القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية نصيبي في الحب الفصل السابع عشر 17 بقلم بتول عبد الرحمن (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية نصيبي في الحب الفصل السابع عشر 17 بقلم بتول عبد الرحمن (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)





رواية نصيبي في الحب الفصل السابع عشر 17 بقلم بتول عبد الرحمن (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)




طلع السلم بخطوات سريعه واول ما وصل للباب ضغط على الجرس باستمرار، سمع صوتها بتبرطم"هو انا ورا الباب؟ حاضر...حاضر" الباب اتفتح وظهرت قدامه،

وقفت قصاده، ملامحها كانت باردة، لكنها رفعت حاجبها باستغراب "أنت مين؟"

يوسف زق الباب برجله ودخل وهيا اتخضت من اللي حصل، بس قبل ما تفوق من صدمتها قال "أنا يوسف، أخو هبة" قالها بصوت واطي لكنه كان تقيل

ريهام اتغيرت ملامحها، رجعت خطوة لورا، والخوف بدأ يظهر في عيونها "عايز إيه؟"

يوسف قرب ناحيتها، نبرته بقت أشد، مشاعر الغضب والغدر والوجع كانت كلها في صوته "عايز حقي"

بلعت ريقها بسرعة، ورجعت خطوة كمان لورا، ضهرها خبط في الترابيزه ، حسّت بضهرها بيترعش وهي بترفع إيديها بحركة دفاعية

"أنا مليش دعوة!" صوتها كان مهزوز، لكنها حاولت تخليه ثابت، حاولت تبين إنها مش خايفة.

يوسف مكنش بيتحرك، لكن نظرته كانت سيف مرفوع 

"ملكيش دعوة؟" قالها بصوت هادي، لكنه كان أخطر من الصريخ، قرب خطوة بطيئة، عنيه مثبتة عليها، مليانة بغضب مكبوت، قعد على الكنبه وحط رجل على رجل وادم دخل وقفل الباب وراه، ريهام رجعت خطوة تانية، قلبها بيدق بجنون. حست إنها محاصرة، الحيطة وراها، وعيونه قدامها

"لو قربت مني ه…" حاولت تهدده، لكن صوتها خانها، خرج متقطع، ضعيف.

يوسف ابتسم بسخرية، ابتسامة خالية من أي رحمة "هتعملي إيه؟ هتصرخي؟" نبرته كانت شبه الهمس، لكنها وصلت لودانها بوضوح مخيف"جربي."

ريهام عضّت شفايفها، عقلها بيحاول يدور على أي حاجة، أي مخرج، لكن مفيش، شكله مش ناوي يسيبها، ومش ناوي يعديها بالساهل

"أنا… أنا مش السبب، صدقني!" نطقت بسرعة، تحاول تبرر، تحاول تهرب من النظرة اللي بتحاسبها "أنا، مكنتش… مكنتش أعرف إن الموضوع هيكبر كده!"

يوسف شد نفس بطيء، رفع حاجبه كأنه مش مصدق كلمة من اللي بتقوله" وكنتي فاكره ايه؟ سامعك"

عنيها لمعت بدموع محبوسة، لكن يوسف مكانش متأثر، ريهام حسّت إن الدم انسحب من وشها، قلبها بيخبط في ضلوعها بعنف، حاولت تبلع ريقها، بس حلقها كان ناشف كأنها بلعت رمل

"أنا مليش دعوة!" نطقتها بسرعة، بصوت مرتعش

يوسف مكانش بيتحرك، لكنه كان بيتفرج عليها بعينين ضيقة، مليانة احتقار وغضب بارد، عينيه سلاح، كلماته كانت رصاص مستني يخرج في اللحظة المناسبة

"مليش دعوة؟" صوته كان هادي، بس فيه تهديد واضح، وقف قرب خطوة بطيئة، عنيه مثبتة عليها "نسيتي؟ نسيتي إنتي عملتي إيه؟"

"أنا… أنا مكنتش عارفة! أقسم بالله مكنتش عارفة إن الموضوع هيكبر كده!"

ضحك ضحكة قصيرة، باردة، بدون أي أثر للمرح "مكنتيش عارفة؟" عنيه اسودّت وهو بيقرب أكتر، صوته بقى أخطر وهو يضغط على كل كلمة "إنتي اللي خدرتيها، إنتي اللي سلمتيها، وبكل بساطة دلوقتي بتقولي مكنتش عارفة؟"

ريهام شهقت، دموعها لمعت في عنيها، بس يوسف كان زي الصخر، مفيهوش أي تعاطف

"أنا…" صوتها كان ضعيف، زي واحد بيغرق وبيحاول يمسك أي حاجة.د "أنا كنت مجبورة… كان لازم…"

يوسف قرب أكتر، المسافة بينهم بقت شبه معدومة، نبرته كانت كلها اشمئزاز "كان لازم؟ كان لازم تدمري حياة بنت ملهاش أي ذنب؟"

ريهام حاولت تهرب بنظرها بعيد، بس مفيش مهرب، حست إن الدنيا بتضيق حواليها، نفسها بقى تقيل، وعرق بارد سرى في ضهرها

"كان لازم؟" كرر الكلمة، كأنه مستني يسمع تفسير منطقي، تفسير مستحيل "كان لازم تخدريها؟ كان لازم تسيبيها لمصيرها؟ كان لازم تبيعي صاحبتك؟"

ريهام هزت راسها بعنف، الدموع بتنزل على خدها، صوتها مرتعش "أنا مكنتش عارفة هيحصل كده… أقسم بالله! أنا… أنا كنت فاكراه هزار"

ضحك بصوته كله وقال" هزار؟ ده بجد؟ حلو الهزار ده، ايه رأيك لو هزرت معاكي نفس الهزار؟!"

ريهام شهقت، عينيها وسعت من الخوف، دموعها بتنزل بس يوسف مكنش متأثر،

رفع إيده ببطء ومسح على دقنه وهو بيبصلها بنظرة باردة، كأنها مجرد شيء تافه تحت رجله "هزار، صح؟" قالها بصوت منخفض، لكنه مليان تهديد "طب تعالي نجربه مع بعض، نشوفه كده هيكون ازاي"

ريهام حركت راسها بعنف، رجليها بترتعش، حست بقلبها بيدق جامد وهي بتحاول ترجع خطوة تانية، بس مفيش مكان تروحله "والنبي… أرجوك!" صوتها كان ضعيف، مهزوز، كانت عارفة إنها وقعت في شر أعمالها، ودلوقتي لازم تواجه العواقب، يوسف اتنهد ببطء، كأنه بيحاول يسيطر على غضبه، لكنه فشل، في لحظة، مسك إيدها بعنف وجرها ناحيته، صرخت، حاولت تفلت منه بس إيده كانت حديد.

"عارفة أنا جيت ليه؟" قالها وهو بيضغط على دراعها، نبرته مفيهاش أي رحمة "جيت أديكي طعم الخيانة اللي دوقتيه لهبة"

ريهام كانت بتترعش، دموعها بتنزل بدون توقف، حاولت تبعد عنه لكن مكنش في فايدة 

"أنا غلطت… أنا ندمانة!" صرخت بيأس، لكن يوسف مكنش بيسمع، كان الغضب ماليه، اتنفس ببطء، قرب وشه منها وقال بصوت واضح "ندمانة؟ الندم مش كفاية، لازم تدفعي التمن."

وفجأة ساب إيدها، وريهام وقعت على الكنبة وهي بتنهج، عنيها مليانة فزع.

"أنا مش هلمسك حتى" يوسف قالها بسخرية "بس اللي مستنيكي مش هيكون بسيط"

لف لآدم اللي كان واقف عند الباب بيتابع بصمت "اتصل بالشخص اللي كلنا عارفين إنه هيفرح قوي لو عرف مستنيه ايه الليلادي"

ريهام رفعت عينيها بخوف "لاء… لاء، أرجوك!"

يوسف مالت شفايفه بابتسامة باردة، وهو بيقول آخر كلماته

"متخافيش، ده هزار بس… مش كده؟"

ريهام شهقت، غطت وشها بإيديها وهي بتترجّاه "أنا آسفة! والله العظيم أنا آسفة! مكانش قصدي"

يوسف شد نفسه لورا خطوة، أخد نفس طويل كأنه بيحاول يهدي الغليان اللي جواه، لكن عنيه فضلت مثبتة عليها، كلها احتقار" هقبل اسفك ماشي" 

عينيها لمعت فكمل" بس لو عرفتي ترجعي الزمن وتمحي اللي حصل من ذاكرتي انا وهبه، وقتها هقبل اسفك، هل هتقدري؟!" 

ريهام رفعت عنيها ليه بخوف، قلبها بيدق بسرعة "تقصد إيه؟"

ابتسم ابتسامة باردة جدًا " يعني لو مش هتقدري ترجعي الزمن يبقى وفري اعتذارك، لانه ورقه محروقه دلوقتي"

حاولت تتكلم أو تبرر بس خوفها سيطر عليها، مش عارفه تخلص نفسها ازاي 

"عارفة الفرق بيني وبينك يا ريهام؟" سألها بصوت هادي، سخريته تقيلة زي السكينة على رقبتها "أنا مش بغدر، ولا بخون، ولا ببيع اللي وثق فيا، بس… لما حد يأذي اللي مني، مبشوفش، مبسمعش، وبنسى كل حاجة متربي عليها، بنسى الاصول وبنسي تربيتي، بنسى القيم والمبادئ والأخلاق ومش بفتكر غير حاجه واحده بس، اني ارجع حقي، ومبيفرقش معايا لو كان اللي قدامي واحد أو واحده "

قالت بصوت مبحوح" طب انت عايز ايه طيب وانا هعمله؟!"

ابتسامته وسعت، لكنها كانت مرعبة أكتر من أي تهديد نطقه "أنا؟ ولا حاجة، مجرد درس صغير، وعد مني، مش هتعرفي تبصي في وش حد بعد دلوقتي"

دقات قلبها بقت طبول حرب، إيديها بترتعش

"وهخلي أستاذ نبيل" نطق الاسم باستمتاع، عارف تأثيره عليها، عارف إن ذكر والدها في المعادلة كفاية يكسرها "موطي راسه طول عمره على تربيته الوسخة، هتشوفي بنفسك اللي هيحصل"

الصدمة عقدت لسانها، عنيها وسعت، رعب صافي غطى ملامحها، الباب خبط وادم فتحه، دخل شخص طويل وعريض وشكله بشع، وقف مكانه وهو مستني الأمر، حاولت تترجاه للمره الألف بس بص لرعبها وخوفها باستمتاع وقال "خدها"

كانت كلمته الوحيدة، نطقها ببرود قاتل، كأنه بيطلب حاجة عادية

ريهام شهقت، عرفت إن الفرصة الوحيدة للهروب راحت خلاص، حاولت تتحرك، تبعد، بس إيديها كانت بتترعش وجسمها اتخدر من الرعب، الشخص اللي دخل قرب منها، مسك دراعها بقوة كأنها مجرد شيء بيتنقل من مكان لمكان

صرخت بقوه" استنى… أرجوك، اسمعني!" صوتها كان بيترجف، بتحاول تتمسك بأي فرصة أخيرة للخروج من اللي هي فيه

يوسف لف ناحيتها بخطوة بطيئة، ملامحه كانت مظلمة

"أسمعك؟" قالها بضحكة قصيرة مليانة سخرية" قولتلك انا مش جاي اسمع، بس مستعد اسمعك لو عرفتي ترجعي الزمن وتصلحي اللي حصل، غير كده لاء"

ريهام شهقت لما شدها الشخص اللي مسكها ناحيته، حسّت إن فرصتها الأخيرة في النجاة بتتبخر

" أنا غلطت! بس… بس كنت مجبورة!" قالتها بسرعة وهيا بتحاول توصل لأي حاجة توقف اللي بيحصل لكن يوسف مسح على دقنه ببطء، كأنه بيفكر للحظة، قبل ما عيونه تلمع بنظرة قاسية"مجبورة؟ ده اللي هتقوليه؟ طيب تمام… أنا كمان مجبر."

أشار للشخص اللي مسكها "طلعها برا."

ريهام صرخت، حاولت تقاوم، بس كانت ضعيفة قدام القوة اللي بتشدها لبرا، قلبها كان بيخبط في صدرها بسرعه وهي مش عارفة مصيرها هيبقى إيه

يوسف وقف في مكانه، أخد نفس طويل وملى صدره بالهوا كأنه بيحاول يطفي النار اللي جواه، حس إنه رجّع حق أخته، حتى لو مش كفاية، حتى لو لسه الغل جوّاه مش راضي يهدى

عينه جات على الباب اللي خرجت منه ريهام، سمع صوت خطواتها وهي بتبعد، وحس للمرة الأولى إنها فعلاً تحت رحمة غضبه، وإنها مش هتقدر تنسى اللي حصل النهاردة طول عمرها

ادم قرب منه وربت على كتفه وقال بهدوء " مش هينسوا الدرس"

يوسف لف ناحيته، عنيه لسه مليانة غضب، لكن فيه هدوء خبيث بدأ يحل محله، أخد نفس عميق وقال بصوت واطي لكنه تقيل "وأنا كمان مش هنسى اللي حصل"


ساره رجعت البيت لقته هادي، دورت على نهال والبنات بس ملقتش حد، طلعت لفوق وقررت تروح تشوف هبه، دخلت الاوضه ولقتهم حواليها فخافت تكون هبه تعبت اكتر، حسّت قلبها بينقبض، الجو التقيل في الأوضة كان كافي يقول إن فيه كارثة حصلت، وقفت في وسطهم وهي بتبص في وشوشهم، تدور على إجابة، لكن كلهم كانوا بيتجنبوا النظر فيها

"إيه اللي بيحصل هنا؟" صوتها طلع متوتر، لكن محدش رد

بصت لنهال اللي كانت عيونها مليانة دموع محبوسة لكنها فضلت ساكتة. سارة لفّت على بقية اللي في الأوضة الكل كان متجمد في مكانه كأنهم مش عارفين يقولوا إيه.

"أنا بكلمكوا! حد يفهمني في إيه؟!" صوتها علي، النبرة الحادة اللي فيه كانت مليانة قلق وخوف.

نهال أخدت نفس طويل وقالتلها اللي حصل، رد فعلها كان لا يقل عن رد فعلهم، اتصدمت ومصدقتش اللي حصل لاختها، بصت في وشوشهم كلهم، بمجرد ما بصت في وشوشهم عرفت ان اللي حصل بجد

عينيها اتحولت بسرعة لهبة اللي كانت قاعدة على السرير، وشها شاحب وعينيها غارقة في الفراغ شكلها كان مكسور بطريقة عمرها ما شافتها قبل كده، حسّت بقلبها بيتفتت، قعدت قدامها ومسكت إيديها المرتعشة، حسّت بعجز قاتل، لأول مرة في حياتها مش قادرة تعمل حاجة، مش قادرة تنقذ أختها، مش قادرة حتى تواسيها، دموعها نزلت وهيا بتحاول تستوعب اللي حصل


يوسف نزل وادم نزل وراه لقى تيمور تحت مستنيه، تيمور اول ما شافه قرب عليه وقال " في حد مضايقك ولا ايه لكل ده؟!" 

يوسف هز راسه بنفي وقال "مفيش حد يقدر يضايقني، بس في ناس كان لازم تعرف حجمها الحقيقي."

تيمور ضحك ضحكة خفيفة بس كان متابع يوسف بنظرة فاحصه "طب تمام، هتعمل ايه دلوقتي، اخدت حقك مستني ايه " 

يوسف بصله وقال " التنفيذ" 

اتحرك ناحية عربيته وكل واحد ركب عربيته ومشيوا وراه


يوسف كان سايق بسرعة، عينيه ثابتة قدامه، آدم وتيمور وراه، كل واحد في عربيته، متابعين تحركاته من غير كلام، الدنيا كانت هادية، فجأة، يوسف داس فرامل بقوة، العربية وقفت في نص الطريق، آدم شد دراع الفرامِل وخرج بسرعة، تيمور برضه نزل وراهم، نظراتهم كلها قلق واستغراب

آدم قرب منه بخطوات سريعة "يوسف، في إيه؟!"

يوسف مردش، بصلهم لحظة بعينين ميتة، وبهدوء مريب بدأ يقلع الجاكت بتاعه، أول ما التيشيرت الأبيض ظهر، الصدمة سكنت ملامح آدم وتيمور، الدم كان مغرقه، مش بس نقطة ولا اتنين، لا... التيشيرت كله متغرق باللون الأحمر

تيمور شهق "إنت إزاي سايق كده وإنت نازف بالشكل ده؟!"

يوسف بصله، ابتسامة خفيفة مالت شفايفه، ابتسامة مفيهاش أي حياة، وقال بصوت هادي لكنه تقيل زي الجحيم "كنت مشغول بحاجة أهم."

آدم زعق فيه "يوسف، إنت لازم تروح مستشفى دلوقتي، ليه بتعمل في نفسك كده"

يوسف اتنهد، مسح إيده على رقبته كأنه بيحاول يفوق وقال ببرود "هنروح.. بس مش دلوقتي."

جسمه تمايل لحظة، كأنه فقد توازنه، بس مسك نفسه، عيونه بدأت تغيم، بس هو عنيد.

آدم قرب أكتر، مسك يوسف من دراعه وهو بيهزه بعصبية"إنت بتهزر؟ مش دلوقتي إيه؟ إنت هتموت على بعضك!"

تيمور كان واقف متوتر، مش قادر يستوعب إن يوسف استحمل كل النزيف ده من غير ما ينهار، قرب هو كمان وقال بحزم "مش هنسألك اصلا، هنروح المستشفى غصب عنك."

يوسف بصلهم بعيون تعبانة، بس لسه فيها العناد اللي يعرفوه كويس، بفُضَاحَة شال إيد آدم من على دراعه وقال بصوت هادي لكن مفيهوش أي مجال للنقاش "أنا اللي هحدد إحنا رايحين فين الأول."

تيمور انفجر فيه "يوسف! كفاية بقا! إنت فاكر نفسك حديد؟ جرحك مفتوح بقاله فتره، جسمك هيستسلم غصب عنك."

يوسف سابهم يتكلموا، وهو رفع إيده على الجرح، ضغط عليه شوية، الألم ضرب جسمه، بس هو ماظهرش عليه أي رد فعل، بعد لحظة صمت قال وهو بيبص قدامه "فيه حاجة لازم أخلصها الأول..."

آدم جز على سنانه بغضب، خلاص بدأ يفقد أعصابه، شد يوسف من دراعه تاني " انا اه معاك في كل حاجه ومش بعارضك بس مش هسيبك تتهور أكتر من كده، لو مش هتيجي برجلك، هنشيلك وندخلك المستشفى بالعافية."

يوسف ضحك ضحكة قصيرة وناشفة، بص لآدم بعيونه اللي كانت بتقل مع الوقت وقال "جرب..."

قبل ما حد يرد عليه، يوسف حس الدنيا بتلف حواليه، رجليه خانته، وكل حاجة حواليه بدأت تبقى ضبابية... آخر حاجة سمعها كانت صوت آدم وهو بينده باسمه، وبعدها وقع على الأرض، آدم لحقه قبل ما يخبط دماغه في الأرض، مسكه بسرعة وهو بينادي عليه بعصبية "يوسف! يوسف!"

تيمور قرب بسرعة، لمس رقبته يدور على النبض، لقاه ضعيف جدًا، بص لآدم بقلق "لازم نتحرك حالًا! جسمه استسلم خلاص."

آدم شال يوسف بصعوبة وتيمور ساعده، حطوه في العربيه واتحركوا


في المستشفى...

كانوا واقفين مستنيين بقلق والصمت تقيل، مرّت الدقايق تقيلة لحد ما الباب اتفتح وخرج دكتور، نضارته نازلة على طرف مناخيره وهو بيبص عليهم بنبرة رسمية "هو كويس حاليًا، قدرنا نوقف النزيف، بس فقد كمية دم كبيرة، وده خلاه يدخل في حالة إرهاق شديد."

آدم قرب خطوه "يعني هيصحى؟"

الدكتور أخد نفس وقال" اه عادي، ويقدر يخرج لما المحلول يخلص، بس يستحسن بلاش مجهود"

أخد نفس بارتياح ودخلوا الاوضه يتطمنوا عليه، تيمور وقف عند الباب ساكت، بس ملامحه كانت بتقول كل حاجة، آدم قرب من يوسف وقعد على الكرسي جنبه

"إنت غبي... فاهم؟ غبي بمعنى الكلمة"

يوسف بصله ببرود وتجاهل كلامه " محدش من البيت يعرف اني كنت هنا، فاهم؟!" 

" قولي بس ايه سبب الجرح ده؟!" 

يوسف بص لتيمور وقال" عايزك توصل ريكاردو بسيستم الشركه " 

تيمور قرب وقال باستفسار" ليه؟ " 

"طالب منه شويه حاجات وعايزه ينفذها"

تيمور هز راسه بتفهم وادم سأل " يوسف! ايه سبب جرحك؟!" 

" ادم، مش قادر اتكلم حرفيا، سيبني في حالي دلوقتي " 

سابه على راحته ولما خلص المحلول خرج، تيمور روح باوبر وادم اخد يوسف وروحوا، قبل ما يدخلوا يوسف قال " ادخل انت، هعمل مكالمه" 


ادم دخل ويوسف طلع فونه واتصل بريكاردو، ريكاردو رد بسرعة، لكن نبرة صوته كانت مستغربة "جوزيف! ايه اخبارك؟!"

يوسف دخل في الموضوع من غير مقدمات، صوته كان هادي لكن حاد "ريكاردو، محتاج نوع مضمون ينزل الحمل، حاجة سريعة ومن غير آثار جانبية واضحة"

ريكاردو سكت لحظة، كأنه بيحاول يستوعب الكلام، بعدين قال بحذر "جوزيف!… إنت متأكد من اللي بتقوله؟ الموضوع مش هزار، وبيختلف من حالة للتانية."

يوسف ضيق عينه ونفَسُه كان تقيل "ما سألتش رأيك، سألت عن الحاجة نفسها، عندك ولا لأ؟"

ريكاردو فضل ساكت لحظة، كأنه بيقيس الموقف، بعدين قال بصوت هادي بس فيه حدة"عندي، بس مش هديك حاجة من غير ما أفهم إنت بتعمل كده ليه، مين اللي عايزه تنزل حملها؟"

يوسف شد على مسكة الموبايل، نبرته بقت أخشن "ريكاردو، متحاولش تدخل في حاجة ملهاش دعوة بيك، قولي عندك إيه وخلاص."

ريكاردو ضحك بسخرية خفيفة وقال "عارف إنك عنيد، بس برضه الموضوع كبير، اللي بتطلبه ده مش حاجة ينفع تتجاب كده وخلاص، في حاجات أقوى بس ليها مضاعفات، وفي حاجات بتاخد وقت، إنت مستعجل؟"

يوسف لف وشه ناحية الشارع، عينه كانت باردة وهو بيرد "مستعجل جدًا."

ريكاردو أخد نفس بطيء، كأنه بيفكر قبل ما ينطق، وبعد لحظة قال "تمام، عندي حاجة تخلص الموضوع بسرعة، بس آثارها الجانبية مش سهلة، وإنت أكيد مش غبي عشان متبقاش عارف ده."

يوسف صوته كان حاسم وهو بيرد "مش مهم، هاتها."

ريكاردو فضل ساكت لحظة، وبعدها قال

"هتلاقيها عندك بكرة الصبح، بس جوزيف… متعملش حاجة تندم عليها بعدين."

يوسف ضحك ضحكة قصيرة بس مفيهاش أي روح وقال ببرود "ندم؟ الكلمة دي بطلِت تبقى في قاموسي من زمان."

ونهى المكالمة قبل ما يسمع أي رد


طلع لهبة لقاها قاعدة وسرحانة وساره وندى معاها ، أول ما شافته رفعت عينيها له باستفهام، مستنية تفهم هو عمل ايه

قرب منها وقعد جنبها بهدوء، ابتسامة خفيفة كانت على وشه وهو بيقول "متقلقيش… حقك رجع"

ندى وساره بصوله باستفسار، كلامه كان واضح، لكن في نفس الوقت غامض، كأنه قاصد ما يدخلش في تفاصيل

هبة ضيقت عينيها وهي بتراقب ملامحه، تحاول تفهم أكتر "إزاي؟" سألت باهتمام، لكنها ما أخدتش غير رد قصير منه "مش مهم إزاي، المهم إنه رجع."

سكتت لحظة، كأنها بتحاول تقرأ اللي في باله، بعدها سألت بهدوء "في إيه؟ عايز تقول حاجة؟"

بص لندى وساره وطلب منهم يسيبوه معاها، خرجوا وهو أخد نفس صغير، وبعدين سألها مباشرة "حملك… إنتِ عايزاه؟"

يتبع.......

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع