رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الثانى وعشرون 22بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الثانى وعشرون 22بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
#لا_تخافي_عزيزتي
|22-كما تدين تدان|
صلوا على الحبيب
ارتدت علا ثيابًا مهندمة، ونزلت من بيتها وهي تشعر بالتوتر يتزايد تدريجيًا في قلبها مع كل خطوة تقتربها من نقطة اللقاء المرتقبة مع حبيبها. وهي تسيطر على أعصابها في الشارع المزدحم، تترقب حولها بحذر شديد، تبحث عن أي دلالة تكشف وجود أحد من أفراد عائلتها. وفي لحظة من الهدوء، تصيبها صدمة صوته المرتفع الذي طالما أزعجها يناديها قائلاً:
"آنسة علا !"
إلتفتت إليه وهي وجهها عابس من رؤيته ولكن جذب انتباهها قدمه المكسورة فاندهشت قائلة بقلق :
"هي اتكسرت !"
ضحك ساخرا وقال:
"أمال كنتِ فاكرة إيه لما تنزلي بطفاية حريق على رجلي هتفضل سليمة؟"
ردت بصخب وهي محاولة تبرأة نفسها:
"لا بس أنا نزلتها براحة على فكرة. "
ضحك وهو ينظر إليها ظاهرا بعينيه إعجابه بها فتحدثت علا بغضب:
"ثواني بس.. هو حضرتك بتراقبني؟؟"
واجهته موجة كبيرة من التوتر والقلق بسبب سؤالها، فهل سيجيب بصدق؟ هل سيعترف بأنه يراقبها منذ لحظة رؤيته لها أول مرة؟
رد محاولاً الهروب من سؤالها وقال:
"انا عاوزك تديني فرصة بس و...."
قاطعته بقولها بصوت عالٍ:
"مفيش فرص.. قولت لحضرتك لا... مش هرتبط بحد أنا وقسمًا بالله يا آدم لو قربت مني تاني لاقول لاخواتي يشوفوا صرفة معاك... ولو لمحتك تاني في شارعنا هتزعل على نفسك."
ضحك قائلاً بمرح:
" هزعل إيه أكتر من كده على نفسي؟ عربيتي واتكسرت ورجلي اتكسرت و... قلبي هو كمان... ناقصلك إيه تاني يا علا؟ "
-طب عن إذنك.
تركته وذهبت من أمامه ولكن لاحقها ببطء بسبب قدميه وظل ينادي عليها بدون ملل فزفرت بضيق وتوقفت وإلتفت إليه وهي واضعة يدها على خصرها قائلة بتزمر :
"أيوة؟"
-طب قوليلي على سبب رفضك ليا؟... أنا مستعد بكرة آجي أتقدملك بس خايف ترفضيني وتطلعي أهلي شكلهم وحش... اديني سبب عشان أبطل ألاحقك وأنا أوعدك مش هاجي جمبك لو اديتيني سبب مقنع.
تنهدت بقولها:
"بحب شخص تاني ومرتبطة بيه وهو بيظبط أموره وهييجي يتقدملي لما ظروفه تسمح.. أي أسئلة تانية؟"
تكررت هذه الإجابة في عقله مرارًا وتكرارًا، ولكن كان يختار بشكل متعمد أن يقنع نفسه بأنها مجرد خيالات ليس لها أساس من الواقع وأن لابد من وجود حقيقة أخرى تمنعها من التعرّف عليه. الآن، وسط حالة من الارتباك والحيرة، يجد نفسه في مواجهة الواقع، لا يعرف كيف يُعبر أو يتعامل مع تلك الاجابة وظل صامتًا.
حتى تركته ورحلت من أمامه تزفر بضيق وهو مازال واقفًا في مكانه لا يتحرك يتابع خطواتها ببطء وعيناه تحرقه ولكن ليس بكثرة حرق قلبه.
_______________________________
تفاجأت دعاء حين فتحت باب الغرفة ووجدت بها العديد من فُرْشٌ لمرضى متنوعون ولحسن حظ عمر كان فراش يارا هو الأخير فلم تراه دعاء نظرت إليه باستفهام قائلة:
"مين اللي حامل وبقت كويسة؟ أنت جاي المستشفى عشان مين يا عمر ؟"
-مفيش يا ماما هي ست قابلتني في الشارع كنت بشيل معاها الحاجات وفجأة وقعت من طولها وكانت حامل فجيبتها المستشفى وأديكِ سمعتي إنها بقت كويسة حضرتك بتعملي إيه هنا؟
توترت للغاية ولم تتعمق في المزيد من معلومات قدومه لترد بارتباك قائلة:
"ها؟... لا أنا هنا مع واحدة اتبرعتلها بدم وهتطمن عليها وأمشي... أنت ماشي؟ "
-داخل أتطمن على طنط وهخرج بس جيتي لوحدك ليه يا ماما متصلتيش بيا ليه؟
-قولت مزعجكش والمشوار مش بعيد عن بيتنا... طب شوف أنت الست دي وأنا داخلة أتطمن علمريضة ونروح سوا إيه رأيك ؟
-ماشي يا ماما.
-ربنا يبارك فيك يا حبيبي.
تركته وتوجهت لغرفة قمر وهو دخل الغرفة التي بها يارا واتجه لفراشها
اقترب منه وهو قلبه يرتعش وهو يراها نائمة كالأموات بفراش دائمًا ما ينام عليه الأموات ينزعج من فراش المستشفى كثيرًا ويخاف من رؤيته.
جلس على الفراش بجانبها وأمسك يدها قائلاً بصوتٍ موجوع بنتابه الخوف:
" لو أنتِ مش هاينة عليكِ نفسك واللي بتعمليه فيها فأنا بتهون عليا وبخاف عليها أكتر منك كمان..."
زرفت دموعه بالبكاء وأكمل :
"عارف إنك موجوعة... بس أنا بتوجع أكتر منك أما بشوفك كده... أنتِ طول عمرك بتقويني وبتقوليلي إنك مش لوحدك والدور جيه عليا إني أقولك إنك مش لوحدك... إحنا سوا في الرحلة دي سوا ومحدش فينا هيسيب التاني يزعل لوحده... يارا أنتِ لو جرالك حاجة...
صمت للحظة وهو يشعر بنبضة عنيفة تصيب قلبه من شدة الخوف فأكمل قائلاً:
" أنا بموت... أوعدك إن الأيام الجاية هحاول بقدر الإمكان أخليكِ مبسوطة... بس أنتِ ساعديني يا يارا.. ساعدي نفسك إنك تبقي أحسن وارضي... أنا هنا.. موجود معاكِ علطول.. هنتخطى ده مع بعض هنتخطى مشاكل حياتنا سوا... يارا أنا مش متخيل إنك ممكن تروحي مني مش عاوزة أتخيل ومش هتقبل ده."
قبّل يدها برفق وأجهش بالبكاء كمحبوب يخاف خسارة معشوقته الصغيرة كيف لهذا الشخص أن يُحب بتلك الطريقة؟
هو لا يعلم أنه يعشقها حقًا؟
نام بجانبها ووضع رأسه على كتفها ولف ذراعه حولها يعانقها وهو يشعر بالسلام وهو بجانبها ويطمئن باستشاق رائحتها التي حفظها.. منذ سنوات يحفظ تلك الرائحة فللانسان رائحة تميزه عن الباقي تجعلها مميزة بالنسبة له... ليس رائحتها فقط فيارا دائمًا مميزة عن البقيّة في نظره.
وبعد قليل سمع صوت والدته تناديه فنهض من الفراش بقوة واتجهه للخارج فوجدها أمامه تقول:
"الوقت اتأخر.. هي الست دي معندهاش أهل؟"
-اسبقيني أنتِ يا ماما وأنا هكلم حد من أهلها...
-طب خليني أشوفها وأتطمن عليها.
-هي نايمة يا أمي... وأنا اتطمنت عليها وهي بخير روحي أنتِ عشان لازم نروح لإننا اتأخرنا.
حوقلت دعاء على حالتها ودعت لها بالشفاء ثم توجهت إلى خارج المستشفى بينما أخرج عمر هاتفه مسرعًا يجري اتصالاً بمصطفى أخيها ولكن وجد هاتفه مغلق ولم يجب عليه فاتصل برحاب التي أجابته فقال لها:
"طنط رحاب يارا أغمى عليها وهي في المستشفى دلوقتي بستأذن حضرتك تيجي تاخديها لإني اكتشفت إن ماما في المستشفى معايا ومش هينفع أخدها أروحها مش عاوزها تعرف إن يارا اللي في المسشفى وتكتشف أي حاجة."
زفرت رحاب بضيق قائلة:
"أنا تعبت بجد، ياريتها سمعت كلامي ونزلت الطفل ده وخلصنا من كل المشاكل دي !"
-فات أوان الكلام ده .. حضرتك ممكن تيجي تاخديها عشان هي لسه فاقدة الوعي أو تفضلي معاها لحد ما تفوق؟
-أنت عارفة الساعة كام دلوقتي؟؟.. مينفعش أخرج في الوقت ده... وبعدين هي في مستشفى مش في الشارع لو حابب أبعتلك فلوس قعدتها الليلة دي ف.....
قاطعها بقوله بقوة وصرامة:
"تمام يا طنط رحاب... شكرا لحضرتك ويارا لما تفوق هجيبها... مع السلامة."
أنهى المكالمة وهو يأخذ أنفاسه بصعوبة أهذه أم؟ يخجل من امناحها هذا اللقب فهي لا تستحقه.
أخبر ممرضة بالعناية بها حتى قدومه مرة أخرى ونزل لوالدته ليوصلها إلى المنزل
-أنت مش هتيجي تطلع؟
-لا يا ماما أنا هبات عند صاحبي الليلة دي... معلش النهاردة بس عشان هو بايت لوحده وأهله مسافرين فهروح أقعد معاه أونسه وآجي بكرة الصبح.
-ماشي يا عمر خد بالك من نفسك.
-حاضر
صعدت دعاء إلى المنزل وحين دخولها سمعت صوت همس يأتي من غرفة علا فذهبت إليها وفتحت باب الغرفة ووجدت علا نائمة وعلي بجانبها يمسح على جبينها بحنان.
-إيه الحنية دي كلها أنت وهي !... دا أنتو بتناقروا في بعض طول النهار!
ضحك علي وهو يقول:
"دي أختي برضو يا ماما أنا بس جيت من برا قولت أتطمن عليها وداخل أنام."
-طب يا حبيبي محتاج حاجة اتعشيت؟
-أه يا أمي متتعبيش نفسك... بابا راجع من السفر إمتى؟
-بيقول إنه راجع الأسبوع الجاي لو قدر ياخد أجازة كان عايز ياخد عمر معاه بس أنا رفضت... أنت وعمر رجالة البيت وكفاية أنت تمشي هو يبقى موجود وبتبدلوا سوا بدل ما حد فينا يبقى في البيت لوحده... يلا تصبح على خير.
أغلقت الباب وحين سمعت علا صوت إغلاق الباب همّت مسرعة إلى أحضان أخيها تجهش بالبكاء وهو ربت على ظهرها ويبادرها العناق وهو عيناه تتلألأ من الدموع:
"بس يا علا وطي صوتك ماما تسمعنا !"
بكت بانهيار شديد وحاولت إخفاض صوتها بقدر ما استطاعت، وظلت هكذا بحضن أخيها وهي ترتجف وتبكي ولأول مرة تجتمع الدموع بعينا هذا الحقير، عديم النخوة، كانت دموع قهره على أخته، لم يكن لديه علم بأن الكأس سيمر عليه ويشرب منه أيضًا مثلما أذاقه لغيره.
_____________________________
عاد عمر إلى يارا في المستشفى، يقضي ليلته بجانبها، أحيانًا يتحدث إليها وهي مغمضة العينين، وأحيانًا يتغمد الصمت، يقرأ لها آيات الله بصوتٍ هادئ، يرجو أن تجد السكينة والشفاء. وفي تلك الليلة السيئة، لم يكن هناك سوى الدموع التي تخطفها الألم والقلق، فهو يعرف أنه يتعين عليه أن يكون قويًا من أجلها، ولكن بداخله يعصف الخوف والضياع بدونها.
____________________________
كانت أسيل تبكي وللحظة تذكرت كلمات يزن لها فنهضت لتأتي بفرشاتها وتصنع شيئا ينسيها حزنها وما إن انتهت تملكتها الصدمة حيث اكتشفت أنها رسمت عيني يزن دون أن تدري !! لم تكن تعلم أنها ما زالت تحت سحر حضوره، رغم أنهما فصلا أجسادهما، إلا أن روحه كانت محاطة بظلالها.
بكت وبكت وهي تتذكر نظرته لها فكرت كثيرا أن تحدثه عبر الهاتف وتشرح له الأمر ولكن تتراجع بكل مرة قالت لنفسها:
"خلاص يا أسيل ...مشي يزن ومبقاش في حد هينقذك غير الموت خليه يمشي...هو برضو ملوش ذنب إنه يتحملني أنا كنت متأكدة إنه هيعترض ومش هيوافق على عرضي ولإنه ذوق محبش يكسفني بس دلوقتي دي فرصته إنه يخلع من الموضوع فسيبيله الفرصة دي... بس لو رجع....لو رجع !!...هو ممكن يرجع؟"
وضعت رأسها على الوسادة وأغمضت عينيها وهي تتمنى بداخلها أن يعود ،أن يخطئ ظنها ويعود أن يتمسك بها ....عد رجاءًا فقلبي ليس على ما يرام.
__________________________
في صباح اليوم التالي، استيقظت علا وهي محتشدة بالألم والقلق، مشطت خصلات شعرها بينما تتساقط الدموع بلا رحمة، جلست بكوب قهوة أمام نافذة غرفتها، وأغرقت نفسها في تفاصيل ليلة البارحة المروعة. لقد كادت تفقد كل شيء، كان قلبها ينزف الألم والخيبة، فشعورها بالخيانة كان أقوى مما تستطيع تحمله. كانت تتساءل كيف ولماذا؟ كيف يمكن للشخص الذي أحبته بكل مشاعرها أن يتسبب لها في هذا الألم الجارح؟ كيف يمكن للحب الذي بنت عليه أسس حياتها أن يتحول فجأة إلى جرح عميق؟
«عودة إلى وقتٍ سابق»
عندما دخلت علا منزله، وجلست معه على الطاولة، بدأت تشعر بالتوتر والاضطراب وسط محاولات أحمد اللاذعة للاقتراب منها، حيث لم تكن لمساته طيبة بل كانت مقززة وتنم عن شهوته وأفكاره الفاسدة.
رغم ذلك، استمر أحمد في التغزل بها وتقديم الطعام، وبدأوا يتناولونه سويًا في جو من الحب والعواطف، ولكن لم يكن هذا الجو كافيًا لإخفاء غزارة شهوته، التي اشتعلت عندما خلعت علا غطاء رأسها، فوقف وهو يراقب شعرها الأسود المنسدل، مُستَنشقًا جمالها بدقة، مما أظهر الجانب الحقيقي لشهوته وتلهفه.
-طب وهتفضلي لابسة الجلابية برضو... أنتِ لابسة إيه تحتها؟
-بنطلون وبادي بنص.
-طب يعني اقلعيها ده حتى الجو كويس أوي وفي تراوة كده متخنقيش نفسك أنا مش غريب !
بينما سمعت علا كلماته، قررت بالفعل الاستجابة له، وبدأت تخلع عباءتها ببطء، وكلما زادت محاولاتها في الإثارة، زاد أحمد اندفاعًا وشهوة، إذ بدأ يراها كزوجة في بيته، ومع مرور الوقت وازدياد الضحكات والمرح، أمسك أحمد يديها برومانسية وبدأ بقبلهما بشغف، ثم انتقل إلى ذراعها وبدأ يقبلها أيضًا، وبينما حاولت علا منعه، كانت مقاومتها تضعف تحت وطأة شغفه ولهيب رغبته.
قالت علا بتوتر محاولة منعه:
-لا يا أحمد... ابعد إحنا متفقناش على كده...
-أنا بحبك أوي يا علا... أنا بعشقك.. بموت فيكِ... أنتِ حبيبتي يا علا وروحي وعقلي وكل حاجة حلوة في حياتي... أنا مش بشوفك بنت بحبها بس لا أنا بشوفك مراتي وليا حق عليكِ... بحبك يا علا بحبك...
ثم عانقها أحمد بقوة، مستمتعًا بملامسة جسدها بتلك الطريقة، وفيما تحاول علا الابتعاد عنه والتماسك، يخفق شيطان الشهوة والمشاعر الضعيفة في داخلها، يقنعها بأن هذا هو الحب الحقيقي، وأن القبلات الرقيقة لن تؤدي إلى شيء غير ذلك.
لكن فاجأها أحمد بالاقتراب منها بشكل غريب، وأمسكها من وجهها، واقترب من شفتيها ليقبلها، وعلى الرغم من محاولتها الابتعاد بقوة، إلا أنها استطاعت أن تبتعد عنه بشدة، رافضة تلك اللحظة الغير مرغوبة والمرهقة ووقفت بغضب وهي تقول :
"أحمد الحاجات دي بعد الجواز عشان محدش فينا يضعف لحاجة وحشة بعدين."
فوقف هو الآخر وضمها إليه بشغف :
"طب وهو يعني إحنا مش هنتجوز؟... لا طبعًا يا علا هنتجوز أنا بتمنى اليوم اللي تبقي جمبي في الكوشة وتبقى مراتي قدام الكل أنا مش شايفك غير مراتي يا علا... أنتِ مش حاسة بالنار اللي جوا قلبي؟... يرضيكِ؟"
إلتفتت إليه وهي تقول بلهفة:
"سلامة قلبك يا عمري."
-يبقى تسيبينا نستمتع يا علا بجو رومانسي ولطيف جايبلك شموع ومشغلك موسيقى رومانسية و ورد عايزة إيه تاني؟
ضحكت علا وهي تبتعد عنه :
"بس أنا مبسوطة كده... "
عض أحمد شفتيه بغيظ، وشعر بمفعول الحبيبة يشتعل بداخله، دفعه ذلك للتقرب من علا بشكل أكبر، مصممًا على أن يقضي على شرفها في ذلك اليوم بغض النظر عن موافقتها أو رفضها.
لقد قنعها وأثار فيها الشكوك لفترة طويلة، حتى بدأ يشعر بالملل والاستياء، فانفعل بصوت عال، مبديًا استياءه وضجره من محاولاتها الدؤوبة في إقناعه لسبب رفضها أن يحدث ذلك الأمر الشنيع قائلاً بصخب:
"يعني إيه مينفعش ها؟!"
-أيوة يا أحمد مينفعش ده بيحصل بعد الجواز أنا جيتلك عشان وحشتني لكن إحنا متفقناش إنك هتقرب مني... يا حبيبي أصبر بعد الجواز ومفيش حاجة في الدنيا هتقدر تمنعنا عن بعض.. بس أنت تعالَ اتقدملي وأنا وأنت هنبقى أسعد زوجين في الدنيا.
بدأ أحمد يغصب بشدة، محاولًا التغلب على حرارة جسده التي أثارها المنشط الذي تناوله قبل وصول علا، ويخاف من زوال مفعوله دون أن يحدث بينهما أي شيء !
-بقولك إيه يا علا... أنا مبحبش الخنقة دي... ما كنا نتكلم في التلفون أحسن.. إيه اللي يخليكِ تيجي لحد بيتي وتقلعي وتقعدي معايا غير إن أنا وأنتِ نعمل اللي في دماغنا !!
بلعت علا ريقها من صوته خائفة نوعًا ما وأردفت بقولها:
"وأدينا اتبسطنا أهو يا أحمد ! اتفرجنا على فيلم وكلنا سوا ورقصنا... مش لازم الحاجات التانية دي...لما أبقى مراتك ابقى اعمل اللي أنت عايزه ومش هقولك ليه حتى بس دلوقتي مينفعش ده أنت حتى مش قاري عليا فاتحة ولا شابكني بحاجة والواد اللي قولتلك عليه ده بيلحقني في كل حتة لسه.
-بقولك إيه يا علا أنا مليش دعوة بالكلام ده... متضيعيش كيفي بالكلام الاهطل ده !... هتيجي بالذوق ولا أجيبك بالعافية؟
اتسعت عيناها بدهشة من كلمته ورددتها بخوف:
"بالعافية ! "
وجد نفسه قد أخافها بتلك الجملة وهو يريدها بإرادتها فحاول أن يلطف معها بقوله:
"مهو أنتِ مش راضية تخلينا مبسوطين.... "
اقترب منها محاولاً تهدأتها بصوته الحنين قال :
"يا روحي مش قصدي... بس بقول إن اللي بيحب حد مش بيرفضله طلب... وأنا عاوز الليلة دي تبقى أجمل ليالي حياتنا ومش هنعرف نكررها تاني لإن دايما البيت بيبقوا أهلك فيه ومش بتعرفي تخرجي ومرواحك ومجيك بيبقى بمواعيد فدي الطريقة الوحيدة اللي ينفع نشوف بعض فيها وإحنا مرتاحين وأنتِ عاوزة تبوظيها."
اعترضت على قوله فأردفت قائلة بعند:
"فين اللي بوظتها ده يا أحمد؟... ما القعدة لطيفة وكويسة أهي ؟هو لازم يعني يحصل اللي في دماغك عشان تبقى قاعدة حلوة... مقدرش أعمل كده كله بأوانه لو اديتك اللي أنت عايزه دلوقتي هديك إيه بعد الجواز ! وأنت عارف إني كل اللي بعمله ده مش من طبعي أساسا بس بعمل كده عشانك وعشان بحبك لا عمري روحت شقة راجل ولا قلعت حجابي قدام راجل بس كل ده عشان حبيتك فمتعملش حاجة ممكن نندم عليها بعدين لإن...."
جذبها نحو جسده بقوة وقد وصل إلى حد الغضب ولا يرى أمامه شيء سوى الاعتداء على تلك الفتاة العنيدة قائلاً بغضب:
"أنا ميهمنيش الكلام ده يا علا... كل اللي عاوزه شيء واحد وهاخده الليلادي يعني هاخده وشوفي مين هيوقفني؟"
أخذ أحمد يقبّل رقبتها بشدّة، بينما كانت علا تحاول بكل قوتها التخلّص من قبضته، ولكنه كان يمسكها بقوة من خصرها، وسط دموعها وصرخاتها، حاولت علا الفرار نحو الباب، لكن أحمد أمسك بها من قدمها وأسقطها أرضًا بقسوة، وبدأ بتمزيق ملابسها بطريقة وحشية.
بينما كانت تحاول علا الدفاع عن نفسها بكل قوة، ضربته بقدمها في وجهه بشدة، ولكن عندما سمعت صوت الطرق على الباب، حاولت علا الفرار وفتح الباب، لكن أحمد أمسك بها من شعرها وسحبها للوراء بقوة.
فاجأته بلكمة قوية على وجهه، ثم أمسكت بسكين من الطاولة وجرحت وجهه بجرح قرب عينيه، مما أدى إلى شعوره بألم حاد، بينما كانت علا تفتح الباب مستغيثة، ولكنها تفاجأت عندما رأت أنه "علي"، أخوها، الذي كان وراء الباب يطرقه !!
وسرعان ما ارتمت علا بحضن أخيها، تبكي بشدّة،في حين كان علي غير مصدق لما رآه، فقد جاء إلى صديقه أحمد ليستمتعا معًا بقطعة المخدّرات التي جلبها للتو، والآن يرى أخته خارجة من منزله بتلك الملابس الممزقة وهي تبكي بشدة بهذا الحدّ !
«العودة إلى الحاضر»
فاستفاقت علا من شرودها على يدّ علي، الذي مسح قطرات دموع عينيها بيديه قائلا بوجع:
" كفاية عياط يا علا...عدت على خير... مش عاوز أضغط عليكِ بس أنتِ إيه اللي ودّاكِ بيته في وقت زي ده؟!! "
عانقته بشدة وهي خائفة من ردة فعله إن علم بأنها تحبه و تتحدث معه بالسر دون معرفتهم لان هذه كانت رغبته إلى أن يكون جاهزًا ثم يتقدم لخطبتها و تتقابل معه بالخارج كثيرًا ولكن ترتعب من كشف الحقيقة أمام أخيها قائلة بخوف:
"مش قادرة أحكي ولا أتكلم يا علي دلوقتي أرجوك..."
________________________________
استيقظت يارا من نومها ووجدت فطور أمامها وعمر جالسًا بجانبها يقول:
"صباح الخير إيه النوم ده كله؟!"
ابتسمت حين رأته فأكمل وهو ينظر للطعام :
"أنا مبحبش أكل العيانين ده.. بس أنتِ لازم تاكليه."
ضحكت يارا بألم :
"ولا أنا بجد شيله من قدامي."
أمسك بلقمة وهو يوجهها نحو فمها ويقول بترجي:
"شوية بس لقمتين بس عشان خاطري أنتِ ما كلتيش من إمبارح ..يلا عشان خاطري."
نظرت إليه ووجدت نفسها تأكل من يديه مستمتعة باهتمامه بها حتى لو لم يكن اهتماما مصدره اعجابا أو حبا يكفي أنه يهتم بها فقط.
ثم تسائلت عمر بفضول قائلة:
"هو أنا هنا من إمبارح؟"
أجابها عمر مؤكدًا بقوله:
"أيوة جبتك المستشفى وبتّ معاكِ الليلة دي. "
قالت بألم يظهر بعينيها قائلة:
"وماما؟ "
-فالحقيقة أصرّت جدا إنها تيجي.. بس أنا قولتلها متتعبش نفسها وإن المستشفى بتسمح بجلوس شخص واحد مع المريض وبدل ما تفضل طول الليل برا أنا أحسن واخد بالي منك أكتر طول الليل.
لم تقتنع بإجابته ولكن تغاضت عن التفكير في هذا الأمر .
-يلا عشان تروحي... عرفت إن خطوبة أسيل النهاردة ألف مبروك ليها وصلي لها سلامي ولو عرفت آجي إن شاء الله هاجي.
-الله يبارك فيك... أنا عارفة يا عمر إنك مشغول النهاردة... بس ممكن تيجي النهاردة الخطوبة؟... أنا معرفش ظروفك هتسمح ولا لا.. بس أنا فعلاً محتاجاك جمبي النهاردة.
ضحك وهو يغازلها :
"لا ده إحنا نلغي أي حاجة ده لو هقابل رئيس الدولة هلغي معاه قصاد إني أفضل جمب القمر ده... بس قوليلي يا يارا.. هما الحوامل بيحلووا؟.. أنا اسمع إن مناخيرهم بتكبر هالتهم بتكتر إنما الحلاوة دي أول مرة أشوفها في ست حامل و العينين زي ما هي حلوة أوي كده ! "
صمت عمر لدقائق متأملًا في تلك العيون الجذابة، وكأنه يستنشق كل تفاصيلها بدقة وعمق، وفي هذه اللحظة، شعر بأنه لم يلاحظ جمال عينيها طوال تلك الفترة الطويلة. والآن، وهو ينظر إلى عينيها، كأنه يراهما للمرة الأولى في حياته، كمية الإعجاب بجمالهما أثرت فيه بشكل عميق، مما جعله يتساءل: هل هذه عيون إنسان أم ملاك؟ بالفعل، يبدو أنهما خلقا بأناقة وجمال لا يصدق، وكلما اعترفت عينيها بحبها وإعجابها به، زادت عينيه بريقًا وعمقًا يجعل قلبه ينبض بقوة.
وفي تلك اللحظة، كانت نظرات يارا تكشف كل مشاعرها تجاهه، كانت تنظر إليه بحب صادق وإعجاب لا يخفى، وكانت تلك النظرات تعبر عن كل مشاعرها المتدفقة نحوه، بينما كان عمر يحاول فهم هذه النظرات العميقة والتي تحمل في طياتها كل حبها واهتمامها به. لم يكن عمر يدرك كل هذا الوقت الطويل الذي مر بها أنها كانت تحمل مشاعر الحب نحوه بشكل متواصل وعميق، حتى وصلت إلى حد العشق.
وبعد أن انتهوا من تناول الطعام، قاما بالتوجه سويًا إلى المنزل،وقبل رحيله سأل عمر عن مصطفى، فأخبرته رحاب أنه سافر في رحلة ولم يعود حتى يعاود الدراسة وينضم لجامعته هو ويارا.
واتفق عمر مع يارا بأنه سيأتي على موعد الخطبة ولن يتركها.
____________________________
ذهبت هدير إلى منزل مصطفى بمساعدة من "فارس"، وقبل دخولها، طُلب منها بطاقتها الشخصية من قبل الأمن. أوضحت لهم أنها جاءت لخدمة عائلة شريف الجوهري، فوافقوا على دخولها، حيث كان يومًا مزدحمًا لرحاب بسبب زيادة الخدم المستدعاة.
استقبلتها خادمة وبدأت بتناول بعض الأشياء لنقلها ومساعدتهم. وأثناء عملها، نادتها "سعدية" كبيرة الخدم، وسألت عن هويتها فتقدمت هدير لتعرفها بنفسها وبعد أن انتهت ألقت سعدية أوامر المنزل وحذرتها بأن هناك كاميرات تراقب تحركاتها وإنها يجب أن تكون أمينة لتكسب ثقة المكان . وتم توجيهها للعمل بيومية محددة، وتم التأكيد على أهمية الأمانة وضرورة إحضار بطاقتها في حال الشك.
بدأت هدير بارتداء زيّ الخدم والمشاركة في تجهيزات الخطبة، وخلال عملها، بدأت تفكر في لقاء مصطفى. لكن لماذا لم يظهر؟ وسألت واحدة من الخادمات عن هوية أفراد العائلة. فشرحت لها أن رحاب هي صاحبة المنزل، وأن مصطفى، أخو يارا، في رحلة ولن يحضر الخطبة. وأكدت أن أسيل، ابنة شريف،صاحب المنزل والتي خطبتها اليوم .
بينما كانت هدير تعمل، شعرت بالحزن لعدم وجود مصطفى وسفره المفاجئ فقدت الأمل في رؤيته في تلك اللحظة، لكنها أصرت على متابعة عملها حتى نهاية الخطبة. كانت تعتقد أنها لم تخسر شيئًا، فسوف ترى مصطفى في يوم آخر أكيد، تشعر بالاشتياق له كثيرًا ولكن تحاول معارضة شعور قلبها.
_______________________
وقفت تتأمل الفستان بحزن لا تريد تلك الخطبة وإذا قالت هذا الرأي فلن تسمع له رحاب... لا تريد خطبة أمير هذا... فهي تقرف منه.... ولا ترتاح معه مطلقا... أين أنت يا يزن.. قد اشتقت إليك... لا أعلم ماذا فعلت بقلبي ليصبح متعلقا بك إلى هذا الحد ويكره الليالي التي تكون لست بها، كيف لك أن تصبح جزءا مهما بحياتي بوقت قصير كهذا ثم تختفي فجأة ؟!
ارتدت الفستان وجاء موعد الخطبة وتفاجأت بأنوار المنزل قد أغلقت تماما خافت بشدة وذهبت إلى هاتفها لتضيء كشافه الشخصي ولكن وجدت شخص يفتح نافذة غرفتها ويقفز بداخل غرفتها فرفعت الضوء عليه برعب وتفاجأت بهوية هذا الشخص !!
إنه يزن !
كان يزن يكفكف يديه وهو يقول بفخر ومرح:
"المرة دي كانت أسهل من المرة اللي فاتت... بعتقد إني مع التدريب هبقى محترف الدخول من شبابيك الغرف ولا أنتِ إيه رأيك؟"
رأيكم بالبارت يهمني
توقعاتكم هيحصل اي
دعاء ليه عملت كدا في يارا؟
هدير هتشوف مصطفى؟
يزن كان فاهم لعبة رحاب ولا حد وضحله الحقيقة؟
علي هينضج بعد ما شاف حالة اخته والي جرالها ولا هيفضل زي ما هو؟
علا هتقدر تتخطى الي حصلها؟
عمر هيعرف بلي حصل لاخته؟؟؟
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا