القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر بقلم زينب سعيد القاضي كامله

 



رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر بقلم زينب سعيد القاضي كامله 



رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر بقلم زينب سعيد القاضي كامله 



الفصل السادس


إقتربت منه تهزه برفق وعيونها تذرف دمعًا خوفًا عليه :


-يوسف أنت بخير يا حبيبي سامعني ؟


لم يجيبها لكن أجابها خيط الدم الرفيع الذي يسيل من أنفه لم تدري نفسها إلا وهي تصرخ بأعلي صوت لديها حتي تكاد تجزم أن أحبالها الصوتيه قد تمزقت وهي تهزه بفزع 


في الأسفل.


خرج عدي وعليه بأحضانه تجاه والدتهم ونايا يجلسوا برفقتهم بصمت تام. 


تطلعت صفاء الي عيون إبنتها الدامعة وغمغمت متسائلة :


-خير يا عليا بتعيطي ليه ويوسف خرج من غير ما يقول حاجة ليه وطلع علي فوق 


ألتفت عليا إلي عدي بإستنجاد أماء لها بعينه وتطوع هو للرد بدلا منها ولكن ما كاد أن ينطق إلا وإستمعوا صراخ نورسيل بالأعلي. 


نهضوا بفزع وصفاء تضع يدها على قلبها بخوف:


-يوسف


تطلعوا الي بعضهم بخوف وركضوا جميعاً لأعلي .


في الأعلي. 


آول من وصل كان عدي الذي إقتحم الجناح وتفاجئ منظر شقيقه وإنهيار نورسيل جواره وهي تهزه محاولة إفاقته 


ركض سريعا وأبعدها عنه وهو يتحدث بخوف:


-أيه الي حصل يوسف ماله وايه الدم ده ؟


ردت بدموع :


-مش عارفة مش عارفة حاجة هو طلع من تحت متعصب وبعدها نان علي السرير وأغمي عليه والدم ده نزل من مناخيره.


وصلت عليا وصفاء ونايا وما أن رأت صفاء حالة ولدها المذرية سقط مغشياً عليها ولكن قبل أن يلامس جسدها الأرض كان عدي يتلقفها سريعا. 


حملها برفق وصاح بعليا ونايا:


-أطلبوا الإسعاف بسرعة مستنين أيه. 


❈-❈-❈


ركضت عليا سريعا لمهاتفة المشفي لإرسال سيارة الإسعاف إليهم. 


بينما ذهبت نايا بتردد إلي نورسيل التي تقف في حالة يرثي لها وضمتها بين أحضانها تحاول تهداتها.


توقف علي بسيارته أمام قصر يوسف فهو جاء في محاولة منه لتطليف الجو بعد ما أفسده والده بمساعدة شقيقه الأحمق هبط من السيارة تزامناً مع دخول سيارة إسعاف من بوابة القصر. 


إنقبض قلبه وتحدث بتيه كأنه يشعر بما يمر به رفيق ضربه :


-يوسف.


ردد اسمه ودلف سريعا من الباب المفتوح علي مصراعيه وركض سريعا متجها لأعلي وتكد حدثه من أن رأي صفاء المغشي عليها وحالة يوسف التي لا تبشر بالخير بالمرة. 


ركض سريعا كي يطمئن عليه لكن تفاجئ بعليا تقف أمامه وتشير له بالتوقف. 


تطلع لها بعدم فهم فصاحت هي بجنون :


-جاي ليه بعد إلي عملتوه أبوك وأخوك بعتينك تشوفه مات ولا لسه ؟ أيه أرتحتم كده حسبي الله ونعم الوكيل فيكم. 


جحظت عين علي بصدمة مرددا بعدم إستيعاب:


-عليا أنتي أتجننتي بقي أنا أشمت في يوسف أو حتي أفكر أذي يوسف ده حتة مني .


ضحكت عليا ساخرة :


-بجد وإلي عملوه أبوك وأخوك صحيح تقتلوا القتيل وتمشوا في جنازته.


أتسعت عين الأخر وتحدث بفحيح :


-كلمة تانيج يا عليا هنسي إنك بنت عمي وأختي الصغيرة وهيكون ليا تصرف تاني معاكي. 


أزاحها جانبا وإتجه الي يوسف وألتفت الي عدي الذي يجلس جواره متسائلا بقلق:


-ماله يوسف يا عدي أي الي حصله ؟


رفع عدي رأسه وتحدث بدموع :


-مش عارف يا على مش عارف أيه إلي حصله. 


رفع رأسه وهتف بتوعد:


-أقسم بالله لو يوسف حصله حاجة مش هرحم أخوك ولا أبوك وقتها .


تنهد علي بأسف علي ما آلت إليه الظروف. 


قطع حديثهم صعود المسعفين وحملوا يوسف سريعا علي الترولي الأول وصفاء علي الترولي الثاني.


تحرك الجميع خلفهم وأصرت نورسيل أن تصعد برفقة يوسف سيارة الإسعاف وصعدت عليا خلفها وجلست جوار يوسف وهي تعنف نفسها فهي لن تسامح نفسها إذا حدث ليوسف شئ بسبها. 


بينما ركب عدي سيارته وإلي جواره نايا وخلفهم الحرس وعلي يتبعهم بسيارته .


❈-❈-❈


في المشفى. 


يقف الجميع أمام غرفة الرعاية المركزة في إنتظار خروج الطبيب كي يطمئنوا علي حالة يوسف بعد أن اطمأنوا علي صفاء أنه مجرد هبوط ضغط وستفيق بعد قليلا وظلت نايا برفقتها. 


وقفت نورسيل تضم جسدها مستندة برأسها علي الجدار من خلفها وعليا تجلس علي أحد المقاعد وعلي وعلى يقفوا أمام الباب .


مر ما يقارب النصف ساعة وفتح الباب وخرج الطبيب نهض الجميع وركضوا تجاهه بفزع. 


هتف عدي بلهفة :


-طمني يا دكتور يوسف بخير ؟


تنهد الطبيب بأسف وتحدث بعجالة :


-مع أسف إرتفاع في ضغط الدم أدي لحدوث جلطة هنأجل أي كلام عشان هو لازم يدخل العمليات حالا 


شهق الجميع بصدمة وردد عدي بعدم إستيعاب :


-عملية أخويا ماله يا دكتور ؟


تحدث الطبيب برفق:


-إهدي يا عدي باشا عملية أسطرة نسحب الجلطة حاجة بسيطة أطمئن بس لازم في أسرع وقت عشان ميحصلش أي ضرر بعد إذنكم .


ألقي الطبيب جملته وتحرك سريعا للإستعداد لإجراء العملية. 


بينما تهاوت نورسيل أرضا تضم قدميها إلي صدرها ووضعت رأسها بينهما محاولة كتم شهقاتها لا تصدق ما سمعته أسيتركها يوسف ويرحل لا لن تصدق هذا لما يحاول القدر إبعادهم هكذا هي لن تستطيع العيش بمفردها دونه .


بينما إستند عدي علي الحائط بعجز لثاني مرة يقف مكتوفي اليد وشقيقه يصارع الموت لا لن يخسره هو بدونه لا شئ فهو شقيقه الأكبر وأباه الروحي وسنده وعكازه ومعلمه الآول.


بكي بآلم وقال:


-أه يا يوسف أه يا شقيقي الغالي لا تتركني بمفردي فالحياة بدونك ما هي إلا جحيم علي وجه الأرض.


بينما علي لم تسعفه قدماه وجلس علي المقعد ودموعه تسيل علي رفيق دربه يقسم أنه لن يسامح والده وشقيقه إذا لم يتحسن يوسف. 


عند عليا تشعر أن قدماها أصبحت هلام لا تحملها لا تصدق حتي الأن أنا شقيقها يصارع الموت الأن بسببها لن تسامح نفسها إذا أصابه مكروه يا الله .


❈-❈-❈


تململت في نومها وفتحت عيناها برفق تنظر حولها وهي تتأوه بآلم بإسمه :


-يوسف. 


نهضت نايا بلهفة وتحدثت بلهفة :


-ماما أنتي كويسة سمعاني ؟


ردت صفاء بضعف:


-يوسف كويس ؟


إبتلعت نايا ريقها بتوتر وقالت :


-كويس يا ماما أطمني. 


ألتفتت لها بوهن وتطلعت إلي ملامح وجهها :


-يوسف كويس ولا بتضحكي عليا يا بنتي أنا قلبي تاعبني يوسف في حاجة صح ؟


تنهدت نايا بحزن :


-الدكتور عنده دلوقتي. 


حاولت النهوض وهي تهتف بلهفة :


-وديني عنده يا بنتي. 


إقتربت منها نايا بلهفة و أرجعتها :


-إهدي يا ماما عشان خاطري أنتي لسه تعبانة. 


رددت صفاء بإصرار:


-مش هرتاح غير لما أشوف يوسف وأطمن عليه.


هتفت نايا برجاء:


-طيب خليكي مرتاحة عشان خاطري هروح أطمئن عليه واجي أطمنك بلاش تتأخري. 


تمددت مرة آخري بضعف :


-طيب روحي يا بنتي بسرعة شوفيه وطمنيني عليه الله يباركلك يا بنتي. 


أومئت نايا بلهفة وردت :


-حاضر يا أمي بس إهدي أنتي عقبال ما المحلول يخلص. 


لفت نظرها الإبرة المتعلقة بيدها والمحلول الذي يقطر بيدها فغمغمت متسائلة:


-أيه المحلول ده أنا عندي أيه ؟


ردت نايا بحنان:


-ضغط حضرتك كان واطي المحلول هيظبطه إن شاء الله.


أومئت صفاء بتفهم وقالت :


-طيب شوفي حد يشيله يا بنتي أنا بقيت كويسة خلاص المهم أطمن علي يوسف وأشوفه. 


هزت رأسها بإيجاب وغادرت متجهة إلى الخارج وهي تدعي الله أن يكون يوسف علي خير ما يرام .


❈-❈-❈


وصلت إليهم ومن وضعهم علمت أن هناك خطب علي غير ما يرام. 


إقتربت من زوجها سريعاً وضغطت علي يده بحنان وهتفت بحذر:


-يوسف كويس صح ؟


تنهد بوجع وتحدث بضعف:


-يوسف في العمليات يا نايا. 


شهقت بصدمة وقالت :


-عمليات أيه هو عنده ايه اصلا؟


إبتلع غصة مريرة بفمه وردد بأسي:


-عنده جلطة وحاليا يسحبوها بالقسطرة.


دمعت عيناها وهتفت بأسي:


-يا عيني عليك يا يوسف هو ليه بيحصل معاه كده. 


ضمها برفق لأحضانه مغمغما بأسي:


-نصيبه كده الحمد لله ربنا ينجيه. 


هتفت برجاء :


-يارب يا عدي مش عارفة هقول أيه لماما دي فاقت وكانت عايزة تيجي .


ضرب علي جبينه بانتباه:


-يا الله هتقولي ليها ايه بس هي فاقت وبقت كويسة ولا لسه تعبانة ؟


ردت بتوضيح :


-يعني إلي حد ما والمحلول كمان لسه مخلصش خايفة أرجع ليها مش عارفة أقول ليها أيه. 


تحدث بآلم :


-قوللها ضغطه عالي وهو نايم دلوقتي ولما يفوق هخدك تشوفيه. 


مطت نايا شفتيها بحيرة وعقبت:


-معتقدش أنها هتقتنع وكمان كلكم هنا ومحدش راح يشوفها هتفهم إن في حاجة. 


زفر بحنق ورد:


-ولو حد برودا راح ليها بمنظرنا ده بردوا هتعرف أتي في حاجة. 


هز رأسه بيأس فهو الأن بين نارين والدته التي قد تصاب بأزمة قلبية إذا علمت بمصاب يوسف وأخاه الحبيب الذي يصارع الموت الأن لا حول ولا قوة. 


نهض علي الذي إستمع لحديثهم وقال:


-هروح أنا مع مدام نايا خليك يا عدي أنت ولو سألت عنك هقولها خرج يجيب حاجة من بره المستشفي. 


أومئ عدي بإمتنان:


-ماشي يا علي تسلم .


ألتفت إلي زوجته وتحدث بحنو:


-روحي يا حبيبي وعلي معاكي وخليكي مع ماما. 


حركت رأسها بإيجاب وهتفت بحذر :


-خد بالك من نورسيل يا عدي شكلها مش طبيعي وآول ما يخرج يوسف تعالي طمنا. 


هز رأسه بتفهم وقال :


-حاضر يا نايا آول ما يخرج وأطمئن عليه هاجي ليكم بإذن الله روحي يلا. 


تحركت نايا وعلي مسافة منها يسير علي جوارها بشرود تام.


❈-❈-❈


مسح عدي علي وجهه بضعف وأرجع خصلات شعره الغزيرة للخلف وتحرك بخطي وئيدة إلي نورسيل التي تجلس أرضاً دافنة وجهها بين ركبتيها.


أنحني بجسده وجلس القرفصاء أمامها وتحدث برجاء :


-نورسيل إهدي لو سمحتي يوسف لما يشوفك كده هيتعب أوي. 


رفعت وجهها وهاله منظرها الدامي للقلوب وتحدثت بحسرة من بين دموعها:


-يوسف ؟ هو فين يوسف!  خلاص هيسبني ويمشي. 


صاح عدي بعصبية :


-أخرسي خالص وبطلي هبل يوسف هيقوم وهيبقي كويس كمان. 


حركت رأسها بلا وأرجعت رأسها للخلف وبدأت بضربه في الحائط:


-لأ لا خلاص هيموت ويسبني يارتني ما دخلت حياته وقتها كان هيبقي كويس من وقت ما دخلت حياته وحياته أتدمرت. 


جحظت عيناه بصدمة مما تفعله إعتدل سريعاً وحاول تهدأتها دون فائدة وكذلك إقتربت عليا هي الآخري وتعاونه لكن لم تهدأ بل دخلت في نوبة هستيرية وهي تزيد من خبط رأسها بالحائط وتصرخ باسمه.


لم يدري ماذا يفعل عدي إلي أنه قام بصفعها بقوة علي وجهها حتي تفيق من هزيانها.


توقفت بصدمة آثر صفعه ولكن لم تدوم صدمتها فآغمضت عيناها وإستسلمت للظلام الدامس.


تلقفها عدي سريعاً وقام بحملها وهو يصيح بإحدي الممرضات لنجدتهم ولكن ما كاد أن يتحرك وشعر بسائل لزج علي يده لم يتبين ما هو إلي عندما سمع صرخة عليا آنها تنزف.


ثوان قليلة وإقترب الممرضين بالترولي وقاموا بحملها متجهين إلي إحدي الغرف وعدي خلفهم .


ألقي نظرة لشقيقته وتحدث بأسي:


-خليكي هنا عشان يوسف.


هزت رأسها بإنكسار وتهاوت علي المقعد خلفها وهي تبكي بحسرة لا تدري ما هذه المصائب التي وقعت عليهم مرة واحدة كل هذا بسبب عامر زوجها كيف له أن يفعل هذا بها هي فصلته هو وإستحملته واستحملت تقلباته وتصرفاته الخاطئة التي تعلم إذا علم بها يوسف سابقاً لم يكن ليرحمه وفي النهاية ها هي تقف مكتوفة اليد وعائلتها تصارع الموت بسبه تقسم أنها لن تعود إليه حتي لو تكلف الأمر حياتها وأولاده لم يراهم مجددا فهو لا يستحق أن يكون زوجا أو أبا من الأساس.


❈-❈-❈


تمدد علي الفراش لا حول لها ولا قوة تنتظر عودة نايا لتطمئن علي فلذة كبدها تشعر أنه علي غير لا يرام قلبها يخبرها ذلك وليس قلب الآم هو من يكذب يا سادة فهو خير دليلا.


طرق الباب ودلفت نايا وخلفها علي الذي تحدث ببشاشه محاولا طمأنت هذه المسكينة:


-يا الكل بتاعتنا عاملة أيه ؟


تطلعت له مليا وتغاضت عن حديثه الذي من المؤكد لتهدأتها وتطلعت لعينه المعكرة بلون الدماء دلالة علي حزنه وبكاءه لفترة طويلة.


فلم تدري بنفسها سوي وهي تنطق بكلمة واحدة:


-عايش.


تبادل نايا وعلي النظرات بعدم فهم.


فرددت بآلم:


-يوسف أبني عايش ؟


أجاب علي علي الفور:


-أيوة طبعاً عايش وزي الفل الحمد لله.


تطلعت له صفاء بعدم تصديق وهتفت معاتبة:


-متكذبش عليا يا علي يا أبني شكلك مش بيقول كده أبني ماله علي ؟


تنهد علي بآلم وأجاب:


-أطمني يا أمي كويس والله هو ضغطه عالي شوية بس هيتظبط وهيخرج بأمر الله.


رمقته بعدم تصديق وعقبت:


-بجد؟ لو كلامك صح فين عدي وعليا ولا نورسيل طالما يوسف كويس فعلاً ليه محدش جه يشوفني ؟


تحدث علي تبرير:


-عدي خرج بره المستشفى بيجيب حاجة من بره ونورسيل وعليا مع يوسف عشان ميعرفش آن حضرتك تعبانة وبعدين أنا مش كفاية يا ست الكل ولا ايه هو آنا مش إبنك زيهم ولا أيه لا كده أزعل.


تنهدت صفاء بحزن:


-لأ أبني زيهم وربنا العالم بس أنا متأكدة أن أبني فيه حاجة ريحوا قلبي طيب لو هو كويس خدوني ليه.


تحدثت نايا بلهفة:


-يا ماما المحلول مخلصتش وأنتي لسه تعبانة كمان هتروحي فين بحالتك دي يوسف لو شافك أصلاً هيتعب أكتر وأحنا قولنا ليه إنك في البيت.


ضحكت صفاء بكسرة:


-وتفتكري يوسف هيصدق أني هسيبه تعبان وأقعد في البيت عرفتوا بقي أن أنتوا بتكدبوا عليا ريحوا قلبي أبني ماله ؟


تطلع علي إلي نايا بقلة حيلة وتحدث :


-مع الأسف جلطة وحاليا في العمليات بيسحبوها هو بخير والله أطمني.


أغمضت عيناها بحسرة:


-جلطة يا عيني عليك يا أبني اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها.


تحدث علي بحزن:


-هو كويس بإذن الله حاجة بسيطة أطمني.


ضيقت عيناها متسائلة:


-يوسف جاب عليا ليه يا علي أخوك ليه دخل في إلي حصل لأبني ؟


صمت علي بخزي ولن يتحدث فبماذا يخبرها عن دناءة والده وحقارة شقيقه .


هتفت صفاء بإصرار:


-رد عليا يا علي ومتهربش مني هما السبب ولا نورسيل عملت حاجة تاني وزعل منها؟


رد بأسف:


-بابا وعامر أتخانقوا مع يوسف واحنا في الصعيد .


قطبت جبينها بحيرة:


-أتخانقوا ليه وايه إلي سفرهم الصعيد من الأساس يا أبني ؟


ظل علي صامتا بخزي.


هزت صفاء رأسها بتفهم وتحدثت بتوعد :


-أقسم بربي لو أبني حصله حاجة لهطلع القديم والجديد يا علي ووقتها متلوموش غير نفسكم.


❈-❈-❈


فتح باب غرفة العمليات أخيراً وخرج الطبيب نهضت عليا بلهفة وركضت تجاه الطبيب:


-طمني يا دكتور يوسف كويس ؟


أومئ الطبيب بإيجاب:


-أطمني كويس الحمد لله.


تنهدت عليا براحة وعقبت:


-طيب مفيش مضاعفات عليه وأيه سبب ده يا دكتور يوسف طول عمره كويس ؟


أجاب بتوضيح:


-مجرد ضغط عصبي شديد أدي لإرتفاع الضغط وسبب انفجار الشريان هو محتاج بس راحة وهدوء نفسي وهيبقي زي الفل بإذن الله هو مش مريض ضغط أصلاً بس أحيانا بيحصل إرتفاع ضغط أو انخفاضه بشكل مفاجئ وده إلي حصل معاه يلا بعد إذن حضرتك آول لما يفوق تقدروا تشوفوه.


تحرك الطبيب وتهاوت علي المقعد تتنهد براحة كأن روحها ردت إليها من جديد.


يُتبع..



٧&٨

الرواية مسجلة حصري بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع منعًا باتًا نقل الرواية أو نسخها في جروب أو مدونة أو بيدچ ومن يفعل ذلك قد يتعرض للمسألة القانونية.

اللهم أرحم أبي وأغفر له.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه


الفصل السابع 


يقف عدي أمام غرفة الكشف بعجز فآخر ما كان ينقصه الأن هو تعب نورسيل تطلع الي الدماء التي تلطخ يده وملابسه وابتلع ريقه بتوجس فهذه الدماء ليست تشير إلى الخير يتمني أن لا يكون شكه حقيقة .


فتح باب الغرفة وخرجت الطبيبة إقترب منها عدي بحذر وهتف:


-خير يا دكتور ؟


تنهدت الطبيبة وتحدثت بعملية:


-المدام حامل في الشهر الآول لسه والوضع مش أحسن حاجة من ستر ربنا إنكم هنا في المستشفى وقدرنا نسيطر على النزيف. 


رمقها بأسي وحزن علي مصاب شقيقه الأكبر ألا يكفي ما به لتأتي هذه الشعرة التي ستكون كالقشة التي قسمت ظهر البعير


أه منك أنت يا يوسف تحمل هموم الجميع وأحزانهم وعندما بدأت أن تطيب لك الدنيا لكن ضاقت عليك واستحكمت حلقاتها فأنت الأن تصارع الدنيا وطفلك يصارع للبقاء هو الآخر مطالبا بحقه في العيش .


فاق من دوامة أفكاره علي صوت الطبيبة ألتفت لها بانتباه:


-نعم يا دكتور بتقولي ايه ؟


ابتسمت الطبيبة بعملية وقالت بإشفاق:


-بقول لحضرتك خير ان شاء الله أطمن كل إلي المدام محتاجه ليه راحة والبعد عن أي ضغط نفسي .


تنهد بأسي وعقب :


-مع الأسف زوجها كمان تعبان وفي العمليات يبقي هتيجي منين الراحة النفسية ليها. 


أومئت الطبيبة بتفهم وتحدثت بأسف:


-أسفة يا فندم كنت فاكرة حضرتك جوزها طيب المشكلة أنها مينفعش تاخد مهدئ عشان صحة البيبي. 


إمتعض وجه الآخر وهتف متسائلا:


-هي فاقت ولا لسه ؟


حركت رأسها بنعم :


-هي المفروض هتفوق دلوقتي. 


مط شفتيه بتفهم وأضاف:


-ينفع أدخل ليها ؟


ردت الطبيبة بإيجاب:


-ينفع بس بلاش عصبية ليها ولا أي ضغط نفسي حرصا علي وضعها هي والجنين. 


تنهد براحة وأكمل :


-أكيد أطمني. 


أستأذنت الطبيبة وتحرك عدي الي الباب وطرقه بخفة ودلف وجدها بدات تفيق بالفعل والممرضة تجلس جوارها. 


اقترب منها بحرص وهو يتأمل ملامح وجهها الشاحب إلي هذه الدرجة تحب يوسف ولكن إذا كانت تحبه بالفعل لما فعلت به هذا. 


هز رأسه بيأس فلا داعي للتفكير بالماضي فالمهم الأن الحاضر فقط .


حاول رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه وتسأل :


-أخبارك أيه يا نورسيل ؟


تطلعت له بضعف وهمست :


-يوسف كويس ؟


رغم أنه لا يعرف حالة يوسف من الأساس لكن تحدث كاذبا :


-يوسف خرج وكويس الحمد لله أنتي وابنه الي مش كويسين.


رمقته بعدم فهم وقالت :


-أنا وإبنه مين هو يوسف أتجوز عليا يا عدي ؟


ضحك رغما عنه وهتف متهكما :


-هو يوسف متجوزك أنتي بالعافية هيتجوزك غيرك كمان لا يا ستي مش متجوز. 


تساءلت بغباء:


-أمال إبنه مين مش فاهمة ؟


ابتسم بهدوء مصطنع وقال :


-ابنه إلي في بطنك يا نورسيل .


بدون شعور منها رفعت يدها فوق أحشائها تتحسها بأعين دامعة فها هي أمنيتها تتحقق وتحمل في أحشائها طفلها هي ويوسف تساقطت الدموع من عيناها وهي تردد:


-الحمد لله يا رب العالمين الحمد لله ألف حمد وشكر يارب. 


ألتفت إلي عدي فجأة وحاولت النهوض:


-أنا لازم أروح ليوسف أفرحه. 


تحدث عدي بحذر وهو يعيدها لوضعها:


-خليكي مكانك وضعك مش مستقر يا نورسيل الجنين معرض للاجهاض لازم راحة ويوسف أنا هروح أبلغه وآول ما حالته تسمح هيجي هو ليك بنفسه تمام. 


تطلعت له بأمل:


-بجد يعني هو كويس وهيجي بنفسه يشوفني  ؟


هز عدي رأسه وتحدث :


-بإذن الله متقلقيش هروح أنا أطمن عليه وأبلغه وارجعلك ماشي يوسف كويس عايزك تجمدي يا نورسيل عشانه وعشان ابنك يلا سلام. 


غادر عدي وإقتربت الممرضة من نورسيل تساعدها علي الاعتدال مرة آخري. 


❈-❈-❈


عاد إلي شقيقه الأكبر كي يطمئن عليه ولم ينتبه إلي إصطدامه بشخص تحدث معتذراً :


-أسف مأخدتش بالي .


تجاهل الآخر إعتذاره وتحدث متفاجا:


-عدي مش معقول.


رفع الآخر رأسه تجاه الشخص وسرعان ما تبينت ملامحه وضم كل منهم الآخر بإشتياق بعد فترة ابتعدوا عن بعضهم وتحدث عدي بفرحة:


-بيجاد مش معقول أخبارك ايه ورجعت إمتي من السفر ؟


تحدث بيجاد بابتسامة:


-الحمد لله يا حبيبي بخير لا مرجعتش أوي يعني المدام كانت بتولد هنا في مصر وسط أهلنا المهم سيبك أنت مني وطمني عنك وعن يوسف عامل أيه ؟


غام الحزن مرة أخري وأجاب بأسف:


-يوسف هنا بيعمل عمليه. 


جحظت عين الآخر بصدمة وقال:


-عملية أيه مش فاهم حاجة تعالي نروح أطمن عليه الآول. 


هز عدي رأسه بايجاب وتحركوا تجاه غرفة العمليات .


بعد دقائق وصلوا اتجه عدي سريعا الي عليا وتسأل :


-أيه الأخبار يا عليا ؟ يوسف كويس ؟


تنهدت براحة وهتفت:


-أيوة الحمد لله خرج والدكتور طمني. 


وضع عدي يده علي قلبه براحة كأن روحه ردة إليه الأن. 


عاجلته عليا متسألة:


-نورسيل عاملة أيه وايه الدم ده ؟


نظر للدماء بإنتباه فقد تناسي غسل يديه من التشتت :


-نورسيل حامل يا عليا .


أتسعت عين عليا مرددة بعدم إستيعاب :


-حامل طيب والدم ده ؟ أوعي تكون أجهضت كفاية إلي يوسف فيه. 


تنهد عدي براحة وقال :


-لا الحمد لله بخير هنشوف يوسف امتي  ؟


ردت بحذر:


-هو في الإفاقة دلوقتي بس أنا مش هقدر أدخل. 


أومأ بتفهم وقال :


-تمام يا عليا هروح أغسل إيدي وأروح أشوفه. 


عاجله بيجاد:


-طيب أنا هروح أطمن علي الحالة عقبال ما تخلص.


رد عدي بايجاب :


-تمام.


غادر بيجاد وتحدثت عليا بحيرة :


-مين ده شكله مش غريب عني. 


ابتسم عدي ساخرا وأجاب :


-ده دكتور بيجاد كان صاحب يوسف وعاصم الأتنيم لو تفتكري بعد اذنك. 


تهاوت على المقعد بأسي أه منك أيها العاصم لو لم تكن تتخلي عني لما حدث كل هذا أكرهك عاصم ولن أسامحك طوال حياتي.


❈-❈-❈


أنهي حديثه مع الطبيب وولج إلي الغرفة يطالع رفيق دربه بأعين دامعة علي مصابه أمسك يده ضغط عليها بحنان وقبل رأسه.


فتح يوسف عيناه بضعف نظر له بتيه وأغمض عينه مرة آخري.


دلف عدي ببطئ وإقترب من شقيقه الأكبر ودموعه تسيل على وجنتيه من هلعه بمنظر شقيقه وكمية الأسلاك والخراطيم الطبية التي تخترق جسده.


وصل إليه وقبل جبينه بحب وتحدث بحذر شديد:


-هو كويس يا بإيجاد صح ؟


هز بيجاد رأسه بإيجاب:


-بخير أطمئن هو كل إلي محتاجه شوية راحة وبس يا سيدي.


تحدث عدي بقلق:


-طيب هو هيفوق إمتي ونقدر نتكلم معاه ؟


تحدث بيجاد بعملية:


-بعد ٢٤ساعة تقدروا تشوفوه وتطمنوا عليه بإذن الله تعالى.


تنهد عدي بحزن وقال:


-يعني هو لسه معداش مرحلة الخطر ؟


هز بيجاد رأسه نافياً وعقب:


-لا عدي وهو بخير الحمد لله بس كل الحكاية هو محتاج راحة وبس يا سيدي يلا نخرج ونسيبه يرتاح.


أومئ عدي بقلة حيلة:


-تمام.


خرجوا سويا وتحدث بيجاد بعملية:


-أنا عندي عمليه هنا هروح أخلصها وأرجع تاني ليك.


رد عدي بإختصار:


-تمام .


تحرك بيجاد مبتعدا واقتربت عليا من عدي متسائلة:


-أيه الأخبار يوسف كويس ؟


هز رأسه بإيجاب ورد:


-الحمد لله بس لسه بعد ٢٤ساعة نقدر نطمئن عليه أكتر هو دلوقتي مش فايق.


تنهدت عليا بحزن وقالت:


-كل ده بسببي.


رمقها وردد بنفاذ صبر:


-عليا مش وقت ندب أنا علي آخري وربنا يلا نطمئن علي ماما وبعدين نشوف نورسيل.


حركت رأسها بإيجاب وتحركوا تجاه غرفة صفاء طرق عدي الباب ودلف بإبتسامة بسيطة:


-ست الكل خضتيني عليكي.


حاولت صفاء النهوض لكن إقترب عدي منها علي الفور:


-إهدي يا ست الكل خليكي مرتاحة.


تحدثت بلهف متجاهلة حديثه:


-يوسف كويس أخوك كويس يا عدي ؟


هز رأسه بإيجاب:


-كويس يا ست الكل والله أطمني.


تنهدت براحة وإقتربت عليا بحنان:


-أنتي كويسة يا ماما ؟


إكتفت صفاء بإيماءة بسيطة.


تطلعت له نايا بحيرة وتسألت:


-هي نورسيل فين مع يوسف ؟


مسح عدي علي جبينه بضيق وعقب:


-لا في الاوضة إلي جنبكم.


شهقت نايا بلهفة:


-نورسيل مالها حاجة حصلت ليها ؟


رد بأسف:


-نورسيل حامل والوضع مش مستقر.


دمعت عين صفاء بحزن علي حظ بكرها العاثر لا يكفي ما يمر به الأن وطفله علي وشك أن يفقده هو الآخر.


تحدث علي بحزن:


-إن شاء الله خير يا جماعة إهدوا بس وصلوا علي النبي.


ردد الجميع:


-عليه الصلاة والسلام .


تحدث عدي بهدوء:


-أنا عديت علي الدكتور وحضرتك تقدري تخرجي يا ست الكل علي هيوصلك أنتي ونايا للبيت عشان ترتاحيوولاد عليا هناك لوحدهم وأنت وعليا هتفضل هنا مع يوسف ونورسيل.


هزت صفاء رأسها بأسي وقالت:


-مش همشي من هنا من غير أخوك أو علي الأقل أشوفه واطمئن عليه.


تنهد عدي وقال:


-يا أمي الله يباركلك متقلقنيش عليك يوسف مش هتقدري تشوفيه غير بعد ٢٤ساعة روحي أرتاحي بس يا ست الكل وبكره تعالي.


هتفت صفاء بإصرار:


-لأ مش همشي من هنا يعني مش همشي.


أضافت نايا بلهفة:


-وأنا كمان مش هقدر أمشي هفضل هنا مع نورسيل.


صاح عدي بعصبية:


-هتفضلي فين أنتي كمان عشان تقعي وأجري بيكي تعرفي تخرسي خالص.


دمعت عين نايا وأنزوت في مقعدها بصمت تام.


تدخل علي ملطفا:


-خلاص يا عدي اهدي لو سمحت طنط صفاء تفضل هنا مع مدام نورسيل في أوضتها وأنا هروح عليا ومدام نايا.


مسح عدي علي جبينه بضيق:


-تمام.


أقتربت عليا من نايا وحثتها علي النهوض وتحركوا متجهين إلي الخارج.


تحرك علي خلفهم لكن أوقفه عدي محذراً:


-علي أبوك وأخوك ميعرفوش حاجة ومش عايز أشوف وشهم هنا.


تنهد علي بأسف وقال:


-حاضر يا عدي أطمئن.


غادر علي وقام بتوصيل عليا ونايا إلي قصر المغربي وعاد إلي المشفي مرة آخري.


بينما نهضت صفاء وذهبت لغرفة نورسيل بمساعدة عدي وبعدها غادر لإحضار الطعام والعصائر لهم وتركهم وذهب للخارج وتهاوي علي احد المقاعد وبعد فترة أنضم إليه علي.


❈-❈-❈


عاد عامر إلي شقته وتأكد حدسه عليا غادرت وأوفي يوسف بعهده. 


جلس علي الأريكة متمتما بغموض:


-بقي كده يا عليا بتمشي وراء يوسف وتتخلي عني أنا يبقي أنتي إختارتي أشربي بقي. 


أخرج هاتفه وحادث والده:


-ألو أيوة يا بابا يوسف نفذ كلامه راحت معاه هما إلي إبتدوا والبادي أظلم لا مش وقته خليها هناك وأنا هخليها ترجع راكعة كمان مش لازم تعرف دلوقتي بس أطمن أنا مش هسيب حقنا سلام. 


أغلق الهاتف وتمتم بتوعد :


-ماشي يا يوسف أنا وأنت والزمن طويل. 


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد أنهي بيجاد عمليته الجراحية وتوجه إلي عدي وجده يجلس وبجواره إبن عمه.


أقترب منهم ملقيا السلام:


-سلام عليكم ورحمه الله.


نهض علي بعدم تصديق وهتف :


-مش معقول بيجاد أنت رجعت.


ضمه بيجاد بإبتسامة:


-أخبارك يا علي.


رد علي بفرحة:


-الحمد لله أخبارك ايه وعاصم أخباره ايه رجعت امتي ناوي تستقر ولا راجع تاني ؟


مط الآخر شفتيه بحيرة:


-عاصم بخير الحمد لله والله ما عارف لسه هفضل هنا ولا هعمل أيه المهم حد قال حاجة عن حالة يوسف ؟


هز عدي رأسه نافياً.


تنهد بيجاد وتحرك:


-هروح أشوفه وأطمن وأرجع لكم.


❈-❈-❈


تجلس في جناحها ودموعها تسيل على وجنتيها فهذه آول مرة يفعل عدي بها هذا ويعاملها بهذه القسوة وأمام الجميع أيضاً ، هي لم تخطئ بشئ هي أخبرته فقط أنها تريد أن تظل برفقة شقيقتها لا أكثر الأمر لا يستدعي كل هذه الغضب عليها.


مسحت دموعها سريعاً فور أن إستمعت لطرق علي باب الغرفة.


دلفت عليا متسائلة:


-أخبارك نايا ؟


ردت نايا بصوت مبحوح:


-الحمد لله.


أماءت عليا بخفة:


-الحمد لله طيب بتعيطي ليه دلوقتي ؟ لسه زعلانة من عدي ؟


ردت بدموع:


-يعني عجبك إلي عدي عمله إمبارح ده ؟


تحدثت عليا موضحه:


-هو خايف عليكي يا حبيبتي مش اكتر أنتي حامل وتعبانه ومحتاجة ترتاحي.


ردت نايا بتذمر:


-كان يقولي براحة مش يشخط فيا كده قدام الكل .


تنهدت عليا بأسف:


-معلش يا حبيبتي الوضع صعب يوسف وماما ونورسيل كله علي دماغه يلا قومي أغسلي وشك عشان نفطر .


حركت نايا رأسها بلا :


-لأ مليش نفس. 


رددت عليا بإصرار :


-نايا يلا لو مش عشانك عشان إلي في بطنك ده ذنبه أيه.


تنهدت نايا بتردد :


-ماشي. 


هتفت عليا براحة :


-شاطرة كده يلا بينا نفطر هتروحي معايا المستشفى ؟


هزت رأسها نافية :


-لأ مش عايزة أروح. 


ضحكت عليا بخفة وعقبت :


-طيب فهمت إنك زعلانة من عدي طيب نورسيل اكيد هتزعل منك لو مروحتيش تشوفيها. 


تنهدت نايا بأسي :


-نورسيل أصلا مش بتكلمني. 


زفرت عليا بضيق :


-أنا تعبت بجد حاسة أن حياتنا كلها باظت وأكتر حد أتظلم وتعب فينا وحاليا هو بردوا إلي دفع التمن كمان. 


تألمت نايا وقالت :


عندك حق هو ونورسيل تعبوا في حياتهم وأتظلموا أوي إمتي الدنيا تضحك ليهم بس تفتكري حمل نورسيل هيكمل ؟


رفعت عليها كتفيها بحيرة:


-والله ما بقيت عارفة حاجة ربنا يستر بإذن الله وأنتي لو مش حابة تيجي خليكي هنا مع الولاد عشان خايفين. 


أومئت نايا بإيجاب:


-تمام .


هبطت نايا برفقة عليا تناولوا الإفطار سويا وبعدها غادرت عليا إلي المشفي وجلست نايا برفقة الأطفال. 


❈-❈-❈


في المشفي. 


هبط علي الي الكافتيريا أحضر الإفطار للجميع وعندما عاد وجد بيجاد قد عاد تحدث بلهفة :


-خير يا بيجاد يوسف بقي كويس ؟


هز بيجاد رأسه بايجاب :


-أطمن بخير الحمد لله. 


تنهد علي براحة :


-تمام الحمد لله. 


مد يده الي عدي وقال :


-ده فطار طنط صفاء ومرات يوسف روحي وديه وأطمن عليه وتعالي نفطر سوا بيجاد هتفطر معانا.


أضاف محذرا:


-أوعي تكون هتمشي 


إبتسم بيجاد بهدوء وعقب مؤكدا :


-لا أطمن مش همشي غير لما أطمن علي يوسف وادي قاعدة جلس جوار علي بصمت تام .


نهض عدي بضعف وأخذ الحقيبة متجه الي غرفة نورسيل طرق الباب وانتظر السماح بالدخول ودلف وجد نورسيل  تغط في ثبات عميق ووالدته تقرأ في كتاب الله صدقت ما أن رأته وتحدثت بلهفة :


-يوسف بخير يا عدي ؟


هز عدي رأسه بايجاب:


-الحمد لله يا ست الكل بخير. 


تنهدت صفاء براحة ألقي نظرة علي نورسيل النائمة وعقب متسائلا :


-أيه الأخبار نورسيل كويسة ؟


هزت صفاء رأسها بايجاب :


-الحمد لله أحسن النزيف وقف الدكتورة كانت هنا من شوية وقالت طالما النزيف وقف يبقي مؤشر كويس. 


تنهد براحة :


-الحمد لله .


مد يده بحقيبة الطعام وعقب :


-إفطري وفطري نورسيل وآول ما الدكتور يسمح بالزيارة هاجي أبلغكم.. 


يُتبع..

الفصل الثامن


حاول فتح عينه بوهن وصعوبة فالضوء يضايقه بشدة تطلع حوله بعشوائية وجد شقيقه ورفيق دربه يتطلعون إلي بإبتسامة ظن أنه يتوهم فكيف لصديقه أن يكون هنا فهو مسافر منذ مدة طويلة. 


شعر الآخر به وتحدث بإبتسامة عذبة :


-حمد الله علي السلامة يا وحش أيوة أنا مش بتحلم بقي يا راجل يوم أشوفك تبقي مدغدغ كده. 


ابتسم يوسف بغصة وردد:


-الحمد لله على كل حال هو ايه إلي حصل بالظبط أنا مش فاكر حاجة. 


هتف عدي موضحا:


-ولا أحنا نعرف أيه إلي حصل والله فجأة سمعنا نورسيل بتصرخ طلعنا كنت مغمي عليك وبتنزف وجبناك هنا. 


تطلع له يوسف بترقب وعقب:


-وأيه سبب النزيف ؟


تطوع بيجاد بالرد ممازحا إياه بخفة :


-ولا أي حاجة ضغطك عالي بس شويه شكلك عايز تشوف غلاوتك عندنا.


رمقه يوسف بعدم تصديق وقال :


-طيب ليه حاسس أن دماغي تعباني اوي كأن فيها جرح ؟


تنهد بيجاد بقلة حيلة وعقب :


-إضطروا يعملوا قسطرة يسحبوا النزيف. 


أغمض يوسف عينه قليلاً ثم فتحها مرة أخري وتسأل :


-ماما ونورسيل فين ؟ أوعي يكون حصل ليهم حاجة وأنتم مخبين عني ؟


إبتسم عدي بخفة وقال :


-لأ يا سيدي أطمن هما بخير ومبروك مقدماً. 


رمقه يوسف بعدم فهم وقال :


-مبروك علي أيه ؟


أجاب بيجاد ضاحكاً :


-أكيد مبروك أنا المدام حامل يعني مش مبروك علي الضغط العالي. 


أتسعت عين الأخر مرددا بعدم تصديق :


-بجد نورسيل حامل ؟


ضحك عدي بخفة وردد بحب :


-أيوة يا حبيبي ألف مبروك. 


رغم تعبه وما يسكن داخله الأن لكنه يشعر بفرحة شديدة يشعر كأنه يحلق بسماء عالية من كثرة السعادة لكن فاق من فرحته وتسأل بقلق:


-طيب هي فين مجتش معاكم ليه نورسيل إستحالة تسيبني! 


تطلع بيجاد وعدي الي بعضهم بحيرة وتطوع بيجاد بالرد:


-بعد الي حصلك مدام نورسيل تعبت شوية وعرفنا أنها حامل وحاليا هي في أوضة هنا في المستشفى ومعاها طنط صفاء. 


حاول الإعتدال لكن أوقفه بيجاد سريعا :


-اهدي بس رايح فين بحالتك دي ؟


هتف بحسرة :


-عايز أطمن علي مراتي وابني.


رد عدي بحنان :


-هما بخير علي راح يبلغهم إنك فوقت ونورسيل هتيجي لغاية هنا كمان أطمن. 


إعتدل مرة أخري براحة وتحدث بحذر :


-عليا فين ؟


تحدث عدي بتفهم :


-عليا ونايا كانوا هنا ومش راضين يمشوا بس أنا خلتهم يروحوا عشان الولاد لوحدهم ورفضوا يروحوا قبل ما يطمنوا عليك .


تنهد براحة وردد:


-الحمد لله. 


صمت قليلا ولكن تطلع إلي بيجاد متسائلا :


-انت رجعت إمتي ؟


رد بيجاد بتوضيح :


-من 3 شهور مراتي كانت بتولد وفيه شوية مشاكل كده فمعرفتش أسافر. 


هز رأسه بتفهم وعقب :


-بقيت أبو أيه ؟


ابتسم بيجاد بخفة وأجاب:


-حياة. 


تحدث يوسف بلطف :


-اللهم بارك وجاسر خلف كمان ؟


أومئ بيجاد بإيجاب :


-أيوة معاه زين أكبر من حياة بشهر. 


رد عدي بحنان :


-اللهم بارك ربنا يحفظهم .


رد بيجاد بامتنان:


-تسلم يا حبيبي عقبال ولادكم يوسف يخرج بالسلامة ونيجي نزوركم باذن الله. 


ابتسم يوسف بود:


-تنورونا بإذن الله. 


❈-❈-❈


طرق علي باب الغرفة ودلف بعد آن سمع الإذن بالدخول وجد نورسيل مستيقظة وتجلس بشرود وجوارها زوجة عمه إتجه بالنظر لها وتحدث مبتسما:


-يوسف فاق الحمد لله وجيت أخدكم تشوفوه. 


إبتسمت نورسيل بفرحة وحاولت الاعتدال:


-بجد فاق  ؟


أجاب بهدوء :


أيوة الحمد لله. 


رددت صفاء برضا :


-الحمد لله. 


ساعدت نورسيل علي النهوض من الفراش وساندتها بحنان :


-حسبي يا بنتي براحة إلي في بطنك ده هو فرحة يوسف. 


وضعت يدها علي بطنها بحنان وتحدثت:


-بإذن الله هيبقي بخير أطمئن علي يوسف بس وبعدها أفضل علي السرير لغاية ما يوصل بالسلامة. 


ربتت صفاء علي ظهرها بحنان وهتفت:


-بإذن الله يا بنتي. 


نهضت بوهن ووقفت جوارها ولكن فتح الباب ودلفت عليا تطلعت لهم متسائلة:


-أيه ده أنتوا راحين فين ؟


ردت صفاء بلهفة :


-يوسف فاق هنطمئن عليه. 


رغم فرحة عليا بهذا لكن قررت عدم الذهاب خوفا من أن يتعب من رؤيتها فهي من أوصلته لذلك مع الأسف وها هي تجني ثمار هذا. 


فاقت من شرودها علي صوت علي ألتفت متسائلة:


-نعم يا علي بتقول أيه  ؟


تحدث بهدوء مصطنع :


-بقولك يلا عشان نشوف يوسف. 


هزت رأسها سريعا وعقبت بإرتباك:


-ها لا أنا هستناكم هنا.


رمقتها صفاء بحيرة وتسألت :


-ليه يا بنتي مش عايزة تشوفي أخوكي  وتطمني عليه ولا أيه؟


ردت عليا نافية :


-لا طبعاً عايزة أشوفه بس خايفة ينتكس أو تحصله حاجة بسببي. 


تدخل علي بتوضيح :


-لأ معتقدش الأفضل إنة تيجي معانا ويوسف يشوفك جنبه ده هيفرق معاه أكتر متقلقيش. 


أيدت صفاء بتأكيد:


-علي عنده حق لازم كلنا نبقي جمب يوسف في الظروف دي. 


تنهدت عليا بقلة حيلة وقالت :


-تمام يا ماما. 


تسألت نورسيل بغصة :


-هي نايا فين ؟


ردت عليا بتوضيح :


في البيت تعبانة شوية فريحت أفضل تقعد مع ولادي. 


تنهدت نورسيل بصمت. 


تحدثت صفاء ملطفة :


-هي حامل ومحتاجة ترتاح شوية يلا بينا نشوف يوسف. 


❈-❈-❈


وصلوا إلي غرفة يوسف طرق علي الباب وفتح الباب برفق وكانت نورسيل آول من ولج الي داخل وركضت تجاه زوجها بلهفة تقبل جبينه تارة ويده تارة آخري. 


تراجع عدي وبيجاد الي الخلف بإحراج تاركين لهم المجال والحرية. 


بينما دلفت صفاء وهي تمسك بيد عليا تحثها علي الدخول وخلفهم علي وما أن رأوا حالتهم توقفوا بعيدا حتي تهدأ نورسيل قليلا .


تحدثت نورسيل بدموع :


-كده بردو يا يوسف عايز تسيبني لوحدي أهون عليك. 


تنهد يوسف بوهن :


-اهدي يا حبيبتي أنا بخير أطمني. 


رمقته بلهفة وتحدثت بحزن :


-بجد يعني مفيش حاجة تعباك ؟ ولا بتضحك عليا عشان تطمني ؟


رغم ضعفه وألمه الساحق الذي يشعر به ولكن تحدث كذباً:


-أطمني يا قلب يا يوسف أنا بخير بطلي عياط بقي عشان خاطر نور. 


تطلعت له بعدم فهم وتسألت :


-نور مين ؟


وضع يده بوهن فوق أحشائها وعقب بحنان :


-نور الي هنا. 


ابتسمت بخجل وهتفت :


-أنت عرفت بس أنا مش عايزة بنت أنا نفسي في ولد شبهك يا يوسف .


رد نافيا :


-وأنا عايز بنوتة يا قلب يوسف شكلك بخدود شبه الفرولاية يا قطتي. 


تدخل عدي مازحاً :


-أيه يا جماعة الكلام ده في أوضة النوم مش هنا يا كتاكيت ولا تحب أجيب شجرة واتنين لمون. 


أشتعلت وجنتي نورسيل بخجل وتهربت بنظرها بعيداً بينما تحدث يوسف ساخرا :


-شجرة ليه يا عديم الرومانسية ما أنت موجود كفاية علينا أخرج أنت يا جلف. 


ضحك عدي ماكرا:


-كان علي عيني أخلي لكم الجو لكن الأوضة مليانة وأخاف تتفضح بفعل فاضح في المستشفى ولا حاجة. 


رمقه يوسف متوعدا:


-فيه بنات في الأوضة يا حيوان إحترم نفسك  شكلك عايز تتروق أقوم بس وأفوق ليك يا كلب البحر أنت. 


اقتربت صفاء من يوسف بحنان قلبت جبينه بحب:


-حمد الله علي السلامة يا قلب أمك أنت كويس في حاجة وجعاك ؟


هز رأسه نافيا وأجاب :


-أطمني يا أمي أنا بخير أطمني. 


تنهدت براحة والتفت إلى عليا بحنان:


-تعالي سلمي علي أخوكي يا عليا. 


اقتربت عليا بحذر وهتفت بخزي:


-حمد الله علي السلامة يا يوسف.


رمقها بعتاب وقال :


-الله يسلمك يا عليا. 


اقترب علي مقبلا جبينه:


-ألف سلامة يا كبير. 


رد يوسف بهدوء :


-الله يسلمك يا علي. 


ألتفت صفاء إلي بيجاد بانتباه وتسألت:


-بيجاد مش معقول حمد الله علي السلامة. 


سلم عليها بيجاد بإحترام:


-الله يسلمك يا ست الكل أخبارك ؟


ردت بحنان :


-بخير يا حبيبي جيجي ووالدك أخبارهم أيه ؟ وأخوك وجدك ؟


أومئ بخفة :


-بخير الحمد لله بيسلموا عليكي.


تسأل عدي بحيرة :


-هي نايا فين ؟


تحدثت عليا بحذر:


-في البيت. 


تطلع يوسف لها بانتباه وهتف أمرا:


-عدي روح البيت حالا. 


رمقه عدي بعدم فهم وعقب:


-ليه أنت محتاج حاجة من البيت ؟


قرر يوسف حديثه بضيق :


-سمعت قولت أيه أتفضل روح يلا أظن الباشا هيجي ياخد الولاد.


شهقت عليا بصدمة وقالت :


-ولادي لا طبعاً إستحالة .


صاح يوسف بحزم :


-انجز يا عدي مراتك لوحدها هناك. 


انقبض قلب عدي وهتفت بحذر بقلق:


-طيب وأنت ؟


تدخل بيجاد:


-روح أنت يا عدي أنا هنا مع يوسف أطمن. 


أومئ عدي بلهفة وتحرك وخلفه عليا تحدث علي بقلق:


-طيب أنا هروح معاهم. 


أومئ يوسف بإيجاب:


-روح بس المرة دي لو حصل حاجة أقسم بربي ما فيه حد هيلحق أخوك من تحت إيدي .


ابتلع علي ريقه بتوجس وتوجه إلي الخارج وهو يدعي داخله ألا يرتكب شقيقه أية حماقة قد يدفع ثمنها غاليا فيما بعد. 


❈-❈-❈


تطلع بيجاد إلي يوسف وتحدث بتحذير:


-يوسف اهدي خالص أحنا ما صدقنا عديت مرحلة الخطر. 


زفر يوسف بضيق وقال :


-همشي إمتي من هنا  ؟


تنهد بيجاد وأجاب :


-الدكتور طمنا وقال تقدر تخرج النهاردة هيبص عليك لو تمام هتخرج. 


أومئ يوسف بتفهم وعقب:


-لو سمحت يا بيجاد روح ناديه. 


تسأل بيجاد بحيرة :


-ليه أنت حاسس بتعب ولا حاجة ؟


هز يوسف رأسه نافيا وقال:


-لأ كويس عايزة أخرج من هنا دلوقتي. 


اعترضت صفاء :


-تخرج فين لا خليك لما نطمئن عليك أكتر .


ألتفت لها وهتف ساخرا :


-أطمني يا أمي أنا بخير بس أنا عايز أمشي من هنا أنا حاسس أني عاجز وأنا هنا مش عارف أيه إلي بيحصل في قلب بيتي. 


تنهد بيجاد بقلة حيلة وقال :


-تمام هروح أشوف الدكتور بعد إذنكم. 


ردت صفاء بحزن:


-أتفضل يا أبني. 


ألتفت يوسف إلي نورسيل بقلق وتسأل:


-ماما نورسيل كويسة ولا محتاجة تفضل هنا ؟


أجابت صفاء بعفوية :


-اه الحمد لله كويسة الدكتورة قالت طالما النزيف وقف يبقي كويسة. 


أتسعت عين يوسف بصدمة وردد بحذر :


-نزيف ايه نورسيل مالها أبني ماله ؟


تحدثت نورسيل بلهفة :


-أطمئن يا حبيبي أحنا بخير والله والنزيف وقف كل إلي انا محتاجاه راحه بس آول ما نوصل بيتنا هريح في أوضتنا اطمن. 


التفت الي والدته وتحدث بأمر:


-ماما بعد إذنك خدي نورسيل ووديها للدكتورة أطمني عليها لو سمحتي لو محتاجة تفضل هنا مفيش مشكلة. 


تدخلت نورسيل معترضة :


-أطمن يا يوسف أنا بخير والله .


صاح يوسف بعصبية :


-ايه فيه ايه بالظبط أنتوا أتجننتوا عشان راقد في السرير كلامي ميتسمعش .


هتفت صفاء بلهفة :


-اهدي يا حبيبي بس نورسيل متقصدش والله ولا ايه يا بنتي ؟


ردت نورسيل بحزن :


-حاضر يا يوسف هروح أطمن مع أني متأكدة أننا بخير طول ما أنت بخير أحنا هنبقي بخير.


تحدث يوسف بثبات:


-تمام يا نورسيل بس لازم نطمئن مش مستعد أخسرك ولا أخسر أبني اظن كفاية أوي الي انا فيه خسارة الدنيا كلها في كفة وأنتي وأبني في كفة. 


تنهدت صفاء بأسي :


خسارة أيه يا حبيبي بإذن الله خير تفألوا بالخير تچدوه أنت تعتبت في حياتك كتير خليك واثق أن ربنا شايلك الخير باذن الله. 


تمتم بشرود:


-بإذن الله. 


ألتفت الي نورسيل وحثتها على السير :


-يلا يا بنتي عشان نطمئن. 


تنهدت نورسيل بقلة حيلة :


-تمام يا ماما. 


غادرت نورسيل وصفاء إلي الخارج متجهين إلي الطبيبة ، بينما ظل يوسف شاردا فيما يحدث معه وكيف عليه أن يتصرف فما سبق كان هين لكنه علي يقين أن القادم ليس خير بل سيفتح عليهم أبواب الجحيم لا محالة .


فاق من شروده علي فتح الباب ودخول بيجاد والطبيب الذي تفحصه بعناية فائقة وأخبره بما عليه أن يفعله فيما بعد وكتب له إذن بالخروج علي أن يرتاح عدة أيام ويبتعد عن أي ضغط عصبي قد يؤثر علي حالته فيما بعد. 


تسأل يوسف بحذر :


-يعني أنا كده بقيت مريض ضغط يا دكتور؟


هز الطبيب رأسه نافيا وأجاب :


-لا طبعاً إلي حصل مع حضرتك إرتفاع مفاجئ لضغط الدم بيحصل نتيجة تراكمات وضغط نفسي أو خلل مفاجئ في الجسم ودليل علي كده أنا مكتبتش ليك علي علاج تمشي عليه أصلا فيما بعد كمريض ضغط وعندك دكتور بيجاد تفهم منه أكتر بعد إذنكم


غادر الطبيب وتنهد يوسف براحة :


-الحمد لله .


داعبه بيجاد مازحاً :


-اهدي كده وفرفش يا أبو نور ولا عايز أم نور تزعل بقى! 


رمقه يوسف شذرا:


-بيجاد مش ناقصك أنا ولا ناقص هزارك دلوقتي وبعدين صحيح أنت هنا ليه روح لمراتك وبنتك يلا. 


ضحك بيجاد بخفة :


بتطردني بذوق يعني!  لا يا سيدي مش همشي وهقعد على قلبك أنا. 


ضحك يوسف وعقب :


-مش قصدي بس روح أطمن عليهم. 


رد بيجاد بتوضيح:


-أطمن كلمتهم فون ومراتي أصلا في الصعيد مش هنا أنا إلي كنت هنا في شغل وريحك نفسك مش هسيبك غير لما أوصلك لغاية البيت وكمان أنيمك في سريرك يا بيضة..


رمقه يوسف بتهكم وأضاف ساخراً :


-بجد طيب مش هتجهز ليا الرضعة بالمرة  ؟


حك بيجاد جبينه بخفة وقال :


-مش بعرف الصراحة مش أنا إلي بجهز الببرونة لحياة أنا راجل مسيطر في بيتي. 


ضحك يوسف بقهر :


-أه منك أنت التاني مش كفاية عليا عدي. 


صمت قليلاً وتسأل:


-عاصم أخباره أيه  ؟ أتجوز  ؟


هز بيجاد رأسه نافيا:


-لا متجوزش بس هو كويس الحمد لله .


تنهد يوسف بأسف:


-كنت ناوي أسافر ليه قبل الي حصل ده. 


أجاب بيجاد بهدوء :


-سيبها علي الله كله خير. 


فتح الباب ودلفت صفاء ونورسيل وعلي وجههم علامات الراحة .


تسأل يوسف بقلق:


-ها الدكتورة قالت أيه ؟


ابتسمت صفاء وقالت :


-أطمن يا قلب أمك بخير كل إلي هي محتاجه ليه راحة آول 3 شهور اهدي انت بقي. 


تنهد براحة وردد :


-الحمد لله. 


تحدث بيجاد:


-كده بقي تقدر تخرج وأنت مرتاح هستناك بره أنا وطنط صفاء والمدام معاك تساعدك تجهز ولا أساعدك أنا ؟


ردت نورسيل بلهفة :


-لا أنا معاه. 


أومئ بيجاد بتفهم وغادر برفقة صفاء خارج الغرفة. 


بينما اقتربت نورسيل من يوسف تساعده على الاعتدال بصمت تام أحضرت ملابسه من الحقيبة التي أحضرتها عليا برفقتها وساعدته علي ارتدائها بصمت .


تابعها هو بصمت يعلم أنا غاضبة منه لكن كان يجب أن طمئن علي حالتها هي وطفله. 


إرتدي قميصه بمساعدتها وبدأت هي بإغلاق الأزار وما أن وصلت هي إلي آخر زر و اعتدلت في وقفتها فجأها هو بضمها لتسقط فجأة داخل أحضانه .


رفع وجهها بأطراف أصابعه برفق وأقترب من أذنها هامسا برقة أذابت قلب الآخري :


-حبيبي زعلان مني ليه؟


نظرت له معاتبة وهتفت بحزن :


-يعني مش عارف تزعق فيا قدام الكل وعايزني مزعلش ؟


همس في أذنها برقة :


-كنت خايف عليكي يا عمري مش هستحمل حاجة وحشة تحصلك أنتي أو أبني. 


ردت بحزن :


-بس أحنا بخير اطمن. 


ابتسم بحب وقبل وجنتيها الممتلئة بعشق:


-ماشي يا قلب يوسف هطمن يلا بقي نروح بيتنا ولا عجبتك القاعدة علي رجلي ؟ أنهي جملته بغمزة. 


نهضت برفق سريعا وهي تطلع له بخجل ونهض هو الآخر متسائلا :


-فاضل حاجة ؟


هزت رأسها بلا :


-لا باقي حاجتك في الشنطة. 


أومئ بإيجاب وعقب:


-تمام يلا بينا 


❈-❈-❈


إستيقظ عامر وتناول إفطاره وأجري بعض المكالمات وبعدها ارتدي ملابسه وغادر متجها إلي عمله تفاجئ بعدم مجئ عبي ذهب الي مكتب والده تناقش معه قليلاً وبعدها قرر الذهاب إلي قصر المغربي فهو سيأخذ أولاده فهو لن يتركهم لهم فهم الكارت الرابح لديه .


في قصر المغربي. 


ملت نايا من الجلوس في غرفتها نهضت بتكاسل وذهبت إلي غرفة عليا وآخذت الأطفال متجهه بهم الي الحديقة كي يلعبون بها وتغير هي جوا قليلا ولكن ما أن هبطت إلي الأسفل حدث ما لم يكن في الحسبان.. 


يُتبع..





الفصل التاسع


في قصر المغربي. 


ملت نايا من الجلوس في غرفتها نهضت بتكاسل وذهبت إلي غرفة عليا وآخذت الأطفال متجهه بهم الي الحديقة كي يلعبون بها وتغير هي جوا قليلا ولكن ما أن هبطت إلي الأسفل حدث ما لم يكن في الحسبان.. 


استمعت الي طرق عالي علي باب الفيلا الداخلي انقبض قلبها بخوف وامسكت يد الطفلين بقوة. 


جاءت الخادمة سريعا تفتح الباب أسفل نظرات نايا المترقبة. 


تسأل إحدى الأطفال ببراءة :


-هو فيه يا طنط نايا مين بيخبط كده ؟


ألتفت له بحنان وقالت:


-مفيش حاجة يا حبيبي أطمئن. 


فتح الباب ودخل عامر كالإعصار مما جعلها ترتعد بخوف وتمسك يد الأطفال بقوة. 


اقترب عامر منها وتطلع لها ساخرا وفتح ذراعيه لأطفاله حاول الصغار الركض إلي والدهم لكن يد نايا كانت الأقوي. 


رفع حاجبيه متهكما وتسأل:


-سيب الولاد  مسكاهم كده ليه ان شاء الله ؟


تحدثت نايا بقوة ظاهرية:


-والشكل الهمجي الي حضرتك دخلت به ده يمنعني أسيبك تقرب من الولاد وثانيا دول أمانة معايا. 


ضحك عامر بإستمتاع وأشار لها ساخرا وقال :


-بجد ضحكتيني يا بت أمانة عندك أنتي اه ما أنتوا ما شاء الله سيد من يصون الأمانة فوقي يا حلوة أنتي نسيتي اختك الي كانت نايمة في حضن جوزها بتخطت تقتله !


ابتلعت غصة مريرة ورددت بصلابة:


-أظن الموضوع ده خاص بيها هي وهقرر تاني يمكن في التكرار الافادة الأولاد أمانة معايا لما والدتهم ترجع تبقي وقتها تيجي تشوفهم ودلوقتي اتفضل بره مفيش حد هنا غيري ووجودك غير مرغوب فيه .


في الخارج توقفت سيارة عدي وخلفها سيارة علي وتاكد حدس يوسف فقد وجدوا سيارة عامر تقف أمام الباب لم يدري عدي بنفسه سوي وهو يركض للداخل وخاصة عندما استمع الي صوت زوجته العالي وركض خلفه كلا من عليا التي اعتصر قلبها علي أولادها فلذة كبدها وعلي الذي يسب ويلعن بغباء شقيقه الذي سيصله الي الهلاك لا محالة. 


عودة للداخل. 


ضحك عامر ساخراً واقترب منها واختطف أطفاله بقوة من يدها وأوقفهم خلفه وأمسك ذراعها بقسوة مما جعلها تشهق بآلم لكن لم يدوم هذا طويلا فقد جاء أمانها وحصنها المنيع وقام بفك يده من فوق ذراعها وعاجله بلكمة قوية أوقعته أرضا. 


بينما ركضت عليا تجاه أطفالها الذين يرتعدون بخوف وضمتهم لأحضانها. 


❈-❈-❈


وعلي الطرف الآخر نشب عراك دامي بين عدي وعامر بينما قرر علي أن يقف بعيداً وألا يتدخل عامر قد تخطي كل الخطوط الحمراء فلم يكتفي بما فعله بل اقتحم حرمة المنزل وكاد أن يتهجم على زوجة ابن عمهم وما فعله هذا قد يكلفهم الدماء لم محالة يحمد الله علي وصولهم مبكرا والا كان وقعت الفأس في الرأس. 


يضرب عدي بقوة وهو يصيح بجنون :


-أه يا واطي يا خسيس بتتهجم علي مراتي هدبحك سامع محدش ينجدك مني. 


عاجله عامر بلكمة قوية  وصاح بفحيح :


-روح ألعب بعيد  يا شاطر فاكر نفسك هتعمل راجل عليا أنت كلب ولل تسوي عند أخوك ودلوقتي بقيت عبد الست. 


صاح عدي بجنون :


-أخرس يا خسيس يا واطي أخويا ده تاج رأسي وأعيش تحت رجله العمر كله ومراتي التراب إلي بتمشي عليه بيك وبعينتك كلها. 


بدأ الأطفال البكاء وكذلك نايا بدأ جسدها في الإنتفاض من كثرة الخوف علي زوجها أن يصيبه بمكروه أو يتعرض حتي للأذي. 


تحدثت بدموع وترجي :


-كفاية يا عدي عشان خاطري سيبه متضيعش نفسك. 


ألتفت إلي زوجته ورق قلبه عليها حاول تركه والإبتعاد عنه ليذهب لها لكن توقف ما أن تحدث الآخر. 


-يا عيني علي الرجالة بيت جوز الست ولازم تسمع كلامها. 


عند هذا الحد جن جنون عد وكأن شيطان تلبسه وضع يده حوله عنقه يحاول خنقه الي هنا ولم يستطيع علي أن يقف صامتاً. 


تدخل سريعا ووقف في منتصفهم يحاول الفصل بينهم وهو يصيح بعصبية :


-بس أنتوا الأتنين أيه هتموتوا بعض حصلت كمان! 


وضع عامر يده على عنقه يتحسسه وهو يسعل بقوة محاولا استرداد أنفاسه وتحدث متهكما :


-بتقولي أنا الكلام ده المفروض تقوله للتور الي هايج إلي جمبك إلي جاي عايز يقتلني ولا هتقول الحق ليه ما أنت عبد كمان عند يوسف باشا واقف تتفرج علي أخوك لحمك ودمك وهو بيموت قدام عينك. 


صاح علي بغضب :


-أخرس يا واطي وكمان ليك عين تتكلم لولا إنك أخويا فعلا كنت سيبته يخلص عليك ويريحنا منك ومن قرفك داخل تتهجم علي البيت لا وكمان تمسك إيد مراته عايز تضربها وعايزه يسمي عليك أنت أكيد مجنون أقسم بالله لو ما  كنت أخويا كنت خلصت عليك معاها بتتهجم هلي حرمة البيت وعرضه وعايزه يسقفلك.


تحدث عدي بغضب :


-أطلع بره يا زبالة والبيت ده لو عديت بس من جمبه هقطع رجليك يا عامر الكلب ومبقاش عدي أن ما عملتها. 


رمقه عامر بإستخفاف وقال:


-وأنا ميشرفنيش أجي بقيت كل الرجالة إلي فيه مركبين قرون بس عيالي مش همشي من غيرهم. 


صمت قليلاً محاول ألا ترتكب ما لا يحمد عقباه أمام أطفالها لكن مع الأسف فهو من أوصلهم إلي نهاية المطاف. 


تحدثت عليا ببرود :


-ولادي مش هيخرجوا من هنا .


ألتفت لها عامر متهكما :


-بجد ومين هيمنعني أخدهم إن شاء الله ؟


ردت بتحدي :


-أنا إلي همنعك يا عامر ولادي هيفضلوا في حضني بمزاجك أو غصب عنك. 


جعد جبينه بخفة وقال بإستخفاف:


-الله الله ده القطة بقي ليها لسان أهه كمان طيب شوفي يا عليا عشان أنتي مراتي حبيبتي أم عيالي وغالية عندي وفوق ده كمان بنت عمي هعمل نفسي مسمعتش بس حالا تجهزي نفسك أنتي والولاد وتيجوا معايا وتنسي البيت ده أو إنك ليكي أخوات من الأساس .


❈-❈-❈


جحظت عين عدي وصاح بجنون :


-أنت بتقول أيه مجنون أنت أتفضل أطلع بره وعليا هطلقها ورجلك فوق راقبتك وعيالها أحنا هنربيهم عشان يطلعوا رجالة بحق. 


تحدث علي مهدئا :


-يا جماعة صلوا علي النبي بس طلاق أيه. 


ضحك عامر بإستخفاف:


-والله يا أستاذ عدي بتكلم أنا ومراتي وأنت ملكش دخل أصلا أنك تدخل في الكلام أظن هي كبيره كفاية وتعرف هي عايز ايه وأيه الصح من الغلط. 


صاح عدي بعصبية :


-لا هدخل ونص أنا أخوها وعارف مصلحتها أكتر منها كمان.


تحدثت عليا ببرود :


-أستني أنت يا عدي فعلا كلام عامر صح أنا كبيرة كفاية أني أعرف الصح من الغلط .


أتسعت إبتسامة عامر ظنا منه أنه حقق مراده. 


بينما إكتفي علي بالصمت والحيادية لكن عدي لم يصدق ما إستمع إليه وردد بعد تصديق :


-بتقولي ايه يا عليا ؟ بتهزري صح مش عيزاني أدخل. 


هزت رأسها بإيجاب وتحدثت بثقة:


-أيوة يا عدي مش حابة إنك تدخل أنا أدري بمصلحتي أنت عايز تسمح ردي صح يا عامر؟


حرك رأسه بإيجاب وعلى وجهه إبتسامة نصر ولكن لم تدوم طويلا. 


تجاهلت ابتسامته البلهاء وغمغمت ببرود :


-طلقني وولادك معايا والمحاكم ما بينا وقت ما يوصلوا السن القانوني تبقي تخدهم.


انمحت الابتسامة وحل محلها الصدمة والذهول مرددا بعدم تصديق:


-أنتي أتجننتي أنتي بتقولي أيه ؟ هتختاريهم هما .


ضحك عدي بتشفي وقال:


-أيه يا عامر سلك ودانك يا حبيبي أيه مش سامع أكرر ليك تاني يمكن في التكرار الإفادة بتقولك طلقني. 


رمقه عامر شذرا وصاح بعصبية :


-أظن قالت متدخلش حاشر نفسك ليه خليك في حالك .


ابتسم عدي وعقب بتسلية:


-الله ما هو ده حالي مش هي أختي حبيبتي يبقي ده حالي ولازم اقف جمبها مش سمعتها منها يلا بقي مع السلامة والقلب دعيلك. 


دب علي الأوض بغيظ وصاح :


-أنا بقي مش همشي من هنا غير ومراتي وعيالي معايا فكري يا عليا هتخربي بيتنا عشانهم ؟


ردت عليا بسخرية وقالت :


-أيوة لان ده الصح يا أستاذ عامر إلي ملوش غير في أهله ملوش خير في حد الزوج يتعوض الابن يتعوض لكن الآخ عمره ما يتعوض. 


❈-❈-❈


رمقها بتوعد وقال:


-ماشي يا عليا براحتك أنتي إلي أختارتي بس ياريت مترجعيش تندمي. 


ألقي جملته وتركها وغادر المنزل كان شياطين والإنس أجم تلبسته. 


بينما جلست نايا علي الدرج بضعف شديد اقترب منها عدي يتفحصها بلهفة:


-نايا حبيبتي أنتي كويسة ؟


تطلعت له معاتبه ولم ترد. 


اقتربت منها عليا وتحسست جبينها برفق فقد كان وجهها شاحب بشدة وجدت جبينها بارد بشدة هتفت بقلق:


-نايا أنتي كويسة ؟ جسمك متلج كده ليه ؟


تحدثت نايا بوهن :


-لما بتوتر أو أخاف بيحصل معايا كده أطمني أنا بخير .


تنهدت عليا براحة وقالت :


-الحمد لله أنا أسفة بجد علي إلي حصل معاكي ده حقك عليا بجد. 


ردت نايا بابتسامة باهتة :


-محصلش حاجة. 


جلس عدي جوارها وتحدث برفق :


-حبيبتي تحبي نروح للدكتور نطمئن ؟


هتفت بإقتضاب :


-لأ شكرا أنا بخير هطلع أريح شوية وأبقي كويسة. 


حاولت النهوض لكن جسدها يرتعش بشدة وقدمها أشبه بالهلام تكاد ألا تحملها من الأساس.


نهض عدي سريعا وقام بحملها وسط إعتراضها لكن تحدث أمرا :


-إهدي هنزلك فين رجلك مش شيلاكي أصلا يا هانم. 


تحدثت عليا معاتبة :


-براحة يا عدي كفاية الي شافته مش سهل. 


أغمض عينه بصمت وتحرك متجها لأعلي دون أن يبت بكلمة واحدة حتي. 


ألتفت عليا لعلي وتحدثت بأسي وهي تنظر لأطفالها المتشبسين بها بقوة :


-هطلع الولاد أوضتهم يا علي بعد إذنك. 


تنهد علي بأسف علي حال هؤلاء الأبرياء:


-أتفضلي يا عليا وخليكي معاهم بلاش تسيبهم .


أومئت بإيجاب:


-تمام بعد إذنك. 


حملت صغيرها برفق وآخذت الآخر بيدها متجه لأعلي بينما هبط علي وجلس علي أقرب مقعد واضعا رأسه بين كفيه فالأمور قد خرجت من السيطرة بعد ما حدث اليوم فإذا كان هناك أمل في أن يعود عامر إلي عليا من جديد وتحل المشكلة بشكل ودي فبعد ما حدث الأن قد تقطع هذا الأمل لا يهمه علي لكن كل ما يهمه هؤلاء الأطفال الأبرياء وماذا سيحل بهم بسبب غباء والدهم .


خرج بعصبية شديدة والشر يقطر من عينه ركب سيارته تزامناً مع دخول سيارة بيجاد. 


لم يري بيجاد من الأساس لكن نظراته كانت تقطر غل وحقد تجاه يوسف. 


هبط يوسف من السيارة وكذلك هبط علي هو الآخر ووقف في مواجهته. 


لكن في لمح البصر حاوط يوسف رجاله من جميع الجهات فهم إستمعوا إلي ما حدث بالداخل ولكن لم يجرأو علي الدخول أو التدخل لكن الأن الوضع مختلف فهذا رب عملهم الحنون وعلي علم بوعكته لم يتركوا لهذا العامر المجال  لينفرد به وكذلك هبطت صفاء وبيجاد. 


لمح عامر بيجاد جحظت عيناه بغل فبيجاد يكون صديق عاصم وبئر أسراره. 


تحدث يوسف بصلابة قاطعا هذا الصمت :


-بتعمل أيه هنا يا عامر ؟ وجودك في بيتي أو في أي مكان يخصني شئ غير مرغوب فيه. 


رد عامر بغل :


-أنا هنا لمراتي وولادي يا يوسف وأوقع عقلك يصورلك أني ممكن أسيبها تروح لغيري إلس قدرت أمنعه زمان أنه يحصل همنعه برده من أنه يحصل دلوقتي. 


تغاضي يوسف عن تهديده المبطن وتحدث أمرا:


-مراتك عايزه تروح معاك براحتها لكن زي ما أنا شايف خارج لوحدك قفاك يقمر عيش يبقي رفضتك يعني بالذوق كده يا شاطر مع السلامة ورجلك متخطيش هنا تاني. 


رمقه عامر بتوعد وقال :


-ماشي يا يوسف بس خليك فاكر أن الأيام دول اضحك وأنبسط براحتك لكن الشاطر إلي هيضحك في الآخر. 


غادر عامر وركب سيارته وقادها بسرعة جنونية مما جعلها تصدر صوتاً مزعجاً. 


بدأ الحرس في الترحاب بيوسف وتهنئته بعودته لمنزله سالما 


هبطت نورسيل من السيارة ووقفت جوار زوجها. 


ألتفت لها بابتسامة هادئة وطمأنها بعينه مسك يدها برفق وآخذها للداخل وجواره بيجاد من الجهة الآخري وصفاء جوار نورسيل. 


رحبت بهم الخادمة بفرحة لسلامته وأطلقت الزغاريد فرحة لعودته. 


جلسوا برفقة علي الذي أخبرهم بما حدث. 


نفخ يوسف بضيق وقال :


-كويس انكم وصلتوا في الوقت المناسب. 


هتفت صفاء بقلق :


-ان شاء الله خير يا حبيبي متقلقش نفسك انت ويلا أطلع خد مراتك وأطلعوا أوضتكم أرتاحوا شوية أنتوا تعبانين عقبال ما أجهز الغداء. 


نهض بيجاد مستئذنا :


-طيب حمد الله علي سلامتكم جميعاً وأستأذن أنا بقي. 


تحدث يوسف معاتبا :


-تستأذن فين خليك معانا مينفعش. 


اعتذر علي بلطف:


-مرة تانية معلش أنا يا دوب أروح أريح شوية وأسافر البلد ومتقلقش يومين وهاجي أنا والمدام نطمئن عليكم. 


تنهد يوسف بهدوء وقال :


-علي راحتك تنوروا في أي وقت. 


نهض علي هو الأخر مستئذنا وغادر. 


صعد يوسف ونورسيل إلي غرفتهم كي يستريحوا. 


❈-❈-❈


فور أن دلف غرفتهم وضعها علي السرير برفق تدثرت هي بالغطاء ولم تتحدث معه.


مما جعله يتعجب جلس جوارها ورفع الغطاء عن وجهها لكن أعادت هي مرة آخري علي وجهها. 


ضحك بخفة وقال :


-أحنا هنلعب بقي ولا أيه مالك يا حبيتي في ايه ؟ أنتي زعلانة مني ؟


رفعت الغطاء عن وجهها وتحدثت ساخرة :


-زعلانة منك ؟ هو أنت عملت حاجة تزعل ؟


هز رأسه نافيا وأجاب :


-لأ عشان كده مستغرب مالك. 


تطلعت له بصدمة وغطت وجهها مرة آخري بضيق. 


زفر هو بحنق وتسأل :


-نايا أنا تعبان وربنا الي عالم ايه الي حصل مني زعلانة لسه مش فاكر اني زعلتك أصلا. 


رفعت الغطاء واعتدلت في جلستها وهتفت بدموع :


-كون أنت مش عارف أنت زعلتني في أيه دي مصيبة تانية .


جحظت عين عدي مرددا بعدم إستيعاب :


-مصيبة تانية هو فيه مصيبة آولي وأنا معرفش ؟


رمقته بغيظ وصاحت :


-بجد ناسي لما زعقت ليا قدام الكل ؟


أتسعت عينه مرددا بتهكم:


-نعم يا أختي أنتي هبلة وده ايه الي يزعل ان شا الله الي حصلحده كان طبيعي الظروف زي الزفت وانا علي آخري وجنابك رافضة تيجي ترتاحي المفروض أعمل أيه أسقفلك ولما تقعي من طولك أنتي كمان أعمل ايه ؟ ساكته ليه ما تردي يا عاقلة أنتي عشان أن جبت آخري الصراحة. 


ردت بضيق :


-كان ممكن تقولي بالراحة يا حبيبتي أنتي لازم تروحي عشان ترتاحي ش بالطريقة دي .


رمقها بصدمة وضرب كف بكف وتحدث ساخرا :


-بزمتك وديني يا شيخة أنا كان فيا عقل أصلا عشان النحنحة دي. 


شهقت بإستنكار وهتفت :


-بجد نحنحة ماشي يا سيدي أنا غلطانة أتفضل بره يلا أنا تعبانة وعايزة أنام مش كفاية الس حصل معايا ما هو لو جنابك ما زعقتش ليا إمبارح مكنتش زعلت وكنت روحت مع عليا الصبح ومكنش حصل معايا ده كله تخيل لو كنتوا أتأخروتوا دقيقة واحدة كان هيعمل فيا أيه مش بعيد كان زقني ولا عمل فيا حاجة أنا وأبني القت آخر جملتها ودموعها تستاقط بغزارة. 


ضمها عدي لأحضانه مقبلا جبينها بحب وأغمض عينه بأسف هي محقة بالفعل ماذا كان سيحدث إذا لم يعودوا إلي هنا أو لم يصر يوسف علي عودتهم يحمد الله علي حفظه لزوجته وطفله لا يدري ماذا كان سيفعل في هذا الحقير عامر إذا أصابهم مكروه.


❈-❈-❈


في الجناح المجاور. 


أنهي يوسف حمامه بعد أن آخد حمام دافئ بمساعدة نورسيل كل لا يأتي علي جرحه الماء ارتدي ملابسه وتمدد علي الفراش بشرود تام. 


خرجت هي الآخري بعد آخطت حمام دافئ هي الآخري وارتدت منامتها واتجهت الي الفراش هي الآخري وتمددت داخل أحضانه وتحدثت بوهن :


-حبيبي كويس ؟


قبل جبينها بحب ورد:


-كويس يا قلبي. 


تسألت بتردد:


-هو عدي ونايا بيتاخنقوا ؟


هز رأسه بإيجاب :


-تقريباً. 


أومئت بصمت تحدث هو بحنان :


-متقلقيش هما الأتنين عاقلين يا حياتي مش زيك. 


ضربته علي صدره برفق وتسألت :


-يعني انا مجنونة ؟


ضحك بخفة وعقب :


-مجنونة بس بحبك قبل جبينها وضمها بحب وأغمض عينه وانزوت هي الآخري بأحضانه وأغمضت عيناها. 


لم يمر سوي دقائق بسيطة وسقط كلاهما في نوما عميق متنعما بقرب ودفئ أنفاس الآخر.


يُتبع..



١٠&١١

الرواية مسجلة حصري بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع منعًا باتًا نقل الرواية أو نسخها في جروب أو مدونة أو بيدچ ومن يفعل ذلك قد يتعرض للمسألة القانونية.

اللهم أرحم أبي وأغفر له.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه


  الفصل العاشر 


ترجل من سيارته ودلف إلي فيلا والده وشكه كان في محله فشقيقه الأصغر هنا بالفعل. 


ولج الي الداخل وإستمع الي حديث شقيقه الساخر :


-حمد الله علي السلامة جيت ليه ؟ مش كنت قاعد هناك في حضنهم وراضي أن أخوك يتهزق. 


صاح عوني بعصبية :


-بقي كده يا علي أنت أتجننت بتقف في صفهم وتنصرهم علي أخوك ؟


جلس علي ببرود واضعا ساق فوق ساق مما آثار عصبيتهم أكثر وتحدثت والدته بضيق:


-ليك نفس كمان تقعد وتحط رجل علي رجل تسيب اخوك يضرب ويتشلفط بالشكل ده يرضي مين ؟ بقي تقف مع ولاد صفاء علي أخوك! 


ظل علي صمته مما آثار جنون عوني :


-أيه هتفضل ساكت ما تنطق. 


رد علي ببرود:


-مستني أنتوا تخلصوا كلامكم عشان أتكلم أنا. 


ابتسم عامر ساخرا وقال:


-بجد تتكلم ولا تدافع عنهم وطلعني غلطان ؟


رمقه علي متهكما وعقب:


-هو انت مش واخد بالك إنك غلطان فعلا دي كده مصيبة ثانية. 


عاجله عوني بضيق :


-مصيبة ايه الي عملها يا محترم ان شاء الله أخوك الصغير كان بيجيب حقي ويرد كرامتي .


التفت علي الي والده وهتف معاتبا:


-بابا حضرتك إلي غلطان وعارف كده كويس رايح تتهجم على واحد في أوضة نومه وياريت علي كده إبنك النهاردة رايح يضرب مرات عدي ده كله ده مش غلطان ؟


رد علي يضيق :


-أه مش غلطان وبعدين أنا كنت باخد عيالي وهي رافضة فكنت عايز أبعدها بس. 


ضحك علي ساخرا وتسأل:


-بجد أنت بتضحك علي نفسك ولا عليا يا أبني أحنا كنا داخلين وشوفت كل حاجة بعنية لكن ماشي هكدب عيني مثلا واعمل نفسي مصدقك قدرت وقعت وحصل في إاب بطنها حاجة كنت وقتها هتعمل أيه علي أظن عدي وقتها كان خلص عليك ولا سلمك للشرطة أصلا. 


رد عامر بغيظ:


-جنابك بقي أكيد كنت هتقف معاهم وأخوك كلب ولا يسوي  .


تحدث علي مصححا:


-أنا مش واقف معاهم علي فكرة أنا واقف مع الحق والث هتحاسب علي شهادتي دي لما أقابل وجه كريم .


❈-❈-❈


صاح عامر بتهكم :


-يا سلام ناقص تقولي هتسجني كمان؟


ردد علي ببرود :


-والله لو كان الأم تطلب ده وكانوا طلبوا الشرطة كنت هشهد بإلي شوفته. 


هتفت والدته بصدمة :


-نعم هتشهد ضد أخوك وتسجنوا أنت أكيد أتجننت ؟


هز علي رأسه نافيا وعقب مصححا :


-قصدك عقلت يا أمي عقلت أمال أخالف مبدأي والي يرضي ربنا عشان خاطر ابنك ! أنت عمالين تتخانقوا معايا والبيه المحترم الي خرب بيته وعياله الي هتمرمط ده عادي ؟


جلس عامر بغرور واضعا ساق فوق ساق وغمغم بثقة :


-ولا فارق معايا بالذوق بالعافية هترجع عليا بتحبني. 


ضحك علي بإستخفاف وعقب:


-بتهزر صح ؟ أنت بتكدب الكدبة وتصدقها مين الي بتحبك لولا الحظ خدمك عليا مكانتش هتبقي مراتك من الأساس ولا ولادك كانوا هيبقوا ولادك بلاش نضحك علي بعض. 


شحب وجه عامروتحدث بإرتباك :


-أنت قصدك أيه بالهبل ده ؟


رمقه بتهكم وأردف ساخراً :


-والله أنت أدري بمصايبك كويس أوي وأيه إلي عملته زمان ياريت تفكر كويس أوي قبل ما تخسر كل حاجة. 


تسأل عوني بحيرة :


-أنتوا قصدكم أيه أنا مش فاهم حاجة ؟


ابتسم علي ساخرا وهو ينظر لوجه شقيقه الذي يحاكي الموتي وقال :


-بقول لعامر يفوق من الوهم بتاعه قبل ما عليا تضيع منه وكمان هيخسر كلمة بابا للأبد .


تحدثت والدته بعدم فهم وقالت :


-أنت قصدك أيه بيخسر ولاده للأبد ؟


ألتفت علي ساخراً وقال:


-أظن أحنا عارفين كويس أوي أنهم مش ولاد عامر هو أه من يوم ما عاصم وعليا أنفصلوا وعامر اتجوز عليا وهما كبروا علي ايده هما وبيقولوا ليه يا بابا ده مينكرش أنهم ولاد عاصم إلي وارد جداً يرجع ياخد فلوسه وعليا لو استحملت زمان ومفضحتش البيه المحترم عشان وعدها أنه هيحمي ولادها من عاصم الوضع غير ولا أنتم ناسين أن عامر أصلا مولود بعيب خلقي وعاجز جنسيا ؟


❈-❈-❈


أعدت صفاء الطعام وصعدت لأعلي متجه إلي غرفة عليا طرقت الباب بخفة ودلفت وجدت الصغار نائمين وعليا تضمهم بشرود. 


تنهدت بأسي ودلفت الي الداخل جلست جوارها مربته علي فخذها بحنان. 


ألتفت لها عليا وهتفت بدموع:


-أنا تعبت يا ماما ليه يحصل معايا كده قبل كده عاصم دلوقتي عامر. 


هتفت صفاء بحنان :


-اهدي يا بنتي وصلي علي النبي مفيش حاجة أطمني خير يا قلب أمك عامر ميستهالش ضوفرك يا بنتي أنتي هتقارني عاصم بعامر ؟ مفيش مقارنة رغم أني لغاية النهاردة محدش يعرف ليه أطلقتي أنتي وعاصم لكن هو طلقك بهدوء ومشي حتي ولاده منعتيه يشوفهم وهو بعد بإحترام وسابلك البلد كلها ومشي. 


قاطعتها عليا متهكمة :


-أديكي قولتيها بلسانك يا أمي ساب ولاده كأنه مصدق لكن عامر هو إلي ربي ولادي وبقي ليهم أب لكن عاصم أتخلى عنهم. 


دافعت صفاء بصدق:


-عاصم تعب من كل إلي حواليه ومشي قرر يبعد يا بنتي لما أنتي كمان أطلقتي فهميني بس ليه أطلقتي منه أيه إلي حصلك بينكم زمان ؟ وليه أتجوزتي عامر أنا مبقتش فاهمة حاجة فاكرك سهل عليا إلي حصلك أو إنك هتطلقي للمرة التانية مش سهل عليا يا بنتي بس قولتها ليكي زمان عامر أكتر واحد في ولاد عوني خبيث ويكره الخير للكل منكرش أنه كان بيحب الولاد وبيعامله كأنه ولاده وأكتر وده إلي لغاية دلوقتي مستغرباه وكمان أنتي مفكرتيش تخلفي منه وهو أزاي موافق علي كده ؟ وأبوه وأمه أزاي يوافقوا علي كده من الأساس خصوصاً مرات عمك ازاي ترضي بده وعاصم مش أبنها من الأساس وطول عمرها كرها وكان متربي هنا علي إيدي معاكي أنتي وأخواتك أنا تعبت يا بنتي من التفكير طول السنين إلي فاتت ومش لاقية تفسير وكنت ساكتة بقول طالما بنتي وعيالها مبسوطين خلاص بس دلوقتي لا عايزة أعرف إلي أنتي مخبياه يا بنتي. 


تطلعت عليا للجهة الآخري متهربة من نظرات والدتها فهي لا تقدر علي الإجابة عن سبب تركها لعاصم أو سرها مع عامر فهمها حدث بينهم لن تستطيع فتش سره ولا فضحه يكفي وقوفه معها سابقاً وتعويضه لأطفالها عن حنان الأب فقد كان بمثابة أب لهم. 


فاقت من شرودها علي صوت والدتها ألتفت لها بإنتباه:


-أيوة يا أمي معاكي بتقولي حاجة ؟


هزت صفاء رأسها بيأس:


-سلامتك يا بنتي مش هضغط عليكي مش حابة تحكي براحتك. 


تنهدت عليا بأسف وقالت :


-ياريت أقدر أتكلم يا أمي لو كان الأمر بإيدي كنت أتكلمت. 


ربتت صفاء علي ظهرها بحنان ونهضت قائلة :


-علي راحتك يا بنتي صحي الولاد يلا عشان ننزل نأكل. 


أومئت بإيجاب:


-حاضر يا أمي.


غادرت صفاء وتطلعت عليا بإشفاق إلي أطفالها فهذه ثاني مرة يخسروا فيها والدهم يبدوا أنهم كتب عليهم أن يربوا دون أب مثلها لكن الفرق أن والدهم حي يرزق ولكن والدها هي قد فارق الحياة. 


كانت تخشي دائما عندما يكبر صغارها ويتسألون عن والدهم الحقيقي وأين هو ولما تخلي عنهم لا تعلم ماذا ستجاوب وقتها هو لم يتخلى عنهم لكن هي من أبعدته عنهم وقطعت أي أمل لرجوعه لحياتهم مرة آخري بزواجها من عامر .


❈-❈-❈


صاح عوني بعصبية :


-علي أيه إلي بتقوله لأخوك ده أنت أتجننت شمتان في أخوك؟


شهق علي بصدمة وأشار الي نفسه وأضاف بإستنكار:


-شمتان في أخويا لأ أكيد حضرتك بتهزر صح ده أخريا لحمي ودمي هشمت فيه لا أنا بس بوريه الصورة كاملة عليا سكتت السنين إلي فاتت جميل وعرفان علي وقفته جنبها وجنب أولادها يا تري دلوقتي عليا هتسكت ؟ وكمان لو رفعت قضية طلاق هتكسبها من آولي جلسة عامر غلط وقوي كمان وحاليا هو إلي هيحاسب على المشاريب .


صاحت والدته مدافعة :


-نعم يحاسب ليه تحمد ربنا أصلا أنه أتجوزها وربي عيالها مين كان يرضي يتجوزها بعيلين .


رمق والدته بضيق وقال :


-بجد ومين توافق تتجوز ابنك أصلا يا أمي لا هي إلي كتر خيرها أصلا أنها وافقت تتجوزه وفضلت ساكته وصاينه سره السنين دي كلها تفتكري دلوقتي تسكت بعد الي ابنك عمله! 


ظل جالسا بصمت ووجه يحاكي الموتي فحديث صديقه صحيح مئة بالمئة إذا صمتت عليا سابقا وتقبلت عجزه عل ستصمت الأن أما أنها ستفضح ستره. 


تهاوي عوني علي مقعده واضعا رأسه بين كفيه فهذا آخر ما ينقصه من الأساس ألا يكفي بعد إبنه البكر عنه وحرمانه منه طوال حياته الأن مستقبل الأصغر علي المحك. 


تحدث عامر بجمود ظاهري:


-عليا أعقل من أنها تعمل كده وأنا واثق أنها مش هتتكلم بعد وقفتي جنبها السنين إلي فاتت. 


هتف علي بإشفاق:


-ووقفت هي كمان جنبك وفضلت كام سنة دافنة نفسها وشبابها مع راجل عاجز أنت غلط يا عامر وأتمني الأمور تعدي علي خير حارل متعملش أي مصيبة تاني وحاول ترجع عليا بهدوء وتستسمحها مع أني معتقدش أنها ممكن توافق لكن نصيحة من أخوك الكبير ياريت تسمعها لو عليا أصرت علي الطلاق طلقها وبلاش تخلي الأمور تبوظ أكتر من كده والمستور يبان.


انتفض عامر كالملسوع وصاح بجنون:


-أطلقها عشان ترجع لحبيب القلب ده علي جثتي .


زفر علي بحنق وقال :


-عليا مش هترجع لعاصم لو كان في نية ترجع مكنتش أتجوزتك من الأساس وبعدين هو عاصم فين أصلا؟ من وقت ما سافر وهو بعيد عنك مكتفي خيره شره من وقت ما سافر حتي مكالمة تليفون منعرفش حاجة عنه. 


ابتسم عامر وتمتم ساخرا :


-أه طبعا بس طالما الباشا صاحبه هنا أكيد هيبلغه بكل حاجة ما هيصدق بقي هيلاقي فرصة يرجع حبل الود وهتلاقيه ناطط تاني. 


تسأل عوني بحيرة :


-صاحبه مين ؟


رد على بنفاذ صبر :


-صاحبه بيجاد يا بابا وبعدين يا عامر باشا عاصم مسيره يرجع النهاردة بكره بعد سنه وبردوا مسيره يطالب بولاده وحقه في كل حاجة 


صاحت والدته بجنون :


-نعم حقه أيه يا أبو حقه أنت كسر حقه يا حبيبي عايز ياخد ولاده في داهية كفاية أوي إستحملتهم عشان خاطر عامر وعاصره علي نفسي لمونه لكن رجوع هنا مش هيحصل. 


رمقها علي بضيق وقال :


-يعني أيه مش هيرجع وملوش حق لا عاصم أبني البكري وليه حق في جنيه بمكله كفاية طول عمره بعيد عني وحارمه مني وأنا عايش. 


ردت بإستهجان:


-يعني ايه ده شقي ولادي ومش هسمح يروح للغريب. 


رد بتحدي :


-وده مش غريب ده ابني من صلبي زيه زي ولادك لا ده كمان البكري .


الي هنا ونهض علي وصاح بعصبية شديدة :


-في أيه بالظبط ده وقت خناق ولا عتاب ما تخلونا نفكر في المصيبة إلي أحنا فيها دي. 


تحدث عوني ساخرا :


-افكر في ايه اوعي تكون فاكر اني ممكن أروح للبيه اتأسف ليه أنت تبقي أتجننت رسمي كمان.


ضرب علي كف بكف وضحك قائلاً :


-اتجننت ماشي يا حاج انا غلطان طيب المفروض بقي حضرتك تفكر بعقل حضرتك الفتاك هتحل الخسارة  إلي خسرناها ازاي وهنعوض الفلوس دي منين وهتحل مشكلة عامر أزاي .


رفع عوني إحدى حاجبيه بإستهجان:


-نعم قصدك ايه هتسبنا في المصيبة دي وتخلع ؟


زفر علي بضيق وعقب ساخرا :


-اخلع ما أنا قولت حلولي وربنا معجبتكمش أعمل أيه تاني ؟


ردد عوني ساخرا :


-اعمل إيه تاني ده إلي قدرت عليه يعني تذلنا لترفع إيدك وتخلع. 


تمتم الآخر بنفاذ صبر:


- يا الله والله أنا تعبت بجد أنا ماشي رايح أطمئن علي مراتي وعيالي بدل ما اتشل .


غادر علي وهتف عوني بإمتعاض:


-هنعمل ايه دلوقتي ؟


نهض عامر بشرود وقال:


-أنا خارج ورايا مشوار وموضوع المحصول هتصرف فيه حتي لو هنخسر خسارة قريبة أفضل من مكسب بعيد سلام. 


غادر هو الآخر وكذلك نهض عوني متجها مكتبه تاركا زوجته تتأكل غلا وغيظا من هذا العاصم. 


❈-❈-❈


تملمت نورسيل بوهن فتحت عيناها وتأملت زوجها الغافي بحنان قبلت جبينه وحاولت إبعاد يده ااي تخاوط خصرها دون أن يستيقظ .


لكن ما أن شعر بها فتح عينه هو الآخر يتطلع لها بنوم هتفت بآسف :


-أسفة يا حبيبي صحيتك. 


ابتسم بهدوء وتسأل :


-هي الساعة كام ؟


مطت شفتيها بحيرة وقالت :


-مش عارفة .


وضعت يدها علي بطنها وهتفت باحراج :


-الصراحة جوعت أوي وعايزة اكل ؟


ضحك بوهن وعقب :


-وأنا بردوا جعان. 


اعتدلت بحماس وقالت :


-هنزل اجيب أكل لينا وآجي. 


هز رأسه نافيا وقال :


-لا حبيبتي خليكي مرتاحة عايزين نور تيجي بالسلامة. 


عضت علي شفتيها بغيظ وقالت :


-بردوا مصمم علي نور ؟ أنا بقي عايزة ولد. 


ضحك بخفة وتسأل:


-الي يجيبه ربنا كل خير يا قلبي وبعدين عايزة ولدك لسه بقي ؟


هتفت بحدة :


-عشان أنت هتحبها أكتر مني وهتبقي ضرتي مش بنتي .


أتسعت عين يوسف بعدم تصديق وثوان وانفجر ضاحكاً مما جعلها تشتعل غيظا وترمقه بغيظ. 


توقف اخيرا وتحدث بحب :


-يا قلبي أنتي ايه الي بتقوليه ده أنا لو هحبها هحبها عشان منك أنتي. 


ابتسمت براحة وهتفت برقة:


-لسه بتحبني يا يوسف ؟


رد بحب وهو يقبل يدها برقة :


-أنا مكرهتكيش أصلا يا قلب يا يوسف.


تنهدت براحة ورددت بحزن :


-الحمد لاه ياريت بإيدي أمسح إلي فات كأنه محصلش. 


اخذ يوسف نفس عميق وقال :


-نورسيل الي عدي خلاص انتهي واحنا خلاص أتعلمنا منه جه الوقت ننساه ونعيش حياتنا يا قلب يوسف صح ولا غلط ؟


ردت بحب وهي تقب يده ورأسه :


-صح يا قلب وعقل وروح نورسيل.


قاطع حديثهم طرق علي باب الغرفة نهضت نورسيل بخفة وفتحت الباب وجدت صفاء وبرفقتها الخادمة تحمل الطعام. 


تحدثت صفاء بحنان :


-عارفة انكم نايمين بس قولت لازم تصحوا تأكلوا عشان العلاج هتقضوها بقي شرب وفراخ وفاكهة يومين كده لغاية ما نطمئن عليكم. 


ابتسمت نورسيل وردت:


-تسلم ايدك يا ماما أحنا فعلا كنا جعانين. 


تراجعت للخلف ودلفت الخادمة ووضعت الطعام تلي الطاولة وغادرت. 


أشارت نورسيل للدخول :


-أتفضلي يا ماما يوسف صاحي.


هتفت صفاء بحنان :


-شوية كده وارجع ليكم تاني هصحي عدي ونايا ياكلو هما كمان. 


تمتمت نورسيل بإشفاق :


-يعني كلنا نمنا وأرتحنا وحضرتك صاحية تعملي لينا الأكل!  المفروض ترتاحي أنتي كمان يا ماما انتي كمان كنتي تعبانة. 


تنهدت صفاء بحنان وقالت :


-أنا بخير يا ستي الحمد لله وبعدين أنا في عز راحتي وأوللدي بخير وأحضر ليهم كل الي نفسهم فيه يا قلب أمك يلا ادخلي كلي واكلي جوزك وأوعي تنزلي الصنية ولا تنزلي من الاساس الدكتورة قالت أنتوا محتاجة راحة يا بنتي. 


ردت نورسيل بطاعة :


-حاضر يا ماما. 


غادرت صفاء واغلقت نورسيل الباب خلفها وحملت الصينية برفق واتجهت الي الفراش. 


اعتدل يوسف سريعا واخذها منها:


-ايه ده يا حبيبي شايلاها ليه ؟


جلست جواره وتحدثت بلطف:


-ما تقلقش دي كانت علي الطرابيزة وبعدين مش تقيلة. 


رمقها بعتاب وقال :


-ولو مش عايزين نخاطر. 


ابتسمت بخفة وقالت :


-طيب ممكن نأكل بقي عشان جعانة؟


تطلع للطعام بعدم رضا وقال بخيبة أمل :


-تعرفي نفسي في ايه ؟


تسألت بفضول:


-نفسك في ايه يا حبيبي ؟


غمز لها بمكر وقال :


-في صنية بسبوسة من ايدك الحلوين …


يُتبع..

الفصل الحادي عشر


غادرت صفاء وأغلقت نورسيل الباب خلفها وحملت الصينية برفق واتجهت الي الفراش. 


اعتدل يوسف سريعا واخذها منها:


-ايه ده يا حبيبي شايلاها ليه ؟


جلست جواره وتحدثت بلطف:


-ما تقلقش دي كانت علي الطرابيزة وبعدين مش تقيلة. 


رمقها بعتاب وقال :


-ولو مش عايزين نخاطر. 


ابتسمت بخفة وقالت :


-طيب ممكن نأكل بقي عشان جعانة؟


تطلع للطعام بعدم رضا وقال بخيبة أمل :


-تعرفي نفسي في ايه ؟


تسألت بفضول:


-نفسك في ايه يا حبيبي ؟


غمز لها بمكر وقال :


-في صنية بسبوسة من ايدك الحلوين …


ضحكت بخفة وهتفت بدلال وهي تداعب خصلات شعره برقة:


-خف أنت بس وأعملك أحلي صينية بسبوسة يا قلبي. 


إبتسم بمكر وغمز لها بخبث :


-طيب عندي فكرة أكلك أنتي عقبال ما أخف؟


ابتسمت بدلال وهتفت برقة وهي تضع يدها علي أحشائها بحب :


-مش هينفع عشان چوزيف. 


تجاهل حديثها وهتف مستنكرا :


-نعم يا أختي چوزيف مين ؟


ردت بدلال :


-ابننا عشان يبقي عندي يوسف وچوزيف وتبقي أنتوا الأتنين چو. 


رفع حاحبيه متهكما وعقب :


-بجد ؟ ومين قالك أني هوافق علي الهبل ده بقي أنا أسمي أبني چوزيف أنسي. 


قضمت شفتيها بغيظ وتسالت :


-وماله  چوزيف اسم جميل وجديد. 


اشمئز وجهه وقال :


-لا مش عاجبني لو جه ولد هسميه عبد الرحمن علي اسم بابا الله يرحمه. 


رددت بهدوء :


-الله يرحمه. 


تنهد وعقب مؤكدا :


-لو جت بنوتة هسيبك أنتي تسميها يا قلبي. 


اشتعلت وجنتيها بغيظ وهتفت بغيرة :


-لأ ان شاء الله ولد أنسي يا يوسف مش هجيب ضرة لنفسي. 


هز رأسه ضاحكا وتسأل :


-يا بنتي بطلي هبل ضرتك أيه بس وكلام فاضي ايه دي هتبقي بنتي وبنتك يا قلب يوسف يعني حتة مننا أحنا الأتنين ولو هحبها فدها من حبي ليكي. 


ردت بعبوث:


-بردوا لا مش عايزة تشاركني فيك .


هز رأسه بيأس من زوجته علي ما يبدوا أن الطريق جنت بالفعل .


لاحظت صمته وشروده وتسألت بفضول :


-مالك سرحت في ايه ؟


ألتفت لها بهدوء مقبلا يدها برقة :


-ولا حاجة يا قلبي يلا نأمل عشان أنا ميت من الجوع. 


هتفت علي الفور بلهفة :


-بعد الشر عنك يا حبيبي. 


داعب وجهها برقة وتمتم بحب:


-ممكن حبيبي يأكلتي بايده ؟


أشارت إلي عيناها بلهفة :


-من عيوني يا حبيبي .


رد بحب :


-تسلم عيونك يا قلب حبيبك. 


❈-❈-❈


في صباح يوما جديد أشرقت شمس الصباح معلنة عن بداية جديدة بعد أن ابتلعت أحداث أمس مع ظلام الله .


أدي صلاة الفجر وتحرك سريعا متجها الي بدله وعائلته ومسقط رأسه الذي جاء منه حتي لو ظل طوال عمره يعيش بالخارج. 


لم يستطيع النوم طوال الليل يشتاق لرؤية زوجته وآخذها بين أحضانه يتنعم بدفئ قلبها ورائحته الذكية الاي تجلعه يذوق حبا في عشقها ، وطفلته الرقيقة التي أصبحت قطعة من قلبه وروحه. 


تنهد براحة عندما وصل إلي مزل عائلته بالصعيد مع آول شعاع من ضوء الشمس .


توقف من سيارته متثاقلا وأهدابه تطالبه بالإنغلاق كي يرتاح قليلاً فهو لم ينم منذ يومين ما بين عمله وبين رفيق دربه وحالته الصحية. 


حمل جاكيته واتجه الي باب المنزل الداخلي وقام بفتحه بمفتاحه الهاص كي لا يقلقهم بعد ان رحب به الغفر ولج الي الداخل بخطي بطيئة وجد والدته مستيقظة وتحمل طفتله المدللة.


اغلق الباب وأتسعت ابتسامته وتحرك تجاه والدته مقبلا رأسها بحنان وعينه مسلطة علي صغيرته التي تداعب نفسها ببراءة. 


هتفت صفاء بحنان :


-حمد الله علي السلامة يا حبيبي .


رد بابتسامة :


-الله يسلمك يا چيچي أيه حياة صاحية بدري ليه ؟


ضحكت جيهان بخفة :


-صاحية بدري ؟ لا يا حبيبي بنتك صاحية طول الليل ومراتك قاعدة بيها قومت صليت الفجر واخدتها أقعد بيها. 


حملها برفق مقبلا وجنتيها الممتلئة بحنان :


-قلب بابا إلي عاملة قلق أنتي طيب أنا هطلع أنام يا ست الكل وهاخد الأنسة حياة معاية. 


هتفت جيهان بحنان :


-خليها يا حبيبي هنيمها وأجبها ليكم. 


تأمل وجه طفلته بحب وتمتم :


-تسلمي يا ست الكل بس حياة هتنام في حضن بابي يلا تصبحي علي خير يا تيتة. 


ضحكت جيهان بخفة :


-وأنت من أهل الخير يا حبيبي. 


❈-❈-❈


فتح الباب برفق حتي لا تستيقظ زوجته الغافية وأغلق الباب بقدمه بحذر تحرك تجاه الفراش ووضع صغيرته برفق جوار مهلكة قلبه التي تغفو بعمق ابتسم بحب وقبل جبينها واتجه بنظراته الي طفلته وتحدث بهمس :


-هاخد شور وراجعلك يا قلب بابي أوعي تصحي مامي .


انهي جملته وتحرك تجاه الخزانة اخرج منها ملابسه واتجه إلي المرحاض كي ينعم بحمام دافئ يزيل آلالام وأرق اليومين الماضيين. 


بعد اغلاقه الباب بثوان بدأت الصغيرة بالبكاء كأنها شعرت بمغادرة والدها لها وابتعد الحب الأمان عنها.


فاقت بتول علي الفور ما ان استمعت لبكاء الصغيرة وقامت بحملها برفق وهي تتطلع لها بحيرة فهي كانت برفقة جدتها كيف جاءت لهنا لفت انتباهها صوت المياه فعلمت بعودة زوجها الحبيب ومن المؤكد هو من أحضرها لهنا. 


ربتت علي طفلتها بحنان وقامت بفتح أزرار منامتها وأخرجت احدي نهديها التي تلقفته صغيرتها بنهم وبدأت بآخذ وجبتها وهي تصدر أصواتها الطفولية دلالة علي إستمتاعها وأخيرا بدأت تغمض عيونها الصغيرة كي تنام هي الآخري بأحضان والديها. 


خرج من المرحاض تفاجئ بزوجته مستيقظة وتقوم بإرضاع طفلتهم حاول التحدث لكن أشارت له علي الفور أن يصمت 


تطلع الي طفلته التي بدأت ان تغفو وتمدد جوار زوجته بنوم. 


هتفت بصوت خافت :


-حمد الله علي السلامة يا حبيبي .


قبل يدها بحب ورد بهمس مماثل :


-الله يسلمك يا قلبي. 


تسالت بفضول:


-صاحبك عامل أيه خرج من المستشفى ؟


حرك رأسه بإيجاب وتمتم بوهن:


-آه الحمد لله. 


تنهدت براحة ووضعت الصغيرة في المنتصف جوار أبيها وأغلقت أزرارا منامتها وتمددت هي الآخري جوارهم.


إبتسم بحب وضم زوجته وطفلته لأحضانه مغمغما بحب:


-وحشتيني .


ردت بخجل :


-وأنت كمان تحب أقوم أحضرلك الفطار ؟


حرك رأسه بلا :


-لا يا قلبي أنا جعان نوم وبس.


تطلعت له باشفاق وقالت :


-ماشي يا حبيبي تصبح على خير .


رد بنوم:


-وأنتي من أهلي. 


ذهب في النوم وكذلك هي وبأحضانهم طفلتهم الغافية براحة وأنفاس والديها الدافئة تداعب وجنتيها الصغيرة كأن أنفاسهم هي الأمان والراحة لها.


❈-❈-❈


ولج إلي شقته صباحا بعد يوما شاق قضاه خارج المنزل يفكر في طريقة لإرجاع عليا له قبل معرفة عاصم بشئ فإذا عاد عاصم مرة آخري ستفتح أبواب الجحيم بالنسبة له فمن المؤكد أن عاد عاصم بعد مرور هذه السنوات سيعود لاسترجاع حقه واثبات برأته أمام عليا ووقتها ستظهر حقيقته هو بمعني أصح هلاكه وجحيمه فما دفنه هو بيده سيستيقظ ويفضح أمره الأن ماذا يفعل مر الليل بأكمله ولم يصل لشئ وإذا حاولت عليا خلعه سيتم هذا بكل سهولة وليس هذا فحسب بل سينكسر هو أمام بقية العائلة بعد معرفتهم حقيقته وضع يده علي عنقه.


يشعر كأن هناك حبلا يلتف حول عنقه يخنقه وإذا لم يستطيع فكه هو بنفسه سيتمكن منه من المهم الأن والخطوة الأولى لإرجاع عليا ألا يعود عاصم إلي هنا ويجب أن يحدث هذا حتي لو تطلب الأمر موت عاصم نفسه فلن يتردد في ذلك. 


❈-❈-❈


استيقظ عدي صباحا وجد زوجته مازالت عافية قبل جبينها بحنان واتجه إلي المرحاض أخذ حمامه وارتدي بدلته العملية وأعد نفسه كي يذهب إلى العمل اليوم. 


أنهي تجهيز نفسه والقي نظرة على زوجته وتحرك خارج الجناح تزامناً مع خروج عليا من غرفتها مرتدية ملابسها هي الآخري. 


قطب جبينه بحيرة واقترب منها متسائلا:


-صباح الخير يا عليا صاحية بدري ليه يا حبيبتي ؟


ردت بثبات :


-صباح النور يا حبيبي أنا خارجة .


تسأل بعدم فهم :


-خارجة فين الصبح كده ؟


ردت عليا بجمود:


-راحة أرفع قضية خلع علي عامر. 


جحظت عين عدي بصدمة وقال:


-خلع أنتي بتتكلمي جد وواثقة من قرارك ده ؟


تنهدت براحة وقالت :


-أيوة واثقة من قراري ده انا وعامر وصلنا لطريق مسدود وبعد الي عمله إمبارح حكايتنا خلصت. 


حك جبينه بخفة وردد بحذر :


-عليا فكري علي راحتك ومتشغليش بالك بيا أنا ويوسف بلاش تخربي بيتك كل حاجة ممكن تتحل. 


ضحكت بهم وقالت :


-تتحل ؟ تفتكر بعد إلي حصل ده ممكن حاجة تتحل من الأساس خلاص مبقاش ينفع .


رد عدي بإصرار :


-عليا فكري كويس أنتي كده هتبقي مطلقة مرة تانية. 


رفعت كتفيها بالمبالاة :


-وأيه يعني ؟ قصدك كلام الناس ميفرقش معايا كلام الناس لأنهم مش بيسيبوا حد في حاله أصلا أما بقي فكرة أني ممكن أتجوز تاني أوبس نسيت قصدي تالت فخلاص الموضوع انتهي من الأساس أنا هقعد أربي ولادي وبس مبقتش عايزة غيرهم وغير سعادتهم وبس ده الي يهمني .


تنهد عدي بحزن وقال :


-عشان ولادك أنا بقولك فكري تاني قبل كا تندمي عليا أنتي حرمتيهم قبل كده من عاصم أبوهم الحقيقي يمكن وقتها مش فكرينه أصلا لإنك كنتي حامل في الولد التاني وابنك الكبير مكنش لسه بيفهم أوي لكن دلوقتي الوضع غير الولاد ميعرفوش عاصم لكن يعرفوا عامر كويس وهو أبوهم بالنسبة ليهم هيقدروا يبعدوا عنه هتقدري تمنعيهم عن أبوهم مرة تانية؟


رددت بإصرار:


-بس ده عمهم وهيعرفوا الحقيقة لأنهم كبروا فعلا ولازم يعرفوا أنه مش أبوهم أما بقي ولادي فأنا واثقة انك انت ويوسف هتعوضوا حنان الأب ليهم .


تنهد بقلة حيلة وقال:


-زي ما تحبي يا عليا أنتي كبيرة كفاية وتقدري تقرري وولادك فعلا ولادنا طيب مش هتبلغي يوسف الآول ؟


لمعت الدموع بعينها وتمتمت بحزن:


-يوسف لسه تعبان يا عدي وكمان أكيد لسه زعلان مني كفاية الي حصله بسببي متقلقش لما يعرف أكيد مش هيعترض اطمن. 


هز رأسه بقلة حيلة وقال :


-تمام أمري لله زي ما تحبي يلا عشان أوصلك وأجي معاكي. 


هتفت بتعجل:


-لا هروح لوحدي خليك أنت في شغلك.


رفع كتفيه بقلة حيلة :


-تمام زي ما تحبي. 


هبط كلا منهم للأسفل وجدوا والدتهم مستيقظة ألقوا عليها الصباح وجلسوا يتناولوا الافطار برفقتها وأخبرتها عليا بما تود أن تفعله. 


رغم حزن صفاء ورفضها لطلاق إبنتها الحبيبة مرة آخري لكن ما باليد حيلة فالمهم لديها هو سعادة ابنتها وراحتها لا اكثر وما فعله عامر ليس بالأمر الهين بالمرة بل كادت أن تخسر ابنها البكر بسببه فليس هذا من يبكي عليها فعليا طلقت سابقا من عاصم الذي كان بمثابة ابن لها.


انهوا افطارهم وغادر عدي وعليا كل منهم إلي وجهته بعد رفض قاطع من عليا أن يذهب معها. 


❈-❈-❈


تململ في نومه وفتح عينه ببطئ وجد زوجته مازالت غافية بأحضانه تسلسل من جوارها برفق كي لا تستيقظ واتجه إلى الشرفة ينعش صدره بنسمات الهواء الباردة وجد عدي يغادر في سيارته وعليا ركبت سيارة أخرى وغادرت هي الأخرى قطب جبينه بحيرة فعدي من المؤكد ذاهب لعمله ولكن إلى أين ستذهب عليا في هذا الصباح بمفردها هل هي ذاهبة لمقابلة عامر هل ستعود له بعد كل هذا عند هذه اللحظة أحمرت عيناه وبرزت عروق جسده لا يصدق ما أهداه له عقله شقيقته ستعود لعامر بعد كل هذا. 


فتحت عيناها من أن شعرت ببرودة الفراش جوارها بحثت بعيناها عنه وجدته يقف في الشرفة نهضت ببطئ وإرتدت مأزرها واتجهت له وضمت خصره بحب مستندة برأسها علي ظهره .


شعر هو بحركتها وكأن بحركتها العفوية هذه أطفئت نيران قلبه المشتعلة. 


قبل يدها الملتفة حول خصره بحب :


-حبيبي صحي امتي ؟


ردت بنوم وتذمر:


-دلوقتي آول لما حسيت أن حبيبي مش جنبي صاحي بدري ليه ؟


التفت لها وابتسم بخفة وهو يداعب وجنتيها برقة:


-صباح الورد علي حبيبي وبعدين فين البدري ده يا قلبي بدري من عمرك الساعة تسعة .


ردت بدلال :


-بردوا لسه بدري وكويس إنك صحيت وانا صحيت. 


رمقها بحيرة وتسآل:


-ليه وراكي حاجة  ؟


وضعت يدها علي أحشائها بجوع:


-أصلي جعانة أوي الصراحة. 


ابتسم بهدوء وقال :


-ماشي يا ستي يلا غيري هدومك وأنا هنزل اجبلك الفطار بنفسي. 


هزت رأسها بلا وقالت :


-لا هغير وانزل معاك نفطر سوي.


غمغم معترضا :


-لا أنتي تعبانة. 


وضعت يدها بخصرها وهي تتراقص مرددة بتهكم:


-بجد علي أساس إنك مش تعبان أنت كمان ؟


رمقها بتوعد وقال :


-شيلي إيدك من وسطك يا هانم وأقفي عدل ببترقصي وأنتي حامل وتعبانة قدر البيبي حصله حاجة صمت قليلاً وأكمل ساخرا ألا ما عملتيها وأنتي سليمة تعمليها دلوقتي .


احمرت وجنتيها بخجل وهتفت بدلال :


-بس أنا مش برقص يا بيبي أنا بردحلك .


جحظت عين الآخر محاولا استيعاب ما قالته هذه الحمقاء وصاح متهكما:


-بتردحيلي مش عارف ليه يا نورسيل بحس أني متجوز واحدة من بولاق مش من الصعيد خالص روحي ألبسي عقبال ما أنزل وابعت الفطار لينا أحنا الاثنين .


رفع اصبعه وأشار محذرا :


-عارفة لو نزلتي ورايا هعمل فيكي أيه ؟


ردت بدلال :


-ولا أي حاجة يا حبيبي أنت بتحبني ومض هتعملي حاجة. 


ضحك باستخفاف وقال:


-بجد لا يا حبيبي طالما الموضوع بيتعلق بيكي أنتي وأبني وتعابكم يبقي هعمل وبلاش تختبري صبري يا نورسيل أقل حاجة بدل ما تفضلي في السرير لغاية ما ترتاحي هيبقي مش هترخرجي من الاوضة غير علي العمليات وأنتي راحة تولدي يلا شاو يا قلبي . 


❈-❈-❈


ألقي جملته وغادر متجها إلي الأسفل تاركاً إياها تتأكل غيظاً وجد والدته جالسة بالأسفل بمفردها وتقرأ وردها. 


اقترب منها بحب وقبل جبينها صدقت علي الفور ووضعت المصحف علي الطاولة وتحدثت بلهفة :


-طمني عليك يا حبيبي أنت كويس ؟


هز رأسه بايجاب :


-اطمني يا ست الكل انا بخير. 


تنهدت براحة وقالت :


-الحمد لله يا حبيبي بخير كنت هبعت لكم الفطار.


جلس جوارها وتسأل :


-عليا راحت فين ؟


تنهدت بقلة حيلة وقالت :


-راحت ترفع قضية طلاق.


اغمض عيناه بأسي وتسأل :


-قضية طلاق ؟طيب عدي راح معاها 


هزت رأسها نافية وهتفت بأسي :


-لأ يا حبيبي أصرت تروح لوحدها يوسف أنت موافق أنها تطلق  ؟


يُتبع..


تعليقات

التنقل السريع