القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عش العراب الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)

 رواية عش العراب الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)




رواية عش العراب الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)


27=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع والعشرون



 بدأ الوقت يمضى بعد مرور شهرين تقريبا بعد منتصف الليل بشقة هند النوم جافى عيون هند نيران الحقد تشتعل بقلبها، هي مهمشه في حياة قماح لا وجود لها، حتى إن كان قماح يبيت أحيانا معها بالشقه فهو يبقى بالغرفه الأخرى بعيد عنها، لكن رغم يقينها أن قماح بأى لحظه قد ينهى زواجه الصورى منها لكن لامانع من محاوله حتى لو فاشله لن تخسر أكثر مما خسرت سابقا والآن عليها ركن كرامتها جانبا. فتحت باب غرفة قماح، رأته غارق بالنوم، كما تريد تلاعب الشيطان برأسها هذه فرصتها، ربما تنال وقت لطيف مع قماح الليله ربما هذه الليله تتبدل معاملته معها. وتأخذ حياتهم شكلها الطبيعى كزوج وزوجه، لمعت عينيها برغبه وهي تنظر الى قماح النائم شبه عارى فقط بسروال على خصره، لم تلمع عينيها فقط، بل زاد خفقان قلبها، هي عاشقه له وهذا ما جعلها تتحمل تهميشه لها الفتره الماضيه كل ما تريده بالحياه أن تعيش بقربه، لا يهمها إن كان قلبه وعقله مع أخرى تستحوز عليه بهجرها له، وبذالك الصغير الذي أنجبته تجعله يلهث خلفها. إقتربت من الفراش وصعدت عليه، وضعت يديها على ظهر قماح النائم على بطنه، تسير بها صعودا وهبوط بحركات تتفننها، في زواجهما السابق كان لها أثر على قماح، وكان يسقط ببراثنها أو ربما كان يستجيب بإرادته. بينما قماح شعر بيديها التي تسير على ظهره للحظات غرق بذالك الحلم الذي يراوده أن سلسبيل آتت إليه وهي من تمسد بيديها على ظهره. إستدار نائما على ظهره ومازال مغمض العينين لا يريد فتحهما ويعلم ان كل ما يشعر به ليس سوى حلم، إستسلم لحظات لذالك الحلم الذي يتمناه، قبلات هند المشتاقه شعر بيديها تسير على صدره بتودد وحميميه، بين الغفوه والصحوه يتحدث عقله، تلك لمسات وقبلات حقيقيه، لكن عقله على يقين أنها ليست لمسات ولا قبلات سلسبيل... بدأ يعود للواقع ويترك ذالك الحلم وفتح عيناه، كما توقع. تفاجئ بنصف جسد هند فوق جسده، تتود له بحميميه تعتقد أنه بدأ يتجاوب معها، لكن فجأه أمسك بإحدى يديها، وإبتعد براسه عن شفاها هامسا: هند. همست هند بآنين مشتاق: قماح أنا بحبك خلينا نرجع زى قبل ما نطلق، أنا متأكده إنك بتحبنى سلسبيل وهم إنت عايش فيه، هي بتتلاعب بمشاعرك، عشان تجرى وراها. ربما ما كان عليها ذكر سلسبيل، لكن أخطأت كالعاده حين تذكر سلسبيل بالوقت الخطأ، نفر قماح منها وأبعدها عنه للخلف، ونهض من على الفراش. شعرت هند بحسره كبيره في قلبها وإزداد غلولها، من سلسبيل، وتدمعت عينيها تحاول أن تنال رضاء قماح، نزلت من على الفراش وأقتربت من مكان قماح، حاولت حضنه. قائله بتوسل: قماح أنا بحبك، حبيتك من أول مره شوفتك فيها عند بابا في الشونه بتاعته، وبعدها فرحت لما النصيب جمعنا، وكنت بموت بعد ما طلقتنى كان عندى دايما أمل أنك هترجعنى، وربنا حققلى أملى، قماح أنت رجعتنى لعصمتك عشان بتحبنى، سلسبيل عمرها ما هتحبك دى بتستلذ بهجرها لها، بتحاول دايما تسيطر على عقلك، لكن قلبك عارف مين حبيبه، حبيبة قلبك هي أنا يا قماح بدليل إنك رجعتنى تانى لذمتك، أنا متأكده لو سلسبيل مكنتش حامل منك يمكن كنت طلقتها، قماح أنا معنديش مانع سلسبيل تفضل على ذمتك عشان إبنك، أنا لما أستسلمت لطلاقنا، وقتها علشان كنت بتعالج عشان أخلف، بس الدكتور قالى إن علاجى صعب، بس مفيش حاجه مستحيله العلم كل ثانيه بيتقدم، وحتى لو مخلفتش عندك إبنك من سلسبيل. تعجب قماح من هراء هند، أجل هراء، أى حب يحبه لها، حبيبة قلبه الوحيده هي سلسبيل من يشعر بنبضات قلبه وهي جواره أخطأ بحقها كثيرا أصبح يعلم ذالك، حين أقترب منها خسرها بغطرستة وغباؤه، أجل غباؤه، أين كان عقله حين كان يتعمد أذيتها سواء بالفعل أو القول بدل أن يحتويها كان يجافيها، ليجنى الهجر بعد ذالك أمامه وبعيده عنه بإرادتها لولا ذالك الطفل الذي مازال يجمعهما لكانت أنهت كل ما يربطها به ولم يكن ليمنعها فرد من العائله. عاد قماح للخلف خطوه بعيد عن هند قائلا: هند بلاش تعيشى نفسك في وهم أنتى متأكده أنه مش صحيح، أنا فعلا بحب سلسبيل من قبل ما أتجوز المره الاولانيه حاولت أدفن حبها وأعيش مع غيرها مقدرتش، هند صدقيني أنا غلطت في حقها من البدايه رجوعنا كان غلط منى في لحظة غضب كان تسرع منى، هند أنا مش عاوز أزود في جرحك إنتى كمان، بعترف إنى غلطت في حقك لما رجعتك لذمتى تاني، هند اللى رابطنى ب سلسبيل مش إبننا ولا إنها بنت عمى، أنا بحب سلسبيل هي كمان ومن زمان، أنا غلطت في حقها كتير، هند إحنا لازم ننفصل ودلوقتي. صدمه بل صاعقه في قلبها قتلتها، عقلها لا يستوعب، قماح أكد حبه ل سلسبيل مرتين بهذا الحديث، سالت دموع هند لو تذللت الآن لقماح لن يمنعه ذالك من التراجع عن الطلاق بل قد يصر عليه أكثر. تحدثت بدموع خادعه ورسمت الأستصعاب بجداره: بس إنت لو طلقتنى هروح فين بابا غضبان عليا من يوم ما رجعتنى لذمتك تانى، هاجمنى إزاى إن أعمل كده من وراه، حتى لما كان مريض وكنت بزوره كان بيرفض يقابلنى وماما ونائل حاولوا يحننوا قلبه عليا بس إنت عارف قسوته، حتى رفض إنى أرجع أشتغل معاه في الشونه من تانى، حتى رصيدى في البنك سحبه بالتوكيل اللى ما بيننا، أرجوك يا قماح بلاش تطلقني قبل ما أقدر أدبر حالى، أكيد مترضاش أنى أعيش في الأوتيلات الرخيصه. فكر قماح وسقط في خداع هند، هو بالنهايه مخطئ في تلك الزيجه مثلها وأخطأ في حق هند ولديه مسؤليه إتجاهها الآن، حديثها بالفعل صحيح... تنهد قماح قائلا: تمام يا هند متقلقيش، اكيد ميرضنيش إنك تعيشى في الأوتيلات، هحاول أتكلم مع باباكى وأقنعه بموضوع طلاقنا، ولو فضل معاند أوعدك أأمنلك شقه في مكان كويس تعيشى فيها، وشغل يناسبك. تنهدت هند بدموع ليست خادعه، بل دموع حسره، ما بها سلسبيل حتى يحبها قماح كل هذا الحب، لماذا لم يبادلها يوم نصف هذا الحب، لكن غريب هو الحب لا قوانين له. أمائت هند برأسها ولم تستطيع الوقوف على ساقيها، ذهبت الى الفراش وجلست عليه تستشعر خيبة أملها في قضاء ليله تنعم بها بين حضن قماح. قماح الواقف أمامها لم يهتم لضعفها بل زاد من من جحيم قلبها حين قال: أنا النوم راح من عينى، وكان عندى شوية ملفات عالابتوب بتاعى عاوزه مراجعه، والابتوب فوق في شقة سلسبيل. تصبحى على خير. قال قماح هذا وأخذ قميص له يرتديه فوق البنطال وتركها تجلس على الفراش بركان حقد يشتعل بقلبها، قماح لم يصعد لشقة سلسبيل من أجل العمل بل من أجلها هى، سلسبيل هي العائق بينها وبين قماح لو إختفت قماح سيبقى لها، هكذا صور لها عقلها اليآس. بينما بشقة سلسبيل قبل قليل إستيقظت سلسبيل على صوت بكاء صغيرها النائم جوارها فتحت عينيها قائله بنعاس: قولى أنت بتنام زى البشر الطبعين ليه، أنا يادوب لسه هنعس. إزداد الصغير في البكاء. نهضت سلسبيل جالسه على الفراش وجذبت الصغير وحملته قائله: ناصر بيه يدلع براحته ويزعج زى ما هو عاوز، طبعا مش دلوع الحجه هدايه. هدأ الصغير قليلا. تبسمت له بحنان قائله: إسم الحجه هدايه هو طلسم السكوت بتاعك، عالعموم ترضع وزى الشاطر كده تنام تانى، وتسيبنى أنا كمان أنام والله أنا بشتغل ولازم أكون فايقه، عشان لو غلطت في الحسابات جدك ناصر والنبوى ممكن يخصموا من مرتبى ويسحبوا العرببه من تحت إيدى، وأتبهدل في المواصلات. تبسمت لصغيرها الذي إلتقم صدرها بينما قماح صعد الى الشقه، تعجب حين سمع صوت سلسبيل، ذهب الى الغرفه، كان الباب مفتوح. دخل مباشرة، تبسم وهو يرى سلسبيل تتحدث مع الصغير دخل يقول: واضح إن ناصر غاوى سهر. تبسمت سلسبيل له قائله: لأ غاوى تعب ليا مع ماما وجدتى طول اليوم مش بيتعبهم، لكن معايا مش بس غاوى سهر، لأ كمان عاوزنى أشيله وهو نايم، بس ده كله بسبب دلع جدتى له طول ما هو معاها شيلاه على رجلها حتى وهو نايم، إنما لو سابته ينام عالسرير هيتعود، ماما بتقولى كده. تبسم قماح وأقترب من الفراش وجلس لجوارها، ينظر الى ذالك المشاغب الصغير، الذي شبع يبدوا أنه للتو إستيقظ ويريد اللعب غير عابئ بتعب غيره. مد قماح يديه يأخذه من سلسبيل قبل وجنتيه قائلا: إحنا بعد نص الليل مش ناوى تتعطف وتتلطف وتنام. يبدوا أن الصغير لا يعجبه حديث قماح ويصر على اللعب، قام بهبش وجه قماح بيديه الصغيره، تركت أظافره الرقيقه أثر ربما لا يرى بالعين لكن ترك مكانه آلم طفيف. تبسم قماح ويمسك يدي الصغير يتمعن في أظافره قائلا: دى ضوافر ولا مخالب. ببسمه ردت سلسبيل: دى ضوافر ناعمه بس زى المخالب بتسيب مكانها ألم. ظل قماح وسلسبيل لوقت يمرحان مع ذالك الصغير، الى أن تثائب هو وأراد النوم، وضعاه بينهم على الفراش في المنتصف وغفيا جواره، نسيا الإثنان خلافتهما قليلا مستمتعان بلحظات عائليه. بعد مرور عشرون يوم بمنزل سميحه. جلس محمد مع نظيم يستشيره ببعض أمور زفافه هو وسميحه التي دخلت عليهما بصنية صغيره وضعتها على طاوله بالغرفه قائله: لا أنا مش عاوزه الحنه تبقى في قاعه كبيره، أنا عاوزاها هنا عالسطوح زى بقية بنات البلد، القاعه بتبقى كده تكتيفه وتدخل ناس منعرفهاش هنا الحنه وسط حبايبنا واهلنا. تبسم نظيم بتوافق قائلا: فعلا كنت لسه هقول كده، الحنه هنا في البيت تبقى عالضيق لحبايبنا، إنما الزفاف هو اللى يبقى في القاعه زى ما قولت. فكر محمد قائلا: تمام أنا بس كنت بقترح القاعه عشان تساع المعازيم اللى هتيجى للحنه. ردت سميحه: معازيم مين أنتى ناوى تعزم بنى سويف كلها عالحنه ولا أيه، إحنا نعزم أهلنا وحبايبنا القريبين مننا، والباقى يجوا القاعه يتعشوا في بوفيه الزفاف. ضحك محمد ونظيم الأثنان معا. بينما نظرت لهم سميحه بتهكم قائله: هو أنتم مفكرين المعازيم بيروحوا القاعات دى عشان يتفرجوا عالعرايس والعرسان لأ عشان البوفيه. ضحك محمد قائلا: ما علينا خلينا نتكلم عن كتب الكتاب، أنا اتفقت مع المأذون نكتب الكتاب ليلة الحنه، وده كان سبب لأقتراح الحنه في القاعه، بس طالما سميحه عاوزه كده هي حره. رد نظيم: البيت مش ضيق أطمن نكتب الكتاب هنا في الشقه، والحنه والمعازيم عالسطح زى ما سميحه عاوزه. تبسم محمد وقال: تمام، نتكلم في الشبكه والمهر والمؤخر وقايمة العفش. رد نظيم: بص يا محمد، أنا يوم ما طلبت أيد سميحه وسألت عنك، عرفت إنك إبن ناس لهم سمعه طيبه وافقت عشان كده مش عشان غنى، المهر والمؤخر وقايمة العفش مش هما اللى هيجبروك تحترم أختى وتعاملها بما يرضى الله، إنما الشبكه مقدرش أتكلم فيها دى تقدير منك ليها وأهى عندك، أتفق معاها، وأن كان عليا هقولك شبكة الخطوبه تكفى وتوفى. نظر محمد ل سميحه رأى بعينيها أقتناع بحديث نظيم، حتى أنها أمائت رأسها بموافقه على قول نظيم. تبسم محمد قائلا: تمام الحنه وكتب الكتاب زى ما حددت مع المأذون بعد أسبوع من النهارده. بعد مرور أسبوع كانت حنه مميزه بطابع شعبى بسيط فوق سطح منزل سميحه. كانت النساء فوق سطح المنزل تغنى الاغانى الشعبيه والرقص البسيط، كانت هند وزهرت تشعران بالضجر وتنظران بالدونيه لتلك المظاهر التي من نظرهم بيئه، بينما. كانت هدى وسلسبيل تجلسان تشعران بفرح، ربما هذه أول مره يشاهدان تلك المظاهر البسيطه، رغم أن زواج سلسبيل كان يشبه تلك الحنه، لكن لم تكن تشعر بفرحه في قلبها وقتها، لكن اليوم بداخل قلبها فرحه وإزدادت وهي ترى جلوس جدتها وعلى ساقيها تضع صغيرها تمسك يديه تجعله يصفق، وهو منسجم وسعيد وعيناه تراقب ما حوله ينفض جسده بسعاده كأنه يشاركهم ويفهم ما يحدث. بينما هدى شعرت بالعطش فجأه نظرت حولها لا يوجد مياه، الموجود بعض أكواب الشربات وهي تريد مياه... همست ل سلسبيل: أنا عطشانه قوى. نظرت سلسبيل حولها هي الاخرى وردت عليها: مفيش مايه هنا خديلك كوباية شربات تروى عطشك. ردت هدى: لأ أنا عاوزه مايه، مش شربات هنزل لتحت اشرب وأرجع بسرعه. تبسمت سلسبيل وهي تومئ برأسها لها، نزلت هدى الى أسفل، وقفت أمام باب الشقه رغم أنه مفتوح لكن خجلت من الدخول ووقفت متردده، حتى أنها طرقت على الباب قبل أن تحسم أمرها وتدخل الى الشقه، وقفت بالردهه، تنظر حولها بأى إتجاه هو المطبخ كى تذهب إليه وتستقى المياه. فى ذالك الوقت خرج نظيم من إحدى الغرف بيده الهاتف يرن، حين رأى هدى شعر بسعاده في قلبه فهى منذ إمتحانات نهايه العام لم يراها، أغلق رنين الهاتف وذهب الى مكان وقوفها قائلا: أهلا يا هدايه أعتقد دى أول مره تشرفى بيتنا البسيط المتواضع. ردت هدى: فعلا أول مره. إبتسم نظيم قائلا: بس الحنه فوق عالسطح مش هنا. ردت هدى: عارفه أنا كنت معاهم بس حسيت بعطش ومفيش غير شربات، وأنا عاوزه مايه قولت أنزل أشرب واطلع تانى بس أنا مش عارفه فين المطبخ. إبتسم نظيم قائلا: ثوانى هجيب ليك مايه من المطبخ. وقفت هدى تنتظر عودة نظيم، بعد لحظات بزجاجة مياه، واعطاها لها قائلا: على فكره مايه معدنيه. نظرت له هدى قائله: وأنا كنت سألتك معدنيه ولا لأ، عادى المهم أن الإزازه مايتها نضيفه. أنا هاخد الازازه وأطلع بيها للحنه من تانى. كادت هدى ان تغادر، لكن بسرعه أمسك نظيم يدها قائلا: هدايه ممكن دقيقه لو سمحتي. تضايقت هدى ونفضت يده عن يدها، وكادت تتهجم عليه لولا أنه أعتذر منها قائلا بذوق: آسف بس كنت عاوزه اسالك فتحتى الملف. تقبلت هدى آسفه وكانت تناست ذالك الملف قائله بسؤال: ملف أيه؟ رد نظيم: الملف اللى كان علابتوب بتاع أختك. ردت هدى بتذكر: آه تصدق أنا كنت نسيته إتشغلت في ولادة سلسبيل وبعدها جت فترة إمتحاناتى وبعدها قولت أفصل شويه، بس أكيد هرجع أحاول فتحه ولو معرفتش هفيرس الجهاز. تبسم نظيم قائلا: لو أحتاجتى مساعدتك انا جاهز في أى وقت، ردت هدى ببسمتها قائله: تمام لو حاجه وقفت قدامي هطلب مساعدتك. قالت هدى هذا وغادرت، بينما تنهد نظيم بشوق ولم يرى ناصر الذي رأى وقوف هدى مع نظيم وإمساكه ليدها، وتبسم حين نفضت هدى يده عنها، كذالك لاحظ بسمة هدى ل نظيم بنهاية حديثها معه، لولا أن لديه خلفيه بأخلاق نظيم ربما كان له رد فعل آخر معه، وهو لديه ثقه كبيره في هدى، يعلم انها لا تسمح بأى تجاوز في التعامل معها. مرت ليلة الحنه بهدوء وسعاده رغم بساطتها فى اليوم التالى ب دار العراب عصرا. دخلت فتحيه الى غرفة هدايه مبتسمه تقول: أنا رتبت هدوم سميحه في الدولاب، وكمان حطيت لهم العشا في المطبخ. تبسمت هدايه قائله: ربنا يهدى سرهم ويفرح قلوبهم ببعض تبسمت فتحيه وقالت ل هدايه: سميحه والله مش عشان بتى، بقول إكده، هي بس مهفوفه شويه في عقلها وأنتى كبيرة الدار توعيها. تبسمت هدايه قائله: سميحه زينة البنته واطمنى يا فتحيه هي دخلت جلبى من يوم ما دخلت دارك عشان أخطبها. ل محمد، وهي بجت كونها بكون حفيداتى، ونفس المعزه كمان تبسمت فتحيه قائله: ده العشم من الحجه هدايه، مفتاح الشجه أهو. ردت هدايه قائله: خليه معاكى، وإبجى إديه ل سميحه أنتى مش هاتجى مع بنك من الجاعه لأهنه تانى، خلاص إبجى أديه لها، ده مفتاح شجتها وهي حره فيه. تبسمت فتحه تهمس لنفسها: والله ما أعرف سميحه بتى عملت طيب ميتى عشان توقع في ست زى هدايه، طيبه وحنينه، لو أخرة غيرها ربما كانت حسستها بالدونيه حين قالت لها أنها وضعت الطعام البسيط التي آتت به من منزلها للعروس، كانت قالت لها أن المنزل ملئ بالخيرات، لكن هدايه لم تعقب على الأمر، حتى لا تشعر فتحيه أنها اقل مستوى منهم... حقا كما يقولون في النسب يلغى المقام أصبح الأثنان بمقام بعضهما، لا هذا عالى ولا هذا دانى، العشره الطيبه هي أعلى مقام. ليلا نزلت سلسبيل بذالك الصغير ودخلت الى غرفة هدايه تبسمت هدايه تفتح ذراعيها قائله بمداعبه: حبيب جلبى، إتوحشتك من الصبح جاعد فوق مع سلسبيل. تبسمت سلسبيل قائله: كنا أنا وهدى بنجهز عشان الزفاف، حتى هدى سبقتنى مع بابا وراحت للقاعه، وأنا هروح بعربيتى، وهسيب ناصر مع حضرتك، يارب ميغلبكيش. حملت هدايه الصغير وقبلت خده قائله: لاه أطمنى على ناصر إمعاى ده هيسلينى أنا ست كبيره وماليش في القاعات بتاع الأفراح دى، ظهرى ميتحملش أجعد المده دى كلها، من غير ما أفرده عالسرير، وناصر هادى. نظرت سلسبيل نحو ناصر وتبسمت بتهكم قائله: ناصر هادى، قصدك ناصر تانى غير اللى معاكى ده، ده بيسهرنى معاه لنص الليل وينام ساعه وعاوز يصحى يكمل سهر. ضحكت هدايه وهي تقبل الصغير قائله: هو في أهدى من ناصر، تلاقيكى إنتى اللى عاوزه تسهرى وبتتحججى ب ناصر. ضحك قماح الذي دخل الى الغرفه قائلا: فعلا كلام سلسبيل صحيح يا جدتى، ناصر شقى وكمان ضوافره محتاجه قص بيخربش، ببشد شعر سلسبيل. ضحكت هدايه قائله: أنتم هطلعوا للواد سمعه مش زينه ولا أيه، ناصر ده ملاك إصغير. ضحكت سلسبيل قائله: الوقت خلاص زمان محمد خد عروسته للقاعه، أنا أتأخرت بسبب ناصر. تبسمت هدايه قائله: طالما قماح لسه هنا بلاش تاخدى عربيتك وروحى إمعاه بعربيته. ردت سلسبيل: بس يمكن قماح هياخد حد تانى معاه، هروح بعربيتى. رد قماح: لأ محدش هيبقى معايا، وبقول كفايه كده خلينا نروح سوا القاعه. كانت سلسبيل ستعترض، لكن قالت هدايه: فعلا الكل مشى من بدرى، يلا روحى مع قماح وأطمنى على ناصر متحمليش همه. وافقت سلسبيل حديث هدايه قائله: انا مش بحمل هم ناصر هو ببحبك أكتر منى. تبسمت هدايه قائله: وناصر الصغير له معزه تانيه غير الكل عندى، كفايه إنه بيحمل دم العراب من الجهتين، وبلاها حديت كتير، يلا طريج السلامه. سارت سلسبيل جوار قماح وتركوا هدايه تنظر في أثرهما تدعى لهما بنيل السعاده والهناء مع بعضهما، كما يستحقان. بعد قليل بقاعة الزفاف كانت سميحه متألقه بردائها الأبيض تشبه تلك احوريات التي تذكر في حواديت الخيال، كذالك محمد أحد الأمراء أشار بيده نحو سلسبيل، التي صعدت الى منصة العرس أعطته تلك العلبه المخمليه وعادت تجلس مكانها. بينما أخذ محمد تلك العلبه وقام بفتحها وإخراج ما بها من محتويات قيمه نظرت سميحه الى تلك المحتويات ثم نظرت الى محمد نظرة عدم رضا. قام محمد بتلبيس سميحه طقم من الذهب الأبيض المرصع ببعض فصوص الألماس هامسا في أذنها: ده هديه العريس للعروثه، يا ثموحتى، خلاص بقيتى مراتى. همست له سميحه قائله بتهكم: مراتك، مراتك وجايبلى هديه فالصوا، وبتلبسهالى قدام المعازيم كمان طب إنكسف. إنصعق محمد قائلا: إنكسغ، وفالصوا ده دهب أبيض وفيه بعض فصوص الالماظ. تهكمت سميحه قائله: وماله الدهب الأصفر كان إشتكالك، وايه ده. عقد وإنسيال وخاتم، وحلق حتى ملبستوش بسبب الحجاب، مالها الغوايش والسلاسل، حتى كنت أمشى أسمع صوت رنهم في بعض كده لم أهز أيدى وصدرى. رسم محمد بسمة مكر قائلا: طب ما تسيبك من الطقم الفالصوا ده و تقومى نهز شويه عالمسرح نفك الفرح ده أنا حاسس إنى رجليا وقفت من القاعده هنا. ردت سميحه: ومين سمعك بس أنا مش بعرف أهز، قوم هز إنت، أنى مش بحب چلع البنته الماسخ ده. إنصعق محمد قائلا: هي جدتى جت لهنا القاعه ولا أيه، ولا روح الحجه هدايه لبستك. نظرت له سميحه بسخط قائله: لاه بس مش بيجولوا من رقص نقص. همس محمد لنفسه قائلا: لأ انا اللى لو جادلتك الليله هينقص عمري. ثم نظر لها وقال: فعلا يا روحى أنا هصقف، بس يا ترى التصقيف مش مش نقص برضوا. ردت سميحه: لاه عاد صقف أنا هصقف أنا كمان بس عارف لو لمحتك بتبص للغازيه هخلع عنيك. رد محمد: حبيبتى أحنا في قاعه محترمه مين اللى قالك إن في غازيه هنا في القاعه. نظرت سميحه ل محمد قائله: حتى الغازيه إستخسرتها فيا، زى ما قالتلى إستر الأغنيه بخله، جايبلى دهب فالصوا ومفيش غازيه كمان. نهض محمد قائلا: ومفيش عريس كمان خليكى قاعده لوحدك في الكوشه وأنا هرقص لوحدى. نظرت له سميحه قائله: ناقص. بالقاعه كان قماح يجلس بالمقابل ل سلسبيل. كان يشعر بالغيره وهو يرى ذالك الغبى نائل الذي لا يعلم من الذي دعاه، لحضور الزفاف، إستغل نهوض سلسبيل حين ذهبت لمحمد ثم عادت وذهب للجلوس بمقعد خالى جوارها، يحاول تجاذب الحديث معها، لكن هي لا تعطيه إهتمام، مع ذالك يشعر بالضيق منه، ود خلع عيناه حاول التحكم في نفسه لكن فلت الأمر، منه غصبا نهض من مكانه وذهب الى خلف سلسبيل وإنحنى عليها هامسا: قومى معايا نطلع عالمسرح نبارك ل محمد وسميحه. ردت سلسبيل: لسه الفرح في نصه، وأنا لسه جايه من عنده على المسرح. رد قماح: قومى معايا يا سلسبيل. ردت سلسبيل: لو عاوز تباركله روح لوحدك أو خد هند معاك. مسك قماح عضد سلسبيل قائلا: قومى معايا يا سلسبيل وبلاش إعتراض، ولا عاجبك زفت نائل. نهضت سلسبيل مع قماح رغم غيظها من طريقة حديثه. لكن جذبها قماح من يدها ولم يذهبا الى منصة العرس كما قال، لها، بل تفاجئت به يسحبها الى السير معه الى خارج القاعه، ويذهب الى الإستقبال الخاص بذالك الفندق الملحقه به قاعة العرس وقبل أن تسأل وجدته يأخد كارت ذكى خاص بفتح غرفه بالفندق. تعجبت سلسبيل وهي تسير جوار قماخ الى أن ذهبوا الى مصعد كهربائى بالفندق، نفضت يد قماح قائله: إنت واخدنى ورايح فين، الفرح لسه مخلصش، خلينا نرجع للقاعه من تانى. رد قماح: سلسبيل بلاش فضايح وأمشى معايا، ولا عاجبك نظرات نائل وكنتى بتضحكى على أيه قاله ليكى. ردت سلسبيل: أوعى لكلامك، نظرات نائل مالها نظرات عاديه، وانا ببتسم إحنا في فرح مش عزا، ولا هو الضحك حرم. صمت قماح بتوعد. بينما قالت سلسبيل: خلينا نرجع للقاعه تانى. صمت قماح، الى أن توقف المصعد، جذب سلسبيل من يدها قائلا: إحنا مش هنرجع للقاعه تانى. قال قماح هذا وجذب سلسبيل للسير معه الى أن وضع ذالك الكارت الذي بمكانه المخصص بباب أحد الغرف، وفتحه قائلا: إدخلى يا سلسبيل. وقفت سلسبيل بعناد ولم تدخل. جذبها قماح بقوه ودخلا الى الغرفه، ثم أغلق خلفه الباب. إستدارت سلسبيل تقول بحده: قولى جبتنا هنا ليه، ليه سيبنا قاعة الفرح. لم يرد قماح، مما عصب سلسبيل، التي قالت: تمام طالما مش عارف ترد يبقي خلينا نرجع للقاعه. قالت سلسبيل هذا وحاولت التوجه ناحيه باب الغرفه، لكن قماح جذبها بقوه لتلتحم بصدره، شعر بنبضات قلبها العاليه، وشفاها التي كادت تتحدث لولا أن قام بالتقامها بين شفتيه يقبلها بعشق جارف تفاجئت سلسبيل من تلك القبلات في البدايه، لكن قماح جعلها تمتثل له لبعض الوقت، تشعر بشوق وتوق هي الأخرة لتلك القبلات، لكن جاء الى خيالها فجأه رؤيه هند تمسك سكين عليها قطرات دماء. أغمضت سلسبيل عينيها وشعرت برجفه في قلبها، لكن نفضت عن رأسها و سرعان ما فاقت سلسبيل من سطوة تلك القبلات قائله بلهاث: إبعد عنى يا قماح، كفايه. لم تقول هذا فقط، بل قامت بدفعه بيديها كى ينهض عنها. أما هو مسلوب المشاعر كل ما يريده الآن هى، هي فقط يريد أن يتنفس أنفاسها مختلطه مع أنفاسه. لكن سلسبيل دفعته بقوه رفع رأسه ونظر ل سلسبيل، التي تحيد بنظرها عنه. لا تريد أن تتلاقى عينيها مع عيناه، تعلم أنها ستضعف وقتها وتسلم له. رفع قماح جسده عن سلسبيل، نهضت مسرعه تلملم ليس فقط ثيابها، بل تلملم شتات نفسها. تحدثت بجمود أجادته: مالوش لازمه نفضل في الأوتيل خلينا نرجع ل دار العراب. رد قماح ببرود: مش هنمشى من هنا قبل ما نتكلم مع بعض يا سلسبيل. تهكمت سلسبيل قائله: نتكلم في أيه، ومن أمتى كان بينا كلام، كل اللى كان بينا أومرك اللى كان لازم تتنفذ حتى من قبل ما أبقى مراتك أنا سمعتك وإنت بتقول ل بابا بلاش سلسبيل تدخل كلية الفنون الجميله في أسوان، أسوان بعيده عننا وأكيد هتسكن هناك وهتبقى بعيده عن عنيك وممكن حد يحاول يلفت نظرها لما يعرف هي بنت مين... قولى أنا بنت مين يا قماح، بنت العراب. إسم العراب مشفعليش عندك وعاملتنى أسوء معامله من أول ليله إتجوزتنى فيها طول الوقت كنت بتجنبك رغم إنى حاسه بنظراتك ليا اللى كانت بتحسسنى إنى واقفه عريانه قدامك، ساعات كان بيدخل لقلبى الفرحه لما بتبتسم ليا بالغلط، حتى دراستى إنت اللى إختارتها، رغم إنك عارف إنى مش بحب المحاسبه ولا الأرقام بس كنت متوقع إنى أفشل في الجامعه، بس خيبت ظنك، حتى لما كنت بتتجوز واحده وراء التانيه كنت بقول أحسن ده الأفضل وكنت بتمنى لك السعاده، حتى لما حصل وأتجوزتنى، كنت بتستخسر ترد عليا كلمة صباح الخير، كنت بتحمل وأقول أكيد مع الوقت حياتنا هتتعدل ونبقى زى أى أتنين متجوزين مش هقول بينهم حب وكلام فارغ زى ما ده إعتقادك عن الجواز، كنت بتمنى بس بينا تفاهم حتى لما كنت بطلب الطلاق كان نفسى تضمنى في حضنك وتعتذر عن قسوتك، كان نفسى تقولى أيه اللى واجعك، وبتحاول تخفيه خلف قسوتك دى، لكن إزاى قماح العراب يسيب العنجهيه لمين، وبدل ما تعتذر عن غلطك فيا، وتحكمك الزايد والشك إنى باخد مانع حمل من وراك. و لاآخرة المتمه داخل عليا بضره قدام العيله كلها، حسيت أنا أتوجعت قد أيه، كفايه يا قماح إن كنت ساكته فده عشان إبنى بس أنا مش عاوزاه يطلع معقد زيك، بسبب إنفصالنا اللى كان هيبقى محتوم مع الوقت، قولت كده كده أنا جربت نصيبى، وإبنى يستحق أدوس على قلبى علشانه. وأبقى زوجه وهميه لك قدام الناس. كانت سلسبيل تتحدث تسيل دموعها دون إراده منها. ذهل قماح من تلك الدموع التي سالت من عين سلسبيل لأول مره تذرفها أمامه.



28=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن والعشرون ب دبى كانت همس تجلس بحضن كارم على الفراش يشاهدان تلك المقاطع التي ترسل لهم على الهاتف من حفل زفاف محمد، كانا يبتسمان من بعض المظاهر المضحكه العفويه منها رقص محمد الغير متقن، كذالك رأت والداتها التي كانت تجلس كآنها تشاهد فقط ما يحدث أمامها ترسم بسمه طفيفه على شفتيها، لكن والداها يبدوا سعيدا ويمرح. مع هدى، غص قلب همس كم إشتاقت لهم لا تعرف سبب لذالك مؤخرا، أصبحت تشتاق للمرح مع أختيها، ومناكفتهن لوالدتهن، ودلالهن على أبيهن، كانت تظن أنها حين تبتعد عنهم ستنسى ذالك الإشتياق لهم، لكن بعد المسافات لم يقلل من ذالك الإشتياق بل زاده، تنهدت همس بشوق. تبسم كارم قائلا: أيه سبب التنهيده دى كلها، كان نفسك في زفاف زى ده، بصراحه وأنا كمان، بس... قاطعته همس قائله: بس أنا مكنتش عاوزه زفاف زى ده تعرف إنى كنت دايما أنا وسلسبيل رأى واحد إننا لما نجى نتجوز مش هنعمل زفاف في قاعه فخمه، كان نفسنا في زفاف بسيط، ويظهر كانت أمنيتنا السما مفتوحه لها، سلسبيل إتجوزت قماح بحفله بسيطه، وأنا كمان نفس الشئ، الله أعلم هدى كمان نصيبها هيبقى أيه، بس الفيديوهات فين سلسبيل وقماح، أختفوا من الزفاف ولا أيه، أنا شايفه جميع عيلة العراب وكمان زهرت وهند، ده حتى محمد منسيش مرات عمى. رد كارم: محمد كان قالى أنه طلب من ماما حضور زفافه، وهي مكنتش موافقه، بس أنا فوجئت بيها في الفيديوهات اللى بابا بيبعتها، وبقول ربنا يستر. تنهد كارم بغصه بعدها، شعرت همس به قائله: نسيت أقولك أنى روحت للدكتور اللى متابعه معاها الحمل النهارده. نظر كارم لها بخضه قائلا: ليه ده مش ميعاد المتابعه، أوعى تكونى تعبانه ومخبيه عنى. تبسمت همس قائله: لأ إطمن أنا كنت قريبه من عيادة الدكتوره قولت أروح أسلى وقتى، وكمان عندى فضول أعرف نوع الجنين وإنت المره اللى فاتت في المتابعه لما جيت أسأل الدكتوره لغوشت عليا. إبتسم كارم قائلا: وعرفتى نوع الجنين أيه. ردت همس: للأسف لأ معرفناش، الجنين كان لافف حوالين نفسه، بس الدكتوره طمنتنى عالنبض والمؤشرات الحيويه له. تبسم كارم قائلا: تعرفى المره اللى فاتت في المتابعه لما الدكتوره سمعتنا نبض الجنين، بصراحه أتمنيت وقتها أنى أشيله بين إيديا في نفس اللحظه. إبتسمت همس قائله: وأنا كمان، بس لازم نستنى شوية وجت على رأى جدتى هدايه في آخر مكالمه لها معايا. تبسم كارم قائلا: تعرفى إن جدتى بتقولى إنك حامل في ولد هي حاسه بكده، بس أنا نفسى في بنوته حلوه زى مامتها ومش هفرط فيها أبدا. إبتسمت همس قائله: بس أنا نفسى أول خلفتى يكون ولد، وبعدها أخلف إنشاله عشر بنات. تبسم كارم يقول: عشر بنات، طب ليه نفسك في ولد. نظرت همس ل كارم، وتذكرت سماعها معايرة والداته لوالداتها لأكثر من مره بإنجابها الذكور وانهم هم من سيحملون إسم العراب ويرثوا ليس فقط الإسم بل الأملاك، وهي ستتحكم ب دار العراب وقتها، لكن رغم إنها أم البنين لن تحصل على ما أرادته، لكن تبسمت ل كارم قائله: يمكن عشان كان نفسنا أنا وأخواتى يكون لينا آخ ولد كبير، كنا نعتمد عليه بدل بابا كنا بنتعبه معانا في مشاكلنا، لما كنا بنبقى عاملين غلط كنا بنخاف نقول. ل ماما هتلوم علينا، لكن بابا كان بيحل لينا المشكله من غير ما يلومنا، فاكره لما خرجنا بالعربيه ومكنتش سلسبيل تعرف الطرق، والعربيه الونش شالها، ولما روحنا القسم، ومكنش ولا واحده فينا معاها بطاقه مفيش غير رخصة القياده بتاع سلسبيل، والظابط وقتها قالنا دى مش ضامن، إتصلنا على بابا جه ضمنا وأخد العربيه، وطبعا ماما قامت بالواجب بعدها نتفت شعرنا إحنا التلاته. ضحك كارم قائلا: غريبه مرات عمى، مع أنها حنينه جدا. تنهدت همس بشوق قائله: فعلا ماما حنينه، حتى ساعات كنا بنضايق منها ونقول لها ده مش حنيه ده ضعف. نظر لها كارم يشعر بحسره في قلبه كم تمنى أن تكون والداته مثل زوجة عمه، ربما لم يكن تزوج والده بإمرأه أخرى عليها، لكن والداته أعماها المنظره والطمع. تثائب كارم، بتلقائيه تثائبت همس هي الأخرى ضحك كارم قائلا: سهرنا كتير الليله. تثائبت همس مره أخرى قائله: فعلا كل ده بسبب فيديوهات عمى اللى بيبعتها لينا، وشكل لسه الزفاف مستمر، خلاص شطبت وعاوزه أنام نبقى نشوف الفيديوهات دى بكره بقى. تبسم كارم وهو يضع الهاتف على طاوله جوار الفراش ثم تمدد على الفراش نائما يجذب همس تنام بين يديه سعيدا بتلك القبله الرقيقه التي قبلتها له على إحدى وجنتيه. بينما هو أراد قبله أخرى من شفتيها، أخذها برحابه من همس. بغرفة الفندق. إستردت سلسبيل حديثها بإحتداد أكثر قائله: مخيبتش توقعى، إنك مش هطلقنى بس هتتجوز عليا، لأ ومين هند، هند أكتر واحده بتكرهنى من يوم ما دخلت دار العراب لاول مره، ياريتك كنت إتجوزت غيرها يمكن كنت هقول نزوه ومع الوقت قماح بيزهق بسرعه، بس إنت رجعتها عشان عندك مشاعر ليها، من أول ليله في جوازنا كنت بتعرف أيه اللى بوجعنى وتعمله، أبسط شئ الضلمه لما قولتلك بخاف منها، محاولتش تاخدنى في حضنك وتقولى متخافيش، عايرتنى بوجيعة همس بدل ما تحاول تداوى وجعى و تسلينى الحزن على فراقها، حتى لما سيبت البيت أنا وبابا، ساومتنى على الرجوع، كان نفسى تقولى أرجعى مكانك جانبى، صدقنى كنت وقتها هنسى كل قسوتك وهرجع ل دار العراب أنتظرك كل ليله زى أى زوجه ما بتستنى رجوع مش هقول حبيبها، جوزها. حتى لما قولت أشتغل، لأ، طب ليه مزاجى كده، حتى عمى لما جمد توقيعك جيت تلومنى كأنى أنا السبب في كده... إبتلعت سلسبيل حلقها الجاف ثم أكملت: عاوزنى أقولك أيه تانى، قماح جوازنا أنتهى وإنت اللى نهيته، كفايه مبقتش قادره أتحمل أكتر من كده، وأنا بفكر إنك مع هند كل ليله في حضنك، وأنا بقيت بخاف أتحول الصورة اللى كانت عليها مرات عمى قدريه، وأغل وأحقد زيها، بحاول أتجاهل عشان أقدر أسيطر على مشاعرى، أنت عارف إنى سهل عليا أطلق منك، وطلبت الطلاق أكتر من مره، بس كنت ببقى بينى وبين نفسى، نفسى إنك تتغير ونكمل سوا جواز هادى، بس للآسف في الأول والآخر إنت أبو إبنى وإبن عمى مش أكتر من كده. شعرت سلسبيل بالإنهاك من تلك المواجهه، جلست على آحدى مقاعد الغرفه. بينما قماح ظل صامت يسمع لها بذهول سلسبيل واجهته بكل أخطاؤه معاها، لكن مهلا هي تظن أنه يحب هند، هذا غير صحيح، لكن مهما حاول الآن أن يعتذر لها ويقول أنه يحبها هى، لن تصدقه و لن تقبل إعتذاره، هكذا قال عقله بينما الحقيقه عكس ذالك. نظرت سلسبيل نحو قماح ربما كانت تود أن يجذبها لحضنه فقط دون حديث ووقتها ستسامحه لكن هو ذهب بعيدا عنها بخطوات، وأتى بكوب مياه ومد يده يعطيه لها. رفعت سلسبيل وجهها ونظرت ليد قماح الممدوده، ثم لوجهه الذي يبدوا عليه لم يتآثر، خاب ظنها أن يجذبها بين يديه يحتويها بصمت... إستجمعت الباقى من قواها ونهضت، تمسح دموع عينيها بآناملها، ثم سارت قائله: زمانهم لاحظوا غيابنا في الفرح، حتى زمان الفرح قرب يخلص، خلينا نرجع ل دار العراب، جدتى مش بتحب السهر ومعاها ناصر ممكن يغلبها. إمتثل قماح لقول سلسبيل، وسار خلفها الى أن وصلا الى جراچ الفندق، صعدت سلسبيل الى السياره كذالك قماح الذي تيقن أنه خسر سلسبيل لم يعد هنالك البدايه جديده كان يتمنى أن تبدأ بينهم من الليله، لكن الليله بعد حديث سلسبيل قدمت للنهايه. ظلا الإثنان بالسياره، كانت سلسبيل تنظر من خلف زجاج السياره على الطريق جوارها بهذا الوقت المتأخر لم يكن زحام، عكس رأسها المزدحم، سواء بالآلم أو خيبة الأمل، ها هي تتحسر أكثر من صمت قماح ليته يقول أى شئ. بينما قماح بداخله مراجل مشتعله، يخشى أن يقول كلمه وتفسرها سلسبيل على هواها، كان هو الآخر ينظر الى الطريق الشبه خالى أمامه، يسترجع كل كلمه قالتها سلسبيل له ماذا توقع أن تفعل بعد كل هذا أتلهث خلفه، سلسبيل مختلفه جذريا عن هند، هند التي بإشاره منه عادت له، وكانت خطيئه فادحه منه هي كانت القشه الأخيره التي تطايرت من العش الذي كان يجمعه مع سلسبيل. ب دار العراب حين وصلا نزلت سلسبيل سريعا من السياره. نزل خلفها قماح، لم تنتظر سلسبيل ودخلت الى المنزل منه الى غرفة جدتها مباشرة فتحت باب الغرفه بهدوء، رغم الإنهاك التي تشعر به في قلبها لكن تبسمت حين رأت صغيرها مستيقظ بهدوء جوار جدتها التي تضع كف يدها على صدره لكن غافيه، ذهبت بهدوء وإنحنت تسحب طفلها من تحت يد هدايه بهدوء حتى لا توقظها، لكن شعرت هدايه بذالك فأستيقظت بسرعه، ونظرت الى الصغير ثم الى سلسبيل التي حملت طفلها. تحدثت هدايه: أنتوا رجعتوا، يظهر إن عينى غفلت شويه مش واخده عالسهر، هي الساعه كام دلوق. ردت سلسبيل: الساعه قربت على واحده ونص يا جدتى. إندهشت هدايه قائله: واحده ونص، أوعى تجوليلى إن إن محمد وعروسته دخلوا لشجتهم من غير ما أستجبلهم. ردت سلسبيل: لأ يا جدتى، محمد وعروسته لسه في قاعة الزفاف، أنا جيت بدرى عشان ناصر قولت هيغلبك معاه ردت هدايه: لاه مغلبنيش، بس چيتى لوحدك في الوجت ده. قبل أن ترد سلسبيل دخل قماح الى الغرفه، من ملامح وجه قماح المتغيره أيقنت هدايه أن هنالك شئ حدث، نظرت لوجه سلسبيل هي الأخرى ملامحها تبدوا مجهده وهنالك أثار واضحه لذالك بسبب ذالك الكحل السائح خارج جفنيها، يبدوان أن هنالك شئ يخفيانه بينهم. لكن قبل أن تتسأل هدايه قالت سلسبيل: أنا حاسه بشوية صداع بسبب دوشة قاعة الزفاف، هاخد ناصر وأطلع أنام تصبحى على خير يا جدتى. ردت هدايه: وأنتى من أهله يا بتى. سارت سلسبيل بصغيرها، حين إقتربت من مكان وقوف قماح جوار باب الغرفه تجنب لها، يشعر بأن تلك الخطوه التي تفصل بينهم أصبحت آلاف الأميال. نظرت هدايه ل قماح بعد خروج سلسبيل من الغرفه قائله بإستفسار: جولى حجيجة اللى حصل وياك إنت وسلسبيل وأنتم رايحين للفرح كنتم بخير، لكن دلوق ملامح وشكم أنتم الاتنين متتفسرش غير بسوء. أحنى قماح رأسه بصمت. تحدثت هدايه: سلسبيل طلبت منك الطلاق. أماء قماح رأسه، ب لا. تنهدت هدايه براحه قليلا قائله: طب كويس لسه في أمل. رد قماح بندم: معتقدش، هي مسألة وقت وسلسبيل هتطلب الطلاق، ووقتها أنا... قطاعته هدايه قائله: وجتها أيه هطلجها. رد قماح: لأ مش هطلقها، مستحيل، طلاقى من سلسبيل مش هيحصل أبدا. تبسمت هدايه قائله: إنت اللى غلطت من البدايه إتحمل بجى، لسه عندى جولى، أنا مش هضغط عليها مره تانيه. نظر قماح ل هدايه يتنهد بندم يعلم أنه يسير بطريق به أشواك عليه نزع تلك الأشواك وحده. بينما صعدت سلسبيل الى شقتها بصغيرها، دخلت الى غرفة نومها وضعت الصغير على الفراش، وجلست على مقدمه الفراش، تشعر بضيق في قلبها من صمت قماح، سالت دموعها مره أخرى لا تعلم سبب لتلك الدموع الآن هي أفضت ما بقلبها وكانت تظن أنها ستشعر بالراحه بعد ذالك، لكن مازال قلبها يآن... فى ذالك الأثناء سمعت صغيرها يذوم، نظرت خلفها على الفراش ونظرت له، شعرت ببعض السكينه وهي ترى ذوم ذالك الصغير، نهضت واقفه وتوجهت الى مكانه ونظرت له للحظات تبسمت رغم عنها بسبب تذمر ذالك الصغير الذي يبدوا أنه يريدها أن تحمله، بالفعل حملته بين يديها مد يده الصغيره يشد ذالك الحجاب من على رأسها، تبسمت له قائله: مش عيب تعمل كده وتشد الحجاب من على راسى، تقدر تعمل كده مع الحجه هدايه. شاغبها الصغير وشد الحجاب مره أخرى، تبسمت له بحنان وقبلت وجنته، وشعرت ببعض الراحه كآن لمسة يد ذالك الصغير كانت لها بلسم هدئ جرح قلبها من أبيه. بالعوده لقاعة الزفاف قبل قليل نظرت زهرت نحو نائل عينيها تتوعد لها، بعد رؤيته يتودد ل سلسبيل بالحديث بينما هو إدعى عدم الإنتباه لها، وإستأذن ونهض مغادرا الحفل، مما زاد غيظ زهرت. بينما هند حين نهض قماح وأخذ سلسبيل وخرج من القاعه، إشتعل قلبها بجمرات، فسر عقلها أن سلسبيل تعمدت إثارة غيرة قماح حين تحدثت مع نائل، تلك الحمقاء تسيطر على عقل وقلب قماح بتلك الأفعال الوضيعه، سواء بهجرها له أو حتى إثارة غيرته. كانت هنالك أيضا قدريه حاضره بالقاعه، عينيها لم تنزل من على النبوى الذي يبتسم طول الوقت، ويمسك هاتفه يمرره على وشوش معينه، وأيضا يثبته لاوقات على منصة العرس، بينما النبوى حتى لم ينظر بإتجاهها، أو ربما يتجاهلها بإرادته بالفعل. بينما محمد كان على منصة العرس بين أصدقاؤه يمرحون معه بالرقص البسيط، وتجلس سميحه في مكانها لم تنهض منذ أن جلست على مقعدها تنظر فقط وتبتسم على ذالك المرح، لكن قبل نهاية العرس عاد محمد يجلس لجوارها، يلهث قليلا. نظرت له قائله: أيه شبعت رقص، ولا نفسك إتقطع من المسخره دى. ضحك محمد قائلا بتلاعب: لأ نفسى يتقطع أيه، وفين المسخره دى، المسخره لسه هتبدأ أما نروح من هنا ويتقفل علينا عش واحد يا لدوغتى، هتشوفى قمة المسخره. للحظات خجلت سميحه، تبسم محمد قائلا بنبرة وقاحه وهو يغمز بعينيه: لأ لا مكان للخجل بينا الليله، هنفتح كل الأبواب للقمره اللدغه اللى دخلت برجلها ل عش العراب. لاحظت فتحيه نظرات نظيم التي يختلسها أحيانا. ل هدى التي تجلس جوار والداها، هي الاخرى أحيانا تختلس النظر نحو نظيم وحين تتلاقى عينيها مع عينيه تحيد بصرها بخجل، تنهدت فتحيه ببسمه. إقترب حفل الزفاف على النهايه. صعد النبوى ومعه ناصر الى منصة العرس وقاما بتهنئة محمد وإلتقاط بعض الصور معه هو وعروسه، نزل ناصر وترك النبوى مع محمد، لاحظت قدريه ذالك ربما تلك هي فرصتها، صعدت سريعا وتوجهت الى محمد حضنته ثم نظرت نحو سميحه بتعالى لكن قامت بحضنها هي الأخرى برياء تريد أن تظهر أنها مرحبه بها وتكسبها لطرفها، أوأنها ربما تكون تعلمت الدرس وتغيرت للأفضل قليلا، لكن أيضا لم تلفت إنتباه النبوى، هي إنتهت من حياته، بثلاث طلقات لم تعد تحل له. شعر رباح بالضجر وأيضا ووجع الرأس، إنحنى على زهرت قائلا: هو الفرح ده مش هيخلص بقى، انا خلاص دماغى هتتفرتك، ومش معايا الدوا بتاع الصداع، وحتى الدوا ده زى ما يكون مبقاش يجيب مفعول، عاوزك تسألى صحبتك اللى بتجيبى منها الدوا ده إن كان في دوا تانى مفعوله أقوى. ردت زهرت: أساسا الدوا ده مفعوله قوى، يعنى بدل ما بتاخد حبايه واحده بعد كده خد إتنين. رد رباح: ما انا بعمل كده، وأحيانا باخد تلات حبيات، بس مفعولها بقى بيخلص بسرعه، وبيرجع وجع الراس أقوى. ردت زهرت: هسالها، إن كان في دوا مفعوله اقوى، بس طبعا كله بتمنه، دى بقت إستغلاليه بتغلى عليا سعر الدوا، وأنا بوافقها بسبب إنك بتقول أن الدوا ده بريحك من الصداع. رد رباح: ما أنا بديكى الفلوس اللى بتطلبيها منى. ردت زهرت بإستهزاء: حاضر خلاص قولتلك هسألها. كانت نهاية حفل الزفاف برقصة العروسين معا والتي كانت شبه مضحكه، بسبب خجل سميحه وأيضا عدم معرفتها لتلك الرقصه التي رأتها في الأفلام والمسلسلات. بعد وقت ب دار العراب كان في إستقبال العروس هدايه بنفسها وقفت أمام البيت الداخلى تستقبل تلك اللدغاء، التي إنحنت وقبلت يدها بموده ومحبه وقبول. وضعت هدايه يدها فوق رأسها قائله: ربنا يرزقك الرضا يا بتى، ويجمع بينكم في خير ويرزقكم بالذريه الصالحه اللى تقر عينكم. آمنت فتحيه على دعاء هدايه قائله: سميحه من الليله بجت زى حفيدتك يا حچه هدايه. تبسمت هدايه قائله: ربنا يعلم من أول مره شوفتها وهي دخلت جلبى وإطمنى على بتك يا فتحيه، هي في ايد راجل هيصونها. تبسم نظيم من خلفهم على قول والداته، هي تحاول تأمين أبنتها وهي تعلم كل خبايا سميحه المتناقضه دائما، لكن بالنهايه سميحه عفويه وطيبة القلب وليست طامعه بشئ سوا الستر. تحدثت هدايه: خد عروستك واطلع لشجتك يا محمد وأعمل حسابك لو زعلتها حتى بكلمه حسابى معايا حتى لو هي الغلطانه هجيب الحق عليك، وانتى يا فتحيه ويا بتك لحد ما تطلع شجتها وانتى معاهم يا نهله، إنما إنت يا نظيم تعالى إمعاى على فتحيه ما تنزل. دخل نظيم مع هدايه ومعهم النبوى وناصر جلسوا لوقت صغير، ثم إنصرف نظيم مع والداته. تحدث النبوى بإعجاب قائلا: بصراحه نظيم ده شاب محترم وأخلاقه عاليه، تصورى يا حجه هدايه مكنش عاوز يكتب قايمة عفش لأخته، وجال إن مش القايمه الكبيره اللى هتخلى محمد يصون سميحه. ردت هدايه: نظيم واد أصول يا ولدى، وواد الأصول بيعرف إن الجيمه والمعزه مش بكتر المال. رد ناصر: فعلا كلامك يا حجه هدايه: القيمه والمعزه مش. ب كتر المال، الموده والرحمه أغلى من أغلى كنز، لأنهم هما الباقين، ونظيم أنا عارفه من وهو صبى صغير كان مكافح ومستقيم، ربنا يرزقه على قد نيته الطيبه. تبسمت هدايه له بنظره فهم مغزاها حين قالت: يرزجه ببت الحلال اللى تبجي أمها داعيه ليها من جلبها في ليلة القدر. تبسم ناصر قائلا: آمين يا أمى. نهضت هدايه قائله: الفجر الاولانى أذن، هروح أتوضى وأجعد أسبح ربنا شويه لحد الفجر ما يأذن. تبسم النبوى قائلا: وأدعى لينا. ردت هدايه: هدعى ليكم يا ولدى بالصحه والستر وراحة الجلب. بشقة محمد دخل الى غرفة النوم، وجد سميحه خلعت حجاب رأسها لكن مازالت تقف بفستان زفافها تعجب قائلا: أنتى لسه واقفه بفستان الزفاف. ردت سميحه: وإنت لحقت تقلع بدلة الفرح. رد محمد ببساطه: عادى غيرت هدومى في الحمام التانى، قولت أسيبك على راحتك هنا في الأوضه، بس مغيرتيش الفستان ليه... قال محمد هذا ثم نظر لها بمكر قائلا: ولا عاوزني أفتحلك السوسته، زى ما بيحصل في الافلام كده. خجلت سميحه وظلت صامته لثوانى، ثم قالت: بصراحه إنكسفت أطلب من ماما تفتحلى السوسته بتاع الفستان قبل ما تنزل مع مرات عمى نهله، وحاولت أفتح السوسته زى ما تكون معلقه، وخوفت الفستان يتقطع في النهايه هو مش بتاعى ولازم أرجعه لصاحبته سليم. ضحك محمد قائلا: ما قولتلك أشترى ليك فستان زفاف مخصوص عشانك أهو حتى لو كان إتقطع مكنتيش هتبقى حامله هم فتح الثوثته. ردت سميحه: بتتريق عليا، وفستان أيه اللى كنت تشتريه أنت عارف تمن فستان الزفاف قد أيه، وبعدين أنا أستعرت الفستان بتاع زفاف سلسبيل لما شوفت صوره ليها بيه اتهوست عليه، بس سلسبيل أرفع منى شويه، بس الحمد لله الفستان كان فيه توسيعات. ضحك محمد: طب أيه رأيك طالما خايفه على الفستان كده أفتحلك أنا السوسته. خجلت سميحه قائله: مفيش قدامى حل تانى. قالت سميحه هذا ورفعت سبابتها قائله بتحذير: بس بقولك اهو تفتح السوسته بأدب وبلاش تتحرش بيا. ضحك محمد. إغتاظت سميحه قائله: بقولك نكت ولا بزغزغك، مش قادر تبطل ضحك. ضحك محمد قائلا: وفيها أيه لما أضحك مش بيقولوا الضحك بيطول العمر، يا لدوغه، بطلى رغى، وديرى خلينى أفتحلك السوسته، مش هنخلص الليله في فتح السوسته خلاص الفجر قرب يآذن. إستدارت سميحه بظهرها له تبسم محمد وهو يفتح لها سحاب الفستان، لكن تعامل بخباثه ووقف فتح السحاب بمنتصف ظهرها قائلا: السوسته مش عاوزه تفتح أكتر من كده، ممكن تتقطع في إيدى. ردت سميحه: إنت فتحتها لحد فين؟ وضع محمد كف يده على ذالك الجزء العارى من ظهرها قائلا: لحد هنا. شعرت سميحه بقشعريره وإبتعدت خطوه، لكن محمد ضم جسدها قويا وهو خلفها بين يديه، إرتعش جسدها بين يديه، تبسم محمد وأزاح جزء من فستان الزفاف عن كتفها، وقام بتقبيل كتفها أكثر من قبله هامسا: أول مره شوفتك في بقالة عم نسيم كنت قبلها مضايق وحاسس الدنيا مقفله في وشى، وكنت نازل أشترى سجاير أطلع فيها غيظى، بس لقيتنى بعد ما شوفتك نسيت كل اللى كان مضايقنى وبدل ما أشترى سجاير إشتريت بونبونى، بقيت كل ما أكل بونبونايه أفتكر اللدغه اللى جننت البقال، بس بصراحه حسيت بغيره بعدها وكنت مفكر نظيم خطيبك، لحد عم نسيم ما قالى أدخل البيت من بابه. حاولت سميحه الابتعاد عنه لخطوه، لكن جذبها محمد من يديها نظرت له سميحه بخجل قائله بتتويه: أنت بتقول كده عشان أنسى أمر الطقم الفالصوا اللى لبسته ليا قدام المعازيم في الفرح. ضحك محمد قائلا: تعرفى إن اللى أختارت الطقم ده سلسبيل، تعرفى تمن الطقم الفالصو اللى مش عاجبك ده كام. ردت سميحه: هو بصراحه الطقم ذوقه روعه، بس هيكون تمنه كام يعنى. همس محمد في أذنها برقم المبلغ. وقفت سميحه مدهوشه. ضحك محمد قائلا: مالك مندهشه كده ليه. هزت سميحه رأسها قائله: بجد الطقم الفالصو بالمبلغ ده ليه، كنا جبنا غوشتين وخاتمين بربع التمن ده ووفرنا الباقى، لازمته أيه إيدك السايبه دى. تبسم محمد وأقترب يضم خصر سميحه وقبل وجنتها قائلا: مفيش حاجه تغلى عليكى يا ثموحتى، بس أيه إحنا هنقضى الليله كلام وبس ولا أيه مش ناويه تقلعى الفستان ده بقى. خجلت سميحه من نظرة عين محمد وقالت بهروب: لأ هروح أكمل قلع الفستان في الحمام، بصراحه إنت قليل الادب والربايه. ضحك محمد عليها، وهي تهرب من أمامه قائلا: متنسيش تتوضى. إرتمى بجسده على الفراش يتنهد بشوق مبتسما لثوانى ثم نهض قائلا: أما اروح اتوضى أنا كمان في الحمام التانى. بعد قليل إنتهيا من الصلاه معا، نظر محمد لوجه سميحه الذي إصطبع باللون الاحمر، تلك اللدغاء حين تخجل تصبخ مثل قطعة الحلوى الذي يشتهى تذوقها بالفعل إقترب منها وقبل شفاها قبله رقيقه، أذابتها بين يديه، جعلت مثل المسحور وهو يتمتم بأسمها قائلا: أنا عشقت سيدة الصعيد الأولى اللى هتجننى بتناقضها. بعد مرور حوالى شهر. بتلك الشقه التي تتقابل بها هند مع نائل. إستقبلهت نائل بتلك القبلات الحاره الماجنه، تجاوبت معه، لكن فجأه دفعته عنها قائله بتهكم: اللى يشوفك يقول إنى وحشتك. إقترب منها قائلا: وحشتينى جدا طبعا، بقالنا مده متقبلناش. تهكمت زهرت قائله: كداب وعنيك اللى كانت هتطلع على سلسبيل يوم زفاف محمد، حتى مقدرتش تكمل الزفاف للأخر لما هي قامت مع قماح. رد نائل: ظلمانى على فكره، أنا كنت بعمل كده أراضى هند أختى، هي قالتلى حاول تشغل سلسبيل في الزفاف، عشان تحاول هي تقرب من قماح، بس لما حسيت إنك هتزعلى قولت مالوش لازمه أنتى عندى أهم يا روحى. نظرت له زهرت غير مصدقه لقوله. إقترب نائل منها ووضع يده على خصرها قائلا: متعرفيش قد أيه أنا فرحت لما لاقيت رسالتك عالموبايل وبتأكدى إننا هنتقابل وكنت خايف يبقى زى كل مره تقولى جايه ومتجيش، بلاش تضيعى الوقت في عتاب فارغ مالوش لازمه إنتى عارفه إن مفيش في قلبى غيرك، انا وأنتى ستر وغطا على بعض يا روحى، سلسبيل ايه دى اللى تملى عينى مش أنا اللى أبص لواحده مفكره نفسها نجمه، وأنا معايا القمره بنفسها. ختم نائل قوله بقبلات ماجنه هو يعرف كيف يفك شفرات زهرت كى تستجيب له وتسقط في براثن الوحل معه لوقت تشعر فيه بالسعاده. بعد وقت نامت زهرت على صدر نائل تتنهد قائله: أنا زهقت من الحياه دى بقى، أنا هطلب الطلاق من رباح. إنخض نائل قائلا: بلاش تستعجلى الطلاق، مش بتقولى رباح قالك إن النبوى ممكن يرجع لهم حق التوقيع في أى وقت. ردت زهرت: أيوا، بس انا زهقت، بصراحه خالى النبوى ده فاكر نفسه كبير العيله وهو لعبه في إيد العقربه هدايه، ربنا ياخدها، متعرفش مضيقه عليا إزاى، لو خرجت من باب البيت عاوزه تقرير أنا رايحه فين، لأ والغبيه اللدغه مرات محمد أيه عامله لها زى الازقه ولعبه على عقلها قوى. رد نائل: طب وعرفتى تخرجى إزاى النهارده: ردت زهرت: إتسحبت زى الحراميه. ضحك نائل. نظرت له زهرت بضيق وإبتعدت عنه قائله: بتضحك! جذبها نائل لجسده قائلا: أنتى اللى لما جتلك الفرصه إنك تاخدى مبلغ محترم من عيلة العراب، اللى ضيعتيها بأيدك. ردت زهرت: كان غباء منى فعلا، يا ريتك كنت قولت لى عالفكره قبل ما أقطع الشيك. رد نائل: عالعموم إحنا لسه فيها حاولى تخلى رباح يمضيلك على شيك تانى، وروحى أصرفيه من البنك وطبعا مفيش رصيد، ببساكه خدى رفض من البنك عالشيك اللى وبعد كده قدميه للنيابه أنه شيك بدون رصيد، غصب عنهم وقتها هيدفعوا ليك المبلغ، أهو تبقى طلعتى من جوازة رباح بمبلغ محترم. لمعت الفكره في عقل زهرت، وبتلقائيه قبلت نائل ك مكافأه منها له على تلك الفكره الشيطانيه، لتغوص معه في بئر الخيانه والغدر. بعد وقت إنتهت زهرت من إرتداء ملابسها وقبلت نائل النائم بالفراش مبتسمه. شاركها نائل تلك القبله رغم بغضه لها، قائلا: هستنى رسالتك تقوليلى عملتى أيه. تبسمت زهرت قائله: أطمن الموضوع ده سهل مش هياخد منى وقت طويل. خرجت زهرت من الشقه. نهض نائل من الفراش وفتح أحد إدراج دولاب الغرفه وأخرج منه حاسوب خاص، وقام بفتحه والدخول على أحد البرامج، ليظهر أمامه شريط فيديو كامل مسجل للقاؤه قبل قليل مع زهرت، قام بفتح هاتفه وقام بإتصال قائلا: عندى لك فيديو جديد، تشتريه بكام، وعلى إتفاقنا قبل كده تعمل لغوشه على الوشوش مش عاوزها تظهر معالمها. ليلا بشقة سلسبيل. بغرفة نومها كانت تسير بذالك الصغير تتحدث معه قائله: تنام بالنهار وعاوز تسهر بالليل، راعى إنى مامتك ومحتاجه أرتاح والله انا بشتغل في المقر وهلكانه. تبسم الصغير، تبسمت له بحنان قائله: يا بارد بتضحك. ضحك الصغير وشدها من خصلات شعرها، تألمت سلسبيل وحاولت سلت شعرها من بين أصابعه قائله: صوابع دى ولا كلبشات، أنا والله هلكانه ونفسى أنام وحضرتك شكلك عاوز لسه تكمل سهر، أوعى تكون خايف من أصوات الرعد اللى بره دى، تصدق انا والله خايفه منها. ضحك الصغير. تبسمت سلسبيل قائله: تعالى نشوف المطره من وراء الإزاز بتاع البلكونه. بالفعل أزاحت سلسبيل ستائر الشرفه في البدايه نظرت لاعلى ولهطول تلك الامطار وذالك السرج الذي شق نوره السماء... لكن حين أخفضت وجهها إنصدمت من ذالك الجالس أسفل ذالك المطر الغزير إنخلع قلبها، كيف له أن يجلس هكذا أسفل ذالك المطر في هذا الطقس العاصف، ذهبت سريعا ووضعت صغيرها على الفراش، وقامت بجلب شال ثقيل ووضعته على كتفيها، ثم أتت بشمسيه صغيره، خرجت من الشقه تنزل الى أسفل. ببنما قماح يجلس أسفل المطر كانت هنالك من رأته تألمت من جلوسه هكذا وبررت ذالك بإن كانوا يقولون كتر الآسيه يقطع عروق المحبه فالهجر يذيب قلب العاشق، بالأخص إن كانت معشوقته أمامه على بعد خطوه واحده، وفي نفس الوقت بعيده عنه آلاف الآميال. تآلم قلب هدايه وهي ترى من قماح من خلف شباك غرفتها. بهذا الوقت المتأخر، وذالك الطقس السئ، يجلس بفناء حديقة المنزل أسفل تلك الأمطار الرعدية، تعلم أن قلبه يآن من العشق لكن هو أخطأ، ليته لم ينال سلسبيل وظل عشقها حبيس قلبه وتركها تبتعد عنه، ربما كان مع الوقت خف آلمه، لكن قربهما أضنى قلبهما الإثنين بعنجهيته. دعت له من قلبها أن ينال الراحه التي حرم نفسه منها بيده... كآن أبواب السماء كانت مفتوحه لدعائها، ها هي سلسبيل تقترب من مكان جلوسه. فتحت سلسبيل تلك الشمسيه الجلديه وخرجت من المنزل توجهت الى مكان جلوس حتى أقتربت منه وضعت يدها على كتفه قائله بلهفه: قماح إنت إتجننت قاعد في الجنينه في الجو ده مش حاسس بالبرد ولا بالمطره القويه، مش خايف تمرض قوم معايا. رفع قماح نظره ينظر لوجه سلسبيل رأى بعينيها لهفه عليه، تعجب منها، سلسبيل تتلهف عليه! تخشى عليه من المرض! نهض مثل المسلوب، وسار معها الى داخل المنزل، منه صعودا الى شقتهما. دخلا الى غرفة النوم آتت سلسبيل بمنشفه ووضعتها فوق رأسه تجفف بها تلك مياه المطر، ثم وضعت يدها على وجهه البارد ثم مسكت يديه البارده قائله: وشك وإيدك ساقعين أكيد بردان هروح أجيبلك غيار ناشف بسرعه لازم تغير هدومك المبلوله دى، لو فضلت عليك أكتر من كده ممكن يجيلك برد. ذهبت الى دولاب الملابس، وأكملت حديثها: على ما تغير هدومك أكون عملت له شوربه دافيه تشربها تدفيك شويه. إستدارت سلسبيل بالملابس سقطت الملابس من يديها وهي تنظر ل قماح بذهول. حين رأته يجلس جاثيا على ركبتيه ليس من هذا فقط بل و قوله الذي قاله بندم: أنا عارف إنى أعتذارى مالوش أهميه عندك، بس أنا آسف. عارف أنى أذيتك كتير، كان نفسى تحسى بيا، سلسبيل أنا أتآلمت كتير في غيابى عن هنا، كان سهل أضيع ونهايتى تكون على أيد أى بلطجى أو السجن او التحرر اللى هناك كان ممكن بسهوله يسحبنى وأبقى خاين في سرير مرات خالى، أنت كنت السبب في نجاتى ورجوعى لهنا، أنا رجعت عشانك يا سلسبيل، قلبى عمره ما دق لغيرك، بغير لما بلاقى حد يقرب منك، حاولت أدفن حبك في قلبى وأعيش مع غيرك مقدرتش كنت بحس إنى ناقصنى أهم شئ في حياتى هو أنتى، حتى لما أتجوزتك كنت بحاول أظهر أنى أنا المتحكم في حياتى معاكى، كنت بخاف من قوتك، وبحاول أكسرها دايما بعنفى معاك، بس والله مكنتش ببقى سعيد بعدها كنت بحس بالنفور من نفسى... صدقينى أنا بحبك يا سلسبيل ورجعت لهنا تانى عشان مقدرش أعيش بعيد عنك، كفايه هجر، أرجوك سامحيني. جثت سلسبيل على ساقيها أمام قماح ورفعت وجهه لا تعلم إن كان ما يسيل على وجهه دموع ام أنها بعض قطرات المطر التي كانت عالقه بخصلات شعره. نظر قماح لعينيها وأعاد قوله، سامحينى يا سلسبيل، والله أنا بحبك ولو عاوزانى أركع تحت رجلك وأطلب الغفران انا مست. لم يكمل قماح قوله وتفاجئ بحضن سلسبيل له قائله: أنا مسمحاك يا قماح، أنا كانت أمنية حياتى أنك تقولى بحبك. ضمها قماح قويا يقول: والله بعشقك يا نبع الميه الصافى، ورجعت لهنا تانى علشانك. تبسمت سلسبيل وضمت قماح التي شعرت برعشة جسده، عادت بوجهها للخلف تنهض وجعلت قماح ينهض معها قائله: إنت لازم تغير الهدوم المبلوله دى لو فضلت عليك أكتر من كده هتبرد وممكن تتعب. ضمها قماح قائلا: إنتى اللى لو بعدتى عنى هبرد يا سلسبيل، خليكى في حضنى. تبسمت سلسبيل قائله: هفضل في حضنك بس لازم تقلع الهدوم دى. قالت سلسبيل هذا ولا تعرف كيف تجرأت وساعدت قماح في خلع تلك الملابس المبتله، حتى أنها لم تشعر بيديه التي ازالت عنها ملابسها وبدأ يتودد لها بالقبلات الدافئه التي أدفئت قلبيهما معا، بليلة عشق عصفت بآلام الماضى.


تكملة الرواية من هنااااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع