رواية ثأر الحب الفصل الواحد والاربعون والثانى والاربعون والثالث والأربعون والرابع والاربعون والخامس والأربعون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
رواية ثأر الحب الفصل الواحد والاربعون والثانى والاربعون والثالث والأربعون والرابع والاربعون والخامس والأربعون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
الفصل الواحد والأربعون
جلس أرضا جوارها بلهفة يضرب علي وجهها برفق:
-عهد حبيبتي فوقي سمعاني.
جاهدت وفتحت عيناها بضعف وتمتمت بتقطع :
-قولتك..وقت ما هتتأكد أنه آبنك هتخسره وهتخسرني أنا كمان……
هز رأسه بجنون وضمها بلهفة :
-لأ يا عهد لأ مش هقدر أعيش من غيرك يا عمري سامحيني.
نهض بلهفة وقام بإحضار إسدال صلاة وألبسها إياه بلهفة وقام بحملها سريعا وركض بها الي أسفل متجها الي أقرب مشفي.
بعد ما يقارب الساعة يقف أمام غرفة العمليات وقلبه يكاد أن يخرج من محجريه.
جلس علي المقعد ينظر ليده المغرقة بالدماء طفله وبكي ندما فطفله الذي حلم به كثيرا سيرحل حتي قبل أن يري النور.
فتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب نهض سريعا وركض تجاهه :
-خير يا دكتور طمني ؟
تحدث الطبيب بعملية :
-الحمد لله قدرنا نوقف النزيف ونلحق المدام كان عندها هبوط في الدورة الدموية علقنا ليها محاليل والوضع أفضل.
إبتلع شادي ريقه بحذر وقال:
-والجنين ؟
إبتسم الطبيب وقال:
-الحمد لله الجنين بخير لو كنت إتأخرت أكتر من كده كنا خسرناه بس الوضع لسه مش مستقرة الحمل لسه في آوله لازم راحة وتغذية أحنا أديناها حقن تثبيت المفروض هتمشي عليها خمس شهور بإذن الله .
تنهد شادي بفرحة وقال:
-الحمد لله طيب ينفع أشوفها ؟
أومئ الطبيب بخفة:
-أيوة ينفع هي في الإفاقة دلوقتي بعد إذنك.
شعر شادي بتراخي قدماه جلس علي المقعد براحة :
-الحمد لله الحمد لله ألف حمد وشكر ليك يارب.
نهض بعزم متجها الي المرحاض وقام بخلع جاكيت بدلته وغسل يده جيدا وتوضي وغادر متجها الي مصلي المشفي ليصلوا ركعتي شكرا للمولي عز وچل علي نعمته التي أنعم عليه به ودوام نعمته عليه بحفظ الله ورعايته لزوجته وطفله
❈-❈-❈
أنهت تحضير الطعام والشوي وبعدها صعدت الي غرفتها قامت بآخذ حمام بارد وخرجت الي غرفة الملابس لمع في عيناها لعبة ماكرة وأخرجت سولبت من الجينز الكحلي وقامت بارتدائها وأسفلها بضي أحمر ولفت حجاب أحمر ووضعت بعض لمسات من الميك أب .
وهبطت الي الأسفل سريعا هي علي يقين أن عاد يوسف لن يسمح لها بالنزول هكذا.
تطلعت لها صفاء بإنبهار :
-بسم الله ما شاء الله ايه القمر ده يا نورسيل ؟
إبتسمت بخجل وهي تنظر الي نفسها :
-بجد حلوة يا ماما ؟
ضحكت صفاء بخفة :
-زي القمر يا قلب ماما بس تقريبا يوسف مش هيسكت علي اللبس ده يا قلبي ؟
إمتعض وجهها ورددت بعبث:
-البركة فيكي يا ماما.
جحظت عين الآخري وعقبت :
-يا سلام عايزة تلبسيني أنا معاه ؟
جلست جوارها تتمسح في أحضانها برفق :
-عشان خاطري يا ماما.
أومئت بخفة :
-ماشي يا قلبي ربنا يستر.
قبلتها نورسيل في وجنتيها بخفة:
-حبيبتي يخليكي ليا.
ربتت صفاء علي ظهرها بحنان:
-ويخليكم ليا يا حبيبتي ويرزقك بالذرية الصالحة يا رب.
أمنت نورسيل علي حديثها بتمني :
-يارب يا ماما يارب.
إبتسمت صفاء بحنان:
-كله بأوانه يا بنتي متزعليش إنك أتأخرتي ولا حاجة كل حاجة وليها وقتها.
ضحكت نورسيل ساخرة داخلها علي حماتها الطيبة أه لو تعلم الحقيقة من المؤكد لن تعاملها بكل هذه الطيبة.
صوت السيارات توقف في الخارج ابتلعت ريقها بريبة ونهضت لتكمل باقي خطتها.
فتح الباب ودلف يوسف حاملا چاكيت بدلته علي يده وخلفه إيمي وعدي ممسكا بيد زوجته.
ركضت تجاه زوجها بدلال ملقية نفسها داخل أحضانه برقة:
-وحشتني يا بيبي .
وقف مصدوم مما ترتديه تلك الحمقاء وضع يده علي خصرها وشدد بعنف مما جعلها تتأوه بصوت منخفض وتحدث في أذنها بهمس :
-وحش إما يلهفك يا هانم سنتك سودة أيه الي أنتي لبساه ده.
حاولت رسم إبتسامة علي وجهها وضحكت بخجل :
-ميرسي يا بيبي أنت الي عيونك حلوة يا حبيبي.
إبتعدت عنه سريعا كي تهرب من براثنه وتحدثت بلهفة:
-أطلع غير يا بيبي بسرعة عاملة ليك الأكل الي بتحبه .
قالتها وركضت سريعا بينما نظر لها متوعدا هذه الصغيرة الماكرة.
رمقتهم إيمي بضيق وصعدت الي غرفتها سريعا .
عند عدي ونايا كانوا يراقبون ما يحدث بإبتسامة تسلية.
إتجه يوسف الي والدته وقبل جبينها بحب :
-أخبارك يا ست الكل ؟
إبتسمت صفاء برضا:
-بخير يا قلبي طول ما أنت بخير.
رمقها بعتاب وقال:
-عاجبك الي هي عملاه ده ؟
-ضحكت بخفة:
-يا سيدي بقي سيبها تدلع شوية الله يعني هي عاملة ده كله عشانك أنت وبعدين فاكر أخوك ممكن يبص ليها ولا ايه ؟
هز رأسه سريعا بلا:
-إطلاقا طبعا يا ماما بس بردوا.
ربتت علي كتفه بحنان:
-معلش يا حبيبي عشان خاطري أنا يلا أطلع أوضتك بقي خد شور وغير هدومك نورسيل عاملة النهاردة مشاوي وبسبوسة لوحدها عشان خاطر عيونك إطلع يلا.
أومئ بإبتسامة وقال:
-حاضر يا ست الكل عشان خاطر عيونك أنتي بس.
ربتت صفاء علي ظهره بحنان:
-ماشي يا حبيبي ربنا يرضي عنك يارب .
❈-❈-❈
ضحك عدي بمرح:
-أختك هتولع من إيمي وبصراحة عندها حق البت صروخ.
شهقت نايا بصدمة ووضعت يدها بخصرها ورددت بغيظ:
-نعم يا حبيبي صاروخ هي عجباك للدرجادي ؟
ردد عدي بلهفة:
-إهدي يا قلبي والله ما أقصد وبعدين حبيبي مالي دنيتي وحياتي كلها كمان.
إبتسمت بخفة وهتفت بدلال:
-أيوة كده شطور يا دودي.
ضحك بغزل وهو يغمز لها بعبث:
-قلب دودي أنتي والله يا جميل أنت.
صمتت نايا وهي تستنشق رائحة الطعام بتلذذ:
-شامم ؟
نظر لها بحيرة وقال :
-شامم ايه ؟
رددت بجوع :
-ريحة الأكل حلوة أوي.
إبتسم بخفة وقال:
-طيب تعالي نغير هدومنا وننزل عشان تعرفي تاكلي.
أومئت بخفة إتجهوا الي صفاء سلموا عليها وبعدها إتجهوا الي غرفتهم بالأعلي.
❈-❈-❈
أغلقت باب الغرفة بعنف وجلست علي الفراش تبكي بحسرة علي حبيبا لم يحبها يوما عشقته عن ظهر قلب لكن دائما كان يرفض هو هذا الحب.
نهضت ووقفت أمام المرأة تطلع الي نفسها في المرآة كيف له ألا يعشقها ويعشق تلك البلهاء المسماة زوجته.
مسحت دموعها بعنف وإتجهت الي حقيبتها ووضعتها علي الفراش وبدأت في ضب ملابسها فهي ستغادر هذا المنزل فلن تقدر علي البقاء وقلب حبيبها ملكا لآخري ستحفظ ما تبقي من ماء وجهها وتغادر.
إنتهت من ضب أغراضها وقامت بالإتصال بشركة الطيران وحجزت أول طائرة ستقلع في الغد لتذهب الي موطنها وعائلتها مرة آخري وستزوج من أحبها ويتمني قربها ليس من أحبته فالذل مهانة في حد ذاته يذل صاحبه ويكسر قلبه ولكن لا ليست هي من تذل فقبل أن يحدث هذا ستخرج قلبها من محجريه وتحطمه بيدها قبل أن يكسر منه.
هبطت بثقة وجدت خالتها تجلس جلست جوارها ورددت بهدوء:
-أخبارك يا أنطي.
تحدثت صفاء بإبتسامة:
-أخبارك يا قلب خالتو عملتي ايه في الشركة ؟
رددت ببرود :
-الحمد لله أنا حجزت وهسافر الصبح .
رمقته صفاء بحيرة :
-ليه يا بنتي ؟ حد ضايقك ؟
هزت رأسها نافية وردت :
-لأ بس خلاص أطمنت علي يوسف ولازم أرجع بقي.
أومئت صفاء بتفهم:
-ماشي يا حبيبتي مع أني كان نفسي تفضلي معانا بس زي ما تحبي.
نهضت إيمي مستأذنة :
-أنا هطلع بعد إذنك يا أنطي خليهم يطلعوا الغداء ليا فوق ممكن ؟
تنهدت صفاء بقلة حيلة:
-ماشي يا حبيبتي زي ما تحبي.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
هبط الدرج بخفة وإتجه الي والدته وجلس برفقتها مغمغنا بتساؤل:
-مالك يا ماما ؟ في ايه شكلك مش طبيعي ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-مش عارفة يا حبيبي قلبي مقبوض شوية وكمان إيمي هتمشي بكره.
أومئ بتفهم ورد:
-كده أفضل لها يا أمي تمشي وتشوف حياتها بدل ما تعلق نفسها بحاجة إستحالة تحصل.
هزت رأسها بإيجاب:
-في دي عندك حق .
تطلع حوله متسائلا:
-نورسيل فين ؟
ردت بإبتسامة :
-في المطبخ بتجهز الأكل عشان نقعد في الجنينة بلاش تزعلها ممكن يا حبيبي ؟
ضحك ساخرا وقال:
-والله أنتي طيبة يا ست الكل المفروض توصيها هي عليا مش العكس.
هتفت بإستنكار:
-ليه يا أبني دي طيبة.
ضحك يوسف بعبث:
-والله ما في طيب غيرك يا ست الكل الطيبة دي مطلعة عيني والله.
ضحكت صفاء بحنان :
-ربنا يخليكم لبعض يا حبيبي وأفرح بيكم وبعيالكم يا حبيبي .
أمن علي دعائها :
-يارب يا أمي يسمع منك ربنا يلا هقوم أشوفها بتعمل ايه في حد في المطبخ ؟
هزت رأسها نافية :
-لا يا حبيبي الخدم خرجوا يتغدوا هما كمان هي الي حضرت الأكل للكل النهاردة.
أومئ بتفهم:
-تمام هروح أشوفها.
نهض وإتجه الي المطبخ وجدها مندمجة في تجهيز الأطباق إقترب منها ووضع يده علي خصرها.
إنتفضت بفزع وتطلعت خلفها ووضعت يدها علي قلبها براحة :
-خضتني يا حبيبي حرام عليك.
غمز لها بعبث :
-مين هيتجرأ يحضنك كده يا قلبي أكيد حد مستغني عن عمره صحيح أنا هعدي الي أنتي لبساه ده عشان خاطر أمي أدخلت بس ياريت متتكررش تاني فاهمة ؟
ضحكت بخفة وردت بمشاغبة :
-لا مش فاهمة.
رمقها بتوعد :
-بقي كده ماشي حسابنا بعيدين بس أيه الروايح الجامدة دي ؟
إبتسمت بفرحة وقالت:
-بجد ؟
داعب أنفها بخفة:
-بجد يا قلب يوسف مش هتدوقني ؟
صقفت بحماس :
-عيوني قعدني بس علي الرخامة وأدوقك.
حملها برفق ووضعها علي الرخامة مسكت هي صابع من الكفتة ووضعته في فمه ونظرت له بترقب.
لوكه في فمه بتلذذ وقال بإعجاب:
-تسلم إيدك تحفة .
إبتسمت بفرحة :
-أستني ادوقك الفراخ والكريب والحواوشي و…
صاح يوسف مهدئا :
-إهدي يا قلبي كفاية كده هدوق بره معاهم صحيح البسبوسة عملتيها ؟
رددت بدلال وهي تلاعب خصلات شعره:
-عملت صنيتين وجهزتهم ليهم لكن الصنية بتاعتنا هسويها بالليل ونطلع ناكلها فوق لوحدنا .
قبل يدها برقها وتمتم بعبث:
-يسلملي حبيبي الفهمان طيب يلا أساعدك نخرج الأكل سوي ؟
صققت بحماس :
-يلا بينا صحيح العقربة بنت خالتك بعتت عشان يطلع ليها أكل فوق.
رمقها محذرا :
-نورسيل البنت خلاص ماشية بكره إهدي بقي لو سمحتي وياريت تبطلي هبل وتعامليها كويس.
ضحكت بفرح وتمتمت بلهفة :
-بجد هتمشي بكره ؟
هز رأسه بيأس وعقب :
-بجد سيبتي كل الكلام ومسكتي في دي قومي يلا نجهز الأكل أنا جعان.
قفزت بخفة وقالت:
-هوا يا قلبي أيوة كده فتحت نفسي علي الأكل.
هتف ساخرا:
-بجد وأنتي ما شاء الله عليكي نفسك مسدودة أوي.
وضعت يدها بخصرها مرددة بدلال :
-يا قلبي أنا أكل براحتي أنا قاعدة في قلبك ومربعة بكل حالاتي.
ضحك بخفة وقال:
-ماشي يا قدري يلا إنجزي أنا عصافير بطني صوصوت .
دلفت نايا متسائلة :
-أنتوا بتعملوا ايه ؟
تطلع لها الإثنين بخضة .
ردت نايا بإرتباك:
-أسفة والله مقصدتش أصلي جعانة الصراحة وأنتم أتأخرتوا.
أومئ يوسف بخفة وعقب:
-ولا يهمك يلا تعالي ساعدي أختك وأنا خارج.
دبت علي الأرض بطفولة :
-مش هتساعدني .
ردد بعبث:
-أختك هتساعدك يا حبيبي سلام.
غادر يوسف وذهبت نايا تساعد نورسيل في تحضير الطعام في الأطباق وبدأو في إخراجها الي الجنينة ووضعوها علي الطاولة الموجودة في الحديقة.
وخرجت صفية ويوسف وعدي وجلسوا في إنتظارهم .
إنتهوا من وضع الطعام وجلست كل منهم جوار زوجها وبدأو في تناول الطعام بتلذذ شديد بمرح شديد وكل منهم يداعب زوحته بمشاغبة وصفاء تطلع لهم بإبتسامة وفرح فها قد رأي كل أولادها السعادة التي تمنتها لهم في السابق .
وخاصة يوسف الذي تمنت له السعادة والفرح سابقا فهو قد عاني كثيرا بحياته ولكن كل ما تتمناه الأن أن يرزقه هو وعهد بالذرية الصالحة وقتها ستكتمل فرحتها .
تشعر بآلم في قلبها لا تدري لما أطمئنت علي عليا لكن لا تستطيع الوصول الي عهد وشادي كي تطمئن أنهم علي خير ما يرام ليرتاح قلبها من هذا الآلم الذي يراودها.
❈-❈-❈
ولج الي الغرفة بخطي بطيئة يعلم أنها فاقت الأن لا يدري كيف سيواجهها ؟ ولا ماذا يقول لها حتي ؟ فهو قد كسرها وحطم قلبها منذ أن وطئت قدمها إلي حياته وقد تحولت حياته الي منحني جذري أصبح يحيا معها بسعادة لم يذيقها من قبل وها هي تتوج سعادته بطفلا منه ينبت داخل أحشائها ولكن ماذا قدم هو لها ؟ لم يقدم سوي الحزن والذل والمهانة ، لكن ليس بيده سيخبرها كل شئ من البداية لتعلم أن ما كان بيده شئ هو ذل من قبل وعاش مكسور لا ينكر أن سبب موافقته علي هذه الزيجة أنها من أجل الثأر ولن تطدق بعدها ليضمن أنها ستظل زوجته رغما عنها وترضي به وبوضعه مجبرة عليه لكن حدث ما لم يكن في الحسبان وقع صريعا في حبها وأصبح يخشي فقدانها وها ما قد فعله في النهاية لتكون القشة التي قسمت هر البعير وستصر أن تذهب الي أخواتها وتخبرهم لا محالة لكن لا سيبذل قصاري جهده ليسترجعها له من جديز هو لم يكن ليتخلي عنها بمفردها فماذا الأن وهي تحمل ثمرة حبهم وعوض الله له.
فاق من دوامة أفكاره وإتجه لها وجدها مستيقظة بالفعل وتنظر لسقق الغرفة بشرود.
وقف أمامها بخزي وإنكسار لا يجرأ علي التفوه بحرف واحد حتي.
كانت شاردة فيما كانت تقترفه بحالها وطفلها كانت ستقل روح بريئة بغير وجه حق لا ذنب لها تحمد الله أنه نجي طفلها فلو كان مات الطفل وقتها كانت ستحيا بذنبه طوال حياتها فاقت من شرودها علي أكثر وجها تبغضه الأن أشاحت وجهها جانبا .
آلمه قلبه وأنحني علي جبيها مقبلا إياها بحزن :
-أسفة يا قلبي سامحيني أقسم بالله غصب عني يا عمري والله سامحيني وأوعدك أني هعوضك عن كل الي عملته سامحيني.
ألتفتت له وضحكة بكسرة :
-بجد أسامحك علي ايه ؟ علي إنك أتهمتني بشرفي ؟ ولا أسمحك في ذلك وإهانتك ليا ولا حتبسك ولا تهديدك بقتلي ولا إنك هترميني لأخواتي عشان ياخدوا تارهم صح ؟ جاي ليه دلوقتي صدقت أنه إبنك صح ؟ طيب ازاي أنت اول واحد يلمسني كنت بتكسف منك أنت تشك فيا انا رفضت اروح لاخواتي عشان خايفة علي يوسف التعبان الي واثقة وقتها أنه مكنش هيرحمك أنت ودلوقتي خلاص كل حاجة إنتهت وأنا الي هروح لاهلي بنفسي يجيبوا ليا حقي منك وأعمل حسابك الطفل ده أنا كنت هرتكب جريمة هفضل طول عمري ندمانة عليه لو مات بس ربنا لطف بيا أبني مش هتشوفه يا شادي طول عمرك هحرق قلبك عليه وهطلق منك غصب عنك وحقي وحق إبني من الي عملته فيا هيرجعلي
إبتلع حديثها بغصة فهي معها كل الحق هو أخطأ وعليه أن يجني ثمار خطئه تحدث برجاء:
-عارف اني غلط وان كل كلمة قولتيها انا أستاهلها لكن هطلب منك طلب واحد بس أديني فرصة واحدة أحكيلك كل حاجة من البداية وأنتي أحكمي في النهاية.
عهد……
٤٢&٤٣
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
الفصل الثاني والأربعون
"قلبي تحطم بين ضلوعي مصدراً أهات آلم ، وليس أي آلم بل آلم علي حبا ظننته هو بداية سعادتي ، ويا أسفاه لم يكن سوي تعاستي "
تطلعت له ساخرة وقالت بكسرة:
-تفتكر ينفع ؟ شادي أنت كسرتني ودبحتني بسكينة باردة عارف يعني ايه فرحانة بحملي وعمالة أجهز أفاجأك أزاي وأنت هتفرح أزاي هتعمل أيه هتشلني وتلف بيا ولا هتحط إيدك علي بطني تحس بيه ولا ولا كمان لكن مع الأسف أنت كسرتني كرهتني فيه وخالتني أحاول أقتله وأشيل ذنب هفضل عايشة بيه طول عمري ومقدرش أسامح نفسي خلاص يا شادي كل إلي بينا إنتهي حتي لو مينفعش نطلق عشان التار أنا مش هرجع ليك كل واحد من طريق وأبني إستحالة تشوفه حتي في حياتك مش تفكر تلمسه روح أجري أتجوز واحدة رابعة وخامسة أنت خلاص بقي راجل وتقدر تخلف وعيش حياتك بعيد عني.
أهات آلم وتمزق روح يستمع لها وداخله يحترق من الآلم لا يدري ماذا يقول لها ؟ ولا يدافع عن حاله حتي فهي معها كل الحق فهو من أوصلها لذلك لكن كان وقتها عقله مغيب يقسم لو أن هذا الحقير شهاب مازال على قيد الحياة لقتله بيده لكن الحسنة الوحيدة التي تشفع له زواجه بملاكه هو يعشقها لا يستطيع العيش بدونها لكن صبراً فما فعله بها ليس بالهين يحتاج الي بعض الوقت لإسترجاعها إليه مرة آخري.
آخذ نفس عميق ودلك جبينه برفقة وقال:
-عندك حق في كل إلي قولتيه وإستاهل أكتر من كده بس يا عهد مقدرش أعيش من غيرك أنا من غيرك أموت.
ضحكت ساخرة ورددت متهكمة:
-بجد علي أساس لما كنت عايز تخلص عليا عشان تغسل عارك كان أيه ؟ شادي الكلام إنتهي لو سمحت أتفضل بره أنا عايزة أرتاح وياريت تمشي خالص من هنا أنا هكلم عدي يجيي ليا.
مط شفتيه بضيق وأرجع خصلات شعره إلي الخلف مربعا يده قائلا بمهادنة:
-هخرج وهسيبك ترتاحي يا عهد وهفضل قاعد بره تجيبي عدي تجيبي يوسف الحن الأزرق مفيش قوي في الدنيا هتبعدك عني فهماني يا عهد أنت لغاية دلوقتى متعرفيش شادي كويس مش أنا إلي أسيب حاجة تخصني ما بالك بمراتي حب عمر وأبني أرتاحي يا عهد عايزة تكلمي أخواتك كلميهم وأما هقبل كل إلي هيعملوه لانه حقهم وحقك أنتي كمان لكن الي مش هقبله إنك تبعدي عن حضني ليوم واحد حتي عارف إنك أتظلمتي لكن أنا أتظلمت قابلك وأدبحت بسكينة باردة بإيد توأمي إلي المفروض أحنا قلب وروح واحدة لو عرفتي الحكاية من البداية عارف إنك هتعذريني تصبحي علي خير أنا قاعد بره لو إحتاجتي حاجة نادين.
غادر الغرفة وأغلق الباب خلفه وأنهار قناع الجمود لديها وأنهارت باكية علي ما ألت به حياتها.
لا تدري أتخبر أشقائها بما حدث من المواد أن يوسف لن يرحمه ومن الممكن أن يفكر في قتله حقا علي ما فعله بها وقتها ستخسر الإثنين بالفعل وهي لا تستطيع العيش بدون أحدهم حتي هل تستمع له وتعطيه فرصة من أجل هذا الطفل وقتها تقرر ما عليها فعله وقتها هذا ما أهداه لها عقلها وضعت يدها فوق أحشائها بحنان وأغمضت عيناها وهي تضم أحشائها بحنان كأنها تستمد منه هو القوة.
بينما هو جلس علي المقعد أم غرفتها مستنداً بظهره علي جدار الغرفة التي بداخلها نبض قلبه كأنه يتسمد الأمان والسكينة من قربهما.
❈-❈-❈
"الحب كلمة تسمعها وتشعر بأن قلب يتراقص ماذا إذن إذا تذوقته وتذوقت حلاوته ، وقتها ستندم إنك لم تحظي به سابقاً ، وستلعن حد العاثر الذي سيبعدك عنه لاحقاً "
إنتهي العشاء وصعدت صفاء إلي غرفتها وكذلك عدي ونايا بينما ذهب يوسف إلي مكتبه كي يعمل قليلاً وذهبت نورسيل إلي المطبخ.
بعد قليلاً خرجت من المطبخ وهي تحمل صينينة البسبوسة الساخنة متجهة إلي غرفة المكتب فتحت الباب وولجت إلي الغرفة.
رفع رأسه عن أوراقه مغمغما بإبتسامة:
-حبيبي خلص؟
إبتسمت برقة وهي تضعها علي المكتب بخفة:
-أه خلصت وأنت لسه مخلصتش قدامك كتير ؟
هز رأسه بإيجاب ورد :
-ساعة بالكتير يا حبيبي.
صاحت معترضة:
-لأ كده البسبوسة هتبرد .
صمتت قليلاً وصقفت بحماس:
-عندي فكرة هقعد علي رجلك وأكلك وأنت بتشتغل أيه رأيك ؟
ضحك ساخرا وهتف متهكما:
-بجد تفتكري يا روحي هعرف أشتغل وأنتي في حضني ولا هعرف أركز أصلاً ؟
رددت بدلال :
-الله طيب أعمل طيب ؟
هز رأسه بيأس وقال:
-ماشي يا حبيبي.
إبتسمت بسعادة وتراجع هو بمقعده إلي الخلف وجلست هي علي قدمه برفق وضمها هو وبدأ يعمل في حاسوبه وهي تطعمها بالشوكة الخاصة بهم هو مرة وهي مرة وعلي وجههم معالم الراحة والسعادة التي إنتظروها ولكن هل ستدوم السعادة أم للقدر رأي آخر.
مع إنتهاذ آخر شوكة كان إنتهي هو الآخر من عمله وأغلق حاسوبه وتراخي للخلف براحة:
-خلصت.
ضحكت نورسيل بخفة:
-والبسبوسة خلصت كمان.
داعب وجنتيها بخفة:
-تسلم إيدك يا قلبي الأكل كان تحفة والبسبوسة كمان.
صقفت يدها بحماس:
-بجد يعني أطبخ ليك كل يوم ؟
هز رأسه نافياً وقال:
-لأ يا قلبي كده كتير عليكي كفاية بتنضفي الجناح وبتخساي الهدوم كمان أنا مش فاهم ده كله ليه ؟
ردت بضيق:
-يا حبيبي أنا مش بحب حد يمد ايده في حاجة تخصني ما بالك هدومي وحاجاتي خاصة سيبني علي راحتي ممكن ؟
ضحك بعبث:
-ممكن وممكن كمان كده.
نهض حاملاً أياها برقة مما جعل الآخري تشهق :
-يوسف نزلني الجرح.
إبتسم بعبث:
-متقلقيش يا قلب يوسف الجرح خف خلاص.
رددت بتذمر :
-أفرض حد شافنا ؟
رفع كتفيه بالامبالاة:
-أيه يعني ؟ إلي يشوفنا يشوفنا أنتي مراتي يا هبلة محسساني أني شقطك .
ضربته في صدره بخفة:
-شقطك أي الألفاظ دي فين يوسف الوقور الخلوق بقيت بيئة خالص يا بيبي.
جحظت عين الآخر بصدمة ورمقها بتوعد :
-بقي أنا بيئة يا ست نورسيل صبرك عليا.
رددت بدلال:
-هتعمل فيا أيه يا چو ده أنا نوري يا بيبي .
غمز لها بعبث:
-هو بعد بيبي دي أقدر أعمل حاجة يا نوري أصلا.
❈-❈-❈
تقف نايا في الشرفة شاردة ودموعها تتساقط بصمت بينما يتمدد عدي علي الفراش في الداخل غافيا .
شعر ببرودة الفراش جواره تململ في الفراش فتح عينه وجد الفراش خالي جواره نهض من علي الفراش مرتديا روبه الستان وخرج إلي الشرفة ضمها من ظهرها مما جعل الأخري تنتفض.
وضع رأسه علي كتفه وردد بحنان:
-حبيبي صاحي ليه وبيعيط ؟
ألتفت له ورددت بتهرب :
-مفيش حاجة.
ردد بإصرار:
-لأ فيه ايه الي يخليكي تعيطي كده عهد صارحيني لو سمحتي مالك ؟
ضغطت على شفتيها بقوة وقالت:
-هحكيلك يا عدي هحكيلك محتاجة أتكلم بجد.
أمسك يدها بحنان ودلف إلي الداخل وجلسوا علي الفراش وسردت له كل شئ عن شهاب وعن تحراشته بها .
وجه عدي كان لا يفسر بالمرة لا يظهر عليه سوي الجمود.
أنهت حديثها ورددت بدموع :
-عدي أنت ساكت ليه زعلان مني صح عارفة أني كان المفروض أقولك قبل ما نتجوز ومتدبسش فيا .
صاح بعنف:
-بس مش عايز أسمع حاجة.
نهض ووقف أمامها وأنهضها وردد بفحيح:
-بطلي هبل يا هانم أيه أدبست فيكي دي أنتي مراتي وتاج راسي كمان أما الكلب ده أنسيه خالص لأني من وقت ما عرفت ودمي بيغلي.
تطلعت له بصدمة وقالت:
-أنت بتقول أيه ؟ أنت عرفت منين ؟
تنهد بآلم :
-لما جيتي هنا آول مرة وأنهارتي وأنا بكلمك وقتها قعدتي تقولي كلام وقتها انا فهمت أنا عمل ليكي حاجة.
هتفت بحزن:
-يعني كنت عارف من قبل ما نتجوز ومع ذلك أتحوزتني ؟ طيب ليه مقولتش وواجهتني قدر كان فعلاً عمل فيا حاجة كنت وقتها هتعمل ايه؟
تحدث بحنان وهو يقبل رأسها:
-حتي لو عمل حاجة فيكي أنت بالنسبة ليا فرحة عمري أنسي الي فات يا قلبي أنسي وخلينا نبدأ من جديد أنا وأنتي ويوسف الصغير.
إبتسمت براحة:
-ربنا يخليك ليا ويديمك في حياتي يارب طيب في حاجة عايزة أقولها كمان.
ألتفت لها بإنتباه :
-خير يا قلبي ؟
رددت بحذر :
-حاجة تخص نورسيل و يوسف.
تحدث نافياً:
-لأ متقوليش حاجة يوسف ونورسيل حياتهم ومشاكلهم تخصهم هما ملناش دخل فيها تمام ؟
تنهدت بقلة حيلة:
-تمام .
غمغم بعبث:
-ممكن ننام بقي يا قلبي لأني عندي شغل الصبح بدري ؟
إبتسم بخفوت:
-حاضر يا حبيبي.
❈-❈-❈
ما أن تسلسل ضوء الشمس من النافذة الزجاجية وداعبت الشمس أشعتها علي عينه فتح شادي عينه إعتدل بوهن وهو يدلك رقبته بآلم نهض بوهن ووقف أمام غرفتها وداخله يحترق من الآلم عليها.
فتح الباب وولج بحذر دون إصدار أي صوت وجدها مازالت نائمة تطلع لها بحنين وأنحني مقبلاً جبينها بحب وإبتعد عنها متأملا أحشاء التي تضمها بحنان .
إقترب من أحشائها ووضع يده متحسسا إياها برفق وبداخله قشعريرة تسري بثائر جسدها كأنه يشعر بطفله.
شعرت هي به وبأنفاسه الثائرة فتحت عيناها ببطئ وجدته يتحسس أحشائها بأعين دامعة.
تنهدت بحزن وإنتظرت حتي إبتعد عنها وألتف بظهره كي يغادر لكن أوقفه صوتها .
تحدثت بنبرة باردة خالية من أية مشاعر:
-كنت عايز تقول أيه ؟
ألتفت لها بإنتباه وردد بحنان:
-أنتي صحيتي يا حبيبتي ؟
تجاهلت حديثه وهتفت بضيق:
-قول إلي عندك لو سمحت.
تنهد بحزن وجلس علي المقعد وقال:
-حاضر يا عهد حكيلك كل حاجة .
مسح علي وجهه وأرجع خصلات شعره إلي الخلف وسرد لها كل شئ منذ معرفته بزوجته وحتي الأن.
وما أنهي حديثه ردد بأسي:
-عارف أني أذيتك بس غصب عني أنا حكيت ليكي لكن وقتها متعرفيش أنا كنت مكسور ازاي يا عهد .
إبتسم بآلم :
-وإلي عملته معايا أنا صعب أنساه يا شادي.
شحب وجهه وردد بحذر :
-قصدك أيه ؟
آخذت نفس عميق وردت بقوة:
-يعني كل شئ بينا إنتهي يا شادي هخرج من هنا علي بيت أهلي وسيب إلي بينا تداويه الأيام أنا مش هحكي إلي حصل معايا لحد مش عشانك لأ عشان أبني لما يجي ويتولد ميجيش اليوم إلي حد يعايره بيه .
هز رأسه نافياً عدة مرات وهتف برجاء:
-لأ يا عهد مش هقدر أبعد عنك أديني فرصة كل إلي بطلبه منك فرصة واحدة بس أقعدي عند أهلك براحتك لوقت ما تهدي لكن متحرمنيش منك ولا أني أشوفك وأسمع صوتك عشان خاطري لو لسه ليا خاطر عندك .
تنهدت بقلة حيلة:
-ماشي يا شادي عشان بس محدش يعرف أن حاجة حصلت أنا عايزة أمشي من هنا لو سمحت.
أومئ شادي براحة:
-حاضر يا حبيبتي هروح أشوف الدكتور بعد إذنك .
تطلعت في أثره بآلم لا تدري ما فعلته صواب أم خطأ هي تحبه بالفعل لكن ما فعله بها ليس بالسهل نسيانه أو تجاهله.
❈-❈-❈
بعد ساعة ونصف توقف شادي بسيارته أم قصر المغربي هبط من سيارته وإتجه إلي الجهه الآخري وفتح الباب لها كي يساعدها علي الهبوط.
تجاهلت يده الممدودة وترجلت بمفردها وهي تتأكئ علي السيارة فلم تسترد قوتها حتي الأن.
إبتلع غصة مريرة بفمه وأتجهوا إلي الداخل ورحبت بهم صفاء بفرحة شديدة ولكن ما أن رأت وجه عهد حتي إنقبض قلبها.
ولكن شادي طمأنها أنها علي ما يرام وأنها حاملاً وهي لا تعرف وكادت أن تفقد الجنين وأحضرها إلي هنا كي تبقي برفقة والدتها تعتني بها فهذا ما أتفق عليه مع عهد سابقاً بعد خروجهم من المشفي .
ظل جالساً معاها رغم مقطها وغضبها لكن لا تستطيع الحديث وفي المساء رحل بعد أن أطمئن عليها وعاد أخويه وعلموا بحملها وكانت فرحة كبيرة بهم وخاصة يوسف طفلته ستكون أما.
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاثة أشهر والوضع كما هو مستقر يوسف ونورسيل يعيشون أجمل أيام حياتهم.
وكذلك عدي ونايا التي أصبحت في شهرها الخامس وتحمل في أحشائها ولد وأصروا علي تسميته يوسف ولكن لم يخبروه بعد.
أما ثنائي القطبي الثالث في شد جذب كل يوم يأتي في الصباح قبل الذهاب إلي عمله وفي المساء بعد عودته يطمأن عليها وعلي طفلها فهي علي مشارف شهرها الخامس يفصلها عن نايا أسبوعين فقط يجلس يستسمحها قليلاً علها تحن لكن لم تعفو عنه بعد.
أما شريف وحنين وأصبحت في شهرها الخامس هي الآخري أما علاقتهم كما هي ولا يزال يفكر كيف يتخلص من يوسف هذه المرة وراجله يراقب يوسف من بعيد حتي تحين اللحظة المناسبة ولكن ما زاد غضبه هو تهرب نورسيل منه وحظر مكالماته أقسم أن لن يرحمها هي الآخري إذا وقعت بيده.
❈-❈-❈
في الصعيد.
تحديدا في جناح شريف إستيقظ مبكراً وأدي صلاة الفجر وإرتدي ملابسه عازما علي السفر إلي القاهرة عليه أن يقابل تلك النورسيل التي قامت بحظر رقمه لن يرحمها هي الآخري زأن وصل به الأمر سيقتلها بيده هي الآخري .
ما أن شعرت بحركته في الغرفة فتحت عيناها بوهن وجدته يرتدي ملابسه.
إعتدلت علي الفراش مغمغة بتساؤل:
-أنت خارج بدري كده ليه ؟
ألتفت لها ورمقها بالامبالاة:
-ورايا مشوار لازما أجضيه في البداية إكده كملي نومك أنتي عشان الواد.
زفرت بملل وقالت:
-أنزل أجهز ليك الفطار ؟
هتف بضجر:
-لأ كملي نومي أنتي بزيداكي رط يلا سلام عليكم.
أخذ أغراضه وغادر سريعاً أسفل نظراتها القلقة تشعر أن شئ علي غير ما يرام سوف يحدث.
❈-❈-❈
في قصر المغربي.
يقف يوسف أمام المرأة يمشط شعر وينثر عطره بينما نورسيل تجلس علي الفراش بضجر.
ترك الفراشاة وإتجه لها متسائلاً:
-مالك يا قلبي في أيه ؟
ردت بضيق:
-مفيش مخنوقة زهقت من القاعدة في البيت وكمان مضايقة ليه أنا مش حامل أنا كمان زي نايا وعهد.
ضحك بخفة:
-زهقانة دي مقدور عليها يا ستي أيه رأيك أخد أجازة ونسافر نقضي شهر العسل المتأخر ده ؟
صقفت بحماس:
-بتتكلم جد إمتي وفين ؟
ردد بتفكير:
-إمتي بكره هشزف أو حجز بكره لشرم أيه رأيك ؟
أومئت بفرحة:
-موافقة طبعاً لكن لم تقدم الفرحة وعبث وجهها مرة آخري.
ردد بقلة حيلة:
-ايه تأتي يا حبيبي ؟
هتفت بحزن:
-والحمل ؟
تنهد بقلة حيلة:
-طيب لو محصلش حمل الشهر ده نروح نكشف مع أني شايف أنه لسه بدري بس عشان تطمني.
تنهدت براحة:
-تمام يا حبيبي.
ضحك بخفة وعقب:
-خلاص كده مشاكلك أتخلت أضحكي بقي وريني ضحكتك الحلوة.
إبتسمت بخفة ونهضت وأرتمت في أحضانه:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك يارب.
شدد من ضمها بحب:
-ولا يحرمني منك يا قلب حبيبك.
إبتعد عنها يكمل تجهيز نفسه من أجل الذهاب إلي عمله وهي تجلس مرة أخري تشعر بضيق وإنقباضه في قلبها لا تدري مصدرها…..
إنتهي يوسف وهبطوا سويا تناول الإفطار سويا وغادر يوسف وعدي إلي عملهم.
❈-❈-❈
بعد الظهيرة رن جرس الفيلا وذهبت الخادمة لتفتح وعادت بعد قليل.
هتفت صفاء متسائلة:
-مين يا هند ؟
ردت هند بأدب:
-ده واحد بيقول إسمه شريف بيه إبن عم مدام نورسيل.
إنقبض قلب نورسيل ونظرت هي ونايا إلي بعضهم بتوتر.
تحدثت صفاء بحيرة:
-خليه يتفضل يا بنتي ؟
ردت الخادمة:
-لأ هو رفض وطالب مدام نورسيل تخرج ليه.
نهضت نورسيل بإرتباك:
-هتلاقيه محرج يدخل عشان يوسف وعدي مش هنا هخرج ليه بعد إذنكم.
لم تنظر ردها بل ركضت سريعاً للخارج….
يُتبع..
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
الثالث والأربعون
"سريان الدماء توقف داخل أوردتي ، شعرت أن الزمن توقف لدي وأنا علي حافة الهاويه ، قلبي تهشم كقطع الزجاجة الصغيرة ، ولم يتبقي منه سوي قطعا صغيرة لا تجعلني أحيا لو قليلا ، ولكن كيف وقد تحطم علي يد من عشقها وسلمها مفتاح قلبه "
إنتهي من توقيع الأوراق التي أمامه وأرجع ظهره الي الخلف متنهدا براحة.
آخذ عدي الأوراق مرددا بمرح :
-مالك يا كبير في أيه ؟
فرك جبينه بإرهاق وعقب :
-مصدع شوية من ساعة ما جيت طالع عيني.
تحدث عدي مازحا :
-أعلش يا شق مش أنت إلي عايز تاخد أجازة أشرب بقي.
ضحك يوسف ساخرا وهو يشير بيده:
-ده هو أسبوع يتيم نورسيل ممكن يحصل ليها حاجة لو عرفت.
مطت عدي شفتيه مغمغما بتفكير :
-أنا رأي تقولها آخر يوم في الأجازة ويا حبذا لو آخر ساعة وأنتوا راجعين عشان متنكدش عليك.
تنهد بيأس وعقب مؤكدا :
-في دي عندك نورسيل عاشقة النكد.
ضحك عدي بخفة وردد بإشفاق يواسي أخاه :
-الله يعنيك عليها يا بص الصراحة مش عارف دي أخت نايا أزاي لا وكمان الكبيرة شتان ما بينهم نايا عاقلة ونورسيل مجنونة.
إبتسم يوسف بحب وهتف بإشتياق:
-جنانها ده إلي حببني فيها أصلا إنتبه الي حاله وتحدث متسائلا صحيح محتاج حاجة تاني ؟
ضم عدي حاجبيه بحيرة:
-لأ أنت ماشي ولا ايه ؟
هز رأسه بإيجاب ورد:
- أه هروح أريحي شوية السفر الفجر بإذن الله.
أومآ عدي بتفهم:
-تمام يا حبيبي عايز سلامتك .
نهض يوسف مرتديا چاكيت بدلته وأخذ أغراضه مربتا علي كتف شقيقه بحنان:
-تسلم يا حبيبي يلا سلام عليكم.
رد عدي بإبتسامة:
-وعليكم السلام.
❈-❈-❈
بعد ما يقارب الساعة وصلت بسيارته وتحدث الي السائق أمرا :
-دخل العربية الجراچ يا عم عزمي.
تحدث عزمي بإحترام:
-حاضر يا فندم هو حضرتك مش هترجع الشغل تاني ؟
هز رأسه نافيا :
-لأ روح أنت لولادك يا راجل يا طيب اتغدي معاهم.
إبتسم السائق برضا:
-حاضر يا باشا ربنا يبارك في عمرك يارب.
توقفت السيارة في الجراچ يليها سيارتين الحرس هبط هو من السيارة متجها الي الباب الداخلي من الفيلا سيرا علي الأقدام دون أن يشعر أحد بوصوله.
لفت نظره هذا الحقير شريف وهو يقف مع زوجته دون وجوده .
إشتعلت النيران داخل طيات قلبه ويذهب له ويعنفه بكن لا يدري لما قرر الإقتراب منهم ليعلم في ماذا يتحدثون ، أي سر سيكون بين زوجته وهذا الحقير.
ولكن مهلا وجد الآخر يقترب من زوجته ويمسكها من ذراعها بعنف.
هنا وتحول الي شخص آخر وركض إلي هذا الحقير ليخلص زوجته من براثنه ويلقنه درسا لن ينساه لكن ما أن إقترب منها توقف مكانه متصنما من صدمته مما إستمع إليه.
❈-❈-❈
خرجت نورسيل علي الفور وجدت شريف يقف أمام سيارته وينفث دخان سيجاره بتعالي.
زفرت بحنق واتجهت له متمتمة بضيق:
-خير يا شريف عايز ايه مني ؟
آخذ نفس من سيجاره ونفث دخانه في وجهها مما جعل الآخري تسعل بشدة.
تحدث ساخرا :
-وه يا بت عمي أخص عليكي ده حديت تجوليه ليا بدل ما ترحبي بولد عمك .
وضعت يدها علي أنفها بضيق وعقبت:
-شريف بطل لف ودوران وقولي عايز ايه مني يوسف لو رجع وشافك هنا مش هيسكت .
إبتسم بإتساع ورد:
-وه زين جوي يوسف حاف إكده وعينك عم تلمع كأنك حبتيه إياك.
ردت بتحدي :
-أه حبيته مش جوزي .
جحظت عين الآخر وتحدث ساخرا:
-وه وبتجوليها إكده من غير خشي ونسيتي حبك لشهاب إياك وتاره مش ده كان خطتنا عشان تتچوزي ولد المركوب إكده آيه الي حصل يا بت عمي مش ده الي مكتيش جابلة انه يجرب منيكي.
هتفت بندم وإنكسار:
-كنت غبية ودفعت تمن غبائي وأبعد عن يوسف يا شريف لإ أقسم بالله هروح لعمي وأفضحك وأقوله إنك أنت الي حاولت تقتل يوسف.
في لمح البصر كان كبل ذراعها خلف ظهرها مرددا بفحيح :
-تفضحي مين يا بت المركوب لاه أنا إلي هفضحك وهجول لأبوي وهجول ليوسف بتاعك إنك كنتي موالفة معايا في ضربه بالنار وإنك كتي مخططة وياي كل حاچة مسچلها صوت وأسكرينات الرسايل يا حلوة وكمان هخبره إنك كتي رايدة تفضحيه وتجولي عليه مش راجل كومان وجتها هو الي هيدفنك حية بيده.
تصنم جسده من هول ما يستمع إليه إقترب منهم وفي لمح البصر ظهر من العدم ووقف أمامهم.
ترك شريف يدها بصدمة وهو يتطلع خلف نورسيل غير مدركاً من أين ظهر من الأساس وعلي ما يبدوا أنه إستمع إليهم.
تطلعت له نورسيل بإرتباك علي ماذا ينظر خلفها من المؤكد أن أحداً خلفها ألتفت خلفها بحذر وليتها لم تفعل فلم يكن سوي يوسف.
إبتلعت ريقها بتوجس وإقتربت من يوسف مرددة بقلق:
-يوسف.
رفع يده وأشار أن تتوقف ونظر لها بإذدراء:
-أنتي طالق.
صدمة بكل المقاييس لها حاولت أن تقترب منه تتحدث بدموع:
-يوسف أسمعني أنت فاهم غلط.
صاح بغضب جعل من بالداخل يركضون ليروا ما حدث:
-أخرسي مش عايز أسمع صوتك فاهم أيه غلط فاهم أيه وأنا مربي حنش في بيتي قاعدة في بيتي وخيري ملكة إستحملتك وأتغاضيت عن كل حاجة تعمليها وفي الآخر نائمة في حضني وأنتي بتخططي تقتليني ؟
هز رأسه بانهيار وقال بحسرة:
-كنت قاعدة جنبي في المستشفى عشان تطمني أني هموت عشان خطتك تنجح.
جلست علي الأرض تبكي بحسرة لا تستطيع أن تدافع عن نفسها حتي فماذا تقول.
بينما شريف آخذ دور المتفرج بإستمتاع هو لم يخطط لذلك لكن طالما حدث لا مانع.
حاولت نايا الإقتراب منها هي وعهد لكنه صرخ بهم بعنف:
-علي جوه محدش يقرب منها.
تحدثت نايا برجاء:
-إهدي بس يا يوسف أكيد في حاجة غلط.
دمعت عيناه وتحدث بحسرة:
-حاجة غلط ؟ لا يا نايا أختك كانت متفقة مع البيه علي قتلي.
شهقت عهد ووضعت يدها على فمها بصدمة وكذلك صفاء التي رددت بعدم إستيعاب:
-أنت بتقول أيه يوسف لا محصلش دي كانت هتجنن عليك يا أبني لما أضربت بالنار !
تنهد بآلم وإبتلع غصة مريرة بفمه وهو يرمقها بإستحقار:
-أنت تمثيلية يا أمي عشان تضمن تفضل هنا مترجعش للمكان إلي أتذلت فيه قبل كده.
أنحني بجزعه عليها وأمسكها من خصلات شعرها بعنف وتحدث بفحيح:
-عايز تعرفي أيه إلي حصل ما بيني أنا وشهاب خلاه يرفع سلاحه عليا ؟
رغم آلمها التي تعصف داخل قلبها لكن تحدثت بصدق:
-مش عايزة أعرف ولا فارق معايا من الأساس مش فارق معايا غيرك أنت وبس أنا بحبك أنت يا يوسف وميهمنيش غيرك والله عظيم الكلام الي قاله ده كان آول ما أتجوزنا قبل ما أعرفك وأحبك والفضيحة إلي بيتكلم عنه هو إلي كان بيخطط ليها لكن أما رفضت والله العظيم رفضت صدقني يا يوسف أنا نورسيل .
لم يكن رده سوي أنه بثق علي وجهها بإشمئزاز وأكمل بفحيح:
-وأنا مش هصدقك ولا هثق فيكي عشان أنتي نورسيل فعلا إلي مشفتش منها غير الكره والغدر من آول يوم دخلت بيتي.
تركها ونهض ووقف أمام شريف متحدياً:
-عايز تعرف أخوك مات أزاي ؟ أخوك الوسخ كان بيحاول يعتدي علي واحدة وأنقذتها من إيده وهو إلي رفع سلاحه عليا كل إلي عملته أني بعدت سلاحه وهو صاب نفسه كان ممكن أفضح أخوك وأخلي البنت تعترف لكن رفضت وخليتها ترفض وسترت علي أخوك في ترتبته وعلي البنت الغلبانة.
ضحك شريف ساخرا :
-وه وفاكر أن مصدجك ومصدج حديتك الماسخ ده أخويا كان راچل يعرف ربنا.
رمقه بإستخفاف وإقترب منه هامسا في أذنه:
-أبقي روح أسأل مراتك وهو تقولك الحقيقة.
أشتعلت عين شريف بغضب .
إبتعد عنها وهو يشير الي نورسيل بإشمئزاز:
-وأتفضل خد الحثالة دي وبره بيتي مش عايز آشوف خلقكم تاني وقتها مش هرحمكم.
إنتفضت كالملسوعة وتمسكت بيده برجاء:
-لأ يا يوسف متسبنيش أنا مليش غيرك.
نفض يدها بعنف وتبسم ساخرا :
-لا ليكي الي كنتي هتعمليه لما أموت أعمليه دلوقتي متقلقيش حقك هتاخديه مش أنا أكل حق حد .
بينما شريف ركب سيارته وغادر وقاده بسرعة عالية مما جعلها تصدر صريعا وذهب كي يعلم معني حديث هذا اليوسف وترك نورسيل لل حول ولا قوة.
ألتفت الي والدته وعهد ونايا وتحدث أمرا :
-يلا علي جوه.
تحدثت نايا برجاء:
-شريف سابها ومشي أديها فرصة واحدة بس يا يوسف عشان خاطري أسمعها.
رد بصوت حاد يخفي في طياته الام قلبه :
-الكلام إنتهي كلمي شادي يجي يوديها مكان ما هي عايزة روحي حضري ليها هدومها وحاجتها مش عايز اي حاجة تخصها في بيتي.
ألقي جملته ودلف الي فيلا وولج داخل مكتبه وأغلقه خلفه بعنف وتهاوي بجسده أرضا واضعا يده علي أذنه.
❈-❈-❈
تطلعت صفاء لنورسيل بخزي:
-يا خسارة يا نورسيل يا ألف خسارة ليه يا بنتي تعملي فينا كده أنتي من يوم ما دخلتي البيت ده فوق الراس وأنا عاملتك كبناتي وأكتر وتبقي دي آخرتها عايزة تقتلي جوزك .
تحركت هي الآخري بحزن الي داخل وتبعتها عهد.
بينما ظلت نايا تنظر الي نورسيل بأسي :
-وشفتي وصلتي نفسك لفين يا نورسيل قولتلك هتندمي وهتخسري كل حاجة وأديكي فضلتي ماشية في طريقة وخسرتي كل حاجة خسرتي يوسف وخسرتي حبه وهترجعي لذل شريف والمرة دي مش هيرحمك يا نورسيل أنا هروح أجهز حاجتك .
أمسكت نورسيل يدها برجاء:
-عايزة أكلم يوسف خليه يسامحني والله العظيم ده كان إتفاق قديم خليه يسامحني يا نايا يوسف طلقني أنا مش هقدر أعيش من غيره.
تنهدت نايا بحزن وهتفت بتريث:
-لا يا نورسيل يوسف محتاج يهدي اي كلام دلوقتي مش هيبقي في صالحك أنا هروح أكلم عدي يجي يمكن يقدر يعنل حاجة.
ولجت هي الآخري تاركة نورسيل تحلس علي الآرض بخزي ليتها إستمعت الي نايا من البداية وإستمعت الي حديث قلبها كيف ستحيا دون يوسف كيف ستعيش دون قلبها.
في الداخل…
تجلس صفاء تبكي بصمت وجوارها عهد تحاول تهدأتها:
-أهدي بس يا ماما عشان خاطري.
ردت صفاء بدموع:
-مش قادرة أصدق يا بنتي مش مصدقة بقي نورسيل هي السبب في الي حصل ليوسف دي كانت بنت تالتة ليا تغدر بينا وتعمل كده.
إبتسمت عهد ساخرة ماذا أن علمت ما فعله شادي هو الآخر بها .
أكملت صفاء بإنكسار :
-مش واجع قلبي غير يوسف دي يا قلب أمه كان بيحبها وبيتمني ليها الرضي ترضي صعبان عليا ملوش حظ وهي كسرته ودبحته بسكينة باردة يا حبيبي.
تحدثت عهد بحزن:
-أطمني يا أمي أبيه أوي وهيقدر يعدي الي حصل بإذن.
تنهدت بحسرة:
-وأنا إلي قولت خلاص الدنيا بدأت تضحك ليه وهيعيش حياته كل ده طلع سراب ربنا يصبر قلبك يا حبيبي.
هبطت نايا الدرج وخلفها خادمتين يحملون حقائب وقفت نايا أمامهم بإحراج :
-أنا جهزت حاجة نورسيل زي ما يوسف قال وكلمت شادي يجيي ياخدها .
أومئت صفاء بحزن:
-ماشي يا بنتي خلي شادي يمشيها من هنا بلاش يدخل ليوسف دلوقتي خلوه يهدي لوحده أفضل.
ردت نايا بحذر :
-بس أنا كلمت عدي وقولت ليه يجي بس ما قولتش ليه الي حصل.
تنهدت صفاء بحزن:
-ماشي يا بنتي كويس انك عملتي كده.
هتفت نايا بإحراج:
-بعد إذنك يا ماما هخرج ليها أفضل معاها.
تحدثت صفاء بكسرة:
-مهما عملت فينا هتفضل أختك يا بنتي روحي ليها .
هزت نايا رأسها بإيجاب وتحركت للخارج وداخلها حزن علي ما فعلته شقيقتها الحمقاء فرغم ما فعلته بهم لم يأخذوها بذنب شقيقتها.
❈-❈-❈
وضعت الخادمتين الحقائب وهم ينظروا لها بإذدراء مما علموه بتسببها في ما حدث لرب عملهم الحنون الذي لم يروا منه سوي كل الخير.
خرجت نايا وجلست جوارها تربت عليها بحزن لا تدري أتهديها من حالتها تلك أم تعاتبها علي إقترفته بيدها إنتشلها من أفكارها.
وصول عدي بسيارته تزامنا مع وصول شادي هبط كليهما من السيارة وركضوا تجاههم فهم لا يعلمون ماذا حدث.
تحدث عدي بلهفة:
-خير في ايه يوسف حصله حاجة يا نايا نورسيل بتعيط ليه ؟
ردت نايا بحزن :
-يوسف طلق نورسيل ألتفت الي شادي المصدوم مما تفوهت به وهتفت برجاء خد نورسيل روحها البلد شريف سابها وهنا.
هتف عدي بصدمة :
-طلقها إمتي وأزاي ؟ أنتهي بتهزري صح ! ده خلص شغله النهاردة وراجع مستعجل وفرحان عشان مسافرين أكيد في حاجة غلط.
رد شادي بترقب:
-شريف كان هنا بيعمل أيه ؟ أوعي يكون هو سبب الطلاق ؟
لم ترد نايا وإزداد بكاء نورسيل .
صاح عدي بغضب:
-أتكلمي يا نايا أنطقي ايه الي حصل ؟
تحدثت نايا بخزي :
-شريف قال أن نورسيل كانت متفقة معاه علي قتل يوسف وهو سمعهم وطلق نورسيل.
جحظت عين عدي مرددا بعدم إستيعاب:
-أنتي بتقولي ايه ؟
ألتفت عدي الي نورسيل بصدمة:
-ايه الكلام ده يا نورسيل ؟ الكلام ده صح !
ظلت تبكي بصمت صاح هو بعنف:
-أنطقي الكلام ده صح ؟
ردت نورسيل بصوت مبحوح من البكاء :
-صح بس ده ك….
قطع حديثها بصدمة:
-صح ؟
ألتفت الي شادي الذي يقف مصدوم هو الآخر وتحدث :
-خد بنت عمك أتصرف فيها لأن لو فضلت دقيقة واحدة قدامي أنا إلي هخلص عليها بإيدي.
إتحه الي نايا وشدها من ذراعها بعنف:
-قومي أدخلي جوه قاعدة بطبطبي علي مين علي الزبالة دي خاينة الي تتفق مع راجل غيره تبقي خاينة وملهاش أمان.
آخذ زوجته وولج بها الي الداخل صافعا الباب خلفه بعنف..
رمق نورسيل بأسي وإتجه الي الحقائب ووضعها في سيارته وردد بقلة حيلة:
-يلا يا نورسيل ؟
نهضت بخزي وهي تلقي نظرة علي القصر وعلي جناحها هي ويوسف وركبت السيارة وهي تجر أذيال الخيبة فهي من أوصلت نفسها لذلك ندمت بالفعل كما أخبرها الجميع ندمت ولكن بعد أن فات الأون.
"عجبا لك يا بن أدم تقترف أخطائك بيدك وفي نهاية المطاف أنت من تعود نادما ، ولكن يا أسفاء تندم في وقتا لا ينفع فيه الندم فقد فات الأوات ورفعت الأقلام "
❈-❈-❈
نهض يوسف وخرج من مكتبه متجها الي جناحه دلف الي داخل الغرفة ظل واقفا يتأمل الغرفة يستعيد ذكرياته برفقتها ضحكاتهم سويا مرحهم ولهوهم ثوان وصرخ بصوت مرتفع وبدأ بتكسير كل كا تطوله يده غير عابئ بجروح يده ولا الدماء التي بدأت تسيل من يده…..
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
يُتبع..
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
الفصل الرابع والاربعون
"هل سمعت يوما عن قهر الرجال ؟ نعم سمعته ، لكن من المؤكد لم تذقه ، فلا يستغيثه سوي من ذاق مرارة العشق "
ولج عدي وبرفقته نايا إلي الداخل تجاه والدته وعهد ولكن ما كاد أن يتحدث إلا وإستمع صوت تكسير وحطام نظروا إلي بعضهم بريبة وركض عدي سريعاً إلي جناح شقيقه والبقية خلفه.
ظل يطرق عدي الباب متمتما برجاء:
-يوسف أنت كويس أفتحي الباب خلينا نتكلم.
لم يأتي رد تحدثت صفاء بدموع:
-إهدي يا أبني وأفتح الباب عشان خاطري يا قلب أمك متوجعش قلبي عليك.
بينما في داخل.
جلس علي الأرض ودموعه تسيل بصمت لا يصدق ما اكتشفه حتي الأن يشعر أنه في كابوس أو ما شابه يود أن يستيقظ منه كيف لنورسيل حبيبته أن تفعل به هذا هو لم يقدم لها سوي الحب والعشق وهي ترد هذا له بالغدر.
مازال عقله لا يصدق ذلك أكان يأوي حية في منزله تلك الفترة الماضية كانت تبيت في أحضانه وهي تخطط لقلقه ولماذا من أجل حقيرا مثل شهاب.
لكن هي أحبته إستشعر هذا بالفعل منها هل كانت تخدعه في هذا أيضا وكان هذا مخطط جديد بعد أن فشلت في مخطتها السابق لقتله ؟
أه يا قلبي أشعر كان نصل حاد غرز داخل قلبه وإستقر به لا يستطيع تركه ولا يستطيع إخراجه كاللعنة التي تصيبنا فإذا كان الحب لعنة فقد إنصاب بلعنة عشقها وإنتهي الأمر.
فاق من دوامة ذكرياته علي صوت بكاء والدته وطرقهم علي الباب تنهد بأسي ونهض بهدوء وقام بفتح باب الغرفة ، ولكن ما أن فتح الباب وراته صفاء هكذا حتي وقع قلبها أرضاً وهي تري الدماء التي تسيل من يده.
صاحت بلهفة وهي تتفحصه:
-ايه الدم ده إيدك بتنزف.
تحدث عدي بقلق:
-تعالي نروح المستشفي .
اغمض عينيه قليلاً وفتحها متمتما بصلابة:
-أنا كويس شوف محامي يخلص ورق الطلاق النهاردة وفلوسها ومستحقاتها تروح ليها.
هتف عدي بضيق:
-إهدي أنت بس وكل حاجة هنفذها لازم تروح المستشفى عشان الجرح .
إبتسم يوسف ساخرا وقال:
-جري إيديك مش مهم نزيفه هيقف لكن في جروح تانية مع الأسف مفيش منها شفاء ألتفت إلي والدته قائلا بلطف أطمني يا أمي أنا بخير لو سمحتي خلي حد يطلع ينصف الأوضة وشوفي معرض كويس يغير عفش الجناح أنا هنزل أقعد في المكتب لغاية ما كل ده يحصل تحرك من أمامهم محاولا رسم القوة والصلابة.
ألتفت إلي زوجته وإتجه لها قائلاً بإقتضاب:
-تعالي يا نايا عايزك شوية .
إبتلعت ريقها بتوجس وتحركت برفقته تجاه جناحهم بينما آخذت عهد والدتها متجهين إلي الأسفل.
❈-❈-❈
وصل إلي الصعيد في سرعة البرق ولما لا فهو قاد بأقصي سرعة كي يعود ويعلم مغزي حديث هذا الحقير وما علاقة زوجته بها.
توقف بسيارته بفرملة عالية منا أصدر صريعاً عاليا وعاصفة ترابية ، هبط من السيارة وجدها تجلس برفقة والدته ينظرون له بقلق.
إقترب منها وأمسك يدها بعنف كي تنهض غير عابئ بألمها وتأوهاتها.
صاحت وصفية بلهفة:
-وجف يا ولدي بتعمل إيه مرتك حبلة .
تجاهل حديث والدته وتحدث بفحيح:
-ولد المغربي جصده أيه لما جال أسأل مرتك عن موت خيك ؟
شحب وجهها وإختفت الدماء من وجهها وحل محلها الخوف والذعر من كشف المجهول التي حاولت إخفائه كثيراً.
هزها بعنف:
-أنطجي ساكته ليه ؟
وقف وصفية حائلا بينهم:
-بس يا ولدي بزيداكي بلاهة حديت ملوش عادة ومرتك هتعرف شهاب من وين ولا كيف إنجتل .
ألتفت إلي حنين وهتفت متسائلة:
-جولي لي يا بتي ردي عليه مستنية أيه ؟
إردتدت قناع الجمود علي وجهها وردت بصلابة:
-أه أعرف أيه إلي حصل.
سلطتت الأبصار عليها مما جعل وصفية تتحدث بصدمة:
-تعرفي أيه يا بتي من وين ؟
تجاهلت نظراتها ووجهت أبصارها بعيداً وهتفت بأسي :
-شهاب أتقتل بمسده لأنه كان بيحاول يقتل يوسف لما لقته بيعتدي علي واحدة.
شهقت وصفية بصدمة ووضعت يدها علي فمها بعدم تصديق:
-أنتي بتجولي أيه بتي ؟ شهاب ولادي أنا يعمل إكده .
تجاهل شريف حديث والدته مضيقا عينيه بتساؤل:
-وأنتي عرفتي الحديت ده من وين ؟
إبتلعت غصة مريرة بفمها وهتفت بحسرة:
-لأن أنا البنت إلي أخوك كان هيعتدي عليا ويوسف أنقذني وهو إلي ليه الفضل أني واقفة قدامك لسه.
شهقة صدرت من وصفية ووقعت مغشياً عليها منا جعل حنين تصرخ بفزع وهي تقترب منها .
لكن أوقفها شريف بنظرة تحذيرية:
-أوعاك تجربي منيها ويلا بره الدار ده ومش عايز أشوف خلجتك تاني.
تطلعت له بصدمة لكن صاح بصوت مرتفع:
-بره مستنية أيه بره .
حمدت الله أنها مرتدية عباءة وحجاب ليس من المهم نقابها فقد كشف أمرها وإنتهي الأمر ركضت سريعاً إلي الخارج مغادرة المنزل واصطدمت في شادي ونورسيل.
تطلع لها شادي بحيرة:
-أنتي حنين ؟
هزت راسها سريعاً بإيجاب وفرت هاربة غير عابئة بندائه أن تتوقف.
ألتفت بنظراته إلي نورسيل الصامتة وهتف بصوت خافت:
-يا تري أيه آخرة مصايبك يا سي شهاب تاني.
خطي تجاه الداخل ونورسيل مساقة خلفه كالشاه المساقة لذبحها…..
❈-❈-❈
أغلق عدي باب الغرفة و قف في مواجهة نايا مغمغما بتساؤل:
-كنتي تعرفي إلي أختك عملته ؟
نظرت أرضاً بخزي .
شحب وجه عدي مرددا بعدم إستيعاب:
-كنتي عارفة حاجة زي دي ومخبياها عني ؟
تحدثت مدافعة:
-والله حاولت أقولك وقتها أنت قولتلي أن أي حاجة تخص يوسف ونورسيل ملناش دخل بيها .
إبتسم عدي متهكما :
-بجد ؟ نايا أكيد كنت أقصد حاجة تخص حياتهم مش أنها حاولت تقتل أخويا !
تنهدت بحزن وصمتت.
أكمل هو بإستفسار:
-عرفتي إمتي وأزاي ؟
ردت بحزن:
-يوم حادثة يوسف شوفت رسالة علي فون نورسيل ولما يوسف رجع واجهتها وقالت الموضوع ده قديم وأنا مصدقتهاش وحصل بينا إلي حصل .
مسح علي وجهه بضيق وقال محذراً :
-ماشي يا نايا أعملي حسابك إسم نورسيل مش عايز أسمعه ولا أعرف حاجة عنها أظن شوفتي حالة يوسف عاملة أزاي أما تكلميها أو لا حاجة ترجع ليكي مهما كان دي أختح ومقدرش أبعدك عنها.
ضغطت على شفتيها بحزن وقالت:
-بس نورسيل بتحب يوسف فعلا يا عدي .
ربت عدي علي كتفها مغمغما بتحذير:
-نايا يوسف ونورسيل خلاص أطلقوا بلاش تدخلي نفسك في مشاكل أنتي مش قدها أنتي متعرفيش يوسف وقالبته نورسيل فتحت أبواب جهنم عليها أنا رايح أخلص أوراق الطلاق وكل حاجة أنتي خليكي هنا إرتاحي بلاش تنزلي يمكن حد يضايقك من غير قصد بعد إذنك.
غادر وتركها وتهاوت هي علي الفراش تبكي بأسي علي حال شقيقتها.
❈-❈-❈
وصلت حنين إلي دار والدها وطرقت الباب بعنف فتحت والدتها بلهفة وهرع قلبها ما أن رأت إبنتها في هذه الحالة.
إرتمت حنين في أحضانها ودموعها تتساقط بغزارة:
-كل شئ راح يا أمي كل شئ راح شريف عرف كل حاجة.
شهقت والدتها بصدمة وأدخلتها إلي الداخل وأبعدتها عنها مرددة بصدمة:
-عرف أيه يا بتي ؟ وكيف وأزاي جيتي هنا بخلاجتك دي وفينه نجابك يا بتي.
جلست حنين أرضاً واضعة رأسها بين كفيها وسردت لها ما حدث.
رددت والدتها بصدمة:
-يوسف ديه عرفك كيف ؟
هزت رأسها بأسي :
-معرفاش يا أمي معرفاش.
ضربت والدتها علي فخذيها بصدمة:
-يا مري يا مري كان مستخبي ليكي ده كله وين يا بتي وچوزك عمل ايه ؟
ردت بحزن عميق وإنكسار:
-طردني يا أمي.
تحدثت والدتها بأسي :
-يا حظك العاثر يا بتي هنجول أيه لأبوكي عاد يا بتي ؟
وهي لسه في حاچة ناجي أعرفها عن بتي عشان تداريها عني ، قالها سليمان بإنكسار.
أكمل بخزي:
-عارف زين أن رچلي والجبر يا بتي بس أنا بوكي سندك إلي تتحامي فيه يا بتي ليه ما چتيش ليا وخبرتيني يا بتي أنا جليل الحيلة أه لكن كت هجف في ضهرك وأفديكي بروحي كومان.
نهضت حنين وإرتمت داخل أحضانه ضمها هو بحب وربت علي ظهرها بحنان وهتف بوعيد :
-متخافيش يا بتي طول ما فيا الروح مفيش مخلوج هيجرب منيكي.
❈-❈-❈
في غرفة وصفية.
تتمدد علي الفراش والطبيب يقوم بفحصها بينما يقف سالم جوارها بقلق إنتهي الطبيب.
تحدث سالم بلهفة:
-خير يا دكتور مالها زينة صوح ؟
رد الطبيب بعملية:
-أطمن يا حاچ هي زينة بس ضغطها عالي شوية أنا أديتها حباية هتوطي الضغط بإذن الله بالإذن أني.
غادر الطبيب الغرفة ودلف شريف وشادي تحدث سالم أمرا:
-علي تحت أنتوا التنين عايز أعرف دلوج في أيه ونورسيل بتعمل أيه إهنه بخلاجتها ومرتك فين هي كومان.
في الأسفل.
هبط شريف وشادي أمام سالم إلي الأسفل كاللاطفال المذنبين وجلسوا علي المقاعد.
جلس سالم هو الأخر مغمغما بتساؤل:
-أيه إلي حوصل عاد خبروني بدل ما أني كيف الأطرش في الزفة.
تحدث شادي وأخبر والده ما علمه عن محاولة شريف ونورسيل مقتل يوسف وطلاق نورسيل في النهاية ومغادرة حنين المنزل.
ما كان رد سالم سوي صفعتين مدويتين أحدهما علي وجه شريف والآخري علي وجه نورسيل التي تجلس بلا حول ولا قوة كأنها لا تشعر بما يدور حولها من الأساس.
تحدث سالم بإنكسار:
-أحول فيكم أيه منكم لله منكم لله سلمت أمري لله يلا يا شادي يا ولدي نروح نتأسف للناس في دارهم ونحب علي رچلهم كومان طالما ولادي چابوا ليا العار.
آخذ شادي نفس عميق ورد:
-أستني يا بوي في حديت لازم تعرفه لاول ولازما شريف هو كومان يسمعوا هو وشريف حضرتك يا أبوي رايد تعرف أيه إلي كان مانعني أرچع إهنه تاني صوح السبب يا أبوي شهاب وإلي كل كلمة جالها يوسف ومرت شريف صوح الصوح ومعنديش شك فيها.
إبتسم شريف ساخرا ورد متهكما:
-وه ما آنت لازم تجول إكد وتبطب وتدلع كومان عشان ست الحسن إلي هجراك ترضي عنيك.
رمقه شادي بإستحقار:
-اه ترضي عليا وأبوس إيدها ورجليها كمان متعرفش أنا عملت فيها أيه وسكتت ورفضت تقول لأهلها إلي لو أنا مكانهم كان أجل واچب الجتل.
صدمة أعتلت وجه سالم وهتف بترقب:
-أيه إلي حوصل أنطج يا آخرة صبري ؟
أنزل شادي رأسه أرضاً بخزي وسرد له كل ما قام شهاب فعله به وما فعله بزوجته البريئة .
لم يقدر سالم الوقوف أكثر من ذلك وتهاوي علي أقرب مقعد واضعاً رأسه بين كفيه من كثرة الصدمات التي إستمع لها عن حقيقة شهاب وما فعله بتوأمه وزيجة الآخر مرتين دون علمه وما فعلته نورسيل وشادي وبحر الدم الذي سينفتح لا محالة ومعهم كل الحق فبراءة يوسف قد ظهرت الأن فهو برئ براءة الذئب من دم بنيه ، ويا لعدالة القدر الفتاة التي كان سيهتك عرضها صارت زوجة إبنه وأم حفيده يا لعدالة القدر إنها عدالة الربانية لا دخل لنا بها فأفعل يا إبن أدم كما شئت فكما تدين تدان ما إقترفته بيد سرد لك عاجلاً وليس أجلا حتي لو فارقت أنت عالمنا وذهبت الي عالم الحق.
تجاوز شريف صدمته وإقترب من شادي يهزه بعنف:
-أنت بتجول أيه ؟ أنت بتكدب صوح شريف مكانش عفش إكده كأنك أتجنيت خالص.
بعد صمت دام طويلاً من جثة هامدة تراقب ما يحدث بعين شادرة نطقت بما جعل الألسن كلها تصمت في حضرت حديثها والأذان فقط هي من أطلقت العنان لسماع ما جعلها تصم من هول الصدمة:
-شهاب كان هيعتدي علي نايا ونجت منه في آخر لحظة وهددها أنه هيفضحها لو قالت لحد .
هز سالم رأسه بعدم إستيعاب:
-أنتي بتحوليه أيه ؟ كومان مكفاش بالغريب بينهش في عرضه في قلب داره أنا حاسس إني في كابوس يا خيتي في تربيتكم يا ولاد الشافعي.
نهض مستنداً علي عصاه قائلاً بصلابة موجهاً حديثه إلي شريف:
-يوسف لما جالك أسال مرتك أتكلم جدام الناس ؟
نظر إلي الأرض بخزي وقال:
-لاه جالي بصوت واطي وهو جريب مني.
أومئ الرجل رأسه بحسرة :
-كنت متأكد أنه زين والغيبة متطلعش منيه ستر مرتك وأنت إلي جيت فضحتها علي الملئ لو وكومان طردتها بالهدمة إلي عليها مش مكفيك إلي خيك عمله فيها ولا نهشه في لحمها وبتكمل إلي باجي منيها الله يسامحك ويسامحكم كلكم عرفت حجيجة خيك ؟ ناوي علي أيه دلوجيت وألتفت بأنظاره إلي نورسيل متحسرا وأنتي يا بتي نصحتك يامه جولتلك ده چوزك وخبرتك جبل ما تتجوزيه وأنتي إلي وافجتي إنتي إكده خاينة يا بتي وملكيش أمان كومان ولو أني مكان چوزك الله بسماه كت دفنتك حية لكن ملحوجة من إهنه ورايح هتفضلي في جوضتك مش هتشوفي النور حتي ولما تخلص عدتك هجوزك عواد الغفير بتاعي مرته ماتت وسابت له خمس عيال أنتي آول بيهم تربيهم ويربيكي هو كومان .
ألتفت إلي شريف وتحدث أمرا:
-وإنته يا غراب الشوم بره داري مش رايد أشوف خلجتك جدامي روح صالح مرتك وحب علي رجلها يمكن تسامحك وشوفلك متوة وعيشة تانية غير إهنه .
جحظت عين شريف بصدمة وردد :
-أنت بتطردني يا أبوي ؟
تحدث سالم متحسرا:
-ولو أجدر أخلص عليك بيدي كت عملتها يا خلف الشوم يارتني موت جبل ما تحطوا رأسي في الطين إكده.
ألتفت إلي شادي بحزن:
-وأنت إلي يشفع ليك إنك كنت مظلوم من إلي خيك عمله فيك لكن أني مش هسامحك واصل علي خروجك عن طوعي وزواچك مرتين من وراء ضهري يلا نروح للناس نستسمحهم نظر إلي نورسيل بإشمئزاز وأنتي أطلعي جوضتك وأخفي فيها بدل نظراته تجاه شريف وأنت أرجع من السفر تكون فورت في داهية مش عايزك تهوب ناحية إهنه ولا ناحية الأرض حتي .
تحرك إلي الخارج بإنكسار وخلفه شادي سحر أذيال خيبته هو الآخر.
❈-❈-❈
نهضت نورسيل بصمت تصعد غرفتها فعمها معه كل الحق وما يحدث معها الأن من صنع يدها هي ، هي من رفضت حب يوسف وغدرت به لا تلومه حقا علي ما فعله بها فرجلا غيره كان طلقها منذ آول يوما دخلت فيه بيته ، لكنه كان رجلاً في زمن أصبحت فيه الرجولة مجرد لقبا في ورقة بالية ، قدم لها الحب والأمان وراحة البال مكثت برفقته ستة أشهر فقط كانوا بمثابة عمرها بأكمله فلم تهش معه سوي ملكة علي عرش قلبه ، ليتها أخبرته بالحقيقة بنفسها لكان غفر لها بدلاً من أن علم حقيقتها بتلك الطريقة المخزية ، أه كم تتمني أن تركض تجاهه الأن وتجلس أسفل قدمها تقبلها ندما وتطلب سماحه حتي لو ستظل خادمة أسفل قدماه .
بينما شريف وقف مكانه بصدمة هل شهاب مذنب حقا كما يقولون هد، سئ لهذه الدرجة وعاني من ويلاته الجميع بما فيه زوجته التي عشقها علي ظهر قلب رغم أنه لم يظهر هذا الحب لكنه عاشقاً ولهان ولكن ماذا قدمه هو لها سوي كسرة القلب وبدلاً من أن يحفظ سترها كما فعل يوسف فضحها هو علي الملئ مع أنها مظلومة لم تكن سوي ضحية إلي أخاه المسمي بأشباه الرجال .
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
يُتبع..
٤٥&٤٦
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
الفصل الخامس والأربعون
"لا يعاقب المرأ علي خطأه إنما يعاقب علي إستمراره به"
"آول خطوة للرجوع عن الخطأ هي الإعتراف به "
مع آذان العشاء كانت توقفت سيارة شادي أمام قصر المغربي بالقاهرة.
تطلع شادي إلي والده بحزن وقال:
-ناوي علي أيه يا أبوي ؟
التفت له سالم ورد بأسي:
-چاي إستسمحه يا ولدي مش أكتر ولا أجل يلا يا ولدي أنزل خيلنا نخلص مشورانا ونرجع لأمك.
أومئ شادي بحزن وهبط من السيارة هو الآخر.
رن جرس الباب وفتحت لهم الخادمة ودعتهم إلي الدخول جلسوا في الصالون ودقائق وجاءت عهد ترحب بحملها بإحترام.
قبل جبينها بحنان وربت علي ظهرها متمتما بنبرة ذات معني:
-الله يرضي عنيكي يا بت الأصول.
إبتسمت عهد بحب:
-تسلم يا عمي ربنا يبارك في حضرتك.
نظرت لشادي بهدوء ومدت يدها وسلمت عليها وجلست برفقتهم.
بعد قليل حضرت صفاء برفقة عدي ورحبت بهم وجلسوا معهم .
تحمحم سالم بإحراج وقال:
-هو يوسف وينه يا ولدي ؟ ووينها نايا مخبراش أني إهنه
رد عدي بإتذان:
-نايا نايمة يا حاج أطمئن أما يوسف مبلغتوش بوصلكم حابب أوضح ليك الصورة…
رفع سالم يده معترضا:
-أستني يا ولدي أنا عرفت كل حاچة وچاي لحد إهنه أستسمح يوسف بنفسي علي إلي حصل من ولدي وبت أخوي.
تحدثت صفاء معترضة:
-سامح أيه يا حاج إلي تطلبه من يوسف ده إبنك .
إبتسم يوسف بإمتنان:
-تسلمي يا أم يوسف بس ده حجه ممكن تناديه يا ولدي.
أومئ عدي بإيجاب:
-حاضر.
نهض عدي متجهاً إلي المكتب وتحدثت عهد متسائلة:
-طنط عاملة ايه يا عمي كويسة؟
تنهد سالم بحزن وقال:
-لاه يا بتي أنا غايتها لوحدها غميانة.
ردت صفاء بلهفة:
-مالها يا حاج خير ؟
غمغم بأسي:
-من إلي حصل وكمان شريف أتعارك مع مرته وطردها المصايب كلها بتاچي مرة واحدة .
عبث وجه عهد وردت بضيق:
-أزاي بس حضرتك تسيبها وتيجي يا عمي وهي تعبانة ؟ وكمان مين هيخلي باله منها بعد حنين !
رد سالم بصلابة:
-لأن لازماً أچي يا بتي ده حج ربنا وأجل واچب مني.
تطلعت صفاء إلي عهد وهتفت بحسم:
-قومي يا عهد ألبسي عشان ترجعي مع جوزك وتفضلي جنب حماتك.
تحدث سالم معترضا:
-لأه يا حاجة بتجولي أيه بس خليها ترتاح هي إلي رايدة إلي يخدمها كفاية سؤالكم عليها.
ردت صفاء بلباقة:
-لأ يا حاج عهد بخير الحمد لله وده واجب عليها ولا حضرتك مش حابب تروح معاكم ده شئ تاني!
رد سالم سريعاً:
-لأه حاشة لله يا حاجة دي دارها وأن مشلتهاش الأرض أشيلها فوج رأسي كومان.
إبتسمت صفاء بتفهم:
-تعيش يا حاج قومي اجهزي يا بنتي يلا .
رغم غضبها من شادي ولم تصفح عنه بعد لكن وصفية تستحق هذا بالفعل وهي لن تستطيع كسر كلمة والدتها.
❈-❈-❈
طرق الباب ووقف ينتظر أن يفتح شقيقه الباب.
تحدث من الداخل:
-مين.
رد عدي بحذر:
-أنا يا يوسف الحاج سالم بره ومعاه شادي.
لم يرد يوسف إنما فتح الباب بعد دقائق.
صدم عدي من منظر يوسف عيونه حمراء بشدة ووجه أحمر علي ما يبدوا أنه كان يبكي ، هل احب نورسيل إلي هذه الدرجة التي تجعله يبكي هكذا.
فاق من شروده علي صوت يوسف:
-خلصت إلي قولت عليه ؟
تحدث عدي بتوتر:
-لأ أستنيت يمكن تراجع نفسك.
هز يوسف رأسه بتفهم:
-تمام كويس إنك عملت كده.
هتف عدي متسائلاً:
-أنت هترد نورسيل ؟
تنهد يوسف وقال:
-دلوقتي تعرف.
غمغم عدي بإحراج:
-طيب ممكن تغسل إيديك من الدم ووشك كمان ؟
أومئ بإيجاب:
-تمام الأوضة أتغيرت ؟
رد بحذر :
-اه فضينا الجناح وحاجتك أتنقلت أوضة تانية لغاية ما الجناح يخلص.
تغاضي عن حديثه وهتف متسائلاً:
-نايا فين أوعي تكون زعلتها ؟
تنهد عدي بقلة حيلة:
-أطمئن هي بخير بس أنا خليتها في اوضتها أفضل خايف ماما أو عهد يقولوا حاجة تزعلها وكمان عايز أقولك حاجة نايا غلطت من البداية لو كانت قالت لنورسيل حقيقة شهاب مكناش وصلنا لهنا وكانت نورسيل …
قاطعه يوسف بهدوء:
-نايا غلطت فعلاً بس كان بدافع الخوف أما نورسيل فموضوعها أتقفل.
رد عدي بصدق:
-بس هي بتحبك ؟ أديها فرصة.
أغمض يوسف عينه بحسرة وقال بكسرة:
-وأنا حبيتها وعارف من اول يوم دخلت فيه هنا أنها بتكرهني وعايزة تنتقم مني وكنت مستقبل منها كل حاجة ومستحمل وعارف أن هيجي وقت وتفوق لكن لما تقرب مني وتحبني وفي الآخر تبقي متفقة علي قتلي ! لو مكنتش أنا وهو قربنا من بعض أو هي مبدلتنيش الحب وقتها كنت هخلق ليها ألف عذر روح أقعد مع الرجالة.
غادر يوسف وتنهد عدي بحزن وعاد إلي مجلس الرجال مرة آخري.
❈-❈-❈
طرق علي باب الدار وإنتظر قليلاً وفتح حماته الباب وقع قلبها خوفاً من مجيئه.
تحدث شريف بإقتضاب:
-هتسبيني واجف إكده يا حماتي علي الباب مش هتحولي أتفضل !
ردت علي الفور وهي تتنحي جانباً:
-لأه طبعاً أتفضل يا ولدي بيتك ومطرحك.
دلف شريف وأغلقت هي الباب ويدها علي قلبها رعبا مما هو قادم.
نهض سليمان ووقف في إستقباله معاتبا:
-أهلا يا ولدي أتفضل.
سلم عليه شريف وجلس بصمت تام ، نظر سليمان إلي زوجته وهتف:
-أعملينا دور شاي يا أم حنين.
ردت الآخري علي الفور:
-أمرك يا حاچ.
غادرت المكان متجه إلي المطبخ وتطلع سليمان بنظراته إلي شريف يتسشف منه سبب زيارته:
-خير يا ولدي أيش رايد منينا ؟
رمقه شريف بضيق وقال:
-رايد مرتي چيت أرچعها.
إبتسم سليمان بحسرة وردد ساخراً:
-ترچعها بعد أيه إياك بعد ما طردتها في الشارع بخلجاتها لاه يا ولدي بتي في داري كل واحد يشوف حاله كفاية إلي خيك عملوا فيها زمان.
غلت الدم بعروقه متمتما بحنق:
-خي عملوا فيها ليه ما جلتش من لآول ليه مصرحتنيش ليه تخلني زي الأطرش في الزفة.
تنهد سليمان بخزي ورد متهكما:
-بتي خافت تجولي أني يا ولدي لو كنت أعرف مكنش وافجت علي الجوازة دي واصل وأهه أحنا فيها كل واحد من طريج أنا مش هحط بتي في النار تاني يا ولدي لاه مش هيحصل أنا أه راچل علي جدي لكن لو هيكلفني روحي عشان بتي مش هعزها عنها .
ضيق شريف عينه وعقب:
-أنتي بتهددني ؟ طلاج مش هطلج بتك حملة بولدي ومش أني إلي أسيب لحمي للغرب .
رد سليمان بخزي:
-وأنا مش مأمن ليك يا ولدي بعد إلي عملته في چوز بت عمك وأنتوا مصفين النية وجارين فاتحة وبناتكم نسب رايدني أسلمك بتي الي هي السبب في إلي حصل هتعمل فيها أي إياك!
تحدث شريف بإقتضاب:
-أنا خلاص عرفت الحجيجة وخي لو كان لساته عايش كت أني إلي هچيب حجها بيدي منيه أه طردت بتك بس عشان مكتش عرفت باجي الحجيجة وچيت لحد دارك عشان أستسمح مرتي وأرچعها.
عادت والدة حنين وهي تحمل قدحين من الشاي وضعتهم وجلست برفقتهم.
رد سليمان بقلة حيلة:
-يا ولدي بلاها هتفضل طول عمرك شايف أنيها سبب موت خيك وهيفضل عقبة ليكم كل واحد يشوف حاله أحسن وزي ما دخلنا بالمعروف نخرچ بالمعروف.
إبتلع شريف ما بجوفه وتحدث بصلابة محافظ علي ما تبقي من ماء وجهه:
-أسمعها من بتك لآول.
أشار إلي زوجته التي نهضت متجهه إلي إحدي الغرف وعادت بعد قليل وبرفقتها حنين التي تطلع أرضاً.
تحدث والدها بحنان:
-چوزك رايد يرچعك يا بتي جولتي أيه ؟ رايدة ترچعي وياه ولا تطلجي ؟
ردت بصوت خافت:
-خلاص يا بابا عشنا أتقطع لغاية هنا .
نهض شريف مغمغما بغضب:
-إكده ! ماشي بخاطركم بس ما ترچعوش تندموا ولدي أنا إلي هربيه علي يدي مهسبهوش لحد بالإذن غادر تاركاً إياهم في صدمتهم من تهديده المبطن.
توقف بسيارته وجلس بداخلها وهو يشتعل غيظاً منا وصل إليه ظل هكذا إلي أن غلبه النوم…
❈-❈-❈
بعد ربع ساعة.
دلف يوسف بعد أن قام بتغيير ملابسه وآخذ حمام بارد يسيل من فوق كاهله ما مر به.
نهض سالم وشادي إقترب يوسف من سلم ورحب به بإحترام:
-أهلا يا حاج سالم نورتنا.
مد سالم يده بخزي:
-ده نورك يا ولدي .
سلم علي شادي وأشار لهم أن يجلسوا:
-أتفضل يا حاج سالم أرتاح.
جلسوا سويا وتحدث سالم بإنكسار:
-انا عرفت إلي حصل وموضوع شهاب الله يرحمه وأنا چاي ليك يا ولدي إستسمحك علي إلي حصل وإلي ترضيه أنا رجابتي سداده ومن يدك ديه ليدك دي.
ربت يوسف علي يده بإحترام وردد معاتبا:
-أولا موضوع شهاب أتقفل من زمان بلاش نفتح في الي فات ثانياً أنت زي والدي ومينفعش تطلب مني السماح تنهد بأسي أما شريف فأنا من وقت إلي حصل معايا وعارف أنه هو بس سكت كنت مستني يفوق لوحده.
إبتلع غصة مريرة بفمه وأكمل:
-لكن صدمتي في نورسيل كانت كبيرة أوي كسرتني ودبحتني بسكينة باردة صعب أي راجل غيري يستحملها.
رد سالم بحزن:
-حجك يا ولدي وإلي يرضيك جولي عليه شريف أنا طردته من داري بعد إلي عمله ونورسيل خلص يا ولدي ورج طلاجها وملهاش أي حجوج منيك هخليها تتنازل عنيها والعدة تخلص هجوزها هي كومان أنا خلاص رميت طوبتهم للأبد.
صم أذنه علي كل ما قاله لم يستمع سوي كلمة واحدة سيزوجها هذا هو الحل من وجهة نظره تغاضي عن حديثه وتحدث بهدوء:
-حقوقها كلها هيتفتح ليها حساب في البنك وبما إنها كانت مراتي ودلوقتي أخت مرات أخويا الوحيدة فإلي كنت هعمله مع نايا قبل جوازها من عدي هعمله ليها هكتب لها شقة هنا في القاهرة تعيش فيها وتفضل قريبة من أختها أما بقي حتة تتجوز أو لأ فبردوا يبقي بإرداتها بلاش غصبانية تاني سامحني في إلي هقوله أنت عمرك ما كنت سند ولا ضهر لبنات أخوك وبردوا دلوقتي عارف أنها غلطت لكن متزلهاش وتكسرها قدامي كده لأن ده مش هسمح به نايا ونورسيل أكتر أتنين أتأذوا منك أنت وعيالك نورسيل هبلة وإستهوائية وسهل يتلعب في دماغها وده إلي وصلها لكده.
كلماته أصابت سالم في مقتل فمعه كل حق هو لم يكن سند له وأولاده دمروهم بالفعل لكن هو أراد أن يؤدب نورسيل بالفعل لأجله هو لكن كيف وهو وأبنائه من أوصلوها لذلك بإيديهم إلي حافة الهاوية .
تنهد سالم بأسي وقال:
-ماشي كلامك يا ولدي مش هچوزها غير بخاطرها أما تجعد إهنه لاه هتفضل في داري لكن شجه زي ما بتجول الناس تاكل وشي لما أسيب واحدة مطلجة تجعد لحالها وأني لساتني مش عارف أحول للناس أيه بطلاكم ده أنتي جوازتكم كانت لأچل التار دلوجيت هجول للناس أيه ؟
تحدث عدي بإنتباه:
-فعلا كلام حضرتك صح كده هندخل نفسنا في مشاكل كتير والتار هيتفتح تاني.
تحدث شادي معقبا:
-ممكن نقول إنك أتجوزت نايا وكده وكده البدل موجود أهو ؟
هز سالم رأسه بأسي فقد حمل هم آخر لا يستطيع العثور علي مخرچ له:
-بس البدل كان ما بينك وبين يوسف جدام الناس وكبرات البلد والمسؤولين كومان يعني دلوجيت لازم اشوف حديت أجوله للناس وربنا يستر من إلي چاي نظر إلي يوسف وتحدث برجاء مش ممكن يا ولدي بس نأجل موضوع الطلاق ده شوية لحد ما نشوف حل.
أرجع يوسف خصلات شعره إلي الخلف ومسح على وجهه وتحدث بصلابة:
-ماشي يا حاج سالم هرد نورسيل لكن لو هترجع هنا هتفضل قاعدة في أوضة خارجية برة أكلها شربها مصاريفها هتوصل لها مليش علاقة بيها ولا ليها علاقة بيا مجرد جواز في القسيمة وخلاص وعشان حضرتك تبقي عارف أنا هتجوز وأشوف حياتي عاجب حضرتك الوضع كان بها مش هينفع وقتها أطلقها رسمي وكل واحد يشوف حاله.
رد سالم بلهفة:
-موافج يا ولدي.
إبتسم يوسف بثقة:
-الرأي رأيها هي يا حاج بلاش تضغط عليها المرة دي تاني من حقها تختار حياتها حابة تطلق وتشوف حياتها معنديش مشكلة.
أومئ سالم بحزن:
-ماشي يا ولدي.
هبطت عهد مرتدية ملابسها وبيدها حقيبة ، نهض شادي علي الفور وآخذها منها.
تحدث عدي متسائلاً:
-أنتي ماشية ؟
ردت صفاء بحزم:
-حماتها تعبانة وهتفضل جنبها.
إبتسم يوسف وقال:
-هو ده الي لازم يحصل .
نهض سالم مستأذنا:
-باللإذن يا والدي ربنا يجدم إلي فيه الخير.
نهض يوسف مرددا بهدوء:
-إن شاء الله
غادر سالم وشادي وبرفقتهم عهد وجلس يوسف بعد أن قام بإيصالهم.
❈-❈-❈
نظرت صفاء إلي يوسف بحيرة وكذالك عدي فهم هو مغزي حديثهم وتحدث بهدوء:
-عارف ليه بتبصوا ليا كده لكن مكنش ينفع أسيب نورسيل ليهم كانت هتتذل أكتر من الآول وأكيد سمعتم أنه هيجوزها وطبعاً مش هتبقي أي جوازة لا هيدور أزاي يكسرها وأنا مش هسمح أن ده يحصل معاها أه مش طايق أشوف وشها لكن أن بعامل ربنا هترجع هنا بس هتفضل بعيد عننا.
تحدثت صفاء بحزن :
-أنت لسه بتحبها يا يوسف صح ؟ طيب ليه متتكلمش معاها وتديها فرصة تانية نورسيل هي كمان بتحبك إستحالة ده يكون تمثيل.
مسح عدي علي جبينه بضيق:
-أنا بردوا مصدوم أنها تعمل كده فعلاً لكن مش قادر أسامحها بعد إلي عملته ده.
إبتسم يوسف بإنكسار:
-صعب أديها فرصة تانية يا أمي لو مكنتش شوفت بعيني ولا سمعت بودني إستحالة كنت أصدق أنا طالع أنام وكويس أن عهد رجعت مع جوزها مش حابين الدنيا تكبر وأنت يا عدي براحة علي مراتك بالهداوة هي ملهاش ذنب سواء هي أو نورسيل تصبحوا علي خير .
رددوا:
-وأنت من أهله .
نظرت إلى عدي وقالت:
-محدش اكل من الصبح روح المطبخ خد أكل ليك أنت ومراتك وطلعه ليها يلا.
أومئ رأسه بقلة حيلة.
❈-❈-❈
دلف يوسف إلي الغرفة الآخري ورمي بثقل جسده علي الفراش مغمضا عيناه بآلم لا يصدق ما حدث الأن ، كيف لها أن تخدعه هكذا وتوهمه بحبها ، ورغم ما فعلته به إلي أنا حبها مازال مستوطنا قلبه ورفض أن تكون لغيره ودافع عنها ، لكن قصتهم أنتهت هو سيوفر لها الأمان والسند هذا أقصي ما يستطيع تقديمه لها.
❈-❈-❈
فتح باب الغرفة حاملاً صينية الطعام بين يديه وجدها تجلس علي الفراش تضم ساقيها وتبكي.
أغلق الباب بقدميه ووضع الصينية علي الطاولة وإتجه لها وجلس جوارها وآخذها داخل أحضانه مربتا علي ظهرها بحنان إلي أن هدأت وإستكانت في أحضانه.
تحدث بحنان:
-حقك عليا يا قلبي أنا أسف إهدي بقي .
تطلعت له بحزن وغمغمت بأسي :
-أنت مغلطش أنا إلي غلطانة فعلاً وأستاهل إلي حصل أنا صعبان عليا نورسيل أوي وإلي هيحصل ليها هي بتحب يوسف فعلاً.
ربت علي ظهرها بحنان:
-طيب إهدي عمك وشادي كانوا هنا ويوسف وصل معاهم لحل لأن طلاق نورسيل يوسف صعب.
ألتفت له بإنتباه:
-حل أيه ؟
سرد لها ما حدث مما جعلها تتنهد براحة وقالت بأمل:
-ياريت يبقي في فرصة تانية ليهم بجد.
أومئ بتفهم:
-قومي يلا بقي عشان تأكلي عشان يوسف الصغنن أكيد جاع أوي.
هزت رأسها بإيجاب ونهضت وداخلها راحة من قرار يوسف أنها بداية خيط جديد لعلاقة يوسف بنورسيل .
❈-❈-❈
مع بزوخ فجرا يوماً جديد توقف شادي بسيارته أمام منزلهم بالصعيد وهبط والده وهبط كذلك وفتح الباب الخلفي للسيارة وقام بحمل زوجته الغافية بحنان متجهاً بها إلي الداخل.
وضعها بغرفته واتجه إلي غرفة والديه أطمئن أن والدته بخير وعاد مرة آخري وتمدد جوار زوجته وأخذها بين أحضانه براحة وسعادة غابت عنه من ثلاثة أشهر بفراقها عنه.
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
يُتبع..
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
الفصل السادس والأربعون
"وأنشق القمر وأفرجت الشمس عن أشعتها معلنة عن صباح يوم جديد ، وبداية لعهد جديد ولكن هل ستكون بدايته بداية للجميع أم نهاية البعض وحصاد ما صنعته الأيادي "
مع شعاع شمس يوم جديد تململت عهد في نومها وشعرت بثقل فوقها وأنها مكبلة فتحت عيناها بفزع ولكن تنهدت عندما علمت هويته عادت بذكرياتها إلي الأمس يبدوا أنها غفت في السيارة وهو لم يود أن يقظها وحملها بالفعل ، ظلت تطلع له وتتأمل ملامحه الجذابة التي أشتاقتها لكن آلمها قلبها وغص ما في حلقها عندما عاد لذاكرتها ما فعله بها سابقاً .
فكت أسر ذراعيه ونهضت فتح هو عينه بلهفة وشوق ما أن شعر بإبتعادها عن أحضانه والخواء الذي حل به.
إنتفض بفزع وقال:
-أنتي بخير يا حبيبتي قومتي ليه في حاجة تعباكي؟
ردت بجفاف:
-مفيش قلقت وقومت عندك مانع.
تنهد براحة وعقب :
-أنتي بخير جعانة أو عطشانة ؟
إبتسمت ساخرة ورددت متهكمة:
-فارق معاك أوي ؟ لا متقلقش عليا أنا أتعودت لما أتحبست زي الكلاب تلاتة ايام.
شحب وجهه ونظر أرضاً بخزي وتحدث معاتبا:
-عارف أني غلط يا عهد وهستحمل منك أي حاجة إلا نظرتك إلي بتدبحني دي .
ضحكت بإستفزاز وهتفت:
-بجد ؟ طيب وايه يعني أنت دبحتني من زمان يا شادي لو فاكر عشان جيت هنا أني صفيت ليك فأنسي أنا ممكن أحكي ليوسف بعد إلي حصل معاه هو ونورسيل بس مرضتش أخرب الدنيا أكتر ما هي خربانة بس عشان أنا متربية وبنت أصول جيت هنا عشان والدتك التعبانة إلي مفيش حد يراعيها لكن لو فاكر أني كده صفيت ليك وهسامحك تبقي بتحلم يا شادي.
قطب جبينه بإستنكار وقال:
-قصدك أيه مش فاهم معلش إذا كان نورسيل بإلي عملته يوسف مقدرش يطلقها أنتي بقي فاكرة إنك تقدري تطلقي ! عايز بس أنبهك بحاجة أنا مش هطلقك وهتفضلي مراتي لآخر يوم في عمري يا روحي.
ردت بتحدي:
-لوي دراع يعني ولا أيه ؟ لا لو عايزة أطلق هطلق.
إبتسم بإستفزاز وتمدد مرة آخري كي ينام تاركاً إياها تتأكل غيظاً.
لم تدري بنفسها سوي وهي تلقيه من فوق الفراش بعنف تآوه بآلم فهذا آخر ما توقع أن تفعلها عهده بريئة.
ضحكت بثقة:
-مش هطلق أوك بس ياريت تشوف مكان تاني لجنابك تنام فيه.
نهضت من علي الفراش وآخذت حقيبتها ودلفت إلي المرحاض صافعة الباب خلفها بعنف.
جحظت عيناها بصدمة وإعتدل أرضاً ضارباً كف بكف لا يصدق ما حدث حتي الأن.
خرجت بعد دقائق مرتدية إسدال الصلاة وضعت الحقيبة جانباً وأدت فرضها وما أن إنتهت إتجهت إلي باب الغرفة مغادرة.
بينما هو مازال علي وضعه يتطلع لها بصدمة لا يصدق أن هذه زوجته عهد بالفعل.
❈-❈-❈
علي الأرضية الباردة تجلس علي الأرض بخاوء عيناها متسعة تنظر للاشئ أمامها لم يغمض لها جفن من أمس لا تفعل شئ سوي البكاء فقط لا غير هي من أوصلت نفسها إلي ذلك بالأمس كانت أسعد مخلوقة بالعالم لكن اليوم هي من أتسع الناس تشعر أنها في كابوس تود أن تستيقظ منه وتجد نفسها نائمة في أحضان حبيها لكن ليس كل ما يتمناه المرء يحدث.
ضغطت على شفتيها بقوة حتي شعرت تذوقت طعم الدماء داخل فمها فكت ضغطه غير عابئة بالدماء ولا الأنين شفتيها ، كيف تشعر بآلمها في حضرة آلم القلب .
نهضت بتثاقل وهي تشعر بخدر بثائر جسدها جلست علي الفراش وأمسكت هاتفها بأيدي مرتعشة وطلبت رقم هاتفه الذي حفظته عن ظهر قلب تريد فقط أن تستمع الي صوته أو لانفاسه حتي تصبرها علي فراقها.
ولكن ما أن أصدر صوت الرنين حتي أغلق الهاتف في وجهها عاودت المحاولة وجدت الهاتف مغلق ألقت الهاتف جانباً وألقت بثقل جسدها علي الفراش تبكي بحسرة علي حبا أضاعته هي هباء .
ليتها إستمعت إلي عمها وزوجته وإلي حديث نايا أن تفيق إلي نفسها ولكن ما داها نفذت ما بعقلها وندمت حقا ندمت أشد الندم .
ولكن ما بعد الندم عليها أن تحتمل ما صنعته بيدها وتحاول إصلاحه ولكن كيف يوسف قطع كل الطرق لقد طلقها وإنتهي الأمر.
وضعت يدها علي أحشائها بتمني أن تكون تحمل طفلا بأحشائها فهذا هو أملها الوحيد أن يسترجعها يوسف ولكن أمامها أسبوعين حتي تعلم هي حاملاً بالفعل أم سيصيب رجاءها مثل الأشهر الماضية .
نهضت بيأس واتجهت إلي المرحاض تتوضئ وتصلي وتدعي أن يرأف الله بها ويحنن قلب يوسف عليها فهذا ما بوسعها بالفعل.
❈-❈-❈
علي الطرف الآخر كان ممدا علي فراشه ينظر للسقف بشرود لم يزور النوم عينه منذ ليلة أمس ، فكيف يتم ومالكة الفؤاد قد هجرته ، لا يصدق عقله حتي الأن ما فعلته نورسيل تتفق وتخطط لقتله كيف هذا ؟ هو رأي عشقها له بعينه كانت تذوب داخل أحضانه ، هل كان هذا جزءا من مخططها لتخدعه وتجعل منه ومن حبه أمزوحة لا أكثر ، هل اللعب بالقبول أصبح مجالاً للإنتقام.
أه يا نورسيل اه كم أهلكتي قلبي يا فتاة ليتني موت بالفعل قبل هذا ، ولكن رغم ما فعلته بي فكرت بك ورفضت أن تعودي إلي الذل مرة آخري أعطيتك الأمان والحب والسند ولم أنتظر منك سوي الحب.
لكن يا أسفاه يبدوا أن الحب أصبح أسطورة منسية ولم يتبقي سوي مكر وخداع البشر .
فقد تحول هو من محب عاشق إلي مجرد أضحوكه ستتداولها المجالس لكن لا كم عشقها بكل ذره بكيانه سينزع هذا الحب بيده من قلبه حتي لو أدي هذا إلي أن يتحول لمجرد مسخ يحيا لاجل نفسه فقط ولن يعبئ بأحد.
فاق من دوامة أفكاره علي صوت هاتفه أمسك الهاتف نظر له بالامبالاة وثوان وإنتفض بفزع وعيناه تقطر غضبا قام بإغلاق الهاتف بوجهها ، ماذا تريد منه الأن تتصل كي تتشفي به لكن لا لن يعطيها هذه الفرصة ، فليس هو من يذلها الحب لا هو من سيذل حبه ويدوس علي قلبه بقدميه قبل أن تدوسه هي.
يوم نفسه بيده بدلاً من أن يترك المجال لأحد أن يؤلمه فهو سيكون رؤوف بنفسه .
نهض من علي الفراش وإتجه إلي المرحاض أنعم جسده بحمام بارد يهدأ من ثوران قلبه وخرج من المرحاض وإرتدي بدلته العميلة وآخذ آغراضه متجهاً إلي عمله .
لن يدع المجال لأحد حتي يشفق عليه حتي لو كانت والدته وأشقائه فطالما كان السند والضهر لهم ، لن يجعلهم يروه وهو مكسور مذلول لا جبلا صادما لن يجعل من قهر الرجال يتخذ طريقه إليه ، لا فهو لن يقهر ولن يخضع لقلبه مهما كلفه الأمر من جلد ذاته بصوتا حديديا أن تطلب الامر.
رسم إبتسامة فاترة علي وجهه يخفي بها مدي آلامه وتوجه إلي الأسفل تاركاً آلامه علي جنب معلناً عن بداية عهد جديد خالية من الآلام.
❈-❈-❈
وقفت عهد أمام غرفة والدي زوجها بإحراج لا تدري أتطرق الباب كي تطمئن علي حماتها أم لا .
حسمت أمرها وقررت أن تطرق الباب لكن ما كادت أن تطرق الباب إلا وفتح حماها الباب.
تراجعت إلي الخلف باحراج:
-صباح الخير يا عمي.
إبتسم سالم بود:
-صباح الورد يا بتي رايدة حاچة ؟
هزت رأسها نافية وقالت:
-لأ كنت جاية أطمئن علي طنط.
ربت سالم علي كتفها بحنان:
-تعيش يا بتي تدخلي فيجيها يا بتي وخليكي چارها چوزك وينه لساته نايم ؟
إمتعض وجهها وهتفت بضيق:
-لأ صاحي.
أومئ بتفهم وقال:
-طيب يا بتي ناديلي عليه وخليه يحصلني علي تحت.
تحاملت علي نفسها بضيق وقالت:
-حاضر.
إبتسم سالم بحنان :
-يحضرلك الخير يا بتي الله يرضي عنيكي يا بتي.
هبط إلي الأسفل وإتجهت هي إلي غرفتها بضجر فتحت الباب وجدته يجلس علي الفراش ينظر لها شذرا.
هتفت ببرود:
-عمي عايزك تحت.
ظل جالساً غمغمت بدلال:
-إنت لسه زعلان مني يا بيبي ؟
لمعت عيناه بفرحة من دلالها هذا وتحدث ببرود مصطنع:
-أه زعلان.
ضحكت بشماته:
-أنفلق يا بيبي يلا باي.
غادرت تاركاة إياه ينظر لها بصدمة من أفعالها تلك ، فهي ليست عهد اليت عرفها سابقاً بالمرة هذه قطة شرسة ذات مخالب ليست قطته الوديعة عهد التي شكلها علي يدها في سابق عهده.
ضحك ساخرا وتمتم بحسرة:
-أشرب يا شادي أديك هتشوف أيام سودة اقول فيك ايه يا شهاب أنت سبب المصائب كلها لكن مش هقدر غير اني اترحم عليك هتلاقيك بتولع عندك أصلاً.
تنهد بقله حيلة ونهضت متجهاً إلي الأسفل كي يري ماذا يريده والده منه وبعدها يصعد يطمئن على والدته .
❈-❈-❈
ولجت غرفة حماتها وإتجهت لها تهزها برفق وهي تناديها.
فتحت وصفيه عيناها بضعف قابلتها إبتسامة عهد الصافية.
تطلعت لها بحيرة وإعتدلت بضعف:
-عهد أنتي چيتي إمتي يا بتي ؟
ردت عهد بإبتسامة:
-جيت إمبارح مع شادي وعمي لما عرفت أن حضرتك تعبانة.
ربتت وصفية علي ظهرها بحنان:
-الله يرضي عنيكي يا بتي.
خيم الحزن علي وجه وصفية وتمت بأسي:
-هو إلي شريف جاله عشية صوح ؟
تنهدت عهد بحزن:
-أيوة صح يا طنط هو ونورسيل السبب في إلي حصل ليوسف .
عضت وصفيه علي شفتيها بخجل:
-حجك عليا يا بتي والله ما كان عندنا خبر بده كلاته.
ردت عهد معاتبة:
-إهدي يا طنط أنا عارفة أن أكيد مكنتوش تعرفوا.
تنهدت وصفية بحزن وقالت:
-حنين وينها يا بتي ؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-مشيت يا طنط ده إلي عرفته من عمي وشادي وكمان شريف ساب البيت صمتت قليلاً وأكملت نورسيل بس إلي هنا .
أومئت وصفية بحزن وقالت:
-جوميني يا بتي ساعديني.
ساعدتها عهد علي النهوض وتحدثت عهد متسائلة:
-وحضرتك عايزة تروحي فين ؟
ردت وصفية بخزي:
-رايدة أروح أوضة نورسيل يا بتي وصليني وفوتيني لحالي وياها .
هزت نورسيل رأسها بإيجاب:
-تمام يا طنط.
ساندتها إلي غرفة نورسيل وتركتها وغادرت فهي لا تطيق رؤية نورسيل من الأساس بعد ما حدث هبطت إلي إلي الأسفل متجهة إلي المطبخ تبحث عن شئ تتناوله فجنينها يتضور چوعا.
❈-❈-❈
في قصر المغربي.
تجلس صفاء وعدي ونايا يتناولون الافطار بصمت ونايا تتهرب بنظراتها من صفاء رغم أن معاملتها بها لم تتغير لكنها تشعر بالإحراج منها.
تطلعت صفاء إلي مقعد يوسف ونورسيل الخالي بحزن لكن لمعت عيناها عندما وجدت يوسف يترجل الدرج بكامل حلته ألقي عليهم السلام وقبل جبين والدته بحنان وجلس علي مقعده.
تحدث عدي متسائلاً:
-أنت هتروح الشغل النهاردة ؟
رد يوسف بإيجاب:
-أيوة.
هتف عدي بحذر :
-مش كان أفضل تاخد أجازة كام يوم ترتاح ؟
إبتسم يوسف بثقة:
-أرتاح من أيه أنا فل الفل قدامك أهو .
ألتفت بنظراته إلي نايا التي تنظر في طبقها وتتحاشي النظر له وتحدث بلطف:
-أيه نايا ساكته ليه ؟
ردت بإرتباك:
-لأ عادي.
تنهد يوسف وقال بصدق:
-نايا أنتي أختي الصغيرة ومرات أخويا ومكانتك هي هي عندنا ومفيش حد زعلان أو شايل منك أنتي ملكيش ذنب في حاجة بلاش تبعدي عنا كده وتاخدي جنب ممكن ؟
هزت رأسها بإيجاب وهتفت بصوت خافت:
-حاضر .
ضحك بخفة وعقب:
-ولو الواد ده زعلك قولي ليا وأنا أملص ليكي ودانه.
نظرت إلي زوجها وتحدثت بصدق:
-عدي ده أحن راجل في الدنيا ومهما يعمل فيا مش هزعل منه.
قبل عدي جبينها بحب وقال:
-ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي وميحرمنيش منك يارب.
رددت بخجل:
-ولا يحرمني منك .
تطلع لهم بابتسامة وتمني لهم الحب والسعادة التي حرم هو منه تناوي بعض اللقيمات ونهض مستأذنا:
-بعد إذنكم هروح شغلي محتاجين حاجة ؟
تحدثت صفاء بحنان:
-عايزة سلامتك يا قلبي خد بالك من نفسك.
قبل يوسف يدها بحب وأشار علي عينيه:
-من عنيا يا ست الكل.
نهض عدي هو الآخر:
-وأما كمان خلصت وهاجي معاك .
أومئ يوسف بإيجاب:
-ماشي يا حبيبي يلا بينا سلام عليكم..
❈-❈-❈
في مكتب سالم.
يجلس شريف أمام والده ينصت لما يخبره إياه وما أن إنتهي حتي هتف شادي معترضا:
-لاه يا أبوي إكده بتأسي عليه لما تطرده وتچرده من كل حاچة هو اه غلط بس كلياته بسبب شهاب وهو السبب فده كله.
تنهد سالم بخزي:
-يا ولدي أنا بعاجب خيك مشان عصي أمري وصغرني وكومان إلي عمله في مرته.
هز شادي راسه بقلة حيلة:
-تمام يا أبوي إلي أنت شايفه زين أعمله .
أومئ والده بحزن:
-أعمل حسابك كومان هنروح لبيت مرت خيك نراضيها ونرجعها دي حبلة بولادنا كفاية إلي حصلها.
هتف شادي بإيجاب:
-حاضر يا أبوي أكمل متسائلاً هتعمل ايه مع نورسيل هتبلغها بكلام يوسف.
تنهد سالم بقلة حيلة وردد:
-أيوة يا ولدي وربنا يهديها ومتتعبش جلبنا أكتر من إكده.
تحدث شادي بحذر :
-بس معتقدش أنها هتوافق علي الكلام ده نورسيل بتحب يوسف جدا هتوافق تبقي مهمشة في حياته كده وكمان يتجوز عليها ؟
ضحك سالم ساخرا وتمتم بحسرة:
-ومين إلي وصلها لاكده يا ولدي مش هي إلي مشيت في الطريج الواعر ده يبجي تتحمل النتايج بجي أنت هتسافر مصر ميتي ؟
صمت قليلاً مفكراً أن عادوا إلي القاهرة مؤكداً ستتركه عهد مرة آخري فالأفضل أن يظلوا هنا حتي يستطيع زوبان الجليد بينهم مرة آخري رد علي والده ماكرا:
-لأه يا أبوي هفضل چارك إهنه لوجت ما الأمور تهدي وتتصافي أنت وخيي.
إبتسم سالم براحة وقال:
-ومين يا ولدي زين .
❈-❈-❈
فتحت باب غرفة نورسيل وولجت دون أن تطرق الباب حتي ، إنتفضت نورسيل بفزع ووقفت أمامها مرددة بقلق:
-أنتي كويسة يا عمة دلوجيت ؟
ما كان رد وصفية إلا أن بثقت في وجهها وعالجتها بصفعة مدوية أوقعتها أرضاً.
وضعت نورسيل يدها علي وجنتيها بصدمة ودموعها تسيل على وجنتيها بغزارة.
إنحنت وصفية وأمسكاتها من خصلات شعرها بعنف ورددت:
-وه وليكي عين تبكي كومان يا بت المركزي يا خاينة العيش والملح خونتي چوزك والبيت إلي أواكي جولتها ليكي جبل سابج عيشي يا بتي وأنسي الي فات لكن لاه تكابري وتخططي لموت چوزك يا فاچرة ؟
لم ترد نورسيل وأكتفت بالبكاء فقط مما جعل وصفية تتحدث بحسرة:
-بتبكي وندمانة بعد أيه ها بعد أيه بعد ما أطلجتي عارفة ايه الي هيصير فيكي هتتجوزي آيتها چوزها واحد متجوز وعمدة دسته عيال ولا تدخلي علي درة شوفتي وصلتي حالك لوين ردي عليا ساكته ليه….
نورسيل…..
يُتبع..
الفصل السابع والأربعون والأخير الجزء الاول
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
"أهات ألم لا تندمل ، فهي آلام القلب يا سادة ، يظل يقطر آلاما لا تندمل ، إلا بعودة الحبيب وصفحان القلب ، وقتها تختفي الآلام وتنبثق الراحة والأمان "
ردت نورسيل بإنكسار:
-وأنا ندمت خلاص بعد فوات الأوان خسرت اكتر شخص حبني خسرت راجل مش هقدر أعوضه تاني.
تركتها وصفية وتهاوت علي الفراش بأسي:
-وليه تعملي إكده في نفسك يا بتي أنتي إلي ضيعتي حالك.
هتفت بصدق:
-والله العظيم يا عمة إلي حصل ده كان في الآول قبل ما أعاشر يوسف وأعرفه علي حقيقته مش زي ما آنتو فاهمين.
تحدثت وصفية بأسي:
-عذر أقبح من ذنب يا بتي.
رددت نورسيل بحزن:
-عارفة أني غلطانة وأستاهل الدبح كمان بس عايزه أشوف يوسف وأتكلم معاه وأقوله كل حاجة ساعديني يا عمة عمي هيجوزني الغفير بتاعه.
أشفقت عليها ولكن ردت بصلابة:
-تستاهلي كل إلي يچرالك وأهو تتچوزي واحد يربيكي من آول وچديد.
نهضت بتثاقل وغادرت الغرفة تاركة نورسيل تبكي بإنهيار فلا أحد يقف جوارها الجميع تخلي عنها وتركوها.
❈-❈-❈
خرج من مكتب والده متجهاً لأعلي يغير ملابسه وجد زوجته تجلس على السفرة تتناول الإفطار بنهم يبدوا أنها جائعة للغاية.
إقترب منها متمتما بتساؤل:
-شكلك جعانة أوي ؟
رفعت رأسها بإحراج وقالت:
-أه آخر حاجة كلتها كانت فطار إمبارح بسبب إلي حصل.
إمتعض وجهه بضيق شديد وعقب:
-مهما يحصل كان المفروض تأكلي لو مش عشان علي الأقل عشان الطفل إلي في بطنك.
ربتت علي جنينها بحنو وقالت ساخرة:
-أطمئن مش هتخاف عليه ولا هتحبه زي.
هز رأسه بيأس وعقب بنفاذ صبر:
-مش يا عهد براحتك ماما فين ؟ لسه نايمة ؟
حركت رأسها بلا وردت:
-لأ عند نورسيل .
تنهد بضيق وقال:
-عند نورسيل هي ناقصة ضاغطها يعلي علي الصبح.
ردت عهد بتوضيح :
-هي قالت حابة أتكلم معاها مكنش ينفع أمنعها.
أومئ بتفهم:
-ربنا يستر أنا هطلع أغير هدومي عشان خارج مع بابا خلي بالك من ماما .
أجابت بهدوء:
-تمام.
صعد إلى غرفته وغير ملابسه إلي جلباب صعيدي وهبط مرة آخري وجد والديه جالسين علي السفرة برفقة زوجته إتجه إلي والدته علي الفور:
-صباح الخير يا أماي أنتي زينة دلوجيت ؟
ربتت علي ظهره بحنان:
-أطمئن يا ولدي زينة طول ما أنت زين أجعد يا ولدي كلك لجمة.
أومئ بإيجاب وإتجه إلي المقعد المجاور لزوجته وجلس عليه وسط إمتعاضها .
تحدثت وصفية متسائلة:
-شريف يا حاچ وحنين ؟
رد بتعقل:
-متشليش هم حد يا وصفية أطمني حنين هروح أچيبها أنا وشادي أما شريف ونورسيل شليهم من بالك دلوجيت شريف مش داخل البيت إلا لم يتأدب ويصلح غلطه ويفوج لحاله إكده أما نورسيل فهجول ليها حديت يوسف لتوافج عليها لا إلا تستاهل إلي يچري ليها.
دمعت عيونها وتمتمت بأسي:
-ربنا يجدم إلي فيه الصالح.
تناولوا طعامهم ونهض شادي وسالم وغادروا .
نادت وصفية إلي إحدي الخدم تقوم بآخذ الطعام لأعلي لنورسيل.
لكن رفضت نورسيل تناوله وأرجعتها به مرة أخري كأن بإضرابها عن الطعام تجلد نفسها علي ما فعلته .
❈-❈-❈
داعبت شعاع الشمس عيناه من زجاج السيارة فتح عينه بوهن ورقبته وجسده يؤلمه من النوم في السيارة.
فتح الباب وهبط منها يحرك جسده قليلاً وبعد ركب سيارته مرة آخري وقادها متجهاً إلي المجهول يجب أن يبعد قليلا كي يعيد حسباته من جديد ويفكر فيما عليه فعله فهو لم ولن يطلق حنين ولا يتخلي عنها هي أو طفله مهما كلفه الأمر هو أخطأ لدي الجميع.
أخاه كاد أن يذبحها سابقاً وها هو الأن بدلاً من أن يداوي جراحها ذبحها هو بيده وجعل أقصي ما تتمناه هو الهروب والفرار منه كي تضمن سلامتها هو وطفلها.
فبدلا من أن يكون سترا وغطاء عليها ويحافظ على جورته المصون قام بطردها غير عابئ بما ترتديه وكم شخصاً رأها هكذا .
يجب أن يبتعد قليلاً حتي يستعيد نفسه من جديد وقتها يعود عندما يصلح ما أفسده حبه لأخاه أعماه عن أشياء كثيراً.
مازال لا يصدق كل حديثهم هذا لكنها الحقيقة حتي توامه لم يسلم من شره من المؤكد أن كل هؤلاء لا بكذبون.
هو لاحظ بالفعل تصرفات غريبة من شهاب وأحياناً كان يلاحظ نظراته الي الإناث لكن كان يظنها نظرات عابرة من شاب لا أكثر ، لكن خابت توقعاته وأصبح هو المغفل الوحيد عن شر شقيقه...
❈-❈-❈
شهقت بصدمة وهي تستمع إلي حديث والدتها:
-مش معقول يا ماما أنتي أكيد بتهزري صح ؟
هزت صفاء رأسها بأسي:
-لأ يا بنتي دي الحقيقة.
ضربت عليا كف بكف بعدم تصديق:
-لأ حول ولا قوه الا بالله من يوم ما شوفتها وأنا مقلقة منها كأن قلبي كان حاسس طيب وبعدين ايه الي هيحصل ؟
سردت لها والدتها حديث يوسف.
رفعت حاجبيها بإستنكار وهتفت معترضة:
-لأ طبعاً أيه إلي يوسف بيقوله ده أتجنن ولا أيه عايز يرجعها هنا تاني قدر فكرت تقتله تاني ولا تأذيه ولا تأذي حد مننا.
تحدثت صفاء معاتبة:
-علي كده يا بنتي ده أخوكي الكبير مهما كان ما ينفعش تغلطي فيه تنهدت بحزن وأكملت وبعدين هي هترجع تقعد في الأوضة إلي في الجنينة وممنوع تدخل هنا وأقولك حاجة أنا لغاية دلوقتى مش مصدقة أكيد في سر نورسيل كانت بتحب يوسف وروحها فيها لازم كان يسمعها ويديها فرصة تدافع عن نفسها .
زفرت عليا بضيق وعقبت:
-فرصة أيه بعد إلي شافه وسمعه وبعدين أزاي تسمحي لعهد تروح هناك واختها دي كمان حضرتك هتديها الأمان عادي.
ردت صفاء موبخة:
-شادي ونايا ملهمش دخل بإلي حصل ومش هناخدهم بذنبهم وأسمعي حسك عينك تزعلي نايا بكلمة واحدة سمعاني يا قلبي البنت أصلاً فطرت وطلعت أوضتها مكسوفة تقعد معايا ولا تبص في وشي .
تنهدت عليا بحزن وقالت:
-حاضر يا ماما بس أنا صعبان عليا يوسف وقلقانه علي عهد.
إبتسمت صفاء بثقة:
-أطمني شادي إستحالة يسمح أن حاجة تحصل لعهد ولا أن حد يزعلها.
هزت عليا رأسها بقلة حيلة.
هتفت صفاء محذرة :
-أوعي تفتحي بوقك وتحكي حاجة لجوزك دلوقتي أحنا مش ناقصين عمك ما هيصدق ويتشفي فينا.
أومئت بإيجاب:
-حاضر يا حبيبتى أطمني.
❈-❈-❈
-ها يا حاچ سليمان جولت ايه ؟ قالها سالم متسائلاً.
تنهد سليمان بحزن وقال:
-مش بخاطري يا حاچ بتي رايدة تطلج وجالت لشريف إكده.
هتف سالم بصلابة:
-طلاج أيه بس لاه مفيش طلاج بأمر الله بتك متصانة فوج الرأس كومان.
تحدث سليمان بقلة حيلة:
-والله ما خابر أجولك أيه أني هناديها وتجعد وياها وتحدثوا براحتكم.
نهض واتجه إلى غرفة إبنتها وجدتها تجلس في أحضان والدتها ربت علي ظهرها بحنان وهتف:
-جومي يا بتي الحاچ سالم چاي لحد إهنه رائد يرچعه جومي يا بتي أجعدي وياه.
هزت رأسها بوهن ونهضت تبحث عن نقابها عقب سليمان بحنان:
-هو لحاله بره يا بتي شادي جاعد في عربيته بره.
أومئت بإيجاب وخرجت من الغرفة وجلست بإستحياء جواره.
ربت علي ظهرها بحنان:
-كيفك يا بتي ؟
ردت بخفوت:
-الحمد لله يا عمي بخير أنا رايدة بس أخبرك أن شهاب..
قاطعها سالم أمرا:
-وجفي يا بتي الله يرضي عنيكي شهاب خلاص راح وموضوعه أتجفل أنا چاي أرچعك لدراك يا بتي أبوكي جالي إلي حصل مع شريف لكن أني مليش صالح أنا چايلك يا بتي وعشمان متكسفنيش وترچعي وياي متصانة فوج الراس يا بتي وشريف أنا إلي هربيه من آول وچديد جولتي أيه يا بتي؟
ردت بصوت خافت:
-حاضر يا عمي موافقة.
تنهد براحة وربت علي ظهرها بحنان:
-زين يا بتي جومي يلا چهزي حالك ونادي أبوكي.
بعد ما يقارب الساعة.
هبطت حنين من الباب الخلفي مرتدية عباءة سوداء ونقابها الذي مازالت محتفظة به وهبط سالم وشادي دلفوا سويا الي الداخل.
رحبت بها وصفية وعهد بفرحة.
جلسوا سويا وبرفقتهم شادي بينما صعد سالم إلي غرفة نورسيل كي ينهي أمرها هي الآخري.
❈-❈-❈
في غرفة شادي.
يجلس شادي علي الفراش بشرود تام حتي أنه لم ينتبه الي فتح البال ولا دلوف عهد التي إقتربت منه تهزه برفق.
شادي بإنتباه:
-عهد أنتي جيتي إمتي ؟
ردت عهد بإيحاء:
-من شوية سرحان في ايه ؟
تمتم شادي بحزن:
-سرحان في حياتنا يا عهد إمتي هتسامحيني بقي ؟
أغمضت عهد عيناها بأسي:
-شادي أنت أذتني أوي مش قادرة أنسي الي عملته فيا شادي أنا حبيتك بجد وأنت وجعتني أوي ودبحتني بسكينة باردة .
نهض شادي بلهفة ووقف أمامها وتحدث برجاء:
-غصب عني أقسم بالله غصب عني أنت حياتي كلها والله ما كان بإيدي كل وجع أنتي عشتيها أنت وجعت زيك وأكتر عهد أنا حبيتك بجد وليكي الفضل أنا أرجع أعيش تاني عهد أي حاجة هتطلبيها مني هنفذها أوعدك بس تسامحيني وتديني فرصة تانية.
وضعت عهد يدها علي أحشائها تطلع له تاره وإلي شادي تارة آخري ، لا تدري أتعطيها فرصة آخري من أجل طفلهم ولأجل حبهم أيضا فهو من علمها معني الحب من الأساس لكن هو آلمها وكادت أن يضيع طفلهم لولا ستر الله ورضاه عليهم أراد أن يرأف ربهم وأعطاهم فرصة ثانية هل هي الآخري تعطي شادي فرصة ثانية ليبدأوا عهدا جديد أم تظل علي قرارها.
❈-❈-❈
طرق الباب وإنتظر حتي يسمع إذنها.
ردت بصوت مبحوح من البكاء:
-أدخل.
ولج سالم مستنداً علي عصاه نهضت نورسيل بخزي مطأطاة الرأس.
لا يعلم لما رق قلبه لها دلف بخطي وئيدة وجلس علي الفراش وأشار لها أن تجلس.
جلست جواره بصمت تام ،تنهد هو وهتف بتذكر:
-جعدنا نفس الجاعدة دي من سبع شهور وأكتر عشان چوازك من يوسف وجتها جولتلك الجرار جرارك أنتي يا بتي وأنتي إلي أختارتي ودلوجيت برده هخيرك.
هتفت نورسيل بحزن:
-قبل أي حاجة عايزة أقولك أنا أتفاقي مع شريف كان قديم والله العظيم يا عمي وقطعت إتصالاتي مع شريف من زمان وهو جه عشان كده والله ما كنت أعرف إلي عمله في يوسف غير بعدها .
تنهد سالم بقلة حيلة:
-أسمعني يا بتي لو تفتكري حولت ليكي أيه جبل سابج يا بتي جولت ليكي إلي تفكر في راچل غير چوزها تيجي خاينة فاكرة يا بتي ؟ أنتي غلطي وغلطك راكبك من ساسك لرأسك وچوزك مصدوم يا بتي فيكي ومع ذلك لساته بيحبك وخايف عليكي كومان.
غمغمت نورسيل بلهفة:
-بجد يا عمي يعني هيديلي فرصة وهيسمعني ؟
هز رأسه نافياً وقال:
-لأ يا بتي أنا هجولك حديته وإلي أنت ريداه سويه.
تطلعت له بترقب:
-خير يا عمي يوسف قال أيه بالظبط ؟
سرد لها سالم ما أخبره بها يوسف مما جعل النيران تتأجج في قلب الآخري وتحدثت بصدمة:
-يتجوز ؟ وهياخدني في بيته شفقة ؟
نهضت وظلت تضحك بهسترية مرددة بعدم إستيعاب:
-أنت عايز تجوزني غفير وتخلص مني وهو عايز يرجعني شفقة وهيتجوز ويشوف حياته.
توقفت فجأة وهتف بإنكسار :
-هو للدرجة دي أنا رخيصة عندكم ؟
نظر لها سالم بخزي وعقب مؤنبا:
-أنتي إلي وصلتي حالك لكده يا بتي.
إبتلعت غصة مريرة بفمها وهتفت بتماسك:
-تمام هفضل علي زمته مش عشانه ولا عشانك ولا عشان كلام الناس لا عشان أن كرهت الرجالة وزهدتكم كلكم وهيبقي مجرد زوج سد خانة لكن مش هرجع بيته هروح أعيش في بيت أبويا ومش عايزة حد ليه علاقة بيا تاني هبعد عنكم كلكم ولا عايزة منه فلوس ولا غيره كلكم شايفين أني أنا المدانة لا أنا اكتر واحدة أتعذبت لما أتخطب لإبنك وأختي ترفض تحكي ليا حقيقته لما يموت وأنت تجوزني القاتل وإلي أقرر أخد تاري منه أختي رفضت بردوا تقولي الحقيقة سابتني لغاية ما دمرت حياتي وهو نسي الحب الي حبيته ليه أن سلمت له قلبي وأمنت ليه وأنت عايز تجوزني وتخلص مني وأختي بدل ما تبلغ يوسف وتفهمه عشان براتي خافت علي نفسها وسابتني فخلاص أنا هريحكم مني أبعدوا عني وسيبوني في حالي.
ظل سالم يستمع إلي حديثها بصدمة فهي ليست المخطئة بمفردها بالفعل الجميع أخطأ في حقها لكن هي المدانة الوحيدة.
نهض سالم وحاول آخذها في أحضانه ليهدأها لكن أشارت له أن يتوقف متمتمة بصلابة:
-شكرا خلاص أتعلمت الدرس مش محتاجة حاجة منكم أبعدوا عني وسيبوني في حالي وأتفضل لو سمحت روح بلغه أن عرضه المغري مرفوض يا عمي.
نظر لها سالم بحزن وغادر بينما تهاوت هي علي الفراش تبكي بحسرة علي حياتها المعتمة لا تدري بأي ذنب عاقب أخطأت هي تعلم لذلك لكن ليس خطأها من البداية.
هي لا تريد شئ الأن إلا يوسف رغم غضبها منه أنه لم يسمعها لكن تعطيه عذره فهو كالأسد الجريح وقتها وما سمعه صعب علي أي رجل تحمله ، لكنها تريده الأن بقوة تريد أن تلقي نفسها داخل أحضانه تتنعم بقربه وتستمد القوة منه تعلم جيدا أن ما قاله يوسف إلا مجرد خدعة كي تعود بقربه لكن كبريائه يمنعه من البوح بهذا .
ليتها تراه الأن وتسرد له كل شئ وتطلب سماحه ويبتعدوا عن الجميع فالكل أذاها بلا إستثناء حتي هو خذلها لكن هو الوحيد الذي له عذرا لأنها هي من أذته في البداية.
"يقولون أن المرء يآخذ نصيبه من إسمه ، لكن هذه ليست إلا أكذوبة ، فنصيبها لم يكن سوء ضوءا معتم لا يري شئ منه"
❈-❈-❈
في مكتب سالم.
دلف مكتبه وقام بطلب رقم يوسف وأخبره بكل شئ عرفه من نورسيل حتي معرفة نايا بالأمر فيكفي ما حدث معها حتي الأن لن يتركها فريسة للذئاب مرة آخري يتقاذفوها فيما بينهم وأخبره أنها ستظل بداره هنا ولن يتركها ولم يتخلي عنها مرة آخري فيكفي ما ذاقته سابقاً .
علي الطرف الآخر.
أغلق يوسف معه الهاتف لا يدري لما آلمه قلبه عليها رغم ما فعلته به لكن كافة الأسباب تشير إلي نتيجة واحدة بالنسبة له حتي لو لم يكن من صنع يدها هي لكنها أخطت لو كانت إعترفت له يقسم أنه كان سيسامحها وسيصفح لها ، لكن كتمانها هذا أنها متورطة بالفعل ومازالت تسعي لتنفيذ مخطتها.
لكن صدمته الآخري بنايا كانت تعلم أنها السبب بما حدث له ؟ هو تضايق بالفعل منها عندما لم تصطف بصف شقيقتها وتساندها ينكر جيداً عندما عاد من المشفي وتشاجرا أخبر نورسيل وأكد عليها أنه مهما يحدث بينهم أنهم سيظلون آخوة ويحب أن يظلوا في ظهر بعضهم وأجبرها وقتها أن تعفوا عنها ولأجله سمعت له أكان هذا سبب شجارهما بالفعل علي ما يبدوا أن هذا الموضوع غامض بالفعل ، يجب أن يستمع إلي نايا ويستمع إلي نورسيل ويري ما الحقيقة لجن عندما واجهها هي وشريف لم تكذبه أو تدافع عن نفسها.
إبتسم ساخرا هو لم يعطها الفرصة من الأساس كي تدافع عن نفسها أو يستمع لها حتي وقتها ، لكنه كان كالاسد الجريح وكان من الضروري أن يثأر إلي نفسه ويرد لها الصاع صاعين .
لا ينكر أن من البداية كان ينتظر منها الغدر هي صارحته أكثر من مرة أنها تزوجته لتثأر منه وكان يتقبل هو هذا بثأر رحب لكن كل هذا تبدد وإختفي عندما تعلقت به وبدأت تعرف حقيقته وعشقته هي الآخري أكان حبها وعشقها هذا كذبا أو وهما!
كيف وهو شعر بمدي حبها وعشقها له فهي كانت إمراءة عاشقة حد النخاع ماذا داهها ؟ من الممكن أن يكون هذا الإتفاق سابقا قبل تطور علاقتهم لكن لما عاد شريف مجدداً إليها وهددها بهذا الكلام شريف لم يراه من الأساس هو تخفي جيداً حتي لا يلفت نظراته.
يكاد أن يجن يريد أن يفهم حقيقة الأمر يعلم أن نورسيل ظلمت هي الآخري كان يمتعض دائماً من طيبتها وسذاجتها التي يكاد يجذم أنها هي التي ألقت بها في التهلكة ، التي جعلتها تقع في حب هذا الحقير شادي دون أن تري عيوبه ولا تظن به السوء طرفة عين حتي.
ونايا أيضاً خدعتهم هي الآخري ولكن عدي يعلم بخداعها هذا ؟ أيواجهها هي الآخري ويحطم سعادة شقيقه ! وماذا سيفعل إذا كان أخاه يعلم بالفعل وخبئ عنه تلك الحقيقة وإكتشف أن الجميع يخدعه وهو يعيش في أكذوبة لا أكثر لا يدري ماذا سيفعل وقتها.
لكن يجب المواجهة يجب أن يعلم الحقيقة والمخطأ سيلقي حتفه ويتذوق مرارة الآلم كما ذاقها هو.
بدأت قصتهم بالثأر وإنتهت بالحب ولكن أيهما سيرفع رأيه الإنتصار الحب أم الثأر سيكون للقدر رأي آخر....
نهاية الجزء الآول.....
الي اللقاء في الجزء الثاني وفاز الحب
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا