رواية قلب فى المنفى الفصل العشرون 20بقلم هدير محمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية قلب فى المنفى الفصل العشرون 20بقلم هدير محمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
البارت الـ 20 من رواية #قلبٌ_في_المَنفى ❤️🩹
" اول ما نرجع للقصر... هكلم المحامي يبدأ في إجراءات طلاقنا...
لا تعلم لماذا حزنت و هي من طلبت منه الطلاق بنفسها
' بس انا مش عايزة حاجة...
" ده حقك يا أسيل و هتاخديه...
' بس يا آدم...
" خلصنا يا أسيل... مش عايز اظلمك تاني... سبيني انهي جوازنا بالحق...
اومأت له و ظل ينظر لعيناها التي احبهما منذ اول مرة رآها فيها... بعد طلاقهم لن يحق له النظر فيهم... لن يحق له ان يمسك يدها... لن يحق له يُعانقها حتى ! ستكون بعيدة عنه... بعيدا كثيرا... سوف يظل معه فقط ذكرياته الجميلة معها... ڪ أول اهتمام... أول عِناق... أول قُبلة... تلك هي حياته... مهما حدث سيرجع لنقطة الصفر و يكون وحيدًا كما كان...لكنه لا يعتقد انه سينساها... بل ستظل معه... بالتحديد داخل قلبه المكسـ,ـور الذي منعه عقله حتى قول لها " اُحبكِ " لم يستطع ان يقول لها تلك الكلمة... لم يستطع يعترف لها بشيء... و لن يستطيع ! كبريائه طغى عليه و منعه... تلك الفتاة بكل تفصيلة فيها... احبها و عَشقها... سيتركها بعد يوم كما تريد... لعلها ترتاح قليلا من الألم الذي تسبب فيه داخل قلبها البرئ... وداعًا يا مَنْ عشقتها و لم استطع البوح لكِ بذلك... وضعت قلبي في المَنفى و فضلت الصمت و الكبرياء على حُبي لكِ يا عشقي النقيّ... وداعًا يا أسيل !
*************
كان مروان و رنا جالسين على العِشب أمام بحيرة صغيرة مع ضوء الشمس و صوت العصافير العَذب و الهواء النقي يداعب وجوههم... امسك مروان وردة صغيرة و وضعها على شعر رنا من الجنب و قال
- كده الوردة في مكانها الصح !
ابتسمت رنا و قالت
* هو انت رومانسي كده فعلا و لا بتمثل عليا ؟
- الصراحة انا زيك متفاجئ من رومانسيتي دي... اكتشفت اني رومانسي لما حبيتك...
* مرتبطتش قبل كده يا مروان ؟
- هي مرة وحدة... انتي عرفاها...
* بس كده ؟
- اه... كنت بدور على وحدة زيك و فشلت... بعدين أدركت ان مفيش غيرها رنا وحدة بس على الكوكب ده !!
ابتسمت ف وضع اصبعه على شفتاها و قَبَلها و هي منسجمة معه... ابتعد قليلا و قال هامسًا أمام شفتاها
- بحبك !
* و انا كمان !
ابتسم و اسند رأسه على رجلها و ينظر لها بهيام و هي تداعب شعره بيداها...
من بعيد قليلا كان ينظر لهم معتز الذي القى سيجـ,ـارته على الارض و دهس عليها... ابتسم بشَر و قال للرجل الذي جانبه
* صورتهم ؟
* اه يا معتز باشا...
* كويس... امشي دلوقتي و لما ارن عليك تنفذ اللي قولته حالًا...
* حاضر يا معتز باشا...
ذهب الرجل و ضحك معتز
* ده عِيلة نصار طلعت مليانة مفأجآت و حوارات كتير... مروان و رنا... العشق الممنوع في عيلة نصار... أمها مش هترحمك لما تشوفك مقرب من بنتها كده... بس حلو خلينا نتسلى شوية !!
**************
كان آدم في سيارته... وضع فيها شيئًا ثم نزل منها... دخل البيت... وجد السلالم كلها مليئة بالمياة... تعجب قليلا... هل ماسورة المياة بالبيت كُسـ,ـرت ؟ لم يفكر كثيرا في الاجابة حتى ظهرت أسيل و هي مُمسكة بخرطوم المياة و ترِش السلالم به...
" انتي بتعملي ايه ؟؟
' بغسل السلالم و الدور الأرضي... لازم نسيب البيت نضيف قبل ما نروح القاعة...
" بتغسلي السلالم بالخرطوم ؟
' ايوة... اومال انت في بيتكم بتغسلوا السلالم ازاي ؟
كان سيرد لكن قاطعته قائلة
' قبل ما تقول انا هرد مكانك ( وقفت مِثله و اكملت مُقلدة حركاته ) انا آدم نصار الغني... عندي خدم بعدد شعرات رأسي هم بيمسحوا السلالم...
كان يود ان يضحك من تقليده لحركاته... لكن كتم ضحكته و عَقد حاجبيه و قال بضيق
" انا مبتكلمش كده على فكرة...
' لا بتتكلم كده...
" طب هطلع ازاي كده ؟
' ما تطلع عادي...
" و انتي فاتحة الخرطوم كده ؟!
' خلاص هقفله و تعدي...
اغلقت صنبور المياة لكن خطر في بالها شيء و قررت تنفيذه... قبل ان يصعد آدم على الدرج... فتحت الصنبور و امسكت الخرطوم و رَشت عليه المياة... تفاجئ آدم و قال بغضب
" اقفلي الماية دي !!
لم تستمع الى كلامه و ظلت تضحك و هي ترُشه بالمياة حتى تبلل كُليًا... كان آدم غاضب للغاية و هي لا تستمع اليه...
" يا أسيل والله هزعلك !!
لكن لا جدوى من التهديد... تلك الفتاة تستمع حقًا بإزعاجه... بينما ينظر لها بغضب ولا يستطيع ان يقترب منها لانها مُمسكة بالخرطوم... لاحظ ضحكتها... لاحظ انها سعيدة و تضحك من قلبها... تلك الابتسامة الساحرة و قهقهة ضحكاتها الطفولية... هذا جعل غضب يزول و يبتسم... مجرد رؤيتها سعيدة هذا يُسعده و يُريحه... إبتلت ملابس آدم كلها... الماء ينزل من شعره... اغلقت أسيل الصنبور و قالت
' بس كده... وفرت عليك الوقت اللي كنت هتاخده في الاستحمام...
نظر لها بإبتسامة خـ,ـبيثة و اقترب منها و بدون ان تنتبه... خطف منها الخرطوم... توترت أسيل و قالت
' آدم... هات الخرطوم...
" لا...
' آدم... إياك تتهـ,ـور !!
" دلوقتي آدم إياك تتهـ,ـور ؟! مفكرة ان اللي عملتيه هيعدي بالساهل ؟!
' انا كنت بهزر... انت مبتعرفش تهزر ولا ايه ؟
" لا بعرف... بعرف اهزر كويس اوي... هوريكي هزاري دلوقتي...
فتح صنبور المياة و رَشها بالخرطوم... شهقت أسيل بصدمة و هو يضحك و هو يرشها بالمياة... قالت بغضب شديد
' اقفل الماية دي !!
" ايه ده ؟ هو الهزار مش عاجبك ؟!
' يا آدم بقولك اقفل الماية دي !!
" لا... هخليكي شبه الفار المبلول دلوقتي...
استمر برشها و هي لا تعرف ماذا تفعل... كلما تحركت يحاصرها في الحال بالماية... تبللت بالكامل و قال
" اظن كفاية عليكي كده...
اغلق الصنبور و نظر لها و المياة تنزل منها... ضحك و قال
" انا بعشق تطبيق العدل...
' انا هوريك تطبيق العدل ده !!
امسكت المكنسة و كانت ستضر*به بها لكنه امسك يدها و اخذها منها...
" عيب تلعبي بالحاجات دي...
' همو*تك يا آدم !!
" وريني...
نظرت له بغضب و هجـ,ـمت عليه و تضر*به على صدره على يداه و هو يضحك
" انتي كده بتدغدغيني مش بتضر*بيني...
' والله ما هسيبك يا بارد !!
استمرت في ضر*به و يجن جنونها كلما يتفادى ضربا*تها بسهولة... امسكته من ملابسه و هو امسها من ملابسها
' دم ياخدك يا نطـ,ـع... متهزرش معايا تاني !!
" انتي اللي بدأتي !!
' ابدأ براحتي... ملكش دعوة !!
" يبقى متزعليش لما ارد عليكي بنفس بهزارك الرخم !!
' انت اللي رخم... يا مغرور يا متعـ,ـجرف !!
* ايه اللي بيحصل هنا ؟؟
نظروا لمصدر الصوت... انها تسنيم و باسم يقفان أمامهم و يحملان أكياس التسوق... ابتعدت أسيل عن آدم و تركت ملابسه و هو كذلك ابتعد عنها و حمحم بصوته الرجولي و يتمنى ان تنفتح الأرض و تبتلعه بسبب الإحراج الذي يشعر به... و الآن آدم و أسيل يقفان امامهم ڪملائكة بعد ان كانوا يضر*بون بعض منذ ثوانٍ... قالت تسنيم
* انتوا بتتخانقوا ؟!
رد أسيل بسرعة
' لا لا مش بنتخانق... بنهزر عادي...
قال باسم
- ليه هدومكم مليانة ماية ؟
قال آدم مُدَعي الجدية
" خرطوم الماية كان فيه مشكلة و حاولت اصلحه... بس عمل فينا كده...
- الخرطوم عمل فيكم كده ؟
ردت أسيل
' ايوة يا باسم... بسببه السلم اتبهدل... و آدم حاول يساعدني... مش كده يا آدم ؟
" ايوة ده اللي حصل... للأسف معرفتش اسيطر عليه...
' على العموم متقلقوش... انا و آدم هنضف السلم و نشيل الماية دي...
" نعم يا اختي ؟! انتي و مين ؟!
دهست أسيل على قدمه ف تألم آدم و قال
" آآه... ايوة احنا هنضف السلم... انا فكرت ان أسيل بتقول ان هي و تسنيم هينضفوه ف اعترضت... مينفعش وحدة تكون خطوبتها بالليل و تنضف دلوقتي...
' عين العقل يا جوزي...
قالتها و هي تبتسم له بإصطناع... قالت تسنيم
* ده من ذوق حضرتك يا استاذ آدم...
- معلش هنتعبكم...
' لا مفيش تعب... يلا يا آدم ننضف السلم...
" يلا...
ذهبا تسنيم و باسم... و بمجرد ما دخلوا الشقة... أسيل نظرت لآدم بغضب و ألقت عليه مسحوق الغسيل و قالت
' يلا نضف يا آدم نصار !!
**************
في الليل... عاد مروان من الخارج... اقفل باب القصر خلفه و هو يغني و مزاجه جيد للغاية... رأى العائلة كلهم مجتمعين في الصالون...
- كلكم هنا يعني... فيه وليمة ولا ايه ؟
لم يرد عليه أحد و فريد و نرمين و ناهد كانوا ينظرون له بغضب... رأى رنا تقف بجانب نرمين و تبكي و وجها احمر... كأن أحد ضر*بها !!
- رنا انتي بتعيطي ليه ؟!
قالها ثم اقترب منها لكن ناهد وقفت في وجهه و صفعـ,ـته بقوة على وجهه... تفاجئ الجميع بما فيهم رنا التي كانت ستذهب إليه لكن والدها امسك يدها و نظر لها بغضب و لم تتحرك... وضع مروان يده على وجهه و قال بغضب
- انتي بتضر*بيني يا ماما ؟!
* اه بضر*بك و اديك بالجز*مة كمان... لانك اتعديت حدودك رغم اني حذرتك كتير !
- انا عملت ايه ؟!
* خد شوف بنفسك عملت ايه...
اعطته الهاتف و نظر فيه... انه فيديو... فتحه و كان الفيديو عبارة عن مروان يُقبل رنا عندما كانا عند البحيرة... تفاجئ مروان.. من صورهم ؟ امسكته ناهد من ملابسه و هزته بعنف هاتفة فيه بغضب
* ليه عملت كده ليا ؟ ليه تحرجني قصاد نرمين و فريد بالشكل المُقر*ف ده ؟ لييه يا مروان ؟!
- مفيش حاجة بيني و بين رنا...
* والله ؟ و اللي في الفيديو ده مش حقيقي ؟
- لا حقيقي بس...
صمت لوهلة و نظر لرنا التي تشير إليه بأن يصمت وألا يقول أي شيء... دفعته ناهد بغضب و قالت
* بس ايه ؟؟ ما تنطق !!
- مفيش حاجة ازيد من اللي شوفتوها....
قالت نرمين
* بجد ؟ يعني منمتش معاها ؟
- لا يا مرات عمي انا مقربتش من بنتك... لاني متربي و عارف ان ده حرام و غلط...
ضحكت ناهد بسخرية و قالت
* انا لو عرفت اربيك مكنتش هتحط عيونك على بنتهم...
- انا معملتش حاجة غلط... انا بحبها... انا و رنا بنحب بعض... و انا عايز اتجوزها !!
تفاجئوا كلهم و اقترب مراد منه لكمه على وجهه و امسكه من ملابسه بغضب و دفعه للحائط و قال غاضبًا
- تتجوز مين يا *******... مفكر اني هخليك تلمس شعرة من اختي ؟!
- انا مقولتش حاجة غلط يا مراد... انا عايز اتجوز رنا !
* اخرس !
قالتها ناهد بحدة ثم تابعت بغضب
* إياك اسمع الجملة دي تاني على لسانك يا مروان !!
- ليه يا ماما ؟ فين الغلط في إني اتجوزها ؟
* حُبك ليها و طلبك للجواز منها ده كله غلط... ملقتش غير بنت نرمين السَعدي و تحبها ؟
* ليه مالها نرمين السَعدي يا ناهد ؟ هو ابنك ده يطول يناسبني انا بنت العِز و الأمراء... شكلك نسيتي اصلك و ان احمد لَمَك من البيوت اللي كنتي بتخدمي فيها !!
رد مروان غاضبًا
- لسانك ميطولش على امي يا....
قاطعته ناهد بحدة
* قولتلك اخرس !! إياك تتكلم تاني !!
- انتي مش سمعاها بتقول عليكي ايه يا ماما ؟
* قالت كده لانك انت سيبلتها الفرصة تتطاول عليا... هدافع عن نفسي ازاي بعد ما انت سمحت اني أتها*ن بتصرفاتك دي ؟؟ ليه يا مروان عملت فيا كده ؟
مروان دفع مراد بعيدا عنه و اقترب من امه و قال بحزن
- انا مقصدش يا ماما... انا آسف...
* آسف ؟! تعرف الغلط عليا انا... الغلط عليا لاني دلعتك زيادة عن اللزوم... الغلط عليا لاني عشت عمري كله معاك بكل طاقتي و صحتي عشان اعوضك عن غياب ابوك اللي سابك و انت صغير كان سنك 6 سنين... كبرتك على ايدي و بنفسي و فضلت مستحملة الذُ*ل اللي شوفته من فريد و مراته لانهم لحد الآن مش متقبلين اني قاعدة في مِلك جوزي... عايزني امشي زي مرڤت و ارجع بيت ابويا و اتخلى عن حق أحمد و حقك و اسيبه ليهم ؟ انا مرضيتش امشي و استحملت كتير عشانك انت بس... انتي اللي باقيلي في ده كله... هي دي مكافئتي على كل اللي عملته معاك ؟ انك تنزل رأسي قدامهم بالشكل ده ؟ هي دي مكافئتك ليا يا مروان ؟!
نظر لها مروان بحزن و لم يعرف ماذا يقول... و نرمين تنظر لهم بشماتة و قالت
* مبدأيًا كده ابنك الصا*يع ده لو قرب من بنتي... انتي عارفة انا هعمل ايه فيه !
* ابني مش صا*يع يا نرمين و احترمي نفسك !! متقدريش تعملي حاجة اصلا... مفكرة اني هسكتلك ؟!
* والله انا لولا عاملة حساب للمرحوم أحمد كان زماني رميتك بره انتي و ابنك... حظك بقا لاني عارفة الأصول...
* ههه أصول قال... طب عَلِمي الأصول دي على ابنك الاول... يمكن يتعدل شوية...
* اقولك ايه يا ناهد بلاش تبدأي بإسطوانتك دي... على الاقل ابني اتجوزها الاول و قرب منها... انتي ابنك بقا قرب من بنتي بالشكل ده ليه ؟ هو جوزها و انا معرفش ؟
* اسألي بنتك السؤال ده !
* بس انتوا الاتنين... اخرسوا !!
قالها فريد بغضب و نظروا اليه... قالت ناهد
* خلي مراتك تحترم نفسها معايا بدل ما اقلب القصر ده فوق دماغك انت و هي يا فريد !!
* انتي بتكلميني انا بالأسلوب ده يا ناهد ؟
* اه بكلمك انت يا فريد... متعملش فيها كبير العيلة عليا... انا مش بعتبر حد منكم كبير عيلة نصار غير آدم و بس !! آدم هو اللي يقرر سواء اقعد في القصر ده ولا امشي... عشان كده انا مستحيل احقق اللي بتفكروا فيه... بذمتكم كلكم لو آدم كان موجود دلوقتي... كنتوا هتقولولي نفس الكلام اللي قولتوه ده و ابنك مراد يفرض عضلاته على ابني و يضر*به ؟! أكيد لا ( نظرت لرنا التي تبكي و اكملت ) لو آدم كان موجود دلوقتي مكنتش هتمد ايدك على بنتك بالمنظر ده انت و مراتك يا فريد !! ... آدم عرف كويس يحكمكم بنفسه و يبقى كبير العيلة دي من غير ما يقول انا كبير العيلة... لأنه الحمد لله طلع شبه عمامه أحمد و عادل الله يرحمهم... لو كان طلع شبهك يا فريد كانت هتبقى كارثة !!
* ناهد انا ساكت لحد الآن و عاملك احترام لانك مرات اخويا... غير كده والله كنت هعم...
* ولا كنت هتقدر تعمل حاجة يا فريد !! فوق لنفسك يا فريد من الوهم اللي انت عايش فيه... انت لولا أحمد جوزي و عادل جوز مرڤت مكنتش هتبقى حاجة !! انت الدنيا نورت في وشك بس عشان ربنا افتكرهم بدري ف بقيت انت لوحدك في الساحة... و برضو لولا ان ابنك آدم ساندك من وهو كان لسه مراهق... مكنتش هتوصله لحاجة يا فريد من غيره !! اتقبل الحقيقة دي و عيشها يا فريد نصار !!
نظر لها فريد بغضب و تمالك اعصابه و قال
* لينا كلامنا لوحدنا بعيد عن الولاد... متفتحيش في القديم يا ناهد...
* مراتك هي اللي بدأت... قال ايه بتفكرني اني كنت بخدم في البيوت و كنت خدامة في القصر ده كمان...( نظرت لنرمين و اكملت ) مفكرة اني هزعل يا نرمين لما تفكريني بكده ؟ تبقي عبيطـ,ـة لو مفكرة اني هضايق... انا كنت خدامة بس الحمد لله مطلعتش شيـ,ـطانية زيك انتي و جوزك...
* انتي بتتطاولي عليا يا ناهد !!
قالتها نرمين بغضب ف ضحكت ناهد و وقفت بجانب ابنها
* انت هتسكت يا فريد بعد اللي قالته علينا ده ؟!
صمت فريد و نظر لناهد الذي تمسك بيد ابنها و تنظر له بإبتسامة خبيثـ,ـة... ناهد لم تتجرأ عليه من قبل بتلك الطريقة... ما الذي معها حتى تتجرأ عليه هكذا ؟
* ساكت ليه يا فريد ؟!
* نرمين خلصنا...
* لا مخلصناش !!
* طالما انا قولت خلصنا يبقى خلصنا يا نرمين... مش عايز اسمع صوتك !!
صمتت نرمين و نظرت لناهد بغضب و كُره... لم تهتم ناهد و نظرت الى ابنها التي عيناه على رنا... امسكت ذقنه و أدارت رأسه إليه و قالت
* بُصلي هنا يا مران...
نظر لها فقالت
* حوارك البايخ انت و رنا ده يخلص في الحال عشان مش عايزة حد يفتحه تاني... قدامهم كلهم... اوعدني انك تبعد عن بنتهم... تبعد عنها نهائيًا و تنساها !!
نظر لها مروان بصدمة... أتريده ان يبتعد عن حبيبته ؟! نظر مروان لرنا التي لم تتحمل النظر في عيناه و نظرت بعيدا عن عيناه و قالت و هي تبكي
* اللي شايفينه اهلي صح انا هعمله... و كلامك مامتك صح يا مروان... اهلنا صح... مفيش بينا حاجة ولا هيبقى فيه !!
تفاجئ مروان و شعر بأنه سمع صوت قلبه و هو يُكسـ,ـر الآن... لقد تخلت عنه بعد ان وعدها و بأنه سيحارب من أجلها و طلب منها فقط ان تكون بجانبه ليس ضده... الآن هي تخلت عنه... إذًا كيف سيحارب من أجلها و هي لا تريده و قبلت بالظلم الذي تعرضوا إليه من عائلتهم ؟ نظر مروان لوالدته و قال بحزن واضح في عيناه و نبرة صوته
- تمام يا ماما.... هعمل اللي انتي عيزاه... هبعد عنها و انساها...( نظر لفريد و اكمل ) آسف يا عمي على اللي حصل ده... اوعدك انه مش هيتكرر تاني... عن اذنكم...
ترك مروان يد ناهد و إلتفت بدون النظر اليها و خرج... حزنت ناهد لانها تسببت في حزن ابنها الوحيد... لكن مع الأيام سيدرك ان لهذا لمصلحته... ابعدت رنا يدها عن والدتها و نظرت لوالداها و قالت
* هو اللي انتوا عايزينه حصل... حلو كده ؟
* ده في مصلحتك يا رنا...
* مصلحتي مش معاكي يا ماما انتي و بابا... مروان كان أحن عليا بكتير منكم !!
نظروا اليها مما قالته... اقتربت رنا من ناهد و مسحت دموعها و قالت بحزن
* كنت مفكرة انك هتقفي في صفنا انا و مروان زي ما دايما بلاقيكي واقفة مع الحق... بس انا طلعت غلطانة...
* شوفي امك بتعاملني ازاي و بعد كده قولي ليه موقفتش معاكم النهاردة...
* ذنبي انا لإني بنتها مش كده ؟ طب شايفة كسـ,ـرتي ابنك ازاي ؟ مفكرة انه هيسامحك ؟ انتي شاركتي في ظلمنا انا و هو... بجد تسلمي... انتي متفرقيش عنهم في حاجة !!
إلتفتت رنا و ذهبت لغرفتها و هي تبكي... حزنت ناهد و خافت ألا يسامحها ابنها و يبتعد عنها للأبد !!
في غرفة رنا... فتحت رنا الشرفة و نظرت الى الحديقة... وجدت مروان يقف أمام المسبح و صامت... امسكت هاتفها و اتصلت عليه... امسك مروان هاتفه و عندما رأى اسمها... ضحك بسخرية و قال بحزن
- دلوقتي افتكرتي تتكلمي يا رنا ؟
اغلق الهاتف و لما يرد... تضايقت رنا و كانت تريد ان تنادي عليه لكنها خافت بأن أحد يسمعها من اهلها... رأى مروان إنعاكسها في مياة المسبح... إلتفت و نظر لها و هي واقفة في الشرفة... نظرت له بحزن و الدموع تنزل من عيناها... ظلا ينظران لبعضهم بحزن و قلبهما يحتر*ق... لقد انتهت قصة حبهم قبل أن تبدأ !!
إلتفت مروان و مشى... ركب سيارته و ذهب...
**************
في قاعة متوسطة الحجم و مفتوحة... شكلها جميل و مُزينة بالأضواء الملونة و الورود و البالونات... كانت أسيل ترتدي فستانًا بُنيّ يُشبه فستان الأميرات و لائق جدا عليها و شعرها مَلموم بشكل فيونكة و بعض خصلاتها مُسترسلة على وجهها بشكل جميل و تضع مكياجًا يليق بها... و تسنيم صاحبة تلك المناسبة السعيدة كانت ترتدي فستانًا سُكريًا و شعرها مفرود و ترتدي تاجًا رقيقًا و بجانبها خطيبها حُب حياتها بـ بدلته السوداء الأنيقة... حولهم اقرابهم و المَدعوون... يرقصون بفرح و سرور... و أسيل سعيدة للغاية بيوم صديقتها... لانها شهدت قصة حبهم و الصعوبات التي واجهوها حتى يكونا معًا...
على إحدى الطاولات كان يجلس آدم... كان يرتدي هودي أسود و بنطال أسود و بوت رجالي أسود... رغم ملابسه الهادئة لكنه جذب أنظار الفتيات إليه من وسامته و ملامحه الرجولية الحادة و جسده الرياضي... و من بين جميع الفتيات الجميلة التي أمامه... لم يهتم إليهنَ و عينه فقط على فتاة واحدة فقط... أسيل زوجته ! لم يكن آدم مرتاحًا بسببها... انها ترقص مع صديقتها و متناسية الرجال الذين هنا... رغم انه حَذرها ألا ترقص... لكن لم تستمع إليه أبداً... كان هناك شابين جالسين معه على نفس الطاولة... قال واحد منهم لصديقه
* شكلي عرفت مين هتبقى مراتي...
* مين هي ؟
* شايف اللي لابسة فستان بُني اللي عيونها أزرق دي ؟
* اه دي حلوة اوي...
* هي حلوة بس ! دي مُزة...
كان آدم جالس و مصدوم مما قالاه عليها... كيف يتجرآن على النظر لزوجته بتلك الطريقة القذ*رة !! حاول أن يكون هادئًا رغم النا*ر التي بداخله... وضع يده خلف ظهره و اخرج مُسد*سه و امسكه بيده تحت الطاولة حتى لا يراه أحد و يفزع... نظر للشابين بحِدة و يُقسم من داخله انه يريد ان يقـ,ـتلهما ليطفئ نا*ر غَيرته... تصنع الابتسامة و قال
" انتوا تبع تسنيم و لا باسم ؟
رد واحد منهم
* مين تسنيم و باسم ؟
" دول اللي خطوبتهم شغالة دلوقتي...
* بجد ؟ طب الف مبروك ليهم...
" الله يبارك فيك... انت و هو تبع مين فيهم ؟
* لا احنا مش تبع حد...
" اومال جايين ليه ؟
* كنا زهقانين... لقينا القاعة دي مفتوحة و فيها خطوبة... قولنا نيجي نغير جو...
" اممم تغيروا جو... حلو اوي... هطلب منكم طلب...
* اتفضل يا باشا... انت شكلك محترم على فكرة...
" اه فعلا هوريكم الاحترام ده... بصوا كده تحت الترابيزة...
* ليه نُبص تحت الترابيزة ؟
" اصل انا رقبتي و*جعاني و مش قادر احركها... بصوا بس شوفوا البوت بتاعي رُباطه مفكوك ولا لا...
* ماشي...
نظرا أسفل الطاولة... تفاجأ عندما رأوا آدم مُمسك المُسد*س بيده... آدم صوب المسد*س على قدم الشاب الذي غازل زوجته و قال له بفحيح مخفيف و الابتسامة على شفتاه حتى لا يلاحظ أحد
" إياكم تتحركوا من مكانكم !!
خافوا منه و لم يتحركا و تابع آدم بغضب و صوت منخفض
" بقا يا و*سخ منك له... بتعا*كسوا مراتي !!
قال الشاب بخوف
* والله ما كنت اعرف انها مراتك و....
" ششش وطي صوتك... مش عايز ابوظ الخطوبة دي بسبب شوية عيال زيكم يا ***** !!
* طب احنا آسفين... مش هنعمل كده تاني... أرجوك سامحنا...
" قوموا من هنا و ملمحش صنف واحد منكم هنا يا او*ساخ !!
اومأوا له و نهضوا مهرولين بسرعة الى خارج القاعة... تنهد آدم بضيق و وضع المسد*س في بنطاله كما كان... نظر الى أسيل التي مازالت منسجمة في الرقص مع صديقتها... كأنه ليس موجود... كأنه ليس زوجها... كأنه لا يغَار عليها !!
نهض من الطاولة و اقترب من مجموعة الفتيات المُلتفين حول تسنيم... نظروا له الفتيات بإعجاب من وسامته لكن لم يهتم و قال
" لحظة بعد اذنكم... وسعولي الطريق...
اوسعوا له الطريق و مشى حتى وصل الى أسيل التي في عالم آخر مع صديقتها... رجعت أسيل للخلف ف اصطدمت بجسده الصلب... إلتفتت له و وجدته... تفاجئت و اقتربت من اذنه قائلة
' انت جاي ليه هنا في مكان البنات ؟ مكان الشباب اهو ولا انت مش شايفه ؟... ولا انت بتتلزق في البنات ؟!
" اه بتلزق في البنات...
' مش جديد عليك...
ابتسم ببرود و امسك يدها...
' انت بتعمل ايه ؟ سيب ايدي...
" تعالي معايا...
حاولت تحرير يدها منه لكنه كان قابضًا على يدها بشدة و جعلها تأتي معه... اخذها لحمام الفتيات و اغلق الباب عليهم بالمفتاح... دفعت أسيل يده عن يدها و قالت بغضب
' انت ايه اللي عملته ؟ ازاي تشدني وراك بالمنظر ده و قدام كل الناس دي ؟!
" انا اعمل اللي انا عايزه... مش بيهمني حد...
' بدأنا الأسطوانة بتاعتك دي !! طب عايز ايه ؟
" من اول ما جينا هنا... نبهت عليكي مترقصيش !!
' دي خطوبة صحبتي !!
" اه يعني عشان هي خطوبة صحبتك ف يبقى عادي !
' انت مالك اصلا ؟ انت كلها يومين و هتبقى طليقي...
انزعج للغاية من ذلك اللقب المستقبلي الذي سيُلَقب به عندما ينفصل عنها... نظر لها بغضب و هي خافت من نظراته التي لا تبشر خيرًا... اقترب منها بخطوات ثابتة و رجعت للوراء حتى اصطدمت بالحائط و حاوطها و هو ينظر لها بنفس النظرة المُخيفة... قالت أسيل بقلق
' آدم... في ايه ؟
" عايزة تعرفي في ايه ؟
اومأت له بخوف... امسك خُصلة شعرها و لَفها على سبابته و قال بهدوء مخيف
" أسيل... انا راجل مش خروف... مش هقعد اتفرج عليكي و انتي بترقصي و عيون الناس عليكي و يعا*كسوكي و انا ارفع قروني و اسقفلك... لا انا مش كده خالص... انا راجل اوي و عندي دم... و متستغربيش لاني من Egypt و بقولك الكلام ده... انا دمي حامي و بغير اوي...
تفاجئت أسيل و قالت
' انت بتغير عليا ؟!
" ده هيفرق معاكي ؟
' لا... مش هيفرق... لاننا هنطلق...
حاول تمالك اعصابه من تلك الفتاة... لماذا دائمًا تذكره انهم سوف ينفصلا ؟! نظر لها بحدة و قال
" ايوة هنطلق... بس طالما انتي لسه مراتي و لسه على اسمي... يبقى متعمليش كده... تمام ؟
اومأت له بخوف و قالت
' ممكن تبعد ؟
نزلت عيناه شفتاها و لاحظ لون الروچ الذي تضعه... كم هو جميل على شفتاها التي تشبه الكرز لكن مُلفت للغاية !! اخرج منديل من جيبه و اقترب من شفتاها لكن أسيل امسكت يده و قالت
' انت بتعمل ايه ؟
" همسح الروچ اللي انتي حطاه لإنه مُلفت ! يا ترى كام واحد لاحظ حلاوة شفايفك بيه...
' انت مفكر ان كل الناس بتفكر زيك كده ؟
" لا بس عارف اوي الشباب بتفكر ازاي و بتركز في ايه لما يشوفوا قدامهم وحدة جميلة زيك...
دفع يدها و مسح لها الروچ و هي حاولت منعه لكنه اقوى منها... مسحه الى آخره ليظهر لون شفتاها الطبيعي و الرقيق... ابتسم و قال
" كده احسن...
' انت واحد مستفز و بارد !! ابعد كده...
ضحك و دفعته... لكن امسك يدها و شدها اليه و ارجعها أمامه... نظر في عيناها و قال
" أسيل... انتي بتاعتي انا و بس !!
تفاجئت و قالت
' بس احنا...
قاطعها قائلا
" عارف اننا هنطلق... عارف والله... لحد ما يجي اليوم اللي هننطلق فيه... ممكن متحرقيش دمي بحركاتك دي ؟
' انا عملت ايه ؟
" كل ده و بتقولي عملت ايه ؟
' ايوة برضو عملت ايه ؟ انت محسسني اني عملت جر*يمة...
" اه فعلا جر*يمة... افهميني... انا مش عايز حد يبص عليكي بصة متعجبنيش !
نظرت له في عيناه المُمتلئة بالغيرة... ابتسم آدم بخُبـ,ـث و قال
" انا لحد الآن مشوفتش رقصك... حرام والله... لو عايزة ترقصي... تعالي ارقصيلي و انا مش هقول لا... اجيبك بدلة رقص و ترقصيلي ؟ عايز اشوف مواهبك... لان انا الوحيد اللي يحقلي كده... لاني جوزك !
احمَر وجهها خجلا و زادت ابتسامته... ضر*بته أسيل على صدره و قالت بغضب
' انت و*قح !!
" عارف...
قالها و هو يضحك بشدة... شردت أسيل في ابتسامته الجذابة... وضع يده على وجنتها و نظر لشفتاها الوردية التي تضعفه كثيرا... لم يستطع المقاومة اكثر من ذلك و قال
" ممكن ابو*سك ؟
لم ترد و مازالت شاردة فيه... كأنها تخدرت أمامه... حاوطت أسيل وجهه بكفوفها و اقتربت منه و قَبَلته... تفاجئ آدم لانها فعلت ذلك بنفسها لكنه سعد للغاية و وضع يده خلف ظهرها... ضمها إليه و استمر في تقبليها بشغف كأنها أول مرة... كان يُقبلها بحنان و يبُث في قُبلته لها كل عِشقه الذي يحمله تجاهها و هي تبادله... فجأة ابتعدت عنه... تعجب لانها ابتعدت... مسحت أسيل آثار شفتاه من عليها...
" بعدتي ليه ؟
قالها ثم اقترب بخطوة ف قالت
' لا لا متقربش... اهو حصل اللي انت عايزه... كفاية...
" انتي اللي قربتي مني على فكرة !!
' عشان انا غبية... مش عارفة ازاي بضعف قدامك بالشكل ده !!
" يمكن عشان لسه في مشاعر جواكي ناحيتي...
' لا مفيش ولا هيكون فيه !!
نظر لها مما قالته و تابعت أسيل قائلة
' احنا هنطلق و كل واحد هيروح في حاله... لو فيه مشاعر جوايا ناحيتك أكيد مكنتش هطلب الطلاق منك... بعدين انا كرامتي فوق اي حد... عايزني انسى كل اللي عملته فيا ؟
" انا مش عايز اطلقك و عايز اصلح كل حاجة... انا نفسي نحاول من تاني في علاقتنا...
' لا مش هحاول تاني لان طاقتي خلصت !! انا مش عيزاك و.....
" خلاص كفاية يا أسيل !!
قالها بإنفعال ثم مسح وجهه بضيق و قال بغضب
" عارف انك مش عيزاني لاني واحد مُقر*ف و وحش و مينفعش اعيش بطبيعية مع مراتي ولا استحق ابقا أب ولا استحق ابقا مبسوط... كل كلامك حفظته لاني مش بيخرج لحظة من عقلي... بس والله انا مكنتش كده... هي السبب في كل اللي انا فيه دلوقتي... هي شو*هت قلبي و د*مرتني و خلتني ابقا بالمنظر ده... مش عارف اصلح علاقتنا ولا عارف امنع طلاقنا حتى... هي السبب !!
' مين هي ؟!
قالتها أسيل بتساؤل و تابعت
' مين هي اللي شو*هت قلبك و د*مرتك ؟
صمت ف امسكت يده و قالت
' قولي يا آدم... حصلك ايه ؟ ايه اللي انت مخبيه عني ؟
" انا كنت...
' كنت ايه ؟ كمل !
" و اقولك ليه اصلا بما اننا هنطلق ؟ مش هتستفيدي حاجة لان خلاص جوازنا هينتهي... مش مهم تعرفي...
' بس انا هفهمك !!
" ملكيش دعوة... دي حاجة خاصة بيا... بيا انا و بس !
' بس انا مراتك !
" مش هتكوني مراتي بعد كام يوم... و كلها شهور أو سنة هتبقي لواحد غيري... يبقى ملهوش لازمة كلامنا ده !
قالها بإنفعال و ترك يدها... فتح الباب و خرج... ظلت أسيل مكانها ولا تفهم ماذا جرى الآن ؟ ماذا حدث لآدم قديمًا ؟ من تلك التي د*مرت قلبه ؟
تركها وسط جميع تساؤلاتها بدون إجابة... خرج آدم من القاعة و ركب سيارته... كان غاضبًا جدا... وضع يده على قلبه الذي يدُق بشدة و قال
" بطل تُدق يا غبي... سمعت كلامك اهو و حاولت اصلح علاقتنا بس معرفتش... ثقتها فيا اتمسحت... هي مبقتش حاسة بالأمان معايا... مبقتش عيزاني و بطلت تحبني... أسيل صح... احنا لازم نطلق... لازم نبعد عن بعض... كفاية... انا تعبت !
***************
خرجت أسيل من الحمام و كانت تبحث عنه بعيناه لكن لم تجده بين أولئك الناس... كانت ستعود لتسنيم لكن وجدت من يمسك يدها... انها وفاء والدتها ! تفاجئت أسيل انها رأتها بينما وفاء تنظر لها بإشتياق و قالت بحزن
* يعني انتي جيتي لتسنيم و متجيش تسلمي عليا ؟
تركت أسيل يدها و نظرت لها بغضب و قالت
' عايزة ايه يا وفاء ؟
* وفاء ؟! بطلتي تقوليلي يا ماما ؟
' هقولك ليه يا ماما ؟ انتي متستحقيش اللقب ده !
* انا عارفة انك مضايقة مني بس...
' بس ايه هااا ؟ منتظرة مني اجي اسلم عليكي اللي عملتيه فيا انتي و جوزك !!
* يا ابنتي افهمي والله ما كنت اعرف ان حسن وافق ان آدم يبعدك عننا مقابل الفلوس دي... والله ما كنت اعرف و عرفت بالصدفة لما كنت عايزة اكلمك و اجيلك... كل اللي حصل ده حصل من غير عِلمي و من ورايا... انتي مفكرة اني ممكن اوافق على حاجة زي دي ؟ أسيل انتي بنتي و انا مستحيل اعمل كده فيكي... انتي كنتي احن عليا من اي حد... كنت بشوفك تعبانة و مع ذلك مبتخلنيش اعمل حاجة ولا انزل اشتغل عشان متعبش... من صُغرك و انتي شايلة عني كتير... اوعي تكوني مفكرة اني مبسوطة بالفلوس دي... من بعد ما الفلوس دي دخلت البيت و انا بتقـ,ـطع من القهر عليكي... ده غير ابوكي و اللي عمله فيا...
' عمل ايه فيكي ؟
* اتجنن من اول ما مسك الفلوس دي... و كل يوم يخو*ني مع وحدة شكل... كل ما اتكلم يقولي ليكي ان اصرف عليكي انتي و ابنك و الباقي متفتحيش بوقك فيه... و انا كل ده ساكتة و مستحملة عشان اخوكي ياسين بس...
' انتي بتقولي الحقيقة ولا بتضحكي عليا ؟
* والله بقول الحقيقة و تعالي شوفي بنفسك لو مش مصدقاني... انا مشوفتش صنف راحة بعد ما مشيتي... و فوق ده حالف عليا بطلاق اني مروحش ليكي... من اول ما كلمتك من تليفون تسنيم و قررت اجيلك و اخدك من آدم ده... حسن مسكتش و اتعصب عليا و منعني اني اروحلك او أجيب سيرتك قدامه حتى... كل ده عشان الفلوس تفضل في ايده... و انا معنديش وظيفة ولا حد يعرف يصرف عليا لو اتطلقت منه... غصب عني فضلت معاه و سامعة كلامه عشان اخوكي الصغير ميتبهدلش...
حاوطت وجهها بكفوفها و قالت
* انا آسفة يا أسيل... آسفة يا بنتي... انا ضعيفة و مازالت ضعيفة... مقدرتش اعمل حاجة اوقف بيها الظلم اللي اتعرضتيله ده... كل يوم بعيط عليكي و نفسي اشوفك... و ألمس بشرتك و احس انك معايا... وحشتيني يا أسيل !!
نزلت الدموع من عيون أسيل و عانقتها بقوة و قالت
' انتي كمان وحشتيني يا ماما !!
ابتسمت وفاء وسط دموعها لانها عادت إليها أخيرا... ظلت تعانقها و تروي اشتياقها لإبنتها... ابتعدت عنها و نظرت لها و قالت بحُب
* شكلك حلو اوي... شبه الأميرات... طول عمرك جميلة... بس انا و ابوكي كنا هندفن شبابك بدري... كنتي شايلة كل حاجة... عمرك ما اشتكيتي و فوق ده كله الحُب اللي قدمتيه لينا... ابوكي ربنا يهديه... انا بحبك يا بنتي و نفسي اشوفك احسن وحدة من الدنيا و مبسوطة...
ابتسمت أسيل وسط دموعها و قالت
' حياتي مكنتش كاملة من غيرك... انا مبسوطة انك رجعتيلي يا ماما...
* و مش هبعد عنك تاني مهما يحصل...
قَبلت وفاء وجنتها و امسكت أسيل يدها و قَبلتها...
• أسيل !!
أتاها هذا الصوت... انه أخاها الصغير ذو 6 سنوات... ركض إليها و عانق قدمها ببراءة لأنها اطول منه بكثير... ضحكت أسيل و حملته... عانقته و بادلها العناق... ابتسمت وفاء لانها اجتمعت بأبنتها اخيرا... قَبَل ياسين وجنتها بحب و قال
• كنتي فين ده كله ؟ وحشتيني على فكرة و من اول ما مشيتي ملقتش حد ألعب معاه...
' جيت اهو يا حبيبي الصغير...
• اوعي تسبيني انا و ماما تاني !
' لا يا حبيبي مش هسيبك...
قالت وفاء
* ياسين انت مدخلتش ليه معايا ؟ كنت فين ؟
• كنت جاي وراكي يا ماما بس لقيت عمو و سلمت عليه و قعد يحكي معايا...
قالت أسيل
' عمو مين ؟ ( لاحظت انه يمسك لعبة سبايدر مان ) و ايه اللعبة في ايدك دي ؟ مين جبهالك ؟
• عمو ده...
أشار بيده لآدم الذي يقف أمامهم... تفاجأ أسيل و وفاء... تعجبت أسيل لأنها تعتقد انه لا يحب الاطفال... نزل ياسين على الارض و كان سيذهب لآدم لكن وفاء امسكت بيده و قالت
* رايح فين يا ياسين ؟!
• هقعد مع عمو آدم شوية...
* لا متروحش و إياك تقرب منه تاني...( اخذت منه اللعبة ) و هات اللعبة دي و متاخدش حاجة منه تاني...
• ليه يا ماما ؟ سيبي اللعبة انا عايزها !
* قولت لا يبقى لا...
حزن ياسين... تقدم منهها آدم و قال
" ممكن افهم ايه اللي عملتيه مع الطفل ده ؟
* ملكش دعوة بإبني... كفاية انك بعدتني عن بنتي كل المدة دي...
" جشعـ,ـك انتي و جوزك اللي خلاني ابعدها عنهم...
' اخرس يا آدم !!
قالتها أسيل بغضب ثم اقتربت منه و قالت
' إياك تتكلم مع ماما بالأسلوب ده انت فاااهم !!
" شيفاني غلطت في حاجة من اللي قولتها ؟!
' ايوة غلطت !! ماما موافقتش على الشرط الحقـ,ـير اللي انت شرطته... بابا اتفق معاك بدون علمها...
" والله ؟ و كانت فين المدة دي طالما هي متعرفش حاجة ؟
' متتكلمش طالما متعرفش !! دي أمي و مسمحلكش تدخل بينا...
قالت وفاء
* مش هسيب بنتي معاك تاني و هاخدها... أسيل ارفعي عليه قضية خُلع...
ضحك آدم بسخرية و قال
" خُلع كمان ؟!!
* ايوة هتخلعك... مش هسيبها يوم معاك تاني... كفاية دمر*ت عليتنا...
" اه فعلا دمر*تها...( نظر لأسيل و اكمل ) على العموم من غير ما تقولي خُلع او غيره... كده كده انا و أسيل هنطلق بعد كام يوم... هترجع تعيش معاكي... اتمنى تحافظي عليها !
* مش انت اللي هتعرفني احافظ ازاي على بنتي... اطلع منها انت بس و ابعد عننا...
" و ماله هبعد... هبعد بما اني الوحش هنا...
كان يتكلم و عيناه على أسيل فقط... ينظر لها بحزن واضح في عيناه... و هي لاحظت نظراته لها كأنه لا يريد ان يتركها... اخذ آدم اللعبة من وفاء و نظر الى ياسين الصغير و جَس على ركبته... مَسد على شعره بلطف و قال بإبتسامة و هي يعطيه اللعبة
" دي بتاعتك انت... و انا مبسوط لانها عجبتك... ممكن منتقابلش تاني... ف أحب اقولك انا حبيتك و انت اجمل طفل شوفته... متأكد انك هتبقى حاجة كبيرة لما تكبر...
• و انا كمان حبيتك يا عمو...
قالها ياسين ثم عانقه... ربت آدم على ظهره و هو ينظر لأسيل بحزن... ابتعد عن ياسين و وقف... إلتفت و ذهب تحت انظار أسيل التي قتـ,ـلتها نظراته... شد ياسين طرف فستان أسيل و قال
• انتي ليه كلمتيه كده انتي و ماما ؟ اهو زعل و مشي...
قالت وفاء
* خلاص ياسين... المهم لو شوفته تاني اياك تقرب منه... و متاخدش منه حاجة تاني...
• ليه ؟ عمو آدم طيب... انتوا بتكرهوه ليه ؟ أسيل روحي صالحيه...
نظرت له أسيل و صمتت... لا تعرف ماذا تفعل...
يُتبع.......
بقلم #هدير_محمد
آدم صعبان عليا 🥲
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا