رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم سولييه نصار كامله
رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم سولييه نصار كامله
الفصل السادس (استسلام)
وعقابك سيكون ان تحبني …تبحث عني ولن تجدني.)
سولييه نصار)
أخفت وجهها بعد ان انتهى منها …تشعر بالقرف من نفسها وانها سوف تتقيأ في أي وقت …لقد فعل ما اراده واستجابت هي !!!شعرت بالقرف من نفسها….في البداية كانت متجمدة ولم تظهر أي استجابة ولكنها ضعفت مع استمراره بالضغط عليها نهضت سريعا وهي ترتدي فستانها البيتي وتركض خارج الغرفة بينما ارتدي مراد بنطاله بسرعة وذهب خلفها ليرى ما بها ليجدها جالسة على ارضية الحمام البيضاء بينما تتقيأ بمقعد الحمام …ودموعها تطفر من عينيها بغزارة ….
اقترب منها بخوف وهو يضع كفه على ظهرها وقال ؛
-منار ..منار فيه ايه ؟!
انتهت أخيراً وابعدته عنها وهي تنهض بإعياء وتقول ؛
-فيه اني قرفانة منك …قرفانة من نفسي لاني حبيتك واستسلمت ليك …قرفانة اني بتضيع حياتي مع انسان زيك …ده اللي بحسه لما تلمسني …بحس بالقرف!!!!
التمعت عينيه بالغضب وقال :
-من شوية مكانش ده احساسك يا منار !!!
هزت راسها بيأس وقالت:
-للاسف أنا خسرت المرة دي واستسلمت عشان للأسف بحبك …بحبك ومش قادرة اشيل حبك من قلبي بس اوعدك يا مراد على قد ما حبيتك هكرهك …هخرجك من قلبي ومش هترجع تاني …ممكن مقدرش اتطلق منك ..بس الحب اللي اديتهولك لما عشت معاك مش هتشوفه مني …هتعرف بعدين أنك خسرتني …
ابتسم بسخرية فابتسمت هي أيضا وقالت بعيني دامعة :
-اتمنى أنك تضحك كده للنهاية لما تلاقي حبي ليك اختفى تماما وهتدور عليه ومتلاقهوش ….
كلماتها القوية طغت على فرحة الانتصار بداخله …شعر بمرارة في حلقه وهو يتلمس صدق كلماتها وفكر بصدمة ..هل يخاف حقا أن تكرهه؟! ان ينتهي حبه في قلبها ….بالنظر الى التصميم في عينيها عرف انها تقصد ما تقوله …ولكن هل ستنجح …هل يريد هو أن تتوقف عن حبه …والجواب لم يتجرأ ان يفكر به …
لذلك بهدوء انسحب من امامها وذهب لكي ينام …ففرحة انتصاره على منار وجعلها تستلم له لم تطل وهي تخبره بهذا …هو حقا لا يعرف لماذا يشعر بذلك الضيق في قلبه…هو لا يحبها فلماذا يهتم ..هل هو اناني حقا يريد التي يحبها ويريد التي لا يحبها …حقا لا يفهم نفسه …
بعد ان ذهب أغلقت منار الباب ثم جلست في المغطس وهي تفتح مياة الصنبور ليندفع الماء عليها …خلعت ملابسها وهي تغسل جسدها جيدا…تزيل أي آثار له …أرادت ازاله اثاره من قلبها وجسدها على حد سواء ….انها تكره نفسها …تكره نفسها لانها تحبه!!
…………
في اليوم التالي ….
فتحت منار الباب لحماتها التي كادت أن تحطم الباب …نظرت إليها صابرين بغضب ولكن لم تعيرها أي اهتمام وهي تدخل شقتها لترى ابنها …وجدت ابنها يجلس مع بناته على طاولة الإفطار ….
-مراد عايزة اتكلم معاك فورا ..
نظر مراد الى والدته بحيرة وقال:
-فيه حاجة يا أمي ؟!
-عايزة اتكلم معاك انت ومراتك ممكن ؟!!
ثم اشارت بعينيها الى الطفلتين …ليتنهد مراد ويقول :
-ملك ..ماسة معلش يا حبايبي روحوا اوضتكم دلوقتي .
وعلى الفور أطاعا والدهما وذهبا الى غرفتهما…
ما ان ذهبت حتى انفجرت والدته في وجهه وقالت :
-دخلتك امبارح كانت على هنا وانت جيت وقضيت الليلة مع مراتك الأولى …انت معندكش دم يا مراد
زفر مراد وقال:
-امي لو سمحتِ متتدخليش في الموضوع ده ..
-متدخلش …متدخلش ازاي وانا شايفاك هتظلم البنت اللي اتجوزتها من أولها …سايبها في ليلة دخلتها وجيت لمراتك !!
نظرت صابرين الى منار وقالت :
-انتِ اللي أكيد لعبتِ في دماغه صح ؟!خلتيه يسيب مراته في ليلة دخلتها ويجيلك صح …أنا عارفة خبث الحريم ده !!
هزت منار كتفها ببرود وقالت:
-والله يا حماتي أنا قولتله يروح لمراته بس هو اللي جه أنا لا طلبته ولا حاجة …تقدر هنا تأخده خالص مبروك عليها ….
نظر مراد بغضب الى منار وقال:
-ايه تأخده دي؟!هو أنا شراب ؟!أنا راجل وانا اللي أقرر ابات فين!!
هزت منار كتفيها وقالت:
-والله يا بيبي قول الكلام ده للست الوالدة اللي عايزة تمشيك على مزاجها …ليه جايين تلوموني أنا !!!
وجه مراد غضبه نحو والدته وقال ببرود :
-لو سمحتي يا ماما متدخليش في حياتي …أنا حر أقرر انام فين …متعمليش كده تاني …متجيش وتحاسبيني على حاجة أنا اعملها …
بهت وجه صابرين وترطبت عينيها بفعل الدموع وهي تنظر الى ابنها …لا تصدق انه قاسي معها بتلك الطريقة
-حقك عليا يا ابني …مش هتدخل في حياتك تاني …
قالتها بإنكسار ثم انسحبت من امامه وخرجت من المنزل …
نظر مراد الى منار بحدة لتنظر إليه بلامبالاة ثم تتجه الى الغرفة نحو بناتها….
……..
بعد دقائق معدودة خرج مراد من منزله متجها الى منزل شقيقه الراحل حيث توجد هنا …كان قد قرر ان يتجاهلها تماما ولكنه فشل في فعل هذا …قلبه يهفو إليها….
انحبست انفاسه وهو يجدها ما زالت نائمة على الفراش …شعرها منتشر على الوسادة كستار رقيق من الحرير ويبدو عليها السكون…تسارعت دقات قلبه وهو يتجه إليها …أراد أن يلمسها …كان سيموت أن لم يفعل ….
بدأ بتقبيل رأسها برفق لتعبس وهي نائمة …ابتسم هو بينما يضع شفتيه على شفتيها يحقق حلمه بالإقتراب منها …بتقبيلها !!!
لحظات وابتعد منها وهو يتنهد بقوة لتجمده همساتها اثناء نومها وهي تقول:
-علي أنا بحبك أنت!!!!
يتبع…
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة السابعة
الفصل السابع (تمردت)
لقد تحطمت على يدك والآن لترى انتقامي )
سولييه_نصار
ابتعد وهو يشعر وكأن أحدهما لكمه في صدره …شعر وكأن انفاسه تقطعت …ألم كبير احتل قلبه…انها لا تتوانى أبدا عن تحطيمه.!!!
ابتعد مراد خارجا وهو يشعر بالغضب …كانت البراكين تشتعل.داخله.بالفعل وكم أراد أن يذهب إليها مرة آخرى ويصرخ بها …يطالبها بأن تحبه….
ذهب الى عمله وهو متكدر والغضب يعصف به
. ……
في مكتب المحامي رضوان ….
ولج مراد وهو متجهم دون ان يحي اصدقاؤه حتى ..وجلس على مكتبه ……
-ايه.يا عريس …ايه اللي جابك النهاردة مش مفروض انت إجازة ؟!
قالها صديقه حسن وهو يقترب منه …زفر مراد ولم يرد عليه فجلس.حسن وقال:
-فيه ايه يا مراد مالك.؟!هي مراتك الأولى نكدت عليك ولا ايه ؟!
نظر مراد الى حسن ببرود وقال:
-حسن بالله عليك أنا مش ناقص …أنا فيا اللي مكفيني وزيادة …
-أووه.شكلك أتنكد عليك جامد …
-أووف منك أنا رايح لأستاذ رضوان اسلمه.ملف قضية الأسيوطي
ثم ذهب وتركه
…….
عند هنا …
كانت قد استيقظت قرب العصر وذلك لانها قضت الليلة كلها تبكي بسبب اشتياقها لعلي…انها تعجز عن نسيانه…لا تستطيع تقبل انها تزوجت من أخاه ….
ولجت للحمام بخطوات متعبة ثم استحمت سريعا وارتدت فستان بيتي باللون الأرجواني بأكمام طويلة ثم مشطت شعرها وعقدته في ذيل حصان …
وجلست على الطاولة وهي تبدأ بالأكل …فجأة توقفت عندما وجدت مراد.يدخل الى المنزل ….
-مساء الخير …
قالها بهدوء لتهز رأسها وتكمل طعامها….تنهد مراد بضيق وهو يتذكر استقبال منار له والذي دوما أشعره بأهميته كرجل في حياتها …هو لم يعتاد على هذا التجاهل أبداً ….
-اخبارك النهاردة ..
قالها بهدوء لترد ببرود:
-عايشة أهو …
اقترب وجلس على الطاولة وقال:
-بصي يا هنا عشان نقدر نعيش مع بعض
نظرت إليه ليكمل هو :
-أولا تعاملك معايا ميكونش بالبرود ده….أبوكي اللي اجبرك على الجواز مش أنا خالص …مش مشكلتي أنك خوفتي تقولي لا …أنا كزوجك ليا احترامي وليا حقوقي اللي هاخدها دلوقتي أو بعدين ..أما كده او نطلق بالمعروف وابنك هيكون في عيني …
بهتت وهي تنظر إليه …هي لا يمكنها أن تتطلق …والدها لن يتركها وشأنها …
أكمل مراد وقال:
-أنا هديكي طبعا وقت لحد ما تتعودي بس اعرفي ان دلوقتي أو بعدين هتبقي ليا ..كملي أكلك مش هزعجك أكتر من كده …
ثم نهض وتركها متجها الى منار ….
…….
ولج لمنزله هو ومنار وهو يبحث بعينيه عنها ليجد ضحكاتها تدوي في المنزل وهي تعصب عينيها بوشاح بينما تطارد ماسة وملك…
-تعالوا هنا أنا همسككم …
قالتها منار وهي تضحك …ضحكتها كانت ساحرة …اعترف مراد بهذا ….اشار لطفلتيه بالإبتعاد ليقترب هو منها ويجذبها معانقا اياها ….عبست منار وهي تشعر بذارعين قويتين تضمها بقوة وشفاه دافئة تهبط على وجنتها …
انتفضت كالملسوعة وهي تبعده عنها ثم تنتزع الوشاح بقوة من على وجهها وتنظر الى مراد …لحظات وظهر الاشمئزاز على وجهها ومسحت وجنتها بقرف شديد وهي تنظر إليه …
فعلتها تلك جعلته يشتعل.بقوة …
-ايه اللي جابك مش مفروض تبقى مع مراتك التانية ؟!
قالتها ببرود وهي تلقي الوشاح على جنب .ليرد هو :
-جاي لمراتي ايه ممنوع ؟!
-انا مش عايزة بس أمك تقول اني بحاول أسرقك من مراتك التانية وأنت أصلا أخر اهتماماتي …فياريت تروح.عندها وتسيبني في حالي …
ثم سحبت الفتيات ودخلت بهما الى غرفة الاطفال وأغلقت الباب بقوة …
زفر مراد بحنق …مشاكله مع منار تزداد ولا تقل…عاجز تماما عن ارضائها !!!
في الليل …
ولج مراد الى غرفة الفتيات ليجدهم غارقان بالنوم على فراش … وبالفراش الآخر كانت منار نائمة بعمق ….
بهدوء اتجه إليها وحملها بين ذراعيه وهو يخرج بها من الغرفة …
شهقت منار وهي تستيقظ.من نومها وكادت ان تصرخ ولكنه هبط.بفمه على فمها يمنعها من الصراخ …لن يسمح لها أن ترفضه …جلس بها على الأريكة وهو ما زال يقبلها …كانت تدفعه بقوة …قررت ألا تستلم له مهما.حدث …وعلى الرغم من الضعف الذي بدأ يغزوها الا أنها استعادت قوتها بسرعة ثم عضته بقوة في شفتيه …
-آه …
صرخ مراد بقوة وهو يلقيها على الأرض بينما يضع كفه على شفتيه التي تنزف…
نظر الى الدم بذهول ثم نظر الى منار القابعة على الأرض تنظر إليه بشراسة وقال:
-ايه اللي عملتيه ده يا بنت المجانين…
-اهو انت ابن المجانين…وده.هيحصل كل اما تفكر تلمسني تاني يا مراد …خلاص من النهاردة انسى أنك تلمس شعرة بس من راسي …روح لمراتك التانية وخليها تديك حقوقك وانسى ان ليك عندي حقوق تاني !!!
……
في اليوم التالي …..
ذهب مراد الى هنا ….
وجدها.ما زالت نائمة على الفراش وهي تضم صورة على ….
تصاعد الغضب داخله ولكنه سيطر على نفسه..ثم مد.يده وهزها بخشونة وقال:
-هنا اصحي …يالا اصحي …
فتحت هنا عينيها بصعوبة لتشهق وهي تجده أمامها …
نهضت مسرعة من الفراش ووقفت وهي تنظر الى وجهه بصدمة
-ايه اللي حصل لشفايفك ؟!
قالتها وهي تشير الى شفتيه المتورمة ليتلعثم مراد ويقول :
-وقعت في الحمام …المهم دلوقتي جهزي نفسك عشان هتساعدي امي في شغل البيت ..
-أفندم؟!
قالتها بنبرة باردة ليكمل :
-قولتلك اجهزي عشان تساعدي امي في شغل البيت !!
-لا انت شكلك مش فاهم كويس ..أنا مراتك مش خدامة للست الوالدة .. علي الله يرحمه طول حياته مطلبش مني أنزل واخدم وأكيد ده مش هيحصل بعد موته !!!
قالتها هنا بقوة وهي تنظر إليه …تلعثم مراد قليلا وقال:
-محدش قال هتخدمي أنتِ بس هتساعدي ماما زي ما منار هتعمل الشغل كتير و …
قاطعته وهي تقول ببرود :
-أنا واثقة ان منار ووالدتك هيقدروا يتصرفوا زي ما كانوا بيتصرفوا قبل كده…أنا مش هنزل وأحط ايدي ..لو حابة أساعد هساعد وهيكون الموضوع بمزاجي أنا مش بمزاج والدتك …أنا مراتك مش خدامة !!!كفاية عليا شغل البيت اللي أنا كمان مش مضطرة أعمله بس بعمله …وحاجة كمان أنا عايزة أعزل عن أهلك مبحبش حوار الاختلاط الكتير بيجيب مشاكل وبيزود العشم
نظر إليها مراد بصدمة …لم يصدق انها تفكر بتلك الطريقة ….
اقترب مراد منها وشدها من ذراعها واعتصره بعنف وقال:
-ده مش طلب يا هنا …أنتِ هتنزلي وتساعدي أمي من غير أي نقاش ..
فتحت فمها لتعترض.ولكنه.عصر ذراعها بشكل أقوي وقال:
-يالا يا هنا …انزلي من غير أي كلام.!!!
……..
بعد نصف ساعة …
كان مراد يجذب هنا من كفها وهو ينزل الأدراج ويقترب من والدته وقال :
-هنا هتساعدك النهاردة يا أمي …
ابتسمت صابرين وقالت:
-طيب منار يا أبني …انت عارف انها شاطرة أووي وسريعة و….
-منار مش هتقدر تساعدك النهاردة يا حماتي للأسف…
كان هذا صوت منار المستفز وهي تمسك كف طفلتيها وتقترب.منهما …
نظر مراد بحيرة الى منار التى ترتدي سترة سوداء اسفلها قميص وردي وبنطال اسود واسع …تلف حجابها بطريقة عصرية وترتدي نظارة شمسية وعلى شفتيها ابتسامة غامضة …
نظرت إليها حماتها من أعلى إلى أسفل وقالت:
-رايحة فين وانتِ لابسة بالشكل ده ولا واخدة اذن جوزك ولا عاملاله اعتبار …
وضعت منار كفها على قلبها وقالت بنبرة درامية:
-وأنا اقدر برضه يا حماتي اطلع من غير اذن جوزي …
نظرت الى مراد وقالت:
-مش قولتلك يا حبيبي الأسبوع اللي فات.أن السبت ده معايا مقابلة في الحضانة عشان ماسة وملك ….وانت عارف ان الحضانة دي انترناشونال وكويسة اووي ومش هلاقي زيها عشان كده مقدرش الغي المقابلة …
ازدادت ابتسامتها اتساعاً وقالت:
-بس أنا واثقة ان ضرتي هتقدر تقوم بالواجب وزيادة وبكل حب مع حماتي العزيزة…ربنا يديم الحب بينكم.يا حبايبي يالا تشاو ..
ثم ارسلت قبلة لهم في الهواء ونظرت لزوجها وقالت:
-ألف سلامة على بوقك يا حبيبي تعيش وتأخد غيرها ..
ثم غمزت له وذهبت …
يتبع…
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الثامنة
الفصل الثامن(خطة جديدة ).
سأعلم قلبي ألا يحبك بعد الآن …سأعلمه أن الاشتياق لك جريمة يجب العقاب عليها ،)
…….
-شوفتي لما عملت اللي قولت عليه وشك نور ازاي ؟!
قالتها تقى لمنار .والتي كانت جالسة براحة على المقعد.بإحدى الحدائق العامة ..
ابتسمت منار براحة وهي تنظر لطفلتيها التي تلعبان….كانت تشعر أخيرا بقليل من السكينة بعد أن كادت تفقد عقلها اليومين السابقين …تنهدت منار وهي تنظر إلى تقى وتفكر أنها محظوظة للغاية لوجود تقى في حياتها … من كان يتخيل أنها وتقى سيلتقيان مجددا…وسيتفقان أيضا …فبعد أن فقدت الأمل وتخلى عنها شقيقها اتت تقى وأعطتها أمل جديد ….تذكرت منار لقاؤها معها وكيف تغيرت بعد أن قابلتها …
فلاش باك …
….
بعد حديثها هذا مع شقيقها شعرت وكأنها نالت طعنة قوية في قلبها ….لن تصدق أن من من دمها سوف يخونها بتلك الطريقة …شعرت بالفعل ان قلبها ينزف ….
-منار ازيك ؟!
صوت ناعم أخترق عقلها لتنظر لمصدر الصوت وتجد فتاة جميلة تنظر إليها بذهول…
-تقى؟!
قالتها منار بإنزعاج وهي تمسح دموعها بسرعة …هي لا تحب تلك الفتاة …رغم أنها قريبتها من بعيد حيث أن والدة تقى تكون ابنة عم والدتها رحمها الله ولكن رغم هذا لم يتفقا منذ صغرهما وكان بينهما نفور متبادل حتى سافرت تقى إلى الأمارات مع والدها بعد وفاة والدتها حينها كانت ما زالت بالثانوية واكملت دراستها هناك وحتى أنها درست بكلية الطب وانقطعت أخبارها تماما …
اقتربت تقى بذهول ثم ضمت منار بقوة وهي تبتسم وتقول :
-بقيتي اجمل بكتير من الاول يا منور …جيتي على الجواز ..أنا هتجوز كمان عشان أبقى حلوة زيك ….
-أنتِ بتعملي ايه هنا ؟!
قالتها منار ببهوت لتضحك تقى وتقول :
-بقالي اسبوعين جاية من الامارات قولت هقضي في مصر الإجازة قبل ما ارجع الكلية تاني . ..
-أنت لسه بتدرسي ؟!
قالتها منار بحيرة وهي تتذكر أن تقى اصغر منها بخمس سنوات فهي في السادسة والعشرون وتقى في الواحد و العشرون من عمرها …
هزت تقى رأسها وقالت:
-أه والله الطب وسنينه الواحد حاسس نفسه عجز في الكلية دي …أنا لما رجعت وقابلت سالم قالي أنك اتجوزتي من خمس سنين …بجد فرحتلك اووي تعالي نروح بيتي واحكيلي بقا على حياتك حلوة ازاي مع جوزك والقطاقيط الصغيرين … سالم قالي عليهم أنا لازم اشوفهم و…
فجأة قاطع كلام تقى المتحمس انفجار منار بالبكاء في الشارع !!
-منار !!!
قالتها تقى بصدمة وهي تنظر إليها بصدمة …كانت منار تبكي بشكل يمزق القلب …تبكي بطريقة جلبت الدموع لعيني تقى عسلية اللون …
أمسكت تقى كف منار وقالت:
-تعالى …تعالى معايا
وبهدوء ذهبت منار مع تقى دون أن تجادلها….
…..
في منزل تقى …
بعد أن هدأت منار وبدأت تقول كل شئ لتقى …كانت لا تريد أن تحكي لها أي شئ ولكن لا تعرف لماذا انسابت الكلمات من فمها بسهولة وهي تبكي …..أخبرتها عن خيانة زوجها لها …أخبرتها عن خذلان سالم لها ….أخبرتها كل شئ …
بعد أن أنتهت منار من حديثها وهي تجفف دموعها…أمسكت تقى كفها وقالت:
-متزعليش أنا معاكي ..
نظرت إليها منار بصدمة لتقول تقى :
-أنا معاكي متقلقيش يا منار …أنا هساعدك …
باك …
عادت منار من شرودها وهي تنظر إلى تقى التي تنظر إلى الأطفال وتضحك وقالت:
-أنا بفكر أتطلق يا تقى …الاول ادور على شغل عشان اقدر استقل ماديا وبعدين ارفع خلع وابعد …مش هقدر اعيش بالشكل ده …انا بموت كل يوم وانا بشوف الحب في عينيه ليها…الحب اللي كان مفروض يكون ليا أنا !!!
-طيب وبعدين ؟!
قالتها تقى لتعبس منار وتقول :
-بعدين ايه ؟!
-وبعد ما تتطلقي ايه اللي هيحصل يعني قوليلي؟!…هتستفادي ايه ؟!هتحرقي قلبه ؟!أنتِ ذات نفسك بتقولي أنه هو حاليا بيحب هنا فمش هيكون الموضوع مزعج بالنسباله فاللي هيحصل كالأتي ..أنتِ هتتطلقي وتبعدي ببناتك عن ابوهم وتحرميهم أنهم يعيشوا في العز بتاعه وتخلي هنا وابنها يعيشوا متهنيين وتحرمي ولادك …أنتِ شايفة أن ده صح يا منار….
-عايزاني احارب عشانه وفي الاخر اخسر واتقهر …
-متحاربيش عشانه ..حاربي عشانك أنتِ !!!حاربي عشان تثبتي مكانك في حياته عشان لو مشيتي تكون ضاربة قاضية ليه….حاربي عشان عيالك يا منار ….مش كل حاجة طلاق طلاق نفكر شوية…
نظرت منار إليها بعيني حمراء بفعل البكاء وقالت :
-بس …
-مبسش ولا حاجة …أنتِ في ايديك ترجعيه ليكي وهيبقى مجنون بيكي …خليه مجنون بيكي وبعدين ابعدي ولما يتعلم الأدب ويقول حقي برقبتي أرجعي تاني او مترجعيش وقتها يكون قرارك بس لازم يدفع التمن صح ولا لا ؟!
……..
عادت منار الى المنزل وكلام تقى يدوي في عقلها …لا يتركها أبدا….ولجت للمنزل هي والفتيات لتجد مراد أمامها يجلس على الأريكة براحة …اندفعت كلا من ملك وماسة إليه في سعادة ثم عانقاه …
-ايه عملتِ ايه في المقابلة ؟!
ابتسمت له وقالت؛
-كانت هايلة وقريب البنات هيداوموا …
ابتسم وقال :
-كويس ….
عبست وقالت؛
-بس أنت ايه اللي جابك هنا مش مفروض تبقى عند.مراتك التانية أنتوا متجوزين من قريب ميصحش كل شوية تيجي لمراتك الأولى مش عدل كده …
نظر إليه بدهشة فأكملت :
-روح يا حبيبي لمراتك التانية عشان متشيلش ذنب انك ظلمتها أنا بحبك وخايفة عليك تأخد.ذنب …
-لا لا اكيد وقعتي على راسك…
قالها بذهول ولكنه عجز عن اخفاء الضيق بصوته …كيف تقول هذا بسهولة …ألا تغار عليه ؟!!
-ليه يا حبيبي أنا بنصحك …كفاية كده روح لمراتك التانية يالا ومن النهاردة لازم تعدل بيننا …
ابتسمت ابتسامة جميلة في وجهه وقالت وهي تقترب منه وتعدل من ثيابه :
-حاجة تانية يا حبيبي أنا بدأت بجد أتعب …ضهري بدأ يوجعني بسبب اني بنزل لتحت وبخدم وحقيقي عايزة الفترة دي أرتاح شوية فممكن يا حبيبي تقول لحماتي تديني راحة بس أسبوع عشان كمان ورايا حاجات كتير أعملها …
نظر إليها بضيق وقال؛
-ومين هيساعدها يعني يا منار …
-هنا طبعا …واثقة أنها هتقدر تشيل شوية بس الأسبوع ده وانا من الاسبوع اللي جاي هشيل البيت ..معلش يا حبيبي تقلت عليك…
تنهد مراد وهو ينظر إليها هو لا يصدق ولكنها أظهرت استسلامها له بشأن زواجه من آخرى وهذا جيد …ابتسم أخيرا وقال:
-اللي تحبيه يا حبيبتي متنزليش عند ماما الأسبوع ده أنا هخلى هنا تنزل !
يتبع….
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة التاسعة
الفصل التاسع (هزيمة جديدة )
وها أنا أمام عينيك أسقط
سولييه نصار
……
مر اسبوع …
وقد أحضر مراد عمر أبن على وهنا للمنزل وتم تقسيم ايام مبيت مراد حيث انه ينام عند هنا يوم وعند منار يوم … وكان الوضع هادئ نوعا ما ..منار لا تفتعل أي مشاكل وهادئة بشكل غريب …
………
في منزل مراد ومنار …
خلدت ملك وماسة الى النوم لتستعد منار لزوجها فاليوم هو يومها …
استحمت بسرعة ثم أرتدت الغلالة الاجوانية المفضلة لديه ووقفت امام المرآة وهي تتزين …وضعت احمر شفاه وكحل ومورد الوجنتين وماسكارا …ثم تركت شعرها الأسود الجميل منسدلا …تراجعت للخلف وهي تنظر الى نفسها بفخر وقد شعرت بالفعل أنها الاجمل على الاطلاق ..فالغلالة الأرجوانية كانت تلتصق بجسدها .. بفتحة واسعة من الجنب … جمال عينيها الرمادية بزرت بسبب الكحل الذي وضعته …
ذهبت مسرعة الى طاولة الطعام وانتظرت بحماس مراد …
جلست على المقعد وهي تنظر الى أصناف الطعام التي يحبها والشموع التى تزين الطاولة …انها تبرز تقدم …في الاسبوع الماضي شعرت أنها تجذب زوجها إليها أكثر وأكثر. ..لقد رأت اللهفة بعينيه …..شعرت انها ليست مجرد بديل …ربما لها مكانه في قلبه…ولن ترتاح الا أن تحتل قلبه بأكلمه …هي فقط …..
……..
بالأسفل. …
أتي مراد من العمل أخيرا …انها من المرات النادرة التي يتأخر فيها في العمل بسبب الضغط الواقع على المكتب ….ابتسم وهو يتذكر ان اليوم سيذهب الى منار ……لا يصدق ان منار أخيرا تقبلت الواقع ولا تثير أي مشاكل …اصبحت اكثر تفاهماً معه …حتى انها لا تغضب عندما يذهب الى هنا …تنهد بضيق وهو يتذكر ان هنا رغم محاولاته لا تسمح له بالإقتراب منها…هي تبني بينهما حاجز قوي يُصعب تجاوزه…هل سيذوب يوما الجليد التي تضعه بينهما …هل ستسمح له بالإقتراب منها …أنه يتوق لها …صحيح منار تفعل ما بوسعها ولكنه لا يستطيع إخراج هنا من عقله …يحترق لكي يلمسها…يقبلها …يضمها الى قلبه فتمتزج روحها بروحه…متى ستسمح له بالإقتراب منها …متى ..
. ……..
في منزل هنا …
قبلت رأس ابنها الصغير بحب عندما نام وقررت أن تذهب هي أيضا للنوم …
خرجت الى الصالة لتذهب الى غرفتها ولكنها فجأة شهقت بقوة عندما انقطعت الكهرباء….ارتعش جسدها واحتشدت الدموع في عينيها … وهي تتخبط فى الصالة لكي تخرج خارج المنزل …انها تخاف من الظلام …ذلك الوضع يجلب لها ذكريات تتمنى لو تنساها …
-حماتي…حماتي …
قالتها بصوت باكي لتصرخ فجأة وهي تصطدم بطاولة الطعام…
-آه …
صرخت بقوة والدموع تنفجر من عينيها لتشهق مرة آخرة عندما شدتها ذراعين قويتين إليها …
-أهدي…اهدي أنا مراد ..
قالها مراد الى هنا وهو يعانقها لتبكي وهي تعانقه بدورها وتقول برعب :
-النور…النور…
-اهدي خالص …دي مشكلة في الكهربا أنا هحاول أحلها …
ثم حاول الابتعاد عنها ولكنها تمسكت به وعانقته وهي تقول برعب :
-لا لا متسبنيش ….عشان خاطري متسبنيش …أنا بخاف من الضلمة …بخاف منها أووي …
أغمض عينيه بينما تعانقه بتلك القوة بينما كانت هي غارقة في رعبها…تتذكر في طفولتها ان والدها كان عندما يعاقبها يضعها في غرفة مظلمة ..لذلك كبرت وهي لديها خوف مرضي من الظلام …
-هنا هصلح الكهربا و…
-لا لا عشان خاطري متسبنيش يا مراد …
أبعدها قليلا وهو يمسك وجهها وكانت النافذة المفتوحة قد سربت ضوء القمر واستطاع رؤية وجهها الرائع على ضوءه …حبس أنفاسه وهو يراها أجمل بكثير من كل مرة….ظل ينظر الى عينيها الباكيتان ثم انحنى ومسح دموعها بشفتيه ….أغمضت هي عينيها وعلى عكس ما توقع لم تبعده بل ارتجفت وهي تنتظر خطوته الثانية …ليتجرأ أكثر وينحنى ويأسر شفتيها بين شفتيه ….
لحظات عديدة وتفاعلت هي معه بينما تضمه إليها بلهفة ودموعها تتساقط ..شعرت ان جسدها يفيق من ثباته بينما يحملها ويتجه بها الى غرفة النوم …
عندما أسقطها على الفراش واقترب منها ..
-مراد ..لا….لا
ولكن مراد قتل ترددها الواهي وهو يقبلها بلهفة عاشق .. وكان مصر على جعلها زوجته قولاً وفعلا !!!
. . .
في اليوم التالي …..
فتح مراد عينيه وابتسامة سعيدة تستقر على شفتيه …لقد ظل للفجر مستيقظ وهو يبثها حبه …أخذ حق كل تلك الليالي التي حرمته منها …صرخ بحبها مرارا…عاش معها ليلة لم يعيشها من قبل …
نظر بجانبه لكي يضمها إليه ولكنه عبس عندما لم يجدها …..
جلس على الفراش بدهشة وتجمد عندما وجدها تجلس على المقعد … عينيها حمراء بفعل الدموع
نهض وارتدى بنطاله واقترب منها وقال :
-فيه ايه مالك؟!
نهضت عندما امتدت كفه نحوها وقالت:
-متلمسنيش !!!
تراجع وبهت وقال:
-مالك ؟!
-ايه اللي عملته امبارح ده ؟!أنت أستغلتني…أنت ا ازاي تعمل كده أنطق ؟!
صرخت والدموع تنفجر من عينيها
-استغليتك؟!-أنا جوزك!!!واللي حصل بيننا ده طبيعي …علي مات خلاص يا هنا ..دلوقتي فيه أنا وأنتِ واللي حصل امبارح ده زي ما أنا كنت عايزه يحصل ..أنتِ كمان كنتِ عايزاه يحصل والا كنتِ منعتيني …
قالها مراد بقوة لتصرخ هنا وهي تبكي ..:
-لا لا مكنتش عايزاه يحصل …أنا حاولت أمنعك …حاولت …
-أنتِ كدابة …أنتِ ممنعتنيش …لو كنتِ قولتي مش عايزه كنت هبعد …بس أنتِ مقولتيش كده
احمر وجهها بفعل الإنفعال ….كان قلبها يعتصر من الألم ..تشعر انها خائنة…ليس جسديا فقط ..بل قلبها خائن…روحها التي تشعر باللهفة نحوه خائنة …
رفعت وجهها وقالت بنبرة مرتعشة :
-ده مش هيحصل تاني …أنت مش هتلمسني تاني يا مراد ..حتى مش هسمح ليك تيجي تبات هنا ..روح لمراتك هي متستاهلش منك كده !!!
-أنتِ مراتي كمان ..
زعق بها لترتجف وتقول وهي تبكي :
-وأنا مش عاوزة ابقى مراتك …أنا مش عايزاك…روح لمراتك يالا !!
…….
بعد دقائق معدودة دخل مراد الى منزله هو منار ليتجمد وهو يجدها جالسة على مقعد السفرة ..ترتدي غلالة ارجوانية وشاخصة عينيها للأمام …
-منار..
قالها بصدمة لترفع عينيها وتنظر إليه…الكحل سال على وجهها ويبدو عليها أثر البكاء …
–كنت فين؟!
لم يرد لتنهض هي وتقول :
-كنت عندها صح.؟!عند هنا؟انطق كنت عندها …
صرخت في جملتها الأخيرة بينما تضربه بقوة على صدره وهي تشتمه …
-منار احترمي نفسك !!!
صرخ بها وهو يحاول أن يمسك كفها ولكنها أخذت تصرخ به وتضربه على صدره بإهتياج وتقول:
-شوف أنا اتصلت بيك.كام مرة ومعبرتنيش يا حقير يا حيوان يا …
-بس خلاص اخرسي …
صرخ بها بقوة وهي يصفعها حتى وقعت أرضا …
وضعت كفها على وجهها بصدمة وشعرت بمرارة الدماء في فمها …نظرت إليها والدموع تنفجر من عينيها ليقول بقوة:
-ده اللي هتاخديه لما تقلي أدبك عليا تاني …والمرة الجاية لو حاولتِ ترفعي ايديكي تاني هكسرهالك فاهمة يا منار !!!
يتبع….
رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة العاشرة
الفصل العاشر (عقدة الماضي )
وقيود الماضي ترفض تركي …وحبك يحاصرني من كل أتجاه..
♡♡♡♡♡♡♡
لحظات واستعاد وعيه …نفض الغضب منه و نظر إليها وهو يشعر بالذنب …..كانت الألم يكسو وجهها والدموع تنساب من عينيها بدون توقف ….هذا خطأ …خطأ ..انه يفرغ غضبه بها هي …يأسه المستمر من هنا يجعله عنيف مع منار…اقترب منها وحاول مساعدتها لكي تنهض إلا أنها قالت بنبرة باردة :
-متقربش مني ابعد …روح خلاص مش عايزة اشوف وشك هنا…روحلها يالا خلاص …
ثم نهضت بمفردها وهي تتجه إلى الحمام وتغلق الباب بعنف …
نظرت إلى انعكاسها بالمرآة ورأت الحقيقة …والحقيقة كانت أنها امرأة ضعيفة …ليس لها أي قيمة …وضعت كفها على وجهها وانفجرت بالبكاء …كان قلبها يتمزق …كان الألم داخلها يتصاعد والغضب يمتزج به ….كانت تشعر أن جميع الأبواب اُغلقت في وجهها …..
-منار ..منار ممكن تفتحي عشان نتكلم …
كان مراد يطرق الباب بحدة ….يخاف أن تفعل بنفسها شئ….لم يكن عليه ضربها …هو السبب …هو…لقد نسي نفسه بسبب هنا …أنها تثير أعصابه …رفضها المستمر له يجعله يخطئ بحق منار التي تفعل المستحيل لإسعاده….
-منار عشان خاطري افتحي الباب لازم نتكلم …منار أنا آسف معرفش ازاي أنا عملت كده …انا غلطان حقك عليا بس أنتِ استفزتيني…
لم ترد عليه وصوت بكاؤها يعلو ….
-منار خلاص افتحي الباب والا هكسره …يالا افتحي…
-امشي لو سمحت يا مراد وسيبني في حالي …امشي عشان تروح شغلك أنا شوية كده وهبقى كويسة …امشي يا مراد …امشي لو سمحت ….
-طيب اخرجي الاول و….
ولكن منار قاطعته وقالت:
-شوية وهخرج…خلاص انت روح متقلقش …
أنا كويسة هاخد شاور واطلع …
-بس أنا عايزة استخدم الحمام ..
قالها بيأس فقالت ؛
-عندك حمامين تحت وحمام عند هنا استخدم اي واحد فيهم بس سيبني لو سمحت …لو سمحت …
تنهد بتعب من عنادها …كم أراد أن يكسر الباب ويخرجها بالقوة ولكن لم يريد الضغط عليها ..هو سوف يتركها لتهدأ واليوم فقط ليأتي للمنزل سوف يأخذها للخارج ويدللها ثم يطيب خاطرها …
ابتعد وذهب لغرفته وهو يأخذ ملابسه لكي يستحم …لم يتجه لمنزله مع هنا بل اتجه للاسفل فهو لا يريد التصادم معها بعد كل ما حدث !!!
…..
في منزل هنا ..
كانت تقف أمام المرآة وهي تضع كفها على شفتيها تتذكر قبلاته بالأمس …تتذكر اللهفة في صوته وهو يردد على أذنيها أنه يحبها …لم تسمع تلك اللهفة في صوت علي في يوم من الايام …ولم.يقبلها بهذا الجنون …علاقتهما كانت أشبه.بعلاقة رسمية …لم يقبلها الا قليلا …حتى أنه لم يغازلها أبداً…لم يشبع أنوثتها ولكنها أحبته…حقا أحبته ربما لأنه أول رجل دخل حياتها….فحياتها كانت دوماً مغلقة …لم تمتلك اصدقاء ولا زملاء حتى …كانت من المدرسة أو الجامعة للمنزل والعكس وما أن أنهت سنوات دراستها بكلية التربية زوجها والدها لعلي المنصوري دون حتى أن يأخذ برأيها ووافقت وجعلت علي حياتها …أحبته كما لم تحب أحد من قبل …صحيح كان خائن ولكنه لم يضربها كما يفعل والدها …حسنا ضربها بضعة مرات ولكن ليس مثل والدها ابدا….ولذلك رغم خيانته أحبته…واخلصت له …أقنعت نفسها انها لن تحب غيره …ولكن قلبها يفاجأها دوما …فهي عندما استيقظت صباحا ووجدته بجانبها..شعرت أن قلبها يدق بطريقة غريبة لم يختبرها من قبل …شعرت أن روحها تهفو إليه والذكريات التي نفحها في عقلها بالأمس ترفض أن تغادر …
-ماما …
انتفضت قليلا وهي ترى ابنها يمسك طرف فستانها البيتي …تخلصت من ذكرياتها معه وحملت طفلها وهي تقبله وتقول ؛
-تحب تفطر يا حبيب ماما ؟!
هز عمر رأسه لتبتسم وهي تقبله وتقول :
-طيب هفطرك عشان تنزل لتيتا اتفقنا ..
-اتفقنا ..
قالها بنبرته الطفولية لتبتسم وهي تضمه اليها…أنه الجزء الاجمل بحياتها !!
……
بعد نصف ساعة تقريبا ….
كانت منار قد انتهت من تجهيز بناتها …
أمسكت فستانها الأزرق الطويل وارتدته فوق القميص البيتي القطني قم لفت حجابها بطريقته المعتادة …
وبعد أن انتهت اتجهت إلى الخزانة وأخرجت ملابسها ووضعتها في الحقيبة ….
….
دقائق وكانت تخرج هي وابنتيها من المنزل …توقفت لحظة وهي تجد هنا تخرج من الشقة المقابلة لها..
-منار !!
قالتها هنا بصدمة الا أن منار لم ترد عليها أو تُعيرها اي اهتمام بل أكملت طريقها لتنزل الأدراج هي وملك وماسة…
منار رايحة فين …
قالتها هنا وهي تحمل طفلها عمر وتنزل خلفها …
-منار !!!
كان هذا صوت حماتها المصدوم …كانت عيني صابرين متسعة من الصدمة وهي ترى زوجة ابنها تمسك طفلتيها وحقيبتها …
وقفت صابرين في طريق منار وقالت:
-رايحة على فين ؟!
وتوقفت عن الكلام وهي ترى وجنتها حمراء ومطبوع عليها أصابع غليظة …بينما يبدو أن شفتيها نزفت …
توقفت هنا وهي تلهث وتنظر إليها بصدمة …ستترك المنزل بسببها…لا لا هذا مستحيل …
-زي ما أنتِ شايفة يا حماتي أنا همشي وأظنك لما بصيتي على وشي عرفتي السبب الحقيقي ايه …ابنك الراجل مد أيده عليا ..خلاص مبقاليش قعاد.هنا …
ثم كادت أن تتجاوزها
-استني هنا أنتِ رايحة فين بالبنات … انتِ مش هتخرجي من هنا ؟!
صرخت بها صابرين وهي تمسك ذراعها الا أن منار نفضت يدها وهي تصرخ بها :
-لا همشي ..كفاية بقا قلة قيمة… ابنك مش كفاية أنه اتجوز عليا ..لا ده كمان بيمد ايديه عليا عشان السنيورة الجديدة ..خليهالكم اهي اشبعوا فيها وانا سيبالكم الجمل بما حمل …
اقتربت هنا من منار وهي تبكي وقالت:
-والله يا منار أنا معرفش ايه اللي حصل وخلاكم توصلوا للوضع ده ..أنا اسفة… سامحيني لو زعلتوا بسببي صدقيني أنا ….
-متكلميش يا ضرتي…خلاص أنتِ فزتي يا هنا …خلتيه يحبك ويتعلق بيكي وبقا كمان يمد ايديه عليا عشانك …مش هستنى كمان لما يجي ويطلقني عشانك …فأنا اهو سيبهولك …خديه.كله أنا مبقتش عايزاه !!!
نظرت إلى حماتها وقالت:
-إن شاء الله تكوني مبسوطة انك خربتي.بيت ابنك …افرحي يا حماتي …
ثم تجاوزتها بالفعل وذهبت …
استدارت هنا وهي تبكي بينما تحمل ابنها وتصعد للأعلى بينما تقول :
-الله يسامحك يا بابا …الله يسامحك !!
…..
نصف ساعة وكانت سيارة الأجرة تقف أمام منزل والدها أو الذي كان لوالدها وأصبح لشقيقها…لقد أتت إليه …فكرت بالذهاب إلى تقى ولكنها لن تثقل عليها …سالم أولى بها وبأطفالها …بالرغم من موقفه الصادم لها آخر مرة ولكنها تشعر انه سوف يساعدها تلك المرة …حسنا هي تأمل ….
……
-منار !!بتعملي ايه هنا ؟!
قالها سالم بصدمة …حسنا ليس هذا رد الفعل الذي انتظرته ولكنها لم تعقب ودخلت بتعب وهي تقول بصوت مخنوق:
-ضربني يا سالم …آخرتي بقيت بتضرب يا سالم …
كانت حنان زوجة سالم جالسة في الصالة وهي تنظر إليها ببرود…
نهضت وقالت بإبتسامة صفرا ؛
-نورتي يا منار يا حبيبتي …
ثم نظرت الى زوجها وقالت:
-حبيبي يا سويلم عايزاك في كلمتين ممكن ؟!
هز سالم رأسه وقال لمنار:
-اقعدي يا منار ارتاحي.عشان اشوف عملتي ايه تاني !
……..
في غرفة النوم…
كانت حنان جالسة على الفراش وهي تهز ساقيها بغضب وما أن دخل سالم حتى وقفت وقالت بغضب :
-هي كل شوية هتنطلنا يا سالم ؟!
-اهدي يا حنان ..
قالها سالم وهو يحاول تهدئتها إلا أن حنان قالت بغضب :
-لا مش ههدى ..ايه اختك دي ؟!عايزة ايه ؟!هي أول واحدة جوزها يتجوز عليها ولا ايه …ما تبطل دلع وتترزع في بيتها …سالم أنا مش مطمنة..دي عينيها من البيت ده وبتتدحلب زي التعبان عشان تاخده ..مشيها من هنا فورا والا والله العظيم امشي أنا !!
-طيب خلاص اهدي أنا هتصرف … حبيبتي أنتِ حامل متنفعليش عشان خاطري…
هدأت حنان قليلا وهي تقول :
-يالا روح مشيها ..مش عايزة اشوفها ..انت عارف العصبية غلط على الحوامل …
-طيب طيب خلاص اهدي …
قالها سالم وخرج …
….
في الصالة …
كانت منار قد خلعت حجابها وهي تطرق رأسها للاسفل تخفي دموعها عن بناتها …
جلس سالم بجوارها وقال:
-البسي حجابك هوديكي عند جوزك وبطلي عته…
-ايه اللي بتقوله ده يا سالم ..بعد ما ضربني …
قالتها منار بإنفعال وهي تنهض وقد شعرت بالدوار فجأة ولكنها أكملت بتعب :
-ضربني بقولك …
-منار خلاص قولتلك هوديكي عند جوزك …هو أولى بيكي أنتِ وعيالك بطلي عبط مش اي مشكلة تيجي وتجري عيالك معاكي ..عنده حق أنه اتجوز عليكي !!
بهتت وهي تسمع منه تلك الكلمة …ثم أخذت تصرخ فجأة وهي تبكي وتقول :
-أنت يا سالم …انت بتقول كده عنده حق ؟!!بقولك ضربني وبرضه مغلطني …بتعمل كده ليه يعني ؟!عشان مراتك متضايقة من وجودي …عايز ترميني برا بيت ابويا عشان مراتك يا سالم ..عا..عا…آه …
صرخت فجأة وهي تسقط أرضاً فاقدة الوعي
-.منار !!!
قالها سالم برعب وهو يرى شقيقته ساقطة على الأرض !!!
يتبع….
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا