القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الشيطان يقع في العشق الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية الشيطان يقع في العشق الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر  بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)





رواية الشيطان يقع في العشق الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر  بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



الفصل السادس عشر(جريمة )

-بابا!!!

قالتها وعد بصدمة ..ثم اقتربت منه بينما تصاعدت الدموع لعينيها ...كان قلبها يتخبط داخل صدرها وهي تري ذلك الرجل الذي باعها بسهولة لمجرم مثل الصياد ...

-انت بعتني ليه!!!مهتمتش اني بنتك وبعتني بشوية فلوس لمجرم زيه يشتري ويبيع فيا!!

صرخت وعد وهي  تنتفض كطائر جريح بينما التزم والدها الصمت تماما ....اقتربت منه وقالت برجاء:

-ابوس ايديك أعمل حاجة صح في حياتك ...حسسني ولو مرة واحدة أنك ابويا ومتخذلنيش ...خدني من هنا ومتوافقش تحط ايدك في ايده وتسلمني ليه مرة تانية...ابوس ايديك متبعنيش تاني....

كانت تتوسل غريزة الاب داخله لعله يشفق عليها ...كانت مستعدة ان تتوسل للصباح فقط كي يأخذها من هذا المكان المقيت ...يحميها... ولكنه قتل املها فيه عندما قال بضعف:

-اسف يا بنتي ..

تراجعت وعد وهي تبكي بقوة ...لقد باعها والدها مرة اخري!!!

اقترب الصياد منها وقال بنبرة غريبة :

-متستنيش انه ينقذك لانه هو اللي عرضك عليا ...

نظرت اليه وعد وهي تبكي فأكمل الصياد بأسف:

-اسف يا بيبي الموضوع مش شخصي بس أنا عايزك وعشان أنا عايزك نفذتلك شروطك كلها ...ده دورك تنفذي وعدك ليا من غير دراما ولا كلام كتير ...

هزت وعد رأسها وقد استسلمت للأمر الواقع ثم ذهبت وجلست علي الاريكة وهي تبكي ...كان تريد افراغ كل طاقتها في البكاء لكي تبقي كالجثة عندما يسلبها الصياد كل شئ بعد قليل ....رفضت ان ترفع عينيها عن الأرض ...كانت لا تريد رؤية احد منهما لا والدها الذي باعها ولا الصياد الذي اجبرها ان تتزوجه ...

كانت تتم مراسم زواجها من آخر بينما هي منفصلة عن العالم تماما لا تدري شيئا عقلها يلف في دائرة مغلقة... الألم داخل قلبها لا يحتمل ...وروحها تحترق...تشعر   انها سوف تموت وكم تمنت فعلا ان تموت وترتاح كليا من هذا العذاب علي الأقل عندما تموت سوف تهرب من هذا الجحيم الذي تعيش به ...

-بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما 

كلمات خرجت من فم المأذون اخبرتها انها اصبحت زوجته والحقيقة كانت انها اصبحت سجينته التي سوف  ينتهك جسدها تحت مسمي الزواج ...احضر الصياد الدفتر بنفسه وقال:

-امضي يا عروسة 

 .... مضت ولمعت عيني وعد بشرارتها المعتادة وقد اشتعل الامل فيها ...ما بها ...هل ستستسلم الآن ...بالطبع لا ...اصبحت زوجته فعلا ولكنها ستماطله ولن تدعه  يلمس شعرة منها ...ستسير الي خطتها الاساسية حتي تقضي عليه ....

نهض الصياد من مكانه وقال؛

-مبروك يا عروسة ...بقيتي ليا رسمي ...

وثم دون اي احترام للموجودين جذبها إليه ثم قبلها بقوة ....

اتسعت عيني وعد وهي تستقبل قبلته الكريهة وثم فجأة دفعته عنها بكره ودخلت بسرعة الي الغرفة ...ابتسم وعد وقال:

-العروسة طلعت بتتكسف ...

تنهد ونظر لرجب ببرود وقال:

-خلصت مهمتك يا رجب ووعد بقت مراتي ..روح دلوقتي المكان اللي كنت فيه ولو شوفتك قريب من مراتي هأذيك فاهم؟!

هز رجب رأسه بطاعة ليذهب مع احد رجال بينما نظر الصياد للمأذون وقال بإبتسامة:

-اسف علي تصرفي غير اللائق معاك ...تقدر تمشي بس اتمنى مشوفكش مرة تانية اوكيه ...

هز المأذون رأسه وذهب....ابتسم الصياد بسعادة وولج الي الغرفة ليجد وعد تجلس علي الفراش وهي تنتفض بخوف ...جلس بجوارها وهي يتطلع الي جمالها بإنبهار وقال:

-انا مش مصدق اني أخيرا امتلكت اللي كان نفسي فيه من زمان ...انتِ النهاردة ملكي يا وعد ...ملكي وبس ....

ثم بدأ في ارجاعها للخلف لتنتفض وتقول:

-عايزة ادخل الحمام ...

ثم بسرعة ولجت للحمام وهي ترتعش...فتحت عبوة الصيدلية الصغيرة التي بها وابتسمت عندما وجدت الغرض المنشود ...

...

خرجت وعد بشكل اكثر راحة وابتسمت بإغواء وهي تقول :

-استني يا حبيبي اعملك عصير الأول  وبعدين هنعيش احلي ليلة ..

ثم فتحت الثلاجة الصغيرة وأخرجت زجاجة العصير ...احضرت كوبين وبدأت بصب العصير ...كان الصياد ينظر إليها وهو وجهه ابتسامة رائعة ..اخرجت وعد من صدر الفستان حبة المنوم ثم وضعته ليذوب بالعصير امسكت الكوبين وهي تقترب من الصياد وتقول وهي تقدم له العصير:

-في صحة حياتنا الجديدة...

امسك الصياد الكوبين ووضعهم علي الطاولة وقال :

-خلينا نبدأ حياتنا الجديدة الأول ...

ثم هجم عليها ليقبلها وفي خضم صراعها معه بدل الكوؤس بمهارة ...ابعدته وعد بضيق وقالت :

-لا نشرب العصير الأول ..

هز رأسه وقال:

-طيب نشربه سوا ...

ثم شربا العصير سويا ...

وما ان انتهيا من شربه حتي ضحكت وعد وقالت:

-شربتها يا كروديا...

ولكن فجأة شعرت بالدوار لتضع الكأس علي الطاولة وتقول:

-هو فيه ايه انا دايخة ليه..

وفجأة سقطت علي الفراش وغاصت في النوم وبدأت بالشخير أيضا !!

ضحك الصياد بتسلية وقال؛

-مغفلة!

..........

-عدي ...عدي 

صرخت ملاك وهي تبكي بخوف ...ركضت تجاه الحاجز وهي تنظر للمياه ودون انتظار او تفكير حتي القت حقيبتها وقفزت للماء  ...وجدت عدي ينازع من أجل ان يخرج ...في المياه كان عدي يدعي انه يغرق ...كانت حركة جيدة منه ان يخبر ملاك انه لا يستطيع السباحة ...لم يعرف ان كذبته تلك سوف تساعده الآن ...قرر ان ينزل تحت الماء لفترة كي ترتعب اكثر وحينما شعر بها تقفز احس بالإنتصار لانه ها هي خطته قد نجحت ...بفزع اتجهت ملاك إليه وهي تسبح بقوة بينما تشعر بالرعب عليه وجذبته بقوة إليها محاولة ان تخرجه من المياه امسكته بقوة وقالت:

-فكرني لما نطلع من هنا اضربك قلمين علي وشك ...

......

بعد دقائق خرجا من النهر ...اقترب عدي من ملاك وكاد ان يتكلم الا انها صفعته بقوة ...اغمض عينيه لتصفعه مرة اخري ...ثم بدأت تضربه علي صدره. بعنف وهي تبكي ..ثم انهارت علي صدره ليضمها هو إليه قائلا:

-اسف ...بس أنا كنت هتجنن من فكرة أنك تسيبيني مفكرتش الا في الفكرة المجنونة ودي وكنت فاكر أنك هتسامحيني ...أنا بحبك يا ملاك ...بحبك اكتر من أي حد في حياتي ...انتِ الجزء الاجمل في حياتي كلها ...

ابعدته وهي تقول بعنف :

-انت كداب وخاين ...مفرقتش عن عاصم في حاجة ...والشويتين اللي عملتهم دوول مش هيخلوني اسامحك ...

وكادت أن تذهب الا انه امسك كفها وقال:

-ورحمة امي هي اللي قربت مني يا ملاك ...أنا ضعفت لثواني بس وده غلطي الوحيد ...بالله عليكِ متسبنيش ...اديني فرصة تانية ...وانا اوعدك عمري ما اغلط تاني ...

اغمضت عينيها لوهلة كان قلبها يعتصر من الألم ...كبرياؤها ما زال جريح وقلبها المكسور يتخبط داخل صدرها بينما الروح تحترق ...هي ما زالت مكسورة من فعلته ولانها اعتادت دوما ان الخائن لا فرصة له وان لا أحد مضطر ان يتقبل الخيانة كأنه شئ اعتيادي لن تغفر  ...كيف تخبره ان صحيح الحب مهم في حياتها ولكن الكرامة والكبرياء هم الاهم دوما وعدي جرح كبرياؤها وحطم قلبها كيف تثق به ...عندما رأته  مع تلك الفتاة شعرت بقلبها يحتضر داخل صدرها ...شعرت بمرارة الخيانة ...انبت نفسها كثيرا لانها وثقت بسهولة في رجل آخر بعد تجربتها السيئة مع عاصم ...احست انها فشلت للمرة الثانية ...هي لا يمكنها ارتكاب هذا الخطأ مرة اخري ...لا يمكنها ان تغفر ....عدي انتهي من حياتها للأبد ...نظرت إليه وقالت بهدوء:

-انا مقدرش اسامحك يا عدي ...لان ...

تلكأت قليلا ثم اجابت:

-لان دي طبيعتي...أنا مبسامحش لا الكداب ولا الخاين....

كلامها اشعره برعب غير مبرر لينتبه وهي تكمل:

-انا مبسامحش حد جه علي كبريائي ...انت قولتلي مش هتبقي زي عاصم بس للأسف انت بقيت أسوأ منه ...انت خذلتني اكتر منه لاني أنا حبيتك اكتر من عاصم...خلاص احنا انتهينا ...

ثم كادت أن تذهب الا انه جذبها إليه بقوة وقبلها رغما عنها ...اتسعت عيني ملاك وهي تدرك انه قد سرق قبلتها الاولي!!!!

ابعدته بعنف ثم صفعته بقوة وصرخت:

-انت حقير!!!

ثم ركضت من امامه وهي تبكي !

ليشد عدي شعره بقهر وهو يفكر أن خطته فشلت تماما ...تلك الفتاة عنيدة وهو لن يقدر علي ترويضها ...

........

في اليوم التالي ...

عقدت وعد حاجبيها وهي تشعر بشئ ثقيل يحاوطها ...حاولت أن تبعده وهي نائمة ولكن هذا الشئ كان ملتصق بها تماما ورفض ان يتزحزح عنها ...فتحت هي عينيها بحيرة وهي تجد نفسها بغرفة غريبة تماما عن التي اعتادت النوم بها ...حاولت أن تتذكر ما حدث ...

-هو ايه اللي حصل امبارح؟!

قالتها وعد وهي تشعر بالتشويش ....ليرد عليها صوت مميز قائلا:

-احنا اتجوزنا ...

شهقت بعنف وهي تستدير لتجد الصياد عاري الجذع ...شعره مبعثر بفوضوية ...ابتسامة كسولة ورائعة علي شفتيه وهو ينظر إليها بتسلية ...اتسعت عيني وعد برعب وهي تنظر اليها بينما ينظر إليها بتلك الطريقة غير المريحة ... حاولت أن تنهض وتبتعد عنه ..الا انه امسكها بقوة واعتلاها وقال بنبرة كسولة:

-امبارح كانت اجمل ليلة في حياتي يا وعد ...انتِ خليتيني سعيد ..

-ق...قصدك ايه ؟!!

قالتها برعب بينما تجمعت الدموع في عينيها ليبتسم بمكر وهو يقبل وجنتها ويقول :

-مش معقول نسيتي أول ليلة لينا سوا ...أنا كده ازعل منك يا وعد ...ازاي تنسي ليلة مميزة زي كده ...بجد كسرتي قلبي ...

هزت رأسها وهي تبكي قائلة:

-لا مستحيل ...محصلش أكيد حاجة بيننا امبارح ...قول الحقيقة ايه اللي حصل .

مرر نظراته عليها وقال بإيحاء؛

-اخاف اقول ايه اللي حصل بالتفصيل واخدش حيائك يا وعد ...خصوصا أنك بتتكسفي اووي ...

حاولت دفعه بعنف الا انه امسك كفيها جيدا وانحني لتقبيلها....لم تمهله هي فرصة وعضته بقوة ليجفل بألم وتنهض هي ...نظر الصياد بصدمة الي الدماء التي تنزف من شفتيه ثم نظر الي وعد التي كان في عينيها تمرد لم يراه لدي احد من قبل ...كانت عينيها تلمعان كعيني القطط  البرية وتنظر الي بتشفي 

-يا عضاضة 

قالها الصياد ضاحكا لينهض ...استدارت هي لتركض ولكن الصياد ضمها من الخلف وهو يشل حركتها تماما ...حاولت أن تتحرر بشراسة ولكنها فشلت ...ضحك الصياد بعمق في اذنها وقال:

-تعرفِ يا وعد قصتنا أنا وانتِ بتفكرني بالاسد وفريسته... الاسد بيحب يلاعب الفريسة وخاصة  لو كانت شرسة زيك ....أنا بحب الاعبك يا وعد 

قبلها علي عنقها برقة وأكمل:

-انا نفسي طويل في اللعب متقلقيش وانتِ فريسة تستاهلي الصبر بس لما اتمكن منك هاكلك من غير رحمة ...

افلتها وهو يقول بهدوء:

-عموما عشان ترتاحي اكتر ...أنا ملمستكيش ...ولا حصل بيننا حاجة امبارح ..أنا بس اديتك العصير اللي كنتِ حاطة فيه المنوم وفجأة نومتِ ..

تنهدت براحة ولكن فجأة نظرت إليه وقالت بشك:

-اومال مين اللي غير الفستان ليا ؟!

ابتسم ابتسامة شيطانية وهو يقول:

-اكيد أنا ..

احمر وجهها بخجل ليكمل:

-بس كنت مغطيكي أنا مشوفتش حاجة ...

ابتسمت براحة وقالت:

-بجد كنت مغطيني لما كنت بتغير الفستان ...يعني مشوفتش أي حاجة خالص؟!!

ضحك بمكر وقال: 

-وانا عبيط يا بيبي عشان افوت فرصة جميلة زي دي أنا شوفت كل حاجة ...كل حاجة حرفيا و...

صرخت وعد بعصبية وأمسكت المزهرية ثم القتها عليه ولكنه تفاداها بمهارة ...كادت أن تضربه مرة اخري ولكنه جذبها بقوة واوقعها علي الفراش وقال:

-حياتنا مع بعض هتكون حماسية اووي يا وعد ...

ثم بدأ في تقبيلها رغما عنها...

.....


قرب اذان المغرب ...

رن هاتف حياة معلنة عن اتصال من حسام ...ردت حياة عليه مبتسما ...

-ازيك يا حسام أنا كمان نص ساعة وهلب...

ولكن حسام قاطعها قائلا:

-معلش يا حياة مش هنخرج النهاردة ...سامحيني ...ماما تعبانة اووي وانا قلقان عليها جبنالها الدكتور وقال ان وضعها صعب شوية عندها حمي ...

والخدعة كانت مستهلكة منذ الازل ولكنها انطلت علي تلك المسكينة فلم تشعر بنفسها الا وهي تقول بلهفة:

-يا خبر...طيب يا حسام ..هجيب اهلي وا..  

-لا لا معلش يا حياة ماما هتزعل لو عرفت اني قولت  ليكم عشان متتعبوش وتيجوا.. معلش ارتاحي انتِ النهاردة في البيت وانا هبقي هنا ارعي لماما بما ان بابا مسافر ...صحيح أنا معرفش هعمل ايه بالضبط عشان اهتم بيها بس اهو بحاول ...

نهضت حياة وقالت بهدوء:

-انا هلبس دلوقتي واجيلك ...

وابتسامة ماكرة شقت شفتيه وقال بإحراج مصطنع:

-مش عايز اتعبك ...

-لا ولا يهمك ...نص ساعة وأكون عندك وثم أغلقت الهاتف ...

....

ضحك حسام بإنتصار لقد وقعت المغفلة في الفخ ...اخذ يفرك في عينيه التي احمرت ثم جلس بجوار الطاولة وهي يمسك محقن ويحقن ذراعه وعندما سري المخدر في وريده شعر بإستمتاع رهيب    ...اليوم ستأتي...اليوم سيحصل عليها ...لا يوسف ولا أي شخص سوف ينقذها من يده ...

......

-مالك يا حياة يا بنتي فيه ايه ؟!

قالتها والدة حياة لإبنتها التي  تجهز نفسها للخروج  لتقول حياة:

-الست مريم تعبانة اووي يا ماما أنا رايحة اشوفها ...

قالتها حياة وهي تتجه نحو الباب بسرعة وتفتحه ...

-طسب استني البس واجي معاكِ ميصحش تروحي لوحدك ..

تنهدت حياة وقالت:

-متتعبيش نفسك يا ماما أنا هروح بسرعة واجي متقلقيش عليا ...

نظرت والدتها إليها بقلق وقالت:

-يا بنتي المغرب قرب يأذن  ...ازاي اسيبك تروحي دلوقتي بس أنا ...

-انا هروح معاها يا خالتي ..

صوت عميق اتي من خلفها لتنظر حياة الي يوسف بضيق وتقول بتحدي :

-لا هروح لوحدي 

تجاهلها تماما وقال:

-انا مستنيها في العربية يا خالتي ...

ثم نزل الدرج دون ان يسمع رد حياة ...

-يا ماما مش عايزاه يروح معايا ...حسام مش بيطيقه ..

امسكت والدتها كفها وقالت:

-معلش يا بنتي عشان خاطري ...علي الأقل هبقي مطمنة عليكي ...

زفرت حياة بضيق وقالت:

-طيب ...طيب ...

.........

طول الطريق لم تقل حرفا ولا هو أيضا ...

....

أخيرا وصلا الي منزل حسام نظرت حياة الي يوسف وقالت:

-استناني هنا هطلع فوق اطمن علي الست وانزل ...

ضحك يوسف بسخرية وقال:

-اكيد بتحلمي صح ؟!!

ثم ترجل من السيارة وهو يسبقها الي البناية...لتتبعه وهي تزفر بضيق 

.....

ارتجف قلب حسام بسعادة وهو يسمع جرس الباب ...اخرج المفتاح ونظر إليه بنظرات شيطانية ثم ذهب ليفتحه ...تجمدت ابتسامته فعليا وهو يري ان حياة لم تأتي بمفردها ...بل اتي معها يوسف ...

ابتسم يوسف له وقال :

-الف سلامة علي الوالدة جايين نزورها ...

نظر إليه حسام بكره ثم ابتعد ليدخلا ...اغلق الباب بالمفتاح وادخل المفتاح في جيبه ...نظرا كلا من حياة ويوسف إليه بدهشة بينما يوسف قام بالوقوف امام حياة وقال لها هامسا وهو يلاحظ متأخرا الاثار التي بذراع حسام:

-ادخلي  أي اوضة واقفلي علي نفسك ...ده فخ امه مش موجودة اصلا وهو شارب مش واعي للي بيعمله ...

اتسعت عيني حياة بصدمة بينما حسام يقترب من المطبخ .. ليهمس يوسف بإصرار:

-قولتلك روحي 

وكادت أن تذهب الا ان حسام امسك سكين كبير كانت بجواره وقال:

-مكانك يا خطيبتي المحترمة اللي مش عاملة اعتبار لخطيبك ورايحة جاية مع حبيبك القديم والله اعلم بتعملوا ايه !!!

نظر إليه يوسف بحذر وقال:

-اهدي بس ...صدقني هي خطيبتك مفيش بيننا أي حاجة.....سيب السكينة وخلينا نتفاهم ...

-انا هقتلك لأنك في كل مرة بتبوظ خطتي...أنا عايز حياة وهأخدها ...

-وانا مستحيل اديهالك ...

قالها يوسف بتحدي ...

ابتسم حسام وقال:

-يبقي تموت ...

ثم اقترب منه وهو يراوغه بالسكين...كان يوسف يتراجع بحذر وهو يصرخ بحياة :

-قولتلك ادخلي جوه ...

كادت حياة ان تركض للداخل فعلا ولكن حسام اتجه إليها  بينما يوسف حاول منعه من الوصول الي حياة ليطعنه حسام بقوة في بطنه ويقع يوسف علي الفور ...

-يوسف!!!!

صرخت حياة وهي تقترب من يوسف الغارق في دمه ولكن حسام امسكها من شعرها وهو يجرها خلفه ثم دخل غرفة ما واغلق الباب  ...

دفعها الي الفراش وقال وهو يخلع ملابسه:

-متخافيش. يا حلوة اخد منك اللي انا عايزه وبعدين اخليكي تحصلي حبيب القلب !

ثم هجم عليها بقوة ممزقا بلوزتها!!!

يتبع



الفصل السابع عشر(مشاعر متدفقة)

تأوه يوسف بألم شديد وهو يسمع صراخ حياة كان يحاول أن ينهض ولكن دون جدوي ...تصاعدت الدموع لعينيه وبدأ بالبكاء...حياة في الداخل ...هي في خطر ...تُنتهك علي يد مجرم حقير وهو لا يستطيع النهوض ...حاول بكل ما لديه من قوة ان  يحارب الألم الذي يعصف بجسده ولكنه فشل ...فشل تماما ...لقد انتهي كل شئ ...هو لم يستطيع أن يحمي حياة ...حياة المرأة التي يحبها اكثر من اي شئ ...فكر في هذا بينما الظلام يغلف عقله ويفقد الوعي ....

...

كانت حياة تصرخ بينما حسام يسلبها ثيابها بجنون ويقول:

-محدش هينقذك مني ...انا هدمر حياتك واقتلك يا فاجرة ..يا خاينة ...تمن خيانتك ليا مع حبيبك يوسف !

ثم انقض عليها يقبلها قسرا ولم يلاحظ الباب الذي انفتح ولا والدته التي أصبحت تنظر إليه بصدمة ودموعها تتساقط ...

-ابعد عنها ....

قالتها مريم بعنف ...ليتجمد حسام وينهض عن حياة التي شدت الشرشف لتستر جسدها شبه العاري وهي تبكي بقوة حتي فقدت الوعي ...

اشهرت مريم السكين وقالت:

-لو فكرت تقرب منها تاني هقتلك يا حسام ...

-امي ..

قالها بصدمة فردت مريم بعنف:

-متجيبش سيرتي علي لسانك ...أنا بلغت البوليس والاسعاف ...كنت عارفة انك مش هتتغير ...هتفضل طول عمرك ارخص من التراب ...لما اتصلت بيا ام حياة عشان تتطمن عليا فهمت الكدبة الحقيرة اللي اخترعتها فجيت بسرعة وانا في الطريق بلغت البوليس عنك لاني كنت ...

اختنقت حروف كلماتها وهي تتذكر الجسد الهامد لقريب حياة وهو غارق في دمه بالخارج ....انسابت دموعها واكملت:

-عارفة انك هتعمل مصيبة ...انت دمرتنا ..منك لله ...

كاد حسام أن يرد ولكن صوت سارينة الشرطة أوقفه...حاول أن يخرج ويهرب لتقرب والدته السكين من بطنه بشكل خطير وتقول:

-حاول تهرب يا حسام وانا فعلا هقتلك. ...

-يا امي أنا هتحبس .

ابتسمت والدته ابتسامة ميتة وان كانت تحتضر من الداخل وقالت:

-السجن مناسب لأمثالك ...

وما هي الا ثواني واقتحما الشرطة المنزل ..وقبضا علي حسام  !!

انهارت مريم علي الأرض وهي تري الشرطة تجر ابنها للحبس وأخذت تبكي بعنف ...يا الهي لقد دمر ابنها حياة الجميع ...الجميع حرفيا !!

.........

في المشفي....

فتحت حياة عينيها وهي تشعر بالخدر في جميع أنحاء جسدها ...كانت الرؤية مشوشة ولكن اخيرا استطاعت تمييز والدتها التي تبكي بجانبها ...

-يوسف !

قالتها حياة وهي تشعر بالدوار ...ثم أكملت وهي تبكي :

-يوسف ...يوسف حصله ايه يا ماما؟!.

حاولت أن تنهض إلا أن والدتها حاولت أن تهدئها ولكن حياة اخذت تصرخ بفزع:

-حسام ضربه بالسكينة ....كان بينزف...قولولي فين ؟!

ضمتها والدتها وقالت بتوتر :

-متقلقيش ..يوسف بخير يا حياة الدكاترة طمنونا عليه ...

-عايزة اشوفه!

قالتها بإصرار لتحاول والدتها ردعها ولكن حياة أصرت علي هذا ...

.......

بهتت حياة وهي تتطلع الي خالتها وهي تبكي أمام غرفة العمليات ...نظرت لوالدتها وقالت:

-كدبتِ عليا ...يوسف مش كويس .....

شعرت بالدوار واستندت علي والدتها وهي تبكي بعنف ...هي السبب ...هي من فعلت هذا ...يوسف كان يحذرها من حسام ولكن بسبب غباؤها وكبرياؤها العنيد رفضت تصديقه   ...فقط ليستيقظ وهي سوف تفعل ما يريده ...هي لا تريد أن تخسره ..ما زالت تحبه بجنون...فكرت وهي تبكي ....

فجأة خرج الطبيب من غرفة العمليات ليلتف الجميع حوله يسألونه بلهفة عن يوسف ...

ابتسم والطبيب وقال:

-الحمدلله يا جماعة اتكتبله عمر جديد صحيح نزف كتير بس نقلناله دم وفصيلته كانت متوفرة هنا الحمدلله ....دلوقتي هننقله لاوضة تانية وتقدروا تزوره بكرة بس سيبوه يرتاح النهاردة ...

-الحمدلله ...

قالتها حياة وهي تبكي ثم فقدت الوعي!

. ........

جالس علي الاريكة وهو يشرب سيجارته ...شعره مبعثر ومنزله في فوضي تامة...لقد فشلت خطته ...فكر بقهر بينما روحه تحترق بنيران الانتقام ...كان تحت يديه ابنة عدوه وهو اضاعها بغباؤه...كل هذا بسبب ليالي ...تلك الحقيرة...كم يكرهها ...لو يستطيع لأزهق روحها حتي تهدا تلك النيران التي تشتعل به ...لا يدري ماذا يفعل ملاك القته خارج حياتها تماما والان هو عاد لنقطة الصفر ...اللعنة هو يعرف كم هي امرأة ذات كبرياء ولن تغفر الخيانة ابدا وهو بكل غباء وقع في الفخ ...لقد حاول ان يبتزها عاطفيا لتعود إليه ولكنه فشل ...كيف يجعلها تعود إليه ...كيف ...كان عقله يؤلمه تماما ...هل سيستسلم الآن ؟!!..

دفن راسه بين قدميه وهو يشعر بالضياع ....تجمعت الدموع بعينيه وهو يتذكر والدته ...تلك المرأة المحبة التي أفنت حياتها لتربيته والعناية بوالده ...كانت هي الجزء المشرق في الحياة الصارمة التي فرضها عليه والده من صغره...تعلق بها كثيرا لدرجة انه ظن انه لن يقوي علي الحياة بدونه...وبالفعل هو مات ليلة عرف بخبر وفاتها ...تزلزل عالمه السعيد تحت قدميه وسقط في قعر الجحيم واحترق بنيران الانتقام ...انسابت دموعه بغزاره ثم غطي وجهه وأجهش بالبكاء ...كان يتمزق وهو يري حق والدته  يتسرب من بين يديه كالدخان ...بيدق انتقامه تحرر منه ...نقطة ضعف عامر النجار اصبحت بعيده عن متناوله الآن ....

-ليه شايل طاجن ستك كده ...حصل ايه؟!

صوت والده اخرجه من شروده ليرفع هو رأسه ويمسح دموعه ويقول:

-خسرت يا بابا ...ملاك قدرت تفلت من بين ايدي ...مفيش ثغرة ادخل منها لعامر عشان أقضي عليه....

احمر وجه والده من الغضب ثم اقترب من عدي وشده من قميصه ليقف علي قدمه وقال:

-ضيعت انتقامك يا غبي ...ضيعت فرصة دهبية ما بين ايديك ...انت كنت عارف ان ملاك هي الطعم اللي هيجيب عامر تحت رجلينا ...أنا كنت خايف فعلا أنك تحبها وتبوظ الدنيا ...

هز عدي رأيت وقال؛

-مبحبهاش ...مبحبهاش ...

-انت كداب ...كداب وغبي...ضيعتها من بين ايديك وحبتها ...حبيت بنت عدونا ...الراجل اللي قتل امك ..امك اللي كانت اغلي حد في حياتك يا عدي ...فاكرها ولا نسيتها ...

مسح عدي دموعه وقال:

-مقدرش انساها ...أنا فاكرها وبعمل المستحيل عشان ارجع حقها ...المستحيل عشان اطفي النار اللي جوايا وانا بشوف عامر حر وهو قتل أمي ...انت فاكر اني مش زعلان عليها ...امي كانت حياتي وانت عارف ...نسيت اني فقدت النطق لما ماتت بالطريقة دي ...فضلت اتعالج نفسيا ست شهور عشان اتقبل خبر وفاتها ...النار اللي جوايا مش هتهدي يا بابا الا لما اقتل عامر ....وصدقني بملاك أو من غيرها أنا هعمل كده ومش هفشل ...ثق فيا المرة دي ...

ابتعد مالك  وهو يري نظرة الاصرار بعيني عدي...

نظر إليه والده بجدية وقال:

-اوعدني يا عدي أن دم امك ميروحش هدر اوعدني يا ابني ..

ابتلع عدي ريقه وقال:

-اوعدك ...

ابتسم مالك ثم ضم عدي إليه بقوة...عدي الذي زلزلته كلمات والده ...ليس بسبب والدته فحسب بل لأنه أخبره بصراحة أنه وقع في حب ملاك ...هل يمكن أن يحب ملاك ؟!!هل هو غبي ليحب ابنة الرجل الذي قتل والدته؟! الرعب سكن قلبه ...هو يخاف...يخاف أن يحبها لدرجة أنه قد يتخلي عن انتقامه من أجلها حينها لن يسامح نفسه ابدا ....يجب ألا يسمح لملاك أن تسيطر علي قلبه وان كان فعلا يحبها هو سوف يتخلص من هذا الحب !


...........

خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها الطويل لتتجمد فجأة وهي تراه يجلس علي الفراش ...ابتسم ونظر إليها وقال:

-مساء الورد يا حبيبتي ..ايه خضيتك ...

ضمت روب الحمام الي جسدها وقالت:

-انت دخلت ازاي هنا؟!أنا كنت قافلة الباب بالمفتاح ..

ضحك الصياد وقال:

-انتِ نسيتي ان ده بيتي يا حبيبتي ...يعني كل مفاتيح الاوض دي معايا ...

نهض وهو يقترب منها وقال:

-انا صبرت كتير مش آن الاوان تديني اللي انا عاوزه ...

رجعت للخلف وقالت بتوتر:

-انا مش مستعدة دلوقتي ...

-متلعبيش معايا يا وعد لأنك انتِ اللي هتزعلي وانا صبري نفذ ...

-وانا مش عايزة ده ...مش هقدر...أنا ...

-انتِ ملك الصياد يا وعد ...أنا عملت المستحيل عشان تبقي ليا مش هسمحلك تتراجعي عن وعدك....

هزت راسها وعينيها تبرق كعيني القطط :

-انا مش ملكية خاصة ...انا انسانة وزي ما حطيت شروطي نتجوز هنمشي بشروطي للاخر....

ضحك ساخرا ثم اقترب منها بسرعة وقبض علي شعرها وهو يقرب وجهها من وجهه ويقول :

-اياكِ يا وعد تفتكري ان عشان حابب لعبة الفريسة والصياد دي واني سايبك بمزاجي اني ضعيف...أنا بس مش عايز اوريك الوش التاني واللي صدقيني هتزعلي منه ...

دفعها برفق لتسقط علي الفراش ثم اخرج قميص نوم  من الخزانة وقال وهو يدفعه إليها:

-البسي ده واجهزي لجوزك ...النهاردة هتكوني ليا... اللعبة من يوم ورايح هتتم بشروطي أنا !

قبلها علي شفتيها  ثم ابتعد وقال:

-يالا يا بيبي ...عشر دقايق والاقيكي جاهزة ..

ثم خرج وتركها تضرب وجهها بفزع ...اخذت تدور علي نفسها وتقول :

-يا مرك يا وعد ...خلاص كده هتستسلمي للشيطان...أنا الغبية اللي فكرت هقدر عليه ...ده طلع خبيث ..يا خرابي ياما ...

جلست وعد برعب علي الفراش ...عينيه اخبرتها ان الليلة ستكون له كليا ....انها تعرف ان الصياد سوف يحصل عليها اليوم ...اغمضت عينيها وهي تشعر انها محاصرة في ركن ضيق ...دماغها توقفت تماما عن العمل ...هي الآن محاصرة ولا مفر من ان تعطيه ما يريده ...تنهدت وهي تمسك هذا القميص الأسود...خلعت روبها  وارتدته وهي ترتجف...وقفت امام المرآة وهي تتطلع الي نفسها بصدمة ...كان القميص يظهر اكثر مما يخفي ...لم ترتدي شيئا بهذا الجراءة من قبل ...كانت تشعر انها عارية تماما ....تجمعت الدموع في عينيها وهي تخاف مما ينتظرها ...تخاف من تلك التجربة التي ستخوضها بعد قليل مع رجل تكرهه ...مع زوجها ...شقهت برعب عندما انفتح الباب ليدخل الصياد ....تراجعت وهي تبحث عن شئ لتستر جسدها ولكن النظرة التي في عينيه جمدتها وارعبتها اكثر ...وقف الصياد وهو يتطلع إليها مبهورا ...كانت فعلا جميلة بشكل لا يصدق ...لم يري في حياته ما هو أجمل منها...اغلق الباب ثم بدأ بالاقتراب منها لتتراجع هي بخوف ابتسم ثم  دفعها لتسقط علي الفراش برقة أمسكت الغطاء لتستر نفسها ولكنه سحب الغطاء منها والقاه بعيدا وهو يبتسم له ...كان يبتسم لها وهو يشعر بالإنبهار...يعترف أنها تبهره أكثر واكثر فها هي لمعة القطة البرية اختفت وحل محلها الخوف والتوتر ...كان يريد أن يلاعبها أكثر ولكن رغبته فيها كانت اقوي مما يتحمل جلس علي الفراش واقترب منها ...وضع يده علي ظهرها ثم جعلها تستلقي بحنان ...

-ايه رايك نستني  شوية...نتعرف علي بعضنا اكتر و ...

ولكنه قاطعها وهو يقبلها قائلا:

-اسف يا بيبي مش هستني ...

ثم برفق بدأ يجردها من كل شئ ليجعلها له قولا وفعلا ....

....

بعد أن انتهي ..كان يلهث في الظلام وهو يدرك أنه لا يرغب فيها فحسب بل إن مشاعر مجنونة بدأت تنتابه بشأنها ...مشاعر مختلفة تماما عن مشاعره الهادئة نحو ملاك ...فمشاعره  نحو وعد مشاعر عاصفة مجنونة ونادرة !

    .........

من بين الغيوم كان يراها ...تقف بهيئتها الجميلة ...عينيها البنية اللامعة والشرارة المميزة التي بها ...تقف شامخة ابية بينما ترتدي فستان كريمي فضفاض وشعرها الأسود الطويل يتطاير حولها ...

تصاعدت الدموع في عينيه وقد اشتعلت في قلبه الشوق إليها ...ابتسم واقترب يمد يده وهو يقول بخفوت:

-أمي...

قالها جاسر بلهفة بينما الدموع تنسكب من عينيه كان يريد أن يركض ويختبأ بحضنها ولكن ما ان اقترب نظرات الحب انقلبت لإشمئزاز وعتاب...تلك النظرات قتلته  ..اقترب اكثر وهو يقول بصدمة:

-امي ...

ولكنها كانت تبتعد عنه شيئا فشيئا بينما تهز رأسها ودموعها تنساب من عينيها التي تشبهان عيني جاسر ...العتاب كان عاصف في عينيها بشكل اوجعه  ...كانت حزينة للغاية ..هو يشعر بها ويعرفها فهي لم تكن والدته فحسب كل كانت كل حياته ...اقترب منها وهو يبكي وقال:

-عارف انك زعلانة مني بس انا نفسي احضنك وبس ...امي أنا ..

انهار عند قدميها وأخذ يبكي وأكمل:

-انتِ وحشتيني اووي مبتروحيش ابدا عن بالي بس رغم كده نفسي احضنك وبس ...نفسي تلعبي في شعري ..تعملي اي حاجة بس يوصلني حنانك ...

لمعت الدموع في عينيها ومدت ذراعيها لكي تضمه ..ابتسم جاسر وقد شعر أنه عاد طفل صغير ونهض ليندفع الي احضان والدته ولكن فجأة وجد نفسه يضم الهواء ...لقد اختفت والدته ...هطلت دموعه ثم بقوة صرخ :

-امي !!!

....

نهض الصياد من نومه مفزوعا وهو يلهث ...ما زال بعينيه اثر دموع ....جسده مغطي بالعرق وقلبه ينبض بجنون ...ابتلع ريقه وتنهد وهو ينهار علي الوسادة مرة أخري مسح بقايا الدموع  و نظر بجواره ليجد وعد نائمة ووجهها من الجانب الآخر ...

ابتسم واقترب منها وهو يضمها من الخلف ثم قبل كتفها العاري  واغمض عينيه  ....ولكن هي كانت مستيقظة ...كانت ترتعش وهي تتذكر هذيانه في نومه ...هذا الرجل يحمل ماضي اسود ووجع لا ينتهي ...وبالتأكيد سوف يؤلمها إن استمرت معه ...ولكن هو أخذ بالأمس ما يريده منه فهل سيتركها وشأنها اخيرا ...التفكير في هذا ضايقها بشكل مفاجئ ...حاولت أن تطرد هذا الضيق غير المبرر وهي تخبر نفسها أنها يجب أن تكون سعيدة فهي اخيرا سوف تتحرر من سجنه بعدما حدث أمس ...وبذكر امس بدأت الذكريات تندفع لعقلها ...احمرت وجهها وهي تتذكر تفاعلها المفاجئ معه ...لقد ظنت أن الأمر سيكون كالإغتصاب ولكنها وجدت نفسها تعطيه برضا ما يريده ...لقد تعاملت معه كزوجة ...كيف فعلت هذا ...عندما انتهي منها بالأمس ونام ظلت تؤنب نفسها حتي الخيوط الأولي من الفجر ...الرجل ...

-بطلي تفكير ...

صوته الأجش أخرجها بقوة من شرودها وارتعش جسدها بينما أدارها هو إليه بينما ينظر إليها بعينين ناعستين ...ابتسم وهو يقبل رأسها وقال :

-شكرا ...

ازدردت ريقها وهي لا تقوي علي الكلام ...أخذ هو يداعب شعرها وهو ينظر إليها ...يتأملها جيدا بينما يدرك أن شعوره ناحيتها ليست رغبة فقط ...بالأمس عندما كانت بين ذراعيه عرف أن وعد استحوذت علي جزء منه ...وصلت إلي أعمق جزء في روحه ...عرف أن لديه مشاعر لها ...مشاعر لا يعرف ماهيتها ...

تحررت وعد منه وهي  تلتقط قميصها وترتديه بسرعة وتقول بتوتر :

-انا رايحة الحمام ...

ابتسم بينما تهرب هي الي الحمام وتختبئ بسبب  موجة الخجل التي بدأت تنتابها  بسببه ...ولجت للحمام وما كادت أن تتحرك حتي شعرت أنها قد داست علي شئ لزج ثم شعرت بعضة قوية زلزلتها ...سقطت علي الأرض وصرخت بألم وفزع وهي تري ثعبان ضخم يتحرك بحرية في الحمام!!!

يتبع


الفصل الثامن عشر(هل يعشق الصياد الفريسة ؟)

اخذت تصرخ وعد بقوة وهي تشعر بالرعب بينما هذا الثعبان يتحرك بتلك الطريقة المرعبة...كانت تشعر انها سوف تموت ...دقات عنيفة علي الباب وصوت الصياد القلق يتغلب علي صراخها:

-وعد ...وعد فيه ايه ؟! 

-قرصني تعبان ...

صاحت  بألم ورعب وهي تبكي ..ليبهت الصياد و يتراجع الي الخلف ثم بكتفه يدفع الباب حتي انكسر المزلاج...ولج الصياد واصبح ينظر الي وعد القابعة علي الأرض ولكنه تنهد عندما رأي الثعبان ...

-هموت ...هموت ...

قالتها برعب وهي تبكي ليقترب الصياد من الثعبان ويمسكه برفق ثم يخرجه من النافذة المفتوحة حيث اتي ..

-ده بدل ما تقتله ؟!!!!

قالتها بغيظ ليضحك الصياد بخفوت ويقول :

-متقلقيش مش هتموتي ...

-نعم يا اخويا ...بقولك عضني تعبان هي سلحفة!!!

انحني نحوها ثم حملها بخفة وهو يقول:

-ده تعبان أرقم  صحراوي ..دخل هنا بسبب ان حوالين الفيلا صحرا ومش سام اصلا بس عضاض ...

غمز لها وأكمل :

-زيك بالضبط ...

-بس العضة وجعاني ..

قالتها وهي تبكي من الألم ليرد :

-طبيعي ...هديكي مسكن يهديكي...

خرجا من الحمام ...ثم وضعها علي الفراش واحضر من الحمام مطهر وقطن ولاصقة طبية ثم بدأ في تنظيف الجرح البسيط ..

نظرت اليه وعد وهو منهك في عمله وقالت:

-انت ازاي عرفت ان تعبان غير سام ..يعني ازاي بتعرف انواع التعابين ...

ابتسم الصياد وقال:

-وانا وصغير اشتعلت مع واحد بيصطاد افاعي ..كانت مهنته واكل عيشه احيانا عشان يبيعها او يربيها ....هو كان صديق لجارنا وهو اللي رشحني اشتغل معاه ...كان عندي عشر  سنة وقتها وهو بدأ يعلمني ازاي اصطاد وعلمني انواع التعابين ايه ...فضلت معاه ست شهور ...علمني كتير لحد ما بقي صيد الافاعي شغف عندي وغير كده كان بيديني مرتب محترم...

-من صيد التعابين؟!!!

قالتها بسخرية ليهز رأسه:

-فيه ناس بتشتريها بمبالغ عالية جدا علي فكرة ...وفيه ناس عندهم شغف يربوهم ..ده غير ان ناس بيستخدموا جلوده والسم بتاعه  ..بس أنا شغفي كان اصطادهم وبس مفكرتش اربي واحد

ولا استخدم سمه ...بس للأسف وكالعادة الحاجة اللي بحبها مبتكملش معايا ...مكملتش مع صاحب الشغل ده ...

-ليه ؟!

قالتها وعد بفضول وقد نست المها تماما ليرد هو :

-في مرة  روحنا الصحرا عشان نصطاد طريشة...كنت وقتها معرفتش اتعامل معاها كويس لانها شرسة جدا وسريعة وسمها يزعل بالذات واحد صغير زيي ..وعشان كنت متهور أول ما شوفتها شغفي غلبني وروحت عشان امسكها ولدغتني ...وقتها نجيت بإعجوبة والراجل اداني بقيت حسابي ومشاني ...

-طيب مفكرتش تصطاد لوحدك بعدها...

هز الصياد رأسه وقال:

-لا قررت ادور علي شغل تاني ..

-طيب ودلوقتي شغال ايه ؟!

قالتها بفضول ليرد ببساطة:

-تاجر مخدرات ...

انفجرت بالضحك وقالت:

-لا اتكلم بجد شغال ايه وازاي بقا عندك الفلوس دي كلها ...اوعي تكون بتخطف بنات وتسرق اعضاءها ..

ابتسم وهو يضع  قبلة سريعة علي خدها ويقول:

-فكرة حلوة هعملها بعد ما اتوب من تجارة المخدرات

نظرت اليه بضيق فقال:

- عندي شركة سياحة اللي ابوكي كان شغال معايا فيها  ...

بهتت تماما عندما ذكر والدها وأطرقت برأسها ليمسك هو ذقنها ويرفع راسها ويقول:

-اسف لاني ضايقتك ..

اتسعت عينيها بدهشة ليبتسم هو ويقول بإفتتان:

-تعرفي ان عينيكي بالذات مش بتفارقني ابدا سواء نايم او صاحي...عيونك جميلة اووي يا وعد ...عاجباني لدرجة اني لما اقتلك هحتفظ بيهم بس هبيع باقي اعضاءك ...

ضربته بقوة علي كتفه ليضحك هو ويمسك كفها ويقول:

-الالم خف ولا اجيبلك مسكن ؟!

هزت راسها وقالت:

-لا خف ...

-جميل ...تعالي بقا عشان تشوفي  كيتي ..

-مين كيتي دي ؟!

ابتسم وهو يجرها خلفه قائلا:

-قطتي اللي مربيها ...

-الله انا بحب القطط ...

قالتها بحماس ليرد ضاحكا :

-عقبال ما تحبيني ..

-في احلامك .

قالتها ببرود

.......

صراخ وعد شق هدوء المكان بينما تلتصق بالصياد الذي يضحك قائلة:

-تمساح...مربي تمساح يخربيت جنانك !!

ضمها إليه بقوة وقال:

-ايوة عشان بعدين لو مسمعتيش كلامي هيجيبك هنا عشان يأكلك!!

.........

نهضت من فراشها بالمشفي وهي تشعر بالتوتر ...قلبها يقصف داخل صدرها بقوة ...لا تعرف لماذا تشعر بكل هذا التوتر ...رغم اللهفة التي تملأ قلبها لكي تراه الا ان التوتر يسيطر عليها ...وقفت وهي تعدل من وضعها المذري ...كانت ترتدي زي المشفي البشع بينما شعرها مبعثر ...عينيها حمراء ومنتفخة ...ضحكت بخفوت وهي تتخيل ان يوسف قد يرتعب إن رأها ...

ولجت والدتها للغرفة وابتسمت لها وقالت:

-كلمت الدكتور وقال ممكن تخرجي ..

-انا عايزة اشوف يوسف الأول 

قالتها بخفوت لتهز والدتها رأسها وتقول:

-طيب يا بنتي هو صحي دلوقتي هنشوفه سوا كلنا ...

ثم خرجا سويا ...كان قلبها ينتفض داخل صدرها متحمسة كثيرا لتراه ..ولجا الي غرفة يوسف ...قصف قلب حياة وهي تراه ...كان وجهه شاحب ولكن عينيه التي لمعت عندما راتها جعلته اوسم رجل في العالم ...احمر وجهها عندما احتلت هي انتباه الجميع ...اقتربت من يوسف وقالت بخفوت:

-الف سلامة عليك ...

ابتسم لها وكاد ان يرد الا ان دقة علي الباب بتردد اوقفته ..نظر ليجدها والده حسام!!!

-انتِ ايه اللي جابك هنا؟! مش كفاية اللي حصل بسبب ابنك!!

قالتها والدة حياة بعصبية ...

-ماما اهدي ..

قالتها حياة ..لتصرخ والدتها وهي تقترب من مريم :

-كنتِ عارفة ان ابنك مدمن وخلتيه يخطب بنتي ليه إن شاء الله كنتِ واخداها مصلحة اجتماعية تصلح اخلاق ابنك البايظة !

-يا ماما اهدي شوية ..

قالتها حياة وهي تنظر بشفقة لمريم التي تبكي بخجل ولكن والدة حياة لم تهتم بل اخذت توبخ مريم بقسوة وتقول:

-يعني بنتي هتربي ابنك اللي انتِ معرفتيش تربيه ... واحد مدمن ليه تخليه يخرب حياة بنات الناس ...انت واحدة معندكيش دم ولا احساس وانا مش عايزة اشوفك ...

-يسرية اسمعيني بس ...

-خلاص اسكتي ...روحي من هنا مش عايزة اشوف وشك ...اعتبري ان ملكيش صاحبة ..أنا ميشرفنيش أنك تبقي صاحبتي ...حسبي الله ونعم الوكيل فيكي انتِ وابنك كنتوا هتضيعوا بنتي من ايديا  ...

-يا ماما كفاية بقا ...كفاية !!

صرخت حياة بقهر بينما قالت مريم:

-امك عندها حق يا حياة ...أنا كنت عارفة انه مدمن بس متكملتش بس والله هو وعدني انه هيبطل ...أنا مفتكرتش انه هيعمل كده سامحيني يا بنتي ...بالله عليكِ ما تزعلي مني ...

ثم ذهبت سريعا وهي تبكي ...

القت حياة علي والدتها نظرة عتاب ثم خرجت خلف مريم ...

...

-طنط مريم استني شوية ...

قالتها حياة وهي تركض خلفها ...وقفت مريم وهي تمسح دموعها وابتسمت لحياة ابتسامة حزينة ...كانت تشعر بتأنيب الضمير لما سببته لتلك الفتاة التي كاد ابنها ان يدمر حياتها ...لقد عرفت من البداية ان حسام لن يفي بوعده ...عرفت انه سوف يعذب حياة ولكنها بأنانية صمتت وانتظرت بأمل ان تصلح حياة الدمار الذي به لانها ظنت انه فعلا يحبها...

اقتربت حياة من مريم وامسكت كفها وهي تقول بخجل:

-اسفة يا طنط ...امي والله ...

شدت مريم علي كفها وقالت:

-امك عندها حق يا حياة ...أنا غلطانة اللي متكلمتش ومقولتش علي ادمان حسام ...أنا لما وديته المصح واتعالج افتكرت ان المشكلة خلصت وانه هيرجع طبيعي ...بس للأسف رجع تاني وحسيت وقتها كأني رجعت لوقت ما كان مدمن ...ساعتها انا انهارت وكنت ناوية فعلا اقولك لاني حرام اسيبك مخدوعة او حتي اقولك ان كل شئ قسمة ونصيب من غير تفاصيل ...بس هو اترجاني وقتها ...قال انه محتاجك ..وانا فكرت بأنانية ...

انسابت دموعها وأكملت بقهر:

-فكرت وقتها انه فعلا بيحبك وهيسمع كلامك ...بس للأسف  النتيجة كانت انتِ كان حياتك هتتدمر بسببه ويوسف كان هيموت وهو دلوقتي في السجن وانا اللي بلغت عليه بنفسي ..

بكت حياة وضمتها قائلة :

-متفقديش الامل يا طنط بإذن الله حسام هيتعالج ويبطل السم ده ولو حابة اتنازل عن اللي ...

هزت مريم رأسها وقالت:

-لا لازم ياخد عقابه ...

ثم ابتعدت عنها وهي تغادر...

ذهبت حياة الي غرفة يوسف لتجد الجميع علي وجههم ابتسامة ...

اقترب والد حياة وقال:

-يوسف بيقول انه عايز خطوبتكم الأسبوع اللي جاي ...

-افندم وليه محدش اخد رأيي افرض رفضت ...

نظر إليها يوسف وقال :

-وانتِ هترفضيني مثلا؟!!

احمر وجهها تحت نظراته ليقول يوسف:

-اهو السكوت علامة الرضا .

........

بعد اسبوع...


كان يراقبها من بعيد ...مر أسبوع وهو يراقبها بتلك الطريقة ...يحاول ايجاد أي ثغرة صغيرة كي يجعلها تسامحه ...كلامه مع والده اعطي له دفعة وجعله يشعر بتأنيب الضمير لانه لم يأخذ بثأر والدته من هذا القاتل...لقد فعل والده ما في وسعه واتي دوره الآن ...تنهد بحزن وهو يفكر أن ملاك صعبة الارضاء كثيرا  فهي رغم ما فعله لم تسامحه حتي الآن ...فماذا ستفعل عندما تعرف انه يستغلها للإنتقام...بالتأكيد سوف تطلق النار عليه ...ابتسم بتسلية وهو يفكر انها حقا امرأة قوية ... عبس وهو يفكر انها المرة الاولي التي يفكر في رد فعل ملاك عندما تعرف  ..وحقا لا يفهم لما اصبحت تحتل تفكيره بتلك الطريقة ...المرعبة!!!

نعم هو يشعر بالرعب من هذا الغزو من ناحيتها ...انه يشعر انها تغزوه...تغزو افكاره ...تتسرب داخل روحه ... ملاك تجعله يشعر بشعور مخيف للغاية ...شعور لم يختبره من قبل ...حتي مع ليالي ...اغمض عينيه بيأس وهو يفكر ...هل حقا احب ابنة عدوه ...ما تلك الكارثة ...هذا ما كان يحذره منه والده ...لقد اخبره انه سوف يتأثر بها ...فتح عينيه وهو يهز رأسه ...يحاول أن يطرد تلك الافكار السخيفة من عقله ...ليته فقط يستطيع أن يبتعد عنها حتي يخرجها من رأسه ولكنه للأسف مجبور علي الاقتراب منها حتي يأخذ ما يريده ...تنهد بضيق ولكنه فجأة تجمد وهو يراها تخرج من النادي وتقف معه ...مع عاصم !!!خطيبها السابق ....نيران مؤلمة اشتعلت داخله ...شعر فعليا انه يغلي علي مراجل الجحيم ...انه يغار ... يغار عليها ...ضحك بسخط ...هذا حقا ما كان ينقصه !!ان يغار عليها ....كان يشعر بالقهر وهي تتكلم معه ...الغيرة الشديدة تفتك به ولأول مرة لا يستطيع السيطرة علي نفسه ويخرج من السيارة وهو يندفع بغضب إليها...قررت ان تعطيه فرصة وهو الذي يلهث خلفها من أيام لا !!!!...

امسكها بعنف من ذراعها وقال؛

-ملاك عايز اتكلم معاكي...

-عدي !!

قالتها بصدمة ثم اكملت بصرامة:

-ايه اللي انت بتعمله ده ...سيب ايدي !!!

-سيب ايديها يا محترم والا هكسرهالك...

نظر إليه عدي بغضب وقال:

-اخر مرة ضربتك بس ...لكن المرادي هقتلك فعلا !!!فأحسنلك ملكش دعوة ..

ثم نظر الي ملاك وقال:

-ملاك تعالي معايا عشان ميحصلش مشاكل ...حابب اتكلم معاكي .

دفعته عنها وقالت وهي ترفع راسها:

-بس أنا مش عايزة اتكلم معاك...مش عايزة ..وكفاية بقا سيبني في حالي اللي بيننا خلاص انتهي خالص ليه مش عايز تفهم ...عدي المرة الجاية اللي هتضايقني فيها هبلغ البوليس ..

شدها من ذراعها إليه وقال وهو يطحن اسنانه بغيظ؛

-قولتلك تعالي معايا مش عايز اعملك فضايح هنا ...هنتكلم وبعدين هسيبك ..يالا ...

ثم حاول سحبها معه دون رضاها ...

-عدي انت شكلك اتجننت صح ...ايه اللي انت بتعمله ده سيبني !! ...

تدخل عاصم وهو يزعق؛

-ما تحترم نفسك يا بني ادم انت و...

دفعه عدي حتي سقط ارضا وكاد ان يذهب ويضربه الا ان ملاك وقفت امامه وقالت:

-اخرج  برا حياتي يا عدي لاني خلاص مش عايزاك ...

تنهدت واكملت:

-انا رجعت لعاصم!!!

.......

-وعد ...وعد ...

كان صوته اللطيف يخترق احلامها ...ابتسم الصياد وهو ينظر إليها وهي نائمة...تبدو جميلة جدا وهي نائمة ولكن تبدو اجمل وهي مستيقظة...واجمل واجمل وهي تحاربه بتلك الشراسة التي لا يمتلكها احد مثلها ...لقد قضي معها اسبوع كزوجين وكم تغيرت مشاعره كثيرا في ذلك الأسبوع ....يشعر انه أصبح شخصا آخر تماما ...فالصياد الذي يخافه الجميع تقف هي في وجهه وتتحداه ...هو يحب الطريقة التي تتحداه بها ...يحب سخريتها منه ...ويحب تلك اللحظات التي تسمع له وتحاوره ناسية تماما ظروف زواجهما ... وعد تتسرب الي قلبه شيئا فشئ ...تلك المرأة خطيرة فلها قدرة علي السيطرة عليه رهيبة والاسوأ هو يحب هذا ...يحب أن يفعل ما تريده ...يحب ان يري ابتسامتها ...يحب ان يري عينيها تتألق وكم يتمني ان تتألق من اجله  ...

انحني وقبلها علي رأسها وقال مرة اخري :

-وعد اصحي ...

فتحت عينيها لتتراجع قليلا وقالت:

-خير عايز ايه مصحيني من احلي نومة ليه....لو ناوي تنكد عليا  اجلها لما افوق ...

ابتسم لها وقال:

-فوقي يالا هطلعك ...

ثم نهض لتقول بسخرية:

-ايه هتهربني منك!

نظر إليها مبتسما وقال؛

-لا عايزك تيجي معايا وتزوري قبر امي ..

اتسعت عينيها ونبض قلبها وهي تري تلك النظرة الخاصة في عينيه...لا تعلم لماذا ولكن طلبه اثر بها  كثيرا ...شعرت بقلبها ينتفض داخل صدرها ولم تشعر بنفسها الا وهي تعطيه ابتسامة لطيفة وتقول:

-حالا دلوقتي هلبس ...

.......

في المقبرة....

كان الصياد يمسك كف وعد ويسير بها ...نظرت اليه وعد بعمق ملامحه تغيرت تماما وحفر الحزن اثاره العميقة في ملامحه ...وقف أخيرا  امام قبر والدته وترك كف وعد ...تأملت وعد القبر بدهشة كان حوله ازهار كثيرا ...أحدهم يعتني كثيرا بهذا القبر وهي بالتأكيد عرفت من الذي يعتني به بتلك الطريقة ...نظرت الي الصياد الذي ركع بجوار قبر والدته وقال:

-انتِ أول واحدة اجيبك هنا تزوري معايا امي ...محدش بيزورها غيري ولا استنيت من حد يزورها غيري ...ومطلبتش كمان...انتِ الوحيدة اللي طلبت منك تيجي هنا يا وعد ...اللي مدفونة هنا ...

قالها الصياد وهو يلمس القبر بيديه بينما دموعه الساخنة تتساقط علي كفه وأكمل:

-اللي مدفونة هنا تبقي كل حياتي حرفيا يا وعد ...ماما هي اكتر واحدة حبيتها ولسه بحبها ...أنا كبرت ومعرفتش غيرها ...ابويا مات وانا عندي شهرين فمعرفهوش ...امي كانت الاب والام ليا وواحدة واحدة بقت هي كل حياتي ...عملت كل اللي اقدر عليه   عشانها....كل اللي اقدر عليه  عشان تبقي معايا بس مكانش كفاية ....امي سابتني ومن وقتها أنا انكسرت فعلا ...

تسربت الشفقة لقلب وعد وجلست بجواره وهي تربت علي كتفه ...امسك هو كفها ونهض وهو يمسح دموعه وقال؛

-وعد انا ممكن اكون أسوأ انسان في العالم برا المكان ده بس اعرفي انا هنا قدام امي صادق معاكي تماما ..

-مش فاهمة.   

قالتها هي بتوتر ليرد هو قائلا:

-انا مش عايز اطلقك ...

اتسعت عينيها بصدمة ليقول هو بكلمات غير مترابطة قليلا:

-انا معرفش أنا مالي بس فيه مشاعر من ناحيتي ليكي ....مشاعر قوية ...عنيفة ...بحب جدا ابقي معاكي ...مبحسش بالوقت ...بحب اتكلم معاكي ...بحب سخريتك وكلامك الحاد .... انتِ كنتِ فريستي يا وعد بس في اغرب احلامي مكنتش اتخيل ان الصياد يحب الفريسة ...الخلاصة اني معجب بيكي وعايز جوازنا يستمر !!...

اتسعت عينيها بصدمة وازداد معدل تنفسها ليقترب هو منها ويلمس وجنتها قائلا:

-موافقة تديني فرصة نبقي سوا يا وعد ...مع بعض للأبد!!!

يتبع



الفصل التاسع عشر(سجين العشق )

كانت تنظر إليه بصدمة ...كان يعرض عليها أن تكون معه للأبد ...تراجعت خطوة ولكنه لم يسمح لها أن تبتعد ...حاصرها وهو يمسك كفها ويقول بصدق:

-عارف اني اذيتك وعارف اني بشع عمري ما هجمل نفسي بس انا بجد محتاجك في حياتي يا وعد ...أنتِ بنفسك قولتي أن جوايا نقطة بيضة بتحارب السواد اللي جوايا....أنا عايزك تحاربي معايا السواد اللي في روحي ...اديني فرصة يا وعد اصلح اللي عملته واوعدك اني مش هخذلك ...لكن ...

صمت قليلا وهو يشعر بثقل غريب علي قلبه ...فكره الابتعاد عنها تقتله ...لم يتخيل ابدا أن يصبح مهووسا بها لتلك الدرجة...متي أصبحت فريسته هي الصياد وأصبح هو الفريسة ...متي وقع في الفخ لا يعرف بالضبط ولكن جل ما يعرفه أنه وقع بالفخ وهو سعيد للغاية ...وجوده مع وعد اصلح الكثير ...يشعر أن وجودها يرمم قلبه.....  يقتل السواد بداخله ...اغمض عينيه وقرر أن يعطيها حرية الاختيار ..قرر الصياد أن يعطي لفريسته حرية الهرب أو تبقي في سجنه للابد ...تبقي في نفس السجن الذي وقع هو فيه ...سجن العشق وبقا هو سجين العشق  !!

تنهد الصياد وقال:

-لكن لو عايزة انك تتحررِ مني انا معنديش مانع ...بس فكري يا وعد أنا مستعد اجيب العالم كله تحت رجلك ...مستعد اعمل المستحيل عشان تحبيني وتبقي معايا ...اديني فرصة احاول ومترفضيش علطول لو سمحتي...

نظرت اليه وعد بعمق ...كانت مشتتة ...هو يعطيها الحرية الان ...الحرية لتبتعد عنه ...كان من المفترض ألا تفكر مرتين وتهرب منه ولكن لا تعرف لماذا ولكن شعرت بأن ساقيها مثبتة في الأرض بينما عينيها تنظر إليه بذهول ...ذهول من هذا الرجل الذي ظنته بلا قلب ...ها هو يعرض قلبه بل كل حياته عليها ...هل احبها ؟!!معقول ...كيف يحبها بتلك البساطة وهو الذي كان يهذي بإسم محبوبته منذ فترة ليست بالطويلة ...كيف للمرء أن يحب بتلك السرعة بل هي كيف تفكر بعرضه من الأساس ...لقد أعطاها حريتها لماذا لا تهرب؟!!تبتعد عنه وتعود لحياتها المملة الآمنة ...لما تبقي مع رجل خطر كهذا يحرك داخلها عواصف لا تفهمها ...نعم رغم كرهها لهذا الا انها تعترف أن الصياد حرك داخلها مشاعر فشل يوسف في تحريكها ...مشاعر ظنت أنها ماتت منذ زمن ...لقد ظنت احيانا أنها باردة لا تشعر ولكن معه هو أصبحت مشاعرها تجاه هي نقطة ضعفها ...اصبح قلبها هو الذي يحركها لذلك قالت دون وعي حتي:

-موافقة ...


.... .......

في المساء ...

كان يقف بجوار فيلتها ....لم يصدق أنها سوف تعود لعاصم هذا ...مستحيل أن يصدق هذا ...منذ أن أخبرته وقد انفجرت براكين غضبه ونسي كل شىء إلا هي ....ماذا تفعل إن كانت نارين تشتعل بك ...نار الانتقام ونار العشق والغيرة...كلاهما مؤلمين للغاية وهو احترق بالاثنين ...تائه هو بين انتقامه وعشقه ...لا يستطيع التخلي عن. انتقامه ولا التخلي عنها ..ماذا يفعل الان ...كلما قرر أن يقاوم تأثيرها عليه يجد نفسه يغرق بها أكثر ...يفكر بها أكثر هي احتلته وانتهي أمره ...عرف أن وضعه ميؤوس منه عندما رآها مع عاصم  اشتعلت نيران الغيرة به وكاد أن يقتل هذا الرجل لانه يحاول سرقتها منه ...

تنهد واخرج هاتفه وهو يرسل لها رسالة ...تلك الرسالة بالذات كانت من قلبه مباشرة ...لقد خرجت من قلبه إليها هي ....

........

كانت ملاك متسطحة علي الفراش ...دموعها تتساقط...تشعر بألم كبير في قلبها ...يا الهي لماذا احبت مرة أخري إن كان سيكون  جزاءها  الالم والعذاب ...لقد انكسر قلبها مرة أخري والاسوأ أنها ما زالت تحبه ...ما زالت تفتقد وجوده ...هي لم تعشق أحد كما عشقته هو ...حتي عاصم لم تتألم هكذا عندما تركته ...رغم أن وجودها مع عاصم مدة أطول من عدي ولكن تأثير عدي عليها كبير ... لقد تسلل الي روحها حتي أصبح هو الحياة لها وبدونه هي ضائعة ...حزينة ومحطمة....صوت رسالة علي تطبيق الواتس اب أخرجها من شرودها...دق قلبها بعنف وهي تشعر أن تلك الرسالة منه هو ...بلهفة أمسكت هاتفها ودموعها تساقطت وهي تري المرسل ...أنه هو ...ابتسمت من بين دموعها وفتحت الرسالة بلهفة لتتسع عينيها الرمادية بدهشة وهي تقرأ رسالته:

-انا جمب بيتك ...

بلهفة فتحت التراس وأخذت تبحث عنه لتجده فعليا يقف تحت المنزل بجوار سيارته  ينظر إليها بيأس والحزن يرسم خطوطه علي وجهه ...تألم قلبها وهي تراه بتلك الحالة ...شعرت ولأول مرة الضعف يتسلل إليها ...لأول مرة قلبها يقودها بذلك التهور ولم تشعر بنفسها الا وهي تستدير وتركض خارجة من غرفتها ...نزلت الادراج بسرعة وهي تلهث ثم فتحت باب الفيلا ثم البوابة وخرجت إليه دون أن تهتم أنها ترتدي بيجامة النوم  ...توقفت وهي تلهث عندما رأته كان ينظر إليها وهو لا يصدق أنها أتت ...أخذ قلبه يدق بعنف وابتسامة مرتجفة ترددت علي شفتيه ولم يشعر بنفسه الا وهو يفتح ذراعيه لها وبالفعل دون تردد ركضت ملاك ثم اندفعت بين ذراعيه وهي تبكي ....

ابتسم عدي بذهول وهو يضمها أكثر إليه ...قبل رأسها وقال وهو مبهوتا:

-افتكرت ان هقضي طول حياتي اطلب منك السماح يا ملاك ...فقدت الامل انك تسامحيني ...أنا مش قادر اصدق انك اخيرا سامحتيني..

لم تتكلم هي وبقت تضمه إليها بصمت ودموعها تنكسب...مرت لحظات وهي بين ذراعيه...ثم ابتعدت عنه اخيرا بينما وجنتيها مخضبة بلون الدم من شدة الخجل ...أخذ عدي يداعب شعرها بينما عينيه رطبة بسبب الدموع ...هو سعيد الان ...سعيد أكثر مما يتخيل....لقد انتهي الأمر وهو يعترف أنه يعشقها هي ...هي فقط ...لم يعشق أحد مثلها وسيفعل المستحيل من أجل أن تبقي معه...ولكن فجأة شعر بغصة في حلقة وقال؛

-عاصم ...

هزت راسها وهي تمسح دموعها وتقول:

-مرجعتش ليه ...كنت بكدب عليك عشان تبطل تلحقني ...وقتها هو قابلني في النادي صدفة وكان حابب يتكلم معايا بس انا ...

احتوي عدي وجهها بين يديه وقال بغيرة:

-اوعي في يوم تتكلمي معاه حتي انتِ فاهمة ..

دفعته هي وقالت بقوة:

-دي اخر فرصة يا عدي لو غلطت في حقي تاني والله ما هسامحك انت فاهم ...

ارتعش قلبه بخوف وهو يهز رأسه ....وللمرة الاولي يخاف لتلك الدرجة من فقدانها ...يبدو أن الحب انتصر علي الانتقام !....

......

في منزل والد عدي ...

ولج عدي للمنزل وقال فجأة:

-هدور علي طريقة تاني عشان اقبض علي عامر النجار ...بس خرج ملاك برا حساباتنا !

.........

في احد القاعات ...

كان حياة تتألق وهي تتأبط ذراع يوسف ...يوسف حبيبها الذي اخيرا أصبح لها ...بعد أن حطمها كثيرا ...حاولت أن تمنع دموعها من الظهور وهي تتذكر هذا ...أنبت نفسها لأنها تجعل الشيطان يتلاعب في عقلها في هذا اليوم السعيد .....قررت أن تكون سعيدة الليلة ...لن تجعل أحد يعكر مزاجها ...ستنسي الجميع وتبقي مع الشخص الذي كاد يموت من أجلها. ...جلسا علي الكرسي المخصص للعروسين اخيرا ..بينما قلب حياة كان يقفز بسعادة ...كانت عينيها تلمع بسعادة كبيرة ...الليلة خطبتها علي من تحبه ...الليلة هي ليلتها فلتسعد قليلا ...

اقترب يوسف من أذنها وقال:

-الليلة أنتِ اجمل واحدة شوفتها في حياتي يا حياة ...

ضحكت بخجل وهي تنظر إليه وتنظر الي فستانها الكريمي الرقيق الذي اختارته مع عقد مع فصوص كريمية اللون يلائمه تماما ...بدت بسيطة ولكن جميلة للغاية ...هزت رأسها وقالت بخجل:

-شكرا ...

ابتسم لها وهو يفكر أنه كاد أن يخسر حياة بسبب غباؤه ولكن الله أعطاه فرصة اخري ليصلح الوضع معها وهو بالتأكيد سيستغل تلك الفرصة ...لقد عرف الان أنه يحب حياة ...يحبها بقوة ليس مشوش ولكن بالفعل يحبها ويريدها في حياته ...يريدها زوجة له ...ام لأطفاله ....يتخيل حياتهم سويا كيف أنها سوف تشاركه كل شئ ...

قبض يوسف علي كف حياة. وقال:

-انا بحبك فعلا يا حياة ...بحبك اكتر مما تتخيلي 

كادت تذوب من الخجل ...وابتسمت له وقالت بخفوت:

-وانا كمان بحبك ..

ابتسم يوسف بسعادة بينما اقتربت والدته ووالدة حياة ومعهما الخواتم ....وتذكر اول مرة خطب فيها حياة ...وقتها كان يشعر بالضيق لا السعادة ...كان يشعر أن يوجد هناك شيئا خاطئا ولكن الآن يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل ولا حتي عندما خطب ...

هز رأسه وهو لا يريد التفكير بها ....يكفي ما فعلته به ...لا يريد حتي استحضار صورتها ...لا يريد أن يفكر بها ...فمجرد التفكير في وعد خيانة لحياة

 ...ابتسم وهو يمسك الخاتم ثم وضعه في اصبع حياة برقة ...ابتسمت حياة وهي تنظر لقيده الذي وُضع بيده ولم تعترض إذ أن قيود عشقه وُضعت منذ زمن علي قلبها !!!

.......

انتهت الخطبة وجلسا حياة ويوسف سويا في منزل حياة ليتكلما بمفردهما....كان يوسف ينظر إلي حياة بإفتتان وقال:

-ايه رأيك نقدم الفرح شوية ؟!

ضحكت حياة برقة وقالت:

-احنا خطوبتنا كانت من ساعة وانت بتفكر في الفرح ..لا انسي انا عايزة خطوبتنا تطول عشان ادرس اخلاقك 

-تدرسي أخلاقي ؟!!ده انا كنت هموت بسببك 

قالها بإستهجان ...لتضحك هي برقة ولكن فجأة ملامحها أصبحت باهتة ولمعت عينيها بالدموع

-حياة مالك يا حبيبتي ؟!

قالها يوسف بقلق ...


-انت لسه بتحب وعد؟!

قالتها حياة فجأة وقلبها يقصف داخل صدرها ...لا تعرف ما الذي يجعلها تفتح الدفاتر القديمة وتذكره بها ولكن نيران الغيرة في قلبها لا ترحمها وهي تتذكر تلك الفتاة التي بسببها تركها يوسف ...لقد كرهت وعد حتي دون أن تتعامل معها حتي ...نظرت إليها دوما علي انها المرأة التي خطفت حبيبها وهي لا تحبه من الأساس ...

نظر إليها يوسف بحيرة ورد:

-ايه اللي جاب سيرة وعد دلوقتي ؟!وليه افتكرتيها فجأة؟!

-وانت ليه مش راضي ترد ؟! 

قالتها بتحدي ثم أكملت:

-ولا تكون لسه بتحبها ...

نهض يوسف وزعق بها :

-لا أنتِ مش طبيعية النهاردة يا حياة ...مالك؟!ليه مصرة تنكدي علينا؟! ...

تصاعدت الدموع في عينيها وقالت بصوت مختنق:

-عايزة اتأكد أنها لما تظهر تاني في حياتك متسبنيش وتجري وراها!

تنهد هو وجلس بجوارها وهو يمسك كفها ويقول :

-عمري ما اعمل كده ...وعد خلاص خرجت برة حياتي بس أنتِ في حياتي يا حياة وانا عمري ما هزعلك وهثبتلك اني بحبك أنتِ وبس ..

-انا مش مصدقاك ..

قالتها بألم وذكري تركها من أجل اخري تلاحقها لينهض هو ويقول:

--يووه هي طالبة معاكِ نكد فعلا وانا راسي وجعاني ..

ثم تركها وذهب بينما هي انفجرت في البكاء

.......

بعد اسبوع 

في مستودع الصياد ...

كان يجلس علي كرسيه ينفخ سيجارته بعمق بينما احد رجال موردي المخدرات جالس بجواره وهو يعرض عليه بضاعته قائلا:

-ده نوع جديد يا صياد ...مستر جاك عرف أنك رفضت بضاعة المرة اللي فاتت بس ده نوع معتبر وهو موصي جدا اراضيك واتفق معاك ...

امسك الصياد الكيس وهو يعاينه وللمرة الاولي يشعر أنه متضايق لتلك الدرجة ...صحيح أنه كل مرة يشعر بالضيق ولكن تلك المرة يشعر بشئ ثقيل يقبع علي صدره يمنعه من التنفس ...يشعر بالقرف والاشمئزاز ولكنها تلك ستكون صفقته الأخيرة عندها سوف يتوب من هذا العمل .....

تنهد وهو يفتح الكيس ويتذوق البضاعة ...هز رأسه برضا تام وهو يقول للرجل :

-جميل احنا هنأخد ضعف الكمية المرادي لأن دي هتكون اخر صفقة لينا معاكم ....

ابتسم الرجل وهو يقترب منه ويقول بخبث:

-عرفت أن عمك ناوي يبطل تجارة وعنده حق هو كبر دلوقتي ..لكن يا صياد انت لسه صغير ...ومستر جاك معجب بيك جدا ...انت اكتر واحد تقدر توزع البضاعة داخل البلد بإحترافية ومن غير ما يتقبض عليك ...ايه رأيك تبقي انت المستورد الرئيسي للبضاعة بتاعتنا والربح كله هيبقي ليك ...

ابتسم له الصياد بسخرية وقال:

-للاسف أنا كمان دي اخر صفقة ليا ...

بهت الرجل وقال:

-مش عايزين نخسر واحد زيك ...مستر جاك بيحب التعامل معاك اوووي ...

قاطعه الصياد وقال:

-وانا مقدر مستر جاك والله بس انا وعمي اخدنا قرارنا ...احنا هنبطل ...قول لمستر جاك طلبي وحددوا معاد الشحنة تمام !

هز الرجل رأسه بالإيجاب .

..........

-برافو يا صياد ...

قالها عامر وهو يعطيه كأس اخدته الصياد منه وشكره بخفوت ...

جلس عامر بجواره وقال:

-حرفيا دي هتبقي اكبر عملية في تاريخنا يا صياد ...هتكون العملية الافضل لينا  ...هنكسب دهب من وراها  بعدها نعتزل الشغلة دي ونخلص ... وبعدين اقضي الباقي من حياتي اراعي لملاك واجوزها من انسان يستحقها ...

ابتسم الصياد وقال :

- هنجوزها لواحد محترم اكيد يا عمي  ....

نظر إليه عامر وقال:

-لسه بتحبها ...بتحب ملاك ..

تفاجئ الصياد بهذا السؤال وقال:

-ايه مناسبة السؤال ده دلوقتي؟!!

هز عامر كتفه وقال :

-عايزة اتأكد انك لسه مش زعلان ...

هز الصياد رأسه وقال بصدق:

-لا متقلقش مش زعلان !...

ضحك عامر وقال:

-طبعا هتزعل ليه انت دلوقتي عريس جديد واكيد مبسوط مع مراتك 

ابتسم الصياد عندما اتي بذكر زوجته ...ارتعش قلبه والسعادة طفت علي وجهه ...

-شكلك مبسوط اووي معاها يا صياد  ...شكلها دي اللي هتغير الصياد وتخليه جاسر وبس ...

هز رأسه وقال :

-انا فعلا مبسوط اووي معاها ...اول مرة اكون مبسوط للدرجادي ...مكنتش اتخيل أنها هتأثر فيا للدرجادي ...محدش اثر فيا بالشكل ده بعد أمي غيرها ...

امسك عامر كف الصياد وقال بصدق:

-انا فعلا مبسوط عشانك يا جاسر ...مبسوط انك لقيت الحب الحقيقي ...لقيت الإنسانة  اللي قدرت  تأثر فيك بالشكل ده ...لقيت هدف تعيش عشانه ..

ربت الصياد علي كف عمه وقال :

-وانا كمان مبسوط يا عمي ...

ابتعد عمه وتنهد وهو يكمل :

-المهم دلوقتي فيه موضوع مهم لازم نناقشه يا صياد ...

نظر إليه بحيرة فرد عامر:

-مالك العمري مش سايبني في حالي ...بيدور ورايا ومعرفش من فين جاتله المعلومة دي بس  هو عرف أننا هنعمل اكبر صفقة في شغلنا ومتلهف يعرف المكان والمعاد...

هز الصياد رأسه وقال:

-انت خليت الراجل ده عدوك لما قتلت مراته يا عمي ...للاسف مالك العمري مش سهل ومش هينسي اللي عملته في مراته ...أنا حذرتك بس ...

-كان لازم أوقفه عند حده ...

زعق عامر ثم أكمل :

-مالك كان بيحاول يثبت بأي طريقة اني تاجر مخدرات .و...

-بابا ..

قالتها ملاك وهي تدخل ليبهت عامر ويقول وقد شحب وجهه كالاموات:

-ملاك !!!!

يتبع 

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع