القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ثأر الحب الفصل الواحد والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم زينب سعيد القاضي كامله

 رواية ثأر الحب الفصل الواحد والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم زينب سعيد القاضي كامله 




رواية ثأر الحب الفصل الواحد والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم زينب سعيد القاضي كامله 




                الفصل الواحد والثلاثون


وجدت الممرضة تخرج من غرفة الرعاية نهضت بلهفة متمتمة بتساؤل:


-يوسف كويس ؟


تنهدت الممرضة وهتفت بإيجاب:


-حالته زي ما هي.


أغمضت عيناها بحزن وغمغمت بترجي:


-ممكن أدخل أشوفه ؟


تطلعت لها الممرضة بتردد:


-بس لو الدكتور جه هتحصل مشكلة .


تحدثت بترجي:


-دقيقة واحدة بس .


تنهدت الممرضة بقلة حيلة:


-تمام بس بلاش تتأخري متسببيش ليا مشاكل.


أومئت بلهفة:


-موافقة.


هتفت الممرضة:


-طيب تعالي معاكي تتعقمي.


تحركت خلفها الي غرفة التعقيم وقامت بإرتداء ملابس التعقيم ودلفت بلهفة كي تطمئن عليه.


❈-❈-❈


ولجت الي غرفة شقيقتها تبحث عن هاتفها وتضعه بالشاحن كي تأخذه لها بالغد.


بحثت عن الهاتف لم تجده حتي لمحته ملقي علي الفراش إقتربت منه وقامت بفتحه من أجل أن تري هل يحتاج الي شحن أم لا لكن ما أن فتح الهاتف وظهر رسائل خاص بتطبيق "الواتساب" مرسلة من شريف إنقبض قلبها وفتحتها سريعا وقرأت ما جعل عيناها تتسع بصدمة حتي كادت أن تخرچ من محجريها فما كانت الرسالة سوي سؤال ساخر من شريف هل توفي يوسف أم مازال علي قيد الحياة حتي يبعث له عزرائيل مرة آخري لقبض روحه .


باتت تتنفس بصعوبة وقرأت الرسائل بينهم والتي تؤكد أن شريف هو من قام بفعلها وبمساعدة شقيقاتها إنقبض قلبها بآلم وقامت بحذف الرسائل بينهم كاملة وقامت بإغلاق الهاتف سريعا ووضعته بجيبها متجه الي الآسفل كي تظل برفقة والدة زوجها لا تدري كيف ستجلس تواسيها بعدما علمت فعلت شقيقاتها الدنيئة ولكن كيف فحالة نورسيل يرثي لها بالفعل حزنا علي يوسف وليست مفتعلة يجب أن


❈-❈-❈


ولجت بخطي مرتعشة وهي تطلع الي جسد يوسف المتراخي فوق الفراش وصدره العاري المضمد بالجراح والأسلكة الموصلة بجسده تلقائيا تساقطت دموعها لا إراديا تحركت بخطي بطييئة ووقف جواره تتأمل وجهه الشاحب إقتربت منه ووضعت يدها علي خصلات شعرها تتلمسها بحنان همست في أذنه بترجي :


-يوسف أنت قوي أرجع ليا من التاني لو مش عشاني يبقي عشان أهلك كلهم محتاجين صمتت قليلا وهتفت بآسي وأنا كمان محتاجة ليك أنت وحشتني أوي يا يوسف ضحكتك طيبة قلبك كل حاجة فيك وحشاني أرجعلي إبتعدت عنه مربتة علي يده بحنان وقامت بإمساك يده وتقبيلها بحب ووضعت مرت آخري وغادرت بعد أن ألقت عليه نظرة آخيرة.


فتح عينه بتشوش هامسا بضعف وصوت متقطع :


-ن..و..ر..س..ي..ل.


أنهي جملته وأغلق عينه مرة آخري وذهب في ثبات عميق.


غادرت الغرفة ودموعها تنساب علي وجنتيها بعد أن هالها منظر يوسف بهذا الضعف. 


" مرض الشخص والفترة الي بيكون فيها غايب عن الوعي بلاش يبقي في زيارات ليه لأنه بيبقي في أضعف حالاته لو ربنا أراد أنه يعيش هيأثر فيه أن حد شافه في الوضع ولو ربنا أراد يسترد أمانته هيبقي وجع لكل شخص قريب ليه لما شافه بالوضع ده خلي آخر ذكري ليه معاك حلوة بلاش تبقي دي الذكري الي تفتكره بيها "


جرت أقدامها بصعوبة وجدت عدي يقترب منه بقلق:


-كنتي فين يا نورسيل قلقت عليكي ؟


غمغمت بحزن:


-كنت بشوف يوسف .


إنتفض قلبه بين ضلوعه وهتف بفضول:


-بجد طيب هو عامل ايه ؟


همهمت بحزن:


-كان نايم بس شكله وجع القلب أوي يا عدي.


إبتلع ريقه بمرارة :


-متقلقيش إن شاء خير يوسف قوي وهيقوم  منها.


تمتمت بدعاء:


-يارب يا عدي يارب.


أمن هو الآخر علي الدعاء وجلس يحتسي قهوته وقام بجذب حقيبة من جواره وأعطاها إياه :


-أنا جبتلك أكل معايا عارف إنك أكيد مأكلتيش حاجة من الصبح كلي ليكي لقمة عشان تقدري تصلبي نفسك .


هزت رأسها نافية مغمغمة بدون شهية:


-لأ مليش نفس.


هتف بإصرار:


-مش هينفع يا نورسيل لازم تأكلي حتي لو حاجة بسيطة عشان تقدري تقفي علي رجلك لو مش عشانك عشان يوسف لما يفوق يلاقيكي بخير وبعدين عايزاه لما يصحي يعلقني ولا أيه ده موصيني عليك.


تطلعت له بحيرة وقالت:


-موصيك عليا إمتي ؟


تنهد بحزن وأرجع ظهره الي الخلف هاتفا بآسي:


-النهاردة الصبح كأنه كان حاسس بإلي هيحصل ليه.


أومئت بحزن وقالت :


-فعلا كان حاسس صحي بالليل علي كابوس وفضل صاحي طول الليل يقرآ قرآن تعرف أخوك طيب أوي وإنسان تقي ويستاهل كل خير يمكن عشان كده وواثقة ان ربنا هيقف جنبه ويقوم بالسلامة.


تطلع لها بترقب وهتف متسائلا وهو مضيق عينيه بتركيز:


-أنتي حبيتي يوسف ؟


تهربت من نظراته وصمتت هتف هو بتأكيد:


-أيوة أنتي حبيتي يوسف فعلا يا نورسيل أتمني لما يقوم بالسلامة تدوا لنفسكم فرصة تانية أنتي لو خسرتي يوسف أنتي إلي هتندمي يا نورسيل يوسف ألف واحدة تتمناه شايفة بيعامل كل الي حواليه ازاي وبما فيهم أنتوا وعلاقتكم مجرد حبر علي ورق ما بالك لما تبقي جواز حقيقي فكري في كلامي كويس وأوزني الأمور بعقلك ممكن تأكلي بقي عشان خاطر يوسف ؟


قالها وهو يمد يده إليها بالحقيبة نظرت له بتردد وتنهدت بقلة حيلة وآخذتها منه تأكل منها دون شهية.


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


في قصر المغربي.


تجلس صفاء علي الأريكة ودموعها تنساب بلا توقف وجوارها نايا من جهة والجهة الآخري عهد يحاولون تهدأتها دون فائدة.


بينما شادي يجلس علي المقعد بحزن حزين علي هذا اليوسف الذي لم يري منه سوي كل الخير لم يرضي ترك والدته زوجته بهذه الحالة المزرية فعاد معها هو وزوجته كي يكونوا برفقتها بعد أنا عادت عليا وزوجها إلي أطفالها.


تحدثت عهد بحزن:


-إهدي بقي يا ماما شان خاطري إن شاء الله يوسف هيبقي خير بإذن الله.


هتفت صفاء بدعاء:


-يارب يا بنتي يارب يطمني عليك يا نور عيني يارب.


غمغم شادي بحنان وهو يربت علي قدمها برفق:


-أطمني يا امي هيبقي بخير قومي حضرتك أغسلي وشك و اتوضي وصلي كده وأدعيله يوسف لو موجود وشافك كده هيزعل منك جدا أكمل حديثه بدعابة كي يخفف عنها ولما يقوم أنا هقوله خدي بالك قومي يلا بقي .


تنهدت بحزن وقالت:


-حاضر يا أبني.


نهضت بتثاقل وهتفت أمرة:


-عهد خليهم يجهزوا الأكي يا بنتي عشان جوزك.


رد بلهفة :


-لأ شكرا يا طنط مليش نفس والله.


غمغمت بإصرار:


-لأ هتاكل أنت تعبان في شغلك وكمان واقف علي رجلك في المستشفي متزعلنيش منك بقي زي ما سمعت كلامك تسمع كلامي مش أنا زي ماما ولا أيه ؟


رد سريعا معاتبا:


-أكيد طبعا يا أمي بس مش هأكل إلا لو حضرتك آكلتي ؟


هتفت بإعتراض :


-مش قادرة يا أبني مش هقدر يا أبني  مليش نفس مش هقدر آقعد آكل من  غير ما أطمئن علي يوسف.


رد بهدوء:


-خلاص يبقي انا كمان مش هاكل.


هزت رأسها بيآس:


-أمري لله هطلع  أصلي الي فاتني عقبال ما البنات تحضر العشاء بعد إذنكم.


أومئ بإبتسامة:


-ماشي يا ست الكل .


هتفت عهد بحزن:


-هروح أقول ليهم يجهزوا الأكل.


حرك رأسه بإيجاب وتحركت عهد تطلع هو الي نايا الشاردة مغمغما بتساؤل:


-في ايه يا نايا ؟ وشك مخطوف كده ليه ؟ 


نظرت حولها وهتفت بصوت خافت:


-شريف أخوك الي عمل كده في يوسف .


جحظت عين الآخر مرددا بعدم تصديق:


-شريف أخويا ؟ أنتي عرفتي منين ؟


أغمضت عيناها بحزن:


-مش مهم عرفت منين المهم اني عرفت هنعمل ايه.


حك ذقنه بخفة وهتف أمرا:


-مش عايز تنطقي كلمة واحدة لحد سمعاني يوسف يقوم بالسلامة وأنا هتصرف معاه.


أومأت بصمت عادوا الي صمتهم من جديد حتي جاءت عهد تخبرهم بأن الطعام جاهز نهضوا بتثاقل وجلسوا علي السفرة في إنتظار هبوط صفاء من الأعلي.


مر بعض الوقت وهبطت بحزن وجلست معهم وهي تنظر الي مقعد إبنها الحبيب الفارغ أغمضت عيناها بحزن .


وضع شادي يده على كفها مربتا بحنان:


-قولنا ايه ؟


تنهدت بحزن وتناولت بعض اللقيمات وكذلك الجميع وبعدها نهض الجميع متجهين الي الأعلي كي يرتاحوا قليلا بعد أن أحضرت نايا ملابس بيتيه مريحة من ملابس عدي بعد طلب عهد منها ذلك.


❈-❈-❈


بدأت تتململ وتفتح عيناها إقترب منها بلهفة نظرت له بوهن وقالت:


-البيبي فين ؟


أجاب بحنان :


-آطمني يا أم يوسف يوسف بخير .


تنهدت براحة وقالت:


-طيب هو فين عايزة أشوفه ؟


ربت علي كتفها بحنان:


-حاضر يا حبيبتي دقايق ويجبوه ماما وبابا معاه عند دكتور الأطفال بيطمنوا عليه.


أومأت بتفهم بعد قليل طرق الباب ودلف والديه وبرفقتهم الممرضة التي تحمل رضيعها حملته بلهفة تقبل كل إنش به.


بعد فترة وضعته جوارها وهتفت متسائلة :


-مفيش اخبار عن يوسف ؟


أغمض عينه حزنا علي رفيق دربه وهز رأسه نافيا:


-لا يا حبيبتي مع الأسف الحالة زي ما هي.


تحدث عوني :


-إن شاء الله خير يوسف قوي وهيقوم منها.


ردد بدعاء:


-يارب يا بابا يااارب.


تحدثت أميرة متسائلة :


-هو أنت بلغت عامر وعليا ؟


هز رأسه نافيا:


-لأ لما نطمئن علي يوسف الآول. 


❈-❈-❈


أنهي قهوته وآلقي نظرة علي زوجة شقيقه وجدها شاردة تحدث متسائلا:


-فوني فين ؟


إنتبهت له وأخرجت الهاتف من حقيبتها وأعطته إياه آخذ الهاتف يقلب به إلى أن وصل الي فولدر معين قام بفتحه وأعطاه أياها مرة آخري مغمغا بحنين:


-دي صوري أنا ويوسف وأحنا صغيرين.


أمسكت الهاتف وبدأ في مشاهدة الصور بحماس شديد وهي تري يوسف في مراحل عمره الطفولة والمراهقة والشباب كما أعجبها جاذبيته ووقاره الذي حظي بهم منذ الصغر.


تحدث عدي بحنين وهو يشير الي صورة والده وشقيقه :


-ده بابا الله يرحمه كان هو ويوسف شكل بعض أوي.


أومئت بإيجاب:


-فعلا لمست ده كلكم فيكم من والدتكم لكن يوسف أكتر واحد شبه والدكم.


أغمض عينه بشرود وقال:


-مش شكله وبس يوسف بعد موت بابا كان هو أبونا التاني مهما أتكلم عنه أو أوفي حقه أو فضله علينا كل الي أحنا فيه ده بفضله بعد ربنا مش عارف أزاي هقدر أعيش من غيره لو حصل ليه حاجة.


تحدثت بآلم:


-إن شاء الله هيقوم بالسلامة وهيبقي بخير.


أردف عدي بتمني:


-يارب يا نورسيل يسمع منك ربنا.


ظلوا علي وضعهم يتحدثون عن يوسف الي أن غلبهم النوم علي مقاعدهم.


❈-❈-❈


يتحرك ذهابا وإيابا كالأسد الجريح في إنتظار مكالمة هاتفية تؤكد موت هذا الحقير معني هذا أنه لا زال علي قيد الحياة عند هذه النقطة ضغط علي أسنانه بغيظ شديد فكيف يحدث هذا فمرغني أخبره أنه أصابه بطلقين ناريين في قلبه ومع هذا مازال حي.


ضرب علي الجدار بكف يده بعنف هاتفا بفحيح :


-الله يحرجك يا ولد الفرطوس زي الجطط بسبع ترواح يا بعيد بس معلش العيار إلي ميصبش يدوش وإن ما كانش النهاردة فيبجي بكره.


مسح علي خصلات شعره بضيق وأتجه الي غرفته كي يغفوا قليلا فالساعة تخطت الثانية صباحا.


❈-❈-❈


مع صباح يوم جديد إستيقظ الجميع في قصر المغربي مبكرا أو لم يغفو من أساس فكيف يأتي النوم ونبض فؤادهم يسارع الموت بمفرده.


إستعد الجميع أن تناولوا بعض اللقيمات وإتجهوا الي المشفي.


وصلوا بعد ساعة وجدوا عدي ونورسيل جالسون كما هم وأخبروهم ان الوضع مازال كما هو جلسوا بخيبة أمل.


بعد قليل حضر عامر وعليا  وعوني وعلي بعد أن ترك والدته برفقة زوجته ومولده بالمشفي .


ولم يشاء اخبارهم الأن بوضع طفلته مولودهم فالأهم الأن الإطمئنان علي يوسف وبعدها الباقية تأتي.


مر الطبيب وولج الي غرفة الرعاية لفحص يوسف وجلس الجميع مترقبا وواضعين يدهم علي قلبهم برعب حقيقي لحظات مرت أحر من الجمر حتي فتح الباب مرة آخري وخرج الطبيب ركض الجميع عليه .


هتفت صفاء بصوت مبحوح آثر بكائها :


-طمني يا دكتور أبني عامل أيه ؟


تحدث هو بعملية :


-الحالة مستقرة حتي الأن وده مؤشر كويس.


تنهد الجميع براحة وهتفت صفاء برجاء:


-ينفع أشوفه وأطمئن عليه يا دكتور  ؟


رأف الطبيب بحالتها وقال:


-تمام تقدري تشوفيه دقيقة واحدة بس ومن غير كلام ولا بكي لو سمحتي.


هزت رأسها سريعا بإيجاب:


-حاضر يا دكتور.


❈-❈-❈


دلفت الي غرفة فلذة كبدها تطالعه بعيون تقطر دمعا هاله منظره إقتربت منه وقبل جبينه بحنان وهمست بصوت خافت:


-أنت قوي يا قلب أمك أرجع ليا مقدرش أعيش من غيرك يا غالي نظرت إليه نظرة أخيرة وغادرت متجهه الي الخارج مرة آخري وتهاوت علي أقرب مقعد مطلقة العنان لدموعها الحبيسة علي فلذة كبدها المفعم بالنشاط والحيوية والأن ليس جثة هامدة علي الفراش لا حول له ولا قوة .


إقترب منها الجميع بلهفة وهتف عدي بلهفة:


-يوسف كويس يا أمي ؟


رفعت رأسها مغمغمة بحسرة:


-مش عارفة يا أبني مبقتش عارفة حاجة .


ضم والدته بحنان:


-أطمني يا ست الكل إن شاء الله هيبقي بخير متقلقيش يا حبيبتي.


جلس الجميع بترقب شديد وجلست جوار زوجها تخفف عنه متحاشية الإحتكاك بنورسيل مما آثار تعجب الآخري.


مر اليوم بصعوبة كبيرة حتي حل المساء وإضطر الجميع العودة الي منزلهم ولكن ظل عدي ونورسيل كاليلة الماضية.


❈-❈-❈


أنهي عدي أداء صلاة العشاء بالمسجد وعاد مرة آخري جلس برفقة نورسيل .


خرجت الممرضة وإتجهت لها نورسيل وهتفت برجاء:


-ممكن أدخل ليه؟


نظرت له ولعدي وغمغمت بإبتسامة:


-تقدورا تدخلوا تطمنوا عليه بس بلاش تتأخروا أدخلوا واحد واحد.


نهض عدي بحماس:


-تمام هدخل أنا الآول وبعدين أنتي يا نورسيل.


أومئت بإيجاب:


-ماشي.


❈-❈-❈


ولج عدي سريعا بعد أن إرتدي الملابس المعقمة وهو متلهفا لرؤية شقيقه الأكبر وأباه الروحي ولكن ما أن رأه هكذا تساقطت دموعه لا إراديا .


وقف جواره مقبلا جبينه وكف يده مرددا برجاء:


-يوسف فوق بقي وأرجع ليا يا قلب أخوك مش هقدر أقف علي رجلي من غيرك أنت سندي يا غالي.


ألقي عليه نظرة آخيرة وغادر دقائق ودلفت نورسيل وقفت جوار يوسف تتحسس وجه بحنان واليد الآخري تمسك بكفه.


هاتفة بحزن:


-فوق بقي يا يوسف وحشتني أوي قوم أنا محتاجة ليك أنا إكتشفت أني من غيرك يتيم يا حبيبي أيوة حبيبي معرفش حبيتك إمتي وأزاي عارف أن إكتشتفت أني غبية أوي أنت فعلا خسارة فيا يا يوسف وحاجة كبيرة أوي عليا .


شعرت بكف يده تقبض علي كفه إبتسمت بفرحة :


-يوسف أنت سامعني ؟


فتح عينه ببطئ وهمهم بصوت خافت:


-نورسيل ..


لكن إنمحت الإبتسامة عندما صمت يوسف مرة آخري وتراخت يده وأصدر جهاز القلب إنذار بتوقف القلب في لمح البصر أمتلاءت الغرفة بالأطباء والممرضات الذين أخرجوها سريعا وإضطرت ترك يده.


وبدأ الطبيب بإنعاش قلبه بجهاز الصدمات الكهربائية ومع مل صدمة كان صداها يأتي بقلبها.


تهاوت علي المقعد بالخارج دافنه وجهها بين كفيها وتبكي بإنهيار.


إنخلع قلب عدي بين ضلوعه وإقترب منها يهزها بعنف :


-أيه إلي حصل يوسف ماله ؟


تحدثت بإنهيار :


-يوسف قلبه وقف وبينعشوه.


إبتعد عنها بصدمة مغمضاً عينه غير مصدقا لما تفوهت به يتمني لو كان ما يشعر به ليس سوي كابوساً لا أكثر.




الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء


                الفصل الثاني والثلاثون


ظلوا علي وضعهم الي ما يقارب الثلاثون دقيقة وكل منهم يدعي بداخله أن يكون يوسف علي خير ما يرام فتح الباب ومعه توقفت أنفاسهم.


إقترب عدي من الطبيب بحذر :


-أخويا كويس صح ؟


تطلع له الطبيب وربت علي كتفه هاتفا بإبتسامة:


-الحمد لله بخير وفاق كمان.


ضحك عدي بفرحة وضم الطبيب بدون وعي مما جعل الأخر يضحك علي تصرفه .


وكذلك نورسيل التي ضحكت هي الآخري وهي تحمد الله علي سلامته.


وعي عدي علي حالته وابتعد عن الطبيب متمتما بإعتذار:


-أسف يا دكتور من فرحتي بس.


عدل الطبيب عويناته الطبية متمتنا بإبتسامة:


-ولا يهمك حمد الله علي سلامته هو اه فاق لكن هفضل في الرعاية كام يوم وكمان علي تنفس صناعي لسه الحالة مش مستقرة تقدروا تدخلوا تشوفوه بس بلاش كلام كتير تمام ؟


أومئ عدي بفرحة :


-تمام يا دكتور ينفع ندخل ليه دلوقتي ؟


حرك الطبيب رأسه بإيجاب:


-أيوة بس زي ما قولت ليكوا بلاش إجهاد ليها ولا كلام ولا عياط أحنا ما صدقنا أنه عدي مرحلة الخطر.


إبتسم عدي بفرحة:


-أكيد طبعا يا دكتور أطمئن.


ربت الطبيب علي كتفه بحنان:


-تمام حمد الله علي السلامة مرة تانية يلا بعد إذنكم.


تحرك الطبيب ونظر عدي الي نورسيل بفرحة :


-يوسف فاق يا نورسيل يوسف فاق .


تمتمت نورسيل بالحمد :


-الحمد لله طيب مش المفروض نبلغهم؟


ضرب جبينه بخفة:


-صح عندك حق بس ندخل نطمئن عليه الآول يلا بينا.


❈-❈-❈


ولج عدي الي الغرفة بلهفة وهو يركض تجاه شقيقه وجده ينظر لأعلي بشرود إقترب منه هاتفا بلهفة:


-يوسف أنت بخير ؟


تطلع له يوسف بإبتسامة واهنة متمتما بضعف:


-الحمد لله .


إبتسم عدي براحة:


-الحمد لله يا حبيبي حمد الله علي سلامتك أحنا كنا ضايعين من غيرك.


ألفت خلفه وجد نورسيل تقترب بخطي وئيدة وقفت علي يساره متمته بأعين دامعة:


-حمد علي سلامتك.


حرك يده بصعوبة تجاهها أمسكت هي يده سريعا  بضعف :


-أنا بخير متعيطيش لو سمحتي.


أومأت بلهفة:


-حاضر بس بلاش تتكلم عشان متتعبش.


أما لها بخفة وهتف بوهن موجها حديثه لعدي:


-أمك وأخواتك ؟


أجاب عدي بلهفة:


-أطمئن بخير وكانوا هنا من الصبح وروحوا وأنا نورسيل هنفضل جنبك زي إمبارح.


نظر له بضيق وألتفت الي نورسيل بوهن:


-تبات هنا فين ؟ ليه مروحتيش معاهم هي دي الأمانة يا عدي ؟ تبات في مستشفي قدام الي رايح والي جاي ؟


نظر عدي الي الأرض بخزي تحدثت نورسيل مدافعة:


-أنا الي أصريت أفضل هو ملوش ذنب.


رمقها بعتاب وهتف بوهن:


-وجودك هنا في مستشفي بالليل غلط يا نورسيل روح روحها يا عدي.


أمسكت يده وهتفت بإصرار:


-لأ مش هسيبك وأمشي.


رد يوسف بآلم :


-لا هتروحي يا نورسيل البيت وترتاحي أنا بخير.


هتفت بتحدي:


-لأ مش همشي وهفضل معاك ومش هخرج من هنا غير وأنت معايا.


تحدث عدي بحذر مهدئا الوضع:


-متقلقش يا يوسف أنا معاها ومش بسبها إرتاح أنت بس.


تنهد يوسف بآلم وصمت فلا طاقة له أن يتحدث الأن سحب.


نظر عدي الي نورسيل معاتبا فما كان منها الي أن تحدثت بحزن :


-البيت ملوش طعم من غيرك مش هقدر أروح البيت رلا أدخل الجناح من غيرك ممكن بقي متزعلش وبلاش تتكلم وأنت تعبان ويا سيدي أطمئن أن بمية راجل إقتربت من أذنه هاتفه بهمس ولا نسيت العشر غرز الي في إيدك ؟


لم يتمالك حاله وضحك بشدة حتي أن بألم ربتت علي ظهره بلهفة.


بينما تحدث عدي بهلع:


-إهدي يا يوسف أجيب الدكتور.


توقف عن السعال وأشار بيده نافيا إقتربت الممرضة منه سريعا تتفحصه وتضع يدها فوق صدره تتحسس جرحه مما جعل الآخر تشتعل من  الغيرة لو كانت النظرات تقتل لوقعت صريعة تلك الممرضة المسكينة الأن.


إبتعدت الممرضة وهتفت بحزم:


-بعد أذنكم أتفضلوا بره المريض محتاج يرتاح.


تحدث عدي بتفهم:


-تمام يلا يا نورسيل.


ضغط يوسف علي يدها وهتف بوهن:


-لأ هتفضل معايا هنا.


هزت الممرضة رأسها نافية:


-يا فندم مينفعش .


غمغم بضعف:


-قولت مش هتخرج يعني مش هتخرج من هنا.


تنهدت الممرضة بقلة حيلة :


-تمام بس ياريت بلاش كلام وحضرتك تنام وترتاح بعد إذنكم تحركت الممرضة.


هتف عدي بحنان:


-أنا هخرج أنا أتصل أطمن الجماعة برة نورسيل أنا قاعد مكاني لو إحتاجتم حاجة بعد إذنكم غادر عدي  هو الآخر بينما جلست نورسيل علي المقعد الذي يجاورها ومازالت متمسكة بيد يوسف ضغطت علي يده بحنان :


-نام وإرتاح أنا هنا جمبك.


حرك رأسه بوهن وكأن حديثها كان الدواء لقلبه أغمض عينه وغفي سريعا وإستسلم لسلطان النوم.


ظلت تتأمله قليلا إلي أن وضعت رأسها علي الفراش جواره وغفت هي الآخري بعد أن شعرت بالدفء والأمان وهي حوار حبيبها فما أن أصبحت جواره عاد لها الأمان الذي فارقها مرة آخري.


❈-❈-❈


جلس علي المقعد وأخرج هاتفه وإتصل بوالدته والتي إنتفض قلبها فزعا من إتصاله بهذا الوقت المتأخر ولكن أبشري عدي بما كان ينتظره قلبها المسكين أن يوسف قد أفاق كانت تود أن تأتي لكن أخبرها أنه نائم الأن وعليهم تركه كي يرتاح قليلا أغلق معاها وهاتف عمه وأبناء عمه وأخبر الجميع وبعدها هاتف زوجته وظل يتحدث معها بسعادة…


❈-❈-❈


مع صباح يوم جديد فتح عينه بآلم فجرحه يؤلمه بشدة يبدوا آن المسكن قد زال وكذلك يشعر بثقل علي ذراعه تطلع تجاهه وجد نورسيل تضم ذراعه ونائمة بعمق إبتسم بضعف وتحمل الآلم من أجل طفلته العنيدة لا تستيقظ يبدوا أنها مرهقة كما أسعده وأطرب قلبه حزنها عليه وحديثها له بأنه تحبه وتريده.


أغمض عينه بآلم مغمغما بصوت خافت:


-كان لازم تشوفيني بموت قدامك عشان تنطقي يا قلبي.


تنهد بوهن فلا يهمه الأن شئ سوي أنه إستطاع ملك قلب هذه العنيدة.


لاح علي ذاكرته ما حدث معه بعد الطلق الناري شعر وقتها أنه فارق الحياة فقد كان والده الحبيب أمامه بجلبابه الأبيض ووجه المنير يقف في إستقباله فاتحا كلتا ذراعيه له آخر ما يتذكره هو رؤيته والده وبعدها أغشي عليها ، تذكر هؤلاء الأوغاد فهو علي يقين أن من فعلها هذا الحقير شريف كم يود تلقينه درسا لكن صبرا هو يقين أنه سيآخذ درسا لن ينساه ولكن ليس منه بل من زوجته هو فهو علي ثقة تامة أن عروسه هي نفس ذات الفتاة التي أنقذها من براثن الحقير شقيقه فنظرة الهلع التي رأها بعينها ما أن رأت شادي ونظرة الإمتنان التي خاصته هو بها من نظرة عينيها الشئ الوحيد الظاهر منها أكد حدسه.


فاق من شروده علي صوتها القلق :


-يوسف أنت كويس ؟ سامعني ؟


ألتفت لها بضعف وتحدث بحنان:


-إهدي يا حبيبي أنا بخير .


تنهدت براحة وتمتمت:


-الحمد لله قلقت عليك.


إبتسم بوهن وقال:


-أطمني يا قلب  يوسف أنا بخير وقاعد علي قلبك.


ضغطت علي يده بحنان:


-يا سيدي قوم بالسلامة وأقعد براحتك .


تنهدت بحزن وقالت:


-أنا من غيرك كنت بموت بالبطئ بجد حسيت وقتها أني تايهة ومليش حد.


أمسك هو يدها بحنان وقال:


-خلاص يا حبيب قلبي أنا رجعت خلاص أهو إهدي .


تطلعت له بحنان وما كادت تتحدث الا وإقترب منهم ممرضاتين.


تحدثت إحداهم بإبتسامة وغزل:


-حمد الله علي سلامة حضرتك بجد فرحانة جدا كنت كل شوية بقعد أدعيلك وأنا قاعدة جنبك.


ردت الآخري بدفاع وغيرة :


-نعم يا أختي وأنتي تقعدي جنبه ليه ولا تدعي ليه يا حبيبتي ؟


تحدثت الممرضة بضيق :


-في ايه يا أنسة زعلانة اني بدعي لأخوكي ؟


عضت علي شفتيها بغيظ وهتفت ساخرة وهي تضم رأس يوسف الي أحضانها  بتملك:


-لا يا حبيبتي أنا مش أنسة أنا مدام يا روحي وده جوزي ومش محتاج حد يدعيله غيري.


تحدث الآخر متهكما بصوت هامس في أذنها :


-مدام منين يا حسرة ؟


ضربته علي ذراعه بخفة:


-أخرس خالص دلوقتي يا عم الحبيب صبرك عليا.


شحب وجه الآخري وتحدثت بحزن موجهه حديثها للآخر غير مبالية بالآخري:


-بجد أنت متجوز شكلك صغير.


ردت ساخرة:


-بجد شايفاه بيرضع قدامك ؟


نظر لها بإستنكار:


-برضع ايه يا زفته الملافظ السعد.


رمقته بضيق ولم تتحدث تحدثت المموضة ببرود:


-طيب ممكن تطلعي بره عشان نحميه.


جحظت عين الآخري وشهقت بصدمة:


-نعم بتقولي أيه يا بت أنتي أتجننتي تحمي مين ؟


هتف يوسف بتحذير من صوتها العالي:


-نورسيل إهدي شوية لو سمحتي.


صاحت بجنون:


-إهدي ايه وزفت ايه الهانم عايزة تحميك شكل الموضع علي هواك.


تحدت الممرضة الآخري التي كانت تراقب الوضع بصمت:


-إهدي يا مدام إنتي فاهمة غلط أحنا مجرد هنمسح ليه حوالين الجرح ونغير عليها ونغسل وشه بس كده وده مع كل الحالات مش معاه بس.


تحدثت نورسيل بنبرة مستهزئة:


-يبقي تشوفه ليه راجل مش ده الأصول والدين ولا عشان كاشفين شعركم نسيتوا دينكم ؟


ردت الممرضة بدفاع:


-ألزمي حدودة يا مدام الي حضرتك بتقوليه ده مينفعش ولولا اني عارفة اني زميلتي غلطت كان هيبقي ليا معاكي تصرف تاني.


وضعت نورسيل يدها بخاصرتها مستهزئة :


-بجد خوفت أنا كده ؟


هتف يوسف صائحا:


-نورسيل مش عايز إسمع كلمة تانية سامعة ألتفت الي الممرضة وهتف ببرود انا عايز ممرض راجل الي يتعامل معايا بعد إذنكم.


آومئت الممرضة بإيجاب وغادرت بعد ان رمقة صديقاتها بضيق من الوضع الحرج الذي وضعتهم به.


تطلع الي نورسيل وغمغم أمرا:


-بره.


نظرت له بصدمة وهي تشير علي نفسها:


-بتقولي انا بره يا يوسف ؟


آكد علي حديثه:


-أيوه يا هانم بقولك انتي بره عشان لما أقول كلمة بعد كده تنفذيها يا هانم أنا مكنتش هوافق من الأساس يا هانم يا محترمة أن واحدة ست تقرب مني أنا راجل بتاع ربنا وعارف ديني كويس يا هانم لكن بالعقل مش بالطريقة الي حضرتك أتعاملتي بيها.


لمعت الدموع بعينها وغادرت سريعا آغمض عينه بآلم علي دموعها أعجبته غيرتها بالفعل  لكن طريقاتها هذه غير مقبولة بالنسبة له بالمرة فهو لن يترك أحد يعيب بحقها أو يغلط بها إنش واحد.


❈-❈-❈


خرجت من الرعاية وهي تكاد تنفجر من كثرة الغيظ ودموعها تتساقط بغزارة.


نهض عدي بهلع :


-في ايه ؟ يوسف كويس ؟


ضربت بقدمها أرضا بعنف:


-آخوك طردني من الأوضة عشان البت المسهوكة.


رمقها بعدم فهم :


-نعم يا أختي ؟ مش فاهم حاجة ؟


سردت له ما حدث والآخر لا يستطيع تمالك حاله من كثرة الضحك.


أنهت حديثها ورمقت الذي يضحك جوارها بغيظ:


-بتضحك علي أيه ؟ عايز افهم ؟


رد بتوضيح:


-بصراحة أنتي غلطي أولا يوشف كان هيرفض بذوق أنها تقرب منه ثانيا والأهم الطريقة الي أتكلمتي بيها غير لائقة بالمرة بيكي ولا بيوسف.


ردت بدفاع:


-بردوا ميطردنيش كده.


تحدث بتهدئة :


-نورسيل إهدي شوية وراجعي نفسك انتي غلطانة.


ردت بتحدي:


-لأ مش غلطانة وأقولك حاجة مش هدخل لأبو عين زايغة ده تاني.


هز رأسه بيأس :


-زي ما تحبي يا نورسيل.


❈-❈-❈


بعد قليل حضر الجميع بفرحة عارمة ودلفوا من أجل الإطمئنان علي يوسف بإستثناء نورسيل التي رفضت الدخول بكبرياء.


خرجت نايا بعد أن إطمئنت علي يوسف وجلست جوار نورسيل تطالعها بخزي.


نظرت له نورسيل وقطبت جبينها بحيرة:


-مالك يا نايا بتبصي ليا كده ليه ؟


رمقتها نايا بإنكسار:


-مش مصدقة إنك نورسيل أختي أكيد طبعا زعلانة دلوقتي ؟


مطت شفتيها بعدم فهم:


-زعلانة أكيد طبعا كنت زعلانة علي إلي حصل ليوسف.


هزت الآخري رأسها نافية:


-لا زعلانة عشان فاق كان نفسك يموت عشان مخطتك ينجح أنتي وشريف بس أحب أقولك يا نورسيل يا خسارة علي فكرة شهاب حبيب القلب مكنش الا مجرد حقير ومغتصب ده إلي جنابك عايزة تاخدي تاره من جوزك إلي صانك وفتح ليا بيته حقيقي أنا مصدومه فيكي يا نورسيل لما كنتي بتقولي قبل الجواز إنك هتاخدي بتارك والهبل ده قولت مجرد كلام لكن يا ألف خسارة يا نورسيل أنا معرفكيش مع الأسف.


جحظت عين الآخري بصدمة مما تتفوه به شقيقتها وكادت أن تجيب لكن فتح الباب وخرج الجميع فصمت كليهما.


تحدث شادي بود:


-روح أنت يا عدي ريح وخدلك حمام كده وفوق وآنا هنا.


أومئ عدي بإمتنان:


-تسلم يا شادي أنا فعلاً محتاج شور مش هتأخر عليك.


إبتسم شادي بحبور:


-أتأخر براحتك هفضل أنا وعهد هنا إرتاحوا وتعالوا بالليل.


ردت نورسيل باعتراض:


-لأ أنا مش همشي .


ضحك عدي بخفة:


-طيب خليكي أنتي ونايا هتبعت ليكي لبس قومي بس أدخلي عشان يوسف عايزك بس لما علي يخرج.


تحدث عوني بابتسامة:


-بيبلغوا أكيد بيوسف الصغير.


نظر له الجميع بترقب تحدث هو بتوضيح:


-أميرة ولدت وجابت يوسف .


بارك الجميع له  وبعد قليل خرج علي وقدموا له التهاني من أجل مولوده.


غادر الجميع بإستنثاء عهد وشادي ونورسيل التي دلفت إلي الغرفة بضيق.


❈-❈-❈


ولجت إلي الغرفة ووقفت جواره مربعة ساعديها هاتفه بحنق:


-خير عايز ايه ؟


ضم حاجبيه بإستنكار:


-عايز أيه ؟ سلامتك أنتي إلي زعلانة كمان ؟


هتفت بإندفاع:


-أن أنا إلي زعلانة عشان جنابك تزعق ليا عشان واحدة قليلة الأدب زي دي كانت بتتحرش بيك عيني عينيك الله أعلم كانت بتعمل ايه وأنت نايم.


رمقها ساخرا :


-بتتحرش بيا ؟ أنتي دماغك شطحت خالص نور أنتي غلكي ولما أقول ليكي أسكتي تبقي اسكتي طالما أنا موجود يبقي صوتك ميطلعش إحتراما ليا فهمتي ؟


وضعت يدها بخصرها بضيق:


-البت مستفزة وبجحة أوي قال عايزة تحميك قال وتقول أخوكي أنسة.


تطلع لها معاتبا وهو يري إصبعها:


-طبيعي تقولك يا أنية يا نورسيل أنتي مش لابسة دبلة حتي تثبت إنك متتجوزة عايزها تقولك أيه.


لم تدري بما تجيبه جلست علي المقعد بصمت حتي تذكرت :


-هو مش أنتي المفروض تأكل ؟


هز رأسه نافياً:


-لأ الدكتور قال أتغذي يومين علي المحاليل لسه .


أومئت بتفهم حتي روادها سؤالا تخشي إيجابته :


-هو مين الي ضربك بالنار ؟


تطلع لها قليلاً وقال :


-...........



الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء


                الفصل الثالث والثلاثون


أومئت بتفهم حتي روادها سؤالا تخشي إيجابته :


-هو مين الي ضربك بالنار ؟


تطلع لها قليلاً وقال :


-معرفش مين.


تنهدت براحة وعقبت متسائلة :


-يعني مشوفتش الي ضربك بالنار ؟


هز رأسه نافيا :


-لأ .


صمت كليهما قليلا حتي تحدثت بفضول :


-هو أنا كنت عارف ؟


تطلع لها بعدم فهم:


-عارف ايه ؟


عقبت بتوضيح :


-إن هيحصل ليك حاجة .


مط شفتيه بحيرة :


-بردوا مش فاهم ؟


قلبت عيناها بضجر :


-قصدي الكابوس الي فضلت صاحي بعده .


إبتسم بهدوء وقال:


-في أسئلة ما ينفعش نجاوب عليها يا نور حتي لو نعرف إجابتها.


ضيقت عيناها بعدم فهم:


-قصدك ايه ؟


أجاب بإبتسامة:


-قصدي ان إجابة سؤالك مينفعش أجاوب عليها خصوصا في الاحلام والرؤي فهمتي ؟


هزت راسها بعدم فهم:


-لا.


آغمض عينه بيأس :


-هبقي أفهمك بعدين يا قدري عشان تعبت .


رمقته بخوف:


-أنادي للدكتور ؟


أجاب نافيا:


-لا يا حبيبي محتاج أنام شوية.


أومأت بتفهم وهتفت متسائلة:


-تحب أخرج وأسيبك ترتاح ؟


هز رآسه نافيا وقال بصدق:


-لأ يا قلب يوسف راحتي جنبك خليكي.


إبتسمت بخجل وأغمض هو عينه براحة ظلت جواره حتي تأكدت من أنه غفي وغفت هي الآخري مستندة برأسها جواره علي الفراش.


❈-❈-❈


وقف بعيدا يتحدث في هاتفه بينما تجلس عهد علي أحد المقاعد تتململ بوهن .


آنهي المكالمة وعاد إليها وجلس  جوارها هاتفا بلهفة ما أن رأي شحوب وجهها :


-مالك يا حبيبتي في ايه ؟


إبتسمت بوهن:


-مفيش بس تعبانة شوية من قلة النوم.


تحسس جبينها بقلق خوفا من أن تكون حرارتها مرتفعة تنهد براحة عندما وجد حرارتها طبيعية هتف متسائلا :


-تحبي أروح ترتاحي وأرجع ؟


هزت رأسها نافية وإقتربت منه ووضعت رأسها فوق صدره تتمسح به كالقطة الصغيرة وهتفت بخمول:


-لأ يا حبيبي خليني بس في حضنك ينفع ؟


ما كان رده سوي ضمها الي أحضانه وشدد من إحتضانها مقبلا جبينها بحب :


-ده مكانك أنتي يا قلب وملكك أنتي أي وقت.


إبتسمت براحة وغفت داخل أحضانه ظل هو يتأملها بحب فمنذ أن دخلت هذه الجنية الي حياته قلبت حياته رأسا علي عقب جعت حياته جنة خضراء بعد أن كانت صحراء قاحلة يقسم أنه لم يتذوق طعم الحب إلي معها هي فقط .


كان مجرد مسخ يحيي حياة لم تستفيد منه غير الوجع فقط تنهد بآلم فلا يدري ما ينتظره في المستقبل قبل جبينها بحب وأغمض عينه مستمتعا بقربها.


❈-❈-❈


في قصر المغربي….


أنهي عدي حمامه وخرج مرتديا برنص الحمام واليد الآخري بها منشفة يجفف شعره وجد ملابسه موضوعة علي الفراش إبتسم بحب من إهتمام زوجته الجميلة إرتدي ملابسه وتمدد علي الفراش ولكن وجد الباب يفتح ودلفت نايا وهي تحمل صينينة متوسطة الحجم بها كل ما لذ وطاب.


إعتدل بوهن  وهتف بإبتسامة:


-تعبتي نفسك ليه يا روحي أنا عايز أنام بس .


أغلقت الباب وتحدثت بحنان:


-ما ينفعش تنام من غير متاكل أنت بقالك يومين بتاكل من الشارع.


جلست جواره ووضعت الصينية في المنتصف :


-يلا بقي عايزة الأكل ده يخلص كله.


إبتسم بخفة وقال :


-موافق بس علي شرط .


قطبت جبينها بحيرة:


-شرط ايه ؟


رد بدعابة :


-تأكلي معايا ممكن !


إبتسمت وهمهمت بإيجاب :


-حاضر يا حبيبي.


تناولوا الطعام سويا وبعدها أخدت الصينينة إلي المطبخ وعادت بعد قليل وجدته غافيا إبتسمت بحنان وجلست جواره تداعب خصلات شعره بحنان تفكر فيما فعلته شقيقتها الحمقاء يجب أن تخبرها بحقيقة هذا الحقير…..


❈-❈-❈


في الصعيد يجلس شريف برفقة والده في الديوان بذهن شارد رمقه والده بحيرة وهتف متسائلا:


-خير يا ولدي شارد في آيه ؟


آلتفت الي والده وهمهم بإرتباك :


-ها مفيش حاچة يا بوي أنا معاك أهو .


مط والده شفتيه بحيرة:


-معايا كيف يا ولدي أنت مخبي حاچة عني ؟


هز رأسه نافيا سريعا وهتف بإرتباك:


-ها هخبي عنيك أيه بس يا أبوي أكمل حديثه بمكر أنا بس بفكر في خيي .


تطلع له والده بإنتباه:


-خيك ماله يا ولدي ؟


تحدث شريف بخبث:


-جلجان عليه يا أبوي ده متچوز جبلي ومرني إهه حبلة ومراته لساتها مشلتش شكلها أرض بور.


رمقه والده بضيق:


-فال الله ولا فالك يا ولدي الخلفة بتاعت ربنا وهو لسه ما ردش أدعي أنت بس لخيك ومتشلش همه وشيل البنية من عجلك.


زفر شريف بملل:


-وه يعني كومان اني الي طلعت غلطان عشان بفكر في خيي وخايف عليه.


إبتسم سالم ساخرا :


-لا يا ولدي أنت مش خايف علي خيك أنت الود ودك تجلبها حريجة عشان ترتاح.


رمقه شريف بضيق ونهض هاتفا بغيظ:


-ماشي يا أبوي بخاطرك آنا ماشي وسايب ليك المكان كله سلام عليكم.


نظر سالم في آثره بحزن وقال:


-وعليكم السلام يا ولدي ربنا يهديك ويبعد شيطانك عنيك آخرة طريقك هتكون عفشة وهتخسر الكل وجتها…


❈-❈-❈


تململت في نومها وهي تشعر بآلم شديد في رقبتها وظهرها نهضت بوهن ألقت نظرة علي زوجها وجدته مستغرقا في النوم تنهدت براحة وإتجهت الي الخارج وجدت شادي وعهد غافيين علي المقاعد إبتعدت عنهم وتوققت أمام النافذة الزجاجية تطلع الي الخارج.


صوت تنبيه الرساله أيقظ هذا الغافي فتح عينه وتطلع حوله حتي إستعاب لمح نورسيل تقف قرب النافذة نظر الي زوجته وجدها ما زالت غافية نهض بحذر وخلع چاكيت بدلته دثرها به جيدا وإتجه تجاه نورسيل وقف بالقرب منها واضعا يده بجيبه .


إنتبهت الي وجوده وألتفتت له :


-أنت صحيت ؟


أومئ بإيجاب :


-أه يوسف أخباره أيه ؟


تمتمت برضا :


-كويس الحمد لله.


ردد بتفهم:


-الحمد لله خرجتي ليه ؟


هتفت بتوضيح :


-نايم خرجت شوية أسيبه يرتاح.


أومئ بإيجاب:


-تمام .


صمت كليهما وتحدث بحذر :


-أخبارك أنتي ويوسف أيه ؟


رمقته بحيرة وقالت:


-الحمد لله ؟


حك ذقنه بخفة وقال:


-نورسيل أنتي لسه بتفكري في شهاب لسه ؟


هزت رأسها نافية وأردفت بصدق:


-لأ.


تنهد براحة وهتف بحنان:


-كويس شهاب خلاص بقي ماضي يا نورسيل وده الصح يوسف شخص كويس وإبن عيشي حياتك يا نورسيل وفوقي لنفسك عشان مترجعيش تندمي الفرصة بتيجي مرة واحدة بس لو خسرتيها هتخسري حياتك كلها يوسف راجل وهيصونك يا نورسيل وأنا دايما جنبك وقت ما تحتاجيني هتلاقيني .


إبتسمت بإمتنان :


-شكرا .


نظر لها معاتبا :


-أحنا أخوات مفيش بينا شكرا روحي أقعدي جنب عهد هنزل أجيب حاجة نشربها تحبي أجبلك أيه ؟


رفعت كتفيها بالمبالاة :


-عادي أي حاجة.


أومئ بتفهم :


-تمام.


جلست جوار عهد وهبط هو وعاد بعد قليل يحمل قهوته  يده وحقيبة كبيرة.


أعطي الحقيبة الي نورسيل وهز زوجته برفق :


-عهد حبيبي صحي النوم يا جميل.


تململت بنوم وفتحت عيناها تحدث بإبتسامة :


-فوقي يلا وأشربي حاجة أنتي ونورسيل.


إنتبهت علي زوجة شقيقها التي تجلس جوارها وهتفت بقلق:


-يوسف كويس ؟


آومئت نورسيل بإيجاب:


-بخير الحمد لله هو نايم بس.


تنهدت عهد براحة وتمتمت :


-الحمد لله .


تحدث شادي بحنان وهو يجلس جوارها من الجهة الآخري :


-يلا بقي أشربوا وكلوا حاجة .


هزت رأسها بإيجاب وفتحت نورسيل الحقيبة وأخرجت العصائر والمعلبات تحدثت عهد متسائلة :


-مش هتاكل ؟


هز رأسه نافيا:


-لا يا حبيبتي كفاية القهوة ألف هنا علي قلوبكم  أنتم.


حركت رأسها بإيجاب وبدأت تتناول الطعام والعصائر هي ونورسيل.


مر الوقت وحل المساء وجاء عدي مرة آخري لديهم واستأذن شادي وعهد بالمغادرة ولكن الي شقتهم هذه المرة كي ينعم شادي بحمام دافئ ويرتاح بمنزله .


بينما دلفت نورسيل وعدي الي يوسف جلسوا برفقته قليلا بعد أن إستيقظ وبعدها نهض عدي وخرج يجلس خارج الغرفة.


❈-❈-❈


ظلت نورسيل جالسة برفقة ويوسف يتحدثوا سويا حتي طرق الباب ودلف عدي يحمل حقيبة متمتما بأسف :


-أسف يا نورسيل نسيت شنطة الهدوم في العربية والله .


نهضت نورسيل وآخذتها بفرحة:


-كويس إنك جبتها محتاجة اغير هدومي فعلا


إبتسم بهدوء:


-نايا جهزتها بس نسيتها تحت يلا بعد إذنكم.


ردت بإبتسامة:


-أتفضل.


غادر عدي وهتف يوسف بحيرة:


-مالك فرحانة كده ليه بالهدوم ؟


ردت بإشمئزاز وهي تنظر الي حالها:


-من يوم الحادثة وأنا بهدومي وخلاص مبقتش طايقة ريحيتي ومحتاجة آخد شور.


غمز لها بخفة وقال بعبث:


-تحبي أساعدك ؟


نظرت له بعدم فهم وقالت:


-تساعدني في أيه ؟


غمغم بعبث :


-في الشور يا روحي أحميكي أليفك عشان الجلخ مثلا.


شهقت الآخري بصدمة وهي تشير علي نفسها :


-نعم يا روح الروح جلخ مين يا أبو جلخ أنا حلوة يا حبيبي وزي الفل ومزة في نظر الكل بس أنت الي مش شايف قالتها وهي تضع يدها بخصرها وتتراقص.


إبتسم ساخرا وتحدث بحسرة:


-يا شيخة أتنيلي بقالي كام شهر معاكي وقاعد ليا بالبراشوت ولا الشويش عطية .


رمقته بغيظ ودبت علي الأرض بطفولة:


-أنا شويش عطية ؟


ضحك بإستفزاز وهتف بعبث:


-أيوة شويش عطية إلا بقي أنتي أثبتي العكس.


ضغط علي أسنانها بغيظ:


-بارد أقول ايه آخذت الحقيبة وولجت الي المرحاض صافعة الباب خلفها بعنف مما جعل الآخر يضحك بصوت مرتفع حتي أن بآلم.


خرجت بعد ما يقارب الساعة وجلست لا تعيره إنتباه إبتسم هو عليها وتحدث بلطف:


-خلاص بقي متزعليش كنت بهزر معاكي .


ألتفت له وهتفت بطفولة :


-بجد يعني أنا حلوة ؟


نظر لها بحب وهتف بصدق:


-أنتي حلوة وزي القمر يا روحي ولا شوفت أحلي منك ولا هشوف أحلي منك.


إبتسمت بفرحة من حديثه وجلسوا حتي غلبهم النوم وإستغرقوا في نوما عميق..


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


في صباح يوم جديد نقل يوسف إلي غرفة عادية بعد إستقرار حالته وإزالة أمبوب الأكسجين من أنفه تم نقله الي غرفة عادية وتم السماح له بتناول بعض الأطعمة الخفيفة …


في غرفة يوسف في المشفي يجلس عدي ونورسيل برفقته حتي طرق الباب ودلفت الممرضة وهي تحمل الإفطار الخاص بيوسف المكون من علبتين زبادي ومغلف عصير دايت .


إقتربت الممرضة بإبتسامة لطيفة وهي تمد يدها بالطعام الي نورسيل :


-أتفضلي أكليه بس براحة معلقة معلقة عشان الجرح .


آحذتهم نورسيل وأستأذنت الممرضة بالمغادرة وكذلك تحمحم عدي كي لا يحرج شقيقه فكتفه الأيمن مصاب ولم يتستطيع الاكل بمفرده:


-طيب هطلع أستني الجماعة بره يا يوسف بعد إذنكم.


إقتربت نورسيل وتحدثت متسائلة:


-أعدلك المخدة شوية ؟


أومئ بضعف:


-ياريت تعبت من النوم ساعدين أتعدل شوية.


وضعت الطعام جانبا وإقترب منه تحاول رفع جسده بصعوبة إلي أن إستطاعت أخيرا رفعه بوهن :


- أنت ليه مطلبتش من عدي ؟


تنهد بوهن وقال:


-أنا طول عمري السند والضهر ليهم صعب دلوقتي انا الي أطلب منه يسندني يا نورسيل أديكي شوفتي هو خرج عشان ميحرجنيش.


إبتسمت بإعجاب:


-أنت ذكي أوي ولماح.


ضحك بخفة:


-أعتبر أن دي مغازلة صريحة يا زوجتي المصون ؟


رمقته بغيظ وهزت رأسها بيأس وهتفت ضاحكة:


-أنت في ايه ولا ايه بس يلا عشان أفطرك.


ربت علي الفراش بخفة:


-طيب تعالي أعدي جنبي يلا هنا.


تطلعت له بحيرة وقالت:


-أقعد ليه ؟


غمغم ببراءة مصطنعة:


-عشان تعرفي تأكليني وعشان رجلك متوجعكيش.


أومئت بتفهم وتمتمت :


-حاضر جلست جواره وفتحت معلب الزبادي وبدأت في إطعامه آول معلقة وبدأ يتناوله بنهم.


رمقته بحيره وقالت:


-عجبك ده ؟


هز رأسه بإيجاب وهتف:


-جدا أنا اصلا مش بحب السكريات اوي.


إبتسمت ساخراة وهتفت متهكمة:


-يا راجل قول كلام غير كده ده انت واكل صنية بسبوسة ليلة الحادثة.


ضحك ملئ فمها وتحدث بدعابة:


-أنتي كنتي باصة ليا فيها بقي.


رمقته معاتبة وقالت:


-إخص عليك انا عملت مخصوص ليك.


إبتسم بهدوء وأمسك يدها مقبلا إياها بحب:


-بهزر معاكي يا روحي.


قطع حديثهم طريق الباب ودلف عدي بنصف جسده وتحدث بإحراج:


-يوسف وكيل النيابة هنا عايز يدخل يحقق معاك عشان الحادثة.


تطلع الي نورسيل بحنان وقال:


-تمام يا عدي دخلوا وخد نورسيل معاك .


نهضت متسائلة:


-مش محتاج حاجة ؟


إبتسم بهدوء وحرك رأسه نافيا:


-لأ يا حبيبتي تسلمي يلا بقي الناس بره.


تحركت نورسيل الي الخارج برفقة عدي الذي سمح الي وكيل النائب العام أن يدلف الي غرفة يوسف كي يتم التحقيق معه عن الحادث فهم إنتظروا حتي ان أخبرهم الطيبيب تحسن حالة يوسف كي يستطيعوا إستجاوبه لمعرفة من تسبب في هذا الحادث الآليم.


❈-❈-❈


دلف وكيل النائب العام ومن معه ملقيا السلام علي يوسف :


-سلام عليكم ورحمة الله حمد الله علي السلامة يا يوسف باشا أنا سيف الأنصاري وكيل النائب العام.


إبتسم يوسف بهدوء:


-وعليكم السلام ورحمة الله الله يسلمك أتفضلوا.


جلس وكيل النائب :


-أشكرك الدكتور بلغنا أن حضرتك فوقت بس قولنا نسيب حضرتك لغاية ما تستريح شوية.


تحدث يوسف بإمتنان:


-متشكر.


تحدث سيف بتساؤل:


-ها بقي يا باشا ايه الي حصل مع حضرتك ؟


سرد له يوسف ما حدث.


عاجله سيف بفضول:


-بس علي حد علمي حضرتك بتخرج بحراسة دايما صح ؟


أومئ يوسف بإيجاب :


-فعلا بس أوقات بضطر أخرج لوحدي.


هز علي رأسه متفهما وتحدث بحذر:


-حد كان يعرف معاد خروجك ولا صدفة ؟


أجاب يوسف بثبات:


-صدفة ده مش اليوم الي بخرج فيه لوحدي.


حك الآخر ذقنه بخفة:


-واضح أنه حد مترصد ليك وكان بيراقبك لان الغرض قتلك مش سرقة العربية ومتعلقاتك الشخصية زي ما هي تبعا لتحريات المباحث أظن حضرتك كان في قضية تار لحضرتك في الصعيد صح ؟


أومئ بإيجاب ورد بثبات:


-أيوة بس أتحلت بالنسب .


أرجع سيف ظهره الي الخلف متحدثا بحيرة :


-متأكد ؟


هز رأسه بإيجاب:


-متأكد طبعا توأم المتوفي جوز أختي وبنت عمه مراته وأخويا أتجوز أختها تفتكر لو فيه مشاكل لسه هيحصل نسب للمرة التالتة ؟


تنهد سيف وقال:


-فعلا كلام حضرتك منطقي طيب حضرتك شوفت الي ضربوا نار سمعت صوتهم؟


هز رأسه نافيا وتحدث كاذبا:


-لا.


مط الآخر شفتيه بحيرة:


-حضرتك معروف بنزاهتك وإنك رجل خيري معتقدش إنك ليك أعداء ؟


إبتسم يوسف بثقة:


-مفيش حد ناجح ملوش أعداء يا سيف بيه غير مده يبقي فاشل.


ضحك الآخر :


-في ديه عندك حق يعني حضرتك مش بتتهم حد ؟


حرك رأسه نافيا:


-لأ.


تحدث سيف  بأسف:


-كده مضطرين نقفل المحضر ونأيده ضد مجهول.


تنهد يوسف بإرتياح:


-تمام.


نظر سيف الي المحضر وتحدث بهدوء:


-أيد القضية ضد مجهول يا أبني .


إنهي المحضر تنفيذ أمره ونهضوا مستأذنين منه وغادروا تنهد يوسف براحة متمتما بتوعد:


-صبرك عليا شريف الكلب..


❈-❈-❈


وصل شادي وعهد وبرفقتهم صفاء ونايا وعامر وعليا جلسوا برفقة يوسف حتي أطمئنوا عليه وغادروا…


الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


يُتبع..


الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء


              الفصل الرابع والثلاثون


لم يخطر في عقلي أن أقع في الحب مرة آخر ، ومن عدو لي وليس إلا ، ولكن نحن لا نختار من نحب ، لا القلب يدق لمن يهوي ، وينسج خيوطه العنكبوتية مطلقا بقوانينه الأزالية في الحب ، فإستسلم أيها العقل ، القلب أصدر فرمانا أن كل شريان به يضخ دمائه بمن تحب فلا مجال للتراجع ولا الفرار.


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد تقف نورسيل جوار يوسف والطبيب الذي يقوم بفحصه أنهي الطبيب فحصه وإبتسم.


تراجع الطبيب إلي الخلف متمتما بإبتسامة بعد آن رمق تلك الجميلة من خلف نظارته الطبية:


-حمد الله علي السلامة يا يوسف باشا.


إعتدل يوسف بوهن علي الوسادة الطبية معقبا بتساؤل:


-كده أقدر أخرج يا دكتور ؟


ضحك الطبيب وهتف مازحا:


-ايه يوسف باشا زهقت مننا ولا ايه ؟


إبتسم يوسف مجاملة وقال بتوضيح:


-أنا مش بحب المستشفيات أصلا وكمان حضرتك شايف آهلي كل يوم جايين .


آومئ الطبيب بتفهم وقال:


-حاضر كده كده حالة حضرتك بقت أفضل وهكتب ليك خروج النهاردة بإذن الله.


إبتسمت نورسيل بفرحة :


-بجد يا دكتور يعني خلاص هو بقي كويس وهنرجع البيت.


رمقها الطبيب بإبتسامة عاشقة لم تفت علي هذا الراقد بفراشه:


-آيوة يا ستي بإذن الله أهم حاجة الراحة التامة عشان الجرح العملية كانت كبيرة.


ردت نورسيل بحماس:


-أطمئن يا دكتور مش هيتحرك من السرير غير لما يقوم بالسلامة ان شاء الله.


ضحك الطبيب بخفة:


-تمام هعتمد علي حضرتك في كده.


رد هذا الذي يشتعل غيظا:


-طيب ياريت حضرتك تكتب ليا علي الخروج دلوقت لو سمحت.


حمحم الطبيب بإحراج:


-تمام بس كنت عايز حضرتك في كلمة علي إنفراد.


رمقه يوسف بضيق وألتفت الي نورسيل هاتفا بأمر :


-آخرجي يا حبيبتي  بلغي عدي أننا هنمشي.


نطق جملته ضاغطا علي كلمة حبيبتي مرسلا رسالة مبطنة لهذا الأحمق فهو يلاحظ نظراته إلي  مدللته منذ فترة .


ردت بإبتسامة:


-حاضر وهكلمهم في البيت عشان محدش يجي بعد إذنكم.


قال الطبيب برقة:


-أتفضلي.


ما أن أغلق الباب حتي تحدث يوسف بنفاذ صبر :


-خير يا دكتور.


عدل الطبيب من عويناته الطبية وتحدث بإرتباك :


-بصراحة أنا كنت حابب أطلب إيد أخت حضرتك.


تطلع له بهدوء ما قبل العاصفة وهتف بحذر:


-أختي مين ؟ أنا أخواتي متجوزين ؟


نظر له بخيبة أمل وقال:


-أزاي بس أنا مش بشوف في إيدها دبلة ومشوفتش جوزها ؟ انا حتي أتأكدت دلوقتي أن إيدها فاضية ؟


رد الآخر بحذر :


-أنت قصدك علي مين ؟


تخدث الآخر بتلقائية قد تؤدي بحياته إلي التهلكة :


-أنسة نورسيل .


أشتعل فتيل الغضب لدي الراقد بفراشه يود لو أن يقوم الأن ويكسر فك هذا الأحمق ضغط علي أسنانه ورد بغيظ:


-مدام نورسيل تبقي المدام بتاعتي انا يا دكتور .


شحب وجه الآخر وهتف بأسف وبتلقائية ستؤدي بحياته من هذا الراقد علي فراشه لا محالة فهو رجل صعيدي لن يتهاون في إمرأته:


-أنا أسف والله بس مكنتش لابسة دبلة ومش باين عليها أنها متجوزة أصلا .


صاح يوسف بجنون:


-ايه مش باين عليها متجوزة دي أنت أتجننت بتوصف مراتي قدامي ؟


علي صراخ يوسف إقتحم عدي الغرفة وخلفه نورسيل 


إقترب عدي من شقيقه بلهفة :


-أهدي يا يوسف في أيه ؟


نظر يوسف الي زوجته بشر والي الطبيب الذي يقف يرتعب مكانه أشار له بإستهزاء:


-طلع البيه ده بره مش عايز أشوف خلته قدامي هنا لغاية ما أمشي.


تحمحم الطبيب بإحراج وغادر من نفسه إقتربت منه نورسيل معاتبه:


-ايه الي عملته ده يا يوسف الدكتور كان محترم وذوق اوي.


صاح بجنون :


-اخرسي خالص يا مدام ولا مدام ايه يا أنسة ما البأف الي راقد ولا فارق معاكي لما يبقي الدكتور الي متابعني داخل خارج باصص علي مراتي عشان عايز يتجوزها ليه بقي عشان أنا مش مالي عين الهانم ومش راضية تلبس دبلتي.


دمعت عيناها من حديثه وصمتت تحدث عدي بتهدئة :


-إهدي بس شوية يا يوسف آيه  الي حصل فهمني ؟


رد يوسف بغيره:


-البيه المحترم جاي يطلب إيد الأنسة أختي الي هي الهانم لآ ويقولي مش لابسة دبلة ومش باين عليها الجواز شايف الهنا ؟


تحمحم عدي بإحراج:


-خلاص يا يوسف حصل خير إعدي بس أنا هروح أجهز ورق الخروج عقبال ما تجهز غادر سريعا مفسحا لهم المجال.


❈-❈-❈


خرج عدي وجد الطبيب يقف في الخارج بإحراج إقترب منه عدي مرددا ببرود:


-خير يا دكتور؟


تمتم الطبيب بخجل :


-أنا أسف والله يا عدي باشا انا فعلا كنت فكرها أخت حضراتكم.


هز عدي رأسه متفهما:


-حصل خير يا دكتور بس أنت كمان غلط لما عرفت انها مراته مش تسكت لا حضرتك عمال تعارض.


تحدث الطبيب بآسف:


-آسف والله أنا مستعد ادخل اعتذر ليه دلوقتي الصدمة بس كانت جامدة عليا.


اومئ عدي بتفهم وتحدث بنبرة ذات معني:


-تمام يا دكتور مفيش داعي تدخل ليوسف عشان مصلحتك دلوقتي لانك لو دخلت معتقدش هتخرج سليم كده..


تراجع الطبيب بإحراج:


-تمام انا هروح اخلص ورق الخروج.


إبتسم عدي ببرود:


-صح كده ده الي لازم تعمله.


فر الطبيب هاربا بينما ضحك عدي وإتجه كي ينهي حساب المشفي.


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية


يجلس علي الفراش وجسده يشتعل من كثرة الغيرة رمق هذه التي تبكي بضيق :


-كمان أنتي إلي بتعيطي علي آساس مش الهانم الي غلطانة.


ردت بدموع:


-غلط في ايه ؟ 


رد معاتبا:


-حتة دبلة رفضتي تلبسيها وعرضتيني للموقف ده أتمني تكوني مبسوطة دلوقتي.


تحدثت بإرتباك:


-ما أنت كمان مش لابس دبلة والممرضة عكستك قدامي ؟


نظر لها ساخرا وقال:


-بجد أنت هتساوي نظرة الممرضة ليا يا هانم زي نظرة راجل بيبص لمراتي ويفصص فيها ؟


عضت علي شفتيها بخجل وقالت بمكابرة:


-والله الي عايز يبص عليا مش هيفرق معاه دبلة ولا غيره .


رمقها بغيظ وقال:


-بره.


تطلعت له بعدم إستيعاب:


-بره ؟


هز رآسه بإيجاب:


-أه أطلعي بره عشان لو فضلتي لحظة واحدة قدامي هقوم أرميكي من الشباك.


ظلت تنظر له بصدمة حتي صاح بعنف:


-لسه واقفة بره.


لمعت الدموع بعينها وغادرت سريعا بينما مسح هو علي وجهه بضيق يعلم انه كان قاسي معها ولكن يجب أن يفعل ذلك يجب أن تفيق تلك الحمقاء من غفوتها ، قلبه يشتعل كلما يتذكر حديث هذا الحقير ونظراته تجاهها فهو رجل وأعلم بنظرات الرجال جيدا…..


❈-❈-❈


أنهي عدي الإجراءات وعاد وجد نورسيل تجلس أمام الغرفة إقترب منها وهتف متسائلا :


-مالك يا نورسيل  بتعيطي له وخرجتي ايه ؟


زفرت بحنق:


-البيه طردني.


تنهد عدي وقال:


-تمام أنا هدخل أساعده يجهز عشان نمشي.


تحدت بلهفة عندما تذكرت حديث يوسف المرة الماضية:


-لا خليك.


رمقها بعدم فهم:


-أخليني ليه مش فاهم ؟


ردت بخجل :


-هساعده انا عشان اجهز حاجته .


ألقت جملتها ودلفت الي داخل الغرفة سريعا..


ضرب كف بكف مرددا بعد إستيعاب:


-أيه المجنونة بنت المجانين دي ؟


ولجت الي الغرفة بضيق نظر هو لها قليلا وبعدها نظر الي الجهة الآخري.


دبت علي الأرض بغيظ وإتجهت الي الخزانة وبدأت في ضب أغراضه بعد أن تركت بنطال وقميص كي يرتديه أغلقت الحقيبة وإتجهت له بغيظ:


-ممكن أساعد جنابك في لبسك عدي كان داخل بس انا رفضت.


رغم غضبه منها ولكن إعجبه فعلتها بالفعل إعتدل ونهض من فوق الفراش بوهن.


إتجهت هي الي بخحل وبدأ في مساعدته في إرتداء ملابسه علي إستحياء شديد بينما الآخر كان غارقا بإستمتاع لقربها منه هكذا ، أنتهت من إغلاق أزار قميصه وساعدته في إرتداء الحامل الخاص بذراعه ولم تكتفي عند هذا الحد بل قامت بجذب فرشاة الشعر الخاصة به وتحدثت بضيق:


-ممكن تقعد عشان أسرح شعرك ؟


لا ينكر إعجابه بإهتمامها بأدق التفاصيل به جلس بالفعل وقامت بتمشيط شعره بالفرشاه ونثر عطره الجذاب وتحدثت ببرود :


-أنا خلصت ولميت الحاجة وعدي مستني بره نخرج ؟


أومئ بإيجاب وهتف بإقتضاب:


-تمام.


نهض بمساعدتها وغادروا الي الخارج كان عدي في إنتظارهم نهض عاي الفور ما أن رآهم وحمل الخقيبة عن نورسيل وتحركوا سويا يوسف في المنتصف والي جواره عدي ونورسيل كل منهم من ناحية ما أن لمح هذا الطبيب قام بإمساك يد نورسيل بتملك والتي من حسن حظه كانت جوار يده السليمة.


❈-❈-❈


هبط من السيارة والحرس الخاص به والخدم يرحبون به بفرحة شديدة من هذا الرجل الوقور الذي كان بمثابة أخ لهم وليس رب عملهم.


ولج الي الداخل و تلقفته والدته داخل أحضانها بحنان وهو يبادلها الأحضان والخادمات يطلقون الزغاريد فرحة برجوعه.


إبتعد عن والدته مازحا:


-ايه ست الكل أنا كنت مسافر ولا ايه ؟ انتي كنتي معايا إمبارح !


أجابت صفاء بدموع:


-حمد الله علي سلامتك يا قلبي أنا كنت هتجنن عليك يا حبيبي لو حصلك حاجة مكنتش هقدر أعيش من غيرك.


قبل يوسف جبينها بحب:


-بعد الشر عنك يا ست الكل إهدي بقي وأنسي الي فات أنا قدام آهو صاغ سليم فين الأكل بتاعك الحلو إبنك واقع .


ردت صفاء بلهفة:


-من عيوني يا قلب ماما هعمل ليك كل الي نفسك فيه يا قلبي حالا.


ضحك عدي بمرح وهتف نافيا:


-إهدي بس يا ست الكل وصلي علي النبي حالا ايه براحة عليه ده قايم من عملية جامدة كل الي محتاجه شوربة خضار وفراخ مسلوقة .


إبتسم يوسف برضا وقال:


-حتي لو عيش وجبنة كفاية أنه من إيد ست الكل ربنا يبارك لينا فيها .


ربتت علي كتفه بحنان:


-ويخليك ليا يا قلب أمك وأفرح بعوضك.


أمن علي دعائها بهدوء:


-يارب يا أمي بعد إذنكم محتاج أطلع أرتاح شوية.


ردت صفاء بلهفة:


-ماشي يا حبيبي نورسيل.


نظرت لحماتها وردت بإحترام:


-نعم يا طنط ؟


هتفت صفاء بحنان:


-أطلعي مع جوزك يا حبيبتي وخليكي جنبه لغاية ما أجهز ليه الأكل.


إبتسمت نورسيل بلطف وقالت:


-حاضر يا طنط.


صعد يوسف وبرفقته نورسيل بينما تطلع عدي الي والدته متسائلة:


-هي نايا فين ؟


ردت بإنتباه: 


-نايمة يا حبيبي في أوضتها أطلع أنت كمان ريح شوية.


آماء بهدوء:


-تمام يا أمي محتاجة حاجة ؟


هزت رأسها نافية :


-لا يا حبيبي سلامتك أنت وأخواتك يا قلبي.


إبتسم عدي وقبل جبينها بحب:


-ربنا يخليكي لينا يا ست الكل ويديمك فوق راسنا.


تنهدت بحنان وقالت:


-ويخليكم ليا يا قلبي وأفرح بأولادكم قدام عيوني .


أمن عدي بتمني:


-يارب يا أمي يارب.


❈-❈-❈


جلس علي الفراش بوهن بينما إتجهت نورسيل الي غرفة الملابس وأحضرت ملابس بيتية مريحة وساعدته علي إرتدائها بصمت تام.


إنتهي من تغيير ملابسه وتمدد علي الفراش تحدثت متسائلة :


-محتاج حاجة تاني مني ؟


رمقها معاتبا وقال:


-لأ متشكر وأسف علي تعبك معايا الفترة الي فاتت متشغليش هم بيا أنا بقيت بخير وأقدر أهتم بنفسي.


تطلعت له بضيق وقالت:


-بجد ؟ ممكن اعرف بتعاملني كده ليه ؟


تنهد بحزن :


-بعاملك أزاي يعني ؟أنتي شايفة اني مزعلش بعد الي حصل ؟ نورسيل أنا تعبت بجد عايزة تطلقي يا بنت الناس وتشوفي حالك هعمل ليكي الي أنتي عايزاه.


نظرت له بإنكسار :


-بجد ؟ عايز تطلقني ؟


مسح وجهه بوهن :


-عشان تعبت من العيشة دي يا بنت الناس انا مش هقدر أفرض نفسي عليكي.


صمتت ودموعها تساقطت علي وجنتيها زفر بحنق ونهض بتثاقل جلس جوارها مربتا علي ظهرها بحنان :


-بتعيطي ليه يا بنت الناس ؟ 


رمقته بدموع ولم تتحدث


ضحك هو بخفة وقال:


-والله أنا تعبت ليكي قولي بس الي يرضيكي وأنا هعمله اعملك ايه بس تاني طيب عايزة تطلقي ؟


هزت رأسها وظلت تنظر أرضا بخجل.


تنهد براحة وضمها بحنان:


-طيب خلاص مش هطلقك يا ستي أفرحي.


ضربته علي صدره مما جعله يأن بآلم :


-أه يا مجنونة حرام عليكي .


تفحصته بقلق:


-مالك بتوجعك ؟


أماء بآلم :


-كويس إهدي. 


ردت بحزن:


-والله ما كنتش أقصد .


إبتسم بضعف:


-إهدي يا حبيبتي أنا بخير.


تنهدت براحة:


-طيب الحمد لله .


نهض بتثاقل وقال:


-أنا هنام شوية يا حبيبتي شوية ارتاح.


أومئت بتفهم :


-تمام هقوم آخد شور وأرتاح أنت شوية .


تمدد هو علي الفراش وما أن وضع راسه علي الوسادة إستغرق في نوما عميق.


بينما هي آخذت ملابسها وإتجهت الي المرحاض تأخذ حمام بارد تنعم به قليلا فهي منذ أسبوعا كاملا لم تأخذ حماما كهذا…


خرجت بعد فترة بعد أن أنعشت جسدها قليلا إرتدت إسدالها وألقت نظرة سريعة عليه وجدته مستغرقا في النوم تنهدت براحه وإتجهت الي الخارج ….


❈-❈-❈


ولج الي الغرفة وجد زوجته نائمة إبتسم بخفة وجلس جوارها يتأملها بحنان وتمدد جوارها بحنان دون أن يرتدي ملابسه حتي يكفيه قربها وراحته فقط لا غير.


تململت في نومها وجدت زوجها جوارها يكبلها داخل أحضانه إبتسمت بخفة وإتجهت الي أسفل .


وجدت شقيقتها تخرج من جناحها هي الآخري تجاهلتها نايا وإتجهت الي الاسفل .


قطعت نورسيل طريقها ووقفت أمامها .


تنهدت نايا بضيق وقالت:


-خير يا نورسيل ؟


ربعت نورسيل ساعديها وهتفت بنفاذ صبر :


-خير انتي مالك فيكي ايه بتعامليني كده ليه ؟


رمقتها نايا بضيق ولم تتحدث .


رددت نورسيل بإصرار:


-لازم نتكلم لو سمحتي.


اومئت نايا بإيجاب فما باليد حيلة :


-تعالي نقعد في الاوضة الي كنت قاعدة فيها.


تحركوا إليها وجلسوا سويا .


تحدثت نورسيل بحذر:


-كان قصدك ايه بكلامك عن شهاب ؟


هزت نايا رأسها بيأس:


-بردوا مصرة علي شهاب ؟ مش كفاية إنك شاركتي في قتل جوزك ؟ مفكرتيش لو كان يوسف مات الي كان هيحصل معامي ومعايا ؟ انتي هتتسجني وأنا هترمي في الشارع ليه تعملي كده يا نورسيل البيت ده والناس الي فيه كرموكي وكرموني من آول يوم دخلناه ليه كده ؟ ليه تغدري بيهم ؟ ومش أي غدر كمان نورسيل انا عايزة أفهم حاجة واحدة منك بجد أزاي تبقي نايمة جنبه علي سرير واحد وأنتي بتفكري تقتليه ؟ قلبك فين ؟ عايزة تعرفي حقيقة شهاب مش أكتر من واحد حقير حاول يعتدي عليا وهددني انه يفضحني لو قولت لحد دي حقيقته  شوفتي حقيقته عرفتي كنتي عايزة تقتلي جوزك عشان خاطر مين ؟


نورسيل ……..


الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية

يُتبع..


الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء


                الفصل الثالث والثلاثون


أومئت بتفهم حتي روادها سؤالا تخشي إيجابته :


-هو مين الي ضربك بالنار ؟


تطلع لها قليلاً وقال :


-معرفش مين.


تنهدت براحة وعقبت متسائلة :


-يعني مشوفتش الي ضربك بالنار ؟


هز رأسه نافيا :


-لأ .


صمت كليهما قليلا حتي تحدثت بفضول :


-هو أنا كنت عارف ؟


تطلع لها بعدم فهم:


-عارف ايه ؟


عقبت بتوضيح :


-إن هيحصل ليك حاجة .


مط شفتيه بحيرة :


-بردوا مش فاهم ؟


قلبت عيناها بضجر :


-قصدي الكابوس الي فضلت صاحي بعده .


إبتسم بهدوء وقال:


-في أسئلة ما ينفعش نجاوب عليها يا نور حتي لو نعرف إجابتها.


ضيقت عيناها بعدم فهم:


-قصدك ايه ؟


أجاب بإبتسامة:


-قصدي ان إجابة سؤالك مينفعش أجاوب عليها خصوصا في الاحلام والرؤي فهمتي ؟


هزت راسها بعدم فهم:


-لا.


آغمض عينه بيأس :


-هبقي أفهمك بعدين يا قدري عشان تعبت .


رمقته بخوف:


-أنادي للدكتور ؟


أجاب نافيا:


-لا يا حبيبي محتاج أنام شوية.


أومأت بتفهم وهتفت متسائلة:


-تحب أخرج وأسيبك ترتاح ؟


هز رآسه نافيا وقال بصدق:


-لأ يا قلب يوسف راحتي جنبك خليكي.


إبتسمت بخجل وأغمض هو عينه براحة ظلت جواره حتي تأكدت من أنه غفي وغفت هي الآخري مستندة برأسها جواره علي الفراش.


❈-❈-❈


وقف بعيدا يتحدث في هاتفه بينما تجلس عهد علي أحد المقاعد تتململ بوهن .


آنهي المكالمة وعاد إليها وجلس  جوارها هاتفا بلهفة ما أن رأي شحوب وجهها :


-مالك يا حبيبتي في ايه ؟


إبتسمت بوهن:


-مفيش بس تعبانة شوية من قلة النوم.


تحسس جبينها بقلق خوفا من أن تكون حرارتها مرتفعة تنهد براحة عندما وجد حرارتها طبيعية هتف متسائلا :


-تحبي أروح ترتاحي وأرجع ؟


هزت رأسها نافية وإقتربت منه ووضعت رأسها فوق صدره تتمسح به كالقطة الصغيرة وهتفت بخمول:


-لأ يا حبيبي خليني بس في حضنك ينفع ؟


ما كان رده سوي ضمها الي أحضانه وشدد من إحتضانها مقبلا جبينها بحب :


-ده مكانك أنتي يا قلب وملكك أنتي أي وقت.


إبتسمت براحة وغفت داخل أحضانه ظل هو يتأملها بحب فمنذ أن دخلت هذه الجنية الي حياته قلبت حياته رأسا علي عقب جعت حياته جنة خضراء بعد أن كانت صحراء قاحلة يقسم أنه لم يتذوق طعم الحب إلي معها هي فقط .


كان مجرد مسخ يحيي حياة لم تستفيد منه غير الوجع فقط تنهد بآلم فلا يدري ما ينتظره في المستقبل قبل جبينها بحب وأغمض عينه مستمتعا بقربها.


❈-❈-❈


في قصر المغربي….


أنهي عدي حمامه وخرج مرتديا برنص الحمام واليد الآخري بها منشفة يجفف شعره وجد ملابسه موضوعة علي الفراش إبتسم بحب من إهتمام زوجته الجميلة إرتدي ملابسه وتمدد علي الفراش ولكن وجد الباب يفتح ودلفت نايا وهي تحمل صينينة متوسطة الحجم بها كل ما لذ وطاب.


إعتدل بوهن  وهتف بإبتسامة:


-تعبتي نفسك ليه يا روحي أنا عايز أنام بس .


أغلقت الباب وتحدثت بحنان:


-ما ينفعش تنام من غير متاكل أنت بقالك يومين بتاكل من الشارع.


جلست جواره ووضعت الصينية في المنتصف :


-يلا بقي عايزة الأكل ده يخلص كله.


إبتسم بخفة وقال :


-موافق بس علي شرط .


قطبت جبينها بحيرة:


-شرط ايه ؟


رد بدعابة :


-تأكلي معايا ممكن !


إبتسمت وهمهمت بإيجاب :


-حاضر يا حبيبي.


تناولوا الطعام سويا وبعدها أخدت الصينينة إلي المطبخ وعادت بعد قليل وجدته غافيا إبتسمت بحنان وجلست جواره تداعب خصلات شعره بحنان تفكر فيما فعلته شقيقتها الحمقاء يجب أن تخبرها بحقيقة هذا الحقير…..


❈-❈-❈


في الصعيد يجلس شريف برفقة والده في الديوان بذهن شارد رمقه والده بحيرة وهتف متسائلا:


-خير يا ولدي شارد في آيه ؟


آلتفت الي والده وهمهم بإرتباك :


-ها مفيش حاچة يا بوي أنا معاك أهو .


مط والده شفتيه بحيرة:


-معايا كيف يا ولدي أنت مخبي حاچة عني ؟


هز رأسه نافيا سريعا وهتف بإرتباك:


-ها هخبي عنيك أيه بس يا أبوي أكمل حديثه بمكر أنا بس بفكر في خيي .


تطلع له والده بإنتباه:


-خيك ماله يا ولدي ؟


تحدث شريف بخبث:


-جلجان عليه يا أبوي ده متچوز جبلي ومرني إهه حبلة ومراته لساتها مشلتش شكلها أرض بور.


رمقه والده بضيق:


-فال الله ولا فالك يا ولدي الخلفة بتاعت ربنا وهو لسه ما ردش أدعي أنت بس لخيك ومتشلش همه وشيل البنية من عجلك.


زفر شريف بملل:


-وه يعني كومان اني الي طلعت غلطان عشان بفكر في خيي وخايف عليه.


إبتسم سالم ساخرا :


-لا يا ولدي أنت مش خايف علي خيك أنت الود ودك تجلبها حريجة عشان ترتاح.


رمقه شريف بضيق ونهض هاتفا بغيظ:


-ماشي يا أبوي بخاطرك آنا ماشي وسايب ليك المكان كله سلام عليكم.


نظر سالم في آثره بحزن وقال:


-وعليكم السلام يا ولدي ربنا يهديك ويبعد شيطانك عنيك آخرة طريقك هتكون عفشة وهتخسر الكل وجتها…


❈-❈-❈


تململت في نومها وهي تشعر بآلم شديد في رقبتها وظهرها نهضت بوهن ألقت نظرة علي زوجها وجدته مستغرقا في النوم تنهدت براحة وإتجهت الي الخارج وجدت شادي وعهد غافيين علي المقاعد إبتعدت عنهم وتوققت أمام النافذة الزجاجية تطلع الي الخارج.


صوت تنبيه الرساله أيقظ هذا الغافي فتح عينه وتطلع حوله حتي إستعاب لمح نورسيل تقف قرب النافذة نظر الي زوجته وجدها ما زالت غافية نهض بحذر وخلع چاكيت بدلته دثرها به جيدا وإتجه تجاه نورسيل وقف بالقرب منها واضعا يده بجيبه .


إنتبهت الي وجوده وألتفتت له :


-أنت صحيت ؟


أومئ بإيجاب :


-أه يوسف أخباره أيه ؟


تمتمت برضا :


-كويس الحمد لله.


ردد بتفهم:


-الحمد لله خرجتي ليه ؟


هتفت بتوضيح :


-نايم خرجت شوية أسيبه يرتاح.


أومئ بإيجاب:


-تمام .


صمت كليهما وتحدث بحذر :


-أخبارك أنتي ويوسف أيه ؟


رمقته بحيرة وقالت:


-الحمد لله ؟


حك ذقنه بخفة وقال:


-نورسيل أنتي لسه بتفكري في شهاب لسه ؟


هزت رأسها نافية وأردفت بصدق:


-لأ.


تنهد براحة وهتف بحنان:


-كويس شهاب خلاص بقي ماضي يا نورسيل وده الصح يوسف شخص كويس وإبن عيشي حياتك يا نورسيل وفوقي لنفسك عشان مترجعيش تندمي الفرصة بتيجي مرة واحدة بس لو خسرتيها هتخسري حياتك كلها يوسف راجل وهيصونك يا نورسيل وأنا دايما جنبك وقت ما تحتاجيني هتلاقيني .


إبتسمت بإمتنان :


-شكرا .


نظر لها معاتبا :


-أحنا أخوات مفيش بينا شكرا روحي أقعدي جنب عهد هنزل أجيب حاجة نشربها تحبي أجبلك أيه ؟


رفعت كتفيها بالمبالاة :


-عادي أي حاجة.


أومئ بتفهم :


-تمام.


جلست جوار عهد وهبط هو وعاد بعد قليل يحمل قهوته  يده وحقيبة كبيرة.


أعطي الحقيبة الي نورسيل وهز زوجته برفق :


-عهد حبيبي صحي النوم يا جميل.


تململت بنوم وفتحت عيناها تحدث بإبتسامة :


-فوقي يلا وأشربي حاجة أنتي ونورسيل.


إنتبهت علي زوجة شقيقها التي تجلس جوارها وهتفت بقلق:


-يوسف كويس ؟


آومئت نورسيل بإيجاب:


-بخير الحمد لله هو نايم بس.


تنهدت عهد براحة وتمتمت :


-الحمد لله .


تحدث شادي بحنان وهو يجلس جوارها من الجهة الآخري :


-يلا بقي أشربوا وكلوا حاجة .


هزت رأسها بإيجاب وفتحت نورسيل الحقيبة وأخرجت العصائر والمعلبات تحدثت عهد متسائلة :


-مش هتاكل ؟


هز رأسه نافيا:


-لا يا حبيبتي كفاية القهوة ألف هنا علي قلوبكم  أنتم.


حركت رأسها بإيجاب وبدأت تتناول الطعام والعصائر هي ونورسيل.


مر الوقت وحل المساء وجاء عدي مرة آخري لديهم واستأذن شادي وعهد بالمغادرة ولكن الي شقتهم هذه المرة كي ينعم شادي بحمام دافئ ويرتاح بمنزله .


بينما دلفت نورسيل وعدي الي يوسف جلسوا برفقته قليلا بعد أن إستيقظ وبعدها نهض عدي وخرج يجلس خارج الغرفة.


❈-❈-❈


ظلت نورسيل جالسة برفقة ويوسف يتحدثوا سويا حتي طرق الباب ودلف عدي يحمل حقيبة متمتما بأسف :


-أسف يا نورسيل نسيت شنطة الهدوم في العربية والله .


نهضت نورسيل وآخذتها بفرحة:


-كويس إنك جبتها محتاجة اغير هدومي فعلا


إبتسم بهدوء:


-نايا جهزتها بس نسيتها تحت يلا بعد إذنكم.


ردت بإبتسامة:


-أتفضل.


غادر عدي وهتف يوسف بحيرة:


-مالك فرحانة كده ليه بالهدوم ؟


ردت بإشمئزاز وهي تنظر الي حالها:


-من يوم الحادثة وأنا بهدومي وخلاص مبقتش طايقة ريحيتي ومحتاجة آخد شور.


غمز لها بخفة وقال بعبث:


-تحبي أساعدك ؟


نظرت له بعدم فهم وقالت:


-تساعدني في أيه ؟


غمغم بعبث :


-في الشور يا روحي أحميكي أليفك عشان الجلخ مثلا.


شهقت الآخري بصدمة وهي تشير علي نفسها :


-نعم يا روح الروح جلخ مين يا أبو جلخ أنا حلوة يا حبيبي وزي الفل ومزة في نظر الكل بس أنت الي مش شايف قالتها وهي تضع يدها بخصرها وتتراقص.


إبتسم ساخرا وتحدث بحسرة:


-يا شيخة أتنيلي بقالي كام شهر معاكي وقاعد ليا بالبراشوت ولا الشويش عطية .


رمقته بغيظ ودبت علي الأرض بطفولة:


-أنا شويش عطية ؟


ضحك بإستفزاز وهتف بعبث:


-أيوة شويش عطية إلا بقي أنتي أثبتي العكس.


ضغط علي أسنانها بغيظ:


-بارد أقول ايه آخذت الحقيبة وولجت الي المرحاض صافعة الباب خلفها بعنف مما جعل الآخر يضحك بصوت مرتفع حتي أن بآلم.


خرجت بعد ما يقارب الساعة وجلست لا تعيره إنتباه إبتسم هو عليها وتحدث بلطف:


-خلاص بقي متزعليش كنت بهزر معاكي .


ألتفت له وهتفت بطفولة :


-بجد يعني أنا حلوة ؟


نظر لها بحب وهتف بصدق:


-أنتي حلوة وزي القمر يا روحي ولا شوفت أحلي منك ولا هشوف أحلي منك.


إبتسمت بفرحة من حديثه وجلسوا حتي غلبهم النوم وإستغرقوا في نوما عميق..


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


في صباح يوم جديد نقل يوسف إلي غرفة عادية بعد إستقرار حالته وإزالة أمبوب الأكسجين من أنفه تم نقله الي غرفة عادية وتم السماح له بتناول بعض الأطعمة الخفيفة …


في غرفة يوسف في المشفي يجلس عدي ونورسيل برفقته حتي طرق الباب ودلفت الممرضة وهي تحمل الإفطار الخاص بيوسف المكون من علبتين زبادي ومغلف عصير دايت .


إقتربت الممرضة بإبتسامة لطيفة وهي تمد يدها بالطعام الي نورسيل :


-أتفضلي أكليه بس براحة معلقة معلقة عشان الجرح .


آحذتهم نورسيل وأستأذنت الممرضة بالمغادرة وكذلك تحمحم عدي كي لا يحرج شقيقه فكتفه الأيمن مصاب ولم يتستطيع الاكل بمفرده:


-طيب هطلع أستني الجماعة بره يا يوسف بعد إذنكم.


إقتربت نورسيل وتحدثت متسائلة:


-أعدلك المخدة شوية ؟


أومئ بضعف:


-ياريت تعبت من النوم ساعدين أتعدل شوية.


وضعت الطعام جانبا وإقترب منه تحاول رفع جسده بصعوبة إلي أن إستطاعت أخيرا رفعه بوهن :


- أنت ليه مطلبتش من عدي ؟


تنهد بوهن وقال:


-أنا طول عمري السند والضهر ليهم صعب دلوقتي انا الي أطلب منه يسندني يا نورسيل أديكي شوفتي هو خرج عشان ميحرجنيش.


إبتسمت بإعجاب:


-أنت ذكي أوي ولماح.


ضحك بخفة:


-أعتبر أن دي مغازلة صريحة يا زوجتي المصون ؟


رمقته بغيظ وهزت رأسها بيأس وهتفت ضاحكة:


-أنت في ايه ولا ايه بس يلا عشان أفطرك.


ربت علي الفراش بخفة:


-طيب تعالي أعدي جنبي يلا هنا.


تطلعت له بحيرة وقالت:


-أقعد ليه ؟


غمغم ببراءة مصطنعة:


-عشان تعرفي تأكليني وعشان رجلك متوجعكيش.


أومئت بتفهم وتمتمت :


-حاضر جلست جواره وفتحت معلب الزبادي وبدأت في إطعامه آول معلقة وبدأ يتناوله بنهم.


رمقته بحيره وقالت:


-عجبك ده ؟


هز رأسه بإيجاب وهتف:


-جدا أنا اصلا مش بحب السكريات اوي.


إبتسمت ساخراة وهتفت متهكمة:


-يا راجل قول كلام غير كده ده انت واكل صنية بسبوسة ليلة الحادثة.


ضحك ملئ فمها وتحدث بدعابة:


-أنتي كنتي باصة ليا فيها بقي.


رمقته معاتبة وقالت:


-إخص عليك انا عملت مخصوص ليك.


إبتسم بهدوء وأمسك يدها مقبلا إياها بحب:


-بهزر معاكي يا روحي.


قطع حديثهم طريق الباب ودلف عدي بنصف جسده وتحدث بإحراج:


-يوسف وكيل النيابة هنا عايز يدخل يحقق معاك عشان الحادثة.


تطلع الي نورسيل بحنان وقال:


-تمام يا عدي دخلوا وخد نورسيل معاك .


نهضت متسائلة:


-مش محتاج حاجة ؟


إبتسم بهدوء وحرك رأسه نافيا:


-لأ يا حبيبتي تسلمي يلا بقي الناس بره.


تحركت نورسيل الي الخارج برفقة عدي الذي سمح الي وكيل النائب العام أن يدلف الي غرفة يوسف كي يتم التحقيق معه عن الحادث فهم إنتظروا حتي ان أخبرهم الطيبيب تحسن حالة يوسف كي يستطيعوا إستجاوبه لمعرفة من تسبب في هذا الحادث الآليم.


❈-❈-❈


دلف وكيل النائب العام ومن معه ملقيا السلام علي يوسف :


-سلام عليكم ورحمة الله حمد الله علي السلامة يا يوسف باشا أنا سيف الأنصاري وكيل النائب العام.


إبتسم يوسف بهدوء:


-وعليكم السلام ورحمة الله الله يسلمك أتفضلوا.


جلس وكيل النائب :


-أشكرك الدكتور بلغنا أن حضرتك فوقت بس قولنا نسيب حضرتك لغاية ما تستريح شوية.


تحدث يوسف بإمتنان:


-متشكر.


تحدث سيف بتساؤل:


-ها بقي يا باشا ايه الي حصل مع حضرتك ؟


سرد له يوسف ما حدث.


عاجله سيف بفضول:


-بس علي حد علمي حضرتك بتخرج بحراسة دايما صح ؟


أومئ يوسف بإيجاب :


-فعلا بس أوقات بضطر أخرج لوحدي.


هز علي رأسه متفهما وتحدث بحذر:


-حد كان يعرف معاد خروجك ولا صدفة ؟


أجاب يوسف بثبات:


-صدفة ده مش اليوم الي بخرج فيه لوحدي.


حك الآخر ذقنه بخفة:


-واضح أنه حد مترصد ليك وكان بيراقبك لان الغرض قتلك مش سرقة العربية ومتعلقاتك الشخصية زي ما هي تبعا لتحريات المباحث أظن حضرتك كان في قضية تار لحضرتك في الصعيد صح ؟


أومئ بإيجاب ورد بثبات:


-أيوة بس أتحلت بالنسب .


أرجع سيف ظهره الي الخلف متحدثا بحيرة :


-متأكد ؟


هز رأسه بإيجاب:


-متأكد طبعا توأم المتوفي جوز أختي وبنت عمه مراته وأخويا أتجوز أختها تفتكر لو فيه مشاكل لسه هيحصل نسب للمرة التالتة ؟


تنهد سيف وقال:


-فعلا كلام حضرتك منطقي طيب حضرتك شوفت الي ضربوا نار سمعت صوتهم؟


هز رأسه نافيا وتحدث كاذبا:


-لا.


مط الآخر شفتيه بحيرة:


-حضرتك معروف بنزاهتك وإنك رجل خيري معتقدش إنك ليك أعداء ؟


إبتسم يوسف بثقة:


-مفيش حد ناجح ملوش أعداء يا سيف بيه غير مده يبقي فاشل.


ضحك الآخر :


-في ديه عندك حق يعني حضرتك مش بتتهم حد ؟


حرك رأسه نافيا:


-لأ.


تحدث سيف  بأسف:


-كده مضطرين نقفل المحضر ونأيده ضد مجهول.


تنهد يوسف بإرتياح:


-تمام.


نظر سيف الي المحضر وتحدث بهدوء:


-أيد القضية ضد مجهول يا أبني .


إنهي المحضر تنفيذ أمره ونهضوا مستأذنين منه وغادروا تنهد يوسف براحة متمتما بتوعد:


-صبرك عليا شريف الكلب..


❈-❈-❈


وصل شادي وعهد وبرفقتهم صفاء ونايا وعامر وعليا جلسوا برفقة يوسف حتي أطمئنوا عليه وغادروا…


الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


يُتبع..


الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء


              الفصل الرابع والثلاثون


لم يخطر في عقلي أن أقع في الحب مرة آخر ، ومن عدو لي وليس إلا ، ولكن نحن لا نختار من نحب ، لا القلب يدق لمن يهوي ، وينسج خيوطه العنكبوتية مطلقا بقوانينه الأزالية في الحب ، فإستسلم أيها العقل ، القلب أصدر فرمانا أن كل شريان به يضخ دمائه بمن تحب فلا مجال للتراجع ولا الفرار.


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد تقف نورسيل جوار يوسف والطبيب الذي يقوم بفحصه أنهي الطبيب فحصه وإبتسم.


تراجع الطبيب إلي الخلف متمتما بإبتسامة بعد آن رمق تلك الجميلة من خلف نظارته الطبية:


-حمد الله علي السلامة يا يوسف باشا.


إعتدل يوسف بوهن علي الوسادة الطبية معقبا بتساؤل:


-كده أقدر أخرج يا دكتور ؟


ضحك الطبيب وهتف مازحا:


-ايه يوسف باشا زهقت مننا ولا ايه ؟


إبتسم يوسف مجاملة وقال بتوضيح:


-أنا مش بحب المستشفيات أصلا وكمان حضرتك شايف آهلي كل يوم جايين .


آومئ الطبيب بتفهم وقال:


-حاضر كده كده حالة حضرتك بقت أفضل وهكتب ليك خروج النهاردة بإذن الله.


إبتسمت نورسيل بفرحة :


-بجد يا دكتور يعني خلاص هو بقي كويس وهنرجع البيت.


رمقها الطبيب بإبتسامة عاشقة لم تفت علي هذا الراقد بفراشه:


-آيوة يا ستي بإذن الله أهم حاجة الراحة التامة عشان الجرح العملية كانت كبيرة.


ردت نورسيل بحماس:


-أطمئن يا دكتور مش هيتحرك من السرير غير لما يقوم بالسلامة ان شاء الله.


ضحك الطبيب بخفة:


-تمام هعتمد علي حضرتك في كده.


رد هذا الذي يشتعل غيظا:


-طيب ياريت حضرتك تكتب ليا علي الخروج دلوقت لو سمحت.


حمحم الطبيب بإحراج:


-تمام بس كنت عايز حضرتك في كلمة علي إنفراد.


رمقه يوسف بضيق وألتفت الي نورسيل هاتفا بأمر :


-آخرجي يا حبيبتي  بلغي عدي أننا هنمشي.


نطق جملته ضاغطا علي كلمة حبيبتي مرسلا رسالة مبطنة لهذا الأحمق فهو يلاحظ نظراته إلي  مدللته منذ فترة .


ردت بإبتسامة:


-حاضر وهكلمهم في البيت عشان محدش يجي بعد إذنكم.


قال الطبيب برقة:


-أتفضلي.


ما أن أغلق الباب حتي تحدث يوسف بنفاذ صبر :


-خير يا دكتور.


عدل الطبيب من عويناته الطبية وتحدث بإرتباك :


-بصراحة أنا كنت حابب أطلب إيد أخت حضرتك.


تطلع له بهدوء ما قبل العاصفة وهتف بحذر:


-أختي مين ؟ أنا أخواتي متجوزين ؟


نظر له بخيبة أمل وقال:


-أزاي بس أنا مش بشوف في إيدها دبلة ومشوفتش جوزها ؟ انا حتي أتأكدت دلوقتي أن إيدها فاضية ؟


رد الآخر بحذر :


-أنت قصدك علي مين ؟


تخدث الآخر بتلقائية قد تؤدي بحياته إلي التهلكة :


-أنسة نورسيل .


أشتعل فتيل الغضب لدي الراقد بفراشه يود لو أن يقوم الأن ويكسر فك هذا الأحمق ضغط علي أسنانه ورد بغيظ:


-مدام نورسيل تبقي المدام بتاعتي انا يا دكتور .


شحب وجه الآخر وهتف بأسف وبتلقائية ستؤدي بحياته من هذا الراقد علي فراشه لا محالة فهو رجل صعيدي لن يتهاون في إمرأته:


-أنا أسف والله بس مكنتش لابسة دبلة ومش باين عليها أنها متجوزة أصلا .


صاح يوسف بجنون:


-ايه مش باين عليها متجوزة دي أنت أتجننت بتوصف مراتي قدامي ؟


علي صراخ يوسف إقتحم عدي الغرفة وخلفه نورسيل 


إقترب عدي من شقيقه بلهفة :


-أهدي يا يوسف في أيه ؟


نظر يوسف الي زوجته بشر والي الطبيب الذي يقف يرتعب مكانه أشار له بإستهزاء:


-طلع البيه ده بره مش عايز أشوف خلته قدامي هنا لغاية ما أمشي.


تحمحم الطبيب بإحراج وغادر من نفسه إقتربت منه نورسيل معاتبه:


-ايه الي عملته ده يا يوسف الدكتور كان محترم وذوق اوي.


صاح بجنون :


-اخرسي خالص يا مدام ولا مدام ايه يا أنسة ما البأف الي راقد ولا فارق معاكي لما يبقي الدكتور الي متابعني داخل خارج باصص علي مراتي عشان عايز يتجوزها ليه بقي عشان أنا مش مالي عين الهانم ومش راضية تلبس دبلتي.


دمعت عيناها من حديثه وصمتت تحدث عدي بتهدئة :


-إهدي بس شوية يا يوسف آيه  الي حصل فهمني ؟


رد يوسف بغيره:


-البيه المحترم جاي يطلب إيد الأنسة أختي الي هي الهانم لآ ويقولي مش لابسة دبلة ومش باين عليها الجواز شايف الهنا ؟


تحمحم عدي بإحراج:


-خلاص يا يوسف حصل خير إعدي بس أنا هروح أجهز ورق الخروج عقبال ما تجهز غادر سريعا مفسحا لهم المجال.


❈-❈-❈


خرج عدي وجد الطبيب يقف في الخارج بإحراج إقترب منه عدي مرددا ببرود:


-خير يا دكتور؟


تمتم الطبيب بخجل :


-أنا أسف والله يا عدي باشا انا فعلا كنت فكرها أخت حضراتكم.


هز عدي رأسه متفهما:


-حصل خير يا دكتور بس أنت كمان غلط لما عرفت انها مراته مش تسكت لا حضرتك عمال تعارض.


تحدث الطبيب بآسف:


-آسف والله أنا مستعد ادخل اعتذر ليه دلوقتي الصدمة بس كانت جامدة عليا.


اومئ عدي بتفهم وتحدث بنبرة ذات معني:


-تمام يا دكتور مفيش داعي تدخل ليوسف عشان مصلحتك دلوقتي لانك لو دخلت معتقدش هتخرج سليم كده..


تراجع الطبيب بإحراج:


-تمام انا هروح اخلص ورق الخروج.


إبتسم عدي ببرود:


-صح كده ده الي لازم تعمله.


فر الطبيب هاربا بينما ضحك عدي وإتجه كي ينهي حساب المشفي.


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية


يجلس علي الفراش وجسده يشتعل من كثرة الغيرة رمق هذه التي تبكي بضيق :


-كمان أنتي إلي بتعيطي علي آساس مش الهانم الي غلطانة.


ردت بدموع:


-غلط في ايه ؟ 


رد معاتبا:


-حتة دبلة رفضتي تلبسيها وعرضتيني للموقف ده أتمني تكوني مبسوطة دلوقتي.


تحدثت بإرتباك:


-ما أنت كمان مش لابس دبلة والممرضة عكستك قدامي ؟


نظر لها ساخرا وقال:


-بجد أنت هتساوي نظرة الممرضة ليا يا هانم زي نظرة راجل بيبص لمراتي ويفصص فيها ؟


عضت علي شفتيها بخجل وقالت بمكابرة:


-والله الي عايز يبص عليا مش هيفرق معاه دبلة ولا غيره .


رمقها بغيظ وقال:


-بره.


تطلعت له بعدم إستيعاب:


-بره ؟


هز رآسه بإيجاب:


-أه أطلعي بره عشان لو فضلتي لحظة واحدة قدامي هقوم أرميكي من الشباك.


ظلت تنظر له بصدمة حتي صاح بعنف:


-لسه واقفة بره.


لمعت الدموع بعينها وغادرت سريعا بينما مسح هو علي وجهه بضيق يعلم انه كان قاسي معها ولكن يجب أن يفعل ذلك يجب أن تفيق تلك الحمقاء من غفوتها ، قلبه يشتعل كلما يتذكر حديث هذا الحقير ونظراته تجاهها فهو رجل وأعلم بنظرات الرجال جيدا…..


❈-❈-❈


أنهي عدي الإجراءات وعاد وجد نورسيل تجلس أمام الغرفة إقترب منها وهتف متسائلا :


-مالك يا نورسيل  بتعيطي له وخرجتي ايه ؟


زفرت بحنق:


-البيه طردني.


تنهد عدي وقال:


-تمام أنا هدخل أساعده يجهز عشان نمشي.


تحدت بلهفة عندما تذكرت حديث يوسف المرة الماضية:


-لا خليك.


رمقها بعدم فهم:


-أخليني ليه مش فاهم ؟


ردت بخجل :


-هساعده انا عشان اجهز حاجته .


ألقت جملتها ودلفت الي داخل الغرفة سريعا..


ضرب كف بكف مرددا بعد إستيعاب:


-أيه المجنونة بنت المجانين دي ؟


ولجت الي الغرفة بضيق نظر هو لها قليلا وبعدها نظر الي الجهة الآخري.


دبت علي الأرض بغيظ وإتجهت الي الخزانة وبدأت في ضب أغراضه بعد أن تركت بنطال وقميص كي يرتديه أغلقت الحقيبة وإتجهت له بغيظ:


-ممكن أساعد جنابك في لبسك عدي كان داخل بس انا رفضت.


رغم غضبه منها ولكن إعجبه فعلتها بالفعل إعتدل ونهض من فوق الفراش بوهن.


إتجهت هي الي بخحل وبدأ في مساعدته في إرتداء ملابسه علي إستحياء شديد بينما الآخر كان غارقا بإستمتاع لقربها منه هكذا ، أنتهت من إغلاق أزار قميصه وساعدته في إرتداء الحامل الخاص بذراعه ولم تكتفي عند هذا الحد بل قامت بجذب فرشاة الشعر الخاصة به وتحدثت بضيق:


-ممكن تقعد عشان أسرح شعرك ؟


لا ينكر إعجابه بإهتمامها بأدق التفاصيل به جلس بالفعل وقامت بتمشيط شعره بالفرشاه ونثر عطره الجذاب وتحدثت ببرود :


-أنا خلصت ولميت الحاجة وعدي مستني بره نخرج ؟


أومئ بإيجاب وهتف بإقتضاب:


-تمام.


نهض بمساعدتها وغادروا الي الخارج كان عدي في إنتظارهم نهض عاي الفور ما أن رآهم وحمل الخقيبة عن نورسيل وتحركوا سويا يوسف في المنتصف والي جواره عدي ونورسيل كل منهم من ناحية ما أن لمح هذا الطبيب قام بإمساك يد نورسيل بتملك والتي من حسن حظه كانت جوار يده السليمة.


❈-❈-❈


هبط من السيارة والحرس الخاص به والخدم يرحبون به بفرحة شديدة من هذا الرجل الوقور الذي كان بمثابة أخ لهم وليس رب عملهم.


ولج الي الداخل و تلقفته والدته داخل أحضانها بحنان وهو يبادلها الأحضان والخادمات يطلقون الزغاريد فرحة برجوعه.


إبتعد عن والدته مازحا:


-ايه ست الكل أنا كنت مسافر ولا ايه ؟ انتي كنتي معايا إمبارح !


أجابت صفاء بدموع:


-حمد الله علي سلامتك يا قلبي أنا كنت هتجنن عليك يا حبيبي لو حصلك حاجة مكنتش هقدر أعيش من غيرك.


قبل يوسف جبينها بحب:


-بعد الشر عنك يا ست الكل إهدي بقي وأنسي الي فات أنا قدام آهو صاغ سليم فين الأكل بتاعك الحلو إبنك واقع .


ردت صفاء بلهفة:


-من عيوني يا قلب ماما هعمل ليك كل الي نفسك فيه يا قلبي حالا.


ضحك عدي بمرح وهتف نافيا:


-إهدي بس يا ست الكل وصلي علي النبي حالا ايه براحة عليه ده قايم من عملية جامدة كل الي محتاجه شوربة خضار وفراخ مسلوقة .


إبتسم يوسف برضا وقال:


-حتي لو عيش وجبنة كفاية أنه من إيد ست الكل ربنا يبارك لينا فيها .


ربتت علي كتفه بحنان:


-ويخليك ليا يا قلب أمك وأفرح بعوضك.


أمن علي دعائها بهدوء:


-يارب يا أمي بعد إذنكم محتاج أطلع أرتاح شوية.


ردت صفاء بلهفة:


-ماشي يا حبيبي نورسيل.


نظرت لحماتها وردت بإحترام:


-نعم يا طنط ؟


هتفت صفاء بحنان:


-أطلعي مع جوزك يا حبيبتي وخليكي جنبه لغاية ما أجهز ليه الأكل.


إبتسمت نورسيل بلطف وقالت:


-حاضر يا طنط.


صعد يوسف وبرفقته نورسيل بينما تطلع عدي الي والدته متسائلة:


-هي نايا فين ؟


ردت بإنتباه: 


-نايمة يا حبيبي في أوضتها أطلع أنت كمان ريح شوية.


آماء بهدوء:


-تمام يا أمي محتاجة حاجة ؟


هزت رأسها نافية :


-لا يا حبيبي سلامتك أنت وأخواتك يا قلبي.


إبتسم عدي وقبل جبينها بحب:


-ربنا يخليكي لينا يا ست الكل ويديمك فوق راسنا.


تنهدت بحنان وقالت:


-ويخليكم ليا يا قلبي وأفرح بأولادكم قدام عيوني .


أمن عدي بتمني:


-يارب يا أمي يارب.


❈-❈-❈


جلس علي الفراش بوهن بينما إتجهت نورسيل الي غرفة الملابس وأحضرت ملابس بيتية مريحة وساعدته علي إرتدائها بصمت تام.


إنتهي من تغيير ملابسه وتمدد علي الفراش تحدثت متسائلة :


-محتاج حاجة تاني مني ؟


رمقها معاتبا وقال:


-لأ متشكر وأسف علي تعبك معايا الفترة الي فاتت متشغليش هم بيا أنا بقيت بخير وأقدر أهتم بنفسي.


تطلعت له بضيق وقالت:


-بجد ؟ ممكن اعرف بتعاملني كده ليه ؟


تنهد بحزن :


-بعاملك أزاي يعني ؟أنتي شايفة اني مزعلش بعد الي حصل ؟ نورسيل أنا تعبت بجد عايزة تطلقي يا بنت الناس وتشوفي حالك هعمل ليكي الي أنتي عايزاه.


نظرت له بإنكسار :


-بجد ؟ عايز تطلقني ؟


مسح وجهه بوهن :


-عشان تعبت من العيشة دي يا بنت الناس انا مش هقدر أفرض نفسي عليكي.


صمتت ودموعها تساقطت علي وجنتيها زفر بحنق ونهض بتثاقل جلس جوارها مربتا علي ظهرها بحنان :


-بتعيطي ليه يا بنت الناس ؟ 


رمقته بدموع ولم تتحدث


ضحك هو بخفة وقال:


-والله أنا تعبت ليكي قولي بس الي يرضيكي وأنا هعمله اعملك ايه بس تاني طيب عايزة تطلقي ؟


هزت رأسها وظلت تنظر أرضا بخجل.


تنهد براحة وضمها بحنان:


-طيب خلاص مش هطلقك يا ستي أفرحي.


ضربته علي صدره مما جعله يأن بآلم :


-أه يا مجنونة حرام عليكي .


تفحصته بقلق:


-مالك بتوجعك ؟


أماء بآلم :


-كويس إهدي. 


ردت بحزن:


-والله ما كنتش أقصد .


إبتسم بضعف:


-إهدي يا حبيبتي أنا بخير.


تنهدت براحة:


-طيب الحمد لله .


نهض بتثاقل وقال:


-أنا هنام شوية يا حبيبتي شوية ارتاح.


أومئت بتفهم :


-تمام هقوم آخد شور وأرتاح أنت شوية .


تمدد هو علي الفراش وما أن وضع راسه علي الوسادة إستغرق في نوما عميق.


بينما هي آخذت ملابسها وإتجهت الي المرحاض تأخذ حمام بارد تنعم به قليلا فهي منذ أسبوعا كاملا لم تأخذ حماما كهذا…


خرجت بعد فترة بعد أن أنعشت جسدها قليلا إرتدت إسدالها وألقت نظرة سريعة عليه وجدته مستغرقا في النوم تنهدت براحه وإتجهت الي الخارج ….


❈-❈-❈


ولج الي الغرفة وجد زوجته نائمة إبتسم بخفة وجلس جوارها يتأملها بحنان وتمدد جوارها بحنان دون أن يرتدي ملابسه حتي يكفيه قربها وراحته فقط لا غير.


تململت في نومها وجدت زوجها جوارها يكبلها داخل أحضانه إبتسمت بخفة وإتجهت الي أسفل .


وجدت شقيقتها تخرج من جناحها هي الآخري تجاهلتها نايا وإتجهت الي الاسفل .


قطعت نورسيل طريقها ووقفت أمامها .


تنهدت نايا بضيق وقالت:


-خير يا نورسيل ؟


ربعت نورسيل ساعديها وهتفت بنفاذ صبر :


-خير انتي مالك فيكي ايه بتعامليني كده ليه ؟


رمقتها نايا بضيق ولم تتحدث .


رددت نورسيل بإصرار:


-لازم نتكلم لو سمحتي.


اومئت نايا بإيجاب فما باليد حيلة :


-تعالي نقعد في الاوضة الي كنت قاعدة فيها.


تحركوا إليها وجلسوا سويا .


تحدثت نورسيل بحذر:


-كان قصدك ايه بكلامك عن شهاب ؟


هزت نايا رأسها بيأس:


-بردوا مصرة علي شهاب ؟ مش كفاية إنك شاركتي في قتل جوزك ؟ مفكرتيش لو كان يوسف مات الي كان هيحصل معامي ومعايا ؟ انتي هتتسجني وأنا هترمي في الشارع ليه تعملي كده يا نورسيل البيت ده والناس الي فيه كرموكي وكرموني من آول يوم دخلناه ليه كده ؟ ليه تغدري بيهم ؟ ومش أي غدر كمان نورسيل انا عايزة أفهم حاجة واحدة منك بجد أزاي تبقي نايمة جنبه علي سرير واحد وأنتي بتفكري تقتليه ؟ قلبك فين ؟ عايزة تعرفي حقيقة شهاب مش أكتر من واحد حقير حاول يعتدي عليا وهددني انه يفضحني لو قولت لحد دي حقيقته  شوفتي حقيقته عرفتي كنتي عايزة تقتلي جوزك عشان خاطر مين ؟


نورسيل ……..




الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء


              الفصل الرابع والثلاثون


لم يخطر في عقلي أن أقع في الحب مرة آخر ، ومن عدو لي وليس إلا ، ولكن نحن لا نختار من نحب ، لا القلب يدق لمن يهوي ، وينسج خيوطه العنكبوتية مطلقا بقوانينه الأزالية في الحب ، فإستسلم أيها العقل ، القلب أصدر فرمانا أن كل شريان به يضخ دمائه بمن تحب فلا مجال للتراجع ولا الفرار.


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد تقف نورسيل جوار يوسف والطبيب الذي يقوم بفحصه أنهي الطبيب فحصه وإبتسم.


تراجع الطبيب إلي الخلف متمتما بإبتسامة بعد آن رمق تلك الجميلة من خلف نظارته الطبية:


-حمد الله علي السلامة يا يوسف باشا.


إعتدل يوسف بوهن علي الوسادة الطبية معقبا بتساؤل:


-كده أقدر أخرج يا دكتور ؟


ضحك الطبيب وهتف مازحا:


-ايه يوسف باشا زهقت مننا ولا ايه ؟


إبتسم يوسف مجاملة وقال بتوضيح:


-أنا مش بحب المستشفيات أصلا وكمان حضرتك شايف آهلي كل يوم جايين .


آومئ الطبيب بتفهم وقال:


-حاضر كده كده حالة حضرتك بقت أفضل وهكتب ليك خروج النهاردة بإذن الله.


إبتسمت نورسيل بفرحة :


-بجد يا دكتور يعني خلاص هو بقي كويس وهنرجع البيت.


رمقها الطبيب بإبتسامة عاشقة لم تفت علي هذا الراقد بفراشه:


-آيوة يا ستي بإذن الله أهم حاجة الراحة التامة عشان الجرح العملية كانت كبيرة.


ردت نورسيل بحماس:


-أطمئن يا دكتور مش هيتحرك من السرير غير لما يقوم بالسلامة ان شاء الله.


ضحك الطبيب بخفة:


-تمام هعتمد علي حضرتك في كده.


رد هذا الذي يشتعل غيظا:


-طيب ياريت حضرتك تكتب ليا علي الخروج دلوقت لو سمحت.


حمحم الطبيب بإحراج:


-تمام بس كنت عايز حضرتك في كلمة علي إنفراد.


رمقه يوسف بضيق وألتفت الي نورسيل هاتفا بأمر :


-آخرجي يا حبيبتي  بلغي عدي أننا هنمشي.


نطق جملته ضاغطا علي كلمة حبيبتي مرسلا رسالة مبطنة لهذا الأحمق فهو يلاحظ نظراته إلي  مدللته منذ فترة .


ردت بإبتسامة:


-حاضر وهكلمهم في البيت عشان محدش يجي بعد إذنكم.


قال الطبيب برقة:


-أتفضلي.


ما أن أغلق الباب حتي تحدث يوسف بنفاذ صبر :


-خير يا دكتور.


عدل الطبيب من عويناته الطبية وتحدث بإرتباك :


-بصراحة أنا كنت حابب أطلب إيد أخت حضرتك.


تطلع له بهدوء ما قبل العاصفة وهتف بحذر:


-أختي مين ؟ أنا أخواتي متجوزين ؟


نظر له بخيبة أمل وقال:


-أزاي بس أنا مش بشوف في إيدها دبلة ومشوفتش جوزها ؟ انا حتي أتأكدت دلوقتي أن إيدها فاضية ؟


رد الآخر بحذر :


-أنت قصدك علي مين ؟


تخدث الآخر بتلقائية قد تؤدي بحياته إلي التهلكة :


-أنسة نورسيل .


أشتعل فتيل الغضب لدي الراقد بفراشه يود لو أن يقوم الأن ويكسر فك هذا الأحمق ضغط علي أسنانه ورد بغيظ:


-مدام نورسيل تبقي المدام بتاعتي انا يا دكتور .


شحب وجه الآخر وهتف بأسف وبتلقائية ستؤدي بحياته من هذا الراقد علي فراشه لا محالة فهو رجل صعيدي لن يتهاون في إمرأته:


-أنا أسف والله بس مكنتش لابسة دبلة ومش باين عليها أنها متجوزة أصلا .


صاح يوسف بجنون:


-ايه مش باين عليها متجوزة دي أنت أتجننت بتوصف مراتي قدامي ؟


علي صراخ يوسف إقتحم عدي الغرفة وخلفه نورسيل 


إقترب عدي من شقيقه بلهفة :


-أهدي يا يوسف في أيه ؟


نظر يوسف الي زوجته بشر والي الطبيب الذي يقف يرتعب مكانه أشار له بإستهزاء:


-طلع البيه ده بره مش عايز أشوف خلته قدامي هنا لغاية ما أمشي.


تحمحم الطبيب بإحراج وغادر من نفسه إقتربت منه نورسيل معاتبه:


-ايه الي عملته ده يا يوسف الدكتور كان محترم وذوق اوي.


صاح بجنون :


-اخرسي خالص يا مدام ولا مدام ايه يا أنسة ما البأف الي راقد ولا فارق معاكي لما يبقي الدكتور الي متابعني داخل خارج باصص علي مراتي عشان عايز يتجوزها ليه بقي عشان أنا مش مالي عين الهانم ومش راضية تلبس دبلتي.


دمعت عيناها من حديثه وصمتت تحدث عدي بتهدئة :


-إهدي بس شوية يا يوسف آيه  الي حصل فهمني ؟


رد يوسف بغيره:


-البيه المحترم جاي يطلب إيد الأنسة أختي الي هي الهانم لآ ويقولي مش لابسة دبلة ومش باين عليها الجواز شايف الهنا ؟


تحمحم عدي بإحراج:


-خلاص يا يوسف حصل خير إعدي بس أنا هروح أجهز ورق الخروج عقبال ما تجهز غادر سريعا مفسحا لهم المجال.


❈-❈-❈


خرج عدي وجد الطبيب يقف في الخارج بإحراج إقترب منه عدي مرددا ببرود:


-خير يا دكتور؟


تمتم الطبيب بخجل :


-أنا أسف والله يا عدي باشا انا فعلا كنت فكرها أخت حضراتكم.


هز عدي رأسه متفهما:


-حصل خير يا دكتور بس أنت كمان غلط لما عرفت انها مراته مش تسكت لا حضرتك عمال تعارض.


تحدث الطبيب بآسف:


-آسف والله أنا مستعد ادخل اعتذر ليه دلوقتي الصدمة بس كانت جامدة عليا.


اومئ عدي بتفهم وتحدث بنبرة ذات معني:


-تمام يا دكتور مفيش داعي تدخل ليوسف عشان مصلحتك دلوقتي لانك لو دخلت معتقدش هتخرج سليم كده..


تراجع الطبيب بإحراج:


-تمام انا هروح اخلص ورق الخروج.


إبتسم عدي ببرود:


-صح كده ده الي لازم تعمله.


فر الطبيب هاربا بينما ضحك عدي وإتجه كي ينهي حساب المشفي.


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية


يجلس علي الفراش وجسده يشتعل من كثرة الغيرة رمق هذه التي تبكي بضيق :


-كمان أنتي إلي بتعيطي علي آساس مش الهانم الي غلطانة.


ردت بدموع:


-غلط في ايه ؟ 


رد معاتبا:


-حتة دبلة رفضتي تلبسيها وعرضتيني للموقف ده أتمني تكوني مبسوطة دلوقتي.


تحدثت بإرتباك:


-ما أنت كمان مش لابس دبلة والممرضة عكستك قدامي ؟


نظر لها ساخرا وقال:


-بجد أنت هتساوي نظرة الممرضة ليا يا هانم زي نظرة راجل بيبص لمراتي ويفصص فيها ؟


عضت علي شفتيها بخجل وقالت بمكابرة:


-والله الي عايز يبص عليا مش هيفرق معاه دبلة ولا غيره .


رمقها بغيظ وقال:


-بره.


تطلعت له بعدم إستيعاب:


-بره ؟


هز رآسه بإيجاب:


-أه أطلعي بره عشان لو فضلتي لحظة واحدة قدامي هقوم أرميكي من الشباك.


ظلت تنظر له بصدمة حتي صاح بعنف:


-لسه واقفة بره.


لمعت الدموع بعينها وغادرت سريعا بينما مسح هو علي وجهه بضيق يعلم انه كان قاسي معها ولكن يجب أن يفعل ذلك يجب أن تفيق تلك الحمقاء من غفوتها ، قلبه يشتعل كلما يتذكر حديث هذا الحقير ونظراته تجاهها فهو رجل وأعلم بنظرات الرجال جيدا…..


❈-❈-❈


أنهي عدي الإجراءات وعاد وجد نورسيل تجلس أمام الغرفة إقترب منها وهتف متسائلا :


-مالك يا نورسيل  بتعيطي له وخرجتي ايه ؟


زفرت بحنق:


-البيه طردني.


تنهد عدي وقال:


-تمام أنا هدخل أساعده يجهز عشان نمشي.


تحدت بلهفة عندما تذكرت حديث يوسف المرة الماضية:


-لا خليك.


رمقها بعدم فهم:


-أخليني ليه مش فاهم ؟


ردت بخجل :


-هساعده انا عشان اجهز حاجته .


ألقت جملتها ودلفت الي داخل الغرفة سريعا..


ضرب كف بكف مرددا بعد إستيعاب:


-أيه المجنونة بنت المجانين دي ؟


ولجت الي الغرفة بضيق نظر هو لها قليلا وبعدها نظر الي الجهة الآخري.


دبت علي الأرض بغيظ وإتجهت الي الخزانة وبدأت في ضب أغراضه بعد أن تركت بنطال وقميص كي يرتديه أغلقت الحقيبة وإتجهت له بغيظ:


-ممكن أساعد جنابك في لبسك عدي كان داخل بس انا رفضت.


رغم غضبه منها ولكن إعجبه فعلتها بالفعل إعتدل ونهض من فوق الفراش بوهن.


إتجهت هي الي بخحل وبدأ في مساعدته في إرتداء ملابسه علي إستحياء شديد بينما الآخر كان غارقا بإستمتاع لقربها منه هكذا ، أنتهت من إغلاق أزار قميصه وساعدته في إرتداء الحامل الخاص بذراعه ولم تكتفي عند هذا الحد بل قامت بجذب فرشاة الشعر الخاصة به وتحدثت بضيق:


-ممكن تقعد عشان أسرح شعرك ؟


لا ينكر إعجابه بإهتمامها بأدق التفاصيل به جلس بالفعل وقامت بتمشيط شعره بالفرشاه ونثر عطره الجذاب وتحدثت ببرود :


-أنا خلصت ولميت الحاجة وعدي مستني بره نخرج ؟


أومئ بإيجاب وهتف بإقتضاب:


-تمام.


نهض بمساعدتها وغادروا الي الخارج كان عدي في إنتظارهم نهض عاي الفور ما أن رآهم وحمل الخقيبة عن نورسيل وتحركوا سويا يوسف في المنتصف والي جواره عدي ونورسيل كل منهم من ناحية ما أن لمح هذا الطبيب قام بإمساك يد نورسيل بتملك والتي من حسن حظه كانت جوار يده السليمة.


❈-❈-❈


هبط من السيارة والحرس الخاص به والخدم يرحبون به بفرحة شديدة من هذا الرجل الوقور الذي كان بمثابة أخ لهم وليس رب عملهم.


ولج الي الداخل و تلقفته والدته داخل أحضانها بحنان وهو يبادلها الأحضان والخادمات يطلقون الزغاريد فرحة برجوعه.


إبتعد عن والدته مازحا:


-ايه ست الكل أنا كنت مسافر ولا ايه ؟ انتي كنتي معايا إمبارح !


أجابت صفاء بدموع:


-حمد الله علي سلامتك يا قلبي أنا كنت هتجنن عليك يا حبيبي لو حصلك حاجة مكنتش هقدر أعيش من غيرك.


قبل يوسف جبينها بحب:


-بعد الشر عنك يا ست الكل إهدي بقي وأنسي الي فات أنا قدام آهو صاغ سليم فين الأكل بتاعك الحلو إبنك واقع .


ردت صفاء بلهفة:


-من عيوني يا قلب ماما هعمل ليك كل الي نفسك فيه يا قلبي حالا.


ضحك عدي بمرح وهتف نافيا:


-إهدي بس يا ست الكل وصلي علي النبي حالا ايه براحة عليه ده قايم من عملية جامدة كل الي محتاجه شوربة خضار وفراخ مسلوقة .


إبتسم يوسف برضا وقال:


-حتي لو عيش وجبنة كفاية أنه من إيد ست الكل ربنا يبارك لينا فيها .


ربتت علي كتفه بحنان:


-ويخليك ليا يا قلب أمك وأفرح بعوضك.


أمن علي دعائها بهدوء:


-يارب يا أمي بعد إذنكم محتاج أطلع أرتاح شوية.


ردت صفاء بلهفة:


-ماشي يا حبيبي نورسيل.


نظرت لحماتها وردت بإحترام:


-نعم يا طنط ؟


هتفت صفاء بحنان:


-أطلعي مع جوزك يا حبيبتي وخليكي جنبه لغاية ما أجهز ليه الأكل.


إبتسمت نورسيل بلطف وقالت:


-حاضر يا طنط.


صعد يوسف وبرفقته نورسيل بينما تطلع عدي الي والدته متسائلة:


-هي نايا فين ؟


ردت بإنتباه: 


-نايمة يا حبيبي في أوضتها أطلع أنت كمان ريح شوية.


آماء بهدوء:


-تمام يا أمي محتاجة حاجة ؟


هزت رأسها نافية :


-لا يا حبيبي سلامتك أنت وأخواتك يا قلبي.


إبتسم عدي وقبل جبينها بحب:


-ربنا يخليكي لينا يا ست الكل ويديمك فوق راسنا.


تنهدت بحنان وقالت:


-ويخليكم ليا يا قلبي وأفرح بأولادكم قدام عيوني .


أمن عدي بتمني:


-يارب يا أمي يارب.


❈-❈-❈


جلس علي الفراش بوهن بينما إتجهت نورسيل الي غرفة الملابس وأحضرت ملابس بيتية مريحة وساعدته علي إرتدائها بصمت تام.


إنتهي من تغيير ملابسه وتمدد علي الفراش تحدثت متسائلة :


-محتاج حاجة تاني مني ؟


رمقها معاتبا وقال:


-لأ متشكر وأسف علي تعبك معايا الفترة الي فاتت متشغليش هم بيا أنا بقيت بخير وأقدر أهتم بنفسي.


تطلعت له بضيق وقالت:


-بجد ؟ ممكن اعرف بتعاملني كده ليه ؟


تنهد بحزن :


-بعاملك أزاي يعني ؟أنتي شايفة اني مزعلش بعد الي حصل ؟ نورسيل أنا تعبت بجد عايزة تطلقي يا بنت الناس وتشوفي حالك هعمل ليكي الي أنتي عايزاه.


نظرت له بإنكسار :


-بجد ؟ عايز تطلقني ؟


مسح وجهه بوهن :


-عشان تعبت من العيشة دي يا بنت الناس انا مش هقدر أفرض نفسي عليكي.


صمتت ودموعها تساقطت علي وجنتيها زفر بحنق ونهض بتثاقل جلس جوارها مربتا علي ظهرها بحنان :


-بتعيطي ليه يا بنت الناس ؟ 


رمقته بدموع ولم تتحدث


ضحك هو بخفة وقال:


-والله أنا تعبت ليكي قولي بس الي يرضيكي وأنا هعمله اعملك ايه بس تاني طيب عايزة تطلقي ؟


هزت رأسها وظلت تنظر أرضا بخجل.


تنهد براحة وضمها بحنان:


-طيب خلاص مش هطلقك يا ستي أفرحي.


ضربته علي صدره مما جعله يأن بآلم :


-أه يا مجنونة حرام عليكي .


تفحصته بقلق:


-مالك بتوجعك ؟


أماء بآلم :


-كويس إهدي. 


ردت بحزن:


-والله ما كنتش أقصد .


إبتسم بضعف:


-إهدي يا حبيبتي أنا بخير.


تنهدت براحة:


-طيب الحمد لله .


نهض بتثاقل وقال:


-أنا هنام شوية يا حبيبتي شوية ارتاح.


أومئت بتفهم :


-تمام هقوم آخد شور وأرتاح أنت شوية .


تمدد هو علي الفراش وما أن وضع راسه علي الوسادة إستغرق في نوما عميق.


بينما هي آخذت ملابسها وإتجهت الي المرحاض تأخذ حمام بارد تنعم به قليلا فهي منذ أسبوعا كاملا لم تأخذ حماما كهذا…


خرجت بعد فترة بعد أن أنعشت جسدها قليلا إرتدت إسدالها وألقت نظرة سريعة عليه وجدته مستغرقا في النوم تنهدت براحه وإتجهت الي الخارج ….


❈-❈-❈


ولج الي الغرفة وجد زوجته نائمة إبتسم بخفة وجلس جوارها يتأملها بحنان وتمدد جوارها بحنان دون أن يرتدي ملابسه حتي يكفيه قربها وراحته فقط لا غير.


تململت في نومها وجدت زوجها جوارها يكبلها داخل أحضانه إبتسمت بخفة وإتجهت الي أسفل .


وجدت شقيقتها تخرج من جناحها هي الآخري تجاهلتها نايا وإتجهت الي الاسفل .


قطعت نورسيل طريقها ووقفت أمامها .


تنهدت نايا بضيق وقالت:


-خير يا نورسيل ؟


ربعت نورسيل ساعديها وهتفت بنفاذ صبر :


-خير انتي مالك فيكي ايه بتعامليني كده ليه ؟


رمقتها نايا بضيق ولم تتحدث .


رددت نورسيل بإصرار:


-لازم نتكلم لو سمحتي.


اومئت نايا بإيجاب فما باليد حيلة :


-تعالي نقعد في الاوضة الي كنت قاعدة فيها.


تحركوا إليها وجلسوا سويا .


تحدثت نورسيل بحذر:


-كان قصدك ايه بكلامك عن شهاب ؟


هزت نايا رأسها بيأس:


-بردوا مصرة علي شهاب ؟ مش كفاية إنك شاركتي في قتل جوزك ؟ مفكرتيش لو كان يوسف مات الي كان هيحصل معامي ومعايا ؟ انتي هتتسجني وأنا هترمي في الشارع ليه تعملي كده يا نورسيل البيت ده والناس الي فيه كرموكي وكرموني من آول يوم دخلناه ليه كده ؟ ليه تغدري بيهم ؟ ومش أي غدر كمان نورسيل انا عايزة أفهم حاجة واحدة منك بجد أزاي تبقي نايمة جنبه علي سرير واحد وأنتي بتفكري تقتليه ؟ قلبك فين ؟ عايزة تعرفي حقيقة شهاب مش أكتر من واحد حقير حاول يعتدي عليا وهددني انه يفضحني لو قولت لحد دي حقيقته  شوفتي حقيقته عرفتي كنتي عايزة تقتلي جوزك عشان خاطر مين ؟


نورسيل ……..


الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية

يُتبع..

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء


              الفصل الرابع والثلاثون


لم يخطر في عقلي أن أقع في الحب مرة آخر ، ومن عدو لي وليس إلا ، ولكن نحن لا نختار من نحب ، لا القلب يدق لمن يهوي ، وينسج خيوطه العنكبوتية مطلقا بقوانينه الأزالية في الحب ، فإستسلم أيها العقل ، القلب أصدر فرمانا أن كل شريان به يضخ دمائه بمن تحب فلا مجال للتراجع ولا الفرار.


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد تقف نورسيل جوار يوسف والطبيب الذي يقوم بفحصه أنهي الطبيب فحصه وإبتسم.


تراجع الطبيب إلي الخلف متمتما بإبتسامة بعد آن رمق تلك الجميلة من خلف نظارته الطبية:


-حمد الله علي السلامة يا يوسف باشا.


إعتدل يوسف بوهن علي الوسادة الطبية معقبا بتساؤل:


-كده أقدر أخرج يا دكتور ؟


ضحك الطبيب وهتف مازحا:


-ايه يوسف باشا زهقت مننا ولا ايه ؟


إبتسم يوسف مجاملة وقال بتوضيح:


-أنا مش بحب المستشفيات أصلا وكمان حضرتك شايف آهلي كل يوم جايين .


آومئ الطبيب بتفهم وقال:


-حاضر كده كده حالة حضرتك بقت أفضل وهكتب ليك خروج النهاردة بإذن الله.


إبتسمت نورسيل بفرحة :


-بجد يا دكتور يعني خلاص هو بقي كويس وهنرجع البيت.


رمقها الطبيب بإبتسامة عاشقة لم تفت علي هذا الراقد بفراشه:


-آيوة يا ستي بإذن الله أهم حاجة الراحة التامة عشان الجرح العملية كانت كبيرة.


ردت نورسيل بحماس:


-أطمئن يا دكتور مش هيتحرك من السرير غير لما يقوم بالسلامة ان شاء الله.


ضحك الطبيب بخفة:


-تمام هعتمد علي حضرتك في كده.


رد هذا الذي يشتعل غيظا:


-طيب ياريت حضرتك تكتب ليا علي الخروج دلوقت لو سمحت.


حمحم الطبيب بإحراج:


-تمام بس كنت عايز حضرتك في كلمة علي إنفراد.


رمقه يوسف بضيق وألتفت الي نورسيل هاتفا بأمر :


-آخرجي يا حبيبتي  بلغي عدي أننا هنمشي.


نطق جملته ضاغطا علي كلمة حبيبتي مرسلا رسالة مبطنة لهذا الأحمق فهو يلاحظ نظراته إلي  مدللته منذ فترة .


ردت بإبتسامة:


-حاضر وهكلمهم في البيت عشان محدش يجي بعد إذنكم.


قال الطبيب برقة:


-أتفضلي.


ما أن أغلق الباب حتي تحدث يوسف بنفاذ صبر :


-خير يا دكتور.


عدل الطبيب من عويناته الطبية وتحدث بإرتباك :


-بصراحة أنا كنت حابب أطلب إيد أخت حضرتك.


تطلع له بهدوء ما قبل العاصفة وهتف بحذر:


-أختي مين ؟ أنا أخواتي متجوزين ؟


نظر له بخيبة أمل وقال:


-أزاي بس أنا مش بشوف في إيدها دبلة ومشوفتش جوزها ؟ انا حتي أتأكدت دلوقتي أن إيدها فاضية ؟


رد الآخر بحذر :


-أنت قصدك علي مين ؟


تخدث الآخر بتلقائية قد تؤدي بحياته إلي التهلكة :


-أنسة نورسيل .


أشتعل فتيل الغضب لدي الراقد بفراشه يود لو أن يقوم الأن ويكسر فك هذا الأحمق ضغط علي أسنانه ورد بغيظ:


-مدام نورسيل تبقي المدام بتاعتي انا يا دكتور .


شحب وجه الآخر وهتف بأسف وبتلقائية ستؤدي بحياته من هذا الراقد علي فراشه لا محالة فهو رجل صعيدي لن يتهاون في إمرأته:


-أنا أسف والله بس مكنتش لابسة دبلة ومش باين عليها أنها متجوزة أصلا .


صاح يوسف بجنون:


-ايه مش باين عليها متجوزة دي أنت أتجننت بتوصف مراتي قدامي ؟


علي صراخ يوسف إقتحم عدي الغرفة وخلفه نورسيل 


إقترب عدي من شقيقه بلهفة :


-أهدي يا يوسف في أيه ؟


نظر يوسف الي زوجته بشر والي الطبيب الذي يقف يرتعب مكانه أشار له بإستهزاء:


-طلع البيه ده بره مش عايز أشوف خلته قدامي هنا لغاية ما أمشي.


تحمحم الطبيب بإحراج وغادر من نفسه إقتربت منه نورسيل معاتبه:


-ايه الي عملته ده يا يوسف الدكتور كان محترم وذوق اوي.


صاح بجنون :


-اخرسي خالص يا مدام ولا مدام ايه يا أنسة ما البأف الي راقد ولا فارق معاكي لما يبقي الدكتور الي متابعني داخل خارج باصص علي مراتي عشان عايز يتجوزها ليه بقي عشان أنا مش مالي عين الهانم ومش راضية تلبس دبلتي.


دمعت عيناها من حديثه وصمتت تحدث عدي بتهدئة :


-إهدي بس شوية يا يوسف آيه  الي حصل فهمني ؟


رد يوسف بغيره:


-البيه المحترم جاي يطلب إيد الأنسة أختي الي هي الهانم لآ ويقولي مش لابسة دبلة ومش باين عليها الجواز شايف الهنا ؟


تحمحم عدي بإحراج:


-خلاص يا يوسف حصل خير إعدي بس أنا هروح أجهز ورق الخروج عقبال ما تجهز غادر سريعا مفسحا لهم المجال.


❈-❈-❈


خرج عدي وجد الطبيب يقف في الخارج بإحراج إقترب منه عدي مرددا ببرود:


-خير يا دكتور؟


تمتم الطبيب بخجل :


-أنا أسف والله يا عدي باشا انا فعلا كنت فكرها أخت حضراتكم.


هز عدي رأسه متفهما:


-حصل خير يا دكتور بس أنت كمان غلط لما عرفت انها مراته مش تسكت لا حضرتك عمال تعارض.


تحدث الطبيب بآسف:


-آسف والله أنا مستعد ادخل اعتذر ليه دلوقتي الصدمة بس كانت جامدة عليا.


اومئ عدي بتفهم وتحدث بنبرة ذات معني:


-تمام يا دكتور مفيش داعي تدخل ليوسف عشان مصلحتك دلوقتي لانك لو دخلت معتقدش هتخرج سليم كده..


تراجع الطبيب بإحراج:


-تمام انا هروح اخلص ورق الخروج.


إبتسم عدي ببرود:


-صح كده ده الي لازم تعمله.


فر الطبيب هاربا بينما ضحك عدي وإتجه كي ينهي حساب المشفي.


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية


يجلس علي الفراش وجسده يشتعل من كثرة الغيرة رمق هذه التي تبكي بضيق :


-كمان أنتي إلي بتعيطي علي آساس مش الهانم الي غلطانة.


ردت بدموع:


-غلط في ايه ؟ 


رد معاتبا:


-حتة دبلة رفضتي تلبسيها وعرضتيني للموقف ده أتمني تكوني مبسوطة دلوقتي.


تحدثت بإرتباك:


-ما أنت كمان مش لابس دبلة والممرضة عكستك قدامي ؟


نظر لها ساخرا وقال:


-بجد أنت هتساوي نظرة الممرضة ليا يا هانم زي نظرة راجل بيبص لمراتي ويفصص فيها ؟


عضت علي شفتيها بخجل وقالت بمكابرة:


-والله الي عايز يبص عليا مش هيفرق معاه دبلة ولا غيره .


رمقها بغيظ وقال:


-بره.


تطلعت له بعدم إستيعاب:


-بره ؟


هز رآسه بإيجاب:


-أه أطلعي بره عشان لو فضلتي لحظة واحدة قدامي هقوم أرميكي من الشباك.


ظلت تنظر له بصدمة حتي صاح بعنف:


-لسه واقفة بره.


لمعت الدموع بعينها وغادرت سريعا بينما مسح هو علي وجهه بضيق يعلم انه كان قاسي معها ولكن يجب أن يفعل ذلك يجب أن تفيق تلك الحمقاء من غفوتها ، قلبه يشتعل كلما يتذكر حديث هذا الحقير ونظراته تجاهها فهو رجل وأعلم بنظرات الرجال جيدا…..


❈-❈-❈


أنهي عدي الإجراءات وعاد وجد نورسيل تجلس أمام الغرفة إقترب منها وهتف متسائلا :


-مالك يا نورسيل  بتعيطي له وخرجتي ايه ؟


زفرت بحنق:


-البيه طردني.


تنهد عدي وقال:


-تمام أنا هدخل أساعده يجهز عشان نمشي.


تحدت بلهفة عندما تذكرت حديث يوسف المرة الماضية:


-لا خليك.


رمقها بعدم فهم:


-أخليني ليه مش فاهم ؟


ردت بخجل :


-هساعده انا عشان اجهز حاجته .


ألقت جملتها ودلفت الي داخل الغرفة سريعا..


ضرب كف بكف مرددا بعد إستيعاب:


-أيه المجنونة بنت المجانين دي ؟


ولجت الي الغرفة بضيق نظر هو لها قليلا وبعدها نظر الي الجهة الآخري.


دبت علي الأرض بغيظ وإتجهت الي الخزانة وبدأت في ضب أغراضه بعد أن تركت بنطال وقميص كي يرتديه أغلقت الحقيبة وإتجهت له بغيظ:


-ممكن أساعد جنابك في لبسك عدي كان داخل بس انا رفضت.


رغم غضبه منها ولكن إعجبه فعلتها بالفعل إعتدل ونهض من فوق الفراش بوهن.


إتجهت هي الي بخحل وبدأ في مساعدته في إرتداء ملابسه علي إستحياء شديد بينما الآخر كان غارقا بإستمتاع لقربها منه هكذا ، أنتهت من إغلاق أزار قميصه وساعدته في إرتداء الحامل الخاص بذراعه ولم تكتفي عند هذا الحد بل قامت بجذب فرشاة الشعر الخاصة به وتحدثت بضيق:


-ممكن تقعد عشان أسرح شعرك ؟


لا ينكر إعجابه بإهتمامها بأدق التفاصيل به جلس بالفعل وقامت بتمشيط شعره بالفرشاه ونثر عطره الجذاب وتحدثت ببرود :


-أنا خلصت ولميت الحاجة وعدي مستني بره نخرج ؟


أومئ بإيجاب وهتف بإقتضاب:


-تمام.


نهض بمساعدتها وغادروا الي الخارج كان عدي في إنتظارهم نهض عاي الفور ما أن رآهم وحمل الخقيبة عن نورسيل وتحركوا سويا يوسف في المنتصف والي جواره عدي ونورسيل كل منهم من ناحية ما أن لمح هذا الطبيب قام بإمساك يد نورسيل بتملك والتي من حسن حظه كانت جوار يده السليمة.


❈-❈-❈


هبط من السيارة والحرس الخاص به والخدم يرحبون به بفرحة شديدة من هذا الرجل الوقور الذي كان بمثابة أخ لهم وليس رب عملهم.


ولج الي الداخل و تلقفته والدته داخل أحضانها بحنان وهو يبادلها الأحضان والخادمات يطلقون الزغاريد فرحة برجوعه.


إبتعد عن والدته مازحا:


-ايه ست الكل أنا كنت مسافر ولا ايه ؟ انتي كنتي معايا إمبارح !


أجابت صفاء بدموع:


-حمد الله علي سلامتك يا قلبي أنا كنت هتجنن عليك يا حبيبي لو حصلك حاجة مكنتش هقدر أعيش من غيرك.


قبل يوسف جبينها بحب:


-بعد الشر عنك يا ست الكل إهدي بقي وأنسي الي فات أنا قدام آهو صاغ سليم فين الأكل بتاعك الحلو إبنك واقع .


ردت صفاء بلهفة:


-من عيوني يا قلب ماما هعمل ليك كل الي نفسك فيه يا قلبي حالا.


ضحك عدي بمرح وهتف نافيا:


-إهدي بس يا ست الكل وصلي علي النبي حالا ايه براحة عليه ده قايم من عملية جامدة كل الي محتاجه شوربة خضار وفراخ مسلوقة .


إبتسم يوسف برضا وقال:


-حتي لو عيش وجبنة كفاية أنه من إيد ست الكل ربنا يبارك لينا فيها .


ربتت علي كتفه بحنان:


-ويخليك ليا يا قلب أمك وأفرح بعوضك.


أمن علي دعائها بهدوء:


-يارب يا أمي بعد إذنكم محتاج أطلع أرتاح شوية.


ردت صفاء بلهفة:


-ماشي يا حبيبي نورسيل.


نظرت لحماتها وردت بإحترام:


-نعم يا طنط ؟


هتفت صفاء بحنان:


-أطلعي مع جوزك يا حبيبتي وخليكي جنبه لغاية ما أجهز ليه الأكل.


إبتسمت نورسيل بلطف وقالت:


-حاضر يا طنط.


صعد يوسف وبرفقته نورسيل بينما تطلع عدي الي والدته متسائلة:


-هي نايا فين ؟


ردت بإنتباه: 


-نايمة يا حبيبي في أوضتها أطلع أنت كمان ريح شوية.


آماء بهدوء:


-تمام يا أمي محتاجة حاجة ؟


هزت رأسها نافية :


-لا يا حبيبي سلامتك أنت وأخواتك يا قلبي.


إبتسم عدي وقبل جبينها بحب:


-ربنا يخليكي لينا يا ست الكل ويديمك فوق راسنا.


تنهدت بحنان وقالت:


-ويخليكم ليا يا قلبي وأفرح بأولادكم قدام عيوني .


أمن عدي بتمني:


-يارب يا أمي يارب.


❈-❈-❈


جلس علي الفراش بوهن بينما إتجهت نورسيل الي غرفة الملابس وأحضرت ملابس بيتية مريحة وساعدته علي إرتدائها بصمت تام.


إنتهي من تغيير ملابسه وتمدد علي الفراش تحدثت متسائلة :


-محتاج حاجة تاني مني ؟


رمقها معاتبا وقال:


-لأ متشكر وأسف علي تعبك معايا الفترة الي فاتت متشغليش هم بيا أنا بقيت بخير وأقدر أهتم بنفسي.


تطلعت له بضيق وقالت:


-بجد ؟ ممكن اعرف بتعاملني كده ليه ؟


تنهد بحزن :


-بعاملك أزاي يعني ؟أنتي شايفة اني مزعلش بعد الي حصل ؟ نورسيل أنا تعبت بجد عايزة تطلقي يا بنت الناس وتشوفي حالك هعمل ليكي الي أنتي عايزاه.


نظرت له بإنكسار :


-بجد ؟ عايز تطلقني ؟


مسح وجهه بوهن :


-عشان تعبت من العيشة دي يا بنت الناس انا مش هقدر أفرض نفسي عليكي.


صمتت ودموعها تساقطت علي وجنتيها زفر بحنق ونهض بتثاقل جلس جوارها مربتا علي ظهرها بحنان :


-بتعيطي ليه يا بنت الناس ؟ 


رمقته بدموع ولم تتحدث


ضحك هو بخفة وقال:


-والله أنا تعبت ليكي قولي بس الي يرضيكي وأنا هعمله اعملك ايه بس تاني طيب عايزة تطلقي ؟


هزت رأسها وظلت تنظر أرضا بخجل.


تنهد براحة وضمها بحنان:


-طيب خلاص مش هطلقك يا ستي أفرحي.


ضربته علي صدره مما جعله يأن بآلم :


-أه يا مجنونة حرام عليكي .


تفحصته بقلق:


-مالك بتوجعك ؟


أماء بآلم :


-كويس إهدي. 


ردت بحزن:


-والله ما كنتش أقصد .


إبتسم بضعف:


-إهدي يا حبيبتي أنا بخير.


تنهدت براحة:


-طيب الحمد لله .


نهض بتثاقل وقال:


-أنا هنام شوية يا حبيبتي شوية ارتاح.


أومئت بتفهم :


-تمام هقوم آخد شور وأرتاح أنت شوية .


تمدد هو علي الفراش وما أن وضع راسه علي الوسادة إستغرق في نوما عميق.


بينما هي آخذت ملابسها وإتجهت الي المرحاض تأخذ حمام بارد تنعم به قليلا فهي منذ أسبوعا كاملا لم تأخذ حماما كهذا…


خرجت بعد فترة بعد أن أنعشت جسدها قليلا إرتدت إسدالها وألقت نظرة سريعة عليه وجدته مستغرقا في النوم تنهدت براحه وإتجهت الي الخارج ….


❈-❈-❈


ولج الي الغرفة وجد زوجته نائمة إبتسم بخفة وجلس جوارها يتأملها بحنان وتمدد جوارها بحنان دون أن يرتدي ملابسه حتي يكفيه قربها وراحته فقط لا غير.


تململت في نومها وجدت زوجها جوارها يكبلها داخل أحضانه إبتسمت بخفة وإتجهت الي أسفل .


وجدت شقيقتها تخرج من جناحها هي الآخري تجاهلتها نايا وإتجهت الي الاسفل .


قطعت نورسيل طريقها ووقفت أمامها .


تنهدت نايا بضيق وقالت:


-خير يا نورسيل ؟


ربعت نورسيل ساعديها وهتفت بنفاذ صبر :


-خير انتي مالك فيكي ايه بتعامليني كده ليه ؟


رمقتها نايا بضيق ولم تتحدث .


رددت نورسيل بإصرار:


-لازم نتكلم لو سمحتي.


اومئت نايا بإيجاب فما باليد حيلة :


-تعالي نقعد في الاوضة الي كنت قاعدة فيها.


تحركوا إليها وجلسوا سويا .


تحدثت نورسيل بحذر:


-كان قصدك ايه بكلامك عن شهاب ؟


هزت نايا رأسها بيأس:


-بردوا مصرة علي شهاب ؟ مش كفاية إنك شاركتي في قتل جوزك ؟ مفكرتيش لو كان يوسف مات الي كان هيحصل معامي ومعايا ؟ انتي هتتسجني وأنا هترمي في الشارع ليه تعملي كده يا نورسيل البيت ده والناس الي فيه كرموكي وكرموني من آول يوم دخلناه ليه كده ؟ ليه تغدري بيهم ؟ ومش أي غدر كمان نورسيل انا عايزة أفهم حاجة واحدة منك بجد أزاي تبقي نايمة جنبه علي سرير واحد وأنتي بتفكري تقتليه ؟ قلبك فين ؟ عايزة تعرفي حقيقة شهاب مش أكتر من واحد حقير حاول يعتدي عليا وهددني انه يفضحني لو قولت لحد دي حقيقته  شوفتي حقيقته عرفتي كنتي عايزة تقتلي جوزك عشان خاطر مين ؟


نورسيل ……..




           الفصل الخامس والثلاثون


هل سمعت يوما عن كسرة القلب ؟


صدمة إجتاحتها ما إن إستمعت الي حديث نايا ظلت تطالعها غير مصدقة ما تفوهت به الآخري أو دعونا نقول أنها لا تصدق ما إستمعت إليه الأن .


هتفت بعدم إستيعاب وهي تحرك رأسها نافية:


-نايا أنتي بتهزري صح ؟ أكيد بتهزري إستحالة تكوني بتتكلمي جد ؟


دمعت عين الآخري إشفاق علي حالتها وتمتمت بآسي :


-هي دي الحقيقة مع الأسف غصب عني أني خبيت عنك والله مكنش بإيدي.


نهضت نورسيل وصاحت بجنون وهو تزيحها بعنف:


-غصب عنك آيه ها غصب عنك ايه ؟ كنتي هتسبيني أتجوز واحد مغتصب وحقير زيه ؟ وقتها كنتي هتبقي مرتاحة هونت عليكي تسبيني مخدوعة ده كله عشان مصالحتك ؟


ظلت نايا تبكي هي الآخري ولم ترد عليها مما زاد جنون الآخري واقتربت منها تهزها بعنف :


-ردي عليا ليه تعملي فيا كده انطقي ده انا اختك من لحمك ودمك يا شيخة أتحملت عشانك كتير ردي ليه تعملي كده.


أنهت كلامها وانهارت باكية وجلست أرضا وهي تبكي بحسرة علي أكذوبة حبا لم يترك لها ذكري سوي الآلم فقط.


نهضت نايا وجلست أمامها بحذر وهتفت بأسي:


-مكنش بإيدي والله كان معاه صور ليا وهددني هيفبركها ويفضحني بيها أقسم بالله ده الي حصل اضطريت اسكت بدل ما أضيع انا وأنتي.


ضحكت نورسيل بهسترية  وقالت:


-واختارتي تضحي بيا أنا صح ؟ 


هزت رأسها سريعا بلهفة:


-قولت ممكن يكون بيحبك فعلا وأنتي كنتي بتحبيه وقتها مكانش ينفع أكسر قلبك.


رمقتها بخزي وهتفت بحسرة :


-بجد ؟ خوفتي تكسري قلبي طيب بعد ما مات ؟ مقولتيش ليه وأنتي شايفة أني بخطط أخد تاري من جوزي ؟ الإنسان الوحيد الي وقف جنبي بجد كان سندي وضهري وإستحمل مني كتير واهله الي فتحوا ليا قلوبهم بجد البيت الوحيد الي أحس فيه أنه بيتي ومكاني ومحسش أني ضيفة تقيلة زي زمان يا شيخة ده لما سمعني بكلمك عرض إنك تيجي تعيشي معانا من نفسه رغم الي عملته فيه معاملة وحشة حرمته من حقوقه ضربته بالسكينة وده كله  وفضل مستحمل وصابر عليا وشريف الحقير كان عايز يفضحه وراح يشكك في رجولته وأنا كل يوم كنت بفكر هخلص منه أزاي ! يا شيخة ده أنا حبيته وبقيت بين نارين وأنتي مفكرتيش ترأفي بيا لما كنت بفكر كنت بفكر فيكي انتي وأزاي نهرب سوي ونعيش أزاي وإطمئنت لما أتجوزتي عدي وقولت الحمد لله لو اتسجنت أو حصلي حاجة انتي في امان لان عدي راجل زي أخوه مش هيخدك بذنبي يا خسارة يا نايا يا ألف خسارة بجد.


إقتربت نايا مدافعة عن نفسها بدموع:


-والله ما كان بإيدي.


حاولت ضمها لكن الآخري صاحت بإنهيار:


-أبعدي عني متلمستنيش أبعدي.


لم تستطيع تهدأتها ولا إيقاف صرخاتها فمن المؤكد دخلت في صدمة مما إستمعت إليه...


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


إستيقظ بفزع علي صوت الصراخ إعتدل بضعف من آلام جرحه أنصت جيدا للصوت ونهض مسرعا الى مصدر الصوت فهذا صوت معذبة قلبه خرج من الغرفة وجد شقيقه هو الآخر يخرج من غرفته نظروا إلى بعضهم ولكن مع إرتفاع صوت الصراخ تحركوا الي مصدر الصوت وكذلك صفاء التي كان تصعد الدرج بفزع من أن يكون أصاب يوسف مكروها .


وصلوا أمام الغرفة وفتح عدي الباب وتطلعوا بصدمة وهم يروا نورسيل وهي تصرخ ونايا التي تحاول أن تهدأها فاق يوسف من صدمته و ركض تجاهها بلهفة وجلس أرضا قبالتها يحاول تهدأتها :


-نوري إهدي يا حبيبتي إهدي أنا هنا جنبك .


تطلعت له بخزي وتوقفت عن الصراخ والحركة وإرتمت داخل أحضانه وهي تتمسك بملابسه بقوة.


رغم الآلام التي إجتاحت صدره من جرحه جراء حركتها هذه الي أنه إحتواها بين أحضانه مربتا علي ظهرها بحنان وأشار لشقيقه أن يغادروا الغرفة.


أماء له متفهما وتحرك تجاه زوجته وساعدها علي النهوض متجها بها الي الخارج وغمز الي والدته أن تخرج هي الآخري.


ربت علي ظهرها بحنان مقبلا جبينها :


-إهدي يا حبيبتي بس مالك في أيه ؟


لم تتحدث ولكن شددت من إحتضانه بقوة مما جعله يأن بآلم :


-حسبي يا قلبي الجرح.


إبتعدت عنه بفزع وهي تتفحصه بقلق:


-أنت كويس ؟


إبتسم بحب مربتا علي وجنتيها بحنان:


-أنا كويس ممكن أعرف بقي الجميل ماله ؟


تنهدت بأسي ولم تتحدث بماذا تخبره تحدث هو بحنان :


-طيب ممكن تهدي عشان خاطري لو ليا خاطر عندك ؟ مبحبش أشوف دموعك دي يا قلب يوسف.


تطلعت له بحزن وإستحقار لحالها علي ما فعلته به غمغم هو بمرح:


-بصراحة بقي نفسي في صينية بسبوسة من إيديكي الحلوين.


ردت بلهفة:


-من عيوني بس لما تخف الآول وهعمل ليك كل الي نفسك فيه ؟


غمغم بعبث وقال:


-أي حاجة اي حاجة آنهي كلامه بغمزة .


إبتسمت بخجل وقالت:


-أي حاجة.


ضحك بخفة وعقب :


-ماشي يا ستي أنا دلوقتي تعبان ومحتاج أنام ممكن حبيبي يجي معايا وينام في حضني ؟


أومئت بخفة وهتفت بخجل:


-حاضر.


تنهد براحة وعقب بمرح :


-طيب قومي يا حلوة سنديني أقوم وأنا عامل زي البطة البلدي كده.


ضحكت بخفة ونهضت وعونته علي النهوض بحذر إبتسم بهدوء وقال:


-تسلمي يا قلب حبيبك.


❈-❈-❈


تجلس نايا علي الفراش تبكي بينما يقف عدي أمامها واضعا يده بخصره مرددا بحيرة:


-مالك بس يا حبيبتي فيكي أيه ؟ ايه الي حصل بينك وبين نورسيل ؟


ظلت تبكي فليس لديها إجابها بماذا تخبره .


زفر بضيق وأرجع خصلات شعره الي الخلف وجلس جوارها وآخذها داخل أحضانه مغمغما بحنان:


-طيي إهدي يا روحي مش عايز اعرف في ايه بس ممكن تهدي.


ردت بصوت مبحوح من الدموع :


-نورسيل زعلانة مني .


ربت علي ظهرها بحنان:


-متقلقيش مش زعلانة ولا حاجة نورسيل بتحبك أكتر من نفسها يا عمري متقلقيش.


حديثه هذا جعلها تشعر بالدونية من حالها فحديث نورسيل به جزء مهم كان يجب أن تخبرها وتخبر الجميع بحقارته أو أقلها بعد وفاته كان عليها أن تخبرها ولا تتركها تفحر في اللجوء لهذا الطريق ماذا أن توفي يوسف ؟ هي لم تكن لتسامح حالها من الأساس .


فاقت من حالتها علي طرق باب الجناح وولوج صفاء التي تطلعت لها بقلق:


-أيه بنتي بس الي حصل شقلب حالكم كده طمنيني ؟


تحدث عدي برفق بدل منها :


-مفيش حاجة يا حبيبتي أطمني خير خلاف صغير وهيتحل ما بينهم بإذن الله.


نظرت له صفاء بعدم تصديق وقالت بحنان :


-ماشي يا أبني طيب يلا يا نايا قومي يا حبيبتي أغسلي وشك يلا .


عاون عدي زوجته بحنان :


-قومي يلا يا حبيبتي أغسلي وشك وبطلي عياط بقي .


أومئت له بصمت وما كادت أن تصل الي المرحاض إلا وسقطت مغشيا عليها.


شهقت صفاء بصدمة وركض عدي إليها حملها برفق ووضعها فوق الفراش.


تمتمت صفاء بقلق:


-نجيب الدكتور؟


رمق والدته بحيرة وقال بتوتر:


-مش عارف يا أمي مش عارف.


تحدثت بحنان وهي تتجه لها وتجلس جوارها:


-روح كلم الدكتور وأنا قاعدة معاها.


هز رأسه بإيجاب وركض بلهفة الي الخارج كي يتصل بالطبيب.


بعد دقائق عاد عدي وجلس جوارها بقلق بعد ما يقارب الساعة طرق الباب.


نهض عدي فتح الباب وجد الخادمة تخبره بحضور الطبيب هبط الي الأسفل وإستقبله وصعد برفقته قام الطبيب بفحصها وما أن إنتهي هتف عدي متسائلا:


-خير يا دكتور مراتي مالها.


إبتسم الطبيب بعملية :


-إهدي يا عدي باشا خير إن شاء الله فتح حقيبته وأخرج منه شئ مغمغنا بمهنية مبدائيا المدام لما تفوق تعمل إختبار الحمل ده عشان نتأكد.


إبتسمت صفاء بفرحة وهي تنظر إلي عدي الذي ردد بلهفة:


-بجد يا دكتور حامل ؟


ضحك الطبيب بخفة :


-ايوة يا سيدي تعمل الإختبار عشان نتأكد أنا هكتب ليها كمان شوية تحاليل تعملهم وتيجي مع حضرتك المستشفي تنورونا.


خطي الطبيب الروشتة وأعطاها إلي عدي وإستأذن الي المغادرة قام عدي بإيصاله وعاد سريعا الي الاعلي.


صفاء بفرحة :


-مبروك يا حبيبي ألف مبروك .


ضحك بفرحة وهو يقبل رأسها معقبا:


-الله يبارك فيكي يا ست الكل.


نهضت صفاء هاتفة بحذر:


-فوقها براحة وخليها تعمل الإختبار عشان نتأكد وأنا هنزل المطبخ للبنات.


أومئ بلهفة وجلس جوار زوجته مقبلا جبينها بحب وقام بهزها برفق:


-فوقي يا حبيبتي .


مط شفتيه بحيرة ونهض سريعا أحضر زجاجة العطر وجلس جوارها ونثر العطر علي يده .


بدأت تتململ في غفواتها تنهد هو براحة :


-أنتي بخير يا قلبي ؟


أومئت بضعف:


-ايوة .


تنهد براحة وردد بمرح :


-طيب يلا يا جميل فوقي كده عشان ولي العهد ميزعلش عشان ماما زعلانة.


رمقته بعدم فهم :


-ولي عهد ايه ؟


إبتسم بفرحة :


-انتي حامل يا حبيبتي.


تطلعت له بصدمة مرددة بعدم إستيعاب:


-حامل بجد ؟


آومئ بإيجاب متمتما بحنان:


-ايوة يا قلبي قومي أعملي الإختبار عشان نتأكد يا روحي الدكتور لسه ماشي وبلغنا.


نهضت بفرحة وهي تتحسس أحشائها بحب :


-هات الإختبار.


أعطاها إياه آخذته سريعا وإتجهت الي المرحاض وظل هو جالسا في إنتظارها.


خرجت بعد قليل بفرحة شديدة وهي تهتف بحماس :


-التحليل إيجابي يا عدي.


إبتسم بفرحة وضمها إلي أحضانه بسعادة بعد فترة إبتعدت عنه بحزن :


-عايزة أقول لنورسيل بس خايفة .


قبل جبينها بحب وقال:


-سبيها تهدي ونقولها بعدين مش هنقول لحد لغاية  ما الأمور تستقر ما بينكم مفيش غير ماما الي تعرف تمام ؟


أومئت بإيجاب:


-ماشي يا حبيبي.


❈-❈-❈


مساء هبط يوسف بعد أن ترك نورسيل نائمة وذهب  لإستقبال شادي وعهد لزيارة يوسف والإطمئنان عليه وكذلك عائلة عمه وشقيقته عليا وأطفالها الذين ما أن رأو خالهم ألقوا نفسهم داخل أحضانه مغرقا إياهم بقبلاته الحنونة.


تحدثت عليا موبخة أطفالها:


-يا ولاد كفاية خالوا تعبان سبيوه يرتاح.


نهضت وأبعدتهم عنه وأجلستهم وسط تزمرهم هتف هو بإبتسامة:


-إهدوا يا حبايب خالوا متزعلوش أخف بس وأشيلكم وأتنطتوا براحتكم .


ضحك الجميع بخفة وعقب عامر :


-ماشي يا سيدي عايز تاخدهم أسبوع هدية خدهم ومعاهم اختك.


صاحت عليا ساخرة :


-بجد ؟ طيب ايه رايك بقي هقعد هنا أنا وولادي وخليك أنت لوحدك.


هتف متراجعا:


-لا يا روحي محضرش أستغني عنك أنا بهزر مع يوسف.


إبتسمت عليا برضا:


-أيوة كده يا حبيبي.


ضحك الجميع عليهم وغمغمت صفاء بإبتسامة:


-ياستي بكره ربنا يرزقه بالذرية الصالحة خلي ولادك ليكي وهو يلعب بعياله.


تحدث يوسف بحب:


-حتي لما أخلف دول هيفضلوا آول فرحتي.


إبتسمت عليا بإمتنان:


-حبيبي يا يوسف ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك.


إبتسم بحنان وقال:


-ولا يحرمني منكم يا قلبي.


تحدثت عليا بتذكر:


-صحيح يا يوسف إيمي كنت بكلمها وعرفتها الي حصل ليك وبلغت خالتوا وقالت هتحجز وتيجي .


رمقتها والدتها معاتبة :


-ايوة ما خالتك كلمتني وزعلانة أني مبلغتهاش بس يا بنتي الناس في غربة ليه نقلقهم.


ردت عليا بخجل:


-الي حصل بقي يا ماما.


غمغم يوسف بحزم :


-خلاص يا أمي حصل خير.


تحمحم شادي بإحراج وقال:


-وأنا بلغت الحاج وبيستأذن يجي يزورك بكره.


إبتسم يوسف بترحاب وعقب معاتبا:


-يستأذن ايه بس ده صاحب بيت.


إبتسم شادي بإمتنان:


-تسلم يا حبيبي.


إنتهت الأمسية وغادر الجميع وظل يوسف برفقة والدته وشقيقه ونايا.


❈-❈-❈


نهض يوسف بتثاقل وقال :


-نايا محتاج أتكلم معاكي شوية لوحدنا بعد إذن عدي طبعا.


رد عدي بلهفة:


-أكيد طبعا من غير ما تستأذن .


إبتسم يوسف مربتا علي كتفه وأشار الي نايا وخرجوا سويا جلسوا علي المقاعد في الحديقة بصمت تام قطعه يوسف :


-ايه إلي حصل يا نايا ؟


ردت بتهرب :


-محصلش حاجة.


تنهد يوسف وقال:


-أنتي قولتي لنورسيل حقيقة شهاب صح ؟


طالعته بصدمة عقب هو بتوضيح :


-كلامي صح ؟


هزت رأسها بإيجاب.


أومئ بتفهم:


-ماشي يا نايا مش هسألك ليه قولتي ليها دلوقتي ولا عايز أعرف كنت محتاج اعرف ايه الي حصل صدمها كده تقدري تقومي لو عايزة تمشي.


تحدثت بحزن :


-نورسيل هتسامحني ؟


إبتسم بتأكيد وقال:


-أكيد لكن محتاجة وقت يلا هسيبك وأطلع أطمئن عليها…..


صعد الي الأعلي وجدها مازالت نائمة تنهد بحزن وتمدد جوارها بصمت تام .


تململت هي وفتحت عيناها مغمغمة بنوم:


-هي الساعة كام ؟


رد بحنان:


-الساعة ستة.


دلكت جبينها برفق :


-أنا نمت ده كله ؟ طيب أنت أتغديت وأخدت علاجك ؟


هز رأسه نافيا:


-لا يا قلبي مستنيكي ناكل سوي .


نهضت بهلع :


-ليه كده انت لازم تتغذي هنزل أجيب الأكل ليك.


عقب محذرا :


-بس هتأكلي معايا ؟


إبتسمت بإيجاب :


-حاضر.


هبطت الي الأسفل وعادت بعد قليل وحاملة الطعام المكون من شوربة خضار ودجاج مسلوق.


تطلع لها بحيرة:


-مجبتيش أكل ليكي  ليه ؟


أجابت ببساطة :


-هاكل معاك شوربة الخضار .


رمقها بعدم فهم :


-بس أنتي مش بتحبيها !


رفعت كتفيها بالامبالاة :


-بس بحبك انت وهاكل زيك.


طالعها بعدم تصديق من حديثها الذي صدمه حقا فلم يخطر في باله انه تقولها صريحة هكذا ولكن يبدوا أن طفلته جريحة الأن ويجب ان يداوي جراحها.


❈-❈-❈


في الصعيد …


في صباح يوم جديد إستعد سالم ووصفية الي السفر وفاجأوا شريف بهذا.


هتف شريف بغير رضا:


-حديت ايه الي بتجوله ده يا أبوي هتروح لولد المركوب ده لاه وكومان واخد أماي معاك.


تنهد سالم وقال:


-ده الواجب والأصول يا ولدي ده من باب أولي كنت تاچي أنت وياي.


ضرب شريف يد بيد ساخرا :


-وه أهو ده الي ناجص كومان أنا رايج أشج علي الأرض بدل ما أشج خلاجاتي يا خلج.


نظر والده إليه بعدم رضا تحدثت وصفية بحزن:


-خلاص يا حاچ بزيداك ويلا نتوكل علي الله عشان نلحج نسافر ورچع.


أومئ لها وسافروا الي القاهرة وذهبوا الي عنوان شقة شادي أولا وأستقبلهم شادي وعهد بترحاب شديد وأعدت لهم عهد الغداء بما لذ وطاب تناولوا الغداء وبعدها ذهبوا الي زيارة يوسف والذين إستقبلوهم بحفاوة كبيرة وفي المساء غادورا متجهين الي الصعيد مرة آخري…


❈-❈-❈


في الصعيد…


عاد الي المنزل وجده خاويا من أبويه إمتعض وجهه وصعد الي غرفته وجد زوجته تجلس علي الفراش.


ألقي عليها السلام:


-سلام عليكم كيفك يا حنين.


ردت حنين بعبث:


-الحمد لله .


رمقها بحيرة وقال:


-خير رايدة تجولي حاچة ؟


أجابت بعفوية :


-هو مش أحنا المفروض كنا نروح نشوف يوسف ونطمئن عليه.


شريف….    

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.

يُتبع..

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء


              الفصل السادس والثلاثون


تطلع لها بصدمة وعلي حين غفلة منها أمسك ذراعها بعنف وقام بثنيه خلف ظهرها مما جعلها تشعر آلم إقترب منها وهمس في أذنها بفحيح :


-سمعيني تاني إكده جولتي أيه ؟ يوسف كأنك أتچنيتي يا بت المركوب أنتي !


أنت بآلم وردد بدموع :


-دراعي هينكسر في إيدك .


صاح الآخر بجنون :


-ينكسر وهكسر دماغك كومان ترك يدها ووقف أماما مغمغما بتحذير جسما بالله أن سمعتك بتجيبي سيرة الزفت ده ولا حد من طرفه هدفنك بيدي سامعة ؟


دلكت يدها بآلم وهزت رأسها بخوف من هذا الوحش المفترس الذي يقف أمامها.


مسح هو علي وجهه بضيق ما أن رأي معالم وجهها الحزينة إقترب منها مما جعلها تتراجع إلى الخلف بخوف .


تنهد بضجر وهتف بحنان:


-متخافيش يا حنين مش هأزيكي واصل كل إلي رايده منك متجبيش سيرتهم واصل يا بت الناس  .


أومئت رأسها بحزن وقالت:


-أنا قصدي ان ده واجب وده يبقي جوز بنت عمك وأخو مرات أخوك يعني ده واجب.


زفر بضيق ورد بحنكة:


-وأبوي وأمي جاموا بالواجب وخلاص يبجي نجصر الحديث عاد أنا داخل أتسبح حضري ليا خلجاتي وجهزي ليا لجمة أكولها من يدك.


أومأت بطاعة :


-حاضر.


إقترب منها وتحسس يدها وجد علامات إصبعه بارزة تحدث بحنان:


-حجك عليا مكتش جاصد بس حديتك خلي دماغي تفور وكومان لما نطجتي إسمه من غير ألجاب وده ميصحش صوح حديتي ولا لاه ؟


نظرت الي الأرض بخزي فهو محق فهي أخطأت بالفعل:


-صح أنا أسفة.


إبتسم بهدوء وقبل جبينها بحنان:


-متتأسفيش يا غالية يا أم الغالي يلا هدخل أتسبح وجزي أنتي لجمة ناكلها بالإذن.


تحرك من أمامها ودلف إلي المرحاض ووقفت هي تنظر في آثره بحيرة أحيانا تجده شخص حنون وهادئ وأحيانا تجده شخصا آخر لم تعرفه من قبل.


❈-❈-❈


فتح شادي باب الشقة ودلف وخلفه عهد جلست عهد علي أقرب أريكة بوهن شديد .


أغلق شادي الباب وجلس جواها بقلق وعقب قائلا :


-مالك لسه دايخة بردوا ؟


هزت رأسها بضعف وقالت :


-دوخة بسيطة مش أكتر.


هتف بقلق :


-طيب قومي يلا نروح للدكتور عشان تكشفي حالتك دي مش عجباني بقالك كام يوم كده .


تنهدت بوهن :


-إهدي يا حبيبي أنا والله بخير واليوم النهاردة كان متعب والفترة الي فاتت كمان هو أرق مش أكتر أطمئن.


تطلع لها قليلا وهتف محذرا :


-ماشي يا عهد قدامك لبكره لو حالتك متحسنتيش هنروح للدكتور فاهمة ؟


إبتسمت بضعف :


-فاهمة قوم خد شاور وأنا هقوم أعمل عصير فرش.


أومئ بتفهم :


-تمام.


نهض هو متجها الي غرفة النوم ووضعت هي يدها علي بطنها بإبتسامة حالمة :


-يارب يطلع شكي صح أنا حاسة بيك تفتكر بابا هيفرح بيك يا قلبي.


تنهدت بوهن ونهضت كي تحضر العصير وعشاء خفيف….


❈-❈-❈


في قصر المغربي…..


في صباح يوم جديد تململت نورسيل في نومها وفتحت عيناها وجدت يوسف مستغرقا في نومه ظلت تتأمله قليلا تشعر بالدونية مما فعلته معه .


لا تعلم من أين جاءتها الجرأة ووضعت يدها داخل خصلات شعره السوداء تداعبها برفق .


شعر هو بها ولكن طلا متظاهرا في النوم مستمتعا بلمساتها الحانية.


نظرت له بشرود تفكر فيما سيفعله بها إذا علم إتفاقها السابق مع شريف لكن يعلم الله أنها كانت تتراجع لأنها أحبته بالفعل وأصبحت تخشي فقدان ، لكن من المؤكد أنها ستفقده في يوم من الأيام بعدما يعلم لكن لا لن تستسلم أبدا وستعيده مرة آخري إليها.


شدت علي خصلات شعره دون وعي مما جعل الآخر يفتح عينه بآلم :


-شعري.


انتبهت له وفكت آثر خصلاته بلهفة :


-أسفة والله مقصدتش أنا سرحت بس .


أماء بتفهم وقال:


-إهدي بس مالك بقي سرحانة في أيه ؟


هزت رأسها نافية ورفعت كتفيها بلامبالاة :


-ولا أي حاجة.


إعتدل علي الفراش وأسند ظهره وردد بهدوء:


-أنا سيبتك لغاية ما هديتي أيا كان الي حصل بينك أنتي ونايا مينفعش تتخاصمه كده .


إمتعض وجهها وقالت:


-يوسف معلش بلاش تتدخل في الموضوع ده نايا كسرتني بجد مكنتش أتوقع الي عملته ده.


تنهد بعمق وقال:


-بصي يا نورسيل أنا هقولك حاجة واحدة وأتمني تفهميها أنتي ونايا أخواتك وملكوش غير بغض متسمحيش لاي حاجة توقع بينكم يمكن تكون غلطت زي ما بتقولي يمكن حاجة خلتها تعمل كده خافت عليكي يا ستي حطي ليها أي عذر لكن الوضع ده مفروض تماما بالنسبة ليا.


تطلعت له بضيق ونهضت متجهه الي غرفة الملابس ولكن أوقفها صوته الحازم :


-هننزل نفطر معاهم وتكلمي أختك.


دبت علي الأرض بغيظ وألتفت له بضجر وقالت بدون وعي:


-لأ مش هيحصل ومش معني وقفتي جنبك في مرضك إنك تاخد عليا كده وتؤمرني كمان لأ أنسي .


تطلع لها بصدمة مما تفوهت به أتعايره بخدمته في مرضه نهض من علي الفراش بجمود ووقف قبالتها وتحدث بخزي :


-لأ مش بأمرك وشكرا علي تعبك معايا ومن هنا ورايح مش محتاج أي حاجة منك تركها وغادر الجناح صافعا الباب خلفه بعنف.


جلست هي علي الفراش مرة آخري تلعن غبائها وتسرعها فيما تفوهت به .


❈-❈-❈

الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


ترأس يوسف السفرة بصمت تام ووالدته علي يمينه وجوارها شادي ويليه نايا .


تحدثت صفاء بإبتسامة:


-نورت مكانك يا حبيبي.


إبتسم بجمود وقال:


-تسلمي يا ست الكل.


تحمحم عدي وهتف بمرح :


-بصراحة يا كبير في خبر كده كنت حابب نأجله بس مش قادر الصراحة.


ألتفت له يوسف متسائلا:


-خير يا حبيبي ؟


ردد عدي بفرحة :


-هتبقي عم يا يوسف.


إبتسامة شقت وجه يوسف مغمغما بفرحة :


-بجد ؟ ألف مبروك يا حبيبي ألف مبروك يا نايا.


رد عدي بحب :


-الله يبارك فيك يا حبيبي.


ردت نايا بخجل دون ان تنظر له :


-الله يبارك فيك .


أضاف يوسف معقبا:


-وبعدين ايه هتبقي عم دي ؟ إبنك هيبقي أبني ولا عندك إعتراض.


تحدث بلهفة :


-إعتراض ايه بس هو يطول يكون عنده أب زيك.


تمتمت صفاء بتمني :


-ربنا يخليكم لبعض يا ولاد يرزقك يا يوسف أنت كمان بالعوض الصالح.


أمن الجميع علي دعاءها.


هبطت الدرج وإقتربت منهم بحذر ورددت السلام :


-سلام عليكم.


رد الجميع السلام بإستثناء يوسف الذي تجاهلها تماما تطلعت تجاه نايا وهتفت بإقتضاب :


-أخبارك يا نايا ؟


أجابت  نايا بلهفة :


-بخير يا حبيبتي طول ما أنتي بخير.


جلست جوار زوجها ونظرت له وجدته يتجاهلها ويتناول إفطاره بصمت بيده اليسري .


آخذت شطيرة وقامت بدهنها بالجبن الكيري كما يفضلها ومدت يدها له :


-أتفضل.


رمقها بإستخفاف ونهض مستئذنا :


-شكرا أنا شبعت عدي خلص وتعالي عايزك شوية في المكتب عشان الشغل.


أومئ عدي بإيجاب:


-حاضر.


❈-❈-❈


جلس علي مقعده وفتح حاسوبه الخاص بيده السليمة وجلس يتفحص بعد الملفات .


إقتحمت المكتب دون إستئذان وأغلقت الباب خلفها ووقف أمامه مستندة بكفيها علي المكتب.


رمقها هو بإستنكار من فعلتها ولم يعقب ..


تحدثت بضيق :


-ممكن أعرف ليه أحرجتني كده خلاص صالحتها عشان خاطرك أهو .


ما أن أنهت حديثها حتي دخل في نوبة ضحك هستيرية حتي توقف وهو يأن بآلم :


- بجد عشان خاطري لا كتر خيرك روحي شوفي وراكي أيه لو سمحتي.


تنهدت بحزن وجلست علي المقعد ورددت بأسي :


-عارفة إنك زعلان مني وعندك حق بس والله ما كان قصدي أنا كنت متعصبة والكلام طلع مني غصب عني.


إبتسم يوسف بحسرة وعقب :


-مع الأسف يا نورسيل الكلام الي بيتقال وقت العصبية بيبقي طالع من القلب فعلا .


هزت رأسها نافية وقالت بصدق:


-جايز كلامك صح لكن ربنا الي يعلم أني بعنل كده عشان بحبك مش عشان ده واجب عليا أنا عارفة أني غبية ومتسرعة ودبش كمان وأنت زهقت مني معلش تعالي علي نفسك وإستحملني شوية كمان وأوعدك أحاسب علي كلامي بعد كده .


أرجع ظهره الي الخلف وبات يحركه يمينا ويسارا بشرود :


-ما شاء الله يعني عارفة إنك غبية ودبش صراحة يا نورسيل أنا تعبت معاكي.


هتفت بهلع :


-يعني ايه هطلقني ؟


تنهد بأسف وقال:


-نورسيل أنا تعبت بجد أنا مش فاهمك ولا فاهم أنتي عايزة ايه أنا حبيتك اه لكن أنتي ! معتقدش  إنك حبتيني أصلا هكرر كلامي تاني عايزة تطلقي وتشوفي حالك معنديش مشكلة حقك هيوصلك وهجبلك شقة ووظيفة كمان المهم عندي تكوني مرتاحة وبس علي فكرة نايا حامل يعني بلاش تزعليها خفي عليها شوية لو سمحتي كفاية حياتنا أحنا بايظة نسبهم هما يعيشوا حياتهم.


نهضت من مقعدها ووقفت أمامه مربعة ساعديها ومرددة بتحدي:


-أولا حياتنا مش بايظة وأنا مش هطلق ولا جنابك شايف ليك شوفة تانية وعايز تطلقني عشان تتجوز ؟


إبتسامة ساخرة إنزوت علي جانب فمه:


-يا شيخة أتنيلي هو أنا عارف أتجوزك لما أتجوز غيرك أقولك حاجة ؟


ردت بفضول :


-قول ؟


إبتسمت بإستفزاز وقال:


-أنتي كرهتيني في صنف الحريم كله ما شاء الله تاخدي جائزة أوسكار .


عضت علي شفتيها بغيظ :


-يا سلام بقي كده أنت أصلا لو لفيت الدنيا متلقيش واحدة زي برنسس ودلع وجمال وخفة .


ضحك يوسف ساخرا :


-يا شيخة أتنيلي دلع ايه يا أم دلع  روحي وأنت شكلك عم جعفر كده أقولك بالعند فيكي هتجوز واحدة حلوة كده وبسكوتة تدلعني وهتشتكني.


رددت ساخرة:


-تدلعك وتهشتكك عشان أولع فيك أنت وهي يا بعيد .


قلب عينيه بضجر وقال:


-بقولك ايه روحي نامي اعملي الي تعلميه انا تعبت.


دبت بقدمها بعنف وقالت:


-هو سؤال واحد وتجاوب عليا وبعدها هخرج.


زفر بحنق :


-خير ؟


ردت بحذر :


-أنت بجد هطلقني وتتجوز ؟


مط شفتيه وتنهد قائلاً :


-إجابة السؤال ده هيرجع ليكي أنتي نورسيل أنا عندي 31 سنة ولو هنحسبها بشيلتي الي شلتها 60سنة تعبت في حياتي أوي نفسي أعيش حياة طبيعية ويبقي ليا عيلة وأولاد مش طالب حاجة صعبة والله بس نفسي أحس اني إنسان مش مجرد آلة.


دمعت عيناها وهتفت بأسي :


-يعني هتتجوز.


أغمض عينه وأفتحها عدة مرات من هذه الحمقاء التي تقف أمامه نظر لها بشر وتمتم بتوعد:


-أقسم بالله لو ما خرجتي حالا هتجوزك عليكي بحق وحقيقي بره أنتي مش غبية أنتي متخلفة كمان.


تطلعت له بصدمة لكنه صاح بعنف:


-بره.


ركضت سريعا خوفا من تنفيذ تهديده بينما هو ضرب من بكف من هذه الحمقاء …


❈-❈-❈


خرجت من الغرفة وجدت عدي في قبالتها تحدثت بهدوء:


-ألف مبروك.


إبتسم عدي ورد :


-الله يبارك فيكي عقبالك أنتي ويوسف.


ضحكت ساخرة :


-عقبالي أنا ليه والبيه عايز يتجوز عليا .


رمقها بعدم فهم:


-يوسف هيتجوز عليكي ؟ 


دبت علي الأرض بغيظ:


-أه شوفت آخرتها.


قلب عينيه بضجر وهتف ساخرا:


-آخرتها ايه هو انتوا كملتوا سنة جواز !


ردت بتهكم:


-والله المفروض تقول لأخوك مش ليا وبلغه لو فكر يتجوز أنا مش هسكت بعد إذنك.


حك جبينه بخفة:


-ايه البت الهبلة دي.


طرق الباب ودلف مرددا بتساؤل :


-هو أنت هتتجوز ؟


ضحك يوسف بقلة حيلة وتنهد قائلا:


-الهبلة دي قالت ليك ايه ؟


رد عدي مغمغما بمرح:


-بتبلغك لو أتجوزت مش هتسكت هو أنت هتتجوز بجد ؟


زفر بوهن وقال :


-يادي النيلة يا أبني مطلعش روحي معاك أنت كمان وسيبك من الهبلة دي.


ضحك عدي وهتف:


-ماشي يا سيدي خلينا نشوف الشغل المتأخر عشان أقوم أمشي.


أومئ يوسف بتفهم:


-تمام يومين كده وهنزل معاك بإذن الله.


❈-❈-❈


يتناول الإفطار وهو ينظر لزوجته من حين لحين زفر بضيق وقال:


-بردوا مش عايزة تروحي للدكتور ؟


إبتسمت ورددت بدلال :


-لأ يا حبيبي أنا بخير والله أطمئن.


أومئ بعدم تصديق وقال:


-طيب مش هتروحي عندما ماما النهاردة ليه ؟


ردت بإبتسامة وهي تطلع الي الشقة بيأس :


-البيت عايز يتنضف مش هلحق أروح عند ماما.


قطب جبينه وأردف متسائلا:


-تحبي اجبلك واحدة تنضفها ليكي ؟


هزت رأسها نافية:


-لأ يا حبيبي أنت عارف مش بحب شغل حد.


تنهد بقلة حيلة وعقب :


-تمام زي ما تحبي يلا همشي أنا محتاجة حاجة ؟


حركت رأسها بلا :


-لا يا حبيبي سلامتك.


نهض مقبلا رأسها وغادر قامت هي الآخري بضب السفرة سريعا وبدأت في تنظيف الشقة وبعد ما يقارب الساعتين كانت إنتهت إرتدت ملابسها وإتجهت الي الخارج لشراء بعد الأغراض عادت بعد فترة ومعها العديد من الحقائب وضعتها جانبا وفتحت إحدي الأكياس وأخرجت شئ منها ودلفت الي المرحاض.


وقف تطالع الإختبار الذي بيدها بترقب وثواني وزين الإختبار بشريطين من اللون الأحمر تنهدت براحة وضعت الإختبار في سلة القمامة ووضعت يدها فوق أحشائها بسعادة:


-أه يا قلب ماما واثقة أنا بابا أكيد هيفرح بيك يلا بقي نجهز ليه المفاجأة.


❈-❈-❈


أعدت الطعام المفضل لدي زوجها وقامت بتزيين غرفة النوم ونثر الورد فوق الفراش وإرتدت دريس من اللون الأحمر وأطلقت العنان لخصلات شعرها ووضعت بعض اللماسات الهادئة من الميك أب وجلست في إنتظاره وهي تفكر وتتخيل رد فعله ومدي سعادته بحملها هو لم يتحدث معها سابقا بشأن الحمل لكن من المؤكد أنه سيفرح لا محالة فهي رأت مدي حزنه عندما علم بحمل زوجة شقيقه….


فتح باب الشقة وولج لم يجد زوجته في إنتظاره قطب جبينه بحيرة من أن يكون أصابها مكروه ركض تجاه غرفة النوم وجد الغرفة مزينة بالورود والبلالين  والطعام موضوع بعناية بشكل يشهي وفاتنته تجلس في إنتظاره كحورية من حور العين أطلق صفيرا بإعجاب وهو يتطلع لها.


نهضت بخجل وهمست بدلال :


-أيه رأيك ؟


تطلع لها بإنبهار وقال:


-رأي في أيه بالظبط يا قلبي زي القمر .


إبتسمت بفرحة :


-والديكور ؟


إقترب منها وأمسك كلتا يديها مقبلا إياهم بحب :


-تحفة عشان إيدك الحلوة هي إلي عملتهم .


أعجبها إطرائه و غمغمت برقة:


-طيب ينفع نأكل عشان الأكل برد ؟


رد بحماس :


-أكيد يا قلبي.


جلسوا جوار بعضهم يتناولوا طعامهم في جو رومانسي لم يخلوا من المرح .


وضع يده علي معدته بتخمة:


-تسلم إيدك يا قلبي علي الأكل الجامد ده .


إبتسمت برقة وقالت :


-الف هنا علي قلبك يا حبيبي.


ضيق عينه مرددا بفضول:


- أيه بقي سر المفاجأة الحلوة دي ؟


نهضت ووقفت أمامه وأمسكت يده وسط تعجبه وضعتها فوق أحشائها وهتفت بدلال:


-المفاجأة هنا يا حبيبي البيبي عايز يقولك أنا موجود يا بابي….


الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.


يُتبع..


تكملة الرواية من هناااااااا

تعليقات

التنقل السريع