القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الخامس والسادس والسابع والثامن بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الخامس والسادس والسابع والثامن بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)





رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الخامس والسادس والسابع والثامن بقلم سولييه نصار(حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



الفصل الخامس (بداية الخطة)

-ابوس ايديك ارحمني وسيبني في حالي ...

قالتها وعد وهي تصرخ بينما طفرت الدموع من عينيها ولكن وجهه ظل متجمدا وهو ينظر إليها ...لهجته ثابته بينما يقول:

-قولت كلمة ومش هكررها ..اقلعي والا انا اللي هعمل كده ...أنا اشتريتك بفلوسي ...

ثار داخلها ...أرادت أن تقتله في تلك اللحظة ولكن هي الطرف الأضعف هنا ...هو من لديه سلاح ...هو اقوي منها وهي لا تستطيع أن تجاريه ...وحتي لو توسلت إليه سيفعل ما يريده ولن يردعه ذلك ...نظراته السوداء ووجهه الجامد أخبرها بهذا ...ولكن لا هي لن تخضع ابدا ولن تخضع له ...لذلك أمسكت المزهرية التي بجوارها والقتها عليه ودون أن تري ماذا حدث اصلا همت بالركض إلي الخارج ولكنها صرخت وهي تشعر به يمسك شعرها بعنف ثم دفعها علي الفراش بينما اسود وجهه من الغضب ...صفعها بقوة حتي انسال الدم من فمها وقال:

-انا هربيكي ...والله لأخليكي تكرهي نفسك ...

ثم هجم عليها مكبل يديها وقد نوي أن يجعله له يوم حتي لو وصل الأمر للإغتصاب...فلن ينسي ملاك الا بتلك الطريقة ...لن يداوي قلبه المجروح بسبب امرأة الا عن طريق امرأة اخري ...ووعد كانت هي المرشحة المثالية ...فتاة جميلة وقوية ..سوف يستمتع بها ....كبلها جيدا وابتسم بشراسة وهو ينظر إليها ... كانت تبدو شرسة ...ما زالت تقاومه ...صحيح الدموع تغطي وجنتيها ولكن عينيها تلمعان بقوة وهو يحب هذا ...يحب أن تكون المرأة قوية فهو لا يحبذ المرأة سهلة المنال...لهذا عشق ملاك .....عشق قوتها وكبرياؤها والان هناك وعد صحيح أنه لن يحبها ابدا ولكنه سيستمتع كثيرا بصحبتها ...ابتسم بمكر وهو يشاهدها ما زالت تقاومه ..فأمسك كفيها بيد وثبت وجهها باليد الأخري ثم اقترب منها ليقبلها الا أنها هتفت بسرعة قائلة  :

-انا عندي ظروف ..

تجمد وهو يبتعد عنها قائلا :

-نعم يعني اي ظروف  !!!

-عندي ظروف ...ظروف زي اي واحدة اي انت خرجوك من المدرسة في ساتة ابتدائى ولا ايه !  

قالتها بملل ..

نظر إليها بشك ...كان متيقن أنها تكذب ولكن لا بأس هي من ستتوسل إليه لكي يلمسها ...

فكر بتمرد ونهض عنها قائلا:

-وماله يا حلوة نستني كده كده هتفضلي هنا كتير ...أنا مش هخليكِ تبعدي عني الا لما اخد اللي أنا عايزة ...

اتسعت عينيها بخوف وقالت:

-اتقي الله أنا مخطوبة .. خطيبي زمانه قالب الدنيا عليا ...ممكن يبلغ البوليس وساعتها انت هتتضر ...أنا انصحك نصيحة ايه رأيك تسيبني واعتبر التلاتة مليون دي زكاه علي صحتك ...

ضحك الصياد بقوة وقال:

-وكمان بتقلشي  ...

اقترب وقال :

-بمناسبة خطيبك ابقي فكريني بكرة هخليكِ تكلميه ...

نهضت بلهفة وقالت:

-هتسيبني اروح صح ...والله كنت عارفة انك ابن حلال صحيح باين علي شكلك انك شمام ورد سجون  بس طلعت ابن حلال ...

ضحك ورد الصياد عليها:

-لا هتكلميه وتقوليله انك بتحبِ واحد تاني وانك فسختي الخطوبة!!!

تراجعت وعد بخوف وقالت:

-مش هعمل كده ...

ضحك هو ورد:

-بسيطة يبقي هقتلك وفي اقرب مقلب زبالة هرمي جثتك!

ثم تركها مصدومة وذهب 

وضعت كفها علي رأسها ...لقد أصبحت فريسة له وهو لن يتركها ابدا!! ....

   ........

في اليوم التالي ...

في دار الأيتام ....

ابتسمت وهي تري سعادة  الاطفال بالهدايا التي احضرتها ...كلما شعرت بالحزن  ملاك اتت الي هنا ...كثيرا ما تشعر بالراحة وسط هؤلاء الملائكة ...تشعر وكأنها عادت طفلة معهم عندما يلعبون ويغنون سويا ...على الرغم من الوقت العصيب الذي تعيشه الان بين خيانة من أحبته من كل قلبها وهو كسر قلبها ليلة زفافهما وخانها وبين جاسر المسكين الذي اكتشفت انه يحبها وللاسف هي لا تراه الا شقيق ..لقد تألم قلبها وهي ترى التحطم علي وجهه ولكنها لا تستطيع أن تخدعه...جاسر ابن عمها .. صديقها وبمثابة شقيقها .... ساعدها كثيرا ...كان دائما بجوارها وتقسم أنها لو كان لها سلطان علي قلبها لأحبته وتزوجت منه لأنها لن تجد ابدا شخصاً مثله...

تنهدت بيأس وهي تمسح الدموع من جانب عينيها لتنتبه عندما هتف بإسمها أحد الأطفال لتلعب معهم بالكرة ...

ضحكت ملاك بسعادة  ونهضت بسعادة لتشاركهم الكرة...

قذفت الكرة بسعادة لتبتعد الكرة حتي اوقفتها ساق قوية ...نظرت ملاك الي ذلك الشاب الرياضي الذي أوقف الكرة لتنطلق صيحة من جانبها عندما قال أحد الأطفال:

-عمو عدي جه ...

ثم انطلقا جميع الأطفال من حولها يحيون هذا الشخص ...

عبست  ملاك وهي تري هذا الشخص الغريب وحب الاطفال له ...هي لم تراه هنا من قبل ...غريبة ...هكذا فكرت ...اقتربت منها مشرفة الملجأ لتمسك ملاك ذراعها وتقول:

-مين ده يا استاذة هدي ...أنا أول مرة اشوفه هنا !

ابتسمت هدي وقالت:

-ده الاستاذ عدي العمري بقاله اسبوعين بيجي هنا ومتبرع مهم للملجأ والأطفال بيحبوه اووي ...

ابتسمت لها ملاك وقالت:

-واضح اوووي ...ربنا يباركله يارب ...

تنهدت ملاك وهي تنظر إليه وكيف التف الأطفال حوله بل بعض العاملات بالميتم تجمعا أيضا ...كانت نظرات الفتيات تنطق بالوله له ولكي تكون منصفة فهن علي حق تماما ...فهذا الرجل يمتلك وسامة لا تقاوم ...شعر اسود يرتاح علي جبهته ...عينيه زرقاء كالمحيط ...ملامحه رجوليه تماما ..بدأ كأحد ابطال الروايات الذي خرج من قصة خيالية الي ارض الواقع ...

هزت ملاك رأسها وهي توبخ نفسها ...بما تفكر هي ...حقا هل تتغزل بآخر الان وهي التي تحطم قلبها منذ أيام ...ضحكت من سذاجتها ربما فقط انبهرت لجماله ...ولكن في قرارة نفسها عرفت أن هذا خاطئ تماما ...فجاسر وسيم للغاية ولكنه لم تنجذب إليه ابدا  ....تنهدت وهي تحاول طرد تلك الأفكار من رأسها لتصدم بهذا الشاب الوسيم يقترب منها ...ابتلعت ريقها وشعرت بالارتباك ....رباه لما يقترب منها ...أصبح قلبها يقفز داخل صدرها بعنف وقد شعرت العالم يضيق بها ...كانت تعرف انها سخيفة في تلك اللحظة لأن الرجل لن يأكلها بالطبع ...ربما يريد فقط أن يتحدث معها ولكن رغم ذلك لم تستطع أن تمنع نفسها من الهلع وقد حاولت قصاري جهدها الا تهرب منه ..ولكنها لم تعرف لماذا فعلت هذا فلم تشعر بنفسها الا وهي تذهب مسرعة لخارج الميتم .....

....

كانت تركض فعليا ولا تعرف لماذا ...فجأة صرخت وهي تشعر بنفسها تصطدم بأحد...صرخت بألم لتجده عاصم ...نظرت إليه ملاك بكره وكادت أن تذهب من أمامه إلا أنه امسك ذراعها وقال:

-ملاك لازم نتكلم!

-مش عايزة اتكلم معاك ولا عايزة اسمع صوتك خلاص سيبني في حالي انت ايه معندكش كرامة!!!!

غضب عاصم وضغط علي ذراعها بعنف وقال:

-هنتكلم يعني هنتكلم ....بمزاجك أو غصب عنك ...

ثم جرها بعنف خلفه ...كانت تصرخ به:

-سيبني يا عاصم بتعمل ايه ؟!

فجأه شعرت بلكمة  تبعد عاصم عنها ...نظرت ملاك الي صاحب اللكمة  ...لتجده عدي ...جذبها عدي خلفه وقال:

-اظن الآنسة وضحت انها مش عايزة تيجي معاك...فمفروض تكون جنتل مان وتحترم رغبتها والا المرة الجاية مش هكتفي بالبوكس الخفيف ده ...وقتها أنا هكسر عضمك لدرجة الدكاترة مش هتعرف تجبسها!!!

............

القلق ينهش في قلبه.....لقد ذهب الي منزلها ليجده مغلقا وعندما سأل الجيران اخبروه أنهم لم يروها منذ يومين  ...لا هي ولا والدها ...

أراد أن يطمئن نفسه ولكن دون جدوي ..لا يمكنه منع تلك الأفكار التي تراوده ...ماذا أن كان حدث لها شئ ...ماذا أن فعل ذلك السكير بها شئ ....

هز يوسف رأسه ...لا لا لن يفكر بهذا الأمر ...هذا والدها ...صحيح سكير وحقير ولكنه يظل والدها وبالطبع لن يفعل معها شئ سئ ...هو حقا يتمني هذا ...يتمني الا يكون والدها قام بأذيتها ...لكن ماذا يفعل ...هل يبلغ الشرطة عن اختفائها ام ماذا ؟!!شعر بالارتباك ولأول مرة يشعر أنه لا يعرف ماذا يفعل ...حب حياته الان اختفي وهو لا يعرف اين ؟!!!ويخاف ان يبلغ الشرطة ويتفاقم الأمر ...

تنهد بيأس ليخرجه من شروده صوت والدته وهي تقول:

-متقدم عريس لبنت خالتك يا يوسف

نظر إليها وقال بشئ من الضيق:

-نعم!!

.........

في منزل حسان...

كانت حياة تجلس بين الضيوف وهي تجاهد كي لا تبكي ..أو تصرخ ....تشعر ان قلبها يتمزق من الداخل فها هي سوف ترتبط بشخص آخر ...شخص غير يوسف فارس أحلامها الرجل الوحيد الذي احبته ليس ملكها بل ليس يحبها من الأساس هو غارق في حب امرأة متأكدة أنها لا تحبه ...تنهدت وهي تخبر  نفسها أنها يجب أن تنساه نهائيا وتنظر لحياتها ...شوف تعمل وترتبط بآخر...ستفعل اي شئ كي تنساه ...

-حياة يا بنتي ...

انتشلها من شرودها والدها الذي ابتسم لها برقة وقال :

-هنسيبكم شوية أنتِ وعمر عشان تتعرفوا علي بعض اكتر ماشي ...

هزت رأسها بطاعة بينما شعرت بالتوتر يتصاعد داخلها ...نظرت هي الي الشاب وصدمت من النظرات الغريبة التي يرميها بها ...ابتلعت ريقها وشعرت بالخوف منه ...اقترب هو منها وهو يبتسم بسماجة ويقول :

-حابة تعرفِ اي حاجة عني ؟!

هزت حياة رأسها بالنفي لينظر هو الي شعرها دون رضى ويقول :

-شوفي يا آنسة حياة أنا مش هكدب عليكي ...بصراحة لما ماما رشحتك ليا افتكرت اني هشوف واحدة جميلة وفيها انوثة لكن للاسف أنتِ بتسريحة شعرك  وجسمك الضعيف شبه الرجالة وانا للاسف الكلام ده مينفعش معايا ...

نظرت إليه بصدمة من وقاحته ...كيف يجرؤ علي هذا ...ليكمل هو استفزازي ويقول:

-عشان كده يا آنسة حياة لو عايزة تتجوزيني يبقي تغيرِ من نفسك شوية ...يعني تعملِ شوية عمليات تجميل كده ...تعملِ اكستنشن لشعرك ...يعني أنا عايز اشوف انسة قدامي مش جعفر ...

اغتاظت حياة ولم تشعر بنفسها الا وهي تمسك فنجان القهوة وتسكبه علي وجهه !!!

يتبع


الفصل السادس(فريسته)

-اه ...البنت دي مجنونة ... 

صرخ الرجل عندما سكبت حياة القهوة علي رأسه وكم شعرت في تلك اللحظة بالارتياح لانه حقا قد اغضبها ...كلامه عنها ...وعن جسدها جعلها تغلي غضبا ولم ترتاح الا وهي تجده يصرخ من الالم بينما يغمض عينيه والقهوة الساخنة تنساب علي وجهه ...لم تفكر بعواقب الأمور فقط هي كانت غاضبة وافرغت غضبها جيدا به ...ابتسمت بشماتة بينما تجمعت العائلتان ....صدموا مما رأوه ...حياة تجلس بإرتياح بينما الشاب يصرخ بألم 

-يا حبيبي يا ابني ...

قالتها السيدة بهلع ثم اقتربت منه وسحبته الي الحمام بسرعة ليغسل وجهه ...

نظر والد الشاب الي حسان وقال:

-ايه ده يا استاذ حسان انت جايبنا نتهان هنا ولا ايه ؟!!!ايه اللي عملته بنتك ده ؟ 

كان الرجل حقا غاضب ...ملامح وجهه كانت عاصفة من شدة الغضب ولكن حياة لم تخاف ...هي بالأساس لا تريد تلك الزيجة ولا تعرف من اين اتتها تلك الشجاعة وقالت:

-خد ابنك من هنا يا عمي معندناش بنات للجواز أنا مش هتجوز واحد تافه زيه !!! ...

-حياة احترمِ نفسك .

قالها حسان بغضب ولكن حياة لم تصمت بل قالت بقوة:

-الاستاذ جاي يقولي اني معنديش أنوثة ...جاي يهينني في بيتي يا بابا هو فاكر نفسه مين اومال لو كان حلو شوية كان عمل ايه ده شبه البغل ...ده كتر خير اللي هتتجوزه ...يعني هو انا عشان مرضتش احرجه هو يتكلم عني بالطريقة دي. ..لا مستحيل اسمح لحد يكلمني بالاسلوب ده !!

تنهد والدها وصمت كان يري أن كلام هذا الشاب قد جرح ابنته بشده وهو لن يسمح لأي شخص أن يجعلها تبكي لذلك عندما خرج الشاب ووالدته من المرحاض امسك حسان كف ابنته ...نظر إليهما الشاب ...ثم اشتعلت عينيه بالغضب وقال:

-انتِ واحدة ح. ...

-ولا كلمة !

قاطعه حسان بقوة وهو ينظر الي الشاب بنظرات اخافته ثم أكمل :

-مين أنت عشان تيجي هنا وتهين بنتي انت فاكر نفسك مين ....انت قبل ما تنتقدها مشوفتش عيوبك ...انت انسان وقح وسطحي والله ومستحيل أخلي بنتي ترتبط بواحد زيك ...يالا اتفضل من غير مطرود  ...

نظر والده الي حسان وقال:

-استاذ حسان بلاش تتهور .....عادي الولاد اختلفوا وبعدين بنتك ...

أوقفه حسان بإشارة من كفه وقال:

-لو سمحت يا استاذ خلاص انتهي الموضوع معنديش بنات للجواز ويالا اتفضلوا من هنا ...

ودون أي كلمة اخري غادرت عائلة العريس بغضب ...

تنهدت حياة براحة لتنتفض فجأة عندما صرخت والدتها بها وقالت:

-عملتِ اللي انتِ عايزاه يا حياة ...طفشتِ العريس وارتحتِ ...فاكرة أن يوسف بالطريقة دي هيبصلك ...يا بنتي ده خاطب وبيحب خطيبته بطلِ بقا الهبل ده ....يوسف مستحيل يبصلك ...

تألم قلب حياة وتصاعدت الدموع لعينيها ثم قالت:

-انا معملتش كده عشان يوسف...أنا عملت كده عشان الاستاذ ده اهانني وان كنتِ شايفة اني رخيصة وعادي اتهان أنا مش شايفة كده يا ماما ...

ثم سريعا ذهبت حياة لغرفتها وهي تبكي ...

..............

-دي هتكون زي ماتش الاعتزال يا جاسر ...اكبر صفقة نعملها في حياتنا وبعدين هنوقف ...

قالها عامر وهو يبتسم بينما يرتشف كأسه ببطء ..كان يفكر بصفقة العمر ...سوف يستقبل أكبر شحنة مخدرات من الخارج وسوف تباع بملايين الدولارات  وعندها سوف يكون لديه مال لا يحصي وسيبقي مرتاح المتبقي من حياته ...حينها سوف يهتم بإبنته الصغيرة....

نظر إليه جاسر بتعب وقال:

-ايوة الصفقة دي مهمة عشان كده لازم نفتح عينيا كويس يا عمي ...خصوصا اني سمعت أن مالك كلف ضابط شاطر اووي بيدور ورانا بحاول اعرف هو مين بس للأسف مفيش أي معلومات لحد دلوقتي ...فيه تكتم غريب عن الضابط ده...مالك دلوقتي بيلعب بالطريقة الصح ولو مأخدناش بالنا هيتقبض علينا ...

تنهد عامر وقال :

-انا معتمد عليك يا صياد ....انت اكفأ واحد من رجالتي ...انت اكفأ مني شخصيا وهتعرف تتصرف معاه...

ابتسم جاسر بسخرية وقال:

-عندك حق ...

شرب كأسه مرة واحدة ثم نهض وقال:

-مضطر امشي دلوقتي 

-رايح فين ...

نظر إليه جاسر وقال بنبرة باردة:

-فيه حاجة لازم اخلصها ...يالا سلام ....

ثم خرج من الغرفة متجها لباب القصر فتح الباب ليجد ان ملاك قد اتت من الخارج .. 

-ازيك يا جاسر ..

قالتها ملاك بإبتسامة ...ليذهب جاسر دون ان يرد عليها ...

.....

بعد ساعة ...

كان يقف مبتسما وهو يراقبها بينما تنام هي بعمق وسكينة لطالما بحث عنهما!!

......

في اليوم التالي 

فتحت عينيها لتصطدم عينيها الزرقاء بعيني بنية تنظر إليها بسخرية ...شهقت وعد ونهضت لتجد الصياد ينام علي الفراش بجوارها ...ابتسم بسخرية وقال:

-صباح الخير يا قمر ...بصراحة جيت امبارح متأخر لقيتك نايمة زي الملاك مقدرتش اصحيكِ خصوصا ان لسانك طويل وانا مكنتش في مزاج اجادلك امبارح فنمت جمبك وقعدت اراقبك وانتِ نايمة ....

ضحك قليلا واكمل :

-صحيح شخيرك زعجني بس شكلك الجميل وانتِ نايمة كان اجمل حاجة شوفتها من سنين ....

ابتلعت وعد ريقها وهي تنهض وتقول بعدوانية:

-انت عايز ايه ..؟!

ابتسم ونهض بدوره ثم اخرج هاتف صغير وقال:

-بسيطة يا قمر تتصلي بخطيبك المغفل وتقوليله زي ما هقولك بالضبط ..

-ده مستحيل !!!

قالتها وعد بعصبية ليخرج الصياد سلاحه ثم يوجهها لرأسها قائلا بنبرة ارعبتها:

-يبقي هضطر للأسف اقتل ست جميلة زيك يا وعد !!!

........

وقفت مصدومة وهي تجده  يحطم لوحاته التي يضعها بمرسم صغير فوق السطح....كان يبدو غاضب محطم ويائس ...تألم قلبها وهي تراه بتلك الحالة وتصاعدت الدموع لعينيها بينما الخوف استبد بقلبها ...أرادت أن تذهب إليه وتواسيه قليلا ولكنها ارتعبت أن يؤذيها بكلمة من كلماته التي يلقيها بوجهها كلما رأها ...وهي لا تريده أن يظن أنها تلتصق به أو تلاحقه ولكن رغم هذا تسمرت قدماها في الأرض ..لم تستطع حتي التحرك لتذهب بعيدا عنه بل وقفت تراقب انهياره وهي تبكي علي حاله ...رغم أنها تركها بأسوأ طريقة من أجل اخري الا ان قلبها يتألم كثيرا لأجله ولا تعرف لماذا أيقنت أن خلف انهياره هي وعد ...لطالما شكت بحبها له ...والأمر ليس غيرة منها ولكن لا تري نظرات الهيام بعينيها ليوسف ... لا تشعر بإرتجافها كلما امسك يدها على عكسها هي تماما...وضعت كفها علي قلبها وهي تبكي لأجله...ليتها تستطيع أن تذهب وتواسيه ...ليتها لديها تلك الحق الذي يجعلها تربت علي كتفها وتمسك كفه كي يهدأ...ولكن للاسف كل ما تستطيع فعله أن تبقي هنا ...تراقبه وهي تبكي وتتألم وهي تدعو الا يصيبه اذي وان يهدأ ...

-اهدى ارجوك ...

قالتها حياة وهي تبكي بينما تختبئ بعيدا حتي لا يراها ويوبخها ولكن ما زال مستمر في تحطيم كل شئ ...لقد جعل المكان خراب ...هي تعلم كم يحب الرسم وكم مغرم بلوحاته...هل فعلا اذته وعد الي هذا الحد الذي جعله ينهار بتلك الطريقة ....حقدت عليها حياة في تلك اللحظة كثيرا ...كيف تفعل هذا برجل عشقها حد الجنون كيف ....هي تعترف أجل أن يوسف عشق وعد ولم يحبها هي ...فما أن رآها واغرم بها حتي ترك حياة دون أن يفكر بمصيرها حتي ...وهذا ما جعلها تحقد عليه قليلا ولكن الآن كل حقدها اختفي وحل محله الشفقة والألم لحاله....ارتجف قلبها بقوة عندما صرخ يوسف بألم ...نظرت حياة بلهفة لتجده قد جرح نفسه عندما اصطدمت كفه بحاجز زجاجي ...أخذ قلبها يرتعش وهي تري الدماء التي تتساقط من كفه...شعرت بالاختناق ...لم تعرف ماذا يجب عليها أن تفعل ...هل تذهب إليه وتداوي جرحه وتتحمل توبيخه أم تتجاهله ...ولكنها عرفت أن مستحيل تتجاهل يوسف ...للاسف هي ما زالت مغرمة به ولن تترك من تحبه ينزف بتلك الطريقة ...ستذهب إليه وليحدث ما يحدث ...بضع كلمات لن تقتلها..صحيح ...غير ذلك أن يوسف بالفعل قتلها عندما تركها وارتبط بآخري....بسرعة وبدون تفكير ذهبت إليه عبس يوسف وهو يجدها إمامه...فتح فمه ليوبخه ولكنها أمسكت كفه وقالت بقلق:

-تعالي نروح الدكتور الجرح كبير يا يوسف ...

سحب كفه بعنف وقال؛

-ملكيش دعوة ممكن ....سيبيني في حالي ...

إن ظن أن بكلماته تلك فسوف تبتعد فهو مخطئ كثيرا لانها تمسكت بكفه اكثر وقالت:

-تعالي معايا بس ...أنا ...

ابعدِ ايدك عني !!!!

صرخ يوسف بحياة وهو يدفعها بعيدا عنه ...عينيه حمراء من الغضب ثم أكمل وقال:

-ليه ميكونش عندك كرامة وتبعدِ عني..ليه ؟!!ليه بتلاحقيني قولتلك مش بحبك ...ولا عمري هحبك ...ايه هو عافية ؟!!

تصاعدت الدموع بعينيها وشعرت بقلبها ينزف بينما هو يقتلها بكلماته ونظراته المشمئزة ...ودت أن تهرب ولكن منظر يديه المخضبة بالدماء منعتها ...هو يحتاج لمساعدة طبية علي الفور ..

-يوسف اسمعني .. 

-اخرسِ بقا مش عايز اسمع صوتك ..ومش عايز أشوفك ...دايما لازقالي ...ايه مفهمتيش كلامي قبل كده ...للدرجادي معندكيش اي كرامة قولتلك مستحيل نبقي سوا ...

هزت رأسها بعصبية وامسكت كفه بقوة وهي تصرخ به :

-مجيتش عشان بحبك يا استاذ يوسف ...انا نسيتك خلاص انت برة حياتي ...بس انت ابن خالتي اللي اتربيت معاه فعشان العيش والملح بقولك يالا نروح المستشفي وضع ايدك في خطر ...

عبس يوسف ونظر الي كفه التي تنزف  ليدرك اخيرا أنه ينزف ...ثم قال بذهول:

-انتِ جيتِ بس عشان أيدي!!!

رفعت رأسها وقالت:

-ايوة عشان ايدك ...مخك ميروحش لبعيد لاني فعلا بطلت أحبك ...تقدر تقول إن مشاعري ناحيتك كانت مراهقة وتعلق اكتر منه حب !!!

وبهذة الكلمات سببت له ضيق غير متوقع 

تنهدت حياة براحة وهي تجده قد هدأ قليلا ثم سحبته خلفها وهو لم يعارض ...

.......

في دار الأيتام قابلها والامر لم يكن صدفة بل خطط جيدا لهذا الأمر خاصة انها تقدر انه انقذها من خطيبها السابق من قبل ..كان يحاصراها بنظراته بينما يبدأ في الكلام 

-انتِ بتيجي هنا كل يوم ؟!

قالها عدي وهو ينظر إليها مبتسما ...لم تستطع ملاك أن تنظر إليه أكثر من هذا لهذا وضعت عينيها في الأرض وأجابت بخجل :

-ايوة ...اتعودت دايما اجي هنا ...في المكان ده بحس بسلام نفسي غريب اووي  مع الاطفال بحس اني رجعت طفلة من جديد ...

ابتسم عدي وهو ينظر اليها ...نظراته اربكتها وقد شعرت بسخونة في وجنتها ...حقا ما بها ...لماذا تشتغل خجلا كمراهقة لم تكمل الخامسة عشر بسبب نظرات رجل مثله ...ولكنها فعلا كانت مرتبكة...خجلة...نظراته كانت تخترقها بقوة ...تمس روحها ....روحها التي لم يستطع احد الوصول إليها الا والدتها ...حتي عاصم لم يصل لروحها بتلك الطريقة وهذا ما جعلها تنصدم ...هي تنساق بقوة الي طريق تجهله ...تشعر بالإعجاب نحو رجل لا تعرفه حتي وكل هذا من المرة الثانية لرؤيته ...الأمر حقا مريب ...هي تخاف ولكنها سعيدة في نفس الوقت 

..سعيدة بطريقة تجهلها...

هزت رأسها وحاولت ان تطرد تلك الافكار السخيفة من راسها وقالت له بلطف:

-بس واضح ان الاولاد بيحبوك اووي ..

هز عدي رأسه وقال :

-هما قلبهم ابيض ...كفاية تكون حنين عليهم وهيحبوك ...

نظر إليها وأكمل قائلا:

-بس أكيد بيحبوكِ اكتر صح ؟!

ضحكت وقالت:

-لا شكلهم بيحبوك انت اكتر ...

هز رأسه وقال معترضا :

-لا أكيد انتِ اكتر ...لأنك فعلا جميلة وتتحبِ ..

ذابت خجلا وهو ترجع شعرها الخلف بينما تطرق بخجل ...هو يتغزل بها بصراحة ..

-مفيش داعي تتكسفِ يا ملاك انتِ فعلا جميلة اووي زي الملاك ...انتِ اسم علي مسمي ...

نظرت إليه ملاك وهي تضحك وقالت:

-انت بتعاكسني ؟!!

-بصراحة أه ...

قالها بصراحة تامة لتضحك هي ...

قاطع حديثهما الاطفال الذي طلبا منهما ان يلعبا سويا ..وقد وافقا بسرور ....

.....

بعد ساعتين ....

كانا يسيران سويا ...

قالت ملاك:

-دي عربيتي انا دلوقتي لازم اروح ...

كادت أن تذهب الا ان عدي اوقفها وقال بسرعة وهو يدعي الارتباك:

-أيه رايك  نتقابل تاني ...

ابتسمت ملاك بحيرة وقالت:

-ما أكيد بكرة هنتقابل تاني في الملجأ....

هز عدي رأسه وقال:

-لا قصدي نتقابل برة الملجأ....لو معندكيش اعتراض ممكن تقبلي اني اعزمك علي الغدا بكرة بعد ما نطلع من الملجأ ...

ابتسمت له ملاك وقد هزت رأسها علي الفور بينما ابتسم عدي ...فها هي فريسته وقعت في الفخ !!!

يتبع

#الشيطان_يقع_في_العشق 

#سولييه_نصار


الفصل السابع (لن أخضع)

كانت تبكي بعنف ...قلبها يعتصر ألما وهي تتذكر كيف حطمت قلب يوسف ...كيف اخبرته انها لا تحبه بأسوأ الطرق ...كيف انها تركته ولم تهتم به ....لقد شعرت بالقرف من نفسها ليس لانها انفصلت عنه تحت تهديد السلاح من هذا المجنون بل لان للأسف كل كلمة قالتها كانت صحيحة مائة بالمائة ..

هي لا تحب يوسف...يوسف كان اختيار العقل لا القلب ...هو لم يمر حتي بجوار قلبها وكم كان هذا يعذبها لانه حقا يحبها كثيرا..

هي رأيت هذا  في عينيه ولكن الارتباط به كان الحل الوحيد حتي تتخلص من ظلم والدها ...كان الحل الوحيد حتي تتخلص من هذا السجن ولكن للاسف وقعت في سجن أسوأ بكثير وها هي خسرت كل شئ

...حياتها وخطيبها وحريتها يتبقي أن يفعل هذا المجنون ما يريده بها ليسلب شرفها ....

تسطحت علي الفراش وأغمضت عينيها وهي تتذكر ما حدث بالتفصيل !!!

....

-مش هعمل كده ...حرام عليك اتقي الله وسيبني اطلع!!

قالتها وعد وهي تنظر إلي السلاح بذعر ...كان قلبها ينبض بخوف ...ماذا إن قتلها هذا المجنون ...تصاعدت الدموع لعينيها وأخذت تتوسل:

-يا باشا سيبني اطلع من هنا حرام عليك...ابويا اللي سرق أنا مالي ليه أنا اتعاقب ...عاقبه هو ...

ابتسم الصياد بسخرية وقال:

-ذنبك انك بنته ...

اقترب منها ثم لمس وجهها بإفتتان قائلا:

-بس ذنبك الأكبر انك جميلة يا وعد ...عينيكي اجمل عيون شوفتها في حياتي ...

ابتلعت ريقها بينما يقترب أكثر منها ...اقترب بشفتيه من وجهها  ثم قبل فكها برقة وقال :

-اعملِ اللي انا عايزه وصدقيني هعيشك أميرة ...هجيبلك اللي أنتِ عايزاه ...هتأكلِ احسن أكل وتشربِ احسن شرب ...وهسفرك بلاد عمرك ما شوفتيها ...هعيشك في الجنة حرفيا ...بس وافقِ ده الحل الوحيد اللي قدامك لاني انا ممكن حرفيا اعيشك في جحيم ..يعني اقدر اضربك ...اعتدي عليكِ واخلي كمان رجالتي يعتدوا عليكِ واصورك ...فالذوق احسن صح ؟!...

كانت ترتعش وهي تشعر بشفتيه تنتقل من وجنتيها لفكها ....صوته الهادئ جعلها ترتعب....تهديداته تلك حقا ارعبتها ...أنه يلقيها بين نارين ويطلب منها الاختيار وفي الحالتين ستحترق حتي الموت...ابتلعت ريقها وهي تشيح بوجهها ...كانت تشعر بالتقزز منه ...

ابتعد الصياد وهو يقول:

-ها يا وعد ناوية تسمعي الكلام ولا انفذ تهديدي...اعرفي اني ممكن  اخليكي تتمني الموت فياريت بالادب كده تعملي اللي اطلبه منك ...

ابتلعت ريقها وهي تمسك الهاتف منه بينما تطلب رقم يوسف ....وجه هو السلاح لراسها وقال:

-اي محاولة منك مش هتردد افجر المسدس في رأسك يا حلوة تمام ...

هزت رأسها وهي تبكي بقهر ..تبكي من الظلم الآن هي ستخسر اخر شخص تبقي لها ...اخر شخص قد يحميها ...انتظرت وهي ترتجف رد يوسف وتجمدت للحظة عندما انفتح الخط وصوت يوسف الملهوف يظهر :

-وعد حبيبتي فينك ...قلقتيني عليكِ ...أنا هتجنن بقالي يومين...

-يوسف أنا سيبت البيت وسافرت مع بابا ...

قالتها وهي تكتم دموعها فرد هو دون تصديق:

-من غير ما اعرف ...من غير حتي اتصال او مبرر يا وعد ...هو باباكي أجبرك ولا ...

أغمضت عينيها وقالت :

-لا أنا سافرت معاه بمزاجي ...قرر يبدأ من جديد في بلد تانية ...

-طب وانا يا وعد ...

نظرت إلي الصياد بتوسل ولكن وجهه لم يحمل أي أثر للشفقة فاكملت وهي تضغط علي نفسها وقالت بنبرة صادقة تماما:

-انا محبتكش يا يوسف ...أنا اسفة حاولت كتير بس مقدرتش ...أنا...

-انتِ بتقولي ايه ...أنتِ بتكدبي عليا صح ...وعد أنا ...

-انا اسفة يا يوسف ...اسفة ..

قالتها وهي تبكي ثم أغلقت الهاتف ...

...

عادت من شرودها وهي تبكي بعنف ...تشعر بالقرف من نفسها لأنها استغلته وتركته بتلك الطريقة !!!

..................

-نظر الي كفه المضمدة بتفكير ثم تنهد ونظر الي حياة وقال بهدوء :

-شكرا ...

هزت رأسها وهي ترجع خصلات شعرها القصير للخلف وتقول :

-العفو..

تنهدت ثم أكملت وقالت:

-يالا نروح البيت ماما اتصلت واتضايقت اني خرجت من غير أذنها ...

هز رأسها وهو يسير بجوارها ...قام بإيقاف سيارة أجرة واستقلوها سويا ...

كان كل لحظة يرمقها بدهشة ...ليست تلك حياة التي يعرفها ...حياة التي كانت تطارده دون أي ملل ...تلك فتاة اخري لا تنظر إليه حتي ...عينيها التي كانتا تنظران إليه بحب جافة الان لا ترمقه الا بنظرات باردة تمزق قلبه ...وهو لا يدري السبب ...هو الآن يجب أن يغضب ويحزن لأن من احبها تركته دون أي سبب ولكن يجد نفسه يفكر بحياة ابنة خالته التي كانت تعشقه وهو للاسف لم يبادلها تلك المشاعر!!!

تنهد وحاول فتح الحوار قائلا :

-مش عايزة تسأليني ايه السبب اللي خلاني اعمل كده ...

-ما يهمنيش ...

وبتلك الكلمة الباردة قطعت الحديث تماما واخرسته شخصيا ....

وصلا الي المنزل اخيرا بصمت تام وصعدا سويا ..توقفت حياة وهي تري والدتها تنظر إليها بنظرات غير راضية تماما ثم تنظر إلي يوسف الذي توتر قليلا ...

نظرت والدة حياة الي كف يوسف وقالت:

-الف سلامة عليك يا حبيبي خير ؟!؟

-مفيش حاجة يا خالتي حاجة بسيطة ...

ثم بسرعة اتجه لمنزله ...

نظرت حياة الي والدتها وكادت أن تتكلم لتبرر إلا أن والدتها أمسكت ذراعها وأدخلتها للمنزل ...

دفعتها والدتها ثم صرخت بها :

-احنا مش هنخلص من يوسف ده ...أنا ما صدق انك قررتِ تشوفي حياتك يا حياة ...ليه بتعملي كده يا بنتي ...

-يا ماما أنا...

-اسكتي ولا كلمة ...يا بنتي ده مبيحبكيش ...بيحب خطيبته كفاية اللي عمله فيكي ...ما صدق انك بدأتِ تشوفي حياتك ايه اللي خلاكِ ترجعي لوجع القلب ده !!

تصاعدت الدموع لعيني حياة وقالت وهي ترفع رأسها :

-وانا يا ماما خلاص نسيته وصدقيني مش بفكر الاحقه ابدا ...أنا بس مقدرتش اشوفه بينزف ومساعدهوش ...كأبن خالتي بس...لكن أنا لا بلاحقه ولا حاجة اطمني خالص ومتقلقيش ..وعشان ترتاحي اكتر أنا موافقة اقابل ابن طنط مريم حددي الميعاد اللي يناسبك وانا موافقة علي اي حاجة ..تمام ..

هزت الام رأسها وهي تشعر بالراحة واخيرا ابنتها قررت التحرر من قيود عشق لا فائدة منه ...

تنهدت حياة وهي تنسحب الي غرفتها بينما تكتم دموعها ...وما أن أغلقت باب غرفتها حتي جلست تبكي بشكل يمزق القلب ...لما لم يحبها يوسف بتلك الطريقة التي أحب وعد بها ...تقسم أنه لو احبها بتلك الطريقة ما كانت لتتركه ابدا !!!

.....

في منزل يوسف ...

كان جالس وهو يمسك صور خطبته هو ووعد ...كم كان سعيد في ذلك اليوم ...كان يطير من السعادة ...فالفتاة التي سلبت لبه من اللحظة الأولي أصبحت ملكه ...لن ينسي كيف التقي بوعد ..عاد بذكرياته للخلف عندما أجرت والدته جراحة بسيطة في عينيها وكان هو يرافقها ...أخذ عطلة من عمله وقرر أن يبقي بجوارها بالمشفي...كان حينها خاطب حياة ...كانت مجرد خطبة تقليدية ليتخلص من الحاح والدته ولكن الحقيقة أن حياة لم تمر جوار قلبه حتي ...الي أن أتي اليوم الذي دخلت فيه وعد لغرفة والدته...لقد نسي أن يتنفس لدقائق وهو مسحور بعينيها الجميلة ...أنفها الشامخ وشعرها الذي يتأرجح بقوة ....بدت في تلك اللحظة كأمرأة أحلامه ...المرأة التي حلم بها طويلا ...ومن وقتها ألقت عليه لعنة الحب وأصبح هو الملعون بعشق محرم عليه ...ظل لأيام يلاحقها دون أن تدري غير مهتما كليا فمن هي خطيبته حتي اتخذ قراره وانفصل عن حياة تماما ليريح ضميره ...

فاق من شروده بينما دموعه سقطت علي صورتهما بينما يفكر أنه جرح أكثر شخص يحبه من أجل من لا يستحق !

.....

في اليوم التالي ...

كانت تقف أمام المرأة وقلبها يقذف داخل صدرها ...لا تدري لما تشعر بكل هذا التوتر من لقاء هذا الرجل ...ولا تدري بالأساس لما وافقت أن تخرج معه بتلك البساطة ...لا تعرف اي شئ فقط تعرف انها تشعر بسعادة غريبة ...وتشعر انها سخيفة جدا ... فهي هي خرجت من علاقة منهكة وتقابل اخر ....آخر لا تعرف إلا أنه سلب دقات قلبها من الوهلة الاولي... ابتسمت بخجل وهي تشعر بفراشات تداعب معدتها ...نظرت إلي فستانها الخريفي اللطيف التي تتناثر أزهاره في كل مكان بمختلف الألوان ...أمسكت احمر الشفاه ثم مررته علي شفتيها قلبت شفتيها برفق لتثبيته وكادت أن تربط شعرها إلا أنها تراجعت في آخر لحظة وقامت بتسريح خصلاتها الذهبية ثم تركتها ترتاح علي كتفها ... نظرت إلي نفسها نظرة أخيرة وهي تبتسم برضى ثم أمسكت حقيبتها وغادرت ....

.....

خرجت من غرفتها وهي تدندن بسعادة ولكن فجأة تجمدت وتوقفت الكلمات في حلقها وهي تنظر إلي جاسر الذي ظهر أمامها فجأة ...ابتلعت ملاك ريقها واطرقت برأسها للاسفل ....تجاهلها جاسر كليا وكاد أن يذهب إلا أنها قالت:

-انا عارف انك زعلان مني وده قاهرني يا جاسر ... مقهورة اني زعلتك أنت بالذات ...انت اغلي انسان علي قلبي ...اخويا اللي وعيت واتربيت معاه ...

اعتصر الالم قلبه ...شقيق؟!!هذة هي مكانته لديها ...الفتاة التي أحبها أكثر من حياتها كلها لا تراه الا شقيق عزيز ...أراد الضحك علي خيبته ولكنه استطاع السيطرة علي نفسه وقال:

-وأزعل ليه يا بنت عمي الحب مش عافية ...وانا أكيد مش هجبرك...

اقترب اكثر منها وقال بينما عينيه البنية تلمعان بقسوة:

-متقلقيش عليا أنتِ مش هتشكلي ضغط ابدا ...هنساكِ بسهولة عادي اصل اللي خلقك خلق غيرك عادي ...

ابتلعت ريقها وقالت:

-انا عارف انك مجروح و...

-لا مش مجروح ولا حاجة قولتلك أنتِ مش هتشكلي ضغط ولا تهديد حتي أنا مكنتش مجنون بيكي للدرجة ...أنا افتكرت اني بحبك ...بس لما قعدت مع نفسي عرفت أنه مجرد اعجاب وهيروح متقلقيش ..قلبي مش متورط للدرجة دي ...

أمسكت ملاك كفه وقالت:

-اتمني من قلبي أن قلبك فعلا ميكونش متورط معايا ...اتمني تحب واحدة تقدرك يا جاسر ...تحب واحد احسن مني بمليون مرة ...

فقط حينها صوابه تماما وهو يمسكها من ذراعها ويقول:

-مفيش حد احسن منك ولا هيكون يا ملاك ...

لمعت عينيه بالدموع وأكمل بتوسل:

-اديني فرصة واحدة ...واحدة بس والله هسعدك...هعمل اللي أنتِ تطلبيه ..مش هضغط عليكِ ولا ...

تصاعدت الدموع لعينيها وهي تقول بعذاب:

-ابوس ايديك انت كفاية ...مقدرش ...مقدرش يا جاسر انت تستحق احسن من كده مش قادرة اشوفك الا اخويا ...سامحني ...

ابتعد سريعا كالملسوع وقال:

-وانا مش عايزك تشوفيني اي حاجة ...

اقتربت وكادت أن تلمسه الا انه ابتعد عنها وقال:

-كفاية كده ...ابعدي عني مش عايزك تكلميني ولا تحتكي بيا ...أنتِ من النهاردة بنت عمي وبس وعلاقتنا مش هتكون الا رسمية ...

-جاسر أنا ...

ولكنه لم يستمع إليها بل تركها وغادر ...

تساقطت دموعها وهي تشعر بالأسي عليه ...لم ترغب أن تحطمه لتلك الدرجة ولكن هي لا يمكن أن تحبه ...لا تستطيع ...لو كان بيدها لأعطته الحب الذي يريده ولكن للأسف نحن لا نملك سلطان علي قلوبنا ...

مسحت دموعها برفق وخرجت من المنزل ....

.......

بعد ساعات ....

كانت تخرج من الملجأ وهي تسير بجواره بينما ما زال قلبها مشبع بالحزن ...وقد اختفت أي رغبة لها بالسعادة ...فجاسر لديه مكانة مميزة لديها حتي وإن لم تكن تحبه كحبيب ...هي تحترمه وتقدره وتحبه كشقيق ...هو صديقها ...من وقف بجوارها في محنتها دوما ...كان دوما أقرب إليها من اي شخص ...عرفت أن لن أحد سوف يأذيها طالما هو موجود ...

الحزن علي وجهها الجميل جذب انتباه عدي ...نظر إليها وقال بنبرته المميزة :

-مش قولتلك أن الحزن مش لايق علي جمالك يا ملاك... وشك اتخلق عشان تضحكِ بس لان ضحكتك هي تاني اجمل حاجة في الدنيا بعدك ....

كل أفكارها تلاشت أمام هذا الغزل الصريح منه بينما تذوب خجلا وهي تنظر إلي عينيه التي ترمقها بنظرات خاصة اربكتها ...وهو لم يزيد من وقاحته با قام بتغيير  الموضوع تماما وقال:

-يالا عشان نلحق اليوم من أوله ...

وضعت خصلات شعرها خلف أذنها وهي تقول بتوتر أنا...

-لا لا يا ملاك مفيش أعذار انتِ وعدتيني!

ودون أن يهتم بإعتراضاتها امسك كفها وهو يجرها خلفه ...

ومن بعيد كان يوجد من يراقبهما بينما عينيه تشتعلان بنيران الغيرة!....

......

في الملهي الليلي ....

كان جاسر يشرب بشره كبير ...وكلما تذكر كيف رفضته وكيف ذهبت مع اخر كان يشرب أكثر ...الالم في قلبه لا يتوقف ...يشعر أنه سيموت ...لما فعلت به هذا ...لما لم تحبه ...قلبه يتمزق من الغيرة وهو يري اخر يحقق أحلامه ...اخر يستولي علي امرأة حياته ...عجز تماما عن فهم فشله في الحصول عليها ...أنها المرأة الوحيدة الذي أعطاها كل هذا الحب والاهتمام ...هو مهووس بها ...مهووس بطريقة لا يستوعبها اي عقل بشري ...لو طلبت منه أن يموت ...سيموت وهو راضي تماما ....ولكن اليوم عرف أن بعد عاصم هناك اخر احتل قلبها وهو ليس لديه اي فرصة حتي...

صرخ وهو يلقي كأس الخمر ثم خرج من الملهي وهو يترنح بقوة ...خرج الي المرأة الوحيدة التي ستخفف تلك النيران التي تشتعل به !!!

........

انتفضت وعد عندما ولج الصياد فجأة ...عينيه حمراء يترنح بقوة ...والألم يتشكل بشكل بغيض علي وجهه...انكمشت بخوف بينما عينيها الزرقاء تزوغان بتوتر ...كان يبدو عليه الغضب والألم وقد شعرت أن هذا اليوم لن يمر علي خير ابدا ...

-انا مليت من الوضع ده !

قالها بنبرة ثقيلة غاضبة لتبتلع ريقها وتقول بتوجس:

-اي وضع مش فاهمة ؟!

اقترب منها وصرخ:

-انا دفعت فلوس ومن حقي اخد مقابل اللي دفعته ...مش هستني اكتر. ..الليلة هتكوني ليا يا وعد ....

هزت رأسها وهي تبكي وقالت؛

-ده مستحيل ...

ضحك ساخرا وهو يقترب أكثر ويقول بنبرة ثقيلة:

-للأسف يا حبيبة قلبي هيحصل ...أنا مشيت كل الحراس ...والليلة هتبقي بتاعتنا أنا وأنتِ وبس ...

ثم هجم عليها يكتفها بجسده ...

صرخت وعد وهي تحاول أن تبعده عنها ولكن دون جدوى ...كان كالثور الهائج بينما شفتيه تقبلها بهووس ...رباه يبدو أنه لن يتراجع الان ...

-انتِ الوحيدة اللي هتخففِ ألمي 

قالها بنبرة غريبة ...بينما يديه تتجه الي ملابسها ...حاولت وعد بكل قوة أن تبعده وهي تبكي...لا ...لن تسمح له بهذا ...ستقتل نفسها ولن تسمح له أن يسلب شرفها ...نظرت بجانبها لتجد طبق الطعام الخاص به وسكين صغيرة ولكن حادة ... حاولت الوصول إليها ولكن الصياد كان يشل حركتها تماما ...فجأة هبط بشفتيه علي شفتيه وقد غاب تماما  ...ادعت هي الاستجابة ووضعت كفه علي رأسه تقبله بالمقابل ليترك كفها الأخر  بحرية ...وثم بسرعة دون أي تفكير استلت السكين وبأقصي قوة لديها طعنته في بطنه !!!

يتبع

#الشيطان_يقع_في_العشق 

#سولييه_نصار


الفصل الثامن(عودة الماضي )

اتسعت عينيها بفزع وهي تشعر بسائل دافئ ينساب علي يديها بينما عيني الصياد جحظت بألم ...أبعدته وعد وهي تصرخ ليقع هو علي الأرض  بينما يصرخ بألم ...رمت السكين من يدها وهي تصرخ .. ...للحظات ظلت باهتة وهي تنظر إلي  ألمه الواضح ولا تعرف لماذا شعرت بالآسي عليه ...شعرت بثقل في ضميرها وهي تراه ينزف بتلك الطريقة ويتألم ...عرفت انها لو تركته سوف يموت  ولكنها عرفت  أيضا انها فرصتها الوحيدة للهرب من الشيطان ولذلك دون أي تفكير خرجت من الغرفة لتركض ...لم تفكر ابدا بالتوقف ...فتلك هي فرصتها الوحيدة ...الحراس ليسوا هنا والصياد مصاب بالداخل...تلك هي فرصتها الذهبية ...اخذت تتنفس بصعوبة وكادت أن تصل لباب المنزل إلا أنها توقفت فجأة وهي تلهث بعنف ونظرت بتوتر الي الغرفة ...هل  ستتركه يموت بتلك البساطة ...هي من ستكون السبب لو مات وضميرها لن يحتمل هذا العذاب ...

نفخت بضيق وهي تشد خصلات شعرها وتقول:

-فوقي يا وعد ده مجرد مجرم بطلي هبل...يستحق اللي هيحصله ...أنتِ ملكيش دعوة ...دي فرصتك ...روحي ليوسف وبلغي عنه وارتاحِ....

صوت صراخ الصياد المتألم جذب انتباهها ...ارتجفت وهي تشعر بالرعب وللحظات توقف عقلها عن العمل تماما ...رباه ماذا تفعل ...هل تعود وتخاطر أن يحتجرها ...ام تهرب وتتركه لمصيره وتتحمل تأنيب الضمير ...شعرت حقا انها تائهة ولكن للحظة انتصر ضميرها المعذب علي عقلها  وعادت إليه....

وقفت وعد وهي مصدومة تراقب الصياد الغارق في دمه بينما يصرخ من الالم وهو يتسطح علي الفراش بشق الأنفس  وما أن لاحظ وجودها حتي اشتعلت عيناه البنية وهو ينظر إليها وقال بنبرة تقطر حقد:

-هقتلك يا وعد ...هقتلك بطريقة متتخيلهاش ..بطريقة أسوأ من اي فيلم رعب شوفتيه...

ابتسمت بسخرية وردت:

-انت الطرف الضعيف هنا فأحسنلك تحط لسانك جوا بوقك والا هسيبك تنزف لحد ما تموت...

-انتِ ...أنتِ 

-ششش 

قالتها بإستفزاز...ثم أكملت:

-احسنلك تخرس والا والله اسيبك تموت عادي وابقي ريحت العالم من شرك ...انت دلوقتي صباعك تحت ضرسي فبالذوق كده تخليك مؤدب عشان اطهرلك الجرح وامشي من المكان الموبوء ده وابعد عن شخصية مريضة زيك ...

احمر وجهه من الغضب وهو ينظر اليها... ولكنه لم يتحدث ...هي محقة هو الآن الطرف الأضعف ...علي  رغم شعوره بالغضب الشديد إلا جزء مجنون منه كان يشعر بالتسلية لأنها تهدده بتلك الطريقة دون خوف ..هذا جعله يشعر بحماس غريب ...حماس غريب يجعله يرغب في قتالها وإخضاعها له ...والصياد عرف في تلك اللحظة أن وعد ليست مجرد فتاة  سوف يتخذها عشيقة ...بل هي امرأة ستغير حياته كثيرا ...تلك الشرارة بعينيها لم يراها بعيني أحد إلا عين والدته حتي ملاك لا تمتلك تلك الشرارة النادرة ....

-انت مبتسم ليه ؟!!

قالتها وعد بتوجس ليرد الصياد بألم:

-مستغرب أن واحدة زيك يدوب واصلة لكتفي تقف تهددني كده ...

ربعت ذراعيها وقالت بفظاظة:

-للاسف معندكش حل تاني ...انت دلوقتي هتنفذ اللي اقول عليه وبس ودلوقتي خليني اشوف الجرح ...

ثم اقتربت منه متوجسة حذرة وهي تقرر أنه لو فكر أن يفعل أي شئ ستضربه ...عاينت جرحه وتنهدت عندما وجدت أن جرحه سطحي ...

نظرت إليه وقالت:

-متقلقش الوحش لا بيروح ولا بيضيع جرحك سطحي ..

ثم بعنف ضربته علي الجرح ليصرخ بقوة وهو يسبها بألم ...رفعت وعد حاجبيها وقالت ببراءة مزيفة ؛

-مش انا دي أيدي .

نظر إليها وهو يكز علي أسنانه وقال:

-بس اقوم هربيكي كويس علي اللي بتعمليه ده ...

ضربته علي وجهه وقالت:

-لا قلة ادب هسيبك وامشي...لم لسانك لاقطعهولك انت فاهم !!!!! 

ثم بمهارة ممرضة بدأت تحضر ما تريده من علبة الإسعافات الأولية الموجودة بالغرفة لتنظيف  جرحه !!!

.........

كانت ملاك تتسطح علي الفراش ...خصلاتها الذهبية تنتشر علي وسادتها بينما ابتسامة حالمة تزين شفتيها ...وعقلها يستعيد يومها مع عدي ...لقد كان من اجمل ايام حياتها...كان عدي يمتلك حس دعابة مذهل لم تتوقف عن الضحك ابدا طيلة اليوم ...عاملها اليوم كشئ ثمين ...تجول معها في مركز التسوق واشتري لها دب هدية ...تجول معها كثيرا ...كان بسيطا جدا وهذا ما أحبته كثيرا وبالنهاية اخذها لمطعم للمأكولات البحرية ...ذُهلت عندما اخذها هناك ...كيف عرف انها تعشق المأكولات البحرية وعندما سألته أجابها ضاحكا أنه هو يحب ذلك الاكل أيضا ...تحدثا سويا لمدة طويلة ودهشت من كم التشابه بينهم ....هو يحب كل ما تحبه ... ذوقه يشبه ذوقها الي حد كبير ...يحب الفن والموسيقي مثلها ...مولع بالقراءة أيضا مثلها ..بحياتها لم تجد أحد يشاركها اهتمامها مثل عدي ...لتعترف أنها تسير في طريق تجهله ...تسلم قلبها لشخص لا تعرفه حتي ...لكن جل ما تعرفه حقا أنه ترك تأثيرا عميقا داخل قلبها وروحها ...بعد عاصم ظنت أنها ستنبذ الحب ولكن بطريقة لا تصدق وجدت نفسها تتعلق بآخر ولا تعرف السبب...تخاف أن يكون هذا مجرد احتياج وفراغ عاطفي بعد تجربتها المريرة مع عاصم ولكن لماذا لم تنجذب لجاسر ...هو أقرب لها من اي شخص ...وتثق به أكثر من نفسها ...لما تثق بغريب لا تعرفه جيدا من الأساس ولما  تسلمه ثقتها بتلك السهولة ...هي منذ أيام خرجت من تجربة مريرة ...فالذي أحبته خانها في ليلة زفافهما وحطم قلبها ...يجب أن تتريث قليلا ولا تجعل عواطفها تتحكم فيها ...فهي تعرف كم أن القلب ضعيف متهور ...يجب أن تحكم عقلها...تجعل عقلها من يقودها ...والعقل يخبرها أن تنتظر فقلبها لن يتحمل اذي آخر ...هي لا تعرف الشاب جيدا ...يجب أن تتعرف عليه بصورة أوضح حتي تثق به ...تنهدت ملاك  وقد اتخذت قرارها لن تخرج معه مرة أخري ...يجب أن يجعلها تثق به اولا .....وبهذة الفكرة أغمضت عينيها  وقررت النوم ...وفعلا ما كادت أن تغرق في النوم حتي ايقظها صوت رسالة اتت علي تطبيق الواتس آب...فتحت التطبيق ليدق قلبها بقوة وهي تجد رسالة منه ...توقفت عن التنفس للحظات  وابتسامة رائعة ارتسمت علي شفتيها وهي تقرأ رسالته المختصرة ...كان يطلب منها الخروج معه مجددا واخبرها أن الأمر مفاجأة ...وفجأة تطايرت كل وعودها لنفسها وهي ترد عليه بالموافقة ثم تغلق الهاتف وتنام بسعادة ...

.....

علي الجانب الآخر ..

كان عدي يبتسم بخبث هي تقع في حبه ...مهمته أصبحت اسهل مما توقع ....

-قدرت توقعها ؟!

قالها مالك لابنه الذي يشع وجهه من السعادة ...

رفع عدي رأسه بفخر ورد:

-عندك شك...كام يوم تاني وملاك هتقع تحت ايدي تماما وهسيطر عليها ساعتها هجيب عامر النجار راكع عند رجلي 

-اللي  بيلعب بالنار هو اللي بيتحرق بيها الاول يا عدي .

قالها والده فجأة ليعقد حاجبيه بقوة ويقول :

-مش فاهم ...

تنهد والده وهو ينظر إليه بتوتر ويقول :

-خايف اللعبة تنقلب عليك ...خايف الصياد يبقي فريسة ..

-بابا وضح كلامك مبحبش شغل الالغاز ده !

ربع مالك ذراعيه وقال:

-يعني يا حضرة الضابط خايف انك بدل ما تخلي ملاك تحبك وتستغلها انت اللي تحبها ...خايف انك تحبها وتنسي مهمتنا ...خايف الحب يسيطر عليك ...

انفجر عدي بالضحك ...كان يضحك بقوة وهو ينظر إلي وجه والده الغاضب ثم قال وهو يشير إلي نفسه...:

-انا احبها ...احب بنت عدوي !!

ثم أكمل ضحكه وقال :

-انت اكيد بتهزر ...

-انت ملكش سلطان علي قلبك يا عدي ..وانا خايف ...

قاطعه عدي وقال بنبرة باترة جافة:

-اطمن يا بابا انا عمري ما احب بنت عامر النجار ...عامر عدوي وهيفضل عدوي وبنته هي الطعم اللي هستخدمه عشان اقضي علي عامر نهائيا ..اطمن أنا عمري ما حياتي ما ارتكب الغلطة دي واحب بنت اكبر تاجر مخدرات في مصر!

تنهد عدي واقترب من صورة والدته التي معلقة علي الحائط وقال:

-مستحيل احب بنت المجرم اللي قتل أمي ...زي ما حرمني من امي هحرمه من بنته!

............

كان جالس بغرفته غارق في أفكاره ...الخيانة أحرقت روحه ...يتذكر كل ما فعله لأجلها ...يتذكر كم أحتمل اهانات والدها فقط لأجلها ...كان يعد الايام لتكون ببيته ...كان يحقق لها جميع أحلامها ...فكيف تفعل به هذا ...كيف تتركه بتلك الطريقة المهينة ...هو قبل بها رغم كل شئ وهي من تركته ... تركته تماما ولم تهتم بقلبه الذي انكسر ...لقد كسر قلب حياة من أجلها ...تحمل لوم عائلتها وتحدي الجميع كي تكون له  ..فكيف تجازيه بتلك الطريقة..أن أن هذا عدالة الله الذي حطم قلبه بنفس الطريقة التي حطم بها قلب حياة...حياة ...

اغمض عينيه وهو يتذكر ابن خالته التي أحبته أكثر من الحياة نفسها وهو ببرود حطم قلبها وتركها من أجل اخري ...لن يكذب علي نفسه بعد الان هو خانها ...أجل كان يلاحق وعد عندما كانت خطيبته ..جعلها تتأمل أكثر  لم يكن يريد افلاتها الا عندما يجد رد فعل من وعد ...وبعد فترة قرر بستجمع شجاعته ويكلم وعد حينها انفصل عن حياة ..لأن ضميره لم يتحمل أن يقترب من فتاة وهو مرتبط بآخري وهكذا ببساطة حطمها واخبرها أنه يحب اخري ...لقد رأي الالم بعينيها...بدموعها ...ولكن في تلك اللحظة لم يفكر الا بوعد ...كان مهووس بها وأصر أن يرتبط بها مهما حدث ..صحيح واجه اعتراض كبير من والدته ولكنه أصر عليها حارب الجميع من أجلها ...وللاسف هي لا تستحق هذا ...لا تستحقه ابدا ...

تنهد وهو يشعر بألم عظيم في قلبه ...نيران الخذلان تحرق روحه ...ومن بعيد كانت تقف والدته وهي تشعر بالشفقة عليه ..تعرف داخلها ان ما يحدث في ابنها بسبب تلك الفتاة ...هي لم تحبها منذ البداية عرفت أن تلك الفتاة لا تحب ابنها كما يحبها هو ...عرفت أنها سوف تحطم قلبه ولهذا رفضتها بإصرار ولكن يوسف تمسك بها وكأنها اخر امرأة بالعالم ...لم يسمح لأحد أن يبعده عنها ...تحدي الكل فقط لتكون ملكه ...وأمام إصراره رضخت هي...وهكذا حصل يوسف علي ما يريده وتم تحطيم قلب ابنة اختها المسكينة... تنهدت منار وهي تلج للغرفة وتجلس بجوار ابنها ...نهض يوسف عندما شعر بوجود والدته ...ابتسم لها بتعب فقالت:

-قلبي واجعني عليك ..أنا عارفة أن البنت دي اذتك ...

في موقف آخر كان يوسف ليدافع عن وعد ولكن في تلك اللحظة صمت تماما..لأن للأسف لا يوجد شيئا ليقوله ....فوعد خذلته وتركته بأقسي طريقة ...لم تهتم لا به ولا بمشاعره واثبتت أنها فتاة لعوب كما أخبرته والدته ...

-ربنا يصلح حالها ويسعدها يا امي ...

تنهدت منار  بحسرة وقالت:

-كان مالها بنت خالتك بس يا يوسف ..

اغمض عينيه وقال :

-كفاية يا امي لو سمحتي الموضوع انتهى...أنا محبتش حياة والحب مش عافية ومش معني اني انفصلت عن وعد اني هبص لحياة !

مطت منار شفتيها وقالت:

-وحتي لو عايز حياة دلوقتي مينفعش ..

نظر يوسف لوالدته بحيرة لتكمل بخبث:

-متقدملها واحد ميترفضش وهتقابله بكرة...

ابتلع ريقه وهو يشعر بضيق مفاجئ وقال:

-ربنا يوفقها يا امي ...يالا دلوقتي تصبحي علي خير !

............

-ابوس ايدك يا دكتور جيب العلاج  دلوقتي وانا هديك الفلوس بعدين ...امي هتموت ابوس ايديك ...

قالها ذلك الطفل صاحب الثاني  عشر عام وهو يبكي ...الخوف يستوطن قلبه  ..حالة والدته أصبحت سيئة بسبب داء السكري والأدوية نفذت ...حتي النقود التي يكسبها من عمله كعامل بناء نفذت ...وهو الآن في ورطة لم يرضي أحد أن يسلفه اي فلس والان كل ما يستطيع فعله هو التوسل من أجل حياة والدته فهو ليس لديه غيرها ...

-مستعد اشتغلك هنا من غير اجر ..هعمل اللي انت عايزه بس ابوس ايديك اديني الحقن امي هتموت ...

-يالا يا واد انت غور من هنا وبلاش قرف مفيش دوا الا بفلوس مش فاتحينها جمعية خيرية يا حبيبي انت ...وبعدين النوع اللي طالبه مستورد ..خلي الدكتور يكتبلك نوع تاني تقدر تاخده من المستشفي ...

انسكبت دموعه وهو يشعر بالعجز بينما لم تحتل ملامح الرجل الا قسوة ...لم يجد ولا أثر ضةيل للشفقة ...لذلك قرر أن يأخذ ما يريده مهما حدث. ..ولهذا قام بدفع الرجل بقوة وهو يحاول أخذ الحقن  ويركض بها ...

-حرامي ..حرامي.   

صرخ الرجل وهو يحاول أن يمسك بالصبي...ولكنه كان يركض بقوة ...لم يفكر بشئ الا والدته ...فليموت هو ولكن تعيش هي ...فإن ماتت هي سوف يضيع للابد ...هي الخيط الضئيل الذي يجعله يتمسك بالنور وان خسرها سيغرق بالظلام ....

وصل الي المنزل المتهالك لاهثا وولج إليه وهو يقول:

- -جبت الحقن ياما ..

ولكن ابتسامته تجمدت وهو يجدها ساكنة ...اقترب منها وهو يبتلع ريقه وقال:

-امي ...امي اصحي جبت الدوا ...

ولكن لا رد ...

تساقطت دموعه أكثر وقد فقد الشعور لبضع لحظات ...امسك كفها البارد ثم قبله برفق وقال بصوت مختنق؛

-انا اسف ...اسف ...

فجأة اقتحم صاحب الصيدلية المنزل هو وبضعة رجال وقال بغلظة :

،-هو ده اضربوه ...

وهكذا أخذوه الرجال خارج المنزل بينما هو منفصل عن العالم وقاموا بضربه دون رحمة ....

.....

استيقظ الصياد من كابوسه المعتاد  وهو يلهث بقوة ...كان يشعر بقلبه يقفز داخل صدره ...بينما دموعه تنساب علي وجهه ...وضع كفه علي وجهه بتعب وهو يفكر مني سينسي الماضي!!!!

ولكنه فجأة تجمد عندما أدرك أن وعد قد اختفت !!!!

يتبع

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع