رواية الفتاه التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل السادس عشر 16بقلم اسماعيل موسي (حصرية في مدونة قصر الروايات)
رواية الفتاه التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل السادس عشر 16بقلم اسماعيل موسي (حصرية في مدونة قصر الروايات)
#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة
١٦
⚝⚝⚝
خداع الساحرة
لم يكن أمام نوار خيار سوى التحرك بسرعة، لكن بذكاء.
عندما أمرته الساحرة بمساعدتها في تحضير الطقوس، لم يُبدِ أي مقاومة. على العكس، تظاهر بالخضوع، وانحنى أمامها كما فعل أتباعها. كانت عيناه تراقبان كل شيء—الرماد المتوهج، العظام المحفورة، والأهم… الأعشاب التي تستخدمها.
لاحظ أن الساحرة مزجت نوعين من النباتات في مدقة حجرية قبل أن تضيف مسحوقًا رماديًا. كانت هذه المكونات تهمه أكثر من أي شيء آخر، لأن تأثيرها بدا حاسمًا في التعويذة التي ستُلقيها على ماجي.
الفرصة جاءت عندما سلّمته الساحرة مجموعة من الأعشاب ليطحنها.
أخذ نفسًا عميقًا، واستدعى في ذهنه كل ما لاحظه من قبل:
نبتة الظل الأسود تمتص الدم عند ملامستها للجلد، لكن إذا أُحرقت مع زهرة "نايشرا"، تتحول إلى مادة منشطة تزيد من قوة العضلات وردود الفعل.
أوراق العدم تُستخدم عادةً لمحو الذاكرة، لكن إذا طُحنت مع "عشبة الجحيم الصامت"، فإنها تُعزز الإدراك الحسي بدلاً من إضعافه.
دموع البئر تسبب الهلوسة، لكن عند خلطها مع مسحوق عظام الذئاب، يمكن أن تجعل الذهن أكثر وضوحًا بدلاً من إغراقه في الخوف.
⚝
بينما كانت الساحرة مشغولة بترتيب الرموز الدموية، بدأ نوار عمله.
بمهارة حذرة، استبدل بعض الأعشاب التي طلبتها الساحرة بأخرى مماثلة في الشكل، لكنها مختلفة في التأثير. طحن الأعشاب بسرعة، محافظًا على وجه جامد حتى لا يثير الشكوك. أضاف مسحوقًا دقيقًا من زهرة "نايشرا" إلى الخليط، محاولًا إخفاء حركته عن أعين الأتباع.
عندما انتهى، سلم المدقة للساحرة، متظاهرًا بالخضوع التام. راقبها وهي تأخذ الخليط وترسم به خطوطًا معقدة على جسد ماجي المقيدة.
ثم بدأت التعويذة.
⚝⚝⚝
النتيجة لم تكن كما توقعت الساحرة.
بدلاً من أن تنهار ماجي، أو تفقد وعيها كما خططت الساحرة، حدث العكس تمامًا.
عيون ماجي اتسعت، وامتلأت بوميض ناري. شعرت بطاقة لم تختبرها من قبل، كأن جسدها تحرر من قيوده الطبيعية. نبضات قلبها تسارعت، لكن ليس خوفًا—بل قوة.
ثم… تحطمت القيود.
⚝
الساحرة تراجعت للخلف، غير مصدقة لما يحدث. فتحت فمها لتنطق بتعويذة أخرى، لكن ماجي تحركت بسرعة غير بشرية. بقبضة واحدة، أمسكت بالساحرة من عنقها ودفعتها للخلف، بينما انطلق نوار إلى القفص لتحرير الآخرين.
كان هناك فوضى. الأتباع اندفعوا لحماية سيدتهم، لكن ماجي كانت سريعة بشكل مخيف. قبضتها حطمت عظام أحدهم، وركلة واحدة أطاحت بآخر عبر الغرفة.
نوار استغل الفوضى.
ألقى ببعض الأعشاب المتبقية في النار، مما تسبب في تصاعد دخان أزرق سام. الأتباع الذين تنشقوه ترنحوا، وكأنهم وقعوا في وهم لا يمكنهم الهروب منه.
⚝
أمسك نوار بذراع ماجي، وصاح: "اخرجيهم من هنا!"
ماجي لم تتردد. اندفعت نحو القفص، مزقته كما لو كان مصنوعًا من الورق، وسحبت لينا وآدم بسرعة. كان المخرج الوحيد في الأعلى، حيث شقوق الضوء تتسرب عبر الجدران الحية.
"اتبعوني!" صاحت، ثم قفزت، مستخدمة قوتها المكتسبة حديثًا لتسلق الجدران بسرعة.
نوار تبعها، وقلبه ينبض بقوة.
⚝⚝⚝
عندما خرجوا أخيرًا من الكهف، شعروا وكأنهم استعادوا أنفاسهم لأول مرة منذ وقت طويل.
ماجي نظرت إلى يديها، إلى القوة التي ما زالت تشعر بها في عروقها. لم تكن مجرد فتاة بعد الآن. كانت شيئًا آخر… شيئًا جديدًا.
نوار وقف بجانبها، والتقى عينيها.
"هل أنتِ بخير؟"
ماجي ابتسمت، لكن في عينيها كان هناك شيء لم يكن موجودًا من قبل.
"أنا… أفضل من أي وقت مضى."
⚝⚝⚝
⚝⚝⚝
اختفاء آدم
بينما كان الجميع محتجزين في القفص، بدا أن آدم اختفى تمامًا. لم يره أحد منذ أن دخلوا سجن الساحرة، ولم يكن هناك أي أثر له في القفص أو في المختبر. لكن نوار كان يعلم أن اختفاؤه لم يكن عشوائيًا.
آدم لم يكن مثلهم. لم يكن يقاتل، لم يكن يواجه الأعداء مباشرة، لكنه كان ذكيًا—ذكيًا بما يكفي ليعرف متى يختبئ، وأين يبحث عن إجابات.
⚝
آدم لم يُؤخذ معهم إلى القفص لأنه لم يكن هناك عندما وقعت الساحرة في طريقهم.
بينما كانوا يهربون في الغابة، كان آدم قد لاحظ شيئًا غريبًا—أحد أتباع الساحرة لم يكن مثل الآخرين. لم يكن يتحدث معهم، ولم يكن يتبع الأوامر مثل البقية. كان يتحرك كأنه منفصل عنهم، كأن له هدفًا آخر.
آدم، بدلاً من الاستمرار في الهروب مع المجموعة، قرر اتباع هذا الرجل.
وهكذا، عندما وقع نوار والبقية في الأسر، كان آدم يراقب كل شيء من الظلال.
⚝
اختبأ في ممرات الكهف، راقب الساحرة، راقب أتباعها، وسمع ما لم يكن يفترض به أن يسمعه:
"رعد… لا يزال صامدًا."
"لا تقلقوا، السجن لن يسمح له بالهروب."
"لا أحد خرج من النهر الأسود، ولن يكون هو الاستثناء."
⚝
آدم لم يفهم كل شيء فورًا، لكنه عرف اسمًا واحدًا مهمًا: رعد.
وكان هذا كافيًا ليعرف أن هناك شيئًا أكبر يجري هنا.
⚝⚝⚝
عودة آدم
عندما تحررت ماجي، واندلعت الفوضى في المختبر، ظهر آدم أخيرًا.
خرج من الظلال، وكان يحمل في يده مفتاحًا صدئًا، وعلى وجهه تعبير غريب—مزيج من القلق والانتصار.
"أنتم بخير؟" قال بسرعة، ثم نظر إلى ماجي بدهشة. "ماذا حدث لكِ؟"
لكن نوار لم يكن لديه وقت للأسئلة. "أين كنت؟ وكيف خرجت؟"
⚝
آدم لم يُضِع الوقت في التوضيح. تحدث بسرعة وهو يقودهم بعيدًا عن الكهف.
"استمعت إلى الساحرة وأتباعها يتحدثون. هذا المكان ليس سوى جزء صغير من شيء أكبر. السجن الحقيقي، السجن الذي يخافون منه، ليس هنا."
"إذن أين؟" سألته لينا، وعيناها تضيقان بقلق.
⚝
آدم توقف، نظر إليهم جميعًا، ثم قال بهدوء:
"سجن النهر الأسود."
⚝
نوار شعر بشيء بارد يزحف في صدره. لم يكن يعرف الكثير عن ذلك المكان، لكنه سمع القصص.
"لا أحد خرج من هناك."
لكن آدم لم يبتسم هذه المرة. لم يكن الأمر مجرد لغز آخر يحله—كان حقيقيًا، وكانوا في سباق مع الزمن.
"إذا كان رعد هناك…" قال بصوت منخفض، "فلن ينجو وحده."
⚝⚝⚝
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا