القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عثمان و رغد (دكتور نساء)الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين والحادي وعشرون الأخير بقلم فريده الحلوانى (جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات )

 

رواية عثمان و رغد (دكتور نساء)الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين والحادي وعشرون الأخير بقلم فريده الحلوانى (جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات )





رواية دكتور نسا الفصل الثامن عشر بقلم فريده الحلواني




العشق ...موقف...يثبته و يدل عليه


لا مجرد كلمه تقال 



جنون....اقل ما يصف ما يحدث هو الجنون....رجالا تحكمت بهم العصبيه ...و التعصب


لا يهمهم من المخطيء و ما هو الصواب



كل ما يصرون عليه ان يكونو مع من ينتمون اليهم و فقط



صوت صريرا مرعب صدر من سياره عثمان الذي اوقفها فجأه



هبط منها بطريقه تنم علي انه سيقتل كل من يقابله...و لما لا فقد اخذ سلاحه الناري الذي كان يضعه داخل سيارته قبل ان يتركها



كان المشهد كالتالي 


في نفس وقت وصول عثمان...كان وهدان يسحب رغد للخارج



وفي نفس وقت دخوله و بينما هم كي يلتحم في المعركه الدائره امامه 



وجد وهدان يخرج من باب السرايا الداخلي ساحبا تلك المسكينه التي تحاول ان تمسك الباب لتمنع خروجها



في لحظه ....بمنتهي الحرفيه...حينما فشلت رغد في ان تقاوم اخيها و قبل ان يخطو بها اكثر من خطوتان



كان عثمان شاهرا سلاحه نحو ثم اطلق منه اول رصاصه مرت فوق راس هذا الجبان الذي لم يهتم بمظهر اخته امام الرجال



بمجرد ان دوي الصوت في الارجاء....ثبت الجميع كلا في موضعه



اما هذا الاسد الذي يدافع عن عرينه....كان يتقدم للامام و يطلق رصاصه اخري مرت بجانب وهدان .....ثم الثالثه تحت قدمه حينما اصبح قريبا للغايه منهم



اثناء تقدمه كان يقول بنبره خرجت من الجحيم : فكر تخطي بيها خطوه كماني



اكمل بعدما وصل امامه واضعا فوهه السلاح فوق جبينه و هو يكمل : سيبها


بينما يثبت السلاح فوق راسه و يأمره بتركه 



كان هو يسحبها بيده الاخري


في نفس وقت صياح عبدالحكيم : همل خيتك يا واكل ناسك....نزلو سلاحكو يا عبااااايده



اخفض الجميع اسلحتهم الذين اشهروها في وجه الخصم خاصا عثمان مع انطلاق الرصاصه الثانيه



رغد ...هل احدكم يستطع تخيل ما تشعر به...لا و الله قد عجزت الحروف عن وصف



فقد تخشب جسدها و شعرت ان الرؤيه انعدمت امامها....كل ما تراه دماءا ستسيل و لم تروي ارضا يملأها الغربان



افاقها صوت ابيها الصارخ وقتها فقط ايقنت خطوره الموقف



و بينما كان حبيبها يسحبها من يد اخيها كانت هي بمنتهي الشجاعه و الارتعاش 



تقف بينهما...نظرات التوسل انطلقت منها تجاه هذا الغاضب ....زراع تحركت بصعوبه كي ترتفع و تمسك بيده المثبته فوق جبين اخيها



صوت يملاه الحزن و الرجاء : لجل خاطري ...و فقط 



نظر لها بجنون و قال بصياح : لساتك هتدافعي عنيهم



علي صوته و هو يكمل : حرمه بيتي الي اتعدو عليها...مهتكفنيش جصادها حرج الكل



صرخت برعب : لاااااه...احب علي يدك بكفايه ....لجل خاطري ...



رد عليها بغضب اشبه بالعتاب : خايفه عليهم ...رايده تروحي وياهم



هزت راسها بهستيريه رافضه ما وصل اليه و هي تقول : لاااااه....انت راجلي الي اكرمني ...و مهطلعش من دارك غير علي جبري



تطلعت حولها و هي تكمل : و هما اهلي و فوج راسي ....كادت ان تكمل حديثها المتعقل 



الا انها لمحت هذا النذل يشهر سلاحه في الخفاء تجاه ظهر عثمان



لا تعلم من اين اتتها القوه كي تتشبث به و تلف جسده معها كي تتلقي الرصاصه بدلا عنه و تفديه بروحها العاشقه



قبل ان يستوعب ما حدث كانت هي تمسك بثيابه و هي تقول بوهن : اهلي يا عثمان



عثمان ...عثمان يشعر ان الارض تدور من حوله....لن يستطع استيعاب ما حدث



لا يعلم كيف تمسك بها...بل هبط بجسده معها ارضا ....و الصدمه الجمت الجميع



حتي النساء لم تجد صوتا يخرج منها كي يصرخو حزنا و فزعا علي تلك المسجيه داخل حض حبيبها



و حبيبها ينظر لها بدموع حبيسه تأبي الهطول ....كل ما استطاع نطقه بهمسا حارق : بتفديهم بحياتك



ردت عليه بصعوبه و دمائها تسيل فوق يده الملتفه حولها : اني فديت روحي ...مكتش هجدر اعيش بعديك....اتمنيتك جوزي في الدنيا ...و هستناك فالاخره



لو انت الي اتجتلت...كت هجتل حالي بعيدك...و ابجي اتحرمت منيك بردك دنيا و اخره



عشاني....اهلي...فقط...كانت اخر ما تفوهت به قبل ان تغلق عيناها تزامنا مع ضمه لها و صياح بصوت رجلا عاشقا فقد الحياه لتوه : لاااااااه



فوجي ...متهملنيش....


مهجربش يمه اهلك ...فوجي يا رغد فوووووجي



بدا الجميع يمتص الصدمه ...اقترب منه عمه و ابيها المكلوم...يحاولون فحصها 



و حينما رفض و تشبث بها ....صرخت بها امه كي تفيقه ؛ فووووج يا دكتور...اكشف عليها يا ولدي ...عم تتنفس



الحج مرتك يا دكتوووور


هنا تنبه عقله ...تذكر مهنته....نظر لها محاولا رؤيتها من بين الغيمه التي حجبت عنه الرؤيه



جس عرقها النابض بتفحص و يد مرتعشه


عاد قلبه ينبض من جديد بعدما شعر بنبضها هي ما زال موجودا رغم ضعفه



لم ينتظر لحظه....عاد لحاله و تجبره ....بل و قوته التي استخدمها في حملها 



هرول بها الي الخارج وهو يصرخ بهم ....الحج مرتي.....و اتحملو جحيم عثمان السوهاجي يا عبايده



كان حمزه في ذلك الوقت امر ثلاثه رجال ان يلحقو بذلك الحقير حينما يراه يهرب بعد ما فعله



صعد السياره خلف المقود بعدما صعد اخيه بزوجته في الخلف



تحرك سريعا و خو يقول : سمير الكلب هو الي عيملها....الرجاله لحجته جبل ما يهروب



ضمها بقوه و هو يقول بهمس حارق وصل لاذن الاخير : اجفل عليه لحد ما افجوله.....مفيش كلب مالعبايده رجليه تخطي عتبه المستشفي ....ساااامع



يعلم الله كيف تحكم في حاله كي يمارس مهنته كطبيب وهو يحاول اخراج تلك الرصاصه الغادره



و ما ساعده علي ذلك حينما وصل بها الي مشفاه الخاص و قام بفحصها....اطمأن قلبه العاشق قليلا حينما اكتشف ان الطلقه اصابتها كانت في كتفها



رفض ان يسعفها احدا غيره...بل دلف هو معها الي غرفه العمليات و رافقه اثنان من الممرضات كي يخرجها لها 



ثم يقوم بتقطيب جرحها....ذلك الجرح الذي شعر به داخل قلبه ليس في جسدها هي



و لاول مره منذ ان مارس مهنه الطب يده ترتعش اثناء اجراء عمليه جراحيه



و لكن ذلك لم يكن ضعفا منه ..بل رعشه قلبه الذي يعتصر الما اصابت جسده بالكامل ليس يده فقط



امام المشفي 


كان المشهد...حقا مرعب



رجال العائلتان يقفان قباله بعضهما البعض في حاله تأهب تام لنشوب معركه حاميه



قوات الامن التي وقفت في المنتصف في محاوله منها لمنع احتكاكهم ببعض



ابيها ...ذلك الرجل الحكيم الحزين...الذي يقف مكتوف الايدي....غاليته بالداخل لا يعلم عنها شيئا ...و لا يستطع ان يكون جانبها



اما النساء ...كان يخيم عليهم الحزن و البكاء و هن يجلسون منتظرين ان يطمأنو عليها 



عفت ببكاء : عيني عليكي يا بتي ...يا جهره جلبي عليكي



نرجس بحزن : اني هتجن...عجلي هيفط مني ...ليه كلت ديه....ايه الي حوصل لجل ما العبايده يعملو اكده



عائشه ببكاء : محدش خابر شي...الدنيا اتجلبت مره وحده...و البت ضحت بروحها يا نضري



تحيه بغيظ : الدكتور هيلحجها متخافيش


عفت : اني لازمن اعريف السبب...نظرت لابنتها و قالت : اتصلي بشاديه 



ردت عليهم ببكاء مرير : طمنيني يا حاجه ...خيتي عيملت ايه...ولدك مانع حتي ابوها يدخل المستشفي....و محدش رايد يريحه بكلمه حتي



عفت : شاديه ...تجدري تاجي عندينا دلوك....حديت التلافون مهينفعش



فهمت شاديه ما تريد...و لانها تثق في تلك السيده الحكيمه ردت عليها بحسم : مسافه السكه هكون عنديكم....



و بالفعل : بعد مرور اقل من النصف ساعه كانت تجلس وسط النساء في بهو سرايا السوهاجيه



عفت : انتي خابره سبب كلت ديه ...صوح ..جوليلي يا بتي ...ريحي جلبي ..اني هتجن



نرجس : شكلها حكايه واعره جوي ياما


شاديه : اني معرفيش اذا كان الي هجوله ينفع و لا لاااه



نظرت لعفت برجاء ثم اكملت : اني هجولكم علي كل حاجه...لجل ما تعرفه خيتي اتحملت ايه...و عاشت كيف



بس الي طلباه منيكم ...مفيش حد يفتح الحديت ديه واصل لما نشوف الرجاله هتعيمل ايه



قد يعجبك ايضا


عائشه : اطمني ...مفيش حرف هيطلع بره...حتي الرجاله الي كانت عم تطحن في بعضها محدش منيهم فاهم و لا عارف السبب



سحبت نفسا عميقا ...ثم قصت عليهم كل شيء...كل ما عانته اختها من يوم ان خرجت من بيت ابيها ...الي تلك اللحظه



و لكن بمنتهي الحكمه تغاضت عن ذكر ذلك العشق الذي اصبح يجري في وريد الثنائي و لا حتي ما فعلته كي يتم زواجه بها



زهول ...صدمه تصحبها دموع غزيره تهطل من عيون النساء كلما اسهبت شاديه في الحديث



لا عقل و لا منطق يجعلهم يصدقون كل هذا


و بعد ان انتهت قالت بحزن من بين دموعها ؛ كلت ديه خيتي اتحملته لجل ما التار يوجف



نظرت لعفت و اكملت برجاء : و رحمه الغاليين يا حاجه...بلاش تخلي كلت ديه يروح هدر



كلمي والدك ...خليه يحكم عجله ...بكفايانه لحد اكده


حد يتصل بيه ...جلبي واكلني يا ناس ...عايزه اطمن علي خيتي ...و هو مانع اي حدي منينا يدخل جوه



عفت بصدمه ؛ كان جلبي حاسس ان فيه حاجه غلط...الله يرحمه و يسامحه ...كان مبين للكل انه عاشجها و مهنيها



لكن عينها الحزينه الي كلها هم ...كانت بتكدب كلت ديه


ليه بس با ولدي ...بكت بحرقه و هي تكمل : ضيعت شبابك هدر...و ظلمت لابنيه...



بعد ان انتها من العمليه بشق الانفس...قام بنقلها الي غرفه عاديه نظرا لحالتهاالمستقره



و لكنها كا زالت تحت تأثير المخدر...بعد ان وضعها بتمهل و حرص فوق الفراش



مال عليها مقبلا جبينها برفق جامح ثم قال : سامحيني ...مهجدرش انفذ طلبك...هدفعهم تمن كل نجطه دم سالت منيكي ....حرج جلوبهم كيف ما جلبي اتحرج و اني فاكر انك ضعتي مني



ماجدرش اصدج انك تعملي اكده...ليه يا بت جلبي ليييه



بينما كان يجلس علي احد المقاعد منتظرا بلهفه افاقتها بعد ذوال مفعول المخدر



سمع طرقا فوق الباب...فتحه سريعا وجد حمزه و معه احد الضباط



تحرك خطوتان نحو الخارج ثم اغلق الباب بهدوء و قال : خير يا حضره الظابط



الضابط : محتاجين نحقق مع المجني عليها ...و ناخد اقوال الشهود



نظر له ببرود ثم قال : مجني عليها مين ...و شهود ايه الي بتتحدت عنيهم ...اني مفاهمش حاجه



جز الضابط علي اسنانه كي يكتم غيظه ثم قال : المجني عليها...زوجه حضرتك الي اصيبت بطلق ناري يا دكتور



رد بلامبالاه ظاهريه : محصولش...نظر له بعدم فهم فاكمل بثقه : مفيش حاجه من دي حوصلت ...



مرتي وجعت فوق جزازه عورتها ...و بس ...جيبت منين الحديت ديه....نظر لحمزه و اكمل : مش ديه الي حوصل ياخوي



حمزه بتاكيد : و مفيش غيره يا واد عمي



لم يتمالك حاله بعد ان راي تلك التمثيليه الهزليه فقال بغضب : الي بيحصل ده غلط يادكتور



الناس تحت واقفين علي تكه...كلمه واحده و هتحصل مجزره...ارجوك انت انسان متعلم و مثقف ...



يا ريت تكون انت صوت العقل الي ينقذ ارواح بريئه زي ما عملت قبل كده



رد عليه بحسم دون ان يتأثر بما قيل : اني جولت الي عندي ....ملياش صالح باي حاجه تاني ...اكمل باستهزاء : و الي بلغك ...تجدر تعمله محضر بلاغ كاذب و ازعاج سلطات



في احد المخازن التابعه لعائله السوهاجي...كان ذلك الحقير يتلقي ضربا مبرحا من رجال حمزه



كادت احباله الصوتيه ان تتقطع من فرط صراخه المتألم


لم يرافو به بل قال احدهم بغل : صرخ....عالي صوتك كيف الحريم



امال كت عامل فيها سبع الرجال من اشوي


كلت ديه مهياجيش حاجه جصاد الي هيعملو فيك الدكتور



تقدم يونس من ابيه و قال بغضب مكتوم : و بعدين يا بوي...هنضلو واجفين اكده و مخابرينش خيتي ايه الي حوصل فيها



اديني اشاره و اني اطربج المستشفي عالي فيها


نظر له ابيه بغضب ثم قال : و ماله...ولعها اكتر ماهي والعه...و الغلبانه الي ربنا اعلم بحالها دلوك هي الي هتدفع التمن



يونس : يابوي ..اني رايد اطمن عليها..بجول اكده من غلبي ...اني لحدت دلوك مش جادر اصدج الي حوصل



عبدالحكيم : و لا امي يا ولدي ...نظر له بثقه و هو يكمل : طمن جلبك يا ولدي ...خيتك في امان ..



يونس باستغراب


: كيف ديه يابوي


ابتسم الرجل الحكيم بهم و قال : لانها مع الي هيهد الدنيا لجل خاطرها يا ولدي...يكفيك شر راجل عاشج ...لما حدي يمس جلبه



هل هي من تحاول فتح عيناها...ام قلبه المتلهف هو من يهيء له ذلك



اقترب منها بتهمل ...جلس علي حافه فراشها...اخذ يملس علي وجنتها بحنان وهو يقول برجاء عاشق ارهقه الانتظار : فتحي يا رغد دنيتي



خلي جلبي يرجع يدج...الدنيا اسودت في وشي لجل ماني محروم من نور عينك



ارحمي جلبي و طمنيني عليك



و صغيرته رحمته حينما همست باسمه قبل حتي ان تستعيد وعيها كاملا



اقترب اكثر منها و قال بلهفه : جلبه و عجله و روحه



بدات تفتح عيناها بوهن...اول ما قابلها وجهه المبتسم بفرحه لنجاتها و عودتها له



اخذت بعض الوقت كي تستعيد وعيها...وجدت مشاهد سريعه تمر امامها لما حدث



مما جعلها تفيق سريعا بشكلا كامل و تقول بلهفه رغم وهنها : انت زين...حوصل ايه ...طمني 



لم يتمالك حاله و هو يميل عليها كي يرفعها بحرص و يدفنها داخل احضانه



قبلات كثيره فوق راسها وهو يقول من بينهم بنبره باكيه : توك جلبي عاود موطرحه



هونت عليكي تعملي في اكده ...هانت عليكي روحك



ابتعدت عنه بصعوبه...تطلعت له بزهول و قالت : انت عم تبكي يا عثمان



كوب وجهها بحنو و قال : ربي يعلم كتمتها كيف ...كان نفسي اصرخ ..ابكي...انوح...ابوس ايد الكل و اجولهم ..هملولي حبيبتي



يدي كانت بتترعش و انا بمسح دمك ...ليه تعملي فيه اكده ...ليييييه



بكت فالمقابل و هي تقول : انت هتجدر تكمل من غيري...انما اني اضعف من اكده بكتير...انا فديت روحي مش روحك...اني عشجاك يا طبيب جلبي



نظر لها بعيون تصرخ عشقا ثم اقترب منها و قال : ......



ماذا سيحدث يا تري


سنري





اتي الصباح علي تلك القريه التي لم يغفل فيها احد و لم يذوقو طعما للنوم



الكل في حاله قلق و ترقب ...و لكن كان اكثرهم وجعا و قهرا



هو ...عبدالحكيم العبايدي...الذي اثبت ما حدث انه بالفعل رجلا حكيم



استطاع ان يلجم جموح بنو عائلته ...منعهم بحكمه الصارم الذي لا يستطع احد ان يعارضه من الهجوم علي المشفي 



فقد اخذتهم العزه و رفضو منعهم من دخولها....رغم المه الداخلي من ذلك الموقف المخذي بالنسبه له



الا ان مصلحه ابنته و صحتها كانت اهم...خاصه بعدما ايقن عشق الطبيب له 



اما الطبيب ...هو الوحيد الذي نام قرير العين حتي و ان كان مجرد ساعه واحده غفيها جانب رغده و هو يضمها داهل ضلوعه بعدما اطمأن انها بخير



امرت عفت بتجهيز بعض الثياب لرغد و ولدها الذي هي علي يقين تام انه لن يبرح المشفي دونها



جهزت ايضا بعض الاطعمه ...توجهت نحو عبدالعظيم و قالت : مين فيكم هيوصلني المستشفي



وقف قبالتها و قال بمهادنه : يا حاجه اسمعي بس ....الدنيا مجلوبه هناك



رجاله العيلتين واجفين من عشيه جبال بعضهم ...و الحكومه فالنص



ولد الجادر مانع اي حدي يخطي جوه الباب...و دي عامله واعره جوي و انتي خابره زين اكده



عفت : خابره لكن بردك هروح للبت الي دمها اتصفي جدامنا مههملهاش لحالها



عبدالعظيم بحكمه : البنيه جوزها وياها مفتهاش دجيجه وحدها



احنا حاطين ايدينا علي جلوبنا ...النار ممكن تشعلل في اي وجت



و الحج يتجال ...عبدالحكيم ماسك ناسه بيد من حديد ...يبجي احنا بجي منزودوهاش



ميبجاش هما واجفين فالشارع مجدرينش يطمنو علي بتهم...و احنا رايحين بحريمنا يذوروها...اعجلي الحديت يا حاجه



اقتنعت بما سمعت ..فهو لديه كل الحق و لكنها حقا قلقه للغايه عليها و لن ترتاح الا برؤيتها سالمه امامها



زفرت بهم و قالت : طيب يا حاج ...اديني جاعده اها....بس بالله عليك لما توصل طمني ...البيه جافل تلافونه من عشيه و معرفاش اوصله



و البيه يشاكس صغيرته بل يتواقح معها أثناء فحصه لجرحها و تغيير ضمادته



القي بعرض الحائط كل ما يحدث بالخارج...كل ما يشغله فقط حبيته و تحسين حالتها النفسيه


بل الاصح كان يطمأن قلبه انها ما زالت معه ..لم تفارقه



هو يري ابتسامتها حتي لو كانت باهته...يشعر بحزنها مهما حاولت ان تداريه



يعطيها جرعات محسوبه من المسكن كي لا تتالم بقدر المستطاع



بينما كان يضع ضماده جديده ...سرحت يده تجاه صدرها قليلا 


لمساته الماجنه جعلتها تجحظ بعيناها و تقول بخجل و استنكار : وااااه...ايه الي هتعمله ديه



نظر لها ببرود عكس ناره المنقاده و قال : بغير عالجرح ...في حاجه وجعاكي يا رغدي



نظرت له بغيظ و قالت : هو الجرح فكتفي و لا اااا....صمتا و لم تقوي علي التكمله



نظر لها بخبث و هو يقرب وجهه منها و يقول : من ايه ...كملي 



عضت شفتها السفلي و اغمضت عيناها حينما لم تقوي علي مجابهه جرأته



ضحك برجوله ثم قبلها بسطحيه و قال : جلبي الي لساته هيخجل مني 


طب ده اسمه كلام...عيبه في حجي و الله



نظرت له برجاء و قالت ؛ عثمان....زفر بحنق لعلمه ماذا ستقول



لم تهتم و اكملت بعدما امسكت كفه : لجل خاطري ...


رد عليها بغضب نجحت في اخراجه : لجل خاطرك ...هطربج الدنيا علي نفوخهم



لجل خاطر دمك الي سال و جلبي الي كان هيوجف من الرعب عليكي ...هولع فيهم كلياتهم ...هامحي اسم العبايده من الدنيا



بكت ...كل ما فعلته هو البكاء بهدوء حزين ...لا تقوي علي ردعه ...كما تعتقد



لا تعلم ان تلك الدموع المنكسره هبطت علي قلبه مثل شظايا النار الملتهيه



كوب وجهها كي يمسح دموعها و هو يقول بحنو بعد ان ضعف من مظهرها : عم تبكي ليه ....لساتك باجيه عليهم بعد كل الي عيملوه فيكي



ردت عليه بحكمه من بين دموعها : خليك حجاني يا دكتور ...اهلي حجهم يعملو اكده بعد ما عرفو الي حوصلي



لو كت انت مطرحهم كان زمانك امولع فيهم ...و ابوي اني متاكده انه كان هيحلها بالعجل ...لولا الكلب ديه هو الي جاد النار



لم تخطيء في حرفا واحد مما سمعه ...و لكن يبقي ايضا ما حدث لها...هذا كفيل ان يقتلهم جميعا



رد بعناد : صوح ..انتي صوح...لكن حرمه بيتي الي اتعدو عليها...ملهاش عجاب



و الاهم من كلت ديه الي حوصلك ...كيف اعديه بالساهل ...نظر لها بعشق و اكمل : اني حسيت اني روحي طلعت مني اول ما غمضتي عنيكي ....نسيت اني دكتور ...



كأني لاول مره اشوف دم ...مكنتش داري بالدنيا حواليا ...جسما بالله اني مخابرش مين الي فوجني 



كأني كت في غيبوبه و فجاه لجيتي بجري بيكي ...ايه حوصل جبليها و بعد ما وجعتي بين يدي...لحدت دلوك مخابرش



مدت زراعها السليم ثم وضعت كفها فوق وجنته و قالت بحنو : حاسه بيك يا جلبي...الي هتوصفه هو نفسه الي حسيته وجت ما شوفت السلاح متوصب ناحيتك



بس الحمد لله ...ربنا نجاك و نجاني ليك...يبجي نحكم العجل يا حبيبي ...بكفايه لحدت اكده



كاد ان يعترض مره اخري فاكملت سريعا : متضيعش كل الي عيملته و اتحملته 



انت خابر الي حوصل فيا كد ايه...بلاش ترميه فالارض و تدوس عليه برجليك



تطلع لها بعتاب و قال : اااني يا رغد....اني اعمل اكده



ردت عليه بحسم : لو العداوه جامت تاني بين العيلتين يبجي حديتي صوح....اكملت بمكر تلعب علي اوتار عشقه لها : يبجي اكده بتثبتلي اني مسواش حاجه عنديك



وحتي لو كت عاشجني كيف ما بتجول ...اهو كلام ولد عم حديت ...لكن ايه الي يثبته ديه لو مبتجدرنيش



وقع في فخها ...تلك الصغيره الماكره التي علمت نقطه ضعفه و استغلتها جيدا



نظر لها بعشقاخالص و قال مدافعا عن حاله : اااني يا رغد...انتي شيفاني اكده صوح....داني محسيتش اني عيندي جلب غير بعد ما حطيتك فيه و جفلت عليكي جواته



لو اطول احطك فوج راسي جدام الكل لجل ما افنخر انك مرتي الجويه الجدعه الي اتحملت كتير لجل ما تحافظ علي ارواح ناس ....كت عيملتها



ملست علي ذقنه الناميه بحنو و قالت : لجل خاطري يا طبيب جلبي ...اجفل عالجرح لحدت اكده.....بكفيانا وجع و دم و مرار طافح



اني رايده اعيش وياك الي مجدرتش اعيشه من كتر الخوف و الهم الي كت شيلاه



لجل خاطر رغد الدنيا و الاخره كيف ما هتجولي ...اجفلها علي اكده 



ضم راسها بتمهل ليضعها فوق خافقه و يقول بغيظ و غضب مغلفان بعشقا حاني : طبيب جلبك هيجفل عالجرح ....لكن مهسامحكيش واصل ...بتمسكيني من جلبي الي عشجك يا رغد 



ابتسمت بهدوء حينما ايقنت وموافقته علي حديثها حتي ان كان ضد رغبته



قبلت صدره بعشق و قالت : انت جلب رغد و هنا دنيتها ...ربنا يريح بالك كيف ما ريحت جلبي ....يا طبيب جلبي و نبضه



و اخيرا استطاع ابيها الدلوف داخل المشفي ...هو فقط...كما امر ذلك المغلوب علي قلبه 



وقف امامه و قال قبل ان يسمح له بالدخول اليها : لجل عويناتها ....هي بس 



فهم الرجل الحكيم معني الجمله جيدا مما جعله يبتسم و يرد هو الاخر بمغزي : و لجل عويناتها ...و راجلها الي ربنا عوضها بيه ....يا دكتور 



و فقط ...افسح له المجال ليمر بعدما فهم كلا منهما ما يقصده و ينتويه الاخر



وضعت راسها علي صدر ابيها تبكي بحزن ...ضمها بحنو و قلبا متالم علي حال مدللته و اغلي ابناءه لديه



و العاشق يغلي من الغيره ...بل يضرب نفسه و يسبها علي موافقته بحضور ابيها



عبدالحكيم : بكفياكي بكي يا بتي ....كل حاجه هتتحل بامر الله



ابتعدت عنه و قالت : صوح يا بوي ...و رحمه الغاليه ما هتضحكش علي



قبل ان يرد عليها كان ذلك المجنون يقول بغيظ و هو يتجه اليها : ماهو جالك خلاااص



ابعدها عن ابيها برفق شديد كي يمددها فوق الفراش وهو يكمل : ريحي حالك بجي ...الجاعده غلط عليكي ...جرحك هيشد عليكي اكده




نظرت له بغيظ لتقابل نظراته المشتعله و لم تقوي علي الاعتراض



اما ذلك العجوز الذي يمتلك من الخبره ما جعله يعلم ما يدور امامه



ضحك برزانه ثم قال : اسمعي حديت الدكتور يا بتي....نظر له بخبث و اكمل : اني بردك كت بعمل اكده مع امك الله يرحمها



عثمان بغيظ : كت بتعمل ايه بجي ...كت دكتور بردك



رد عليه بمغزي : كل واحد طبيب حاله يا ولدي ...و اني كت بريح حالي من وجع الجلب و مبعدها عن الناس كلياتها



ابتسم عثمان باتساع و لمعت عينه بهوس ثم قال : صدج بالله اني توي حبيتك يا حاج...طلعت فهمان اكتر مالي معاه شهادات و الله



لم تفهم ما يعنيه ذلك الحديث و لكن يكفي انهما تقبلا بعضهما البعض 



بعد مرور ثلاثه ايام ...قرر اخراجها من المشفي و اكمال علاجها داخل بيته تحت رعايته هو



و قد انفض التجمهر في نفس اليوم الذي سمح فيه لابيها برؤيتها



دلف بها الي السرايا و هو حاملا اياها بين يديه دون ذره خجل او اهتمام بمن حوله



الكل فرح بعودتها سالمه و تجمعو داخل غرفتها بعدما وضعها فوق الفراش برفق



عفت بفرحه و دموع : بركه انك نورتي بيتك تاني يا بتي...ملجياش حاجه اجولها بعد الي عملتيه



عائشه بصدق و دموع : كلياتنا اتجهرنا عليكي ياخيتي...سوي لما اصابتي و لا من الي عرفناه



كيف اتحملتي ديه كلاته ....يعلم ربي جهرتي عليكي كد ايه



نظرت لهم بدموع فرحه و قالت : الحمد لله جدر و لطف ..اني بجيت زينه دلوك 



نرجس : تنك طيبه و بخير يا رب...هعملك فرخه شامورت و حبه شوربه يرمو عضمك و ارجعلك طوالي



عثمان : طيب متعوجيش عشان معاد العلاج كمان ساعه....علي ما تغير خلجاتها و تتسبح تكوني خلصتي



فهم ثلاثتهم ما يعنيه ...وهو طلب مبطن بتركهم قليلا حتي ينهي اهتمامه بها



اول من تحركت معها كانت عائشه و عي تقول : تعالي اساعدك لجل ما نخلص بسرعه



اما عفت انتظرت خروجهم ثم قالت : تحب اساعدها يا ولدي ...اني كيف امها



عثمان : تسلميلي يا حاجه ...ريحي حالك اني وياها متجلجيش ...عسان كماني اغير عالجرح بالمره



خرجت الام و بمجرد ان لف جسده ليتحرك تجاهها وجدها تنظر له بغيظ



قطب بين حاجبيه و قال باستغراب ؛ هتطلعي علي اكده ليه ...عيملتلك حاجه اني



رغد : انت مش لساتك مغير عالجرح جبل ما ناجي ...ليه بتجول للحاجه اكده



رد عليها بغيره حارقه : كنك اجنيتي يا واكله ناسك انتي ....رايده الخلج تطلع علي جسمك ...يا مخبوله



ردت بغضب و جنون : اااني الي مخبله...خلج مين يا دكتور ...دي امك و كيف امي تمام



جلس قبالتها مكوبا وجهها بقوه ...نظر لها بعيون تغلي من نار الغيره ثم قال بحسم : ااااني ...هغير عليكي من خلجاتك....سواعي يبجي هاين علي اجطعهم لجل مافي حاجه تلمسك غيري



يبجي تحمدي ربك اني مهملهم عليكي ..و تلمي حالك و تجفلي خاشمك ...سااامعه يا بجره انتي



بعد ان امتصت صدمتها بما سمعت ...لم تقوي علي كتم ضحكاتها الفرحه و المزهوله في ان واحد



تطلع لها بغيظ و غضب و لم يجد طريقه يفرغ فيها كل هذا غير ثغرها الضاحك بحلاوه



التهمه بجوع و غيظ فالبدايه ...ثم تحولت الي اشتياق و عشق و اطمأنان ...انها ما زالت معه...فصلها بعد مده و قال : حمد الله بسلامتك يا رغد دنيتي 



جاء الليل سريعا و الكل خلد الي النوم....الا طبيبنا ...فبعد ان اطعمها بيده و اعطاه جرعه الدواء



مددها فوق الفراش ثم فرد الغطاء عليها...قبل راسها و قال : البرشام هينيمك ياجي تمن ساعات



هروح لعيشه ...و كل شوي هطمن عليكيو جبل ما النور يطلع هكون عندك...اكمل بخجل طفيف : بجالي ياجي اكتر من اسبوع مدخلتش عنديها ...



ردت عليه بتعقل : متخافيش علي اني بجيت زينه ...روحلها يا عثمان كتر خيرها و الله ...و اني هنعس خلاص 



كادت ان تتجه نحو فراشها ..و لكنها وقفت باستغراب حينما وجدته يدخل الغرفه و يغلق الباب خلفه



نظرت له بقلق ثم قالت باهتمام : خير يا واد عمي ...البت فيها حاجه ..محتاج حاجه



اقترب منها بتمهل و عيون بها لمعه لاول مره تراها ...وقف قبالتها و قال بهدوء : البت زينه ...انا جايلك انتي يا بت عمي



سالته باهتمام : محتاج حاجه يعني ...مفهماشي اني



ضحك بهدوء ثم لف زراعه حول خصرها و قال : واااه ..كنك اتعودتي علي غيبتي يا عيشه...مريدانيش ابات عنديكي و لا ايه



نظرت له بفرحه و لكنها قالت بحكمه : يعلم ربي اليوم الي عم تغيب عن فرشتي بيبجي حالي ما يعلم بيه غير ربنا



لكن البنيه متصابه مهبنفعش تهملها لحالها 



قبلها برفق و امتنان ثم قال بصدق : كل يوم عن يوم بتكبري في نظري اكتر ...اني كيف كت غفلان عن جلبك الطيب ديه ...جوليلي اوفيكي حجك كيف بس



ربت علي صدره و قالت : جايتك لحدت عندي دلوك تسوي الدنيا و ما فيها يا واد عمي ...



يعلم ربي جلبي هيفط من الفرحه دلوك ..ربنا يراضيك و يرضي عنك ...روح يا عثمان خليك جارها ...لحدت ما تطيب و بعدها ابجي تعالي براحتك



رغم رغبته في العوده الي قلبه الذي تركه هناك الا ان ضميره لن يسمح له بالانصياع لتلك الرغبه



سيظل معها ...يربت علي قلبها الابيض ...بعوضها غيابه ...هي تستحق ذلك



ضمها بحنان ثم قال : اتوحشتك جوي يا عيشه هجعد وياكي اشوي ...و بعدها ابحجي اعاود تاني



اما بالجهه الاخري ...سالت دموعها بهدوء معاكس للنار التي تحرق قلبها....هي عاشقه ..و تموت الما من الغيره



و لكن ....صاحبه اطهر قلب قابلته يوما تستحق منها ان تتحمل تلك النار...عائشه فعلت معها الكثير ...و قدمت لها ما لم تتوقعه...بل كانت صاحبه الخطوه الاولي حينما اهتمت بها في مرضها



لن تسمح لحالها ان تصبح انانيه و جاحده ...يجب ان تتذكر دائما انها هي من شاركتها زوجها ...تنهدت بهم ثم قالت قبل ان تذهب في نوما عميق اثر مفعول الدواء



بكفياني ان جلبه معاي ...متبجيش طماعه يا بت العبايده



ماذا سيحدث يا تري


سنري



فاليوم التالي لاحظ الجميع عدم ظهور الحاجه عفت في الارجاء...حتي وقت الافطار لم تكن حاضره معهم



و حينما سالتها نرجس قالت ...مش جادره هنعس اشوي و أبجي افطر لما اصحي



عثمان باهتمام : يعني امك تعبانه و لا ايه...مش بعاده تنعس لدلوك



نرجس : لاه مش تعبانه ياخوي...شكلها زعلان مالي حوصل من يوميتها و هي مسهمه و مريداش تتحدت ويا حدي واصل



زفر عثمان بهم و قال : حجها ...الي عريفته مش هين...روحي اجعدي مع رغد و اني هطلع اطل عليها



بينما كان في طريقه الي جناح امه قبل تحيه 



وقفت امامه تناظره بغيظ فقال : خير يا مرت عمي ...فيكي حاجه



تحيه : الي فيا كتير يا ولدي ...بس اني مش هكتم خاشمي اكتر من اكده



نظر لها بشك و قال : خير ...جولي الي عنديكي



تحيه برعونه : اني ماعاجبنيش الحال الي بتي فيه...



بدات تظهر عليه ملامح الغضب وهو يقول بحسم : مرت عمي....الي بيني و بين بتك شي يخصنا....هي اشتكتلك



تحيه : لاااه ...مش لازمن تشتكي...انا ناضره بعيني كل شي...من وجت ما اتجوزت عليها و انت مهملها...حتي بعد الي حوصل و انت لازج لبت العبايده



نظرت له بخبث و اكملت : كان المفروض اول ما تيعرف عمايل بت عمها الشينه كت تطلجها....ايش دراك انها متكونيش زييها



هنا و لم يتحمل ان يسمع كلمه اخري...فهي لا تتهمه بالتقصير مع ابنتها فقط ....بل تشكك في رغده ..اطهر خلق الله ..كما يقول بداخله



عثمان بغضب : لحدت اهنيه و معايزش اسمع كلمه منيكي....انتي خابره معنات حديتك ديه



تحيه بتبجح : ايوه خابره ا....



قاطعها بصياح : بااااس...و لا كلمه...لو بتك اشتكتلك....ديه شي تاني....انما ابداااا مهجبلش تجولي كلمه علي مرتي الطاهره



لو وحده مكانها كانت ولعت الدنيا حريجه و مكناتش اتحملت كلت ديه



بدال ما نحطوها فوج روسنا ...هنطلع عليها كلام شين



اسمعي ...فكري بس تجيبي سيرتها مع اي مخلوج....هكون دافنك في ارضك ...ساااامعه



حضرت نرجس و عائشه علي اثر صياحه.



سالت الاخيره بوجل : في ايه خير يا رب



نظر لها بلوم ثم قال : مخبرش انتي شاكيه لامك مني ...و لا معجباكيش العيشه وياي



نظرت له بصدمه و قالت مدافعه عن حالها : وااااه مين جال اكده...نظرت لامها و قالت بغضب مكتوم : اني اشتكيت منيه ياما...اني جيبت سيره جوزي...ليه اكده



تحيه : مش لازمن تشتكي ...اني امك و ادري بحالك



عائشه : لااااه...مدرياش ياما...نظرت له و اكملت بدفاع : و الله يا واد عمي ما نطجت شي واصل ...و يعلم ربي اني حامده ربي و شكراه



انت عمرك ما جصرت وياي في حاجه...و بجيت تعاملني احسن مالاول كماني



و رغد اني اعتبرتها خيتي ...و مافيش جواتي ليها شي واصل غير المحبه



تركهم عثمان دون ان يتفوه بحرف


نظرت نرجس بغضب الي تحيه و قالت : متخربيش علي بتك حرام عليكي



انتي مالك ...بتدخلي ليه...كلياتنا ناضرين الي بيعمله خوي يبجي ليه النكد يا مرت عمي



تحيه : بتي و رايده مصلحتها و اخوكي عشج بت العبايده...اءا كان ضميره مخليه يعامل بتي زين دلوك...بكره تلحس عجله و تخليه يطلجها



صرخت عائشه من بين دموعها التي انهمرت حزنا : حرام عليكي ياما....همليني فحالي



راجلي زين و مراعي ربنا فيا ...و مجصرش وياي....و لاهو اول و لا اخر واحد يتجوز علي مرته...و اني الي ليا عنديه العدل



الي هتجولي عليه هيطلجني ...كان بايت في فرشتي ياما....همل البت الي فديته بروحها و جالي لحل ما يراضيني



هعوز ايه اكتر من اكده ...و البت الغلبانه ...المفروض نشيلها فوج روسنا كلياتنا



لولاها كان زمان الدم مالي النجع ....و لولاها بردك كان زماني مترمله بعيد الشر



داخل سرايا العبايده ...كان الحزن و الغضب مسيطران علي الاجواء



و كما يوجد من يحاول تهدأت الاوضاع...يوجد ايضا من يحاول اشعال النار فيها



انصاف بحقد : اني مجدراش اصدج...بجي رغد كانت تعريف مكان الفاجره دي و دارت علينا...كنها مش ساهله زي ما جولت



شاديه بغضب : و الله مافي حد ما ساهل غيرك...بدال ما تزعلي علي خيتك و الي اتحملته تجولي اكده



انصاف بخبث : مانتي شريكه وياها....اكيد خبرتك كلت ديه و انتي داريتي علينا



لبستينا العمه كلياتنا ....شايفه الكل عم يدور عليها و انتي جاعده كنك مش ويانا



يونس بغضب : حديت خيتك صوح...لو كتي جولتيلنا مكانش حوصل كلت ديه



قبل ان ترد مدافعه عن حالها كان ابيها يسبقها و يقول بحكمه : لو جالت كان زمان واحد و لا تنين منيكم مدفون في جبره يا ولدي



الي عيملته خيتك هو الصوح


يونس : طب ادينا اتفضحنا هنعملو ايه دلوك



وهدان : مفيش حدي يعرف سبب الي حوصل ياخوي...الكل مفكر انها مشكله بين رغد و جوزها و احنا اتحمجنا عليها



منه لله سمير الكلب هو الي شعللها نار



انصاف بمكر : واهو ديه كماني كسر رجبه للعبايده....كيف تهملو السوهاجيه تاخد ولد عمنا و معارفينش موطرحه لحدت دلوك



و لا الفاجره التانيه بردك مهملينها عنديهم من غير ما تغسلو عاركم



ابيها بغضب : بكفياكي نفخ في النار يا واكله ناسك....محدش له صالح بكلت ديه...اني هحله بالعجل 



اخيه بحزن : هنعمل ايه في سحر ياخوي 



عبدالحكيم : المفروض تنجتل ...ديه حلها الوحيد ...لكن بكفيانا دم ...



وهدان : ناوي علي ايه يابوي 


عبدالحكيم : الي فيه الخير يجدمه ربنا يا ولدي



شاديه بحزن : اني رايده اروح لخيتي يابوي ...جولت نهملهم يومين ...و اهم عدو...جلبي واكلني عليها



رد عليها ابيها بارتياح : جوزها حاطتتها جوه حباب اعنيه يا بتي....اني جولت نصبر اشوي و ادينا بنطمن عليها بالتلافون



انصاف بغل : معناتو ايه الحديت ديه يا بوي...يعني مش هتخليه يطلجها



بعد ان قبل جبينها جلس جوارها و قال بحنو منافي لغضبه الداخلي : مالك يام الدكتور ....ليه حابسه حالك 



تطلعت له بحزن ثم بكت رغما عنها و قالت : مجهوره يا ولدي...حاسه حالي انكسرت



رد عليها بلهفه : لااااه ...اوعاكي تجولي اكده ياما...دانتي وتد ...ما عاش و لا كان الي يكسرك



عفت ببكاء : خيك جهرني و كسرني يا ولدي ...الله يرحمه و يسامحه



اني هتجن ...كيف جدر يضحك علينا كلياتنا....كيف هان عليه البنيه الغلبانه ...مفكرش في اهله ...مفكرش في ولده



رحيم يا جلبي ...هيضل مكتوب باسم غير امه...طب لما يكبر هيعمل ايه



عثمان : اطمني ياما اني هحل كلت ديه...مالاساس كت هحله من غير ما حدي يحس...لولا ابن الكلب الي فضح الدنيا و شعللها نار



عفت : هتعمل ايه وياه يا ولدي...ادبه و خد حجك منيه...بس بلاش اتوسخ يدك بدمه ...بكفيانا يا ولدي



عثمان بتعقل : اطمني يا حاجه ...كل حاجه هتتحل ان شاء الله من غير نجطه دم وحده....انتي صوح ياما ...بكفيانا



بعد ان اطمان علي امه و طمانها اتجه الي رغد دنياه و اخرته كما يقول ....اشتاقها حد اللعنه



منذ الصباح الباكر وهو مشغول عنها....يرتب ما ينوي فعله كي يكمل حياته في هدوء ...و ايضا تابع بعض الاعمال المتراكمه عليه



يكفي هذا ....يحتاج الي جرعه من عشقها كي يعيد شحن طاقته من جديد



دلف الي الغرفه وجدها تجلس فوق الفراش كما تركها و تصاحبها نرجس كما وصاها



ابتسم بحنو ثم قال : كيفك دلوك ...الجرح شادد عليكي ...في حاجه وجعاكي



نظرت له بعتاب خفي و قالت : لاااه...زينه الحمد لله



نظر لاخته و قال بوقاحه : روحي شوفي حالك يا نرجس...نظرت له بصدمه فاكمل ببرود : هغير عالجرح


قد يعجبك ايضا



اتجهت نحو الباب و هي تقول بغيظ : يا مرك يا نرجس ...طول اليوم اجعدي يا نرجس ...اطلعي بره يا نرجس....يا مرارك الطافح يا نرجس ...مع اخر كلمه كانت تغلق الباب بغيظ



لم يهتم له كثيرا بل اتجه اليها بلهفه....كوب وجهها و نظر لها بعيون تلمع عشقا ثم قال : المخبله متعريفش ان اخوها عاشج....و مفيش عالعاشج حرج



تطلعت له بلوم ثم قالت : و العاشج هيهمل حبيبته طول اليوم ...كيف ديه



التقم شفتيها في قبله اودع فيها اشتياقه لها ثم فصلها و قال : غصبن عني و انتي خابره زين



وحشتيني يا رغدي ...رايدك يا بت العبايده...سبحان من يصبرني لحدت ما تطيبي



نظرت له بعشق و قالت : و اني كماني اتوحشتك جوي يا عثمان...



هل يترك حبيبته تشتاقه....لا و الله...فليبثها بعضا من شوقه لها...و يروي عطش اشتياقها له...حتي ان كان عن طريق بعض القبل الجامحه



بل الكثير منها و التي لم تطفيء نارهم...بل اشعلتها اكثر و اكثر



ابتعد عنها بشق الانفس ثم وضع جبهته علي خاصتها و قال بعشقا خالص : عشجك هو الي روي ارضي البور ...خلاها تطرح ورد و خضار مالو اول من اخر



مبجيتش اجدر علي بعادك....رايد اضل وياكي ليل ويا نهار....لو اجدر كت خدتك بعيد عن كل الدنيا ...اضل اني و انتي لحالنا



بس بصبر جلبي و اجول ...حضنها هيعوضك ...جلبها هيساعك....الطله جوات اعنيها هتنسيك هم الدنيا



ملست علي ذقنه الخشنه و قالت : اني مهرعفش اجول حديت كيف ما بتجول....امسكت يده ثم وضعتها فوق خافقها و اكملت : لكن خابره زين انك حاسس بالي جواتي ...



و انك نور عيني الي بشوف بيها...ربنا يديمك نعمه في حياتي و يرزجني منيك بالخلف الصالح 



ابتسم بحلاوه بعد تلك الدعوه التي جعلته يشعر بفرحه عارمه...بل تخيل اطفاله منها 



ملس علي شعرها و قال : نفسي في بت شبهك....تاخد سواد ليلك ...و نور بدرك الي نور عتمتي



هسميها جمر ....جمر ليلي الي نور حياتي



ضحكت بدلال ثم قالت : واااه رايد بت و كماني اخترت اسمها



قبلها بسطحيه ثم قال بتملك : انتي بالذات مريدش منيكي ولد....هغار عليكي منيهم 



يبجي نجصر الشر و تعملي حسابك خلفتك تبجي كلياتها بنيته و بس



نظرت له بزهول ثم انطلقت منها ضحكات مرحه و هي تقول من بينها : حاضر هتصل بالي هيبيعها و انجيهم كلياتهم بنيته حلو اكده



نظر لها بغيظ ثم قال : هتتمجلتي علي يا بت العبايده...في لحظه....و علي غفله منها...



كان يقضم شفتيها باسنانه عقابا لها علي عدم تقديرها لغيرته المجنونه عليها



و ياللعجب...لم تصرخ او تتالم...بل بادلته بجموح الهب حواسه جعله يريد المذيد



و لكن مهما كان ما يشعر به...و مهما كانت رغبته بها التي لا يعلم كيف سيتحكم بها



تظل راحتها هي الاهم بالنسبه له...فصل قبلته سريعا ثم انتفض من مجلسه 



هرول تجاه المرحاض وهو يقول بغل و غيظ : مهينفعش يا بجره انتي ....اعقب قوله بفتح صنبور المياه و قام بوضع راسه اسفله عله يهدأ قليلا



ضحكت بحب علي عدم تحكمه في نفسه معها ....و طار قلبها فرحا بعدما وجدته يحرم نفسه مما يتمني لاجلها....فقط



تركها ترتاح قليلا بعد ان اعطاها جرعه الدواء الذي يجعلها تنام بعمق



جلس داخل مكتبه يدخن سيجاره وهو يفكر بعمق...يجب انهاء كل ما حدث دون خسائر 



لن يفتح باب الدم مره اخري....لن يجعل تضحياتها تذهب هبائا ....هي غاليته ...رغد دنياه و اخرته....لن يكسر لها كلمه



ظل يفكر بحكمه...و يضع كل الاحتمالات و الحلول نصب عينه...يحسب حساب كل كبيره و صغيره



و في الاخير ...امسك هاتفه و قام بالاتصال علي من يجابهه في حكمته و رجاحه عقله



رد عبدالحكيم سريعا حينما وجد اسم الدكتور ينير شاشه هاتفه


قال برزانه : كت عارف انك مش هتعوج علي يا ولد الاصول



ابتسم بهدوء ثم قال دون خجل او مواربه : ماني جولتلك يا حاج...لجل عويناتها



رغم تيقنه بعشقه لابنته...الا انه اراد ان يسمعها صريحه كي يرتاح الي الابد



ساله بهدوء : عشجتها يا دكتور



رد دون ذره تفكير او مكابره : بموت فالتراب الي عم تخطي عليه....معريفتش ان ليا جلب جواتي هيدج غير لما بجت بتك جواه



لم تسعه الارض من فرحته ...لم يتخيل هذا الرد الصريح الذي اكدته نبره صوته التي تقطر عشقا



عبدالحكيم : ربنا يديمكم في حيات بعض يا ولدي و ميدخلش بيناتكم شيطان ...و يرزجك بالذريه الصالحه سليمه معافاه



عثمان بابتهال : اللهم امين يا رب العالمين


المهم


رايد اجطع الدفاتر الجديمه يا حاج...بكفايه لحدت اكده



عبدالحكيم : و اني وياك با ولدي 


عثمان : تمام....شرفني انت و ام محمد ...هي تطمن علي رغد ...و اني اجعد وياك ....اجولك عالي فكرت فيه...و شوف اذا كان ينفع و لا لاااه



اكمل بقوه : كان ممكن اتصرف لحالي ....بس اني جدرتك مكان بوي الله يرحمه....خابر كيف كانت معزتك عنديه...اكنل بعشق : و كماني انت ابو الغاليه 



مرايدش ازعلها و لا اكسر بخاطرها حتي لو علي حساب نفسي



عبدالحكيم : تعيش يا ولدي ...ساعه زمن و نكون عنديك ...



بمجرد ان وصل هو و ابنته بعد رفضه القاطع اصطحاب احدا معهما....رغم اعتراض اولاده و اخيه الذي اراد ان يحضر تلك الجلسه



و التي من خلالها سيعرف مصير ابنته ...فمهما فعلت ستظل ابنته و احب ابنائه اليه و لكن افسدها دلاله لها



صعدت شاديه بلهفه كي تري ابنه قلبها و تطمأن عليها



اما ابيها دلف مع عثمان و الذي رفض ايضا حضور احدا معه



اغلق باب غرفه المكتب عليهما



جلس معا فوق الاريكه


تطلع كلا منهما للاخر ثم بدا عثمان الحديث قائلا بحسم : .......



ماذا سيحدث يا تري



سنري



رواية دكتور نسا الفصل الواحد والعشرون بقلم فريده الحلواني



اعظم ما يعطينا الله هو الحكمه....و العفو عند المقدره


لما لا نتنازل عن بعض حقوقنا المشروعه ...كي نريح قلب و بال من نحب



ليس دائما التنازل ضعف...بل هو قمه القوه حينما تعفو و تتنازل...و انت قادر علي اشعال العالم بأثره



و هذا ما فعله الطبيب...لن يفكر في قدرته علي الانتقام التي لا شك فيها



بل فضل ان ينهي كل هذا بيده حتي يريح صفيرته اولا ...و يجعل الجميع يعيش في سلام



جلس مع الرجل الذي كان يضاهيه في حكمته و قال بتعقل يليق به كثيرا : بكفايه لحدت اكده يا حاج



اني مرايدش نضل في عداوه باجي عمرنا....بتك عندي ...و ربنا يرزجني منيها بالخلف الصالح



مهجبلش يطلعو مجاطعين خوالهم


و لا هي تحس انها مجطوعه من شجره برغم ان ليها عيله و عزوه



عبدالحكيم بفرحه و اعجاب من حديثه : عين العجل يا ولدي...و ادام جولت كلت ديه يبجي اكيد مرتب شي في دماغك



عثمان : مرتب الي هيجوله العجل يا حاج



عبدالحكيم : جولي و انا وياك



عثمان : بتكم الي مرميه فالمخزن من يوميتها...تلزمكم....كان ممكن اجتلها من غير ما حدي يدري ....بس اني جبتهالكم لحدت عنديكم



انتم احرار فيها...تجتلوها تخلوها...اني اتحليت من ذنبها..لكن ليا عنديها شي واحد 



عبدالحكيم : عداك العيب يا ولدي...جول رايد منيها ايه و اني متكفل بيه



عثمان : هي برغم كل الي عملته مهنجدرش ننكر انها ارمله خوي الله يرحمه...و ام ولده



كل الي رايده منيها انها تتنازل عن حجها في ورثها لولدها...و الوصايه عليه هتكون ليه



و تنسي انها ليها ولد من الاساس ...ولد اخوي امه ماتت وهي بتولده



غير اكده معاوزش منيها حاجه 



عبد الحكيم : حديتك زين يا ولدي ...و اني مكتش هجبل واصل انها تاخد جرش منيكم ...بكفايه الي عملته



عثمان برجوله : ديه حج ربنا ...هتسال عليه يوم الدين ...معما يكون العداوه بينك و بين حدي...لازمن تديه حجه 



عبدالحكيم : طب يا ولدي ...انت اكده هتغير شهاده الميلاد ...و الواد مسيره هيكبر و هيعرف انها امه



عثمان بهم : اني دورت و فكرت كتير في الحكايه دي ...ملجيتش غير حل واحد و ربنا يسامحني عليه



نظر له عبدالحكيم باهتمام فاكمل : دلوك لو الواد انكتب باسمها السر هينكشف مهما طال الزمن



و هيبجي عار عليكم ...اني لجيت واحده ميته ...طبجي اخت تمرجي عندي



جولتله هديله جرشين و يوافج ان الواد ينكتب علي اسم خيته....الشهاده لله



الراجل رفض ياخد جرش ...شايل جميل ليا و لابوي الله يرحمه...و اني واثج فيه...حتي هو مسالش واد مين و لا ليه



عبد الحكيم : طب و الله يشكر 



اكمل عثمان : هنجول فالبلد ان اخوي كان متحوز وحده من مصر و ماتت و هي بتولد الواد



و بت الاصول كتمت جواتها لجل ما متكونش السبب في فتح التار



و انتم عرفتم بالصدفه ان الواد مش ولدها عشان اكده حوصل الي حوصل من كام يوم



و يبجي اكده حليناها من غير فضايح و سر اخوي يندفن وياه...ديه من ناحيتي ...الباجي عليك انت فالي يخصك



عبدالحكيم : و اني اضمنلك ان مفيش حدي واصل من عندي هيجول غير الي اتفجنا عليه



اما الكلبه دي مهوسخش يدي بدمها....هتعيش خدامه جوه الدار ....و نوميتها هتكون فالبدروم و يبجي اكده اكرمتها كماني 



عثمان : تمام ...الي يريحك...ناجي بجي لولد اخوك



ديه بالذات مهجدرش اسامح فالي عيمله



نظر له بقوه و اكمل بامر مبطن : مهينفعش يعيش اهنيه بعد الي عيمله



اني مش ضامن حالي لو جابلته في طريج ممكن اطخه عيارين و اخلوص منيه



وجتها مهيكونش هو الي جدامي...جز علي اسنانه ثم اكمل بغل : كل الي هشوفه وجتها ...مرتي الي كانت بين ايديا و دمها سايح



عبدالحكيم : حجك يا ولدي ...اني ملجيش حديت اجوله بعد جولك...انت حليتها بالعجل...و اني عليا الباجي



نظر له و اكمل بخبث مازح بعد ان ارتاح باله : اني هبعده عن البلد بحالها و احرمه يخطيها برجليه...حتي عشان بتي تاجي تزور ابوها و اهلها براحتها



انطلق لهيب الغيره من عيناه البنيه و قال بوقاحه جديده عليه : بيتها مفتوح للكل



الي رايد يطمن عليها ياجي و هنحطو فوج روسنا من فوج...لكن مرتي مهتضلش رايحه جايه في وسط الخلج



انطلقت ضحكات صاخبه من ذلك الشيخ الوقور...حقا لم يستطع تمالك حاله



قال له من بينهم : وااااه...غيرتك واعره جوي يا دكتور...اني اجده اخاف علي بتي منيك



رد عليه برجوله : تخاف عليه لما تبجي كيفها كيف الحربم الي راجلها ماسألش فيها....انما اني....لمعت عيناه بالعشق و هو يكمل : حاططها تاج فوج راسي



مرتي ملكه...عمرك شوفت ملكه بتمشي وسط الخلج....و لا ساكنه برج عالي محدش يجدر يهوب ناحيته



لم يجد ما يقوله ....يكفي لمعه عينه فرحا و فخرا بهذا الرجل الذي انعم الله علي ابنته به



لم يعوضها فقط عما عانته....بل جعلها ملكه علي عرش قلبه ...هنيئا لكي صغيرتي المدلله



ستصبحين من الان تتنعيم بعيشه رغده مثل اسمك ....بل ستنالين من الدلال ما يجعلك اكثر اشراقا و اقبالا علي الحياه...تستحقي كل ذلك و اكثر 



داخل جناحه كانت تجلس شاديه مع اختها بمصاحبه عائشه و نرجس



كان الجو يسوده المرح بجانب بعض الاحاديث النسائيه....



شاديه : كنك اتخبلتي يا بت ...هتجومي وين...رايده الدكتور يطخنا عيارين و ملناش ديه عنديه



رغد بعناد: وااااه ....ليه عاد ..كلت ديه اكمني رايده اشوف ابوي



عائشه بتعقل : جرحك لساته جديد يا خيتي الحركه غلط عليكي....اكيد عثمان هيطلع ابوكي لحدت عندك...معجول ياجي و يمشي من غير ما يشوفك و يطمن عليكي



نرجس : باين عليها اتوحشت النجار وياه ...خليه يجيب الطين و يحط عليكي يا حزينه



ارتعبت بداخلها حينما تخيلت ردت فعله اذا ما تحركت من فراشها



و لكنها ابت ان تظهر ذلك 



قالت بتكبر ذائف : خلاص ...اني مالاساس كتفي وجعني دلوك ....يعني اني من حالي مهجدرش اتحرك مش لجل ماني خايفه منيه



ضحكو ثلاثتهم عليها ...و لكنهم صمتو فجأه حينما نظرت لعائشه التي تضحك بنيه صافيه لها 



قالت بحب و اسف علي شيء لم يكن لها يدا فيه : عيشه....نظرت لها باهتمام ظنا منها انها تريد شيئا ما



و لكنها تفاجأت حينما سمعتها تقول بعيون لامعه بالدموع : اني محجوجالك يا خيتي



عائشه بطيبه : ليه يا ضنايا...مفيش حاجه حوصلت بيناتنا



رغد : لااااه.....واجب علي احب علي راسك جدام الكل....اني مكانش ابيدي اتجوز عثمان و لا ابجالك ضره



و لا كان بيدي كل الي حوصل...و بدال ما احس علي دمي و اعاملك اكويس ...لااااه كت عم اكايد فيكي



بكت بندم و هي تكمل : بس اني كت كيه الي مضروب علي راسه....من كتر الي حصلي بجيت اشوط في الكل



ببجي خايفه حدي ياجي علي تاني....او اتوجع تاني....الي شوفته و عيشته مكانش هين



و انتي جصاد ديه كلاته عيملتي ايه


اول ما لاجتيني مرضانه ..جعتي معاي كيف خيتي تمام



و الله يا عيشه اني عمري ما جولت في حجك كلمه شينه وياه و لا فكرت اجويه عليكي



بالعكس كان يجيب سيرتك بكل خير ....مخبراش افهمك الي جواتي ....او اعبر عنيه صوح



بكت بقوه و هي تكمل بخجل : اني لو اجدر ابعد عنيه كت هملتهولك و خرجت من حياتكم 


بس ...غصب عني مهجدرش



ضمتها عائشه بحنو و قالت بحكمه رغم بكائها تأثرا بما سمعت



قبلت اعلي راسها و قالت : بكفياكي بكي....خابره زين انه مش بيدك....مين تعريف عثمان و لا تعشجهوش....



يعلم ربي اني مفيش جواتي ليكي حاجه شينه ...ابعدتها ثم اكملت : كت لاول هغير منيكي


قد يعجبك ايضا



كت رايده اجطعك بسناني جطيع....بس لما تعبتي ....جلبي وجعني عليكي



فكرت بعجل ...غير انها عوايدنا ...جولت لحالي يا بت يعني هتكوني انتي احسن من زوجات الرسول عليه افضل الصلاه و السلام



ديه نصيب ...و ادام ربنا كتبلها النصيب وياه ايش اكون اني لجل ما اعارض اراده ربنا



عاهدت حالي اعاملك بما يرضي الله ...و هكبر نفوخي من حركات لصغار الي كتي هتعمليها



لكن بعد الي عريفته ...و الي حوصلك....و ختمت بانك فديتي راجلي بروحك



خلاني احس انك خيتي صوح و مهما حوصل منيكي عمري ما ازعل واصل ...كبرتي في نظري و نظر الكل يا بت العبايده



و اني اها بجولك جدامهم و ربنا شهيد وكيل عليا ...انتي خيتي الي اتمنالها كل خير ...و مفيش جواتي ليكي ذره كره و لا حجد



و لا حتي حساكي ضرتي ...خلينا نعيش في هدوان سر ...الدنيا مش مستاهله نكد و غم ...و كل واحد يرضي بنصيبه لجل ما ربنا يراضيه



داخل سرايا العبايده ....اجتمع بافراد عائلته بعدما عاد من تلك الزياره التي اتت بثمارها المرجوه و اكثر



قص لهم اتفاقه مع طبيب قلب ابنته و بعد ان انتهي نظر لاخيه و قال : اظن اكده جلبك ارتاح من يمت بتك



كت شايف الجهره جوات عنيك ياخوي و انت مستني تجتلها 



خابر انها اغلي عيالك عنديك...بس جلعك الماسخ ليها هو الي وصلنا للي احنا فيه دلوك



نحمد ربنا ان عثمان طلع راجل و ولد اصول ...و ساعدنا نداري علي عارنا الي كان هيكسر رجبتنا العمر كله



نظر للجميع و اكمل : اما الكلب التاني ...تحرم عليه بلدنا و اهله و ناسه



ياخد حجه من ورثه ...حدي فيكم يحسب نصيبه يسوي كام و ياخد جرشناته و يغور من اهنيه



الزرعه الشيطاني لازمن تنخلع مالارض جبل ما تخرب باجبتها



هل يترك الطبيب ذلك النزل بسهوله قبل ان ينتقم منه و لو قليلا



لا و الله لن يقدر


بينما اصطحب عبدالحكيم و ولده يونس و معهم اثنان اخران الي مكان احتجازه



بمجرد ان راه يجلس ارضا في احد الاركان...لن يتمالك حاله



اتجه اليه سريعا ثم سحبه من ثيابه المتسخه...و بكل ما يحمله من غل و غيره ظل يلكم فيه دون شفقه او رحمه



كاد احد الرجال ان يقترب كي يخلص ذلك الذي يصرخ الما منه...الا ان عصي الشيخ التي امتدت امامه



منعته من التقدم و قال بعدها : لو حدي منينا مكانه كان جتله...سيبوه يفش غله 



انتظرو قليلا ...و لكن الطبيب العاشق لم يكتفي و لم يشعر بحاله ان سمير فقد الوعي بين يديه



تقدم يونس و معه الرجلان ....امسكو به من الخلف بقوه مع قول الاول : بكفايه يا واد عمي ...اكده روحه هتطلع في يدك



رد عليه من بين لهاثه الغاضب : لو بيدي كت جبط روحه و خلصت من وساخته...بس اني اديت وعد لابوك



غوروه من جدامي بدال ماجتلهو اخلص



حمله الرجلان ثم اتجها به الي الخارج و وضعوه داخل السياره الخاصه بهم



امرهم عبد الحكيم حينما قال : اطلعو بيه عالسرايا....


لجحوه في الجاعه الي بره ....و اجفلو عليه لحدت ما نعاود



اتجه عثمان بمصاحبه الاثنان الي مكان احتجاز تلك الحقيره


و التي وجدوها في حال يرثي لها



نظرو لها باحتقار لم تكترث به بل قالت برعب : خلاص ...هتجتلوني



تحركت زحفا علي ركبتيها تجاه عمها في مشهد غايه في الزل و المهانه



امسكت قدمه و كادت ان تقبلها الا انه رفسها بغل 



لم تهتم بل قالت بتوسل : احب علي رجلك يا عمي ...بلاش تجتلني



هعيش خدامه ليكم كلياتكم بس مريداش اموت



بثق عليها يونس ثم قال بغضب : هي دي جيمتك يا فاجره...تبوسي الرجلين



و هو ديه مكانك ...هتعيشي خدامه ...لكن مش لينا....للبهايم


هتضلي الي باجي من عمرك تحت البهايم....ملكيش مكان بين البنيادمين



نظرت له بعدم فهم فاكمل : ولد الاصول عفي عنيكي



و احنا مهنوسخش يدنا بدمك النجس


كادت ان تشكره بفرحه الا انه اكمل : هتمضي علي تنازل عن ورثك في جوزك....و تنازل عن ولدك الي مالاساس هملتيه لغيرك



مال عليها ساحبا اياها من شعرها المشعث ثم اكمل بوعيد : فكري بس تجيبي سيرتهم ....و لا حدي يعريف انه ولدك



وجتها هخليكي تتمني الموت و لا تطولهوش يا هامله...اعقب قوله بالقائها بعنف فارطمت راسها بالارض الصلبه



لم يهمها كل هذا ....بل ظنت ان كل ما قيل مجرد عقاب واهي سياخذ وقته و ينتهي



وافقت فورا علي كل ما قيل ...بل وقعت علي كل الاوراق الذي وضعت بين يديها دون ذره رفض



تنقذ حياتها من براثن الموت...و بعدها تفعل ما تريد....هكذا ظنت 



انهي كل شيء ....عاد الي السرايا في وقتا متاخر من الليل



اتجه لها بقلبا لهيف ...محمل بهموم الدنيا...لن يرتاح الا داخل احضانها الدافئه



دلف الي الغرفه بهدوء....اغلق الباب بتمهل



اتجه اليها وهو ينظر لها بعيون تتوسل لها ان تفهمه دون حديث



رغم استغرابها من هدوءه المريب الا انها احترمت صمته و فضلت الانتظار كي يتحدث بما يريد وقتما يشاء



تمدد قبالتها....وضع راسه فوق صدرها....لف زراعيه حول خصرها باحكام



ثم قال بهمس يملأه العشق و الاحتياج : ضميني يا رغد ...طبطبي علي وجعي ...اخوي مات انهارده.....و فقط





انتهت رحلتنا معهم بعد ان اغلقت كل صفحات الماضي


انتظروني لنري معا كيف ستكون حياتهم بعدها




روايه دكتور نسا البارت الثاني والعشرون والاخير بقلم فريده الحلواني




جميعنا نمر بصعاب...حياتنا تسير بين الهبوط و الارتفاع...و لكن ارادتنا هي من تحدد اين يكون المستقر.. 



بالاعلي...ام نستسلم و نظل قابعين في الاسفل تدهستنا اقدام الحياه....انت من تقرر مصيرك...و تختار مكانك 



داخل سرايا العبايده و خاصه في حظيره المواشي 


نري مشهدا لم يتخيله عقل....تتحقق فيه مقوله....سبحان المعز المزل 



سحر ...تلك الافعي الخبيثه التي دمرت حياه الكثير من الاشخاص 



لم يكن لها اي دافع او سبب لما فعلته غير ان نفسها خبيثه و قلبها مليء بالسواد 



كانت تعيش عيشه رغده وسط اهلها و الذين لم يحرموها من شيء 



تمردت عليهم دون سبب....حتي حينما تزوجت من رجلا يعشقها و قدم له الدنيا علي طبقا من ذهب....تطعنته بسكين الغدر دون سبب 



و لانها كفرت بنعم الله عليها...كان جزائها من جنس عملها 



بعد ان كانت تتنعم فوق الحرير ...ها هي منذ سته اشهر تجلس بين روث البهائم 



جسدها يؤلمها من تنظيفه طوال الوقت 



تجلس فوق كومه من القش لتريح جسدها الذي اصبح هزيلا 



حتي ابيها ...لم تاخذه بها شفقه و لا رحمه...فما فعلته به كسر ظهره و اصبح معظم الوقت منعزل عن العالم 



دلفت عليها تلك التي تجابهها في خبثها و لكنها تمتلك عقلا واعي عنها 



نظرت لها بتشفي و قالت : وااااه....لساتك مخلصتيش ... حمدان لو جال لابوي انك مجصره ويا البهايم هياجي يشندل عيشتك 



نظرت لها بانكسار ثم قالت : مجدراش ...جسمي كله مكسر .... 



بجالي ست شهور عالحال ديه ... 


مثلت انصاف التعاطف و هي تقول : بعد ما كتي ست الدار و الحلو كله هياجي لحدت عنديكي 



نظرت حولها باشمئزاز ثم اكملت : بجيتي انتي الي تحت رجلين البهايم 



بكت سحر بقهر و قالت : اني الموت عيندي اهون مالي اني فيه...يا ريتهم جتلوني ...كت ارتحت 



انصاف بخبث : طب ما تحاولي تتحدتي ويا ابوكي ...يمكن يشفج علي حالك و يرحمك مالي انتي فيه 



وقفت بوهن و تحاملت علي نفسها كي تتوسلها قائله : اسمعيني زين ...اني حدايا فلوس كتير و دهبات كماني 



اني خابره زين انك بتموتي عالجرش.. 


ساعديني اطلع من اهنيه و اني اديكي نص الي معاي ...ايه جولك 



زاغت عين انصاف بطمع و لكن خوفها كان اكبر من طمعها 



ردت بتردد : لاااه...اني ملياش صالح...هتنفعني بايه الفلوس لو عرفو انني هربتك 



و بعدين اني ايش ضمني انك اول ما تطلعي من اهنيه تعملي بالاتفاج 



ظهر امامها بارقه امل فتشبثت بها و هي تقول بلهفه : هديهملك جبل ما اطلع عشان تطمني 



انصاف بحيره : كيف ديه 


سحر : اديني تلافونك هعمل مكالمه منيه لحدي جريب مني ...هيجيب كل الي هجوله عليه اي وجت 



كادت ان ترد عليها الا انهم تفاجئو بدخول شاديه عليهم 



كانت منذ قليل تقف في شرفتها و رات اختها تتجه الي حظيره المواشي 



شكت في الامر فانطلقت مسرعه كي تعلم ما يحدث 



سمعت نصف الحديث الاخير فدخلت عليهم بغضب قائله : يجيكي الطين علي دماغك يا حزينه 



لساتك فيكي حيل للسواد ...مكفاكيش كل الي عملتيه 



انصاف بخوف : اني ملياش صالح ..عمري ما كت هوافج 



نظرت لها شاديه بغل و قالت : انتي حسابك ويا ابوكي ...مالاساس ايه الي جابك عنديها ....اني هتجن 



ايه الي ناجصكم لجل ما تبجو بالفجر و الطمع ديه 



داحنا عايشين ملوك و نص البلد ملكنا ...اني مهسكوتش عالي حوصل بكفيانا فضايح 



اعقبت قولها بالانطلاق نحو الخارج منتويه ان تقص لابيها ما حدث



ارتعش جسد انصاف رعبا ثم نظرت للتي لا تقل عنها خوفا و قالت : هروب في داهيه بسببك يا واكله ناسك



اعقبت قولها باللحاق سريعا وراء تلك الغاضبه ...و لحسن حظها امسكتها قبل دلوفها من باب السرايا



انصاف بتوسل : احب علي يدك يا بت ابوي.....اني ماعميلتش حاجه



شاديه بقوه : ايه وداكي عنديها


انصاف : حجك علي....و غلاوت ولدك....ورحمه امك ما تجولي شيء و اني و الله ما عدت اهوب نواحيها واصل



شاديه بشك : و لو روحتي تاني


انصاف بلهفه : اعملي الي تريديه



شاديه بتهديد : جسما بالله لو الفاجره دي هربت لتكوني مكانها ....ساااامعه



اما في سرايا السوهاجيه...كان الوضع اكثر مرحا....عاد عثمان لتوه ....بعد ان القي السلام علي الجميع وقبل راس امه



سال باستغراب : وينها رغد و عيشه



ضحكت امه بمرح و قالت : جاعدين فوج لحالهم ....الله يكون في عونك يا ولدي شكلهم هيتفجو عليك



نرجس بضحك : علي رأي المثل مركب الضراير سارت و مركب السلايف غارت



تجهم وجهه من تلك الاقاويل التي اعتادو عليها في الاونه الاخيره بعد ان اصبحت الاثنان اكثر من الأخوات



صعد سريعا و هو يقول بغيظ : اكيد في جاعه بت العبايده....ماهي عيملتها غرفه عمليات....طيييييب يا رغد



و لانه اصبح يحفظها عن ظهر قلب صدق حدثه حينما وجد الغرفه مغلقه



تصلب جسده بمجرد ان وضع يده علي المقبض و قبل ان يديره



سمع تلك الصغيره تقول : بجولك يا عيشه ...انتي مش ناويه تحبلي ولايه ولدك كبره الله اكبر



عيشه بعدم اهتمام : ما خلاص عاد ....حبل ايه و خلفه ايه ...بكفايه انتي ربنا يجومك بالسلامه



رغد باستغراب : ليه عاد 


عيشه : كبرنا خلاص



نظرت لها بغيظ ثم قالت : وااااه كبرتي ايه يا مخبله انتي ....الي كدك لساته متجوزش....دانتي لساتك مكملتيش التلاتين



عيشه : ايه الي فكرك بالحبل ...خليكي فبطنك الملايانه



رغد بخبث : اسمعي مني ...دلوك جوزنا راجل زين و يتبصلو



نظرت لها عائشه باهتمام فاكملت بغيره : و النسوان ياختي تندب في عنيها رصاصه



داني هتنجط من الي بيتصلو بيه وش الفجر ....جال ايه حاسه بمغص



عيشه بغل : جاها حش وسطها حش البعيده جال مغص جال



رغد : و الوحده منيهم خصوصي ستات مصر الجادرين تجعد تتمايع و ترفع في صوتها ....لما ابجي رايده اجول بوووووه يا ولاد



بس بكتم جواتي لجل مايهبش فيا كيف وابور الجاز



عيشه بعدم فهم : انتي عايزه تجولي ايه



رغد بمكر : رايده اجولك انتي تحبلي و اني كماني ...و نربطوه بالولد لجل مايعرفش يدير



عيشه : وااااه هو ممكن يتجوز علينا جصدك



رغد بغيره : و ليه لااااه....دكتور و حليوه ...و جيبه مليان 



عيشه بفزع : واااااه يا مري ...داني كت اروح فيها ...



رغد : بعيد الشر عنيكي انشالله بنات مصر و انتي لااااه



المهم اسمعي مني....اني دلوك فالشهر الخامس. ....يادوبك انتي كماني تحبلي كمان شهر بامر الله .....علي ما اكون ولدت تكون انتي بطنك كبرت



نظرت امامها بشر و اكملت : و يا سلام لو حبلتي في توأم ....يبجي زين جوي



أكده مهيعرفش يلف راسه و يمكن يبطل يروح مصر نهائي



كل هذا كان تحت سمعه ....يقف بغضب و غيظ من تلك الجنيه الصغيره و التي استطاعت ان تسيطر علي عقل الاخري بل و تجعلها تفعل كل ما تريد



و الان تحرضها علي الإنجاب كي يحكمو الوثاق عليه



الا يكفيه جنونها منذ ان حملت في طفليه ....الي هنا و كفي ....ساعيد تربيتك من جديد



لم يستطع الوقوف اكثر من ذلك فتح الباب بقوه مما جعل الاثنان ينتفضان



رغد بتبجح : واااااه انت داخل زريبه...خلعتني يا دكتور



نظر لها بغيظ و قال : ماهي زريبه صوح مش فيها بجره بمخ حماره



برقت عيناها بغيظ و كادت ان ترد عليه الا انا عائشه ردت مدافعه عنها : ليه اكده يا واد عمي ...هو في فحلاوه رغد و لا في عجلها



رغد بكيد : يخليكي ليا يا خيتي و الله انتي ال....


بااااس



قطعت حديثها حينما صرخ بغيظ لتصمت ثم اكمل بجنون : هتحبو فبعض كماني..بدا يقترب منهم بتمهل و هو يشمر ساعديه : بتتفجو علي ...ااااني الدكتور عثمان السوهاجي ...الي عجله يوزن بلد 



تنين حريم يشغلو دماغهم علي


قد يعجبك ايضا


اخذا يعودان للخلف برعب و تلك الماكره تحامت خلف عائشه و هي تقول بعناد : و انت ايه مزعلك....حدي يطول مرتاته يبجو زي السمن عالعسل 



و لانت خايف من حاجه


عائشه بخوف : اكتمي يا حزينه ...مشيفاش عامل ك..اااااه



قطعت حديثها حينما وقفت فجاه بعدما ارتطمت رغد بالحائط و بالتالي لا يوجد مجال للهرويب



وقف ينظر لهم بتشفي و كاد ان يملأ الدنيا ضحكا و هو يراهم منكمشين علي انفسهم خوفا من بطشه



جز علي اسنانه بغيظ و قال : بتتفجو علي هااااا....و انتي يا شطانه بتملي دماغ عيشه....عيشه الغلبانه الي لا كانت بتهش و لا بتنش



دلوك بجالها لسان و هتجاوح وياي


عيشه بدفاع حتي تنجي بحالها منه : ابدااا يا واد عمي...و انا اجدر بردك



اما تلك المتبجحه لم تهتم بملامحه الغاضبه محتميه بحملها الذي بسببه لم يستطع فعل شيء معها



قالت بقوه : هي غلطت فيك....لااااه..


عصتلك امر ...لاااااه



يبجي ايه بجي 


امسك زراعها بقوه طفيفه و قال بجنون : جوتيها علي ...و دلوك بتحرضيها عالحبل 



رغد بغيره : هو في حدي يكره العزوه....عنديها ولدين تجبلهم تنين و لا تلاته تاني ...و معاه كام بت



نظر لها بزهول و قال : ليييه...ارنبه هيا و لايه....



رغد : ربنا يديها الصحه ...و انا كمان بحب الخلفه الكتير اني بجولك اهاااا 



عثمان بصراخ : هفتح مدرسه اياك


عائشه : يبجو في ضهرك يا واد عمي 



صرخ بها و ما زال محتفظا بزراع الاخري : يبجو فضهري و لا لجل ما تربطوني جاركم...كيف ما ملت دماغك المخبله دي



رغد بغيظ و شجاعه ستدفع ثمنها غاليا : و لو....فيها اااايه يا جوز التنين...



و لا ناوي عالتالته...و لا تكونش وحده من بنات البندر زغللت عينك



بمجرد ان رفع قبضته في اشاره صريحه للكمها



استغلت عائشه تركيزه معها و هرولت تجاه الباب و هي تقول : الحاجه هتنادم علي....ارتاحي يا رغد اشوي....اعقبت قولها باغلاق الباب 



و لكن قبل ان تغلقه سمعتها تقول بغل : اااااه يا جبانه



ظلت قبضته معلقه فالهواء و هو ينظر لها بشماته و يقول : ايه جولك.....الي بتحرضيها علي باعتك في اول محطه



زاغت عيناها خوفا و لكنها ابت اظهار ذلك



ردت عليه بكذب : و لا عمرها تبيعني...ااااني سامعه الحاجه بتنادم عليها صوح



مهتوجعش بيني و بينها و لا هتجدر لانت و لا غيرك



لكم الحائط جانبها مما جعلها تصرخ برعب حقيقي و لكنه قال بجنون : لسانك ...يا بت العبايده....



مفيش فايده فيكي ...العند و المكابره مهتعرفيش تعيشي من غيرهم



لم تهتم لما يقال بل امسكت يده سريعا تتفحصها و هي تقول بزعل : ليه اكده يا عثمان ...دلوك تزرج و توجعك



تخلي عن المزاح و ارتسمت الجديه علي ملامحه و هو يقول بعتاب : مش يدي الي هتوجعني يا بت العبايده...جله ثجتك فيا هي الي هتدبحني



هزت راسها سريعا رافضا لما سمعت ثم قالت بدفاع و صدق : داني مهوثجش في حدي فالدنيا كدك يا عثمان....ليه هتجول اكده



شوفت مني ايه لجل ما تظن فيا اكده...



عثمان : سعت حديتك ويا عيشه..غير نظرتك الي كلها شك و حركاتك الي عم تعمليها اول ما وحده تكلمني



رغد بدفاع : و ليه متجولش غيره عليك....


عثمان بتعقل : فيه شعره بين الشك و الغيره يا بت العبايده



بشوفها جوات اعنيكي....هتجولي اوعاك تروح لغيري



اقتربت منه ثم وضعت يدها فوق صدره و قالت بنبره تقطر عشقا : مش جوات عيني و بس



اني بجولهالك بلساني : اوعاك تروح لغيري يا طبيب جلبي



لف زراعه حول خسرها و قتل بصدق : و فينها غيرك دي يا رغد....وينها...



اطلعي جوات اعيوني مهتلاجيش غيرك



ضغط علي يدها الموضوعه فوق خافقه و اكمل بعشقا خالص : لو تجدري تدخلي يدك جوات صدري و تطلعي جلبي



مش هتلاجي فيه غيرك...وينه عثمان السوهاجي ....مبجتش لاجيه و لا عارفه من بعد ما خطفتيه يا بت العبايده



تطلعت له بعيون تلمع عشقا و هو يكمل بقلب تضخم عشقا : ملاجيش حالي يا رغد



حياتي كلها بجت بتدور حواليكي....و اني بعيد عايش مع صورك الي ماليها اول كن اخر



و لما بعاود مبحسش حتي مين بيسلم علي و لا مين بيتحدت وياي



بلاجي روحي اطرش و اعمي يا رغد


مسامعش غير صوتك الملهوف و انتي بتجولي اتوحشتك يا طبيب جلبي



و مهاشوفش غير عنيكي الي بتجول الف كلمه عشج



مهرتاحش و لا اطمن غير لما ارمي حالي جواتك



جوه حضنك....جوه جسمك....جوه جلبك الي بينبض باسمي 



يبجي وينه عثمان ...وينه....جوليلي



هل تجد ما تقول....هل يوجد من الاساس مفردات تضاهي حلاوه ذلك الوصف الذي لم تسمعه من عاشق من قديم الازل الي عصرنا هذا



لا و الله ...لم تجد غير قبله....ماجنه...


حنونه....جامحه و رقيقه ...تقول له من بينها



انت من ملكت قلب و روح و عقل رغدك يا طبيب القلب



و الطبيب استلم لجام الامر بدلا عنها ....يودع فيها كل ما عجز عن قوله....ليس لسببا غير انه اصبح لا تسعفه الكلمات



فهناك عشق اكبر من ان توصفه بضع حروف



حتي تلك اللمسات الماجنه التي كان يضعها فوق جسدها الذي رغم امتلاه بسبب حملها الا انه في عيونه اكثر فتنه



كانت كأنها ريشه فنان خشنه...ترسم احدي الرسمات التي تعبر عن خيال الرسام



خيال فاجر ...مثل فجور عشقه لها


ما بال فراشي اصبح صغيرا ...ام ان انا الذي اصبح جموحي لا يوجد لجاما له



يوما عن يوم اجد حالي اذداد فجورا و طمعا في المذيد


و لما لا و انا تعتليني انثي عاشقه ...راغبه...تخرج الحانا عزبه و ليست تاوهات راغبه



و كعادته دائما قبل نهايه كل رحله صاخبه بالشغف و العشق...ينظر لها بعيون ستنفجر من شده الرغبه الممذوجه بالحب و يقول : رغد دنيتي و اخرتي



ملكي انننني....عشج الطبيب و مرضه الي ملوش دوا...و لا رايد اطيب منيه....و فقط....تلتحم الاجساد مثل ما اتحدت القلوب ....حتي يصبح لا وجود للهواء بينهما



اما الاجمل من كل هذا هو....تلك القبلات الحانيه التي اصبحت عاده لديه 



و تنتظرها صغيرته بفارغ الصبر بعد انتهاء نوبه عشقهم المجنون....ثم همسه اكثر حنانا و صخب : بعشجك يا بت العبايده



ما يحدث الان داخل سرايا السوهاجي كان حقا دربا من الجنون



فبعد مرور عشر سنوات اصبحت ممتلأه باطفالا اتخذو من الشياطين قدوه



و مراهقين قد بداو يخطون اول خطوه في سن الشباب و رعونته



و الجده التي اصبحت لا تتحمل كل هذا الصخب



و نساء اصبحن اكثر لامبالاه بما يحدث حولهم ....يتسامرون ...يضحكون و كانهم في رحله استجمام



دلف طبيبنا عائدا من عمله ...و بمجرد ان راته امه صرخت بوهن : توك لساتك جاي يا دكتور



مهمل امك في المرستان ديه لحالها ...و النسوان البارده مفيش وحده فيهم جادره تسكت اعيالها



تطلع حوله بغيظ ثم جلس جانب امه و قال : دلوك مبجاش عاجبك ياما



ما كتي فرحانه بحبل النسوان و تجولي العيال عزوه



نظرت له رغد بكيد لم تتخلي عنه و قالت : ماهو صوح بجر عزوه يا دكتور....ده ولدك الكبير بجي طولك



تطلع لها بشر و قال : لساتك هتجاوحي و انتي السبب في كلت ديه



عائشه بمدافعه كعادتها : ليه بجي...ديه كلامها كان عين العجل و الله ....داني بحمد ربنا اني سمعت حديتها و خلفت بدل العيل تلاته غير التنين الي مالاول



حقا سيجن ...رد بغيظ : مانتو عيملتو فريج كوره....ااااني الدكتور عثمان ....طبيب النسا الي المفروض اوصي النسوان تحدد النسل



يبجي عيندي اتناشر عيل ليييييه....اني عيملت ايه في دنيتي لجل ما يوحصل معايا اكده



نظرت له بكيد و قالت ما جعله يريد قتلها : لاااه اجمد اكده يا دكتور...داني لساتني بجول لعيشه و نرجس بجالنا سنه مريحين ...اتوحشنا الخلفه و السبوع



هل يتركها توسوس لهم مره اخري ناهيك عن كل المرات السابقه ....لاااااا...لن يصمت لها مره اخري



فقد فلت لجامها منه و يجب عليه اعاده السيطره من جديده



انتفض بغضب ناويا كسر راسها اليابس


و هي...بمجرد ان راته بتلك الهيئه الاجراميه...قامت سريعا من مجلسها لتهرب منه مهروله تجاه الاعلي و هي تقول : نسيت اطبج الغسيل...هخلصه و اجي



كان يلحقها سريعا و هو يقول بغل : داني الي هطبج راسك يابت العبايده



ضحكت عائشه و كعادتها تتركها وقت العقاب و قالت : معاكي ربنا يا خيتي ههههه



اما هي بمجرد ان دلفت غرفتها و كادت ان تغلق الباب ...صرخت زعرا حينما دفعه بقوه مانعا اياه من ذلك



بل الاكثر و بسرعه بديهه يتسم بها ...امسك الباب بيد و الاخري امسكها بها من طرف عبائتها قبل ان تهرول بعيدا عنه



اغلق الباب بقوه ثم لفها ليسندها عليه...حاوطها بكفيه الذي وضعهما فوق الباب



نظر لها بشر عاشق ثم قال : هتهربي مني وين يا رغد



تخلت عن المزاح و ردت عليه بعشقا جامح : ههرب مالعالم كلياته و اتخبي في حضنك يا طبيب جلبي



تحول سريعا من الغضب الي الوله...ولها بها و بحديثها الذي يطفيء غضبه في لحظه فقط



قرب وجهه من خاصتها حد التلامس ....تطلع لها بعيون تلمع عشقا و رغبه ثم قال : : و حضني مهيساعش غيرك ....يا رغد الدنيا و الاخره الي اتبليت بيه ....بعشجك يا جلب الدكتور

تمت

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع