القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الحادي عشر بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الحادي عشر  بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الحادي عشر  بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

البارت الحادي عشر

صلوا على الحبيب


-يارا... أنا جايب أهلي وجاي أتقدملك النهاردة خديلي ميعاد مع والدك."


لو كان الوقت غير الوقت لكانت سرّت بهذا الخبر ولكنها تعلم أنه ليس حقيقي ولا تعلم أين الصواب؟ فلهذا أقامت صلاة "استخارة" البارحة وهدأ قلبها قليلا من روعه لا تعلم إلى متى ستنتهي تلك اللعبة ولكنها تثق بأن ربها دائما ما يدبر لها الخير. 


أجابته ببرود:"طيب ماشي يا عمر هقول لماما وبابا وهبلغك بالميعاد اللي تيجي فيه... مع السلامة."


كان سيتحدث معها ولكنها أغلقت الخط بوجهه استغرب من رد فعلها ولكنه مشفقًا عليها فمن التي تفرح بزواج تعلم أنه لن يكون حقيقي؟.. قلبه يؤلمه تجاه حبيبته مودة كم حبّها حقًا ويود أن يشرح لها وتسمعه ولكنها لا تجيبه وحذرته من جميع برامج التواصل الاجتماعي ويحاول الوصول إليها ويفشل بكل مرة حياته تنهار بسبب يارا؟ 


لا.... لا تفكر هكذا يا فتى أنت من عرضت المساعدة والذي حدث مع مودة فهو سوء تفاهم... هي لم تعطيك فرصة لتشرح لها ما حدث فقط ابتعدت وبسرعة وكأنك لم تكن شيئا بحياتها ! ويارا رفضت الزواج منك بهذا الشكل ولكن أنت من أصريت على أخذ تلك الخطوة... يكفي أن يوسوس لك الشيطان بتلك الطريقة... فهذا ليس أنت... عمر لا يفكر بنفسه فقط يفكر بسعادة من حوله... عمر يكون سعيدا إن رأى من حوله جميعم سعداء... ليس وقت التفكير بالنفس. 


وهنا كان السؤال"هل دفع عمر غرامة غيره وظلم نفسه؟ "


_____________________________________


دخلت عليها الغرفة ونظرت لها بصرامة:"أنا حجزت مع الدكتورة... وأخدت معاها ميعاد نروح ونخلص من البلوة دي.... ومتحاوليش يا يارا معايا تاني... الحوار اتقفل." 


اقتربت منها يارا وحدثتها بهدوء:"ماما أنا جايلي عريس النهاردة."


ضحكت رحاب باستهزاء وسخرية:"وياترى بقى عارف إنك حامل؟ "


تنهدت بوجع:"أيوة."


تسمَّرت رحاب مكانها بذهول ثم تحدثت بصراخ :"فضحتي نفسك؟... فضحتي نفسك عند مين انطقي؟؟... هو أنا مش قولت حسّك عينك حد يعرف.... وهنخلص الموضوع ده في السر... يا شيخة حرام عليكِ بقى."


ضربتها بصدرها بقوة كادت أن تختل يارا توازنها ولكن اعتدلت بسرعة ثم عاودت النظر إليها قائلة:"اللي هيتجوزني هو عمر يا ماما... عمر العريس وأنتِ عارفة إني مبخبيش عنه حاجة."


اتسعت عينا رحاب ثم اقتربت منها وصفعتها بقوة لا تعرف كيف تعبر عن غضبها الشديد:"عمر !... هتشمتي دعاء فيا؟؟!" 


يارا بضعف وهي تضع يدها على وجهها:"لا يا ماما هو مقالش لطنط دعاء حاجة بدليل إنه جايب أهله وجاي يطلب إيدي النهاردة."


رحاب بصراخ:"كمان يعني أنا عايزاكي تناسبي عيلة محترمة وليها قيمة ونروح نناسب الأشكال دي !... ها؟... أنتِ عايزة تقعدي في شقة؟ مهو هيبقى معاه شقة وواخدك حامل يعني هيبقى شايفك قليلة ولازم ترضي بأقل حاجة مهو أصل مين الأهبل اللي هيتجوز واحدة حامل !... لا طبعا... أنا مش موافقة... اتصلي بيه وقوليله ميجيش... وهتيجي معايا ننزل اللي في بطنك... أنا خلصت كلامي يا يارا."


تحدثت يارا بصوت مبحوح تحاول كتمان دموعها:"بس يا ماما أنا خايفة أعمل العملية." 


رحاب باستهزاء:"لو كنتِ خايفة فعلا مكنتيش غلطي... دي نتيجة غلطتك استحمليها بقى."


يارا بوجع أمبر:"بس أنا مغلطش...صدقيني مرة يا ماما."


رحاب بلا مبالاة:"بس بلاش رغي علفاضي أنا قولت اللي عندي."


يارا بمحاولة إقناع:"يا ماما عمر معندوش إعتراض ليه نعمل كل ده ولما المشوار قصير ليه تطوليه علينا ويبقى في خطر عليا أنا عندي أمراض ومناعتي مش قد كده ومعرفش هطلع منها عايشة ولا لا والنبي بلاش ؟"


تحدثت رحاب بوجع:"يا بنتي أنتِ عايزة تجلطيني؟.... أنا عمري ما كنت أتمنالك جوازة زي دي أبدا... دول ناس أقل مننا... أنا عايزالك شخص غني يريحك و.... "


صرخت يارا بقهر:"مش كله بيفكر بنفس طريقتك... أنا أهم حاجة عندي في الجواز إن يبقى فيه حب ومودة وإحترام متبادل بيننا وبس... ميهمنيش عيشته إيه ما دام ربنا اللي بيدبرها... ريحيني أنا يا ماما أرجوكِ وافقي على عمر... هو الوحيد اللي هيقبل بحالي." 


رحاب :"ولأنه الوحيد اللي هيقبل بحالك هتبقي قليلة في نظره وأنا ميرضينيش ده هتنزلي اللي في بطنك وهتعملي العملية."


عاتبتها بلوم:"تعرفي يا ماما إنه الوحيد اللي قولتله إني حامل ومعرفش من مين... مستناش يسمعني أو يستفسر... واساني... لإنه عارف إني مش هكدب عليه.... وواثق إني بقول الحقيقة... أنتِ الوحيدة اللي مش عارفة تصدقي إني حامل من شخص مجهول أنا معرفش حصل كده فين وإمتى و.... "


قطع حديثها رنين هاتف يارا فأمسكت به وأجابت على الإتصال كان عمر من يتصل. 


-إيه يا يارا طمنيني طنط وافقت؟ 


فتحت يارا مكبر الصوت وتحدثت معه وهي تنظر لوالدتها:"لا يا عمر وأهي قدامي أهي... مش راضية توافق عمالة أقنعها وهي مصرّة متوافقش بتقولي إنك هتعتبرني قليلة لإنك هتاخدني حامل." 


صرخت رحاب بها:"اقفلي المكالمة بطلي فضايح حد من عيلته يسمعك." 


تنهد عمر وحدثها بهدوء:"متقلقيش يا طنط أنا مش في البيت ... يا طنط أنا موافق على يارا ويارا موافقة عليا حضرتك إيه اعتراضك؟ حضرتك عارفة أخلاقي وشوفتي أنا بحترم وبعز يارا قد إيه وعمري أبدا ما هعمل اللي بتقوليه ده ولا هقلل منها لإني مش شايفها قليلة أبدا في نظري ولا عمرها هتكون قليلة يارا عزيزة وهتفضل طول عمرها كده."


أجابته رحاب بغضب:"وأنا مش موافقة يا عمر.. وهروح أنزلها القرف ده وهعملها العملية... واعملوا اللي تعملوه وانا عرّفتها لو قالت مين اللي عمل كده مش هعملها العملية وييجي يتجوزها أهلا وسهلا لكن مش راضية تقول وعملالي فيها البريئة وبتستغفلني وتقولي معرفش مين عمل كده يبقى تسكت لما أقولها هنزله يبقى هنزله مسابتليش حل تاني هي خلي الكدب ينفعها."


صمت عمر قليلا ثم ألقى بقنبلته التي أدهشتهم:"حتى لو قولتلك إن اللي في بطنها ده إبني بردو هتنزليه؟" 


اتسعت عينا يارا مما قاله وصدمت رحاب وتوقف لسانها عن العمل لدقائق.. 


ساد الصمت حتى أكمل عمر حديثه مردفًا:"أنا مش عاوز إبني يتسقط... أنا جاي أصلّح غلطتي وأتجوزها يا طنط وأظن دي حاجة مش حرام وربنا يسامحنا."


نظرت رحاب ليارا بذهول:"يعني طلعتي عارفة أهو؟... وطلع عمر أبوه ! "


لم تستطع يارا على الإجابة ولكن أجابها عمر :"أنا كنت عايزه يفضل سر بيننا وقولتلها إني هاجي أتجوزك بس حضرتك اكتشفتي وأنا كنت هاخد الخطوة دي من زمان... حضرتك مش من حقك تنزلي إبني من بطنها بالعافية أنا عايزه يتربى في وسطنا... ها يا طنط رحاب حضرتك موافقة؟ "


سمعت يارا صوت كسرة قلب والدتها تعتقد إنها خدعتها ولكنها لا تعلم الحقيقة ولن يتقدم شيئا إن علِمت بها فهي لن تصدقها.


حاولت رحاب الحديث بصوت مبحوح مهزوم وضعيف:"تعالَ يا عمر... كمان ساعة يكون شريف جيه من الشغل." 


عمر:"تمام يعني على ستة إن شاء الله... مع السلامة." 


أغلق الخط ولم يعرف لمَ فعل هذا؟ هو لم يخطئ ! 

لمَ تحمل تلك الجريمة؟ أسند رأسه للوراء وزفر زفرةً عميقة لا تبشر بقدوم الخير.. 

بقيَ يواسي نفسه أنه فعل ذلك من أجل موافقة رحاب فهي لن تصدق أنه فعل ذلك من أجل حمايتها لم يكن هناك أية خطة ثانية لتوافق لم يتبقى له إلا أن يقول إنه هو والد الطفل...هي من قالت إن علمت من أبيه ستجلبه ليتزوجها فكذب لكي توافق كان تصرف أحمقًا منه ولكنه لم يجد حلاً آخر نظر للسماء وهو يناجي ربه قائلا: 


"يارب أنا مش عارف قولت كده إزاي... بس أنت الستير يارب أستر عليها وأنا هعمل كده عشان أستر عليها وأعرف مين اللي عمل فيها كده ومتنزلش الطفل... أنا بجد نيتي إني أساعدها يارب متكرسهاش... يكفي اللي هي فيه يارب اجبرها." 


_____________________________________


-هاتوا المأذون عشان ييجي يطلق 


ركض والديه وراءه بينما يزن يطرق على الباب بقوة ويقول بصوتٍ عالٍ:"افتح يا مازن أحسنلك... افتح بدل ما أطربقها فوق دماغك." 


فتح مازن الباب وهو مبتسم وزينة وراءه تقفز من السعادة 


ابتسمت يسرى:"يا روحي... ربنا يسعدك دايما."


تركهم يزن ودخل الغرفة وحدَّث أخته بلهفة:"أنتِ كويسة؟.. كنتِ بتصرخي !... عملك إيه ؟"


مدّت زينة يدها أمامه لتريه خاتم فاخر قدّمه لها مازن بكل حب وهي البهجة على وجهها وتتكلم بسرور:


"مازن جابلي الخاتم اللي نفسي فيه يا يزن أنا مش مصدقة."


عانق يزن أخته وهو مبتسم لسعادتها ثم نظر لمازن يترقبه بابتسامة


هتف مازن بمرح:"أنا عارفه... بيبصلي كده عشان مش لاقي حاجة يهزقني بيها."


ضحك الجميع وتوجه عبد الله إلى إبنته ليعانقها أيضا ثم حدث ما لم يتوقعه أحد... لقد عانق يزن مازن... ياللهول هل رضي يزن على مازن واعتبره من فصيلة البشر!!! 


يزن:"شكرا إنك فرحتها بالطريقة دي... يا بأف."


تنفس مازن براحة :"أيوة كده يا شيخ لو كنت وقفت عند بالطريقة دي... كنت شكيت إنك يزن !"


ضحك بزن وربت على كتفه:"براءة النهاردة عشان الضحكة الحلوة دي... عارف لو زعلتها في يوم يا مازن.."


قاطعه مازن بقوله:"أزعلها إيه بس يا يزن... دنا وصلتلها بطلوع الروح وقعدت تلت سنين بحبها ومش قادر أصارحك وأدي سنة كاملة كاتبين الكتاب... أنا بعشق زينة مش بحبها...تعدى الحب حدوده من بدري معايا وبعدين في حد يزعل القمر ده؟" 


وضع يده على خصرها وجذبها إليه وهو يقول آخر كلماته فاستشاط يزن غضبًا مليء بالغيرة الأخوية.


هتفت يسرى مسرعة:"يابني بيغير عليها يابني بلاش الحركات دي قدامه." 


ضحك عبد الله قائلاً:"لولا إني أبوهم أنا كنت شكيت بحاجة بينهم من كتر حبه فيها كإنها مراته !" 


ابتعد مازن بسرعة عن زينة خائفًا من نظرات يزن التي كادت أن تحرقه وتوجه الجميع للخارج فهمس مازن في أذن زينة قبل أن ترحل من الغرفة مداعبا إياها:"ده كويس إني لقطّ بوسة قبل ما ييجي." 


ضحكت زينة محاولة كتم صوت ضحكتها


-سامعك يا قليل الأدب.


فزع كلاهما على صوت يزن الذي ألقى كلماته وهو معطيهم ظهره وأكمل سيره بكل هدوء. 


توقفت نبضات قلب مازن لدقائق ما هذا الرعب !! 


ربتت زينة على كتفه تحاول تهدئته:"اللي أنت متعرفوش إن يزن بيسمع رنة الإبرة علأرض فخد بالك بعد كده ابعتهالي واتس أرحملك."


كادت أن تخرج ولكن جذبها مازن نحوه و أغلق الباب وحاوطها بذراعيه وهو يهمس بمغازلة :"بس أنا عايز واحدة تانية."


خجلت زينة كثيرا واحمرت وجنتيها قائلة :"بعدين يا مازن... مش هينفع دلوقتي !"


تحدث مثل الطفل الصغير الذي يحاول إقناع أمه بشيء :"مليش دعوة... أنا عاوز واحدة تصبيرة كمان وبعدين أنا لسه متشكرتش علهدية !" 


اقتربت زينة منه معلنة استسلامها لحكم زوجها العزيز ولامست أنفاسها الدفيئة خداه فأبتسم مازن وأغمض عينيه مستعدا للقبلة... 


وفجأة شعر بزينة تندفع إلى صدره بجسدها بسبب فتح الباب خلفها الذي ظهر منه رأس يزن ينظر لهم بشماتة:


"سوري أصل نسينا زينة... ماما عايزاها معاها في المطبخ."


ثم مد يده وجذب أخته للخارج ووضعها تحت ذراعه وهو يمشي معها تجاه المطبخ ومازن يراقبهما وكان يسب يزن بداخله فرآه ينظر للوراء إليه ويخرج له لسانه بكيد. 


يسرى:"يابني جيبتها ليه ؟؟قولتلك أنا هخلص كل حاجة سيبها مع جوزها شوية."


وضع زينة أمام والدته:


لا هتساعدك... يلا يا زوزو ساعدي ماما ومتبقيش عاقة بريها هي اللي باقيالك مش جوزك."


ثم تركهم وذهب للخارج يجلس مع أبيه ومازن

وقفت زينة بجانب والدتها تلوي شفتاها وتكرر آخر كلماته بحنق ثم أضافت:


"بصي يا ماما بيعمل إيه ؟؟"


ضحكت يسرى قائلة:"معلش... أعذريه ده احمدي ربنا إنه رضي يجوزك أصلا !"


ضحكت زينة وهي تتذكر مواقف أخيها معها يوم عقد قرانها كم ترجاها بأن ترفض ذلك اليوم ويحاول إقناعها ومر عقد القران بمعجزة من الله فذلك اليوم وجدوا شيخًا ليعقد قرانهم بأعجوبة لأن يزن كان يجري اتصالا بالشيوخ ويلغي معهم فيضطرون بالإتصال بشيخٍ آخر وحين يستعدوا لقدومه يروا أنه لم يأتي وحين جاء شيخٌ بمعجزة بعد كل تلك المحاولات جعل يزن شخص يسرق حقيبته وظلوا ساعتين يبحثون عن الحقيبة إلى أن وجدوها وأخيرا... ولكنها لن تنسى دموعه عليها بهذا اليوم كم يحبها حقا يراها صغيرته ومسؤولة منه حينما كان عمره عشرة أعوام كانت هي ذات عامين فقط وكان كل من يرى كيف يتعامل معها يظنه والدها من كثرة إهتمامه بها وخوفه عليها من أقل الأشياء... هي تحبه وتحب مُزاحه المستمر مع مازن من أجلها وشجاره معه بكل مرة تكون مستمتعة بغيرته عليها ودعت بداخلها أن يديمه لها وعن قريب تفرح به حين يتزوج من يحب. 


_____________________________________


ذهب مصطفى إلى هدير وهي متوجهه لعملها الآخر بالسوق.. 


حينما رأته نظرت إليه بغصب ثم توجهت ناحيته هاتفة:"عاوز إيه يا أستاذ ؟"


مصطفى بتوتر:"عاوز أعتذرلك عن آخر مرة وإنك اتضايقتي مني لما دفعت الفلوس بتمنى علاقتنا تفضل كويسة." 


تنهدت هدير بتعب :"اعتذارك مقبول.... عن إذنك."


أوقفها مصطفى:"ممكن لحظة.... هي الشنطة دي حضرتك اللي عملاها؟" 


نظرت لحقيبة الكتف التي تحملها ثم أجابته:"أيوة." 


ابتسم مصطفى:"الله دي حلوة أوي... أنتِ بتعرفي تعملي شنط كروشيه !" 


ابتسمت هدير لمجاملته:"ولبس كمان... اتعلمته من والدتي الله يرحمها."


ثم خطرت ببال مصطفى فكرة :"إيه رأيك لو تنشريهم علنت ويجيلك زباين يقولولك على شكل معين وأنتِ تعمليه بشوف ناس بتعمل كده كتير وبينجحوا في المجال ده وبيتطوروا فيه أكتر."


زفرت هدير:"نت إيه بس يا أستاذ أنا معايا رصيد بالعافية... الله يخليك أنا تعبانة ومش قادرة أناهد."


أوقفها مصطفى بإلحاح:"اسمعيني بس... تعالي نجرب... مش هتخسري حاجة...أنا هنزلهالك مش هتتعبي في حاجة ممكن تديهاني أصورها."


شيءٌ ما بداخلها جعلها توافق وأعطته الحقيبة وقام مصطفى بتصويرها من جميع الجهات ثم نظر إليها وابتسم :


"هنشرها في جميع الجروبات بتاعت الأعمال المنزلية وهنشوف رأي الناس وهبلغك لو جالك زباين... وعجبهم شغلك أهي تكون شغلانة بجانت شغلاناتك التانيه ولو بتشتغلي لبس هيبقى تجارة متوسعة وبتفتحي مجال أكبر."


ثم وجد هدير تخرج وشاح من حقيبتها وهي مبتسمة:"معايا شال باخده عشان اتدفى لو سقعت وأنا في السوق... ده عملاه بإيدي بردو." 


ابتسم مصطفى وهو يقترح عليها إقتراحًا آخر :"ممكن تلبسيه وأصورك بيه؟"


-نعم ! 


هتف محاولا إنقاذ نفسه من التهمة التي وجهتها إليه بداخلها:"والله عشان أنزلك صورة بالشال وهو ملبوس هيبقى أحسن إن الناس تشوف شكله في اللبس وبعدين أنا غرضي شريف والله... وأنتِ اللي عرضتي عليا إنك بتعملي شال أنا مكنتش أعرف... هنزل صورتك بيه ولو مش حابّة هشيل وشك." 


نظرت إليه لثوانٍ:"صور الشال بس ومتجبش وشي."


-حاضر 


إلتقط بعض الصور لأكثر من هيئة لذلك الوشاح ولأن كاميرة هاتفه كانت دقيقة للغاية ومبرزة جمال الوشاح اليدوي وتفاصيل الخيوط وبعد انتهائه ابتسم لها :


"أهي الصور... تعالي نقي أنهي واحدة حبّاها تنزل هي والشنطة بردو." 


اقتربت منه وظلت تختار بين الصور وهو توتر وشعر بخفق قلبه وتسارع دقاته حين اقتربت منه بلع ريقه وهو ينظر إليها بهيام وهي لم تلاحظ نظراته إليها واختارت بعض الصور التي سيتم نشرها على برامج التواصل الإجتماعي لجلب الزبائن لعله يكون دخل زائد لها. 


ودّعها ورحل وهو يشعر بفرحة تغمره قابله شهاب وظل يتحدث معه عما حدث وصوته يهتز من كثرة سعادته ها هو الآن وجد طريقة للتحدث معها وذلك الأمر إن نجح فسوف يكون أول خطواته للإقتراب منها ومن بعدها سيعترف لها بحبه. 


_____________________________________


دخل مصطفى المنزل ورأي الخدم ينظفون البيت مستعدين بقدوم أحد ما فسأل والدته وقالت له بامتعاض أن هناك من سيأتي لخطبة يارا كونها تعلم أن مصطفى لا يعرف شيئا عن ذلك الأمر ولكنه كان يعلم فقد أخبره عمر أنه يحاول إقناع أهله بالاتيان لخطبة يارا سعيد بأن أخته ستتزوج من تحب واتفق مع عمر بخصوص كل شيء عما سيفعلوه ليبحثون عن ذلك المجرم الذي فعل هذا بأخته وهرب يتذكر اليوم الذي علم فيه هذا الأمر كم كان ذلك الخبر مثل الصاعقة عليه كم آلمه قلبه على أخته وكم ألقى اللوم على نفسه لأنه لم يعتني بها كفاية بسبب حالته... هو حقا جبان لا يستطيع فعل شيء وحين علم أن عمر سيبحث عن ذلك الشخص قال له أنه سيساعده لو لم يعلم عمر بما حدث لم يكن مصطفى يستطع فعل أي شيء بالدفاع عن أخته... إنه ليس انسانًا طبيعيًا يظن الآخرون إنه ليس رجلاً فإنه يخاف من أقل الاشياء مثل النساء بالضبط نظرًا لما تعرض له وهو صغير... أبيه هو من هبّ في قلبه الرعب من جميع الأشياء يخاف الظلام يخاف الصوت العالي يشعر بالوحدة يفشل بتكوين صداقات هو فاشل بكل شيء.. ماعدا حبه لهدير لم يفشل به أبدا... الشيء الوحيد الذي نجح به هو أنه أحب هدير بصدق ولكن ما فائدة ذلك الحب مادام ظل من طرف واحد ولم يصارحها به؟... سيحاول أن يكون شجاعًا تلك المرة ويتعلم شيئًا من شهاب صديقه. 


_____________________________________


كانوا بالسيارة متوجهين لبيت يارا ...قال عدلي وهي يقود محاولا فك شحنات التوتر بالجو:"النهاردة قراية فاتحة إبنك مفيش زغروطة ؟"


تحدثت دعاء بامتعاض:"مش على حساب إبني التاني يا عدلي...واسمع يا عمر... أنا مش راضية عن الجوازة دي لإنك عارف إني مش بحب يارا ولا أمها وأمها بتستعر مننا وبتتعامل باسوأ الطرق وأنت عايزنا ننسابهم... بس أرجع وأقول إلبس أنت الطين وهترجع تقولي كان عندك حق يا ماما... وخليك مبسوط وأنت بتسرق حبيبة أخوك من وراه." 


تحدثت علا محاولة تبرير موقف أخيها:"يا ماما يارا وعمر باين إنهم بيحبوا بعض من زمان بس محدش فيهم كان راضي يعترف يعني هي حبيبة عمر من الأول هو مسرقهاش ولا حاجة وكمان علي طيب ولسه صغير وهيشوف بنات كتير ويحب ياما."


قبل عمر رأس أخته وهو يشعر بأن ربه قد نصره نظر لأمه التي في الكرسي الأمامي بجانب أبيه مدّ يده ليمسك يدها ولكنها سحبته فقال بحزن:


"يا أمي رضاكِ أهم حاجه بالنسبالي.... وأنا هبقى مبسوط بقراري ده.. مش أهم حاجة عندك إنك تكوني شايفاني مبسوط ؟"


دعاء:"أيوة يا عمر بس مش على حساب أخوك.. لإنه بيحبها هو كمان ترضى إن مراتك يبقى أخوك عينه عليها؟ هيحصل مشاكل كتير إحنا في غنى عنها إن ولا واحد فيكم يتجوزها وخلاص لكن ليه الحرب دي وإحنا عارفين مخاطرها كويس؟ "


ابتسم عمر لها :"مش هتحصل حرب... أنا وعلي بنتمنى الخير لبعض... وهو قلبه طيب وأكيد مش هيخسر أخوه عشان واحدة إحنا علاقتنا أقوى من كده بكتير."


دعاء:"يبقى أنت مستعجل ليه؟؟ ما كنت تستنى أخوك لما ييجي؟" 


ضحكت علا:"يا ماما عمر مستعجل بسبب شرارة الحب اللي في قلبه ومهوش هيتجوزها ده هو النهاردة هيروح يقرا فاتحة ونشوف معاد الخطوبة ولسه الجواز... أكيد كل ده مش هيحصل في أسبوع يعني !" 


ثم ضربت عمر بمشاكسة منها:"وبعدين يا لئيم... كل ده مخبي عليا إنك بتحبها... مقولتش لأختك حبيبتك ؟"


عانقها عمر بحب قائلاً :"وأديني عرفتكم كلكم عارفك أنتِ أكتر واحدة مبسوطة."


ضحكت علا:"طبعا.. دنا دايما كنت بتمنى إنك تتجوزها وأنتو تقولوا إحنا صحاب إحنا صحاب لكن طلعتوا دايبين في بعض وإحنا مش حاسين واديتونا على قفانا."


ضحك الجميع عدا دعاء التي بقيت صامتة تنظر بزجاج السيارة وبداخلها نار مما حدث لا تصدق أنها ستناسب رحاب بيوم من الأيام تلك التي تسميها بلقب دوما "خطافة الرجالة" .


لأن رحاب زوجها الأول كان متزوجًا أخرى ورحاب كانت الثانية وجعلته يطلق زوجته الأولى ،لا تنسى أبدا شجاراتها مع زوجها التي لم تحبه يوما ودائما كانت متمردة ولا ترضى بحياتها تلك ثم سرقت زوج صديقتها وها هي تزوجته كانت تخاف على زوجها من تلك العقربة وحاولت النفور منها حتى سمعت أن زوج رحاب الأول قد مات وبعد عدة أشهر كانت قد تزوجت من زوج صديقتها "قمر" بعدما توفت وحدث التي كانت تتمناه طوال عمرها كم كانت ماكرة وتخطط لكل شيء وحزنت كثيرا على حال إبنة قمر التي تركتها لتربيها رحاب كانت تخاف على تلك الطفلة المسكينة التي وقعت في شباك خيوط رحاب وستنقض على تلك المسكينة مثل الحيوان المفترس لتتخلص منها مثلما تخلصت من جميع عوائقها للوصول لزوج "قمر" لا تعلم ما حال الصغيرة وماذا أصابها وماذا فعلت بها رحاب ولكنها متأكدة إنها لن تكون بخير ما دامت رحاب بحياتها. 


__________________________________


عائلة عمر جاءت ورحب بهم شريف كثيرا بينما رحاب ودعاء لم يرتاحوا لبعضهما البعض فظلت كل واحدة منهم ترمق الثانية بنظرات مريبة والغريب أن رحاب لم تتكبر في تلك الجلسة كطبعها دائما في الحديث ! كانت مكسورة الجناح... إبنتها خذلتها وكان هذا ما يؤلم يارا كثيرا ومرّت الجلسة بطريقة تقليدية وقرأوا الفاتحة وتم تحديد موعد الخطبة بعد يومين وبهذه السرعة لأن عمر من ألحَّ على والده ورأى أن إقتراب ميعاد الزواج سيكون أفضل ليارا والطفل. 


وقبل رحيل عمر وعائلته وقفت يارا مع عمر لتتحدث معه بحديقة المنزل لتعاتبه عما سلف منه قائلة:


"ليه قولت لماما إنك أبو الطفل؟؟ "


زفر عمر بضيق:"مكانش قدامي حل تاني."


يارا بدموع:"أنت بكده أكدتلها إني غلطت وخبيت عليها وأنا كنت بحاول أفهمها إني مغلطش ولا خذلتها لكن بقرارك ده أنت كده أكدتلها إني عملت كده فعلا وكنت بكدب عليها."


فكر عمر للحظات ورأي إنه لم يفكر بذلك لكل شخصٍ له وجهة نظر مختلفة فأجابها محاولا تهدئتها:


"بعدالجواز نبقى نفهمها كل حاجة... بعد ما نمسك المجرم ويعترف هتفهم وهتتقبل كل اللي حصل... شوية وقت بس... المهم دلوقتي إننا نتجوز في أقرب وقت... وهحاول مع عيلتي وبإذن الله تكوني مراتي قريب جدا متسكتيش عن حقك هتاخدي حقك من اللي عمل كده ومتقلقيش من أي حاجة ولا تخافي طول مانا جمبك اوعي تخافي من شيء."


كلماته طمأنتها كثيرًا ودعت بداخلها أن يحبها مثلما تحبه وقالت هذا الدعاء "ربي إني لا أعلم كيف ولكني أعلم إنك على كل شيء قدير" 


تركها وذهب مع عائلته وهي تركت الأمور بين يد الله ولكن رحاب لم تتحدث معها أبدا وتجنبت الحديث معها بقية اليوم حتى آتاها إتصالا من شخص ! 


-ألو يا مدام رحاب... أنا والدة الدكتور أمير... كنتِ قايلالنا تحدديلنا معاد نيجي نتقدم فيه للآنسة أسيل؟"


في ظل كل هذه الأحداث قد نسيت أمر أسيل هذا فحددت معها موعد غدا لتقابلها كانت تود أن تتخلص من أسيل وها هي ستتخلص من إبنتها أيضا....بمثل الطريقة ! "لأن الله عادل"


صعدت لغرفة أسيل وطرقت على الباب ففتحت لها أسيل وحينما رأتها تركتها ودخلت لغرفتها ونامت على فراشها مرة أخرى. 


دخلت رحاب وأغلقت الباب ورائها ثم نظرت إليها واقتربت من فراشها قائلة بلهجة أمرية:


"بكرة هيجي الدكتور اللي قولتلك عليه هيتقدملك وتوافقي يا أسيل أنا طالعة أقولك عشان تجهزي نفسك هييجوا علساعة ستة."


نهضت أسيل بصدمة وهي تنظر لرحاب بإشمئزاز وكتبت لها بدفترها:"المرة دي هكسفك بجد قدامهم ومش هعمل مجنونة قدام العريس بس دنا هعمل كده قدام العيلة وهخلي وشك زي الزفت... اعمليها."


استشاط رأس رحاب غضبًا حين قرائتها لتلك الكلمات وفكرت بعمق عما تجيبها:"وماله يا حبيبتي... هطلب من شريف يطلبلك مستشفى المجانين وأنتِ عارفة إنه يعمل كده وتتحبسي في مستشفى وسط مجانين بجد.. إيه رأيك؟؟ وهناك هتعرفي تمثلي حلو أوي براحتك."


صمتت أسيل لدقائق ثم نظرت رحاب إليها بتحدي:"طب إيه رأيك.. نعمل ديل(اتفاق) حلو؟... أنتِ هتتجوزي و ده أمر مفروغ الحديث فيه... تتجوزي مين دي بتاعتك هديكِ فرصة إنك تجيبي شخص أنتِ اللي تكوني مختاراه ومش هجبرك تتجوزي شخص معين لكن أنتِ كده كده هتتجوزي... مش هقبل النقاش في الموضوع ده ووالدك موافق وأنتِ عارفة إن أي حاجة هقولها هيوافق عليها لإني المدبر في البيت ده... أنا قولت كلامي... يوصلني ردك في أقرب وقت يإما هنوافق على الدكتور بعد زيارته بكرة وتتخطبيله وممكن لو قعدتي معاه تستلطفيه.. إلا بقى لو فيه شخص تاني؟ دي هسيبهالك إختياري."


خرجت من الغرفة تاركة إياها تفكر فيما قالته..

لقد سئمت من كثرة تكرار ذلك الموضوع فهي ترفض بكل مرة وهذه المرة فكرت بحلا آخر وسترى هل سينجح أم لا؟ ستجعلها تختار هذه المرة من ستقرر العيش معه هكذا ستكون أخرجتها من حياتها مثلما خططت من ذي قبل وهذا سيكون إختيارها بالحالتين ستكون متسفادة وهذه هي كيفية التعامل مع الشخص العنيد أن تضعه بإختيارين الإثنان نهايتهم واحدة لن يضروك بشيء وتريه أنه إختار بإرادته ولم يؤمر بشيء. 


ظلت أسيل نائمة على وسادتها تفكر ثم سمعت رنين هاتفها يإتيان رسالة جديدة عليه من يزن فتحتها وقرأتها


"ها هنفتح دلوقتي الفيلم جاهزة أرن دلوقتي ولا إيه؟" 


هذا يزن الذي كان يتحدث معها عبر تطبيق"الواتس" طوال اليوم ولم يفارقها أبدا كان معها يتحدثان بأشياء بديهية...وفي وسط الحديث كان يزن يحدثها عن أخته وكانت مستمتعة بحديثه عنها وشعرت كم يحبها وشيئًا ما بداخلها تمنى أن يحبها أحدًا هكذا أن يكون لها أخًا يحبها بتلك الطريقة وفي نهاية الحديث قال لها إنه سيسهر هو وعائلته يشاهدون فيلمًا وسيفتح معها مكالمة "فيديو" لتشاهده معهم وتشعر بهم وكأنها مع عائلتها حاولت أن تتجنب التفكير بموضوع رحاب فالآن تريد أن تفرح ولو قليلاً


أرسلت له رسالة تقول بها:"جاهزة "


وأجابت عليه المكالمة ثم نظرت إليه وهو يبتسم لها وكأنها المرة الأولى التي يراها:"هيعجبك أوي الفيلم واستحملي تعييبي على أي مشهد لإني مبقدرش أمسك نفسي ."


ضحكت أسيل بهدوء ثم جاء صوت زينة وهي تهتف:"يلا يا يزن... ما صدقت جبت بابا بالعافية." 


جلسوا جميع العائلة في جو دفيء تمنته أسيل ولو لمرة وها هي تشعر به وهي تسمع أصواتهم وضحكاتهم وأحيانا تضحك معهم. 


أتم تشغيل الفيلم ووضع يزن الهاتف بين ركبتيه وصحن المقبلات أمام الهاتف لكي لا يراه أحد ولكنه يرى أسيل بوضوح من فتحة صغيرة افسحها لنفسه كي يراها وكان واضعًا الكاميرا الخلفية تبع الهاتف لتشاهد هي الفيلم معهم وهو بالأمام يراها وهي واضعة الكاميرا الأمامية وظاهر وجهها الخلاب وعينيها التي تسحرانه. 


ظل ينظر إليها طيلة الفيلم لم يشعر بأنه يسمع شيئا بينما يتابع ضحكاتها في جميع اللقطات الكوميدية بالفيلم كانت مستمتعة وهي تسمع أصواتهم ودعاباتهم على مشاهد في الفيلم شعرت بشعور غريب يراودها كادت أن تبكي لأنها تذكرت والدتها تمنت كثيرا أن تجتمع والدها ووالدتها وهي سويا لمشاهدة فيلمًا كهذه العائلة السعيدة ولكن كانت دائما تسمع شجارهم المستمر وفي النهاية تأخذها والدتها إلى الغرفة وتحاول أن تهدئها وتفتح معها الفيلم بالهاتف وتشاهده هي ووالدتها وحدهم وكانت تود أن تشاركها والدتها ببعض اللقطات الكوميدية وتضحك معها ولكن كانت ترى دموعها تنسال على وجنتيها متذكرة شجارها مع زوجها والذي كان ينتهي بكلمة كانت تسمعها دوما "طلقني" تحزن على والدتها وتدعي بأن تتحسن علاقتها مع أبيها إلى أن تركتها وذهبت.... ظلت تبكي وتمسح دموعها بوجع لما تذكرته.


لمحها يزن تبكي وآلمه قلبه على تلك الدموع لم يتحمل دموعها أن يراها فقال بصوت عال لتسمعه موجها حديثه لزينة :


"بلاش تعيطي يا زينة.. استمتعي باللحظة وانسي أي حاجة وحشة فاتت دي فرصتك بلاش الماضي يضيعها أنتِ تستاهلي تفرحي."


أمسكت زينة يديه بحب محدّثة إياه وهي مبتسمة:


"أنا فعلا هنسى أي حاجة وحشة وأفتكر النعم اللي ربنا إدهالي وعوضني بيها.... حبيبي يا زونة ربنا يديمك ليا." 


الإثنان شعروا بأن الكلام لهم أسيل سمعته وتدفق قلبها بعمق فمسحت دموعها وحاولت أن تعاود الإبتسامة من جديد وزينة أيضا حاولت ألا تحزن لأن الفيلم كان به مشاهد خيانة حبيب بطلة الفيلم وهذا ما حدث معها فقد حبت شخص ما وأتمت الخطبة بينهم ولكنها تفاجأت أنه خائن ويحب هذه وهذه وهذه لم تكن هي فقط من تشبعه ! يحب الوجبة العائلية ! فقررت أن تبتعد عنه حتى أتى مازن وعوضها عن كل حزن مرت به. 


وبعد ساعات انتهى الفيلم الذي كان رائعا وأسعد أسيل جدا ثم صعد يزن إلى غرفته وحينما أغلق الباب بعت لها رسالة.


"إيه رأيك في الفيلم؟ " 


أتاه الرد بسرعة منها:"عجبني أووي... بجد دي كانت أول مرة أضحك بالطريقة دي من زمان."


ابتسم وهو يكتب لها الرسالة:"ربنا يسعدك دايما ويديم ضحكتك على وشك." 


لم تكن تعلم أنه لم يركز باللقطات الكوميدية بالفيلم بالعكس كان ينتظرها أن تأتي بفارغ الصبر لكي يرى ابتسامتها تلك ♡


بعتت له رسالة تنص:"شكرا يا يزن إنك خليتني أحس بشعور العيلة كانت فكرة حلوة إنها تخرجني من المود وترجعلي ذكريات حلوة." 


-"على إيه أنا معملتش حاجة معلش لو أنا وبابا في معظم الفيلم بنتخانق مختلفين في نقطة علفيلم وزينة بتعيط وماما أصلا نامت من أول ربع ساعة في الفيلم فبجد كان الموضوع عبثي أوي 😅"


بعتت له وجوه ضاحكة مما قاله "😂😂" 


ثم اجابته بابتسامة تملأ شفتيها:"مش عارفة أقولك إيه بس ساعت ما واسيت زينة أما عيطت كنت كإنك بتواسيني أنا كمان..لاني كنت بعيط معاها😂"


لم تعلم تلك البلهاء أنه كان يواسيها هي وأنه قال ذلك لأخته لكي لا يشك به أحد ولكنه كان ذكي لاختيار الوقت فهو يعلم أن أخته تتأثر بتلك المشاهد ففضل أن يقولها لها لتكون مواساةً لهما . 


كتب لها:"أنا مش عاوز أشوف دموعك دي تاني يا أسيل حاولي تفرحي مش بتعرفي تفرحي؟" 


-" نسيت الوصفة... "


-"هفكرك بيها.♡" 


وانتهى حديثهم سويا بالتمنى بالخير لغد. 


_____________________________________


في اليوم التالي


أخبرت رحاب زوجها بأنه اليوم هناك موعد مع دكتور أمير وعائلتها يطلبون الزواج من أسيل وهو وافق فورا فها هو سيفرح بابنته لم يفكر أن يسأل أسيل عن رأيها فإنه لا يشغل باله بتلك الأمور يترك كل شيء على رحاب . 


وجدت رحاب أسيل بالمطبخ تشرب مشروبها الخاص ففاتحتها بموضوع البارحة:"ها فكرتي في اللي قولناه العريس جاي النهاردة يعني كمان ساعتين كده وييجي...أنا خلصت كلامي معاكِ... أنتِ دلوقتي المسؤولة عن إختيار مصير حياتك."


شعرت أسيل بالخوف وهي مازالت تفكر ماذا تفعل من التي ستجلبه لتعيش معه وهي لم تتعرف على أي شخص دائما تتجنب الفتيان لم يدخل قلبها أي شخص مَن الذي ستأتي به؟ هل تستسلم للأمر الواقع أم ماذا تفعل؟؟؟ 

زفرت بضيق ثم توجهت إلى غرفتها وتحاول التفكير بهذا الأمر بدقة. 


وبعد مرور ساعتين أتى أهل أمير ومرّت الجلسة بطريقة تقليدية ولكن رحاب طلبت منهم أن يمهلوا لهم بعض الوقت لتأخذ برأي أسيل أولاً.. 


فسخرت والدة أمير وقالت لابنها بهمس في أذنيه بصوتٍ خافض:


"يابني دي خرسة !... إيه اللي عجبك فيها بس ! وبعدين دي لسه هتاخد رأيها هتتكبر علينا وهي مفيهاش أي حاجه تتحب !!" 


أجابها أمير وهو ينظر لأسيل التي كانت جالسة بهدوء أمامهم تشعر بالخجل الشديد من نظراته إليها قائلا:


"عجبتني يا ماما أنا عاوز أتجوز واحدة جميلة كده وبعدين طنط رحاب بتقول إنها جاتلها صدمة عصبية ووارد يرجعلها صوتها بعد كده... بس أنا عجباني وعايز أتجوزها في أسرع وقت." 


كان يبتسم لها بشهوانية كالذئاب يود أن يفترسها بنظراته فشعرت أسيل بأنها ستتقيأ من تلك النظرات المقرفة فذهبت إلى غرفتها ولم تخرج منها إلا عندما رحلوا عائلة أمير وبدون تفكير أخذت حقيبتها ونزلت من غرفتها لتخرج من المنزل فأوقفتها رحاب بحدة:


"رايحة فين؟ "


كتبت لها أسيل بالدفتر:"مشوار مهم وأوعدك لما أرجع هقولك قراري إيه."


تركتها رحاب ترحل وحين خرجت أسيل من المنزل ركبت سيارة أجرة وذهبت لمقهى بعيد عن منزلها نوعا ما وأول شيئًا فعلته راسلت يزن عبر الهاتف برسالة نصية تقول بها 


"يزن أنت فاضي؟ "


وجدته أجابها بسرعة قائلاً:""أه لسه خارج من الشغل... محتاجاني في حاجة؟؟ "


أرسلت له:"ممكن تجيلي في كافيه***** عاوزاك في موضوع مهم أتكلم معاك فيه." 


-" تمام دقايق وأبقى عندك "


كان سعيدًا بأنه سيراها فقد اشتاق لعينيها هو لن يشبع من كثرة التحديق بهمها أبدا. 


كانت جالسة بالمقهى تفرك بيدها من شدة التوتر تدعي بأن لا يأتي ولكنها هي من دعته بالمجيء للتحدث معه بأمرٍ هام... هل ستقدر على فعل ذلك؟


قاطعها صوته حين أتى :


"إزيك يا أسيل... عامله إيه؟ "


فُزعت حين رأته وكأنه جنّيٌ أمامها تفكر الآن بأن تركض وتتركه... حسنًا لقد وجدت حلاً لمشكلتي سأذهب الآن.. 


قاطع أفكارها لهجته اللطيفة:


"إحنا صحاب يا أسيل مش مستاهلة كل التوتر ده... عادي إننا نتكلم مع بعض ولو عندك مشكلة أنا موجود ممكن نحلها سوا."


هدأ قلبها من روعته قليلاً... فها هو بدأ بالحديث وقال نصف ما تود قوله وشعرت بالإرتياح ثم بلعت ريقها وبدأت بالكتابة بدفترها. 


قاطعها:"طب استني نشوف هنشرب إيه... أنتِ طلبتي حاجة؟ "


هزت برأسها نافية 


يزن:"طب إيه تشربي قهوة، عصير، كابتشينو ؟"


وضعت الدفتر أمامه حتى قرأ بدهشة:


"قرفة بلبن ! "


ابتسمت وهي تهز رأسها بإيجاب فسألها باستغراب:


"غريبة قرفة بلبن دي أول مرة أسمع إن حد بيحبها ! "


أخذت دفترها تكتب به فوائد القرفة بحليب:


"كنت مش بحب القرفة لحد ما عرفت إن ليها فوائد كتير أوي ماما الله يرحمها كانت بتحبها ولما سمعت فوائدها بقيت بحبها يعني القرفة باللبن بتحسن بشكل كبير من صحة الجهاز الهضمي وكمان بتحمي من الإصابة بداء السكري نتيجة إنها بتساعد على مستويات سكر الدم وبتساعد كمان على استرخاء العضلات قبل النوم فبالتالي بكون نايمة بعمق أكتر وبتريح الأعصاب من شدة التوتر."


قرأ ما كتبته بإبتسامة فهو لازال يتعمق بشخصية تلك الفتاة التي ملكت قلبه وعقله:


"واو كل ده... هجربها معاكِ." 


قام بنداء النادل وطلب منه كوبين من القرفة بحليب ثم أعاد النظر إليها بفضول عن سبب دعوته للمجيء:


"خير بقى؟ "


لقد عاد التوتر من جديد يراودها فتنفست الصعداء ثم كتبت:


"أنا جالي عريس النهاردة."


تجمد الدم بعروقه حين قرأ تلك الجملة لقد نسي كلام رحاب في تلك الليلة... واليوم نفذت ما قالت كيف.. كيف.. هل وافقت عليه؟؟... هل أعجبت به؟؟... هل ستجبر على الزواج منه؟؟...هل ستختفي من حياته؟؟؟ 


كانت تنظر إليه بعمق وهي تلاحظ تغيير ملامح وجهه كما لو أنه يحدّث نفسه وتمنت لو أنها تستطيع قراءة أفكاره.


تفاجأت به يهتف بإنزعاج وضيق:


"أنتِ جايباني عشان تقوليلي كده؟"


كتبت بدفترها:


"أنا عايزاك تساعدني لإن الخطوبة بكرة."


خبر آخر ولكنه أشعل بدنه وشعر بأن رأسه يحترق !فتحدث بغضب يحاول كتمانه و كانت لهجته بها بعض السخرية:


"أشوفلك قاعة ولا آجي أنقي معاكِ الفستان؟... أو ممكن تكوني عايزاني أنا اللي أعمل ديكور الحفلة بما إني مهندس ديكور؟"


انزعجت من سخريته وطريقة حديثه فقررت أن تطلق عليه القنبلة (ويحصل اللي يحصل بقى🙂) 


"عايزاك تتجوزني."


!!! 

...... 

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا








تعليقات

التنقل السريع