القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عبق الماضي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم روز أمين

 

رواية عبق الماضي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم روز أمين 




رواية عبق الماضي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم روز أمين 


🌺 ﷽ 🌺

🌺لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🌺


❤الفصل الحادي ❤


في مساء اليوم التالي  و بالحديد داخل مسكن أحمد و ثُريا

  كانت تتمدد بجواره فوق الفراش يحتويها بذراعه داخل أحضانه بحنان ،، رفعت رأسها ناظرة إلي عيناه و تحدثت إليه بعيون حزينة ٠٠٠ أحمد ،، أنا عوزاك تيجي معايا بكرة علشان نتكلم تاني مع بابا و نحاول نقنعه بموضوع خطوبة حسن من البنت بتاعت أسوان 

أغمض عيناه بأسي و زفر بضيق و تحرك ساحباً جسده لأعلي ليستند بظهرهِ علي خلفية التخت و تحدث بنبرة هادئة سيطر عليها كي لا يٌحزن قلب معشوقته ٠٠٠ خرجي نفسك برة الموضوع ده خالص يا ثريا و ياريت ما تدخليش فيه خالص 

نظرت إلية بإستغراب لحديثهُ الغير متوقع بالنسبة لها و أردفت قائلة بنبرة حادة بعض الشئ ٠٠٠ إزاي بتطلب مني أخرج نفسي من الموضوع يا أحمد ؟؟ 

وأكملت بتساؤل ٠٠٠ هو أنتَ مش شايف حالة حسن قدامك عاملة إزاي  ؟؟ 

تنفسً عالياً ثم زفر بهدوء و تحدث بنبرة متعقلة ٠٠٠ حسن بيعاند نفسه يا ثُريا و كل اللي بيعمله ده مفيش منه أي فايدة ،، عمي صلاح نهي النقاش في الموضوع ده و قفله نهائياً ،  و أي حد هيحاول يفتح الموضوع معاه تاني هيبقا بيضيع وقت علي الفاضي و بيكسب عداوة عمي صلاح شخصياً 

و إعتدل بجلسته ناظراً إلي ملاكة الذي كسي الحٌزن وطغي علي ملامحها الرقيقة ،، ثم وضع أناملة علي وجنتها الرقيقه يتحسسُها برقة و تحدث بنبرة حنون وعيون مُحبة  ٠٠٠ أنا خايف عليكي من غضب عمي يا حبيبتي ،، عمي حالياً في حالة غضب أعمي و هيطيح في اي حد يحاول يفتح معاه الموضوع و أنا مش عاوزك تعاديه !!

إغرورقت عيناها ب الدموع و تحدثت بنبرة صوت مٌختنقه بفضل دموعها التي علي وشك الإنسياب ٠٠٠ يعني هنسيب حسن لوحدة في الحالة اللي هو فيها دي يا أحمد ،، حسن بيحبها و موجوع عليها بجد  

جذبها لداخل أحضانه من جديد واضعً قٌبلة فوق مقدمة رأسها و تحدث ل تهدأتها ٠٠٠ متزعليش يا ثُريا  ،،  بكرة ينساها و يحب غيرها يا قلبي !! 

خرجت من بين أحضانه سريعً و نظرت إليه مٌتسائلة بتعجب وأستغراب ٠٠٠ و هو الحب الحقيقي ممكن يتنسي بسهولة أوي كده يا أحمد ؟؟ 

و أكملت بتساؤل و عيون مترقبه الإجابه بلهفة ٠٠٠ يعني أنا لو جرا لي حاجة و لا مٌت في أي لحظة هتقدر تنساني و تحب غيري و تكمل حياتك طبيعي كدة عادي ؟ 

وضع أناملهٌ سريعً فوق شفتاها و تحدث و نظرة رٌعب تملكت من عيناه ٠٠٠ بعد الشر عنك يا ثٌريا ،، إوعي أسمعك تجيبي سيرة الموت علي لسانك  تاني ، 

و أكمل بنبرة حزينة صادقة ٠٠٠  ربنا يجعل يومي قبل يومك علشان أنا مش قد وجع قلبي علي فراقك يا بنت قلبي 

تحدثت بعيون شبه دامعه ٠٠٠ بعد الشر عليك يا حبيبي ،  أرجوك بلاش الدعوة دي يا أحمد ،، إنتَ كدة بتكتب شهادة وفاتي و أنا لسه علي وش الدنيا ، 

و أكملت بعيون عاشقة و نبرة صوت هائمة في عشق حبيبها  ٠٠٠  صدقني يا حبيبي ،، حياتي بعدك هتبقا بالنسبة لي الموت بعينه 

سحبها بين أحضانه و شدد من ضمته لها حتي كاد أن يسحق عظامها دون إدراك منه و تحدث برجاء ٠٠٠ علشان خاطري يا ثريا تسمعي كلامي و تبعدي عن موضوع حسن و ما تحاوليش تتكلمي فيه تاني مع أي حد ،،

و أكمل بوعيد و هو ينظر أمامهُ بغضب ٠٠٠  علشان لو حد مسك و جرح قلبك بكلمة واحدة أنا هقلب الدنيا و مش هسكت ،، 

وأكمل بتأكيد ٠٠٠ حتي لو كان الحد ده هو عمي بذات نفسه ،، فهماني يا ثٌريا  

سعدت لعشق زوجها الحبيب لها و شعورهٌ بالقلق خشيةً علي جرح قلبها البرئ  و برغم حُزنها علي شقيقها و رغبتها المُلحة علي مساعدته في تحقيق حُلمهُ إلا ان غمرتها السعادة من شعورها بعشق زوجها الهائل لها 

إبتسمت و شددت هي الأخري من ضمتها لهُ و أردفت قائة بنبرة سعيدة ٠٠٠ ربنا يخليك ليا يا أحمد و ما يحرمنيش منك أبداً 

و بات كلاهما يشدد من ضمتهِ لإحتضان الآخر و ضل هكذا حتي غفا كلاهما بسلام داخل أحضان الأخر الحانية 

                 ○○○○○○¤○○○○○○ 

بعد مرور خمسة أيام من الصراع الدائر داخل المنزل بين الجميع ،، مازال صلاح مٌصراً علي موقفه الرافض برغم محاولة شقيقهُ مٌحمد و عبدالرحمن و شقيقي ثٌريا فريد و علي 

و حزن قلب حسن و إصرارة علي موقفه الثابت تجاة من إختارها قلبهُ كي تُصبح شريكة مشوارهِ الحياتي 

كان يجلس ليلاً بغرفة الجلوس المتواجده بوسط الشقة ، مٌمسكً ب كٌتيب يطلع علية بتركيز شديد  ،،أخرجهٌ من تركيزة رنين ذلك الجرس الخاص بالباب الخارجي 

صاح بصوتهِ مٌنادياً علي ياسين الجالس بالداخل يستذكر دروسهٌ بتركيز و ذلك لمقاطعتة الحديث نهائياً مع منال و تجنٌبها كٌلياً كنوعً من العقاب لها علي تدخلها فيما لا يعنيها و حتي لا تٌكرر الدخول في شوؤن عائلتةُ الخاصة مٌجدداً ٠٠٠ إفتح الباب من فضلك يا ياسين 

كاد الفتي أن يرد علي أبيه و يتحرك إلي الخارج إمتثالاً  لأوامر غاليه لولا إستماعهِ لصدوح صوت منال و التي كانت  متواجدة داخل المطبخ تصنع مشروبً لأطفالها  و التي تحدثت موجهه حديثها إلي صغيرها ٠٠٠ خليك إنتَ يا ياسين و أنا هفتح الباب 

خرجت تلك الناقمة علي حياتها تتحرك بتذمر و غضب و ذلك بسبب عدم رضائها علي قيامها بخدمة زوجها و أطفالها بنفسها ،، فكم من المرات الكثيرات التي طلبت فيها من عز أن يبتعدا و يسكنا هما و أطفالهما بعيداً عن منزل العائلة ،، و أن يأتي لها بعاملة تٌعينها في شوؤن المنزل حيثُ أنها ليست بالبارعة في أمور التنظيف و إدارة المنزل بشكل جيد ، و لكن دائماً كان يأتيها الرد منه بعدم الموافقة و إصابتها بخيبة الأمل في كل مرة تتحدث إليه  فيها  

خرجت من المطبخ و تحركت و هي تبرطم و تهمس بينها و بين حالها بكلماتٍ غاضبة ناقمة ،،

أتجهت نحو الباب و فتحته و تفاجأت حين وجدت ثريا تقف أمامها و هي تتحدث بلباقة و أبتسامة خفيفة علي ثغرها  ٠٠٠ مساء الخير يا منال !

شملتها منال بنظرة إستغراب و ذلك لحضورها في ذاك التوقيت المٌتأخر من الليل خلافً علي أنها من الأساس لم تأتي لزيارتهم من ذي قبل 

و أجابتها مقتصرة و بنبرة صوت رخِيمة تحدثت  ٠٠٠ مساء النور 

إبتلعت ثٌريا غَصة مريرة داخل حلقها من معاملة تلك المتعاليه و لكنها سُرعان ما تغاضت عن سوء معاملتها في سبيل إكمال المُضي قدمً في خطواتها الهامة تلك و ذلك لمساعدة شقيقها بشتي الطُرق 

و تساءلت علي إستحياء و هي تفرك كفيها ببعضيهما خجلاً٠٠٠ يا تري عز موجود ؟؟ 

وصلت همساتها المسائية إلي آٌذن ذاك العاشق الذي إستمعها بقلبه قبل آٌذناه و هي تتغني بحروف إسمه الذي يعشق الإستماع إليه من بين شفتاها المبتغاه ، فانتفض داخلهٌ ثائراً عليه و بدون شعورً منهْ إنتفض واقفً من جلسته و أردف قائلاً بلهفة وصوتٍ كست علي نبراته السعاده ٠٠٠ إدخلي يا ثريا ،، واقفه عندك ليه !

إستجمعت شجاعتها و خطت بساقيها إلي الداخل بعدما أشارت لها تلك الرخيمه بيدها و أزاحت جسدها من أمام الباب لتٌفسح لها المجال للدلوف إلي الداخل 

قابلها هو بإبتسامة ساحرة  و عيون سعيدة غير مٌصدقة لرؤيتها بمسكنه لأول مرة و تحدث و هو يٌشير إليها للدخول فتحدثت هي علي إستحياء ٠٠٠عاوزاك في موضوع مهم يا عز ،، فاضي نتكلم شوية و لا مشغول وأجي لك وقت تاني  ؟

أجابها علي الفور مما جعل منال تستشيط غضباً من معاملة زوجها الرقيقة لتلك الثريا مُدللة المنزل و العائلة بأكملها  ٠٠٠ و حتي لو ما كنتش فاضي أفضي لك نفسي مخصوص يا ثٌريا 

و أشار بيده في دعوة منه لها إلي الجلوس ٠٠٠ إقعدي يا ثريا 

إبتسمت له برضا و جلست بنفس أريكته لكن بطرفها مما أشعل روحه و جعلها تتراقصٌ فرحً 

ثم حول بصرهِ ناظراً علي تلك المُتصنمه بوقفتها و تحدث إليها بإحترام مُصطنع في محاولة منه للمحافظة علي شكل و كرامة زوجته أمام ثُريا ٠٠٠ من فضلك يا منال تعملي أي عصير فريش علشان ثٌريا 

أجابته بإيماءة بسيطة من رأسها  مع طاعة مُصطنعة كي لا تُثير غضبه عليها أكثر ٠٠٠ حاضر يا سيادة العقيد 

و أنسحبت بهدوء و تحركت بكبرياء إلي الداخل لتفعل ما امرها به زوجها  

حين وجه هو بصرهِ و صوبهما علي تلك الجالسة و حُمرة الخجل كست ملامحها الرقيقة مما جعلها فاتنة و زاد من لهيب ذاك المسكين ولكنهٌ أسرع بغض بصرة و إستغفر خالقة و طلب منه السماح و الثبات 

فتحدثت و هي تنظر لذاك المٌشيح عنها ببصرهِ ٠٠٠ عز ،، أنا محتاجة منك خدمة ضروري  ،، 

و أكملت مُفسرة ٠٠٠ أنا جايه لك علشان تساعدني و تقف جنب حسن في موضوعه و تكلم بابا تاني و تحاول تقنعة 

و أكملت بإطراء  ٠٠٠ بابا طول عمرة  بيحترمك جداً و بيثق دايماً في أراءك  ،،  و لو فاتحته و شاف الموضوع من وجهة نظرك بالتأكيد وقتها هيراجع نفسه و يغير رأيه و يتراجع عن قرارة الظالم ده 

نظر إليها بعيون حزينة يائسة و تحدث بأسي  ٠٠٠ للأسف يا ثٌريا مش هينفع  ،، عمي صلاح رافض إن أي حد يفتح معاه الموضوع و قافل باب النقاش فيه نهائياً ،،

وأكمل مُفسراً بتعجب ٠٠٠  تصوري إن وصل بيه الحال إنه إتخانق مع أبويا و أتهمه بإن قلبة مش علي حسن و إنه أناني و ما بيفكرش في مصلحته 

و أكمل ليضع الصورة أمام أعيُنها كاملةً ٠٠٠ و قال له كمان إن لو حسن ده كان إبنه كان رفض جوازته من بنت أسوان البسيطة و كان دور له علي جوازة تليق بيه و بمقامة  

و أكمل بملامح وجة حزينة  ٠٠٠ و الحاج زعل جداً من الكلام ده و منعني أنا و عبدالرحمن  و أكد علينا إننا ما نتدخلش في الموضوع نهائي 

تحدثت بنبرة مٌختنقة و أغرورقت حبات الدموع بعيناها مما جعل داخلهٌ يستشيط لأجلها ٠٠٠ طب و أية الحل الوقت يا عز ،، هنقف نتفرج علي حسن و إدينا متكتفه و نسيب الحزن ينهش في قلبه بالشكل ده ؟ 

و أكملت بإتهام و قلبٍ يتألم لأجل شقيقها الغالي ٠٠٠ أخويا تعبان أوي يا عز ،، حسن بيحبها بجد و كلكم مش هاممكم غير الشكل الإجتماعي والحسب والنسب و محدش منكم حاسين بيه و لا بوجعه 

نظر لها بألم لأجلها و أردفَ قائلاً بنبرة مُتألمة ينبثق من داخلها وجعً و مرارة ٠٠٠ صدقيني يا ثٌريا  أنا أكتر واحد حاسس بيه و بوجع قلبه 

وجهت إليه إتهام غير شاعرة بأنين روحهِ و صرخات قلبه المٌميتة و التي تكادُ أن تفتك به و تٌنهي علي حياة ذاك المسكين لتستريح من كٌل ذاك الألم الذي أصبح غير محتمل لقلبه الذي يحتضر مٌنذٌ البعيد دون أمل للخلاص ٠٠٠ مش صحيح يا عز ،  محدش منكم حاسس بوجع قلب حسن و لا جربه 

و أكملت بجبروت ٠٠٠ و لو كٌنت فعلاً حاسس بيه زي ما بتقول ،، طب ليه ساكت علي ظلم عمك ليه يا سيادة العقيد  ؟؟ 

ليه متحاولش توصل لدماغ بابا و تقنعه و ترحم حسن من وجع قلبه الغير مٌحتمل  ،، ليه يا عز ، ليه ؟؟

نظر لها وصمت ،،  زادت هي من الضغط علي جرحة غير مبالية بألام روحهٌ المٌبرحة وتحدثت بنبرة صوت إستعطافية زلزلت كيانة  ٠٠٠ أنا عارفة إني غالية عندك و إنك  بتعزني و بتعتبرني أختك اللي ربنا ما رزقكش بيها ،، لو كٌنت فعلا غالية عندك زي ما بتقول إثبت لي ده و ساعدني نكلم بابا و نقنعه 

نظر لها بعيون تنمُ عن مدي ألمه و تحدثَ داخلهٌ بقلبٍ صارخ يأنٌ من ويلات الألم ،،، 

               كفا حبيبتي كفا ،، رٌحماكِ قاتلتي ،،

                            رٌحماكِ خَليلتي 

           ألم تشعٌري بتمزق روحي و آشتعالها ؟

            ألم تستمعي لصرخات قلبي و أنينهِ ؟

        لقد أهلك غرامٌكِ قلبي حتي وصل للمنتهي 

             فالويلٌ كٌل الويلٌ لي بقٌربكْ المٌهلكِ 

           فلترأفي بروحي السجينةٌ بداخلِ كيانكِ 

        ورٌحماكِ بمن أتي عليه الزمانٌ و لم يعي ويلاتهِ

هٌنا قد أتت منال عليهما بعد أن كانت تقف بجانب المطبخ تتسمع عليهما لمعرفة ما يتحدثا به كي تكون علي وعيٍ و دراية كاملة بكُل ما يجري من حولها  ،،

وضعت لهما أكواب المشروب و جلست فوق مقعداً مقابلً لأريكتهما و وضعت ساقً فوق الأخري بطريقة مُتعالية و تحدثت بوجةِ هادئ بعض الشئ  ٠٠٠ إشربي العصير يا ثريا 

أجابتها ثريا بإبتسامة باهتة رسمتها بإعجوبة كي لا تعبس بوجه منال  ٠٠٠ تسلم إيدك يا منال و أسفه تعبتك معايا 

إبتسمت لها بخفه بمجاملة و ذلك لأجل إرضاء عز فقط لا غير 

نظر عز إلي ثريا و أردفَ قائلاً بهدوء و بنبرة مُستترة حتي لا يدع الفرصة إلي منال بالتدخل في الحديث كي لا تٌحزن حبيبته بحديثها اللازع  ٠٠٠ إشربي العصير و إطمني يا ثٌريا ،، و أنا إن شاء الله هعمل لك اللي إنتِ عوزاه و يرضيكي 

إبتسمت له بسعادة و نظرت إلية بإمتنان و وقفت مُستأذنه بنبرة رقيقة بعدما حصُلت علي ما سعت إلية ٠٠٠ معلش يا عز مش هينفع ،، أصلي سايبه رائف مع أمي تحت و لازم أنزل أجيبه علشان زمانه مغلبها معاه 

و أكملت بعيون ممتنة ٠٠٠ و حقيقي متشكرة جداً علي كل حاجه 

أومأ لها بصمت بإبتسامة سعيدة لأجلها ثم وقف و تحدث و هو يُشير إليها بكأس العصير ممسكً إياه بيده ٠٠٠ طب ممكن تشربي العصير بتاعك علشان خاطري 

إتسعت حدقة عين منال  بإستغراب و هي تٌشاهد رقة و حنان زوجها الموجهه لتلك الثٌريا ،، و ما كان من ثريا إلا الإمتثال لحديث عز و أخذت من بين يده كأس العصير و أرتشفت منهٌ القليل لإرضاءه و أنسحبت بهدوء من المكان بأكملة 

               ○○○○○○¤○○○○○○

خرجت من شقة عز و كادت أن تتحرك إلي الدرج إلا أنها أستمعت إلي صوت ذاك الغاضب و هو يناديها من خلفها بنبرة حادة ٠٠٠ ثريا 

إلتفت إليه تنظر للخلف حيث وقوفهٌ أمام باب شقتهما و تحدثت بإبتسامة بشوش رٌغم وجههِ و ملامحه المٌكفهرة ٠٠٠ هنزل أجيب رائف و أرجع لك يا أحمد 

و كادت أن تتحرك من جديد إلا أن صوته الهادر جعل ساقيها تتسمر بوقفتهما و هو يتحدث ٠٠٠  تعالي الأول ،، عاوزك 

نظرت ثٌريا إلي أحمد و تحركت إليه حتي إقتربت من وقفته ،، سحبها من يدها و أدخلها عنوةً عنها لداخل مسكنهما و أغلق الباب تحت ذهولها و عيناها المٌتسعة و هي تنظر إليه بإستغراب 

ثم أقترب منها و تحدث بنبرة متسائلة يشوبها الشك  ٠٠٠ كنتِ عند عز بتعملي أيه في الوقت المتأخر ده ؟ 

إبتلعت لٌعابها و تحدثت بعيون مغيمة أثر غشاوة الدموع ٠٠٠ معناه أيه سؤالك ده يا أحمد ؟ 

إحتدت نبرة صوت أحمد و تحدث بنبرة حادة صارمة ٠٠٠ ما ترديش علي سؤالي بسؤال ،، وأكمل مُتساءلاً بحدة ٠٠٠  بسألك كنت عند عز جوة بتعملي أيه في الوقت ده ؟

تمالكت من حالها كي لا تجهش و تنفتح في نوبة بكاءٍ مرير من حديثةٌ الجارح و المهين لشخصها و تحدثت مفسرة بنبرة مٌختنقة  ٠٠٠ كنت رايحة أتكلم معاه في موضوع حسن ،، و مراته كانت معانا و تقدر تسألها لو مش مصدقني 

جحظت عيناه من حديثها المهين لشخصهِ قبل شخصها ،، فهو لم يقصد التشكيك بشرفها بلحظة ،، 

ولكن ،،، 

بماذا يٌحدثها و كيف يٌخبرها بأنهٌ بات يشعر بنارٍ تأكل بداخلهِ الأخضر واليابس بدونً رحمة ،، نارٍ شاعلة بقلبه تحرق جسدهِ كٌلما تواجدت هي و عز بمكان واحد يجمعهما ،، و ذلك بعدما رأي بعين شقيقة لهفته و عشقة و رعبه عليها يوم ولادتها المٌتعثرة  لصغيرها رائف ،  

يومها كانت الساعة قد تخطت الخامسة فجراً و شعرت ثريا بألام مٌخاض الولادة و التي كانت متعثرة للغاية ،، وقتها فقط ظهر الرعب بعين عز و أسرع لإحضار الطبيب و لم يكتفي بذلك فقط ،، لكنهٌ أصر علي الدلوف للداخل و وقف أمامها و بث الطمأنينة لداخل روحها بحديثهٌ المطمأن لها كي يزرع بداخلها التفاءل و العزيمة 

ثم حدث و لا حرج عن حالته المٌزرية و هو ينتظر خارج الغرفة المتواجدة بها و يجوب المكان إيابً و ذهابً و القلق ينهش داخله و يتوحش بداخل عيناه ،، حينها إستغرب أحمد حالة شقيقه و التي لم يرا منها جزءً و لو بسيطً خلال وضع منال لأطفاله الثلاث 

يومها أقسم أحمد لحالهِ و بات مٌتأكداً أن ما يحدث لشقيقهٌ عشقً،،عشقً لإمرأته و من قديم الأزل ،، لا مٌحال ،،هو رجل عاشق حتي النخاع ،،و من غيرة يشعر بخوف و أرتجاف العاشق علي الحبيب 

أما عن فرحة عيناه حينما خرج الطبيب و أخبرهم بنجاة الأم و وصول صغيرها بسلام فحدث و لا حرج 

فاق من شروده القاتل و تحدث بنبرة حادة صارمة ٠٠٠ إنتِ إتجننتي يا ثٌريا ،، أيه الكلام الفارغ  اللي بتقولية ده ؟

و اكمل معترضً ٠٠٠ إزاي تفكري أصلاً تحطي نفسك في موضع الشبهات ؟؟

هٌنا نزلت دموعها بوهن و أردفت قائلة بنبرة ضعيفة ٠٠٠ كلامك ليا ملهوش معني غير كده يا أحمد 

لم يتحمل رؤيتة لدموعها العزيزة و جذبها علي الفور و أدخلها لداخل أحضانه مٌشدداً عليها و هو يربت علي ظهرها بحنان ٠٠٠ غلط يا بنت قلبي ،،تفكيرك غلط ،  إنتِ عارفه أنا أقصد أيه بالظبط ،، أنا عارف و متأكد من إنك روحتي لعز علشان يتوسط لحسن عند عمي صلاح ، 

و أكملَ بنبرة لاءمة ٠٠٠  روحتي له برغم تحذيراتي ليكي بإنك تبعدي نفسك عن الموضوع يا ثريا ،، يعني ما عملتيش لكلمتي و لا لخوفي عليكي حساب 

هزت رأسها سريعً بنفي و تحدثت ٠٠٠ لا عشت و لا كٌنت لو كٌنت أقصد أكسر كلمتك يا حبيبي ،، أنا بس صعبان عليا حزن أخويا و وجعه ،، و لما فكرت لقيت إن عز هو الوحيد اللي ممكن يساعدني و يقنع بابا ويخليه يتراجع عن قرارة 

أخذها لداخل أحضانه و شدد عليها بتملك و غيره حين إستمع لخروج حروف إسم شقيقه من بين شفتاها المهلكة و تحدث و هو يشدد من ضمتها حتي كاد أن يسحق عظامها من شدة إحتضانه و غيرتهُ المُرة  ٠٠٠ علشان خاطري خرجي نفسك من الموضوع ده و بلاش تتكلمي فيه مع حد تاني و بالذات مع عز 

و أكملَ بإستعطاف ٠٠٠  إوعديني يا ثريا  

أجابته من داخل أحضانة التي تشبة القبضه الحديدية و التي أوصلت لها كم هو غاضب و يشعر بالإشتعال ٠٠٠ حاضر يا حبيبي ،  حاضر 

تنهد براحة بعد حديثها و مازال مٌشدداً لضمتها بل إزداد تحت حزنها لتلك الحالة التي وصل إليها مؤخراً  معشوقها



الفصل 12❤


في صباح اليوم التالي داخل منزل العائلة 

إستغلت منال ثبات عز في نومهِ و تحركت من جوارهِ بخفة و هي تتمشي علي أطراف أصابعها كي لا يستيقظ و يراها و يسألها إلي أين تذهب في تلك الساعة المُبكرة 

و أتجهت إلي الدرج و نزلت سريعً مُتجهه إلي الأسفل و منهُ إلي المطبخ  ،، و جدت عزيزة تقف أمام المشعل تصنع  وجبة الفطار لأهل المنزل بمفردها

وقفت قُبالتها و تحدثت إليها بنبرة هادئة و رسمت علي محياها إبتسامة  مُزيفة ٠٠٠ صباح الخير يا طنط 

شملتها عزيزة بنظرة إستغراب مُضيقة العينان و ردت عليها الصباح بنبرة بها بعض التوجس ٠٠٠ صباح النور  ،، خير يا بنتي ،، أية اللي مصحيكي في الوقت البدري أوي ده ،، ده أنتِ عمرك ما عملتيها قبل كده

أجابتها بإختصار لضيق وقتها و هي تتلفت حولها كا اللصوص ٠٠٠ من فضلك يا طنط  ،، أنا عاوزة أتكلم مع حضرتك في موضوع مهم جدا قبل ما ثريا تنزل ،، 

و أكملت و هي تدقق النظر داخل عيناها بترقب  ٠٠٠ بس قبل ما أتكلم و لا انطق بحرف واحد عاوزة حضرتك توعديني إن الكلام إللي هقوله ده هيفضل سر ما بينا إحنا الإتنين و مش هيخرج لأي حد مهما كان هو مين  ،،

و اكملت وهي تُشير بيدها ٠٠٠ أنا مش عاوزة مشاكل مع عز ياطنط 

ضيقت عزيزة بين حاجبيها بإستغرتب لحديث تلك المريبه مٌنذ الصباح 

كادت أن تتحدث قاطعها دلوف عطيات ،، تلك السيدة التي تعمل لديهم في حظيرة الأبقار التابعة للعائلة ،، و التي من مهامها التي أوكلت إليها بالتحديد هي حلب الأبقار و جلب الألبان الطازجة إلي العائلة يومياً ٠٠٠صباح الخير يا هوانم  ،،

وأسترسلت حديثها في إشارة منها إلي الإناء الذي بيدها ٠٠٠  أحط اللبن ده فين يا حاجة عزيزة ؟ 

تحركت إليها عزيزة و أخذت منها سطل الحليب و سكبته في إناءٍ واسع كي تضعهٌ علي النار و تٌحضرهُ لأهل المنزل كي يتناولوة عند الفطور 

و غادرت المرأة عائدة إلي الحظيرة من جديد لمتابعة باقي عملها 

و تحدثت عزيزة إلي منال مُتسائلة بتوجس ٠٠٠ خير يا منال،، قلقتيني يا بنتي  ،، كلام أية ده اللي عاوزاه يبقا سر بينا ؟ 

أخذت نفسً عميقً و أخرجته بهدوء كي تُهدئ من حالها  و تحدثت بخبث ٠٠٠ أنا طبعاً عارفة إنتِ قد أيه رافضة جواز حسن من البنت بتاعت أسوان ،

و أكملت بنبرة تحريضية  ٠٠٠   و بصراحة بقا يا طنط أنا موافقاكي جداً في رأيك ده  ،،  و بتمني من حضرتك إنك تثبتي علي موقفك ده و ما تضعفيش   ،،  

وأكملت بلؤم ٠٠٠  علشان كده أنا جاية أقول لك إن ثٌريا جت لعز بالليل و طلبت منه يتوسط للباشمهندس حسن عند عمو صلاح ،  هي طبعاً مطلبتش ده من عز قدامي ،، بس أنا سمعتهم و أنا بعمل العصير في المطبخ 

و أرتبكت و صححت سريعً حديثها كي لا تظهر أمام عزيزة بالمتسمعة علي زوجها  ٠٠٠ أصل صوتهم كان عالي و وصل لي و أنا في المطبخ ،، و بالتأكيد سمعت كلامهم غصب عني

بملامح وجه مٌكفهرة تحدثت عزيزة بوعيد بنبرة حاده غاضبة ٠٠٠ بقا كده يا ثُريا ،، يعني بردوا عملتي اللي في دماغك و ما سمعتيش كلامي  ،،

وأكملت حديثها بوعيد ٠٠٠  طب لما تنزلي لي هتشوفي أنا هعمل فيكي ايه 

إرتعب داخل منال و ارتجف جسدها و تحدثت بتلبك خشيةً غضب عزيزة و مواجهتها لثريا و بذلك سيتم إفتضاح أمرها أمام عز و يعلم بأمر تسمعُها عليه ٠٠٠ أرجوكِ يا طنط ،، ياريت ما تخلنيش أندم إني خفت علي مستقبل حسن و جيت قٌلت لحضرتك و نبهتك علشان تشوفي هتتصرفي إزاي   !! 

ردت عليها عزيزة بإستفهام بنبرة غاضبة ٠٠٠ يعني إنتِ عوزاني أسمع منك الكلام اللي يحرق الدم ده و أقف أتفرج  يا منال ؟ 

أجابتها منال بخٌبث و دهاء ٠٠٠ لا طبعاً مش عوزاكي تسكتي ،، أومال أنا جايه أبلغ حضرتك ليه ،، لكن كمان مش عوزاكي تعرفي ثريا إني قُلت لك ،، أنا جيت لحضرتك و نبهتك علشان تاخدي بالك و تقفي في صف عمو صلاح و تخليه يٌصر علي موقفه أكتر و ما يسمعش كلام عز اللي هيقولهُ له مهما حصل و مهما قالة من مبررات 

و أكملت و هي ترسم علي وجهها المسكنة بإمتياز ٠٠٠ لكن لو حضرتك واجهتي  ثريا بكلامي ده أكيد هتروح تشتكيني عند عز ،، و أكيد حضرتك ما ترضيش ليا الضرر  ،،

و أردفت قائله كي تكسب تعاطفها ومحبتها ٠٠٠  أنا أصلاً علاقتي مع عز متوترة اليومين دول بسبب كلمة الحق اللي قولتها  في موضوع جواز الباشمهندس قدامكم 

أومأت لها عزيزة بموافقة بعد إقتناعها بحديث تلك الخَبيثة و تحدثت إليها لتطمئنها ٠٠٠ خلاص يا منال إطمني  ،،  و وعد مني  إن الكلام اللي دار بينا ده مش هيخرج لأي حد مهما كان هو مين 

هزت لها رأسها بإمتنان و تحدثت بتوصية  ٠٠٠ ياريت يا طنط و خصوصاً طنط مُنيرة لانها لو عرفت هتروح تقول لعز و تقومه عليا 

أردفت عزيزة قائلة بتملل ٠٠٠ ما خلاص بقا يا منال  ،،  ما أنا قُلت لك إني مش هقول لأي حد 

                  ○○○○○○¤○○○○○○ 

قبل موعد نزول منال إلي الأسفل 

كانت تغفو داخل أحضان زوجها بسلام ،، إنتفضت من نومتها مرتعبة علي صوت آنين أحمد المتألم ،، 

نظرت إليه سريعً و الرعب و الإرتجاف تملكا من جسدها بالكامل و باتت تنتفض و تساءلت بلهفة و عيون مُرتعبة  ٠٠٠ مالك يا أحمد ؟

أجابها كعادته مٌؤخراً و هو يعتصر كليتهِ اليٌمني بنفس المكان كَكٌل مرة ٠٠٠ نفس الألم في نفس المكان يا ثريا ،، أرجوكي إديني المسكن بسرعة 

إنتفضت من جلستها و تحركت سريعً إلي درج الكومود و أخرجت منه المسكن و ناولته إياه مع كأس من الماء ،، و تحدثت بنبرة حاده مٌحتقنة بعبرات الدموع ٠٠٠ و الله حرام عليك اللي بتعمله في نفسك و فيا ده ،، روح للدكتور و أرحمني من وجع قلبي و قلقي عليك كل ما بشوفك و إنتَ بتتعذب قدامي كده و أنا واقفة عاجزة و مش قادرة أعمل لك حاجه 

زفر بضيق و تحدث إليها بنبرة حادة رافضً حديثها بشدة ٠٠٠ قٌلت لك قبل كدة إن الألم ده مجرد شوية أملاح علي الكلي و هيروحوا لوحدهم مع الوقت 

و أكمل بهدوء  ٠٠٠ أدخلي المطبخ إغلي لي شوية بردقوش و أنا هشربهم و إن شاء الله هبقا كويس بعدها 

إقتربت منه و تحدثت بنبرة صوت مٌترجية ٠٠٠ طب علشان خاطري يا حبيبي روح للدكتور و إطمن و طمني عليك

أجابها مٌتمللاً بجلسته ٠٠٠ ما آنتِ عارفة يا ثريا إن أكتر حاجة بكرها في حياتي هي الكشف عند الدكاترة و زيارتي لعيادتهم 

و أكملَ بملامح وجه مٌكفهرة ٠٠٠ ريحة المستشفيات و العيادات بتخنقني ،، لما بدخلها بحس إن روحي بتتسحب مني و بيحصلي هبوط فوري 

و أكملَ برجاء ٠٠٠ إدخلي بس إنتِ يا حبيبتي إعملي لي كباية بردقوش و أنا هبقا كويس بعدها ،،

و اكملَ محذراً  إياها ٠٠٠  و ياريت زي ما اتفقنا قبل كده،، ما تجبيش سيرة لأي حد بموضوع تعبي ده ،، أنا مش عاوز أقلق أي حد عليا يا ثُريا وأصلاً الموضوع مش مستاهل إنه يتقال 

إستسلمت لحديثهُ رغم عدم إقتناعها بحديثه لكنها مُجبرة علي إحترام  رغبته و قرارة و تحركت إلي خارج الغرفة،، و دلفت إلي المطبخ كي تصنع له ما طلبه ،،

و بعد قليل دلفت إليه من جديد حاملة بين يديها كأس مشروب البردقوش الذي طلبهُ ،، وجدته يغط في ثباتٍ عميق من أثر ذاك المسكن ،، و وجدت صغيرها النائم بدأ بالتملل داخل مهدهِ الصغير ليعلن عن إستيقاظة ،،

وضعت ما بيدها فوق الكومود بحرصٍ شديد و ذهبت إلي صغيرها سريعً و حملته بين أحضانها و هي تٌقبلهٌ بحنان و تهدهده بصمت كي لا يبكي و يتسبب بإزعاج أبيه الناعس 

تحركت به إلي خارج الغرفه و اتجهت بهِ إلي المرحاض ثم نزعت عنه ثيابه و قامت بتنظيفهُ عن طريق إغتساله بالماء الدافئ  تحت سعادة الصغير و لعبهِ داخل حوض الماء و ملاطفة ثُريا لهُ و مداعبتهُ بسعادة ثم ألبسته ثيابً نظيفة  و أدفأته جيداً كي لا يشعُر ببرودة الجو   ،  و تدلت بهِ للأسفل كي تٌساعد والدتها و زوجة عمها بتحضير وجبة الإفطار لأهل المنزل قبل إستيقاظهم 

كانت تتحرك  تحت سعادة الصغير رائف بدلال ثريا له و قٌبلاتها الحنون التي كانت تٌنثرها عليه بسخاء 

وقفت متسمرة بمنتصف الدرج و هي تنظر بإستغراب حين وجدت منال تخرج من المطبخ و تليها والدتها عزيزة التي بدا علي وجهها ملامح الغضب ،، و أكثر ما أثار دهشتها هو إستيقاظ منال بذاك التوقيت المُبكر  ،، بدا الأمر لها غريبً حقاً و خصوصاً أنها لا تستيقظ باكراً مهما حدث 

إرتبكت منال عندما لاحظت هبوط ثُريا من فوق الدرج لكنها حاولت التماسك جاهدة كي لا تُثير حولها الشكوك  ،، صعدت الدرج بهدوء و ثبات نفسي إفتعلتهُ بصعوبة حتي إقتربت من وقفت ثريا التي تسمرت و تحدثت إليها بهدوء و هي تمر من جانبها بثبات ٠٠٠ صباح الخير يا ثٌريا 

و تحركت مباشرةً إلي الأعلي دون آنتظار رد ثٌريا لها تحيتها فتحدثت ثُريا بشرود ٠٠٠  صباح النور يا منال 

ثم نظرت إلي والدتها التي بادلتها النظر و لكن بنظرة غاضبة و تحركت إلي المطبخ لتٌشرع من جديد في بدأ التحضيرات لصنع الوجبه 

تحركت إليها ثُريا و تحدثت بنبرة هادئة  ٠٠٠ صباح الخير يا ماما 

ردت عزيزة عليها بإقتضاب و ملامح وجه مُكفهرة  ٠٠٠ صباح النور 

إستغربت ثُريا حدة معاملة والدتها لكنها تغاضت عن الأمر و تساءلت  مُستفهمه ٠٠٠ أومال مرات عمي فين ؟ 

أجابتها عزيزة بنبرة حادة و ملامح جامدة  ٠٠٠ في أوضة الخبيز بتابع البنات اللي بيخبزوا العيش و الفطير 

إقتربت منها ثٌريا و وقفت خلفها و أردفت مٌتساءلة بترقب و إستغراب  ٠٠٠ مالك يا ماما ،، إنتِ زعلانة مني في حاجة ؟ 

إلتفت إليها عزيزة و تحدثت بنبرة حاده و عيون غاضبة للغاية ٠٠٠ و هزعل منك ليه ،، إنتِ عملتي حاجة تزعلني ؟ 

أشار الصغير إلي عزيزة و هو يرتمي عليها بإبتسامتهِ الخلابة ،، فالتقطته عزيزة و أدخلته لداخل أحضانها و باتت تنثرهٌ بالقبلات الحانية رٌغم حزنها من ثٌريا  ،، و لكن يضل رائف حفيدها و إبن غاليتها الوحيدة 

إستجمعت ثٌريا شجاعتها و تساءلت و هي تضع البَيض داخل الإناء الخاص به لطهوة ٠٠٠ منال قالت لك أية يا ماما قلبتك عليا بالشكل ده ؟

هٌنا لم تستطع عزيزة كتمان ما بداخلها أكثر من ذلك رغم تحذيرات منال لها و التأكيد لها علي عدم البوح ،، و ذلك لعدم تعرضها لثورة عز الغاضبة،، إلا ان غضبها الشديد من صغيرتها لم يجعلها تستطيع صون العهد التي قطعته علي حالها  و الصمود. 

و تحدثت بنبرة حادة غاضبة ٠٠٠ و هي منال محتاجة تقلبني عليكي يا بنت بطني ؟

كفاية عمايلك السودا اللي تخليني أتحسر علي خلفتي ليكي بدري 

و أكملت بنبرة لائمة ٠٠٠ بقا بدل ما تعقلي أخوكي و تحاولي ترجعية لعقلة و تخليه يتنازل عن رأيه في جوازته من البت بتاعت أسوان رايحة تحرشي عز و تقولي له يروح يكلم أبوكي و يقنعه بالعروسه ؟ 

و أكملت بصياحٍ عالٍ  ٠٠٠ للدرجة دي أخوكِ رخيص عليكي و ما تهمكيش مصلحته عشان تدبسيه في جوازة زي دي ؟ 

جحظت عيناها بذهول عندما إستمعت لإعتراف والدتها ،، هذا يعني أن تلك المنال تسمعت عليهما هي و عز ،،  ليس هذا فقط ،، بل و أنها جاءت لتفتنها بوالدتها و توشي لها بما أستمعت و تجعل العلاقة تتزعزع بين الأم و إبنتها  ، ما لتلك المنال لا تبالي و لا تمتثل لأية أخلاق أو مبادئ 

نظرت إلي والدتها بحُزنٍ و تساءلت حتي لا تظن السوء بمنال  ٠٠٠ منال قالت لحضرتك هي عرفت كلامي مع عز منين ؟ 

إتسعت أعين عزيزة و تساءلت بإستغراب من. حال إبنتها ٠٠٠ هو ده كل اللي هامك يا ثُريا ؟

ثم أجابت علي سؤالها بنبرة حادة ٠٠٠ سمعتكم بالصدفة يا عين أمك و هي في المطبخ بتعمل لكم العصير  ،،

و أكملت بوعيد و هي تٌشير بسبابتها مٌهدده إياها بوعيد ٠٠٠  و عارفه يا ثٌريا لو رٌحتي قٌلتي لعز علي الكلام ده أنا هعمل فيكي أية ؟؟ 

وأردفت قائلة بتفسير ٠٠٠ البنت عهدتني إني ما أجبش سيرتها علشان عز ما ينكدش عليها زي عادته ،، كتر خيرها جت تفهمني و تخليني ألحق أخوكي قبل ما عز يروح يكلم أبوكي و يتدبس في جوازة بالشكل ده بفضلك 

يا ماما حرام عليكي ،  المفروض إنتِ أكتر واحدة تحسي بإبنك و بقلبه الموجوع من العشق ،،، كانت تلك كلمات لائمة ألقتها ثٌريا علي مسامع والدته 

نظرت إليها عزيزة بإستنكار و هي تهدهد حفيدها الغالي برقة كي لا ينزعج من صوتهما الهادر ٠٠٠ عشق أيه و مسخرة أيه دي كمان اللي بتتكلمي عنها يا بنت صلاح ،، ما تفوقي كدة يا بت و تشوفي مصلحة أخوكي فين 

ثم أكملت بنبرة أمرة  ٠٠٠ إسمعيني كويس يا ثٌريا ،، إنتي زي ما روحتي لعز و كلمتيه يتوسط لحسن عند أبوكي ،، تروحي له برده زي الشاطرة كده و تقولي له إنك خلاص راجعتي نفسك و لقيتي إن اللي أبوكي عمله هو الصح لحسن ،، سمعاني يا ثٌريا 

و أكملت بنبرة تهديدية ٠٠٠ و إلا هتكوني كده بتعاديني و ساعتها لا أنتِ بنتي و لا أعرفك 

تمللت بوقفتها و تحدثت بريبة من مجرد تخيٌلها لمحادثتها مرةً آخري إلي عز خشيةً غضبة حبيبها و أردفت قائلة بأسي وتملل  ٠٠٠ أنا لا هتكلم مع عز و لا مع غيرة خلاص ،، الموضوع ده أنا سيبتهولكم و إنتوا أحرار في إبنكم ،، سبوني بقا في حالي كلكم 

ثم فجأةً و بدون مقدمات شعرت بدوارٍ حاد يهجم عليها و جعل توازنها يختل كُلياً حتي أنها كادت أن تنهار بوقفتها و تقع أرضً لولاً يدها التي تشبست بشدة بحوض المطبخ مٌستنده بجزعها عليه ،، ثم مالت برأسها إلي الأسفل و أغمضت عيناها لتفادي تلك السحابة السوداء التي هاجمتها بشدة و حجبت عنها الرؤية 

صاحت عزيزة منادية بإسمها و هي تتحرك إلي غاليتها سريعً و تحدثت و هي تتفقدها جيداً بهلعٍ ورعب  ٠٠٠ مالك يا ثٌريا،،  فيكي أية يا بنتي إنطقي 

أفتحت عيناها ببطئٍ شديد و تحدثت بأنفاسٍ متقطعة و صدرٍ يعلو و يهبط سريعً متأثراً بما حدث ٠٠٠ مش عارفة مالي يا ماما ،، دوخت مرة واحدة و كنت هقع من طولي لولا لحقت نفسي و مسكت في الحوض 

أسندتها عزيزة بيدٍ واحدة أما الأخري فكانت تحمل بها الصغير برعاية  ،،  و سحبتها من يدها و تحركت بها حتي أوصلتها إلي الطاولة الموضوعة بمنتصف المطبخ و سحبت لها مقعداً و أجلستها فوقه بإهتمام 

جلست ثٌريا و بدأت تنظم أنفاسها بأخذ شهيق و زفير كي تٌهدأ حالها و تشعُر بالتحسن  ،، أما عزيزة التي جلست بجوارها و نظرت إليها شاملة ملامح وجهها  بتدقيق  و تساءلت بإبتسامة جانبية  ٠٠٠

يُتبع ✍



بسم الله الرحمن الرحيم 

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 

رواية عبق الماضي 

بقلمي روز آمين 


الفصل الثالت عشر 


جلست ثٌريا و بدأت تنظم أنفاسها كي تٌهدأ و تعود لطبيعتها  ،، أما عزيزة التي جلست بجوارها و نظرت إليها شاملة إياها بتدقيق و تمعنت في ملامحها جيداً و تساءلت بإبتسامة خبيثة ٠٠٠ بت يا ثٌريا ،، هو إنتِ حامل ؟


رفعت بصرها من جديد لتتلاقي عيناها بأعين والدتها و حمرة الخجل قد كست ملامحها الرقيقة و أردفت قائلة بنبرة خجله و هي تسحب بصرها عن مرمي نظر والدتها ٠٠٠ شكلي كدة فعلاً يا ماما ،، هي متأخرة عن ميعادها ليها أكتر من إسبوع ،، و أنا ليا كام يوم كدة مش متظبطة  ،،  


و أكملت بملامح مُكشعرة  ٠٠٠ دايماً دايخة و حاسه إني مش طايقة أشم ريحة الأكل اللي أنا بطبخة و خصوصاً التقلية و اللحوم و هي بتتسلق 


إنفرجَ فاه عزيزة و ضحك وجهها بعد عبوسهُ السابق و تحدثت بسعادة بالغة ٠٠٠ يا ألف نهار مبروك يا حبيبتي ،، ربنا يتمم لك حملك علي خير و يقومك مجبورة الخاطر يا ثُريا يا بنت عزيزة  ،، 


و أكملت بتمني أم لغاليتها الوحيدة  ٠٠٠  إن شاء الله ربنا يرزقك بأخ لرائف المرة دي 


إبتسمت لها ثُريا برضي و أردفت قائلة بنبرة راضية و كلها يقين بقضاء الله و عطاياه الجميلة ٠٠٠ كل اللي ييجي من ربنا أكيد خير يا ماما ،،  أهم حاجه عندي إن الطفل يتولد بصحة كويسة و بخير و بخلقة تامه،،  و دي أهم حاجة بالنسبة لي كأم 


و أثناء حديثهما دلفت مٌنيرة و تلتها سيدتان من عاملات المنزل تحملتان فوق رأسيهما صنيتان مستديرتان كبيرتان للغايه ،،


و تحدثت مُنيرة موجهه حديثها إلي ثُريا بوجهٍ مُبتسم بشوش ٠٠٠ صباح الخير يا ثُريا 


أردفت ثريا بنبرة هادئة و صوتٍ ضعيف إلي حدٍ ما ٠٠٠ صباح النور يا مرات عمي 


و ساعدت منيرة العاملات في إنزال تلك الصواني و بعدها توجهت السيدتان إلي الخارج عائدتان مرةً أخري إلي غرفة الخبيز ل يتابعا ما تبقي من الأعمال الواجبة عليهما هٌناك 


رفعت مٌنيرة من فوق إحدي الصواني القماشات البيضاء النظيفه  و تحدثت و هي تنظر إلي تلك الفطائر الشهيه بلونها الذهبي و رائحتها الذكية قائلة بسعاده و هي تنظر إلي عزيزة ٠٠٠ شفتي المشلتت عامل إزاي يا عزيزة ،، طالع المرة دي الله أكبر عليه 


إنتفضت عزيزة واقفة من جلستها و تحركت إليها و إبتسمت و تحدثت و هي تنظر إلي الشطائر بتشهي  ٠٠٠ ما شاء الله  يا مُنيرة،،  شكلهم و ريحتهم حاجة كدة تفتح النفس 


و ما أن إشتمت تلك الجالسة رائحة الفطائر التي تخرج منها روائح الذٌبدة بكثرة حتي إنكمشت ملامحها بإشمئزاز  و بدون سابق إنذار شعرت بأمعائها تتلوي بألم حاد و شعورها ب الرغبة في التقيؤء ،،  وضعت يدها علي فمها و خرجت مٌسرعة تاركه المطبخ بأكمله في إتجاهها إلي المرحاض 


تحرك بصر مٌنيرة بتتبع إلي تلك التي أسرعت إلي الخارج ثم حولته مرةً أخري إلي عزيزة و تساءلت بإستهجان و لهجة حادة ٠٠٠ مالها دي كمان علي الصبح ،، هي مش عجباها ريحة الفطير و لا أيه ؟


و أكملت بتفاخر و هي تُشير بيدها و ترفع قامتها للأعلي  ٠٠٠ ده معمول و متغرق في السمنة البلدي و ريحته لوحدها تفتح النفس 


أطلقت عزيزة ضحكة عالية و تحدثت إليها بسعادة و هي تغمز لها بعيناها ٠٠٠ ثُريا شكلها كده بتتوحم يا أم عز ،  مبروك ،  جاي لك حفيد جديد في الطريق 


إنفرجت أسارير مٌنيرة بسعادة و تحدثت بتمني  ٠٠٠ ولد إن شاء الله يا عزيزة ،، عز ،، هسمية عز علشان يطلع زي عمه عز 


إبتسمت لها عزيزة و أردفت قائلة بنبرة دُعابية ٠٠٠ عز عز ،، بس ييجي هو الأول بالسلامة و بعدها سميه زي ما تسميه ،، 


و آسترسلت حديثها بنبرة جادة ٠٠٠ أنا هاخدها بكرة و نروح عند الدكتورة نجلاء و أخليها تكشف عليها عشان نتأكد من وجود الحمل ،، و بعدين أبقا أبشر الجميع عشان يفرحوا معانا 


وافقتها مٌنيرة الرأي و أردفت قائلة بإطراء ٠٠٠ تفكيرك عين العقل يا عزيزة 


نظر الصغير بحنين ثم أشار إلي جدته لأبية 

في إشارة منه لإحتوائها له و أحتضانه كي يحظي و ينعم  بحضنها الدافئ و يتلقي جُرعة حنانها اليومي الذي بات يتلذذ بها و يعشقها ،،


فتحركت منيرة إلية و ألتقتطة من داخل أحضان عزيزة و باتت تٌكيل له قبلاتها الشغوفه المحبه لعزيزها ،،قرة عين أبية الغالي 


___________________


عصراً داخل المطبخ 


كانت تقف أمام المشعل لتصنع طعامً إلي صغيرها الجائع ،، دلفت راقية و تحركت إليها ثم تساءلت بإبتسامة زائفة  ٠٠٠ بتعملي أية يا ثُريا ؟


نظرت لها و ابتسمت بخفة و أجابتها بنبرة هادئة ٠٠٠ بعمل أكل ل رائف أصله جعان و عمال يعيط 


أومأت لها بموافقة ثم أردفت متسائلة بنبرة خبيثة ٠٠٠ هو فيه حاجة حصلت بينك و بين منال يا يا ثُريا ؟ 


دققت النظر بعيناها و تساءلت بإستغراب ٠٠٠ حاجه زي أي يعني يا راقية ،، هي منال قالت لك حاجة عني  ؟ 


أجابتها بتلائم  و أستفسار ٠٠٠ أنا اللي بسألك يا ثُريا ،،  


و أكملت بفضول و هي تدقق النظر في عيناها كي ترصد ردة فعلها علي الحديث  ٠٠٠ أصلي بصراحة شفت نظرات بينكم كدة علي الغدا من شوية ما ارتحتلهاش ،،  حسيت من نظرة عنيكي ليها إنك مش طيقاها و هي قاعدة قصادك 


تنهدت ثُريا بأسي و ذلك لصحة حديث تلك المتداخلة،، فحقاً هي غاضبة من تلك ال منال و ما قامت به من الوشي إلي والدتها بما تسمعت عليه من حديثها مع عز و غضب والدتها عليها 


ثم تحدثت بتعقل و حكمة إكتسبتهما خلال تربيتها الصالحة ٠٠٠ و أنا اية بس اللي هيخليني ما أطيقش منال قصادي  ،، الحمد لله أنا واحدة في حالي  و عمري ما جبت سيرتها قدام أي حد غير بكل خير 


أجابتها فايقة بنبرة خبيثة و أردفت قائلة بإفتراء ٠٠٠ بس هي بقا عمرها ما بطلت تجيب في سيرتك بالشر أبداً  ،، 


و أكملت بنبرة حقودة ٠٠٠ دي واحدة لئيمة عاملالي فيها هانم أرستقراطية و ملهاش دعوة بحد و هي في الحقيقة الغل و الحقد مالي قلبها من ناحيتك  ،، 


و أكملت كي تجعل ثُريا تكنُ العداوة و تحمل داخل قلبها الضغية من ناحية منال ٠٠٠ ما تتخيليش يا ثريا هي قد أية بتغير منك 


إنفرج فاهها و تحدثت إليها بتساؤل و هي تُشير بسبابتها إلي حالها بذهول ٠٠٠ و منال هتغير مني أنا ليه يا راقية ؟

دي ما شاء الله عليها ما فيش حد زيها 


و أكملت قائلة بروحٍ متصالحة مع حالها لأبعد الحدود ٠٠٠ دي ما شاء الله عليها مش ناقصها أي حاجة  ،،  جمال و شياكة و لباقة ،، ده غير إنها من عيلة كبيرة و معروفة ،،


و استرسلت حديثها بإطراء علي إبن عمها التي تكِنُ لهُ غلاوة و تعتبرهُ شقيقً ثالثاً لها ٠٠٠  زائد كمان إنها متجوزة راجل ما فيش زية في إسكندرية كلها 


و أردفت قائلة بعدم تصديق و نفيٍ لوشي تلك الخَبيثة  ٠٠٠ يعني معندهاش مبرر للغيرة أصلاً  ،،  إنتِ بس اللي تلاقيكي إختلط عليكي الأمر يا راقية


لوت فايقة فاهها و أردفت قائلة بنبرة ساخرة ٠٠٠ طب و الله إنتِ طيبة و علي نياتك أوي يا ثُريا


  

ثم خرجت إبتسامة جانبية بطريقة ساخرة من بين شفتاها و تحدثت بنبرة تهكمية ٠٠٠ و هي من أمتي الغيرة كان ليها مبررات يا سلفتي 


ثم أكملت بإتهام ونميمة ٠٠٠ منال دي واحدة مغرورة و شايفه نفسها أعلي و أفضل من الكُل  ،، عاوزة الكون كُلة يلف حواليها و كل الناس تعاملها زي الملكة 


و اكملت بتزييف للحقائق و نسب حديثها هي إلي منال  ٠٠٠ تعرفي إنها متضايقة منك أوي علشان إنتِ الوحيدة اللي مسموح لك تدخلي المطبخ و هي ممنوعة منه ! 


و أسترسلت حديثها بنبرة كاذبة متلونة كالأفعي ٠٠٠ أنا قلت لها إن الموضوع مش مستاهل إنك تتكلمي بالإسلوب القاسي ده علي ثريا و خصوصاً إنها ملهاش ذنب في حاجة  


إنتهت من بخ سُمها في قلب تلك البريئة و ظلت تدقق النظر راصدة ردة فعلها لتستشف منها معرفة ما حدث لتلك النظرات التي رأتها بأم أعينها اليوم  


اما ثريا التي حزنت من داخلها علي ظُلمها البين و تحدثت بنبرة حزينة لتنئا بحالها من تلك القرارات التي لا تخُصها من القريب أو حتي البعيد ٠٠٠ و أنا ذنبي أية بس في موضوع المطبخ ده يا راقية علشان منال تزعل مني فيه ،،  ما أنتِ عارفة إن الموضوع كله في إيد عمي محمد 


و أكملت حديثها مُبررةً بصدق ٠٠٠ و أنا و الله قعدت معاه قبل كدة لما لاحظت حساسيتك إنتِ و منال من موضوع المطبخ ده و كلمته في إنه يسمح لكم تدخلوا المطبخ و لو حتي يوم واحد في الإسبوع لحد ما يتعود هو علي اكلكم   


ثم تنهدت و أكملت بنبرة مؤسفة ٠٠٠ بس للأسف،،  زي ما أنتم عارفين إن عمي محمد ما بيعرفش ياكل من إيد أي حد غريب عن نفس تيتا الله يرحمها في الأكل،، لدرجة إنه مستحيل ياكل برة البيت نهائي و دي حاجة كلكم عارفينها كويس 


كانت تستمع إليها بداخلٍ مُستشيط غضبً ساخراً مما تقول ،، ثم رسمت فوق محياها إبتسامة مزيفة و أردفت قائلة بنبرة منافقة كاذبة ٠٠٠ أنا طبعاً عارفة كل الكلام اللي بتقولية ده و مقدراه جداً و حتي قولته ل منال نفسها قبل كده


و أكملت و هي تُميل رأسها بأسي مُصطنع كي يتم تصديقها من تلك الهادئة ٠٠٠ بس تقولي أيه بقا ل سواد القلوب اللي الحقد و الغيرة عموها عن إنها تشوف الحقيقة  


تنهدث ثُريا بأسي و أردفت قائلة بيقين ٠٠٠ ربنا أعلم باللي في القلوب يا فايقة و هو سبحانة و تعالي اللي هيحاسبنا 


و تحدثت و هي تفرغ طعام صغيرها من الإناء إلي صَحن التقديم ٠٠٠ بعد إذنك هروح أأكل الولد


أمسكتها سريع من ساعدها و أوقفتها مُرغمة و تحدثت بنبرة مُتلبكة مُرتعبه خشيةً إنكشاف أمرها ٠٠٠ إستني يا ثُريا من فضلك 


قطبت ثريا جبينها و دققت النظر في عيناها بإنتظار إستكمال باقي حديثها 


حين أكملت تلك الراقية التي لم تنُل من إسمها و لو القليل ٠٠٠ أنا طبعاً مش محتاجة أوصيكي و أقول لك ما تجبيش سيرة بالكلام ده ل منال  


و أكملت بتمثيل و مسكنه ٠٠٠ إنتِ عرفاني كويس  ،،  طول عمري و أنا ما بحبش المشاكل و لا كتر الكلام 


أجابتها ثُريا بتأكيد و نبرة صوت ذات مغزي لعل و عسي يصلها المعني و تمتنع عن فعل تلك العادة السيئة ٠٠٠ إطمني و ريحي بالك يا راقية،، أنا عمري ما هروح انقل كلامك ده و اوقف النفوس من بعضها  


إبتلعت راقية لُعابها بعدما فهمت مغزي حديثها و لكنها إدعت البرود لأبعد الحدود و ابتسمت لها شاكرة ثم تحركت خلفها إلي الخارج بعد بخ سمومها كعادتها الدائمة 


              ○○○○○○¤○○○○○○


داخل مدينة أسوان الحبيبة 


و بالتحديد داخل منزل هاشم زوج نورا ، و شقيق ناجي بنفس الوقت  ،،  و لكنه يختلف كٌلياً عنه في كل شئ  ،، ف منذ أن سلك شقيقهٌ طريق الشيطان و قد قاطعهٌ هاشم بعد أن قدم لهٌ النصيحة مراراً و تكراراً و حاول معهٌ جاهداً علي التراجع قبل فوات الأوان  ،، و لكنه إتبع وساوس الشيطان و تحرك خلفهُ مسلوب الإرادة  ،، و ساندته والدته علي ذلك ،،


فقرر هاشم حينها أخذ زوجته و طفليه و أستقر و أبتعدا عن منزل العائلة كي يعف حاله و يحميها و عائلته من نار تلك الأموال الحرام التي و إن طال دوامها ف في النهاية ستأكل الأخضر و اليابس ب طريقها فهذه عدالة الله علي الأرض 


كانت نورا تجاور زوجها الجلوس و طفليها  يلهوان بمرح حولهما داخل الحَوش ،، إستمعا ل بعض الطرقات فوق الباب الخارجي ف وقف هاشم و أتجه إلي الباب و فتحه ليري من الطارق ،، فوجئ بوالدته تقف أمامه بوجهٍ عابس و يبدوا عليها الغضب التام  


ف تحدث هاشم إليها بإحترام ٠٠٠ يا مرحب يا أما ،، إتفضلي 


خطت بساقيها إلي الداخل وهي تنظر لكل ما حولها بإشمئزاز و تحدثت بنبرة تهكمية ٠٠٠ أنا قولت طالما آنتَ ما بتسألش علي أمك اللي ولدتك و خلتك راجل قد الدُنيا طول بعرض ،، أجي أنا أسأل عليك و علي ولادك اللي حارمهم من عز و خير عمهم و جدتهم 


وقفت نورا سريعً إحترامً لوالدة زوجها و تحدثت بترحاب رغم عدم القبول المتبادل بينهما  ٠٠٠ يا مرحب يا مرت عمي ،، نورتي البيت 


و أشارت بيدها إلي تلك الدكة الخشبية ٠٠٠ واقفة لية إتفضلي إقعدي


نظرت لها نجية و لوت فاهها بإستهجان ثم تحركت إلي أطفال غاليها و أحتضنتهما بحفاوة ثم جلست علي مضص 


تحدثت إليها نورا بإحترام ٠٠٠ هعمل لك شاي يا مرت عمي


أشارت إليها مستوقفه إياها قائلة بنبرة تهكمية ٠٠٠ إقعدي مكانك مش عاوزة حاجه ،، واكلة في بيتي الغالي و شاربه الحلو كله ، ربنا يخلي لي ناجي اللي مهنيني و مغرقني في العز 


لوت نورا فاهها بخفة و تحدثت بإقتضاب ٠٠٠ ربنا يزيدكم من نعيمه يا مرت عمي 


أجابتها نجيه بنبرة إستفزازية ٠٠٠ زايدنا يا حبيبتي و غرقانيين فيه ليل و نهار ،، و ده علشان نيتنا الطيبه و ضميرنا السالك 


و أكملت بحديث ذات مغزي و هي تنظر داخل عيناها بحده ليصلها المعني ٠٠٠  بس فيه ناس حوالينا مش وش خير ،، غاويين فقر و ماسكين فيه و متبتين 


تحدث هاشم بإقتضاب ل علمهِ مقصد والدته ٠٠٠ و بعدهالك يا أما ،، مش هنخلص منه الموال ده و لا ايه 


أجابته بنبرة حاده ٠٠٠ أطمن يا سي هاشم ،، أنا المرة دي لا أقصدك و لا أقصد السنيورة مراتك 


ثم حولت بصرها إلي نورا و أكملت بنبرة تهكمية ٠٠٠ أنا قصدي علي عمك دياب و مراته اللي ماشيين زي العٌمي ورا الولية الخرفانة اللي إسمها جدتك ،، و معاندين في جوازة ناجي من البرنسيسة اللي إسمها إبتسام 


هتفت نورا قائلة بنبرة حادة غاضبه ٠٠٠عيب أوي تتكلمي عن جدتي و أبويا و أمي كده يا مرات عمي ،، هما عمرهم ما غلطوا فيكي و لا جابوا سيرتك عشان تغلطي فيهم كدة 


ثم أكمل هاشم حديث زوجته معاتبً والدته بنبرة حزينة ٠٠٠ و بعدين معاكِ يا أما 


نظرت إلي نورا و هتفت بحنقٍ غاضبة ٠٠٠ أنا ما غلطش في حد يا ست نورا ،، بس اللي جدتك و ابوكي بيعملوه هيخلق مشاكل و هيفتح باب مش هييجي من وراه غير الخراب 


ثم حولت بصرها إلي إبنها و هتفت قائلة بنبرة حاده ٠٠٠ أخوك مش هيسكت و ناوي علي الشر يا هاشم ،، 


و أكملت بتفسير ٠٠٠ ناجي راح للواد بتاع إسكندرية اللي إتقدم لبنت عمك و هدده ،، و مش بس كده ،، ده ناوي يقف له و يضربه لو راح دار عمك مرة تاني 


ردت نورا بإستهجان و نبرة حاده ٠٠٠ هو الجواز بقا بالعافيه و لا أيه يا ناس ،،  أختي و مش عيزاه و لا قبلاة ،، و أبويا و جدتي مش عايزين يناسبوة ،،  أيه ،، هيتجوزها ناجي بالغصب إياك ؟ 


هتفت نجية صارخة بحده و وجهٍ غاضب ٠٠٠ و هما كانوا يطولوا إن واحد زي ناجي يطلبها للجواز ،، حقهم يبوسوا إيدهم وش و ضهر إنه رضي يبص لها أصلاً ،، ده بفلوسه يتجوز ست ستها 


و أكملت بنبرة تهكمية ٠٠٠ بس تقولي أيه لنفسه الحلوة اللي ليها الجنة 


غضبت نورا من حديثها المقلل الشأن لأهلها و صاح هاشم بنبرة حاده بوجه والدته ٠٠٠ عيب يا أما الكلام دِه، ، إبتسام بنت عمي ست البنات كلهم و يتمناها سيد الرجال  ،  و الكلام اللي هيعيبنا بلاش نقوله 


هبت واقفة من جلستها و هتفت بنبرة غاضبه ٠٠٠ إنتَ بتزعق لي عشان مراتك و أختها يا هاشم ،، هي دي أخرتها يا آبن بطني ،، يا خسارة ربايتي اللي ما طمرتش فيك  


و أكملت مُهددة كلاهما ٠٠٠ علي العموم أنا جيت و نبهتكم علي اللي ناجي ناوي يعمله و إنتوا أحرار ،، لو فعلاً خايفين علي عمر الواد ده ،، تخلوة يروح لحال سبيلة و ينفد بعمرة بعيد عن غضب ناجي و اللي ناوي يعمله فيه 


و تحركت متجه إلي الخارج بوجهٍ مشتعل غضبً تحت صدمة نورا و هاشم و نظراتهم المٌرتعبه المتبادلة بينهما 


     يُتبع


بسم الله الرحمن الرحيم 

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 

رواية عبق الماضي 

بقلمي روز أمين 


الفصل الرابع عشر 


بعد مرور يومان أخران 

عصراً داخل منزل العائلة حيث الجميع يلتف حول مائدة الطعام يتناولون غدائهم ،، إلا من حسن المُعتكف داخل غرفته منذُ ذاك اليوم و تلك المواجهه الساخنة التي حدثت بينهُ و بين أبيه 


نظر صلاح إلي زوجته و وجه حديثهُ إليها بنبرة غاضبة حادة ٠٠٠ هو البيه إبنك هيفضل حابس نفسه في أوضته كده كتير و لا اية  ؟ 


هتفت عزيزة مٌتلبكة خشيةً غضبتة من جديد ٠٠٠ يومين زعل يا أخويا و هيروحوا لحال سبيلهم ،، و بعدها إن شاء الله هينزل و هيبقا زي الفل و ييجي يبوس إيدك و يراضيك كمان 


تحدث أحمد إلي عمهِ بنبرة تعقلية  ٠٠٠ خليه براحته يا عمي ،  أنا شايف إن حسن بقعدته  و إعتكافة في أوضته بيمنع الإحتكاك بينكم و بيهدي الأمور 


أمور أيه دي اللي هتهدي يا أحمد طول ما الموضوع زي ما هو محلك سر و ما أتحلش ،،، تساؤل وجههُ عز إلي شقيقة الأصغر 


أجابهٌ أحمد بجمود دون النظر إليه ،، فهذا أصبح حالة مٌنذ أن إكتشف عشق عز إلي ثٌريا ،، لم يقوي علي النظر داخل عين أخية كي لا يدع للشيطان فرصة ل تفريقهما عن بعضهما ٠٠٠ و الله دي وجهة نظري المتواضعة يا سيادة العقيد ،، أنا شايف إن حسن لما يلاقي عمي مٌتجنبة و ما سألش في زعله و لا في قمصته ، هيعرف إن عمي قفل باب النقاش في الموضوع نهائي من ناحيته ،، و كمان بٌعد عمي عن حسن هو اللي هيهدي الموضوع و يخلي حسن يشيله من دماغه و ينساه بعد ما يتأكد إن مفيش فايدة من اللي بيعمله 


هتف عز بإستنكار و حدة ٠٠٠ غلط يا أحمد ،  طريقة تفكيرك غلط 


و نظر إلي عمه و كاد أن يٌكمل حديثهُ لولا صوت عزيزة التي إرتعبت من فكرة حديث عز و إقناعه ل صلاح فتحدثت علي عجل لإلهاء الجميع بإبتسامة واسعة ٠٠٠ مش تباركوا ل أحمد و ثٌريا يا جماعة 


توجهت إليها أنظار جميع الموجودين بترقب و انتظار لإكمال حديثها 


حين تحدثَ عبدالرحمن مستفسراً من زوجة عمه ٠٠٠ خير يا مرات عمي ؟ 

ياتري هنبارك لهم علي أية؟ 


نظرت إلي أحمد المبتسم بهدوء و هو ينظر إلي معشوقة عيناه التي تنظر إلي الأسفل خجلاً و أمسك يدها بحنان محتوياً إياها كي يدعمها و يجعلها تُهدئ من روعها  


في حين هتفت عزيزة بنبرة حماسية سعيده ٠٠٠ ثٌريا ما شاء الله حامل في شهر و نص 


نزلت تلك الجملة علي قلب عز كالصاعقة المُدمرة فأحرقته ،  مات رٌعبً من فكرة معايشته من جديد ل تجربتة المريرة السابقة أثناء تعثر ولادتها في صغيرها رائف  ، إرتعب جسده و أنتفض من مجرد تخيلهٌ ل فقدانها ،، 


نظر عليها سريعً وجدها تنظر أرضً و الخجل و السعادة يسيطران علي ملامحها الرقيقة 


نظر مٌحمد إلي غاليه و تحدث بسعادة و تمنيّ ٠٠٠ ألف مبروك يا أحمد ،، مبروك يا ثٌريا يا بنتي ،، المرة دي بعون الله ربنا هيرزقك بالولد 


عز ،، هتجيب لنا عز بإذن الله ،،  كلمات هتفت بها مٌنيرة بسعاده و فخر تحت إحتراق روح أحمد الذي كاد أن يصرخ بوجه والدته و يعترض ،  لكنه كالعادة فضل الصمت و كظم قهرته و غيظة داخل صدرة الذي بدأ بالأنيين و لم يعد يحتمل الكثير من الصبر بْعد 


أخرج  صوتهٌ بصعوبه بالغة متحاملاً علي حالة و تحدث برضي و يقين ٠٠٠ مش مهم ولد و لا بنت يا حاج ، المهم إن ثريا تقوم لي بالسلامة و الطفل يكون مٌعافي و بصحة كويسه


  

و نظر إلي يٌسرا الجالسه بجانب ياسين و تحدث بعيون سعيده ٠٠٠ يعني مثلاً لو جت بنت في جمال و رقة و هدوء يسرا يبقا ألف حمد و شكر لربنا علي نعمته عليا 


كانت منال تأخذ من الصمت ملاذاً لها ولكن بداخل مُستشاط و ذلك بعدما شاهدت سعادة الجميع المبالغ بها بخبر حمل ثُريا و هذا ما لم يكن يحدث مع أحداً غير مدللة تلك العائلة،، لكنها لم تستطع الصت أكثر حينما ذكرت أم زوجها إسم عز 


و تحدثت منال بنبرة رخيمة و هي تنظر إلي ثُريا بتعالي  ٠٠٠ أولاً ألف مبروك يا ثُريا 


إبتسمت لها ثريا و أومأت رأسها بهدوء 


ثم حولت بصرها إلي والدة زوجها مُنيرة و أردفت قائله بنبرة متعالية ٠٠٠ ثانياً بقا يا طنط مفيش حد هيطلع زي سيادة العقيد غير ولادة 


و أكملت بنبرة متفاخرة و هي تنظر إلي زوجها السارح بخيالهِ بعيداً حتي أنهُ لم يستمع لحديثها من الأساس ٠٠٠ثانياً بقا عيلة المغربي مجبتش و لا هتجيب غير عز واحد بس 


إستشاط داخل مُنيرة و كادت أن تُجيبها لولا صوت ثُريا القوي الذي هتفت بكل قوة قائلة ٠٠٠و أنا يا مدام منال مع إحترامي الشديد لعز و شخصيته و هيبته إلا إني ما بتمناش لإبني غير إنه يطلع شبه أبوة في كل حاجه  ،، 


و تبادلت مع زوجها نظرات هائمة عاشقة و هي تتحدث بنبرة فخورة ٠٠٠ الراجل اللي بعتبرة و بشوفه بعيوني سيد الرجاله كلها و علشان كدة إختارته من بين الدنيا كلها يكون أبو أولادي 


ثم نظرت إلي ياسين و طارق و أكملت بإبتسامة حانية و تمني صادق ٠٠٠ و إن شاء الله ياسين و طارق يطلعوا شبه سيادة العقيد في كل حاجه و يشرفوه و يشرفونا معاه قدام الدنيا بحالها


طار قلب أحمد من شدة سعادته و ذلك لإطراء زوجته العاشقة علية 


أما مُحمد و منيرة الذي شملاها بنظرات  إستحسان و ابتسما برضي علي تلك التي أخذت بثأرها من تلك المتعالية و بنفس الوقت ردها المقنع عليها بتعقل و أحترام دون أية إسفاف أو تقليل من شأن أحد


  

مالت تلك الخَبيثة المُسماة ب راقية علي ٱذن منال و تحدثت هامسة بنبرة خافتة كي لا يشعر عليها أحد و ذلك لحرق روحها و إستدعاء غضبها من جديد علي تلك ال ثُريا ٠٠٠ شفتي خبثها و هي بتركبك الغلط و زي عادتها بتظهر نفسها قدام الكُل الملاك البرئ اللي شوية و هيطلع لها جناحين و تطير بيهم 


رمقتها منال بنظرة حارقة جعلتها تبتلع ما تبقي في جوفها من كلام مُحرض و تحدثت بنبرة محتقنة هامسة ٠٠٠ خلاص يا حبيبتي إنتوا أحرار في بعض ،، قال علي رأي المثل،، يا


لم تكمل حديثها المُحرض من إرتعاب أوصالها الذي أصابها حين إستمعت إلي صوت مُنيرة الهادر التي تحدثت بنبرة حادة و هي ترمقها بنظرات ذات معني ل علمها مدي خُبث تلك الراقية معدومة الرُقي و الأخلاق  ٠٠٠ فيه حاجة يا راقية ؟ 


إرتجف جسدها وأبتلعت لُعابها ثم تحدثت بنبرة مُرتبكة ٠٠٠ سلامتك يا طنط،،  ده أنا كنت بسأل منال عن رأيها في طعم الزيتون أصلي ملاحظة إن طعمه متغير شوية إنهاردة 


إتسعت أعين منال و نظرت لتلك الكاذبه المتلونة التي تُغير جلدها بإستمرار كا الحية 


أما عز الذي كان سارحً لبعيد فقد تحامل جاهداً علي حالهِ و ذلك جراء حالة الذعر التي إنتابته خلافاً عن غيرته و أشتعال روحه و هذا ما يٌصيبهٌ كلما حملت غاليته بأحشائها جنينً جديداً لأحمد ،، و هذا شئ لم يتمكن من إحتواءة داخله برغم محاولاته المستمرة و المٌستميتة ،، 


فطالما حاول التخلص من ذاك العشق الملعون الذي كَبل قلبه و جعلهُ سجيناً داخل مدينته،، و ذلك لأجل شقيقهٌ الغالي ،، و لكن بائت جميع محاولاته بالفشل الذريع ،، فقد فات أوان النسيان بعد أن توغل عشقها بداخله و أستفحل بشراهه و تمكين 


و تحدث مٌهنئً شقيقه بنبرة خافتة ٠٠٠ مبروك يا أحمد 

ثم حول بصرة مهنئً قاتلته بنفس نبرة الصوت ٠٠٠ مبروك يا ثٌريا  


نظر له أحمد ليستشف ردة فعله ،، وجد حزنٌ عميقً مُتملكً من عيناه رغم محاولات عز المستميتة بظهورةٌ بثبات و هدوء لكنه عاشق حتي النخاع ،،

         و متي كان للعاشق القدرة علي التحكمِ و الثبات


بعد قليل خرج عز أمام ساحة المنزل كي يتنفس بعض الهواء النقي و يهدئ من روعهِ و لو قليلاً 


و أثناء و هو يتفقد المكان بعيناه وجد شقيقهٌ جالسً فوق مقعداً جانبياً بمفردة ،،تحرك إليه و جلس بجانبه و تساءل بهدوء ٠٠٠ قاعد لوحدك ليه يا أحمد ؟ 


أجابهٌ أحمد و مازال ناظراً للأمام بجمود ٠٠٠ مفيش،، بحاول بس أصفي ذهني من ضغط الشغل في الهيئة 


فقد كان أحمد يعمل محاسبً مميزاً في إحدي الشركات العامة الكُبري و يحظي داخلها بمكانه مرموقه 


تحدث عز من جديد متساءلاً بنبرة حنون لإستغراب حال شقيقه و تغير إسلوب معاملتهٌ كٌلياً معهُ مؤخراً ٠٠٠ هو آنتَ زعلان مني في حاجة يا أحمد ؟ 


نزلت كلمة عز علي قلبه شطرته لنصفين و تألم داخلة من شعور أخيه بنفورةُ منه و محاولاته المستميته مؤخراً بالإبتعاد عن تواجدهما معاً قدر الإمكان فأردفَ قائلاً بنبرة باردة  ٠٠٠ و أنا هزعل منك ليه ؟

ثم تحدث متعمداً٠٠٠هو إنتَ عملت حاجه تزعلني ؟


أجابهٌ عز بنبرة مٌختنقة ،  لم يأتي بمخيلتهِ مطلقاً أن يكون شقيقة قد إكتشف عشقهٌ قديم الأزل إلي ثٌريا  ٠٠٠ أكيد ما عملتش ، و ده اللي مخليني مستغرب معاملتك ليا و تجنبك في أخر فترة 


أجابهٌ أحمد بإختصار و نبرة جادة ٠٠٠ خلاص يا سيادة العقيد ،، بما إنك واثق و متأكد إنك ما عملتش حاجة تضايقني يبقا ملوش لازمه سؤالك من الأساس 


نظر لهٌ عز مستغربً حالهُ و تساءل بجدية ٠٠٠ ليه مبقتش تقولي يا زيزو زي زمان يا أحمد؟ 


بلاش زيزو ،، طب حتي قولي يا عز  بدل سيادة العقيد اللي طول الوقت تقولها لي و محسسني بيها إننا أغراب عن بعض دي 


و أكمل بنبرة حائرة و عيون يملؤها ٠٠٠ مبقتش تبص جوة عيوني ليه يا أحمد ؟ 


كاد أن يصرخ و يٌخرج لهْ كٌل ما يٌضيق صَدرة و يٌؤلمة و يؤرق حالهِ مُنذُ أكثر من العامان ،، كاد أن يقٌل له و يعترف أنهٌ بات يعلم بعشقهِ لأمرأته ،، 

نعم ، يعلم أنهٌ عشقً قديم الأزل و ذلك بعدما إعتصر ذاكرته و بدأ بإسترجاع المواقف و الأحداث مٌنذٌ أن كانا فٌتيان ،، و لكن ،،، 


و لكن تظل ثٌريا إمرأته هو ،، عشقهِ الأبدي و أم غواليه ،، تزوجها و باتت تسكن أحضانه ليله تلو الآخري ،، حملت داخل أحشائها غواليه ،، هي ثٌريته هو لا لغيرة ،، تقتله غيرته يومً بعد الأخر حتي باتت تقضي عليه،، و لكن ما بيده ليفعله 

هل يعترف لشقيقهٌ بما يكنهٌ داخل صدرة و يخسرهٌ للأبد ؟ 


لا و الله لن يفعلها ذلك الخلوق ،، سيتحمل ذاك الألم المٌميت داخله حتي لو قضي عليه و أنهاه ،، لكنه لم و لن يخسر شقيقه أبدا ،، 


لم يدع للشيطان الفرصة للإنتصار عليه و نجاحهٌ في التفريق بينهٌ و بين غاليه و خصوصاُ أنهٌ يعلم علم اليقين أن شقيقهٌ يغض بصرهِ عن زوجته و يحفظ عرضه و شرفه و لم و لن يخن ثقته يومَ،، 

شعور مٌميت يتغلغل داخل أحمد حتي بات يٌفتك به و ينهي عليه 


تمالك من شتات كيانة الذي أصابهُ من مجرد سؤال عز لهُ و تحامل علي حالهِ كثيراً و نظر إليه متحدثً بنبرة هادئة عكس بركانهِ الثائر بداخله ٠٠٠ معلش يا عز ،، أنا الفترة الأخيرة إتغيرت شويه من ضغط الشغل عليا ،، 


و أكمل مبرراً كي لا يُحزن قلب شقيقهُ ٠٠٠و مش معاك إنتَ بس ،، ده للأسف بقا إسلوب حياة بالنسبة لي 


تنهد عز براحه بعد صفاء شقيقه لهُ و التحدث معه بتلك النبرة المريحه ،، وضع كف يده فوق يد أحمد و تحدث بنبرة حنون ٠٠٠ هون علي نفسك يا حبيبي و حاول ما تجهدش نفسك في الشغل علشان صحتك 


ثم تحدث بنبرة قلقة علية ٠٠٠ علي فكرة يا أحمد ، إنتَ لازم تاخد بالك من صحتك و تركز علي أكلك أكتر من كده ،، وشك أصفر أوي و متغير و عيونك دبلانه ،، 


و تحدث ناصحاً إياه ٠٠٠إبقا عدي علي أي معمل تحاليل خليهم يعملوا لك تحليل أنيميا علشان تطمن علي نفسك 


أجابه أحمد بإختصار لعدم رغبتهِ في إطالة الحديث عن المرض و الأطباء و كل ما يخصهما ٠٠٠ إن شاء الله يا عز،، إن شاء الله 


و أكملا الشقيقان حديثهما تحت عذابهما و وجع و عذاب ضمير كلاهما تجاه الأخر 


                  

      ○○○○○○¤○○○○○○ 


داخل مدينة أسوان الحبيبة 


و بالتحديد داخل إحدي الأوكار البعيدة جداً عن العيون و المتواجدة في الصحراء،، يقف مجدي حمدان أحد الرجال المشبوهين الذين يتخذون من رداء رجال الأعمال ساتراً يستترون خلفه لإخفاء أعمالهم المشبوهه المخالفة للقانون و التي هي بالتأكيد ضد مصالح الدولة  


و تم إختيار المكان خصيصاً من جانب مجدي كي يبتعدوا عن عيون الشرطة و الناس حتي لا يثيروا الشكوك أكثر و يتجنبوا الأحاديث و الثرثرة التي كثرت بشدة في الأونه الآخيرة بعد ظهور مجدي حمدان و برفقتهِ رجلهُ الأوفي بديع الذي يلازمهُ كظله في بعض الأماكن العامة و الخاصة بصحبة ذلك الناجي و بعضً من رجالة المشبوهين و المعروف عنهم بالتنقيب علي الآثار الفرعونية العظيمة 


و كان مجدي قد إستدعي ناجي بعدما أخبروه رجاله الذي يضعهم ل مراقبة ناجي الدائمة بأمر خلافهِ و تهديدهُ ل حسن المغربي  ،، فمن عادة مجدي أنهُ لا يعطي الأمان المطلق أبداً لرجاله،  فدائماً يجعلهم يراقبون بعضهم البعض لأمانهِ و حماية عملهِ المشبوة و أيضاً لضمان ولائهم الدائم  لهُ


تحدث مجدي و هو ينفث سيجارةُ بشراهه و يبدوا علي وجههِ الغضب التام ٠٠٠ ممكن أفهم أيه اللي إنتَ هببته ده يا أستاذ ؟ 


نظر له ناجي مُضيق العينان بإستغراب و تساءل مٌستفهماً ٠٠٠ أنا عملت أيه يا باشا زعلك مني أوي كده ؟ 


أكمل الرجل بنبره حادة غاضبه ٠٠٠ عملك إسود يا ناجي  ،،


و أكمل بصياح حاد ناهراً إياه ٠٠٠ إنتَ إزاي يا بني أدم إنتَ تعمل مشاكل مع المهندس اللي إسمة حسن المغربي اللي شغال علي الباخرة **** إنتَ إتجننت يا ناجي ،  رايح تهدد واحد من أكبر عائلات إسكندريه و كمان إبن عمه عقيد في المخابرات  ؟

و أكمل بنبرة حادة ٠٠٠  ده غير عمه إسماعيل بيه المغربي مدير أمن إسكندرية واللي موقعه مهم جداً في وزارة الداخلية كلها 


و استرسل حديثهُ بغضب ملوحاً بيده بغضبٍ ٠٠٠ إنتَ عاوز تحبسنا و تودينا في ستين داهية يا بني أدم إنتَ ؟ 


و أكمل ساخراً مستخفً به و بمشاعرة ٠٠٠ و كل ده ليه يا سي ناجي ،، علشان حتة بنت ؟! 


إتسعت حدقة ناجي بإستغراب من ما أستمع إليه و تساءل مستفسراً بملامح جامدة  ٠٠٠ و إنتَ عرفت منين الموضوع ده يا باشا ؟


ثم ضيق عيناه بعدما فكر قليلاً و تساءل بعيون غاضبة ٠٠٠إنتَ بتراقبني و لا أيه ؟! 


أجابهُ مجدي بنبرة حاده صريحة ٠٠٠ أيوة براقبك يا ناجي و ده من حُسن حظي علشان أعرف المُصيبة اللي كنت هتودينا فيها بفضل غبائك ،،


و أكمل مُهدداً إياه بنبرة تحذيرية ٠٠٠  و المرة دي أنا هعتبر اللي حصل منك ده غلطة كبيرة و إنتَ هتكفر عنها و تصلحها بإنك تبعد عن المهندس ده نهائي و ما تتعرضلوش تاني ،، و إلا متلومش إلا نفسك من اللي هيجري لك من الناس الكُبار اللي إحنا شغالين معاهم  ! 


ثم أكمل حديثهُ الغاضب بوعيد و نظرة تتطاير منها الشرار ٠٠٠ مفهوم يا ناجي ؟


تنفس ناجي عالياً و أجابهُ بنعم كاظمً غيظهُ بداخلهِ خشيةً من غضب أسيادهِ عليه و طردهِ من ساحة أعمالهم المشبوهه التي تدرُ عليه الأموال بكثرة 


  ○○○○○○¤○○○○○○


في داخل منزل أل المغربي  ،، مازال الجميع يجلسون و يتسامرون بالأحاديث الشيقة 


بينما في الاعلي و بالتحديد داخل غرفة ذاك العاشق المجروح ،، الذي كان يضع حقيبة ثيابه فوق فراشه و هو يُلملم و يُضبضب ثيابة و كل ما يخُصهُ و يُلقيهِ بداخلها بعنفٍ و وجهٍ مُحتقن غاضب لا يٌبشرٌ بخير 


إستمع إلي بعض الطرقات الخفيفة فوق الباب و لكنه لم يهتم و أكمل ما يفعله دون إكتراث 


إستمع لصوت الباب يٌفتح و تظهر منه ثٌريا التي شهقت و أتسعت عيناها مٌتساءلة بلهفة ٠٠٠ إنتَ بتعمل أيه يا حسن ؟


يُتبع

بسم الله الرحمن الرحيم 

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 

رواية عبق الماضي 

بقلمي روز آمين 


البارت الخامس عشر 


تحركت ثٌريا سريعً متجه إلي شقيقها حين وجدته يضبضب أشياءه داخل الحقيبه ،،هتفت بنبرة متساءلة مٌرتعبه ٠٠٠ إنتَ بتلم هدومك و رايح علي فين يا حسن ؟ 


لم يعير حديثها أية إهتمام و أكمل ما يفعله بغضب و حدة و أغلق الحقيبه ثم وضعها علي الأرض و كاد أن يتحرك بها  ،، جرت عليه و أمسكته من ذراعه و تحدثت بهلع ٠٠٠ رد عليا يا حسن و قول لي رايح فين ؟ 


نظر لها بعيون تُطلقُ شرراً و أجابها بنبرة غاضبة ٠٠٠ ماشي يا ثريا ،، سايب لكم البيت و إسكندرية كلها و ماشي علشان ترتاحوا 


أردفت قائلة بتساؤل و مازالت مشدده علي ذراعه بإستماتة ٠٠٠ ماشي رايح فين يا حبيبي ؟

إنتِ لسه ما كملتش إسبوع من أجازتك 


هتف بنبرة حاده تدل علي وصولهٌ لقمة غضبه ٠٠٠ رايح في ستين داهيه ،  من إنهارده مش عاوز حد منكم يسألني رايح فين و جاي منين،  أنا أصلاً إكتشف إني ما أفرقش مع أي حد في البيت ده كله  !!


أردفت قائلة بنبرة مٌهدئة ٠٠٠ طب أقعد و إهدي يا حبيبي و إستعيذ بالله من الشيطان الرجيم  ،


و أكملت و هي تُربت علي صدرهِ بحنان ٠٠٠عوزاك تطمن و أوعا تفتكر إني ناسية موضوعك و لا حتي مطنشاه،، و الدليل علي كلامي ده إني كلمت عز علشان يتوسط لك عند بابا و هو وعدني و أكد لي  إنه هيكلمه و هيحاول بكل جهدة إنه يقنعه و يخلية يوافق،، أصبر يا حسن،، المسألة مسألة وقت مش أكتر صدقني 


أجابها بنبرة مستسلمة حزينة و وجهِ بائس  ٠٠٠ مش هيقتنع يا ثٌريا ،، أبوكي قرر و حكم علي الناس حتي من قبل ما يعرفهم و لا يشوفهم ،  ده حتي معطنيش فرصة إني أتكلم و يسمعني ،، ما سألنيش إذا كنت بحب البنت فعلاً و فارقة معايا و لا لاء 


و أكملً بنبرة بائسة تٌقطع أنياط القلب ٠٠٠  للأسف يا ثٌريا ،، أبوكي حكم علي قلبي بالإعدام و نصب له المشنقة و نفذ الحكم من غير محاكمة عادلة 


قال كلماتهِ المؤثرة ثم حمل حقيبته و خرج علي الفور و تدلي الدرج سريعً تحت صياح ثٌريا و مناداتها بإسمه و هي تسرع خلفهُ علي أمل اللحاق به،، مما جعل الجميع يرفع قاماته للأعلي يتطلعون علي ذاك الغاضب و تلك الصارخه بإسمه 


وقف صلاح مٌمسكً بعصاه الأبنوسيه و تحدث إلي ولده بنبرة حاده مما جعل الجميع يقف و ينتظر كلماته بترقب لما هو أت  ٠٠٠ ممكن أعرف البيه رايح فين بشنطة هدومه دي ؟


تسمر بوقفته و وقف يتطلع إلي أبيه بعيون جامده غاضبة و أردف قائلاً بنبرة حادة خرجت عنوة عنه و رأسٍ شامخ مٌرتفع بعِناد   ٠٠٠ نازل القاهرة هقضي فيها باقي أيام أجازتي اللي فاضلين لي مع أشرف صاحبي 


هتف صلاح بحدة أمراً بطريقة مٌستفزة لذاك الغاضب ٠٠٠ طلع الشنطه تاني علي أوضتك و بلاش لعب العيال بتاعك ده ، ما فيش خروج من البيت ،، و تتصل بالشركة اللي إنتَ شغال فيها و تصفي شغلك معاهم  نهائى ،، 


و أكملَ أمراً  إياه بطريقة أحرقت روح حسن و أستشاطت داخلهُ بشدة ٠٠٠  و يكون في علمك ، ما فيش سفر لأسوان تاني ،،


و أكمل مُفسراً ٠٠٠ و إن كان علي الشغل ف أنا كلمت لك المحافظ و هو شاف لك شغلانه كويسه هنا في المينا و ألف واحد زيك يتمناها،، و كمان ب مرتب ضعف اللي إنتَ بتاخده في أسوان 


جحظت عيناه بذهول مما يستمع و إستشاط داخله غضبً من حديث والده الذي يصرٌ علي عدم ترك المجال له للأختيار حتي بعملة و تحدث بنبرة ثابته جاهدً بإخراجها ٠٠٠ و مين اللي  قال ل حضرتك إني عاوز أسيب شغلي في أسوان أصلاً ؟


أجابهٌ صلاح ب قوة و حده بنبرة مستفزة إلي أبعد الحدود ٠٠٠ أنا اللي قررت و قٌلت ،، 


ثم أكمل متسائلاً بنبرة غاضبه ٠٠٠أيه ،، كبرت عليا و هتعارضني في قراراتي و لا أيه يا باشمهندس؟


أجاب والده بهدوء و أحترام جاهد في إخراجهما رغم غضبة العارم و آحتراق روحه ٠٠٠ العفو حضرتك ،، أنا تحت أمر حضرتك في أي حاجه إلا الضرر ب مستقبلي و شغلي ،  أنا الوحيد اللي أقدر أحدد فين هي مصلحتي ،، و أنا شايف إن مستقبلي في شغلي في الشركة اللي أنا فيها 


و أكمل بزُهد ٠٠٠ أما بقا بالنسبه حضرتك ل ضعف المرتب ف ده موضوع لا يعنيني  من الأساس ،، لأني عمري ما كان يهمني العائد المادي قد ما يهمني العائد المعنوي و المستوي الوظيفي اللي ممكن أوصل له في مكاني اللي أنا فيه حالياً 


و أكمل بثقة و نبرة بث له من خلالها إصرارة علي من فتنت عيناه و أسرت قلبه ب سحرها العجيب ٠٠٠ و لو كُنت حضرتك بتعمل كده علشان أنسي موضوع جوازي من بسمه ،  ف أنا أسف إني أحبط حضرتك و أقول لك إن حسباتك ما كنتش مظبوطة المرة دي ،، لأن الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني أبعد عنها و أنساها هي الموت و بس 


و أكمل نافياً و هو يقطب حاجبية ٠٠٠ حتي الموت نفسه مش هيخليني أنسي أطهر و أنقي بنت شفتها في حياتي كلها 


شهقت عزيزة ب هلع و تحركت إلي ولدها تٌربت علي ظهرة بحنان قائلة كي تحسهُ علي الإستماع إلي حديث والده خشيةً غضبتهِ عليه ٠٠٠ بعد الشر عليك يا حبيبي ،، إخزي الشيطان كدة يا أبني و إعقل و إسمع كلام أبوك،،  أبوك أكتر واحد أدري بمصلحتك و محدش في الدُنيا دي كلها هيحبك و لا هيخاف عليك قدة 


حين هدر صلاح ناهراً إياه بنبرة حاده ٠٠٠ و أنا قٌلت لك هتسيب أسوان يعني هتسيب أسوان  ،، و يكون في علمك ،، كلامي ده ما فهوش جدال 


تحدث محمد إلي صلاح مهدءً إياه ٠٠٠ إهدي يا صلاح أومال و أظبط أعصابك ،  الأمور و المشاكل ما تتحلش ب الطريقه بتاعتك دي ،، خلينا نقعد و نسمع بعض و نتكلم بالعقل


دلف عز و أحمد مٌسرعان من الخارج عندما إستمعا إلي صياح عمهما و نبرتهِ الغاضبة و وقفا يتطلعان بعيون مستغربه علي حسن الذي يحمل بيده حقيبة ثيابهِ و يبدوا عليه أنهُ قرر و أنتوي  الرحيل و أنتهي الأمر 


تحدث صلاح بحده إلي شقيقه ٠٠٠ ما فيش كلام تاني هيتقال بعد اللي أنا قٌلته يا حاج محمد،، و زي ما أنا قُلت من شوية  ،،  ده كلام نهائي و ممنوع حتي النقاش فيه  


نظر حسن إلي عيناه مطالباً إياة النظر إليه بعين الرأفة و أن يشملهُ برحمته و يشعر ب قلبه العاشق و تحدث بنبرة مٌتأثرة مٌترجية ٠٠٠ أرجوك يا بابا تحاول تفهمني ،، أنا بحب بسمة بجد ،، هي دي البنت اللي رسمتها في خيالي و إتمنيتها تكون شريكة حياتي ،، هي دي اللي نفسي أكمل عمري معاها و أكون بيت و عيلة و أولاد


و أكمل بوعيدٍ صادق نابع من داخلة ٠٠٠ و صدقني يا بابا لو مش هي ،، أكيد مش هيبقا فيه غيرها 


رفع رأسهٌ شامخً ب كبرياء و تمالك من حالة كي لا يضعف أمام نظرات صغيرة المٌترجية التي هزت كيانه للحظة  ،،لكنه سرعان ما تراجع و أقنع حاله أنها مجرد نزوة و سينساها صغيرهٌ مع الوقت و ينظر إلي مستقبله و يتزوج مِن فتاة ذات حسب و نسب ترتقي له و ل عائلتة و ذلك حسب معتقداته و مفهومهٌ الخاطئ الذي عفا عنهُ الزمن 


تحدث عز إلي عمهِ بنبرة هادئة٠٠٠ بعد إذن حضرتك يا عمي  ،،  يا ريت تخلينا نقعد و نسمع من حسن أكتر عن الناس دي  ،، 


و أسترسل حديثهُ كي يضع الطمأنينة داخل قلب صلاح ٠٠٠ و أنا علشان اطمن حضرتك  مستعد أسافر أسوان مع حسن و أقابل أبوها و أقعد معاه،، و كمان هسأل عليهم كويس جداً ،، و لو طلعوا ناس محترمين يبقا أيه المانع إننا نجوزها له 


نزلت كلمات عز علي قلب حسن ك قطرات المطر التي هطلت من السماء فوق قطعةِ أرضٍ جافة متشققه من شدة عطشها ف روتها و ترعرت أوراق بذورها المدفونة بعد أن ظن الجميع أنها فارقت الحياة و أنتهي الأمر،، و لكنها عادت  و أعلنت عن ميلاداً جديداً لها ،،  نظر إلي أبيه منتظراً قراره ب ترقب و هو يبتلع لعابهٌ ب صعوبه و كأن حياتهُ قد توقفت علي قرار أبيه 


تحدث صلاح ب كل جبروت و قلبٍ مٌتيبس غير مٌبالي بشعور صغيرهٌ ب المرة ٠٠٠ أنا خلاص قٌلت اللي عندي يا عز ،، حسن هيتصل بالشغل و يفسخ معاهم عقد العمل و يستلم من أول الشهر الجاي شغلة الجديد في مينا إسكندرية ،


و آسترسل حديثهُ بنبرة مستفزة ل يُكمل بها علي ما تبقي من صبر ذلك الفتي ٠٠٠ و أنا من ناحيتي وصيت له واحد يعرف كٌبرات إسكندرية كلهم و قٌلت له يشوف لي عروسة بنت ناس و مُتعلمة للباشمهندس 


شعر و كأن أحدهم قام بطعنهِ للتو بسكينٍ حاد داخل قلبهٍ الضعيف  ،، تنهد بأسي ثم نظر إلي والده ب مرارة و خيبة أمل و حمل حقيبته من جديد و تحدث بصوتٍ يكسو علي نبرته المرارة و الأسي ٠٠٠ أنا أسف إني هخزل حضرتك و ههدم لك كل مخطتاتك اللي جهزت لها حتي من غير ما تاخد رأيي فيها يا حاج صلاح 


و أكمل ب إحترام و تمني ٠٠٠ بس عاوز أقول ل حضرتك إني عمري ما هعمل أي حاجة إنتَ مش راضي عنها ،، أنا راجع أسوان يا حاج ،، و مش هتجوز بسمة غير بعد موافقتك و رضاك ، و أنا في إنتظار موافقتك و مٌباركتك للموضوع 


يبقا هتقضي عمرك كله و تضيعة في إنتظار حاجة عمرها ما هتحصل يا باسمهندس ،، جملة قالها صلاح ب تأكيد و جدية 


أجاب والده بنبرة مُستسلمة٠٠٠ يبقا ده نصيبي من الدنيا يا حاج و أنا لازم أرضي بيه


ثم حرك ساقية ل يخطو إلي الخارج مُغادراً ،، أمسكت ثريا ذراعه و تشبست به بعد أن نزلت دموعها تجري فوق وجنتيها و هي تهز رأسها و تترجاه ٠٠٠ ما تمشيش يا حسن 


نظر لها ب وهن ثم أمسك كفها الرقيق و أنزله بهدوء و تحرك ب إتجاه الباب ، أوقفهُ صوت صلاح الهادر الذي هتف ب صياحٍ أرعب الجميع ٠٠٠ لو رجلك خطت عتبة الباب ده و خرجت منه،، يبقا ما ترجعش هنا تاني 


إتسعت عيناه ب ذهول و ألتف ينظر لأبيه ب إندهاش ف أكمل صلاح بنبرة جامدة مٌهدداً إياه ٠٠٠ لو خرجت عن طوعي و ما نفذتش الكلام اللي قولتهُ لك ب الحرف الواحد يبقا تخرج من الباب ده و تنسي نهائي إن ليك أب و عيلة


و أكمل حديثهُ ب جبروت ٠٠٠ و حتي ورثك فيا هحرمك منه ،  هكتب كُل ما أملك لأخواتك الاتنين و أختك ثُريا ،  


ثم أسترسل حديثهُ ب نبرة تهكمية ٠٠٠و ساعتها بقا إبقا ورينا أبو الهانم اللي فضلتها علينا هيقبلك و لا هيرضي بيك إزاي و إنتَ مفلس  ،، و لو حصل و وافقوا إبقي وريني هتعيش ست الحٌسن و الجمال بتاعتك دي منين 


نزل حديثهُ ك صدمة ألجمت الجميع و شلت جميع حواسهم و تسمروا ب أماكنهم إلا من ثُريا التي صرخت مستعطفة أبيها ٠٠٠ أرجوك يا بابا كفاية ،، كفاية حرام عليك 


نزلت كلماتها و دموعها علي قلب عز أحرقته ،، و أيضاً أحمد الذي تحرك و وقف ب جانب حسن و حاول جذب الحقيبه منه لكن الأخر ابعدها ب حده 

ثم نظر إلي أبيه ،  و تملكت الحسرة من قلبه و وقفت غَصة مريرة داخل حلقه ، و تحدث قائلاً بهدوء ونبرة مُنكسرة ٠٠٠ ربنا كبير و عظيم و ما بينساش حد يا حاج صلاح 


و أنطلق مُسرعً إلي الخارج أوقفه عز و أحمد اللذان أسرعا خلفه و تحدث عز مهدءً إياه ٠٠٠ إنتَ رايح فين يا حسن،،  إهدي كدة و أرجع معايا علي جوة علشان الموضوع ما يكبرش أكتر من كدة  ،، العقل بيقول إن لما الريح تبقا قوية تطاتي لها علشان تعدي منها بسلام 


و أكمل أحمد مؤكداً علي حديث شقيقه  ٠٠٠ إسمع كلام عز و أدخل جوة الوقت يا حسن ،، و هما يومين بالظبط و عمي هيهدي إن شاء الله و ساعتها الكلام معاه هيكون أفضل من كدة بكتير ،  و ليك عليا أنا و عز هنكلمه و نحاول نقنعه ب موضوعك 


ثم نظر إلي عز الذي أبدي موافقته بترحاب بحديث أحمد  


أجابهٌ حسن بنبرة رافضة ل حديثهُ  ٠٠٠ اللي إنتَ ب تقوله ده مستحيل يحصل يا أحمد،، دخولي معاكم في الوقت الحالي مش هيبقا ليه غير معني واحد عند أبويا ،  و هو إني رضخت لأوامره و رضيت ب الأمر الواقع اللي هو فرضة عليا ،  و ده اللي عمرة ما هيحصل  أبداً 


و تحرك إلي الأمام للمغادرة ،، أوقفه عز قائلاً ب نبرة يائسة و هو يسحبه من ذراعه ٠٠٠ طب تعالي أركب معايا العربية هوصلك المحطة 


و بالفعل صعد معه و تحركا أمام أعين أحمد الحزينة لأجل ما حل ب ذاك الحسن 


تنفس عالياً ب ضيق ثم دلف إلي الداخل من جديد،، وجد الجميع يجلس و حالة من الصمت التام تفرض سيطرتها عليهم جميعاً ،، أما ثٌريا التي تجلس و دموعها تنهمر فوق وجنتيها ب غزارة كشلال ماء ،، و تجاورها مٌنيرة تٌحاول تهدئتها   ! 


تحرك إليها و جلس بجوارها و تحدث إليها بهدوء و هو يٌربت فوق كتفها ب لمسات حنونه ٠٠٠ إهدي يا ثٌريا أرجوكِ علشان ما تتعبيش 


إنتفضت بجلستها و أعتدلت تواجههٌ و هي ترمقهٌ و لأول مرة ب حياتها ب عيون غاضبة و أردفت قائلة بنبرة حاده عنيفة ٠٠٠ يهمك أوي تعبي يا أحمد ،، و لا خايف علي أبنك اللي في بطني ؟ 


نظر لها مَصدومً أثر ردة فعلها العنيفة تجاهه 

لم تَعر ل نظرته أية إهتمامً و أنتفضت واقفة و وجهت حديثها إلي الجميع ب إتهام بنبرة حاده ٠٠٠ هو إنتم ليه يا عيلة المغربي أنانيين لدرجة إن محدش فيكم بيهتم و لا بيفكر في تعب أو راحة حد غيره هو و بس ؟ 


يُتبع

تكملة الرواية من هناااااا

لمتابعة باقى الرواية زوروا قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع