روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل الثالث عشر والرابع عشر للكاتبه رانيا الخولي
روايةوهام بها عشقا الجزء التاني لرواية (ومقبل علي الصعيد )الفصل الثالث عشر والرابع عشر للكاتبه رانيا الخولي
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل الثالث عشر ❈-❈-❈ كانت تنظر إليه وعينيها ترچوه ألا يخذلها أمام أخيها أو بالأحرى أمام قلبها الذي راهن عليه لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن إذا تقدم منها عينيه لا تبشر بخير وقام بجذبها من ذراعها ليعنفها قائلًا _ انتي ايه اللي جابك هنا؟ _ انا اللي جبتها قالها مصطفى وهو يجذبها من بين يديه مما جعل جاسر يزداد حنقه منه وقال بانفعال _ متدخلش بيني وبين مراتي _ ومراتك دي تبقى أختي ومش هسمحلك إنك تتحكم فيها بالشكل ده قالها مصطفى بتحدي وهي تنظر إليهم بتشتت، لا تعرف ماذا تفعل نظر إليها جاسر بحدة ليسألها بسخط _ انتي هتسمحيله يتدخل بينا؟ كعادتها به، يدمر كل شئ بتهوره، نظراته التي تحمل مدى غضبه جعلها تتراجع عن العودة إليه فأخيها محق في كل كلمة وعليها حقًا أن تلقنه درسًا لن ينساه ستتحمل مرارة الفراق ربما تكون تلك الطريقة الصحيحة لإعادته إلى صوابه وألا يحملها ذنب غيرها _ مصطفى مادخلش بينا أصلًا عشان أسمحله ولا لأ انا بنسحب برغبتي ضيق عينيه مندهشًا من كلمتها وكأنه كتب عليه أن يتذوق مرارة الفقد مرةً أخرى ولكن تلك المرة أشد وأقسى _ تنسحبي؟! اشاحت بوجهها بعيدًا عن عينيه التي تحمل الكثير بين صدمةً وعتابٍ وغضب لو فقط يمحي كل ذلك وترى نظرت الحب التي يخفيها خلف تلك النظرات الحانقة لو يحتويها الآن بين ذراعيه ويعتذر عمّ بدر منه لأسرعت بإلقاء كل ثباتها خلف ظهرها وألقت نفسها بين ذراعيه وتناست كل شئ لكنه صدمها بأن تابع هدمه _ مادام انتي عايزة كدة يبقى تنسحبي لوحدك لم تستوعب معنى حديثه فغمغمت بعدم استيعاب _ تقصد ايه؟ يعلم جيدًا بأن ما يتفوه به قاسي إلى ابعد الحدود لكن عليه ذلك كي يجبرها على عدم الانصياع خلف أوامر أخيها _ يعني بنتي مش هتبعد عن حضني ولا تبعد عن بيت عمران المنياوي مستحيل اسمح انها تعيش في بيت منصور تحت أي ظرف منصور ومنصور لن يتغير شئ، واهمة إن فكرت في غير ذلك، تلك المرة كان الرد من مصطفى الذي تحدث بحدة _ لا من الجهة دي اطمن إحنا اللي مش هنرجع بيت منصور تقدم منه ليتابع حديثه بثقة _ منصور ملوش وجود في حياتنا بعد اللي حصل انا هشوف شقة …… قاطعه جاسر بتعند _ من هنا لحد ما تشوف الشقة بنتي هتفضل معايا قطبت جبينها بدهشة وعينيها تتساءل، كيف اصبح بتلك البشاعة، ام كانت حقيقته من البداية وهي كانت موهومة به _ طلقني ياجاسر وكأنه تلقى ضربة بمطرقة حادة على رأسه من هول تلك الكلمة، نظر إليها بصدمة وعينيه تنظر إلى عينيها التي ظهر فيهما جمود ونفور لم يراه من قبل فسألها بريبة _ بتقولي ايه؟ تظاهرت بالقوة لكن من داخلها تتمزق ألمًا على نطق تلك الكلمة فعادت تؤكدها _ اللي سمعته احنا مينفعش نكمل مع بعض بعد اللي حصل، خلينا نطلق بهدوء ومن غير مشاكل _ بالسهولة دي؟ ضغطت على قلبها وارغمته على الصمت وردت بتسويف _ ده أفضل حل لينا ظنت بأن هذا افضل لكلاهما ربما تمر تلك المحنة ويكون الفراق دواء لمشاكلهم رغم مرارته أما هو فقد كان ينظر داخل عينيها ويرى فيهما قوة زائفة تخفي خلفها ضعفًا ورغبة شديدة في رفضه لطلبها إذًا فقد فعلت ذلك لتؤلمه، فليؤلمها هي أيضًا حتى تستشعر قسوتها _ ماشي اللي تشوفيه، بس الموضوع يتم بعيد عن جدي لأن حالته متسمحش بالمهزلة دي، الطلاق هيتم هنا وقبل ما تسافري لإني مش هسمحلك تمشي وانتي على ذمتي أنهى كلمته وخرج من المنزل ليتركها في صدمتها هل حقًا وافقها بكل تلك السهولة؟ والحقيقة أنها بالفعل هانت عليه لم تتحمل نظرة التعاطف في عين أخيها وعندما هم بالاقتراب منها أوقفته بيدها وقالت بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخلها من دمار _ انا كويسة ثم ذهبت إلى الغرفة وهي تحاول التحلي بالثبات، هي تعلم جيدًا بأنه يؤلمها كما آلمته وأنه لن يوافقها على ذلك القرار لا شك في ذلك إذًا فقد صار كلاهما يتخبطان في العناد ويؤلم كلًا منهما الآخر. اغلقت بابها واستندت عليه لتبكي بمرارة وألم لم تختبره من قبل تلعن ذلك القلب الذي يرفض ذلك الهجر ويطالب بقلب وافق هجره .. من قال بأنه يستطيع تحمل بعدها عنه ولو لساعات معدودة يعلم بأنه جرحها حقًا لكن ماذا يفعل وداخله يحترق ماذا يفعل بقلبه المجروح وعقله الذي لا يرحمه يشعر بوجعها لكن لا يستطيع التوقف عن ايلامها سينتظر حتى تهدئ ثورته المندلعة بداخله ويستكين غضبه هو أولًا سيمنع ذلك لكن بطريقة أخرى سيوهمها بموافقته على الطلاق كي يجبرها على البقاء حتى يجعلها تنعم بعقابها له بالبعد عنه وفي نفس الوقت تكون أمام عينيه عاد بحره يموج بغيوم الفراق وهو يبتعد عن ذلك المنزل الذي ترك فيه قلبه والذي آبى مفارقتها لما كتب عليهم ذلك العذاب وكأن الدنيا لا تريد تركهم هانئين. سيعود ليداوي جروح قلبها لكن بعد ان يتركها تثأر منه كيفما تشاء. ❈-❈-❈ يجلس كعادته في نفس المكان ومع ذلك الراعي قليل الكلام، لكنه يشعر براحة غريبة في هذا المكان ومعه هو خاصة وذلك الناي الذي يبث بداخله الرواحة والسلوان انتهى الراعي وعاد لصمته نظر إليه سليم وغمغم بحيرة _ بدور على الخير جوه الشر زي ما قولتلي بس مش لاقي غير المرار نحى الراعي الناي جانبًا وغمغم باقتضاب _ بكرة يكون زين نظر إليه سليم بحيرة من هذا الرجل الذي يظهر ويختفي فجأة، وما سر الراحة التي يشعر بها معه، أحيانًا يشعر بالرهبة منه ومن ذلك الغموض الذي يغلفه، عزفه على الناي الذي ينثر سحره على قلبٍ ملكوم فتعود الراحة والسكينة إليه ابتسم رغم مرارته وتمتم بهدوء _ وانت عامل كيف السحر وقت ما بشوفك واسمع عزفك الدنيا كلها بتبقى سلسة وبسيطة تنهد بتعب وتابع وهو ينظر إلى الأفق البعيد أمامه _ زيها بالظبط وقت ما عيني تلمح طيفها كأن الدنيا كلها بين ايديا، عشقها في قلبي كل مدى بيزيد، حتى بعد اللي حصل مفيش حاجة اتغيرت كنت فاكر إن جوازها من عمي هيخليني انساها بس المشكلة بقيت أكبر واني شايفها قدام عيوني، معايا في نفس المكان بتنفس الهوا اللي بتتنفسه ابتسم بمرارة وهو يتابع _ كل حاجة حلمت بيها اتحققت البيت اللي بيجمعنا والأكل اللي باكله من ايديها بس في الاخر بتروح لحضن عمي ده غير احساس الخيانة وانا بفكر فيها وجودي معها بقى خطر بمعنى الكلمة. رن هاتفه ليخرجه من شروده فعلم بهوية المتصل دون النظر إليه وبالفعل كانت والدته التي سألته بقلق _ انت فين ياسليم؟ وإزاي تخرج وانت تعبان كدة؟ نظر سليم في ساعته فوجدها العاشرة مساءًا يبدو ان الحديث مع ذلك الراعي أخذه ولم ينتبه للوقت _ متقلقيش أني زين مسافة الطريق وهكون عندك اغلق الهاتف ونهض ليعتذر للراعي ولكنه كعادته رحل دون أن يشعر به ❈-❈-❈ دلفت غرفة العذاب كما تلقنها منذ ولوجها ذلك المنزل، فقد أصبحت تبغضها حقًا وتبغض المنزل بأكمله لحظات معدودة وسيصعد خلفها ليقتلها بحديثه اللاذع دلف خلفها لترتعد اوصالها ما ان رأته لكنها لم تبد ذلك كانت نظراته تلك المرة تحمل سخرية ونظرات احتقار لا تعرف سببها حتى فجأها _ يظهر إن بنت عمك كانت عشقانه ابن الهواري وهربت من الچوازة دي عشانه لم تفهم شيئًا من حديثه هي تعلم جيدًا أن لا أحد يعلم بأمر مهرة فسألته بحيرة _ بنت عمي مين؟ ازدادت سخريته وهو يخبرها _ بنت عمك كامل ولا فكراني دخلت بيتكم زي التور معرفش ايه اللي بيدور فيه، هربت لجل ما تروح تتحامى في عشيقها وامبارح كتبوا الكتاب قدام العيلة كلها قطبت جبينها بدهشة ما هذا الذي تسمعه، وما الذي اوقعها في فخ هذا الرجل الذي لن يتوانى عن القصاص منها بمنتهى القسوة، فقد ظنت انها هربت من ذلك الجحيم لتسقط في جحيم اشد وأقوى، واولها تلقينها بالعشيقة هي تعلم جيدًا بأنها لم تراه يومًا كيف إذًا وقعت بين يديه _ عشان إكدة مرات عمك كانت رايدة تخلص منها بأي شكل، والحمد لله أنها چات بعيد عني نظر إليها بمغزى وتابع _ الدماغ الناشفة تلين تحت جزمتي إنما العار نروحوا منه فين؟ أغضبها بأهانته لهما لكنها أسرتها في نفسها ولم تبدها خوفًا من بطشه ارتعدت اوصالها عندما وجدته يتقدم منها بنظرات تعلم مبتغاها وغمغم بمكر _ ولا انتي ليكي رأي تاني ارتدت للخلف بخوف حتى صدمت بالفراش خلفها لينقبض قلبها رعبًا وهي تراه يقترب منها أكثر فنظر ناحية الباب كي تلوذ بالفرار لكنه فهم متبعها وقبل أن تهم بالفرار وجدت نفسها في عناق يهشم القلوب حاولت الفكاك من بين يديه لكنه احكم قبضته حولها فلم تستطيع رغبته بها لم تكن بدافع شهوته بها بل بدافع كسر شوكتها وهذه هي الطريقة الوحيدة لأخضاعها له لكنها كانت تقاتل بكل ما أوتيت من قوة لن تخضع ولن تستسلم مهما كلفها الأمر ظلت تعافر حتى وصلت به إلى قمة غضبه صفعة حادة تلقتها حتى جعلت الدماء تسيل من فمها واعادها إلى عناقه لكنها لم تستسلم أيضاً صفعة أخرى وأخرى وصرخاتها تزداد من حدتها يأس من أخضاعها فدفعها بحدة اسقطتها أرضًا وهتف معنفًا بغضب هادر _ يظهر إن أهلك معرفوش يربوكي وچاية تتفرعني عليا توجه إلى الخزانة وأخرج منها (كرباج) لتتسع عيناها بزعر وهي تراه يدنو منها به وهمّ برفعه لولا طرق الباب الذي جعله يسب بغضب _ مين؟ _ اني ياعمي رايد اتحدت معاك ضروري ❈-❈-❈ في منزل مهران تناولت القلم لتمضي بيدها على وثيقة وفاتها وانتهى الأمر كانت نظرات سلام لها تطمئنها بأنه سيظل معها لكنه تركها ورحل مع الجميع وحيدة في ذلك القصر العتيق ومع ذلك الرجل الذي أصبحت بين ليلة وضحاها زوجةً له فتح باب الغرفة ودلف منها مهران لينتفض قلبها خوفًا فور رؤيته ابتسم بسخرية عندما لاحظ ريبتها وتقدم منها قائلًا _ مبروك نظرت إليه بازدراء وهي تلعن ذلك الحظ الذي القاها في طريقه وقالت باستياء _ على ايه؟ على الفضيحة اللي اتفضحتها؟ ولا على إجبارك ليا بالجواز؟ رفع حاجبيه مندهشًا وسألها بجدية _ فضيحة ايه؟ بالعكس انا أجبرت ابوكي أنه يعترف بكي قدام الناس كلها واتچوزتك على سنة الله ورسوله يبقى فين الفضيحة. _ مش عارف فين؟، أنا اللي هربت من أبويا ليك انت وطول الفترة اللي فاتت وانا معاك لوحدنا يعني ايوة اعترف بيا بس بفضيحة جلس مهران على المقعد بأريحية وقال بتشفي _ عادي متفرقش المهم أنه اعترف بيكي، وبعدين اعملي حسابك إن الفرح بعد اسبوع نظرات التشفي في عينيه جعلتها ترفض أن تكون جسرًا يمر عليه بكل فتور للوصول لرغبته في الانتقام، لن تقبل وليحدث ما يحدث _ وانا مش موافقة على المهزلة دي ضيق عينيه متسائلًا فتابعت بحدة _ المهزلة اللي بدأتها انتهت وخلصت انتقامك، فضحته وفضحتني وخلصت الحكاية سيبني امشي من سكات نهض من مقعده وتقدم منها بكل هدوء وكأن ما قالته لم يسمع منه شئ وتمتم بلهجة رغم هدوءها إلا إنها تحمل تعبيرًا قا.تلًا _ الفرح هيتم بعد اسبوع وناس كتير اوي هتحضر ولازمن يشوفوا اللي اتحدت أهلها عشان مهران الهواري وهي في قمة سعادتها. ليس لديها شيئًا لتخشى عليه ولن تقبل بذلك التسلط استدار ليذهب ولكنها أوقفته بتحدي _ مستحيل اقبل وزي ما هربت مرة هعملها تاني لا تعرف متى عاد إليها حتى جدت عنقها بين يديه وعينيه التي تحول هدوءها لشرارًا ناريًا اجفلها وهو يتمتم من بين أسنانه _ اتأدبي واعرفي زين انتي بتتحدتي مع مين، ودلع الحريم ده ميمشيش معاي، اللي أقوله يمشي ولو على رقبتك فاهمة ولا لأ؟ قال كلمته الأخير بهدر لكنها لن تستسلم وعاندت بإصرار _ لأ كان انطباق فمه وقسوة نظراته تنذرها لكنها عميت عن الخطر لتجرح كبرياءه، عاد بها للخلف حتى الصق ظهرها بالحائط وجعها لم يبالي به وغمغم بوعيد قاتل _ لا عاش ولا كان اللي يتحدى مهران الرفاعي ومش هتيجي واحدة زيك صفر على شمال تتحداني. المسافة كانت قريبة جدًا بينهم حتى أنه شعر بأنفاسها الثائرة من خوفٍ تخفيه على وجهه وكم كان لها تأثير عجيب عليه إذ نظر لعينيها لأول مرة بذلك القرب فأصابته بسهام نظراتها والتي تشبه صفاء شمس شروقٍ اربكت ضربات قلبه الرتيبة. جالت عينيه بملامحها التي رسمت باتقان وكأنها لوحة في يد فنان أبدع صنعها رمش بعينين مربكتين وابتعد عنها يزدرد لعابه بصعوبة وغمغم بانفعال _ الفرح زي ما قلت يوم الخميس الچاي وبلاش تقفي قصادي لإنك متعرفيش انتي واقفة قصاد مين. هرب مسرعًا من مشاعره التي اهتزت فجأة بنظرة واحدة، وقلبه الذي لم تندمل جراحه بعد؛ اخذ ينبض بقوة وكأن الحياة أعيدت إليه من جديد دلف غرفته مغلقًا الباب خلفه بعنف وقد ازدادت وتيرة تنفسه من تلك المشاعر التي اجتاحته حتى أنه لم يشعر بمثلها من قبل أغمض عينيه يحاول تنظيم انفاسه حتى وقع نظره على صورة والدته بجوار صورة حلم عاد الوجوم يحتل ملامحه ليواجه تلك الصورة التي وضعها كي تعيده إلى رشده حينما يفقده يعلم جيدًا بأنه يعيد الكرة مرةً أخرى لكن لن يتنازل مهما كلفه الأمر قضي الأمر ولا مجال للتراجع نظر إلى والدته التي استلذ رؤيتها الآن وقد ظفر أخيرًا بنصرٍ سعى خلفه سنينًا عدة لكنه ناقص لا يعرف لما لاحت أمامه صورتها التي طبعت لا بل حفرت بداخل عقله وهو يتذكر تلك اللحظة وقد جمعهم ذلك القرب وأكدت خفقات قلبه ما لم يعترف به عقله بأنه وضع قدمه على أولى درجات سلمه للسحاب عاد بنظره إلى حلم يناشدها ان تنفي ذلك وتخبره بأن حبها ليس له بديل ولم يكن له ما أراد إذ أكدت مشاعره بأن الأمر تلك المرة يختلف تمامًا لكنه لن يعترف بذلك ❈-❈-❈ جلس على المقعد ينظر إليها باشتياق وهو يجري تلك المكالمة الفيديو _ حبيبة قلبي عاملة ايه؟ ومالك أخباره ايه ابتسمت له رغم ضيقها من بعده عنها كل هذه الفترة وتمتمت بروية _ الحمد لله احنا كويسين، بس وحشتنا أوي _ وانتو وحشيني اكتر بس خلاص هانت كلها يومين واكون عندكم. وضع الهاتف على الطاولة أمامه كي يتحدث بأريحية وغمغم باعتذار _ وأوعدك أول ما ارجع هعوضكم عن غيابي ده بس مينفعش اسيب سارة في الظروف دي. أومأت بتفاهم ثم تحدثت بريبة _ ولدتك لسة مكلماني دلوقت وعايزة تشوف مالك بس قلتلها لما مصطفى يرجع، وحسيت انها زعلت. تبدلت ملامح مصطفى وتحدث بجدية _ كويس انك رفضتي انا أصلًا مش هرجع البيت ده تاني بعد اللي حصل _ طيب هنقعد فين؟ _ في شقة عمي لحد ما اشوف مكان تاني _ وهتوافق عمك في اللي قال عليه؟ تنهد بحيرة وهو يعود بظهره للوراء _ مش عارف ياحلم، بصراحة انا شايف إن الموضوع صعب جدًا مش بس من جهة أبويا لا كمان من جهة وضع الشركة نفسها، لأنها لسة موقفتش على رجلها الاقساط لسة مخلصتش ومش عارف هكون قدها ولا لأ. _ ان شاء الله هتكون قدها المهم ترجعلنا بسرعة اومأ بابتسامة _ إن شاء اطمن بس على سارة وهرجع على طول تنهدت بقلة حيلة وغمغمت بغيظ _ أمري لله هتحمل عشان خاطر سارة، مع اني مش معاك فـ اللي بتعمله ده _ لازم ياحلم، سارة لازم تكون اقوى من كدة، انا لو سيبتها هتضعف مش هسمح لأي حاجة تهز كرامتها _ بس مفيش كرامة بين الست وجوزها وخصوصاً لو كانوا بيحبوا بعض زيهم كدة. تنهد بتعب وتمتم بحيرة _ مش عارف بصراحة، حاسس إن الموضوع بيوسع مني. وضعت حلم طفلها في فراشه وعادت إليه لتقول بدهاء _ واللي يحللك الموضوع؟ غمز لها بعينيه وقال بخبث _ اموت وابوسه ضحكت حلم وتمتمت بخفوت _ اقفل الباب كويس لـ سارة تسمعنا وتعالى اقول تعمل أيه. انتهت حلم من سرد خطتها مما جعل مصطفى يذهل من تفكيرها وقال بغيظ _ فعلًا إن كيدكن عظيم. أكدت حلم _ ولسة بس أصبر على الخطة الأولى وشوف أن ماخليته يبوس ايدها عشان تسامحه يبقى انا معرفش حاجة عاد مصطفى بظهره للوراء وتحدث باستهزاء _ دا انا اللي طلعت معرفش حاجة بس على العموم خلينا ننفذ ونشوف النتيجة تحولت نظراته لمكر وهو يسألها _ طيب والبوسة هنعمل فيها أيه؟ هزت كتفيها دلال وأجابت _ لما تيجي هنشوف حكايتها هي التانية قطب جبينه بضيق وغمغم باعتراض _ نعم يااختي هو انا لسة هستنى فكر قليلًا ثم قال بإصرار _ بقولك ايه انا هقوم انفذ الخطة دلوقت مش هستنى للصبح يلا سلام لحد ما اجيلك اغلق مصطفى الهاتف وخرج من الغرفة كي ينفذ ما انتواه ❈-❈-❈ خرج من عندها والغضب يتآكله، كيف استطاعت نطقها بتلك السهولة وكأن ما بينها ينتهي بكلمة كهذه هل تفعل ذلك كي تكسر غروره؟ ام هي حقًا أرادت ذلك؟ وإن كان ذلك فقد نجحت بكل جدارة لكن ليس بغروره بل بقلبه قلبه لا يطاوعه لن يستطيع تحمل بعدها لا لن يقف صامتًا أمامها سيعود إليها ويلقنها بحبه درسًا لن تنساه ألا تعلم كم يحبها هل تعلم كم يموت ويحيا ببعدها فإذا فارقته فارقته الحياة بدورها هل تعلم بأن مدى غيرته بمدى حبها بقلبه وكلما اشتد حبه كلما علت غيرته لا تختبر حبه بالفراق فالفراق يقتله بسلاح بارد لكنه وقت استدارته رن هاتفه لينقبض قلبه خوفًا عليها فأجاب بقلق _…… خذلها كما حدث من قبل ولما لا وقد تعود أن تسامحه بكلمة واحدة منه أو نظرة اعتذار ليست مباشرة، فظن تلك المرة كما قبلها ستغفر وتسامح لكن لن تغفر تلك المرة وستظل على موقفها مهما فعل توقفت عن التفكير عندما سمعت صوت هاتفها ولم يكن سوى حازم الذي يخبرها عن ذلك الخبر الذي افجعها
وهام بها عشقًا رانيا الخولي الفصل الرابع عشر ❈-❈-❈ لم تستوعب ما سمعته من حازم وعادت تستفهم منه وهي تصيح به _ انت بتقول أيه؟ انت اكيد غلطان دلف مصطفى الغرفة على صوتها ليسألها بقلق _ ايه ياسارة في ايه؟ اشارت له بالهاتف وعقلها يرفض تصدق ما سمعته فأخذه من يدها ليتحدث هو وقد كانت صدمته أكبر بما علم دلفت المشفى ومعها مصطفى الذي صدم كذلك من ذاك الخبر وجدت الجميع ينتظرون أمام غرفة العمليات بقلب ملتاع مما جعل قلبها يرتعد بخوف اسرعت إلى جمال الذي وقف يتضرع إلى ربه كي ينقذ ابنه الذي لا يعرف حتى الآن ماذا حدث له فسألته بخوف _ عمي، فين جاسر؟ تحلى جمال بالصبر أمامها ورد بثبات _ أهدي يابنتي وادعيله هو في العمليات دلوقت. هزت رأسها بعدم استيعاب لما يخبروها به وغمغمت بعدم استيعاب _ عمليات ايه؟ جاسر كان لسة عندي من شوية وحتى مشي زعلان مني تقدم منها مصطفى ليحاول تهدئتها _ إهدي ياسارة إن شاء الله هيكون كويس هزت راسها بنفي وهي تتمتم بخوف _ اهدى ازاي وانا مش عارفة ايه اللي حصله جوة دخلوني عنده هو أكيد محتاجلي، خليني اشوفه واعرفه إني جانبه أخذت تناديه بأعلى صوتها _ جاسر دخلوني عنده خلوه يسمعني، خليني اعتذرله اخذها مصطفى في حضنه مقيدًا حركتها _ اهدي ياسارة إن شاء الله هيكون كويس. هزت راسها بنفي وهي تتمتم بعدم استيعاب _ لأ قلبي بيقولي انه مش كويس، انا اكيد بحلم اكيد كابوس لا لن يذهب وهو غاضبًا منها، المرة الأولى التي تقف أمامه يكون عقابها الرحيل فليعود إليها ولن تغضبه مرة أخرى لكن ستنتقم فقط منه لأنه أخافها عليه ولن ترحمه حينها. لم يستطيع عقلها المقاومة أكثر من ذلك واستسلمت لظلامها ❈-❈-❈ ازدرد ريقه بصعوبة وهو يحاول البحث عن أي مخرج وعمه يقف أمامه متسائلاً عن ذلك الأمر الهام لم يكن هناك أمرًا من أساسه لكن كانت الطريقة الوحيدة أمامه كي يجعله يتركها لكنه تساءل هل سيظل على ذلك الحال كل مرة؟ _ متقول ياولدي في ايه؟ تنهد بتعب وقال بثبوت _ كنت رايد اسافر اسكندرية قد اسبوعين أكدة. عقد خليل حاجبيه متسائلاً _ ليه؟ في حاچة؟ اهتزت نظراته عندما وجدها تخرج من الغرفة ونظرات العتاب لا ترحم قلبه الذي يأن ألمًا وحزنًا عليها، أخفض بصره بانكسار وكأنه بذلك يقدم آلاف الاعذار عندما لاحظ أثار العنف الظاهر على وجهها اوقفها عمه بحدة _ رايحة فين؟ الخوف الذي اعتراها منه لم يرحمه وأجابت بتهرب _ هچيب حاچة من تحت وچاية تركها خليل حتى ينهي حديثه مع ابن أخيه فترحل هي وتتركه لأحزانه انتبه لعمه الذي عاد يسأله _ عايز تسافر ليه؟ لم يعرف سببًا يخبره به فتمتم بثبوت _ معلش ياعمي بس أنا محتاج ابعد شوية وأوعدك إني مش هأخر _ بس انت خابر إن ابن عمك راچع كمان يومين ومحتاچك تكون چانبه _ اليوم اللي هيرچع فيه هكون موچود إن شاء الله لم يريد خليل الضغط عليه فتركه كما يشاء عاد إلى غرفته منتويًا الذهاب فهذا هو الحل الوحيد أمامه، عليه البعد ربما تكون تلك الطريقة التي يستطيع بها التحكم في مشاعره أكثر من ذلك لكن أثناء عودته انتبه لتلك الهمهمة وصوت أنات مكتومة ذهب إلى مكان الصوت لينتبه إلى تلك التي تنزوي في أحد الأماكن في الحديقة أغمض عينيه يحاول بصعوبة اخفاء مدى توقه للذهاب إليها والتخفيف عنها لكن لا فائدة وجد قدميه تسوقه إليها دون إرادته كانت جالسة على الأرض تضم قدميها إليها وتخفي وجهها بينهما دنى منها ليجث أمامها وعينيه تنظر إليها بحسرة رفع يده يربت عليها لكنه تراجع فلا يحق له ذلك وحينها انتبهت هي له ورفعت وجهها بوجل لتجده هو يجلس أمامها وعينيه تجوب ملامح وجهها بصدمة الدماء التي تسيل بجانب ثغرها وأنفها وأثار صفعات حادة على وجهها ما بين زرقاء تبدو منذ زمن، وأخرى شديدة الإحمرار، وعينيها التي لا ترحم ضعفه تدينه بعتابٍ قاسٍ انهكه، ورغم حدتها تحدثت بإيباء _ جاي ليه؟ لم يقل شئ بل نهض تاركًا إياها دون الرد عليها مما جعلها تعاود البكاء، فماذا تنتظر من شخصٍ يفضل دائمًا الهرب لم تلبث ووجدته يعود إليها وهو يحمل إناء به ماء وتقدم منها ليجث أمامها وتتقتبل نظراتهم ما بين عتاب واعتذار رمش بعينين مربكتين ثم بلل تلك المنشفة الصغيرة ودنى بها منها ليمسح تلك الدما.ء الجافة على انفها وفمها لكنها أزاحت يده تبعدها عنه وهي تقول بعناد _ ابعد عني، سيبني لوحدي مش عايزة اشوفك لا يلومها لكن عليه أن يداوي جروح وجهها ربما ذلك يخفف من جروح قلبه دنى بيده مرة أخرى من جروحها وهي استسلمت له تلك المرة فهي حقًا متعبة ولا تستطيع الجدال يضع المنشفة على جرحها وهو يحاول بصعوبة عدم النظر إلى عينيها فكلما نظر داخلهما كلما شعر بالضعف أمامهما مازالت دموعها تنهمر من عينيها مما جعله يرفع بصره إليها ويا ليته لم يفعل فقد وجد نفسه يتوه في بحورها فتلك الحبيبة التي كتبها القدر بشقاءه ستكون دائمًا كذلك دون إرادته سقطت عينيه على ثغرها الذي حلم كثيرًا بتذوقه يرتعش بآلامٍ لا يعرف إذا كانت من ألم الوجع أو من آلم القلب فكلاهما واحد رغم أن وجع القلب أشد وأقسى بقعة دما.ء وجدها عالقة على شفتها السفلية مما جعله ينحدر بيده ليمسحها وكانت تلك مرته الأولى التي يلمس فيها شفتيها كانت مستسلمه لعتابه ولم تدري شيئًا عن تلك النيران التي تشتعل بداخله خطر حاف مشاعره ودق ناقوس الخطر ينبه بأن ما هم فيه ليس سوى بداية لأثمٍ كبير، فعاد لرشده بصعوبة وغمغم بخفوت _ أمشي دلوقت اندهشت ولم تخبرها براءتها بما يعتمل بداخله وعندما لم تطاوعه عادها بحدة _ قلتلك امشي دلوقت تحولت نظراتها لبغض ونهضت من أمامه وألقت المنشفة في وجه بغضب تقبله بصبر وظل ينظر في أثرها حتى دلفت للداخل. شقاء ما بعده شقاء، عليه حقًا الذهاب من هنا، لم يعد يثق في مشاعره ولن يعود سوى بعودة مالك وحينها سينشغل به عنها ❈-❈-❈ فتحت عينيها بتثاقل تتساءل عن وجودها أين هي؟ لتطرق الحقيقة رأسها وتتذكر ما حدث لحبيبها نهضت مسرعة رغم الدوار الذي اشتد بها وأسرعت بالخروج من الغرفة تبحث عنهم حتى وجدته يخرج من غرفة العمليات اسرعت إليه تصرخ بأسمه _ جاسر أمسكت يده وهي تناديه _ جاسر انت كويس رد عليا حاول مصطفى ابعادها لكنها أبت ذلك وأصرت على استجوابه لكنه مازال تحت تأثير المخدر فلم ينتبه لها فقالت الممرضة _ لسة مفقش يامدام خلينا نوديه اوضته الأول ذهبت معه وبقي جمال وحازم ليسأل الطبيب _ خير يا دكتور؟ عدل الطبيب من وضع نظارته وقال بارهاق _ الكسر كان مضاعف في رجله الشمال بس الحمد لله قدرنا ننقذ رجله وإن شاء الله هيكون كويس وبالنسبة لدراعه جبسناه لما اتأكدنا إن العصب متضرش بعد اذنكم ذهب الطبيب وترك جمال في حاله يرثى لها فقد اشتد الحمل عليه بسقوط ولده الذي كان ظهره و سنده ربت حازم على كتفه وقال بثبوت _ متقلقش إن شاء الله هيكون كويس أومأ له جمال بصمت وذهب معه إلى الغرفة ليجدوا سارة مازالت تتشبث بيده دنى منها ليربت على كتفها وقال بثبات _ اطمني هو كويس مفيش حاجة رفعت بصرها إليه تناشده ان يطمئنها وقد كان لها ما ارادت _ والله كويس مجرد كسرد في رجله وخلاص، ودراعه نفس النظام. ارجعي انتي واحنا هنفضل جانبه تبدلت ملامحها لإصرار قاطع _ مش هسيبه تقدم منها مصطفى ليقنعها _ لازم تروحي عشان بنتك …. قاطعته بإصرار _ قلت مش هسيبه هو مش محتاج حد غيري وهفضل جانبه لحد ما يخرج من المستشفى. لم يقتنع جمال بقرارها فقال بأيباء _ ومينفعش إن كلنا نروح ونسيبك انتي معاه _ انا اللي هفضل مع جوزي مش هسمح لحد انه يمنعني كانت لهجتها حازمة لم يستطيع أحد ردعها عن قرارها فوافقها جمال لعلمه بأن جاسر بعد عودته لوعيه لن يسمح ببقاءها في المشفى وسيجبرها على العودة ظل الجميع بجواره حتى بدأ يسترد وعيه نطق باسمها ما إن عاد لرشده _ سارة مالت عليه سارة ودموعها تنهمر من عينيها وتمتمت بألم _ أنا جانبك ياحبيبي مش هسيبك أبدًا ضغط على يدها بضعف وغمغم بخفوت _ خليكي جانبي متسبنيش وضعت جبينها على جبينه وهي تأخذ يده إلى حضنها وقالت بصدق _ العمر كله ياحبيبي، العمر كله هكون معاك ومفيش حاجة في الدنيا هتفرقنا وكأن كلماتها طمئنته وجعلته يغمض عينيه تلك المرة براحة ابعدها مصطفى عنه عندما اشتد بكاءها وتحدث بتعاطف _ اهدي ياسارة خلاص فاق واطمنا عليه ابتعدت عنه سارة بصعوبة فتحدث جمال بروية _ يابنتي روحي انتي مش هتقدري تاخدي بالك منه وهو بالحالة دي هزت راسها بنفي وقالت بحزن عميق _ مستحيل يغيب عن عيني لحظة واحدة تعاطف حازم معها وتحدث برزانة _ خلاص سيبها وانا هفضل معاها وانام على الكنبة اللي برة وافق جمال على مضد وظل معهم حتى اضطر للعودة لأجل والده الذي ترك معتز معه حتى لا يعلم بشئ تقدم من ابنه ومال عليه يقبل جبينه وتركه وغادر كان صعبًا عليه تركه لكنه يعلم جيدًا بأنه بيد آمينه نسخة من منصور لكنها بعيدة كل البعد عن وحشيته كان في اشد الحاجة له الآن سنشد عضدك بأخيك فأين هو؟ عاد إلى المنزل ليجد معتز في استقباله اسرع إليه يسأله بقلق _ جاسر كيفه دلوقت أجاب جمال بارهاق _ اطمن هو زين، فميش اي حاجة الحمد لله عدت على خير. _ طيب هروح أنا… قاطعه جمال _ حازم وسارة معاه الصبح أن شاء الله نروحله، حد عرف حاچة هز رأسه بنفي _ متقلقش محدش عرف حاجة _ طيب ادخل انت وانا هطلع ارتاح شوية صعد جمال غرفته وقد ظلت وسيلة مستيقظة بسبب ذلك القلق الذي انتابها اليوم لن يستطيع اخفاء الأمر عليها _ أومال فين حازم وجاسر وليه سارة بعتت البنت وهي فين ارتمى جمال على المقعد ولم يدري كيف يخبرها بذلك الخبر فقال بثبات زائف _ جاسر عمل حدثة وفي المستشفى وسارة معاه انقبض قلبها بصدمة وضربت على صدرها بخوف _ ابني تقدمت منه وهي تجث أمامه وتصيح به _ ايه اللي حصله ابني ماله؟ مسح جمال على وجهه ونظر إليها متمتمًا بتعاطف _ قلتلك متقلقيش جاسر كويس وإن شاء الله هيطلع الصبح هزت رأسها بعدم اقناع ونهضت وهي تبحث عن ملابسها _ أنا رايحة أتأكد بنفسي نهض جمال ليمنعها برفض _ تروحي فين دلوقت، الصبح إن شاء الله هنروح…. قاطعته بحدة وهي تبكي بحرقة _ انا مش هعمل زيك وأسيبه واروح، هروح لأبني وافضل تحت رجليه. جذبها جمال إليه كي يهدؤها وتحدث برزانة _ أقسملك إنه بخير وانا مسبتوش لوحده انا سايب معاه مراته وحازم وهو بنفسه اللي طلب تكون معاه وأنا قاصد أنها اللي تبقى عشان يشوف بعينه الفرق وضعت رأسها على صدره وتمتمت ببكاء _ مش هقدر استنى للصبح خليني اشوفه واطمن عليه ربت على كتفها وغمغم بثبات _ خلينا نتحمل لحد النهار ما يطلع عشان ابويا وأمي، انتي عارفة روحهم في جاسر وهما فيهم اللي مكفيهم اومأت له وهي تتشبث به وقلبها يأن ألمًا وحزنًا على ولدها ❈-❈-❈ فتح عينيه بتثاقل فشعر بشئ ثقيل على يده حاول التحرك لكنه لم يستطع، ألم شديد لا يحتمل في يده وذراعه الرؤية ليست واضحة أغمض عينيه وفتحها مرة أخرى حتى وضحت الرؤية أمامه اول ما قوع عليه عينيه وجهها الذي ظل ملازمًا له في غفوته الطويلة لكن الحزن المرتسم عليه ودموعها التي بللت أهدابها آلمته بشدة يعشقها حد الجنون وكل خلافٍ يحدث بينهم يُشعل العشق أكثر وأكثر بقلبه لكن تلك المرة وصل العشق منتهاه وهل للعشق من منتهى؟ سيذهب ليل الفراق وتشرق شمس نهارهما ولن يسمح لها بالفراق نائمة كالملائكة تمسك بيده المصابة وكأنها تخشى عليه من الهرب هزت رأسها لوضعٍ أكثر راحة فخرجت منه آهة ألم رغمًا عنه استيقظت على إثرها فترفع وجهها بلهفة _ جاسر ابتسم رغم ألامه كي يطمئنها وغمغم بخفوت _ انتي هنا من أمتى؟ احتوت يده بحب كي لا تؤلمة وتحدثت بلوعة _ من وقت مـ خرجت من العمليات، عامل ايه دلوقت؟ نظر إلى يده وقدمه وغمغم بألم _ حاسس بألم شديد اوي وأكتر فـ رجلي ربتت على يده وتحدث بثبات _ الدكتور جاي دلوقت وهخليه يضيفلك مسكن أقوى وكأنه انتبه لتوه بوجودها فسألها بجدية _ أومال فين أبويا وأخواتي، وليه سيبينك لوحدك _ مش لوحدي حازم معايا بس هو قاعد في الكفاتريا، وعمي ومصطفى أصريت انهم يرجعوا لإني مش هسيبك مهما حصل، اخر ما زهق روح وقال أنه هييجي الصبح رغم استياءه وغيرته عليها من بقاؤها معه إلا إنه سعد بتمسكها به وعدم تركه، فهو حقًا في أمس الحاجة إليها لسيما إصابة يده التي ستعيقه فترة طويلة _ وسيلا؟ _ سيلا بعتها لماما اطمن أمسكت هاتفها _ هتصل على حازم يجيب الدكتور صدرت منه آهة عندما هم بمنعها بيده المصابة فعادت إليه بلهفة _ مالك ياحبيبي جعد وجهه من شدة الألم وغمغم بوهن _ ألم جامد أوي في دراعي ورجلي ربتت على كتفه وتحدثت بتأثر _ انا رنيت على حازم وزمانه جايب الدكتور وجاي وبالفعل لم تنهي حديثها حتى دلف حازم ومعه الطبيب إلى الغرفة انتهى الطبيب من المعاينة ثم تحدث بإيجاز عندما سأله جاسر عن حالته _ هكون صريح معاك ومش هخبي اولًا رجلك تقدر تقول انقذناها بمعجزة فبالتالي هتاخد وقت كبير لحد ما ترجع لطبيعتها وتقدر تمشي عليها. دون إرادة منها امسكت يدها لتضغط عليها وكأنها بتخبره بدعمها له فتابع اسألته _ وقت قد ايه؟ _ مش اقل من اربع شهور اما دراعك فده عادي الكسر بسيط كلها عشرين يوم بالكتير أومأ له جاسر بصمت وبدأ الطبيب يضيف بعض التعليمات ثم خرج من الغرفة عادت سارة لتجلس على طرف الفراش بجواره وأمسكت يده لتقبلها قائلة بحب _ هيعدوا بسرعة وهتبقى أحسن من الأول شعر بالنعاس بفعل المسكن فبدا باغماض عينيه وهو يشدد على يدها ويقول برجاء _ خليكي جانبي أومأت له وهي تربت على يده _ مش هسيبك لحظة واحدة ❈-❈-❈ ظلت وحيدة تلك الغرفة ولم تعد تراه كما السابق منذ تلك الليلة وهو يتجنب وجودها حاولت مرارًا وتكرارًا التحدث معه لكنه يبتعد مسرعًا وكأن بها مس يستعذ منه لكن لن تتحمل أكثر من ذلك عليها الوصول إليه والتحدث معه، فغدًا سيكون زفافهم وعليها ان تعرف مصيرها بعد ذلك. خرجت من الغرفة للمرة الأولى بعد دلوفها مازالت تخشى ذلك المكان، فالسكون الذي يعمه يرعبها حقًا لكن تلك المرة الاضواء مضاءه وكأنه رأف بمن أصبحت تقطن بها وتخشى الظلام سارت في ذلك الرواق وهي لا تعرف حتى الآن أين غرفته غرف عديدة لكنها مغلقة وكأن كل غرفة منها تخفي خلفها اسرار لا حصر لها توقفت أمام أحدى الغرف وداخلها يقين بأنها الغرفة المنشودة وضعت يدها على المقبض وبداخلها يطلب منها التراجع وكأنها ستفعل شيئًا مشينًا لكن ماذا تفعل في فضولها الذي يود أن يقتحم أسرار ذلك العنيد.. ظلام كعادتها به وظلت تتحسس الأضواء لكنها لم تصل إليها بعد محاولات عدة استطاعت الوصول إلى الفراش ومنها إلى المصباح الصغير الموضوع على المنضدة فُتحت الاضاءة لكنها خافته تساعد فقط على الرؤيا حول الفراش لفت نظرها الفراش المرتب بعناية فائقة وكأن لم تلمسه يد منذ أمد بعيد لكنه نظيف للغاية وذلك الإطار الذي احتوى صورة لفتاة بملامح هادئة تسير السكينة في قلب من يراها، يجذم من يراها بأنه لم يرى في رقة تلك الملامح من قبل ضحكتها جميلة لكنها حزينة مثلها تمامًا تبد ابنة عمه التي قاموا بقتلهـ ـا وادعوا هروبها ساقتها قدماها إلى خزانتها تريد أن تعلم الكثير والكثير عنها فتحتها بكل هدوء تتطلع لأغراضها التي رتبت بعناية فائقة محال أن تكون تلك الغرفة مهجورة لفت نظرها ثوب زفاف معلق في الخزانة فمدت يدها لتلامس ذلك الثوب الأبيض الذي علق جانبًا فتنبهر حقًا بجماله اخرجته من الخزانة وأخذت تنظر إليه بانبهار _ بتعملي ايه عندك؟ انتفضت بفزع عندما سمعت صوته الذي هز اوصالها فتلتفت بوجل تجاهه فتجده ينظر إليها بنظراته الحادة وكأنها اقتحمت مكانًا محرمًا عليها رمشت باهدابها تبحث عن صوتها الذي اختفى عنها وكأن الكلمات انحشرت في حلقها من فرط الخوف وخاصةً عندما وجدته يقترب منها بخطواتها الثابتة وبعينين تقدح شررًا جعلها تعود للخلف بوجل فيلتصق ظهرها بالخزانة خلفها فأصبحت محاصرة بين فوهة عينيه التي تنظر إليها بغضب إن خرج سيحرق ما حولهم. _ مين اللي سمحلك تدخلي أهنه قال كلمته الأخيرة بحدة أجفلتها وجعلت وتيرة تنفسها تزداد حتى إنها لفحت عنقها لمدى تقربه منها اغمضت عينيها تحميها من نيران نظراته التي تكاد تشعر بسخونتها وغمغمت بخوف _ ا..أنا.. كنت بدور عليك وافتكرت إن دي اوضتك تبخر غضبه لرؤيتها بهذا الشكل كما كانت تفعل حلم فتصلبت نظراته عليها وأوقدت نيران شوقٍ لم يخمد بعد تجولت عينيه على محياها بكل تفاصيله، بدأً من منبت خصلاتها البنية إلى جبينها الناصع لأهدابها الحادة رغم هدوءها وعينيها التي تمنى أن تفتحهما وينظر داخلهما حتى يرى صفاءهما ثغرها الذي يهتز من شدة خوفها جعله يتمنى أن يوقفهما بانامله التي تتحرى شوقًا للمسهما وبث الاطمئنان بداخلهما انخفق قلبه عندما رفعت جفنيها ظنًا منها أنه تركها لتتفاجئ به أمامها ينظر إلى ثغرها بتلك النظرات الغريبة جعلها تشعر بالريبة منه حمحمت باحراج وهي تبتعد من أمامه جعلته يعود لرشده ليستعين بغضبه كي يصرف عنه هذا الشعور المقيت فعاد لصوته جموده وحدته وتهكم قائلاً _ على أساس إنك هتلاقيني متخبي في الدولاب؟ أغضبها تهكمه لكنها شعرت بالخزي من نفسها للسعي خلف فضولها، فحاولت جذب انتباهه لشئ آخر لتغمغم بثبات زائف _ اني رايدة اتحدت معاك ضروري باغتها بدفع باب الخزانة جعلها تجفل بريبة ثم جذبها دافعًا إياها للخروج معه من الغرفة وصاح بتوبيخ _ لما تحبي تتحدتي معاي تنزلي المكتب تحت انما إنك تدور في الاوض إكدة وتطفلي على خصصياتي فده مرفوض فاهمة ولا لا؟ شعرت بالحنق من تلقينها بالمتطفلة فردت مدافعة عن نفسها _ انا متعدتش على خصصياتك زي ما بتقول ومسمحلكش إنك تتكلم معايا بالاسلوب ده قطب جبينه بشر وهو يراها تناطحه بحديثها فسألها متعجبًا من جرئتها في الحديث معه _ هو انتي اللي هتسمحيلي ايه اللي اقوله وايه اللي مقلوش؟! لاح الخوف بداخلها لكنها ابت أن تظهره وردت بتحدي _ ايوة، لما تكون فيها إهانة ليا مش هسمحلك إنك تهني مهما كان، ومتفتكرش إنك بالورقة اللي مضتني عليها دي هتتحكم فيا لم يجرئ أحد يومًا على تحديه لتأتي تلك الفتاة وتقف أمامه تتبجح رغم غلطها مما جعل الدماء تهدر بعروقه وهتف معنفًا بغضب شديد وهو يطوق عنقه بقبضته ويعود بها للخلف كي يثبتها على الجدار خلفها _ اوعي تفتكري انتي إنك عشان اسمك اتكتب جانب اسمي هتحطي راسك براسي وتعلي صوتك قبالي ازدادت قبضته حدة حول عنقها جعلها تشعر بالاختناق جراء ذلك حتى احمر وجهها فأردف محذراً _ انتي مجرد وسيلة أوصل بيها للي رايدة وبعدها تروحي للوحل اللي چيتي بيه سعلت بشدة بعدما ابعد قبضته عنها فأخذت تشهق بلهفة لم يبالي لها ثم تركها وغادر بالغ في ردت فعله لكن عليه ذلك إذا اراد ان يضع حدود لعلاقته بها، لوح العشق بعصاه لكنه لن يعترف به وسيظل على ثباته مهما رق قلبه عاد لغرفته المظلمة وكأنه يخشى من النور ويكتفي بذلك الضوء الخافت عندما ينظر لصورهما والدته وحلم لا يعرف حتى الآن لما لم يعد يراها بعد أن تصالح مع نفسه وعادت تزوره كل ليلة وينعم باحضانها التي حرم منها وهو ابن الستة أعوام تظل بجواره تتلاعب بخصلاته حالكت السواد حتى ينام كما كانت تفعل معه في صغره لماذا عادت لهجرها له، لما عليه أن يعيش مرارة هجرها مرة أخرى هو لم يفعل شيئًا يغضبها بل أخذ حقها ممن ظلمها وانتقم لها أشد انتقام هل لهذا السبب قامت بتركه؟ تنهد بتعب وجلس على الفراش واضعًا رأسه بين يديه يريد التخلص من آلامه لكن كيف؟ طرقت ملامحها مخيلته وكأنها إشارة له تسارعت دقات قلبه فيشعر بالانزعاج لا يريد أن يطرق العشق قلبه مرة أخرى لا يريد أن يعيش تلك الالام بعد أن التأمت جروح روحه بعد موت حلم نهض ليخلع عباءته ودلف المرحاض ليأخذ حمامًا دافئًا ربما يساعده على الارتخاء وقد كان له ما أراد إذ خرج وهو مرتدي بنطال قطني فقط رغم برودة الطقس ودلف اسفل الغطاء ليغمض عينيه وقد ساعده ذلك الدواء الذي لجأ إليه كي يساعده على النوم بسرعة ويرحمه من دوامة الافكار لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه إذ وجد تلك العاصفة تقتحم غرفته بهوجاء وهي تصيح به _ انا مجتش من وحل زي ما بـ… شهقت بوجل وهي تضع يدها على عينيها عندما وجدته يعتدل في فراشه فينحصر الغطاء عن صدره فيظهر أمامها عاريًا ازاح الغطاء عنه ونهض مقتربًا منها وهو يسالها بغضب _ في ايه؟ وإزاي تدخلي الاوضة بالشكل ده؟ ازداد ارتباكها ومازالت تخفي عينيها
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول1 من هنااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني2 من هنااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا