رواية ثأر الحب الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم زينب سعيد القاضي كامله
رواية ثأر الحب الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم زينب سعيد القاضي كامله
الفصل الحادي عشر
بعد أن تقبل التهاني وودع شقيقته قرر الصعود إلي غرفته كي يطمئن على عروسه المصون.
فتح باب الغرفة ودلف وجدها تجلس على الفراش شاردة بشئ ما فعلي ما يبدوا أنها لم تنتبه إلي دخوله أغلق الباب خلفه وخطي خطوات واثقة تجاهها وواقفها أمامها واضعاً يده في جيبه بثقة وهتف متسائلاً:
-سرحانة في أيه ؟
فاقت من شرودها علي صوته وجدته يقف أمامها إمتعض وجهها وأردفت ببرود:
-ميخصكش .
قطب الآخر جبينه مستنكراً وقال:
-أنتِ قولتي أيه أصلي مسمعتش كويس ؟
زفرت بحنق ورددت ببرود آثار إستفزازه:
-قولت ما يخصكش أيه إلي مش مفهوم في كلامي.
في لمح البصر وجدت إحدي ذراعيها أسفل ظهرها وهو يشرف بطوله عليه هامساً في أذنها بفحيح:
-أتعدلي يا حلوة مش يوسف المغربي إلي يسمح لراجل حتي يتطاول عليه ما بالك بواحدة ست وكمان مراته أعقلي يا حلوة بلاش تخليني أقلب عليكي.
أنت بألم وهتفت بغل:
-شيل إيدي لا إلا هصوت وآلم الناس عليك..
رمقها بإستخفاف وقال :
-بجد ؟ تصدقي أني خوفت لأ لا ده أنا بموت من الخوف فوقي يا شاطرة وأعرفي أنتي بتتكلمي مع مين.
ترك ذراعها ووقف أمامها هاتفاً بتوعد:
-لو في بيت أهلك معرفوش يربوكي أنا علي أتم إستعداد بده وهكون سعيد جداً وأنا بربيكي بإيدي وأروضك علي كيفي.
دلكت يدها بألم وتجاهلت الرد عليه مما آثار إستفزاز الآخر.
هتف أمراً:
-أحنا هنتحرك كمان نصف ساعة جهزي نفسك شوفي هتغيري الفستان ولا هتسافري كده؟
أكمل حديثه بنبرة ذات معنى:
- بس أنا من رأي تسافري كده عشان أنا حابب أفتحلك سوسة الفستان بنفسي وحالياً لازم أنزل للضيوف إلي تحت.
داعب أنفها بيده بخفه وغادر تاركاً الآخري تشتعل غيظاً من مخزي حديثه.
❈-❈-❈
وقف خارج الغرفة وعلي شفتيه إبتسامة تسلية فعلي ما يبدوا أنه سيتسلي قليلاً في ترويض هذه الحورية الصغيرة فهي كالمهرة الشرسة وهذا ما أكثر ما يفضله هذا النوع .
"أحببتك أنتِ يا حوريتي وعشقت عندك الطفولي المحبب إلي قلبي "
"إذا كنتي أنتِ مهرة عنيدة تأبي الترويض ، فأكون أنا أكثر إستمتاعاً وأنا أروضك بيدي لتكوني طوع يدي يا مهرتي الصغيرة "
❈-❈-❈
إنتفض جسد عهد إلي الخلف بخوف من حديث هذا المعتوه تطلع لها شادي ورأي مدي خوفها فنظر إلي شقيقه وهتف بفحيح:
-شريف قفل علي الهبل ده متخلنيش أنسي إنك أخويا الكبير.
وقف شريف أمامه وهتف متحدياً:
-لأه مش هتمشي يا ولد أبوي وهتدخل علي عوايدنا لو مش موافج نشيع نچيب الحكيمة.
إلي هنا وخبط سالم عصاه أرضاً وصاح بعنف:
-أنت چنيت بعجلك ولا أيه سيب خيك يشوف حاله ومسمعش صوتك واصل فاهم ولا لاه؟
كتف ساعديه ببرود :
-لأه يا أبوي أنا سكت علي إلي فات كلاته لكن لحد عوايدنا ولاه ومش هيمشوا من إهنه غير لما إلي جولته يحصل.
إقترب منه شادي رافعاً حاجبيها يتهكم وقال:
-بجد ومين بقي إلي هيمنعني أني أمشي ؟
رمقه ببرود وهتف:
-أنا يا ولد أبوي ولا مش مالي عينك وإن ماكنش بالذوق يبقي بالعافية .
جحظت عين الآخر من مغزي حديث شقيقه وأردف بعدم تصديق:
-أنت هتمد يدك عليا يا شريف كأنك أتجنيت إياك.
صرخة قطعت الحوار المشحون ألتفتوا لها بهلع وجدوا نايا تقف جوار عهد الواقعة أرضاً لا حول ولا قوة لها علي يبدوا أنها لم تستطيع تحمل سماع المزيد.
ركض شادي علي الفور تجاهها وجلس أرضاً يحاول إفاقتها وكذلك وصفية وسالم .
ظل هو واقفا أمامه يتابع ما يحدث بتسلية شديدة ليس هذا ما كان يريد لكن لا مشكلة فهو لن يؤثر معه بشئ.
ضرب شادي علي وجهها بخفة وهو ينادي بإسمها حركت هي جفنيها ببطئ إلي أن فتحت عينيها ونظرت حولها وعلمت أن ما يحدث معها حقيقة وليس كابوساً هتفت بخوف:
-أنا عايزة أمشي من هنا عايزة ماما وأبيه يوسف.
ربت شادي علي ذراعها بحنان وغمغم بصدق:
-متخافيش أنا جنبك اهدي.
سالت دموعها ورددت بخوف وهي تطلع إلي شريف :
-أنا عايزة أمشي من هنا.
تحدثت وصفية بحنان:
-إهدي يا بتي متخافيش واصل أحنا وياكي.
نهض شادي وقام بحملها بخفة وهتف متحدياً:
-أنا هاخد مراتي وأمشي ووريني هتمنعني أزاي يا شريف والبيت ده مش هدخله تاني.
تحرك سالم تجاه شريف الذي مازال يقف أمامه وما كان رده معه سوي صفعة مدوية جعلت الآخر ينظر إلي والده بصدمة.
صاح سالم بغضب:
-فاكر إنك هتكبر علي أبوك إياك سيبك هيك يمشي لا إلا جسما بربي ليكون حسابي معاك عسير يا ولد.
رمقه والده بحقد وغادر سريعاً ألتفت سالم إلش شادي الذي مازال يقف مكانه وزوجته بين يديه ترتعد من الخوف:
-حجك عليا يا بتي .
تمتت بخفوت:
-حضرتك زي والدي يا عمو مينفعش تعتذر ليا أنا بنتك.
إبتسم سالم بحنان وقال:
-الله يرضي عنيكي يا بتي.
هتفت عهد بخجل وهي تتهرب من النظر إلي شادي:
-نزلني أنا بقيت كويسة.
تحدث بقلق:
-متأكدة ؟
-أومئت له بخجل.
تنهد هو براحة وأنزلها أرضاً برفق وقفت هي جواره بصمت.
تحدث شادي بهدوء:
-هنتحرك أحنا محتاجين حاجة ؟
ضمتها وصفية بحنان وهتفت بحزن:
-متزعلش من خيك يا ولدي أنتم ملكوش غير بعض.
أومئ لها بتفهم وتنهد بقلة حيلة:
-ربنا يهديه يا أمي.
أمنت علي دعائه وضمت عهد بحنان وكذلك إقترب سالم من ولده وزوجته مودعا إياهم وكذلك نايا التي شعرت بالشفقة علي هذه المسكينة مما عانته اليوم.
غادر شادي وزوجته إلي الخارج فتح لها باب السيارة الأمامي وساعدها علي ولوج السيارة وركب هو الآخر بمقعد القيادة وبدأ في قيادة السيارة بعد أن رمق شقيقه الذي يقف علي بعد منه معاتبا……
"الأمان ليست مجرد كلمة تنطق فسحب ، الأمان هو شعور تشعر به أنت "
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
"دائما ما تضعنا الظروف بأوضاع لم نكن نعلم عنها شئ أو لم نتوقع أن تحدث لنا بيوما من الأيام ، ولكن علينا التأقلم عليها حتي لا نضع أنفسنا بما لا نستهواه "
يتطلع إليها تارة وإلي الطريق أمامه تارة آخري وجدها تستند برأسها علي زجاج السيارة وعلي ما يبدوا أنها شاردة في ملكوتها الخاص.
هتف متسائلا:
-أنتي كويسة ؟
ألتفت له وهمست بخجل:
-الحمد لله .
صمت قليلاً وقال:
-أنا أسف علي إلي حصل من شريف معرفش أيه إلي حصل.
أومئت بتفهم وتمتمت بحذر:
-هو واضح أنه مش متقبلني جزء من عيلتكم عشان كده عمل كده وقال الكلام ده.
إبتسم بإعجاب وغمغم:
-ما شاء الله شكلك ذكية وبتفهمي بسرعة .
عضت علي شفتيها بخجل وهتفت بإرتباك:
-أنت كان ممكن تسمع كلامه ؟
أوقف السيارة جانباً عندما وصل إلي مدخل البلد وتحدث بصدق:
-لأ طبعاً إستحالة كنت أسمع كلامه عهد أنتي مراتي دلوقتي وكرامتك من كرامتي ومش أنا أعرض مراتي للموقف ده صمت قليلاً وعقب وحاجة كمان أنا مش هقرب منك غير برضاكي أطمني يا عهد أنا راجل وأعرف الأصول.
تطلعت له براحة فقد أراح قلبها من حديثه هذا عاد الصمت إلي كلاهما من جديد وجلسوا في إنتظار مجئ عائلة عهد.
"الرجال أوطان ، والعشق مذاهب ، فإن عشقتي رجلاً ، فأحسني الإختيار من يكون لكي وطناً"
❈-❈-❈
هبطت الدرج برفقة عليا علي مضض وجدت الجميع بالخارج وهذا المغرور يقف جانباً يتحدث مع رجل كبير في السن نوعاً ما ويتحدث بغضب زفرت بحنق وتوقفت بمفردها تطلع إلي المكان حولها بينما ذهبت عليا تجاه زوجها علي ما يبدوا ظلت علي وضعها إلي ما يقارب النصف ساعة تطالع من حولها بإستياء تود لو تقتلهم جميعاً وتفر هاربة من هذا المكان فاقت من أفكارها علي صوت أحدهم نظرت له بإمتعاض .
تحدث بإبتسامة:
-أنا عدي أخو يوسف الصغير.
قلبت عينيها بضجر وقالت:
-تشرفنا.
إبتسم بخفة وقال:
-رغم أنه مش باين بس ما علينا أنتي بقي مالكيش أخوات ؟
تطلعت له بضيق تود أن تقول له لا شأن لك بهذا أيها أحمق لكن هتفت بنفاذ صبر:
-لأ أخت واحدة أصغر مني.
فرحة جالية أعتمرت داخل قلبه وهتف بفضول:
-هي إسمها أيه ؟
رفعت إحدي حاجبيها بإستنكار وغمغمت:
-وأنت بتسأل ليه ميخصكش.
أردف بتدارك:
-عادي يعني بتعرف علي إسم أخت مرات أخويا فيها أيه دي؟
تمتمت بحنق :
-إسمها نايا أرتحت.
إبتسم بإتساع وردد إسمها بتلذذ :
-نايا رغم أن الٱسم حزين بس حلو أوي.
قلبت عينيها بضجر وهتفت:
-بقولك أيه ما تروح تنادي لأخوك لأني رجلي واجعتني وتعبت.
أومئ بتفهم وأردف:
-طيب تعالي أركبي العربية لأن طالما يوسف بيتكلم مع عمي يبقي مينفعش أقاطعهم.
هتفت بعفوية:
-شكله راجل حشري أوي وبيدخل في إلي مالوش فيه وأخوك شكله هيديلوا بوكس في مناخير….
قطعت حديثها عندما إنفجرعدي ضاحكاً وآثار إنتباه الجميع هتف معتذرا :
-أسف يا جماعة أفتكرت حاجة تضحك.
أشار إلي نورسيل إلي السيارة وفتح لها الباب الخلفي ولجت السيارة بغيظ شديد من هذا المعتوه ههمت بغل:
-منك لله يا بعيد هتوديني في داهية .
غمز لها بإحدي عينيه بخفة وهتف:
-متقلقيش يا مرات أخويا مكنتش هلبسك مع البوس يعني متقلقيش.
❈-❈-❈
نظرت له بغيظ ولم تتحدث بعد دقائق أنتهت المشادة الكلامية بين يوسف وعوني وإقترب يوسف من السيارة وأشار إلي والدته وشقيقه ركبت صفاء في الخلف بجوار نورسيل بينما جلس يوسف في الأمام وإلي جواره عدي الذي سيقوم هو بقيادة السيارة.
تحدث عدي متسائلاً:
-نتحرك ؟
-أومئ يوسف رأسه بصمت.
قاد عدي السيارة وهتفت صفاء متسائلة:
-أيه يا حبيبي عمك كان عايزك في أيه ؟
زفر بحنق وأجاب دون أن ينظر إلي الخلف فهو آخر ما يريده الأن رؤية هذه النورسيل:
-مفيش يا أمي متشغليش بالك أنتي عارفة عمي.
أومئت بتفهم فعلي ما يبدوا أنه لا يريد أن يتحدث أمام زوجته فمن المؤكد الحديث كان عنها.
وصل عدي والسيارات من خلفه تقل البقية إلي مدخل البلد كانت سيارة شادي مصطفى أشار له وتحرك خلفهم.
ألتفت إلي وراء وغمغم قائلا:
-الطريق بياخد وقت طويل لو حابة تنامي يا نورسيل.
تمتمت بضيق:
-عارفة الطريق بياخد وقت أد أيه وأنا مش عايزة أنام شكراً.
قطب جبينه مستهزئا وقال:
-وعرفتي الطريق بياخد وقت أد أيه منين هو أنتي خرجتي بره الصعيد أصلاً ؟
إبتسمت بتهكم وقالت:
-تخيل أنا أصلاً خريجة جامعة القاهرة.
رمقها بعدم تصديق وأردف متسائلاً:
-خريجة جامعة القاهرة أنتي كنتي كلية أيه ؟
قلبت عينيها بضجر وهتفت :
-كلية أداب قسم ألماني.
جحظت عين الآخر بعدم تصديق:
-أنتي بتتكلمي ألماني ؟
إبتسمت باستخفاف وقالت:
-تخيل والمفروض كنت أتعين معيدة بس إعتذرت؟
ربتت صفاء علي فخذها بحنان وهتفت:
-ما شاء الله يا حبيبتي عليكي ربنا يحميكي.
غمغم يوسف بفضول أكبر:
-ورفضتي ليه ؟ دي فرصة أي حد يحلم بيها.
أجابت ببرود:
-شهاب الله يرحمه كان رافض أني أشتغل بعد الجواز .
أماء رأسه بتفهم وعاد رأسه إلي الأمام مرة الآخري فعلي ما يبدوا أنه مازال يوجد الكثير من الغموض حول تلك النورسيل.
❈-❈-❈
ألقي نظرة عليها وجدها تغط في نوم عميق ولكن يبدوا أنها تشعر بالبرد من انتفاضة جسدها أوقف السيارة جانباً وخلع جاكيت بذلته وقام بوضعه فوق جسدها وأكمل قيادة السيارة مرة آخري وهو ينظر لها تارة وإلي الطريق تارة آخري.
شعرت هي بدفي الذي حاوط قليلاً تنهدت براحة فهي تسعى بالأمان تجاهه رغم أن هذه آول مقابلة بينهم إبتسمت شقت وجهها وذهبت في نوم عميق مرة آخري.
❈-❈-❈
تجلس وصفية علي الأريكة ودموعها تتساقط بصمت فلم تكن تريد أن يحدث هذا الخلاف بين أبناءها لا تدري ما فعله شريف الأن كيف له أن يفكر في كسر أنثي هكذا وليس أي أنثي بل زوجة شقيقه ومن جاءت أمانة إلي هذا البيت كيف كان يريد منهم خون الأمانة هكذا.
وعلي مقربة منها يجلس سالم علي أحد المقاعد مستنداً بيديه علي عكازه يفكر فيما فعله شريف اليوم بماذا كان يفكر فما كان يريده كان سيؤدي بهم إلي الجحيم لا محال وستفتح أبار دما يسعي هو لإنهائها.
أما نايا فلأول مرة تنظر لأحد من أبناء أعمامها بفخر فما فعله شادي جعله يرفع من قدره كثيرا فشتان بينه وبين هذا الحقير شهاب واليوم أثبت شريف حقارته هو الآخر بما كان ينوي فعله هي علي يقين أن ما فعله كان من أجل إفساد هذه الزيجة لا أكثر لكن جعله تشعر تجاهه بالمقط والإستحقار.
❈-❈-❈
وصلت سيارة عدي أمام قصر المغربي بالقاهرة وخلفه سيارة الحرس بعد أن ودعوا شادي وعهد وعائلة عمه توقف عدي أمما الباب الداخلي وترجل من السيارة وفتح الباب لوالدته وعاونها علي الهبوط.
وعلي الجانب الآخر ترجل يوسف وفتح الباب الخلفي لنورسيل ومد يده لها لمعاونتها علي الهبوط لكنها تجاهلت يده الممدودة وترجلت بمفردها سحب يده بضيق وبداخله يتوعد لتلك المغرورة.
إقتربت منهم صفاء وهتفت بإبتسامة:
-يلا يا حبيبي أطلع أنت وعروستك جناحك الخدم طلعوا ليكم العشاء علي فوق.
إبتسم يوسف وقبل يد والدته بحب وقال:
-تسلمي يا ست الكل.
ألتفت إلي نورسيل وهتفت بحنان:
-مبروك يا بنتي أنا هنا ماما أي حاجة تحتاجيها تجي ليا فورا من غير كسوف ولا إحراج سمعاني.
رغم الألفة والحنان التي شعرت بهم من معاملة هذه السيدة إلى أنها أجابت بجمود:
-حاضر.
إمتعض وجهه من معاملتها إلي والدته لكن رسم إبتسامة علي وجهه وقال:
-تصبحوا علي خير.
ردت والدته وشقيقه:
-وأنت من أهل الخير.
إتجه إلي زوجته المصون وأمسك يدها عنوة وإتجه بها إلي الداخل وصعد الدرج وهي إلي جواره تحاول فك آثر يدها وهي تخطط فيما ستفعله معه فهي لن تسمح له أن يتلمس شعرة واحدة منها إلا علي جثتها فهي لن تترك هذا الخسيس يدنس جسدها مهما كلفها الأمر حتي لو كان في المقابل جثته أو جثتها.
يتبع……..
الفصل الثاني عشر
دلف إلي الغرفة وقام بإدخالها إلى الداخل بعنف وأغلق الباب خلفه .
وقفت هي تدلك يدها بألم وترمقه غيظاً.
أغلق هو الباب والتفت لها ووقف قبالتها مربعاً ساعديه رمقا إياها بتوعد متمتماً بضيق:
-ممكن أفهم أيه الطريقة إلي كنتي بتكلمي والدتي بيها دي ؟
زفرت بحنق وقالت:
-والله دي طريقتي إذا كان عاجبك.
جحظت عين الأخر من جرأتها وطول لسانها فهو لم يتخيل قط أن كتلة الجمال هذه تكون سليطة اللسان هكذا.
مط شفتيه وإقترب منها وقام بإمساكها من خصلات شعرها بعنف هامساً في أذنها بفحيح :
-أقسم بربي لسانك ده لو ما أتعدل هدبحك بإيدي فاهمة ولا لا.
رغم الألم الذي تشعر به فهي تكاد تشعر أنه خلع خصلات شعرها من جذوره هتفت بمكابرة:
-دي طريقتي لو مش عاجبك طلقني.
إبتعد عنها مقهقها بقوة رامقاً إياها بسخرية.
رمقته هي بغيظ ويدها تتحسس شعرها بألم :
-ممكن أعرف أنا قولت أيه يضحك كده إن شاء الله ؟
إقترب منها مداعباً أنفها بخفة بأطراف أصابعه مما جعل الأخري تشتعل غيظا هتف هو بإبتسامة صفراء:
-هو أنتي متعرفيش يا قطة أنا الجوازة دي بمثابة مؤبد يا قطتي يعني مفيش طلاق من الأساس.
إحتدت عينها وهتفت بحقد:
-وأنا ذنبي أيه أعيش مع قتال قتلة زيك ؟
تراجع للخلف واضعاً يده بجيبه مرددا بهدوء :
-أسمعيني يا بنت الناس كويس و حطي الكلمتين دول حلقة في ودنك لأني مش هكررهم تاني أنا راجل بتاع ربنا ولا قتلت حد ولا عمري هقتل حد فوقي كده وأعقلي وأعرفي إنك مراتي يا بنت الناس يعني ولاءك الأول والأخير ليا وبس وعايزك تفهمي كويس أن أمي وأخواتي رقم واحد في حياتي وأنتي دلوقتي زيهم بلاش طريقة تعاملك معاهم بالشكل ده بلاش تضطريني أتصرف معاكي بطريقة مش هتعجبك.
إبتسمت بإستفزاز وقالت:
-أيه هتضربني مثلا ؟
هز رأسه نافياً وغمغم بصدق:
-لأ طبعا مش هضربك يا بنت الناس لأن الي يمد إيده علي واحدة أو يستقوي عليها ميبقاش راجل من الأساس بس أنا عارف أزاي هقدر أروضك متشغليش بالك يلا أسيبك وأروح أخد شور تكوني غيرتي الفستان ولا تحبي أساعدك ألقي أخر جملة غامزا بإحدي عينيه بعبث.
تطلعت له شذراً إبتسم هو بخفة وإتجه إلي غرفة الملابس وأخرج منامة بيتية وأخذها متجها إلى المرحاض مفسحاً لها المجال كي تأخذ راحتها.
❈-❈-❈
يتمدد علي الفراش راسماً علي وجهه إبتسامة عريضة فرحته لا تعوض بثمن شهرا كاملا مر وكان يشعر كأنه محكوم عليه بالإعدام مع وقف التلميذ وهو يظن أن من عشقها منذ آو وهلة كانت ستكون زوجة شقيقه يقسم أنه كان يشعر أن قلبه كاد أن يقتلع من جذوره من كثرة وجعه لكن كل هذا إختفي عندما علم أنها ليست عروس شقيقه الأكبر وهذا أهم ما يريده فهو كان يشعر كلما نظر إلى شقيقه أنه خائن بالنسبة له بسبب تفكيره بعروسه.
نهض براحة ووقف في الشرفة يردد إسمها بتلذذ:
-نايا …..
ظل يردد الإسم قليلاً إلي أن لمعت فكرة في عقله أن يعلم معني هذا الإسم الغريب ولج الي الداخل وأحضر هاتفه وبدأ يبحث عن الإسم وعلي وجهه إبتسامة عاشقة.
"هي ابنة الظبي وأحد أنواع الغزال، وهو أيضًا مأخوذ من كلمة ناي، تلك الآلة التي تتميز بصوتها الناعم عند العزف عليها. وهي على شكل أنبوبة بها ثقوب، وتحتوي على مفاتيح تغير الأصوات، ويتم النفخ فيها، وهي أحد الآلات الشرقية. وهذه الكلمة لها معنى هندي أيضًا، وهي المرأة القائدة، أو التي ترأس مجموعة من الأشخاص "
حك جبينه بخفة متمتما بحيرة:
-و يا تري بقي يا غزالتي سموكي نايا عشان عيونك الحلوة الي شكل الغزال ولا أبوكي كان راجل حبيب عشان كده سماكي نايا.
رفع كتفيه بالامبالاة وقال:
-مش مهم المهم إنك هتبقي بتاعتي أنا وبس يا نايتي.
بدون إرداة منه قبل هاتفه موضع إسمها بحب وهو يتوعد داخله أن تكون له شاءت أم أبت فهو عشقها وإنتهي الأمر…..
" الحب أصابني منذ رأيتك عينا لا أدري كيف ومتي أصبحي تسكني جوارحي هكذا ولكن أحببتك وإنتهي الأمر وستظلي أثيرة داخل قلبي يا مالكة الفؤاد "
❈-❈-❈
صعدت غرفتها بعد أن هدأت زوجة عمها وذهبت هي الأحري الي غرفتها كي تستريح بينما ظل عمها مستيقظا في إنتظار عودة شريف فهو لم يمرر ما حدث اليوم مرور الكرام.
جلست علي فراشها وقامت بنزع حجابها بشرود لتتساقط خصلاتها الحريرية أعلي ظهرها اليوم فقط قد شعرت براحة لزواج شقيقتها بآخر ذكري عابرة مرت علي خاطرها نهضت علي الفور باشمئزاز الي المرحاض تلقي ما في جوفها ما أن إنتهت غسلت وجهها بالماء البارد وجففت وجهها بالمنشفة وإتجهت الي الشرفة تقف بها قليلا لعل الهواء البارد يطفئ النيران المشتعلة داخل قلبها فهي تشعر أنها تكاد أن تختنق بسبب ما يعتلي صدرها.
❈-❈-❈
توقف سيارة شادي أمام العقار الذي يقطن به ألقي نظرة خاطفة عليها وجدها مستغرقة في نوما عميق نظر لها بإشفاق لا يود أن يقوم بإيقاظها لكن عليه ذلك إقترب منها ببطي مربتا علي ذراعها بحنان.
تململت الآخري بنوم وفتحت عينها تنظر حولها بحيرة .
إبتسم بخفة وقال:
-صحي النوم وصلنا خلاص.
تطلعت له بخجل وقالت:
-أسفة والله محستش بنفسي ونمت.
أمسك يدها التي تجاوره مقبلا إياها برقة:
-ولا يهمك يا قمر المهم تكوني مرتاحة أنتي وبس.
قشعر جسده أثر لمساته الحانية وهتفت بخجل :
-أحنا خلاص وصلنا.
أومأ ليها بإيجاب :
-أيوة وصلنا الحمد لله هنزل أنا أنزل الشنط وأديها للأمن يطلعها وأرجعلك ولا تحبي أطلعك الأول وأنزل تاني ؟
هزت رأسها نافيا وغمغمت بإرتباك:
-لأ هستني هنا.
حرك رأسه بإيجاب وترجل من السيارة وبدأ في إنزال الحقائب بعد أن أشار إلى الأمن الذين حضروا للتو لحمل الحقائب .
عاد لها بعد قليلاً وفتح باب السيارة المجاور لها ومد يده لها.
تشبست هي بيده بخجل وترجلت من السيارة برفقته أمسك هو يدها برفق وقام بإغلاق السيارة وأخذها متجهين إلى الأسانسير للصعود إلي شقتهم بالطابق الخامس.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
ما أن قام بتغير ملابسه جلس أمام التلفاز يقلب في القنوات بملل .
قامت بتغير ملابس أطفالها ووضعت كل منهم بالفراش المخصص له وغادرت الغرفة متجه الي زوجها بالخارج.
ما أن شعر بوجودها رفع رأسه متسائلاً:
-الولاد ناموا يا حبيبتي ؟
أومأت بإيجاب وجلست جواره بضجر أغلق هو التلفاز وتطلع لها بحيرة:
-مالك يا عليا سرحانة في آيه ؟
زفرت بحنق وقالت:
-مش عارفة مش مرتاحة لنورسيل دي خالص مش عجباني حساها متكبرة كده.
قطب جبينه ساخراً وقال:
-عليا أنا عارف أنتي بتحبي يوسف أخوكي قد أيه ومتعلقة به بس دي بقت مراته أكيد هيهتم بيها شوية بس إلي متأكد منه أنه إستحالة يهملك أنتي أو عهد.
رمقته بغيظ وتمتمت بنفاذ صبر :
-يا أبني أنا بقول أيه وأنت بتقول آيه أنا أه بحب يوسف جدا بس أكيد مش هغير من مراته يعني بس أنا فعلا مش مرتاحة ليها.
ربت علي ظهرها بحنان وغمغم :
-متشليش هم يا حبيبتي يرسف هيعرف يتعامل أطمني يلا هقوم أنام عشان عندي شغل هتنامي ؟
هزت رأسها بقلة حيلة وأجابت:
-تمام يلا بينا.
❈-❈-❈
بعد عناء طويل إستطاعت خلع هذا الفستان اللعين وإرتدت ترنج بيتي ذات أكمام وقامت بإرتداء إسدال الصلاة فوقه وأحكمت حجابه علي خصلات شعرها بإحكام ظلت تطلع حولها علي شئ تستطيع المدافعة به عن نفسها إلا أن وحدت ضالتها سكين صغير علي طبق الفاكهة الموضوع جوار الطعام آخذتها سريعا وقامت بتخبأتها داخل جيب إسدالها وجلست علي الفراش تطلع الي الغرفة بضجر فرغم إنبهارها بجمال ورقي الغرفة لكنها لا تري بها سوي زنزانة أسرها.
❈-❈-❈
إنتهي من أخذ حمامه وإرتدي ملابسه لكنه ظل قليلا داخل المرحاض كي لا يسبب لها إحراج أو خجل رغم أنه يشك أن سليطة اللسان هذه من الممكن أن تخجل من الأساس يدعي الله داخله ألا ينفذ صبره عليا لأنها استنفدت طاقته بالكامل.
طالع ساعته وجد أنه مكث داخل المرحاض إلي ما يقارب الساعة ونصف حسم أمره ونهض كي يخرج من المرحاض ماسحا علي وجهه عدة مرات مهدئا من روعته فهو علي يقين أن ما سيحدث الأن ما لا يحمد عقباه.
❈-❈-❈
فتح باب المرحاض وولج إلي الغرفة وجدها تجلس عاي الفراش مرتدية إسدال الصلاة إقترب منها بهدوء وقال:
-أنتي متوضية ؟
هزت رأسها نافية.
هتف هو بهدوء:
-طيب قومي أتوضي نصلي ركعتين.
كادت أن ترفض ولكن الصلاة عبادة لا يجب المساس بها نهضت بتثاقل متجهة إلي المرحاض .
بينما هو تطلع لها بنفاذ صبر وقام بفرش سجادتين الصلاة أرضا وإنتظر مجيئها.
عادت بعد دقائق بصمت تام وقف هو علي سجادة الصلاة الخاصة به بينما هي ظلت واقفة مكانها مثلما هي .
رمقها هو بعدم فهم وغمغم متسائلا:
-واقفة كده ليه يا بنتي تعالي نصلي .
إبتسمت بإستخفاف وقالت:
-وأزاي بقي القاتل ينفع يأم الناس ؟
إستغفر في سره ومسح علي وجهه بنفاذ صبر وقال:
-أولاً أنا مقتلتش حد يا بنت الناس ثانياً والأهم دي حاجة بيني وبين ربنا متخصكيش ولا تخص حد أتفضلي يلا خلينا نصلي.
تطلعت له بغيظ ووقفت خلفه بضجر وأمها هو للصلاة ويا للعجب فقد راقها صوته العذب في تلاوة القرآن الكريم.
أنهي الصلاة وألقي السلام وألتفت لها واضعا يده فوق رأسها ، إنتفضت هي كالملسوع وتراجعت للخلف ثبتها هو بيده رغما عنها وردد دعاء الزواج.
وما أن إنتهي نهضت هي بضجر ورددت ببرود:
-ممكن أعرف هنام فين ؟
❈-❈-❈
فتح باب الشقة وهتف بإبتسامة :
-أتفضلي يا عروسة .
إبتسمت بخجل ودلفت بخطي بطيئة وهو خلفها بعد أن قام بإضاءة الشقة وأغلق الباب خلفه .
ظلت تطالع الشقة بإنبهار شديد إقترب هو منها مغمغما بتساؤل:
-أيه رأيك في الشقة في حاجة مش عجباكي ؟ ايه حاجة حابه تغيريها مفيش مشكلة.
هزت رأسها نافية علي الفور وعقبت :
-لأ طبعا الشقة تحفة وكمان دي الألوان إلي بحبها ده ذوق مين ؟
إبتسم بخفة وقال :
-طيب كويس أن ذوقي عجبك الحمد لله.
عضت علي شفتيها بخجل وتمتمت متسائلة:
-ده ذوقك أنت بجد ؟
أومئ بتأكيد:
-أيوة ذوقي تحبي تتفرجي علي أوضة النوم وباقي الأوض ؟
نظرت إلي الأرض وهتفت بإرتباك :
-هو أنا ممكن أفضل في أوضة لوحدي كام يوم أتعود عليك وعلي البيت وكده ؟
هز رأسه بإيجاب وقال:
-تقدري طبعا تاخدي وقتك ومش عايزك تخافي مني لأني مش هرغمك علي حاجة زي ما سبق وقولت ليكي بس هنفضل سوا في نفس الأوضة وأطمني يا ستي أنا مش بتقلب علي السرير ها نتفرج بقي علي باقي الشقة ؟
إبتسمت بخجل وقالت :
-تمام .
أمسك يدها وقام بأخذها الي المطبخ والغرف الموجودة بالشقة وكانت غرفة النوم آخر غرفة والتي لاقت إستحسان عهد كثيراً.
ها أيه رأيك قالها بفضول شديد.
نظرت له بإعجاب وقالت :
-تحفة بجد ذوقك هايل بصراحة.
تنهد براحة وقال:
-طيب الحمد لله أنا هاخد هدومي وأخد شور في الحمام إلي برة وأنتي خدي راحتك.
أنهي جملته وأخذ ملابسه متجها إلى الخارج غالقاً الباب خلفه.
بينما هي تنهدت براحة وإتجهت إلى المرأة وجلست أمامها تقوم بفك الدبابيس الخاصة بالطرحة.
مر بعض الوقت وإنتهت من تغير ملابسها وأخذت حمام دافئ يهدأ من روعها قليلاً وما أن إنتهت قامت بإرتداء منامة بيتية ببنطال طويل وتيشيرت نصف كوم وقامت بفرد خصلات شعرها السوداء خلف ظهرها .
ظلت واقفة دقائق تفرك في يدها بخجل فمن المفترض أن تفتح باب الغرفة وتناديه .
إتجهت الي باب الغرفة بخطي بطيئة تفتح الباب بخجل وجدته يجلس بالخارج شارداً .
تحركت تجاهه ووضعت يدها علي ظهره بخجل .
ألتفت لها وتطلع إليها بإنبهار متمتماً بعدم تصديق:
-بسم الله ما شاء الله سبحان من صورك يا عهد.
عضت علي شفتيها بخجل وقالت :
-أنا خلصت تغير لو حابب تنام.
أومئ لها بإيجاب وسرعان ما ضرب علي رأسه بتذكر:
-صحيح نسيت أجيب أكل وأحنا جايين بس التلاجة فيها آكل نمشي نفسنا به أنتي أكيد جعانة؟
هزت رأسها نافية وغمغت بصدق:
-لأ مش جعانة أنا مش بتعشي أفضل لو حابب أجهز ليك أكل ماشي .
قطب جبينه بحيرة وهتف متسائلاً :
-مش بتتعشي ليه ؟
عضت علي شفتيها بخجل وقالت :
-عشان عاملة دايت.
رمقها بتفحص من أعلي رأسها لأخمص قدمها وقال:
-دايت مين حاجة سيبك من الدايت والكلام الفارغ ده أنا عايزك بطاية كده يا قلبي.
ضحكت بخفة :
-بطاية ايه بس بعد الشر المهم أجهز ليك أكل ؟
هو رأسه نافياً وقال:
-لأ مليش نفس يلا نصلي ركعتين الآول وبعدين ننام تمام ؟
هزت رأسها بإيحاب وبالفعل دلفوا الي غرفة النوم وقاموا بصلاة ركعتين يبدأو بهم آولي ليلة لهم وبعدها خلدوا الي النوم كل منهم علي جانب فراش كما وعدها مما جعلها تغمض عينيها براحة فهي قد وقعت في حب رجلاً صادقاً.
" كنت أظن أنني سأتزوج زيجة عابرة من أي رجل ، لم يختر في عقلي أني سأتزوج رجلاً صادقاً شعرت معه بالأمان من آول وهلة "
❈-❈-❈
قطب جبينه بتهكم وقال:
-أفندم هتنامي فين ؟ هو حضرتك المفروض تنامي فين ؟
زفرت بحنق وقالت:
-معرفش شوفلي مكان أنام فيه أنا مش هبات معاك في أوضة واحدة.
إبتسم ساخراً وغمغم بإستنكار:
-آنتي هبلة يا بنتي في عروسة ليلة دخلتها تقول لعريسها شوفلي أوضة أنام فيها ؟
أجابت بإستفزاز:
-أيوة أنا أوعي تفكر أو تحلم حتي إنك ممكن تقرب مني أو تلمس شعره واحدة مني فوق يا حبيبي أنا نورسيل.
رمقها بإستفزاز وإقترب منها وهو يتمتم ساخراً:
-بجد ؟ طيب وريني هتمنعيني أزاي يا هانم شاكلك عايزة تتربي من آول وجديد وأنا إلي هربيكي علي إيدي.
إقترب منها وحملها عنوة وصوت صرخاتها يشق الجدران قام بإلقائها فوق الفراش وما كاد يقترب مها إلا وحدث ما لم يكن بالحسبان.
الفصل الثالث عشر.
ألقاها فوق الفراش وكاد أن يقترب منها إلا وحدث ما لم يكن بالحسبان تفاجأ بسكينة حادة تنغرس في كف يده وتناثرت دمائه فوقها وعلي الفراش.
تركت السكين من يدها بهلع وتراجعت إلي الخلف وهي تري سيل الدماء من كف يده.
بينما الآخر جحظت عيناه بصدمة ينظر لها تارة والسكين المنغرزة بيده تارة آخري عقله لا يستعب حتي الأن ما قامت بفعله.
فاق من صدمته علي الدماء الغزيرة التي تسيل من يده إبتعد عن الفراش وقام بنزع السكين من يده المصابة باليد السليمة ضاغطاً علي أسنانه بقوة حتي لا يظهر آلمه .
ألتفت لها رامقا إياه بتوعد وتوجه إلي المرحاض باحثاً عن رباط يضمد به يده كي يوقف النزيف قليلاً.
❈-❈-❈
تطورت هي بجسدها علي الفراش وهي تنظر للدماء التي تغرق الفراش بهلع شديد تنظر إلي الدماء تارة وإلي المرحاض تارة آخري تنتظر ثورته في أي وقت عليها فهي هالكة لا محالة تعلم هذا جيداً.
❈-❈-❈
فشل في ربط ساعديه فقام بجذب كيس القطن وقام بإخراج قطعة كبيرة منه وبدأ بلفها بصعوبة بالغة فالجرح غائر والدماء لا تتوقف من السيلان ، إنتهي من وضع القطن وقام بإحضار رابط طبي ولفه أيضاً على القطن ما أن إنتهي حتي تنهد براحة نظف يده الآخري من الدماء ووقف قليلاً يتنفس الصعداء محاولا تهدئة أعصابه الثائرة يقسم أنها لو وقعت في براثنه لن يمر ما فعلته مرور الكرام فهذه الحمقاء قد تجاوزت جميع الخطوط الحمراء مسح علي شعره وفتح باب المرحاض متجهاً إلي الخارج لاحظ حالتها ونظرات الهلع تجاهه لم ينطق بحرف بل إتجه إلي جانب الفراش جوراها وتمدد بصمت تام معطيا إياها ظهره.
ظلت هي تطلع لها بخوف تنتظر ثورته لكن خاب أملها عندما وجدته لم يعيرها أية إهتمام وتمدد علي الفراش وعلي ما يبدوا من جسده الساكن أنه إستغرق في نوما عميق.
إتجهت بنظراتها إلي يده المصابة بإشفاق وجدتها مازالت تنزف بغزارة رغم أنه ضمدها نهضت من علي الفراش بحذر وإتجهت إلي الناحية الأخري من الفراش وجدته نائماً إقتربت منه بحذر تتحسس يده المصابة ولكن في لمح البصر وجدت نفسها محمولة من الارض ووضعت علي الفراش وهو يعتليها حتي باتت تشعر بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها إبتلعت ريقها برعب.
بينما هو مد يده السليم وحركها علي وجهها بخفة أسارت القشعريرة داخل جسدها وهو يراقب نظرات الخوف التي تطل من عينها إقترب من آذنها هامساً بإستخفاف:
-أيه المرة دي كنتي قايمة تموتيني ولا أيه ؟ لم يجد منها رد أكمل هو بصدق أنا مكنتش هقرب منك من الأساس يا بنت الناس ولا عمري كنت هفكر في الموضوع ده نهائي لو كنتي جيتي ليا وأتكلمتي بعقل إنك مش حابة حاجة تحصل بينا كنت هنفذ ليكي طلبك وكنت هسيب ليكي الأوضة من الأساس عشان تبقي علي راحتك لكن أنتي ضربني ده كله في عرض الحائط ورفعتي عليا سكينة عارفة لو راجل غيري لا وعايش طول عمره في الصعيد كان هيعمل فيكي أيه فيكي أيه ؟
❈-❈-❈
إبتعد عنها كي يستمع إلي ردها لكنها كانت ترتعد بخوف إقترب منها مرة آخري هامسا بفحيح:
-في العادي لو واحدة رفعت صوتها علي جوزها مش بعيد يضربها ويكسر عضمها ما بالك بعملتك السودة دي تفتكري أعمل فيكي أيه ؟ أنا مش همد إيدي عليكي ولا هخد غصبك ولا حاجة وهعدي إلي عملتيه بمزاجي يا نورسيل كأنه محصلش أقسم بربي ما هعديها هوريكي وش تاني هتندمي إنك شوفتيه.
تركها وتمدد على الفراش مرة آخري ألقي نظرة عابرة علي يده وجدها ما زالت تنزف.
زفر بضيق وإعتدل علي الفراش يشد الضماد عليها.
بينما الآخري ما أن إبتعد عنها إستردت أنفاسها الثائره من قربه المهلك ظلت تتنفس سريعاً تحاول تهدأة أنفاسها وجدته ينهض يتحسس يده .
إعتدلت هي الآخري وهتفت بحذر:
-الأفضل تروح المستشفى الجرح محتاج يتخيط.
لم يعيرها إهتمام وتمدد مرة أخرى كي ينام غير عابئاً بنزيف يده.
مر بعض الوقت إلي أن أستغرق هو في نوما عميق هذه المرة بالفعل ولكن يده مازالت تنزف بغزارة حتي باتت الضمادة كلها باللون الأحمر.
ظلت تفرك بيدها قليلاً حتي حسمت أمرها ونهضت بحذر هذه مرة وغادرت الغرفة ووقفت بالخارج تطلع حولها بتيه.
-واقفة كده ليه ؟ قالها عدي بقلق.
إنتفضت بهلع ووضعت يدها علي قلبها وألتفت إلي الخلف وجدت عدي يقف خلفها ينظر لها بحيرة .
نظرت لها شذراً وقالت:
-حرام عليك خضتني ووقعت قلبي.
إبتسم بخفة مغمغما بأسف:
-أسف بس أتخضيت لما شوفتك بره محتاجة حاجة ؟
أومئت برأسها بإيجاب هاتفة بإرتباك:
-أيوة أصل أخوك إيده أنجرحت من السكينة وبينزف جامد ورفض يروح مستشفى.
نظر لها بخفوف وركض تجاه جناح شقيقه وجده نائماً والعرق يتصبب من جبتته ويده والغطاء غارقة بدمائه .
ألتفت لها متمتماً بصدمة:
-أية الدم ده إيده مالها أتعور أزاي ؟
تهربت بنظراتها منه متمتة بتوتر:
-من السكينة.
نظر حوله وجد السكين ملقاة أرضاً بالفعل خطي بخطواته تجاهها مغمغما بحيرة :
-وأزي السكينة عورته أنا مش فاهم حاجة ؟
زفرت بحنق وقالت:
-يا أخويا مش مهم أزاي ألحق أخوك الآول بدل ما يفيص مننا رغاي زي أخوك أنا عارفة وقعتوا عليا من أنهي مصيبة.
جحظت عين الآخر بصدمة من سليطة اللسان هذه اتجه إلي شقيقه يهزه برفق حتي أستيقظ الآخر ونظر له بتيه.
تحدث عدي بلهفة:
-أنت كويس يا حبيبي ؟
حاول الإعتدال بوهن مما جعله يستند على يده المصابة وأصدر اهه عالية.
إنتفض جسد الآخري بهلع إقترب شقيقه منه بخوف يساعده في الإعتدال.
أومئ له يوسف بوهن:
-إهدي نا كويس يا حبيبي متقلقش أنت جاي ليه محتاج حاجة ؟
هز عدي رأسه نافياً وعقب:
-كنت نازل أجيب مياه من المطبخ لقيت نورسيل خارجة وعمالة تتلفت حوليها.
نهض يوسف وصاح بعنف:
-أيه كنتي ناوية تهربي يا هانم ولا أيه ؟
حاول الوصول لها لكن تشبثت في التيشيرت الخاص بعدي بهلع وهتفت بضيق:
-الحق عليا كنت بدور علي حد يلحق بدل ما تروح فيها وتريحني منك.
رمقها بصدمة وحاول مد يده السليمة كي يصل إليها لكن عاشقه عدي وهو يحاول كبت ضحكاته:
-إهدي يا يوسف دي أكيد بتهزر صح يا نورسيل ؟
رمقته بإستخفاف وقالت :
-هو إلي يشوفك أنت و أخوك ده يعرف يهزر من الأساس .
تطلع لها عدي بغيظ وإبتعد عنها مفسحا المجال ليوسف:
-وأنا إلي كنت حاجز الوحش عنك والله تستاهلي إلي يحصلك.
ما أن إبتعد عدي عنها ووجدت نظرات الشر تقطر من الآخر ركضت بهلع خارج الغرفة تطلع عدي إلي شقيقه بصدمة:
-الله يعينك يلا روح ألبس عشان نروح المستشفي.
جلس يوسف مرة آخري محركاً رأسه بنفي:
-لأ مفيش داعي.
هتف عدي بإصرار:
-لأ في داعي قوم يلا يا يوسف دمك هيتصفي وماما لو صحيك شافت حالتك دي مش بعيد يحصل لها حاجة أنت مش قادر تقف علي رجلك حتي قوم غير وهروح أجهز أنا كمان وأشوف مراتك راحت فين هستناك تحت.
أومأ يوسف رأسه بوهن فقد خارت قواه بالفعل وفي حاجة إلي شئ يساعد علي إيقاف الدماء.
❈-❈-❈
خرج عدي من غرفة شقيقه يبحث عنها بعينيه لم يجدها دلف إلي غرفته وقام بتغير ملابسه وغادر الغرفة متجهاً إلي الأسفل بحثاً عنها بأرجاء القصر بالأسفل لكن لم يجدها أستمع إلي صوت هامس يأتي من أسفل طاولة .
قطب جبينه بحيرة واتجه إلى الطاولة جالساً القرفصاء ورفع مفرش السفرة وجد هذه المعتوها تجلس أسفلها.
هتفت بهمس:
-أخوك فين ؟
هتف بهمس مماثل:
-بيغير هدومه ونازل ونصيحة متطلعيش بدل ما يولع فيكي.
رمقته بغيظ وهمست:
-هو أنا كنت عملت أيه يعني ؟
إبتسم ساخرا وأجاب بهمس وهو يشير إلي ذراعه :
-أقطع دراعي من هنا أن ما كنتي أنتي الي عورتيه بس علي فكرة أنتي غلطي.
قطبت جبينها بعدم فهم وهتفت بخفوت:
-غلط في أيه مش فاهمة ؟
أجاب بتوضيح:
-أولاً كان ممكن تخليه يروح الدكتور أو تضمدي ليه أنتي الجرح مش تخرجي تدوري علي حد حتي لو كان أنا أو ماما ده إلي ضايق يوسف منك حتي لو مش أنتي إلي عورتيه الفكرة أنه مش بيحب حد يقلق حد عليه وخصوصاً ماما فهمتي ؟
ردت بدفاع:
-أنا كنت بحاول أساعده.
أومئ بإيجاب :
-عارف بس الطريقة نفسها معجبتش يوسف فهمتي يوسف طول عمره من وهو صغير كان يتعب ويفضل متحمل الآلم وساكت أكمل بحزن من وقت موت بابا وهو شايل المسؤلية كلها فوق كتافه الشغل ودراسته لأن بعد وفاة بابا عمي إستقل بنصيبه ورفض يدير نصيبنا لكن تخيلي أنتي واحد عنده ١٥سنة يدير شركات بالحجم ده إلي كانت أصلا أسهمها في النازل بعد فض الشراكة وسبحان الله قدر يكبرها وسدرس ويجلس باله مننا وكما دراسته بره كمان متفتكريش إلي وصل ليه يوسف ده سهل لا ده صعب جداً دفع تمنه سهر وتعب وضغط أعصاب وإضطر يبيع دهب ماما وعربيتها وأكتفي بعربية بابا وبس ومشي الخدم عشان يقدر يوفر سيولة للشركة يوقفها علي رجليها من تاني سنة كاملة كانت بمثابة المؤبد ليوسف تنهد بحزن رغم أنه كان صغير لكن كان يريد بعينه مدي مأساة شقيقه الأكبر إستمع إلي صوت هبوط أحدهم من علي الدرج إبتعد سريعاً متمتما بخفوت لما نمشي أطلعي أوضتك بسرعة سلام.
إعتدل واقفا وجد شقيقه يترجل الدرج ذهب تجاه بقلق.
تطلع يوسف حوله متمتما بتساؤل:
-عدي هي فين ؟
أشار له بعينيه إلي طاولة الطعام وهتف بمكر:
-مش عارف الصراحة خلينا بس نروح المستشفي ولما نرجع هنلاقيها ظهرت .
أومأ يوسف برأسه بصمت وتحرك برفقة شقيقه متجهين إلي الخارج.
تنهدت براحة عندما وجدتهم غادروا وصعدت إلي الغرفة مرة آخري ألقت نظرة عابرة علي الغرفة بإمتعاض تطلعت إلي الساعه وجدت أن آذان الفجر قد أوشك علي الأذان حسمت أمرها وبدأت في تنظيف الغرفة وتغيير مفرش السرير والغطاء بعد أن وجدت في المرحاض دولاب مخصص للأغطية والمفارش.
رمقت الطعام بإشتهاء فهي تتجور جوعاً لكن من المؤكد أنه قد يكون فسد فهم في فصل الصيف جلبت تفاحة من طبق الفاكهة وظلت تتناولها بشراهة من كثرة جوعها.
بعد قليل آذن الفجر قامت من مكانها وتوضئت وقامت بصلاة الفجر وبعد أن إنتهت خلعت إسدالها وإكتفت بما ترتديه أسفله فهو ترنج ذات أكمام لمت شعرها بكعكة بسيطة ووضعت الكابتشو الخاص بالترنج فوقه وتمددت علي الفراش وثوان وإستغرقت في نوما عميق .
❈-❈-❈
تحسس رباط يده أثناء عودتهم من المشفي بضيق تحدث عدي متسائلاً:
-مالك الجرح تعابك ؟
هز يوسف رأسه نافياً وقال:
-لأ كويس بس مكنتش حابب أخيطه.
أومئ عدي بتفهم:
-ده كان الأفضل أنه يتخيط الجرح كان كبير فعلاً.
تنهد يوسف بقلة حيلة:
-تمام.
مط عدي شفتيه بحذر وقال:
-ممكن متزعلش من نورسيل هي كانت خائفة عليك وبتدور علي حد يلحق أقولك علي حاجة هي أه شكلها عصبية ومجنونة بس واضح أوي أنها هبلة.
قطب يوسف جبينه بعدم فهم:
-هبلة أزاي ؟
أجاب عدي بتوضيح:
-يعني من الناس الي بيضحك عليها ويلعب عليها بأي كلمتين فهمت .
أومئ مؤكداً:
-ممم وقصدك بالكلمتين دول شريف إبن عمها الي مش طايقني من الأساس صح ؟
إبتسم عدي بإيجاب:
-صح خلينا في المهم هتقول أيه لماما لما تشوف الجرح.
ردد يوسف بهدوء:
-هقولها إلي حصل يعني بقشر تفاحة إيدي أتعورت.
ضحك عدي بخفوت:
-تمام.
❈-❈-❈
وصلت سيارة عدي وولج إلي القصر ترجل من السيارة وكذلك يوسف صعدوا إلي غرفهم.
ما أن دلف يوسف إلي غرفته وجدها نائمة كالملاك البرئ تطلع إلي يده وإبتسم ساخرا فأي ملاك هذه بعد ما فعلته به.
تنهد بقلة حيلة واتجه إلى غرفة تغير الملابس وأستلقي جوارها هو الآخر بعد أن ظل يتطلع لها قليلاً يتأمل ملامحها الساكنة.
❈-❈-❈
تملمت في نومها آثر ضوء الشمس الذي سلط علي عينها تقلبت إلي الطرف الآخر وفتحت عينها وجدت هذا النائم جوارها ظلت تتأمل ملامحه الرجولية الجذابة بخجل مدت يدها تتحسس وجهه برقة إسيتقظ هو علي حركة يدها لكن ظل مغمضا عينه مستمتعا بلمسات يدها العذارء رغم أن تزوج مرتين إحداهما كانت بعد قصة حب طويلة لكن لما يشعر بهذا الإحساس من قبل قط.
إعتدلت علي الفراش بحذر تتأمل ملامحه عن قرب تود أن تحفظ ملامحه بداخل قلبها ثوان وفتح عينه وإنقلب الوضع بدل أن تشرف هي عليه أصبحت هي أسفله وهو من يشرف عليها مرددا بمكر وهو يقبل يدها برقة:
-آول مرة أعرف أني حلو أوي كده ؟
عضت علي شفتيها بخجل ورغرغت أعينها بالدمع وقالت:
-أسفة لو كنت ضايقتك.
إبتعد عنها وجلس قابلتها ماسحا دموعها برفق وغمغم معاتبا:
-ومين قالك أصلا أني أضايقت ؟
قطبت جبينها بعدم تصديق وتسألت:
-يعني أنت مزعلتش عشان صحيتك ؟
هز رأسه نافياً وقال متمتما بخبث :
-هو فيه صحيان أحسن من كده يا قطتي إيد زي حتة الكريم كراميل تصاحيني ؟
إبتمست بخجل ونهضت متهربة متمتمة وهي تركض خارج الغرفة:
-أنا هقوم أصلي وأحضرلك الفطار .
ضحك بخفة وقال:
-ماشي يا ست عهد إهربي براحتك مسيرك تيجي تحت إيدي.
أنهي جملته ونهض هو الآخر متجها إلي المرحاض الذي بالغرفة فإن من المؤكد زوجته دلفت إلي الآخر قام بالوضوء وما أت خرج وجدها قد عادت وإرتدت إسدال الصلاة وتقف في إنتظاره إبتسم بخفة ووقف أمامها يأمها وبداخله شعور بالراحة والسكينة لم يشعر بهم من قبل يشعر أن ستأخذ بيده إلي الجنة….
إنتهوا من الصلاة وذهبوا إلي المطبخ كي يعدوا طعام الإفطار وهو يساعدها ويخرج لما ما تحتاجه.
❈-❈-❈
تقف أمام المقود تقوم بإستخراج البطاطس من الزيت بعد أن قامت بتصفيتها جيداً وقامت بوضعها علي مناديل.
بينما يقف هو مستندا بجسده علي جدار المطبخ وهي. يشاهدها تتحرك بخفة وهي تعد الإفطار .
علبه فضوله وهتف متسائلاً:
-تعرفي إنك مكنتش متوقع إنك بتعرفي تطبخي أصلا كنت فاكر أني هتجوز بنت دلوعه بتاع مامي وبابي وخلاص.
وضعت ما بيدها وألتفت له وأجابت …..
❈-❈-❈
طرق علي باب الغرفة جعلها تفيق من غفوتها إعتدلت بوهن وألقت نظرة جوارها وجدته يغط في ثبات عميق .
زفرت بضيق وهزته بعنف ولم تنتبه أنها يده المصابة مما جعل الآخر ينتفض ويصيح بألم…..
الفصل الرابع عشر
إنتفض بآلم وصاح بها وهو بتفحص يده :
-يخربيتك يا شيخة إيدي أيه عميتي ؟
زفرت بحنق وردت :
-أعمل أيه إن شاء الله الباب بيخبط ماخدتش بالي من إيديك الي متصابة.
رمقها بغيظ ونهض متجهاً الي باب الجناح الخارجي قام بفتحه وجد والدته تقف علي الباب وخلفها إحدي الخدم وعلي وجهها إبتسامة فرحة لكن إنمحت ما أن رأت يده المضمدة .
شهقت بفزع وهتفت برعب وهي تمسك يده تتفحصها:
-إيدك مالها يا حبيبي أيه الي حصلك ؟
ربت علي ظهرها بيده السليمة متمتما بحنان:
-متقلقيش يا أمي أتعورت وأنا بقطع الفاكهة جرح صغير أطمني .
تطلعت له بتشكك وقالت:
-الجرح صغير بجد ولا أنت بتضحك عليا عشان تثبتني وخلاص ؟
إبتسم بخفة وقال :
-لأ بتكلم جد يا حبيبتي أطمني .
تنهدت براحة وعقبت :
-طيب الحمد لله إقتربت منه هامسة في أذنه بحنان أيه أخبارك أنت وعروستك يا حبيبي ؟
هتف بهمس مماثل:
-بخير يا ست الكل أطمني.
تنهدت براحة وتراجعت للخلف وهي تشير الي الخادمة أن تدخل الإفطار.
رفع هو يده مشيراً لها أن تتوقف متمتما بهدوء:
-خليها تنزل الفطار يا أمي هنزل أنا ونورسيل نفطر معاكم.
قطبت جبينها بإستنكار وقالت:
-لأ طبعا أنتوا لسه عرسان هتفطروا معانا فين !
رد هو بإصرار :
-أمي حبيبتي ريحي نفسك من المجادلة هننزل نفطر معاكم.
تطلعت له بقلة حيلة :
-أمري لله طول عمرك عنيد زي أبوك الله يرحمه طالما قال كلمة خلاص يلا هنزل أنا وحصلنا براحتكم تحركت صفاء متجهة الي الأسفل تحت نظرات يوسف المترقبة دلف الي الغرفة مرة أخري بعد أن إطمئن الي هبوط والدته الدرج.
❈-❈-❈
إستيقظ من النوم بضجر أثر أشعة الشمس التي سلطت علي عينه فتح عينه بوهن وهو يشعر بألم بثائر جسده فهو بعد رحيله من المنزل بعد ما حدث بينه وبين شقيقه ووالديه بالأمس إبتعد بسيارته عن المنزل وغفي في سيارته .
حرق رقبته بوهن وبدأ في قيادة السيارة متجها الي الأرض الزراعية فهو لن يعود إلي المنزل آخر ما يريده الأن هو مواجهته مع والديه الأن.
وصل الي الأرض بعد فترة وترجل من السيارة وجلس أسفل إحدي الأشجار وعينه مسلطة عليها وهي تتحرك بخفة تعمل مع العمال.
ظل يراقبها إلى أن لمع عقله بفكرة ماكرة عزم علي تنفيذها في القريب العاجل.
❈-❈-❈
هبطت الدرج وجدت عمها مازال مستيقظ ويجلس مستندا برأسه علي عصاه ركضت تجاهه هاتفة بعتاب:
-عمي متقولش انك سهران كده من إمبارح ؟
رفع رأسه بحزن وقال:
-جولي ليا أسوي أيه يا بتي جاعد من عشية مستنظره يعاود معاودش حمدت ربنا إن مرت عمك نايمة بدل ما تتعب ولا يحصلها حاچة .
ربتت نايا علي ظهره بحنان وقالت:
-طيب النهار طلع خلاص أطلع ريح شوية أنت كمان ولو رجع هخليه يطلع ليك ؟
أومئ برأسه بإمتنان ونهض بتثاقل معقبا:
-متنسيش تكلمي خيتك يا بتي تطمني عليها.
إبتسمت بخفة وأجابت :
-أطمئن يا حبيبي مش هنسي إرتاح أنت بس.
تنهد براحة وتحرك متجها الي غرفته متمتما بالدعاء لنايا.
❈-❈-❈
تركت ما بيدها وألتفتت له مرددة بتساؤل :
-ليه بتقول كده ؟
مسح جبينه بخفة وقال :
-أكيد يعني واحدة في مستواكي وعايشة في القاهرة وخدم وحشم أكيد مش هتكون بتعرف تطبخ أقولك الصراحة كنت فاكر أني هتجوز واحدة دلوعة وهتقرفني وأنا هلبس فيها وهتقولي عايزة خدامة ونانا ومامي و…. لم يكمل جملته بل وقف يتأمل ضحكاتها البريئة.
لم تستطيع كبت ضحكاتها علي ما يقوله وخاصة مع طريقته الساخرة هذه.
توقف هو كالمسحور وإبتسامة حالمة إتخذت طريقها إلي وجهه وهو يتأمل ملامحها الجذابة وضحكتها التي زادتها جمالا فوق جمالها وعيونها السوداء اللامعة يقسم أنه لم يري في جمالهم من قبل قط.
" في سوداء عيناك أذوب بهما عشقا ، فلم يحالفني حظي أنا أري جمالا في حضرتهم من قبل ، من أين أتيتي أنتي يا صغيرتي فقد ضربتي بكل ما كان في مخيلتي بعرض الحائط"
إنتبهت الي تحديقه بها توقفت عن ضحك ووجها أحمر كثمرة الكريز الناضجة عضت علي شفتيها بخجل وغمغمت بأسف :
أسفة والله علي ضحكي بس غصب عني طريقتك كان صعب مضحكش عليها.
إبتلع ريقه بصعوبة وتفاحة أدم تتحرك داخل حلقه صعودا وهبوطا من هيئتها المغرية هذه حمحم وهتف بصوت أجش ورائه الكثير :
-مفيش مشكلة .
إبتسمت بخجل وقالت :
-أجاوبك بقي علي سؤالك اه أنا مدلعة وفوق الوصف كمان بس في خطوط حمرا ليا وعارفة ان زي ما ليا حقوق وجبات رغم أن عندنا خدم بس ماما هي الي بتعمل لينا الأكل بإيدها دايما لأن بابا الله يرحمه مكانش بيرضي يأكل الا من إيدها وبس وهي الي علمتني وعلمت عليا أختي كمان الطبخ غير كمان متعودين ننضف أوضتنا يومياً وفي أوضة كل واحدة مننا غسالة كنا بنغسل هدومنا فيها .
إبتسم بإعجاب وغمغم :
-ما شاء الله واضح أن والدتك دي ست عظيمة.
أومأت بإيجاب وهتفت بإبتسامة حالمة:
-أعظم أم في الدنيا كلها هي وأبيه يوسف تعبوا علشانا كتير أوي عارف أنا ساعات بحس أبيه يوسف أبويا مش أخويا تعرف أني وافقت عليك لما أبيه يوسف واقف عليك لأني واثقة أن عمره ما يضرني .
ضحك بخفة وقال:
-أنا كده هبدأ أغير من يوسف علي فكرة .
ردت بعفوية :
-تغير منه ليه هو أخويا وليه مكانته في قلبي وأنت جوزي وليك مكانة غير.
إبتسم بإتساع وعقب :
-بجد يعني أنا بقي ليا مكانة في قلبك ؟
عضت علي شفتيها بخجل وهتفت متهربة :
-أنا خلصت وهخرج الفطار حملت طبقين سريعا وغادرت الي الخارج.
وقف متنهدا وضع يده علي قلبه الذي ينبض بعنف معقبا بشرود :
-بتدق ليه تاني ما بلاش أنت مش قد كسرة قلب تاني.
هز رأسه بقلة حيلة وحمل طبقين هو الأخر وخرج خلفها ووضعهم علي السفرة.
أكملوا وضع الطعام علي السفرة وجلسوا سوياً يتناولوا الطعام وهم يتحدثوا سويا ليكتشفوا بعضهم البعض رويداً رويد….
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
أغلق الباب خلفه ودلف إلى زوجته المصون وجدها إستغرقت في النوم مرة آخري .
إبتسم ساخراً وهو يتأمل ما ترتديه هامساً داخله :
-متجوز الشويش عطية وأنا معرفش صبرني عليها يارب.
جلس جوارها و هزها برفق بيده السليمة .
تملمت الآخري وفتحت نصف عين متمتة بضجر:
-عايز أيه مني ؟
زفر بحنق وقال متهكماً :
-عايز أيه ؟ في واحدة تقول لجوزها عايز ايه ؟ يا بلوة حياتي؟
قلبت عينيها بضجر وقالت :
-إستغفر الله العظيم يا أما تقول عايزني في أيه أو تسبني أكمل نوم.
تنهد بنفاذ صبر وهتف بضيق:
-قومي يلا عشان نفطر .
رغم أنها تتضور جوعغا لكن أجابت نافية :
-لا شكراً مش جعانة.
قلب عينيه بضجر وعقب :
-مش مهم تبقي جعانة قومي كلي أي حاجة يلا عشان عدي وولدتي مستنيا علي الفطار .
تطلعت له بحنق وإعتدلت وهي تفرك في عينيها بنوم .
هتف هو محذراً:
-ياريت تلمي الدور تحت بلاش الشويتين بتوعك دول تحت أمي خط أحمر سمعاني إيدي أتعورت أزاي أتعورت وأنا بقطع فاكهة سامعة.
ردت بإستفزاز:
-ليه يا بيضة مكسوف تقول ليهم أني انا الي عورتك وعلمت عليك خايف تبقي هيبة كبير العيلة في الأرض ؟
ما كان رده إلا أن تطلع لها بإستحقار وبصق في وجهها متمتما بإشمئزاز:
-حقيقي مش عارف فين التربية إلي أتربتيها بس تعرفي أنتي كنتي تستاهلي تتجوزي الي إسمه شهاب ده أكمل جملته ونهض متجها الي المرحاض صافعا الباب خلفه بعنف..
تطلعت هي في أثره بضيق ومسحت وجهها بإشمئزاز هاتفة بحقد :
-ضافر شهاب الله يرحمه بعينتك يا حقير.
❈-❈-❈
وقف في المرحاض أسفل المياه الباردة لعلها تهدأ من غليان قلبه فهو يود أن يخرج الأن ولا يتركها الي وهي جثة هامد علي ما تفوهت به هذه الحمقاء تطلت الي يده المصابة فهو يبعدها عن مجري المياة حتي لا يبتل الجرح زفر بحنق فهذا ما كان يتنظره.
أنهي حمامه وأغلق المياه وإرتدي برنص الإستحمام الخاص به وغادر المرحاض متجها الي غرفة الملابس كي يرتدي ملابسه غير عابئاً بالتي ما زالت تجلس علي الفرش وتنظر له بحقد.
❈-❈-❈
إرتدي ملابسه البيتية المكونة من بنطال رياضي أسود يعلوه تيشيرت رمادي.
خرج من غرفة الملابس وجدتها تحلس كما هي هتف أمرا دون أن ينظر لها:
عشر دقايق وتكوني قدامي تحت أقسم بربي لو أتأخرتي دقيقة واحدة هطلع وأكون مجرجرك لتحت سامعة ؟
لم يستمع منها رد ألتفت لها وصاع بعنف:
-أتخرستي دلوقتي سمعتي قولت ايه ؟
تطلعت له بضيق وأجابت :
-سامعة.
رمقها ساخراً وقال :
-ولما أنتي سامعة قاعدة مكانك بتهببي أيه ؟ أخلصي قومي.
نظرت له شذراً ونهضت متجه الي المرحاض بصمت تام.
مسح هو وجه بضيق وقام بإحضار سجادة الصلاة وقام بفرشها أرضا وصلي فرضه وما أن إنتهي قام بطيها ووضعها جانبا تزامنا مع خروجها من المرحاض لم يعيرها إهتمام وغادر الجناح متجها الي الأسفل تطلعت هي في آثره بضيق تود أن ترمي بأوامره بعرض الحائط لكن عليها أن تنتظر قليلا فستنتهي منه في القريب العاجل.
❈-❈-❈
هبط الدرج بخفة وجد والدته تتحدث في الهاتف وما أن علم هوية المتصل.
تحرك بخطي سريعة تجاهها وخطف منها الهاتف متمتما بحنان:
-ألو أيوة يا عهد أخبارك أيه يا حبيبتي أنتي بخير ؟ شادي كويس معاكي ؟
تنهد براحة وهتف محذر:
-ماشي يا حبيبتي خدي بالك من نفسك ولو احتاجتى حاجة كلميني وهاجي أنا وماما ليكي بكره بإذن الله مع السلامة يا حبيبتي سلامي لشادي في رعاية الله.
أغلق الهاتف وأعطاه الي والدته وجلس جوارها مغمغا بتساؤل:
-عدي فين ؟
ردت بتوضيح:
-كان بيعوم شوية ولسه طالع يجهز للشغل.
أومئ لها بصمت .
ربتت هي علي ظهره بحنان وقالت:
-أنت أخبارك أيه يا حبيبي ؟ عامل أيه مع مراتك باين عليها طيبة وبنت حلال.
ضحك ببلاهة علي حديث زوجته فهي تقصد من بحديثها هذا زوجته المصون كما أنتي طيبة يا والدتي لا تعلمي أنها من قامت بجرح يدي.
قطبت صفاء جبينها بحيرة:
-مالك يا حبيبي بتضحك علي ايه ؟
هز رأسه نافيا وقال:
-مفيش حاجة يا ست الكل أطمني كله تمام الحمد لله.
تنهدت براحة وقالت:
-الحمد لله.
تطلع الي ساعته وهو يتوعد لها أن يصعد وينفذ تهديده لكن وجدها تهبط الدرج برفقة شقيقه.
إقترب عدي منهم هاتفا بمرح:
-لقيت العروسة مكسوفة تنزل جبتها معايا.
إبتسمت صفاء بحنان وهي تشير لها أن تجلس جوارها .
إقتربت الأخري علي مضض وجلست جوارها في المنتصف بينها وبين هذا المدعو زوجها.
ربتت صفاء علي ظهرها بحنان وعقبت معاتبة :
-مكسوفة ليه يا بنتي بس ده بيتك وأحنا أهلك خلاص .
إبتسمت بإقتضاب ولم تعقب علي حديثها.
إنتشلهم من هذا الحوار العميق عدي هاتفا بمرح:
-أنا جعان يا بشر يلا نفطر.
ضحك الجميع بخفة ونهضوا الي السفرة ترأس يوسف السفرة وعلي يمينه والدته ويجاورها عدي بينما إختارت نورسيل أبعد مقعد كي تجلس عليه لكنه هتف أمرا وهو يشير علي المقعد الذي علي يساره:
-تعالي أقعدي هنا.
زفرت بحنق ونهضت تجلس جواره بصمت تام.
بدأ الجميع في تناول الطعام بإستثناءها هتفت صفاء بحنان:
-كلي يا حبيبتي يلا أحنا قولنا ايه ده بيتك وأحنا أهلك.
كأنها كانت إشارة لها فبدأت تتناول الطعام بشراهة فهي تكاد أن تموت جوعا.
لاحظ يوسف هذا وإبتسم داخله علي هذه الطفلة المختلة فهي تصرفات بعقل طفل ولكن بجسد أنثي مكتملة الأنوثة.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
أنهت مكالمتها مع شقيقها وألتفت إلي شادي هاتفة بإبتسامة:
-أبيه وماما بيسلموا عليك .
إبتسم بهدوء وقال:
-الله يسلمهم.
هتفت بإحراج:
-هما هيجوا يزورني بكره بعد إذنك طبعا.
رد بترحاب:
-ينوروا طبعا في أي وقت يا عهد ده بيتك يا حبيبتي.
إبتسمت بخجل وصمت لكن أكمل هو معقبا :
-أيه رأيك نقوم نخرج نتمشي شوية ونشتري شوية حاجات للبيت ونتغدا بره ؟
صقفت بحماس وقالت:
-موافقة طبعا.
❈-❈-❈
إنتهوا من تناول الإفطار وهتفت صفاء بحنان موجهة حديثها الي نورسيل :
-تحبي تشربي أيه يا حبيبتي شاي ولا قهوة ولا عصيرة.
تمتمت بإحراج:
-ممكن لبن بالشكولاته ؟
ألتفت لها بعدم تصديق مما تفوهت به هل ما سمعه حقيقي أم يتوهم.
لكن لم يمرر عدي ما قالته وغمغم مازحا :
-يا صغنن لسه بتشربي لبن ؟
رمقته بغيظ ولم تتحدث.
عقبت صفاء موبخة :
-بطل هزارك البايخ ده يا عدي نورسيل ليه مش واخدة علي طريقتك وممكن تزعل.
هتف عدي ببراءة وهو ينظر تجاه نورسيل :
-هتزعلي بردوا مني يا نورسيل ؟ أنا بهزر معاكي.
زفرت بحنق وقالت:
-ربنا ما يجيب زعل .
ألتفت يوسف إلي عدي وهتف محذرا :
-بطل الرغي بتاعك وقوم يلا شوف شغلك وعلي الله أرجع ألاقي غلطة يومين وراجعلك.
قطب عدي جبينه بحيرة وقال:
-هتنزل أزاي وإيدك ؟
غمغم يوسف بملل دي إيدي الشمال وأنا بكتب باليمين يا فصيح علي أساس فطرت أزاي قدامك.
أردف عدي بخبث :
-اه والله عندك حق مجتش في بالي دي بس ياريتها كانت إيديك اليمين حتي كانت المدام تأكلك.
رمقه يوسف عدي متوعدا وقال:
-قوم روح الشركة يا خفيف لهخليك تاخد أجازة فعلا بس أجازة مرضية ها أيه رأيك ؟
نهض عدي علي الفور رافعا يده لأعلي بإستسلام :
-لأ يا سيدي علي أيه أروح علي رجلي أحسن يلا سلام عليكم.
رد البقية عليه السلام .
هتفت صفاء بإبتسامة:
-عدي ده مشكلة .
إبتسم يوسف بهدوء وقال:
-بكره يعقل أنا هروح مكتبي يا أمي خليهم يبعتوا ليا القهوة.
أومئت والدته بإيجاب.
غادر يوسف ولم يتبقي سوي هي ونورسيل التي تطلع حولها بملل.
تحدثت صفاء بحنان:
-يلا يا حبيبتي نروح المطبخ نوصيهم علي القهوة واللبن بتاعك وناخد جولة في البيت تتعرفي عليه ؟
هزت نورسيل رأسها بإستلام فهي لا تمتلك خيارا أخر بدلا من هذا الملل الذي تشعر به.
نهضوا سوياً وأخذتها الي المطبخ وقامت بطلب القهوة والحليب وبعدها آخذتها في جولة في أرجاء المنزل .
فور أن إنتهوا عادوا الي المطبخ وطلبت صفاء منها أن تأخذ القهوة الي زوجها.
لم يكن لديها خيار للرفض حملتها علي مضض متجهة بها الي خارج وبداخلها تتمني لو أن تقوم بكبها قوق رأسه.
.
الفصل الخامس عشر
إمتعض وجهها وحملت فنجان القهوة علي مضض .
هتفت صفاء بحنان:
-يلا يا حبيبتي ودي القهوة لجوزك في المكتب وبعدين تعالي نقعد سوي في الجنينة.
زفرت بحنق وقالت:
-حاضر.
إتجهت صوب مكتب زوجها طرقت الباب علي مضض آذن هو لمن بالخارج بالدخول.
دلفت المكتب وجدته يطالع حاسوبه الخاص ولم يرفع رأسه حتي لمعرفة هوية الطارق.
خطت تجاه المكتب وقامت بوضع الصينية بعنف مما جعل بعض قطراتها تتناثر علي ملابسه.
إنتفض كالملسوع كي يعنف تلك الخادمة التي تجرأت علي فعل تلك الحركة الحمقاء وجدها زوجته المصون.
إبتسم ساخراً وجلس مرة أخري هاتفا بإستفزاز:
-أيه الرضا ده كله جايبة ليا القهوة بنفسك يا روحي ؟
جحظت عين الأخري وهتفت بغيظ :
-طلعت روحك يا بعيد عشان أخلص منك أمك إلي قالتلي اجيبها.
رمقها بضيق وقال:
-آفندم أيه أمك دي إسمها والدتك يا هانم.
وضعت يدها بخصرها وهي تتراقص هاتفة بإستفزاز:
-دي طريقتي إذا كان عاجبك.
غمز لها بإحدي عينيه بخبث وقال:
-لا الصراحة رقصك حلو علي فكرة.
أشتعلت وجنتيها بخجل وتمتمت بضيق:
-أنت قليل الأدب علي فكرة.
ضحك الأخر بآعلي صوته وجلس علي مقعده واضعا ساق فوق ساق هاتفا بثقة :
-يا روحي أنا كده في قمة الإحترام معاكي أكمل كلامه بخبث لكن لو عايزة تشوفي قلة الأدب أنا أكتر من مستعد.
تطلعت له بغيظ ودبت علي الأرض بقدميها وما كادت أن تغادر الغرفة الي وإلتوي كاحلها ووقعت فوق الآخر الذي تلقفها داخل أحضانه وعلي وجهه إبتسامة ماكرة.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
نهض من مكانه وإتجه صوبها وهو يرتب أفكاره فيما سيخبرها به.
إمتعض وجهها هي ما أن رأته يقترب منها إنشغلت فيما تفعله وركزت أنظارها أرضا.
إقترب هو منها مغمغما بتساؤل:
-أخبار والدك آيه دلوجيت يا حنين ؟
لم ترفع رأسها حتي وأجابت ببرود:
-كويس الحمد لله .
لم تعجبه طريقة تجاهلها لكن هتف بإصرار :
-طيب جولي ليه أني هاچي أشرب الشاي معاه بكره بعد صلاة العشاء بالإذن.
ألقي جملته وتحرك من أمامها تاركاً إياها تنظر في آثره بضيق فهي أصبحت بفضل شقيقة الحقير أصبحت تمقط جنس أدم بأكمله.
❈-❈-❈
جحظت عين الآخري من وضعها وهي تقع بداخل أحضانه بهذا الوضع المخزي حاولت أن تنهض لكن خانتها قدمها ووقعت مرة أخري داخل أحضانه .
إبتسم الأخر بإتساع وقال:
-شوفتي حتي رجليكي مش عايزاكي تبعدي عن حضني.
رمقته بتهكم وهتفت بألم:
-وسع كده خليني أقوم .
إبتسم ساخراً وقال:
-أوسع أروح فين بس أنتي الي واقعة في حضني مش العكس.
نظرت له شذرا وحاولت النهوض مرة آخري ولكن لم تسعفها قدمها وتأوهت بألم.
هتف بحنان وهو يرتب علي ظهرها:
-ممكن تهدي عشان أشوف رجلك ؟
تطلع له بضيق وظلت ثابتة ضمها هو داخل أحضانه وأنحني بجسده يحرك قدمها المصابة براحة يده السليمة.
رغم الألم الذي تشعر به في قدمها لكن إختفي هذا من قربه المهلك ورائحته النفاذة التي باتت تستنشقها بضراوة والقشعريرة التي تسري بكامل جسدها من حركات يده الخبيرة علي ساقها.
بعد دقائق عاد إلى الخلف زافراً بوهن :
-جربي تقومي كده تمشي عليها .
نظرت له بتوتر ونهضت مستندة علي المكتب ولكن وجدت قدمها عادت لوضعها الطبيعي كأنه لا يوجد بها شئ.
ألتفتت له بعدم تصديق وغمغت متسائلة :
-أنت عملت فيها أيه ؟
إبتسم بخفة وأجاب:
-سر المهنة يا ستي المهم أنها خفت.
أومئت بإيجاب وتحركت مغادرة دون أن تلقي عبارة شكر واحدة.
أمسك هو يدها على حين غفلة وأوقعها داخل أحضانه مرة الآخري .
مما جعل الآخري تصيح بجنون:
-ممكن تسيب إيدي أيه إلي عملته ده ؟
ضم خصرها بتملك حتي لا تحاول النهوض وهتف ماكرا :
أصلك يا روحي نسيتي تشكري جوزك حبيبك.
رمقته بإستخفاف وقالت:
-نعم يا أخويا أشكرك علي أيه إن شاء الله ؟
ضم حاجبيه بإستنكار:
-تصدقي بالله الي يشوفك ميقولش إنك متخرجة من إعدادية حتي أيه بنتي لسانك ده ؟
قلبت عيناها بضجر وغمغت بملل:
-والله محدش ضربك علي إيديك عشان تتجوزني ووسع بقي خليني أقوم بلاش إيدك التانية توحشك.
إبتسم ساخرا وقال:
-مفيش سكينة معاكي.
لمعت عيناها بمكر وعلي حين غفلة كانت يده اليسري بين أسنانها.
مما جعل الأخر يصرخ بألم ويفك أسرها تركت هي يده من بين أسنانها و نهضت سريعا تركض خارج الغرفة.
تحسس هو يده الأخري بآلم وهو يري أسنانها الظاهرة بوضوح في راحة يده.
ضغط علي أسنانه بقوة ونهض هو الآخر راكضا خلفها متوعدا لها بأشد العقاب.
❈-❈-❈
في الخارج تجلس صفاء برفقة عليا وأحفادها فهي حضرت للتو كانوا يتحدثون سويا الي أن قطع حديثها فتح باب المكتب وخروج نورسيل منه وهي تركض بفزع.
تطلعوا الإثنين إلي بعضهم بقلق وهتفت صفاء بلهفة:
-مالك يا بنتي بتجري ليه ؟
إنتبهت لها نورسيل وتوقفت بإحراج وقالت:
-ها لآ مفيش حاجة كنت بدور علي حضرتك.
نظروا الي بعضهم بريبة وغمغمت صفاء بحيرة:
-طيب تعالي يا بنتي أقعدي معانا.
نظرت خلفها بقلق وبعدها إتجهت لهم صافحت عليا وما كادت أن تجلس الا وخرج يوسف من مكتبه كالطوفان ونظراته تقطر شر ولا تبشر بالخير إطلاقا .
صعدت هي فوق الأريكة في لمح البصر وتشبثت بصفاء بقوة تتحامي بها وسط صدمة عليا وصفاء.
إقترب منهم وحاول التماسك عندما وجدها مع والدته وشقيقته حاول تهدئة أنفاسه الثائرة ورحب بشقيقته وأطفالها :
-منورانا يا عليا أنتي وحبايب خالوا.
إبتسمت عليا بإرتباك وقالت:
-نورك يا حبيبي.
تطلع للآخري المتشبثة بوالدته هاتفا بوداعة:
-مالك يا حبيبتي واقفة كده ليه أنتي صدقتي أن في فار أنا كنت بهزر معاكي للدرجة دي زعلانة مني ؟
نظرت صفاء لعليا بحيرة ، عقب هو موضحا:
-أصل كنت بهزر معاها أن في فار في مكتبي صدقت وجت تستخبي هنا.
إبتسمت صفاء بحنان بعد أن ألتفتت إلي التي تقف خلف ظهرها وقالت:
-متخافيش يا حبيبتي تعالي أقعدي يوسف بيهزر معاكي تعالي متخافيش.
تحركت الآخري بصدمة بعد إن إستمعت الي حديث هذا الماكر وجلست جوار والدته.
جلس الأخر جوار أطفال شقيقته يداعبهم بحنان إلا أن لمحت عليا يديه هتفت بجزع :
-إيدك مالها يا حبيبي ؟
تحدث بهدوء:
-السكينة جرحت إيدي أنا بقشر الفاكهة.
أومئت بحنان وقالت:
-آلف سلامة عليك يا حبيبي.
إبتسم بحب وقال:
-الله يسلمك يا قلب أخوكي.
❈-❈-❈
إنتهت الجولة الشرائية وها هم الأن يجلسون بإحدي المطاعم المطلة على النيل من أجل تناول الغداء.
وضع هاتفه ومفاتيحه علي طاولة هاتفا بتساؤل:
-ها يا ستي تحبي نأكل أيه ؟
هتفت بخجل :
-أيه رأيك في البيتزا ؟
صمت قليلا وعقبة هي بخيبة أمل :
-لو مش بتحبها نطلب حاجة تانية.
رفع يدها الموضوعة علي الطاولة وقبلها بحنان:
-حتي لو مش بحبها هحبها عشانك .
سحبت يدها بخجل ونظرت إلي الجهة الآخري.
ضحك هو بخفة مغمغما بمزاح :
-خلاص أهدي أحمريتي كده ليه حابة البيتزا بأيه ؟
هتفت بخجل :
-أي طعم عادي بحبها بكل الأطعمة .
أومئ بإبتسامة وقال:
-خلاص هطلبها بالجمبري تمام ؟
ألتفتت وهتفت بإبتسامة:
-تمام أيه رأيك ناخدها ونروح نأكل في البيت أفضل ؟
حك جبينه بحيرة وقال:
-خلينا هنا الجو حلو ولا أيه رأيك ؟
هزت راسها بإيجاب:
-تمام مفيش مشكلة هقوم أغسل إيدي عقبال ما تطلب.
أومي برأسه بإيجاب:
-تمام.
نهضت متجهة إلي المرحاض ونادي هو إلي الجرسون وأملاها الطلب الخاص بهم وظل يقلب في هاتفه ريثما تعود.
بعد دقائق وجد يد تلتف حول عنقه بجراءة ترك هاتفه سريعا يري لمن هذا يد في من آخر المستحيلات أن تكون زوجته الخجولة عهد .
وقد صدق حدثه إنتفض كالملسوع ينظر لها بإستحقار:
-أيه الي عملتيه ده أنتي أتجننتي ؟
تحدثت الآخري بحزن:
-أنت لسه زعلان مني يا شادي ؟ أنا نهي حبيبتك.
مسح علي وجهه بعنف وعقب محذرا :
-نهي أحنا كل الي بينا كان ورقة وخلاص أتقطعت وكل واحد راح لحاله انسيني يا بنت الناس وعيشي حياتك .
هتفت بلهفة :
-بس أنا بحبك.
غمغم مصححا :
-قصدك بتحبي فلوسي تفرق أمشي يا نهي وشوفي أنتي راحة فين وخليكي بعيد عني لأن لو وقعت في طريقي تاني وقتها مش هرحمك يا نهي سامعة صاح آخر جملة بصوت مرتفع نوعا ما .
جعل الأخري ترتعد في مكانها وتتحرك سريعا مغادرة المكان بأكمله حافظا علي ما تبقي من ماء وجهها.
جلس هو مرة آخري واضعا رأسه بين كفيه فيبدو أنا باب الماضي سيظل يلاحقه.
❈-❈-❈
وقفت علي أعتاب المرحاض ودموعها أخذت طريقها علي وجنتيها وهي تري أخري تحتضن زوجها تراجعت إلى الخلف كي لا يراها .
ولجت الى المرحاض مرة أخرى وسرعان ما انهارت باكية .
❈-❈-❈
فاق من حالته عندما لاحظ تأخر زوجته بالمرحاض أشار ااي الجرسون كي يجهز لهم الطعام لآخذه معهم قام بدفع الحساب وآخذ أغراضه وحقيبة زوجته متجها إلى المرحاض بقلق فقد مر قرابة النصف ساعة ولم تعود.
ما إن إقترب من المرحاض وكاد أن يطرق علي الباب الخارجي فتح الباب وخرجت عهد منه ولكن يبدوا أنها علي غير ما يرام .
إقترب منها مغمغما بتساؤل وهو يتفحصها بعينه :
-أنتي كويسة يا عهد ؟
تهربت من النظر له وردت بهدوء:
-الحمد لله.
تنهد براحة وتطلع لها بقلق:
-طيب أتأخرتي ليه قلقتيني عليكي ؟
أجابت بهدوء :
-مفيش بس دوخت شوية ممكن نروح ؟
أومئ بهدوء وقال:
-تمام أنا وصيت علي الأكل ناخده معانا أسبقيني هجيبه وأحصلك.
هزت رأسها بإيجاب ولم تتحدث حملت حقيبتها منه وتحركت خارج .
زفر هو بضيق علي يبدوا أنها ليست متعبة ولكن رأت تلك الحمقاء برفقته لا محالة .
إتجه الي الكاشير أحضر الطعام وغادر متجها الي الخارج وجدها تقف أمام السيارة في إنتظار فتح لها الباب الأمامي .
ولجت الي السيارة وأغلق هو الباب خلفها ووضع الطعام في المقعد الخلفي وإستلقي هو في مقعد القيادة وبدأ يقود السيارة والصمت حليفهم كأن علي رؤوسهم الطير.
❈-❈-❈
في قصر المغربي علي طاولة الطعام ألتف الجميع علي السفرة بعد عودة عدي لتناول الغداء هو الآخر جلس هو علي يمين شقيقه وجواره والدته الي حوار عليا تساعدها في إطعام الصغار.
كانت تتناول الطعام غير عابئة بثرثارتهم إلي أن رن هاتفها برقم شقيقتها إبتسمت بفرحة وردت علي الفور:
-ألو أيوة نايا عاملة ايه يا حبيبتي وحشتيني عمتي عاملة أيه الحمد لله .
ما أن إستمع عدي الي إسم نايا سلط نظراته عليه وهو يستمع إلى ما تقوله وعيونه تقطر قلوبا ولم يستمع لحرف مما يقوله شقيقه من الأساس.
مما لفت إنتباه الآخر آلتفت له بحيرة وجده منصت لحديث زوجته مع شقيقتها.
ما كان منه إلا أن داس علي قدم شقيقه الذي صرخ بألم .
سلطت الأنظار له فهتف يوسف بوداعة:
-مالك يا دودي ؟ حصلك حاجة ؟
تطلعت الي نظرة شقيقه التحذيرية فغمغم بآلم :
-عضيت لساني وأنا بأكل.
ربتت والدته علي ظهره معقبة:
-معلش يا حبيبي كل براحتك.
أومئ إلى والدته وأكمل طعامه وهو يتحاشي النظر إلي شقيقه بخجل.
بينما أغلقت الأخري الهاتف وتحدثت عليا بفضول :
-مين دي يا نورسيل أختك ؟
هزت نورسيل رأسها بإيجاب.
عقبت صفاء بفضول :
-أنتي لكي أخوات غيرها ؟
هزت رأسها نافية:
-لأ نايا بس أختي الصغيرة .
هتفت عليا بدعابة:
-حلوة بقي زيك كده يا نورسيل ؟
إبتسمت بخفة وقالت:
-أحلي مني كمان .
نظرت لها عليا بعدم تصديق:
-بتهزري أحلي منك كمان ؟ كفاية عينك الزرقاء دي يا ماما أنا حاسة اني شايفة البحر فيهم.
إبتسمت نورسيل معقبة :
-هي عينها رمادي شكل القطط.
تمتمت صفاء بالتسمية :
-بسم الله ما شاء الله وأنتوا بقي شكل مين ؟ والدك ولا والدتك ؟
أجابت نورسيل بحزن:
-من الصور وكلام عمي ومراته أننا شبه ماما الله يرحمها.
تمتم الجميع لها بالرحمة وعاد إلى طعامهم.
إلي أن تحدث عدي بلهفة:
-طيب ما تعزميها تقضي معاكي كام يوم بدل ما هي قاعدة هناك لوحدها تيجي تقعد معاكي شوية .
تطلعت له بإحراج وقالت:
-بجد يعني ينفع ؟
أكيد طبعا ده بيتك مش محتاجة تسألي أو تستأذني وقت ما تحبي قولي ليا وأبعت ليها السواق قالها يوسف بصدق .
أكدت صفاء علي حديثه بإبتسامة:
-دي تنورنا والله يا حبيبتي.
تحدث عدي بلهفة:
-أنا ممكن أروح أجيبها بدل السواق .
نظر الجميع له بتعجب فهتف هو بإحراج :
-قصدي يعني عشان متتحرجش من السواق .
هتفت نورسيل بإمتنان :
-شكرا لأهتمامك بس الآول لازم أستأذن عمي لو وافق هيبعتها مع السواق بتاعنا أو شريف يجبها.
إمتعض وجه عدي وهتف بخيبة أمل :
-تمام .
❈-❈-❈
إنتهي الغداء ونهض عدي برفقة يوسف في المكتب يخبره بسير العمل.
توقف عدي عندما لاحظ نظرات شقيقه الثاقبة إبتلع ريقه وهتف متسائلا:
-مالك يا يوسف بتبص ليا كده ليه ؟
أرجع الآخر ظهره للخلف وهتف ماكرا:
-عرفتها منين ؟
قطب عدي جبينه وهتف بعدم فهم :
-عرفت مين ؟
إبتسم يوسف ساخرا وقال:
-نايا الي عينك كانت بطلع فراشات لما سمعت إسمها ؟
إبتلع ريقه بتوجس فماذا يخبر شقيقه يخبره أنه رأها من قبل وعشقها عن ظهر قلب وهو يظنها أنها عروسه أم يحاول إختراع أية كذبة تنجده من هذا المأزق…
❈-❈-❈
وضعت البيتزا في الأطباق وقامت بوضعها علي الطاولة أمام التلفاز وإعتدلت هاتفة بهدوء:
-أنا هنام محتاج حاجة ؟
أغلق التلفاز ونهض متسائلا:
-مش هتأكلي ؟
هزت رأسها نافية وقالت:
-لأ مليش نفس تصبح علي خير.
أمسك يدها وعقب متسائلا :
-أنتي شوفتيني صح ؟
خانتها دموعها مما جعل الآخر يضمها بحنان وجلس وأجلسها جواره إلي إن إستكانت داخل أحضانه وصمتت تماما.
أبعدها عنه ورفع رأسها بيده وهتف بأسف :
-ممكن بقي تبطلي عياط وأظن شوفتي أني إتخانقت معاها آول ما حسيت بيها يا عهد ؟
تطلعت له لثوان وهتفت متسائلة بحذر :
-هي دي كانت مراتك صح ؟
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
يُتبع..
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا