحية نظيم قائلا: منور يا نظيم. تبسم نظيم بينما شعر حماد بالغيظ والضيق من ترحيب ناصر الزائد ب، نظيم وحاول الأ يظهر ذالك. نهضت هدى او بالأصح تود الهروب من أمام عيني ذالك البغيض حماد قائله: هقوم أساعد ماما شويه. أماء نظيم برأسه هو كان يريد ذالك لا يعلم لما يشعر دائما بنفور من حماد، كذالك حماد يبغضه يعتقد أنه دخيل على عائلة العراب فهو دائما يحصل على إعجابهم. أنه العصامى الذي كافح بالحياه ليصل لمكانه مرموقه. وإزداد ذالك البغض حين رأى تربيت ناصر له على فخذه ببسمه، أجزم حماد أمره لن يترك هذا البغيض أن يفوز بما يخطط له ويخطف هدى من أمامه ويفوز بمصاهرة وأموال عائلة العراب هربت هدى و تحدث ناصر قائلا: منورين يا شباب ها يا حماد قولى أخبار الشغل في الشون أيه؟ نظر حماد نحو نظيم وأجابه ببعض التفاصيل، تعجب حين تحدث نظيم في بعض التقاصيل الخاصه بالعمل في الشون، تبسم ناصر له بموافقه على حديثه. بينما شعر حماد بضجر من وجود نظيم وحديثه، الذي ظن أنه يفتقر للخبره، والأفضل عليه الأيفتى بشئ لا يفقهه. لكن تبسم ناصر قائلا: تعرف يا حماد إن نظيم كان بيشتغل في الشونه؟ تعجب حماد ونظر نحو نظيم بتهكم قائلا: ويا ترى كان بيشتغل أيه بأيديه الناعمين دول. ضحك نظيم قائلا بتفاخر: كنت بشتغل شيال. تعجب حماد ساخرا بينما تبسم ناصر على رد نظيم الجرئ المفتخر بحاله وزاد بنظره علو وإرتفاع شآن. مساء بعد تناول وجبة العشاء جلس الجميع بالغرفه تبسمت هدايه وهي ترى إنسجام قماح وهو يجلس يحمل طفله لكن حين نظرت ناحية رباح لاحظت وجهه الشاحب، قالت له: مالك يا رباح وشك مخطوف كده بقاله مده ومش عاجبنى حالك مع الوقت كمان بتخس والسيچاره مبجتش تفارج يدك. اخذت زهرت الحديث من هدايه قائله بسهوكه خادعه: والله يا جدتى غلبت معاه يبطل السجاير أو حتى يقلل شربها شويه، وهي السبب في شحوب وشه وأنه خاسس كمان، بتسد نفسه عن الأكل، حتى بقول له قدامكم أهم بطل شرب سجاير قدامى إن مكنتش خايف عليا خاف على الجنين اللى في بطنى. إندهش رباح ونظر ل زهرت غير مستوعب لما قالته، بينما زهرت رسمت بسمه قائله: أنا كنت هقولك الصبح بس قولت أعملها مفاجأه وأقولك وإحنا مع العيله كلها، حابه العيله تفرح معانا. ظهرت السعاده على الجميع وقاموا بتهنئة زهرت حتى هدايه هنئتها بتحفظ قائله: الف مبروك ربنا يتمملك حبلك المره دى على خير تجومى بعوضك، بس ياريت تبطلى تنطيط بره الدار كتير، حتى عشان صحتك، وإنت يا رباح إسمع حديت مرتك وبطل شرب سجاير، بتسمع حديتها في شئ إشمعنا دى عاد. صمتت زهرت تنظر ل هدايه بغيظ، لكن لا يهم الآن علم الجميع بحملها، وهذا ما كانت تريده. بينما نهض النبوى هو الآخر هنئ زهرت وإتجه ناحية رباح وقام بحضنه قائلا: مبروك يا رباح هبقى مبسوط جوى لما أشيل ولادك. نظر له رباح وإرتبك عقله من حضن و حديث والده الذي تفاجئ بهما هو ظن أنه لا يفرق معه وجوده بحياته، كان دائما يميز قماح عليه، او هكذا كان يخيل له، تبسم رباح له مرحبا بحضن النبوى له. بينما هنئ قماح رباح بود، كذالك محمد. فى ذالك الأثناء كانت سلسبيل وسميحه وهدى تدخلن تحملن بين إيديهن صوانى عليها بعض الأكواب. تبسمت هدى قائله: خير، بتهنوا رباح على أيه. ردت زهرت وهي تنظر نحو سميحه تقول بعناد: . بيهنونى أنا ورباح، أنا حامل. تبسمت هدى قائله: مبروك كذالك سلسبيل قالت: مبروك. بينما تحشرج صوت سميحه وهي تقول ل زهرت: مبروك. ردت زهرت بإغاظه: عقبالك كده مبقاش في غيرك لسه مبقتش حامل. ردت هدايه: بلاش طريقتك دى يا زهرت، سميحه معوقتش في الحبل هي مجوزه بجالها قد أيه، بكره ربنا يجود عليها بالذريه الصالحه. تبسمت سميحه ل هدايه بإمتنان، هي تعلم ان زهرت تكرهها حتى قبل ان تدخل عروس لدار العراب، لكن تفاجئت بعد زواجها ان زهرت لا تحب أحد سوا نفسها، كما أنه حدث أكثر من مشاده كلاميه بينها وبين زهرت وأحتدت زهرت عليها أكثر من مره، لكن سميحه لا تتوقف لها حتى لا تأتى بالمشاكل كما اوصتها هدايه منذ بداية زواجها. تلقى رباح وزهرت التهانى، رغم بغض زهرت لكن كانت ترسم البسمه لهم. بعد قليل. نهضت عطيات قائله: مش يلا يا حماد الوجت إتأخر لازمن نرچع للدار عندك شغل بكره في الشونه. تعالى إمعاى لحد باب الدار يا زهرت. نهض حماد الذي يشعر بالغيظ والغضب. نهضت زهرت هي الأخرى وذهبت مع عطيات خلف حماد. حين خرجت عطيات من باب المنزل الداخلى، أمسكت يد زهرت وهي تتلفت حولها وجذبتها لركن بالمكان وقالت لها: أوعاك متكونيش حبله وبتكدبى، مش كل مره تسلم الچره، وبعد فتره تجولى لهم إنك سجطتى، مش هيصدجوك تانى. ردت زهرت: لا إطمنى المره دى حامل بجد، عملت إختبار عمل وظهرت نتيجته إيجابيه، وخدت ميعاد من الدكتوره بكره عشان أتأكد. ردت عطيات: وأنتى مش متأكده من نتيجة الاختبار اللى عملتيه، طب ليه سبقتى وجولتى إنك حبله، كان لازمن تتوكدى الاول. ردت زهرت بثقه: الأختبار ده نتيجته مضمونه بنسبه كبيره، الدكتوره بس مجرد تأكيد مش اكتر من إستشاره. ردت عطيات بفرحه: ربنا يكملك حبلك بخير، وتجيبى الواد اللى ينصرك على سلسبيل و يبجى إكده الروس إتساوت. ردت زهرت: انا في الدار دى راسى براس سلسبيل متفرقش عنى في حاجه، لو مش بس دلع وميل هدايه ليها. ردت عطيات: لاحظت إنك كنتى بتحاولى تغيظى اللدغه أم نص لسان. زفرت زهرت نفسها بضيق قائله: قصدك السوسه الدلدوله بتاع العقربه هدايه، بتنقل ليها كل همسه في الدار، ولازقه ليها زى العلقه، مش شايفه بتحامى عنها إزاى من يوم ما دخلت الدار وهي عارفه هدفها، والغتت أخوها كمان العقربه هدايه بنفسها لازمن كل جمعه تتصل عليه وتأكد عليه يجى يقضى اليوم هنا، رغم انها عامله يوم مخصوص ل اللدغه تروح تقضيه مع مامتها في دارها. ردت عطيات: هدايه بحورها غويطه محدش يعرف لها قرار، بس سيبك منها أنتى بحبلك ده، هتثبتى أجدامك بدار العراب، وهيبجى ليك مكانه اعلى واغلى عند رباح، وده المهم دلوق. سخرت زهرت قائله: هي دار يعنى كانت سرايا، ولا مملكه، والله دى تغور من وش العقارب اللى فيها، وأولهم رباح نفسه. ردت عطيات: بلاش بطر عالنعمه لا تزول منيكى، يلا أخوك مش مبطل كلاكسات، خلى بالك من نفسك واما ترجعى من عند الدكتوره أبجى طمنينى، انها أكدت إنك حبله. غادرت عطيات، عادت زعلانه زهرت مره أخرى للداخل، لكن قبل أن تدخل للغرفه تقابلت مع نظيم الذي خرج من الغرفه وكان بصحبته محمد، لكن نادت عليه سميحه التي خرجت خلفهم. نظرت لهم زهرت بنفور، ومرت من جوارهم صامته. بينما قالت سميحه: مالها دى، بتتأنزح على أيه. تبسم نظيم وقال: وأنت مالك بها، يلا بلاش تطلعى لبره الهوا ساقع، وانت كمان يا محمد، أنا مش غريب، سلاموا عليكم. قال نظيم هذا وقبل رأس سميحه التي تبسمت له رفع نظيم راسه لتتقابل عيناه مع هدى التي رأت ذالك الموقف صدفه، مس هذا الموقف قلبها مباشرة، لا تعرف تمنت أن يفعل نظيم معها هذا ذات يوم. تبسم لها نظيم، ثم غادر دار العراب. بعد وقت بغرفة النوم وضعت سلسبيل صغيرها بذالك المهد الصغير الذي أتى به قماح من أجله. وقفت تنظر لصغيرها ببسمه ثم توجهت الى الفراش وخلعت ذالك المئزر من عليها ونحت غطاء الفراش قليلا وصعدت الى الفراش قائله: أخيرا، ناصر نام، مع إنه تقريبا طول اليوم منامش بس أقول أيه چينات وراثيه على رأى عمى. تبسم قماح وهو يجذب سلسبيل لحضنه قائلا بضحك: يظهر إن سلسال العراب كلهم متعبين. تبسمت سلسبيل قائله: عن تجربه أأكدلك فعلا متعبين. قالت سلسبيل هذا وتثائبت قائله: أخيرا يوم الجمعه خلص، اليوم ده بيقى متعب قوى، ما بصدق يخلص. تبسم قماح قائلا بمكر: بس لسه اليوم مخلصش، إحنا لسه في أول الليل. نظرت له سلسبيل: قصدك أيه؟ بإننا لسه في أول الليل. جذب قماح سلسبيل أكثر عليه وقام بتقبيلها تبسم وهو يشعر بيد سلسبيل تسير على ظهره تضمه لها أكثر مرحبه بتلك القبلات الشغوفه، تنعم معه بوقت عشق كما كانت تتمنى دائما. بعد وقت، جذبت سلسبيل غطاء الفراش عليها، تبسم قماح من تلك التي مازالت خجوله، ضمها لصدره. تنهد قماح قائلا: أنا موافق إنك تعملى معرض فن تشكيلى تعرضى فيه التماثيل بتاعتك. إبتعدت سلسبيل عن حضن قماح ونظرت له بإستغراب وتعحب. تبسم قماح على ملامح سلسبيل المتعجبه قائلا: مالك بتبصيلى كده ليه؟ أغمضت سلسبيل عينيها تشعر أنها تتوهم ما سمعته من قماح قبل ثانيه. تبسم قماح ونادى بإسم سلسبيل بنبرة لعوب: سلسبيل. ردت سلسبيل وهي مازالت مغمضة العينين: أممممم تبسم قماح قائلا: هتردى عليا وأنتى مغمضه عنيكى كده أفتحى عيونك. ردت سلسبيل: لأ مش هفتح عيونى. ضحك قماح قائلا: وليه مش عاوزه تفتحى عيونك. ردت سلسبيل: عشان أنا في حلم ولو فتحت عيونى هصحى منه. ضحك قماح كثيرا وقال: لأ متخافيش أفتحى عيونك إنت مش في حلم. فتحت سلسبيل عينيها تنظر ل قماح بتعجب قائله: أمال أنا في أيه، متأكد إن إنت قماح إبن عمى النبوى. جذبها قماح لحضنه قائلا: لأ أنا قماح جوزك مش إبن عمك وكمان أبو إبنك، مش دول الكلمتين اللى كنتى بتغظينى بهم دايما، إبن عمى وأبو أبنى، بس أنا أبقى جوزك كمان، مع نفسى أكون ليكي حاجه تانيه. نظرت له سلسبيل بعدم فهم وسؤال: نفسك تكون لى أيه؟ رد قماح وهو ينظر لعين سلسبيل قائلا بنبرة عاشق: نفسى أكون حبيبك. أخفضت سلسبيل وجهها بخجل. رفع قماح وجه سلسبيل بسبابته قائلا برجاء: قوليها يا سلسبيل. خجلت سلسبيل حين تقابلت عينيها مع عين قماح وظلت صامته. كاد قماح أن يشعر بخيبة أمل قبل أن تقول سلسبيل بخفوت: أنت حبيبي. رفع قماح وجه سلسبيل مره أخرى قائلا بتأكد: قولتى أيه؟ قوليها تانى بصوت أعلى. خجلت سلسبيل تبسم قماح قائلا: حفيدة الحجه هدايه عندها خجل زايد حتى أنها تقول لجوزها أنه حبيبها. رفعت سلسبيل وجهها ونظرت ل قماح قائله: وهو عشان حفيدة الحجه هدايه، لازم ميكونش عندى خجل وأيه الرابط بين أنى أكون خجوله وبين إنى أكون حفيدة الحجه هدايه. تبسم قماح قائلا: تعرفى أكتر حاجه بحبها فيك أيه يا سلسبيل. ردت سلسبيل: أيه هى؟ تبسم قماح قائلا: خجلك، اللى كان دايما بيبعدنى عنك، كنت بفكره دايما نفور منك ليا. تعجبت سلسبيل قائله: نفور منك، بس أنا عمرى ما نفرت منك يا قماح، حتى في عز قسوتك وعنفك معايا مكنتش بنفر منك كنت بتمنى تتغير وتعاملنى بشوية حنيه وتبطل عنجهيتك معايا. نظر قماح لها بندم قائلا: أنا رجعت لهنا تانى عشانك يا سلسبيل، لما كنت بشوفك بتبعدى عن المكان اللى أنا ببقى موجود فيه، كنت بحس بضيق في قلبى، حاولت كتير أقتل حبك في قلبى، قولت لنفسى أتجوز غيرها يمكن مع الوقت أقدر أتغلب على حبى ليكى، لكن مقدرتش، كنت بتخيلك معايا في كل لحظه بعيشها، كنت بضايق لما بشوفك بتتعاملى وتتكلمى مع أخواتى بطريقه ودوده وبسيطه ولحد عندى كنتى بتهربى منى. ردت سلسبيل بخجل: بس ده مكنش نفور منى يا قماح، أنا كنت بخاف لما تنظر ليا، كنت بحس إنى واقفه قدامك عريانه، بس ده ميمنعش إني كنت بكره تحكمك الزايد وبالذات لما كنت تستهزأ بيا لو أتكلمت قدامك على زمايلى سواء في المدرسه أو الجامعه، وتقولى مفيش حاجه اسمها زماله ولا صداقه بين بنت ولد مفيش غير حدود المصلحه. تبسم قماح قائلا: ولسه عند قولى، مفيش حاجه إسمها زماله ولا صداقه بينك وبين أى راجل، مفيش غير حدود المصلحه، بس ده مش بإستهزاء منى، ده أمر. تبسمت سلسبيل بدلال قائله بتلاعب: مش فاهمه قصدك أيه بأمر؟ تبسم قماح قائلا: أمر منى، أنا بغير، ومش بيقولوا غيرة الراجل مراجل. تبسمت سلسبيل قائله: طب وبتغير عليا ليه؟ ضم قماح سلسبيل قويا يقول: بغير عليكي من النسمه يا نبع ميتى الصافى عشان بعشقك، ومتسألنيش أمتى عشقتك. شدت سلسبيل من حضن قماح مبتسمه قائله: وأنا كمان بحبك يا قماح، كنت بهرب منك ومن جوايا نفسى تقربنى منك، وأسكن قلبك. قاطعها قماح وهو بحضنها قائلا: متقوليش يا إبن عمى دى تانى. تبسمت سلسبيل قائله بتلاعب: مش هقول يا إبن عمى، هقول يا جوزى وأبو إبنى. نظر لها قماح بإنتظار. تبسمت سلسبيل قائله: جوزى وأبو ابنى وحبيبى. ضمها قماح قويا بين يديه، ثم عاد برأسه للخلف، ينظر لوجهها سرعان ما إلتقط شفاها في قبلات عاشقه نسيان ألم الماضى الذي عثر له على الترياق. بمنزل نظيم إنتصف الليل شعر بالضجر وهو يتذكر نظرات ذالك المدعو حماد نحو هدى قاوم شعوره بالغيره منه، نهض من على فراشه واشعل ضوء الغرفه، يقوم بعمل بعض التمارين الرياضيه، علها تذهب عنه ذالك الضجر والشعور بالغيره من حماد لما أرتبكت هدى حين طلب منها حماد إصلاح حاسوبه الخاص، هدى لما تريد معرفة محتوى ذالك الملف الذي تيقن أنه على حاسوب حماد، ماذا يعنى لها حماد من الاساس. رغم أداؤه لتلك التمارين الرياضيه لكن لم يذهب عنه لا الضجر ولا شعور الغيره، خرج من غرفته وتوجه الى المطبخ وقام بإشعال البوتجاز يقوم بعمل قهوه له، لكن دون إنتباه منه سقطت الملعقه وأيضا إخدى الاوانى المعلقه، فإنحنى ياتى بها فى ذالك الاثناء خرجت فتحيه من غرفتها حين سمعت ضجه بالمطبخ، جعلتها تصحو، وتذهب الى المطبخ مباشرة. تعجبت حين رات نظيم الذي تبسم لها قائلا بمرح: أكيد قولتى فار في المطبخ. تبسمت فتحيه قائله: هي الساعه كام دلوق. رد نظيم: مش عارف بس تقريبا قربت من واحده. تعجبت فتحيه قائله: واحده، وإنت لسه صاحي مش بعاده إنك تسهر، وكمان بتعمل قهوه، من امتى بتشرب قهوه متأخر أصلا. ايه السبب. رد نظيم: مفيش سبب، أنا النوم طار من عينى قولت أصحى أشتغل شويه علابتوب بتاعى. ردت فتحيه: وأيه اللى مطير النوم من عينك، خلينا نجعد سوا وجولى، معرفش ليه جلبى حاسس إن اللى مطير النوم من عينك بنت. تبسم نظيم وهو يصب فنجان القهوه، ثم وضعه على تلك المنضده الصغيره بالمطبخ وجلس بالمقابل ل فتحيه التي تبسمت له قائله: ها جولى مين بجى اللى مطيره النوم من عنيك، جولى وأنا من النجمه أكون في دارها أخطبها لك. تبسم نظيم قائلا: من النجمه، ومين اللى أكدلك كده إن اللى مطير النوم من عينى هي بنت، قولتلك شغل. نظرت له فتحيه قائله: أنا مر عليا أيام كتير يا ولدى وكنت بحس بيك في غيابك، كان جلبى بيجى جايد نار وعارفه إنك مريض او مش بخير وانت في الغربه لوحدك، كنت بصدق كلامك وتطمينك ليا عليك لما بكلمك على الموبايل. أنا أمك با نظيم وبحس بيك مهما داريت عنى... هدى هي البنت اللى مطيره النوم من عينك. نظر نظيم لوالداته بذهول. تبسمت فتحيه قائله: قولتلك بحس بيك، وكمان العين أوجات بتفضح يا ولدى. تعجب نظيم قائلا: قصدك أيه يا ماما، بالعين بتفضح. ردت فتحيه: جصدى إنى شوفتك يوم كتب كتاب سميحه وإنت واجف مع هدى، لو رايدها يا ولدى نتوكل على الله أروح أطلبها لك من الحجه هدايه. رد نظيم بتسرع: لأ يا ماما، مستحيل ده يحصل، أنا لما هفكر في الجواز هفكر في ناس من وئمى ومقامى. تعجبت فتحيه قائله: جصدك ايه من وئمك ومجامك. رد نظيم: يعنى مراتى تكون من نفس الطبقه اللى انا عشت فيها، مش بنت ناس انا كنت في يوم شغيل عندهم. تعجبت فتحيه قائله: أصلك وجتك يا ولدى وإنت النهارده دكتور في الجامعه ولك مجام عالى، وكمان مش الحجه هدايه اللى يفكروا في حكايه المجام دى، بدليل أنها جت بنفسها وطلبت سميحه لواحد من أحفادها. رد نظيم: البنت غير الولد يا ماما، سميحه بنت ومحمد هو اللى إبن العراب مش الشغيل اللى كان عندهم، وشوفى كمان أخت هدى متجوزه مين، إبن عمها. ردت فتحيه بإقناع: تفكيرك غلط يا ولدى، بلاش تضيع البنيه من يدك، وترجع تندم وتعيش محروق القلب، مش هنخسر حاجه حتى لو رفضوا. رد نظيم: لأ هنخسر يا ماما لو رفضوا أقل ما فيها سميحه هتزعل في النهايه أنا أخوها برضوا وتحس بحرج. ردت فتحيه: براحتك يا ولدى، بس صدجنى بلاش تجطع الأمل، ربنا يريح جلبك. بعد مرور عشرون يوم، رغم إقتراب الربيع لكن كان يوم غائم صباح بشقة سميحه زفرت أنفاسها بسأم وهي تخرج من الحمام وبيدها ذالك الاختبار تنظر له وهي تترقب ظهور نتيجته، كانت تتمتم ببعض الأدعيه نظر لها محمد بإستغراب فهى تتحدث مع نفسها بكلام غير مفهوم وقال بإستفسار: بتكلمى نفسك عالصبح ليه وأيه اللى في إيدك ده يا لدوغتى. وضعت سميحه الاختبار على طاوله جوار الفراش، ثم جلست على الفراش. ونظرت ل محمد قائله: مش فايقه لتريقتك عالصبح. تعجب محمد من سأم وجه سميحه، وكذالك ردها ونبرة صوتها الحزينه، ذهب وجلس لجوارها قائلا: مالك أيه اللى مزعلك عالصبح كده وكمان أيه البتاع اللى حطتيه عالكمودينو ده. ردت سميحه بزعل: ده كان إختبار حمل، وطلعت نتيجته سلبيه. رد محمد ببساطه وتقبل: طب وايه يعنى نتيجته سلبيه هو ده اللى مزعلك قوى كده ومخليكى مكشره كده. ردت سميحه: أيوا، أنا قربت على تلات شهور متجوزه، ومحصلش حمل. تعجب محمد قائلا: تلات شهور، وزعلانه كده، أمال لو كان سنه مثلا كنتى هتبقى إزاى. ردت سميحه: سنه! حرام عليك، أنا متأخره جدا. تبسم محمد ووضع يده حول كتف سميحه قائلا: حبيبتى إنتى مكبره الموضوع كده ليه عادى جدا، الخلفه رزق من ربنا، وكل شئ بميعاد. ردت سميحه: ونعم بالله، بس أنا نفسى في بيبى بسرعه، بالذات بعد زهرت ما بقت حامل كل ما تشوف وشى تدلع وتتمرقع. ضحك محمد. إغتاظت سميحه وكادت تنهض من جوار محمد لكن جذبها لتبقى بجواره قائلا: وحاطه زهرت في دماغك ليه، حبيبتى أنا عارف الفرق بينك وبين زهرت، زى الفرق بين الدهب والفالصو، إنتى بالنسبه ليا أغلى من الالماس الفالصو اللى معجبكيش، زهرت بتستغل حب رباح لها وتستنزفه ماديا وعاطفيا، إنما سيدة خط الصعيد الأولى بترضى بالقليل دايما، بس قوليلى أيه أخبار مشروع القلل والفازات الفخار اللى كنتى ناويه تعمليه عشان تنصبى على الزباين زى إيستر كده. رغم زعل سميحه لكن تبسمت قائله: إيستر خلاص بقت ناصحه مبقتش أعرف أضحك عليها، وبتقولى بقت بتطبخ في بايركس صحى أكتر. تبسم محمد قائلا: أيه رأيك أنا هشترى منك الفخار اللى هتصنعيه بس بشرط، تحسنى الجوده شويه. تبسمت سميحه أكثر قائله: أنا بحبك يا محمد، أكيد ربنا رزقك بيا لطيب عمى النبوى، إنما مامتك مقدرش اقول دعيالك لأن مستحيل ربنا يتقبل منها، دى مفيش مره إستقبلتنى بقبول وطول ما انا عندها تشخط وتنطر فيا كأنى جاريه عندها، والله ما برضى ارد عليها عشان وصية جدتى هدايه تقولى، تدعى ليك دعوه طيبه، مع ان معقتدش انها بتدعليى أصلا، دى بتدعى عليا. تبسم محمد وضم سميحه قائلا: أنا فعلا ربنا بيحبني عشان بعتلى لدغه قلبها زى إسمها دايما بيسامح ومش بيشيل الآسيه. تبسمت سميحه قائله: مش مستاهله الواحد يشيل في قلبه، بقولك ايه الكلام خدنا، النهارده اليوم اللى بروح اقعد فيه عند ماما، هقوم أغير هدومى وتاخدنى تودينى عندها. تبسم محمد بمكر قائلا: طب ما تروحى مع السواق. ردت سميحه: وحضرتك فين مش جوزى وتوصلنى معاك في سكتك. رد محمد بتفكير: تدفعى أيه واوصلك معايا في سكتى. نهضت سميحه من جوار محمد وقالت: وحضرتك عاوزنى ادفعلك بأى صفه إن شاء الله، ناسى انك جوزى وانا ملزومه منك والمفروض تجيبلى عربيه خاصه. فكر محمد قائلا بمكر: وانتى بتعرفى تسوقى، عشان أجيبلك عربيه خاصه. ردت سميحه: وفيها أيه بسيطه قدملى في مدرسة سواقه. ضحك محمد قائلا: موافق بس لازم أخد رشوه قبل ما اقدملك. قال محمد هذا ولم يهمل سميحه الرد حين جذبها عليه لتبقى بجسدها فوق جسده، وقبل أن تفيق من الخضه كان يقبلها بعشق، بادلته القبلات، ثم بعد قليل ترك شفاها قائلا: نفسى ربنا يرزقنى منك بسيدة الصعيد التانيه وتكون لدغه زى مامتها بس تاخد قلبها البسيط. تبسمت سميحه قائله بتمنى: ده اللى بطلبه من ربنا وبقول يارب. ليلا تبسمت سلسبيل ل قماح وهو يضع الصغير في مهده، بهدوء. قائله: ها نام. همس قماح قائلا: أخيرا، بعد كده مش هدخل معاكى في تحدى بعترف إنى خسرت فعلا الامومه دى صعبه قوى مش عارف بتجيبى طولة البال دى منين. تبسمت سلسبيل قائله: وانت كمان واخده منى كان منعوس. تبسم قماح وهو يصعد لجوارها على الفراش يضمها بين يديه قائلا: توبه أتحداك خلاص بعترف أنا خسران. ضحكت سلسبيل قائله: المفروض تدفع غرامه إنك خسرت. نظر قماح لها قائلا: وأيه هي الغرامه دى بقى؟ ردت سلسبيل: بكره بفكر آخد أجازه من شغلى في المقر، وعاوزه أتفسح في النيل من زمان. تبسم قماح قائلا: بس أنا جدول أعمالى مشغول. نظرت له سلسبيل بتمثيل قائله: يعنى خسران ومش عاوز تفسحنى أنا وناصر، خلاص هقوم أصحيه أقوله باباك مش قد كلمته. قالت سلسبيل هذا وكادت تنهض من على الفراش. لكن قماح كان الاسرع حين جذبها عليه قائلا: لأ هدفع الغرامه اللى تطلبيها بس بلاش تصحى ناصر أنا مصدقت أنه أخيرا نام علشان تفضيلى يا نبع الميه. تبسمت سلسبيل قائله بخجل: وعاوزنى أفضالك ليه. تبسم قماح وهو يقترب من شفاه سلسبيل قائلا: عشان نفكر سوا في فسحة النيل بكره، أصلى عطشان وعاوز أشرب من النبع الصافى. تبسمت سلسبيل له قائله: بسيطه أبقى أشرب من مية النيل بكره ودلوقتي بقى هقولك تصبح على خير يا أبو ناصر. قالت سلسبيل هذا وتسطحت على الفراش مبتسمه، نظر لها قماح قائلا: واللى عطشان دلوقتي يعمل أيه. تبسمت سلسبيل قائله: والله المثل بيقول الميه متفوتش على عطشان، وطالما قدامك النبع تقدر تشرب منه تروى عطشك ليه تفضل عطشان لبكره. نظر قماح لها بشوق وأقترب منها هامسا بالعشق، يشعر بالارتواء من قبلاتها ولمساتها الشغوفه التي تحثه على إحتياج المزيد من الارتواء من نبعها العاشق. بعد قليل غفت سلسبيل على صدر قماح وغفى هو الآخر. لكن أثناء نوم سلسبيل رأت نور الغرفه معتم، وهنالك من يقف أمام مهد صغيرها، وأنحنى واخذه من مهده، لكن فجأه إشتعل الضوء ونظرت ناحية مهد صغيرها ورأت سكين يوضع على رقبته، ذالك السكين عليه بعض قطرات الدماء، لكن الغريب أن طفلها كان يبكى، كأنه يستغيث بها. فجأه... إستيقظت سلسبيل فزعه وإبتعدت عن صدر قماح ونظرت له قائله بلهفه: ناصر فين؟ تعجب قماح وإعتدل بالفراش جالسا يقول: ناصر في سريره نايم. ازاحت سلسبيل الغطاء عنها ونهضت من على الفراش وذهبت الى ذالك الفراش الصغير النائم به طفلها. تنهدت براحه وهي ترى صغيرها نائم في مهده إنحنت تحمله ثم ذهبت الى الفراش ووضعته بالمنتصف بينها وبين قماح المستغرب، وقبل أن يتحدث قالت سلسبيل: أنا متعوده ناصر ينام جانبى عالسرير. ونس. تبسم قماح يقول: بس ده لما كنتى بتنامى لوحدك عالسرير. دلوقتى، أنا بنام جانبك، وكمان بسيب نور خافت في الأوضه، يعنى مش محتاجه ل ناصر ينام جانبك ونس، ولا حضنى مش مونسك. رغم شعور سلسبيل السئ لكن قالت له: خليه ينام بينا الليله. تبسم قماح وهو ينام على الفراش قائلا بموافقه: تمام. تبسمت سلسبيل وهي تضع الصغير في المنتصف بينها وبين قماح وضع قماح يده على وجنة سلسبيل قائلا: تصبحي على خير. أغمضت سلسبيل عيناها ثم فتحتها ترسم بسمه: وأنت من أهله. نعس قماح، بينما سلسبيل لم تنام ظلت تنظر لطفلها بعض الوقت، تفكر في ذالك المنام السئ، هل هنالك من يضمر لطفلها الشر. فى يوم جديد ظهرا. باحد الشقق الفارهه بمدينة بنى سويف دخلت زهرت ترسم بسمه صفراء قائله: إزيك يا هند وحشانى. ردت هند بخباثه: لو كنت وحشاك بصحيح كنت زورتينى من زمان. ردت زهرت: ما انت عارفه العقربه هدايه، وتحكماتها وانا مش عاوزه أوجع دماغى في المناهده معاها، وسألت عليكى بالموبايل قبل كده، بس قماح متوصى بيك جابلك شقه في منطقه راقيه، وسمعت أنه كمان حولك مبلغ محترم باسمك في البنك. ردت هند: تفتكرى إن ممكن الشقه والمبلغ اللى حوله ليا قماح تعويض ليا عن أذيته لقلبى، اللى أستهون بيه من بداية جوازنا أول مره. تعحبت زهرت قائله: قصدك أيه؟ ردت هند: محتاجه مساعدتك. ردت زهرت بإستخبار: مساعدتى في أيه، أنا مقدرش أساعدك في أى حاجه، مبقتش زى الأول. ردت هند: وأيه اللى خلاكى مش زى الأول ومش هتقدرى تساعدينى. ردت زهرت: انا حامل ضحكت هند لثوانى قبل أن تقول لها بمفاجأه: ويا ترى مين والد الجنين اللى في بطنك رباح ولا نائل أخويا.


تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع