القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلب فى المنفى الفصل السادس عشر 16بقلم هدير محمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية قلب فى المنفى الفصل السادس عشر 16بقلم هدير محمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)





رواية قلب فى المنفى الفصل السادس عشر 16بقلم هدير محمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)




البارت الـ 16 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️‍🩹


خرجت أسيل من الحمام و هي تجفف شعرها بالمنشفة... لفت انتباها وردة حمراء في منتصف السرير... اقتربت من السرير و امسكتها... شمَت رائحتها الجميلة و ابتسمت... امسكت الورقة التي كانت بجانبها... فتحتها و قرأتها " صباح الخير يا أسيل... بتأسف تاني على اللي حصل امبارح... اتمنى الوردة تعجبك... آدم " 

زادت ابتسامها لكن اختفت فورا و كرمشت الورقة بيداها و ألقتها في سلة المهملات هي و الوردة...

' انت مش سهل يا آدم... مش بالحركات دي هتخليني اسامحك !! 

فجاة فُتح الباب و دخل آدم... عاد لانه نسى اللاب توب الخاص به... وجده على الاريكة و اخذه... إلتفت و عندما رأى أسيل ابتسم و قال 

" شوفتي الوردة و الورقة اللي انا..... 

توقف عندما لاحظ ان الوردة في سلة المُهملات... جمع قبضته بغضب و حاول تمالك اعصابه و قال 

" رمتيها ليه ؟ 

' مش عايزة حاجة منك... 

" بس مكنتيش رمتيها في الز*بالة !! 

' مستحملتش منظرها الصراحة... بعدين انت زعلان اني رميتها كأنك انت اللي زرعتها... 

" لان انا فعلا اللي زرعتها !! 

تفاجئت و تابع 

" قطفتها من تربتها الصبح عشانك... 

نظرت له و اخذ آدم الوردة من سلة المهملات و هو ينظر لها بحزن... لقد قطفها لها و ابعدها عن عائلتها ليسعد أسيل بها... في النهاية اصبح مصيرها في سلة المهملات !! قال آدم و هو ينظر لوردته

" مكنتش مفكر اني قطفتها من تربتها النضيفة عشان ترميها بالمنظر ده في الزبا*لة !! 

' زعلان على الوردة اوي كده... طب و انا ؟ مزعلتش لما جر*حتني كذا مرة ؟ عايزني اصدق اكاذيبك تاني ؟! 

" انتي مش مدياني اي فرصة اثتبلك فيها العكس... 

' و مش هديهالك لانك متستحقش !! 

" انا عارف كده مش محتاجة تقولي... انا مستحقش اي حاجة... غير الكُره و الأذ*ية !! 

نظر لها بعنياه الحزينتان و اكمل 

" بس انا مش وحش يا أسيل !! 

بالكاد رأت الدموع في عيناه يحبسها... تلك اول مرة تراه هكذا... خرج و بيده وردته... ذهبت أسيل للشرفة و رأته في الحديقة... جَس على ركبته و اوسع التربة لاستقبال وردته الجميلة المُهلكة من جديد... حاوطها بالتربة حتى ثبتت فيها ثم قام بريها بالماء... خلع قفازان الزراعة و ركب سيارته و ذهب... حزنت أسيل لوهلة... لم تدرك ان تلك الوردة تعني له الكثير... 

***********

في الشركة.... 

كان آدم يعمل على اللاب توب بوجه خالٍ من المشاعر و منزعج للغاية... طرق الباب و دخلت سلمى... تقدمت منه و وضعت قهوته على المكتب و بعض الملفات و قالت 

* قهوتك... 

" شكرا يا سلمى... 

* الملفات اللي طلبتها جبتها... لو عايز مساعدة فيهم قولي و انا مش هتأخر... 

" لا انا هتولى الباقي... بس عايز منك طلب... 

* قول... 

" مراد... عايزك تراقبهولي...

* مراد اخوك ؟ 

صمت لوهلة لانه ينزعج جدا من هذا اللقب... كيف يكون اخاه و فعل به هذا ؟ اذنً الغريب ماذا سيفعل به ؟ 

* آدم... 

" اه مراد اخويا يا سلمى... خلي عينك عليه... لو لاحظتي حاجة غريبة فيه تعالي و بلغيني... 

* حاضر... حاجة تاني ؟ 

" لا... شكرا... 

ابتسمت له و خرجت... وجدت مصطفى في وجهها... ابتسم لها و قال 

* حلو اوي الطقم ده... 

* بجد ؟ 

* اه... تنفعي بلوجر... 

* ما انا بلوجر فعلا... افتح الانستا و شوف... و شوية قدام هفتح شركة اسكين كير خاصة بيا... 

* طب كويس اوي... لو عايزة مساعدة انا موجود... 

* كمل شغلك هنا الاول... انت ناقص شغل يا مصطفى ؟ 

* على رأيك... بس ميمنعش انك لو عايزة حاجة تيجي تطلبي مساعدتي... ممكن اساعدك برأس المال... 

* لا مفيش داعي... انا معايا رأس المال... 

* طب خلاص كل الاسكين كير بتاعتي هاخدها من عندك ببلاش... 

* طب اهدى لما افتحها الاول... 

* ماشي اديني مستني... 

* هبقى في العالمية و هتشوف... 

ازاحت شعرها للخلف بغرور و ذهبت... نظر لها مصطفى و على شفتاه ابتسامة... دخل المكتب و اغلق الباب... جلس على الكرسي و قال 

* هااا طلبتني... 

" النهاردة الشُحنة اللي هتتجه لألمانيا.... 

* و بعدين ؟ 

" هنروح انا و انت هنشرف على المينا بنفسنا... زود الحراسة و الكاميرات عشان معتز المهدي يمكن يلعب بديله كده ولا كده... 

* يادي معتز ده احنا مش ورانا غيره !! 

" انا زهقت منه اكتر منك... بس حاسس هدؤه ناحيتي ده وراه مصيـ,ـبة بيحضرها... 

* طب متقلقش عليا الكلام ده... 

" و عايز حاجة تاني منك... 

* هااا ؟ 

فتح آدم الدرج و اخذ منه ملف و مرره لمصطفى و قال 

" خد الملف ده وصله لكلية الألسن... 

* بس احنا ايه دخلنا بكلية الألسن ؟ لينا شغل معاهم و لا انت عايز مترجمين من الكلية ولا ايه ؟ 

" ده ملف أسيل... هقدملها على الجامعة اللي هنا... انا كلمت العميد و قالي ابعت ملفها... ف انت ابعته للكلية... 

* اوعااا آدم اللي بيدعم تعليم المرأة !! 

" مش بدعم ولا حاجة... انا عايزها تكمل كُليتها... كفاية السنين اللي اتأخرتها لما كانت عايشة مع اهلها الأند*ال دول... 

* ماشي هبعته للكلية... 

" و كلم مدير الحسابات قوله يزود كل موظف هنا 4000 جنيه... 

* هو في ارباح دخلت الشركة ؟ 

" اه و انت نايم على ودنك... 

* خلاص يا عم... انت حسبت نسبة الارباح و شوفت كل واحد هياخد زيادة كام ولا بتقول رقم تقريبي ؟ 

" حسبت كل حاجة... 

* كويس... بس جات من فين الارباح دي ؟ 

" من شُحنات اليونان... 

* شكلهم عجبهم الشغل معاك... 

" انا اي حد يتمنى يشتغل معايا... 

* يا مغرور... 

" و كمان.... 

* يلهوي !! ما كفاية يا آدم ؟ 

" آخر حاجة... الصحفيين و المصورين و منتجين الشركة و مهندسين الجرافيك قولهم يجهزولي نفسهم على المينا... 

* ليه ؟ 

" هطلع في لقاء صغير كده... 

* يعني مش طالع تكيد حد ؟ 

" طبعا طالع اكيد بس ده لقاء عادي... 

* تمام... امشي ولا تحب اقلب الشركة و اعدلها ؟ 

" لا خلاص امشي... 

نهض مصطفى و خرج... تنهد آدم و امسك قهوته شرب رشفة منها و عاد للنظر في اللاب... 


****************

كانت رنا بالمطبخ تعُد قهوتها... دخل مروان المطبخ و عندما وجدها فرح... اخيرا رآها... منذ ذلك اليوم و هي تتهرب منه... 

- رنا... 

لم ترد و كانت ستذهب لكنه امسك يدها و اوقفها 

- هتفضلي تهربي مني كتير كده لغاية امتى ؟ 

* عايز ايه يا مروان ؟ 

- انتي عارفة كويس انا عايز ايه... 

* و انا قولت لا !! 

- لا ليه ؟ انتي حتى مفكرتيش ؟! 

* و مش هفكر... ردي مش هيتغير و رجاءًا ابعد عني... مش عايزة حد يشوفني معاك... 

- خايفة حد يعرف اني بحبك ؟ للدرجة دي مستـ,ـعرة مني ؟ 

قالها بحزن و نظرت له و تتمنى ان الارض تنشق و تبتلعها... هي لا تريد احزانه بأي شكل... لكن ليس في يدها اي شيء !! ابعدت يده عن يداها و ذهبت لغرفتها... مسح مروان وجهه بضيق و قال 

- ليه مش عيزاني ؟؟ انا حبيتك بجد !! 


****************


* يعني مش هتقدري تيجي خطوبتي ؟ انتي بستعـ,ـبطي يا أسيل ؟! 

' قولتلك يا تسنيم انا متخانقة معاه... مقدرش اطلب منه واصلا مش هيوافق... 

* ميخصنيش انا الكلام ده... هتيجي يعني هتيجي... 

' يا تسنيم بس...

* أسيل متعصبنيش عليكي... دي خطوبتي و انا حابة تكوني فيها... ده لازم تكوني فيها... هتسبيني في يوم زي ده ؟ حبكت تتخانقي معاه الايام دي و انا متبقي على خطوبتي كام يوم ؟! 

' هو اللي اتخانق معايا... 

* ميخصنيش برضو... اعملي اي حاجة و تعالي قبل خطوبتي بيومين عشان والله لو مجتيش هيكون في زعل كبير اوي يا أسيل ! 

' طيب هتصرف... 

* طب يلا هقفل دلوقتي و بكره هتصل و عايزة اسمع انك جيالي... سلام... 

' سلام... 

اغلقت أسيل الهاتف و تفكر ماذا ستفعل مع آدم... هي لا تريد طلب منه اي شيء... 

' ما انا لو كنت لسه في الجيزة و في بيتي كان زماني بروح لتسنيم براحتي... لكن دلوقتي شايلة هم المشوار و شايلة هم ازاي هكلم آدم ؟... يعني انا بتجنبه بكل الطرق و في الاخر انا برضو هروح اتحايل عليه عشان خطوبة تسنيم !! منظري هيبقى مُضحك اوي... 

تنهدت بضيق... ليس امامها اي خيار آخر... فتحت هاتفها و اتصلت عليه... لكن لم يرد... رنت مجددا و لم يرد ايضا... القت الهاتف على السرير و قالت بغضب 

' يعني انا برن عليك و كمان مش بترد يا حلوف !! 

تأفأفت بضجر ثم خرجت من الغرفة... ذهبت لناهد الجالسة في الحديقة 

* اخيرا خرجتي من الاوضة اللي حابسة نفسك فيها ! تعالي اقعدي... 

جلست أسيل و تابعت ناهد 

* تشربي ايه ؟ 

' مش عايزة اشرب... ممكن اطلب منك طلب ؟ 

* اه طبعا يا حبيبتي... 

' ممكن تتصلي على آدم من تليفونك ؟ 

* انتي مكسوفة ترني على جوزك ؟ 

' لا مش كده... انا رنيت عليه لكن مش بيرد... و انا عيزاه في حاجة ضروري... ممكن ترني انتي عليه ؟  

* ماشي... 

فتحت ناهد هاتفها و اتصلت عليه... لم يرد و عاودت الاتصال... لم يرد ايضا... 

* مش بيرد... يمكن مشغول... 

' هو في شركته ؟ 

* أكيد... انتي عيزاه في حاجة ضرورية يعني ؟ 

' اه... مقدرش استناه... لانه بيرجع آخر الليل... 

* طب خلاص روحيله الشركة... 

' اروحله الشركة ؟ 

* اه... 

' بس انا معرفش مكانها... 

* السواق هيوصلك عندها... 

' بجد ؟ 

* اه... هتلاقيه في الدور السابع... يلا روحي البسي... 

ابتسمت أسيل و نهضت...

عادت لغرفتها و فتحت الدولاب لتختار ما ترتديه... آدم اشترى لها الكثير من الملابس و الدولاب ممتلئ لآخره... ارتدت دريس صوف لونه سمائي و فوقه جاكت بنفس اللون و مُطرز عليه ورود بيضاء... و ارتدت حذاء برقبة لونه أبيض ( بوت )... فردت شعرها الطويل الاسود على ظهرها... مشطته ثم ربطته ذيل حصان و انزلت بعض الخصلات على وجهها... وضعت مكياج خفيف للغاية يليق بوجها البرئ... اردت شنطة بيضاء صغيرة وضعت بداخلها هاتفها... نظرت لنفسها في المرآة و ابتسمت... انها جميلة حقًا... 

خرجت من الغرفة... وجدت نور... نظرت لها نور و الى ما ترتديه و كيف مظهرها جميل... شعرت بالغيرة منها... 

* رايحة فين ؟ 

' خليكي في حالك... 

قالتها أسيل ثم نزلت على الدرج و خرجت من القصر... رأتها ناهد و لوحت لها بيدها من بعيد... ابتسمت لها أسيل و وجدت السائق ينتظرها... ركبت السيارة و ذهبت... 

****************

كان آدم يقف في الميناء البحرية بجانب سفينته و معه آدم... يشاهد العاملين و هم يحملون البضائع الى السفينة... تنهد آدم بعنق و هو يستنشق الهواء و يسمع صوت الطيور و أمواج البحر... 

* حاسك مش في المود النهاردة... 

" ليه بتقول كده ؟ 

* يعني حماسك منطفي... 

" و انا امتى كنت منور أساسا ؟ 

* في حاجة مضيقاك ؟ 

" كل حاجة مضايقاني... حياتي دي نفسها مضايقاني... 

* ليه ؟ 

" عشان مش مبسوط... مش سعيد زي بقية الناس... 

* ازاي ؟ انت معاك كل حاجة... 

" مش لازم يبقى معايا كل حاجة عشان ابقا مبسوط... ده مش شرط... في ناس معندهاش ربع اللي عندي... مع ذلك مبسوطين... راضين و الابتسامة مبتقارفش وشهم... أما انا متصنع في كل حاجة... بتصنع اني مبسوط... حتى ضحكتي متصنعة... مفيش حاجة حقيقية في حياتي... مفيش !! 

* يمكن عشان انت شايف الحياة من منظور تاني... يمكن عشان بتتجاهل قلبك... 

" قال يعني لما سمعته كسبت ؟ خسرت برضو... 

* هي نور أثرت فيك كده ؟ 

" مش هي بس... كل حد في حياتي... كلهم مأثرين في حياتي بطريقة وجعا*ني... 

* وجعا*ك ازاي ؟ 

" يعني مثلا عندك امي... من و انا طفل مدوقتش طعم الحنية منها اللي الام بتديها لابنها... محستش بيها... و لما كبرت برضو نفس المعاملة الجافة ناحيتي... ساعات بسأل نفسي ليه ؟ كنت بقول هي كده طبعها كده... لكن لما بشوف تعاملها مع مراد و رنا... بلاقي فرق شاسع... كل اللي كنت بتمناه تديهولي انا من حِنية و حُب... هي بتديه لمراد و رنا لحد النهاردة... أما انا كأني مش موجود... بالعكس انا بلاقيها حادة معايا انا بس... طب ليه ؟ ده حتى انا اول فرحتها !! 

* ربنا يصلح الحال يا صاحبي... بص للجوانب الاجابية... انت عندك أسيل دلوقتي... 

ضحك بسخرية و قال

" على أساس أسيل بتمو*ت فيا ؟

* ليه بتقول كده ؟ 

" أسيل اكتر حد بيكر*هني... انا خلقت الكُر*ه ده... انا السبب !! 

* يعني مفيش أمل في علاقتكم ؟ 

" لا... 

* طب و آخرتها ؟ 

" مش عارف... مش عارف بجد يا مصطفى !! 

*****************

وصلت أسيل الشركة و نزلت من السيارة... نظرت لهذا المبنى الاسود الضخم و الزجاجي و المساحة الخضراء التي حوله... و الاسم الكبير الذي يزين المبنى " شركة AFN التصديرية " ذلك اختصار لإسمه... دخلت أسيل الشركة تحت انظار الموظفين و الموظفات اللذين لاحظوا دخلوها و مظهرها الأنيق... تقدمت من موظف ما يقف خلف شباك زجاجي و قالت له 

' ممكن كارت الاسانسير عشان اطلع الدور السابع ؟ 

* اه طبعا اتفضلي... 

' مش مفروض تسأل انا مين الاول ؟ 

* اللي يعرفك ما يجهلك يا مدام أسيل... 

تفاجئت لانه يعرف اسمها... اخذت منه كارت المصعد... و صعدت المصعد الكهربي... وصلت الطابق السابع و خرجت من المصعد... الجميع نظروا اليها و هي خجلت قليلا... لماذا ينظرون لها ؟ الذي نسيته أسيل أن آدم قام بنشر صورهم التي التقطوها من اسابيع و الجميع يعرف انها زوجته... لكن تلك اول مرة تأتي فيها للشركة... ظلوا يهمسون مع بعضهم... ماذا يقولون عنها ؟ هل يعرفون ان آدم تزوجها و دفع لاهلها 6 ملايين ؟؟ هي توترت كثيرا... اقتربت من احدى الموظفات و قالت 

' متعرفيش مكتب آدم فين ؟ 

* مكتب مستر آدم نصار ؟ 

' اه... 

* في آخر الدور على يمينك... 

' شكرا... 

اكملت أسيل طريقها لمكتبه و رأتها سلمى بالصدفة و قالت

* جاية ليه دي ؟ 

وصلت أسيل امام مكتبه و طرقت الباب... لا يوجد رد... امسكت المقبض و فتحته... المكتب فارغ... آدم ليس موجود... 

' هو راح فين ؟ 

* آدم مش في الشركة... خرج من شوية... 

إلتفتت أسيل لذلك الصوت... انها سلمى... 

* انتي عايزاه في ايه ؟ 

' عايزاه في حوار كده... متعرفيش هو فين ؟ 

* اعرف بس هو مشغول دلوقتي... 

' فين يعني ؟ 

* عند المينا البحرية... بيشيك على سفينته قبل ما تخرج... و عنده لقاء صحفي... 

' يعني هيطول ؟ 

* مش عارفة... بس احتمال اه... 

' طب انا عايزة اروحله هناك... ممكن تقوليلي اروح ازاي ؟ 

* تعالي... هوصلك بعربيتي... 

' شكرا اوي... 

ذهبت سلمى و أسيل خلفها...


**************** 

عند الميناء.... 

شغل القبطان مُحرك السفينة و اصدرت السفينة صافرة المغاردة و تحركت... و المصورين يصورون هذا الحدث و آدم ينظر لسفينته و مبتسم... تقدم الصحفيين من آدم و بدأؤوا في أسألتهم... 

* مستر آدم ممكن تقرير ؟ 

* مستر آدم ممكن لقاء مع برنامجنا عن سيرتك الذاتية و النجاح اللي وصلته ؟ 

* مستر آدم ممكن تقول ازاي كبرت شركتك ؟ 

* عايزين نعرف كل حاجة يا مستر آدم... 

" وحدة وحدة يا شباب و هرد على كل اسئلتكم... بس هدوء و نظام... يلا ابدؤوا و مش عايز عشوائية... 

بدأ كل صحفي بسأله و آدم يرد عليه بكل لباقة و ثقة و بحضروه المميز و مظهره الجذاب و الكاميرات حوله من كل الاتجاهات... 

وقفت سلمى بسيارتها أمام مدخل الميناء الذي مكتوب على يافطته الكبيرة " الميناء البحري لـ آدم فريد نصار " 

' هو ده المينا ؟ 

* اه هو ده... ادخلي من الباب ده... 

' انتي مش هتنزلي ؟ 

* لا... انا لازم ارجع الشركة لان عليا شغل لازم اخلصه... 

' معلش عطلتك... شكرا اوي... 

ابتسمت لها سلمى و نزلت أسيل من السيارة... دخلت من الباب الحديدي الكبير... رأت تجمع من الناس بجانب ضفة البحر... اقتربت منهم... لا ترى آدم بينهم... ربما ذهب ؟! كانت ستذهب لكن سمعت صوته الرجولي الحاد الذي تستطيع تمييزه جيدا... يبدو انه بين تلك المجموعة... اقتربت منهم و وقفت بجانبهم... رأته يتكلم مع الصحفيين... 

* ايه احساسك يا مستر آدم مع أول سفينة طلعت من المينا متجهة لألمانيا ؟ 

" يعني احساس جميل... اول مرة يكون في شغل بيني و بين دولة كبيرة زي ألمانيا... طبعا ده مش بفضلي انا بس... ده بفضل كل موظفيني و كل شخص شغال معايا و بيأدي شغله بضمير و مخلص ليا... احب اقول مع كل نجاح بحققه ده بفضل ناس كتير اوي... احب اشكرهم و اتمنى مكنش مقصر في حق حد... 

* بتفكر تبقى شريك مع حد ؟ 

" اممم لا... انا مكتفي بنفسي و مبحبش الشراكة... 

* الناس كلها مستغربة ان بعد ما شركتك وقفت 3 شهور و تجارتك وقفت... ازاي قدرت تقوم بعد الازمة الكبيرة دي و قدرت تسيطر على الخساير ؟ 

" قومت من تاني لان عندي إصرار مستحيل يوقف و كمان عندي ده ( أشار لعقله ) يعني الحمد لله نعمة العقل حلوة برضو... و بالنسبة للخساير قدرت اواجها لاني كنت عامل حسابي قبل كده... 

* مستر آدم نصار... تحب توجه كلمة لكل الشباب اللي شايفك دلوقتي ؟ 

" أحب اقول للشباب اني كنت شاب مراهق زيهم... و حاسس بالصعوبات اللي هم فيها حاليًا... بحاول على اد ما اقدر اساعدكم عشان تستقروا في حياتكم و متخافوش من المستقبل... قريب اوي هفتح مركز تدريب لأي المهارات... سواء تكنولوجيا كمبيوتر و ذكاء اصطناعي او برجمة او لغات و فوق كده للمواهب بجميع اشكالها... كل حاجة هتكون في المركز ده... التدريب هيتراوح بين ال 3 الى 4 شهور و بسعر رمزي اوي... اول ما هتكمل فكرة المركز ده هعمله افتتاح رسمي... باذن الله اقدر اساعد غيري اكتر و اكتر... 

* ايه هو طموحك في الايام الجاية ؟ 

" والله انا مبحبش اتكلم في كده بس هقولك بإختصار... انا كل اللي عايزه ان اسم عيلتي يفضل متصدر في كل حاجة... و انا بشتغل على اساس كده... لقب نصار مش هيمو*ت أبدا...

كانوا يسألونه اسئلة ليس لها نهاية و هو يجيب بكل لباقة و فصاحة لسانه و مظهره المتألق على الكاميرات... ابتسمت أسيل لوهلة و هو منسجم في كلامه... فجأة عيناه التقطتها من بين جميع الفتيات و الشباب حوله... صمت و نظر لها... لم يصدق انها هنا... لاحظ ابتسامتها و شرد فيها... 

* مستر آدم... سكت ليه ؟ 

" لحظة ارجعوا لورا كده... 

رجعوا خطوتين للوراء و هو تقدم من أسيل... مد لها يده و قال 

" هاتي ايدك... 

نظرت ليده ثم نظرت له و وضعت يدها في يده و رجع بها الى المكان الذي كان يقف فيه... رُفعت الكاميرات اكثر و صوروهم لكن آدم كان في عالم آخر و هي ينظر لها و لجمالها و لعيناها التي تعامد عليها ضوء الشمس... لم تفشل أبداً في إعجابه في كل مرة... وضع يده على خلف ظهرها لتقترب منه أكثر... نظر للصحفيين و المصورين و قال بإبتسامة

" اعرفكم بأسيل آدم نصار... مراتي !! 

صُدمت أسيل مما قاله... لم تتوقع ان يقول انها زوجته أمام الكاميرات و أمام هؤلاء الناس... نظرت له و هو نظر لها و مبتسم و المصورين يصورنهم... قال احد الصحفيين 

* شيء جميل انك تظهر مع زوجتك في الشاشة... 

" و إحساس حلو برضو انها تكون جمبي ! 

قالها و هو ينظر لها 

* تحب تقولها كلمة ؟ 

" أحب اقولها انها احلى حاجة حصلت في حياتي ! 

ابتسم الصحفيون بينما أسيل هي متعجبة كلامه و عيناه مازالت عليها و شارد فيها... لاحظ انها منزعجة من حجم الناس الذين حولها و يصوروها معه... وقف أمامها و قال بحزم 

" بس كفاية لحد كده... انتهى اللقاء... 

امسك يدها و رجال الأمن اوسعوا له مكان ليمشي... أخذها معه لمكتبه في قلب المينا و اغلق الباب... كانت اسيل تنظر لحجم المكتب و كيف مُصمم بطريقة جميلة و انيقة... 

" تشربي ايه ؟ 

' لا مش عايزة... 

" اخلصي يا أسيل... 

' والله مش عايزة... 

ترك سماعة الهاتف و جلس... 

" عرفتي ازاي اني هنا ؟ 

' الاول جيتلك الشركة بس انت مكنتش موجود فيها... 

" كنت هنا بشرف على خروج سفينتي... 

' اه سلمى قالتلي كده... هي وصلتني هنا... 

" طب كويس... بس غريبة يعني دي اول مرة تجيلي مكان شغلي... في حاجة ؟ 

' خطوبة تسنيم صحبتي يوم الاحد الجاي... 

" اه و بعدين ؟ 

' عايزة اروح خطوبتها... 

" ماشي... يوم الاحد ابقا اوديكي... 

' لا انا مش عايزة اروح يوم الأحد... انا عايزة اروح قبلها بيومين... هي طلبت مني كده و انا مقدرش ازعلها... 

" هتروحي قبل خطوبتها بيومين تعملي ايه ؟ 

' اجهز معاها ترتيبات خطوبتها... 

" يعني هتباتي ؟ 

' اه... 

" لا مفيش بيات... 

' ده ليه ان شاء الله ؟ 

" انا معرفش غير صحبتك... معرفش اهلها دول... 

' بس انا اعرفهم و متربية معاهم... مش محتاجة فزلكتك... 

" قولت هوديكي يوم الاحد... 

' و انا مش عايزة اروح يوم الاحد !! هروح بكره... 

" والله؟ انتي ناسية انك متجوزة ؟ 

' لا منستش و جيت مخصوص اهو اخد اذنك... و لازم توافق... 

" انا مش مجبر اوافق على حاجة زي دي... 

' و انا مش مجبرة اسمع كلامك كأني عبـ,ـدة عندك يا آدم نصار !! 

" طب وريني هتروحي ازاي كده من غير موافقتي !! و اللي قولته يتنفذ سواء برضاكي او غصب عنك... 

' يوووه انت بارد على فكرة... انا غلطانة لاني جيتلك من الاساس !! ابو شكلك... 

" انتي بتشـ,ـتميني ؟! 

' اه بشـ,ـتمك !! 

اخذت حقيبتها و نظرت له بغضب و فتحت الباب و خرجت... ابتسم آدم بخبـ,ـث و قال 

" عيزاني اوديكي لصحبتك من غير مقابل ؟ شكلك لسه معرفتنيش يا أسيل...( ضحك و اكمل ) بس شكلها حلو و هي متعصبة ! 

*************** 

في القصر.... 

أسيل في غرفتها تمشي ذهابًا و إيابًا و غاضبة للغاية... 

' بعد ما اضرب المشوار ده كله... في الاخر يرفض !! طب والله مبقاش أسيل حسن غير لما اطفحك المُر في عيشتك يا آدم نصار ! 

جلست على الاريكة و هي تهز قدمها بغضب 

' طب هعمل ايه ؟ هقول لتسنيم ايه ؟ بس مينفعش اجي زي الغريبة كده... دي صاحبة عمري !! منك لله يا آدم يارب يعدي حمار على وشك !! 

صمتت قليلا ثم قالت 

' هعمل المستحيل عشان اروح... دي تسنيم... مينفعش ازعلها بسبب النـ,ـطع اللي محسوب عليا زوج ! لازم اعمل اي حاجة عشان اروح... كده هستدعي شخصيتي الشيـ,ـطانية... يا ويلك مني يا آدم نصار !! 

طُرق الباب فنهضت و فتحته و كانت الخادمة 

* أسيل هانم... اتفضلي الظرف ده جه ليكي... 

' ليا انا ؟ 

* اها... 

اخذته منها و شكرتها و ذهبت... اغلقت أسيل الباب و نظرت للظرف الورقي المُغلق... وجدت مكتوب عليه اسمها

' ده جاي ليا فعلا... يا ترى مين بعته و ايه جواه ؟ 

احضرت مقص صغير و قَصَت طرف الظرف و اخرجت منه ورقة مُطبقة... فتحتها و قرأتها " تم قبول أسيل حسن محمد بكلية الألسن بجامعة الاسكندرية... بإتفاق مع عميد الكلية الأستاذ ****** و يمكن ان تحضر الطالبة أسيل محاضراتها بداية الفصل الدراسي القادم... بالتوفيق "

تفاجئت اسيل و فتحت فمها مترين ثم صرخت بفرحة

' انا تم قبولي بالجامعة... انا هكمل جامعتي !! 

وضعت يدها على فمها حتى لا يسمعها أحد... نهضت و هي مُمسكة بالورقة و تقرأها مرارًا و تكرارًا ولا تصدق ما تقرأؤه

' ده أسمي اهو... انا اتقبلت !! 

قفزت من سعادتها ڪالطفلة و حضنت الورقة و الابتسامة قد تصل لأذناها... 

' المترجمة أسيل... جيالكم يا شوية مترجمين !! 

ضحكت بمرح ثم فجأة اختفت ابتسامتها و قالت 

' لحظة بس... انا مقدمتش على الجامعة اصلا عشان يتم قبولي... يبقى ازاي ؟ و الظرف ده ؟ 

فكرت قليلا ثم قالت بشَك

' مين قدملي على الجامعة ؟ ليكون هو ؟ معقول آدم عمل كده ؟ طب ليه ؟ انا مطلبتش منه اصلا لاني مش طيقاه... بس هو قدملي و اتقبلت كمان ! 

جلست على الاريكة و هي تنظر للورقة بريبة ثم اشتغلت روح المُحققة التي بداخلها و قالت بغضب

' انا عارفة الحركات دي... هو قدملي على الجامعة عشان افرح و اسكت و مطلبش منه اروح خطوبة تسنيم... بقا كده يا آدم نصار ؟ طب والله لوريك انت بتلعب مع مين !! 


**********

* مالك يا مروان ؟ 

- مفيش يا ماما... 

* لا فيك حاجة... من كام يوم كده و انت غريب و مكَشر على عكس عادتك... في ايه ؟ احكيلي و فضفضلي انا امك يا مروان... 

- اطمني يا ماما مفيش حاجة... انا بس تعبان شوية... 

* سلامتك يا حبيبي... قولي ايه تاعبك ؟ نروح للدكتور ؟ 

- لا لا مفيش داعي... الظاهر اخدت شوية برد... اديكي شايفة الجو صعب الايام دي... 

* هعملك حاجة سخنة تشربها و اجبلك دوا للبرد... خليك هنا في اوضتك مدفي و جمب الدفاية... 

- ماشي... 

نهضت ناهد و خرجت... فتح مروان هاتفه على صورتها و ينظر لها بحزن 

- كان نفسي تحبيني زي ما حبيتك... بس انتي رفضتي ! 


في المطبخ كانت ناهد تعُد ليمون بالنعناع دافئ لابنها... دخلت أسيل مندفعة و قالت 

' ناهد هانم ممكن اطلب منك طلب ؟ 

* اه طبعا يا حبيبتي... 

' اجيب من فين شوية بنزين ؟ 

* بنزين ؟! ليه ؟ 

' عشان ءءءء... في نمل في حمام الاوضة... و لقيت على النت ناس بتقول ان البنزين بيقـ,ـتل النمل... 

* في مبيد حشري كويس اوي... 

' لا انا عايزة بنزين... 

* ليه ؟ 

' ما انا استخدمت المبيد الحشري اللي هنا و مجبش نتيجة... فقولت اجرب البنزين... 

* ازاي مجبش نتيجة ؟ ده مستورد و حلو اوي بسببه مفيش صنف حشرة في القصر كله... 

' اهو اللي حصل... في هنا بنزين ولا اخرج اشتري ؟ 

* فيه يا بنتي... روحي عند الجنايني اطلبي منه بنزين و هيديكي... بس خدي شوية صغيرين و خلي بالك لانه خطر !! 

' متقلقيش... شكرا اوي... 


**************

خرجت نور من الحمام و بيدها اختبار حمل... مجرد ما رآها مراد... نهض و اقترب منها و قال بلهفة 

* هاا ايه النتيجة ؟ في حمل ؟ 

* لا مفيش للأسف... 

عَبس وجهه و جلس تنهد بضيق... جلست نور بجانبه و قالت 

* خلاص يا حبيبي متزعلش... باذن الله ربنا يكرمنا... متستعجلش على رزقك... 

* استعجل ايه يا نور ؟ احنا بقالنا 4 سنين متجوزين... و عملنا تحاليل و النتيجة كويسة... ازاي مفيش حمل ؟ 

* إرادة ربنا يا حبيبي... متقلقش ان شاء الله احمل... 

* لو محصلش حمل... هنلجأ للحقن المجهري... 

* ليه ؟ 

* نور... انتي عارفة انا بحب الاطفال و نفسي أكون أب... 

* ماشي بس انت مستعجل ليه ؟ 

* مش مستعجل بس نفسي يكون عندي ابن حتة مني... اربيه و انا بصحتي... 

* ولا انت عايز تخلف قبل آدم ؟ 

* آدم ايه و بتاع ايه ؟ دي خلفة يا نور مفيهاش هزار ولا فيها منافسة... بعدين ما يخلف آدم من مراته... انا مالي ؟ 

* مالك ازاي ؟ انت عايزه يجيب وريث و يكتبله كل املاكه ؟ طب و احنا ؟ و انت عايز تخلف... هتسيب ابنك من غير ولا حاجة ؟ 

* انتي محسساني اني على الحديدة و مش معايا حاجة !! 

* بالنسبة لآدم ف اه انت مش معاك حاجة... بُص على ثروته كبيرة ازاي !! 

* يوووه انا زهقت !! كل شوية تقارنوني بيه !! مرة بابا... مرة ماما... و دلوقتي انتي !! انا زهقت يا نور !! متجبيش سيرته...

* متزعلش يا حبيبي بس انا بضايق لما بلاقي اللي في ايده اكتر منك و هو المتصدر في كل حاجة و انت ولا كأنك موجود و......

نهض و خرج قبل ان تكمل كلامها... ابتسمت نور و قالت بخُبـ,ـث 

* و زعلان لانك مخلفتش ؟ هخلف منك ليه و انت عبارة عن واحد فاشل !! 


يُتبع.......

بقلم #هدير_محمد 

رأيكم ؟ 

اظن نور هي اللي محتاجة نتلم عليها و نضر*بها... القادرة غدرت بالأخين 😂

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع