القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية‏وهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبه رانيا الخولي

 

رواية‏وهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي  الصعيد )الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبه رانيا الخولي




رواية‏وهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي  الصعيد )الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبه رانيا الخولي

وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل الخامس والعشرون ……….. انتفض كلاهما على صوت خليل الذي فاجأهم بوجوده والسخط الذي ظهر على وجهه جعلها تتشبث بسليم دون ارادتها والخوف يفعم قلبها أخفاها سليم خلفه وقلبه ينبض بعنف من هول الموقف وتمتم بارتباك _ عمي ياريت متفهمناش غلط، مرح كانت…. قاطعه خليل بشراسة عندما نطق اسمها بتلك السهولة وكأنه معتاد على ذلك وقال لأحد رجاله _ صالح خدهم على المخزن لحد ما اخلص المهمة وأرجع أصفي حسابي معاهم. تقدم الرجال منهم ليأخذوهم لكن ما إن اقترب احدهم منها ليجذبها حتى وجد سليم يظهر انيابه وقد اشتعلت نيران غضبه فيغمغم بتهديد وهو يمسك يده بغضب جحيمي حتى كاد أن يدميها _ إن مديت يدك هقطعهالك. شعر الرجل بالخوف لعلمه بأن سليم رغم هدوءه إلا إنه لا يتحكم بغضبه وإن عانده فسيحدث ما لا يحمد عقباه. تقدم منه صالح ليقول بهمس _ اهدى ياسليم وتعالى معايا محدش هيلمسها. التفت سليم إليها ليجد الذعر باديًا عليها وعيونها تنظر إليه بتساؤل ماذا سيحدث لهم لم يهتم بشئ ولا بنظرات عمه التي تحرقهم بلهيبها كل ما يهمه الآن أن يغلفها بالأمان الذي هي بحاجته _ متخافيش محدش هيقدر يأذيكي. أراد بث الاطمئنان بداخلها رغم أنه يعلم عمه جيدًا لن يرحمهم ولن يبالي بشئ، لكن الأمل بداخله جعله يطمئن نفسه ويطمئنها فهذا قدرهم وعليهم الرضوخ له. تجمعت العبرات داخل عينيها وتمتمت بخوف _ أنا مش خايفة على نفسي قد ما انا خايفة عليك، انا السبب في كل ده. رغبة ملحة طالبته بأن يأخذها بين ذراعيه كي يطمئنها لكن لن يستطيع فعلها كي لا يسكب الوقود على النار. _ مش ذنبك ده نصيبنا ولو مت هيبقى أرحم بكتير من العذاب اللي عايش فيه وانتي بعيدة عني. تساقطت دموعها بغزارة وهي ترى نظراته لها وكأنها الأخيرة فغمغمت ببكاء _ لو جرالك حاجة مش هقدر اعيش ثانية واحدة. جالت عينيه بملامحها التي حفرها بعقله وقلبه منذ أن وقعت عليها عيناه، أقسم حينها بأنه لن يجعل الدموع تعرف الطريق إلى عينيها لكن القدر لم ينصفهم وحكم عليهم بشقاء كاد أن يزهق روحهم رفع يده رغمًا عنه ومسح بأنامله تلك الدموع التي بللت وجنتها وغمغم بشجى _ متخافيش هدر بهم خليل ليأخذوهم لكنها تشبثت به ولم تبالي بشئ سواه _ لأ سيبوه هو ملوش ذنب انا اللي هربت وهو كان بيمنعني صاح بهم خليل بغضب _ قلتلكم خدوهم سحبها أحد الرجال من بين ذراعه وهم سليم بمنعه لكن باقي رجاله قيدوا حركته فصاح بهم وهو يحاول الإفلات _ محدش يقرب منها كانت تصرخ باسمه وهو يحاول الخلاص منهم لكن همس صالح بألا يقلق عليها جعله يستسلم لهم لا يهم ما يحدث له الأهم هي، لم يعد هناك ما يخشى عليه بعد الآن، سيعترف بحبه لها ولن ينكره لكن هي كانت تعيش أسوء كوابيسها وهي ترى الأحب على قلبها في خطر وهي سبباً رئيسياً فيه وأخيها التي لا تعرف مصيره الآن الدائرة تشتد عليها حتى الاختناق وشعرت برغبة ملحة في التخلص من تلك الحياة لكن مصيرها الآن بين يدي ذلك الرجل وهي تعلم علم اليقين بأنه لن يتوانى لحظة واحدة عن التخلص منها ندمت أشد الندم على تهورها لكن قضي الأمر ولن يكون القادم منصفًا لها. كان صالح يحدثه لكنه لم ينتبه له كانت تشمل كل انتباهه والخوف يفعم قلبه عليها أما خليل فقد تولى القيادة وهو يتوعد لكلاهما بأشد الانتقام وأخذها إلى ذلك المخزن البعيد فوق الجبل حيث لا أحد يستطيع الوصول إليها ترجل من السيارة وهو يجذبها من شعرها وهي مستسلمة له فتح الباب وألقاها بداخله وزمجر بغضب _ بقا بتخونيني يافاجرة مع ابن أخويا؟ كانت تبكي ليس خوفاً على حياتها فقد أصبحت لا قيمة لها بعد الآن فصححت قوله بألم _ انا خنته هو معاك يوم ما وافقت على المهزلة دي. صفعة حادة سقطت على وجهها اسقطتها أرضًا وصاح بها _ وكمان بتبجحي ياتربية النعمانية. اجابت بعناد رغم الدماء التي سقطت من جانب فمها بسبب شدة صفعته _ أيوة لأنك كنت عارف انه عايزني ورايح معاك عشان تطلبني له، والآخر حقدك خلاك تختارني انا عشان تكسر حسين بس انت كسرت ابن أخوك وكسرت نفسك قدام رجلتك، عايز تقتلني اقتلني مادام دي الحاجة الوحيدة اللي هترحمني منك، بس صدقني هتعيش عمرك كله مرفوض من حياة كل اللي بتحبهم وأولهم أم سليم. زاد الغضب بداخله وشعر برغبة ملحة في قتلها لكن ليس الآن عليه العودة للمنزل والاستعداد لتلك العملية وبعدها سينتقم منهم جميعًا _ حظك خدمك إني مشغول دلوقت بس راجعلك خرج من المخزن وذهب إلى منزله فيجد ابنه جالسًا برفقة شمس وقد رأى ابتسامته التي حرم من رؤيتها منذ ذلك الحادث فتقدم منهم ليقول بلهجة لا تقبل نقاش _ حضروا نفسكم عشان هتسافروا بكرة اندهش ماجد وسأله _ بكرة ايه؟ احنا ميعادنا آخر الأسبوع _ قلت السفر بكرة، كل حاجة جاهزة ومفيش داعي للتأجيل. ثم نظر إلى آمال وتحدث بأمر _ وانتي تعالي ورايا. اندهشت آمال من حدته معها فذهبت خلفه كي تعرف ما حدث وما إن دلفت خلفه المكتب حتى تحدث بحدة _ اقفلي الباب قطبت جبينها بدهشة لكنها طاوعته واغلقت الباب ثم تقدمت منه لتسأله _ في ايه ياخليل؟ تحدث متهكمًا وهو يتقدم منها _ كنتي عارفة وبتستغفليني زيهم؟ رمشت بعينيها لا تستوعب معنى حديثه _ وضح كلامك لو سمحت انا مش فاهمة انت بتتكلم عن أيه غمغم من بين اسنانه وهو يقترب منها _ ابنك اللي ربيته وكبرته جاي يرد الجميل بأنه يخوني مع مراتي انقبض قلبها خوفًا وهمت بالانكار لكنه غمغم بتحذير _ اوعاكي تكدبي لإني وقتها هعتبرك شريكة معاهم. زادت انقباضات قلبها حدة وتمتمت برهبة _ بس ده مش حقيقي اه هما كانوا يعرفوا بعض قبل ما تتجوزها بس بعدها كل واحد راح لحاله وسليم ساب البيت وعايش في الاوضة اللي في الجنية. هدر بها بعنف _ عشان يكون براحتهم ومحدش ياخد باله منهم. انكرت بحدة مماثلة _ مش حقيقي انا ابني عمره ما كان خاين ومستحيل اصدق أنه يعمل كدة. _ مش خاين ازاي وانا شايفها طالعة من اوضته في نص الليل ومش مرة واحدة ده كتير، تفتكري كانت عنده بتعمل ايه؟ انصدمت من اتهامه هزت راسها بعدم استيعاب لما يقول وتابع غضبه _ انا لو قتـ ـلته دلوقت هكون بدافع عن شرفي ومحدش هيحاسبني. اتسعت عينيها بصدمة وسألته _ هتقـ ـتل ابن أخوك؟ _ ما دام اتعدى على شرفي يبقى حلال فيه القـ ـتل. هزت راسها برفص ودنت منه لتمسك يده وتقول برجاء _ لأ سليم لأ أرجوك ياخليل أنا مليش غيره، وانا مستعدة احلفلك إنه عمره ما يعمل كدة، اه بيحبها وانت اللي اخدتها منه بس هو بعد وأقسملك أنه بعد بلاش تأذيه عشان خاطري ورحمة أخوك بلاش. جذب يده بحدة ودموعها ورجاءها لم يهدئ ذلك البركان الذي يثور بداخله فغمغم باحتدام _ حلفانك مش هيغير حاجة وخاصة لما شفتها بعيني خارجة من عنده. اغمضت عينيها برعب على ابنها الوحيد فتسقط على الأرض وهي تتشبث بملابسه وتقول برجاء _ أرجوك ياخليل بلاش ورحمة أخوك بلاش هاخده ونبعد عن البلد كلها بس بلاش تأذيه بكاءها تلك المرة جعله يتراجع قليلًا ويتخذ الأمر لصالحه فتحدث بثبوت _ أنا ممكن اسامحه بس بشرط. اومأت له بلهفة _ أنا موافقة عليه. ابتعد عنها يوليها ظهره وقال بلهجة حادة _ أولًا هو ملوش مكان في البيت ده بعد اللي حصل تقدمت لتقف أمامه وأومأت بموافقة _ تمام. _ ثانيًا وده الأهم التزم الصمت قليلًا كي يتلاعب باعصابها ثم تحدث بجدية _ تكوني مراتي. ❈-❈-❈ وقف مهران أمام المرآة يهندم من ملابسه وخرجت هي من المرحاض وقد شعرت بالقلق من خروجه في ذلك الوقت دنت منه تسأله بشك _ مهران انت رايح فين؟ التفت إليها لينظر إلى عينيها ويرى مدى قلقها عليه فقال بثبات _ مشوار ضروري تلاعب الشك بداخلها وسألته بريبة _ مشوار ايه اللي في وقت زي ده؟ زفر بضيق واجاب باحتدام _ في ايه هو تحقيق؟ دنت منه لتمسك يده وقد ارتعب قلبها عندما تذكرت ذلك الميعاد وتحدثت برجاء _ بلاش يامهران عشان خاطري، انت وعدتني انك تبعد عن الطريق ده، ارجوك بلاش لم يجيبها بل سحب يده بصعوبة من بين يديها وخرج من الغرفة لم تتركه بل اسرعت خلفه وتمتمت بتهديد _ لو روحت هترجع مش هتلاقيني، حقيقي مش هتلاقيني. انقبض قلبه بخوف من تلك الكلمة التي القتها وعادت إليه ذكريات الماضي بقسوته لكن لا وقت لديه الآن للرد عليها فصاح بغضب _ سامية أسرعت سامية بالظهور أمامه خوفًا من غضبه وتمتمت بطاعة _ نعم يامهران بيه. غمغم بأمر وهو يشير عليها _ عينيك عليها متغيبش عنك دقيقة واحدة. هزت رأسها بتأكيد _ حاضر مش هتغيب. خرج مسرعًا ولم يبالي بتهديدها ولا بصوتها الذي يرجوه بعدم الذهاب وأخذ رجاله وذهب لمهمته ❈-❈-❈ انصدمت آمال من طلبه وسألته بذهول _ انت بتقول أيه؟ ضرب بعصاه الأرض وتحدث بقوة _ زي ما سمعتي يا توافقي تبقي مراتي شرعًا؛ ياإما حياة ابنك هتكون المقابل. قطبت جبينها بدهشة من ذلك الرجل الذي عاشت معه أعوام عديدة وقد خدعت به، كيف خدعت به تلك السنين وأتخذته ابًا لأولادها وهو يكمن لهم كل هذا الشر كانت تعلم بحقيقة مشاعره تجاهها لكن لم تتخيل يومًا أن يكون بتلك الحقارة كيف يتحدث عن الخيانة وهو الآن يخون ذكرى أخيه سواء كان بزوجته التي يساومها؛ أم بحياة ابنه التي يهددها به. _ للدرجة دي كنت مخدوعة فيك؟ اولاها ظهره وهو ينظر في ساعته وقال بثبوت _ انا ورايا مشوار ضروري ولما ارجع تكوني فكرتي. تركها وغادر لتتسمر هي في مكانها لا تعرف ماذا تفعل لم تنتبه لشمس التي دخلت لتطلب منها مساعدتها في توضيب حقائبها كل ما يشغلها هو كيف تستطيع انقاذ ابنها من براثينه. ……. استيقظت سارة مساءًا على طرق الباب نظرت في ساعتها فوجدتها قد تعدت الحادية عشر كيف استطاعت النوم كل هذه المدة. اعتدلت في فراشها وسمحت للطارق بالدخول فإذا بسمر تدلف الغرفة وهي تقول بحبور _ كل ده نوم؟ ابتسمت سارة بتصنع وهي تحتضن سمر التي مالت عليها تقبلها وردت بثبات _ كنت تعبانه من الطيارة والليلة اللي فاتت كان عندنا فرح ومنمتش كويس نظرت للفراش بجوارها فلم تجد ابنتها _ اومال فين سيلا جلست سمر أمامها _ سيلا مع حلم برة صحيت من ساعتين فاخدتها وسيبتك تنامي. لاحظت سمر بأنها مازالت متحفظة في حديثها فأرادت أن تتحدث معها وتنهي ذلك الخلاف بينهم ربما تكفر عن إهمالها لها فتمتمت بروية _ ممكن نتكلم مع بعض شوية؟ علمت سارة ما تنوي التحدث لكنها غير مستعدة لذلك الآن كما أن ما حدث ولى وانتهى ولا تريد التطرق به فتمتمت بثبات _ لو هتكلميني عن الماضي فهو شئ منتهي بالنسبة لي، أنا اتولدت يوم ما سافرت لأهلي ووعيت عليها يوم ما رجعت لجاسر، قبل كدة انا مش عايزة كلام فيه لإني بجاهد عشان أنساه. تطلعت إليها وتابعت _ صدقيني انا مش زعلانه منك لإن برود القلب ده حاجة خارجة عن إرادة الإنسان ملوش أي تحكم فيه وأكبر دليل على كدة إني عمري ما طالبتك بحاجة. اخفضت سمر عينيها بحزن عميق وتمتمت بألم _ بس ده مش برود ياسارة بالعكس ده كان احتياج، جدتك ماتت وانا عمري تلات سنين، جدك وقتها اخدني وعشنا عند والدته، مش هقولك كانت حنينه بالعكس كانت شديدة أوي بطبعها وجدك طول الوقت ستيبني لها وعايش حياته بره ويرجع اخر الليل وانا نايمة مكنتش بعرف اشوفه عشان احكيله والصبح جدتي بتبقا معانا وأخاف اشكيله قدامها. صمتت قليلًا تستجمع ذكرياتها الأليمة ثم تابعت بألم _ مكنتش أعرف يعني ايه أم ولا ايه بيكون دورها لإني كنت منعزلة عن الجميع حتى المدرسة كان ديمًا عندي رهبة من التعامل مع زمايلي لما كنت بخرج من المدرسة واشوف البنات زمايلي وامهاتهم جايين ياخدوهم كنت بتألم أكتر وكان دور الأم بالنسبة لي انها تودي ولادها وتجيبهم من المدرسة لحد جدتي ما ماتت وعشنا انا وجدك لوحدنا، هو كمل حياته عادي وانا كملت في وحدتي، بس في الوقت اللي كان بيقعده معايا كان بيعوضني كتير لحد ما كبرت ودخلت الجامعة كنت على نفس انطوائيتي وده لفت نظر ابوكي ليا بدأ يدخلي من كل الطرق لحد ما كسب قلبي ولقتني بتجاوب معاه وقتها حسيت إن جاه الوقت اللي اخد فيه ومديش كنت بعوض معاه حرمان السنين اللي عشتها، وكل ما احس بحبه كل ما جبروتي يزيد اخدته من أهله وبعدته عنهم كنت عايزة احس إني بامتلاكي له وانه ليا انا لوحدي الوحيد اللي فضلت على حبي له هو جدك لإن معنديش غيره، كافحنا وعملنا شركة وكبرناها فجأة اكتشفت اني عندي مشاكل في الرحم خفت ليكون ده سبب انه يروح لغيره عملت كل حاجة وروحت عند أكبر الدكاترة والآخر عملت اطفال انابيب عشان اخلف بأي شكل بس للاسف مكنتش اعرف يعني ايه أمومة عشان اقوم بيها، زي ما بيقولوا فاقد الشيء لا يعطيه كنت بحبكم اوي بس مش عارفة اوصله ليكم ازاي كنت بخاف عليكم بجنون لإنكم لو روحته مني يبقى كل حاجة انتهت لما لقيتكم بتدوره على اهلكم خفت أكتر ليخدوكم مني فكان لازم ادمر صورتهم في عينيكم ولقيت ابوكم واحدة واحدة بدأ يحن لأهله وقتها قررت إني اخد كل حاجة يملكها لإني حقيقي تعبت فيها انا وجدك اكتر منه هو بس مكنش قصدي خيانة كل اللي فكرت فيه إني املك كل حاجة عشان ميبعدش عني بس اتفاجأت إن الأمور اتعكست وهو اللي كتب كل حاجة باسمه حتى بيت جدك وقتها جدك متحملش الصدمة ومات فيها يعني كل حاجة بالنسبة لي انتهت الوحيد اللي كان بيحبني بدون مقابل او مصالح مات وولادي اللي كنت بتدارى فيهم سابوني فجاة لقتني وحيدة من تاني لا املك أي شئ وكل حاجة اتمسكت بها راحت مني، فوقت بس متأخر أوي كنت انتي اتجوزتي ابن عمك ومصطفى اختار شريكة حياته وسافر بيها والأصعب من كل ده خسارة أبوكي والبنك اللي حجز على كل حاجة ولما عمك انقذه جاني وطلب مني إني ارجع واقف معاه عشان الشركة ترجع زي الأول مكنش قدامي حل تاني رجعت وقلت يمكن اتغير بس لقيته زي ما هو بجبروته بقسوته بحبه لذاته واللي زي ابوكي ده خاين لأهله مستحيل الانسان يحس بالامان معاه انسحبت بهدوء ورجعت شقة جدك القديمة لحد اخوكي ما رجع وأصر إني اعيش معاه امسكت يد سارة وتابعت _ سارة انا مليش غيركم بلاش تبعدوا عني في آخر ايامي وفي اكتر وقت محتجالكم فيه زي ما قولتي نطوي صفحات الماضي ونبدأ صفحة جديدة. لامست سارة الندم في حديثها وأنها بالفعل قد تغيرت كثيرًا ولا تنكر كم هي بحاجة إليها مهما تظاهرت بالقوة رفعت سارة يد والدتها لتقربها من فمها وتقبلها بحب ثم تمتمت بابتسامة _ لو كنتي فاكرة إن حد ممكن يعوض حنانك مهما كان اهتمامه وحبه تبقي غلطانة، طول عمري وانا حاسة باحتياج كبير ليكي حتى وانا بولد رغم اهتمام الكل بيا ووقوفه معايا بس كنت محتجالك انتي أكتر وماما وسيلة كانت حاسة بدة فزودت اهتمامها بيا أكتر يمكن تعوضني عنك بس لأ وجودك في الوقت ده كان هيفرق كتير. اخفضت سمر عينيها بحرج وتمتمت باسف _ ربنا يعلم في الوقت ده انا كنت حاسة بأيه واول ما عرفت سافرت على طول بس كنتي خلاص ولدتي مكنش ينفع اروح معاكي البيت لاني مكنتش هقدر أواجه جدك وجدتك سيبتك بس كان على عيني وقلبي حقيقي وجعني أوي _ بس هما كانوا عايزينك تبقي معايا عشان متأكدين أني محتجالك. _ انتي مش هتعرفيني جمال ومراته بس صدقيني على قد ما نفسي اتعرف عليهم على قد ما انا محرجة ابص في عينيهم _ انتي بتقولي كدة لأنك مش عارفة هما ايه، دول حاجة كدة كلها خير متعرفش يعني ايه كره او شر صدقيني لو روحتي عندهم وعيشتي معاهم مستحيل تفكري في يوم تبعدي عنهم. _ اكيد في يوم هتلاقيني بخبط على بابهم وبعتذر عن اي حاجة حصلت مني بس المهم إني الاقي ولادي. بادرة سارة تلك المرة واحتضنتها باحتياج وقررت طوي الماضي بصفحاته السوداء وبدا حياة جديدة معًا فتح الباب ودلفت حلم وهي تحمل الطفلين بإرهاق قائلة بعتاب _ اه قاعدين هنا وسيبيني الولاد طلعوا عيني نهضت سارة لتتقدم منها وتأخذ مالك وتتمتم بوله _ ياروحي على قلب عمته اللي كانت هتموت وتشوفه بكت سيلا لتركها وحمل آخر غيرها فيضحك الجميع عليها فتاخذها سارة على الذراع الآخر وهي تلاطفها _ قلب مامي اللي بيغير ياناس قطبت حلم جبينها وغمغمت بدهشة _ ايه ده بنتك غيورة أوي _ منهم لله حازم ومعتز عودوها على الأنانية ظلت تلاطف الاثنين بسعادة فسألت سمر عن مصطفى _ والله ياطنط لسة نايم هو كمان كل ما اصحي يقولي سيبيني شوية اخذت سمر الاولاد من يد سارة وقالت _ كفاية عليكي كدة وهاتي الولاد اشبع منهم قبل ما تمشي اخذتهم وخرجت بهم من الغرفة ثم نظرت حلم لسارة وتحدثت بود _ وحشتيني اوي ياسارة ردت سارة بحب _ وانتي اكتر ياحلم بقالنا فترة متكلمناش اخذت حلم يدها وجلسا على الفراش لتسألها بحنين _ طمنيني البلد اخبارها ايه؟ شعرت سارة بحنين حلم لبلدها فردت بمزاح _ البلد بالنسبة ليا بيت جدو عاصم وبيت ليلى او المستشفى أحياناً وبقولك إنهم كويسين وزي الفل كمان بيسلموا عليكي ضحكت حلم على طريقتها في الحديث وقالت بدهشة _ للدرجة دي _ وأكتر بس بصراحة انا مكتفية بيهم وبعدين هي دي طبيعتي عدم الاختلاط قبل ما اتجوز كنت من جامعتي للبيت مكنش ليا اصحاب غير واحدة بس والآخر اتصدمت فيها صدمة عمري من وقتها بطلت اعرف حد _ أنا كمان زيك كنت من الجامعة للمدينة لإني كنت بدرس في جامعة القاهرة، جدي الله يرحمه بقا كان رافض اكمل تعليمي. تبدلت ملامحها بحنين وهي تتابع _ لولا مهران اللي ضغط على جدي إني أكمل، بس كنت ديمًا مهددة إني اسيبها وعشان كدة كنت منعزلة عن الجميع أخاف حد يعرضني لمشكلة وجدي ومهران يعرفوا ويجبروني اسيبها _ للدرجة دي كانوا قاسيين هزت راسها بنفي وقالت بشوق _ جدي اه كان بطابعه قاسي حتى على مهران، إنما مهران كان بيدعي القسوة بس كنت عارفة كويس أوي قد ايه هو انسان قلبه ابيض ونضيف، بس مشكلته أنه فاكر إن الطيبة والحب ضعف ومينفعش يظهرهم واحنا أطفال مكنتش اعرف غيره فكنت ديمًا معاه وهو كان معوضني عن كل حاجة بطيبته بحنيته، لما كنا نلعب مع بعض كان ديمًا يخسر عشان مزعلش وكنت مكتفية به لحد ما جدي بعدنا عن بعض وبدأ يعلمه القسوة حسيت بفراغ كبير وبدأت اعوضه في المذاكرة حتى في الأجازة كنت بذاكر للسنة اللي بعدها ومهران اتبدل بقا واحد تاني بخاف منه وببعد عنه مع إني عارفة كويس قد ايه هو انسان كويس. فاجأتها سارة بسؤالها _ كان بيحبك؟ هزت راسها بنفي _ إطلاقًا، جدي هو اللي اصر إننا نتجوز بس انا كنت بالنسبة له بنت عمه اللي اتربا معها وحبها زي أخته بس لو مهران في الوقت ده لقى اللي يحبها كان هيعرف كويس انه عمره ما حبني، وعلى فكرة اللي زيه لما بيحب بيعشق بجنون، يعني لو كان حبني بصحيح مكنش هيكون بالقسوة دي معايا. ربتت سارة على يدها وتحدثت بتأثر _ الحمد لله إنك بعدتي عنهم وبقيتي وسطينا ولسة كمان لما تتعرفي على باقي العيلة _ باقي العيلة دي انا اعرفهم من قبلك ولا نسيتي إن انا وليلى أصدقاء دراسة. _ اه صحيح، طيب انتم مش هتعشونا ولا ايه انا جعانة اوي فتح مصطفى الباب وهو يتابع مزاحهم _ الحقي بسرعة لإن سارة في الاكل مبترحمش حد نهضت حلم لتقف جواره ويحيطها هو بذراعه _ انا اصلًا عملتلها الاكل اللي بتحبه كله هي بس تطلب. _ بس كدة انا اللي هطلع خسران في اليومين دول أنا بقول ارجعها لجوزها هو أولى زمت سارة فمها بغيظ وغمغمت _ تصدق انا غلطانة إني جيت معاك ترك حلم وتقدم منها ليقبل خدها بحب وتمتم بمزاح _ الجميل زعل ولا أيه ده بالذات مقدرش على زعله، يخرب بيت اللي يزعلك. نظرت له من جانب عينيها وسألته بشك _ هتأكلني يعني من غير نق؟ اشار إلى عينيه _ شاوري انا كل الحكاية إني خايف تتخني وجاسر يبص برة. تذكرت سارة مايا صديقة معتز وحازم وقوامها النحيف وضحكات زوجها معها فسألته بشك _ يعني انا لو تخنت هيبص لغيري؟ _ بأكدلك ده. نهضت من الفراش وهي تتجه للخارج وتقول بتأييد _عندك حق هو اصلًا عينه بتزوغ اليومين دول كتير هما طبقين بس اللي هكولهم. ضحك مصطفى وحلم نظرت إليه بغيظ وغمغمت بحدة _ اعمل فيك أيه هتخليها تشك في جوزها. خرجت حلم خلفها فينظر مصطفى في آثرها بنظرات عاتبة. ❈-❈-❈ وقف مع رجاله ينتظر وصول السيارات التي تحمل الأسلحة وقد تأخر خليل عن الميعاد جعل القلق يتسرب إليه هم بالاتصال به لكنه توقف عندما لاحظ اقتراب السيارة حتى توقفت بجوار سيارته ترجل خليل من السيارة وتقدم منه ليلقي عليه السلام رد مهران بجدية _ وعليكم السلام اخرت ليه العربيات زمانة على وصول اجاب خليل بوجه عابس _ مشاغل، المهم انا جاهز بالمبلغ اللي اتفقنا عليه هشتري الشحنة اللي جاية باسمك زي ما اتفقنا غير الشحنة اللي جاية باسمي. أومأ مهران بتأكيد _ أكيد طبعًا مقدرش ارفضلك طلب انا عامة اكتفيت وعايز اكمل حياتي بعيد عن المجال ده. _ اللي تشوفه. وصلت السيارت المحملة بالأسلحة ووقفت أمامهم لتبدأ عملية التسليم لكن تسمر جميعهم عندما حاوطتهم الشرطة من كل جانب. ❈-❈-❈



وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل السادس والعشرون …… تمت مداهمة عملية التسليم من قبل الشرطة فلم يكن هناك متسع للفرار مما جعل الجميع يستسلم لمصيرهم إلا من خليل الذي رفض الاستسلام لكن الشرطة حاوطته من كل جانب فلم يستطيع الفرار فينظر بغضب لمهران الذي وقف هادئًا بينهم فيعلم حينها أنها خطة مدبره منه للإيقاع بهه فغمغم بغضب _ عملتها ياابن الهواري. زم مهران فمه باستياء مصطنع وتمتمت بروية _ معلش بقا الظروف بتحكم. تم وضع القيود في ايديهم وقاموا بوضعهم في السيارة تحت نظرات مدحت المنتصرة تقدم مدحت من مهران وقال بمغزى _ ضربة معلم بصراحة وفلت من تحت ايدي. ضحك مهران وتحدث بحبور _ تقول ايه بقا في ابن الهواري، ابن جان. رفع مدحت حاجبيه وتحدث بمغزى _ أوعى تفتكر إني هسيبك هفضل أتابعك لحد ما أتأكد إنك ماشي سليم. _ لأ من الجهة دي اطمن بس في حاجة أخيرة هعملها قبل ما ارتاح منك نهائي وقبل أن يفهم مدحت ما ينتويه مهران حتى تفاجئ بلكمة قوية اصابت وجه مدحت فيرتد للخلف من قوتها وضع يده بجانب فمه ليجد الدماء تسيل منها غمغم محتدًا _ ياابن الـ…… الهواري مسد مهران يده وتحدث بقوة _ عشان اتعديت على حرمة بيتي ولو كنت عملتها بدري شوية كان زماني مخلص عليك. عاد مهران لثباته وتركهم متوجهاً لسيارته كي يعود إليها فقد انتهت مهمته عند تلك النقطة. ………. كان مقيدًا في كرسية وقلبه الذي تزداد وتيرته قلقًا عليها؛ لا يرحمه ماذا فعل عمه بها؟ عينيها وهي تستجدية أن ينقذها لا تترك مخيلته خذلها مرة أخرى وهو يقف عاجزًا أمام عمه لكنه تلك المرة تركها كي لا يثير غضبه أكثر فيقوم بقتلها وستكون فرصة للتخلص من كلاهما دلف صالح وهو يقول بيأس _ بحاول أكلمهم بس تليفونهم مقفول لن يستطيع البقاء اكثر من ذلك فقال بأمر _ فكني. _ ما تصبر شوية لحد ما نعرف مكانها، عمك ممكن يرجع دلوقت هما زمانهم خلصوا التسليم وجاي. _ قلتلك فكني. تقدم منه صالح ليحل قيوده ثم هم بالخروج لولا مداهمة بعض الرجال للمكان وأخذوا يبحثون في كل مكان فسألهم سليم بدهشة _ انتم مين؟ قال وهدان وهو يظهر من خلف رجاله _ انا وهدان وجاي بأمر من مهران بيه عشان أخد ست مرح. عقد حاجبيه مندهشًا وسأله _ تاخدها فين؟ وبصفته أيه؟ نظر وهدان لرجاله كي يفتشوا المكان بدقة أكثر ثم تحدث باطراق _ عمك اتقبض عليه في مداهمة من المركز ودلوقت مطلوب مني إني اسلم مراته لبنت عمها عاد الرجال خاليين الوفاض وسليم في صدمة كبيرة لا يعرف ماذا يفعل فيها. _ ملقناش حد سألهم وهدان _ دورتم كويس. اجاب أحدهم _ ملهاش اثر هنا عاد سليم لوعيه وغمغم بعدم استيعاب _ مش معقول نظر إلى وهدان وسأله بشك _ ومهران؟ _ مهران بيه خارج الموضوع لإن الشحنة كانت جاية لعمك ومعنديش كلام تاني اقوله خرج وهدان كي يبحث عنها في مكان آخر أما سليم فقد الجمته الصدمة وجعلته غير مدركًا لما يحدث عليه أن يقاوم كي يبحث عنها قبل عثور رجال مهران عليها. نظر إلى صالح وسأله _ فين عربيتي؟ _ انا خليت حافظ يرجعها الفيلا وكان فيها أخوها بس انا معايا العربية التانية. _ هات المفاتيح أخذها منه ثم خرج مسرعًا كي يبحث عنها والقلق ينهشه ظل يبحث في كل مكان ولا يجد لها أثر حتى تذكر ذلك المخزن القديم الذي تركوه منذ اعوام لبعد المسافة نفى وجودها فيه وظل يحاول التفكير لكن عبثًا لا يوجد غيره انطلق إليه وظل طوال الطريق يدعوا ألا تكون به، فهو محاط بالخطر من كل جانب تحسس سلاحه الذي اخذه من صالح ودعى بداخله أن تكون بخير حتى يصل إليها أما هي فقد كانت تستمع إلى عواء الذئاب وجسدها ينتفض بخوف البرودة قاسية وتلك الاشياء التي تزحف على أقدامها ترهبها وذلك الظلام الحالك يطغى بسطوته عليها وقلقها على من أحبت يكاد يدفعها للجنون ظلت تدعوا ربها أن ينقذهم حتى شعرت بصوت من خلفها جعل قلبها يرتعد بخوف استدارت ببطئ وهي مستنده على ذراعيها لتتقابل عيونها مع تلك العيون التي تحاكي الموت وأنياب حادة قاسية تتوعد لها ازدردت لعابها بصعوبة ولعباه هو يسيل بلذة من فمه هل هذه ستكون نهايتها؟ عاشت منبوذة وماتت خائنه القيت للذئاب. كانت أقدامه تتقدم منها وكأنه يتلاعب باعصابها ويتلذذ بذاك الخوف الذي يراه بها اهتزت نظراتها وشريط.حياتها يعاد أمامها بتلك اللحظة ضحكاتها مع والديها بكاؤها عليهم عذابها في منزل عمها والاشد منه في منزل زوجها لم تجد ما يجعلها تتشبث بالحياة لأجله أخيها تعلم جيدًا بأن مهرة لن تتركه وسليم سينجوا بوفاتها فهو البسمة الوحيدة في حياتها فلتستسلم للموت فهو الارحم لها الآن هم الذئب بالهجوم عليها لولا تلك الرصاصة التي استقرت ما بين عينيه وسقط قتيلًا بجوارها لم تحرك ساكنًا بل ظلت على وضعها تنظر إلى الأمام وكأنها بين انياب ذلك الذئب ينهش بها حتى انها شعرت بأنيابه تخترقها تقدم منها سليم وعينيه تجول عليها كي يتأكد من سلامتها وتمتم بخوف _ مرح انتي كويسة؟ فيكي حاجة؟ صوته لم يساعدها على التركيز فلم تنتبه له ادار وجهها إليه وتحدث بقوة _ مرح متخافيش انتي بخير وخلاص الكابوس انتهى. لم تهتم وظلت على حالها ازداد قلقه عليها وقام بحملها والخروج منها من ذلك المكان لكن رجال مهران الذين احاطوه لم يتركوا له الفرصة فتقدم منه وهدان قائلًا _ سيبها ياسليم بيه هي دلوقت في امانتنا. كانت مستسلمة بين يديه ترفض العودة إلى تلك الحياة البائسة لكن سليم غمغم بغضب _ أبعد من قدامي. تحدث وهدان بجدية _ بلاش تخليني أخدها بالغصب، مينفعش إنك ترجعها البيت بعد اللي حصل، هي دلوقت محتاجه بنت عمها. نظر سليم إليها فيشعر بغصة مؤلمة في قلبه على حالها، فهو محق لن يعيدها إلى ذلك المنزل بقسوته لكنه يقسم لها الآن بأنه سيعيدها إليه لكن كأميرة جذبها لصدره أكثر وذهب بها إلى سيارته كي يعيدها لوعييها ولم يقف وهدان أمامه بل تركه يفعل ما يريد تقدم منها أكثر وهو يجبرها على العودة _ مرح فوقي انتي بخير فوقي عشان خاطري وعشان خاطر أخوكي كان صوته يأتي من البعيد وكأنه يأتي من عالم أخر لكنه عالم بغيض لم ترى منه سوى القسوة يتردد صدى صوت محبوبها لكن لا تريد الذهاب إليه لكنها مجبرة على العودة لأجل أخيها تساقطت دموعها وهي ترمش بعينيها دلالة على عودتها أغمض سليم عينيه براحة عندما استردت وعيها وتمتم بروية _ الحمد لله وكأنها انتبهت لوجوده فتطلعت إليه تجوب ملامحه تتأكد حقا من وجوده هل ما تراه حقيقة؟ هل عاد حقًا إليها سالمًا؟ وهي هل مازالت على قيد الحياة؟ وكأنه علم بها إذ قال بهدوء _ اطمني انتي كويسة والكابوس انتهى خلاص _ انتهى؟ أومأ بعينيه بحزن وأكد لها _ عمي اتقبض عليه بتهريب سلاح صدمة اخرى تلقتها في ذلك الرجل وعتاب آخر ينضاف إليه لتركها والتخلي عنها لذلك الرجل فقالت بجمود _ عايزة أخويا. اومأ لها وتحدث بتفاهم _ اخوكي في البيت هوديكي عنده. هزت راسها بنفي _ مش هدخله تاني انا هاخده ونمشي من البلد. تنهد بتعب شديد وتمتم بهدوء _ مش هينفع تخرجي من البلد وانتي بالحالة دي، مهرة مستنياكي خدي اخوكي وروحي عندها لحد ما الأمور تتحسن وبعدها هسيبك تمشي لم يمهلها فرصة للاعتراض وانطلق بالسيارة وخلفه رجال مهران كانت تنظر من النافذة بشرود وهو يراقبها بعينيه ودموعها التي تتساقط بغزارة تدمي قلبه وصلو إلى المنزل ولم تقبل بالولوج إليه ظلت في السيارة حتى دلف ليأخذ أخيها ثم عاد إليها ترجلت من السيارة عندما رأته قادمًا إليها فتحت ذراعيها لتأخذه في أحضانها بلهفة وقلبها يأن ألمًا على حالهما ابتعدت عنه قليلًا كي تنظر إليه ثم تحدثت بخفوت _ متخفش إحنا خلاص هنبعد عن البلد دي ومش هنرجعها تاني. هز الطفل رأسه بتأييد لها وكأنه هو أيضًا لا يريد البقاء فيها فتتابع بابتسامة _ احنا هنروح عند مهرة والصبح هنسافر ونبعد عنهم. أخذته لتضعه بسيارة وهدان تحت نظرات سليم المندهشة فدنت منه لتتمتم بجمود _ لحد هنا وكل واحد يروح لحاله خلاص معدش في كلام ممكن يتقال هم بالمعارضة لكنها منعته _ قلتلك مفيش حاجة ممكن تتقال أنا ماشية ومستحيل ارجع البلد دي تاني ومش عايزة أي حاجة تفكرني بيها. تطلع إليها بألم وغمغم باعتراض _ وانا ذنبي ايه؟ _ ذنبك إنك دخلتني حياتك ولما احتاجتك اتخليت عني وسيبتني لغيرك. _ اقسملك كان غصب عني مكنش ينفع أعارضه ابتسمت بوجع _ عرفت بقا إن غيري ديمًا ليه الأولوية في حياتك؟ هز رأسه بنفي وغمغم معاتبًا _ أنا لما جتلك وطلبت منك نهرب ليه رفضتي؟ _ لأن فيه روح متعلقة بيا مكنش ينفع اسيبها. ابتسم بمرارة _ زيي بالظبط لو كنت عارضته وعرف اللي بينا كان هيحصل زي اللي حصل الليلة دي، سكوتي مكنش ضعف بس كان عذاب وقهر محدش يقدر يتحمله، عايزة تبعدي انتي براحتك بس أنا مش هبعد انسحبت بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخلها من دمار وصعدت بجوار أخيها وأخذت تنظر إليه بدموع وهو يتركها ترحل دون التمسك بها لو اجبرها على البقاء ما كانت لتسمح بالفراق يدخل بينهم لكنه تركها ترحل بهذه السهولة. ❈-❈-❈ ظلت تزرع الغرفة ذهابًا وإيابًا تنتظر عودته بفارغ الصبر تأخر الوقت ولم يعود ماذا ستفعل إذا اكتشف الضابط كذبها عليه؟ وماذا ستفعل أيضًا إن تم القبض عليه لا لن تقف مكتوفة الأيدي وتتركه لذلك المصير توقفت عن التفكير وقررت الذهاب والبحث عنه همت بالخروج من الغرفة لكن سامية اوقفتها _ رايحة فين بس يا ست مهرة؟ فتحت مهرة الباب وهي ترد بإصرار _ هدور عليه مستحيل أسيبـ….. قاطع حديثها رؤيته وهو يصعد الدرج مما أشعرها بالراحة لعودته سالمًا ولكن أيضًا بخذلان منه على إصراره بإكمال السير في ذلك الطريق انصرفت سامية ما إن رأته فتقدم من مهرة التي جالت العبرات داخل عينيها وهي تنظر إليه بعتاب وما إن دنى منها حتى تمتم بثبات _ رايحة فين؟ كشفت مهرة عن انيابها ودفعته بغضب _ انت مالك؟ كانت تدفعه بقوتها الواهنة بكل كلمة وهو يجاريها _ بتسأل ليه؟ ان شالله اغور في ستين داهية عايز ايه؟ همت بدفعه مرة أخرى لكنه احكم يدها بين يديه وغمغم بتحذير وهو يشير للدرج خلفه. _ دفعه كمان وهتلاقيني تحت. اغتاظت من هدوءه وصاحت به بامتعاض وهي تحاول دفعه رغماً عنه _ احسن خليني ارتاح منك بقا احكم قبضته على يدها التي تحاول التحرر وقال بامتعاض _ اهدي وفهميني عاملة غاغة ليه؟ اندهشت من الهدوء الذي يتحدث به وكأنه لم يفعل شئ _ مالك بتتكلم ببساطة كدة ولا كأنك عملت حاجة. _وانتي تعرفي ايه عن اللي بعمله؟ وبعدين تعالي الاوضة مينفعش نتكلم على السلم كدة. اغتاظت حقًا منه وهو يدلف الغرفة بكل هدوء دلفت خلفه لتقول بغضب _ انت كنت فين؟ خلع جلبابه ورد بفتور وهو يدلف المرحاض _ طلعيلي لبس من الدولاب ودخليه ورايا الحمام اندهشت حقًا من هدوءه معها وشعرت بأنها اخطأت عندما تتبعت قلبها ولم تبلغ عنه. انتبهت على صوته من داخل المرحاض _ قلت الهدوم رغمًا عنها أخرجت ملابس له من الخزانة وتقدمت من المرحاض لتطرق بابه كي يأخذ منها الملابس لكنها شهقت بصدمة عندما وجدت يده تجذبها للداخل وأغلق خلفه الباب. …. استكانت برأسها على صدره ومازالت الأسئلة تدور بخدلها تريد أن تعرف ما حدث معه ولما لم يطاوعها ويبتعد عن ذلك الطريق وكأنه علم بمعناتها إذ نظر إليها وسألها بهدوء _ عايزة تعرفي أيه؟ رفعت بصرها إليه وهتفت برجاء _ عايزة أعرف ليه عملت كدة؟ اعتدل مهران كي يستطيع التحدث معها وقال بثبوت _ وانتي ليه خبيتي عليا اهتزت نظراتها واندهشت من معرفته لهذا الأمر _ عرفت أمتى؟ _ تفتكري إن حد غريب هيدخل بيتي من غير ما اعرف؟ اخفضت عينيها وأجابت _ خفت قطب جبينه بحيرة _ من ايه؟ عادت تنظر إليه وتحدثت بحيرة _ مش عارفة بس كان احساس بالخوف مش عارفة إذا كان منك ولا عليك وانا معرفش أخون، وحاولت أقنع نفسي وقتها بأنها فرصة عشان أهرب بعيد عنكم انا ومرح لما جيت عندي في الوقت ده كنت في اصعب حالاتي ما بين قلبي وعقلي حيرانة بين الاتنين ولما سمعتك بتتكلم في التليفون عن ميعاد التسليم خفت اوي وحسيت بمعنى اليتم للمرة التانية. تنهدت بألم وتابعت _ حاولت اهرب من مشاعري بس اكتشفت وقتها إني حبيتك مهما انكرت إلا إنها الحقيقة الوحيدة في حياتي غيرت الميعاد عشان يبعد عني وفي نفس الوقت شغلته بمرح عشان اتأكد أنه هيكون بعيد عنك، زمانه دلوقت هربها. ابتسم مهران بحب ومال عليها يقبل جبينها وتمتم بوله ونظراته لا تحيد بعيدًا عن عينيها _ وانا كمان نهيت كل حاجة قطبت جبينها بعدم فهم وسألته _ يعني ايه؟ _ يعني كلمت الظابط مدحت وعرفته الميعاد الحقيقي عشان نكمل مع بعض من غير قلق وخوف وقبضوا على خليل ورجالته يعني بنت عمك دلوقت بقيت حره تذكرت مهرة أمر مرح وأخيها فسألته بقلق _ وهي فين دلوقت؟ طمئنها مهران _ متقلقيش عليها بعت رجالتي يجبوها. نظرت إليه بحيرة وعادت الاسئلة تحتل عينيها لكنها تلك المرة صرحت بها وسألته _ ليه عملت كدة؟ داعب وجنتها بأنامله وأجاب بهدوء _ مش هقولك عشانك ولأنك طلبتي ده مع انه كان دافع بس الدافع الأقوى إني أنا اللي عايز أبعد عن الطريق ده لنفسي ولأولادي بعد كدة، مش عايزهم يواجههوا نفس المصير اللي انا شفته وعيشت فيه مجبر كنت مجبر اكون قاسي مع كل اللي حوليا وكنت فاكر إن دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليني في موقف قوة ابتسم بسخرية وتابع _ مكنتش اعرف إن القسوة دي صيحيح بتخلي الناس تخاف منك بس بيبقا جواهم كره وفي اقرب فرصة بيدوسوا عليك فيها. عاد بذكرياته إليها وتابع _اكتر واحدة اتعذبت مني كانت حلم، وللأسف ضعفها كان بيعذبني لأنها بتفكرني بالإنسان الضعيف اللي اسرته جوايا. _ كنت بتحبها؟ اجفلته بسؤالها فاراد أن يكون واضحاً معها فتحدث بروية _ مش عارف بس اللي كنت واثق منه إنها كانت شئ اساسي في حياتي مقدرش استغنى عنه وعشان كدة لما جدي فرض عليا اتجوزها مترددتش ووافقت لكن هي فضلت الانتحار على أنها تعيش معايا _ يعني انت…؟ هز رأسه بنفي والقهر ظهر واضحًا على ملامحه _ عمري في يوم ما فكرت أاذيها ولو كنت اعرف انها هتعمل كدة كنت سيبتها تروح للي قلبها أختاره. تأثرت مهرة بحديثه فوضعت يدها على خده وتحدثت بتعاطف _ مش عارفة ليه قلبي حاسس انها عايشة لإن مفيش حاجة تأكد إنها ماتت. تنهد بتعب وتمتم بتمني _ لو كانت عايشة كانت ظهرت، صحيح محبتنيش واتعلقت بغيري بس انا واثق إنها لو عايشة مكنتش هتقدر تبعد كل ده، حلم كانت متعلقة بيا بجنون واحنا لسة اطفال، لدرجة ٱني كنت بهرب منها وهي تفضل تدور عليا لما كانت تضايقني اكتر واخاصمها مكنتش تسيبني إلا لما اصالحها ولما كبرنا ونجحت في الثانوية جدي رفض انها تكمل زي ما عمل معايا بس جاتني وترجتني إني أقنعه، مقدرتش اتحمل دموعها وأجبرت جدي أنه يوافق. لاحت الغيرة عليها لكنها لم تبديها له وقالت بثبات _ مهرة حبتك كأخ لها لأن مكنش فيه غيرك قدامها فتحت عينيها عليك وده خلاها تحس انك اخ مش زوج ابدًا وجدك كان لازم يراعي ده وميضغطش عليكم. _ جدي ده كان إنسان أهم حاجة المصلحة حتى لو على خساب اقرب الناس له وده كان سبب رئيسي في موت ولاده. اراد غلق الحديث معها فنظر في ساعته وقال بثبوت _ قومي جهزي نفسك عشان مرح زمانها جاية. …. وقفت السيارة أمام بوابة القصر فتنزل منها مرح وعينيها تحكي حزنًا وألمًا على كل ما عاشته ومرت به تلك الفترة لم تجد سوى ذراعاي مهرة تستقبلها بلهفة وشوق كما كانت لها دائمًا بكت وانتحبت على كل شئ على رحيل والديها وحرمانها منهم وأيضًا قلبها الذي حكم عليه بخسارة من احبته وعلى شعور بالخوف من مستقبل مجهول لا تعرف ما يخبئه لها. اخذتها مهرة وهبت بها إلى الغرفة عندما أمرها مهران بذلك. دلفت الغرفة مع أخيها وقالت سامية بترحيب _ نورتي القصر ياست مرح ابتسمت بمجاملة دون النطق بشئ فتابعت سامية _ انا هروح احضرلك حاجة خفيفة تاكليها _ لأ بلاش انا تعبانه ومحتاجة أنام رفضت مهرة واصرت على تناول وجبة خفيفة لأجل أخيها فلم تمانع حينها. ساعدت مهرة عمر على النوم بعد تلك الليلة الشاقة التي عاشها ثم جلست بجوار مرح وهي تشعر بالخجل منها فهي تشعر بأنها سببًا رئيسًا في كل ما يحدث لها فتمتمت بأسف _ حقك عليا ابتسمت مرح بحزن وقالت بثبوت _ده قدر ونصيب وانا نصيبي اني اعيش الايام دي والحمد لله الشر أحياناً بيبقى وراه خير والخير إننا خرجنا من تحت ايدين ابوكي ومراته والاهم منهم حسين انا هسافر القاهرة واعيش هناك يمكن البعد يخفف الجروح اللي صابتني هنا ايدت مهرة حديثها _ عندك حق كفاية إننا خرجنا من تحت ايديهم، بس انا مش هكون مرتاحة وانتي هناك لوحدك، خليكي معايا هنا… قاطعتها بثبات _ مش هينفع مش هكون مرتاحة خلينا اعمل حاجة انا مقتنعة بيها لأول مرة في حياتي يمكن الاقي علاج لعمر وانا التانية الاقي حياتي. _ وسليم؟ ابتسمت بمرارة وأجابت بألم _ انا وسليم خلاص مبقاش ينفع نرجع لبعض بعد اللي حصل، لا انا هقدر أرجع البيت ده تاني ولا هو هيقدر يسيب بيته وأهله، يظهر إن كلمة مستحيل هتفضل في حياتنا. _ ليه تحكموا على نفسكم بالفراق مع إن في ايديكم ترجعوا لبعض _ وتفتكري الناس هتقول ايه. ابسط ما فيها هيقولوا بلغ عن عمه عشان يتجوز مراته _ اللي يقول يقول المهم إنكم ترجعوا لبعض. غيرت مرح مجرى الحديث فقالت بابتسامة _ سيبك مني دلوقت المهم إني اتطمنت عليكي شكلك بيقول انك مبسوطة معاه. ابتسم قلبها قبل ثغرها وتمتمت _ جدًا، عمري ما كنت اتخيل إن ليا سعادة في الدنيا دي او إني اتجوز مهران في يوم من الايام أشوف؛ لأ واتجوزه كمان، بس زي ما قولتي النصيب ربتت على ساقها وقالت بحب هسيبك تنامي دلوقت ولما تصحي هيكون لينا كلام تاني. عادت مهرة لغرفتها لتجد مهران نائماً في فراشه لا تصدق حتى الآن أن كل سئ في حياتها ولى وانتهى دنت من الفراش لتستلقي بجواره وتتطلع إلى ملامحه التي تمتاز بصلابة وقوة تدب الخشية في قلب من يراه لكنه يحمل قلبًا نقيًا لم تستطيع الدنيا العبث به. ابتسمت بخجل عندما فتح عينيه بتثاقل ليجدها تنظر إليه فتمتم بصوت مبحوح _ أخرتي ليه؟ _ ماخرتش انت اللي نمت على بسرعة. جذبها لكن تلك المرة ليضع هو رأسه على صدرها وغمغم بخفوت _ تعبان اوي وعايز أنام. لم تمانع بل رحبت به واحتوته بذراعها كي يستطيع النوم بأريحية. ستعمل بكل الطرق على راحته كما فعل هو معها ❈-❈-❈ في المركز بعد محاولات عدة استطاع سليم مقابلة عمه بعد إن جاءه بمحامي العائلة كي يجدوا ثغرة يخرجوه بها لكن المحامي اكد له بأن الأمر في غاية الصعوبة جلس في المكتب ينتظر دخوله لكن ما إن رأه حتى تحدث بحدة _ جاي تشمت. نهض سليم باحترام وتقدير له فهو يعتبره ابًا له مهما فعل فقال بنفي _ العفو ياعمي مهما كان انت اللي ربتني بعد موت ابويا وعاملتني زي ابنك ولازم اقف معاك حتى لو كنت على غلط، انا كلمت المحامي و…. قاطعه خليل برفض _ انا مش عايز مساعدة من حد انا عارف كويس هعمل ايه، الناس دي لو اتخلت عني أنا هبلغ عنهم والتهديد ده وصلهم وهما اكيد هيخرجوني. هز سليم رأسه بيأس منه فهو يلقي بنفسه في التهلكة ظنًا منه بأنها خلاصه فغمغم بروية _ الناس دي مبترحمش ومش بسهولة كدة هيوافقوا تحدث بتعالي _ وانا خليل النجايمي وضربتي والقبر وهنشوف المهم ماجد ميعرفش حاجة عن اللي حصل والصبح لازم يسافر نظر إليه بسخط وتابع _ اما عقابك انت وهي بعد ما أخرج هيكون واعر قوي. نهض وترك سليم الذي يشعر بقبضة حادة تعصر قلبه كل شئ يضيق من حوله حتى اشعره بالاختناق


تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول1 من هنااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني2 من هنااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع