القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية‏وهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل التاسع عشر والعشرين للكاتبه رانيا الخولي

 رواية‏وهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي  الصعيد )الفصل التاسع عشر والعشرين للكاتبه رانيا الخولي



رواية‏وهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي  الصعيد )الفصل التاسع عشر والعشرين للكاتبه رانيا الخولي



وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل التاسع عشر ❈-❈-❈ سحبت هاتفها دون أن يشعر بها وخرجت من الغرفة لتدلف غرفة أخيها كي تهاتفه اغلقت الباب ثم قامت بالاتصال عليه فيجيبها بعد لحظات _ نعم _ عايزاك توصلني لمهرة. عقد حاجبيه مندهشًا وسألها بجدية _ اوصلك ليها إزاي؟ _ معرفش اتصرف انا لازم اكلمها ضروري. زفر بيأس من تهورها وغمغم بضيق _ انتي ليه مصرة تعرضي نفسك للخطر؟ اللي انتي بتقولي عليه ده مينفعش تمامًا ابتعدت عن الباب كي لا يسمعها أحد وتمتمت بإصرار _ بس انا مصرة لازم اشوفها بأي شكل ارجوك ياسليم مسألة حياة أو موت. أخذه الشك لطريق آخر وسألها _ ناوية على أيه؟ نظرت إلى أخيها النائم ثم تحدثت بخفوت _ مش ناوية على حاجة بس عايزة اعرف ليه هربت لإن إجابتها هيترتب عليها حاجات كتير اوي. ارجوك ده اخر طلب هطلبه منك، اعمل المستحيل وحاول تجمعني بيها….. قاطع حديثها فتح باب الغرفة ودخول خليل والذي نظر إليها بشك _ بتعملي ايه هنا؟ ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بريبة _ جاية اصحي اخويا عشان العلاج بتاعه نظر إلى اخيها النائم ثم عاد يجول بعينيه محيط الغرفة وكأنه يبحث عن شئ ما ثم نظر إليها قائلًا _ خلصي واعملي الفطار هزت رأسها بالايجاب ثم خرج من الغرفة فتلتقف انفاسها براحة وقد اخفت الهاتف خلف ظهرها عادت إليه لتجده اغلق الهاتف حاولت الاتصال به لتجده قيد الإغلاق. ❈-❈-❈ استيقظ صباحًا على صوت هاتفه وألم حاد في رأسه فلم ينام إلا بأخذ ذلك (المنوم) قبيل الفجر فقد اعتاد ألا ينام إلا به نظر في ساعته ليجدها قد تعدت الحادية عشر اغمض عينيه يحاول الانتباه لكن الألم حقًا حاد. عاد الهاتف رنينه لينظر به فإذا برقم غير مدون عنده مسح على وجهه ثم خصلاته قبل أن يجيب عليه _ وعليكم السلام، مين؟ رد الجانب الآخر _ أولًا انا بعتذر إني بتصل عليك في وقت زي ده وثانيًا ألف مبروك على الجواز، أنا سليم النجايمي وكنت عايزك في موضوع تنهد مهران ونهض بصعوبة من الفراش ورد باقتضاب _ تحب نتقابل فين؟ _ مينفعش عريس زيك يخرج من بيته يوم صبحيته، أنا هجيلك القصر بعد الضهر إن شاء الله _ تنور في أي وقت. أغلق الهاتف وألقاه على الفراش ورأسه يكاد ينفجر من شدة الألم. ارتدى قميص قطني وخرج من الغرفة لينادي العاملة التي أسرعت إليه _ نعم يابيه غمغم وهو يستدير عائدًا لغرفته _ اعمليلي فنجان قهوة. _ هتشرب القهوة من غير فطار؟ نظر إليها مهران بعينين غاضبتين جعلها تسرع بالذهاب دون التفوه بكلمة أخرى. استيقظت بدورها وقد شعرت بنفس الألم، انتبهت لوضعها في الفراش وقد انتزعت طرحتها وبقيت بالثوب الذي فُتح سحابه فقط رفعت يدها لكنها فوجئت بالطوق ينسل من بين أصابعها يبد انه دلف الغرفة وهو من وضعها على الفراش شعرت بالغضب منه، كيف يدخل غرفتها دون استأذن والأدهى من كل ذلك تجرئه وفتح سحاب فستانها. نهضت بغضب وقامت بتبديل ملابسها وخرجت من الغرفة لتقتحم غرفته كما فعلت من قبل لتجده واقفًا في شرفته يحتسي القهوة بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ رأته أمس، وقد عاد بهدوءه العجيب ذلك. تقدمت منه لتقف خلفه وتحدثت بحدة _ انا عايزة أمشي. ظل يتناول قهوته في صمت وكأنه لم ينتبه لوجودها من الأساس مما جعلها تشعر بالحنق منه ودنت منه أكثر لتقف أمامه وتنظر إليه بقوة زائفة تعيد حديثها _ بقولك خلاص المسرحية خلصت ودوري انتهى وعايزة أمشي. وضع الكوب على الطاولة امامه وجلس على المقعد وهو يسألها ببرود _ مسرحية ايه اللي انتهت؟ اغتاظت من برودة الذي يكاد يدفعها للجنون وهي لا تعلم شيئًا عن تلك النيران التي تشتعل بداخله _ انتقامك من أبويا. عاد يرتشف من كوبه وسألها دون النظر إليها _ ومين قالك إنها خلصت؟ اتسعت عينيها بعدم استيعاب واجابت بغيظ _ انا اللي بقولك، خلاص انتقمت منه وفضحته وفضحتني معاه خلاص بقى سيبني اروح لحالي. _ حالك ده اللي هو فين؟ قطبت جبينها بدهشة من فتوره معها وكأنه يستخدم سلاح جديد يعذبها به _ اروح فـ ستين داهية دي حاجة متخصكش. ارتعبت عندما وجدت فمه يتشنج وكأنه يصعب عليه التحكم في اعصابه اكثر من ذلك فرفع سبابته يوجهها إليها مغمغمًا بتحذير _ احفظي لسانك بدل مـ تلاقية في ايدك اجفلت من تهديده لكنها واصلت عنادها _ خلاص نفذي طلبي اعاد الكوب إلى موضعه ونهض متجهاً إليها ليقف أمامها لا تفصله عنها سوى خطوة واحدة وغمغم من بين أسنانه _ الكلام اللي هقوله ده تحطية حلقة في ودنك عشان لو فكرتي تغلطي معايا، مفيش حاجة هتخرجك من هنا غير بالموت، واظن إنك عارفة كويس أوي إن محدش بيخرج من هنا على رجليه، انتي بقيتي مرات مهران الهواري يعني اللعنة صابتك زي ما صابت غيرك وياريت ترضي بقدرك عشان متتعبيش. ها هو يعود إلى حقيقته وذلك الانكسار الذي رأته أمس لم يكن سوى لحظة عابرة ولن تعود تركها ودلف للداخل وكل شئ بداخله يدفعه لتحطيم رأسها الصلب، لن يدعها ترحل بعد أن علم بشأن والدته أخرج عباءته من الخزانة وقام بتبديل ملابسه عقب ولوجها فتشهق بخجل وهي تخفي وجهها بيدها حين رأته عاري الصدر أمامها مما جعله يسخر منها قائلًا وهو ينتهي من ارتداء عباءته _ ايه شوفتي عفريت؟ ظلت على وضعها لا تملك الجرئة لمعرفة إذا انتهى ام لا، لكن عندما شعرت بخطواته علمت بانه انتهى رفعت يدها بحذر لتجده واقفًا أمام المرآة يهندم من ملابسه فقالت بغيظ _ الوضع ده مينفعش أنا مش هقبل أخرج من سجن اتنقل لغيره. القى الفرشاه من يده ودنى منها ليصحح لها بسخرية لاذعة _ قصدك من خدامة لهانم في قصر. اتسعت عينيها من مدى وقاحته وقبل أن تتفوة بحرف نطق هو بتحذير _ وأنسي تمامًا إنك تخرجي من البيت ده، فاهمة؟ رغم الهدوء الذي يتحدث إلا إن لهجته كانت تحمل تهديد قاتـ ـل جعلها ترتبك وتلتزم الصمت طرق الباب فسمح له بالولوج ودخلت سامية _ وهدان بيقول إن سليم النجايمي مستنيك تحت انقبض قلبها خوفًا عندما سمعت اسمه، فسليم هو حبيب مرح والآن هي زوجة عمه _ خليه يتفضل في المضيفة وانا چاي دلوقت أخذ هاتفه وهم بالخروج لولا مهرة التي امسكت يده تمنعه من الذهاب وهي يتسأله بريبة _ سليم جاي ليه؟ انتفض قلبه إثر تلك اللمسة التي لم تكن مقصودة لكن مشاعر الغيرة جعلته يمحيها جانبًا وسألها بشك _ وانتي تعرفيه منين؟ ازدردت لعابها بصعوبة وانتبهت ليدها التي تحتوي يده بقوة فتتركها مسرعة وتهربت من سؤاله _ أنا.. أنا معرفش حد ضيق عينيه بشك من ارتباكها وتلاعب الظن السئ بداخله والغيرة أعمته وجعلته يجذبها من ذراعها هاتفًا بانفعال _ انطقي تعرفيه منين؟ ولايكون ده حبيب القلب اللي كنتي بتهربي عشانه تشنج فمها من اهانته فجذبت ذراعها من يده وهتفت بغضب _ مسمحلكش تتكلم معايا بالاسلوب ده، انا مهربتش عشان حد ولا فيه واحد في الدنيا دي كلها يخليني اعمل كدة واغضب ربنا عشانه. _ اومال مالك اتبدلتي كدة لما سمعتي اسمه رمشت بعينيها مرات متتالية وغمغمت بتهرب _ زي ما قلتلك الاسم مش اكتر هز رأسه بصمت ثم اولها ظهره ليخرج من الغرفة ❈-❈-❈ صافحه مهران بجمود والغيرة مازالت تتشبث بداخله _ أهلًا بك. تحدث سليم بلهجة ثابتة _ اكيد طبعًا مستغرب من زيارتي بس انا جايلك في موضوع انساني. رغم اندهاشه من تلك الكلمة إلا إنه رحب به _ البيت بيتك تيجي في أي وقت اتفضل جلسوا معاً وبدأ سليم حديثه _ أظن انت عارف سبب زيارتي. رفع مهران حاجبيه _ مش بالظبط تنهد سليم وتحدث برزانة _ اظن انك عارف كويس إن عمي متجوز بنت عم حرمك، وهي كانت عايزة تشوفها. عاد مهران بظهره للوراء وقد تلاعب الشك بداخله أكثر لكنه قال بثبات _ وماله تشرف في أي وقت حمحم سليم باحراج _ بس هي للأسف مش هتقدر تيجي _ وتفتكر إن في عروسة تخرج من بيتها يوم صبحيتها او حتى بعد شهر شعر سليم بالاحراج منه وتمتم بهدوء _ لا طبعاً صعب بس حقيقي هي كمان صعب اوي أنها تيجي لإن زي ما انت عارف العلاقة بينك وبين عمي مش …. التزم الصمت لا يريد التطرق في حديث آخر وأكمل مهران _ لو كان على عمك سيبه عليا انا هعرف ازاي اقنعه. _ إزاي؟ _ سيبها عليا، النهاردة هتكلم معاه وبكرة بالكتير هيكون معايا في القصر. رغم اندهاشه من الثقة التي يتحدث بها لكنه ابتسم بامتنان قائلًا _ تمام استأذن انا _ بس انت أيه مصلحتك في كل ده؟ وايه اللي خلى مرات عمك تثق فيك اوي كدة وتخليك تدخل في حاجة زي قالها مهران بمكر جعل سليم يشعر بأنه وضع في الزاوية بدهاء ذلك الرجل _ لأ طلبت من الحاجة مش مني نهض سليم كي لا يتعرض للمزيد من الأسئلة وتحدث بقوة _ هستنى ردك سواء بالصلح مع عمي أو بأنهم يشوفوا بعض بأي طريقة اومأ له مهران ونهض بدوره _ تمام هفكر وارد عليك. خرج سليم من المنزل وهو يشعر بأنه اخطأ في المجيء. ❈-❈-❈ وعاد من جديد يشكو من وحدة قاتلة لكن لم ترأف به تلك المرة، مر عليه أيام ولم يطرق بابه أحد، كأنها عدالة السماء لتنتقم لمن آذاهم وجرح قلوبهم سقطت دمعة على خدها وهو يتذكر وقوف ابنه أمامه ويطلب منه ترك مقعده فيشعر بمدى قسوة فعلته على قلب والده كيف حاله الآن؟ هل تعذب كما يتعذب هو الآن ؟ ام وجد معه من يخفف عنه هول صدمته والتخفيف عنه جمال الذي وقف جواره وبجانب أولاده والذي عوده دائمًا على أن يكون سندًا له ما إن تهتز قدماه أين هو الآن؟ يشعر بحاجته إليه، يشعر بأن الدنيا لا تسوى شئ أمام لحظة الضعف التي يعانيها الآن والدته الذي حرم نفسه منها ومن حنانها كم يود الآن الارتماء في احضانها وأبيه الذي يشتاق إليه ويشتاق لكلمة عفو تصدر منه فتعيد إلى قلبه الحياة لكن كيف السبيل إليهم وقد قضى بفعلته على ما تبقى بداخلهم من رحمة تجاهه أيقن حينها بأنه خسر حقًا تلك المرة خسر كل شئ واصبح خال الوفاض لا زوجة ولا أولاد ولا أهل. عقاب رب العالمين هو الأشد والأقوى فما عقوق الوالدين سوى عذاب في الدنيا والآخرة شعر بحنين جارف يريد العودة إلى بلدته لكنه تلك المرة لن يغفروا ولن يسامحوا سيظل قابعًا في وحدته يعاني ويقاسي لربما يكون للقدر رأي آخر. جاء العامل ليخبره بوجود المشتري الذي أراد أن يعاين المكان أولًا _ خليه يعاين المكان وانا جاي حالًا ذهب الرجل وقام منصور بتبديل ملابسه والنزول له كان يشعر بقهر شديد وهو يرى ذلك الرجل يتجول في منزله وهو الذي لم يسمح لأحد بالتعدي على ممتلكاته لكنه تلك المرة هو من دعاه لذلك كان الرجل يحدثه وهو في عالم آخر عالم حكم على نفسه بالحرمان منه، فقد أضاع كل الفرص التي منحت له وعندما ندم حقًا وأراد فرصة أخرى فيجد رصيده من الفرص خالي وقد نفذت كلها. …… على طاولة العشاء جلس على مقعده وعينيه تنظر إليها بتوعد بدلته هي ببرود أغضبه فقد رفضت الجلوس بجواره وجلست أمامه بجوار عمها وكانت تزيد من غضبه أكثر ولم تدري شيئًا عمّ ينتوي لها من عقاب وبعد انتهاءهم ظلت حرب النظرات قائمة بينهم حتى انتهوا أخيرًا ونهض كلٍ بدوره دلفت المرحاض كي تغسل يديها وهي تتمتم بتوعد _ هو انت لسة شوفت حاجة دا أنا هنتقم منك أشد انتقام، خلاص سارة الهبلة دي راحت وانتهت ودلوقت هطلعه على عينيك. صوت غلق الباب جعلها تنتبه له وهو يدنه منها ويحاوطها بذراعيه من الخلف ويتمتم بجوار أذنها _ طلعي زي ما انتي عايزة بس وانتي في حضني مش بعيد عني. همسه والحميمية التي يتفوه بها جعل غضبها يتلاشى وخاصةً عندما تابع وهو يلثم عنقها _ وحشتيني اوي اوي ياسارة، ليلتين بعيد عنك مدقتش طعم النوم وليلة كمان وهموت من بعدك ادارها كي ينظر إليها ليجد الاستسلام احكم قبضته عليها واردف بوله _ عقابك بالبعد قاسي أوي أنهى كلمته الأخيرة بجانب ثغرها وهو يلثمه وانفاسه الساخنة لا ترأف بها ولا ترحمها ازدردت لعابها بصعوبة وهي تحاول مجابهة مشاعرها التي تأخذها إليه لكن يده التي احتوتها بحب ضغطت عليها اكثر تقربها منه جعلها ترفع رايتها امام اقتحام شافهه ثغرها لتنعم بين يديه بمشاعر عشق لاحت في الأفق وتغلفهما بلحظات دسمة من العشق الذي لم يهدئ نيرانه بل تزداد انشعالًا يومًا بعد يوم لم يتركها لتلتقف انفاسها خوفًا من بعد ثانية تفصل بينهم وكان لطارق الباب رأىٌ آخر إذ اخرجهم من تلك الفقاعة لينتفض كلاهما اثر صوت حازم _ مين قفل الباب اغمض جاسر عينيه يحاول تنظيم انفاسه وتحدث بحشرجة _ انا خارج دلوقت. اتسعت عين سارة بصدمة عندما قال حازم _ لا زي ما انتم انا هشوف حمام تاني. ازاحته بغضب من أمامها وهي تتمتم بغضب _ أوعى كدة فصحتني همت بالخروج لكن يده منعتها وهي تجذبها إليه وغمغم بخبث _ ملكيش دعوة بيه وخلينا نكمل كلامنا، احنا كنا بنقول أيه؟ هم بالعودة إليها لكنها قاومته وخرجت من المرحاض وهي تقول بعناد _ بعينك. زم فمه باستياء وذهب خلفها لكنها كانت الأسرع إلى غرفتها وأغلقتها باحكام وقف أمام الغرفة وهو يناديها _ سارة افتحي ردت بعناد _ مش هفتح وأعلى ما فـ خيلك اركبه زم فمه باستياء وغمغم بضيق _ قلتلك افتحي بدل ما اكسره اجابت باستفزاز _ قلتلك لأ يعني لأ امغم من بين أسنانه بتوعد _ لاا يظهر إني دلعتك بزيادة وشكلك كدة هتشوفي وشي التاني. _ لأ شوفته وانت بتهددني ببنتي مسح على وجهه يحاول ضبط أعصابه وتحدث بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخله من غضب _ طيب افتحي عشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه. اخرجت ملابس لها من الخزانة وتحدثت ببرود _ بعدين بعدين، انا داخله أخد شاور وانزل اقعد مع جدي ويبقى نتكلم قدامه. زم فمه بغضب وتوعد لها بأشد عقاب.. ❈-❈-❈ ظلت تذرع الغرفة ذهابًا وإيابًا تنتظر عودته كي تعرف سبب تلك المقابلة. القلق لا يرحمها وتأخره حتى ذلك الوقت المتأخر خارج المنزل يزيد الشك بداخلها. ظلت على وضعها حتى سمعت صوت سيارته بالأسفل اسرعت بفتح النافذة والنظر منها لتجده يخرج منها بكل ذلك الهدوء الذي يثير اعصابها خرجت من الغرفة ووقفت تنتظره اعلى الدرج تنتظر صعوده وما إن صعد حتى أسرعت إليه تسأله _ كان عايز ايه؟ دلف الغرفة دون أن يجيبها مما اشعل غيظها أكثر ودلفت خلفه لتعاود سؤالها _ رد عليا كان عايز ايه؟ وضع مهران هاتفه على المنضدة ورد بفتور _ هو مين؟ _ سليم نطقها اسمه بتلك البساطة جعل الغيرة تشتعل بداخله وآتته رغبة ملحة في قطع لسانها الذي تفوه باسم رجل غيره لكنه تحدث بنفس فتوره وهو يفتح خزانته ويخرج منامته _ ميخصكيش. غمغمت بعناد _ لأ يخصني، انت ناسي ان بنت عمي في ….. شهقت بوجل واخفت عينيها بيدها عندما وجدته يخلع جلبابه امامها مما جعله يبتسم بسخرية وهو يسمعها تقول _ انت قليل الذوق إزاي تقلع كدة قدامي. _ وانتي ايه مدخلك اوضتي في وقت زي ده؟ رفعت يدها لكنها مازالت تغمض عينيها _ انا مش جاية اتساهر معاك انا جاية… قاطعها صوت غلق باب المرحاض فيزداد حنقها أكثر من ذلك الرجل الذي يفتقر إلى الذوق فقررت الانتظار حتى يخرج وتكمل حديثها معه عليها أن تطمئن على مرح حتى لو وصلت للذهاب إليها. وقع نظرها على صورة والدته لكن لدهشتها لم تجد الصورة الأخرى التي كان يضعها بجوارها. نظرت إلى الصورة جيدًا وأخذتها تلك الملامح الهادئة والتي لا تنتمي مطلقًا لملامح ابنها الحادة الحزن الذي ظهر واضحًا في عينيها يحكي عن ظلم وقسوة عاشتها تلك المرأة في ذلك القصر. فهل ستواجه نفس المصير _ إنتي لسة هنا؟ التفتت لصوته لتجده خارجًا من المرحاض عاري الصدر ويرتدي بنطالًا قطنيًا جعلها تشعر بالريبة منه فقالت بحدة _ ممكن تلبس حاجة خلينا نعرف نتكلم؟ توجه إلى الفراش ليجلس عليه ويأخذ المنوم _ هو اللبس ماله ومال الكلام، وبعدين انا راجع تعبان وعايز انام لم تستطيع الالتفات إليه فتحدثت وهي مازالت توليه ظهرها _ لازم أعرف سبب زيار….. قاطعها صوت ارتطام حاد لكوب الماء وصوته الهادر يهدد _ انطقي اسمه مرة تانية وهيكون أخر كلمة تنطقيها لا تعرف متى أو كيف وجدت نفسها قبالته وعينيه الحاد تنظر لها بغضب لم ترى مثله من قبل لم تشعر بالخوف بل شعرت بمدى قوة ذلك الرجل الذي اقتحم حياتها غيرته التي ظهرت واضحه في تهديده، وعينيه التي تشبه فوهة بركان على وشك الانفجار ويده التي قبضت على ذراعها بعنف شديد لم يجعلها تجفل تلك المرة بل شعرت بأنها ولأول مرة تثير الاهتمام في نفس شخص وخاصة مثل مهران نعم قسوة لكنها ليست ناقمة كما كانت من اهلها، بل قسوة نابعة من قلب متملك ويحكم قبضته بحرص على ما يمتلكه غضب جعلها تشعر بقيمتها في حياته مهما اظهر عكس ذلك أما هو فقد كان ينظر إليها وشئ بداخله يجبره على معاقبتها بطريقة أخرى. عينيه التي ولأول مرة يرى فيهما تلك اللمعة الغريبة وكأنها تطالبه بالمزيد جالت عينيه بملامحها التي تحاكي عينيه وصغرها الذي انفجر قليلًا جعله يشعر بقوة تدفق الدماء في أوردته رغبة ملحة أتته تطالبه بأن يتحسس تلك الشفاه كي ينعم بملمسها لكنه أحكم تلك الرغبة وغمغم بثبات زائف _ اخرجي واقفلي باب اوضتك وراكي ياإما مش هكون مسؤول عن اللي ممكن يحصل رمشت باهدابها لينتفض من بينهما سربًا من الفراشات فيلتهب قلبه بفعلتها فتزداد تلك الرغبة داخله بألحاح وحينما همت بالابتعاد منعتها قبضته التي لم تطاوعه على تركها فتطلب منه بعينيها أن يتركها وكم كان ذلك صعبًا عليه، لأول مرة يشعر بقوتك حاجته إلى أمرأة ولا يعرف ماذا فعلت به حتى يكون بذلك الاحتياج لها، فيخرج صوته بصعوبة _ أهربي وبصعوبة أشد خفف قبضته عنها وتركها ترحل رغم تلك الرغبة العارمة بأبقاءها وأختبار تلك المشاعر معها لكن لا لن يعاد الظلم مرة أخرى أما هي فأسرعت بالذهاب إلى غرفتها واغلقت الباب خلفها بأحكام ليس خوفًا منه فقط بل وأيضاً خوفًا من مشاعرها التي بدأت بالتحرر أخيرًا تجاه هذا الرجل عليها أن تظل على ثباتها وإلا ستواجه مصير مجهول لن يرأف بها.. ❈-❈-❈ في غرفة ماجد تسللت شمس دون أن يشعر بها أحد حتى وصلت إلى غرفة ماجد والذي كان جالساً على كرسيه بجوار النافذة شعر بدخول أحد ما وأخبره قلبه بأنها هي لينبض بعنف وكأنه يطالبه بالرضوخ له وألا يجابه كعادته _ ماجد. أغمض عينيه يحاول بصعوبة اخفاء لهفته عليها فيزدرد جفاف حلقه ثم يجيب بخشونة دون النظر إليها _ نعم لن تيأس وتظل خلفه حتى يرضخ لقلبهما فتقدمت منه لتجلس قبالته وتتمتم بوله _ ماجد انت هتفضل تصدني كدة لحد أمتى، انا خلاص مبقتش قادرة اتحمل. ابتعد بكرسيه عنها كي لا ينظر إليها ويضعف اكثر _ وانا مش طالب منك تتحملي، كل اللي طالبه منك إنك تبعدي مش اكتر ملت من ذلك العنيد لكنها لن تيأس بل عليها مواجهته بعشقهم فدنت منه لتنظر داخل عينيه وتجبره على النظر إليها وتحدثت بحدة خافته _ متهربش بعنيك، اتكلم وانت بتبص في عينيه وقولي اخرجي من حياتي وانا اوعدك اني هخرج فورًا. اهتزت نظراته وتهرب منها لعلمه بانه لن يستطيع فعلها وهو ينظر على شموسه التي تنير دربه عاد يزدرد جفاف حلقه ثم غمغم برعشه وهو يبعد عينيه عنها _ أنا… قاطعته بإصرار _ وانت بتبص في عينيه رفع بصره إليها لتجد فيهما انكسار لم تراه من قبل فينبض قلبها بغصة ارهقتها وتمتمت بعتاب _ ليه ياماجد عايز تبعدني عنك في اكتر وقت محتاجني فيه، لو كنت فاكر انك بتعمل كدة لمصلحتى فانت كدة بتحكم عليا بالشقاء، انا حياتي كلها بين اديك لو غبت عني أموت. تمنى في تلك اللحظة أن تكون حلاله كي يمد انامله ويمحو تلك الدمعه التي سقطت على وجنتها وعند تلك اللحظة انتهى ثباته واستسلم لنبضات القلوب التي تشتاقوا إلى بعضهم البعض فغمغم بألم _ هتتعذبي معايا. _ العذاب الأقوى هيكون في بعدك. _ مش هقدر احقق اي حلم حلمتيه معايا. _ أكبر وأهم حلم إني أكون معاك. _خايف تندمي _ لو وافقتك هعيش عمري كله اتعذب بالندم. _ انتي بتعملي ايه عندك؟



وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل العشرون ………. كان هذا صوت سليم الغاضب وهو يرى اخته في غرفة ابن عمه وبهذا القرب انتفضت بخوف لتبتعد عن ماجد وتحدثت بتلعثم _ أ…أنا… تقدم منها يجذبها من ذراعها ويهزها بعنف _ انتي ايه انطقي، ازي تسمحي لنفسك انك تدخلي اوضته وفي وقت زي ده. كور ماجد قبضته بغضب شديد من عجزه الذي يجعله لا يستطيع الدفاع عن محبوبته وتحدث بقوة _ سيبها ياسليم خلي كلامك معايا انا. نظر إليه سليم بغضب وغمغم من بين أسنانه _ اصبر متستعجلش اخلص حسابي معاها الأول وبعدين ارجعلك هم بسحبها للخارج لكن صوت ماجد الهادر منعه _ بتستقوى عليا عشان مش عارف اقوم ادافع عنها. لن ينتبه لكلامه الآن، سيضعها في غرفتها ويعود إليه لكن دخول خليل منعه من الخروج وهو ينظر لثلاثتهم بدهشة _ في ايه. وصوتكم عالي ليه؟ زم سليم فمه يحاول ضبط أعصابه وتحدث بحدة _ مفيش _ مفيش ازاي وانت ماسك اختك قدامي بالشكل ده ولا عملي حساب نظر إلى شمس التي مازالت تبكي وسألها _ قولي انتي في ايه؟ اعفاها ماجد من الحديث وتحدث هو بقوة _ في أني عايز اتجوز شمس وشكل سيادته مش موافق. نظر خليل إلى سليم وسأله _ صحيح الكلام ده يا سليم؟ هز رأسه بنفي _ مش بالظبط، انا رفضي انهم استغفلوني وكانوا بيحبوا بعض من ورانا. _ وايه المشكلة مادام ابن عمها وشاريها وانا حاطط عيني عليها من زمان مستحيل تخرج برة بيتي. شعر بالاستياء من محو رأيه في أمر اخته وكأنه تحصيل حاصل ولن يفرق رأيه بشئ فقال بإيباء وهو ينظر إليها _ يبقى مبروك. ثم تركهم وغادر خرج من الغرفة ومن المنزل بأكمله والغضب قد اخذ مبلغه وما كان ينقصه صوتها وهي تسرع إليه تحاول اللحاق به _ سليم استنى توقف مستديرًا إليها وهتف معنفًا _ جاية ورايا ليه؟ تقبلت غضه وتحدتث بجدة _ ممكن تهدى عشان نعرف نتكلم؟ مسح على وجهه يحاول أن يهدء من انفعاله وتمتم باستياء _ خير إن شاء الله تلفتت حولها وقالت بوجل _ خلينا نقعد عشان نعرف نتكلم ستطيح بعقله تلك الفتاة لكنه احكم انفعاله _ انتي عارفة لو عمي شافك معايا دلوقت هيعمل ايه؟ _ انا مبعملش حاجة غلط انا بفهم منك سبب رفضك لماجد وانت عارف كويس انهم متمسكين ببعض تطلع إليها مطولًا وبداخله يود خنقها حتى تزهق روحها بين يده لكنه سيطر على تلك الرغبة وتحدث بانفعال _ هجاوبك عشان اريحك وارتاح انا كمان من كلامك ده كل شوية. شمس اختي عيلة متعرفش يعني ايه مسؤولية وجواز وخاصةً واحد في ظروف ماجد محتاج ممرضة مش بس زوجه وهي مبتعرفش تملى لنفسها كباية ماية، تفتكري انتي هتعمل ايه مع ماجد وخصوصاً انها هتسافر معاه يعني هتكون لوحدها _ بس هي فعلًا بتحبه وده سبب قوى يخليها تتحمل اى حاجة عشانه، مش شرط ابدًا انها تكون فدائية عشان تتحمل واحد في ظروف ماجد وبعدين الدكتور اكدلكم ان نسبة نجاح العملية كبيرة جدًا وإن شاء الله يقف على رجله من تاني ودي حاجة حلوة انهم يعيشوا الحياة بحلوها ومرها مع بعض. _ وان كانت حياتهم كلها مر زي ناس تانية هيعملوا ايه؟ سؤال خرج منه لكنه يخرج منه إليه هكذا أرادت لكنها ردت السؤال بأجابة _ يمكن يكونوا اقوى منهم ويتحدوا أي صعبات تواجههم مش زي الناس التانية اللي استسلموا قدام أول مشكلة قبلتهم تأثر بردها ويعلم أنها محقة في كل كلمة فغمغم بروية _ بس الناس التانية غير هما اجبروا ومكنش فيه أختيار قدامهم، ياموت يافراق. تلاقت النظرات لتحكي قصة آلام لم تستطيع أفواههم التفوه بها فيشعر برغبة ملحة في احتواءها والاعتذار آلاف المرات لكنه فضل الانسحاب وذهب بعيدًا عنها وعن المنزل بأكملة وعادت إليه تلك الرغبة بالهرب بعيدًا لكن لن يجد الراحة والسكينة بعيدًا عنها سيتحمل كل منهم نصيبه من الألم فليس بيدهم شيئا اخر. ❈-❈-❈ شاردًا كعادته منذ ذلك اليوم وهي أكثر من يعلم بحالته الآن جلست بجواره تسأله بقلق _ وبعدين يامصطفى هتفضل كدة كتير؟ تنهد بتعب شديد وغمغم بضيق _ مش قادر ياحلم، كل ما افتكر صدمته والمحامي بيقوله الخبر اخجل من نفسي اوي. تناولت يده تحتويها بين يديه وتحدثت بتعاطف _ معلش ياحبيبي انت في الاول والآخر بتعمل كدة لمصلحته، باباك تمادى أوي وجرح جدك وكان لازم وقفة للي بيعمله ده يمكن لما يدوق من نفس الكاس يفوق لنفسه ويحس بغلطه. هز رأسه بنفي _ مظنش اللي زي بابا ده عمره ما هيتغير _ ياعالم، يمكن ربنا يهديه المرة دي، المهم تعالي اقعد مع مامتك شوية مينفعش تيجي من الشغل تدخل اوضتك على طول أومأ لها وخرج ليجلس مع والدته التي نالها نصيب من الألم أيضًا ❈-❈-❈ في مزرعة مهران دلف خليل إلى منزل مهران بالمزرعة ليستقليه بابتسامته الفاترة ورحب به _ اهلًا بالحاج خليل نورت المزرعة. _ منورة بأصحابها. اشار له بالجلوس وقدم لهم العامل القهوة وسأله خليل _ ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه وياريت تقول على طول بدون مقدمات. أومأ له وتحدث بقوة _ صفقة السلاح اللي جاية موافق اسيبهالك. ضيق عينيه متسائلًا _ والمقابل؟ _ بدون مقابل احنا دلوقت بقا بينا نسب ولا ايه؟ لم يقتنع بحديثه وسأله _ بس حاجة زي دي متجيش من ابن حسان كدة، أكيد في غرض تاني. رفع حاجبيه وهو يجيب ببساطة _ لا تاني ولا تالت انا حقيقي الصفقة دي بالذات مش محتاجها، وعشان أكون صريح أكتر رايد اقطع التواصل مع الناس دي، ولما عرفت انك رايدها قلت تكمل انت. _ بس أكيد في سبب تاني خلاك تبعد تهادت إليه صورتها وذلك الحلم الذي رآها فيه تأخذ بيده وتنتشله من الغرق _ كلها اسباب شخصية مش أكتر قلت ايه؟ أومأ خليل بتفاهم وقد راقه ذلك العرض كثيرًا فمد يده لمهران وتحدث بامتنان _ قلت موافق. تحدث مهران بتحذير _ بس خد بالك الناس دي مبترحمش وأي غلطة منك هترمي نفسك في الهلاك وانا هترمي معاك. _ ربنا يسهل. _ حيث كدة بقى انت معزوم عندي انت وچماعتك بكرة على العشا وبدون أي أعذار تلاعب الشك بقلب خليل وقد لاحظه مهران فقال بثبات _ الجماعة عايزين يشوفوا جماعتك وانا وعدتها إني هعزمكم يوم تتعشوا معانا ويشوفوا بعض براحتهم _ ان شاء الله. خرج خليل شاعرًا بالفوز بتلك الصفقة التي حلم بها كثيرًا أما مهران فقد عاد إلى منزله، لموعده مع العذاب لذكرى وفاة والدته، فاليوم الذكرى الأشد والاعنف في حياته. صعد غرفتها والتي شاهدت مأساتها ليتذكر تلك الليلة بكل مأسيها عادت الاصوات تدوى في أذنه وكأن المشهد يعاد للمرة التي لا يعرف عددها، وصورة والدته وهي ملقاه على الارض بلا حراك. وآنات خاله المكتومة كل شئ عاد بقسوة شديدة ارهقت قلبه لأول مرة يشعر برغبة ملحة في الهرب الهرب من تلك الذكريات التي لا ترحم لكن إلى أين؟ كما إن ذلك المكان هو الذكرى الوحيدة له منها غرفتها وملابسها والإطار الذي يحمل صورتها والتي لم تلمسه يدًا غيره منذ أن أهدته إليه قبل فراقها. _ مهران التفت إلى صوتها الذي لم يسمعه منذ فترة طويلة فيلتفت إليها وينشرح قلبه برؤيتها هي بعيونها ونظراتها التي كانت تخصها به وحده _ أمي. تقدمت منه وهي تضع يدها على وجنته فيمسكها براحته ويقبلها بشوق ويسألها بعتاب _ من زمان اوي مجتيش ابتسمت بروية وتمتمت بحنان _ جيت لما حطيت رجلك على أول طريق للنجاة. قطب جبينه بشجى وهمهم بعتاب _ النجاة راحت مني بموتك. _ ورجعت ليك من تاني وضعت يدها الأخرى على قلبه وتمتمت بقوة _ ابعد عن الشر وخلي الحلو اللي جواك يخرج للنور أغمض عينيه وهو يهز رأسه برفض _ لو خرج من جوايا مش هيلاقي مكان في الزمن ده. _ هيلاقي مع اللي قلبه اختارها واللي هتعوضه عن كل المآسي اللي واجها لوحده علم انها تقصد مهرة فغمغم برهبة _ بس انا مش عايز أجبر حد تاني ليكون مصيره زي مصيرك انتي وحلم. ابتسمت بحبور وغمغمت بهدوء _ غير طريقك وهتلاقيها هي اللي جاية وراك بتمسك ايدك. اومأت له بتشجيع وتلاشت من أمامه كما تلاشى الهواء من تلك الغرفة. انسحب بروية وتوجه إليها وقف أمام غرفتها واضعًا يده على مقبض الباب كان بداخله رغبة ملحة في رؤيتها وشعور غريب بداخله لم يختبره من قبل يأرق راحته لا يعرف هل يطاوع قلبه ويدخل أم يهرب وينجو من ذلك الوليد الذي يود الخروج للنور فليحاول لأول مرة السير خلف عواطفه لربما تنجح تلك المرة فيجد يده تدفع الباب ويدخل ليرى تلك الصغيرة مستلقية على الفراش في سكون تام إلا من تلك العبرات التي تسقط من عينيها. فاليوم هي ذكرى مشابهه لذكرته لكن هي لم تختبر ذلك الالم الذي عاشه هو تقدم منها لينظر إليها بعينيه التي تلتهم محياها بكل تفاصيله وكأنه يرى والدته بها. لأول مرة يشعر بحاجته للاحتواء احتواء قلب ذاق مرارة الفقد مثله دنى منها أكثر وقلبه يخفق بعنف، يخفق ويعترف لها بعينيه بأنها نجحت في اسقاط ذلك الجدار الذي شيده على قلبه كي لا يستطيع العشق احتلاله لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن واستطاعت تلك الصغيرة وفي تلك الفترة الوجيزة أن تجعله يقع صريعًا لهواها لم يكن وليدًا ولا ضئيلًا كما ظن بل كان يافعًا اقتحم وجابه واحتل ليرفع قلبه الراية البيضاء مستسلمًا لوهنه ومعترفًا بهزيمته. لم تحرك ساكنًا بل ظلت على حالها وعينيها تنظر إلى الفراغ أمامها أغمضت عينيها عندما شعرت بابهامه يدنو من وجنتها يمحو تلك الدموع شعرت بقلبها يرفرف بأجنحته خارجًا منه سربًا من الفراشات لشعور لم تختبره كذلك من قبل. لم يمحو غير يدها دموعها، وتلك هي المرة الأولى التي تختبرها مع ذلك المتحجر انامله التي مرت على اهدابها جعلت قلبها ينبض بقوة فتغمض عينيها أكثر لربما يرحمها من ذلك الشعور. لن تتحمله، هي اضعف من ذلك بكثير. وكأنه علم بذلك إذا ابعد انامله التي تركت سحرًا أسرًا على قلبها الواهن فترفع جفنيها بغير شفقة ولا رحمة فتصيب سهامها الذهبية قلبًا أصبح اعزلًا لا درع ولا سيفًا يحمي به ارضه. وبين ليله وضحاها أصبحت صحراءه القاحلة تزدهر ببستان من الورود التي افترشت أرضه تلاقت النظرات لتحكي قصة بدأت منذ عشرون عامًا فينظر بسوداويه إلى تلك القلادة التي تحتل جيدها وكأن والدته قد نبئت بذلك اليوم فتضع اسمه عليها وتوثق عشقهم. أغمضت عينيها تقطع خيط الوصال ويعود كل منهم إلى دوامته ❈-❈-❈ مل حقًا من المحاولة معها وهي على نفس عنادها مر أكثر من اسبوع وهي ترفض أى محاولة منه للاعتذار لها ماذا يفعل أكثر من ذلك نظر للمفتاح في يده وغمغم بتوعد _ محاولة أخيرة وإن رفضتي صدقيني لأندمك. توجه إلى غرفتها وفتح الباب بتلك النسخة التي أخذها من جدته بعد الحاح منه واستطاع فتحه بسهولة والولوج إليها. نائمة بكل أريحية وتاركة إياه يعاني مرارة بعدها زم فمه بتوعد ودنى منها ليستلقي بجوارها على الفراش الذي حن له ولأوقاتهم معًا مد يده يرفع تلك الخصلة التي احجبت وجهها عنه ويأسرها خلف أذنها وأخذت عيناه تجوب ملامحها التي حفرت في قلبه ملس بأنامله على أهدابها الحادة كحد السيف وخدها الناعم منه لشفتيها التي رسمت بإتقان كي ترهق قلبه فتحت عينيها بتثاقل عندما شعرت بأنامله ولم تتفاجئ فهي تعلم جيدًا بأنه لن يمل وسيحاول بكل الطرق الوصول إليها الحب الذي رأته بعينيه جعلها ترضخ له لكن عقلها أبى الرضوخ فيمنع ذلك القلب الخائن من الاستسلام له والوقوع في شركه _ وحشتيني. جالت عينيه بملامحها مدققًا النظر بها وتمتم بوله _ وحشتيني اوي ياسارة اندهش من صمتها فسألها بحيرة _ ساكته ليه ؟ _ عايزني اقول ايه؟ _ عايز اسمع انك سامحتيني. هزت راسها بالنفي وغمغمت بعتاب _ مش بالسهولة دي. _ انتي عارفة كويس اني اتعاقبت بما يكفي، بعدك عني طول الفترة دي كان أشد انتقام. _ بس ده مكنش انتقام ده اختيارك ولا نسيت أغمض عينيه يحاول بصعوبة بالغة اخفاء استياءه من التطرق في هذا الموضوع الذي مر وانتهى _ سارة الموضوع ده انتهى خلاص… قاطعته بنفي _ انتهى بالنسبالك مش بالنسبالي ابدًا. _ بس انتي رجعتي وسامحتي؛ ليه رجعتي تقسي تاني سارة انتي عارفة كويس أوي اني بحبك ومقدرش اعيش من غيرك وعشان كدة لما لقيتك مصرة تسيبيني عملت المسلسل ده _ عشان أفضل ولا عشان تشوفني هقف جانبك ولا لأ وهنا يبان معدني إن كنت حفيدة عمران ولا بنت منصور. هز رأسه بنفي _ مش كدة ابدًا وعمري ما شكيت لحظة واحدة فيكي أمسك يدها يقبلها بحب واردف _ صدقيني لو كنتي بعدتي فعلًا كنت ممكن أموت فيها، خلينا ننسى اللي فات ونبدأ صفحة جديدة واوعدك إني هكون انسان تاني رفعت راية الاستسلام لكن العقل أحكم سيطرته ليضع شروطه فقالت بثبوت _ خلاص اديني وقت عشان انسى مش هقدر بسهولة اعدى اللي حصل وكأن مفيش حاجة حصلت رغم خيبة الأمل التي اعترته الا أنه وافقها _ اللي تشوفيه بس من غير بعد اومأت له فيجذبها إلى صدره ويغلق عينيه كي ينعم بدفئها الذي افتقده ❈-❈-❈ في اليوم التالي دلف مهران مكتبه وخلفه وهدان الذي احتار حقًا في سيده، فقد تحول وأصبح شخص آخر جلس مهران على مكتبه واخرج حقيبة سوداء وناوله إليها قائلًا _ الشنطة دي هتديها لواحد من رجالة فريد نعمان هتلاقية مستنيك في العنوان اللي في الورقة ده وترجع على طول. اندهش مهران عندما لاحظ نظرات وهدان الحائرة وسأله _ مالك في ايه؟ _ مستغرب جنابك إنك تضيع شحنة زي دي من ايدينا وانت سعيت وراها كتير تنهد بضيق شديد وهو يعود بظهره للوراء وتحدث بجدية _ لا متستغربش، كل الحكاية إني اكتفيت لحد كدة وعايز أعيش في جو نضيف. _ بس أي غلطة من خليل هتدفعنا احنا التمن. _ بالعكس خليل حارب كتير عشان يوصل للصفقة دي ومش معقول يعمل اي غلطة تضيعها من ايديه اومأ الرجل باستسلام _ اللي تشوفه بعد اذنك. ❈-❈-❈ اشرقت الشمس على تلك العيون التي لم تذق طعم النوم واثر لمساته التي لم ترحم قلبها. وباتت ليلتها حائرة مضطربة ماذا تفعل في ذلك القلب الذي غفلها ودق لذلك الرجل تهادت القلوب لعشقٍ لن يجني إلا عذاب نهضت بتثاقل لتفتح باب النافذة لتتفاجئ به واقفًا مع أحد رجاله ازدادت دقات القلب واهتزت نظرات الأعين أمام ذلك الذي خطفها على حين غرة واوقعها في شباكه. لا تعرف كيف أو متى كل ما تعرفه بأن ذلك السارق استطاع التسلل إليها وايقاعها في شباكه وقد كان له ما أراد أخذت تنظر إليه وهو يتحدث مع رجاله ثم أنصرفوا من أمامه وهم بالعودة لكن نظراتهم تقابلت وكأن حديث امس لم يكفي ولم يكمل حديث القلب فتكمله العيون بتلك النظرات.. لكنه قاطعها بأن انصرف وكأنه يهرب منها كي لا تشعر بضعفه ووهنه أمامها. فعادت هي للداخل ومازال قلبها يدق بعنف لم تختبره من قبل ……… في غرفة خليل عادت إلى الغرفة وقد شعرت حقًا بالاجهاد من ضغط العمل في المنزل. جلست على الأريكة بتعب وهمت بالاستلقاء لول دخول خليل الذي نظر إليها بازدراء كما ينظر إليها دائمًا وتحدث بحدة _ اعملي حسابك اننا كمان ساعة هنروح نتعشى عند مهران الهواري ثم تركها وغادر لم تصدق ما سمعته اذناها واخذ قلبها يدق بفرحة اثر تلك المفاجأة نهضت بسرعة كي تستعد للذهاب وقد شعرت ببادرة أمل للخلاص من تلك الحياة وفي الأسفل جلس خليل مع ولده الذي مازال منزويًا في غرفته رغم محاولات الجميع معه لإخراجه منها _ ماجد هتفضل حابس نفسك كدة كتير؟ _ عايزني اعمل ايه؟ المه نبرة الانكسار في صوته وتحدث بمصابرة _ بس انت عريس وفرحك بعد اسبوع المفروض…… قاطعه ماجد بعذاب _ المفروض أكون واقف دلوقت وفرحان وبختار كل حاجة بنفسي لكن اللي انا فيه غير كدة خالص انا واحد قعيد قاعد على كرسي واللي حواليها بيختاروا له كل حاجة لأنه ميقدرش يختار، هو ده المفروض تنهد خليل بتعب وقال بثبوت _ بكرة تخف وتمشي على رجلك من تاني وتعمل كل اللي بتحلم بيه. ابتسم بمرارة وغمغم بألم _ مظنش بعد العمليات اللي عملتها دي كلها _ ليه التشاؤم ده بس؟ مش يمكن تنجح المرة دي؟ _ ولو منجحتش؟ _ خليها على الله ويلا بقى اطلع من الاوضة دي واقعد مع البنت اللي كسرت فرحتها دي مع إن الفرحة مش سيعاها تردد ماجد لكن خليل اقنعه _ ياابني البنت بتحبك وعايزة تقف جانبك بلاش تخسرها بعمايلك دي. تنهد ماجد بتعب وتمتم بلهجة رغم هدوءها إلا إنها تحمل حزن وألم. _ حاضر اللي تشوفوه. ربت على كتفه وتحدث بقوة _ طول ما انا عايش متشيلش هم حاجة. يلا اطلع لعروستك واقعدوا اختاروا كل اللي محتاجينه، انا رايح مشوار صغير وراجع على طول اومأ له ماجد فيبتسم خليل براحة ويخرج من الغرفة ليجدها جالسة مع شمس تنتظر خروجه نظر إليها تلك النظرة التي خصها بها والتي تحمل ازدراء جعلها تخفض عينيها برهبة. أشار لها بحدة _ اتفضلي قدامي. اومأت له وخرجت معه وهي لا تصدق بأنها أخيرًا وضعت قدمها في أولى خطتها. ❈-❈-❈ في منزل مهران وقفت مهرة أمام المرآة تعدل من وضع حجابها قبل نزولها لاستقبال الضيوف التي لم تعرف عنهم شئ سمعت طرق على الباب فنهضت لتفتحه فتتفاجئ بمرح أمامها تسمرت للحظات وهي لا تصدق ما تراه عيناها هل هي حقًا مرح ابنة عمها وصديقتها الوحيدة والتي لم تعاملها كمثلهم ابنة الخادمة انفرجت شفتاها عن ابتسامة لم تدوم طويلًا بسبب الجمود الذي رسم على وجهها وصوتها الفاتر يقول _ ازيك يامهرة. تنحت قليلًا كي تسمح لها بالولوج وأجابت بهدوء _ الحمد لله اتفضلي. دلفت مرح وقلبها يعاتبها على فتورها معها لكنها محقة في غضبها وقد التمست لها مهرة العذر وعليها أن تخبرها بحقيقة الأمر اشارت لها بالجلوس فجلس اثنتيهم وسألتها مهرة _ انتي جيتي مع خليل؟ إجابتها باقتضاب _ أكيد. اخفضت عينيها بخجل وهي تعاود اسألتها _ ليه وافقتي؟ ابتسمت بتهكم واجابت _ كنتي عايزاني اعمل ايه. للاسف انا معنديش الجرئة اللي عندك عشان اهرب فمكنش قدامي حل تاني وانا بتهدد بأخويا. تمتمت بخفوت _ انا لما هربت كنت واثقة إن حسين هيرفض إنك تكون بديلة ليا، وعارفة كويس إن آسيا هتتمسك بيكي عشان ابنها،غير سليم طبعًا _ يعني كنتي عارفة؟ أومأت لها _ سمعت آسيا وهي بتكلم خليل وبتطلب منه أنه يتجوزني ويخلصها مني. رفعت رأسها لتنظر إليها وقالت بصدق _ بس اقسملك لو كنت اعرف ان ده هيحصل مكنتش هربت ابدًا بدات العبرات تتجمعل بمقلتيها وغمغمت بألم _ لأن الحياة هنا متفرق عن الحياة اللي انتي عيشاها، انا وقعت في ايد مهران الهواري عشان ينتقم من أبويا واللي عمله في امه زمان، وظهرت قدام الناس إني بنت الخدامة اللي ابوها استعر منها والآخر عشقت واحد وهربت من اهلها عشانه. تساقطت دموعها وهي تتابع _ عايشة في سجن وواحد اتجوزني بالاجبار عشان ينتقم لأمه يعني مجرد وسيلة و قت ما يوصل للي عايزة هيرميني في الشارع بوصمة عار هتلازمني العمر كله. تأثرت مرح بدموعها فتناولت يدها بين يديها وقالت بتعاطف _ يظهر إن انكتب علينا نعيش نفس المصير، بس انا عندي امل كبير أوي إننا نهرب. تطلعت إليها بعدم استيعاب وسألتها _ نهرب إزاي؟ دول وحوش ولو وقعنا في اديهم مش هيرحمونا. _ انا هقولك نعمل أيه. في الاسفل جلس مهران بصحبة خليل وقد بدأ في التحدث بشأن صفقة السلاح التي تم الاتفاق عليها _ يعني كدة الشحنتين هيوصلوا مع بعض؟ زم مهران فمة بضيق وتحدث بنفي _ انا كنت طلبت منهم يحولوا الشحنتين ليك انت بس هما رفضوا إن اقطع التواصل معاهم فكدة الشحنة التانية انت اللي هتستلمها باسمي. أومأ خليل وغمغم بقوة _ وانا موافق معادهم هيكون أمتى عاد مهران بظهره للوراء وتحدث بجدية _ خليك على استعداد في أي وقت، بس خد بالك الناس دي مبترحمش واسهل حاجة عندها *****. _ وانا خليل النجايمي ولا هما ولا مليون زيهم يقدروا يمسوا شعرة منى. _ افهم منك كدة انك هتغدر؟ هز رأسه بنفي وتحدث بثقة _ لأ انا مبحبش الغدر بس الناس دي لازم تعرف من البداية كدة هما بيتعاملوا مع مين ومتقلقش مفيش اي غدر من ناحيتي نهض خليل وتابع _ أنا همشي دلوقت ولو حصل جديد عرفني. وطبعًا مش محتاج عزومة على كتب الكتاب _ إن شاء الله _ نادي بقا على الجماعة عشان نلحق نوصل. ….. _ تفتكري هتنفع؟ قالتها مهرة بخوف فتأكد مرح _ مش هتفرق احنا كدة ولا كدة ميتين واحنا معانا الفلوس اللي هتساعدنا وهنقدر نسافر بسهولة. طرق الباب ودلفت سامية _ خليل بيه عايز ست مرح عشان ماشيين اومات لها مهرة _ طيب قوليله جاية حالًا انصرفت سامية ونظرت مرح لمهرة وقالت _ زي ما اتفقنا الرقم معاكي ولو في اي جديد بلغيني احتضنتها مهرة بقلق ثم تركتها ترحل وقلبها ينقبض بخوف مما يحدث. وقفت في شرفتها وأخذت تتطلع إليها وهي ترحل مع ذلك الرجل الذي يكبر والدها لعنت والدها ولعنة الحياة التي اجبرتهم على فعل ذلك عادت للداخل وقد شعرت بحركة في الغرفة مما جعلها تشعر بالخوف نظرت إلى الباب الذي تركته مفتوحًا لتجده مغلق مما أثار حفيظتها همت بالاسراع إلى باب الغرفة لكن جذبتها يد قوية وأخرى وضعت على فمها تكتم انفاسها وصوت بجوار اذنها يغمغم بخشونة _ إن صوتك طلع هفرغ المسدس في دماغك…… ❈-❈-❈



تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول1 من هنااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني2 من هنااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع