القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثانى)الفصل الثامن عشر18 بقلم شروق مصطفى حصريه

 

رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثانى)الفصل الثامن عشر18 بقلم شروق مصطفى حصريه 







رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثانى)الفصل الثامن عشر18 بقلم شروق مصطفى حصريه 




رواية وأنصهر الجليد( الجزء الثانى)الفصل الثامن عشرو التاسع عشر  بقلم شروق مصطفى حصريه 




الفصل الثامن والتاسع عشر🌹وأنصهر الجليد 

 بعد انتهاء موعدها عند الطبيب، تلقت سيلا خبرًا سعيدًا جعل قلبها يخفق فرحًا. لقد أُبلغت بأن موعد السفر قد اقترب جدًا، ولم تكن هذه المفاجأة الوحيدة، فقد أخبرها عاصم أن معتز منذ لحظات عبر الهاتف أنه أخيرًا عاد إلى مي بعد فترة من البُعد، وتصالحا، وهما الآن في انتظار عودتهما ليحتفلا بزواجهما معًا.


سيلا بسعادة:

بجد ده أحلى خبرين! ياااه، أخيرًا! أنا مش مصدقة بجد، ومبسوطة أوي لمي ومعتز. هو اتغير فعلًا الفترة اللي كان قاعد فيها هنا، كنت حاسة بيه أوي، كان تايه، مشتت، مهزوم... الحمد لله، ربنا يسعدهم يا رب.


عاصم، بنظرة محبة:

ويسعدنا أنا وإنتي يا أجمل عروسة.


سيلا، بخجل، وهي تلامس وجنته بحنان:

إنت جميل أوي على فكرة، وبحبك أوي كمان.


جذبها إليه بحنان، يطبع قبلة دافئة على شفتيها، لكنه سرعان ما ابتعد فجأة عندما سمع طرقًا خفيفًا على الباب، ثم صوت الخادمة وهي تستأذن بالدخول. تمتم بامتعاض:


هو ده وقتك؟


ابتسمت سيلا عندما لاحظت ضيقه، ثم همس لها بمكر:

اضحكي، فلتي من تحت إيدي..  اتفضلي يا دادا. 


أذن لها بالدخول، فدخلت تحمل طعام الغداء، فاستلمه منها وجلس بجانب سيلا مجددًا. ضحكت الأخيرة بصوت مكتوم وهي تقول:


ياااه! جات فوقتها، جعانة جدًا.

رفع حاجبه متسائلًا:

والله وقتها؟! ماشي يا سيلا، اهربي!

---


مرّ شهر كامل، وأعلن قائد الطائرة عن ربط أحزمة الأمان استعدادًا للهبوط في مطار القاهرة. شدّت سيلا حزامها جيدًا، لكنها أغمضت عينيها بإحكام، ممسكةً بذراع عاصم، فيما كان صدرها يعلو ويهبط بسرعة. لاحظ ارتباكها، فحاول تهدئتها:


هشش... اهدى، أنا جنبك.


أخذت سيلا تتنفس بصعوبة، ثم تمتمت بصوت متقطع:


مش قادرة أخد... نفسي...!

بقلم شروق مصطفى

استمرت في أخذ أنفاس عميقة متسارعة، فطمأنها عاصم بصوت هادئ:


كلها دقايق والطَيّارة ترسى، وإنتي مش أول مرة تركبيها على فكرة.


نظرت إليه سريعًا، ثم ردّت:

كنت بكون نايمة، مش بحس بكل ده...


بعد مرور وقت، هبطت الطائرة بسلام. قالها عاصم بارتياح:

الحمد لله، وصلنا!


وقف ليستعد للنزول، ثم التفت إلى سيلا التي حاولت الوقوف، لكنها فقدت توازنها فجأة. أسرع بحملها بين ذراعيه، وهبط بها.

حتى وصلا الى ساحة الاستقبال أنزلها برفق، كان وليد ومعتز ينتظرانهما بفارغ الصبر، وما إن اقتربا حتى ارتسمت على وجهيهما ابتسامة واسعة، ليبادرا معًا بقول واحد:

"حمد لله على سلامتكم!"


لم يتردد عاصم في احتضانهما بحرارة، وكأن الفراق كان دهورًا، ثم قال بسعادة خالصة:

وحشتوني أوي، وحشتني مصر اوي!


لم يطل الوقت حتى استقل الجميع السيارة، حيث جلست سيلا في الخلف بجوار عاصم، الذي لاحظ إرهاقها، فأسند رأسها على كتفيه برفق، بينما جلس معتز في المقعد الأمامي بجانب وليد، الذي تولّى القيادة بثقة.


مرّت لحظات صمت قصيرة، قطعها عاصم حين التفت إلى وليد وسأله باهتمام:


أخبار الشغل إيه؟


لم يتأخر وليد في الإجابة، فابتسم مطمئنًا:


كويس، متقلقش، كل الفروع تحت السيطرة، أنا وعامر متابعينها، هو في الغردقة وأنا ماسك الفروع اللي هنا.


ثم أشار برأسه إلى معتز مازحًا، وأضاف بمرح:


والأخ ده... لسه نايم في الخط، يفوق ويمسك معايا شوية، يساعدني، أنا سايبه بمزاجي.


ابتسم الأخير بمكر هاتفا: 

لا، سيبه يعيش له يومين كده قبل ما تطحنه في الشغل.


معتز، وهو يهمس داخليًا، لم يعجبه الحديث عنه:


قال يعيش يومين قال! والله ما أنتوا فاهمين حاجة خالص...


ثم وجه عاصم حديثه إلى وليد مازحًا:

وإنت عامل إيه يا وليد، ولا نقول بابا وليد؟!


انتبه للحظة إلى سيلا، التي كانت تتقلب في نومها بجانبه، فشرد في ملامحها الهادئة.


ضحك وليد بطريقة كوميدية وهو يرد:

ده أنا متبهدل قبل ما يشرف ولا تشرف! هما بيتحولوا ليه؟ نفسي أعرف! أمال بعد ما يشرف ولا تشرف هيعملوا فينا إيه؟!


نظر معتز إليه بعدم فهم:

يعني إيه بيتحولوا؟!


قهقه وليد وهو يرد:


لا، دي مش بتتقال، دي لازم تجربها بنفسك! لما تعرف إنك هتبقى أب، ساعتها هتفهم قصدي!


أما عاصم، فكان في عالم آخر، لم يستمع إلى حديثهما، بل كان ينظر إلى سيلا وهي نائمة، يعدّل حجابها بحنان، ويبتسم بحب وهو يتذكر اليوم الذي أخبرها الطبيب فيه بأن نتائج تحاليلها سليمة، ولا أثر للورم. تذكر جيدًا كيف سجدت لله شكرًا، ثم توسّدت بين ذراعيه تُبلغه امتنانها لوقوفه بجانبها وتحمله فترة مرضها، قبل أن تخبره بقرارها ارتداء الحجاب والالتزام به دائمًا.


 

انتبه على صوت معتز وهو يشير إليه: 

 عاصم هاي انت فين


و ابتسم وغمز له: اللي واخد عقلك بقى.

 

عاصم تفاجأ لوصولهم: ايه ده احنا وصلنا بسرعة. 

 

رد معتز عليه برخامه: 

لا لسه يلا يا عم.

 

هتف وليد لهم قبل المغادرة: 

 طيب انا خالع و هنيجي نسلم عليكم بكرة تكونوا ارتاحتوا.

 

… 

صباح اليوم التالي فتحت عيناها بكسل و ابتسمت عندما شعرت ب أنفاس قريبه: 

صباح الخير يا حبيبي بتبص لي ليه كده؟

 

وليد و ما زال ينظر لها بمشاعر مختلفة حب، عشق تحدث وابتسامة جذابة: 

 الله بلاش أصبح علي بنوتي شكلك حلو اوي و انتي نايمه.


همسه فجأه اعتدلت وجهت نظرها له و بتكشيره مصطنعه: ايه ده  و انا نايمة بس اللي حلوة!.

 

 اعتدل في نومته يتمتم "امممم هنبدأ التحويل" 

ثم هتف: لا يا حبيبتي انتي طول الوقت جميلة في عيوني. 

 

ظل يهمس لحالة "اه انا اللي جبت ده كله لنفسي و غلطان واضرب نفسي باللي"

 

همسة بابتسامة رقيقة: 

-طيب يلا بينا نفطر ونروح لسيلا عشان وحشتني اوي.

… 

على الجانب الآخر، هتف معتز بنفاد صبر عبر الهاتف:


— ملكيش حجة يا مي، صاحبتك ورجعت. 


ثم تنهد بعمق، محاولًا تهدئة التوتر الذي يملأ صوته، وأضاف بنبرة رجاء:


— يا مي، بتمنى اليوم اللي تنوري فيه بيتك. مفضلش غير إننا ننزل أنا وإنتي وماما ونختار العفش، كله جاهز... شوفوا يوم وقوليلي.


توقفت مي للحظات، تفكر في الأمر، ثم تمتمت بتردد:


— أممم... بسرعة كده؟ أنا بقول إن إحنا...


لكن معتز لم يمنحها الفرصة لإكمال جملتها، فقطع حديثها بنبرة تحمل في طياتها مزيجًا من العتاب والرجاء:


— يا بنتي، كفاية اللي بتعمليه فيا! كل ده عقاب؟!


في داخلها، ابتسمت مي بخبث، تحدث نفسها بمرح انتقامي:


— آه، لسه بدري! لازم أذوقك الست شهور اللي سيبتني فيهم. بص... أممم، عدي شهر، بس لسه فاضل خمسة!


قهقه معتز بصوت عالٍ، ثم قال بمزاح مشوب بالتهديد اللطيف:


— آه يا مفتريه! عاوزة خمس شهور كمان؟ مش كفاية حرماني من إنّي أشوفك أو حتى أقابلك؟ وبنتكلم في التليفون بس! والله يا مي، لو ما تعدلتي... عارفة لو وقعت تحت إيدي؟!


ابتسمت مي في صمت، مستمتعة بمزاحه، لكنها أخفت ضحكتها، تاركة إياه يغلي في انتظاره الطويل هتفت: 


 هتعمل ايه بقى.

 

تحدث الآخر بعد لحظة تفكير، ثم قال بنبرة جادة:


اممم... هعمل حاجات كتير، وانتي وحظك! بس كفاية يا مي، بجد... إحنا مش صغيرين.


تأملت مي كلماته للحظة، ثم ردت بذكاء:


وبعدين، أنت اللي قلتلي عاقبيني وشاوري، ولو حتى طلبت منك ترمي نفسك في البحر، صح؟


هز معتز رأسه بتنهيدة، ثم قال مستسلِمًا:


صح... بس يا مي، انتي عاقبتيني بما فيه الكفاية.


صمت لثوانٍ، ثم استطرد متسائلًا:


هعدي عليكي عشان تزوري سيلا امتى؟


نظرت إليه مي بمراوغة، ثم أجابت ببرود مقصود:


لا، هيثم هيوصلني.


ضيّق معتز عينيه وهو ينظر إليها، ثم قال بإصرار:


مصممة برضه؟ ماشي... هتروحي مني فين!


قهقهت بخفة، محاولة إغاظته قائلة:

"باي بقا... عشان هيثم يستعجلني. باااي!"


---

بعد ساعتين – غرفة عاصم وسيلا


كانت سيلا واقفة أمام المرآة تتأمل انعكاسها، حين ولج عاصم إلى الغرفة. التفتت إليه وسألته بابتسامة خفيفة:


حلو عليا الحجاب؟


تطلع إليها كذئب جائع يحدق في فريسته، يحاول السيطرة على مشاعره المتأججة، ثم قال بصوت عميق:


أي حاجة جميلة عليكي، حبيبتي.


ترددت قليلًا، ثم عادت تسأله بنبرة خافتة:

يعني مش مضايق من شكلي وأنا بيني وبينك وأنا كدةء!  


نفد صبره من إلحاحها، فردّ بجدية:

ليه كل شوية تجيبي سيرة الشعر؟ ماله شعرك؟! كأنك قصّيته وهيمر وقت وهيطلع تاني! سيبيه يطلع على مهله... أنا عاجبني كده، انتي ريحي بالك بقى.


نظرت إليه بقلق، وسألته بصوت خافت:


يعني مش هتنفر مني؟


تأمل ملامحها للحظة، ثم زفر بضيق وهو يقول:


هزعل بجد منك يا سيلا! بلاش تتكلمي كده تاني... معقول لسه مفهمتيش؟


حاولت تبرير مشاعرها، فقالت بإلحاح:


فاهمك... بس أنا نفسي أعوّضك عن كل حاجة، ونبدأ صفحة جديدة... وأملأ البيت بأطفال كتير أوي.


تنهد عاصم بحرارة، ثم ردّ بصوت هادئ:


كله بأوانه... وبعدين انتي بنتي ولا إيه؟ عاوزاني انشغل بالبيبي وأهملك؟


ابتسمت بخبث واقتربت منه، وقفت على أطراف أصابعها وهمست:


اعملها كده... وانشغل.


ضحك عاصم بخفوت، ثم طوّق خصرها بين ذراعيه قائلًا:


مقدرش... هيبقى عندي بنتين، أو بنت وولد... وهتكوني أجمل أم ليهم.


ردّت سيلا بحنان:


وأنت أحنّ أب، بجد.


تأمل ملامحها بعشق، رفع يده يلامس وجنتيها بأنامله برفق، والتقت نظراتهما الملتهبة بشوق جارف. اقترب منها أكثر حتى التهم شفتيها بشغف، فأحاطت عنقه بذراعيها، ولم يتوقف عن تقبيلها حتى اضطرا لالتقاط أنفاسهما.


ظلت سيلا مبتسمة وهي تستند إلى صدره، فرفع ذقنها برفق حتى تنظر إليه، وهمس بحب:


بحبك... بحب كل حاجة فيكي، من أول نظرة عينيكي اللي خطفت قلبي، لحد...


توقّف حديثهم فجأة حين دوّى صوت طرق على الباب، ودخلت الخادمة لتخبرهم بوصول أستاذ وليد وزوجته، قبل أن تخرج بهدوء.


نظر عاصم إلى سيلا وعيناه تركزان على شفتيها المتورمتين، فقال بابتسامة مرحة:


يلا بينا، نكمل كلامنا بعدين. شكلي هأمشي... الست دي هادمة اللحظات الحلوة!


قهقهت سيلا بصوت عالٍ، ثم خرجت من الغرفة، وفي الممر جذبتها همسة محتضنة إياها وقبلتها بشوق أخوي جميل:


حمد لله على السلامة... وحشتيني أوي!


أجابتها سيلا وهي مبتسمة:


وانتي يا قلبي... وحشتيني أوي! عاملة إيه في حملك؟ مكبرش شوية الولد ده؟


قهقهت همسة بصوت عالٍ، ثم قالت بفكاهة:


هو لحق، أنا حامل لسه في ثلاث شهور، ده نقطة صغيرة قد كده! مشوفتش أي ملامح، حتى الدكتورة تقول لي رأسه وجسمه إزاي وتحدد بأيديها... ووليد يقولها: آه آه، وأنا في طراوة، أقوله شفت رأسه؟! دانا شفت دائرة سوداء صغيرة أوي.


ابتسمت سيلا، ثم شرحت لها بعض الأمور:


ما هو بيكون نقطة، وبعد كده يكبر وينمو. دي فترة تكوينه، المهم إنك ما تعمليش مجهود في الفترة دي... وما تشيلي حاجات تقيلة، وريحى.


ثم وجهت نظرها إلى وليد الذي كان يستمع إلى حديثهن بابتسامة، وقالت له:

خلي بالك عليها! 


ابتسم وليد وهو يرد:

وصيها هي... هي اللي تخلي بالها عليا، بس تهدا شويه عليا عشان بقت عصبية أوي وبتقلب فجأة.


أجابت سيلا بدهشة: همسة! 

دي نسمة العيلة دي، محدش يسمع لها صوت!


ضحك وليد ثم قال بتريقة بطريقة كوميدية:


كانت...


لكن حين نظر له وليد نظرة جانبية، تراجع في كلامه وأكمل بابتسامة:


آه... قصدي طبعا دي نسمة.


ثم حوطها بذراعيه وهمس لها:

قلبتي ليه؟ بهزر، فكّي التكشيرة دي!


أبتسمت سيلا وضحكا جميعًا، بينما كانت عاصم يبتسم من بعيد.


بعد قليل، نزل معتز من غرفته ورحب بالضيوف المتواجدين، ثم جلس معهم قليلاً في انتظار وصول مجنونته. 

كان يجلس بصمت، يتظاهر بالانشغال مع الآخرين، لكنه في الحقيقة كان غارقًا في أفكاره، يشعر بالندم على كلماته السابقة لها: "اعملي اللي انتي عايزاه." وها هي الآن تأخذ كلماته على محمل الجد، تنفذها بحذافيرها، وكأنها وجدت فيها سلاحًا لمعاقبته.


يقتصر حديثهما على الهاتف فقط، وما إن تمر دقائق معدودة حتى تتحجج بأي شيء ثم تغلق المكالمة، تاركة إياه يشتعل غيظًا. كلما حاول رؤيتها، كان يجد نفسه في لعبة من المراوغات، يذهب إلى عملها ليواجهها، لكنها دائمًا ما تكون سباقة، تغادر مع أخيها قبل وصوله، وكأن الأخير متفق معها ضده، يساندها في خطتها لإذلاله.


كان يشعر وكأنها تتلاعب بأعصابه عمدًا، تدفعه إلى حافة الجنون، لكنه رغم ذلك لم يستطع أن يغضب منها حقًا... كان يشتاق إليها بجنون، لكنه لا يريد أن يمنحها انتصارًا بسهولة.


وسط دوامة أفكاره، أفاق على صوت هاتفه يرن، نظر إلى الشاشة فوجد اسم هيثم. ابتسم قليلًا وردّ على المكالمة، ليبلغه الأخير أنه يريد رؤيته. لم يتردد معتز، نهض فورًا وغادر على أمل أن تكون مي برفقته.


لكن بمجرد أن وصل إلى المكان، وقعت عيناه على هيثم فقط... وحده. خاب ظنه ووو

---


داخل السيارة، جلس هيثم بجوار شقيقته مي، ينظر إليها بنظرة مترددة، ثم قال وهو يزفر بضيق:


مش كفاية عليه كده يا مي؟ أكيد عامل حسابه يشوفك النهاردة.


رفعت مي حاجبها بعناد، وابتسمت ابتسامة ماكرة قبل أن ترد بتحدٍّ:


لا، مش كفاية. أنا نويت... مش هيشوفني إلا يوم الفرح. قبل كده لو فات شهر؟ أهو! ياريت تقوله لسه خمسة... ولا أقولك؟ أنا هتفق مع سيلا وعاصم أحسن، عشان نبقى مع بعض.


تأفف هيثم، وهز رأسه بأسى وهو يحاول إقناعها:


يا بنتي، ده انتي جننتي الراجل! هيزهق كده! كفاية عليه شهر... دانتي نشفتي ريقي.


أمالت مي رأسها، وزفرت بحرارة، قبل أن تتصنع البكاء، وهي تقول بصوت متهدّج:


آه... ما أنت راجل زيه، بتوقف في صفه وتحاميه، وأنا أختك الغلبانة... لا، مكنش العشم! آهئ...


تنهد هيثم، وهو يرفع يديه استسلامًا، وقال بنبرة ساخرة:


خلاص، خلاص... هكلمه. إن كيدكن عظيم! مكنتش كلمة يقولك اعملي اللي تعمليه... دانتي أيامك عنب معاه.


مدّ يده إلى هاتفه، وضغط على الأرقام، قبل أن يرفعه إلى أذنه، منتظرًا الرد من الطرف الآخر. لم يطل الانتظار حتى جاءه الصوت من الجهة الأخرى، فتنحنح استعدادًا للكلام...


يتبع

.

 خرجت مي من السيارة بخطوات سريعة قبل أن يتمكن معتز من رؤيتها، متوارية عن أنظاره. وقف هيثم يراقب فعلتها، ثم انفجر ضاحكًا وهو يهز رأسه باستمتاع.


بعد لحظات، خرج معتز من المبنى بخطوات متحمسة، قلبه يخفق شوقًا لرؤيتها، وعيناه تجولان في المكان بحثًا عنها. اقترب من السيارة، لكنه لم يجدها. التفت إلى هيثم بحيرة، ثم قال باندهاش:


أمال فين مي؟ قالتلي إنك هتوصلها!


قهقه هيثم وهو يشير له بالركوب بجانبه، ثم انطلق بالسيارة قائلاً:


منا وصلتها فعلاً... دلوقتي هي مع سيلا.


ارتفع حاجبا معتز بدهشة وهو يلتفت إلى المقعد الخلفي بسرعة، فلم يجد أحدًا. زفر بغضب وقال:


نعم؟ ده إمتى؟ أنا طالع لك مكنش حد وصل! دخلت إمتى دي؟ بالطاقية الخفية؟


واصل هيثم ضحكه، ثم صفق بيده على كتف معتز قائلاً:


اشرب يا معلم!


ضيق معتز عينيه بتوعد، ثم قال بابتسامة جانبية:


ماشي يا مي... ومودينا فين سيادك؟


فكر هيثم قليلًا ثم قال بمرح:

نتمشى شوية، وبعدها أوصلك.


لمعت فكرة في رأس معتز، فالتفت إلى هيثم قائلًا بمكر:


سيبلي الطلعة دي... وخليك جدع، هردها لك في الأفراح.


عند سماع كلمة "الأفراح"، تذكر هيثم شيئًا، فضحك وقال بمكر:


بمناسبة الأفراح... لسه قدامك سنة كده.


اتسعت عينا معتز في صدمة:

س سنة؟! إنت بتهزر؟ لا طبعا!


حاول هيثم كتم ضحكته وهو يرد بجدية مصطنعة:


هو الكلام ده فيه هزار برده؟ تصدق؟ والله صعبت عليا. دي هتتفق عليك معاهم كمان! ربنا يستر عليك، كنت طيب وابن حلال.


رفع معتز حاجبًا بسخرية:

مين اللي هيتفقزعليا؟


ضحك هيثم وقال وهو يشير بيده كأنما يكشف عن مؤامرة سرية:


كيد النساء اللي هناك!


تطلع معتز إليه باندهاش، ثم أدرك أنه يقصد مي وصديقاتها، فزفر بضيق، قبل أن يقترب من هيثم ليهمس له بشيء في أذنه. حاول هيثم التظاهر بعدم الاقتناع، فكشر وجهه قائلًا:


طيب أوقف جانبي يا جدع. 


وأخيرًا، بعد قليل من المراوغة، ابتسم هيثم قائلاً:


صعبت عليا، خلاص موافق. 


سعد معتز، وربت على كتف هيثم بحماس، مرددًا:

حبيبي

---

في مكان آخر، كانت مي قد وصلت إلى حيث توجد سيلا، وما إن رأتها حتى اندفعت نحوها تحتضنها بحرارة، قائلة بفرحة غامرة:


حبيبتي،  حبيبتي حمدلله على السلامة ياااه على الفرحة، وحشتيني قوي يا سيلا!


ابتسمت سيلا بسعادة، وأحاطتها بذراعيها بحب:


وانتي جدًا جدًا! بجد وحشتيني قوي


التفتت مي نحو همسة التي كانت تقف بجوار سيلا، ثم اقتربت منها وابتسمت قائلة برقة:


عاملة إيه يا أم كولومبو؟ وحشتيني قوي من وقت ما نزلتي مشوفتكيش خالص. مبروك يا قلبي، ويقومك بالسلامة يا رب


ضحكت همسة بخفة وقالت بمزاح:


الله يسلمك حبيبتي... بس إيه أم كولومبو دي؟


قهقهت مي قائلة بمكر:

"شكلك بيقول إنه ولد إحساسي ما يخيبش


ضحكت همسة وقالت بغلاسة:

دكتورة بقى وما نعرفش؟


مي بابتسامة واثقة:

يابنتي بالإحساس وأنا إحساسي عالي جدا.


ضحك الجميع على تعليقها الأخير، ثم قالت سيلا وهي تقهقه:


ماشي يا ست الرومانسية، هتتجوزي إمتى إنتي ومعتز؟


فكرت مي للحظات، ثم قالت:


أممم... لسه بدري، ممكن على آخر السنة دي أو قبلها بشوية، مش عارفة بالضبط.


ثم أضافت بحماس:

وعاوزة أتفق معاكي يا سيلا نبقى مع بعض في يوم واحد وكده.


نظرت إليها همسة بفضول، ثم قالت:


إشمعنا سنة؟ مش كنتوا متفقين لما سيلا ترجع بالسلامة؟ ليه أجلتيها تاني؟


ترددت مي قليلًا، ثم نظرت حولها، فرأت عاصم مندمجًا في حديث مع ابن عمه. خفضت صوتها، واقتربت منهما وهمست:


بيني وبينكم... عاوزة أربيه الأول مش من أولها كده أوافق وأمشي وراه وأنسى اللي عمله! لااا، ده أنا ناوية له على نية.


اتسعت أعين سيلا وهمسة في دهشة، ثم صرختا معًا:


مجنونة بجد!


كتمت مي ضحكتها وقالت بمكر:


إنتو متعرفوش حاجة خالص.


رفعت همسة إحدى حاجبيها وقالت بفضول:


طيب ما تعرفينا يا أم العريف؟


أجابت مي بخفة اعتادت عليها دائمًا:


مفيش! بقاله شهر من وقت ما رجعنا لبعض، وهو يحاول يقابلني أو يتكلم معايا، بس مش مديه له فرصة. يجيلي الشغل؟ بروح مع هيثم على طول وسط الزحمة؟ يتوه مني هاهاهاه!


انفجر الجميع ضاحكين، بينما رمقتهم مي بنظرة انتصار، وهي تفكر في خطتها التالية...


شهقت همسة وهي تضع يدها على صدرها، تنظر إلى مي بذهول:


"آه يا مفتريّة! حرام عليكِ، والله معتز شكله بيحبك بجد!"


هزّت سيلا رأسها مؤيدة بجدية:


هو فعلًا بيحبها، انتو مشفتوش كان عامل إزاي ولا شكله كان إيه... كان يقطع القلب! حتى ذقنه اللي رباها، وكان بيتابع عند دكتور هناك... أكيد اتعذب. بس...توقفت قليلًا قبل أن تكمل بمكر، كل ده ما يمنعش إنك تدوخيه معاكي شوية صغيرين.


لوت همسة فمها بغيظ وهتفت:


إنتي كمان بتحرضيها؟! لا لا، متسمعيش كلامها يا بنتي! ما تزوديش عليه، كفاية كل البعد والحزن اللي عشـتوه انتوا الاثنين! ما تزهقوش، افرحوا واتكلموا واظهري حبك ليه.


لاح على شفتي سيلا ابتسامة جانبية بمكر قبل أن تهتف:


خلاص، امشي ورا مبدأ 'شوق ولا تذوق بس كده! شوية شطّة على الحب.


همسة، وقد نفد صبرها منها، زفرت قائلة:


سيبك منها! اتجوزوا الأول، وبعدين ربيه براحتك.


مطت مي شفتيها وهي تفكر، ثم تلعثمت قائلة:


فكركم... يعني كفاية عليه لحد كده؟


أجابت همسة فورًا:


آه طبعًا! كفاية، شكلك جننتيه أصلًا. وابعدي عن سيلا دي، غلبت عاصم! دي ممكن تقولك اهربي أصلًا!


رفعت سيلا حاجبيها بضيق ولاح الامتعاض على وجهها:


يا سلام!


ضحكت مي وهي تشير بيدها للأسفل تهد بينهما، ثم تحدثت بجدية:


خلاص خلاص، مش هزود أكتر. بس هو اللي قالي بنفسه أعمل فيه أي حاجة!


همسة، وهي تضع يديها على خصرها وتنظر إليها بتحد:


يا حبيبتي، هو قالك كده وقت الزعل، لما كان مستعد يتحمل أي حاجة منك لو متصلحتوش. لكن دلوقتي، أنتم خلاص اتصلحتوا! بطلوا تلعبوا لعبة القط والفار، وافهموا بعض أحسن، لأن الجواز مش لعبة.


سيلا أومأت برأسها موافقة، وقالت بإعجاب:


والله البنت دي عندها شوية حكم، صح يا مي! حبّا بعض وعيشوا حياتكم... الفترة دي كافية إنك تكتشفيه وتعرفي طباعة. اتكلموا مع بعض كتير، افهميه وخليه يفهمك كمان. بلاش تهربي منه وتأجلي الجواز عشان تعذبيه ولا تربيه فعلًا، همسة عندها حق. وأنا أكتر حد ندم على الوقت اللي ضيّعته بعيد عن عاصم.


تنهدت، ثم أكملت بأسف:


كنت بهرب منه، لكن لما قربت وفهمته، لقيت نفسي كنت غبية أوي، وضيعت وقتي على الفاضي.


تدخلت همسة بعد حديث سيلا مباشرة:


بصي، تأجيل الجواز ممكن يكون له سبب واحد مقبول: إنكم لسه مش قادرين تفهموا بعض ومحتاجين وقت. لكن غير كده؟ انتي بتهزري بقا!


مي، بعد سماع حديثهم، زفرت ثم قالت باستسلام:


خلاص والله! اقتنعت بكلامكم، هعقل بجد ونتكلم جد.


صفقت سيلا بمرح:


أهو كده! خلينا نفرح شوية بقى.


ضحكت مي قائلة:


خلاص بجد، هعقل 


ثم التفتت إلى همسة وسألتها بابتسامة ماكرة:


وإنتي يا همستي، عاملة إيه بعد الجواز؟ اتغيرتي شوية، صح؟


نظرت إلى سيلا كأنها تطلب تأكيدًا، فضحكت الأخيرة وقالت بمكر:


لا، همسة اتغيرت شويتين تلاتة! والحمل كمان غيّرها، مبقتش همسة الهادية، بقت مجنونة زيك! ثم همست بمزاح: بس خليها سر.


همسة، وقد سمعت همسها، رفعت إحدى حاجبيها وأمسكت بذقنها بأناملها قائلة بغيظ:


سامعاكم على فكرة! بتنموا عليا. 

 

هتفت بسعادة وهي تحدق في سيلا:

الله! الحجاب عليكي طالع حلو أوي! الكلام خدنا ونسيت أقولك... بجد، شكلك جميل جدًا. ياريت تثبتي عليه، وما تقلعيهوش بعد كده، لأن الواحد ندم على التأخير في لبسه.


تحسست سيلا حجابها لا إراديًا، ثم ابتسمت قائلة:


آه فعلًا، عندك حق. أنا بفكر في كده برضه... مش مجرد إني بغطي راسي عشان المرض، لا... دايم بإذن الله.


رنّ هاتفها فجأة، فنظرت إليه، ثم قالت وهي تستعد للرحيل:


يلا، أسيبكم ترتاحوا شوية، هيثم بيرن عليا.


همسة، وهي تحاول إقناعها بالبقاء:


ما تقعدي شوية كمان! خلي هيثم يقعد مع عاصم.


تلعثمت مي وزاغت عيناها يمينًا ويسارًا قبل أن تقول بسرعة:


أصلِك مش فاهما... أنا خليت هيثم يعطل معتز في أي حاجة، لحد ما أسلم عليكي! وهو بيرن، يعني قرب مني... هجيلك تاني!


همسة نظرت إليها بريبة وقالت بحيرة:


طيب يعني ما شفتيش معتز لما خرج؟ ده كان هنا قبل ما تدخلي! وها تطلعي إزاي طالما مع هيثم؟ أكيد هتقابليه! مجنونة والله مفيش فايدة فيكي. 


قهقهت مي على سذاجتها، ثم شرعت في شرح ما فعلت:


منا أول ما هيثم وصلني، نزلت ووقفت ورا زرعة كده قريبة من الباب... شوفته وهو طالع، فاكر إنه هيشوفني ومتعشم يا حرام... كان مستعجل، ومخدش باله من أي حاجة!


شهقت سيلا من فعلتها، وهتفت بخوف:


والله دا إنتي ليلتك مش فايتة! آه لو مسكك، مش هيسيبك!


قهقهت مي بمكر، وهي تتخيل كيف سيكون ردّ فعل معتز عندما يدرك لعبتها!


همسة بتحذير: ما تختبريش صبره أكتر من كده يا مي عشان متندميش بجد.


ازدردت ريقها بتوتر، واتسعت عيناها برعب وهي تنظر إليهم بتردد، قبل أن تتظاهر بالثقة قائلة:

هااااه متخوفنيش! لا، مش هيعمل حاجة ولا يقدر أصلًا. يلا يلا، سلام بقى، أنا ماشية.


ألقت التحية على وليد وعاصم، اللذين كانا يجلسان في الصالة الفاصلة بينهم، وهي عبارة عن ريسبشن واسع مكون من ثلاث قطع، ثم غادرت مسرعة. وفجأة...


نظرت سيلا وهمسة إلى بعضهما، غير مصدقتين تهور صديقتهما، فانفجرتا ضاحكتين. وبينما كانتا مستغرقتين في الضحك، حضر الآخرون، مدفوعين بالفضول.


عاصم مستفسرًا وهو ينظر إلى محبوبته:

بتضحكوا على إيه؟ ضحكونا معاكم...


انتبهت سيلا إلى نظراته المخترقة لها، والتي تلمع بعشق واضح، فحاولت التظاهر بالتماسك وهي ترد بحرج:

أحم... لا، أبدًا، كنا بنضحك على مي، بس دي طلعت معذبة معتز.


قهقه عاصم قائلاً بثقة:

كنت متأكد إنها هتجننه! يلا، يستاهل.


نظرت إليه سيلا بدهشة، قبل أن تقول بصوت يحمل الصدمة:

دي كانت عاوزة نأجل فرحنا إحنا كمان عشان نعمله مع بعض آخر السنة


تحدث عاصم بدهشة واضحة:

نعم! وإحنا نأجل ليه؟ أصلاً معتز لو عرف مش هيوافق، ده عاوز يعمله آخر الأسبوع ده أصلاً!


أشارت إليه سيلا بيدها بذهول قائلة:

وإحنا معاه؟


ابتسم عاصم بمكر، قبل أن يغمز لها قائلاً:

آه طبعًا، بس قولتله نأخره لآخر الشهر حتى نكون جهزنا حالنا.


همسة تقطع حديثهم، متحدثة بإرهاق:

سيلا، أنا همشي، لأني حاسة إني تعبانة شوية.


نهض وليد بسرعة، وعيناه مليئتان بالقلق، وسألها بلهفة:

مالك؟ حاسة بإيه؟


ثم أردفت لها بإلحاح:

طيب ما تخليكي هنا، شكلك مرهقة فعلًا!


ابتسمت له همسة بامتنان، ثم قالت:

هجيلك تاني والله، بس إحنا مش عاملين حسابنا وكده.


أمسك وليد بيدها بحنان، وألقى السلام على الجميع قبل أن يغادرا معًا.


بعد رحيلهما، التفت عاصم إلى سيلا متفحصا ملامحها بقلق قائلاً:

شكلك أنتي كمان تعبانة، تعالي نطلع نرتاح شوية إحنا كمان.


استجابت له، فصعدا معا إلى غرفتهم. وما إن أغلقا الباب خلفهما حتى تمتمت سيلا ضاحكة:

جننت معتز بس إيه، عقلناها. 


رد عليها عاصم بهدوء، وهو يقترب منها بخطوات ثابتة:

سيبيهم يحلوا مشاكلهم، وخلينا إحنا كمان في موضوعنا اللي مش بيكمل ده.


سيلا تسأله ببراءة:

موضوع إيه؟


لكنها سرعان ما احمرت وجنتاها وخفضت رأسها بخجل شديد عندما وجدته يقف أمامها عاري الصدر. لم تستطع مواجهته، فابتعدت بخجل، لكنه ابتسم بخفة قبل أن يرتدي تيشيرت منزليًّا، ثم جلس بجانبها، وهو يرمقها بمكر قائلاً:

إيه الطماطم دي؟ لسه بتتكسفي مني؟


سيلا تبتسم له بتعب، ثم تتثاءب قائلة بصوت واهن:

أنا عايزة أنام...


مد يده إليها برفق، وجذبها إليه قائلاً:

طيب، تعالي نامي في حضني...


استسلمت لاحتضانه، فأسندت رأسها إلى صدره، بينما كان يمرر أصابعه على وجنتيها بحنان. ومع انتظام أنفاسها في نوم هادئ، لم يستطع مقاومة قربها، فطبع قبلة دافئة على وجنتها، ثم أخرى، ولم يترك موضعا دون أن يمرر شفتيه عليه.


انزلق بلطف نحو عنقها، مستمتعًا بملمس بشرتها الناعم، حتى تمتمت بتأوه ناعم في غفوتها، فتوقف فجأة، وكأنه عاد إلى وعيه.


تركها تنعم بنومها الهانئ، قبل أن يبتسم بحب وهمس لها بهدوء:

هسيبك تنامي، بس بعد كده مفيش نوم يا روحي...


ثم أغمض عينيه، مستسلمًا للراحة بجانبها.


يتبع رأيكم كتابي وليس صور وتم🤣


تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول 1من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني 2من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع