رواية ثأر الحب الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم زينب سعيد القاضي كامله
رواية ثأر الحب الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم زينب سعيد القاضي كامله
الفصل السادس
إبتسم يوسف ساخراً وعقب:
-ومن أمتي أبوك بيقتنع بحاجة ولا بيعجبه حاجة أصلاً من الأساس يا عامر ؟
تحدث عامر بإحراج:
-بس يا يوسف بردوا لازم تراضيه علي الأقل هو أنت أه كبير العيلة بس مش هتكبر علي عمك يعني.
رفع يوسف حاجبيها مستنكراً وإبتسامة ساخرة أنزوت علي فمه وهتف :
-أنا مكبرتش علي عمي بس هو إلي دائماً بيحب يصغر نفسه ويقلل من قيمته نهض يوسف مستئذنا وتمتم البيت بيتك يا طبعا عامر بعد إذنك عندي شغل مهم .
نهض عامر هو الآخر مردداً بإرتباك:
-أتفضل كان الله في العون.
تحرك يوسف وتهاوي عامر علي مقعده مرة آخري وهو يتمتم بكلام غير مفهوم فيوسف معه كل الحق في ما قاله فوالده لم يرتاح إلي إذا أشتعلت النيران ونشبت بين الجميع…..
❈-❈-❈
إنتهي الإفطار الشبه كارثي ونهض شادي متجهاً إلي غرفته لإجراء بعض المكالمات الهاتفية ، كذلك صعدت نورسيل إلي غرفتها أما نايا فظلت بالأسفل برفقة زوجة عمها بعد أنا غادر شريف وعمها من أجل المرور على الأراضي الزراعية.
تطلع إلي زوجة عمها من حين لآخر تود أن تتحدث لكن تصمت مجبرة وهي تري مدي سوء حالتها لاحظت وصفية ذلك ورددت متسائلة:
-خير يا بتي مالك ؟ شكلك رايدة تجولي شئ.
هزت نايا رأسها مؤكدة وتمتمت:
-أيوة يا عمة بصراحة عايزة أتكلم معاكي في حاجة بس محرجة.
ربتت وصفية علي ظهرها بحنان وقالت:
-من ميتي يا بتي وفي بينا حرچ جولي يا بتي إلي رايدة تجوليه .
تنهدت نايا بأسي وهتفت:
-خايفة من نورسيل أو يا عمة حساها مش ناوية علي خير أبدا.
قطبت جبينها بحيرة وأردفت بعدم فهم :
-جصدك أيه يا بتي ؟ مش فاهمة حديتك واصل ؟ خايفة من أيه ؟
إبتلعت نايا ريقها بحذر وأجابت:
-بصراحة نورسيل عايزة تاخد تار شهاب .
أتسعت عين وصفية بصدمة وتمتمت بعدم تصديق :
-تاخد تاره كيف يا بتي ومن مين ؟
نظرت لها بتوجس وقالت:
-عايزة تاخد تارها من يوسف المغربي.
ضربت الآخري علي صدرها بعنف ورددت :
-يا مصيبتي خيتك المچنونة رايدة تاخد تارها من مين من إلي هيبقي چوزها جنت إياك عايزة تترمل ولا عايزاهم يجطعوها لكلاب السكك !
هزت نايا رأسها بحيرة وقالت:
-والله تعبت من الكلام معها حاسة أنها بتخطط لحاجة.
أومأت وصفية برأسها وتمتمت:
-أنا جولت إكده بردوا مش نورسيل إلي توافج بالساهل سبيها يا بتي ومتتحدثيش معاها واصل خلينا نشوف هي رايدة تعمل أيه بلاش نخليها تاخد حذرها منينا وبالتحديد منك أنتي يا بتي لازم نضمن أنها ترچعلك قبل ما تعمل أيتها حاجة فهماني يا بتي ؟
أجابت نايا بقلة حيلة :
-فهماكى يا عمة وربنا يهديكي يا نورسيل يارب.
أمنت الآخري ونهضت نايا مستئذنة بينما ظلت وصفية تندب حظها ألا يكفي وفاة إبنها فلذة كبدها لتلقي نايا قمبلتها الموقوتة التي تجعل حجر يجثم فوق قلبمن من جديد فما تسعي نورسيل إلي فعله سيؤدي بحياة أولادها الآخرين لا محالة….
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
هبط الصغار وركضوا تجاه والدهم وجدتهم التي ضمتهم بحب وظلت تداعبهم ، وبعد قليل ترجلت عهد برفقة عليا بعد أن قامت بإرتداء إسدال الصلاة لمعرفتها بوجود زوج شقيقتها بالأسفل.
تناولوا الإفطار وصعدت عليا مرة آخري إلي غرفتها تغير ملابسها إستعدادا لجولة شرائية من أجل مقتنيات الزفاف ، بينما إستأذن عامر لكي يذهب إلي عمله هو الآخر ويحاول تهدئة والده الثائر كي لا يفعل ما لا يحمد عقباه.
ترجلت بعد نصف الساعة وغادرت برفقة شقيقتها إلي إحدي المولات بينما ظل الصغار برفقة جدتهم.
❈-❈-❈
يقف أمام والده كالطفل المذنب يقوم بتوبيخه وتحذيره كأنه طفل صغير زفر بحنق وألتفت حوله خوفا من يراه أحد من الفلاحين فهم جالسون بإستراحة الأراضي الزراعية ومن الوارد أن يراهم أحد وتسقط هيبته أمامهم عند هذه النقطة ردد بنفاذ صبر:
-يا أبوي بزياداك عاد خلاص أني تعبت جولي عملت أيه عشان ده كلاته ؟ أنا في حالي أهو ومنطجتش بكلمة واصل.
تنهد والده بتهكم وقال:
-حتي لو معملتش يا ولدي شايفها في عينك شايف بحور ملهاش نهاية ونار هتبلعنا كلنا .
ضحك الآخر ساخرا وهتف:
-شايف ده كلاته چوه عيني يا أبوي ؟ ليه شايفني شيطان جدامك يا أبوي ؟
هز سالم رأسه نافيا وأجاب :
-شيطانك عميك يا ولدي فوچ لحالك خسرنا واحد ومش حمل نخسرك أنت كومان توعدني يا ولدي متعملش أي حاچة ؟
هرب من نظرات والده وتمتم:
-يا أبوي مفيش حاچة أطمئن .
صاح سالم بإصرار:
-هتوعدني يا ولدي ؟
زفر بنفاذ صبر وهتف :
-أوعدك يا أبوي.
تنهد سالم براحة وقال:
-الله يرضي عنيك يا ولدي يلا روح شجر علي الارض والعمال.
هز رأسه بإيجاب:
-حاضر يا أبوي بالإذن .
هتف والده بشرود:
-إذنك معاك يا ولدي.
❈-❈-❈
ترك والده وغادر وهو يتمتم بكلام غير مفهوم ألقي نظر علي الفلاحين وجد كل منهم مندمجا بعمله تنهد براحة وأكمل سيره وهو يحيك خطة ماكرة في عقله فهو سيوفي بعهده مع والده لم يفعل شئ بيده إنما سيكتفي بالتخطيط ونورسيل هي من عليها التنفيذ ، إبتسم بدهاء علي ما أهداه إليه عقلة وتوقف يتابع العمال الذين يعملون في الأرض بغرور واضعا يديه بجيب جلبابه ، أثناء متابعته لفت نظره هذا الجسد الأنوثي المتشح بالسواد وتضع نقاب علي وجهها قطب جبينه بحيرة فهل يعمل لديهم منتقبات ؟ هكذا تسأل داخله فهو لم يأتي إلي الأراضي منذ فترة كبيرة كان منشغلاً هو بحدائق الفاكهة وكان شادي هو المسؤل عن الأراضي الزراعية صمت قليلا مفكر أيقن أنها بالتأكيد إمراءة عجوز لم يسعه فضوله أن يبقي واقفا هكذا إتجه إليها مرددا بخشونة لا تليق إلا به :
-أنتِ يا ست تعالي إهنة .
إنقبض قلب الآخري ورفعت رأسها بإرتباك لتتأكد من أنه يناديها هي ولا يقصد غيرها إبتلعت ريقها بصعوبة ما أن وجدت نظراته الحادة مصوبة نحوها حمدت الله بداخلها علي إرتدائها هذا النقاب فهي تكاد تجذم أنه لو رأي معالم وجهها الأن لعلم أنها تخفي شئ ما فاقت من دوامة أفكارها علي صوته يصيح بإسمها مرة آخري تركت ما بيدها وتحركت تجاهه بخطي وئيدة تشعر أنها كالذبيحة التي تصاق لذبحها وقفت أمامه مسلطة أنظارها أرضاً فهي الشئ الوحيد الظاهر منها بإستثناء يديها رددت بخوف إستشعره هو بصوتها : نعم يا سعادة البيه حضرتك عايزنى ؟
صدمة جالية إعترته عندما سمع صوت العذب ألقي نظره سريعة علي يدها أكدت له شكه فهي شابة يافعة ليست عجوز كما كان يظنها .
تحمحم بخشونة وقال:
-أنتِ مين يا بت أنتِ وشغالة إهنه من ميتي ؟
إبتعلت ريقها بتوجس وهتفت:
-من ثلاثة شهور يا سعادة البيه .
قطب جبينه بحيرة وتمتم :
-ثلاثة شهور ؟ أنتِ بت مين في البلد ؟
رفعت رأسها أخيراً لتلتقي خضرة أعينها بسوداوية الآخر الذي ردد بهمس :
-ما شاء الله.
خفضت رأسها سريعا عندما لاحظت تحديقه بها وهتفت بخوف:
-بنت سليمان البدري .
فاق من شروده وهز راسهه بإيجاب فور أن تذكر أمرها :
-أيوة إفتكرت شهاب الله يرحمه كان جال أنه أبوكي تعب وبته هتاچي بداله بس أنتي منتجبة من زمان إياك؟
إمتعض وجهها وظهر عليه إمارات التقزز والإشمئزاز عندما سمعت هتافه بإسم شقيقه ولكن تجاوزت هذا وأجابت بثبات:
-لا يا بيه لسه منتقبة من يومين .
قطب جبينه بحيرة وقال:
-وإشمعني من يومين يعني ؟
زفرت هي بنفاذ صبر وتمتمت:
-أهي إرادة ربنا كده كل حاجة بوقتها .
أماء هو بخفة وتسأل بفضول:
-ونعم بالله طيب وأنتِ إسمك أيه ؟
تنهدت بضيق وهي تلعن الذلة والحاجة للمال إلي أوقعتها بطريق شقيقه سابقا وأوقعتها بطريقه الأن هتفت بنفاذ صبر:
-إسمي حنين.
ردد هو الإسم بتلذذ:
-حنين ماشي يلا يا بت الناس روحي شوفي شغلك ولو أيتها مخلوج دايجك تعالي جوليلي .
هزت هي رأسها بعدم إستيعاب لحديثه وذهبت تكمل عملها وهي تتتفس بسرعة وتشعر بسرعة دقات قلبها تكاد تجزم أنها لو كانت قريبة منه لأستمع إلي دقات قلبها….
أما هو ظل يتأملها بشرود متمتما بإسمها بتلذذ كأته يتذوق طعامه المفضل أو ما شابه …..
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
أنهي مكالماته الهاتفية الخاصة بعمله وتمدد علي الفراش يفكر فيما يجب فعله عندما يعود إلي القاهرة فآول شئ ينبغي فعله هو مقابلة تلك الشمطاء وتقطيع ورقة الزواج العرفي وطي صفحتها من حياته نهائيا لا يريد مقابلتها ولا رؤية وجهها البغيض بعد آخر مشاجرة بينهم يكاد يجذم أنه إذا إستمع إلي حديثها الأهوج مرة أخري سيقتلها لا محالة لكن ما باليد حيلة فيجب أن يطلقها ويغلق صفحتها من حياته قبل أن يقترن إسمه بآخري هو لا يعلم عنها شئ ولا إسمها حتي لكن ستصبح زوجته وليس من شماته الخيانة فهو سيعاملها بما يرضي الله فهي لا دخل لها بتار أو غيره إعتدل في جلسته يفكر فيما سيفعله عند عودته أيضا فعليه أن يقوم بشراء شقة جديدة يبدأ فيها حياته مع زوجة سيتركها شقته القديمة كما هي لكن لن تخطوا زوجته هذه الشقة نهائيا ولن تعلم عنها شئ هذا ما أهداه إليه عقله……
تنهد بوهن ونهض بتثاقل متجها إلي غرفة شادي المجاورة له فتح باب الغرفة ودلف بخطي بطيئة بعد أن غلق الباب خلفه تأمل الغرفة بشرود وهو يشاهد ذوق شقيقه فرغم أنهم توائم متماثل لا يوجد بينهم إختلاف ولكن في الإنطباع والتفكير فشتان بينه وبين شقيقه و جلس علي الفراش يشعر بألم يجثم فوق قلبه فرغم توتر علاقته بشادي ولكنه توائمه أي قلبا واحد بجسدين خانته دمعة عابرة سقطت من عينه متنهدا بأسي ظل يتلمس الفراش بإيدي مرتعشة إلي أن تمدد علي الفراش مستغرقا في نوما عميق..
❈-❈-❈
تقف في الشرفة تتأمل الأراضي الخضراء فهذا أكثر شئ تعشقه هي ودائما ما كان يسخر منها شهاب عند ذكره أهة ألم خرجت منها متنهدة بألم وكالعادة خانتها أعينها وتساقطت عبراتها بغزارة وهي تسترجع ذكرياتها سويا فهو حب طفولتها وفارسها المغوار الذي لم تعشق ولم تحب سواه ما يريحها قليلا أنها ستأخذ تاره من هذا المغرور الذي يخشاه الجميع هي من ستقف أمام هذا الطوفان وتنهيه بيدها لا محالة هذا ما تظنه هي ولكن هل تستطيع نورسيل فعل هذا أم سيكون للقدر رأي آخر ؟
❈-❈-❈
عاد مع والده بعد جولة دامت ساعتين قام بإيقاف السيارة وترجل والده بمساعدته دلفوا إلي داخل المنزل وأوصل والده إلي غرفته كي يستريح قليلا وترجل هو للأسفل وجلس غي الحديقة أسفل إحدي الشجيرات شاردا في تلك الجنية ذات العين الخضراء التي ظهرت أمامه فجأة لا يدري لما إنجذب لها هكذا ، فهو طوال حياته لم تجذبه أي إمراءة قط حتي أنه لم يفكر في الزواج حتي رغم أن والدته عرضت عليها العديد الفتيات الفاتنات ذو الحسب والنسب وكان رده دائما بالرفض ، لكن الأن جاءت هذه من حيث لا يحتسب وآخذت جزء من تفكيره تنهد بحيرة من أمره ومسح علي وجهه يحاول تهدأة عقله الثائر وهو في قرارة نفسه عن البحث خلفها ومعرفة قصة هذه الفتاة الغامضة بالنسبة له…..
❈-❈-❈
تتمدد علي فراشها بوهن فهي لا طاقة لها أن تتحدث مع نورسيل الأن فهي علي يقين أن شقيقتها لا تنصت لها فستتركها كما أخبرتها زوجة عمها حتي يستطيعوا معرفة ما تخططت له فنورسيل أضعف مما تقول تنهدت بحسرة علي شقيقتها الحمقاء التي ستؤدي بحالها في التهلكة من أجل هذا الخقير شهاب ليتها تعلم حقيقته وقتها ستعلم أن الله أنچاها من أن تكون أسيرة مخادع مثله ، حاولت كثيرا إثنائها عن حبه ولكن دائما ما كانت تصم أذنها ولا تستمع لها أغمضت عينها محاولة منع هذه الذكري المؤلمة من مداهمة عقلها مرة آخري……..
❈-❈-❈
إستيقظ بفزع وهو ينظر حوله ووجهه يتصبب عرقا جلس علي الفراش وهو يتنفس بسرعة تطلع حوله وجد نفسه مازال نائما بغرفة شقيقه نهض سريعا عائدا لغرفته وآول شئ فعله دلف إلي المرحاض سريعا ووقف أسفل المياه الباردة غير عابئا بملابسه التي إبتلت بالكامل إستند علي الجدار خلفه وهو يتذكر الكابوس البشع الذي راوده فهو قد رأي جسد شقيقه الراحل يحترق بالنيران ويصيح به كي ينجده أغمض عينه بالم وغادر المرحاض متجها الي الخارج وقام بتغيير ملابسه سريعا عازما علي السفر اليوم فهو لم يظل دقيقة واحدة بهذا المنزل كل ما يريده أن يفر هاربا منه لأ أكثر…
❈-❈-❈
أنهي إرتداء ملابسه وآخذ أغراضه وإتجه الى الأسفل وجد والديه جالسون إقترب منهم مرددا بأسف:
-معلش يا أبوي لازم أمشي دلوجتي.
نهضت والده تضمه بحزن وقالت:
-ليه يا ولدي مش جولت بكره خليك معانا لحد بكره أشبع منيك يا ولدي .
ضمها بحب مربتا علي ظهرها بحنان وتمتم:
-غصب عني يا أماي عندي شغل مهم ميستناش لبكره واصل.
هزت رأسها بحزن وقالت:
-ماشي يا ولدي بس متتأخرش عني .
إبتعد عنها مقبلا كلتا يديها بحب وقال:
-حاضر يا أماي هخلص شغلي وأظبط أموري وهاچي طوالي.
ربتت علي ظهره بحنان وهتفت:
-حضر ليك الخير يا ولدي.
إتجه إلي والده الجالس بصمت قبل يده وأردف معتذر :
-معلش يا أبوي مش بيدي .
ربت علي كتفه بحنان وتمتم:
-ولا يهمك يا ولدي خد بالك من حالك ومتتاخرش علينا.
إبتسم بهدوء وقال:
-ماشي يا أبوي ، نظر حوله وأردف بتساؤل:
شريف فين دلوجت وبنات عمي ؟
هتف والده بتوضيح:
-شريف في الچنينة والبنات بأوضهم.
أماء رأسه بتفهم وقال:
-تمام سلملي علي بنات عمي وأنا هسلم علي خيي وأنا خارچ.
أومئ له والديه وألقي عليهم السلام وغادر متجها إلي الخارج وجد شقيقه يجلس أسفل إحدي الشجيرات إقترب منه جلس جواره تحدث معه قليلا وأخبره أنه يجب أن يسافر من أجل عمل طارئ رغم إعتراض شريف لكن لم يستطيع منعه ودعه وسافر شادي الي القاهرة بينما نهض شادي ودلف إلي الداخل يجلس برفقة والديه…...
❈-❈-❈
يجلس علي مقعده الوتير يتحرك به يميناً ويساراً وبيده قلمه يطرق به علي مكتبه طرق الباب ودلف أحد رجاله .
إعتدل في جلسته مردداً بتساؤل :
-ها يا حسين عملت أيه عرفت كل حاجة عنه ؟
حسين………
الفصل السابع
أنصت يوسف إليه بإهتمام وعقب :
-ها عرفت حاجة يا حسين ؟
تطلع حسين إلي رئيسه بتوجس وقال:
-سألت عنه يا باشا شادي سالم الشافعي ٢٨سنة خريج كلية الهندسة جامعة القاهرة من وقت ما أتخرج فتح شركة عقارات هو وأتنين من زمايله وبعد سنتين أختلف معاهم وفتح شركة خاصة به هو وبقاله أربع سنين دلوقتي وليه إسم معروف وسمعت أنه مسافرش الصعيد لأهله من خمس سنين وأكتر كان بيجي يزوره والده ووالدته وأخوه الكبير.
قطب يوسف جبينه بحيرة وهتف :
-طيب وشهاب توأمه ؟
رفع الآخر كتفيه بحيرة وأجاب:
-لا يا باشا مفيش أي حاجة عنه بس في حاجة عرفتها كمان غريبة أوي .
نظر له يوسف بتركيز وأردف متسائلاً:
-هو كان متجوز بعد ما أتخرج علي طول من وراه أهله يعني من حوالي ٦سنين كانت واحدة زميلته مكانش حد يعرف غير صحابه وتوأمه شهاب أنفصلوا بعدها بسنة والبنت دي سابت البلد وسافرت ومن وقتها شهاب أختفي تمام ومبقاش يجي يزور أخوه .
هز يوسف رأسه بعدم إستيعاب وهتف :
-يعني كان متجوز ؟ طيب نظامه أيه أخلاقه ؟
أجاب حسين علي الفور :
-بصراحة كله شهد بأخلاقه يا باشا هو بس البنت إلي كانت متجوزها وطلقها دي هو إلي مريب شوية بس ممكن عشان كانت متحررة شوية مكانتش محجبة وأهلها منفصلين وكانت عايشة لوحدها يمكن ده سبب أنه كان مخبي علي أهله .
هز يوسف رأسه بتفهم وقال:
-تمام يا حسن روح أنت شغلك.
أومئ حسن لرئيسه علي الفور بإحترام وغادر المكتب ، بينما أرجع يوسف ظهره إلي الخلف مداعبا ذقنه بخفة يفكر في ما قاله حسن……
❈-❈-❈
دلف إلي شقته بعد أن عاد من رحلته الطويلة من الصعيد وضع أغراضه على الطاولة الصغيرة التي أمامه وتمدد علي الأريكة بإهمال واضعا يده اليسري أسفل رأسه متنهدا بوهن ظل علي وضعه بعد الوقت إلي أن إعتدل في جلسته وأخرج الهاتف من جيبه وقام بطلب إحدي الأرقام ووضع الهاتف علي أذنه ثوان وفتح الخط أجاب بخشونة:
-نصف ساعة وتكوني قدامي لم ينتظر حتي يستمع إلي الجواب إنما أغلق الهاتف بوجه الآخري وألقي هاتفه علي الطاولة بإهمال وتمدد مرة آخري فيما عليه فعله الأن….
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
فاق من شروده علي صوت شقيقه إعتدل في جلسته مرددا بتساؤل:
-بتقول أيه يا عدي ؟
غمز عدي بإحدي عينيه بخفة وقال:
-أيه يا چو سرحان في العروسة من دلوقتي ؟
رمقه يوسف محذراً وهتف:
-أنطق قول عايز أيه لتطلع بره وتقفل الباب وراك مش فاضي للهزار بتاعك.
تحدث عدي بتراجع :
-خلاص يا كبير متزعلش نفسك كنت عايزك عشان ملف آخر صفقة .
قطب الآخر جبينه وتمتم متسائلاً:
-ماله ؟
مط عدي شفتيه بخيرة وغمغم :
-أنت ليه سحبت الملف ؟ دي خسارة لينا !
أومأ يوسف بتفهم وأردف :
-لا مش خسارة لينا ولا حاجة بس عمك كان عايز الصفقة دي فسبتها ليه مش ناقص وجع دماغه.
زفر عدي بحنق وقال:
-عمك ده أنا مش فاهم الصراحة هو عايز أيه ؟
إبتسم يوسف ساخراً وهتف:
-عمك يا حبيبي ده دماغ لوحده صعب تفهم هو بيفكر في أيه أو عايز أيه .
حك عدي ذقنه بخفة وأماء مؤيداً :
-عندك حق في دي المهم هتعمل فرح ؟
قطب يوسف جبينه بإستنكار :
-فرح ؟ أكيد لا طبعاً هيتعمل دبايح في البلد وهنأكل الناس وأجيب العروسة ونرجع ده النظام .
أجاب عدي متفهما وعقب:
-طيب أنت مش هتشوف العروسة ولا عهد هتشوف العريس غير يوم الفرح ؟ المفروض أن العادات دي تكون بطلت من زمان .
هز يوسف رأسه بيأس وقال:
-مش بالظبط بس الجوازة دي غير عشان التار فبيبقي النظام فيها مختلف صحيح أنا مسافر الصعيد بكره .
رفع عدي حاجبيها بحيرة وهتف:
-هتسافر ليه ؟
إبتسم يوسف بتهكم وتمتم :
-هروح أودي للعروسة مهرها والشبكة.
هتف عدي بلهفة:
-عايز أجي معاك .
تطلع له بعدم إستيعاب وقال:
-عايز تيجي معايا ليه ؟
ردد عدي بإصرار:
-أولاً مش هسيبك تروح هناك لوحدك ثانيا عشان أشوف إلي هتيجوز عهد ده .
تنهد يوسف واردف معقباً:
-تمام مفيش مشكلة بس بلاش عمك ولا عامر يعرفوا مش ناقصين وجع دماغ.
أماء الآخر برأسه مؤيداً……
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
فتحت باب الشقة بلهفة ودلفت وعلي وجهها إبتسامة عريضة فهي قد جاءت بناءً علي رغبته لم تصدق نفسها عندما رن هاتفها بإسمه رغم أنه ألقي كلامه دفعة واحدة وأغلق الهاتف بوجهها إلا أنه بالتأكيد سيكون سامحها لا محالة أغلقت الباب ووجدته متمددا علي الأريكة ويبدو أنه ذهب في ثبات عميق إقتربت منه بلهفة وجلست أمامه تتأمل ملامح وجهه الجذابة التي عشقتها علي ظهر قلب جلست أرضاً جواره ورفعت يدها تتحس ذقنه النامية برفق وهي تتأمل ملامح وجهه بعشق ولكن قبل أن تلمس وجهه إنتفض هو علي الفور عندما شعر بها وقام بإمساك يدها وأبعدها علي الفور بإشمئزاز نهضت هي بعد ترك يدها وإعتدل هو بجلسته وهو ينظر لها بإستحقار.
تحدثت هي بلهفة:
-وحشتني أوي يا حبيبي إقتربت منه كي تضمه .
رفع هو يده محذراً وقال:
-خليكي بعيد .
نظرت له بحيرة وهتفت:
-أخليني بعيد هو أنت لسه زعلان مني يا حبيبي ؟
تطلع لها بإستحقار وغمغم:
-أنتي طالق يا نهي .
وضعت يدها علي قلبها مرددة بصدمة :
-أنت بطلقني شادي والله ما كنت أقصد سامحني أنت عارف أني بحبك.
لم يعيرها إنتباه ونهض متجها إلي الغرفة تاركا أياها في صدمتها عاد بعض قليل حاملا ورقتين ألقي إحداهم في وجهها وهتف ده شيك ب١٠٠الف جنيه أصرفيه وقت ما تحبي ودي ورقة الطلاق أخرج القداحة من جيبه وقام بإشعال الورقة أسفل نظرات الآخري المنصدمة.
فاقت من صدمتها ورددت بعدم تصديق :
-أنت بتتكلم جد ؟
إبتسم شادي ساخراً وقال:
-أكيد مش بهزر الورقة وأتحرقت ورميت عليكي يمين الطلاق أتفضلي يلا بره ومش عايز اشوفك تاني.
اقتربت منه سريعاً وهتفت بدموع:
-أنا أسفة يا شادي سامحني والله ما هقول الكلام ده تاني أوعدك وحتي مش هقولك نتجوز عند مأذون متسبنيش.
تراجع إلي الخلف وأردف بصلابة:
-خلاص موضوعنا أنتهي أنسيني وشوفي حالك بعيد عني أتفضلي بره.
نظرت له بخزي وألتفت بظهرها مغادرة الشقة أوقفها صوته الحازم:
-هاتي مفتاح الشقة إلي معاكي.
تطلعت له لثون وألقت المفتاح علي الطاولة بإهمال وغادرت سريعا وهي تجر أذيال الخيبة….
تنهد هو براحة وألقي بحاله علي المقعد خلفه لا يدري ما سر هذه الراحة العجيبة يشعر كان ثقلا كبير قد إنزاح من فوق صدره الأن……
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد أستقل يوسف سيارته برفقة عدي جلسوا بالخلف يتابعون بعض أعمالهم بيننا قاد السائق السيارة وتبعتهم سيارتين من الحرس فور أن غادرت السيارتين الفيلا.
تحدث عدي بفضول:
-أنت ليه مقولتش لماما أننا راحين الصعيد ؟
ألتفت إلي شقيقه مرددا بتوضيح :
-عشان متقلقش أنت عارف والدتك لو عرفت هتقلق علينا وضغطها هيعلي فتجنب ده كله أفضل.
رمقه عدي بإعجاب وقال:
-بصراحة يا چو دماغك دي ألماظ تستحق لقب كبير العيلة بعد بابا بجدارة وبما أننا راحين الصعيد يبقي نروح نزور قبره بالمرة .
أومئ يوسف بتأكيد :
-أكيد طبعا ده شئ أساسي خلينا نكمل شغلنا لسه الطريق طويل.
إبتسم عدي بمرح :
-حاضر يا سيدي نشوف الشغل ما هو أنت كائن بتحب الشغل أكتر من أي حاجة في حياتك مش طالع فرفوش زي.
ضحك يوسف بخفة وقال:
-كفاية واحد بس يا عدي بيه لازم واحد يحب الجد وواحد يحب الهزار مينفعش الأتنين سوا يا قدري .
❈-❈-❈
مع إشراقة شمس يوم جديد نهض شريف مبكراً وإرتدي جلبابه متجها الي الأراضي الزراعية قد يقوم بالمرور عليها اليوم حتي لا يتكاسل العمال ولكنها حجة واهية أقنع نفسه بها فهو علي يقين أن رئيس العمال لا يدع أحدا يتباطئ أو يتكاسل وهذا النظام كان يتبعه شهاب رحمه الله فكان لا يذهب سوي مرة او مرتين بالأسبوع وباقي الأيام يلهو كما يحلو له ، لكنه يريد رؤيته رغم أنه لم يري وجهها لكن بها شئ يجذبه وبشدة أنهي هندمة جلبابة وقام بنثر بعض القطرات من عطره النفاذ وترجل إلي الأسفل وجد والديه جالسين إقترب منهم مردداً الصباح :
-صباح الخير عليكم.
ردد والديه الصباح وهتف والده متسائلاً:
-رايح فين يا ولدي علي الصبح إكده ؟ مش بعادة تصحي بدري .
تحدث شريف بإرتباك:
-ولا حاچة يا أبوي أنا صحيت بدري جولت أدلي علي الاراضي أشجر عليها.
تطلع والده له بحيرة وهتف بإستنكار:
-ليه يا والدي ؟ ما روحت أنا وياك شجرنا عليها عاشية وكل حاجة كويسة.
ردد شريف بإصرار:
-بردوا با ابوي لازم أروح كل شوية المال السايب يعلم السرجة ولا أيه ؟
أومئ والده بحيرة وقال:
-علي جولك يا أبني توكل علي الله ومتعوجش .
أجاب علي الفور:
-حاضر يا أبوي .
هتفت والدته بإهتمام :
-مش هتفطر يا ولدي ؟
هز رأسه نافيا وغمغم:
-لا يا أماي مليش نفس للزاد بالإذن.
أومئت برأسها بحزن:
-علي راحتك يا ولدي.
ألتفت لها زوجها وهتف بحنان:
-متشليش همه يا حاچة شرف مبجاش صغير عشان تخافي عليه .
تنهدت بألم وقالت:
-مش بخاطري يا حچ خايفة عليه هو وخيه خليفة الموت يخطفهم مني زي خيهم الله يرحمه .
أغمض عينه بأسي وغمغم :
-الله يرحمه وينور جبره.
❈-❈-❈
طرقت علي باب غرفة شقيقتها ودلفت وجدتها تجلس علي مقعدها الهزاز إقتربت منها وأردفت بتساؤل :
-سرحانة في أيه ؟
رفعت نورسيل كتفيها باللامبالاة وتمتمت:
-ولا حاجة.
أومئت نايا بعدم تصديق وأردفت بخفة:
-أنا هنزل أقعد شوية في الجنينة تيجي معايا ؟
هزت نورسيل رأسها نافية مغمغمة:
-لأ مش حابة أنزل أنزلي أنتي.
قطبت نايا جبينها بحيرة وعقبت:
-طيب مش هتفطري ؟
مطت الآخري شفتيها بعدم إهتمام وقالت:
-لأ مليش نفس روحي أنتي ألف هنا علي قلبك يا حبيبتي.
هتفت نايا بقلة حيلة :
-تمام علي راحتك أنا في الجنينة تحت لو إحتاجتي حاجة سلام.
ردت نورسيل بعدم إهتمام:
-سلام.
غادرت نايا وعادت نورسيل إلي شرودها مرة آخري…..
❈-❈-❈
وصلت السيارات إلي مقابر عائلة المغربي بالصعيد وترجل يوسف برفقة عدي متجهين إلي مقابر والدهم بعد إعطائهم الأمر للحرس أن يظلوا واقفين بأمكانهم فلا داعي لدلوفهم معهم وإقتحام حرمة المقابر.
وقفوا أمام قبر والدهم ملقين السلام علي أهل المكان أولا:
-السلام عليكم دار قوماً مؤمنين أنتم السابقون ونحن بكم لاحقون.
قرأو الفاتحة إلي والدهم وظلوا أما القبر بضع دقائق وبعدها غادروا متجهين إلي السيارة كي يذهبوا إلي وجهتهم من جديد.
❈-❈-❈
جلست علي الأرجوحة وبيدها مجموعة من الزهور البيضاء فهي تعشق اللون الأبيض بكل شئ ظلت تنظر إلي الزهور بإبتسامة وقامت بإستنشاقها وبعضها أغمضت عينها وهي تحرك الارجوحة بخفة مستمتعة بنسمات الصباح الباردة.
❈-❈-❈
وصل إلي الأرض الزراعية الخاصة بهم وقف قليلا مع رئيس العمال يستعلم منه عن بعض الأمور وعينيه لم تنفك عن البحث عنها إلي أن وجدها أخيرا أنهي حديثه مع رئيس العمال سريعا وإتجه إلي إحدي الأشجار الكبيرة وجلس أسفلها وعينه مثبته عليها وهي تعمل بجسد منهك من الواضح هذه الفتاة ما هي إلي مددلة أبيها وهذا ظاهر للعيان من طريقة عملها ويدها الناعمة التي مازالت تحتفظ برونقها غض بصره سريعاً وهو يستغفر في سره من التحديق بها يبدوا أن مرض والدها هو من أتي بها إلي هنا كي تعمل بدلا منه صمت قليلاً وبداخله خيرة ماذا ستفعل إذا إزداد مرض والده خطورة ولم يعود إلي العمل فوالدها مريض منذ فترة كبيرة وعلي حد علمه راكضا بالفراش لا حول ولا قوة فكيف لهذه المسكينة أن تستمر في هذا العمل الشاق تنهد بحزن لأجلها فقد أشفق علي حالها فشتان بينها وبين من ولدوا وجدوا نفسهم وسط الأراضي الزراعية نهض عازما علي التحدث معها وإخبارها بما أهداه عقله به اقترب منها مرددا بخشونة:
-كيف أبوكي بجي زين ؟
ضغط علي شفتيها بغيظ أسفل نقابها وأستغفرت في سرها قبل أن تعتدل وتردد بنفاذ صبر:
-الحمد لله فضل ونعمة.
أومي بإبتسامة:
-طيب الحمد لله إن شاء الله يبجي زين ويجف علي رچليه من تاني .
أمنت علي دعائه بصمت.
تحدث بحذر :
أنا كنت چاي أعرض عليكي عرض وأتمني إنك توافجي .
جحظت عين الأخري وقد كشف هذا الآخر عن أنيابه مثل آخيه إنتظرت أن تعلم ما يريده منه.
أكمل هو بحذر :
-ايه رأيك تجعدي في بيتك ويوميتك شغالة بدل الشغل والبهدلة.
إبتسمت ساخرة فهو قد أثبت لها ما كانت تريده هو ذئب مفترس يريد أن ينبش بجسدها مثل شقيقه لكن لن يستطيع أو يتجرأ حتي لفعلها تقسم أنها هي من ستقتله هذه المرة.
تطلع هو لصمتها بحيرة وقال:
-وه ساكتة إكده ليه مجولتيش رأيك بحديتي ؟
رفعت حاجبيها بإستحقار وهتفت:
-وأيه المقابل ؟
قطب جبينه بحيرة وأردف متسائلاً:
-مجابل أيه مش فاهم حديتك واصل يا بت الناس أنا كل إلي رايده تبعدي عن الأرض والشجي أنتي مش وش بهدلة ويوميتك واصلة لوجت ما يجوم أبوكي بالسلامة ومش عايز منيكي حاچة واصل .
صدمة أعترتها من حديثه فهو قد أخلف ظنونها تماماً هتفت برفض قاطع:
كتير خيرك يا بيه أنا مش عايزة حاجة بعد إنك أشوف شغلي تركته وعادة تكمل عمله.
بينما وقف هو مكانه يتطلع في آثرها بأسي فهو كان يشفق عليها ولذلك عرض عليها هذا العرض هز رأسه بقلة حيلة فقد فعل ما بوسعه لكن دون فائدة فيبدوا أنها ليست مكافحة فحسب إنما تملك عزة نفس لم تبقي موجودة إلا لدي القليل من البشر الأن فلو كان أحد غيرها لكان وافق علي هذا العرض المغري دون أن تطرق له طرفة عين حتي….
❈-❈-❈
توقفت السيارات أما قصر سالم الشافعي ألتفت يوسف إلي شيقيقه مردداً بأمر :
-أنا هدخل لوحدي وأنت هتفضل هنا في العربية مع الحرس.
هز عدي رأسه نافياً وقال:
-لأ طبعاً مش هسيبك تدخل لوحدك.
رمقه يوسف محذراً وهو يترجل من السيارة:
-قولت تفضل في العربية أنا مضمنش إلي أسمه شريف ده أطمئن ميقدروش يعمله حاجة ليا بس خليك هنا أضمنلك سامع شوية وأرن عليك تدخل.
لم يرد عليه عدي ونظر أمامه بضيق ترجل يوسف من السيارة وحمل العديد من الحقائب بعد أن حمله له السائق إتجه إلي البوابة ووقف أمام الغفير وتحدث بأمر:
-بلغ الحاج سالم أن يوسف المغربي عايزه
أومئ له الغفير وإتجه سريعاً إلي الداخل وما هي إلا دقائق وعاد مرة آخري وبرفقته سالم الذي رحب بيوسف وقاده إلي الداخل.
بينما يجلس عدي في السيارة يراقب الموقف من خلف السيارة وقور أن دلف شقيقه ترجل هو من السيارة ووقف خارجاً مستنداً علي السيارة في إنتظار إتصال شيقه كي يقابل هذا المدعو شادي قلب عينيه علي القصر بملل إلي أن توقف بصره سريعاً وهو يري هذه الفاتنة التي تجلس على الأرجوحة من الخلف السور الحديدي ظل يتطلع إليها إلا وقت لا يعلم مقداره فهو لم يري جمالاً هكذا في السابق عهده ولكن من هي ثوان وجاءت الإجابة التي جعلته يغض بصره سريعاً فبالتأكيد هذه عروس شقيقيه عض علي شفتيه بخجل ووبخ حاله علي فعلته الحمقاء فاق من دوامته علي رنين هاتفه والذي لم يكن سوي يوسف يدعوه للدخول إليه…..
الفصل الثامن
-أتفضل يا والدي أجعد قالها سالم بترحاب بعد أن دلف عدي إلي الداخل وألقي عليه التحية.
جلس عدي جوار شقيقه وهتف بإحترام :
تسلم يا حاج سالم.
إبتسم سالم بهدوء وقال :
-بيتكم يا والدي وتنورنا في أي وجت.
تحدث يوسف بتفهم:
-أكيد طبعا يا شيخ سالم أنا زي ما قولت ليك كنت جاي أنا وعدي في البلد في زيارة وعديت علي حضرتك عشان موضوع مهم وأتمني حضرتك مترفضش.
قطب سالم جبينه بحيرة وهتف:
-خير يا ولدي ؟ رايد أيه مني رجبتي سدادة ومش هتأخر واصل.
أومئ يوسف بإمتنان وغمغم :
-وده العشم يا شيخ سالم .
مد يوسف يده بجيب جاكيت البدلة أخرج منه دفتر الشيكات الخاص به وقام بقطع شيك علي بياض وأخرج قلم مد يده بهم لسالم الذي نظر له بعدم فهم أجاب يوسف بتوضيح :
-ده شيك علي بياض تقدر حضرتك تكتب أي مهر أنت شايفه للعروسة .
رفع سالم حاجبيه مستنكراً وهتف:
-لاه يا والدي ده منيك لعروستك مليش صالح بيها بنتنا هنجهزها ونوصلها لدارك.
تمتم يوسف بإصرار :
-بس يا حاج هي جاية بيتي ومسؤلة مني وده حقها .
غمغم سالم برفض:
مش هيحصل يا ولدي لما تبقي في دارك أعطيها إياهم مليش صالح بده واصل لكن هتخرچ من داري مجهزها زيها زي البنتة كلتها.
هز يوسف راسها وهتف بإصرار:
-طيب خد الشيك وحط المبلغ إلي يناسبها وأدي ليها حطه في حسابها في البنك براحتكم لكن غير كده مش هوافق وشبكتها بإذن الله هتلبسها يوم فرحها ده حقها بينك وبينها.
تنهد سالم بقلة حيلة:
-ماشي يا ولدي زي ما تحب أكتب ليها إلي أنت عايزه.
أومأ يوسف بتفهم وآخذ الشيك مرة آخري وخطي رقم وبعدها تطلع تجاهه مغمغاً بتساؤل :
-هي إسمها أيه ؟
أغمض الآخر عينيه بأسي وهتف:
-نورسيل سليمان الشافعي.
تمتم الآخري الإسم وبعدها دونه ومد له الشيك مرة آخري.
تلقفه منه سالم وهتف بحيرة :
-مليون ؟
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
طرقت باب الغرفة ودلفت وجدت نورسيل تجلس علي المقعد الهزاز نهضت علي الفور عندما وجدتها زوجة عمها قطبت جبينها وهتفت بحيرة :
-خير يا عمة في حاجة ؟
هزت وصفية رأسها بإيجاب وقالت:
-أيوة يا بتي چيت أجولك أن ولد المغربي إهنه .
رفعت الآخري حاجبيها بإستنكار :
-هنا فين ؟
زفرت وصفية بنفاذ صبر وهتفت :
-هيكون إهنه فين يا بتي تحت أكيد مع عمك.
أغمضت نورسيل عينها بغضب وغمغمت :
-وأيه إلي جابه هنا إن شاء الله هو أتجنن ولا أيه ؟
رمقتها زوجة عمها بعتاب وهتفت:
-وه يا بتي ما هو طبيعي ياچي إهنه ولا أنتي ناسية أنه هيبجي چوزك .
عضت الآخري علي شفتيها بغيظ وتمتمت :
-جوازة الشوم والندامة.
إقتربت وصفية منها وأردفت بتحذير :
-أسمعيني يا بتي زين وحطي حديتي حلجة في ودنك شهاب االله يرحمه كان ولدي ويعلم ربنا حزني عليه كيف لكن الراچل ده هيبجي چوزك يا بتي فاهمة يعني أه يعني ولائك الآول والآخير ليه هو يا بتي فهماني .
تطلعت له بضيق ونظرت للجهة الآخري ممتعضة من حديثها.
هزت وصفية رأسها بيأس وغادرت الغرفة وهي تدعو لها بالهداية وصلاح الحال.
❈-❈-❈
هتف يوسف بهدوء:
مش كتير ولا حاجة يا حاج أنا بقدم مقامي ومقام العروسة.
قطع حديثهم دلوف الخادمة ووضعها واجب الضيافة علي الطاولة إنتظر سالم مغادرتها وهتف بقلة حيلة:
-إلي تشوفه يا ولدي بالإذن خمسة وچاي .
أماء له يوسف بتأكيد:
-أتفضل علي راحتك طبعاً.
غادر سالم وألتفت يوسف لشقيقه الشارد وهتف متسائلا :
-مالك سرحان في أيه ؟
فاق من شروده وتطلع أرضا متحاشيا النظر إلي شقيقه بعد فعلته الحمقاء وتطلعه علي من ستكون زوجة شقيقه الأكبر أردف بتهرب:
-مفيش سرحة شوية المهم فين شادي ده ؟
زفر يوسف بحنق وقال:
-سافر القاهرة إمبارح .
قطب عدي جبينه بإستنكار وغمغم:
-سافر أزاي مش المفروض يكون هنا مع أهله مش أخوه لسه ميت ؟ ولا دي حجة عشان مش يقابلنا .
رمقه يوسف محذراً وهتف :
-وطي صوتك لا هو سافر أكيد شادي ده مش بيجي هنا من سنين طويلة عشان كده متأكد أنه سافر إهدي أنت كده وهنقابله وهو إلي هيجي لغاية عندنا كمان .
ضم حاجبيه بعدم فهم وردد :
-أزاي ؟
إبتسم يوسف بثقة ووضع ساق فوق ساق بغرور وقال:
-مش وقته هتعرف في وقتها.
رمق عدي شقيقه بحيرة وحافظ علي صمته حنيما لمح سالم يقترب منهم.
عاد سالم وغمغم بعتاب وهي يجلس:
-وه مشربتوش الشاي ليه يا ولدي هو أنتوا أغراب ولا أيه ديه داركم !
أومئ يوسف مؤكداً وقال:
-أكيد طبعا يا حاج سالم.
مد يوسف يده وحمل قدحاً من الشاي ومد يده لشقيقه الذي آخذه منه علي مضض وحمل هو القدح الخاص به وأرتشف منه عدة رشفات ووضعه مرة آخري.
مد سالم يده بإحراج ليوسف وقال:
-أتفضل يا ولدي .
آخذ يوسف الشيك بإستهجان وتمتم :
-أيه الشيك ده يا حاج ؟
أردف سالم موضحاً:
-ده مهر عروسة ولدي مش ناجص غير علي إسمها.
نهض يوسف وكذلك نهض عدي هو الآخر ووضع الشيك في يد سالم وعقب معاتباً :
-أنا قدرتك وجيت لبيتك وقدمت مهر العروسة ليها لكن ده مش معناه أنا جاي آخد مهر أختي صح ولا غلط يا حاج ؟ مش دي الأصول !
تطلع سالم له بخجل وقال:
-معلش يا ولدي حجك عليا.
أومأ يوسف بتفهم واردف:
-حصل خير بالإذن يا حاج لازم نمشي.
نهض سالم معاتباً:
-تمشوا فين يا ولدي لازم ناكل لجمة سوي .
غمغم يوسف رافضاً :
-معلش يا حاج مرة تانية لازم نرجع القاهرة في شغل متأخر.
هز سالم رأسه بقلة حيلة وقال:
-علي راحتك يا ولدي .
سلم عليهم وقام بتوصليهم إلي سيارتهم مرة آخري سالم برفقة يوسف في المقدمة بينما يتبعهم عدي الذي لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرة آخيرة علي الأرجوحة لكن وجدها فارغة يبدوا أنها غادرت إنتبه علي صوت شقيقه أن يسرع إقترب منه وسلم علي سالم هو الآخر ورحب برفقة شقيقه السيارة وغادروا نظر سالم في آثرهم قليلا وعاد الي الداخل مستنداً علي عصاه حامداً الله علي عدم وجود شريف وإلا لم تكن تمر هذه الزيارة علي خير
❈-❈-❈
ما أن إتجه إلي داخل وجد نايا تقترب من الحديقة الخلفية وتحمل بيدها مجموعة من الزهور البيضاء إقتربت منه فور رؤيته مرددة بإبتسامة:
-صباح الخير يا عمي أنت كنت بره ولا أيه ؟
إبتسم بحنان وقال:
-صباح الورد يا بتي لاه مكنتش بره كان عندي ضيوف بوصلهم لبره.
أومئت بتفهم عقب هو متسائلاً:
-خيتك وينها ؟
تنهدت بضيق وقالت:
-قاعدة في أوضتها .
هز رأسه متفهماً وهتف :
-ماشي يا بتي أنا داخل چوه هتجعدي شوية إهنه ولا هتدخلي وياي ؟
أجابت علي الفور بمرح :
-هدخل معاك طبعاً يا حبيبي.
❈-❈-❈
في طريق العودة رمق يوسف شقيقه الشارد بتعجب من حالته فما يشغل باله لهذه الدرجة هتف متسائلاً:
-أيه إلي واخد عقلك يا عدي كده ؟
ألتفت له بإنتباه وقال:
-ولا حاجة.
تطلع له يوسف بعدم تصديق وغمغم :
-جايز.
تحدث عدي مغيراً ضفة الحديث :
-مقولتش ليا صحيح أنت أزاي بقي واثق كده أن شادي ده هيجي ؟
إبتسم يوسف بثقة وقال:
-هيجي أن مكنش النهاردة يبقي بكره .
رمقه عدي بإعجاب وهتف:
-ربع ثقتك في نفسك يا يوسف يا مغربي.
ضربه بخفة علي رأسه وهتف:
-لما تعرف تشغل ده يا خفيف في حاجة غير البنات إلي متأكد إنك سرحان في واحدة منهم.
حمحم بإحراج وتطلع للخارج هارباً من نظرات شقيقه التي تلاحقه…..
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
هبطت نورسيل الدرج بخفة بعد أن قام عمها بإرسال الخادمة لها إتجهت صوب مكتبه وطرقت الباب بخفة ودلفت وجدت عمها وزوجته جالسون علي الأريكة إقتربت منهم مغمغة بابتسامة:
-صباح الخير.
رددوا عليها الصباح:
-صباح الورد يا بتي.
تحدث سالم بحنان:
-أجعدي يا بتي إهنه رايد أتحدت وياكي شوية قالها وهو يشير إلي المقعد المجاور له.
نظرت هي له بحيرة وجلست علي المقعد جواره وهتفت بفضول:
-خير يا عمي حضرتك عايزني في أيه ؟
تنهد سالم بهدوء وقام بمد يده لها بالشيك الخاص بها .
مدت الآخري يدها بعدم فهم وآخذته منه مرددة بعدم فهم:
-أيه ده يا عمي أعمل ايه بالشيك ده ؟
هتف عمها موضحاً:
-أجري المكتوب يا بتي .
تطلعت إلي عمها بحيرة وبعدها نظرت إلي الرقم المدون بصدمة وثوان وجحظت عينها عندما وجدت الشيل موئل بإمضاء يوسف المغربي رفعت رأسها وتمتم بإمتعاض :
-أيه ده يا عمي أزاي تاخد الشيك من البني أدم ده ؟
رمقها عمها معاتبا وعقب:
-جولتها ليكي يا بتي جبل سابج وهجولها تاني يا بتي ده هيجي چوزك وأنا غيرتك وأنتي وافجتي يبقي من الأصول تحترمي الراچل إلي هتشيلي إسمه يا بت أخويا.
تحاشت النظر إلي عمها وهتفت بضيق:
-عارفة يا عمي بس ازاي حضرتك تقبل من الشيك ده ؟
أجاب سالم بنبرة هادئة :
-ده حجك يا بتي ده مهرك أنا رفضت أخده منيه وأنه يدهولك بعد الچواز ولكنه أصر علي أكده وأنا أخدته وبكره الصبح هشيع شريف يحطه في حسابك في البنك.
زفرت بحنق ولم تتحدث .
أكمل هو حديثه بجدية :
-أعملي حسابك من بكره تتدلي للمركز عشان تشتري خلجاتك.
تطلعت له مستنكرا وهتفت بضيق:
-لأ مش هروح أي مكان وياريت حضرتك متضغطش عليا أكتر من كده.
تنهد معاتباً وقال:
-ماشي يا نورسيل لما أشوف آخرتها وياكي يا بت أخويا أنا هخلي نايا تدلي بدالك لكن أسمعي حديتي زين قدام مرت عمك أهو لو فكرتي تجلي بعجلك وتعملي شي يا بت أخويا أنا إلي هجتلك بيدي وأدفنك كومان سمعاني.
تطلعت له بحزن ونهضت سريعاً مغادرة المكتب غير عابئة بهتاف زوجة عمها بإسمها.
ألتفت وصفية إلي زوجها معاتبة وقالت:
أنت جسيت عليها جوي يا حاچ .
رمقها بأسي ووضع رأسه بين كفيه وأردف:
-مش بخاطري يا أم شريف نورسيل لازم تعجل أنا خايف عليها من شيطانها إلي ركبها مش كفاية شهاب هتبقي هي كومان .
ربتت علي ظهره بحنان لا تدري بما تتحدث فوق محق بحديثه وهي يقين أن نورسيل تدبر لأمر ما.
تنهد سالم بوهن وهتف :
-هجوم أتحدت ويا ولدك لازما يروح يودي مهره للعروسة .
أومأت له بصمت لا تدري أتحزن من أجل موت ولدها أم تفرح لزواج الآخر….
❈-❈-❈
يقف بتطلع إلي الشقة بإعجاب وإلي جواره السمسار الذي ردد بلهفة :
-أيه رأيك يا باشا أظن مفيش بعد كده ؟
أومئ شادي مؤكداً:
-الشقة حلوة وزي ما انا عايز تمام أتفق مع صاحب العمارة وخلص كل حاجة.
إبتسم السمسار مردداً بلهفة :
-وطبعا متنساش عمولتي يا باشا.
ردد شادي بتفهم:
-متقلقش في الحفظ والصون حلص أنت كل حاجة يلا سلام عليكم.
رد السمسار بفرحة :
-وعليكم السلام يا سعادة البيه.
غادر شادي بعد أن ألقي نظرة آخيرة علي الشقة وبعدها دلف الي الأسانسير متجها إلي الأسفل وبعد مرور بعض الوقت كان يقود سيارته متجها الي عمله إلي أن قطعه رنين هاتفه ألقي نظر علي رقم المتصل وجده والده أوقف السيارة جانبا وأجاب سريعاً:
-ألو سلام عليكم كيفك يا أبوي الحمد لله بخير طول ما أنتوا بخير أمرني يا أبوي مين يوسف المغربي ؟ إلي چابه المهر ! يعني أنت عايزني أروحله صح إكده تنهد بضيق وهتف ماشي يا ابويا بكره بالكتير هكون عنده لاه معايا فلوس الحمد لله سلملي علي أماي وإلي عندك سلام عليكم أغلق الهاتف وتنهد بقلة حيلة وده الي كان ناقصني هز رأسه بقلة حيلة وأكمل قيادته متجها إلي عمله.
❈-❈-❈
عاد شريف من جولته وما إن أستمع إلي حديث والده مع شقيقه أشتعل غيظاً عندما علم بمجئ هذا الحقير إلي هنا وليس هذا فحسب فشقيقه سيذهب لهم بالغد أغلق والده الهاتف وصاح هو مستنكراً :
-أزاي تسمح يا أبوي للحقير ده يدخل إهنه.
مسح والده علي وجهه بوهن وهتف:
-الله يرضي عنيك بزيداك عاد أنا مش ناجص أحنا خلاص هنبجي أهل .
نظر إلى والده بضيق وغادر الغرفة صافعاً الباب خلفه بعنف.
تنهد بأسي وإستند علي مكتبه واضعاً رأسه بين كفيه يشعر انه سيلقي حتفه في القريب العاچل بفضل هؤلاء الأغبياء .
طرقات علي الباب أخرجته من دوامة أفكاره إذن للطارق بالدخول والتي لم تكن سوي نايا .
إقتربت منه مرددة بإبتسامة:
-تحت أمرك يا عمل قالوا ليا أن حضرتك عايزني.
إبتسم بحب وهتف:
-أجعدي يا جلب عمك رايد أتحدت وياكي يا مريحة جلبي.
جلست بخفة وقالت :
-حبيبي يا عمي إلي رافع من معنوياتي.
تحدث بصدق:
-دي الحجيجة يا بتي طول مريحة جلبي من يوم ما جيتي.
هتفت بحب:
-تسلم يا رب وربنا يخليك ليا.
أومأ رأسه بحنان وقال:
-تعيشي يا بتي رايدك تاخدي بكره العربية بالسواج وتتدلي علي مصر تچيبي شوار خيتك كله وفستان فرح كومان تجدري ؟
قطبت جبينها بحيرة وأجابت:
-أقدر طبعا يا عمي بس ليه أروح أنا ؟
زفر بحنق ورد:
-خيتك مش راضية يا بتي.
تنهدت نايا بضيق من أفعال شقيقتها المتهورة وقالت:
-خلاص يا عمي حاضر بكره الصبح بإذن الله هسافر القاهرة وربنا يقدرني أخلص الحاجة كلها بكره.
إبتسم سالم براحة وهتف:
-الله يرضي عنيكي يا بتي…
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد يجلس يوسف في مكتبه الخاص بالشركة يتابع بعض الأوراق أمامه بتركيز تام قاطعه دلوف سكرتيره الخاص.
رفع يوسف رأسه عن الأوراق وهتف:
-خير يا سامح ؟
أجاب سامح بإحترام:
-في واحد بره إسمه شادي الشافعي جاي يقابل حضرتك.
إبتسم يوسف بثقه وأرجع ظهره للخلف مستنداً علي ظهر مقعده الوتير وتحدث بثقة :
-خليه يدخل يا سامح ومتدخلش حد علينا سامع بس أستني شوف هيشرب أيه .
أومأ سامح بإحترام :
-أوامر حضرتك يا باشا.
غادر سامح الي الخارج وثوان ودلف شادي ومن خلفه سامح نهض يوسف بثقة إقترب منه الآخر ومد يده مردداً بغرور :
-شادي الشافعي .
مد يوسف يده هو الآخر وهتف:
-يوسف المغربي أهلاً بيك أستريح.
جلس كليهما وهتف يوسف متسائلاً :
-تشرب أيه ؟
أجاب شادي بهدوء:
-قهوة مظبوط.
أومأ يوسف وقال:
-أتنين قهوة مظبوط يا سامح.
هز سامح رأسه بإيجاب وغادر غالقاً الباب خلفه .
ارجع يوسف ظهره للخلف وهتف بثقة:
-كنت مستنيك.
رفع شادي حاحبيه متهكماً وقال:
-بجد ؟ وأنت عرفت منين أني جاي ؟
إبتسم يوسف بثقة وتمتم:
-مش مين المهم إنك جيت لان بصراحة عندي سؤال ليك وأتمني تجاوبني عليه .
قطب الآخر جبينه بنفاذ صبر وهتف :
-أتفضل .
نظر له يوسف بتركيز وردد بحذر :
-كنت متجوز في السر وطلقتها ليه ؟
شادي………..
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
يُتبع..
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
الفصل الثامن
-أتفضل يا والدي أجعد قالها سالم بترحاب بعد أن دلف عدي إلي الداخل وألقي عليه التحية.
جلس عدي جوار شقيقه وهتف بإحترام :
تسلم يا حاج سالم.
إبتسم سالم بهدوء وقال :
-بيتكم يا والدي وتنورنا في أي وجت.
تحدث يوسف بتفهم:
-أكيد طبعا يا شيخ سالم أنا زي ما قولت ليك كنت جاي أنا وعدي في البلد في زيارة وعديت علي حضرتك عشان موضوع مهم وأتمني حضرتك مترفضش.
قطب سالم جبينه بحيرة وهتف:
-خير يا ولدي ؟ رايد أيه مني رجبتي سدادة ومش هتأخر واصل.
أومئ يوسف بإمتنان وغمغم :
-وده العشم يا شيخ سالم .
مد يوسف يده بجيب جاكيت البدلة أخرج منه دفتر الشيكات الخاص به وقام بقطع شيك علي بياض وأخرج قلم مد يده بهم لسالم الذي نظر له بعدم فهم أجاب يوسف بتوضيح :
-ده شيك علي بياض تقدر حضرتك تكتب أي مهر أنت شايفه للعروسة .
رفع سالم حاجبيه مستنكراً وهتف:
-لاه يا والدي ده منيك لعروستك مليش صالح بيها بنتنا هنجهزها ونوصلها لدارك.
تمتم يوسف بإصرار :
-بس يا حاج هي جاية بيتي ومسؤلة مني وده حقها .
غمغم سالم برفض:
مش هيحصل يا ولدي لما تبقي في دارك أعطيها إياهم مليش صالح بده واصل لكن هتخرچ من داري مجهزها زيها زي البنتة كلتها.
هز يوسف راسها وهتف بإصرار:
-طيب خد الشيك وحط المبلغ إلي يناسبها وأدي ليها حطه في حسابها في البنك براحتكم لكن غير كده مش هوافق وشبكتها بإذن الله هتلبسها يوم فرحها ده حقها بينك وبينها.
تنهد سالم بقلة حيلة:
-ماشي يا ولدي زي ما تحب أكتب ليها إلي أنت عايزه.
أومأ يوسف بتفهم وآخذ الشيك مرة آخري وخطي رقم وبعدها تطلع تجاهه مغمغاً بتساؤل :
-هي إسمها أيه ؟
أغمض الآخر عينيه بأسي وهتف:
-نورسيل سليمان الشافعي.
تمتم الآخري الإسم وبعدها دونه ومد له الشيك مرة آخري.
تلقفه منه سالم وهتف بحيرة :
-مليون ؟
❈-❈-❈
طرقت باب الغرفة ودلفت وجدت نورسيل تجلس علي المقعد الهزاز نهضت علي الفور عندما وجدتها زوجة عمها قطبت جبينها وهتفت بحيرة :
-خير يا عمة في حاجة ؟
هزت وصفية رأسها بإيجاب وقالت:
-أيوة يا بتي چيت أجولك أن ولد المغربي إهنه .
رفعت الآخري حاجبيها بإستنكار :
-هنا فين ؟
زفرت وصفية بنفاذ صبر وهتفت :
-هيكون إهنه فين يا بتي تحت أكيد مع عمك.
أغمضت نورسيل عينها بغضب وغمغمت :
-وأيه إلي جابه هنا إن شاء الله هو أتجنن ولا أيه ؟
رمقتها زوجة عمها بعتاب وهتفت:
-وه يا بتي ما هو طبيعي ياچي إهنه ولا أنتي ناسية أنه هيبجي چوزك .
عضت الآخري علي شفتيها بغيظ وتمتمت :
-جوازة الشوم والندامة.
إقتربت وصفية منها وأردفت بتحذير :
-أسمعيني يا بتي زين وحطي حديتي حلجة في ودنك شهاب االله يرحمه كان ولدي ويعلم ربنا حزني عليه كيف لكن الراچل ده هيبجي چوزك يا بتي فاهمة يعني أه يعني ولائك الآول والآخير ليه هو يا بتي فهماني .
تطلعت له بضيق ونظرت للجهة الآخري ممتعضة من حديثها.
هزت وصفية رأسها بيأس وغادرت الغرفة وهي تدعو لها بالهداية وصلاح الحال.
❈-❈-❈
هتف يوسف بهدوء:
مش كتير ولا حاجة يا حاج أنا بقدم مقامي ومقام العروسة.
قطع حديثهم دلوف الخادمة ووضعها واجب الضيافة علي الطاولة إنتظر سالم مغادرتها وهتف بقلة حيلة:
-إلي تشوفه يا ولدي بالإذن خمسة وچاي .
أماء له يوسف بتأكيد:
-أتفضل علي راحتك طبعاً.
غادر سالم وألتفت يوسف لشقيقه الشارد وهتف متسائلا :
-مالك سرحان في أيه ؟
فاق من شروده وتطلع أرضا متحاشيا النظر إلي شقيقه بعد فعلته الحمقاء وتطلعه علي من ستكون زوجة شقيقه الأكبر أردف بتهرب:
-مفيش سرحة شوية المهم فين شادي ده ؟
زفر يوسف بحنق وقال:
-سافر القاهرة إمبارح .
قطب عدي جبينه بإستنكار وغمغم:
-سافر أزاي مش المفروض يكون هنا مع أهله مش أخوه لسه ميت ؟ ولا دي حجة عشان مش يقابلنا .
رمقه يوسف محذراً وهتف :
-وطي صوتك لا هو سافر أكيد شادي ده مش بيجي هنا من سنين طويلة عشان كده متأكد أنه سافر إهدي أنت كده وهنقابله وهو إلي هيجي لغاية عندنا كمان .
ضم حاجبيه بعدم فهم وردد :
-أزاي ؟
إبتسم يوسف بثقة ووضع ساق فوق ساق بغرور وقال:
-مش وقته هتعرف في وقتها.
رمق عدي شقيقه بحيرة وحافظ علي صمته حنيما لمح سالم يقترب منهم.
عاد سالم وغمغم بعتاب وهي يجلس:
-وه مشربتوش الشاي ليه يا ولدي هو أنتوا أغراب ولا أيه ديه داركم !
أومئ يوسف مؤكداً وقال:
-أكيد طبعا يا حاج سالم.
مد يوسف يده وحمل قدحاً من الشاي ومد يده لشقيقه الذي آخذه منه علي مضض وحمل هو القدح الخاص به وأرتشف منه عدة رشفات ووضعه مرة آخري.
مد سالم يده بإحراج ليوسف وقال:
-أتفضل يا ولدي .
آخذ يوسف الشيك بإستهجان وتمتم :
-أيه الشيك ده يا حاج ؟
أردف سالم موضحاً:
-ده مهر عروسة ولدي مش ناجص غير علي إسمها.
نهض يوسف وكذلك نهض عدي هو الآخر ووضع الشيك في يد سالم وعقب معاتباً :
-أنا قدرتك وجيت لبيتك وقدمت مهر العروسة ليها لكن ده مش معناه أنا جاي آخد مهر أختي صح ولا غلط يا حاج ؟ مش دي الأصول !
تطلع سالم له بخجل وقال:
-معلش يا ولدي حجك عليا.
أومأ يوسف بتفهم واردف:
-حصل خير بالإذن يا حاج لازم نمشي.
نهض سالم معاتباً:
-تمشوا فين يا ولدي لازم ناكل لجمة سوي .
غمغم يوسف رافضاً :
-معلش يا حاج مرة تانية لازم نرجع القاهرة في شغل متأخر.
هز سالم رأسه بقلة حيلة وقال:
-علي راحتك يا ولدي .
سلم عليهم وقام بتوصليهم إلي سيارتهم مرة آخري سالم برفقة يوسف في المقدمة بينما يتبعهم عدي الذي لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرة آخيرة علي الأرجوحة لكن وجدها فارغة يبدوا أنها غادرت إنتبه علي صوت شقيقه أن يسرع إقترب منه وسلم علي سالم هو الآخر ورحب برفقة شقيقه السيارة وغادروا نظر سالم في آثرهم قليلا وعاد الي الداخل مستنداً علي عصاه حامداً الله علي عدم وجود شريف وإلا لم تكن تمر هذه الزيارة علي خير
❈-❈-❈
ما أن إتجه إلي داخل وجد نايا تقترب من الحديقة الخلفية وتحمل بيدها مجموعة من الزهور البيضاء إقتربت منه فور رؤيته مرددة بإبتسامة:
-صباح الخير يا عمي أنت كنت بره ولا أيه ؟
إبتسم بحنان وقال:
-صباح الورد يا بتي لاه مكنتش بره كان عندي ضيوف بوصلهم لبره.
أومئت بتفهم عقب هو متسائلاً:
-خيتك وينها ؟
تنهدت بضيق وقالت:
-قاعدة في أوضتها .
هز رأسه متفهماً وهتف :
-ماشي يا بتي أنا داخل چوه هتجعدي شوية إهنه ولا هتدخلي وياي ؟
أجابت علي الفور بمرح :
-هدخل معاك طبعاً يا حبيبي.
❈-❈-❈
في طريق العودة رمق يوسف شقيقه الشارد بتعجب من حالته فما يشغل باله لهذه الدرجة هتف متسائلاً:
-أيه إلي واخد عقلك يا عدي كده ؟
ألتفت له بإنتباه وقال:
-ولا حاجة.
تطلع له يوسف بعدم تصديق وغمغم :
-جايز.
تحدث عدي مغيراً ضفة الحديث :
-مقولتش ليا صحيح أنت أزاي بقي واثق كده أن شادي ده هيجي ؟
إبتسم يوسف بثقة وقال:
-هيجي أن مكنش النهاردة يبقي بكره .
رمقه عدي بإعجاب وهتف:
-ربع ثقتك في نفسك يا يوسف يا مغربي.
ضربه بخفة علي رأسه وهتف:
-لما تعرف تشغل ده يا خفيف في حاجة غير البنات إلي متأكد إنك سرحان في واحدة منهم.
حمحم بإحراج وتطلع للخارج هارباً من نظرات شقيقه التي تلاحقه…..
❈-❈-❈
هبطت نورسيل الدرج بخفة بعد أن قام عمها بإرسال الخادمة لها إتجهت صوب مكتبه وطرقت الباب بخفة ودلفت وجدت عمها وزوجته جالسون علي الأريكة إقتربت منهم مغمغة بابتسامة:
-صباح الخير.
رددوا عليها الصباح:
-صباح الورد يا بتي.
تحدث سالم بحنان:
-أجعدي يا بتي إهنه رايد أتحدت وياكي شوية قالها وهو يشير إلي المقعد المجاور له.
نظرت هي له بحيرة وجلست علي المقعد جواره وهتفت بفضول:
-خير يا عمي حضرتك عايزني في أيه ؟
تنهد سالم بهدوء وقام بمد يده لها بالشيك الخاص بها .
مدت الآخري يدها بعدم فهم وآخذته منه مرددة بعدم فهم:
-أيه ده يا عمي أعمل ايه بالشيك ده ؟
هتف عمها موضحاً:
-أجري المكتوب يا بتي .
تطلعت إلي عمها بحيرة وبعدها نظرت إلي الرقم المدون بصدمة وثوان وجحظت عينها عندما وجدت الشيل موئل بإمضاء يوسف المغربي رفعت رأسها وتمتم بإمتعاض :
-أيه ده يا عمي أزاي تاخد الشيك من البني أدم ده ؟
رمقها عمها معاتبا وعقب:
-جولتها ليكي يا بتي جبل سابج وهجولها تاني يا بتي ده هيجي چوزك وأنا غيرتك وأنتي وافجتي يبقي من الأصول تحترمي الراچل إلي هتشيلي إسمه يا بت أخويا.
تحاشت النظر إلي عمها وهتفت بضيق:
-عارفة يا عمي بس ازاي حضرتك تقبل من الشيك ده ؟
أجاب سالم بنبرة هادئة :
-ده حجك يا بتي ده مهرك أنا رفضت أخده منيه وأنه يدهولك بعد الچواز ولكنه أصر علي أكده وأنا أخدته وبكره الصبح هشيع شريف يحطه في حسابك في البنك.
زفرت بحنق ولم تتحدث .
أكمل هو حديثه بجدية :
-أعملي حسابك من بكره تتدلي للمركز عشان تشتري خلجاتك.
تطلعت له مستنكرا وهتفت بضيق:
-لأ مش هروح أي مكان وياريت حضرتك متضغطش عليا أكتر من كده.
تنهد معاتباً وقال:
-ماشي يا نورسيل لما أشوف آخرتها وياكي يا بت أخويا أنا هخلي نايا تدلي بدالك لكن أسمعي حديتي زين قدام مرت عمك أهو لو فكرتي تجلي بعجلك وتعملي شي يا بت أخويا أنا إلي هجتلك بيدي وأدفنك كومان سمعاني.
تطلعت له بحزن ونهضت سريعاً مغادرة المكتب غير عابئة بهتاف زوجة عمها بإسمها.
ألتفت وصفية إلي زوجها معاتبة وقالت:
أنت جسيت عليها جوي يا حاچ .
رمقها بأسي ووضع رأسه بين كفيه وأردف:
-مش بخاطري يا أم شريف نورسيل لازم تعجل أنا خايف عليها من شيطانها إلي ركبها مش كفاية شهاب هتبقي هي كومان .
ربتت علي ظهره بحنان لا تدري بما تتحدث فوق محق بحديثه وهي يقين أن نورسيل تدبر لأمر ما.
تنهد سالم بوهن وهتف :
-هجوم أتحدت ويا ولدك لازما يروح يودي مهره للعروسة .
أومأت له بصمت لا تدري أتحزن من أجل موت ولدها أم تفرح لزواج الآخر….
❈-❈-❈
يقف بتطلع إلي الشقة بإعجاب وإلي جواره السمسار الذي ردد بلهفة :
-أيه رأيك يا باشا أظن مفيش بعد كده ؟
أومئ شادي مؤكداً:
-الشقة حلوة وزي ما انا عايز تمام أتفق مع صاحب العمارة وخلص كل حاجة.
إبتسم السمسار مردداً بلهفة :
-وطبعا متنساش عمولتي يا باشا.
ردد شادي بتفهم:
-متقلقش في الحفظ والصون حلص أنت كل حاجة يلا سلام عليكم.
رد السمسار بفرحة :
-وعليكم السلام يا سعادة البيه.
غادر شادي بعد أن ألقي نظرة آخيرة علي الشقة وبعدها دلف الي الأسانسير متجها إلي الأسفل وبعد مرور بعض الوقت كان يقود سيارته متجها الي عمله إلي أن قطعه رنين هاتفه ألقي نظر علي رقم المتصل وجده والده أوقف السيارة جانبا وأجاب سريعاً:
-ألو سلام عليكم كيفك يا أبوي الحمد لله بخير طول ما أنتوا بخير أمرني يا أبوي مين يوسف المغربي ؟ إلي چابه المهر ! يعني أنت عايزني أروحله صح إكده تنهد بضيق وهتف ماشي يا ابويا بكره بالكتير هكون عنده لاه معايا فلوس الحمد لله سلملي علي أماي وإلي عندك سلام عليكم أغلق الهاتف وتنهد بقلة حيلة وده الي كان ناقصني هز رأسه بقلة حيلة وأكمل قيادته متجها إلي عمله.
❈-❈-❈
عاد شريف من جولته وما إن أستمع إلي حديث والده مع شقيقه أشتعل غيظاً عندما علم بمجئ هذا الحقير إلي هنا وليس هذا فحسب فشقيقه سيذهب لهم بالغد أغلق والده الهاتف وصاح هو مستنكراً :
-أزاي تسمح يا أبوي للحقير ده يدخل إهنه.
مسح والده علي وجهه بوهن وهتف:
-الله يرضي عنيك بزيداك عاد أنا مش ناجص أحنا خلاص هنبجي أهل .
نظر إلى والده بضيق وغادر الغرفة صافعاً الباب خلفه بعنف.
تنهد بأسي وإستند علي مكتبه واضعاً رأسه بين كفيه يشعر انه سيلقي حتفه في القريب العاچل بفضل هؤلاء الأغبياء .
طرقات علي الباب أخرجته من دوامة أفكاره إذن للطارق بالدخول والتي لم تكن سوي نايا .
إقتربت منه مرددة بإبتسامة:
-تحت أمرك يا عمل قالوا ليا أن حضرتك عايزني.
إبتسم بحب وهتف:
-أجعدي يا جلب عمك رايد أتحدت وياكي يا مريحة جلبي.
جلست بخفة وقالت :
-حبيبي يا عمي إلي رافع من معنوياتي.
تحدث بصدق:
-دي الحجيجة يا بتي طول مريحة جلبي من يوم ما جيتي.
هتفت بحب:
-تسلم يا رب وربنا يخليك ليا.
أومأ رأسه بحنان وقال:
-تعيشي يا بتي رايدك تاخدي بكره العربية بالسواج وتتدلي علي مصر تچيبي شوار خيتك كله وفستان فرح كومان تجدري ؟
قطبت جبينها بحيرة وأجابت:
-أقدر طبعا يا عمي بس ليه أروح أنا ؟
زفر بحنق ورد:
-خيتك مش راضية يا بتي.
تنهدت نايا بضيق من أفعال شقيقتها المتهورة وقالت:
-خلاص يا عمي حاضر بكره الصبح بإذن الله هسافر القاهرة وربنا يقدرني أخلص الحاجة كلها بكره.
إبتسم سالم براحة وهتف:
-الله يرضي عنيكي يا بتي…
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد يجلس يوسف في مكتبه الخاص بالشركة يتابع بعض الأوراق أمامه بتركيز تام قاطعه دلوف سكرتيره الخاص.
رفع يوسف رأسه عن الأوراق وهتف:
-خير يا سامح ؟
أجاب سامح بإحترام:
-في واحد بره إسمه شادي الشافعي جاي يقابل حضرتك.
إبتسم يوسف بثقه وأرجع ظهره للخلف مستنداً علي ظهر مقعده الوتير وتحدث بثقة :
-خليه يدخل يا سامح ومتدخلش حد علينا سامع بس أستني شوف هيشرب أيه .
أومأ سامح بإحترام :
-أوامر حضرتك يا باشا.
غادر سامح الي الخارج وثوان ودلف شادي ومن خلفه سامح نهض يوسف بثقة إقترب منه الآخر ومد يده مردداً بغرور :
-شادي الشافعي .
مد يوسف يده هو الآخر وهتف:
-يوسف المغربي أهلاً بيك أستريح.
جلس كليهما وهتف يوسف متسائلاً :
-تشرب أيه ؟
أجاب شادي بهدوء:
-قهوة مظبوط.
أومأ يوسف وقال:
-أتنين قهوة مظبوط يا سامح.
هز سامح رأسه بإيجاب وغادر غالقاً الباب خلفه .
ارجع يوسف ظهره للخلف وهتف بثقة:
-كنت مستنيك.
رفع شادي حاحبيه متهكماً وقال:
-بجد ؟ وأنت عرفت منين أني جاي ؟
إبتسم يوسف بثقة وتمتم:
-مش مين المهم إنك جيت لان بصراحة عندي سؤال ليك وأتمني تجاوبني عليه .
قطب الآخر جبينه بنفاذ صبر وهتف :
-أتفضل .
نظر له يوسف بتركيز وردد بحذر :
-كنت متجوز في السر وطلقتها ليه ؟
شادي………..
الفصل التاسع
إبتسم الآخر وأرجع ظهره إلي الخلف واضعاً ساق
فوق ساق وهتف ساخراً:
-والله أنت بتتجسس ورايا ؟
إبتسم يوسف متحدياً وقال:
-مش أختي لازم أطمئن علي الشخص إلي هتتجوزه كويس ولا.
رمقه شادي بإستخفاف وتمتم:
-علي أساس لو مطلعتش كويس هتقدر تلغي الجوازة ؟ شكلك ناسي أنها جوازة تار وحضرتك كمان القاتل !
هتف يوسف بثقة:
-لا هلغي الجوازة لو علي رقبتي كمان أما حتي قاتل دي فأنا مقتلتش حد أخوك القاتل إلي كان عايز يقتلني بس القدر غير وجه يصبني صابه تصدق أو ما تصدقش براحتك .
نهض يوسف وأخرج طبنجة من إحدي الأدراج ووضعها أمام شادي وفتح صدره علي وسعه وقال:
-عايز تقتلني وتاخد تارك أتفضل .
تطلع شادي له وأردف بثقة:
-شيل سلاحك يا يوسف بيه أنا مجتش عشان التار أقعد خلينا نكمل كلامنا أنا لوعندي شك أن علي إيدك دم أخويا مكنتش هحط إيدي في إيدك
جلس يوسف ولكن ترك الطبنجة أمام شادي كما هي وهتف بتأكيد:
-أنا عايز أعرف إجابة سؤالي الآول يا شادي بيه .
حك شادي ذقنه بخفة وقال:
-بص يا يوسف باشا أنا عارف وواثق إنك قلقان علي أختك وده أنا بحبك عليه وبقدره جداً وخلاك تعلي في نظري أكتر أنا أتجوزت في السر ليه لأن أهلي مكنتش هيوفقوا علي البنت إلي متجوزها لأنها كانت متحررة شوية وده طبعاً مينفعش عندنا في الصعيد أما بقي طلقتها ليه متفقناش أظن كده جاوبتك علي سؤالك بس عايز أوضح ليك حاجة مهمة أوي أن حياتي قبل ما أتجوز أختك لا تعني ليك بشئ ولا ليك أنك تدخل فيها عايز تحاسبني يبقي لما أختك تبقي مراتي وقتها وحتي ده مش حقك ده حق أختك كمان الماضي بتاعي يخصني أنا وبس .
إبتسم يوسف براحة نوعاً من حديثه وهتف:
-تمام ماضيك يخصك لكن أختي خط أحمر عهد مش أختي وبس دي بنتي الصغيرة إلي ربتها علي إيدي وكبرت قدام عنيا مش عايز أندم في يوم من الأيام أني سلمتها ليك بإيدي.
هز الآخر رأسه متفهماً وهتف:
-وأختك هتبقي مراتي يعني كرامتها من كرامتي أطمئن.
تنهد يوسف براحة وقال:
-كده يبقي أتفقنا.
أومأ شادي برأسه وأخرج الشيك من جيبه ووضعه أمام يوسف وأردف بثبات:
-أتفضل ده مهر العروسة بس طبعاً مش عارف الإسم أنت قولت إسمها عهد صح ؟
رد يوسف بإيجاب:
-أيوه عهد عبد الرحمن المغربي .
دون شادي الإسم تزامناً مع طرق الباب ودلوف الساعي بالقهوة وخلفه عدي وهو يحمل بعض الأوراق وضع الساعي القهوة وغادر بينما هتف عدي مستنكراً وهو يطالع شادي والطبنجة التي علي المكتب:
-الملفات دي لازم تتمضي بسرعة وأنت مانع حد يدخل.
أخذ يوسف الأوراق ودونها سريعاً وأعطاها لشقيقه وهو يقول :
-شادي الشافعي .
ألتفت له عدي يطالعه بنظرات متفحصة ومد يده مرددا بتعريف :
-عدي المغربي.
نهض شادي ومد يده هو الآخر ورحب به وجلس الإثنين مواجهين بعضهم.
هتف يوسف بثقة:
-عدي كان حابب يتكلم معاك هو كمان بخصوص الجوازة
تطلع له شادي قليلاً وثوان وإنفجر ضاحكاً متمتمًا:
-ده كشف هيئة مش جوازة.
❈-❈-❈
هبطت نورسيل من غرفتها تبحث عن شقيقتها فلم تجدها في غرفتها وجدت زوجة عمها تجلس ترتل القرآن الكريم إقتربت منها وهتفت متسائلة:
-هي نايا فين يا عمة ؟
صدقت وصفية وردت بإيجاب:
-نايا سافرت القاهرة الصبح بدري.
صاحت نورسيل مستنكرة:
-سافرت الصبح بدري ليه ؟ ومن غير ما تقولي ؟
تحدثت وصفية بتعقل:
-أنتي كتي نايمة يا بتي وأنا وعمك عارفين .
زفرت نورسيل بحنق وتسألت:
-وسافرت تعمل أيه في القاهرة ؟
أجابت وصفية بحذر:
-عمك يا بتي إلي خلاها تسافر ميشان تجبلك شوارك طالما أنتي مش رايدة .
قطبت نورسيل جبينها بضيق وتمتمت:
-اه وهي إلي راحت ما صدقت.
تنهدت وصفية بقلة حيلة وقالت:
-يا بتي صلي على النبي ٱكده وفوجي لنفسگ أنتي كلاتها أيام وتبجي مرته وفي داره كومان يعني لازم تتجبلي الأمر الواقع أنتي دلوقيت شيطانك سارجك لكن بكره لما تتجوزيه وتحملي منيه هتنسي ما ده ومش هتفكري غير إنك تأسسي بيت وأسرة وبس يا بتي.
رمقتها نورسيل بصدمة:
-نعم أخلف من مين إن شاء الله ده علي جثتي أن حصل .
تطلعت لها وصفية بذهول كأنها تري تنين ذو رأسين وعادت إلي تلاوة القرآن مرة آخري فلا داعي إلي حماقات هذه الغبية الأن.
نظرت لزوجة عمها بصدمة فقد تجاهلت حديثها عن عمد دبت قدميها علي الأرض بغيظ وإتجهت إلي الحديقة بالخارج لعل الهواء البارد يطفئ من نيران قلبها المشتعلة.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
في الأتلية الخاص بفساتين الزفاف تقف عهد أمام إحدي الفساتين تطالعه بإنبهار شديد إقتربت منها والدتها بإبتسامة وهتفت متسائلة:
-أيه رأيك يا عهد حلو ولا محتاج تظبيط ؟
هزت عهد رأسها نافية علي الفور وقالت:
-لأ يا مامي تحفة ومش محتاج أي حاجة.
تنهدت والدتها براحة وتمتمت بإبتسامة:
-تمام يا قلب مامي مبروك عليكي.
جاءت إليهم عليا مرددة بإنبهار:
-حقيقي الفستان تحفة يا عهد وما شاء الله ذوقه راقي جداً وسيمبل.
أماءت عهد بإبتسامة:
-أكتر حاجة عجبتني فيه بساطته دي.
ربتت والدتها علي ظهرها بخفة وعقبت:
-طيب يلا بينا نكمل باقي جولتنا ونخلص باقي حاجتك مش عارفة أزاي مخلصتوش المرة إلي فاتت ؟
هتفت عليا بمشاكسة:
-أعمل أيه كل ما أسألها علي رأيها في حاجة تقولي رأي ماما مش بحب أختار من غيرها.
ضمتها صفاء بحنان وقالت:
-قلبي ماما أنتي يا ناس يلا بينا.
غادرت صفاء وإبنتيها لإكمال ما ينقص عهد….
❈-❈-❈
علي الجانب الآخر في نفس الأتلية كانت تقف أمام أحد الفساتين بإعجاب شديد.
إقتربت منها البائعة وهتفت بإبتسامة:
- أيه رأيك تحفة صح ؟
أماءت نايا بتأكيد:
-تحفة فعلاً بس عايزة أقفله وأقدر أخده النهاردة ؟
أجابت البائعة علي الفور:
-أكيد طبعاً ساعتين بالكتير ويبقي جاهز.
تنهدت نايا براحة وبدأت في سرد التعديلات إلي البائعة وبعدها غادرت طي تنهي ما تبقي فيجب أن تعود قبل حلول المساء عليها….
❈-❈-❈
عاد إلي مكتبه بعد مغادرة شادي لا ينكر أنه إرتاح نوعاً ما له وأطمئن علي شقيقته جلس علي مقعده ودون إرادة منه لاحت صورة هذه الفاتنة بهالتها الملائكية هز رأسه سريعاً ينفض رأسه عن التفكير بها وشغل نفسه ببعض الأوراق التئ أمامه.
❈-❈-❈
ما أن غادر شادي حتي فتح باب مكتبه مرة آخري علي مصرعيه نهض علي الفور عازما علي توبيخ من تجرأ علي فتح الباب هكذا لكن ضاع الحديث عندما علم هوية مت من تجرأ علي فعل هذا فلم يكون سوي صديقه المقرب وإبن عمه علي فقد عاد من سفرته أخيراً ضمه علي الفور بحب وإشتياق بعد فترة من تبادل السلام والتحية جلسوا كليهما سويا علي الأريكة.
هتف علي بمزاح:
-أيه يا عريس مزعل عمك ليه ؟
إبتسم يوسف ساخراً وقال:
-بزمتك أنت أبوك ده حد يقدر يزعله ؟
ضحك علي بمرح وأجاب نافياً:
-الصراحة لأ.
إبتسم يوسف بثقة وأردف معقباً:
-وشهد شاهداً من أهله.
تحدث علي بهدوء:
-أيه بقي الحوار ده ؟ عشان أنا رجعت ومفهمتش أي حاجة من بابا غير أنه رافض الجوازة دي.
أماء يوسف متفهمًا وسرد له أمر هذه الزيجة من آول التار حتي الأن دون أن يتطرق بأية تفاصيل .
هز علي رأسه بتفهم وقال:
-طيب ما ده فعلاً الصح أبويا بقي رافض ليه ؟
رفع يوسف كتفيه ساخرا وهتف:
-والله ده أبوك لو معترضش علي حاجة ميبقاش أبوك أصلا.
ضحك الآخر مؤيداً:
-في دي فعلاً عندك حق ربنا يهديه.
أمن يوسف وهتف متسائلاً:
-أخبار الصفقة الجديد أيه ؟
أجاب علي بإمتنان:
-شكرا إنك سبتها لينا.
ربت يوسف علي فخذه بحنان وعقب:
-عيب عليك أحنا أخوات وأهل.
تحدث علي بهدوء:
-تمام الحمد لله شغال عليها خلينا في المهم أنت أخبارك أيه ؟ وهتعمل أيه في الجوازة دي معرفتش حاجة عن العروسة ؟
هز يوسف رأسه نافياً وقال:
-لأ.
قطب علي جبينه بعدم فهم هتف:
-ليه كده كنت أعرف واخدة كلية أيه متعلمة جاهلة أي حاجة.
إبتسم يوسف بثقة وأردف :
مش هيفرق معايا كلها كام يوم وأعرف كل حاجة.
صقف الأخر بيده ضاحكاً:
-يا أبني أنت صراحة ملكش حل والله .
❈-❈-❈
مساء عادت نايا من القاهرة ومعها العديد من الحقائب وفستان الزفاف ترجلت من السيارة وأدخل الخدم الحقائب متجهين بها إلي غرفة نورسيل وما أن دلفوا إلي غرفتها صاحت بهم مستنكرة:
-الشنط دي متدخلش أوضتي فاهمين.
تطلع الخدم لبعضهم بحيرة إلي أن إقتربت نايا وهتفت بهدوء:
-دخلوا الشنط أوضتي .
أومئوا لها وغادروا إلي غرفة نايا ونظرت نورسيل إلي شقيقتها بغيظ ودلفت إلي غرفتها.
تنهدت نايا بقلة حيلة ودلفت خلفها وهتفت بهدوء:
-ممكن أعرف مالك متعصبة علي الناس كده ليه ؟
ألتفتت لها نورسيل وأردفت ساخرة:
-ممكن أعرف أيه إلي سفرك حد قالك أني محتاجة حاجة وكمان من ورايا ؟
زفرت نايا بنفاذ صبر:
-دي أوامر عمي يا نورسيل ومكنش ينفع أرفض.
رمقتها الآخري بغيظ وقالت:
-كان المفروض تقوليلي علي الأقل ؟
مطت الآخري شفتيها يتهكم وهتفت:
-علي أساس إنك هادية وهتتقبلي الموضوع عادي مش هتقومي الدنيا كده.
نظرت إلي الجهة الآخري بغيظ وصمتت.
هزت نايا رأسها بقلة حيلة وتحدثت:
-نورسيل شيلي إلي في دماغك يا حبيبتي ربنا يرضي عنك أنا خائفة عليكي أنا مليش غيرك.
رق قلب نورسيل وألتفت لها وضمتها بحب وتمتمت في أذنها بهمس:
-أنا بخير متقلقيش عليا متخافيش.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
مرت الأيام التالية بسرعة البرق أنتهي فيها شادي من تجهيز شقته الجديدة وفرشها ونقل أغراضه الخاصة بها وعاد إلي الصعيد مرة آخري قبل عقد القران بيوم واحد فلن تكون هناك أي مظاهر للإحتفال عقد القران وإطعام الفقراء لا أكثر وبعدها سيأخذ عروسه ويعود بها إلي القاهرة ونفس الأمر بالنسبة لإبنة عمه نورسيل ويوسف.
أما شريف فأصبح يذهب إلي الأرض كل يوم يكتفي بمشاهدتها من بعيد لا أكثر لا يدري لما يأتي إلي هنا كل ما يعرفه أنه يرغب في رؤيتها لا أكثر رغم أنه لم يظهر منها سوي عينيها لكنها كفيلة بإذهاق قلبه.
بينما نورسيل ظلت حبيسة غرفتها بإستمرار لا تريد رؤية أحد تشعر أن الجميع يضغط عليها بشدة ، وتولت نايا ضب جميع الأغراض التي إشترتها بالحقائب وكذلك أغراض نورسيل التي من الممكن أن تحتاج إليها فيما بعد .
❈-❈-❈
وعلي الجانب الآخر أنهت عهد شراء ما تحتاج إليها بمعاونة والدتها وشقيقتها الكبري ، أما يوسف فهو لم يعبئ بأمر الزفاف من الأساس ويباشر عمله وكأن الأمر لا يعنيه كأنه ليس هو من سيتزوج بعدة عدة أيام فقد ترك المسؤولية كاملة لوالدته حتي هي من قامت بشراء شبكة العروس بناء علي طلبه ، بينما عدي فهو أصبح يتهرب دائماً من التواجد مع شقيقه يشعر كأنه خائنا عندما يفكر فيها لكن ليس علي القلب سلطان فهو قد وقع بحبها وأنتهي الأمر.
❈-❈-❈
في صباح يوم عقد القران وصلت السيارت التي تقل عائلة المغربي إلي القصر الخاص بهم وترجل الجميع إلي الداخل بينما ظل علي وعدي بالخارج برفقة الجزارين من أجل ذبح الذبائح من أجل إطعام الناس…..
في غرفة عهد..
تجلس عهد أمام إخصائية التجميل تقوم بوضع الميك أب الخاص بالزفاف فرغم أنه لم يقام زفاف فقام يوسف بفعل ما بوسعه ولم يتهاون بشئ من أجل إسعاد شقيقته فقام بعمل حفل حناء لها كبير برفقة أصدقائها ، بينما يجلس إلي جوارها عليا التي تطالعها بحب من حين لآخر وتتابع كذلك أطفالها .
في الأسفل تقف صفاء وفوزية وبرفقتهم أميرة زوجة عامر في المطبخ يتابعون الطباخين حتي يكون كل شئ علي خير ما يرام.
❈-❈-❈
يجلس في مكتبه يشرب سيجاره ويطالع حاسوبه الخاص يتابع عليه أعماله بتركيز شديد.
قطعه طرق علي باب الغرفة ودلوف عمي قلب عينه بضجر وقال:
-أهلاً يا عمي أتفضل.
جلس عوني وأردف بغيظ:
-أوعي تقولي إنك هتروح تجيب العروسة زي ما بيقولوا ؟
إبتسم يوسف ساخراً وهتف:
-أمال المفروض أعمل أيه ؟
ردد عوني بغرور:
-إبن عمها يجبها وهو جاي ياخد عهد.
ضحك يوسف ساخرا وأردف :
-عمي أنا هقوم ألبس عشان نروح المسجد عشان كتب الكتاب ياريت حضرتك كمان تجهز صحيح بعد كتب الكتاب هروح أنا وعلي وعدي نجيب العروسة وشادي هيجي معانا ياخد عهد الناس تاكل وهنسافر علي طول بعد اذنك نهض يوسف وغادر الغرفة تاركاً عوني يتأكل غيظاً .
❈-❈-❈
مع إقامة صلاة المغرب وقف الجميع خلف الإمام من أحل صلاة المغرب ومن ضمنهم مدير الأمن وكيل النائب العام الذين جاءوا لحضور عقد القرآن خوفاً من أن يحدث أي شئ.
أنقضت صلاة المغرب وجلس المأذون في المنتصف بين يوسف و سالم لعقد قرآن آولا وما أن إنتهي نهض سالم وجلس شادي بدلاً منه واضعاً يده بيد شادي تطلع المأذون وبدأ مراسم عقد القران الآخر.
بعد مرور بعض الوقت نهض يوسف وصافح شادي وضم كل منهم الآخر كعلامة علي الصلح وصفاء النية وبعدها سلم يوسف علي سالم وشريف الذي وافق علي مضض وكذلك عوني الذي نظر له يوسف محذراً ألا يفعل شئ.
إنتهي الجمع وعادت عائلة يوسف إلي قصرهم بينما ظل يوسف وعلي فقط من أجل الذهاب لإحضار عروس يوسف أولاً….
❈-❈-❈
دلفت نايا الغرفة والتي ما أن وقع بصرها علي شقيقته التي ترتدي عباءة سوداء وحجاب أسود وغطت وجهها بغطاء أسود صرخت بصدمة مما جعل زوجة عمها تصعد بلهفة لتري ماذا هناك لتجحظ عين الآخري مرددة بعدم تصديق:
-أيه إلي أنتي لبساها ده ؟ أنتي أتجننتي !
زفرت نورسيل بحنق وقالت:
-ماله لبسي إن شاء الله ؟
الرد جاء من سالم الذي حضر للتو من أجل إحضارها وجدها بهذا المنظر المخزي :
-أيه إلي أنتي لبساه ده يا بتي ؟ عايزة تفضحينا وسط الخلج؟
دبت الأرض بغل وهتفت:
-مش هغير العباية مش عاجبه يمشي أنهت جملتها وربعت ساعديها ببرود.
إقترب منها عمها وما كان رده سوي صفعة مدوية جعلتها تتهاوي أرضاً ركضت نايا علي الفور تجاهها تضمها بلهفة بينما إقتربت وصفية من زوجها وأردفت معاتبة:
-ليه إكده بس يا حاچ ؟
تحدث بإنكسار:
-كان لازما ده يحصل من زمان كلمة واحدة يا بت أخوي جسماً بربي أنا ما غيرتي الجرف ده ولبستي الفستان هتكون جنازتك مش زفتك…..
الفصل العاشر
أحياناً نأسي علي من نحبهم ونضع الحواجز بيننا وهذا من أجل مصلحتهم فقط لكنهم لا يدركون هذا ،وينتهي المطاف بإبتعادهم عنا يأتي اليوم الذي سيعودوا فيه إلي سابق عهدهم معنا عندما يعلموا أن ما فعلناه من أجلهم فقط.
أتعلم معني الخذلان ؟
"أن يأتيك الآلم من شخص لم تنتظر هذا منه بيوما من الآيام لسبب تجهله أنت "
تطلعت إلي عمها بأسي فهو لم يرفع صوته سابقا عليا والأن لم يرفع صوته عليها فحسب بل قام بصفعها وتهديها من أجل هذا المدعو بزوجها.
بدلت نايا نظراتها بين شقيقتها وعمها وتحدثت بلهفة خوفاً علي شقيقتها من بطش عمها :
-أتفضل أستني يا عمي عشر دقايق بس وتكون جاهزة.
تجاهل سالم الرد عليها ورمق نوسيل بتحذير وهتف متوعدا:
-جسما بالله أن ما چهزتي يا بت أخوي لأنفذ تهديدي وياكي سمعاني ؟
أجابت نايا علي الفور :
-حاضر يا عمي حاضر.
خرج سالم من الغرفة بينما رمقتها وصفية معاتبة وغادرة خلفه إلي الخارج خلفه….
❈-❈-❈
في المندرة يجلس يوسف مع علي وشادي في إنتظار حضور العروس بينما في الخارج يجلس مع الرجال يتناولون الطعام.
تطلع علي في ساعته وتمتم بحيرة:
-لسه بدري ؟ أحنا كده أتأخرنا !
هتف شادي بتفهم وهو ينهض من علي مقعده:
-هقوم أشوفهم.
هز يوسف رأسه نافياً وقال:
-لا خليك مفيش داعي سيبهم علي راحتهم.
جلس شادي مرة آخري بصمت تام.
إقترب علي من شريف وهتف متسائلاً:
-هو عدي فين ؟
أجاب يوسف بتوضيح:
-رجع معاهم.
قطب جبينه بحيرة وتمتم:
-غريبة دي !
رفع يوسف كتفيه بالامبالاة وقال:
-علي راحته .
أماء علي رأسه متفهما وقال:
-تمام.
❈-❈-❈
جلس علي أحد المقاعد بإنكسار ووضع رأسه بين كفيه وقفت زوجته جواره وهتفت بحزن:
-بزيداك يا حچ إلي بتعمله في حالك ده ميرضيش ربنا عاد.
رفع رأسه وتحدث بخزي:
-نورسيل عايزة تكسرني يا حاچة وتجيب لينا العار.
هزت وصفية رأسها بحزن وقالت:
-لأ يا حاچ متجولش إكده أنت عارف نورسيل بتحبك جد ايه هي بس السكينة سرجها.
رمقها بتهكم:
-وهتفضل سرجها لوجت أيه خلاص بجي چوزها جدام ربنا وجدام الناس يبجي ملوش عادة إلي بتعمله ده ولدي الله يرحمه وأما جبلت النسب وخيرتها بينها وبين أختها وهي وافجت يبجي مظلمتهاش يا ناس ليه بجي عايزة تصغرنا إكده وسط الخلج وتخلينا مسخرة .
تنهدت وصفية بأسي وردت:
-عيلة صغيرة يا حاچ متعتبش عليها بكره تفوج من نفسها أطمئن أنت وجول يا رب.
نظر إليها قليلاً وهتف بحزن:
-يارب.
❈-❈-❈
نهضت نايا وساعدتها علي وقوف وساعدتها في نزع ملابسها والآخري تقف بين يديها بآليه تامة تركتها تفعل بها ما تشاء لا تقدر علي التفوه بشئ يكفي ما حدث ستسمع إلي حديثهم وتتركهم يفعلوا بها ما يشأوا فالأمر قد إنتهي وأصبحت هي كالشاه الي تساق إلي ذبحها .
فاقت من شرودها علي صوت شقيقتها التي قالت بحزن:
-ليه تعملي في نفسك كده يا نورسيل حرام عليكي إلي بتعمليه في نفسك وفينا ده يا حبيبتي خلاص جوازك بقي بإرادتك يا حبيبتي عمي خيرك وأنتي وافقتي يبقي خلاص شيلي بقي موضوع التار ده من دماغك لأنه لا هيقدم ولا هيأخر وبلاش تسمعي لشريف عشان مترجعيش تندمي ده جوزك يا حبيبتي أنا خلاص قفلت الفستان أقعدي علي الكرسي ألف ليكي الطرحة وأداري الحمار ده بأي حاجة قالتها وهي تشير إلي وجنتيها.
لم تنطق نورسيل بحرف واحد إنما جلست علي المقعد تاركة شقيقتها تلهو بها كأنها عروس مارونيت بين يديها.
بعد دقائق مرت كالسنوات علي نورسيل إبتعدت عنها نايا وهتفت بعين تلمع من الحب:
-زي القمر يا حبيبتي بصي لنفسك في المراية.
لم تلقي حديثها بالا وظلت شاردة في ملكوتها ، تنهدت نايا بقلة حيلة وإقتربت منها وأنزلت الطرحة علي وجهها بحنان .
تطلعت لها لثوان قبل أن تردد بحذر:
-أنا خلصت يلا عشان نخرج لعمي؟
أكتفت بالصمت ونهضت بآلية أمسكت نايا يدها بحنان وهي تضغط عليها بخفة تؤكد لها أن تدعمها وستظل بجانبها دائما فتحت الباب وخرجوا سويا نهض سالم ما أن رأهم وإقترب منها ورفع الغطاء عن وجهها وسم الله وقبل جبينها وهتف بحزن:
-مش بيدي يا بتي أني أجسي عليكي أنا خايف عليكي يا بتي.
إنتظر ردها لكن خاب أمله ولا ترد عليه تنهد بقلة حيلة وأنزل الغطاء علي وجهها مرة آخري وأمسك يدها الطليقة متجها بها الي الأسف واليد الآخري بيد نايا.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية
يجلس جوار عمه وزوج شقيقته وسط الرجال وهو يرسم إبتسامة بسيطة علي وجهه يحاول أن يهدئ ما بداخله فهو يشعر أن هناك بركان قوي علي وشك الثوران داخل قلبه لا يعلم متي وكيف أحبها ولكن هذا الحب خيانة لشقيقه لكن ما بيده فهو لا يدري كاذا سيفعل عندما يراها بيد شقيقه الأن أو يخيل إلي عقله ما سيحدث بينهم عندما يصل بعقله عند هذه النقطة تتأجأج النيران بداخله .
قبض علي يده بقوة حتي شعر بأظافره تغرس في كفه يحاول أن يهدأ من نفسه بشتي الطرق فهو يريد شئ واحد الأن أن يصرخ بأعلي صوتي حتي تقطع أحباله الصوتية لعل هذا يطفئ لو قليلا من النيران التي يشعر بها الأن .
❈-❈-❈
وقف سالم أمام المندرة ونظر نظرة آخيرة إلي نورسيل وتوجه بنظراته إلي نايا وتحدث أمراً:
-خليكي أنتي إهنه يا بتي مع مرت عمك.
تركت نايا يد شقيقتها بحزن وتنحت جانبا.
آخذ سالم نفسا عميق وتوجه إلي داخل المندرة ونورسيل في يده .
فور أن دخلوا إلي المندرة نهض الجميع علي الفور إقترب سالم من يوسف وتوقف أمامه وهتف بأسي:
-بتي أمانة عنديك يا والدي.
أومئ يوسف بهدوء وقال:
-في عنيا يا حاج أطمئن .
تنهد سالم براحة نوعاً ما بعد أن تلمس الصدق في صوته وهتف بإمتنان:
-تعيش يا ولدي.
تنحي سالم جانباً مفسحاً المجال إلي يوسف كي يري عروسه خطي يوسف خطوة إلي الأمام وأمسك الغطاء وقام برفعه من علي وجهها .
رباه من أين لكي بهذا الجمال يا فتاة من المؤكد أنني أحلم أو أنك حورية من الجنة قد جاءت إلي الأن أو أنني في حلماً الأن وليس حقيقة .
هذا ما قاله يوسف داخله من وقع بصره عليها فاق من شروده وإقترب منها ببطئ كي يقبل جبينها تراجعت للخلف عدة خطوات إنتبه الجميع إلي فعتلها لكن هذا لم يردع يوسف إقترب منها مرة آخري وثبت جبينها بيده ورمقها بعينيه محذراً وقبل جبينها برفق وإبتعد مرة آخري وأنزل الغطاء عن وجهها وألتفت إليهم مردداً بأمر :
-يلا بينا يا شادي عشان أتأخرنا.
أجاب شادي علي الفور:
-تمام هخرج لشريف يجهز العربية.
هتف علي هو الآخر :
-وأنا هاجي معاك أجهز عربيتي.
تحرك الإثنان وهتف يوسف بإستئذان:
-هنتحرك يا حاج سالم محتاج حاجة ؟
هز شالم رأسه نافياً وقال:
-مش عايز منيك حاچة يا ولدي غير تاخد بالك منيها.
تنهد يوسف وهتف:
-تمام يا حاج يلا سلام عليكم.
رد سالم بحزن:
-وعليكم السلام.
أمسك يوسف يدها وحاولت هي إبعاد يده عنه لكن ضغطة قوية من الآخر جعلتها تأن بألم وتضطر أن تصمت الأن من أجل عمها فقط.
غادروا إلي الخارج وأطلقت الأعيرة النارية من الغفر بالخارج قادها يوسف إلي سيارته وفتح الباب الخلفي كي تدلف إلى السيارة.
هتفت بضيق:
-هركب مع ولاد عمي .
إستمع إلي صوتها جيداً من أسفل الغطاء ولكن ما كان رده إلي أن أدخلها السيارة عنوة هامساً في أذنها:
-أركبي ومسمعش صوتك فاهمة.
جلست علي مضض وإتجه هو الي المقعد الأمامي جوار علي وركب السيارة بصمت تام.
شعر علي بتوتر الأجواء وكذلك غضب يوسف الظاهر بوضوح علي معالم وجهه فهتف متسائلا حتي يهدئ من الجو المشحون:
-أتحرك ؟
رد يوسف بإقتضاب:
-أه توكل علي الله.
أماء علي بتفهم وقاد السيارة متهجاً إلي قصر عبد الرحمن المغربي.
وخلفهم سيارة شادي التي يقودها شريف علي مضض وجواره شقيقه فرغم مقطه إلي هذه العائلة لكن لن يترك شقيقه الأصغر في يوما كهذا.
❈-❈-❈
أسفل أحد الأشجار القريبة نوعا ما من قصر سالم الشافعي توقفت حنين تراقب من بعيد فاليوم هو عقد قرآن يوسف المغربي كما تود أن تشكره علي ما فعله معها فهو من أنقذها من براثن هذا الذئب الغير أدمي.
تنهدت براحة بعد أن رأت سيارة يوسف تغادر قصر الشافعي والعروس تجلس بالخلف وسيارة آخري يقودها هذا الشريف الذي لا تعلم لما أصبح يشغل حيزا من تفكيرها الأن ولما يراقبها دائما تخشي أن يكون مثل شقيقه ولكن ما باليد حيلة ليس بمقدورها أن تترك عملها فهي بحاجة إلي المال بشتي الطرق فحالة والدها تزداد سوءا يوم بعد يوم….
❈-❈-❈
وصلت السيارات ووقف عامر لإستقبالهم وبرفقته عدي فعوني رفض إستقبالهم ولم يستطيع عدي أن لا يقف في إستقبال شقيقه ويكون إلي جانبه مهما كان هذا الأمر صعبا بالنسبة له ويؤلمه يوسف ليس شقيقه فحسب بل هو الأب الروحي والمعلم الآول له.
تعالت الأعيرة النارية إحتفالاً بوصول كبير عائلة المغربي وعروسه.
ترجل علي من السيارة وكذلك يوسف الذي إتجه إلي المقعد الخلفي وقام بفتح الباب لها مد يده كي يعاونها علي الهبوط من السيارة ولكن تجاهلت هي يده الممدودة وترجلت من السيارة بصعوبة وهي تحمل فستانها بصعوبة .
سحب هو يده وتمتم داخله مستغفراً حتي لا يفقد صبره عليها الأن ويحدث ما لا يحمد عقباه.
ترجل شادي أيضاً ولكن شريف ظل بالسيارة فهو لن يخطوا خطوة واحدة في هذا القصر الملعون.
إقترب عامر وعدي من يوسف وقدموا له التحية ضم يوسف شقيقه وهتف موبخاً :
-كده بردوا متجيش معايا ؟
تحدث عدي بإرتباك وهو يتهرب من نظرات شقيقه:
-كان لازم أجي عشان الرجالة وكمان لو ماما والبنات محتاجين حاجة.
أومي يوسف برأسه متفهماً وقال:
-ماشي يا حبيبي يلا ندخل عشان نسلم عهد لعريسها.
أجاب عدي علي الفور:
-تمام .
إقترب من شادي ورحب به وإتجه يوسف إلي الداخل جواره نورسيل التي تكاد أن تنفجر من كثرة الغيظ.
وخلفهم عدي وشادي وعامر وعلي.
❈-❈-❈
وقفت صفاء وبرفقتها فوزية وعليا وأميرة زوجة عامر وإبنة خالتهم في إستقبال يوسف وعروسه ما أن إستمعوا إلي صوت الطلق الناري بالخارج.
إقترب يوسف من والدته وقبل يدها ورأسها بحب ضمته الآخر بحنان وكذلك سلم علي زوجة عمه وزوجة إبن عمه وإقترب من شقيقته الصغري يضمها بحب .
تطلعت صفاء إلي العروس بفضول شديد وجدتها تقف علي بعد منها وجوارها شادي بينما باقي الشباب إقتربوا من يوسف.
ذهبت صفاء تجاه العروس وهتفت بحب:
-واقفة بعيد ليه يا حبيبتي.
ذهب يوسف خلف والدته علي الفور قبل أن تقوم هذه الحمقاء بفعل أي شئ أمام والدته هتف يوسف بإبتسامة وهو يشير علي شادي:
-ده شادي يا أمي جوز عهد.
ألتفت له بإبتسامة وقالت:
-ألف مبروك يا حبيبي.
إبتسم شادي بإحترام ورد:
-الله يبارك في حضرتك.
تمتمت صفاء بفضول :
-ممكن بقي أشوف عروسة أبني ؟
هتف يوسف ضاحكاً:
-أتفضلي يا ست الكل.
رفعت الغطاء عن وجه نورسيل وثوان وظهر أمامها وجه نورسيل رغم ظهور معالم الغضب علي وجهها إلي أن صفاء أرجعته أن العروس تخجل لا أكثر.
هتفت صفاء بإبتسامة:
-بسم الله ماشاء الله زي البدر في ليلة تمامه.
إقتربت منها وقامت بضمها بحب لم تبادلها نورسيل شئ فقط جسد متصنم لا آكثر.
إبتعدت عنها وغمغمت بحيرة:
-أنتي كويسة يا بنتي ساكتة ليه ؟
رد شادي بتدارك موقف نورسيل:
-هي كويسة بس مكسوفة يا طنط.
أومأت له بتفهم بينما زفر يوسف بنفاذ صبر .
إقتربت عليا وقامت بتعريفها بنفسها ورحبت بها وكذلك أميرة وفوزية.
وهي لم تنطق بحرف واحد وأكتفت بهز رأسها لا أكثر.
يقف في مكانه مصدوم مما يري أغلق عيناه وفتحها أكثر من مرة عله يتوهم إذا كانت هذه هي عروس شقيقه فمن تلك الفاتنة التي رأها فهو علي علم أن شريف ليس متزوج هو الآخر فمن الممكن أن تكون شقيقته أو شقيقة زوجة شقيقه وعندما وصل عقله إلي هذه النقطة .
فاق من شروده علي صوت شقيقه أجاب :
-نعم يا يوسف.
هتف يوسف أمراً:
-هات عهد من فوق يا عدي.
أماء عدي بتفهم وقال:
-حاضر يا حبيبي.
صعد عدي إلي أعلي بينما تطلع يوسف إلي شقيقتة وأردف بهدوء:
-طلعي نورسيل الأوضة فوق ترتاح قبل ما نسافر القاهرة.
إبتسمت عليا وهتفت بإيجاب:
-حاضر يا حبيبي.
ألتفت إلي نورسيل:
- وقالت يلا يا حبيبتي تعالي معايا.
تحركت نورسيل معها علي مضض متجهين لأعلي.
تنهد يوسف وقال:
-تعالي أقعد يا شادي عقبال ما ينزلوا.
ما كاد أن يتحدث شادي إلا وترجل عدي وبرفقته عهد ووجه مغطي بطرحتها هي الآخري.
إتجه لهم يوسف وقام بتقبل جبين شقيقته من فوق طرحتها وهمس في أذنها:
-مبروك يا أجمل عروسة متشوق أشوف وشك بس هسيب الطلعة دي للعريس يرفع هو الطرحة .
قام بشبك يدها الطليقة بيده وعدي باليد الآخري وإتجه إلي شادي واضعا يدها بيده وهتف محذراً:
-مش محتاج أوصيك.
ضحك شادي بخفة وقال :
-لأ أطمئن في عنيا.
تنهد يوسف براحة وإبتعد عدي عن شقيقته هو الآخر مفسحين له المجال لرؤية عروسه.
رفع شادي الطرحة بتمهل وتطلع لها بصدمة من كتلة البراءة التي تقع أمام عينه إبتسم براحة ورفع رأسها بأطراف أصابعه وقام بتقبيل جبينها برقة وإبتعد عنها متما بإبتسامة:
-مبروك يا عروسة.
إبتسمت وهتفت بخجل:
-الله يبارك فيك.
أنزل شادي الغطاء مرة آخري علي وجهها وهتف بإبتسامة:
-طيب هروح البيت عشان الأهل يشوفوا العروسة وبعدين نتقابل كمان ساعة عند مدخل البلد.
أومأ يوسف بإيجاب:
-تمام في إنتظاركم.
ودعت عهد والدتها وأشقائها وولجت إلي الخارج برفقة زوجها ووالدتها وأشقائها عاونتها والدتها علي ركوب السيارة بعد ان قامت بتوديعها بحزن.
ركب شادي في الأمام جوار شقيقه الذي كان ينظر لهم بضيق شديد يود أن يترحل من سيارته ويفرغ طبنجته بجسد هذا الخسيس يوسف غادر شريف بعد إنتهاء حفلة التوديع الساخرة بالنسبة إليه وهو يخطط شئ في عقله عازما علي تنفيذه.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
وصلت السيارة إلي قصر الشافعي وكالعادة أرتفعت صوت الأعيرة النارية ترجل شريف متجها الي الداخل بينما عاون شادي زوجته علي الترجل من السيارة ودلفوا سوياً الي الداخل.
كان الترحيب بعهد مماثل للترحيب بنورسيل فقد أغرقتها صفية هي الآخري في حنانها وكذلك سالم الذي رحب بها بشدة هو الآخر وكذلك نايا التي شعرت بالآلفة تجاهها بينما وقف شريف يشاهد ما يحدث متهكما إلي أن جاءت اللحظة الحاسمة .
نهض شادي وأردف مستئذناً بعد أن عاون عهد علي النعوض:
-بالإذن أحنا يا بوي عشان ألحج أسافر مصر.
تسافر وين يا خيي أنت هتجضي الليلة هنا وتدخل كومان علي العروسة إهنه.
إنكمشت عهد بخوف من طريقة هذا الفظ الذي لم تستريح لنظراته بتاتاً.
قطب شادي جبينه مستنكراً وقال:
-أنت بتقول أيه شريف أفضل هنا ليه ودخلة أيه إلي حضرتك بتتكلم عنها إن شاء الله ؟
إبتسم شريف وهتف ساخراً :
-لا وحياة أبوك كلمني صعيدي ولا لحجت العروسة تعوچ لسانك عاد ؟
صاح شادي بعصبية:
-شريف حافظ علي كلامك واعرف أنت بتقول أيه.
تحدث شريف متحدياً:
-أنا عارف زين أنا بجول أيه يا ولد أبوي أنتي مش هتمشي من إهنه واصل غير ما تدخل علي عروستك إهنه أو نجيب حكيمة تطمنا عليها يمكن لبسوك ولاد المغربي في عروسة معيوبة.
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا