رواية جبروت صعيدي الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس للكاتبة سامية صابر كاملة
رواية جبروت صعيدي الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس للكاتبة سامية صابر كاملة
فتاة ليل تفعل ما يحلو لها وما هو على هواها، لتكون بين ليلة وضحاها زوجة فى بيت الصعيدي، لتعيش مع جبروته، وما علمك بجبروت الصعيدي، الى ماذا ستؤول الاحداث بينهم.
أربع فتيات تقابلت حكايتهم مع أربع رِجال.. الى ماذا ستؤول بينهم الاحداث وكيف يكون رأى القدر معهم..؟
شخصيات الرواية
عائلة الحاج يونس
- الحاج يونس. رجُل ذو وقار وهيبة وهُو شيخ في القرية التي يوجد فيها، رجُل حنون وطيب وذو كلمة صارمة.
الحاجة فتحية زوجتة امرأه طيبة وجميلة.
- ابنهُ الاكبر، فاروق يعمل في الشركات الخاصة بهم ولكن يعمل في المقر الموجود في الصعيد، لتصنيع اللحوم والالبان، رجُل طيب جميل ذُو قلب من ذهب ولكن عند الغضب ينقلب.
- ثُريا زوجة فاروق وحبيبة عمره منذُ زمن بعيد عاشا مع بعضهم 6 سنين يعشقون بعضهم بشدة ولديهم طفل يُدعي يونس على اسم جده.
- الابن الثاني ؛ ياسين يعمل ك طبيب في القرية التي يمكثون بها، يمتلك قلب من ذهب مثل اخيه ووالده ما زال اعزب للآن.
- الابن الثالث ؛ حَسنْ يرأس شركات العائلة في اكثر من مدينة وهو من فتح لها فروع وكبر العمل، يمتلك قلب من فولاذ لا يلين، قاسي وكلمته سيف على رقبة الجميع، عكس الجميع في طباعه؛ صعيدي يمتلك جبروت ليس عِند أحد. .
- الابن الأخير ؛ باسل كسول ولا يُحب العمل، مشاغب ومُشاكس يعشق الفتيات بشدة مازال يُعيد في الجامعة.
عائلة عُمران.
- ابنته الكُبرى، عِطرُ مُطلَّقة ولديها طفلة صغيرة، تعمل ك مُمرضة، تمتلك ملامح جميلة ورقيقة وطيبة ولديها قلب رهيف، خجولة كثيراً.
- ابنتهُ الثانية ؛ مُهرَّة فتاة مُشاغبة ومُشاكِسة، تتعاطي المُخدرات عنداً في ابيها، تفعل جميع المعاصي والأخطاء التي لا تُغفر. عنيدة ومغروره ولديها نوع من الكبرياء لا يتحداه أحد.
- الابنة الاخيرة ؛ عهِد تمتلك ملامح طفولية عكس شخصيتها المُشاغِبة التي تمتلكها.
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الأول
فى مدينة أسيوط إحدي قري الصعيد، حيثُ الاضواء والزينه في قصر الحاج يونس عبد السلام، يجلس في المُنتصف وخلفه الكثير من رجال القرية، إنها وليمة لأجل زواج ابنهُ الثالث حَسنْ..
بينما في الداخل عالم النساء الخاص بهم، تجلس زوجته فتحية وسط نساء القرية تضع امامهم الاطعمة قائلة بطيبة
=كلوا يا ولاد بالهنا والشفاء نجيلكم في الأفراح.
دلفت المطبخ قائلة بنبرة هادئة.
-يلا يا ثُريا شهلى شوية عايزين نخرَّج الاكل للرجالة اومال..
-عينيا ياما.
تخطى فاروق النساء وهو يخفض بصره ثم دلف الى الداخل تقف زوجته بمفردها ترتدي عباءة فضفاضة وملابس راقية تليق بها أحاط خصرها بين احضانهُ بشغف وحب واهتمام قائلا
=حبيبت قلبي اللى نفسي استفرد بيها شوية على جنب كدا..
-يالهوي عيب يا فاروق إبعد شوية مينفعش كدا افرض حد شافنا..
-وحشتيني اوي ومش عارف اتلم عليكِ، اعتبرينى ديك واهتمى بيا..
-فاااروق اطلع برا مع الرجالة وسيبني اشوف حالى ووعد والله هنسهر النهاردة وأهتم بيك بس نخلص الفرح الاول.
عبس قليلا ثم اختطف قبلة من على شفتيها بحب
=ماشى يازوجتى الحبيبة.
ولج الى الخارج بينما هي ضحكت بفرحة ف كُل زوجة تعشق اهتمام زوجها لها وحبهم لبعضهم البعض بحميمية..
في حين راقبتهم تلك الشيطانة التي تدعي وفاء وهي التي تعشق فاروق ولكنه لم يحبها وتزوج بغيرها، أخرجت من جيب العباءة الخاصة بها كيس غريب يبدو ك عملَ قالت بغضب وغل
=هنفرقوكوا عن بعض، الحب دا هينتهى ومش هيبقى موجود خالص. هخليكم تندموا على اليوم اللى اجتمعتم فيه بس الصبر وهيبقى معايا وليا يا ثريا الكلب..
تحركت للامام ثم وضعتهُ في كوب الشاى الخاص ب فاروق ثم أخذت الاكواب وولجت الى الداخل وضعت الاكواب امام الرجالة وناولت فاروق الكوب ليشكرها بإحترام غاضض بصره..
فهو يعرف الله ولا يري سوي زوجته وعشقه، تناوله على رشفة واحدة حامدًا الله ف ابتسمت وفاء بغل وحقد شديدين..
فى الاعلى ؛ قامت بالقاء شيء سميك على المرآة لتتكسر الى أشلاء صغيرة متحطمه صارخة فيهم بغل.
=مش هتجوزه، انا مش سلعة عندكم، مش هتجوز خالص وبالذات المتخلف الحيوان دا..
قالت عِطر بتنهيدة
=إهدي يا مُهرَّه أبوس ايدك علشان خاطرى اهدي ممكن تهدي؟، مفيش غير الحل دا لازم تتجوزي وتطلعي م الحالة اللى انتِ فيها.
-حالة اييييي انا مش مجنونة انتوا اللى كلكم مجانين وعايزين تغصبونى علي حاجة مش عايزاها.
نطقت عهد بقلق.
=يا مُهرَّة انتِ بتعملى حاجات غلط شرب وخمرا ورجالة ودا. دا زنا يعتبر واخر حاجة عملتيها كُنتِ هترمى نفسك من برج القاهرة عايزة ايه تاني اكثر من كدا..
-محدش ليه دعووووة فاهمين. انا اتربيت علي كدا وهفضل كدا مش هتغير ابداً، وانا معملتش حاجة غلط لكن انتوا كلكم غلط في غلط منكم لله..
حاولت تخطيهم والخروج ولكنهم حاولوا منعها لكنها ازاحتهم بكف يديها الخِشنْ بكل ما اوتيت من قوة، فجأةً دلف حَسنْ يقف امامها يمنعها من الخروج، ف كانت عصفورة مقابل أسد فهو كان ضخم وسد عليها الخروج تماماً.
رفعت وجهها اليه بأعيُن غاضِبة
=لو حاولت تمنعني هقتلك فاهم، انا مش هتجوز واحد زيك مهما حصل ابداً..
لم يتحدث اطلاقا وظلت يديه خلف ظهره ورافع وجهه في الاعلى نطق بعدها بنبرة صارمة قاسية.
=ارجعي مكانك زي الشاطرة، بدال ما هتلاقى الوش الوسخ..!
=انت انت متقدرش، ت. تعمل اى حاجة فاهم ولا اي حد، دي مش صفقة جواز ولا سلعة وبيعه ابعد عنييي.
حاولت الخروج وتخطيه الا انه حملها فوق اكتافه وكأنه يحمل طفلته المدللة القي بها على الفراش تحت نظرات شقيقتيها المذعورتين، قيد يديها في الفراش وهي تصرخ وتتحرك بعشوائية صارخة، وقفت عهد في احر الباب بخوف وبجانبها عطر التي لم تستطيع منعه ف شقيقتها تخطت الحدود المطلوبة..
قال حَسنْ بصوت آجش بعدما انتهى من ربط مُهرَّة
=انزلم تحت وبلغوا انى العروسة والعريس هينزلوا بعد شوية..
نطقت عطر بتوتر
=بس..
رمقها حَسنْ بنظرة قوية لتهز رأسها وتخرج مع عهد الخائفة التي قالت لها بصوت هامس
=صراحة دا مش انسان دا حيوان انا خوفت منه اوي ما بالك بقا مُهرَّة..
=هى اللى جابته لنفسها بعاميلها السوداء، يارب عدي الليلة دي على خير يارب..
بينما في الداخل ظلت تهز بنفسها وتهز الفراش معها قال بنبرة قوية.
=اسمعى يا بنت الناس. يمكن انتِ لسه متعرفيش مين هُو حَسن العسالَ، ولا طبعى ايه. انتِ النهاردة مراتى مرات الصعيدي يعنى لازم فيه اصول وحاجات تمشى عليها، وساختك اللى كانت زمان تتنسي، تنسى ابوكي وامك وعائلتك كلها دلوقتي بقيتى في بيتى وملكى، تشتغلى زيك زي نسوان القصر وتسمعي كلامى واوامرى، كفاية انى هاخدك وانتِ خاطيه ووسخه وكُنت بين احضان الرجال وانك مش بنت بنوت..
ولو عوزت اتجوز عليكى هتجوز مش هيكفينى فيكِ سنين، انا حذرتك اي حركة كدا ولا كدا هتلاقي نفسك مدفونه انا مبيهمنيش اي حد..
فك عنها الوثائق بغضب لتقول وهي تتنفس بصعوبة
=عشم ابليس في الجنة، بس طالما انك عايزنى اقعد هنا يبقى براحتك وافكرك انك بنفسك اللى هتمشينى اما تزهق منى، وانت هتطلقنى يعنى هتطلقنى..
=صح. فهمت مالكيش في الحلال. الحرام هو سكتك..
مسحت دموعها المتمردة على وجهها قائلة بنبرة قاسية.
=ايوا. طريقى حرام في حرام، وممكن قبل كتب الكتاب والفرح اللى مالوش لازمه ابسطك واعملك اللى انت عايزه..
حاولت فك ملابسها ببرود تام امسك يديها قائلا بغضب شديد
=لو كنتى سكتك الحرام ف انا اتربيت على الحلال. خلصى لبس وانزلى..
رمقها بإشمئزاز وتركها وخرج من الغرفة ولم يُنكر ان حالتها بدأت تجذب عقله، كيف ل فتاة ان تفعل ذالك دون حياء أو خجل..
بينما جلست هي على الفراش وصمت ساقيها اليها تتنفس بصعوبة قائلة.
=لازم اخد جرعة مش قادرة..
نهضت وهي تخرج من حقيبتها جرعة مخدرات اشتمتها بأنفها ووجهها بدأت ملامحه تتغير، ثم قالت بنبرة قوية
=هنتقم من الكل، مش هرحم حد وانت بنفسك هتطلقنى يا ابن العسال.
فى الاسفل..
جلس حَسنْ بجانب عُمرانْ والد مُهرَّة، ينتظر قدومها وعقله يفكر فيها وقرر ان يسأل والدها عن الحالة التي جعلتها توصل لهكذا..
بينما وقف ياسين يُرحب بالرجال الذي يتوافدون الى الداخل فقال له صديقه بغمزه.
=دي الممرضة الجديدة اللى هتشتغل في المستشفى صح..؟!
=شش مالناش دعوة يا عم. مش حابب الفت نظرها او اكلمها هنبقى مع بعض في البيت والشغل كام شهر وتخلص وتمشى مش حابب اختلط..
=انا مقولتش حاجة بس ضروري هتختلطوا، بس تصدق حلوة الصراحة اوى بس متجوزة يا عم ومعاها بنت مين هيرضى بواحدة زيها مُطِلَّقة، بس غريب فيه غبى يسيب لهطة القشطة دي؟!
=ما تحترم نفسك يا جدع. وتغض بصرك بطل قلة ادب، قعدتك في القاهرة نسيتك أصول بلدنا واحترامنا..
=يا واد يا جود بوي.
حدجه ياسين بنظرة قوية ثم راقب عطر التي تلعب مع ابنتها وتبتسم بحب ودلال لبعض من الوقت ثم صرف نظره الناحية الأخرى، ليس من عادته ان بتطلع في ست، ولن يسمح لنفسه فهى امرأة متزوجة على اي حال حتى لو منفصلة..
انتبه الجميع الى مُهِرَّة التي هبطت من الاسفل بفستان شيفون ضيق جدا ولبعد الركبة بقليل أظهر ساقيها الناعِمتان وفتحة صدرها، تفاجيء عمران بمظرها لينهض بقوة اليها يصفعها بغضب شديد قائلا
=ايه اللى لابسه دا يا
اوقفهُ حسن بغضب ثم خلع عبائته الخارجية ووضعها على مهرة ووضع الشال الخاص به على رأسها بإحكام قائلا بصوت هامس
=يوم ابوكى اسود..
التفت الى عمران قائلا بنبرة قوية.
=انا اسف يا عمى بس هي هتبقى مراتى دلوقتى وانا بس اللى من حقى اكلمها وأشوف هعمل ايه معاها..
جذب يديها بقسوة واتجه الى المقاعد وبدأت مراسم كتب الكتاب وبالفعل أصبحت زوجته شرعاً وقانوناً، وسط أجواء مضطربة متوترة، وبعد كثير من الوقت، أنصرف كُل منهم الى غرفته..
عمران صديق حسن في العمل بينهم عدة اعمال وتجمعهم صداقة قوية من فترة، وطلب من حسن زواج ابنته لانه اعتقد عندما تتزوج صعيدي وتكون في كنف رجُل سوف تتحسن ووافق حسن ولم يُحدد سبب موافقته، وقرر عمران ان يبقي في البلد لعدة اشهر مع بناته، والتحقت عهد بالجامعه الموجودة في البلد، والتحقت عطر بالمستشفى ك ممرضة لعدم وجود اطباء ومرضى كثيرون..
لذالك ذهب كل منهم لغرفته ف القصر كبير ومليء بالغرف..
ما ان دلفت مُهرَّة الى الغرفة والتفتت لتجد من ينظر لها بنظرة قوية شرسة، قال بغضب شديد
=ايه اللى عملتيه دا تحت؟! قدام الناس بتصغرينى، وبتبينى جسمك! انتِ تحمدي ربنا انى مكنش فيه حد غير ابوكي وابويا واخويا، بس انا بقا هربيكى من اول وجديد واعلمك الادب..
قالت بنبرة صارخة.
=هتعمل اى يعنى هاا ايييه، هتضربنى وتخلى جسمى ازرق وتجبرني ابقي محترمة؟! ولا هتحبسنى في أوضة ضلمة لشهور من غير اكل، ما تقلقش انا جربت كٌل انواع التعذيب..
اقترب منها ثم ازال عنها عبائته والشال وقطع جزء من فستانها قائلا
=هنفذ رغبتك واخليكى ملكى وبين ايدي النهاردة..
=انت. انت بتعمل ايه؟!
=بنفذ رغبتك بس في الحلال..
انهال عليها بتقطيع فستانها وهي تصرخ ببكاء مرير وذكريات من الماضى تلحق بعقلها..
ارتدت عهد منامه قُطِنية، ثم دلفت الى فراشها لتنام فيه بهدوء، ولكن بعد قليل من الوقت شعرت بشخصٍ ما يدلف الى الغرفة وهو يُتمتم بكلمات غير مفهومة والقى بحمله على الفراش بجانبها لتصرخ عهد بصوت عالي
=حراااامييييي.
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الثاني
ظلت تضربه بقوتها المعهودة الى ان ابتعد عنها ووقعت هي ارضا تُلملم فستانها حولها وهي تبكى بقهر وبشدة، تراجع هو للخلف قائلا بنبرة قاسية.
=كُنتِ عامله فيها من شوية شبح. دلوقتي رجعتى فجأة. ولا انتِ فعلا بتحبى الحرام، عموما انا ميهمنيش اي حاجة واصلا يوم ما أفكر مش هفكر المسك انتِ هتكون ست محترمة عليها القيمة، انتِ يكفيكي شرف خدتي لقب زوجتي لا اكثر ولا اقل، وزواجنا صفقة اصلا علشان شغلى ما ابوكي يمشي يا مُهرَّة، وادينى بحذرك تغلطي تاني، اتنيلي قومي غيرى.
نهضت بسرعة البرق الى المرحاض واغلقته بقوة وانهارت في المرحاض تبكي وترتعش وهي تتذكر الماضى بقساوته وحقارته..
انفصل عمران عن زوجته بعد خلافات عديدة، وكانت مهرة في سن صغير نوعاً ما متعلقة بوالدتها حقاً، ف اختارت البقاء معها مدي الحياة، بينما اختارت الطفلة عهد وعطر التي كانت كبيرة البقاء مع والدها..
والدة مُهرَّة إمرأة زانية وليعاذُ بالله، تلتقي مع الرجال في الغرف مٌقابل جزء من المال، وهذا ما اكتشفه عمران مؤخرا ولم يتحمل وطلقها وكان سيقتلها، رأت مُهرَّة تلك المشاهد القذرة اكثر من مرة، وكانت والدتها تعاقبها لانها رأتهم بالذل والضرب بأشد الانواع وأجبرتها في سن السادسة عشر ان تختلى مع الرجال وتكون مكانها، أدمنت كُل انواع المُخدر، والتقت مع كثير من الرجال، أصبحت نسخة من والدتها رغم انها تكره ذالك لكنها اعتادت..
حتى توفت والدتها وعلم والدها بالامر وقرر أخذها معه وحاول اكثر من مرة ان يعالجها، لكنها في اخر مرة هربت من المستشفى وكانت تلقى بنفسها من برج القاهرة، فقرر والدها ان يزوجها لرجل قوي يحكمها، ولم يرَ أقوي من حسن في شخصيته..
تركت نفسها اسفل الماء شاردة جامدة تحاول ان تكون قوية ولكن حسن هزها بما كان سيفعله اذاً لماذا خشيت رغم انها كانت تلتقي مع الرجال عادةً؟! حتماً هُناك سر!
انتهى حسن من تغيير ملابسه وغط في النوم على الفراش بينما خرجت هي بعدما ارتدت منامه قُطنية، وقالت بنبرة متعجرفة
=انت نايم على السرير ليه. وانا هنام فين؟!
=اترزعي في الارض. ولو سمعت حرف منك ليلتك مش هتعدي على خير..
حدجته بغضب وبقرف، ثم فرشت على الارض ونامت عليها وهي تتوعد لهم بالكثير ولم تعلم ان حسن قرر تربيتها من الاول وجديد.
نهضت عهد ورفعت الاباجورة لتضرب بها هذا الرجٌل على رأسه، نهض هو بتثاقل على أثر صوتها واشغل النور قائلا وهو يتدحرج
=ايه دا انتِ مين يا مرا..
=انت اللى مين يا حيوان يا كلب يا سافل، انت انت ازاي تدخل عليا الاوضة كدا يا حراامييي
=ششش اسكتي يا وليه. دي دي اوضتى انا، يعنى يارب يوم ما يبقي فيه واحدة نسوان في اوضتى تبقى البومة دي؟!
دلف ياسين على أثر صوتهم قائلا بدهشة
=الله يخربيتك يا باسل انت سكران تاني.
=مين مين المرا دي يا ياسين؟!
=اخرس خالص بدال ما انادي ابوك يرقعك علقه.
تابع ل عهد قائلا
=انا اسف يا عهد بس دى اوضة باسل وهو طبعا دخلها اصله ميعرفش انكم هنا ف انا اسف يعنى جدا هنخرج دلوقتي اسف لأزعاجك، واقفلى باب الاوضة عليكى كويس..
قال باسل بتثاقل
=لااااء اوضتااااي..
اخذه ياسين بصعوبة الى غرفته واغلقت عهد باب الغرفة بخوف قائلة
=باينها ايام سعيدة في البيت اللطيف داا.
انتهت ثريا من ارتداء قميص نومٍ أحمر اللون المُفضل لزوجها، ثم فردت شعرها وانتهت من تزيين نفسها، خرج فاروق من المرحاض يشعُر بضيق في نفسه ولا يعلم سبب ظل يستغفر قدر المستطاع..
اقتربت منه بدلال قائلة
=وفيت بوعدي اهو وهنسهر سواء..
نظر لها بضيق قائلا
=مش فايق يا ثريا تعبان وعايز انام..
=على فكرا انا من الصبح واقفة على حيلى وتعبانه، بس لانك طلبت منى نسهر سواء متأخرتش عليك وركنت تعبى على جنب!
=انتِ هتعملى حوار من غير حوار. يلا يا ستى تصبحي على خير..
تركها ونام على الفراش بضيق، بينما مسحت هي دمعه متمردة على وجنتيها بحيرة من تصرفات زوجها الغريبة، لم يكُن يوماً كذالك اطلاقا كان هو الباديء في كل شيء ويوم فعلت هي ذالك لم يهتم بها..
ابدلت ملابسها بنفس حزينة مكسورة وعادت الى الفراش تنام وهي تمنع نفسها من البكاء وبررت ان ربما يكون هناك شيء يضايقه فلن تضغط عليهِ..
فى صباح اليوم التالى..
القي حسن كوب ماء على وجهة مُهرَّة التي تنام ارضاً غارقة في نومها قائلا بنبرة قاسية
=قومييي
فتحت عينيها بفزع ورهبة قائلة
=آآآه آآآه فيه ايه، ايه داا
مسحت الماء من على وجهها بقلق وهي تنظر حولها بحيرة، قال بنبرة باردة
=مفيش ست في بلدنا بتفضل صاحية لحد الساعه 8 انا وجبت معاكى لانه اول يوم بعد كدا من الفجر تبقى صاحية وتساعدى الستات في كل حاجة..
=انت مجنون ولا ايه. انت عايزانى انا اقوم اعمل معاهم في البيت؟!
امسك ذراعها بقسوة قائلا
=احترمى نفسك وانتِ بتتكلمى معايا فاهمة ولا لاء، وقومي اخلصى يلا.
نهض والقى بوجهها عبائه فلاحى لترتديها قائلا
=لبس مصر دا تنسيه دا لبس الستات عندنا خمس دقائق وقلاقيكى تحت.
نهضت بغضب تقف امامه قائلة
=بقولك ايه شغل سي السيد وجبروت صعيدي وقسوته، تعمله على واحدة متخلفة ضعيفة مش انا لو قتلتني مش هنزل..
=هتنزلي.
=مش هنزل
=هتنزلييييييي
=مش هنزلللللللل.
ربطت ثريا الايشارب الخاص بها على شعرها وانتهت من اعداد نفسه واستعدت للنزول لتحضير الطعام، رمقت فاروق الذي يقف يرتدي ملابسه دون أدني كلام انتظرت منه ان يعتذر منها او يُطيب خاطرها عما حدث في الامس ولكن لا حياة..
ف تنازلت هي واقتربت منه قائلة بإهتمام
=مالك يا فاروق ايه مزعلك بس يا حبيبى؟! انا؟!
=مش زعلان يا ثريا انتِ هتخلينى كمان زعلان ولا ايه. انا رايح الشغل ومش هفطر وممكن ارجع متأخر..
تركها وغادر من الغرفة لتجلس هي مرة اخري على الفراش تمنع دموعها من الانهيار قائلة
=هو حصله ايه ما كان كويس امبارح الله! ياربي استرها يارب..
تجمع النساء في المطبخ ومنهم مهرة التي كرهت نفسها حقاً فقد أجبرها في النهاية ان تنزل رغماً عنها، وقفت بغضب مع الخدم لتقول لها فتحية بقلق
=مالك يا بنتى دا انتِ عروسة ازاي في صباحيتك، توقفى في المطبخ..
=ابنك هو اللى نزلنى. جايبنى اشتغل م خدامه عندكم..
=حاشا لله يا بنتى اقعدي بس كدا واستهدى اتعرفى علينا وكلمينا ومتمديش ايدك في حاجة رجالة البيت مش بيحبوا ياكلوا الا من ايد ثريا..
جلست مهرة بضيق على احد المقاعد دلفت ثريا بعدها وحاولت تبدو طبيعية وبدأت في تحضير الطعام جاءت بعدها عطر التي قالت بإبتسامة
=عايزة اساعدكم في الاكل. ياما كان نفسى اطبخ في بيت كدا صعيدي..
قالت فتحية بإبتسامة
=مش عايزين نتعبك يا بنتى.
=ولا تعب ولا حاجة..
بدأت رحلة النساء بين المرح والهزار وانضمت اليهم عهد وما هي الا دقائق، واصبحت السفرة جاهزة، جلس عليها الجميع بطريقة راقية وجميلة، يتحدثون بمرح وفرحة، وبدأو في تناول الطعام، نظر باسل بضيق الى تلك عهد لتخرج لسانها اليه بغيظ ليشعر بإنه يود قتلها..
ونظرات متوترة ما بين عطر وياسين التوتر يحضر معهم فقط ولا يوجد سبب لذالك، بينما نظرت مُهرَّة بعند وكبرياء الى حسن الذي بادلها نظرة جبروت، وكانت ثريا تنظر إلى زوجها بقلق كل فترة ولكن هو شارد يشعر بضيق دائم لا يعلم سببه..
ما ان انتهوا من الطعام نهضت عهد قائلة
=بابا انا هروح الجامعه اول يوم ليا ف لازم اروح بدري اعرف كل حاجة هناك..
قال يونس بهدوء
=وباسل كمان رايح نفس الجامعه. وصلها يا باسل يابنى.
استفرغ باسل بعض الماء قائلا بغصه في حلقه
=هاا. انا؟!
=عندك اعتراض!
=ها لاء ابدا. اتفضلي يا آنسة عهد.
نهضت عهد ببرود تام الى الخارج وهو خلفها قائلا وهو يجز على اسنانه
=مارفضتيش ليه..
=كيفى كداا
=كيفك ايه هو احنا بنحشش، بومه هانم. خليكِ لطيفة وبعيدة عنى مش عايز اختلط بيكى..
=على اساس انى هموت واختلط ب اللى زيك واخلص بقا مترغيش كتير والا هقول لابوك انك كنت سكران امبارح..
جز على اسنانه قائلا
=صبرنا يااارب.
بينما في الداخل نهض ياسين قائلا
=انا رايح شغلى يمكن اتأخر شوية يا ابا الحاج..
=ربنا يوفقك انت كمان خد عطر معاك بدال ما تروح لوحدها في بلد متعرفش فيها اي حاجة.
قال عمران بخجل
=بس دا كتير اوي يا عم يونس.
=ولا كتير ولا حاجة دول زي اخواتهم عادي.
لم يستطيع ياسين الاعتراض ف قال بتنهيدة
=ماشى اتفضلي.
نهضت عطر بخجل شديد ومعها أبنتها الصغيرة الشغوفة، ركضت الى ياسين تمسك يديه قائلة
=انت اسمك ياسين؟!
=ايوا يا ستى وانتِ اسمك ايه؟!
=ميرا. نبقي اصحاب بقا يا ياسين.
قالت عطر بضيق
=عيب كدا يا ميرا.!
=ايه يا مامي هو صاحبي عادي مش انت صاحبي؟!
هز رأسه بضحك وهو يقرص خدها قائلا
=ماشى موافق يا ستى. سيبيها يا مدام ااا
=عطر.
ابتسم لها بنظرة ذات مغزى من اسمها الراقي النادر ثم دلفوا معاً الى السيارة وجلست ميرا في الخلف تنظر لهم بإبتسامة قائلة في نفسها.
=واو، ماما واونكل شكلهم حلوين اوي مع بعض. يارب يبقي هو بابا علشان جميل..
ضحكت ضحكة طفولية شريرة وهي تنوي ان تقربهم من بعضهم البعض.
بينما قال يونس وهو ينهض
=اما انت بقا يا عمران لازم تيجى معايا علشان عندنا شغل عن اذنكم. وابقي تعالالي بليل با حسن عايزاك.
هز حسن رأسها بينما اخذ يونس عمران وخرجوا معاً لأعمالهم، بينما نهض فاروق قائلا
-وانا عندي شغل وخارج سلام عليكم.
بالفعل خرج هو الاخر لتنهض فتحية قائلة.
=قومي بينا يا ثريا نلم الوكل قومي..
نظر حسن الى مهرَّة بقسوة لتنهض بسرعة تحاول لملمه الاطباق فقال
=تؤ تؤ. مش عايزك تلمى الاطباق. على فوق. عايزك في موضوع خاص.
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الثالث
حدجته مُهرَّة بغضب شديد ثم نهضت بتذمُر الى الاعلى إتبعها هُو بعدما طوي عبائته، ما ان دلفوا الى الغرفة حتى مال يمسك حبل طويل نفس الحبل الذي ربطها به أمس.
قالت بغضب وأعيُن حمراء
=انت. انت بتعمل ايه انت هتربطنى في السرير ولا ايه انت شكلك اتجننت على الاخر..
=انا عندي شغل وهتأخر، ومش عايز حركات مجنونه تعملى حاجة كدا ولا كدا مش هسمحلك، هربطك لحد ما اجى وهقفل عليكى الباب وهقول انك نايمة وبليل لما اجي هفكك..
=لااء لاااء.
ظنت ان بمقدورها الهروب منه ومجابهته بقسوته وجبروته الا انه امسكها بسهولة لان حجمها ضئيل وهُو ضخم بالنسبة لها ربطها في الفراش وهي تبكي وتتوسل ان يتركها ولا يُقيدها ولكن لا فائدة، قالت بنبرة باردة.
=اي حاجة كدا ولا كدا اعتبريها نهايتك ولو مين مش هيعرف يحوشنى عنك مهما حصل..
تركها وخرج من الغرفة بجبروته الذي لا يُقهر دون ان يرف قلبه ليرحمها، بينما ظلت هي تبكى بغضب وصراخ وتحاول فك نفسها، ظنت انها ستقدر عليه بجمالها مثل باقى الرجال ولكن لم يضعف حتى.!
ف ظنت ان كبريائها وقوتها سيجعلوه يخضع لها ولكن جبروت الصعيدى اقوي منها ومن أمثالِها!
اصطف باسل السيارة امام بوابة الجامعة ثم هبط منها ومن الناحية الأخرى عهد ثم قال لها ببرود تام
=من هنا منعرفش بعض مش عايز خوتة دماغ، ولو شوفتينى بعمل ايه مالكيش دعوة بيا..
=بس يلا
قالتها بقرف ثم تخطت للداخل فقال وهو يجز على اسنانه
=يلا! دا انتِ ايامك بينها سوداء معايا..
دلف هو الاخر الى الجامعه سلم على اصدقائه واخذهم ودلفوا الى الغرفة المخصصة الذي يجلسون فيها دومًا، فقال صديق له.
=ألا هي مين البت اللى انت جاى معاها دى!
=مالكش دعوة يا عم دي بت قريبة ابويا وهو اللى اصر عليا اجيبها لكن انا اصلا ماليش اى علاقة بيها. بس عيلة باردة وتنحه وياريت لو أخلص منها..
=انا قولت كدا برضوا مش زوقك، بس سيبك جبتلك حتة صنف جديد انما ايه عنب!
=طلع يا خويا طلع اما نشوف مجايبك.
أخرج نوع من المخدر وظلا يتناوله في الخبأ وثم تركه صديقه وهو يبعد عنهم ببطيء، وظل يتمشى حتى رأى عهد واقفة تنتقي من الكتب ما تريد، ذهب اليها قائلا بود
=الا القمر جديد في الجامعة؟!
=بقولك ايه يا جدع انت اتفضل غور من هنا، انا ماليش كلام مع اللى زيك مهما حصل.
=طيب بس اهدي، كنت هقولك انى صاحب باسل وبيقولك استنيه عند البوابة الخارجية وقت الخروج..
=نعم وباسل يبعتك ليه ما ييجى هو ؛ بعدين هو عايزاني ليه.
=والله انا عبد المأمور، ماليش الا انى ابلغك وبس.
تركها والتفت وهو يبتسم ابتسامة خبيثة وذهب مرة اخري الى اصدقائه وسط حيرة عهد، قال لهم وهو يجلس
=النهاردة عندنا سهرة للصبح.
نطق باسل بتساؤل
=مين اللى عليها العين؟!
=هتعرف يا بوص متستعجلش..
فى المستشفى.
قال ياسين ل ميرا بإبتسامة ودوده.
=دي اوضة خاصة بالاطفال هتقعدي فيها تلعبي والمادة موجودة اى وقت ماما هتيجى أو انا، بس لازم نمشى دلوقتى علشان عندنا شغل مهم ماشي؟!
=ماشي ياسيدي، بس هتجيبلي آيس كريم واحنا مروحين.
=عيونى حاضر.
جزت عطر على شفتيها قائلة
=معلش يا ياسين بس تلاقى ميرا بتتعلق بأي حد بسرعة لفقدانها لوالدها.
=مفيش مشكلة انا بحب الاطفال، يلا بينا نبدأ عندنا عملية وانتِ هتبقى المساعدة بتاعتي..
=تمام ماشي هلبس واتعقم واجي.
بالفعل دلفت عطر ارتدت ملابس طبية وتعقمت، وكذالك ياسين وذهبوا الى غرفة العمليات سيقوم بعملية الزايدة لأحدهم، بدأ في إجراء العملية وهي تقف بجانبه تساعده حتى رأته يتصبب عرقاً، رفعت المناديل على وجهة تمسح عرقه، لينظر لها نظرة عابرة، ولكنها مليئة بالكثير، شعرت هي حينها بالتوتر والقلق من نظراته ولكن هو كان العكس كان سعيد نوعاً ما..
بعدما انتهوا وخرجوا قالت بإبتسامة
=برافو عليك يادكتور.
عدَّل ياسين ياقتهُ قائلا بغرور
=دى أقل حاجة عندى يا بنتى..
ضحكوا معاً بخفة وكادت هي ترحل لكنه أوقفها بقوله
=إستنى.
اخرج هو الاخر مناديل ومسح عرقها من اعلى جبينها قائلا
=علشان نبقى متصافين..
رفعت نظراتها الملائكيه اليه للحظات ثم اخفضتها بخجل، قطع لحظاتهم صوت غليظ يقول
=الله الله يا ست عطر!
التفتت بدهشة قائلة
=جمال!
كانت ثريا واقفة تُحضر اللبن لحماتها، حتى فار منها وهي مازالت شاردة غير واعية، قالت فتحية بصدمة
=يالهوي يا بنتى دا اللبن فار!
اغلقت عليه ثريا قائلة بخجل
=معلش ياما سامحينى
=لاء يا بنتى مفيش حاجة بس انتِ كويسة فيه حاجة مضيقاكي؟!
نظرت لها بحزن ولم تتحدث، المرأة الحقيقية لا تُفشى اسرار بيتها للغير مهما كان قريب منها، يجب ان تكون المشاكل والإسرار داخل الزوج والزوجة فقط..
فقالت وهي ترسم بسمة على وجهها.
=لاء ياما انا بخير بس سرحت شوية.
=طيب اخرجي يلا ارتاحيلك حبه كدا..
خرجت ثريا من المطبخ لتتفاجيء بقدوم فاروق مع وفاء التي قالت لها وهي تتمايل في مشيتها
=ايه دا ثريا ازيك. اومال فين مرات عمى، جيت اشقر عليها لانى كنت معدية من هنا، اصلي كنت في السوق وسي فاروق كتر الف خيره وصلنى وجاب معايا الحاجة..
نظرت لهم ثريا بصدمة ف فاروق لم يفعل ذالك معها على الإطلاق مهما حدث ايفعله مع غريبة لماذا؟!
قال فاروق بهدوء ل وفاء
=اقعدى اتعشى معانا متمشيش.
=لولاش انت امرت مكونتيش هاجى.
=طيب تعالى هديكى حاجة
=حاضر.
صعد للاعلى وهي خلفه تتمايل بفرحة وانتصار فقد حققت معظم امالها وأبعدت فاروق عن ثريا، واصبح يميل اليها، نظرت لهم ثريا بصدمه ولم تستطيع ان تتحدث على الإطلاق..
وقفت فتحية بجانبها قائلة.
=هتسيبى جوزك لوحده مع الحرباية اللى فوق دي ولا ايه، الله ما تطلعى يا بنتى تخليكى معاه متسمحيش لوفاء الحرباية دي تقرب منه عينها على ابنى من زمان.
هزت ثريا رأسها بغضب وصعدت برفق للاعلى، بينما في الاعلى، اعطى فاروق ل وفاء بعض المال قائلا
=خليهم معاكي، ودا امر من ابويا مش منى..
=من يد ما نعدمهاش يا سي فاروق.
اخذت الاموال ووضعتها في جيبها ثم بحركة وقع حجاب رأسها لتلقطهُ وهي تكشف عن جزء من ساقها، في تلك اللحظة دخلت ثريا بغضب تنظر لها لتهرب وفاء عن عينيها..
قال فاروق بضيق
=جرا ايه يا ثريا مش تخبطى قبل الدخول
=واخبط ليه علشان اسيب الوساخة والمسخرة دي تحصل في اوضتى!
=وساخة ايه ما تحترمي نفسك كان ايه اللى حصل حجابها وقع وبتجيبه!
=حجاب ايه اللى وقع وبتجيبه انت بتضحك عليا ولا على نفسك ولا ايه بالظبط؟! انا شوفتها وهي بتعمل حركة وسخه في اوضتى وليه اصلا تطلعها عايز تديها ايه ولا بتعملوا ايه!
قام بصفعها بقوة على وجنتيها قائلا بغضب
=اخرسي والزمى حدودك..
رفعت نظرها اليه بغضب شديد قائلة.
=لحد هنا وبس، انا مش بيعه علشان تضربنى بالطريقة دي انت واخد واحدة محترمة من بيت محترم، يبقي تحترمني لكنك قليت منى وبعد سنين عشرة ما بينا، لكن خلاص انا مش قادرة استحمل أكثر من كدا، انا همشى عند بيت ابويا لحد ما كرمتى تترد ليا.
تركته والتفتت فقال بنبرة غاضبة
=لو خطيتى برا عتبة الاوضة يا ثريا ما انتيش راجعة تاني وهنطلق.
فى مصانع اللحوم والالبان الخاصة بعائلة يونس العسال.
وقف حَسنْ يُملِى اوامره على الرجالة بخصوص المنتجات الجديدة، ثم تخطى ومَشى، الى ان سمع صوت غريب يأتى من المخزن، اقترب منه وفتح الباب فجأة ليظهر امامه شخص مُلصم ويبدو انه حرامي ولكن كيف في وقت كذالك، حاول ضربه حتى نجح ولكن لسوء الحظ الاخر يمتلك سكينة حادة غرزها في الجزء الايمن من مِعدة حَسنْليقعَ ارضاً يتألم محاولاً ان يمسك الحرامي من قدمه، ف ضربه الاخر في قدمه بقوة شديدة بعصاه حديدية ليفقد الوعي تماما والدماء حوله كثيرة سواء مِن معدتها أو من قدمهُ..
حتى بدأت الاصوات والصراخ حَسنْ بيه اتصاب.
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الرابع
توقفت عطر مكانها بصدمه عندما رأت امامها زوجها القديم، قال جمال بنبرة غليظة
=ايوة جمال يا ست عطر. شكلى جيت في وقت مش مناسب.
قالت وهي تقترب منه بغضب
=ايه الكلام اللى انت بتقوله دا ممكن افهم ايه اللى جابك هنا بتعمل ايه؟!
=جاي اشوفك واشوف بنتي. ونرجع!
=على جثتي انا وانت نرجع تانى، انا اصلا تعبت وقرفت منك ومن مشاكلك..
=بقولك ايه من غير كلام كتير هترجعيلي يعنى هترجعيلى ولا انتِ مبسوطة بالقرف اللى بتعمليه دا
=قرف ايه انت شكلك اتجننت يلا امشى من هنا حالا!
قال جمال بنبرة مزمجره
=الاخ اللى انتِ واقفه معاه دا ويعالم بتعملوا ايه هو دا الادب والاحترام في نظرك..
كادت ان تتكلم بغضب فسبقها ياسين قائلا بنبرة صارمة
=احترم نفسك يا استاذ واحترم المكان اللى انت فيه واحترم مراتك ام بنتك، والا تمشى من هنا دا مكان محترم..
=اخرس ياجدع انت انا محترم غصب عنك..
اقترب منه جلال بغضب تُكادِ تنشب حرب بينهم ف امسكته عطر قائلة بأسف
=بس يا جمااال، انا اسفه يا استاذ ياسين. امشى يا جلال امشى.
=ما نيش ماشي الا اما تيجى معايا مفهوم..
امسكها من يديها بقسوة وغصبَ ليوقفهُ ياسين وهو يجذبها للناحية الاخري قائلا
=امشى انتِ يا مدام عطر. وانا هعرف اتصرف مع الاستاذ دا كويس جدا.
قطع كلامهم الحاد دخول العمال الذي يعملون في مصانعهم ومعهم حسن على نقالة حديد فاقد الوعي، ما ان لمح ياسين مظهر اخوه صُعق قائلا
=حسن اخويا حصله ايه يا رجالة؟!
=اتصاب يا ياسين بيه ارجوك الحقه..
قال ياسين بسرعه
=يلا يا عطر على اوضة العمليات بسرعه..
=حاضر حاضر استرها يارب. ياعيني عليكِ يا عطر.
ركضت الى الغرفة تضبطها وركض خلفها ياسين بأخيه يُجرى الاسعافات الأولية لهُ بقلق وخوف عليه اخيه وحبيبه وعاونتهُ عطر تاركين جمال في الخارج الذي جز على اسنانه قائلا
=ماشى يا عطر بس مسيرنا نرجع يعنى نرجع.
ظلت تتلوي في ربطتها وهي تبكى وتضرب رأسها في الفراش، لماذا لا يوجد أحد حنون عليها في تلك الحياة؟! لماذا لا يوجد من لا يضربها او يحبسها، لو رأت احد حنون عليها رُبما لم تتمرد لهذة الدرجة..
بكل قوتها حاولت فك قيودها بعد ساعات متواصلة حتى نجحت مسحت دموعها المتمردة على وجنتيها ثم نهضت قائلة وهي تلف حول نفسها
=لازم امشى من هنا لازم اهرب بعيد لازم امشى، هيحبسنى تاني هيعذبنى تاني انا بكره بكرهك يا حسن بكرهك يا كلب انت وامى وكلكم اوساااخ..
شعرت بجسدها يضعف ورغبة مُلِحة وشديدة في تناول جرعة أخري تسند بها نفسها، اقترب من حقيبتها التي تخبئها وأخذت منها الحبوب ثم اشتمت بعض انواع المُخدِر وشعرت ان جسدها بدأ في الرخاء والهدوء..
انتشلها من سكونها صوت فتحية التي تقول بقوة
=يالهووووي الحقوووني الحقوووني ابنى حسن ابنى حسن اتصااااب
نهضت من مكانها بسرعة تستوعب كلام السيدة العجوز حتى ارتسمت بسمة على وجهها قائلة
=ح. حسن هيموت! وهبقي حرة..!
لفت حول نفسها بفرحة وسعادة املاً في موت حسن وان تكون حرة طليقة..
بينما في غرفة ثريا وفاروق، لم تستطيع ان تتحرك فهى لا تريد الطلاق منه وفي الوقت نفسه لا تود البقاء ف كرامتها اهم من اي شيء، انتشلهم من لحظتهم المؤلمه صراخ والدته ركض خارج الغرفة وخلفه ثريا..
قال فاروق وهو يمسك والدته الباكية
=جرا ايه ياما حصل ايه؟
=الحق اخوك يا فاروق، اخوك حسن في المستشفي ولاد الحرم ضربوه الحق اخووك.
ركض هو للخارج وترك ثريا تحتضن حماتها توسيها ببعض الكلمات واخذ هو الرجالة والسيارة ورحلم معاً..
ركض الى الخارج نهائيًا ثم استند على جذع شجرة يأخذ انفاسه بصعوبة بالغة، ثم أخرج هاتفه يتصل بأحدهم قائلا
=بعد ما خلصت كنت مستخبى في المخزن. وفجأة طلعلى اللى ميتسمى حسن قومت ضاربه وسيبته سايح في دمه وهربت.
=غبي هتفضل طول عمرك غبي. شاف وشك؟!
=لاء مالحقش ضربته على طول.
=طيب مات؟!
=معرفش لكن ما اظنش..
=حسن لو مات نهايتك على ايدي.
حك الاخر مؤخرة رأسه قائلا
=ما انت على طول بتحاربه في شغله وحياته اشمعنا مش عايزة يموت!
=اعذبه واطلع عينه دلوقتي بعدين الموت، مهما كان دا ابن عمي!
=لاء ونعم صلة الرحم.
=اقفل انت دلوقتي واختفى عن الانظار مش عايز المحك لحد ما الاوضاع تهديء لانى حسن مش هيقعد في مكان خالص.
=تحت امرك.
اغلق الاخر وركض بعيدًا للإختباء، بينما اغلق فرغلي الخط ووضع الهاتف بجانبه، فرغلي هُو ابن عم حسن، يكره جدا، في العموم يكره العائله كلها ولكن حسن تحديدًا لانه منافسه الاول والاخير ودوما يُقارن بهِ ولذالك يود الفتك به كما انهُ يمتلك اعمال غير مشروعه..
حك ذقنه قائلا
=اما نشوف عمرك لحد فين يا ولد عمى.
بعد مرور ساعة.
خرج ياسين من غرفة العمليات يشعر بالارق والتعب في أنحاء جسده استقبله فاروق قائلا بخوف.
=طمنى يا ياسين اخونا عامل ايه؟
ابتسم ياسين ابتسامة باهتة
=متقلقش انقذت اخوك متنساش احنا ولاد العسال منتهزش مهما حصل..!
=عفارم عليك يا اخويا، عايز اشوفه واطمئن عليه.
=هو في البنج دلوقتي لما يفوق كلنا هنشوفه هو بقا كويس جدا بس هيحتاج استمرار الأدوية والتغيير على الجرح وعلاج طبيعي لرجله، ان شاء الله خير اتصل بأهل البيت طمنهم كدا واوعي تخلى ابوك او امك يقلبوا صحتهم على ادَّهم..
=حاضر يا خويا.
تركه ياسين ورحل الى الغرفة لخلع تلك الملابس وتبديلها بأخري، رأي عطر التي تقف تُعقم يديها قال بنبرة خجولة
=عطر. الف شكر على اللى عملتيه معايا مع انك مكونتيش مجبورة اسف لو تعبتك.
التفتت اليه قائلة بإبتسامة رقيقة
=لا طبعا مفيش شكرا في الموضوع دا، دا اخوك زي اخويا بالظبط انا قومت بواجبي، والمفروض انى اعتذر على اللى عمله جمال.
عبس قليلا قائلا
=انسان وقح، انا اسف يعنى بجد
=لاء انت معاك حق فعلا.
=احم هو انتِ ناوية فعلا ترجعيله؟!
=لاء طبعا مستحيل ارجعله!
=أحسن برضوا.
رفعت نظرها اليه قائلة ببلاهة
=ها؟!
=ولا حاجة عن اذنك.
رحل عنها وتركها واقفة في حيرة ثم اكملت عملها محاولة التركيز ولكن لا تُنكر خوفها من المدعو جمال.
فى المساء
خرجت عهد من الجامعه وودعت صديقاتها التي تعرفت عليهم اليوم، ثم ذهبت الى الباب الخلفى فهو مهجور ولا يوجد به اى شخص سوي جراش مهجور..
التفتت حولها تتأمل المكان ومن بهِ صُعِقت عندما جذبها احدهم الى الجراش ووقعت ارضاً بكتبها وحقيبتها صرخت بصوت عالى خائف
=ميين!
ظهر اليها اصدقاء باسل وهم ليسوا في وعيهم على الإطلاق وواقفين امامها قال صديق باسل
=شش احنا هنتسلي بس. مش كدا يا باسل؟!
=مع نفسكوا يابوص!
قالها باسل الذي يجلس فاقد للوعي اطلاقاً ولا يفهم شيء حوله من كم المُخدِر والمشروبات التي تناولها بكثرة، صرخت عهد وهي تبتعد عنهم.
=لاء باسل باسل فوق يا باسل انا عهد الحقني بالله عليك الحقني..
نظر لها بعدم وعي ثم تراجع للخلف واستسلم للنُعاسِ، بينما قال صديقه وهو يضحك بعدم وعى هو الاخر
=باسل خارج الخدمة، احنا موجودين.
حاولت القيام وان تأتي بشيء تضربهم به ولكن لم يمهلوها الفرصه وجذبوها من البنطال و.
ارتدت الحجاب الخاص بها ثم خرجت الغرفة على عجلة دقت على غرفة مُهرَّة التي تجلس بالداخل، انتفضت مُهرَّة بخوف من مكانها قائلة بتوتر.
=انتِ مين!
=انا ثريا افتحي.
فتحت مُهرَّة الباب ببطيء قائلة
=تيجى معانا نشوف حسن في المستشفى دا مهما كان جوزك، اصله يعنى تعبان شويه بس الوضع ميخوفش اطمئني.
خطرت في عقلها فكرة الهروب منهم في الخارج فهزت رأسها وذهبت ووضعت شال على رأسها حتى لا يوبخها احد فقط فهى في العادة لا ترتدي شيء على رأسها وتترك شعرها حُر طَليقْ..
خرجت مع ثريا ووالدتهم فتحية للاطمئنان على حسن واخذوهم الرجالة بالسيارة..
ماهى الا اقل من ساعة ووصلوا، دلفوا معاً يسألون عن رقم الغرفة من ثم اليها استقبلهم فاروق بضيق قائلا
=ياما تعبتى نفسك ليه دا حسن كويس حتى فرغلي ابن عمى عنده جوا.
خرج فرغلي في تلك اللحظة ممتعض الوجه بعدما تحدث مع حسن والذي كان كلامه تلقيحًا عليه وكأنه يشك في فرغلي انه وراء تلك الفعلة..
قال بنبرة باردة
=اهلا يا مرات عمي.
=اهلا يابني.
اخذت ثريا وفاروق ودلفوا الى حسن بينما توقف فرغلي بصدمة امام مُهرَّة التي حاولت اخفاء وجهها فقال بضحكة شريرة
=اهلا الهانم! ياكش تكوني انتِ ست الحسن والجمال مرات حسن.
رمشت عدة مرات بتوتر ثم ازاحته بيدها ودلفت الى الداخل بسرعة واغلقت الباب بينما حك فرغلي ذقنه قائلا
=دا انت كدا وقعت يا حسن ومحدش سمى عليك، بقا مراتك الحلوة هي هي نفسها تاجرة المخدرات بتاعتنا!
رواية جبروت صعيدي للكاتبة سامية صابر الفصل الخامس
ما ان دلفت مُهرَّة الى الداخل حتى تلاقت عينيها مع حسن الذي يجلس نصف جلسه بألم وارهاق رمش عدة مرات ينظُر لها ثم جز على اسنانه قائلا
=البت دي ايه اللى جابها هنا؟!
قالت مُهرَّة ببرود
=بت اما تبتك ليا اسم ناديني بيه..
=انتِ مفكرة علشان راقد وتعبان مش هعرف اقوملك يعنى!
=بس بس بدال ما انت عمال تتكلم وتتقواي عليا روح اتقاوي على اللى ضربك وعمل فيك كداا
أظلمت عيناهُ فجأةً قائلا بقسوة.
=مُهررررررة، اتخطيتي كُل حدودك معايا..!
تراجعت للخلف بصمت وقلق من ان ينهض فجأة ويضربها، قالت فتحية بتعب
=خلاص بقا يا ولاد كفاية خناق اومال. وانتِ يا بنتى عيب تكلمى جوزك بالطريقة دي الله ايه قلة الأدب دي!
قال حسن بنبرة صارمة
=دى واحدة متعرفش يعنى ايه ادب واخلاق هتعرف منين تتعامل معايا لكن انا بقا هعلمها الادب من الاول وجديد. قومي يا ثريا معلش اندهيلي ياسين بسرعة.
هزت ثريا رأسها في طاعة ثم خرجت من الغرفة لتري فاروق واقف بعيد يتحدث مع وفاء بهمس تنهدت بضيق في داخلها مقسمة ان تضع حلاً لهذا الموضوع ولكن بعد تعافي حسن، بينما تشبثت مُهرَّة بالباب وهي تتنفس بخوف وقلق من الذي سيحدُث عندما يعلم حقيقتها البعض؟
ذهبت ثُريا الى غرفة ياسين ليستقبلها قائلا
=مرات اخويا تعالى.
=حسن كان عايزاك يا ياسين.
=كنت عنده من حبه خير عايز ايه؟!
=ماهو معرفش قالى اندهلك وبس..
=طيب تعالى نروحله.
وبالفعل ذهبوا اليه في اللحظة التي طلبت فتحية كوب ماء ونظر حسن ل مهرة نظرة آمرة بأن تذهب وتأتي بكوب الماء، وبالفعل خرجت من الغرفة ولكن نظرت الى الباب الخلفي وقررت الرحيل للأبد قائلة
=مش هفوت الفرصة دي لازم اهرب وابعد عنهم مش هقدر اعيش وسط القرف دا اكثر من كدا، يلا!
ركضت للامام ثم الى الخارج اشارت للتاكسي بأن يتوقف لها ثم دلفت اليه قائلة بقلق
=اطلع اطلع بسرعة. ارجوك.
بينما في الداخل جز حسن على اسنانه بألم شديد من قدمه ومعدته ولكن يُظِهر القوة امام الجميع، بينما فتحية تتحدث معه وتنوح على ما اصابه، دلف ياسين اليه مُقاطعاً اياهم قائلا
=خير يا حسن يا خويا فيه حاجة عايزاها؟
=تسلم ياياسين، بس انا عايز اخرج.
=مش هينفع طبعا تخرج فين انت مريض يابنى ولسه عاملك عملية لو اتحركت بس من مكانك الجرح هيفتح تاني.
=مش مهم انا مش عايز اقعد هنا اقعد في البيت لكن مبحبش المستشفى زيك كدا، بعدين في البيت انت موجود وعطر موجودة ممكن تساعدوني على تخييط الجرح والعلاج الطبيعى وغيره، وبعدين الجرح مش عميق اوي هقدر امشى..
=يا حسن بس..
=مابسش، يلا ساعدني اقوم.
=يابنى مينفعش خالص انت ليه عنيد كدا هو جرح ابرة دا مطوة وفيه جرح ف رجلك افهمني..
=ياسييييين..
حاولت والدته ان تتحدث ولكن امام اصرار حسن لا يستطيع أحد الاعتراض أو الحديث حتى بالفعل ساعد ياسين حسن على النهوض وتغيير ملابسه دون اتلاف الجرح، رغم الالامه الا انهُ مُصِرَّ على الرحيل..
قائلا بإستسلام
=اللى انت تشوفه يا بقا يا حسن. الواحد ميقدرش يوقف قصادك.
فقالت والدته
=طيب فيت مهرة راحت ومجاتش!
=يمكن عند اختها عطر ولا حاجة متقلقيش.
قالها ياسين بينما التزم حسن الصمت، ثم خرجوا معاً من الغرفة، ذهبت معه فتحية وفاروق الذي عاونه مع رجلين وخلفهم ثريا ووفاء، ذهبوا الى الخارج حيثُ السيارة ثم دلف اليها حسن يستريح قليلا ثم اخرج الهاتف من جيب بنطاله يتحدث الى احدهم
= معاك؟!، طيب اديهالى.
فى سيارة مُهرَّة ؛ ظلت تتلفت حولها بقلق من ان يُمسك بها حتى رات سائق التاكسي يقول لها ماداً يديه بالهاتف
=اتفضلي.
=اتفضل ايه ايه دا.
اخذت الهاتف بحيرة ووضعته على اذنها ليأتيها صوت حسن قوي
=اخبارك ايه؟!
انتفضت بزعر تنظر حولها بخوف وقلق لتري سيارة حسن تمُر بجانبها وأنزل حسن نافذة السيارة يشاور لها ببرود تلعثمت في الحديث وحاولت الاختباء منه قائلة بتلعثم
=از، ازاي!
فقال لها ببرود
=مش عيب يا عروسة تهربي من تانى يوم جواز ليكى ولا ايه؟! ومفكرة انى مش هعرف شكلك لسه متعرفنيش. حسابنا في البيت يا بنت عمران.
اغلق الهاتف بقسوة ثم اقفل النافذة مرة اخري، ارتعشت مُهرَّة من الخوف قائلة
=وقف العربية وقفها هنزل.
اقفل سائق التاكسي العربية بالاقفال التكنولوجيا قائلا
=حسن بيه امر انى اوصلك البيت عنده.
ضربت بيديها رأسها بغضب قائلة بتنهيدة
=انت هتفضل ورايا ورايا ياحسن! مش هعرف اخلص منك خالص انا..!
عند عهد.
حاولت الهروب والافلات منهم ولكن امسك احدهم بنطالها بكُل قسوة يجذبها اليه وهي تصرخ بين يديه، ولكن فجأة رأت من يبعد هذا الوغد عنها بضربه قوية على رأسه ثم ضرب الاخر ليفقدا الاثنان الوعى، وكان باسل الذي يترنح بقوة يميناً ويساراً..
نهضت بقوة تحتضنه بخوف وهي تبكى في احضانه
=باسل باسل انا خايفة اوي..
القى بالعصاه ارضاً ثم نطق بصعوبة
=عهد، انتِ. كويسه؟!
هزت رأسها وهي تبكي أكثر، استسلم هو حينها للسقوط ارضاً لتسقط معه قائلة بخوف
=باسل. باسل فوق ياباسل فوق..
نظرت حولها بحيرة ثم نهضت بسرعة وحملته معها بصعوبة فهو ثقيل للغاية ثم خرجت من هذا المكان النجس، قبل أن يتم هتك عرضها أو ايذائها، لحقها باسل في اللحظة الاخيرة من ستِر الله لها، هذا الموقف يُعلمنا!
الا نثق في البشر، ان الرحمة أصبحت معدومه عندهم، وانهم اكثر الكائنات الحية ايذاءً على وجهة الارض عكس الحيوان فهو عنده رحمه..
وصل حسن للمنزل وخلفه سيارة التاكسي التي هبطت منها مُهرَّة بخوف وهي تتراجع للخلف، فقالت فتحية بصدمة
=يوه انتِ جاية في التاكسي ليه يا بنتى مركبتيش معانا ليه.
نظر لها حسن ببرود قائلا
=على فوووق..
ركضت من الناحية الأخرى الى الاعلى راكضة بقوة طفلة بينما استند حسن على كِتف فاروق الذي ساعده للصعود للأعلى وخلفه ثريا وفتحية التي قالت بسرعة
=اطلعى غيري وانزلي يلا عايزين نجهز الوكل ل حسن وللحاج اما ييجي
=حاضر ياما.
صعدت ثريا هي الاخري الى الاعلي حيث غرفتها، تمدد حسن على الفراش ورفض اي مساعدة من فاروق ف تركه وخرج من الغرفة الى غرفته لتبديل ملابسه ليرى زوجته تقف تربط الايشارب الخاص بها ثم تجاهلته وكادت تنزل نطق بضيق
=انا مش شفاف مش بتتكلمى معايا ليه افهم!
=والله وانت نسيت اللى عملته من شوية يا فاروق ولا ايه. انت لاول مرة في حياتنا مديت ايدك عليا عارف يعنى ايه مديت ايدك عليا؟!
اقترب منها بضيق من نفسه ثم ملس على وجنتيها
=انا اسف يا حبيبتى والله اسف انا مش عارفة بيحصل فيا كدا ليه ايه اللى بيخلينى اتعصب وازعلك منى وانتِ اكثر ست حبيتها في حياتى بعد امي. اسف يا ثريا اسف يا حبيبتي.
تركت عينيها تذرفان الدموع ثم احتضنت زوجها بقوة لتُبلل دموعها عبائته، مرر يديهِ على ظهرها بحنان وعشق ثم قال بنبرة كوميدية
=ينفع كدا بهدلتى العباية؟
مسحت دموعها قليلا قائلة وهي تمط شفتيها
=براحتي.
=ماشي يا ست الكل براحتك..
قبل جبينها بحب ثم كاد أن يُقبَّل شفتيها ولكن قاطعهم صوت يونس الصغير قائلا
=الله الله من ورايا! اسيبكم يومين يحصل كل دا!
التفتت بسرعة لترى ابنها الذي كان يجلس يومين عند اهلها، اقترب منهم يحتضنهم بحب كذالك احتضنه فاروق قائلا
=اهلا جيت يا عم اللمض.
=من غير كلام كتير انا اكيد وحشت العائلة كلها.
نظر فاروق الى ثريا ثم انهال يُزغزغ طفله ثم ثريا وبقوا جميعهم يزغزغون بعضهم البعض في ضحكة وفرحة لطيفة بالطبع لن تدوم كثيراً..!
عادت عهد مع باسل الذي فاقد الوعي تماماً وتقابلت مع عطر وياسين في الخارج هبط ياسين من سيارته قائلا بصدمة الى عهد
=جرا ايه يا عهد باسل ماله؟
قالت عهد بأرق شديد
=باين شرب كتير وفاقد وعيه.
=تانى يا باسل تاني لاء الموضوع لازم يوصل لابويا بقا مش هينفع كدا، ادخلي انتِ وانا هجيبه.
دلفت هي مع عطر والطفلة ميرا، ثم اخذ ياسين باسل ودلفوا اخذه الى غرفته وتركه بغضب وضيق واقفل عليه بينما ابدلت عطر ملابسها وعاونت ثريا وفتحيه في الطعام وقررت عهد ان ترتاح مما قد وشك ان يُصيبها وتركت نفسها تبكى على فراشها لساعات متواصلة..
دلف ياسين بعدما ابدل ملابسه واخذ شاور الى المطبخ تناول ثمرة فاكهة قائلا
=يلا يا ناس جعاااان..
قالت فتحية وهي تضحك
=طول عمرك فاضحنا يا ياسين بجوعك..
انتبه ياسين الى عطر الى تقف معهم وتضحك عليه حك مؤخرة رأسه شاعراً بالخجل ثم خرج بينما ظلت هي تبتسم عليه وعلى طفولته وراء الرجُل الجدي الهاديء في عمله طفل صغير مشاغب..
خرج الى الحديقة ليرى يونس الذي يقف ينظر إلى تلك الصغيرة التي تلعب قال بحيرة
=بتعمل ايه ياض؟!
=هى مين البنت الجامدة دي ياياسين؟
=ما تحترم نفسك يلا!
=اصلها حلوة. تصدق شكلى حبيت! طيب والله باين حبيت. شكلى حلو؟
=ليه!
=هروح اكلمها لازم ابان على سنجة عشرة.
ضرب ياسين كف في الاخر قائلا
=احنا موكناش اطفال لااء.
خرجت مُهرَّة من المرحاض وهي تفرد شعرها خلفها وتحاول تجنب الحديث مع حسن ولكن ما ان خرجت رأته ينهض على مهل وهو يعرج بألم، تراجعت للخلف ببطيء قائلة
=لو لمستنى هصوت والم عليك الناس كلها هاه..
جذب خصلات شعرها بقسوة لتصرخ بأنين قوي فقال بنبرة كفحيح الافاعي.
=وطى صوتك والا هقطع لسانك دا خلاص. انا مش نبهت عليكِ مرة متخرجيش برا باب الاوضة مهما حصل؟
=انا مش عبدة عندك ولا حبيسة علشان تمنعني من الخروج هخرج وقت ما احب عادي.!
=لاء مش عندي الكلام دا فاهمة يعنى ايه مش عندي انا صعيدي ومش هقبل من مراتي انها تخرج كل شوية لاء وكمان النهاردة حاولتى تهربى، عارفة دا معناه ايه..!
=دا معناه انى بكرهك مش بطيقك ولا بطيق العيشة معاك اصلا..
=المفروض مين اللى يكره ويقرف من مين انطقى! انتِ احقر واوسخ من انك تعيشى معايا يا مُهِرَّة انا متجوزك ثواب فاهمة يعنى ايه ثواب لا اكثر ولا اقل. ومن هنا ورايح زي الكلبة في الاوضة ولو فكرتك تهربي مرة تانية. هحبسك في مخزن من المخازن واخلص..
تركها بقسوة ثم عاد الى الفراش يجلس عليه بغضب والم شديد حاولت كبح دموعها التي تساقطت رغمًا عنها، كادت ان تتحرك ولكن جذبها رؤية الدماء التي عملت خط كبير في الغرفة نظرت لها بصدمة شاهقة.
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا