القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عن تراض الفصل السادس عشر بقلم آيه شاكر (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية عن تراض الفصل السادس عشر بقلم آيه شاكر (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)







رواية عن تراض الفصل السادس عشر بقلم آيه شاكر (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)


(١٦)

#رواية_عن_تراض

ضحك «عمرو» ولم يعقب أو يلتفت لها، وبأيدٍ مرتعشة فتحت «سراب» هاتفها الذي أظلمت شاشته، فتحت طلب مراسلة وكان بإسم نرمين...

قرأت الرسالة فاندلع من حلقها شهقة، وجحظت عيناها، زحفت بنظراتها نحو عمرو الذي التفت أثر شهقتها تلك، فرأى الصدمة تتمشى بين ملامحها، سألها بلهفة:

-حصل ايه؟


قالت بصدمة:

-نرمين! قصدي هند... لأ نرمين، بعتالي رسايل.

ازدردت لعابها باضطراب وهي تُكمل قراءة الرسالة متجاهلة أسئلة عمرو، ثم هرولت تدخل من باب الشرفة متوجهة للغرفة التي تجلس فيها شيرين مع تقى، طرقت الباب وهي تنادي تقى، فنهضت شيرين تفتح متذمرة فقد ألقت بمقدمتها وكادت تفصح عما تخفي، تتسائل متى ستفرغ ما بقلبها وتنتهي...

-فين تقى يا طنط؟

قالتها سراب فالتفتت شيرين تنظر لتقى التي كانت مرتبكة ومتأهبة بكل حواسها للسر الخاص بعامر الذي أوشكت شيرين على مشاركته معها، خاطبت تقى سراب بنزق:

-عايزه إيه يا سراب؟

-فيه حاجه مهمه جدًا تعالي بسرعه، تعالو كلكم.

قالتها سراب بنبرة مضطربة أثارت قلق تقى فوثبت من جلستها تتبعها فلا شك أن الأمر جلل...


وبعد فترة وجيزة

 وفي غرفة المعيشة جلسوا جميعًا مترقبين لسراب التي شرعت في قراءة رسالة نرمين، وقد كانت تُعرف عن نفسها وعن نشأتها في بيت حسين ورغبتها في التفلت من سطوته، واعتذرت من سراب عدة مرات، رفعت سراب بصرها عن الشاشة وطافت بنظراتها على وجوه الجميع، فحثها عمرو على الاكمال بقوله:

-كملي يابنتي...


أخذت سراب نفسًا عميقًا وعادت تقرأ:

-أول مره اتقابلنا لما كنت عامله نفسي عروسه كان مخطط رسمته ليكِ عشان أقابلك وأساوم حسين عليكِ يمكن يديني فلوسي وحقي، عرفت عنك بالصدفه لما سمعت عمه اللي في مقام جدي واللي بالمناسبة نفس الاسم حسين ونفس القسوه، كان بيتكلم عليكِ وبيهدده بيكِ، ساعتها حسيت إنك كارت رابح لكن حسين أبوكي كان مصحصح أوي ومعرفش ازاي عرف باللي بخططله حبسني في البيت اللي اتقابلنا فيه وحلف يجوزني بالعافيه لواحد عمره ضعف عمري، كان لازم نهرب أنا وإنتِ وإلا كان هيخلص علينا إحنا الاتنين... والمره التانيه لما قابلتيني وكان معاكِ شاب مكنتش متوقعه أقابلك، ساعتها أنا وباسل كنا راجعين القاهره لكن حسيت إنها فرصه تانيه وجت لحد عندي عشان أساوم حسين بما إنه كان ناوي يخلص عليا لكن برده قفشني، أعمل إيه طول عمري فاشله! وأخدني أنا وانتوا حبسني وبهدلني وطلبت منه السماح وبعد فترة قرر يسيبني لكن بشرط واحد وهو إني أجيب الحاجه اللي كنت السبب إن كارم ياخدها منه، نصيحة مني سلموا أبوكي الحاجه بتاعته وابعدي عن الناس دي، وسامحيني.


أرادت سراب أن تعلم عن أي شيء يبحثون، ماذا تُسلم لأبيها؟ وما تلك الحاجة التي له عندها!

حاولت كتابة رسالة لها لكن لا مجال، فإما أن أُغلق الحساب وإما أنها حظرتها...


ظلت سراب تحدق بالشاشة للحظات في صمت وشرود، تتذكر لقائها الأول مع هند والثاني والثالث، وانتشلها من خضم أفكارها صوت رائد:

-كملي يا سراب.


رفعت سراب بصرها عن الشاشة وقالت:

-بس كده خلصت.


اعتدل عامر في جلسته، وهو يُطالع تقى مطأطأة الرأس وكأنها تفكر بتلك الكلمات، حاوط رأسه بيديه وقال:

-التفسير الوحيد إن عمي كارم سرق منهم حاجه وهرب، هو احنا مش مكتوبلنا الراحه ولا ايه! أنا من كتر الضغط النفسي بقيت مشتت مش عارف أركز.


نطق دياب:

-كله بيعدي يا عامر احمد ربنا واستعين بيه، وهي الحياة ايه غير ابتلاءات لازم نواجهها بالصبر وتستعين بالله في كل خطوة.


أومأ الجميع وران عليهم الصمت بينما زفرت تقى ضاحكة وقالت ساخرة وقد تشنج فمها وأنذرت عينيها باقتراب الدموع:

-يعني دلوقتي حسين عايز الحاجه اللي إحنا منعرفهاش وعايز يتجوزني...


-متقلقيش كلنا جنبكوا.

قالها عامر، فتنهدت تقى بعمق وقالت دون تعليق على جملته:

-هند كده طلعت من اللوحه خلاص، وبابا مختفي ولحد الآن ومفيش أي معلومه عنه غير إنه سارق حاجه منعرفش هي ايه! لو حد فاهم حاجه يفهمنا يا جماعه...


وقالت سراب بذهول:

-يعني نرمين كانت عايزه تخطفني عشان تساوم حسين عليا، وأصلًا حسين لو يطول يخلص عليا مش هيتردد لحظه، طيب وايه الحاجه اللي هما عايزينها؟


حمحم عمرو وقال وهو يفرك ذقنه:

-ممكن يكون الحاج كارم كان شغال شغل مش ولابد والحاجه دي مخـ ـدرات أو يمكن الذهب اللي أنا شوفته عنده.


التفتوا له جميعًا، فأدرك أنه أفشى جزء من السر، أخذ يحك عنقه بتوتر وهو يحمحم، فسأله رائد أن يوضح اي ذهب هذا الذي رآه؟ حاول عمرو المراوغة ولم يفلح، فاندفع قائلًا:

-من الأخر كده ومن غير زعل عمي كارم ده شكله تبع المافيا واحتمال كبير جدًا يكونوا هما اللي خاطفينه، أو يكون هرب وراحلهم.


قالت سراب بانفعال:

-إسكت يا عمرو متتكلمش، مستحــــيـــــــل، جدو كان راجل محترم، وإلا ليه كان هيربينا على الدين والأخلاق والـ...


قاطعها عمرو بانفعال أشد:

-أكيد ستاره دلوقتي الأغلبيه بيستخبوا ورا ستارة الدين، واحتمال يظهر في أي وقت أو يبعت ياخدكوا دا لو كان لسه عايش.


هبت سراب واقفة وهدرت به:

-اخرص يا عمرو اخرص متقولش كده.


رشقته الأعين بسهام نظراتها الحادة، أطرق لبرهة يتسائل هل يخبرهم؟ هل هذا إبان كشف المستور، نهض واقفًا وقال: 

-اسمعوا بقا اللي أنا كنت مخبيه عشان أنا زهقت... قبل ما عمي كارم يختفي بيوم أو اتنين، تحديدًا يوم سبوع عبد الله، أنا شوفت راجل شكله هيبه كده طول بعرض دخل عنده الشقة، الساعه اللي كانت في أيده تعملها بتاع ألف دولار مثلًا، سمعتهم بيتكلموا انجليزي، بس معرفتش أفسر كلامهم كله...


-كداب لأن جدو مبيعرفش يتكلم انجليزي أصلًا.

قالتها سراب بأنفاس تتسارع، رمقها عمرو وغضن جبينه ساخطًا وهو يقول:

-أنا مش كذاب، أنا فعلًا شوفتهم وسمعتهم بيقولوا تقى وسراب وفلوس كتير و... وقتـ ـل، والموضوع لازم يخلص... ولما الراجل خرج دخلت بعده وشوفت شنطه مليانه ذهب، اتصدمت لكن عمي كارم قالي دا سر وخبينا الذهب تحت السرير، حتى لو تفتكروا الجواب اللي لقيناه أول جمله فيه كانت أنا عارف إن عمرو هيدور هنا.

اومأ البعض وأطرق البعض كان الجميع ينصتون إليه بترقب، وأخذ دياب يعاتبه لأنه أخفى كل هذا، امتقع وجه سراب واختنقت نبرتها بالدموع وهي تتجه صوب عمرو وتقول بانفعال:

-لأ مش صح، الكلام ده مش صح متصدقهوش يا جماعه، هو عمرو بيحب يستفزني إنما الكلام ده مش صح.

لم تكن حالة تقى أقل منها شعرت وكأن هناك من يجردها من ملابسها أمام العائلة، كان عامر يراقبها ونظراتها، زجر عمرو عما قاله، هادرًا:

-وإنت شايف إن دا الوقت المناسب إنك تقول كده! وليه مقولتليش من لما حصل كده، طيب خبيت عنهم كلهم! ليه تخبي عليا؟


-كنت خايف عليكوا.

قالها عمرو بهدوء، وعاد يجلس، وسراب تكاد تخترقه بنظراتها، هدرت به:

-كل يوم بكرهك أكتر من اليوم اللي قبله، أنا بكرهك يا عمرو.

لم يرفع عمرو بصره، لم يكن يدري هل ما فعله صحيح حين أخفى عنهم ذلك، وهل أخطأ بالبوح أم أخطأ بالكتمان؟

انتظرت سراب أن يرد عليها لكنه لم يفعل، وقفت العبرات على عتبة جفونها، لن تقدر على الصمود لفترة طويلة، أرادت أن تبكي، لكن هل ستُظهر ضعفها أمامهم، حولت نظراتها لتقى التي تجلس في سكون لا تتحرك ولا تتحدث! 

ساد الصمت، الجميع جالسون إلا سراب التي ظلت متصنمة مكانها، تراقب ملامح الجميع عن كثب ثم سألت بنبرة مرتعشة:

-يعني جدو مات؟ ولا عايش باسم راجل تاني وحرامي، وأنا...


أشارت لنفسها وأكملت بصوت مختنق:

-أنا ليه بيحصلي كده! بعد عشرين سنه ألاقي أبويا اللي بيطاردني... أنا المفروض دلوقتي أعمل إيه؟


نطق دياب بعد تنهيدة يبث خلالها حيرة قلبه:

-تصبري يا بنتي، ربنا مع الصابرين، اصبري يا سراب.


-سراب! حتى اسمي أنا مبقتش طيقاه! حياتي كلها طلعت سراب! 

قالتها وشهقت شهقة دفعت الدموع لخارج مقلتيها، انهـ ـارت، هي بالطبع ضعيفة فلا بأس لو ظهرت أمامهم بصورتها الأصلية، ضمتها نداء، ربتت على ظهرها ونهضت شيرين أيضًا تضمها وهي تقول:

-متعيطيش وإلا والله هعيط أنا كمان.


قال دياب:

-سيبيها تعيط خليها تطلع كل اللي جواها.


لم تبدِ تقى أي رد فعل حتى الآن، ولم ترفع رأسها، دنى منها عامر وقال:

-إنتِ كويسه يا تقى؟


رمقته تقى بنظرة فارغة وأزاحت بصرها في سكونٍ تام أقلقه، فقال بلهفة:

-تقى ردي عليا لو سمحتِ.

-أنا كويسه.

خرجت كلماتها متحشرجة مما جعلها تحمحم لتجلي حلقها الشائك بغُصص عديدة تراكمت دفعة واحدة، وبعقلها تدوي حقيقة كانت تتهرب منها وهي أن والدها لم يكن مثالي كما ظنته! بل قد يكون مجرمًا أيضًا، وهي على أتم استعداد لتتقبل الحقيقة، وقد جهزت كيانها لتلقى المزيد من الزلازل دون أن يُدك.


تقلصت معدة سراب كعادتها حين تغضب، وركضت صوب المرحاض لتتقيأ، وثبت تقى من جلستها مذعورة ووقف السيدات معهن في حين ظل الرجال يعاتبون عمرو على اخفاءه ما أخفي...


هدأت معدة سراب لكن لم تهدأ دموعها ربتت تقى على كتفها وقالت بنبرة واثقة ورصينة:

-بالله عليكِ اهدي متحمليش نفسك فوق طاقتها، سيبيها لله، أنا واثقه إن ربنا معانا وهيعوضنا خير.


زفرت سراب مبتسمة بسخرية، ونطقت بصوت مختنق ومنفعل:

-فين الخير؟ إنتِ بتقولي كده عشان عامر، عشان لقيتِ حد يسندك، إنما أنا لا، تقدري تقوليلي أنا هعمل ايه لما تتجوزي وتسيبيني! هبقى لوحدي يا تقى...


-ليه بتقولي كده أنا جنبك وهفضل جنبك، وبكره إنتِ كمان تتجوزي يا سراب، أنا مستغربه حالتك دي! مش احنا متفقين نهيئ نفسنا لأي صدمات! إيه الضعف والإنهـ ـيار اللي إنتِ فيه ده!


-أنا اللي مستغربه رد فعلك أوي، يمكن اطمنتي عشان بقيتِ جزء من العيله، إنما أنا بره يا تقى بره، وهفضل طول عمري سراب، كل واحد بياخد من اسمه وأنا الحقيقه واخده كتير، كتير أوي...

قالتها بنبرة تتهدج من البكاء، نهض عمرو واقفًا كان يتابع الحوار كالبقية، أضناه الندم لأنه تحدث بما تحدث كاد يعتذر، كاد يبرر أو يتكلم لكن توقف حين حملت سراب حقيبتها وهي تشهق باكية وهرولت للخارج، فتبعها مسرعًا وهو يناديها وتبعهما أفراد العائلة ينادون «سراب»، لكنها لم تتوقف كانت في حالة من الاوعي، إنها التراكمات، التراكمات كالبنزين تُسكب داخلنا دون أن نشعر وتنتظر عود ثقاب يُلقى عليها ليشتعل الجسد برمته، وعود الثقاب كان حديث عمرو...


لم تدخل «سراب» لشقتها بل سارت مبتعدة لتخرج من الشارع وتقى وعامر ورائد ونداء يتبعونها، بينما وقفت شيرين مع دياب بالشرفة يتابعون ما يحدث...


أوقفت سراب تاكسي وركبته فركب عمرو جوارها، وانطلق التاكسي قبل أن يلحق بهما البقية...


كان بدر قد وصل قبالة البيت للتو حين رأى اضطرابهم أقبل إليهم وسألهم عما يجري، فأخذ عامر يحكي له ثم التفت لتقى المضطربة وقال:

-متقلقيش هترجع، عمرو معاها...


أومأت تقى وقلبت نظراتها بين الجميع، فجذبتها نداء برفق لتأخذها للبيت لكنها رفضت، فقال عامر:

-تعالي يا تقى نروح وراهم...


سألته:

-هما راحوا فين أصلًا؟


-هنرن على عمرو ونعرف... بعد إذنكم يا جماعه.

رافقها عامر، ووقف بدر ورائد يتحدثان حول الأمر بينما صعدت نداء لأعلى...


                       على نحوٍ أخر

سأل دياب شيرين:

-قولتِ لتقى؟

تذبذبت نظرات شيرين، تنهدت بعمق ورسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها وهي تكذب قائلة:

-قولتلها وقالت ميهمهاش الموضوع ده، وهي أصلًا كانت هتلاقي زي عامر يرضى بيها ويتجوزها على وضعها ده!!

كانت تُقنع حالها بتلك الكلمات، ولكن رد دياب سكب المياه على رأسها، حين قال:

-متقوليش كده يا أم رائد، هي ملهاش يد في اللي بيحصل دا كله، دي بنت محترمه وتستاهل كل خير، أنا بعزها ومعزتها عندي زادت لما قالتلك كده...


سعلت شيرين عدة مرات، ثم حمحمت ونطقت بارتباك:

-طيب غطي بقا على الموضوع ده، وأنا شايفه إننا نكتب الكتاب في أقرب وقت.

-على بركة الله.

قالها دياب، وأخذت شيرين تفرك يديها، صمت دياب هنيهة ثم عاد يسأل:

-بقولك ايه يا شيرين، هو عمرو مقالكيش حاجه عن سراب؟

-حاجه زي ايه؟!

-زي إنه عايزها مثلًا.

هزت شيرين رأسها نافية وقالت:

-هو مقالش بس نظراته بتقول وبتحكي... 


ارسل دياب تنهيدة حارة، وقال:

-بس أنا قلقان من عيلة البنتين دول وخايف على العيال.

-والله وأنا كمان، ربنا يسترها...

قالتها شيرين وأطرقت مفكرة، فقد كذبت على زوجها، كما لم تفعل أبدًا، أخذت قرارها وحدها لن تفشي السر، ستترك الأيام تكشفه وكأنها لم تكن تعلم به أبدًا...

استغفروا🌸

                      ★★★★★★

-هتروحي فين تاني؟! لفينا بما فيه الكفاية يا سراب.

قالها «عمرو» بعدما وقف قبالتها يمنعها عن المزيد من الخطوات والمزيد من الهرولة دون وجهة محددة، فطوال الطريق لم تنطق بكلمة كان يسير جوارها يرمقها بين وهلة وأخرى وهي تدخل في نوبة من البكاء ثم تسكت فترة وتعاود البكاء، بالطبع كانت تحدثها نفسها، داخلها عواصف من الأسئلة أولها لمَ أنا؟ ولمَ تختبر الحياة صبري؟ 


أغلقت «سراب» جفنيها تعصر دموعها، طالع ملامحها المتشنجة، ووجهها الذي شحب فجأة، وأحس بألم في قلبه، هو السبب في حالتها تلك؟ ليته لم يفشي سر كارم!


طأطأ عمرو رأسه، وقال بنبرة مهزومة:

-أنا آسف، بس كفايه بالله عليكِ، يلا نرجع البيت يا سراب، لفينا كتير وإنتِ محتاجه ترتاحي، وتصلي وتدعي ربنا يخرجك من المأزق ده.

تجاهلته سراب وهمت أن تقطع الطريق تزامنًا مع مرور سيارة مسرعة فجذبها عمرو بقـ ـوة من قميصها لتعود أدراجها، كانت دقات قلبه تتسارع قلقًا وخوفًا عليها، نظرت له من خلف غشاوة دموعها وقالت بحشرجة:

-كنتِ سيبتني أموت وأرتاح...


-وأنا أعمل إيه بعدك!

خرجت منه الجملة عفوية، فارتبك، بينما قالت وهي تفرك جفونها:

-كنت هترتاح مني بما إنك بتكرهني.

-أنا عمري ما كرهتك يا هبـ ـله، هو فيه أخ بيكره أخته.

رفعت إحدى حاجبيها ووقفت متحفزة لجدالهما المعهود هدرت به:

-أختك! لا احنا مش اخوات!!


-بس إنتي في غلاوة أختي.

قالها بنبرة هادئة، جعلتها تهدأ وتمسح وجهها دون جدال، صمت هنيهة ثم تنهد وقال:

-أنا آسف يا سراب مكنش لازم أقول اللي قولته، أو يمكن مكنش المفروض أخبي.

صمتت طويلًا مطرقة الرأس، ثم نطقت بهزيمة:

-أنا حاسه إني فشلت في الاختبار، معرفتش أصبر، يبقا أنا كده فشلت!


-كلنا بنضعف ونقع ونقوم، أكبر مثال نادر، شوفتِ إزاي وقع وقام بقــوة.


أطرقت في صمت فالتفت «عمرو» حوله كانا في جانب من الشارع حولهما الكثير من المطاعم والمارة يطالعونهما بتعجب وفضول، فقال وهو يشير نحو مطعم مجاور:

-ما تيجي نتعشى هنا، ونكمل كلامنا بدل ما احنا واقفين كده والناس زمانها بتقول عليا راجل وحش عشان مزعل البنت القمر دي.


رمقته بنظرة استعادتها سريعًا، وتجاهلت جملته قائلة:

-أنا مش باكل بره، وبعدين هو ده وقته!

-صدقيني مش هتندمي، امشي ورايا المره دي يلا عشان خاطري، بلاش خاطري، إنتِ بتكرهيني مع إني طيب والله وأمي مأكدالي.

قالها بمرح فابتسمت وقالت:

-بجد إنت حد مستفز.

-مش أكتر منك يا غالية.

قالها بنظرة ازدراء زائفة مازحًا فافتر ثغرها معلنًا عن ابتسامة باهتة، ابتسم وأخذ يداعبها ويمازحها ويطالعها وهي تطبق يدها على فمها وتضحك وكأنها لم تكن تبكي قبل لحظات، حتى ظهر تقى وعامر يقبلان نحوهما فقد أرسل لهما عمرو المكان في رسالة دون أن تلحظ سراب، أخذت تقى تعدو نحوها وضمتها وهي تقول:

-متعمليش كده تاني... فاهمه؟

قالت تقى أخر كلمة وهي تحدق بعينيها فأخفضت سراب نظراتها خجلًا منها وقالت:

-أنا آسفه يا تقى متزعليش مني...


-مش زعلانه، يا بت دا إنتِ كل عيلتي، وبعدين أنا خالتك يعني إنتِ زي بنتي، مش هزعل من بنتي...

قالتها تقى ولكزتها وهي تبتسم فابتسمت سراب، ثم نظرت لعمرو قائلة:

-طيب إيه هنتعشى يا عمرو ولا رجعت في كلامك!!


نظروا جميعًا لعمرو فقال:

-أنا قولت هنتعشى أنا وإنتِ إنما مليش دعوه بدول.


ضحك الأربع وقال عامر بمرح:

-تمام يبقا أنا هعشي خطيبتي وإنتِ عشي خطـ...

ابتلع عامر لسانه وأطبق شفتيه، بمَ كان سينطق؟ رشقت سراب عمرو بنظرة ساخرة وقالت:

-تقى خطيبها هيعزمها وأنا أخويا هيعزمني، صح ياخويا؟

-بس يا مستفزه...

-ليه مش إنت لسه قايل إني أختك.

-ورجعت في كلامي، أنا أختي مش مستفزه كده!

-إنت الوحيد اللي شايفني مستفزه! 


حمحم عامر ليقطع ذلك العراك المترقب، وقال:

-طيب يلا ندخل المطعم ده، بيعمل سمك فظيع.

 فقال عمرو:

-يلا يا جماعه هعزمكوا وأمري لله... اتفضلوا.


وبعد فترة

كان أمامهم أطباق من الأسماك والسلطات والأرز، أخذوا يتناولون الطعام دون سراب التي كانت تبدل نظراتها بينهم، فقال عمرو:

-هتفضلي قاعده تتأملي في جمالنا كده لحد ما الأكل يخلص إن شاء الله؟!


-جماعه إنتوا عارفين الأكله دي فيها كم سعر حراري!!

كادت سراب تُكمل كلامها لولا يد عمرو التي امتدت بالملعقة لفمها، فاندفعت الرائحة لأنفها، فتحت فمها والتهمتها في الحال فضحكوا جميعًا، وشرعت في تناول الطعام متناسية حميتها الغذائية تلك...


رفع عمرو الملعقة مرة أخرى وقال:

-دوقي دي يا سراب، تحفه بجد.

تناولتها سراب منه وكرر ما فعله مرة تلو الأخرى وهي تتناول منه دون جدال، نظر عامر وتقى لبعضهما، أشار عامر لتقى لتقترب قليلًا وهمس:

-هو إيه اللي بيحصل ده!

-مش عايزه أتدخل، بس أخوك مزودها، دا احنا اللي مخطوبين مبنعملش كده.

-شكلك زعلانه!

مد عامر يده بالملعقة وهو يقول بمرح:

-المعلقة الجميله دي رايحه بوق مين...


نظر لهما عمرو وسراب، وضحكوا جميعًا، ورفضت تقى أن تفتح فمها وتأكل ما قدمه لها عامر...


وبعد انتهائهم من الطعام، قالت سراب:

-جماعه أنا أخدت قرار مهم وهو إني هقفل البيوتي سنتر.


-ليه؟!

نطق بها الثلاثة في نفس اللحظة فقالت سراب:

-لأن أنا عايزه أكون ميكب أرتست مش مجرد واحده شغاله في كوافير، يعني زي ما تقى بتبيع فساتين الزفاف بأسعار مناسبه ومش زي اليومين دول، عايزه أزين العروسه لعريسها بأسعار مناسبه... انتوا فاهميني؟


قالت تقى:

-مش فهماكي بصراحه يا سراب!


قلب عامر فمه مرددًا:

-ولا أنا!


-فاهمك.

قالها عمرو فنظرت له بابتسامة وقالت بحمـ ـاس:

-نفسي يكون ليا منهج خاص بيا وطريقة أنفرد بيها... نفسي أعلم الناس إن المكياج مجرد وسيله لتحسين شكل البشرة مش اللي بيحصل اليومين دول، تلاقي العروسه داخله بشكل وطالعه بشكل تاني!... فاهم؟

خاطبت بها عمرو فأومأ وقال بابتسامة صغيرة:

-فاهم.


تنهدت بارتياح وخاطبته:

-طيب أعمل إيه؟


قال عمرو بنفس الابتسامة:

-مش هتعملي حاجه أنا اللي هعمل.

-هتعمل ايه؟

-سيبيني أفكر وارتب وهقولك.


خرجوا من المطعم وسراب تحوم حول عمرو تسأله، ماذا سيفعل؟ لكنه أخبرها أن تتريث حتى يأتي الوقت المناسب وسيخبرها، وما أن يئست منه وكانوا وصلوا قبالة البيت نفخت بضجر وقفت أمام بوابة بيته وقالت:

-يا تقولي دلوقتي ناوي على إيه يا مش هسيبك تدخل بيتك!

-مش قايل حاجه يا سراب ووريني هتعملي إيه!

قالها عمرو وهو يفتح بوابة البيت، فهدرت سراب:

-إنت مستفز، بــــكـــرهــك.


التفت لها وقال بحنق:

-اتلمي بقا دا أنا لسه معشيكي.


-بتعايرني يا عمرو عشان عزمتني، هبعتلك فلوسك على الجزمه.

احتدم الجدال بينهما، فنظر عامر لتقى وقال:

-مفيش فايده، مش هيتغيروا.


جذبت تقى سراب من يدها ودلفتا للبيت وهي تصف عمرو بالمستفز، وظل عمرو صامت حتى دخلت لبيتها  فغمغم:

-أبو شكلك بت رخمه رخامه غير طبيعية.


احتضن عامر كتفي عمرو بذراعه وقال متخابثًا:

-إيه الحوار بقا! هنفرح بيك امته؟ أنا أكبر منك بخمس دقائق وبقولك...

قاطعه عمرو حين أزاح ذراعه عن كتفه وهو يقول بنزق:

-كفايه يا عامر اللي بتفكر فيه مش هيحصل.

-طيب لاحظ بقا إن رجلك بتتجرجر، وفيه واحد كده كان بيقولي لا تتبع خطوات الشيطان، شايفه معمي وماشي وخلاص، لو قلبك دق لها يبقا الحلال أجمل.

قالها عامر ودخل للبيت وتبعه عمرو الذي شعر وكأن هناك من صفعه للتو، ما الذي فعله؟ كان يُطعمها بيديه! هل صدق أنها أخته! ليست بأخته، خفق قلبه بقـ ـوة وعزم أن يتخذ حذره من تلك الفتاة التي يُجر نحوها رُغمًا عنه...

                     ********

بين عتمة الدنيا قد ينادينا شعاع ضوء، ولكن يجب الحذر فربما يكون ذلك الضوء فتنة...


جلست «تقى» قبالة سراب التي تستشيط غضبًا وتغمغم حانقة من عمرو، طالعتها تقى بنظرة مطولة وقالت:

-اللي حصل في المطعم ده مكنش ينفع أبدًا، أنا مرضتش أتكلم وقتها عشان محرجكيش، وكل مره عمرو يمد إيده أقول هتفوق دلوقتي وهتزعق لعمرو لكن حضرتك تماديتي.

-عـ... عشان أكلني كم مره يعني! عـ... عادي أنا مكنش قصدي حاجه، ولا هو كان يقصد حاجه على فكره.


-طيب خلي بالك من نفسك، ومن قلبك... عمرو أصعب من عامر وإنتِ أكتر واحده عارفه ده.

قالتها «تقى» ونهضت واقفة ودخلت غرفتها، فابتلعت سراب ريقها باضطراب وهي تتذكر ما حدث، ونظرات عمرو لها، كيف غفلت هكذا! نبض قلبها بعنـ ـف، فأطبقت يدها على فمها وقررت أن تأخذ حذرها منه، ستبتعد عنه قدر استطاعتها...

                    ★★★★★★

في صباح جديد يعلن عن يومٍ أخر، وفرصة أخرى للحياة، والنجاة وللنجاح...


وكان يوم الجمعة...

أول جمعة يقضيها نادر ببيته...

استيقظ «نادر» أثر نقرات العصفورة زجاج النافذة، فتح ستارة جفونه ليتأمل غرفته، وها قد عاد، انسلخ من حياة العبث التي كان يعيشها، وعاد ليسترخي ويستأنس بوالديخ، كيف كان مغيب هكذا؟ كيف ألقى بأهله وراء ظهره وركض خلف عبث، لكن الآن... سيبدأ من جديد، سيحـ ـرق صفحة الماضي سيعمل مع والده في محل النجارة، حتى يفتح عمله الخاص...

سيهتم بوالديه وسيصلي بخشوع، ويعود ليراجع القرآن مع أستاذه يحيى، كم اشتاق لعمرو وعامر وحياته الماضية الهادئة، سيعتزل ما ألقي بقدمه في بؤرة العبث تلك، لا يريد أن يصبح ممثلًا، لن يبحث عن الشهرة بين أهل الأرض، فمهما طالت السنون سيفني كما فنى من قبله، ولن يبقى إلا ذكراه ولن تعيش سوى روحه، سيهتم أن يكون مشهورًا بين أهل السماء، سيدعو أن يحبه الله فيحبه أهل السماء ويُزرع حبه في قلوب أهل الأرض...

سيكون مثال للشاب التقى الورع، حافظ القرآن، كثير الصيام، وقاف عند حدود الله...


نهض من فراشه وخرج من غرفته، بعدما أقلى قُبلة للعصفورة التي تحوم حول النافذة، بحث عن والدته وكانت بالمطبخ، تجهز الإفطار، وحين أبصرته قالت وهي تنطق حرفي الحاء والعين هاء:

-ندوره، صباه الورد، هملالك طهميه وبطاطس مهمره يستاهلوا بوقك.

ابتسم وقبل رأسها ثم خرج من المطبخ وهو يتمتم:

-لأ مش هفطر يا قلبي أنا هروح مشوار كده لحد نداء عشان وحشاني...


صاحت وهي تُقلب البطاطس في الزيت:

-برده مش هتفطر!

-هتغدى معاكي يا سكر، بس نداء وحشاني...

ابتسمت والدته وأخذت تلهج بالدعوات، بينما هرول نادر يرتدي ثيابه وغادر بسيارته بعدما مر على والده في المحل يستأذنه...

قطع الطريق شاردًا حتى وصل للشارع حيث كانت رحمه تخرج من بيتها متوجهة للبقالة ما أن أبصرته حتى ارتجف قلبها، لازالت تخاف منه ومجرد تردد اسمه في نفسها له وقع سخيم على قلبها، تهابه وتخشاه وربما أصبحت تمقته...


رآها لكنه تظاهر بعدم انتباهه لها وارتجل من سيارته أمام بيت نداء...

قرع باب شقة دياب ودخل يسلم عليهم، استقبله عمرو وعامر على غير ما اعتاد من نفور، ضمه عامر وقال:

-عودًا حميدًا.

-وحشتوني والله

قالها نادر مبتسمًا، ابتسم عمرو وصافحه ثم جلس قبالته يتفرس ملامحه وقد ظهر عليه بعض التحفظ في الكلام والمعاملة، فما فعله مع رحمه لازال عالقًا بذاكرته، ومن عادته التريث في الحكم على الأشخاص، قال نادر:

-كنت حابب أسلم عليكم قبل ما أطلع لنداء.

-أعمل حسابك بقا تصلي معانا الجمعه وتتغدى معانا.

قالها دياب، فقال نادر:

-مش هينفع يا عمي لأن ماما منتظراني على الغدا، مرة تانيه إن شاء الله.

نهض نادر واقفًا وألقى السلام فرده عمرو ولم يتحرك من مكانه، في حين نهض عامر ليرافقه، رمق نادر عمرو بعدة نظرات وكأن ينتظره أن ينهض ويمازحه كما كان في السابق، لكن لازال عمرو يحتاج للوقت، فهو ليس كأخيه لا يصفو ماءه بسهولة إن تعكر...

                         ★★★★

وللمرة الثالثة تجول بدر بالشقة التي عمتها الفوضاوية، أكياس ملقاة بكل مكان، علب فارغة وأتربة تغطي الأثاث! وملابس متناثرة هنا وهناك...


لم يكن مهمل هكذا يومًا لكنه انشغل في الفترة الماضية مع حادثة تلك الفتاة وافتراءها عليه هو وعامر، وكذلك سراب وتقى فجده يوصيه في كل مكالمة أن يهتم بهما ويراقب ما حولهما جيدًا ولم يتواني بدر...


أخذ فرشة الأسنان وهم يضع المعجون عليها فوجده فارغ، تركها نازقًا واتجه يفتح الثلاجة وكانت فارغة أيضًا! فصك بابها بقـ ـوة مما أسقط مزهرية الورد أعلاها، غمغم:

-مش عارف والله حد بيحط ورد على التلاجه!


قام بجولة سريعة بالمطبخ فحتى الخبز لا يتوفر فيه، لفد غفل عن شراء مقتنيات للبيت وتنظيفه، متى وصل هنا؟ متى دخل تلك الدائرة؟ كيف آلت حياته إلى هذا الحد من الفوضى! لقد نسى أحلامه في أن يصبح مهندسًا وبدلًا عنه أصبح مدرسًا! كان متوترًا ومرتبكًا في الأونة الأخيرة! النعمة الوحيدة في حياته هو حفظ القرآن، فتح مصحفه ليُراجع، أخذ يقرأ بصوت شجي خاشع، وما أن وقف على قوله تعالى:

﴿لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)﴾


تذكر إخوته، كم يحن لباسل الذي اختفى فجأة، فاضت عيناه وأخذ يُهدأ حاله، ويتذكر ذلك اليوم الذي هجمـ ـا عليه أخواه فيه بعد وفاة والدته، تذكر والدته الراحلة وبكى كثيرًا، ثم ضحك فجأة وهو يتذكر كيف قال لأخوته هذه الآية وكيف هجموا عليه بعدها، ضحك وهو يتمتم:

-كنت أهبـ ـل أوي! إيه اللي خلاني أقولهم كده أصلًا!


قُرع جرس الباب فمسح وجهه ونهض واقفًا وهو يسأل عن هوية الطارق وكان عمرو الذي دخل وأغلق الباب خلفه، أخذ يتأمل الشقة وفوضاويتها ثم قال:

-إيه يابني المزبله دي...

-والله ما عارف، أنا مش عارف أبدأ منين؟ أنا مخنوق وزهقان ومش طايق نفسي.

-طبيعي يا حبيبي لازم تكون مخنوق وإنت سايب الشقه كده، قوم ننضف يا غالي...


نهض عمرو بنشاط يتجول بالشقة وهو يلملم الأكياس والملابس الملقاة بأرجائها، وبدر يجلس مكانه شاردًا فهدر به عمرو:

-انجز يا بدر خلينا نخلص قبل الصلاة...


نهض بدر يشاركه تنظيف الشقة، وعمرو يتلو سورة الكهف وبدر يشاركه أيضًا التلاوة...


                 على الصعيد الأخر 

كانت سراب تنظف الشقة وتنشر السجاد على سور الشرفة، فسمعت صوت عمرو بالأعلى فابتسمت ووقفت لبرهة تسمع أكثر، فقالت تقى:

-ما شاء الله بدر اللي بيقرأ مع عمرو ده؟

-أعتقد كده.


كان عمرو يصحح لبدر بعض مخارج الحروف والأحكام، فنظرت سراب لتقى وقالت:

-تعرفي عمرو دا فيه ميزتين الأولى عضلاته، والتانيه إنه متدين يعني بيخاف ربنا...


ابتسمت تقى وقالت:

-عمرو وعامر محترمين جدًا وبدر برده... ياريت كل الشباب زيهم...


حدقت سراب بالأفق والسحب البيضاء في السماء، تتذكر الأمس ونظرات عمرو لها واطعامه لها، وابتسامته وتفهمه لحديثها، ثم قالت بابتسامة وبشرود:

-عمرو أصلًا مفيش زيه...


التفتت لها تقى في ذهول، وحين أبصرت سراب نظراتها المتفحصة صححت متلعثمة:

-قـ... قصدي في الاستفزاز والرخامة، مفيش زيه أبدًا...


ثم دخلت من الشرفة وهي تنفخ بتبرم من نفسها ومن سطوة الأفكار عليها، ألم تعاهد نفسها ألا تدع الأفكار تخطو لرأسها!! زمجرت بغضب وهدرت بحنق:

-أنا بكره عمرو... بكرهه لأنه مستفز...


أخذت تتنفس؛ شهيق فزفير علها تطرد تلك الأفكار  من رأسها فلا يصح أن تفكر بعمرو ابدًا...


صعدت فوق الميزان، وجحظت عيناها حين وجدت أن وزنها زاد نصف كيلو جرام، فصاحت متضجرة:

-منك لله يا عمرو! أنا مش بس بكرهك أنا لو طولت أخنقك هعمل كده...


نزلت عن الميزان وصعدت مرة أخرى عله يكون أخطأ فوجدت أنها زادت ١٠٠ جرام فوق ما هي عليه، غمغمت:

-منك لله يا عمرو، هو السبب، هو اللي أكلني بالليل... ياريتني ما مشيت وراه.


قُرع جرس الباب، فاتجهت تفحته، ظهر عمرو الذي ألقى السلام برتابة، فردته باقتضاب، قال:

-عايزين مقشه.

-مبنديش مقشتنا لحد.

قالتها بسخط، وأغلقت الباب بوجهه، فغمغم:

-إيه قلة الذوق دي!

عاد يقرع الجرس، لم تفتح سراب فأقبلت تقى تفتحه، طلب منها ما طلبه من سراب فأعطته تقى...


 وبعد فترة وجيزة 

قرع الجرس مجددًا وطلب:

-عايز جروف.

أعطته تقى، وانصرف...


قرع الجرس مرة أخرى يطلب:

-عايز شرشوبه... وشوية صابون مواعين وليفه.

أعطته تقى، وانصرف...


وبعد فترة قُرع الجرس مرة رابعة، ففتحت سراب وقبل أن يتحدث قالت:

-لأ مش هتاخد حاجه تانيه يا عمرو... عشان اللي عملته فيا!


مد يده بالأدوات التي استعارها وهو يقول بحنق:

-متشكر.


أخذتهم من يده ثم صفعت الباب في وجهه فصاح:

-أما إنك قليلة الذوق! دا أنا معشيكِ امبارح.


فتحت الباب مجددًا وقالت:

-وياريتني ما اتنيلت اتعشيت...


صفعت الباب في وجهه فصعد عمرو للأعلى وهو يُقلب كفيه ويقول:

-إيه البت اللي شخصيتها بتتقلب فجأة دي!


دلفت للشقة بدر التي باتت منظمة، تنفس بعمق وقال:

-أيوه كده، الواحد يعرف يتنفس، مش زي الأول! 


اتجه عمرو يفتح الثلاجة وكانت فارغة، فسأل بدر:

-إومال إنت فطرت إيه؟

-لسه مفطرتش.

-طيب هروح بقا أجيب فطار من البيت عشان مش عايز أشوف البت سراب دي! 

-لا يا عم مش مهم أنا مش جعان أصلًا.

قالها بدر بحرج، بينما كانت بطنه تقرقر من الجوع، فابتسم عمرو، وقال:

-هنفطر سوا، أنا لسه مفطرتش، واعمل حسابك كمان هنتغدى سوا، ومفيش مجال للإعتراض يا غالي.

قالها عمرو وخرج من الشقة يُصفر، فسمعته سراب وعادت تفكر به بابتسامة حالمة، تذكرت زيادة وزنها فهدرت بغيظ:

-هو السبب، نص كيلو كامل في يوم ليله! 

وقفت على الميزان مرة أخرى فوجدت وزنها زاد لأكثر من ٨٠٠ جرام فصاحت وهي تبحث عن تقى:

-يا تقى الحقيني أنا ضيعت يا تقى...


هرولت تقى خارجة من غرفتها، تسألها عمَ أصابها وسراب تبكي بعنـ ـفوان، خشيت تقى أن يكون قد حدث أمر أخر بشأن نيرمين أو كارم أو حسين، فضمتها وربتت على ظهرها تهدئها وتشد أزرها، وعادت تسألها عما حدث، ارتشفت سراب دموعها وقالت:

-أنا زدت أكتر من نص كيلو...


وقفت تقى مشدوهة للحظات، وهي تنظر لدموع سراب وانهيـ ـارها، ثم قالت بضحك وسخرية:

-أنا عايزه أفهم بس بتعيطي ليه! هو إنتِ داخله عرض أزياء وأنا معرفش!!!


-لو سمحتِ يا تقى متسخريش من أحزاني.

قالتها وهي تمسح دموعها، وعضلات وجهها تتشنج، فوقفت تقى تُطالعها بدهشة، وتُقلب كفيها، بينما كانت سراب تنطق:

-منك لله يا عمرو، هو السبب...


تركتها تقى ودلفت الغرفة تُكمل عملها، بينما صاحت سراب:

-كــــلكــــــوا السبب.


أخذت تبكي وتضـ ـرب الوسادة بقبضتها وهي تقول:

-حتى إنتِ كمان السبب...


أطلت تقى برأسها من الغرفة وانفجـ ـرت ضاحكة، فضحكت سراب وهي تمسح دموعها، قالت تقى:

-دي هرمونات أكيد... 


تنفست سراب الصعداء وقالت:

-أنا لازم ألعب رياضه ضروري...


أخذت تقى ترتب البيت، بينما وقفت سراب تمارس التمارين الرياضية ٤٠ دقيقة كاملة، قبل أن تجلس أرضًا وأنفاسها تتسارع، وبعد دقائق قليلة إرتفع أذان الظهر فخرجتا تؤديان الصلاة في مسجد مجاور...

                         ★★★★

مرت الأيام هادئة بعد هذا اليوم واختفى حسين فجأة، خشيت سراب أن يكون هذا هو هدوء ما قبل العاصفة، وقد يكون كذلك...


حاولت «تقى» الحديث مع «شيرين» حول السر الذي كانت ستخبرها به عن عامر، فراوغتها شيرين، ولا تدري هل ما تفعله صحيح أم أنها تخطئ، لكنها تفعل لأجل ابنها وحياته واستقراره...


ابتعدتا تقى وسراب عن بيت دياب لفترة، وكانت سراب تتعمد الابتعاد عن عمرو فمشاعرها تخـ ـونها وترنو إليه...

وكانت تقى تُحدث خالها «البدري» يوميًا فيطمئنها ألا تقلق ولا تنزعج مطلقًا لأنه معهما ولن يتركهما، ولازال يبحث عن كارم وسيجده مهما طال الوقت فكانت تطمئن وتمارس حياتها طبيعيًا على أمل كشف الحقيقة ذات يوم وستتقبلها مهما كانت...

صلوا على خير الأنام ❤️ 

                        ★★★★

-هو إحنا هنسكت كده للبت اللي شوهت سمعتنا دي!

قالها بدر، وهو يجلس بشقته قبالة عمرو وعامر ويتناولان العشاء معًا، رد عامر وهو يمضغ الطعام:

-نروح نتخانق معاهم مثلًا؟؟

قال عمرو:

-أنا شايف إن نادر رد عليها في الفيديو وسُمعتها فاحت خاصة إنها مطلعتش اتكلمت في الموضوع تاني.


عقب بدر:

-طلعت ياخويا وقالت أنا مش هبرر ومش هتكلم ومش هسامح... وكل شويه تطلع تشتم فينا، إنت اللي مش متابع.


قال عمرو:

-البنت دي شكلها كانت بتدور على الشهره وعملت الهوليله دي عشان تطلع ترند.


قال عامر:

-يادي الترند اللي جنن الناس، أما لو النت يفصل ونرتاح من القرف ده!


قال بدر:

-المهم إنت لازم تطلع ترد يا عامر، هتفضل ساكت كده! دافع عن نفسك وعني.


-أنا مش فاضي للكلام ده، ومليش في الكلام ده هخلي نادر يطلع يرد هو...


-لا يا عامر إنت اللي لازم ترد وممكن نرفع قضيه كمان على البنت دي ونوديها في ستين داهيه.

قالها عمرو، فلوح عامر بكلتا يديه معترضًا:

-قضية لا! أنا مش عايز أضر حد... خليها تتكلم هو يعني الكلام بفلوس، هي لما تلاقي مفيش فايده هتسكت.

ران عليهم الصمت وحدق بدر أمامه وهو يمضغ الطعام ببطئ ويفكر قبل أن ينطق:

-انا هطلع أرد أنا...


                     وبعد فترة

جلس «بدر» أمام شاشة هاتفه وأخذ يتحدث ويدافع عن نفسه، ويدفع عن عامر التهمة، ثم رفع الفيديو الذي لاقى تفاعلًا كبير، كان الكثير يمدحون بأخلاق بدر وأخرون يمدحون بأخلاق عامر سواء طلبه أو جيران أو زملاء...


وأثر ذلك سلبًا على الفتاة فأصبح أكثر التعليقات تشتمها وتبغضها، فإنهارت الفتاة وخرجت تبكي بفيديو أخر...


                   وفي اليوم التالي 

خرج «بدر» بعد مروره على إحدى محلات «عن تراض» في الظهيرة واتجه نحو المنزل سيرًا على الأقدام، وفي شارع جانبي يخلو من الناس أوقفه رجلان، قيد أحدهما حركته والأخر أبرحه ضـ ـربًا بعصى خشبية، ولكمه عدة مرات بيده...


ثم فرا وتركاه راقدًا على الأرض يمسك بطنه ويسعل ثم يتقيأ ويأن ألمًا وجملة أحدهما ترن في أُذنه:

-البوص بيمسي عليك...

ظل بدر رابضًا مكانه على الأرض وشريط حياته يمر أمام عينيه، شعر وكأنه يختنق وفي النهاية استسلم أغلق جفونه وغاب عن الوعي فسمع صوت والدته  تصيح:

-اجمد يا بدر، إنت أحسن واحد فيهم، قوم... قوم متستسلمش...


ورأى والده يهزه بلهفة ويقول:

-لو جيت هنا مين هيدعيلنا يابني قوم دا إنت العمل الصالح الوحيد اللي زرعناه في الدنيا قبل ما نمشي منها...


سمع صوت والده ووالدته في آن واحد:

-قوم يا بدر إنت لسه هتحفظ القرآن...

شهقت شهقة مدوية وهو يفتح عينه، وكأنه كان يغرق في إحدى البحار وخرج للسطح، رأى نفسه يخرج من عربة إسعاف، ويدخل للمستشفى أخذ يأن متألمًا وكان حوله عمرو وعامر ويحيى ومحمد...


مرت عدة ساعات حتى استعاد بدر كامل تركيزه...

ركب في المقعد الأمامي، ومحمد يقود السيارة بعدما حرروا بلاغًا اتهموا فيه والد الفتاة، كان بدر صامتًا في حين قال عامر الذي يجلس بالمقعد الخلفي مع عمرو ويحيى:

-أكيد دا أبو البنت اللي إنت طلعت اتكلمت عليها امبارح، ياريتك ما طلعت، ومفيش عليه دليل واحد يدينُه، أنا خايف والله يتهجـ ـموا عليا أنا كمان.


ران عليهم الصمت لفترة حتى نطق بدر بتعب ودون مقدمات:

-ممكن يكون مش هو! جايز إخواتي باعتين ورايا...


-معقول!!

قالها عمرو بصدمة، فقال بدر بنبرة يشوبها طيف الحزن:

-إخواتي ممكن يعملوا أي حاجه...


وصمتوا مجددًا، حتى نطق عامر:

-أو ممكن حسين! يكون مثلًا بيخوفنا!


أرسل بدر تنهيدة وقال بأسى:

-محدش عارف!! حسبي الله ونعم الوكيل فيهم كلهم.

استغفروا🌸

                  ★★★★

غطى الشفق الأحمر صفحة السماء بعدما مالت الشمس للمغيب، وقفت سراب جوار تقى بالشرفة تنتظر ظهور بدر بعدما أخبر عامر تقى أنهم في الطريق للبيت...


نظرت سراب لتقى وقالت:

-مش ملاحظه حاجه؟ 

-إيه!!

-الخاله حسوده مش هنا بقالها فتره، وحسين كمان مبقاش يظهرلنا، تفتكري فيه ايه؟!

-الخاله حسوده سمعت إنها عند بنتها أما حسين بقا فممكن يكون رجع القاهره وهيجي تاني...

-ربنا يستر...

قالتها سراب وحين رأت سيارة محمد تظهر على أول الشارع، قالت:

-الجماعه وصلوا...


نظرتا نحو السيارة حتى خرج بدر وكانت حالته مزرية، كدمات وجهه، وكان يحمل إحدى ذراعيه، ويعرج على إحدى قدميه، دخلت سراب من الشرفة وجلست على الأريكة، تبعتها تقى وقالت:

-دا متبهدل جدًا، مين عمل فيه كده؟!

-تعالي نطلعله...

قالتها سراب ونهضت واقفة وتبعتها تقى...


تجمع العائلة في شقته، وبعد فترة تركوه بمفرده ليرتاح عدا عمرو الذي أخذ مفتاحه وقال:

-أنا نص ساعه وراجعلك يا هندسه...

انصرف عمرو فاستلقى بدر على الفراش وقد أنهكه التعب، حملق بسقف الغرفة والتساؤلات تجول برأسه، من فعل به ذلك؟

أغلق جفونه عله يسافر في نومٍ عميق ويبتعد عن ذلك الكم من الأفكار، ولكن قُرع جرس الباب، نهض واقفًا ببطئ وهو يأن بتعب، فتح الباب، وتفاجئ برغدة تقف أمامه وعلى وجهها تقطيبة تشي بلهفتها وقلقها، لم تتحدث وأخذت تتصفح وجهه وهيئته وهي تبتلع لعابها باضطراب، ثم أطبقت يدها على فمها وانفـ ـجرت باكية، فقال:

-بتعيطي ليه يا رغده؟


قالت وهي ترتشف دموعها:

-عشانك، أنا كنت... قلقانه عليكِ... أوي يا مستر...

-أنا كويس آآ... اتفضلي...

أفسح لها لتدخل فدخلت رغده وترك بدر الباب مفتوح، تركها ودخل المطبخ يجلب لها كوب من الماء لتهدأ قبل أن تخرج، فملامحها تشي بكثرة بكائها، أعطاها الكوب وجلس قبالتها وهي تمسح دموعها بمنديلًا ورقيًا، راق له أن هناك أنثى تهتم لأمره، غرغم صغر سنها إلا أنها تروق له كثيرًا، لكن مهلًا... بمَ يفكر الآن؟ لا يجوز بتاتًا، وثب واقفًا فجأة وقال بجدية:

-أنا كويس يا رغدة قومي بقا امشي...


لم تنهض من مكانها رفعت بصرها ببطئ وقالت بنبرة مرتعشة:

-مستر أنا... أنا... أنا همشي...

ابتلعت كلماتها التي أوشكت على نطقها، ونهضت واقفة ثم اتجهت نحو الباب مهرولة، وقبل أن تخرج التفتت له وقالت بصوت بحه البكاء:

-مستر أنا عايزه أقولك حاجه مهمه...


أغلقت جفونها تستجمع كلماتها ثم نطقت:

-ممكن تقول إن أنا عيله صغيره أو مراهقه لكن...


أطبقت شفتيها لبرهة وكأنها تمنع لسانه أن يفعل! ثم قالت بتلعثم:

-أنا... من أول يوم اتقابلنا وأنا بحس... يعني قصدي أقول إنه غصب عني... إني... أنا... آآ... إنت لازم تاخد بالك من نفسك عشاني...


سألت دموعها مجددًا ثم نطقت بحشرجة:

-متتجوزش غيري يا مستر عشان بحبك.

قالتها وخرجت مسرعة دون أن تنظر إليه، فهوى بدر جالسًا، وردد:

-متتجوزش غيري يا مستر عشان بحبك!!!!

عض على شفتيه، وجلس مشدوهًا لدقائق، حتى دلف عمرو للشقة ومعه صنية طعام، قال عمرو:

-إنت فاتح الباب ليه؟ حد كان عندك؟


لم يعلق بدر، فناداه عمرو، فقال بدر:

-ها! إنت جيت؟

-صباح الفل، مالك سرحان ليه؟

-أنا داخل أنام...

قالها بدر ودخل لغرفته، عمرو يتابعه بترقب متسائلًا ما الذي أصابه؟

استلقى بدر وأغلق جفونه وجملة رغدة تتردد برأسه، كان داخله يختلج قلقًا، فأخذ يردد:

-اللهم لا تفتني، اللهم لا تفتني...

حتى جذبه النعاس....

                 من ناحية أخرى

منذ وصلت رغدة للشقة وهي تبكي بانهيار، ما هذا الغبـ ـاء الذي أصابها؟ لقد اعترفت له! ماذا سيظن بها؟ ليتها لم تفعل! 


قالت رحمه:

-كفايه عياط يا رغده! خلاص إنتِ قولتيله واللي حصل حصل... 


قالت رغده بحشرجة:

-هيقول عليا إيه؟ مكنش المفروض أقول كده يا رحمه؟ معرفش عملت كده ازاي!!


-ولا أنا عارفه، إزاي تعملي كده أصلًا!!

قالتها رحمه فازداد بكاء رغدة، فأضافت رحمه:

-اهدي يا رغده كلنا بنضعف، وإنتِ اعتبري نفسك مقولتيش حاجه... خلاص بقا يا رغده تيته هتلاحظ... 


استلقت رغده وغطت وجهها وانخرطت في بكاء صامت؛ دموعها تسيل وهي تكبح شهقاتها، أشفقت عليها رحمه فحاولت جذب الغطاء عنها ولكن هدرت بها رغده:

-سيبيني بالله عليكِ، سيبيني لوحدي.


                       ★★★★★★

وفي وقت صلاة العشاء...


قُرع جرس الباب فنهضت «تقى» لتفتح، كانت مضطربة قلقة أن يكون حسين مجددًا، تسأل عن هوية الطارق ولا يأتيها رد...


نظرت من العين السحرية للباب ولا أحد يقف قبالتها، فقالت سراب:

-متفتحيش إلا لما اللي بره يرد عليكِ.


-أنا عندي فكره تانيه...

قالتها تقى ودخلت للمطبخ أحضرت سكيـ ـنًا ثم اتجهت تفتح الباب بتوجس، واتسعت حدقتيها مما رأته...

أجفلت سراب وحملت مطرقة خشبية ثم اتجهت صوب الباب تمد بصرها ببطئ لتكتشف ما الذي تنظر إليه تقى بكل هذا القلق...

يتبع


جاري كتابة الفصل الجديد  للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع