القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الثالث وعشرون 23بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الثالث وعشرون 23بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)




رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الثالث وعشرون 23بقلم مريم الشهاوي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)


#لا_تخافي_عزيزتي 

|23-رأيت ابنتي|

صلوا على الحبيب 


ثم جاءت الكهرباء واضاءت الغرفة، ودهشت أسيل من وجوده والطريقة الذي دخل بها وابتسمت بسعادة قبل أن تركض لتعانقه. اندفع يزن للخلف من قوة اصطدامها به وتعلقها برقبته وعندما أدرك ما فعتله حاوطها بذراعيه باشتياق وهو مبتسم ويستنشق رائحة شعرها.


 شعرت بأن روحها انعشت بوجوده بجانبها. ثم رفعت رأسها، نظرت له بعيون مليئة بالفضول والحب، تسأله عما دفعه للحضور، وهل كان يصدقها فعلاً؟


يزن أمسك بذقنها وأجاب بنبرة مليئة بالحنان والصدق:


"لو في الفترة دي مكنتش عرفتك وقدرت أعرف طنط رحاب كويس... كان ممكن أصدّق فعلًا... لكن أنا حافظك يا أسيل، وبعدين تخيلي مني أي حاجة غير إني أبعد عنك... دنا وصلتلك بالعافية متخيلة هبعد بالسهولة دي!" 


واستمر بالنظر إليها بعيون تعبر عن الحنين والحب ثم قال مازحًا:


"يلا ننزل ونجيبلهم جلطة."


ضحكت ثم أمسكت دفترها وكتبت به:


"وعملت إيه في أمير؟" 


شرد يزن وهو يتذكر مكالمته الأخيرة مع مازن الذي دبر معه الخطة بشكل مضبوط ثم نظر إليها وقال بصوت يملؤه الحنين:


"مش مهم... المهم إني أنا اللي موجود بداله.. ولا أنتِ إيه رأيك؟ "


ابتسمت بخجل وانتبه يزن لفستانها البنفسجي، أعجبه كثيرًا، فأخرج صفيرًا ليعبر عن إعجابه بها


ورجع خطوات للخلف وهو ينظر لثوبها الجميل الذي كان به بعض الورود الزرقاء عند الخصر والكتف 

لم يكن جميلًا إلى حد ما ولكن بمجرد أن ارتدته هي أصبح أجمل ثوب على الإطلاق. 

_________________________


وقفت رحاب متألقة بين صديقاتها، تنثر الضحكات بكل فخر وثقة. عرّفتهم على عمر، الذي كان يبدو كرجل أعمال بامتياز، حيث يعمل بجد مع والده في شركة مرموقة في مجال الهندسة المعمارية. تألقت مظاهره بأناقة، فكانت بذلته تضفي عليه جاذبية لا مثيل لها. أما يارا، فلم تلجأ لكميات كبيرة من مستحضرات التجميل، لكن جمالها الطبيعي كان يفتن الأبصار، واعتمدت تسريحة شعر بسيطة بتجميع خصلاتها للأعلى، وكان فستانها واسعًا ليخفي أي ملامح لبطنها التي بدأت تَكبُر من الحمل. كانت هادئة وثابتة في وجود عمر بجوارها، ما يعكس راحة وثقة لا تضاهى. 


وفجأة اشتعلت الموسيقى وتفاعل الجميع بفرحة، عند قدوم أسيل ويزن من الأعلى فالتفتت رحاب وأصابتها صاعقة مما رأته !!


ووقفت رحاب بدهشة لا تصدق بأنهما هما المتواجدان. بحثت عن أمير وعائلته بلا جدوى، ووجدت عائلة يزن تقف بجانبه بينما رمقتها يسرى بنظرة ساخرة. استمرت في مشاهدة يزن وأسيل وهما يستقبلان التهاني، مشعرة بالارتباك والحيرة. حاولت الاتصال بأمير وعائلته، لكن وجدت هواتفهم مغلقة، ما أثار انزعاجها وقلقها. كانت تتساءل لماذا لم يخبرها أمير برفضه الزواج منها، وكيف يحدث كل هذا دون علمها. تتخيل مصير أسيل مع يزن، وتشعر بالقلق من أن تنعم بمصير مشابه لوالدتها، قبل أن يقاطع أفكارها صوت شريف زوجها قائلًا:


"أنتِ مش قايلة إن أمير اللي جاي؟" 


أجابته بتوتر:


"مهو أنا مش فاهمة حاجة يا شريف... أنا اتفاجئت بيزن زيك كده... مش عارفة إيه اللي حصل وإزاي وليه أمير مش بيرد !!" 


-طب مفيش وقت دلوقتي لكل ده يزن ، أمير مش هتفرق المهم أسيل هتتجوز شخص وخلاص... تعالي عشان تسلمي وتباركي ليهم ونستقبل الناس.


خرج شريف يرحب بصديقه عبد الله والد يزن وعائلته. وبارك لابنته كالغريب حتى إنه لم يعانقها! 


أردفت معه تهنئ مثله ورمقت يزن بنظرات مريبة منذ لقائهم الأول لم تسترح لهذا الكائن ظلت تراقبهم وهي ترى يزن يضحك مع أسيل ويهمس لها في أذنيها كثيرًا وكانت تغار كثيرًا من أسيل وكأنها حبيبة يزن سابقًا او شيءٍ ما ولأن أسيل أجمل منها،تشعر معها بالنقص فهي تحاول أن تخرب حياتها مثلما فعلت مع قمر التي كانت تجذب جميع الناظرين بجمالها الخلاب وبينما كانت رحاب أيضًا جميلة ولكن لا ترى ذلك في نفسها و لا تعلم.


إنك تكون جميلًا حينما ترى نفسك جميلًا تتحول نظراتك لنفسك إلى نظرات الجميع إليك فإذا رأيت نفسك قبيحًا وتحتاج لبضع تعديلات بجسمك أو بوجهك فسترى الجميع يلاحظون تلك الاشياء وستوهِمُ نفسك بأنهم لاحظوا هذه العيوب حتى وإن لم يبينوا لك ولكن النقص الذاتي يجعلك تتوهم ذلك ارضى بشكلك أيًا كان وثق بأن شكلك دون تعديلات أو إضافات منك هو خلقُ ربك والله خلق الجميع في أحسن تصوير . 


جلست أسيل مع يزن والجميع يرقص أمامهم فتوجه مازن إليه وهي يضحك قائلًا:


"أنا عمري ما تخيلت إن دماغي أنا وأنت لو اتجمعت سوا هنعمل الهباب ده !!" 


ضحك يزن مردفًا:


"المهم اوعى تكون اتقفشت ؟"


-عيب عليك... دنا يدوبك حطيب عليه السكينة وصورته كام صورة بعتهم لأهله وقولتلهم اللي قولتهولي لقيتهم بايعين وبيقولولي إنهم مش راضيين بأسيل أصلا بسبب إنها مش بتتكلم وإن أمير اللي كان مصرّ و أقنعهم بالعافية وأمير أول ما شاف السكينة قالي توبت والله ومش هتلمحني في البلد دي أصلا وإن كل اللي قاله كدب وإن طنط رحاب اللي قايلاله يقول كده. 


ضحكوا سويًا بإنتصار خطتهم وظهرت زينة من الخلف وهي تقول ليزن :


"مبارك ياخويا.. ولو إني مكنتش راضية على اللي بتعملوه ده بس أهو طلع كلامك صح."


قال مازن :


"كنتِ عاملة الماسك ضيق أوي !"


-أعملك إيه ؟؟واحد داخلي في نص الليل يقولي هعدي عليكِ الصبح تكوني عملالي ماسك بتوع الناس اللي بتخطف عشان متعرفش.. يعني جوزي عايز يخطف وعاوزني أشاركه في الجريمة.. والأكبر لما عرفت إن أخويا اللي عارض الفكرة ودبروها سوا أنا دكتورة محترمة ولو بإيدي كنت رمتكم في السجن. 


قال يزن :


"إيه يا زينة اهدي كده ماهو دكتور برضو وخطف !"


قال مازن مازحًا :


"بس تعرف يا واد يا يزن... أنا طول عمري نفسي أعمل كده أنا جوايا جين إجرامي لو طلعته مش هعتق حد !"


صرخت زينة بوجههم:


"لا أنا مش قادرة أسمع...أنا هتجنن منكم خلاص..لو اتكرر تاني والله لابلغ عنك و أدخلك السجن وأنت أرفع عليك قضية خلع وأرميك وراه !"


ذُهل يزن وقال:


"خلع يا زينة !...خلع !!...ما أه رجعتي مصر بوظتي تاني."


أردف مازن قائلًا :


"لا مصر مش بتبوظ أختك بايظة من الأول !"


رمقه يزن قائلًا بصخب:


"أنا أقول أنت لا دي أختي أنت تعرفها عشان تهزر معاها؟"


-مراتي مثلًا! 


قالت زينة بغيظ:


"بايظة !...طب يا حبيبي روح اتجوز السليمة...مرضاش تتجوز بايظة."


عانقها مازن بحب :


"يا قلبي وأنا أروح لمين يصلحني؟ مانا بايظ أنا كمان وياه بقى لو نجيب عيال بايظين(تنهد بقوله) أجيبهم بس البايظين دول أشمهم بس أخوكي مش رايد يكون خال أبدًا !!"


نظرت زينة لأخيها بتوتر:


"طب يلا من قدامه أحسن ما يطلقني منك بجد!"


ركضوا الاثنان بعيدًا عن يزن 


ضحك يزن وبحث بطرف عينيه عن أسيل، ليجدها تضحك مع يسرى والدته. استغل هذا الانشغال وصعد إلى الأعلى، مستهدفًا غرفة مكتب شريف مجددًا. فتح الباب، ودخل الغرفة ثم أغلق الباب ببطء يراقب بأن ليس هناك أحدًا يراه. كانت نافذة غرفة أسيل بجوار شرفة مكتب شريف في الجهة اليمنى، بينما كانت شرفة غرفة مصطفى في الجهة اليسرى وأثناء انتقاله لغرفة أسيل لمح بعينية زجاج الشرفة وَمن بداخل الغرفة فوجد مصطفى بها رغم معرفته بأنه قد سافر مثلما يقولون بالأسفل، مما أثار فضوله وقرر حل أمور أسيل والعودة إليه. تشبث بالحائط وتحرك ببطء حتى وصل إلى سور الشرفة، أدخل قدماه وهبط بها، ثم نظر إلى باب الشرفة وفتحه بسرعة، ونظر لمصطفى مكبلًا بالسرير مربطًا بتلك الأحبال وهو يتساءل عن هيئته وسبب ربطه، متسائلاً عن الفاعل؟؟ 


اقترب منه ورآه نائمًا فأصابه القلق من أن يكون قد حدث له أمر ما هز كتفه بيديه لينتفض مصطفى بفزع وخوف وينظر إليه مرددًا اسمه بصدمة :


"يزن !" 


تحدث يزن بقلق وهو يتفحصه بعينيه:


"مصطفى !! أنت إيه اللي رابطك كده؟! وليه مش معانا تحت؟ ليه قالوا إنك مسافر وأنت هنا مربوط...!"


انتابته دموع الحزن واليأس، فبكى بشدة، وهو يشعر بالقهر، حزنًا على نفسه، مشاعره متخبطة ولا يدري كيف يخبره بأن والدته هي من حبسته وربطته بتلك الطريقة، بهدف منعه من النزول للأسفل، مخافةً أن يظن رفاقها بأنه مجنون.


فشعر يزن به كونه رجلًا مثله ولم يضغط عليه بالحديث، فبدأ بتحرير يديه وقدميه من الأحبال. بعد ذلك، عانقه يزن بكل حنان، وظل يواسيه دون أن يعرف سبب هذا الحزن العميق. كان مصطفى يشتاق لصديق يعانقه ويواسيه، تمامًا كما كان يفعل شهاب في الماضي.

_______________


وسط الأجواء المحفلة بالأغاني والرقصات، شعرت أسيل بالنقص والإحباط لكل من تحدث معها دون أن تستطيع الرد أو التعبير عن مشاعرها في دفترها. وفجأة، ظهر يزن أمامها بعد غياب قصير، لتشعر بالارتياح لوجوده.


وأثناء رقصها مع يزن، وهي تنظر إليه بابتسامة متوهجة، كانت تشعر بسحر نظراته الجاذبة إليها.


همس بأذنيها قائلًا بلطف وتمني صادق:


"ياريتني بقدر آخد عينيكِ معايا وأنا مروح." 


ضحكت بخجل فأكمل يزن :


"أنا مش مصدق إني أخيرا حصلت عليكِ.... مكنتش مصدق إني في يوم من الأيام هحط دبلة في إيدك !... أنتِ كنتِ أبعدلي من نجوم السما ولكن أقدارنا كانت مكتوبة وكل اللي كنت بتمناه جوايا حصل وبسرعة... أنا دلوقتي واقف قدامك بالبدلة وأنتِ قدامي بالفستان وعقبال ما يبقى الأبيض." 


كلمات يزن، وهو ينظر إليها بعيون ملتهمة، كانت كالسحر يسحرها ويجعلها تخفق قلبًا بشدة، مما أثارت فيها مشاعر غريبة ومختلطة.


هل كان هذا الشعور الذي يراودها دليلاً على أن علاقتها بيزن ستتطور؟ هل ستقع في حبه يومًا ما، أم أنها قد وقعت بالفعل في حبه دون أن تشعر؟


وبعدما انتهوا من الرقص، ارتديا بعضهما خواتم الخطبة بسعادة غامرة، فنسيا لحظةً أن جوازهما صوري، وغمرتهما فرحة الاعتقاد بأن كل ما حدث حقيقي، وكأنهما على وشك البدء في حياة جديدة معًا.


_____________________


وقف مصطفى في المطبخ، يشرب ليهدأ أعصابه، مخافةً من خروجه وحدوث أمر مريب، أو من رؤية شهاب فيجن مرة أخرى. كان يتساءل إذا كان صحيحًا أنه طاوع يزن ونزل للحفل؟


وبينما كانت جميع الخدم حديثين في المنزل، لم يعرفه أحد، وكان المقيمين منشغلين فوق. فوقف يتنهد وهو يراقب الحفل من بعيد، وفجأة تعلقت عيناه بـ هدير التي وقفت أمامه مذهولة من وجوده.


هتفت باسمه، فابتسم وردَّ قائلاً:


"هدير، أنتِ هنا؟"


تحدثت هدير بعفوية تخرج منها:


"جيت عشان برن عليك مش بترد، قلقت ليكون جرالك حاجة، وعرفت آجي بيتك."


اقترب مصطفى منها بسعادة تملأ وجهه، وقال:


"أنا مبسوط أوي إنكِ موجودة، حاسس براحة بعد ما كنت قلقان... خليكِ يا هدير هنا، متمشيش."


ابتسمت هدير وقالت له:


"مش همشي... أنا جمبك."


نادت عليها أحد الخدم، فاسرعت متجهة للعمل معهم، بينما تحرك مصطفى نحو صالة الحفل. دخل على أسيل ويزن ليبارك لهم، تحت ذهول أسيل لأنها كانت تعلم بأنه سافر، ولكن متى عاد؟

____________


كان عمر يسير بالممر بعدما كان بالمرحاض ومتجه عائدا ليارا التي تنتظره بصالة الحفل، لكن فجأة شعر بشخص يسحب يديه للوراء ويقفه أمامه. حين التقت عيناه بعينيها، اندهش: 


"مودة بتعملي إيه هنا؟"


أجابت:


"جاية عادي، اتعزمت فجأة... عمر، انت قابل تكون علاقتنا انتهت كده؟" 


أوضح عمر:


"ما كانش فيه علاقة أصلاً يا مودة... دي مكانتش علاقة، دي كانت خناقة، وماكناش مكملين مع بعض يومين من غير خناق... مودة، أنتِ مش نهيتي اللي بينا، جاية تتكلمي معايا ليه؟" 


ردت مودة بدموع:


"جاية عشان بحبك... عشان عرفت كل حاجة ومستعدة أساعدك تتخلص من المصيبة اللي أنت فيها ونشوف حل سوا وإحنا مع بعض وحبنا يدوم أنا عرفت إن مكانش ذنبك أي حاجة."


-عرفتي إيه؟؟


روت له كل ما قاله علي فأردف عمر غاضبا:


"ومين اللي قالك كده !!!"


همست بحب :


"مش مهم مين قالي...المهم إني عرفت الحقيقة."


انعقد حاجبيه مستفسرا:


"اللي هي؟"


أمسكت بياقته وقربته إليها واقتربت منه بوجهها وداعبت أنفها بأنفه قائلة بشوق:


"إنك لسه بتحبني وبتموت فيا."


نظر عمر إليها وقلبه يدق بعنف وظل ثابتا مكانه ينظر بعينيها.


تراقبت يارا المشهد من بعيد، وقلبها يتألم بسبب مشاهدتهما. سمعت آخر نقاشهما وأسرعت للخارج، تاركة قلبها يثقل بالأسى أكثر من السابق.


أمسك عمر بيدها وأفلتها من قميصه ثم رمقها بنظرة لم تفهمها وغادر من أمامها فأوقفته مودة باستغراب:


"أنت خايف منها ،خايف تفضحك صح...يا عمر ...عمر."


أجابها وهو معطيها ظهره قائلا :


"أنا بحبها."


أخرستها كلماته واتسعت عيناها ودمعة حارقة نزلت منها بينما أكمل عمر سيره بعيدا وهي عيناها متسعتين بذهول هذا ليس عمر...لا ينظر إليها بشغف مثل قبل نعم ،هي لم ترى حبه إليها بعينيه رأت حبا آخر ولكن ليس لها ليارا. 


قبل خروجها من المنزل، أوقفتها رحاب. "إيه يا مودة.. بتعيطي ليه؟"


بكت وهي تصرخ بوجه رحاب:


"أنتِ مقولتيش ليه إنه حبها... عمر بيحب يارا... ومادام بيحبها مفيش حاجة هتقف قصاده."


-مانا عارفة إنه زفت... ومن زمان كمان... لكن أنا مش عاوزة العلاقة دي تكمل... استحالة أناسب عيلته اعملي أي حاجة يا مودة... رجعيه ليكِ ده الرجالة بتقع بسهولة بيكونوا متجوزين وستات بتلعب عليهم ينسوهم مراتاتهم."


"بس مش عمر ....اعفيني يا مدام رحاب من اللعبة دي... أنا هنسحب ومش هرجع تاني..."


تركتها وذهبت للخارج، فضمت رحاب يديها بغضب قائلة:


"وبعدين بقى في شغل العيال ده."


بكت مودة بسيارتها :


"أكيد علي دارى على أخوه....والحقيقة هي إنه خاني معاها وبيحاولوا يداروا الموضوع...أنا بكرهك يا يارا بكرهككك...وعمر كمان كلكوا مقرفين."


رن هاتفها وكان علي فحذرت رقمه وجميع أرقام عائلة عمر وانهتهم من حياتها لتبدأ من جديد بعيدا عن كل تلك الأكاذيب.

_____________


ذهبت رحاب لتكمل الحفل، وبينما كانت أغاني الحفل هادئة وراقية ، تفاجأت بصوت أغاني عالي وصاخب لأقصى درجة يهتز بين جدران المنزل، وبدأ مازن وآدم يقفزان بحماس ويشعلان جو الحفلة برقصهما وبالرغم من كسر قدم آدم إلا إنه لم يجعله عائقا لاستمتاعه بالحفل وقفز على قدم واحدة. انضم الجميع إلى هذه الفرحة، وسرعان ما انضمت أسيل وزينة إلى صفوف الراقصين، متحولةً بذلك من جانب الاستمتاع إلى جزء من الفعاليات.


تحدث يزن بدهشة:


"يالهوي، مازن مشغل مهرجانات في حفلة زي دي... فضحتونا !" 


ضحكت يسرى وأجابت: 


"وهو اللي بيدي في الحفلة، روح غير الأغاني دي... دول كانوا مشغلين أغاني ننام عليها."


فقال يزن بتنبيه:


"طيب متضغطوش على أسيل عشان انطوائية وملهاش في الكلام ده، يعني لو اتكسفت ترقص متضغطوش عليها."


-منضغطش عليها؟... طب بص عليها هي وزينة كده.


نظر يزن برفق إلى أخته ولأسيل، وذُهل حين رآهما يقفزان ويرقصان بفرحة، وأسيل تبتسم وترقص بإنتعاش .


ضحك عبد الله وقال: "يا عيني ده البت عندها كبت، يلا يلا روح أرقص مع خطيبتك وخلي الواد مازن يخف هيبرة هو وأخوه شوية عشان اتفضحنا، ولا أقولك... ده الصالة كلها هيبرت المعازيم، ما صدقوا حاجة ترد الروح بدل العزاء اللي كنا فيه."


ضحك يزن وتوجه لأسيل بسعادة، وكان سعيدًا للغاية بأنه جزء من هذه الفرحة التي أدخلها إلى قلبها، لم تكن صلبة أو حادة في التعامل كما ظن البعض، بل كانت لطيفة للغاية، فقد عانت الكثير وتريد الخروج من هذا السجن وتفريغ طاقتها السلبية التي استمرت لسنواتٍ.


وفي نصف هذا الضجيج والفرحة والأصوات العالية كان مصطفى يبحث عن مكانٍ هادئ لأنه يخشى الأصوات الصاخبة فذهب خارج المنزل بسرعة وركض بعيدًا عنه وتفاجأ برؤية هدير جالسة على الأرض تبكي.


ذهب إليها بقلق وسألها: 


"هدير، أنتِ بتعيطي ليه... حد ضايقك؟"


أجابت بحزن: 


"لا، أنا كويسة... عن إذنك."


أوقفها:


"لا يا هدير، مش هتمشي... أنا كنت بدور عليكِ... أنتِ بتعيطي ليه... أنا ضايقتك في حاجة؟ حد ضايقك؟"


صاحت بوجهه تتهمه:


"أنت بتحضن بنات عادي؟؟ أه مانت حضنتني ساعتها ليه مشكش إنك بتعمل كده مع كل البنات !"


انعقد حاجبيه غير مستوعبا:


"حضنت مين... أنا مش فاهم بتقولي إيه؟"


توجهت للرحيل:


"مبقولش يا مصطفى... وعاوزة أمشي."


وقف أمامها لمنعها من السير وقال: 


"لا استني مش هتمشي إلا لما تقوليلي وتفهميني.. أنا حضنت بنت؟... أنا مبحضنش حد ولا أعرف بنت غيرك أصلا."


صاحت:


"وكمان كداب!"


فبرر بقوله :


"والله ما كداب... أنا فعلا معرفش بنت غيرك... شوفتيني فين وامتى وأنا لسه خارج من..."


صمتت هدير للحظة ثم قالت: 


"أنا شوفتك بعيني دي وأنت بتحضن واحدة... هتكدب عيني؟.. قابلتها في الحفلة وحضنتها وكمان ضحكت معاها... هو أنت عشان غني يعني فيبقى ده عادي بالنسبالك معندكش دين؟"


فهم مصطفى ما قالته وضحك، ثم قال: 


"قصدك يارا؟...."


فصرخت به بذهول:


"بتعرفني اسمها!!!"


"يارا دي أختي."


صمتت هدير للحظة ثم فهمت ما قاله وقالت بذهول: "يعني.. يعني إيه أختك؟"


فضحك:


"هو إيه اللي يعني إيه أختك!... هو مين فينا عاوز يتعالج؟" 


هدير بدأت تفكر بعمق، تحاول تصور ما قاله مصطفى، وبدأت تتضح لها الأمور بشكل أكبر وتذكرت تعريف كبيرة الخدم للعائلة فقد نسيت تماما أن مصطفى لديه أخت تدعى يارا لعدم تركيزها بالكلام أثناء ما كانت تحدثها سعدية. 


فقالت بحرج: 


"أه صح ده كبيرة الخدم سعدية قالتلي إن ليك أخت إيه الغباء ده !!... طب طب يلا نرجع للحفلة عشان محدش يلاحظ غيابي." 


لكن مصطفى لم يكن على استعداد للرجوع بعد.اقترح مصطفى وهو يحمل نظرة طموحة وودية:


 "لا تعالي نتمشى شوية؟" 


ابتسمت هدير وسارت بجانبه، وساروا معًا في الهواء الطلق، يتحاورون بأشياء ظريفة ويضحكون بحماس، وبينما كانوا يتجاوبون بالكلمات، كانت النظرات بينهما تعبر عن الكثير من المشاعر العميقة التي لم تعترف بها بعد.


لم يكن أحدهما يجرؤ على البوح بمشاعره، لكن الوقت الذي قضوه سويًا كان كافيًا لتعمق العلاقة بينهما ولتنمو بينهما حب أكبر وأعمق، وهما يخجلان من البوح به رغم معرفتهما بصحة هذه المشاعر.


وبهذا الشكل، تابعا مصطفى وهدير مشوارهما معًا، وسط أجواء من الفرح والترقب لما قد يحمله المستقبل لهما. 

___________________________________


بعد أن دخل المرحاض أمسكت علا بهاتف أخيها وذهبت لسجل المكالمات تسمع المكالمة الأخيرة الذي اجراها مع أحمد، لأن خاصية هاتفه تسجل جميع مكالماته. أخذت الهاتف وذهبت إلى غرفتها تركض وفتحت سجل الصوت لتسمع المكالمة التي دارت بين أخيها وأحمد منذ قليل....


(دا تجسس وربنا نهانا عنه ماشي وحرام تمام يعني منروحش نعمل كده عشان بس الأطفال اللي بيقرأوا ليا) 


-أنت بني آدم ***** كنت عايز تغتص ب أختي يا بن*****


-متشتمش عشان أنا كمان عندي لسان وممكن أشتم زيك... أه يا علي كنت عاوز أنام معاها ليك شوق في حاجة؟! 


-يا بجاحتك يا أخي... لو بطل ودكر كده كنت تفضل في شقتك. 


-مانا بطل ودكر غصبًا عن عين أهلك وأجيلك يابن****** أعرفك بتتكلم مع مين كده؟ 


-دنا هجيب أخويا ورجالة المنطقة ونيجي نفشفشلك عضمك بس أنت جرب تدخل المنطقة كده ولا تعتب فيها تاني.


-لا أجرب وماله؟... طب ما نعرّف أخوك اللي فارحانلي بيه ده ها؟... نعرّفه أخوه المحترم كان بيعمل إيه؟.. أنت ناسي يلا إنك كنت بتعت دي علبت كل مرة، أنت وأمك ال****** بتنيموها والله أعلم أمك بتعمل إيه هي كمان؟... لو ناسي أفكرك.


صمت علي للحظات فتحدث أحمد  


-إيه سكت ليه؟ وهو اللي في بطن يارا ده مش ابنك؟ ولا شكلها مدوراها؟ 


-أنت عارف يا أحمد لو فتحت بوقك بكلمة والله ما تصحى تاني يوم وأنت عارفني مجنون. 


-طب ما نفضها سيرة وأنت تكتم اللي حصل مع أختك وأهي لسه بنت بنوت ملحقتش ألمسها وأنا أكتم عليك مع إن كتماني أنا أكبر لإنك خليتها حامل منك.


-خلاص اتفقنا. 


-لا لا بس أنا مش مبسوط كده... أنا كده طيب أوي وأنا مش بتتاخد على قفاية وأنت متتضمنش بصراحة !


-يعني إيه مش فاهمك؟ 


-يعني واحدة بواحدة.


-أنت بتقول إيه يا أحمد وضح كلامك ؟؟


-يعني تنيملي أختك وتجيبهالي زي ما كنت بتعمل في يارا هعمل ويبقى إحنا الاتنين متصافين وليك عندي حتة(مخد رات) من برا مصر هتعجبك قصاد أختك إيه رأيك؟ 


________________


دخلت دعاء الحفل وبيدها تجر كرسي متحرك جالسة عليه امرأة منتقبة 

همست دعاء لها بأذنيها:


"هتشوفي كل اللي أذوكِ هنا؟ متفتحيش بوقك يا قمر وهوريكِ بنتك زي ما وعدتك بس أرجوكِ ما تتكلمي أنا هفهمهم إنك خرسا عشان عارفاكِ لو فتحتي بوقك مش هتعرفي تتمالكي نفسك." 


أجابت قمر من تحت النقاب:


"حاضر" 


ألقت أنظارها لأسيل قائلة لها لتعرّفها بها:


"بصي أسيل هناك أهي اللي لابسة فستان بنفسجي واللي جمبها ده خطيبها." 


نظرت لابنتها وسالت دموعها بوجع الفراق تريد أن تركض إليها تعانقها فقد مرت سنين وقد كبرت ابنتها الصغيرة المدللة♡. 

تكملة الرواية من هنااااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع