رواية ضد الزمن الفصل التاسع 9 بقلم حازم الباشا (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية ضد الزمن الفصل التاسع 9 بقلم حازم الباشا (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

رواية ضد الزمن الفصل التاسع 9 بقلم حازم الباشا (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

رواية " ضد الزمن "  -  الحلقه التاسعه 

مرت ثلاثه ايام منذ عوده ريم الى منزلها ...

والمسكينه لا تزال في محبسها ، معزوله في غرفتها الانيقه ، لا تعلم اي شيء عن العالم الخارجي 

وقلبها يكاد ينفطر خوفا على حبيبها ادهم !!!

وقد اضربت عن الطعام ، في محاوله يائسه لإستدرار عطف ناصر بيه ، والدها 

الذي تعمد ان يتجاهلها تماما ، بل ومنع اي شخص من التواصل معها 

وكأنها احدى المعتقلات السياسيين في زمن الثوره البلشفيه 

وكانت ريم قد خلعت قميص ادهم ، مخافه ان تطغى رائحة جسدها ، على عطر جسده ، ووضعته في مكان منعزل بداخل خزانة ملابسها الضخمه 

وظلت تتردد عليه ضما وتقبيلا ، كلما استبد بها الشوق والحنين الي ادهم 

----------------------ء 

وفي صباح اليوم الرابع .... 

حدثت المعجزه !!!

ودخل ناصر غرفة ريم ، وهو في حالة ذعر شديد قائلا : 

سامحيني يا بنتي 

انا اسف 

كلامك طلع صح !!!

ردت ريم في ذهول : 

في ايه يا بابا !!! 

مالك متوتر كده ليه 

قصدك ايه بكلمة

كلامي طلع صح !!!

ضم ناصر ابنته الى صدره ، وقال بأسى واضح :

التلفزيون اعلن عن وباء جديد 

اسمه كورونا !!!

وعلى عكس ما كان متوقعا ، بأن تتقاسم ريم مع ابيها حالة الرعب والفزع 

فقد تهللت اساريرها بشكل عجيب ، وقالت بنبره كلها لوم وعتاب : 

انا قلتلك يا بابا 

اني مش بكدب عليك 

وان الانسان ده 

مش مجرد شخص عادي 

ثم استطردت بحماس : 

ارجوك يا بابا سبني 

اروح اطمن عليه 

وبالله عليك مفيش داعي 

ان اي حد يعرف حاجه 

عن موضوع ادهم ده 

باغتها ناصر قائلا : 

ادهم مين !!! 

انتي مش قلتي 

ان اسمه (نور) !!!

كانت المفاجأه قد افقدت ريم جزء كبيرا من تركيزها ، فنسيت انها اخفت اسم ادهم عن والدها ، مخافة مطاردته له

فردت ريم : 

انا اسفه يا بابا 

انا خبيت اسمه 

عشان كنت خايفه عليه منك 

خليني انزل اطمن عليه دلوقتي 

ابوس ايدك

رد ناصر بصوت حاسم : 

مفيش نزول 

الا لما تاكلي ،

ورجلي على رجلك 

انا مستحيل اسيبك تروحي لوحدك

هنروح سوا 

ومعانا طقم الحراسه

هرولت ريم الى صحن الطعام الذي كان امامها 

وبدات في الاكل ، وهي تقول باستسلام : 

حاضر يا بابا 

انا بأكل اهوه 

بس مش هينفع 

اي حد ييجي معايا 

كده سر ادهم هيتفضح 

وده خطر جدا عليه 

وحضرتك عارف 

ان البوليس بيطارده دلوقتي !!!

رد ناصر بنفس النبره الحاسمه : 

معاكي حق 

هنروح انا وانتي بس 

خلصي اكلك والبسي 

وانا هستناكي تحت 

وده ... اخر ... كلام .... عندي !!!

خضعت ريم لشروط ابيها ، واكملت وجبتها على عجل

ثم ارتدت ملابسها في اقل من دقيقه واحده ، ونزلت مسرعه لتقفذ داخل سيارة ابيها الفاخره ، متجهين الي منزل ادهم 

------------------------ء

وصلت ريم الى منزل ادهم ...

وقبل ان تهم بفتح باب سيارة ابيها ، فوجئت بأبيها يغلق كافه الابواب اوتوماتيكيا 

ثم يتناول هاتفه ، ليتأكد من ان اشاره تتبع المواقع لازالت تعمل بشكل جيد !!!

وقال مخاطبا ريم بلهجه قاسيه : 

استني هنا مكانك 

انتي رايحه فين ؟؟

غمر الذهول والخوف كل ذره من كيان ريم ، وقالت بصوت مرتعد : 

في ايه يا بابا !!! 

انا مش فاهمه اي حاجه !!!

رمقها ناصر بنظره حاده ، وهو يقول : 

انتي فاهمه انك لما تمنعي الاكل 

هتخليني اكسر كلامي !!! 

واسيبك تمشي على حل شعرك !!!

ثم استطرد : 

واضح ان العيل النصاب ده 

اكل دماغك 

بشوية الكلام الفارغ اللي قالهولك 

ردت ريم بإنكسار : 

يعني مفيش وباء ظهر ، صح !!! 

وانت كنت بتضحك عليا 

عشان اجيبك هنا 

واسلمك ادهم بأيدي ....  !!!!  

ليه كده يا بابا 

حرام عليك 

انفجرت دموع ريم ، وانشق قلبها نصفين ، خوفا على ادهم !!!

وكادت ان يغشى عليها ، لولا ان سمعت طرقات حاده على زجاج الباب المجاور لمقعدها 

فالتفتت لتجد ... الرائد / هشام عبدالرحيم ، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامه ساخره 

وقال مخاطبا ناصر : 

اطمن يا ناصر بيه 

القوه هاتطلع تجيب الكلب ده 

من قفاه حالا

رد ناصر : 

ربنا معاكوا يا رجاله 

وقبل ان يصعد هشام لمنزل ادهم ، اخرج من جيبه قالب من الشكولاته 

ثم ناوله الى ريم ، وهو يقول بنبره ساخره : 

دقايق يا ريم هانم 

وهاجيبلك الكلب ده 

راكع تحت رجليكي 

واخليه يعترف قدامك

انه عيل نصاب 

وما يستهلش دمعه واحده من عنيكي 

اعتصرت ريم قالب الشكولاته بغضب ، فقد كانت تحمل اسم تلك الماركه المصريه الشهيره ...( كورونا ) !!!

----------------------ء

مرت الدقائق ثقيله ...

حتى عاد هشام ، وجنوده مطئطئين رؤوسهم ، بينما ردت الروح الى ريم ، وهي تشاهد ذلك المشهد 

الذي يحمل عنوانا واضحا (( خيبه الامل راكبه جمل ))

فكما توقعت يا عزيزي المشاهد ، لم يجد هشام وجنوده ادنى اثر لادهم 

فقد عاد ذلك المنزل الى سيرته الاولى .... 

مجرد منزل فارغ تحت الانشاء !!!

تهللت اسارير ريم ، وهي تخاطب هشام بكل استهزاء :

مالك يا بطل 

نازل مدلدل راسك كدا ليه 

وفين النصاب اللي وعدتني 

انك هتجيبه راكع ده !!!

رد هشام بصوت منكسر : 

مسيره هيقع يا ريم هانم 

وبشرفي لاجيبه من قفاه

ضحكت ريم بصوت عالي ، وهي تناول هشام قالب الشكولاته قائله : 

طب خد بقى الشكولاته دي 

خليها تذكار للوكسه الكبيره بتاعت النهارده

التقط هشام قالب الشوكولاته من يد ريم ، وبدأ في تناوله بنهم شديد 

ثم رفع يده ، وكأنه ينوي صفع ريم ، وقال وهو يبتسم ابتسامه صفراء :

بصي يا ريم هاااانم

في كف ايدي ده

وافتكريه كويس

لأن في قصه حب طويله 

هتبدا قريب جدا 

بين كف ايدي

وقفا الكلب ... اللي اسمه ادهم 

ردت ريم باستهزاء واضح :

اللي انا شايفاه بوضوح

ان في قصه حب بدأت النهارده

بين كف ادهم

وقفا حضرتك !!!

وكالعاده ... 

امتص هشام الاهانه في صمت ، فقد حال نفوذ ناصر بيه ، بينه وبين تهشيم رأس تلك المغروره ... ريم 

اما ناصر بيه ...

فقد كان صامتا شاردا ، لدرجه انه لم يلحظ ذلك الحوار المطول بين ابنته والرائد هشام 

فمنذ لحظات كان ناصر بيه ، قد تلقى رساله مرعبه ، من مكتبه في الصين 

وكان محتوى تلك الرساله ... 

[ ان وباءا قاتلا اجتاح عدة مقاطعات صينيه ، وقد تسبب ذلك الوباء في قتل العشرات  ... !!! ]

وقد اطلقت منظمه الصحه العالميه على هذا الوباء اسم ... (( فيروس كورونا ))  !!! !!!

----------------------ء

وفي نفس تلك اللحظه ، وعلى بعد ٣٠٠ كيلومتر ، في احدى القرى المتاخمه لمدينه المنصوره

كان ادهم يطرق باب منزل عائله الدكتوره/ نوران عزمي

فتحت نوران الباب ، واستقبلت ادهم بحفاوه بالغه وقالت : 

اهلا وسهلا 

اتفضل يا دكتور ادهم 

المنصوره كلها نورت 

رد ادهم بابتسامه رقيقه : 

الف شكر 

ده من ذوق حضرتك يا دكتوره

طمنيني اولا عن صحه الوالد ؟؟؟

نوران بحماس كبير : 

الف حمد وشكر لك يا رب 

لولا اللي انت عملته 

كان زمان بابا راح فيها 

بعد الشر عليه يا رب

ثم استطردت : 

جميلك ده دين في رقبتي 

وانا عمري ما هانساه ابدا 

بس انا هاتجنن !!!

انت ازاي عرفت 

ان بابا هيتعب !!!

رد ادهم بهدوءه المعتاد : 

جميل ايه بس يا دكتوره 

ده انتي اللي انقذتي حياتي 

وانا جاي النهارده 

عشان اشكرك اولا

وعشان اشرح لك كل حاجه 

زي ما اتفقنا 

نوران بخجل واضح : 

طيب الاول خليني اعرفك باهلي

ونتغدا عشان يبقى عيش وملح 

وترتاح شويه من السفر

وبعد كده 

نطلع نقعد في اي مكان 

ونتكلم براحتنا

وبالفعل تم ذلك ... 

ثم خرج ادهم ونوران ليجلسا في احد الكافيهات الهادئه 

وبدا ادهم حواره ، بأن طلب من نوران ان تقطع عهدا على نفسها ، بأن لا تجادله فيما يطلبه منها 

ولا تسائله عن اي تفاصيل تتعلق بكيفيه معرفته لمجريات احداث المستقبل 

وكانت نوران حاسمه في ردها ، بأن تحترم ذلك العهد

فثقتها الان في ادهم ، كانت اكبر من ثقتها في اهل الارض مجتمعين !!!

فقد نبت في اعماقها شعور جارف ، بأن ادهم هو اكثر شخص بالعالم يمكن ان تأتمنه على نفسها !!!

وبدأ ادهم في سرد كل ما سيحدث بالعالم من جراء وباء كورونا ، وشرح لها تركيبه البروتوكول الذي باستطاعته هزيمه ذلك المرض اللعين 

شعرت نوران بكثير من الفزع ، بسبب ما القاه ادهم على مسامعها ، من ويلات وكوارث تنتظر العالم !!!

الا ان هذا الفزع كان ممزوجا ببعض الحزن !!!

لانها للاسف قد ادركت ان اهتمام ادهم بحياتها ، لم يكن لميزه تخصها شخصيا 

ولكن لدورها ، كطبيبه سوف تساهم في انقاذ حياه الكثير من الابرياء 

فانهت حوارها مع ادهم ، وهي تقول بصوت يصبغ عليه الحزن : 

بعد اللي حضرتك قلته ده 

اعتقد ان ده هيكون 

اخر لقاء بنا يا دكتور ادهم

رد ادهم بتعجب : 

ليه بتقولي كده يا دكتوره !!!

نوران بنفس نبره الحزن : 

لان حضرتك خلاص 

شرحتلي كل حاجه 

واديتني تركيبه البروتوكول العلاجي 

ومعدش فيه اي سبب 

يخليك محتاج تتواصل معايا تاني

رد ادهم بصوت هاديء : 

لا طبعا يا دكتوره 

احنا هنفضل اصدقاء 

والتواصل بنا مش هينقطع بأذن الله 

ولي عندك طلب اخير 

ثم استطرد وقد غمر ملامحه حزن واضح : 

ياريت ريم متعرفش اي شيء 

عن مقابلتنا النهارده 

انتي هتقولي لها 

انك اسعفتيني 

واتاكدتي اني بقيت بخير 

وبعد كده نزلتي 

ورحتي لاهلك في المنصوره !!!

ثم اخرج مظروفا مغلقا من جيبه ، وناوله لنوران وهو يقول : 

الظرف ده هتديه لريم 

في حاله واحده بس ... 

لما يجيلك خبر وفاتي !!!

شهقت نوران بصوت حاد : 

بعد الشر عليك يا ادهم .... 

اقصد يا دكتور ادهم

ربنا يحفظك 

ويديك الصحه 

وطولة العمر

رد ادهم بنبره ايمانيه واضحه : 

لقاء ربنا 

عمره ما كان شر 

يا دكتوره نوران

ردت نوران بصوت تغمره السكينه : 

ونعم بالله

كانت تلك هي اخر جمله في حوارهما ، وعلى اثرها قاما 

ثم تصافحا بكل ود ، وذهب كل منهما في طريقه

الا ان نوران لم تدرك السبب الحقيقي وراء تمسك ادهم بصداقتها

فحتى هذه اللحظه .... 

لم يكن الله قد اذن لأدهم بأن يخبر نوران .... 

بأنها بعد سنوات قليله من الان 

سوف يخرج من احشائها طفل ما 

كانت تنتظره الانسانيه كلها !!!

فعلى يد ذلك الطفل ، سوف تسترد الامه العربيه والاسلاميه شرفها المهدر ، وكبريائها الجريح 

وسوف يحمل ابنها لقبا خالدا وهو ... ((محرر القدس)) !!!

تكملة الرواية من هناااااااا