رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سولييه نصار كامله
رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سولييه نصار كامله
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الحادية عشر
الفصل الحادي عشر(بداية عهد منار )
سأرحل يوما وستبحث عني ولن تجدني !!!
………..
-منار …منار ..
كان سالم يقولها وهو يرش عليها الماء ولكن منار كانت تحرك رأسها فقط وترفض الاستيقاظ …ملك وماسة كانتا متعانقتين والدموع تنساب من اعينهما بخوف …والدتهما ترفض ان تستيقظ!!…شعر سالم بالقلق عليها ونظر الى زوجته وقال ؛
-أنا هوديها المستشفي …دي مش راضية تفوق خالص ….
ثم كاد ان يحملها بين ذراعيها الا أن حنان قبضت على ذراعه وقالت؛
-استنى!!!مستشفى ايه اللي بتتكلم عليها يا سالم؟!مين اللي هيدفع مصاريف المستشفى والعلاج ؟!هو احنا ناقصين يا حبيبي ؟!
عبس سالم وقال:
-عايزاني أعمل ايه يا حنان وأنا شايف اختي في الحالة دي يعني هسيبها كده ؟!
هزت كتفها وقالت:
-لا طبعا ميرضنيش …هو أنا معنديش قلب مثلا ؟!اتصل بجوزها يجي يوديها المستشفي..جحا أولى بلحم توره …
نظر إليها سالم بتوتر وقد شعر بثقل في قلبه …أنها شقيقته ..شقيقته مريضة وزوجته تمنعه من إسعافه …ولكنه كان يعرف انه لو صمم على أخذ شقيقته الى المشفى زوجته لن تصمت ….بالتأكيد سوف تقيم الدنيا فوق رأسه .
…وهو لا يريد إزعاجها وهي حامل….
لذلك أخرج هاتفه وهو يتصل بمراد …
……
في منزل عائلة المنصوري ….
-يعني ايه سابت البيت ؟!وأنتوا ازاي تخلوها تسيب البيت ؟!محدش منعها ليه ؟!
صرخ بها مراد بحدة وهو يشعر بالجنون … زوجته تركت المنزل …تركته هو ….تلك الفكرة أرعبته …عندما اتصلت به والدته وأخبرته ان منار تركت المنزل شعر بقلبه يسقط في قدميه …حسنا يعترف انه اخطأ في حقها ولكنه وعد نفسه انه عندما يعود سوف يعتذر منها كثيرا ويطيب خاطرها ولكنها تركته قبل أن يفعل هذا ….
شد مراد شعره الداكن وهو يدور حول نفسه بينما كانت صابرين تشعر بالقلق وهي ترى ابنها في تلك الحالة …كان يبدو غاضب بطريقة لم تراها من قبل …
-والله يا بني حاولت امنعها بس مراتك قوية محدش يقدر عليها …ده غير انها قالت أنك ضربتها وعلت صوتها وانا خوفت من الفضايح وسبتها تمشي ..
توقف مراد عن الدوران …وتيبس في مكانه واطرق بوجه متجهم…ثم قال:
-انا السبب …أنا اللي زعلتها …أنا لازم اروح اجيبها …لازم اعتذر منها …
ثم كاد ان يذهب الا أن رنين هاتفه جمده مكانه….أخرج هاتفه وهو يرى المتصل …ابتلع ريقه وهو يجده.سالم …تردد في الرد على اتصاله ولكنه قرر ان يواجهه بشجاعة حتى لو أهانه سالم لن يرد ….
-ألو ….
لحظات وكان وجهه شاحب كالأموات وهو يستمع الى سالم…
-ايه ؟!بتقول ايه ؟!!…طيب أنا جاي فورا !!
قالها وهو يركض خارج المنزل دون أن يلتفت لنداءات والدته الحائرة ولا أسألتها الفضولية …كان قلبه يكاد يخرج من صدره بفعل الرعب وكلمات سالم تتردد في عقله …..
استقل سيارته الصغيرة وأنطلق بها مسرعاً …
……
وصل الى منزل سالم بسرعة قياسية وخرج ولم يغلق باب السيارة حتى .. اندفع الى المنزل وهو يصرخ ؛
-منار …
توقف فجأة وهو يرى زوجته فاقدة للوعي على الأريكة ….انعصر قلبه بألم وهو يراها بتلك الحالة …كان يعرف داخل قرارة نفسه انه هو السبب …هو من أوصل منار لتلك الحالة …اقترب منها وهو يمسك كفها ويقول بنبرة مختنقة بينما شعر بالدموع تلسع عينيه ؛
-منار !!
انها زوجته…والدة طفلتيه كيف يفعل هذا بها ؟!كيف يوصلها الى تلك الحالة ….الشعور بالذنب كان يخنقه…
-حقك عليا أنا يا منار …
قالها بإختناق ثم حملها بعد أن لف حجابها ونظر الى سالم بغضب وقال:
-كان لازم توديها المستشفى علطول بس أنا نسيت أنك مش راجل..عمرك ما كنت سند ليها ولا هتكون !!
اشاح سالم بوجهه وهو غير قادر على الكلام ثم أكمل :
-ماسة ملك تعالوا يالا معايا ….
وجه كلامه لسالم مرة آخرى وقال:
-هاجي اخد شنطة مراتي بعدين ..
ثم خرج يتبعه الطفلتين…
…. …..
بعد نصف ساعة …
كان امام المستشفي…
حمل زوجته واتجه بها للداخل وهو يهتف بإسم طفلتيه ..
-ملك …ماسة خليكم جمبي….
ولج.للمشفى متجها بها الى الطوارئ وقد استقبلها الممرضين بالنقالة
……
بعد قليل
في رواق المشفى …
كان مراد يجلس على المقعد وهو يضم طفلتيه إليه …منتظرا بقلق خروج الطبيب ليطمئنه عليها …
خرج الطبيب بالفعل لينهض مراد ويقول :
-مراتي ..
-اطمن يا أستاذ مراتك بخير هي بس جالها هبوط …واضح انها مكانتش بتاكل كويس …دلوقتي معلقين ليها محلول والحمدلله فاقت بس يخلص المحلول اللي في ايديها تقدر تأخدها وألف سلامة عليها.
-الله يسلمك يا دكتور ..شكرا …
قالها مراد براحة ….
ثم ولج هو وطفلتيه لمنار التى كانت جالسة على الفراش شاخصة عينيها للأمام بشرود …
-ماما …
اخرجها.من شرودها صوت طفلتيها لتبتسم بشحوب وهي تشير لهما لكي يقتربا منها …
اندفعت الفتاتين إليها لتعانق كل منهما على حدة وتقول :
-متخافوش يا حبايبي …متخافوش …..
-يا بنات خلوا ماما ترتاح لو سمحتوا ..تعالوا واقعدوا هنا …
ثم اشار الى المقعد الجلدي الكبير نسبيا وبالفعل أطاعتا أمر والدهما دون نقاش …
ابتسم مراد وهو يربت على رأسهما ويقول :
-شطار يا حبايبي …
ثم تنهد وهو ينظر الى منار التي تشيح بوجهها بعيداً عنه وكأنها لا تطيق ان تراه …
اقترب هو منها وجلس على السرير الصغير التى تجلس عليه …
-منار ..
قالها بندم ولكنها لم تنظر إليه …
مد كفه وأمسك وجهها ليجعلها تنظر إليه …تخيل أن يرى بعينيها الألم …او الإنهيار ….ولكنه رأى أسوأ.من هذا …رأى البرود …رأى ان الحب في عينيها نضب تماما وهذا جعله يختنق دون سبب …
-منار!!
همس بها بصدمة
-طبعا حضرتك فرحان دلوقتي …فرحان ان حتى اخويا اتخلى عني ودلوقتي تقدر تذلني زي ما أنت عايز ..صح.؟!
قالتها منار ببرود …هز مراد رأسه بقوة …أوجعه اتهاماتها الظالمة له لتكمل هي بسخرية مريرة ؛
-انبسط يا مراد ..اخويا اتخلى عني رسمي وسلمني ليك …تقدر تعمل فيا اللي انت عايزة بما اني دلوقتي لا معايا بيت ولا فلوس عشان اقدر اطلق.منك …ده اللي كان نفسك فيه من زمان عشان كده رفضت دايما تشغلني …كنت عايزني ابقى تحت طوعك صح وتعمل فيا اللي انت عايزة … تتجوز عليا بقا او تضربني عشان مراتك التانية ..وطبعا عشان أنا مليش حد مش هتكلم …مبروك يا مراد وصلت للي أنت عايزه…
-انا عمري ما افكر أعمل فيكي كده يا منار …اطلبي مني دلوقتي اللي عايزاه وانا هنفذه بس متطلبيش الطلاق أنا مش هقدر أطلقك ..
أغمضت عينيها بتعب وقالت:
-للاسف أنا مش عايزة غير الطلاق دلوقتي …مش عايزه غيره
أمسك كفها وقال :
-طيب اديني فرصة تانية وانا مش هجرحك تاني يا منار و …
سحبت كفها وقالت:
-للأسف رصيدك.عندي خلص يا مراد …أنا هعيش.معاك لاني مضطرة بس واثقة انه هيجي اليوم اللي هقدر فيه أمشي بعيد عنك وساعتها مش هتردد لحظة !!
يتبع….
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الثانية عشر
الفصل الثاني عشر(غيرة)
………
ما هذا الشعور الذي يعتمل قلبي …لماذا أختنق وأنا أراك معها ؟
………
كان مراد يسند منار وهو يدخلها لمنزل عائلة المنصوري …كانت تريد أن تبتعد عنه …لا تطيق لمسته لها ولكنها لم تعارض…أرادت فقط ان تتسطح على فراشها وترتاح …..
كان هنا واقفة بجوارها حماها وحماتها وهي تحمل طفلها وتنظر الى منار والذنب يمزقها من الداخل …تشعر انها سبب الدمار الذي طال تلك الأسرة …
لم يكلم مراد أحد وهو يسير بزوجته للداخل ويتجه الى الأدراج ليصعد للأعلى …توقف فجأة امام الدرج ثم حمل منار ليصعد بها …أحمر وجهها بخجل وهي تحاول دفعه وتقول بإرتباك :
-خلاص نزلني يا مراد أنا هعرف.اطلع لوحدي…
ولكنه لم يجيبها وهو يصعد بها بينما طفلتيهما يصعدان خلفهما ….
تخضب كامل وجهها بحمرة الخجل وشعرت بالإختناق …كانت لا تريد منه ان يقترب منه بتلك الطريقة …لا تريد أن يحدث بينهما أي تلامس…أشاحت بوجهها مصرة ألا تتواصل.معه بصريا بينما بنيتيه كانتا تحاصرانها بإصرار …
أخيرا وصلا لمنزلها وأدخلها غرفتها وهو يجلسها بكل راحة …
وضع الحقيبة البلاستيكية التي كان يحملها معه والتي كانت بها ادويتها على الكومود وقال:
-هعملك حاجة تاكليها عشان تأخدي الادوية …
لم ترد عليه وهي تنظر للناحية الآخرى ..فتنهد وهو يجلس بجوارها …شد.كفها إليه…حاولت سحب كفها من قبضته القوية الا انها فشلت فأغمضت عينيها وهي تقول بإختناق ؛
-سيبني لو سمحت !!!
ولكن رفض ان يتركها بل رفع كفها لفمه وقبله بلطف قائلا:
-انا عارف ان زعلتك كتير يا منار …عارف اني جرحتك وانا آسف وطالب تديني فرصة اصلح اللي انا عملته و…
-فات الاوان!..فات الاوان يا مراد
قالتها منار وهي تشعر ان شئ انكسر داخلها …شئ لن تشفيه كلمات الآسف من مراد …
تنهدت وأكملت :
-خلينا كده يا مراد….خلي الوضع زي ما هو ….متحاولش تصلح حاجة …لان مفيش حاجة هتتصلح …أنا مش هنسى.انك مديت ايدك عليا عشانها …ولا هنسى كمان انك.بتحبها هي مش بتحبني أنا….فيه حاجات كتير مش هنساها …
-منار اس….
ولكنها قاطعته وهي تبكي :
-خلاص يا مراد روح لو سمحت كفاية…سيبني في حالي انا رجعت وتقبلت الوضع متحاولش تصلح حاجة عشان مش هيتصلح….قلبي مش هيتصلح.مهما عملت !!!
تنهد مراد بيأس وهو ينظر إليها…هي حتى ترفض أن تنظر إليها …يشعر أنها تذبل رويدا رويدا …
هز رأسه وقال؛
-أنا هقوم أعملك حاجة تأكليها عشان هتأخدي العلاج …متقلقيش على البنات امي هتراعيلهم …اقعدي أنتِ ارتاحي …
لم ترد عليه وهي ما زالت تنظر للجهة الآخرى …
دار هو حول الفراش حتى واجهها وانحنى وهو يقبلها بينما هي كانت جامدة بين ذراعيه ..طالت القبلة وهو يحاول أن ينتزع منها أي رد فعل ولكن للمرة الأولى يفشل الأمر ….لم يحصل إلا على دموعها التى تذوقها بشفتيه …
ابتعد ليجد دموعها تنساب من عينيها الجريحة …أغمض عينيه بيأس وهو يفكر أنه ربما خسرها …والأمر مؤلم …رغم أنه لا يحبها ولكن التفكير في أمر خسارتها مفجع بالنسبة إليه …
-أنا اسف
تمتم.بها وهو يخرج من غرفتها متجها إلى المطبخ وهو معكر.المزاج …
…..
في منزل هنا ….
وضعت طفلها النائم على الفراش ونهضت وهي تجلس على المقعد المجاور …تفرك كفيها بعصبية والضيق داخلها يزداد …لا تعرف لماذا هذا الشعور الخبيث يتسلل إليها …عندما رأت مراد يحمل منار وينظر إليها هي فقط شعرت بقلبها ينقبض …
وضعت كفها على قلبها ودموعها تتساقط من عينيها …لا لا يمكن أن يحدث هذا …كيف تفكر ….أن تكونت مشاعر داخلها نحو مراد سوف تدمر منار …لا يمكنها أن تفعل بإمرأة مثلها هذا …
أغمضت عينيها وهي تتذكر كيف حرق علي قلبها …
…..
فلاش باك …
كانت تمسك الهاتف تطالعه بذهول والقرف يزداد داخلها وهي ترى تلك الرسائل المقززة التي يتبادلها زوجها مع امرأة غريبة …كانت الكلام الذي امامها صادم …خادش للحياء…كانت دموعها تتدفق بقوة بينما معدتها تتلوى من الألم…أرادت ان تتقيأ من فرط الاشمئزاز
فجأة انتفضت بقوة عندما سحب.احدهما منها الهاتف ..نظرت لتجده على ينظر إليها ببرود.ويقول :
-كام مرة قولتلك متلمسيش.تليفوني ؟! …
نظرت إليه بصدمة وقالت:
-ايه الكلام ده …انطق ايه الكلام القذر ده …ومين دي ؟!
-ملكيش دعوة …اللي بعمله …أنتِ ملكيش دعوة بيه …أنتِ فاهمة ولا لا ….
دفعته وهي تصرخ وتقول :
-لا ليا دعوة ….لما اشوف الكلام ده بينك وبين واحدة غريبة يبقى ليا دعوة….قولي لو أنا كلمت واحد ….آه …
لم يتركها تتم كلمتها إذ سقطت كفه على وجهها لتسقط أرضا …نظرت إليه بصدمة وهي تجده.يخلع طوق خصره ويقول :
-بدأتي تقلي أدبك …بس أنا اللي عملت كده …أنا اللي دلعتك زيادة …
-علي لا …لا ..
قالتها هنا برعب ولكنه رفع يده وهو يسقط الحزام على جسدها فتصرخ برعب …ثم توالت ضرباته وهو يصرخ بها :
-ابوكي كان عنده حق لما كان بيضربك…أنتِ تستحقي الضرب …
….
بعد قليل ..
جلس على الأرض وهو ينهت بقوة بينما هي متسطحة ورأسها مواجه للأرض …دموعها لا تتوقف عن الانهمار ..بينما جسدها يؤلمها بالكامل …
اخرج علي سيجارته واخذ يدخنها بهدوء ويقول :
-انتوا صنف الستات مينفعش معاكم الحنية …أنتوا تاخدوا على راسكم عشان يجي خيركم….كان لازم أعمل زي أبوكي عشان تتلمي يعني …هو اتضربتي واتهانتي اخدتي ايه ؟!…
شهقت هنا بعنف ليكمل علي ؛
-قومي حضري الاكل يالا واتعلمي متفتشيش في تليفوني لاني المرة الجاية هرجعك عند أبوكي يتصرف معاكي ويربيكي ….
….
باك …
عادت من شرودها وهي تبكي بعنف وتربت بكفها على قلبها …هي لا يجب أن تحبه…لا يمكنها.ان تفعل هذا …هي تعرف شعور القهر لأمرأة …لا يمكنها أن تقهر منار بتلك الطريقة لا يمكنها!!!
…………
كان يقف مسندا رأسه على الباب وهو يراها تأكل بهدوء ….
انتهت منار سريعا من طعامها ليذهب مراد إليها ويأخذ صينية الطعام ويقول :
-ثانية واحدة وهجيبلك الدوا…
هزت رأسها ليختفي هو للحظات ثم يعود بالدواء ..شربت منار الدواء بكل طاعة ثم تسطحت وهي شاخصة عينيها للأعلى ….
جلس مراد بجوارها وهو يمد كفه ليعبث بشعرها الا انها قالت:
-معلش ممكن تمشي حابة ارتاح شوية !!
ابتلع ريقه ولكنه لم يضغط عليها وانسحب بكل هدوء خارجا من الغرفة ….
…….
في اليوم التالي ….
لم يذهب مراد للعمل وفضل البقاء مع منار التي اصبحت تتجاهله اكثر …..
…
نزل مراد للأسفل ليخرج لشراء بعض الطلبات …كانت هنا ووالدته ينظفان المنزل …لم ينظر الى هنا حتى بل وجه كلامه.لوالدته وقال :
-خلي بالك من البنات أنا خارج أجيب لبن وشوية فاكهة لمنار …
لوت صابرين فمها وقالت:
-قولي بقا السنيورة امتي ناوية تنزل تساعد ولا هي خدت على الرحرحة…
وضع مراد كفيه في جيبه وقال ببرود.:
-مش هتنزل لا النهاردة ولا بعدين يا أمي …..خلاص كده…
نظرت إليه والدته بصدمة ليكمل ؛
-لما تقرر هي تنزل براحتها تنزل غير كده لا …
قبضت هنا على كفيها بإنفعال وهي تشعر بتزايد الضيق في قلبها …
لم يزد.مراد حرف على كلماته وخرج !
-البت دي أكيد سحرته !!!
قالتها صابرين بغيظ …
……
بعد ساعة تقريبا …
كان قد أتى سالم لمنزل عائلة المنصوري لكي يزور شقيقته …
لم تهمه.نظرات صابرين متهكمة وهي تنظر إليه ولكنها لم تثير أي مشاكل وهي تراه يتجه الى الأعلى …
……..
نهضت منار بتعب لتتجه الى المطبخ وتشرب ..ولكنها عبست وهي تسمع رنين جرس المنزل …
من يطرق الباب الآن؟!مراد معه المفتاح فكرت بحيرة ولكنها ذهبت وفتحت الباب …
تجمدت وهي ترى سالم أمامها …
-خير عايز ايه ؟!
قالتها بغضب ..
-مش هتدخليني الأول يا أختي …
ثم كاد بالفعل ان يدخل الا انها وقفت أمامه وقالت :
-لا مش هتدخل…ده بيتي وبيت أولادي وانت مش مرحب بيك هنا ..وزي ما طردتني من بيتك أنا دلوقتي هطردك من بيتي …
ثم كادت أن تغلق الباب في وجهه ..أمسك الباب وقال بغضب :
-عيب يا منار أنا اخوكي …
نظرت إليه بقرف وقالت:
-كان لازم تفتكر.كده لما سبتني زي الميتة ومودتنيش المستشفى واستنيت مراد يجي يوديني …هونت عليك يا سالم مخوفتش عليا …معقول مراتك غيرتك بالشكل ده …
أطرق وهو لا يجد أي تبرير بعقله .هزت رأسها بيأس وقالت:
-من النهاردة أنت ملكش أخت يا سالم وانا مليش أخ …اعتبرني مُت !!
ثم أغلقت الباب في وجهه
يتبع….
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الثالثة عشر
الفصل الثالث عشر (استسلام)
لن أخضع لك بعد اليوم …أنظر الى عيناي لقد أختفى حبك!!!
….
اتجهت منار الى غرفتها بتعب وتسطحت على فراشها …لم تعرف الدموع الطريق الى عينيها…يبدو انها فقدت قدرتها على البكاء ….حتى الألم لا تشعر به …تشعر ان كافة مشاعرها متجمدة !!
…….
وقف سالم للحظات أمام الباب الذي أُغلق في وجهه وهو لا يصدق …هل شقيقته فعلت هذا …طردته بكل سهولة واعتبرت انه غير موجود …داخله كان يعترف انها محقة للغاية …ولكنه لا يمكنه اغضاب زوجته من أجل شقيقته التي تتدلل….لا بأس ايام قليلة وستهدأ وستكلمه هي بنفسها
بعد قليل ..
جاء مراد للمنزل وهو يحمل الطلبات ويصعد للأعلى بعد ان اطمأن على بناته مع جدتهما….
وقف امام باب المنزل ليفتحه فجأة خرجت هنا من الشقة.المقابلة ….
نظر إليها مراد نظرة عابرة فقالت بسرعة :
-ازيك.يا مراد ..؟!
-كويس…
-منار اخبارها دلوقتي …
-كويسة الحمدلله ..
رد بإيجاز وهو يفتح الباب ويقول بإبتسامة مجاملة:
-عن اذنك يا هنا ..
ثم أغلق الباب …
قبضت على كفيها والدموع تحتشد بعينيها ..كانت تختنق دون سبب واضح ….
ولجت لغرفتها بسرعة وهي تبحث بضراوة عن صورة علي زوجها …ما ان وجدتها ..نظرت الي الصورة وهي تبكي …تبحث عن تلك المشاعر القوية التي تكنها له فلا تجد …تحاول تذكر أي شئ عاطفي حدث بينهما ولكنها لا تتذكر الا لمسات مراد …حب مراد وقبلاته العاطفية…تتذكر تلك الليلة التي جعلها تلمس النجوم بها ….
-ليه…ليه بيحصل معايا كده ليه ؟!
صرخت بقهر وهي تلقي الصورة على الأرض …شدت شعرها الطويل حتى مزقت خصلاته في يدها ثم جلست على الأرض وهي تشعر ان قلبها سوف يخرج من صدرها من فرط البكاء والإنفعال …
-يارب أنا مش عايزة احبه يارب …ساعدني يا رب ..
اخذت تصرخ بها وهي تبكي بعنف …
…..
في منزل منار ومراد …
وضع مراد الأشياء في المبرد وترك الدجاجة ليطهيها لمنار …وضع قدر المياه على النار حتى يغلي ووضع به التوابل ثم وضع الدجاج وتركه ليطيب ثم خرج من المطبخ متجها إلى الصالة ليجد منار جالسة على الأريكة تتابع التلفاز….اقترب منها وهو يبتسم وقال :
-حاسة نفسك احسن دلوقتي ..
هزت رأسها وهي ما زالت تنظر إلى التلفاز …
جلس بجوارها وقال بتردد :
-ايه رايك اخد إجازة ونسافر تغيري جو شوية والبنات تروح معانا …
ردت وهي لا تنظر إليه من الأساس وقالت:
-البنات بدأو يروحوا الحضانة مينفعش …
زفر بضيق وأمسك جهاز التحكم وأطفأ التلفاز. ثم قال ؛
-ممكن تبصيلي…
نظرت إليه …نظراتها كانت خالية من المشاعر واختنق هو …وقال بضيق:
-أنا بحاول اصلح جوازنا مش شايفة انك زودتيها شوية ؟!أنتِ عايزة ايه يعني ؟!عايزة كل حاجة بيننا تضيع …..
-انا تعبت من كتر الكلام في الموضوع ده !!
قالتها منار وهي تحاول النهوض ولكن مراد أمسك كفها بقوة …
نظرت إليه ببرود…برودها يقتله …يشعره أن قيمته انعدمت عنها …
تنهد بإستسلام وترك يدها وقال:
-أنتِ اللي بتخسريني بإيديكي يا منار …
-أنت عمرك ما كنت ليا عشان اخسرك فصدقني مش فارقة ..
ثم.تركته وذهبت …
……
في اليوم التالي …
كانت قد عرفت تقى بما حدث وقررت الذهاب الى منار وحمدت ربها أن زوج منار غير موجود الآن …
…
-ايه اللي خلاكي تروحي عند سالم كنتِ جيتي عندي وأنا كنت هتصرف .
قالتها تقى بعتاب لتهز منار رأسها وتقول:
-سالم.كان اولى بيا أنا وعيالي بس يظهر اني كنت غلطانة ؟!ثم ايه ذنبك أنتِ تستحملي …
-ايه اللي بتقوليه.ده.احنا بيننا كده برضه ؟!
قالتها تقى بلوم فقالت منار ؛
-معلش يا تقى صدقيني مكنتش هرتاح ابدا …الحمدلله على كل حال يمكن الوضع ده عرفني وش سالم الحقيقي ..
نظرت إليها تقى بحزن فأمسكت منار كفها وقالت:
-متزعليش أنا كويسة …اهو أنا عايشة … صحيح مش مبسوطة بس هتعود …اكيد في يوم هقدر اقوم على رجلي وهبعد عنهم كلهم…هبعد عن كل اللي أذوني …ودلوقتي أنا معنديش اهم من بناتي مش عايزة غير انهم يبقوا بخير ويفرحوا …
-وجوزك يا منار ..جوزك لازم تحاربي عشانه و
-أحارب عشان مين يا تقى …ها قوليلي أحارب عشان مين ؟!عشان واحد مش شايفني اصلا ؟!واحد حرق قلبي واتجوز عليا …ومد ايديه عليا كمان ؟!ده يستحق اني احارب عشانه …
-منار اسمعيني …
-لا لا يا تقى مش هسمع …أنا إنسانة …
قاطعتها منار ثم أكملت وقد اهتز صوتها :
-أنا إنسانة برضة وبحس …عندي قلب وبتوجع زي باقي الناس …ليه انا بس اللي احارب وأشيل الطين …أنا عملت ايه عشان أحارب ..أنا مقصرتش في حق مراد أبداً…كُنت قايدة ايدي العشرة ليه …كنت بديله حب واهتمام وبخدم.امه واتحمل رخامتها عليا وانا حاطة جزمة في بوقي عشان خاطره …شيلته هو وأمه على رأسي شيل وقولي اللي حصل في الآخر ايه ؟!راح اتجوز عليا وقهرني …اتهمني اني ست فاشلة ..فقوليلي ليه احارب عشان شخص زي كده …
انسابت دموعها فمسحتها بقوة أوجعت عينيها وقالت:
-خلاص يا تقى أنا قررت من النهاردة مش هحارب عشان حد لا هو ولا غيره …اللي هيمشيلي خطوة همشيله خطوة غير كده لا …دلوقتي أنا هحارب عشان بناتي وبس …لكن لا مراد ولا غيره يهموني …خلي هنا تأخده.مبروك عليها …أنا مبقاش يهمني …أنا خلاص خرجته من حياتي للأبد …
-يعني بطلتي تحبيه ؟!
سألتها تقى لتهز رأسها وعينيها تلمعان بإصرار :
-أيوة بطلت احبه …مراد انتهى من حياتي !!
ومن خلف الباب كان مراد يسمع كل كلمة ووجهه شاحب كالأموات …طحن أسنانه بقوة وهو يتجه إلى المطبخ ويلقي الأشياء بغضب …هو يفعل المستحيل لإرضاؤها وهي ترد عليه بتلك الطريقة…
…………..
في الليل …
قبل مراد راس ابنتيه وهما نائمات ثم دثرهما برفق وخرج من الغرفة بهدوء وهو يتجه إلى غرفته هو ومنار …
وجدها تمشط شعرها وتقف أمام المرآة …وقف خلفها وهو ينظر إلي انعكاسها بالمرآة ….هربت هي بنظراتها منه وهي تكمل تمشيط شعرها …
انتهت آخيرا وهي تستدير وتحاول تجاوزه ولكنه أمسك ذراعها وقال :
-انا سمعت كلامك مع تقى …
لم تُخفي صدمتها فأكمل هو والجرح في عينيه :
-صحيح بطلتي تحبيني ؟
رفعت راسها بقوة وقالت:
-أيوة بطلت أحبك ..
شدها من ذراعها حتى التصقت به وقال:
-أنتِ كدابة …
ضحكت بسخرية وقالت:
-ده اللي أنت بتتمناه بس صدقني يا مراد أنا بطلت أحبك …
وكادت أن تبتعد عنه الا أنه حملها على ظهرها وقال؛
-أنا هوريكي دلوقتي أنك بتحبيني …
ثم اتجه بها الى الفراش بينما هي تزعق به وتضربه على ظهره …اسقطها على الفراش وفيه عينيه نية عرفتها فورا !!! نية لجعلها تخضع له …وهي قررت ان تفوز اليوم …لن تجعله يفوز عليها او يخضعها …قررت ان تحارب بقدر ما يمكنها ..
-أنا مش عايزاك مبتفهمش …ابعد عني !!!
صرخت منار وهي تحاول أبعاده عنها بينما يقترب منها أكثر …كانت تختنق …لا تطيق أن يلمسها ولكن مراد أمسك ذراعيها وثبتها على الفراش وهو يقترب منها لتصرخ هي :
-خلي عندك دم قولتلك مش عايزاك ..مش عايزاك …خلي عندك كرامة …لو لمستني غصب عني ده هيبقى اغتصاب …
ابتعد عنها كالملسوع وقال بصدمة :
-اغتصاب !!!!
نهضت و هزت رأسها بقوة ثم قالت:
-أيوة أغتصاب ؟!لاني انا مش عايزاك دلوقتي ..
طحن أسنانه بغضب وقال:
-وعلى ايه تتهميني بالإغتصاب …أنا سايبلك البيت كله اهو …افرحي بيه…وافرحي وأنتِ بتخسري جوزك بإيديك…لما تلاقيني بطلت أحاول معاكي متلوميش الا نفسك وبس !!
…
ثم.ترك المنزل بأكمله وخرج ….
…
توقف برهة وهو يجد هنا أمام شقتها ..نظر إليها بحيرة وقال؛
-بتعملي ايه برا دلوقتي ؟!
-الانبوبة خلصت وانا مبعرفش أغيرها فقولت أعمل شاي على البوتجاز اللي تحت
-ادخلي يا هنا أنا هغيرلك الأنبوبة …
دخلت هي بكل هدوء ودخل خلفها ….
….
بعد قليل كان قد انتهى وقال بعد أن جربها :
-تمام كده انا خلصت ..تصبحي على خير.
وبالفعل كاد أن يذهب إلا أنها أمسكت كفه وقالت:
-لا ميصحش اقعد اشرب معايا شاي …
كاد أن يرفض فقالت بإصرار :
-لو سمحت ..
هز رأسه وخرج بتعب إلى الصالة وجلس على الأريكة …
وضعت هي الآبريق على النار ثم خرجت لتجده جالس بتعب وهو شارد تماما …
جلست بجواره وقالت:
-أخبار منار ايه ؟!
ابتسم ساخراً وهو يقول :
-كويسة أووي أنا اللي مش كويس …
ابتلعت ريقها وهي تنظر إلى ابتسامته الساخرة والتي كانت مدمرة لقلبها
بتردد مدت كفها المرتعش ووضعته على وجنته …نظر إليها بصدمة …ارتعشت ابتسامة على شفتيها وقالت:
-كله هيتصلح يا مراد متقلقش…
حاصرت عينيه عينيها …أنها تذوب …تستلم الآن …قلبها يدوي بعنف داخل صدرها…يصرخ بإسمه فقط …انها ترفع رآية الاستسلام …قلبها يعلن عصيانه على اوامر عقلها ويصرخ بحبه!!…لم تفكر مرتين وهي تقترب أكثر منه و…
يتبع…
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الرابعة عشر
الفصل الرابع عشر (ضيف جديد)
والغيرة تفعل بي الأفاعيل…انها تقتلني
……
صوت الأبريق جعله يبتعد عنها قبل ان تقبله وقال بتوتر :
-الشاي يا هنا …
ابتعد بإرتباك وقالت :
-اسفة …
ثم بسرعة اتجهت إلى المطبخ وهي تضع كفها على قلبها الذي يدوي بعنف داخل صدرها…ماذا تفعل هل جُنت؟! …
اتجهت إلى الأبريق ثم وضعت الشاي به وأطفأته …
…
كان مراد ما زال واقفا بجوار الأريكة يشعر انه مشتت للغاية …هنا تستلم له ورغم هذا ما زال غير شاعراً بالرضا …ما زالت كلمات منار تدوي في عقله بقوة …
جلس على الأريكة وهو غاضب من نفسه …لماذا يفكر بها …هي من الاساس لا تريده ولا تحبه ..
ولكن هناك هنا التي يبدو ان هناك مشاعر تولدت بداخلها نحوه …وهو أيضا يحبها …يجب ألا ينسى هذا …صحيح أهملها مؤخرا بسبب منار ولكن هذا لن يحدث مجددا …فمنار لا تهتم به وهو لن يهتم بها !!!انتهى الأمر …
قاطع شروده.خروج هنا وهي تحمل صينية الشاي …
كانت مبتسمة وهي تقترب منه وتقول :
-اتفضل الشاي..
همس.شاكرا وهو يمسك كوبه ولكن لم يخف شروده …كلما قال انه لن يفكر بمنار يجد أفكاره تنزلق نحوها …
وضع كوب الشاي على المنضدة بجواره وهو يدعك عينيه بتعب ….
وضعت هي الكوب على الصينية وقالت:
-مالك يا مراد ؟!
-تعبان …حاسس ان الدنيا مسدودة في وشي …مفروض اكون فرحان بس مش حاسس بالفرحة …معرفش ليه.حاسس بحاجة تقيلة على قلبي يا هنا …تقيلة اووي…
وضعت كفها بتردد على كفه وقالت :
-متفكرش كتير ربنا هيحلها من عنده …
-اتمنى ..
تنهد.وهو يقولها ثم أمسك كوب الشاي الخاص به وشربه.دفعه واحدة شاعرا بألم غريب في صدره …
ثم نهض وقال :
-شكرا على الشاي …تصبحي على خير ..
نهضت هي معه بسرعة لكي تمنعه الا ان الشاي انسكب على يديها لتصرخ بألم …أمسك مراد منها كوب الشاي بسرعة ثم وضعه على المنضدة وهو يجذبها من كفها ويذهب الى الحمام …فتح الصنبور ووضع كفها تحت الماء …
أغلق الصنبور ثم جفف يدها برفق وقال:
-حاسة بحاجة لسه بتوجعك ….
-لا ..
قالتها بشرود وهي تنظر إليه …تعانقت نظراتهما للحظات …بحث مراد في عينيها عن النفور فلم يجد …وجد الترحيب بهما ولكن لا يعرف لماذا لم يتخذ.هو الخطوة الأولى …ظل واقفا وهو ينظر إليها …
هي من أتخذت الخطوة الأولى ..اقتربت منه وهي تقبله بلطف …وقد أشهرت رأية استسلامها !!!
…….
بعد ساعة تقريبا …
كانت تقف أسفل صنبور المياة والدموع تنساب من عينيها …تشعر بألم طفيف في قلبها….تشعر انها خائنة …هي من اقتربت الآن منه …هي من سلمته كل شئ ….
أغمضت عينيها بعنف وهي تتذكر همساتها له وهو يبثها حبه ..
…
فلاش باك
-مراد ..أنا بحبك…بحبك ..
رفع وجهه عنها وابتسم لها وقال:
-وأنا بحبك كمان …
باك …
وضعت كفها على وجهها وهي تشهق بالبكاء …كيف احبته بهذا الجنون…كيف …
…….
في الخارج ..
كان مراد جالس على الفراش …لقد اعترفت له بالحب …شئ اراده منذ زمن …ولكنه لا يشعر بالسعادة الغامرة…صحيح سعيد ولكنها سعادة باهتة ..ما زال اعتراف منار يخنقه …ما زال يتذكر كيف كانت عينيها صادقة وهي تنطق بالكلمة هل صحيح توقفت عن حبه ؟!وان حدث لماذا هو غاضب بتلك الطريقة ..لماذا هو مقهور ؟!هو لا يحبها …أجل لا يحبها !!!
…
خرجت هنا من الحمام وهي تلف منشفة حول جسدها ووقفت امام المرآة ….
نظر مراد إليها بصدمة وقال:
-ايه اللي على كتفك ده ؟!
نهض واقترب منها وهو يضع يده على كتفها الذي عليه علامة حرق كبيرة …كيف لم يراها من قبل …انها واضحة …لم تكن هناك علامة حرق فقط بل آثار ضرب …
-مين عمل فيكي كده و…
-مفيش حد أنا وقفت ..
قالتها بنبرة مغلقة …كان من الواضح انها لا تريد الحديث …
-علي عمل كده.صح ؟!
قالها بصدمة وهو يلمس كتفها لتستدير هي وتقول بإنفعال:
-لا مش على أنا قولتلك أني وقعت ؟!
-مالك؟!ليه متعصبة ؟!
قالها بحيرة لترد بقوة :
-عشان اللي بنعمله غلط …غلط في حق علي وحق منار ..
كاد ان يعترض لتكمل هي :
-مش عايزة ده يحصل تاني يا مراد …مش عايزة احب وانجرح تاني …لو سمحت روح من هنا …لو سمحت !!
…..
في اليوم التالي ….
كان مراد قد تجهز لعمله في الحمام بالأسفل وذهب للمطبخ متوقعا وجود والدته الا أنه وجد هنا تعد الفطور …
تجمدت وهي تراه وهرولت لتخرج الا انه وقف بطريقها وقال:
-مش هتبطلي تهربي يعني ؟!
-ابعد يا مراد لو سمحت !!
قالتها هنا بصوت مختنق ..
-قولتي امبارح أنك مش عايزة تحبي وتتجرحي تاني كان قصدك ايه ؟!هو علي جرحك..جرحك صح …كنت عارف ..
انسابت دموعها وقالت:
-ابعد يا مراد..
-اديني فرصة انسيكي كل اللي عمله اخويا فيكي …اديني فرصة أحبك !!
قالها مراد وهو يقترب من هنا ..يعانق وجهها وهو ينظر إليها بعاطفة كبير …لقد أصبح أسير لعينيها…لقد تملكته كما لم تتملكه أمرأة من قبل ….
انفجرت الدموع من عيني هنا وهي تحاول ابعاده عنها بينما تقول بإختناق:
-ابعد يا مراد ميصحش منار لو شافتنا هتز….
-ميهمنيش …سمعتي ميهمنيش …أنتِ مراتي زيها بالضبط وليكي نفس الحقوق…وقلبي ملكك يا هنا ..ملكك من زمان …
وضع جبينه على جبينها وقال:
-كنت كاره نفسي وانا بفكر فيكي ومش قادر انساكِ … بس جات الفرصة وبقيتي ملكي خلاص …أنا بحبك انتِ يا هنا ..بحبك انتِ وبس …
ثم اقترب أكثر منها وقبلها بكل الشوق الذي يعتمل قلبه ….
فجأة انفصل عنها وهو يسمع شهقة قوية …نظر الى منار التي كانت تقف امامهما والدموع تغرق وجهها …لقد قتلها مراد للتو!…قتلها مجددا …استدارت وهي تبتعد عنهما وتغادر ….
-ارتاحت قولتلك هتشوفنا ..
قالتها هنا وهي تبكي بينما كان مراد.ينظر الى أثر منار وهو يشعر بالإختناق ….لا يعرف لماذا قال هذا الكلام لهنا …لقد كذب…هو يهتم بمنار …يهتم بحزنها …يتألم وهي تتألم …
ذهب مراد خلف منار ….
مسحت هنا دموعها وهي تجده يغادر …..ابتلعت ريقها والغيرة تضربها مجدداً…أمسكت شعرها..لابد انها مجنونة ..كيف تشعر بتلك المشاعر دفعه واحدة …كيف !!!
…….
ولجت منار الى منزلها وهي تتنفس بعنف بينما تمسح دموعها وتقول:
-ميهمنيش …ميهمنيش
-منار ..
قالها مراد لاهثا وهو يلج للمنزل…
نظرت إليه بعنف فأقترب منها وقال:
-اللي سمعتيه ده
-ميهمنيش …سمعتني ميهمنيش خالص …تحبها متحبهاش خلاص أنا قولتلك رميت طوبتك …أنتوا الاتنين تستاهلوا بعض حقيقي يعني …
ثم كادت أن تتركه وتخرج الا انه امسك كفها وقال بقوة :
-أنتِ كدابة …أنتِ بتحبيني …بتغيري عليا وده باين من دموعك ….
دفعته وهي تقول بقوة :
-دموعي دي لاني ضيعت حياتي مع انسان زيك بس خلاص يا مراد انت انتهيت من حياتي…مبروك عليك هنا …أما أنا أقسم بالله من النهاردة هتشوف مني وش تاني مش هيعجبك.أبداً …
شدها إليه بقوة وقال؛
-ده كله كلام …يومين وهترجعي تحني تاني ..او ممكن تحني.دلوقتي ..
قال كلمته الأخيرة وهو يقترب منها بوجهه فرفعت هي كعبها العالي التي ترتديه وغرسته في قدمه …
-آه ..
تأوه بألم ثم دفعته حتى اصطدم رأسه بالحائط ووقع بالأرض وخرجت من الشقة مسرعة
وضع مراد كفه على رأسه وقال:
-اه يا بنت المجانين ؟!
……
كانت منار متجهة الى خارج المنزل وهي تمسك كفي طفلتيها عندما توقفت هنا امامها وقالت بخفوت:
-ممكن نتكلم …
-لا ..
قالتها منار وهي تزيحها بخشونة من طريقها …وتخرج…
…………
بعد عدة ساعات ….
كان قد انتهى دوام عمله ونهض مسرعا …قرر الذهاب لحضانة بناته…فقد اقترب انتهاء دوام الحضانة فقرر ان يصنع مفاجأة لهما ولزوجته لعلها ترضى عنه ….
……
كانت منار مبتسمة وهي تمسك كفي ابنتيها …لقد أعجبها هذا المكان …سعدت وهي ترى تفاعل ابنتيها مع الأطفال الآخرين …
كادت أن تستقل سيارة أجرة الا ان صوت تقى الذي برز أوقفها …نظرت بحيرة لتجد تقى تقترب منها وهي معها شاب وسيم بعيني زرقاء كالزمرد …
-بتعملي ايه هنا ؟!
قالتها منار بحيرة فابتسمت هنا وقالت :
-مستنية السمسار …ابن عمي عايز يأجر عيادة ليه هنا وبيدور على مكان مناسب …أه صحيح ..
قالت جملتها الأخيرة وهي تضع كفها على رأسها وقالت وهي تشير الى الشاب الذي بجوارها وقالت:
-ده يونس الرواي ابن عمي …دكتور وعايش معظم حياته في الأمارات بس قرر يستقر ويفتح عيادة ليه هنا ….ودي يا يونس منار قريبتي من ناحية ماما ..امي تبقى قريبة مامتها
ابتسمت منار مجاملة له وقالت :
-تشرفنا يا أستاذ يونس ..
مد يونس.كفه وقال:
-الشرف ليا ..
صافحته وهي تبتسم له بلباقة ….ومن مكان قريب كان مراد يقف والنيران تندلع من عينيه…
-ده نهار ابوك اسود يا اصفر انت …
ثم اتجه مسرعا إليه وقال:
-وماسك ايد مراتي كمان!!
لم يفهم يونس أي شئ ولكمة تتجه الى عينيه بقوة البرق!!!
-مراد!!
صرخت منار بفزع!!
يتبع….
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الخامسة عشر
الفصل الخامس عشر (غيرته )…
وأنا أرغب في قتل كل من ينظر إليكِ
………….
-بس …بس خلاص يا مراد !!!
قالتها منار وعينيها مغمورة بدموع الغضب تحاول ابعاده عن يونس …استطاع يونس امساك كفه ثم دفعه وصرخ والدماء تسيل من فمه :
-انت اتجننت ولا ايه ؟!….
-أنت ماسك ايد مراتي ….مراتي أنا …
صرخ مراد وهو يقترب منه مرة آخرى الا.ان منار وقفت أمامه وهي تصرخ بوجهه :
-كفاية …كفاية يا مراد …بطل جنان …..
نظر إليها بأعين متسعة من الغضب ….كانت النيران تندلع من عينيه …جل ما أراد فعله الآن هو أن يخنقها …كانت قلبه يحترق …الغيرة فعلت به الأفاعيل ….
قبض على كفها وقال وهو يطحن أسنانه :
-تعالي معايا يالا …
ثم أشار لأبنتيه أن يركبا سيارته ….اطاعتا امره فورا ثم سحب زوجته خلفه والشياطين تتلاعب بعقله ….
-حقك عليا أنا يا يونس …
قالتها تقى وهي تلمس وجهه بهلع …
ربت على كفها وقال :
-محصلش حاجة يا تقى ..خلاص كفاية دراما الناس بقت بتبص علينا …
ابتسمت تقى بإعتذار وابتعدت عنه فقال هو :
-مين المجنون ده ؟!
-ده جوز منار يا يونس …
-بس غيور بشكل اوفر باين عليه مهووس بيها .
قالها يونس وهو يمسك الدماء من فمه لتتوقف تقى فجأة وتنظر إليه بإبتسامة متسعة وقد تألقت عينيها بخبث …عبس يونس وقال:
-أنتِ بتبصيلي كده ليه؟!ايه اللي في عقلك أنطقي !!
-هقولك .
………..
بعد قليل كان قد وصل للمنزل وهو يجر منار خلفه بينما هي تصرخ :
-سيب ايدي …سيبها يا بني آدم أنت !!!
كانت غاضبة وهي تحاول سحب كفها من يده إلا أنه لم يسمح له وهو يجذبها.بجنون خلفه ..
-مراد ابني فيه ايه ؟!
ولكن لم يكن هناك أي رد ومنار تصرخ بمراد ..
-قولي يا مراد فيه ايه يا بني ؟!!
قالتها والدته وهي تراه يجر منار خلفه …لكن مراد لم يرد على والدته بل استمر في سحب منار خلفه والتي كانت تصرخ به ….
كانت هنا تراقب الموقف وهي تشعر بالإختناق …تراه كيف يتمسك بها …
-أمي خلي البنات معاكِ هنا!!
قالها مراد وهو يضع قدمه على اول الدرج …
هزت صابرين رأسها بسرعة وهي تأخذ الفتيات وتذهب بهما إلى غرفتها …
-انا مش عايزة اطلع معاك …مش عايزة اتكلم هي عافية …
كانت منار تصرخ به وهي تمسك حاجز الدرج ولا تسمح له أن يسحبها للأعلى …..
-لا هتيجي…
قالها بعنف ثم حملها على ظهره لتزعق به وهي تضرب ظهره ..
-مراد نزلني يا مراد …بطل ام جنانك ده …مراااد بقولك نزلني …
ولكنه لم يستمع إليها وهو يصعد لشقتهم ….
وضعت هنا كفها على صدرها وهي تتنفس بعنف …تشعر بالإختناق وأنها سوف تموت …الغيرة تمزق قلبها …
ايه اللي بيحصلي …ايه اللي بيحصلي ؟!
قالتها والدموع تطفر من عينيها …ما هذا الشعور الذي يسيطر على قلبها …كيف يمكنها أن تغار في هذا الموقف …لقد دمرت بيدها حياة منار ومراد والان تغير على مراد من زوجته …هل هي مجنونة ..ولكنها تحبه …نعم هي أحبت مراد …أحبت الطريقة التي يعاملها بها …لم يحترمها أحد مثله ….لقد تمنت كثيرا أن يحترمها علي ويقدر ما تفعله من اجله ولكنه ابدا لم يحترمها …لم يفعل هذا …لم تحصل على الاحترام الا من مراد فقط …مسحت دموعها التي غمرت وجهها ثم أكملت أعمال المنزل …لم تكن تريد لمراد ان يتضايق منها ….
…..
-اللي انت بتعمله ده اسمه هبل …هبل يا مراد !!
صرخت منار وهي تضربه على ظهره بقوة والتي كان واضح أن أحدي ضرباتها لم يتحملها هو فأنزلها أرضاً وتأوه …
نظرت إليه والغضب يعصف بعينيها وصرخت :
-ايه اللي أنت بتعمله ده ؟؟
جذبها من ذراعها حتى ألصقها به وقال ونيران الغيرة تندلع من عينيه:
-مين ده ؟!. انطقي يا منار متخلنيش اتجنن
دفعت يده عنها وقالت :
-ده ابن عم تقى …وكنت بسلم عليه عادي ايه خربت الدنيا !!!
-اه خربت. ..أنتِ مراتي أنا وانا مش هقبل بالتصرفات دي …
عبست وقالت:
-تصرفات ايه اللي انت بتتكلم عليها …أنا سلمت على الراجل عادي …انت اللي ضربته و عملت مشكلة من ولا حاجة…
جذبها من كتفيه إليه وقال بصوت مرتعش:
-متعمليش.كده تاني …متسلميش عليه تاني !!!
كانت حالته غريبة …كانت لا تفهم ماذا به …لما كل هذا الغضب ….
ابتعد مراد عنها وخرج من المنزل قبل أن يتهور أكثر ويخبرها بجميع ما يشعر به …هل يخبرها أن الغيرة الآن تقتله …هو لم يغار بتلك الطريقة على أحد حتى هنا!!
-مراد..
توقف فجأة وهو يسمع هنا تهتف بإسمه نظر إليها ليجدها تقف على بابا الشقة المقابلة ..
-خير ..
-أنت كويس فيه مشكلة ولا حاجة …
-لا مفيش.
قالها بإقتضاب ثم غادر …..
احتشدت الدموع بعينيها وهي تشعر بالإختناق أكثر …
……….
مر يومين …كانت هنا قد افتقدت اهتمام مراد بها تماما …شعرت أن اهتمامه وجداله مع منار قد زاد عن الحد …تشعر أن منار الآن شغلته عنها ..كان يجب أن تسعد بهذا ولكن لا هي تحترق من الداخل …تبحث عن اللهفة بعينيه ولا تجده …حتى أنه توقف عن لمسها بشكل نهائي …عندما يأتي عندها ينام على الأريكة بتعب وهو شاخص عينيه للأعلى …حاولت كثيرا أن تتقرب منه ولكنه يتحجج
ولكن اليوم قررت أن تبادر هي …هو يحبها ..تعرف هذا ومتأكدة منه …فقط يحتاج للتشجيع …أقرت بهذا وهي تقف أمام المرآة وتضع احمر الشفاه القاني على شفتيها بينما تسدل شعرها الأشقر الطويل التي قامت بصبغه اليوم وللدهشة كان يناسبها كثيرا …وضعت الكحل بعينيها الواسعة ثم تراجعت وهي تنظر إلى نفسها بسعادة…الآن تبقى اصعب شئ وهو أن تخلع هذا الروب عنها لتظهر الغلالة الحمراء التي ترتديه والتى كانت بلا أكمام نهائيا مظهرة الحرق الذي على كتفها وآثار الضرب …ابتلعت ريقها وارادت أن تغطي كتفها ولكنها ضغطت على نفسها وخرجت إلى الصالة وهي بتلك الهيئة …ثم جلست على مقعد طاولة الطعام وهي تنتظره …
دقائق وكان قد أتى …ولج للمنزل بتعب ووجدها تنتظره بتلك الهيئة ….
-مساء الخير …
قالها ببهوت وهو يتجه إلى اريكته المعتادة ويتسطح عليها …
عبست هنا وهي تشعر ان هناك شئ خاطئ لذلك اقتربت منه وقالت:
-فيه ايه يا مراد …فيه مشكلة ولا حاجة …
نظر مراد إليها وقال:
-معلش يا هنا تعبان النهاردة تصبحي على خير!!!
وبالفعل أغمض عينيه وهو يغرق بالنوم تاركا إياها تذرف الدموع …
في اليوم التالي ….
تجهزت منار لتوصل فتياتها إلى الحضانة قابلت مراد وهي في طريقها للخارج
-صباح الخير …
قالها مبتسما وهو يقبل وجنة منار بلطف …
نظرت إليه بصدمة فمراد لم يتودد لها أمام عائلته ابدا …كانت هنا تقف اعلى الدرج تراقبهما وهي تمسك الحاجز بقوة والدموع تغمر عينيها…
حمل مراد ابنتيه وهو يقبلهما ويشاكسهما وقال :
-ايه رايكم بعد الحضانة نطلع كلنا سوا …
-هنروح فين يا بابي ..
قالتها ملك بفضول ليقبل مراد وجنتها ويقول :
-هنروح الملاهي ..
-هيييه …
قالتها ملك وماسة في وقت واحد…
نظر مراد الى منار المنغلقة على نفسها وقال :
-انا هوصلكم يالا …
ثم جذب كفها ممسكاً إياها بعد أن أنزل الفتاتين …
زفرت منار بضيق ولكنها لم تعارض من أجل السعادة التي رأتها في عيني طفلتيها ثم خرجا من المنزل كأسرة واحدة سعيدة …أسرة لم تكن لهنا مكان بينهما …ضربت على الحاجز بغضب ودموعها تطفر بقوة ثم استدارت مسرعة لتركض إلى منزلها ولكن صوت حماتها أوقفها وهي تقول :
-يالا يا هنا يا حبيبتي عشان شغل البيت بالكوم النهاردة مش هتبقي أنتِ ومنار عليا !!
……
خرج مراد وعائلته من باب المنزل وما كاد أن يخطو خطوة حتى وجد أمامه يونس وتقى !!!!
-أنت بتعمل ايه هنا؟!!ده انا هكسر ايديك المرة دي !!
قالها مراد وقد برزت عروقه بفعل الغيرة …
يتبع….
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا