رواية الفتاه التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل الرابع عشر 14بقلم اسماعيل موسي (حصرية في مدونة قصر الروايات)
رواية الفتاه التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل الرابع عشر 14بقلم اسماعيل موسي (حصرية في مدونة قصر الروايات)
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
١٤
وقفوا عند مدخل الكهف، أنفاسهم متلاحقة، وأجسادهم متوترة. الريح الباردة التي خرجت من داخله حملت معها همسات قديمة، أصواتًا غير مرئية تراقبهم، تزن أرواحهم، تحكم عليهم قبل أن يتقدموا.
لكن عندما جاء الصوت الأخير، صارمًا وواثقًا، ذكر اسم رعد… تغير كل شيء.
"دفع الثمن مسبقًا... كان يتوقع حضوركم."
لم يكن هناك وقت للدهشة. فجأة، اهتزت الأرض تحت أقدامهم، وانفتح الكهف كما لو كان كائنًا حيًا يستجيب لأمر غير مسموع. الجدران الصخرية تراجعت قليلًا، مشكلة ممرًا ضيقًا، مظلمًا، لكن في نهايته… كان هناك ضوء خافت، بعيد، كأنه مخرج آخر.
نوار، رغم قلقه، لم يتردد. أمسك بيد لينا وسحبها معه إلى الداخل، تلاه آدم وماجي دون نقاش. لم يكن أمامهم خيار آخر.
⚝
ما إن عبروا المدخل حتى أغلق من خلفهم، كما لو أن الكهف ابتلعهم. تردد صدى إغلاقه عبر الممر، مما جعل لينا تقبض على ذراع نوار برعب.
"إلى أين يأخذنا؟" همست، صوتها بالكاد مسموع وسط الصمت الثقيل.
آدم كان يسير أمامهم، يراقب كل شيء. كان يعلم أن الكهوف مثل هذه ليست مجرد حجر وممرات… بل كيانات بحد ذاتها، تحيا بطرق لا يفهمها البشر. لكنه كان يعرف شيئًا واحدًا: رعد خطط لهذا مسبقًا.
إذا كان قد دفع الثمن، فهذا يعني أنهم سيخرجون.
لكن كيف؟
⚝
كان الهواء في الداخل مختلفًا… ثقيلًا، مشبعًا برائحة الأرض الرطبة والرماد القديم. كل خطوة كانت تحدث صدى غريبًا، كما لو أن الكهف لم يكن مجرد مكان، بل ذاكرة… تحمل آثار من مروا به قبلهم.
ثم، فجأة، تغير الضوء.
لم يكن هناك أي شعاع واضح، لكنه كان موجودًا—وميض خافت على الجدران، مثل ألسنة لهب غير مرئية ترشدهم عبر الظلام. ومع كل خطوة، كان الممر يتغير. كان ضيقًا، ثم واسعًا، ثم متعرجًا بشكل مستحيل، لكنهم استمروا بالمضي قدمًا، مدفوعين بوعد الهروب.
ثم، بعد ما بدا كأنه أبدية، وصلوا.
⚝
أمامهم، امتد جدار صخري، لكن في وسطه كان هناك شق ضيق، بالكاد يكفي لشخص واحد للعبور. كان الضوء من الخارج يتسلل عبره، رماديًا، كأن الشمس كانت تغيب أو تشرق على عالم جديد.
نوار لم ينتظر، دفع لينا للأمام. "اخرجي!"
تحركت بسرعة، تبعها ماجي، ثم آدم، وأخيرًا نوار نفسه، وهو يلقي نظرة أخيرة إلى الداخل… إلى الظلام الذي خلفهم، إلى الكهف الذي أنقذهم لكنه لم يعطهم أي إجابات.
ثم، بمجرد أن خرجوا جميعًا…
أغلق الشق خلفهم، كما لو أنه لم يكن موجودًا قط.
⚝
وقفوا في العراء، يتنفسون بعمق، يستوعبون أنهم فعلوها… أنهم نجوا.
لكن حين نظروا حولهم، أدركوا أنهم لم يكونوا فقط بعيدين عن جنود كين…
بل في مكان لم يروه من قبل.
الغابة كانت مختلفة. الأشجار أطول، الهواء أنقى، والرائحة التي تملأ الأجواء لم تكن مألوفة. لم يكن هذا مجرد مخرج آخر…
لقد نقلهم الكهف إلى مكان آخر تمامًا.
نوار نظر إلى آدم، الذي كان يتفحص المكان بتمعن. "أين نحن؟"
آدم أغمض عينيه للحظة، كأنه يستمع إلى شيء غير مسموع، ثم فتحهما مجددًا وقال بصوت منخفض:
"في أرض لا يستطيع كين الوصول إليها بسهولة."
ثم أدار وجهه نحو نوار، ابتسامة خافتة على شفتيه.
"لكن هذا لا يعني أننا بأمان بعد."
⚝
⚝
وقفوا للحظات، محاطين بغابة غريبة لم يألفوها من قبل. الأشجار هنا كانت شاهقة، أوراقها الكثيفة تحجب السماء، والهواء كان مشبعًا برائحة الأرض الرطبة والعشب البري. لكن الأهم… لم يكن هناك أي أثر لجنود كين.
تنفست لينا بصعوبة، لا تزال يداها ترتجفان بعد ما مروا به. "هل… هل نحن بأمان؟"
آدم لم يجيب فورًا، لكنه نظر حوله، يستنشق الهواء ببطء، كأنه يحاول تمييز أي تهديدات. ثم قال بصوت منخفض: "لسنا في خطر مباشر، لكن لا أحد يعرف متى سيجدنا كين."
ماجي كانت تراقب الظلال بين الأشجار، عيناها تضيقان بشك. "أين نحن بالضبط؟"
نوار كان مندهشًا أكثر من الجميع. لم يكن هذا مكانًا سمع عنه من قبل، ولا حتى في الحكايات القديمة عن أرض كين. لكن عندما التفت إلى آدم، لاحظ نظرة غريبة في عينيه—كأنه يعرف الإجابة.
"هذه…" قال آدم بهدوء، وهو ينظر إلى الأشجار العالية، "أرض المهجرين."
⚝
أصابت كلماته الجميع بالصمت.
أرض المهجرين؟
كان هناك الكثير من القصص والأساطير حولها، لكنها لم تكن مكانًا يمكن للمرء أن يصل إليه بسهولة. البعض قال إنها مجرد وهم، والبعض قال إنها سجن لمن عارضوا حكم الأقوياء. كانت هناك روايات عن ذئاب وبشر طردوا من قراهم وقبائلهم، ممنوعين من العودة، محكومين بالحياة في المنفى الأبدي.
لينا ابتلعت ريقها. "لكن… أليس هذا مجرد خرافة؟"
آدم ابتسم ابتسامة بلا مرح. "وهل يبدو لكِ هذا المكان خرافة؟"
ماجي لم تكن تهتم بالخرافات، لكنها لم تستطع تجاهل الشعور الغريب الذي يحيط بهذا المكان. كان هناك شيء غير طبيعي هنا، شيء لا يمكن تفسيره بالكلمات.
لكن نوار لم يكن يفكر في شيء من هذا. بالنسبة له، كانت هذه فرصتهم. نظر إلى الجميع بحزم. "إذا كانت هذه أرض المهجرين، فهذا يعني أن هناك آخرين هنا."
آدم أومأ. "نعم… وعلينا العثور عليهم قبل أن يجدنا شيء آخر."
"شيء آخر؟" سألت ماجي بحدة.
آدم لم يرد على الفور، لكنه نظر إلى الأشجار العميقة في الغابة. "ليس كل من يعيش هنا ودودًا."
⚝
لم يكن هناك وقت للجدال. بدأوا في التحرك عبر الممرات الطبيعية بين الأشجار، يحاولون تجنب ترك آثار خلفهم. رغم أنهم لم يسمعوا أي أصوات تهديدية، إلا أن الجو كان مشحونًا… كأن الغابة نفسها كانت تراقبهم.
كل بضع دقائق، كان آدم يتوقف ليستمع، يستنشق الهواء، ثم يشير لهم بالمتابعة. كان واضحًا أنه يعرف ما يفعله.
لكن بعد وقت بدا طويلاً، بدأ الجميع يشعر بالإرهاق.
"إلى متى سنظل نسير؟" تمتمت لينا، وهي تحاول مواكبة وتيرة المجموعة.
آدم أشار إلى نقطة بعيدة حيث ظهرت تلال صغيرة. "هناك قد نجد ملجأ."
⚝
لم يدركوا كم من الوقت استغرقوا للوصول، لكن عندما وصلوا إلى قمة إحدى التلال، رأوا المشهد الذي جعلهم يتوقفون.
في الأسفل، بين الأشجار، كانت هناك مستوطنة صغيرة.
أكواخ خشبية، نيران مشتعلة، وأشكال تتحرك في الظلال.
لكن الأهم…
كانت هناك ذئاب.
ذئاب ليست مثل قطيع كين—كانت مختلفة، أحرارًا، مزيجًا من البشر والمستذئبين، يرتدون ملابس ممزقة، لكن عيونهم كانت حادة، حذرة… وقوية.
"إنهم…" تمتم نوار، غير قادر على إكمال الجملة.
لكن آدم أكملها عنه.
"المهجرون."
⚝
لم يكن هناك مجال للتراجع الآن.
لقد وجدوا أرض المنفى.
⚝⚝
كان اختفاء آدم صادمًا، لكنه لم يكن مفاجئًا.
منذ وصولهم إلى أرض المهجرين، كان غامضًا أكثر من المعتاد، يتحدث قليلًا، يراقب الحدود بصمت، وكأنه كان ينتظر شيئًا أو شخصًا. ثم، في إحدى الليالي، اختفى.
لم يترك أثرًا واضحًا، لكن ماجي كانت أذكى من أن تتركه يضيع هكذا.
"يجب أن نجده." قالت بحزم، وهي تقف أمام نوار ولينا، عيناها تتوهجان بتصميم خطير. "آدم ليس شخصًا يختفي بلا سبب."
نوار كان مترددًا. "لكن إلى أين قد يذهب؟"
لينا نظرت إلى الأرض، ثم تمتمت: "هناك مكان واحد ذكره من قبل… النهر الأسود."
⚝
كان النهر الأسود اسمًا يُهمس به بين سكان أرض المهجرين. مكانٌ غامض، محاط بأساطير مظلمة. البعض قال إنه نهر ملعون، من يشرب منه ينسى ماضيه، والبعض قال إنه معبر بين العوالم، حيث تلتقي الأرواح التائهة.
لكن الأكيد… أنه لم يكن مكانًا يذهب إليه أحد بمحض إرادته.
⚝
استغرق بحثهم ساعات. تتبعوا آثارًا خفيفة، سألوا بعض المهجرين الذين رأوا آدم يغادر، لكن لم يكن أحد يعرف إلى أين بالضبط.
حتى وجدوا أخيرًا رجلاً عجوزًا، بعينين غامضتين وصوت خافت، قال لهم: "رأيته يتجه نحو الحدود الغربية… حيث يبدأ النهر الأسود."
⚝
لم يترددوا. انطلقوا مباشرة نحو الغرب، قلبوهم تنبض بسرعة، مشاعر مختلطة بين القلق والخوف.
كلما اقتربوا، تغيرت الأرض من تحت أقدامهم. الأشجار أصبحت ملتوية، أوراقها سوداء كأنها محترقة، والهواء أصبح أثقل، مشبعًا برائحة غريبة لم يتمكنوا من تحديدها.
ثم، ظهر أمامهم.
النهر الأسود.
⚝
كان أوسع مما تخيلوا، مياهه داكنة كأنها ظل يتحرك، سطحه لم يكن يعكس الضوء، بل بدا كأنه يمتصه. لم يكن مجرد نهر… كان شيئًا آخر.
لكن قبل أن يتمكنوا من الاقتراب أكثر، حدث ما لم يكن في الحسبان.
⚝
همسة خافتة تسللت عبر الهواء.
ثم ريح باردة هبت فجأة، كأنها خرجت من العدم، تلف أجسادهم كخيوط غير مرئية.
ماجي شهقت، حاولت التحرك لكنها لم تستطع. شيء ما كان يثبتها في مكانها.
نوار صرخ: "ما الذي يحدث؟!"
لكن لم يكن هناك من يجيب.
ثم… ظهرت.
⚝
من بين الظلال، تقدمت امرأة.
لم تكن مجرد امرأة عادية—كانت ترتدي رداءً داكنًا، شعرها الطويل يتطاير مع الريح التي لم يشعروا بها، وعيناها… لم تكن بشرية.
"لقد تجرأتم على القدوم إلى أرضي؟" قالت بصوت هادئ لكنه محمل بالقوة.
ماجي حاولت المقاومة، لكنها شعرت بشيء يضغط على جسدها، وكأن الهواء نفسه أصبح ثقيلًا فوقها.
الساحرة ابتسمت ببطء.
"لقد ارتكبتم خطأً فادحًا."
ثم رفعت يدها…
⚝
وفجأة، اختفى العالم من حولهم.
لم يعد هناك نهر، ولا غابة، ولا أرض.
فقط ظلام.
وسقطوا فيه، بلا حول ولا قوة.
⚝
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا