رواية الفتاه التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل الخامس عشر 15بقلم اسماعيل موسي (حصرية في مدونة قصر الروايات)
رواية الفتاه التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل الخامس عشر 15بقلم اسماعيل موسي (حصرية في مدونة قصر الروايات)
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
15
⚝⚝⚝
سجن الساحرة
عندما فتحوا أعينهم، لم يكونوا في الغابة بعد الآن.
كانوا في قفص.
⚝
الجدران من حولهم لم تكن حجرية، بل مصنوعة من مادة غريبة، كأنها مزيج بين العظام والأخشاب السوداء الملتوية. كانت تتنفس، تتمدد وتنكمش ببطء، كأن المكان كله كائن حي. الهواء كان مشبعًا برائحة نفاذة… خليط من الأعشاب المجهولة والدم.
لينا كانت أول من تحدث، بصوت مهزوز: "أين… نحن؟"
لكن قبل أن يجيب أحد، فتح الباب.
دخلت الساحرة.
⚝
كانت أطول مما بدت في الغابة، أو ربما كان الظلام يجعلها تبدو كذلك. شعرها الأسود الطويل كان ينساب حولها كظلال تتحرك بإرادتها، وعيناها كانتا بلون غير ثابت، يتغير بين الأخضر السام والأصفر المميت.
"أهلاً بكم في مختبري." قالت بصوت ناعم، لكنه يحمل خلفه شيئًا لا يمكن وصفه.
ثم استدارت، وسارت عبر الممر المظلم. لم يكن أمامهم خيار إلا أن يتبعوها.
⚝
ما رأوه بعد ذلك لن ينسوه أبدًا.
الغرفة التي دخلوا إليها لم تكن كهفًا عاديًا، بل مختبرًا مليئًا بالكائنات المشوهة. أقفاص زجاجية احتوت مخلوقات لم يروا مثلها من قبل:
ذئب بعين واحدة، وعظامه مكشوفة من جانبه، لكنه لا يزال يتحرك وكأنه لا يشعر بالألم.
غراب بأجنحة خضراء مغطاة بطبقة من الأوردة النابضة، كأنه زرع أعشابًا داخل جسده.
ثعبان برأسين، أحدهما يهمس بلغة غير مفهومة، والآخر يصرخ بلا توقف.
ماجي شهقت، تراجعت خطوة إلى الوراء. "ما هذه الأشياء؟!"
الساحرة ابتسمت، لم تلتفت إليهم. "نماذج أولية."
ثم اقتربت من طاولة في منتصف الغرفة، حيث وُضعت أعشاب وأدوات غريبة، بعضها ينبض كأنه حي.
"كل شيء هنا يأتي من الطبيعة… لكن ليس كما تعرفونها."
⚝
على الطاولة، كانت هناك أنواع مختلفة من الأعشاب، بعضها كان مألوفًا، لكن معظمها لم يكن كذلك. بعض الأسماء التي ذكرتها الساحرة جعلت القلق يزحف في أعماقهم:
نبتة الظل الأسود: تبدو كزهرة بنفسجية صغيرة، لكنها عندما تلمس الجلد، تنمو جذورها داخله وتمتص دم حاملها.
أوراق العدم: ورقة بيضاء تمامًا، لا تترك ظلًا، وتستخدم لطمس الذاكرة.
زهرة نايشرا: زهرة متوهجة تصدر نبضات ضوئية، ويُقال إنها تفتح العيون على "ما لا يجب رؤيته".
عشبة الجحيم الصامت: عشبة تنمو فقط في أماكن الموت، تجعل من يتناولها غير قادر على الصراخ حتى وهو يحترق.
دموع البئر: مادة سائلة تُستخرج من نبات يشبه اللبلاب الأسود، يسبب هلوسات تجعلك تعيش أسوأ مخاوفك وكأنها حقيقية.
ماجي نظرت إلى الطاولة بذهول. "لماذا… لماذا تحتفظين بهذه الأشياء؟"
الساحرة رفعت رأسها ونظرت إليها بابتسامة بطيئة. "لأجل الطقوس، طبعًا."
⚝
أشارت الساحرة إلى دائرة مرسومة على الأرض، محفورة بدماء جفت منذ زمن. كانت هناك رموز غريبة متناثرة داخلها، بعضها يتحرك ببطء، كما لو كان ينبض بالحياة.
"هناك قوى في هذا العالم… نائمة." قالت، عيناها تتوهجان. "لكنها لا تبقى نائمة إلى الأبد."
ثم اقتربت من إحدى الطاولات، حيث كان هناك جلد بشري قديم مكتوب عليه بلغة من العصور المنسية. مررت أصابعها عليه برفق، كأنها تستشعر طاقة خفية.
"بعض الطقوس تحتاج إلى تضحيات."
ثم استدارت نحوهم.
"وبعضها… يحتاج إلى متطوعين."
⚝⚝⚝
⚝⚝⚝
عندما نطقت الساحرة بكلمتها الأخيرة، شعر نوار بشيء بارد يزحف في عموده الفقري.
"متطوعون؟"
عيناها الغريبتان تلاعبتا به، وكأنهما تختبرانه. لكنه لم يكن بحاجة إلى تفسير إضافي. فهم ما تعنيه. فهم أنه إذا لم يجد طريقة للخروج، فلن يخرجوا أبدًا.
⚝
جلس في زاوية القفص، يراقب، يفكر، يحسب الاحتمالات.
الخروج بالقوة كان مستحيلاً. الأقفاص ليست من الحديد أو الخشب، بل من مادة حية غريبة، كأنها تمتد إلى الأرض نفسها. حتى لو حاول كسرها، لم يكن واثقًا مما سيحدث… وربما كان الخطر أكبر من الفائدة.
التفاوض؟ لا… الساحرة لم تكن من النوع الذي يساوم. كانت تلعب وفق قوانينها الخاصة.
⚝
بدأ بمراقبة التفاصيل الصغيرة.
لاحظ أن الساحرة تستخدم أعشابًا معينة بشكل متكرر، وكأنها تحتاج إليها في كل طقوسها.
لاحظ أن بعض الأقفاص لم تكن مغلقة تمامًا، بل تنفتح للحظات عند دخول المساعدين الغرباء.
لاحظ أن الضوء داخل الكهف لم يكن طبيعيًا… كان يأتي من شقوق في الجدران، مما يعني وجود مخرج محتمل في الأعلى.
والأهم… لاحظ أن الساحرة كانت تراقبهم، لكنها لم تكن تراقب آدم.
⚝
آدم… أين اختفى؟
كان اختفاؤه محيرًا، لكنه لم يكن عشوائيًا. لا شيء يفعله آدم يكون بلا سبب.
وهذا يعني شيئًا واحدًا:
آدم ربما وجد طريقة للهروب بالفعل.
⚝
نوار لم يكن شخصًا يتصرف باندفاع. كان يعرف أن أي خطأ قد يعني موتهم جميعًا. لذلك، بدأ يختبر الأشياء بحذر.
. عندما أحضرت الساحرة الطعام، لاحظ أن أحد أتباعها كان يحمل زجاجة صغيرة تحتوي على مسحوق رمادي—ليس طعامًا، بل شيء آخر. ربما مخدر؟ سم؟ شيء يستخدم في الطقوس؟
و عندما قامت الساحرة بإشعال نار صغيرة قرب أحد المخلوقات المشوهة، رأى كيف أن بعض الأعشاب احترقت بلون أزرق، وأطلقت دخانًا جعله يشعر بدوار بسيط.
وعندما تحدثت عن "المتطوعين"، لم تكن تنظر إليهم جميعًا… بل نظرت إلى ماجي.
نوار لم يحب ذلك أبدًا.
⚝
إذن… ماذا لو استخدم كل هذه التفاصيل؟
ماذا لو استطاع إيجاد طريقة لاستعمال تلك الأعشاب، ذلك المسحوق، تلك اللحظات الصغيرة التي تغفل فيها الساحرة عنهم؟
ماذا لو استطاع قلب الطقوس ضدها؟
⚝
جلس نوار في مكانه، وأخذ نفسًا عميقًا. خطته لم تكن مكتملة بعد، لكنه كان يملك شيئًا أهم:
بداية.
والبدايات… هي كل ما يحتاجه للهرب.
⚝⚝⚝
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا