رواية ليست خطيئتى الفصل الواحد وعشرون والثاني وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله
رواية ليست خطيئتى الفصل الواحد وعشرون والثاني وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله
الحلقة الواحدة والعشرون
ليست خطيئتى
......................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
الرجال الحقيقيون لا يتغيرون مهما عصفت بهم الظروف..
.فالمبادئ لا تتجزء ومن ولد على شىء شاب عليه .
...فليس كل ذكر يطلق عليه رجل .
.فكم من ذكر فى عصرنا هذا اشباه رجال فالرجولة مواقف وهذا ما تمتع به بطل قصتنا أدهم منذ نعومة اظافره حتى موقفه مع من رفضه زوجا لابنته.
...........
.دخل والد سارة الشركة وأراد قبل أن يتوجه إلى مكتبه أن يستشيره فى بعض الأمور .
فتوجه لمكتبه هذا الشريك الوهمى ، فوجده يتحدث فى الهاتف بصوت مسموع بكلام .
..اتصدم حين سمعه شريف وهبى والد سارة .
وكان هذا الحديث على النحو التالى "
....الو يا أدهم باشا..انا عملت كل اللى أمرتني بيه ، زى ماقولت حضرتك بالظبط .
والشركة الحمد لله رجعت زى الاول وأحسن كمان ..
.وشريف بيه بقا كويس اوى ورجع للشركة من فترة والشغل ماشى عال العال .
ادهم بإمتنان .....الحمد لله ، والله ربنا يجزيك كل خير يا طلعت .
اديت المهمة باحسن وجه ، وليك عندى مكافأة كبيرة إن شاء الله .
طلعت ...والله خيرك عليا بزيادة يا ادهم بيه .
كفاية رضاك عليا .
ثم حدثه ادهم عن سارة .
ادهم بتنهيدة حزينة .....وسارة اخبارها ايه ؟
..طلعت .... سارة هانم كويسة الحمد لله .
بس مش عارف حاسس انها كده حزينة على طول .
ادهم بقلق ....ليه كده ؟ ملها.
طلعت ...مش عارف بس ديما اشوفها حزينة ووشها كده دبلان .
فتنهد ادهم ....ربنا يتولاها ويتولانى .
طلعت ...أدهم باشا...مش كفاية كده.
ادهم ...كفاية ايه ؟
طلعت ...يعنى مفروض يعرفوا انك الشريك الحقيقى .
..هتفضل متخفى لغاية امتى .؟
..او يعنى تلغى الشراكة بدال الشركة خلاص وقفت على رجليها .
ثم قال طلعت ضاحكا ....
عشان انا صدقت انى راجل اعمال وهاخد على كده وانت حر بقه .
فضحك ادهم أيضا .
وفجأة
.....دخل والد سارة إليه ، فتوتر طلعت واغلق الخط مع ادهم سريعا .
طلعت الشريك الوهمى..بقلق......اهلا شريف بيه .
ايه خبارك وصحتك .تمام الحمدلله ؟
شريف وعلى وجهه الاندهاش ....انا سمعت كل حاجة استاذ طلعت .
طلعت ...سمعت ايه ؟
والد سارة ....سمعت المكالمة بينك وبين ادهم .
فممكن تفهمنى الموضوع من اوله؟
وادهم فعلا هو الشريك الحقيقى وليه مابنش هو فى الصورة وخلاك انت اللى قدمنا ...
طلعت ..بتلعثم...شريف بيه ...انا انا
شريف..قول ياابنى متقلقش ومتخفش انا مش زعلان.
بالعكس انا بس مستغرب!
عشان أدهم ده انا طردته من بيتى فعايز افهم ليه هو عمل كده ؟
طلعت .....ادهم بيه ده انا صراحة مشوفتش حد زيه فى اخلاقه وطيبته ورجولته ومتواضع جدا .
بالرغم ان ربنا عطاه من وسع واسمه بيرن فى كل مكان وكله بيعمله تعظيم سلام .
وليه هيبة كده ماشاءالله عليه بالرغم انه لسه شاب صغير موصلش ل ٣١ لسه .
...وهو فعلا شريكك الحقيقى .. وعمل كده عشان حضرتك متفهمش ان الشراكة مقابل الزواج من بنت حضرتك .
..عشان متبقاش مساومة .
.وان كان بيحب بنت حضرتك جدا. ..بس رفض انه يجوزها بدون رضاك او غصب عنك .
شريف باندهاش ...مش مستوعب ان فيه لسه راجل بالاخلاق دى كلها.
وازاى وهو اتربى فى دار ايتام سبحان الهادى .
وربنا فعلا اللى رباه .
.وسئل نفسه ازاى انا ارفض واحد زى ده !
ممكن كان واحد ابن ناس بس كان يعذبها او يتعسها لكن ده انا واثق فعلا انه هيسعدها .
شريف بابتسامة..ممكن استاذ طلعت توصلنى لادهم بيه دلوقتى ..
طلعت باستغراب..دلوقتى!!
شريف.. ..ايوه لو سمحت .
طلعت ....امرك يا شريف بيه .
ونزلوا الاتنين ..وصلوا لمكتب ادهم فى الشركة
واستأذن والد سارة للدخول ...فتعجب أدهم لما وصله الكارت ان الشخص ال بيستأذن للدخول هو والد سارة
فوافق ادهم كعادته فى البساطة .
شريف..بنظرة خجل من ادهم ...وادهم منتظر ومش بيكلم غير لما هو يبدء هو كلامه اولا .
ولكن لما تأخر فى الحديث
قال ادهم ... .اهلا بحضرتك ،تأمرنى بشىء اقدر اقدمهولك.
والد سارة بحرج ....انا مش عارف صراحة أقولك ايه غير حاجة واحدة.
.لو ياابنى لسه ليك رغبة تتجوز بنتى سارة .
فأنا يشرفنى ده.
وهنا نزلت دموع والد سارة تبعها دموع أدهم ..فوقف والد سارة ومد أيده لادهم .
أما ادهم فلم يكن مصدق نفسه من الفرحة .
.فمد ايده لوالد سارة..الذى عانقه عناقا حارا .
وهو بيقول..... سامحنى ياابنى ده انت اللى طلعت ابن ناس.
ومش عارف اشكرك ازاى على اللى عملته معايا وانقاذ شركتى من الافلاس .
ادهم......انا !!
والد سارة........انا خلاص عرفت كل حاجة..
.انت انسان متتوصفش يا أدهم وانا ال .......
وهنا أدهم قطعه وقال ...متكملش يا شريف بيه .
والد سارة.... تسمحلى انى اكون والدك وتقولى يا بابا .
أدهم.واغرقت عينه بالدموع .. بابا ...بابا ..ياه كلمة كان نفسى اقولها من ساعة مابدئت انطق .
بس للاسف اتحرمت منها واتعذبت طول عمرى بحرمانى منها وانا مليش ذنب .
...لما كنت فى المدرسة ..ونيجى نخرج منها الاقى الابهات والامهات وافقين منتظرين ولادهم يخرجوا واول ميشوفهم يجروا عليهم .
.ويخدوهم فى حضنهم فى سعادة وفرح اما انا فمكنتش بلاقى الا اتوبيس الدار عشان يرجعنى ليه .
.قد ايه كنت بتألم كان نفسى او فى حضن كده ..
عشان احس بالحنان والحب .
..ياه اعظم نعمة فى حياة اى طفل هى الاب والام .
...بس للاسف اتحرمت منها ..بدون اى وجه حق..حتى ياريت كنت اعرف هما مين حتى ؟
عايشين ولا توفاهم الله ..الا معرفش حتى اسمهم ايه
..وعلى كده انا مسامحهم لعلى ألاقهم يوم القيامة ...غفر الله لى ولهم .
ثم تابع بقوله ..
بس تعرف حضرتك كان فى حياتى اب تانى مش من النسب من الرعاية الحاج حسن ربنا يرحمه ده مهما قولت عليه ،مش هوفيه حقه .
ده إدانى حنان يمكن لو كان عندى اب مكنش يعملنى كده زيه .
وصرف عليه فلوس كتير فى الدار ، وكان بيزورنى باستمرار .
حتى توفاه الله .
شريف ...سبحان الله وكان بيعمل كده ليه وانت مش ابنه ؟؟
ادهم ....دى رحمة بيحطها الله فى قلوب عباده .
عشان عارف ان فيه ناس كتيرة محتاجها .
شريف ...جزاه الله خيرا .
ادهم ...أما الاب تانى والسبب فى كل خير انا دلوقتى .
ومهما عملت أو دعيت ليه مش هوفيه حقه برده .
فهو الحاج ناجى ، صاحب المصنع الحقيقى .
شريف ...فعلا الراجل ده كان طيب ومحترم جدا .
وانا اتعاملت معاه من فترة كبيرة .
بس أتوقف التعامل بينا بعدها .
ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
.ثم نظر ادهم لوالد سارة....وقال وحضرتك دلوقتى الاب التالت ليه .....يا .. بابا
ربت والد سارة على أدهم بحنو قائلا ...ان شاءالله مش هخذلك ابدا يا أدهم وهكون ليك نعم الاب ..
ودلوقتى انا لازم امشى ، وهستناك فى البيت باليل نقرا الفاتحة ونتفق على معاد الخطوبة ان شاءالله
بس متكلمش سارة ...انا عايز اعملها مفأجاة .
أدهم يبتسم...حاضر ان شاءالله هكون موجود فى الميعاد ..
متصورش قد ايه انا فرحان بزيارتك دى ، وبإذن الله هكون الزوج الصالح اللى بتتمناه لبنتك .
شريف ...ده انا متأكد منه يا ابنى .
يلا فى امان الله .
وعندما غادر شريف .
اتصل أدهم مباشرة بصديق عمره مجدى...لكى يقص عليه ما حدث بينه وبين شريف والد سارة .
ادهم مداعبا مجدى بحديثه ...ايه يا عم مجدى حضرتك مخصوم منك النهاردة نص يوم .
عشان اتأخرت عن مواعيد العمل الرسمية.
مجدى.بضحك.....معلش يا بيه..
سامحنى اصلو المودام بعافية شوية وودتها للحكيم .
أدهم.بقلق ..بجد ملها كرمة خير ؟
مجدى....متقلقش يا عمو أدهم...هتبقى عم قريب وخال فى نفس الوقت ان شاءالله .
أدهم.بفرح.....بجد ...الف مبرووك.
.ربنا يتمم بخير..اخيرا هشوفك اب يا حبيبى ربنا يكمل سعادتك .
ده كده النهاردة الفرحة فرحتين انا مش مصدق نفسى..الف حمد وشكر ليك يا رب العالمين.
مجدى.بترقب ...فرحة بجد ايه خير بشرنى يا أخويا .
أدهم..بسعادة...النهاردة قراية فتحتى على سارة .
..ابوها كان عندى من شوية وقلى انه موافق على جوزانا .
مجدى بفرحة غامرة....الله اكبر ..ولله الحمد ...الف مبروك يا أدهم ..الحمد لله ربنا كرمك وفرحك مش قولتلك لو نصيبك عمر ماحد هيخدها غيرك .
ثم تابع بقوله..
انا هوصل كرمة البيت وجيلك هوا مسافة السكة .
....ووصل بالفعل مجدى كرمة البيت ، ثم ذهب إلى محل الجوهرجى..واشترى اجمل واشيك خاتم يقدمه أدهم الى سارة .
كرد جميل بسيط لادهم من اللى عمله معاه قبل كده .
ثم ذهب الى المصنع وتوجه نحو مكتب ادهم .
وعندما رآه ادهم تهلل وجه ، وقام سريعا ليعانقه بحب وفرحة .
عناق طويل يدل على مدى صلتهم كأخوة متحابين فى الله .
يمكن يفتقده الاخوات دلوقتى بالدم فعلا للاسف .
ثم أخرج مجدى الخاتم وقدمه له قائلا .....الف مبروك يا اخويا ..وحبيت اشارك بحاجة على قدى كده ، فرحتكم .
ادهم بإمتنان ....مجدى انت وجودك فى حياتى هى فرحة عمرى انا مش عارف من غيرك كنت استحملت اعيش ازاى ؟
مجدى..ربنا يديم محبتنا ويلا انت اجازة النهاردة يلا روح وجهز نفسك لعروستك .
أدهم بضحك.... .حاضر يا ابيه
مجدى ....شطور ، بتسمع الكلام .
............
فى بيت سارة
والد سارة........سارة.
سارة ...نعم يا بابا ؟ فيه حاجة .
شريف ....ايوه ، عايزك تجهزى نفسك النهاردة فى ضيف مهم ورجل اعمال مشهور جى يزورنا النهاردة .
سارة.بخوف ...ليه الزيارة دى؟
والد سارة ....زيارة.عمل وممكن يعنى تقلب مشروع جواز .
سارة بانفعال ....هو انا بالنسبالك مشروع من مشاريعك.
.لغاية امتى هتعاملنى كده ؟
..انت عمرك ما حسستنى انك اب وحنين عليه ..
ده حتى عمرك مخدتنى فى حضنك زى اى اب ولا طبطبت عليه ..
ولعلمك انا عمرى ماهجوز ابدا..
.ولا هفكر فى الارتباط .وهعيش زيك كده للشغل وبس .
والد سارة.بدموع......(وشعر فعلا انه اهمل فى دوره كأب )...يا بنتى انا كنت بفكر اللى بعمله ده كله لمصلحتك وعشان آمن ليكى حياة كريمة.
فسامحينى بس انا بحبك اوى يا سارة ويهمنى سعادتك ثم حاول أن يضمها إلى صدره ولكنها ابتعدت عنه .
سارة بحزن.....سعادتى هى فين ما حضرتك ضيعتها يوم ما رفضت الانسان الوحيد اللى حبيته ولا يمكن هفكر فى الارتباط تانى .
فحضرتك ياريت تلغى زيارة الاستاذ اللى جى ده عشان ميحصلش احراج افضل .
والد سارة بابتسامة...خلاص يا بنتى اللى يريحك
نولينى الموبيل أتصل بأدهم أقله ميجييييييش .
سارة بذهول ....حضرتك بتقول أدهم !!
والد سارة يضحك .... ايوه يا ستى أدهم حبيب القلب .
انا خلاص وفقت على جوازكم وهو جى النهاردة عشان نتفق على معاد الخطوبة
ها اكلمه أقله ميجيش !!
سارة جريت لباباها ورمت نفسها فى حضنه وهى بتبكى . ياه ده حضنك جميل اوى يا بابا كنت محرومة منه .
..وانا مش مصدقة انك اخيرا وفقت .
انا بحبك اوى يا بابا وأسفة انى كلمتك بالشكل ده بس غصب عنى ...
والد سارة....لا يبنتى انا اللى آسف بس من النهاردة هغير من نفسى .
وهيكون ليكى ولماما وطبعا أدهم لانه وعدته هكون أب ليه هيكون ليكم جزء كبير والاهم كمان من وقتى .
انا بعترف انى قصرت فى حقكم كتير وهنعوض ده ان شاءالله .
....ويلا روحى بقه اغسلى وشك وجهزى نفسك ولا عايزة العريس يطفش من شكلك ده.
ضحكت سارة. قال يطفش قال ...هروح اجهز نفسى حالا
وارتدت سارة اجمل ما عندها ووضعت ميكب خفيف زادها جمال على جمالها ....وقلبها يدق .ويتلهف لرؤية سارقه ..
يا الله ما اجمل الحب حين يكلل بالحلال الطيب
فها هى سارة على موعد مع السعادة ..
................
يا ترى هنكمل سعادة سارة بالزواج من ادهم .
أم سيحدث ما يعكر صفوهم .
فالحياة ليس لها أن تكون سعيدة على المدى ولكن هناك ابتلاءات من الله عزوجل ليختبر صبرنا ويزيد إيماننا .
ولنحمد الله على سائر نعمه .
.....
وللحكاية بقية.
نختم بدعاء جميل
اللهم اسعد قلبى وقلب كل نساء المسلمين وانزل على بيوتنا الدفىء والرحمة والسكن والمودة
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد
......
الحلقة الثانية والعشرون
ليست خطيئتى
......................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
سبحان العاطى الوهاب الذى يرزق بدون حساب ويخرجنا من اضيق الطرق الى أوسعها .
وكل شىء بالصبر والدعاء ولابد فى حياة كل مؤمن ابتلاء. يمحصه
ليعلم الله المؤمن من المنافق ويرفعنا به درجات .
فلكل ابتلاء له نهاية وفرج .
.فهو القائل سبحانه.ان العسر يسر وكقولنا الدارج ما ضاقت الا لما فرجت .
ولم يسلم أحد من الابتلاء حتى الانبياء ..عفانا الله واياكم وجعل لنا من كل ضيقا مفرجا .
نحن الأن مع موعد مع السعادة ، سعادة ادهم وسارة .
وخاصة ادهم الذى رأى كل أنواع الابتلاء والحزن طيلة حياته من يتم ، لدار ايتام ، لخطف ، لظلم ، ورفض للزواج .
الى أن أكرمه الله فى النهاية وكلل حبه الشريف إلى زواج فى الحلال .
وهذا بسبب موقفه النبيل مع والد سارة ، الذى وقف بجانبه ، دون أن يعلم حتى لا يجرحه أو يجبره على الزواج بابنته ، فكافئه الله بها دون أن يطلب .
وهل جزاء الاحسان الا الاحسان .
.............
استعدت سارة لاستقبال ادهم ، وارتدت فستان رقيق من اللون الزهرى ، مع حجاب ابيض جميل .
زين وجهها وجعله أكثر جمالا ، مع زينة بسيطة للوجه .
ثم أخذت تنظر فى عقارب الساعة ، تنتظر وصول ادهم بفارغ الصبر .
أما هو فكان احرص منها على اللقاء ، بعد انتظار طويل .
حيث جاء فى الموعد المحدد بينه وبين والد سارة .
ليرن جرس الباب مع دقات قلب الحبيبين ادهم وسارة .
.فكم أشتاق كلا منهما لرؤية بعضهما البعض .
.بعد فترة طويلة من الفرقة.
فحان الان ان يجمع الله شتات قلوبهما .
وبالفعل ذهب والد سارة بنفسه وفتح الباب ، واستقبله بترحيب حار جدا قائلا بحب :
اهلا ياا بنى اتفضل البيت بيتك واحنا أهلك .
ادهم بحرج ...الله يعزك يا عمى .
والد سارة ...عمى ايه بقا ، احنا مش اتفقنا ، تقولى هتقولى يا بابا .
ادهم بابتسامة جميلة ...فعلا انا اسف يا بابا .
والد سارة مشيرا إلى زوجته .....
ودى والدتك ام سارة .
..هتقولها يا ماما من النهاردة .
فدمعت عين أدهم فرحا ان أخيرا عوضه الله خيرا بأب وأم وحبيبة ستكون زوجة قريبا .
والدة سارة بحب ...اهلا بيك يا ابنى ، نورت بيتك قبل ما يكون بيت سارة.
متصورش انا فرحانة قد ايه ، أن ربنا رزق بنتى بإنسان زيك على خلق ودين ، هيقدر يسعدها .
ادهم ...الله يكرمك ، وبإذن الله هكون عند حسن ظنك .
ثم أخذ ادهم يتلفت يمينا ويسارا بعد أن دعاه والد سارة للجلوس فى غرفة استقبال الضيوف .
ولاحظ والد سارة عينيه وتوتره فقال ضاحكا ...ثوانى وهتكون قدامك سارة يا ادهم ، متخفش مش هطير .
فضحك ادهم ولكنه لزم الصمت من شدة الحرج .
ولكنه كان فى شوق شديد لرؤيتها .
.حتى جائت سارة مرتبكة بجسد يرتجف من من لهفة الشوق الى الحبيب أدهم بعد ذلك الفراق الطويل .
لتقف أمامه قائلة بلهفة شديدة ....
.ازيك يا أدهم ..وهى تنظر الى عينيه وهو ينظر اليها .
فتلاقت الأعين بنظرة حب وشوق طويلة كأنها تخبره كم أشتاقت اليه.
ولولا أنها مازالت لا تحل له ووجود والداها لألقت نفسها فى حضنه .
وتلامست القلوب قبل الاجساد ليشعر بنار قلبها الذى يحترق له شوقا .
أدهم..بنظرة حب..الحمدلله يا سارة ..انتى عاملة أيه ؟
سارة...... .انا دلوقتى بخير لما شوفتك يا ادهم .
.قبل كده تقدر تقول ما كنتش من الاحياء ..الا بالاسم بس .
كنت عبارة عن جثة متنقلة ، لتعيش يومها عشان يخلص ويجى غيره ، بدون هدف ، بيعدى وخلاص .
...ابتسم أدهم قائلا بحب ...وانا بعتبر نفسى متولدتش الا دلوقتى حالا لما دبت فيه الروح لما شوفتك قدامى .
وانا كنت زيك واكتر كمان ، وكنت رافض حتى أنزل الشغل .
لولا مجدى نصحنى وقال المصنع هيروح من ايدى .
فسعتها اضطريت أنزل الشغل غصبا عنى .
فنظرت له سارة بحب قائلة ...واخيرا يا ادهم .
بقينا لبعض
ادهم ...الحمد لله ، بس أنتِ وحشتينى جدا .
سارة بخجل ...وانت كمان اكتر .
...والد سارة بضحك ......احم احم..نحن هنا .
فخجل ادهم قائلا ...انا اسف يا بابا .
والد سارة ...لا خد راحتك يا ابنى ، بس مش اوى يعنى .
بس دلوقتى
نقرا الفاتحة ، ونحدد ميعاد للخطوبة .
وايه اللازم ليها عشان تتم ولا ايه رئيك ؟
أدهم.....اه طبعا يا عمى طبعا .
بس ممكن اطلب طلب بعد اذنك .
والد سارة......اتفضل يا ابنى ،كل طلباتك اوامر .
أدهم..بلهفة .....ممكن نحدد على طول كتب كتاب وزفاف بدل الخطوبة .
والد سارة ...جواز كده على كده !!
ادهم ....ايوه يا بابا .
ايه المانع !
احنا لسه مش هنعرف بعض .
.وأنا الحمد لله جاهز .
..واحنا انتظرنا كتير..لغاية موصلنا للحظة دى.
..وانا مستعد الان اجيب لها كل اللى تطلبه واللى تأمر بيه حضرتك.
ولونجمة من السما مش هتأخر .
والد سارة ...انا عن نفسى ،يا ابنى ، معنديش مانع .
بس يعنى من الذوق ناخد رأى ام العروسة ، والعروسة كمان .
والدة سارة ...انا كمان معندييش مانع ، ربنا يسعدكم يا حبايبى ..
ساره بروح مداعبة خفيفة قالت ...والله كده ، يا سيدى بابا وماما .
ايه مصدقتوا تخلصوا منى ولا ايه ؟
فضحك والد سارة قائلا ...لا طبعا.
ده انا أتمنى تقعدى جمبى ومحدش ياخدك منى يا قلب بابا انتى .
سارة ...يا حبيبى يا بابا .
والد سارة ...خلاص نأجل الجواز سنة كده ، عشان اشبع منك شوية .
سارة بتلقائية ...لا كتير
فضحك ادهم قائلا ...خلاص يعنى موافقة الاسبوع الجى إن شاء الله .
فافترشت سارة بنظرها الأرض خجلا .
فقال والداها ...على خيرة الله ، توكلنا على الله .
نكلم فى شكليات بسيطة ومش هنختلف يا ابنى انت خلاص بقيت مننا وعلينا .
اولا انا هتكلف الفرح وهيكون بإذن الله فى احسن قاعة أفراح على مستوى مصر .
واما المهر والشبكة فده تقدره انت لعروستك .
فنظر لها ادهم بحب مرددا ...انا لو جبت الدنيا كلها لسارة ، مش هقدر اديها حقها .
فضحك والد سارة قائلا ...كده غلبتنى يا ادهم .
وانا عارف ومتأكد كويس انى هدى بنتى لراجل وانا مطمن .
ادهم ...تمام كده نقرأ الفاتحة ، فقرئها الجميع .
واطلقت الخادمة الزغاريد .
ثم أخرج ادهم خاتمه ، ثم ألبسها إياه فى خجل من سارة وفرحو.
وكان اجسادهم هى التى فى الارض ولكن قلوبهما تحلق فى السماء.
سماء الحب الصادق ، الذى بدء بوعد وكان ادهم صادق فى وعده .
..................
وفعلا قام والد سارة بكل التجهيزات .
من حجز القاعة ، وشراء كل ما يلزم العروس من مقتنيات الزواج .
أما ادهم فقام هو ومجدى من تجهيز الشقة سريعا من ديكورات حديثة عصرية .
ثم قام باقتناء اثاث يليق بها هو وسارة .
ثم قامت سارة وكرمة يدا بيد ، بتجهيز فرش الشقة .
سارة إلى كرمة ...معلش تعبتك معايا يا كرمة يا حبيبتى ، وانتى اصلا حامل وتعبانة لوحدك .
كرمة ...الله الحافظ يا حبيبتى .
ومتقوليش كده ، انتى دلوقتى زى اختى بالظبط .
وربنا عالم انا حبيتك قد ايه ، وبقول انتى اختى اللى ربنا كرمنى بيها .
انتى ومنى مرات ايمن .
سارة ..اه بالحق هما عاملين ايه مع بعض .
كرمة بضحك ....عمالين زى العيال ، ناقر ونقير .
سارة بضحك ...ليه كده ؟
ده شكلهم لذيذ اوى ، وكانوا بيحبوا بعض كتير .
ايه حصلهم ؟
كرمة ...مهو فعلا بيحبها اوى ، بس برده بيغير عليها كتير .
يعنى متكلميش كده ، البسى كده .
متضحكيش بصوت عالى .
وهى اصلا من صغرها زرارزة مش بتسكت ، يروح يتنقروا مع بعض على حجات هايفة كده .
سارة ...وبعدين كده مش حلو كتر الخناق .
كرمة ...اه بس هى بتقول أنه قلبه طيب ، ويطلع يطلع وينزل على مفيش ،ويروح يصالحها على طول .
سارة بضحك ..طيب كويس ، الحمد لله .
..........
توالت الايام وجاء يوم الموعود ، يوم لقاء العروسين .
يوم الزفاف .
الفرحة المنتظرة بعد غياب طويل .
تزينت العروس بفستانها الابيض وحجابها الابيض الجميل
. فكانت كالملائكة فى رقتها وجمالها .
وكانت فى انتظار ادهم ، وعينيها تلمع من الفرحة فى مركز التجميل ولكن كانت تشعر بالحرارة من فرط الخجل .
وتفرك فى يديها كالاطفال .
حتى جاء ادهم مركز التجميل ، .فتفاجىء بجمالها حتى انه دمعت عينيه من الفرحة وقبض يده على يديها لم يتركها .
وكان يود أن يحضتنها لعله يهدىء من روعه قليلا .
ولكنه تذكر أنه لم يعقد عليها بعد .
فليصبر إذا على الحلال ، فلم يبق إلا القليل .
ثم وصلوا القاعة بين فرحة الجميع ، لتبدء مراسم الحفل وكانت فى مقدمتها ، كتب الكتاب وما انتهى العقد حتى قام ادهم اخيرا واخذها فى صدره ، فى عناق طويل .
متناسى كل الناس وكأنه لا يرى غيرها حوله .
يااااااااااه من أجمل التلاقى والتلامس والعشق فى الحلال الطيب .
والد سارة...احم احم..مش نكمل الفرح ، عشان الناس اللى جاية دى .
وبعدين تكملوا ده فى البيت .
الصبر حلو برده .
أدهم..بخجل ...لسه ...هستنى الفرح .
والد سارة بضحك ....خلاص هانت .
.....ولكن أدهم عندما بدئت اغنية رومانسية هادئة .
ليرقصوا عليها فى تناغم جميل .
استطاع ضمها مرة أخرى إلى صدره .
..وتهامس فى اذنها ...بحبك بحبك بحبك ...لم يلمس قلبى الا انتى .
..لم تلمس يدى..سوى يداكى.
...انت حبى الاول والاخير.
..ثم طلب القائم على الحفل ان كل واحد منهم يغنى اغنية للتانى فختاروا اغنية...
مين حبيبى انا ...رد عليه وأقول
انت اللى بحبه أنا ، انتى اللى بحبه انا
انت حياتى وروحى وانت البلسم لجروحى
لتاخذهم إلى عالم آخر من الحب ، ليس به سواهم .
..وحضر الفرح مجدى وزوجته كرمة....وأيمن وزوجته منى .
والكل فرحان ومبسوط لفرح أدهم وسارة ...
متمنيين لهم حياة سعيدة هانئة .
لتأتى بعدها اللحظة الموعودة ، وهو الذهاب الى المنزل .
عش الزوجية ، حيث اللحظة المنتظرة .
ادهم .....نورتى مملكتك ...اميرتى .
و اول حاجة هنعملها !
فطأطأت سارة رأسها خجلا ....فطبع على جبينها قبله رقيقة .
مرددا ....احنا هنصلى الاول ركعتين لله سنة عن الحبيب
وصلى بها ادهم.
.ما أجملهم بالفستان والبدلة ..
وانتهى من الصلاة ودعا لانفسهم بالبركة والذرية الطيبة .
....ثم قام وحملها ...على الفراش .
ليبث لها أشواقه وحبه ليعيشوا اول ليلة لهم من ليالى الاحلام .
فكانوا كروح واحدة فى جسدين .
................
ثم داعب خصلات شعرها مرددا بحب ...انا مش مصدق انك جمبى وبين ايديا يا قلب ادهم .
سارة ...حبيبى يا ادهم ، وانا كمان .
بس انا برده لسه زعلانة منك .
فضحك ادهم ...زعلانة فى ليلة زى دى .
ليه كده ؟
سارة بدلال ...بقا انا اجيلك بشنطة هدومى ، تقوم تخلينى امشى.
فضحك ادهم ...أنتِ لسه فاكرة .
مهو لو قبلت ساعتها ،مكناش هنحس بفرحتنا دلوقتى .
ولا كان الناس اتملت حولينا بفرحة زى ما كنا من شوية .
فضحكت سارة مرددة ...عندك حق .
انا كنت متهورة ، بس غصب عنى عشان بحبك .
ادهم ...وانا كنت بحبك اكتر وخايف عليكى .
اكتر من نفسى .
ثم قال لها غمضى عينيكى .
سارة ...ايه عملى مفاجئة ....
ادهم ..غمضى عينيكى بس .
فاغمضت سارة عينها .
فأخرج ادهم تذكرتين سفر الى تركيا .
ادهم ..فتحى ،.
ففتحت سارة عينيها لترى التذكرتين .
ادهم ..ايه رئيك نقضى اسبوع عسل فى تركيا .
فتعلقت ساره بعنقه .
مفاجأة حلوة اوى طبعا ، انا كان نفسى ازورها فعلا من زمان .
لينطلقوا فى اليوم التالى الى تركيا ، حيث المناظر الطبيعية الرائعة ،واجواء جميلة من التراث العثمانى شاهدوها ، والتقطوا فيها الصور التذكارية .
ليرقصوا اسبوع مر كأنه لحظة ،من فرط السعادة والحب .
لينتهى الاسبوع سريعا ثم يعودوا إلى أرض الوطن .
فهل سيظل الحب بينهم كما هو ام سيتعرض لأزمات .
من شأنها أن تزعزعه .
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة .
فكونوا بالقرب .
نختم بدعاء جميل 🥰
اللهم يا مغيّر الأحوال غيّر حالنا إلى أحسن حال ، و سخر لنا من حظوظ الدنيا ما تعلم أنه خير لنا وأسعد قلوبنا وارزقنا رضاك والجنة
...........
أم فاطمة ❤️ روايات شيماء سعيد
٢٣&٢٤
الحلقة الثالثة والعشرون
ليست خطيئتى
............................
الحب وحده لا يكفى ليكون حياة سعيدة ولكن يجب أن تكون لها اركان عدة .
اولها هى الدين والأخلاق وثانيها المودة والرحمة .
وثالثهم هو الثقة .
فإن تزعزع أحد من تلك الأركان ، لن يخلق بيئة سوية .
.............
نعود لبعض ما حدث فى الماضى ، مع الام المربية ( ليلى ) فى الدار لأدهم وكان يحبها جدا ، لأنها تعطف عليها وتحبه من قلبها .
ولكن بسبب عواطف التى كانت تكره ادهم ، جعلته توافق على عريس تقدم لها ، رغم عدم اقتناعها به .
ولكن اخوفتها من تقدم عمرها بلا سند .
فتزوجته على وعد أنها تزور الاطفال فى دار الايتام ، ولكن بمرور الوقت وحملها ، توقفت .
ولكن إشارات إليه أن يتابع ادهم لأن فى عنقها دين له ، وهو أموال الحاج حسن رحمه الله .
ولكن هذا الزوج الظالم كان يصرفها على نفسه وعلى من يصاحبهم من فتيات الليل ولم تعلم زوجته بهذا .
الا بعد عدة سنوات .
عندما استاذنته لزيارة والدتها المريضة .
ليلى ....بقولك ايه يا سالم .
سالم ...نعم يا ليلى.
ليلى ...ماما صوتها تعبان شوية ، فكنت عايزة اقضى معاها يومين اساعدها يعنى واطمن عليها ، وخصوصا انها لوحدها دلوقتى بعد كل ما اخواتى اتجوزوا .
فابتسم سالم وفرح قائلا ...اه اه وماله يا حبيبتى .
روحى اقعدى براحتك يومين تلاتة ،زى ما تحبى .
ليلى بشك ....ومالك فرحان كده وانت بتقولها يا سالم .
انت مصدقت امشى من البيت ولا ايه ؟
سالم ....لا طبعا ، انتى اكيد هتوحشينى ومستغناش عنك ابدا .
بس يعنى عشان ماما تعبانة وكده ، قلبى عليها .
بقولك براحتك يعنى يا حبيبتى .
ولو عايزة تقعدى ومترحيش ، ده طبعا احسن ليا .
عشان مقدرش على بعدك انا .
فابتسمت هدى قائلة ....يا حبيبى ، ربنا يخليك ليا .
سالم ...ويخليكى يا حبيبتى .
ليلى...لا خلاص انا بكرة الصبح همشى ونروح لماما ، وان شاء الله كده يومين ومش هغيب .
ما بقولك حاجة احسن لينا .
انت تروح الشغل ،وتيجى على ماما وتبيت معانا احسن ،ما تبات لوحدك .
فحدث سالم نفسه ...يادى الغم .
انا عارف استريح منك ، لما اروح لامك ام اربع واربعين .
تسلم بدنى بكلام ملهوش لزمة .
لا ده انا ما هصدق ، اجيب البت لولو ، تدلعنى اليومين دول .
بس على الله تخف فى طلباتها عشان خلاص قربت أفلس .
وفلوس الواد بتاع الدار بح ، خلصت من زمان عليها وعلى أصحابها .
سالم ....لا حبيبتى ، انتى عرفانى مبعرفش انام غير فى سريرى بس .
ولو نمت برا مش بيجيلى نوم ابدا .
ليلى....كده ،خلاص ، زى مقولتلك هو يومين بس وخلاص.
سالم ...تيجى بالسلامة يا حبيبة قلبي .
ونام سالم قرير العين ، أنه اخيرا سيحظى على يومين راحة من ليلى ، لتأتى تلك الساقطة لتنام فى فراش ليلى .
وفى الصباح الباكر ، قامت ليلى مبكرا ، واعدت لزوجها الفطار .
ثم ارتدت ملابسها ، وتبدلت ملابس صغيرها .
وتركت ورقة حب إلى زوجها
( هتوحشنى يا سالم ) .
ثم غادرت المنزل متوجهة نحو والداتها المريضة .
وعندما سمع سالم صوت الباب يغلق ،بعد إن كان يدعى النوم .
قام بسرعة والتقط هاتفه واتصل بـ لولو .
سالم ......الوووووو يا حب .
لولو بلوم وعتاب ...اهلا يا سالم .
فينك يا راجل ، مش باين يعنى ؟
سالم ...كنت منتظر الإفراج ، عشان مبقاش معايا فلوس اجر الشقة زى الاول .
واخيرا الزفتة ليلى حلت عن سمايا ،وغارت عند امها يومين .
فاتصلت بيكى يا حب على طول وفى انتظارك يا قمر .
لولو بضحك ....ومدام انت مفلس يا سالم ، بتتصل بيا ليه ؟
انا مش باجى بلوشى ولا عشان خطر عينيك الحلوة .
ده اكل عيشى يا سالم .
سالم بنفور ...يخربيت لسانك يا شيخة ، طب حتى نغشينى تاخدى عينيه الأنين .
لكن كده على طول .
ده البت ليلى مراتى على قد ما انا مش طايقاها ، بس لسانها حلو معايا .
لكن انتى لسانك بوريه بوريه.
لولو بضحك ...عايزنى اغشك يعنى .
لا انا صريحة .
معاك فلوس ، هاجى ادلعك وتسمع منى احلى كلام .
معكش ، يبقى متسمعنيش صوتك تانى .
يلا سلام ، عشان معنديش وقت .
فى غيرك يا بيبى .
سالم ...يوه استنى يا بت .
الكلام اخد وعطا مش كده .
لولو .....الله إمطولك يا روح .
عايز ايه يا سالم .
سالم ...عايزك يا مهلبية بالقشطة.
لولو ..والفلوس ؟
سالم ....معايا خمسمياية ، ايه رئيك ؟
حلو زى الفل ، صح ؟
لولو ...حلو ايه !
زفت طبعا .
سالم ...عشان خاطرى يا لولو .
لولو بنفور ...يوه ماشى بس اخرك معايا ساعتين .
سالم ...ساعتين ، ده انا كان نفسى تباتى معايا الليلادى يا قطة .
هدى ...على قد فلوسك يا حبيبى .
( وقد نهانا الرسول صلى الله عليه على أن تأكل المرأة بثدييها ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ..أن الزنا من الكبائر ويسبب الفقر لاهل البيت .
سالم ...امرى لله ساعتين ساعتين احسن من بلاش .
أمرى لله ، فى انتظارك يا قمر اربعتاشر .
ثم اغلق معها الخط ، وحدث نفسه ، لما اقوم بقه اتروق كده واخد دش وافطر واملى التنك عشان اكون مستعد للحب .
ثم خرج من غرفته ، فوجد أن هدى قد أحضرت له طعام الإفطار .
فابتسم قائلا ...والله فيها الخير هدى ، بس اعمل ايه ؟
امرأة واحدة لا تكفى .
ثم وجد الورقة التى كتبت فيها ( هتوحشنى ) .
فقرئها غير مباليا.
ثم قطعها إلى أجزاء ، وقام بحدفها فى سلة المهملات .
ودخل المرحاض ليستحم ، وخرج ليرتدى افضل ما لديه من ملابس البيت .
ووضع عطره المفضل ، وانتظر بفارغ الصبر تلك الساقطة .
............
انتهت رحلة ادهم وسارة ليعودوا سالمين إلى أرض الوطن.
لينتظرهم فى المطار مجدى وكرمة ووالدى سارة .
الذين استقبالهم بترحاب شديد .
سارة وهى تحتضن والداها ...وحشتنى اوى يا بابا .
والد سارة ...وانتى كمان يا قلب بابا .
طمنينى عليكى .
سارة ....الحمد لله ، انا بخير طول ما انا مع ادهم .
والدة سارة ....يا سلام على الحب .
اما مجدى فبعد الترحاب والسلام الحار ، أخذه ليحدثه عن سهام وهى أقرباء الحاج ناجى ، جاءت لطلب العمل لدى ادهم.
فاندهش ادهم قائلا ...بس المصنع يعنى مش متحمل، وحدة جديدة ، عشان عيون الشباب اللى فى المصنع يا مجدى .
فضحك مجدى قائلا ...والله عندك حق ، بس هى جت قالت إنها من طرف الحاج ناجى الله يرحمه .
وأنها كانت زى بنته ، وقلها لو احتجتى حاجة تعالى .
فجت وقالت إن ظروفها صعبة بعد ما طلقها جوزها ورماها فى الشارع ،واخدت شقة مش عارفة تدفع تمن ايجارها .
فجت المصنع عشان تشتغل ، وهى معاها كلية تجارة انجلش وبتعرف لغتين .
وصراحة انا لما اتكلمت معاها لقيت دماغها شغالة اوى ماشاءالله وتنفعنا فى شغلنا .
وقولت كمان عشان فضل الحاج علينا .
فمردتش اكسر بخاطرها .
وقولت ماشى .
وقولت انت كمان يعنى مش هتمانع .
ادهم ....من طرف الحاج ناجى ، لا خلاص ، فعلا برافو عليك انك قبلت .
بس يعنى ايمن يعرفها على كده ؟
مجدى ...ايمن قال إنه شافها قبل كده ، بس مش متذكرها .
عشان هى قريبة الحاج بس من بعيد ، ولما شافها كان زمان وهى طفلة ، فميعرفش عنها حاجة .
ادهم ...تمام .
بس اهم حاجة يعنى تكون محترمة وبتلبس كويس .
عشان عيون الشباب فى المصنع .
فضحك مجدى قائلا ...انت هتقولى ، فعلا الشباب مش راضية تشيل عينيها من عليها .
عشان لبسها يعنى لا مؤاخذة صعب اوى وعلى الموضة .
ومهما اتكلم معاها ، واقولها كده غلط.
وممكن يعنى حد يضايقك ، تقولى لا انا بمية راجل واقدر احط صباعى فى عين اكبر تخين فيهم .
فسبتها صراحة ، هلقيها منها ولا من كرمة يا سيدى .
فضحك ادهم ....وملها كرمة هى كمان ؟
مجدى ...انت عارف هرومانات الحمل ، بكرة تجرب وتشد فى شعرك ،زى ما انا بشد فى شعرى دلوقتى .
ادهم ....ليه كده .؟
مجدى ...بتقولى ليه ؟
هقولك سيادتك ..
تكون قاعدين فى امان الله بنضحك ونهزر .
تقوم مرة واحدة تعيط .
اقولها يا ستى مالك بس ؟
تقولى انا شكلى هموت وانا بولد ، وانت هتجوز عليه .
اقولها ..بعد الشر عليكى يا حبيبتى ، متقوليش كده .
وانتى هتقومى بألف سلامة .
تقولى ...تلاقيك بتقول كده عشان تضحك عليا .
وانت ما هتصدق اموت عشان تجوز عليا .
اقولها وانا هستنى لما تموتى ، ما انا يمكن اعملها دلوقتى .
تقوم واقفة ولا كأنها فى المدبح يا ادهم يا خويا .
وتسن السكاكين ، وتقول لا ده انا اخلص عليك وعليها .
وانا قاعدة على قلبك ، وهجبلك بدل العيل عشرة .
عشان اربطك ومتقدرش تفلفص منى .
فأقول يا ستى حرام عليكى ، انتى مش كنتى هتموتى من اول عيل .
فالاقيها تعيط تانى وتقولى ...شوفت اديك هو نفسك اموت عشان تجوز عليا .
فضحك ادهم قائلا ...لا دى مش هرومانات ،دى لسعت خالص يا ابنى .
ربنا يكون فى عونك صراحة .
مجدى ...اه والله ، شوفت الهنا اللى انا فيه .
ربنا يصبرنى لغاية ما تولد .
ده انا كده اللى هلسع مش هى وربنا .
بس قولى اخبارك ايه مع سارة مبسوط .
ادهم ...انا حاسس زى ما يكون فى حلم ومش عايز اصحى منه .
سارة دى حاجة جميلة اوى ، فى كل حاجة .
بتخاف عليه وتحبنى كانى ابنها الصغير من جوزها .
مجدى ...ربنا يهنيكم يا حبيبى .
انت تستاهل كل خير .
قامت سارة بالنداء على ادهم ....ادهم ادهم .
انت كل ده سايبنى واقفة مع بابا وماما وكرمة
وانت بتكلم مع مجدى .
يلا بينا عشان نروح عشان تعبت .
ادهم ..اسف يا حبيبتى ، يلا نروح .
ثم قام ادهم بالسلام على ووالد سارة والدتها .
ثم استأذن هو للذهاب إلى البيت ، واوصله مجدى وزوجته إلى البيت .
........
وفى البيت
سارة ...اخيرا رجعنا ، انا هموت وعايزة انام .
بس جعانة جدا.
ادهم بضحك ....طيب ننام شوية ،وبعدين تقوم نشوف اى حاجة نكلها .
سارة ...مهو انا مش هيجيلى نوم غير لما اكل الاول .
ادهم ...طيب شوفى اى حاجة فى التلاجة يا روحى .
اعملى حتى اى حاجة بسيطة زى بسطرمة بالبيض كده .
ولا حاجة .
فافترشت سارة بنظرها الأرض خجلا مرددة ....ودى تتعمل ازاى دى يا ادهومى .
فضحك ادهم ...متعرفيش تعملى بسطرمة بالبيض ، امال لو قولتلك اعمليلى حلةمحشى ، هتعملى ايه ؟
فاتسعت عين سارة مرددة بخجل .....محشى يا ادهم .
لا انا مش بعرف اطبخ خالص .
فقال ادهم مداعبا لها ...ايه ؟
انا شكلى ادبست فى الجوازدة دى ولا ايه يا ناس ؟
ليتفاجىء ادهم بها تبكى وتدبدب بقدميها كالاطفال .
فأسرع إليها وضمها اليه بحب قائلا .....لا يا قلبى ، انا مش عايز اشوف دموعك الغالية دى ابدا .
صدقينى انا بهزر معاكى .
وعارف طبعا سارة هانم مش هتعرف تطبخ .
ثم امسك يدها قائلا ...تسمحلى اميرتى ، تدخل معايا المطبخ اديها اول درس فى طبيخ البسطرمة بالبيض .
عشان اكيد بعد كده هتكون من ايديكى احلى واحلى من العك بتاعى ده .
فضحكت سارة قائلة ...موافقة يلا بينا .
فطبع ادهم قبلة حانية على وجنتيها ثم ولجا معا الى المطبخ .
وبالفعل حضر ادهم طبقا شهيا من البسطرمة بالبيض .
وجلست سارة تلتهمه سريعا ،وهو ينظر إليها .
فخجلت سارة من نظراتها تلك فقالت ...ايه مش بتاكل ليه !
دى لذيذة جدا وانا بحبها خالص .
وما أظنش هعرف اعملها حلوة كده زيك .
ادهم بحب ....انا كفاية عليا ابصلك وانتى مبسوطة كده يا سارة .
سارة ...قد كده بتحبنى ، يا ادهم .
ادهم ...لا كلمة الحب دى كلمة قليلة اوى على اللى حاسس بيه ناحيتك .
انتى العشق كله يا سارة .
ثم ضحك قائلا ..وهتكونى احلى واحلى لما تعمليلى بايدك الحلوة دى اى اكل .
سارة ...بس كده عيونى يا ادهم .
اوعدك اتعلم واعملك اكل ولا الشيف شربيني.
فضحك ادهم ....ربنا يسترها .
فضحكا سارة ، ثم فوجئت به يحملها .
قائلا ...خلص الاكل وجه وقت التحلية .
ليقضوا ليلة احلام جميلة أخرى ، سيثمر عنها نبتة طيبة .
مستقبلا .
..................
وفى صباح اليوم التالى ، استعد ادهم للذهاب إلى المصنع .
سارة ...مش كنت ريحت يومين كمان يا ادهم .
وكنا نزلنا نتفسح شوية انا وانت هنا .
وخصوصا انى نفسى رايحة لاول مكان رحناه انا وانت .
فاكره .
فضحك ادهم قائلا ...اه طبعا فاكره ،ودى حاجة تتنسىى.
البسى يلا بسرعة ،نفطر سوا فيه .
وبعدين ارجعك البيت ، وارجع انا لشغلى .
عشان اكون مع مجدى فى كل خطوة ، احنا اتعودنا ديما نكون مع بعض .
سارة ...تصور انى بقيت اغير من مجدى .
حاسه أنه فى قلبك حاجة تانية خالص .
فابتسم ادهم قائلا ....ادهم ده اخويا وصاحبى وفعلا غالى عليه جدا.
ثم غمزها مرددا ...بس انتى يا سارة ، حب تانى خالص .
ملهوش زى ولا حد يقدر يكون فى مكانك .
فابتسمت ساره وتعلقت بعنقه كالاطفال .
ادهم ...وبعدين كده ،مش هقدر اروح الشغل .
سارة ....لولا انى جعانة ،كنت قولتلك ماشى خليك .
فضحك ادهم مرددا ...يعنى همك على بطنك .
طيب يلا يا ست هانم ، روحى البسى يلا .
.فأسرعت سارة لاستبدال ملابسها .
وخرجت هى ادهم نحو مطعم يقدم ساندوتشات الفول والفلافل الشهية .
وتبادلوا الكلمات المعسولة والضحكات .
حتى ما انتهوا ، اوصلها مرة أخرى إلى البيت .
ثم عاد هو الى المصنع ليقابل السكرتيرة الجديدة .
سهام ....؟
..........
فماذا يا ترى سيكون الحال !
وما سيحدث ولسالم وهدى ؟
...........
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة.
فكونوا بالقرب .
نختم بدعاء جميل ❤️
" رب لا تجعل حاجتي ولا سعادتي بيد مخلوق ولا تجعل انكساري وضعفي إلا لك ❤️ "
......
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الحلقة الرابعة والعشرون
ليست خطيئتى
...........................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
مثل الذي خان زوجته ووطنه، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.
.........
فقد استعد سالم لذلك اللقاء الشيطانى بينه وبين تلك الساقطة لولو .
وظل ينتظرها بفارغ الصبر ، حتى أتت إليه .
ففتح باب الشقة ، لتهوى هى عليه تقبله قائلة بصوت عالى ....والله وحشتنى يا مضروب .
فوضع يده على فمها قائلا بخوف .....هش الحيطان ليها ودان ، الكلام ده لما تدخلى جوه .
ولكن شاء القدر أن تراه من العين السحرية ، الجارة التى فى مقابلتهم .
عندما صوت أنوثى عالى وظنت أنها ليلى جارتها ، وعندما أرادت أن تتأكد من العين السحرية أنها هى .
ولكن تفاجئت بسيدة أخرى ، ترتدى ملابس فاضحة ، وتفعل اشياء محرمة مع زوج جارتها ليلى .
فشهقت قائلة ...لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
استغفر الله العظيم يارب .
ايه ده ؟ فى عز الضهر كده ،من غير كسوف ولا خشا ولا خوف من ربنا .
حسبنا الله ونعم الوكيل فيك وفيها وفى امثالكم .
شوف الراجل الشايب العايب ، بيعمل ايه من ورا مراته .
وهى نايمة فى العسل على ودنها ولا حاسه بحاجة .
وقال بتشكر فيه قال .
وتقول مفيش زى سالم جوزى فى أدبه واحترامه وحبه ليها .
تيجى تشوف الوكسة السودة بعينيها .
يا عينى عليكى يا ليلى .
لما الحق اتصل بيها ، تيجى تقفشهم مع بعض ، ويتفضحوا وسط الخلق ، عشان يكون عبرة لمن لا يعتبر .
وبالفعل اتصلت تلك الجارة عبير بـ ليلى .
ليلى ....عبير. حبيبتى ، عاملة ايه ؟
عبير......عاملة زعلانة عليكى يا حبيبتى .
هو انتى فين بالصلاة على النبى .
وسايبة جوزك بيلعب بديله من وراكى .
فوضعت ليلى يدها على قلبها مرددة....بتقولى ايه يا عبير !
هو فيه ايه ؟
ماله سالم ؟
عبير.....جوزك يا حبيبتى ، جايب واحدة استغفر الله العظيم يارب ، معاه فى الشقة دلوقتى .
وصوتهم واصل للجيران .
فانفعلت ليلى بقولها ....لا مصدقش ، انتى اكيد بتكدبى .
سالم جوزى ميعملش كده ابدا .
انا عرفاه كويس اوى .
فضحكت عبير بسخرية ...مهو واضح يا حبيبتى .
على العموم لو مش مصدقانى ، تعالى شوفى بنفسك .
بس بسرعة قبل ما تمشى اللى ما تسمى .
ليلى بذعر ...انا جاية حالا .
لترتدى ملابسها سريعا وتترك ابنها عند والداتها.
والدة ليلى ...حصل ايه يا بنتى ؟
ليلى ...تصورى عبير جارتى ، بتقول أن سالم جايب واحدة فى الشقة .
بس انا مش مصدقاها ، وهنزل بس عشان اثبت كذبها .
دى اكيد بتغير منى عشان سالم بيحبنى ومهنينى .
فحركت والدتها شفتيها يمينا ويسارا قائلة بسخرية.....صح مراية الحب عامية يا بنتى.
وانا مكنتش برضى اكلم عشان مخربش عليكى .
وانتى كمان مجتيش سئلتىى انا بعمله وحش كده ليه ؟
مهو من عائله السودة وانتى نايمة فى العسل أو عشان بتحبيه مش مصدقة .
ليلى بحزن ....انتى بتقولى ايه يا ماما حتى انتى بتقولى عليه كده .
انا كنت فاكرة بس انك مش بتحبيه .
والدة ليلى ...لا يا بنتى ،انا عرفاه سو من يومه .
وكل شوية حد يجى يقولى ، شوفت جوز بنتك قاعد مع وحدة شكلها مش ولابد
فى احسن اماكن .
تقدرى تقوليلى بيجيب الفلوس دى كلها منين ؟
وهو منشف ريقك ، وكل ما تطلبى حاجة يقولك مفيش .
والمرتب مش بيكفى .
وعلى طول رايحة جاية بالطقمين اللى حيلتك.
حتى ابنك بتلبسيه قديم من هدوم عيال اخواتك .
وكل ده وبتقولى مش مصدقة ،وانه بيحبك .
لتنهار ليلى ...بس بس خلاص يا ماما كفاية ، ارجوكى .
وانتى جاية تقولى دلوقتى .
مقولتيش من زمان ليه ؟
ومش هو ده اللى غصبتى عليا اجوزه زمان .
وقولتى انى كبرت وخلاص وعنست
واضطريت انى اوافق ،وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم .
ثم تذكرت ادهم وقالت ...يا ترى هو عامل ايه دلوقتى ؟
.........................
اوصل ادهم سارة بعد أن فطروا معا فى المطعم ، ليتذكروا اول لقاء لهم معا .
ثم عاد هو الى المصنع .
فاستقبله العمال بترحيب حار.
مهنئين له على الزواج مع الدعوات أن يرزقه الله الذرية الصالحة .
سمعت سهام صوت عالى فى المصنع ، فخرجت من غرفة مكتبها لتشاهد ما الأمر .
فرأت العمال متجمعين حول شاب .
فاندهشت وقامت بالنداء على أحد العاملات التى مرت بجانبها متسائلة ....هو مين ده اللى العمال عاملين عليه هيصة وسايبين شغلهم ؟
العاملة ...دى ادهم بيه ، اخيرا رجع من السفر هو وعروسته .
والناس فرحانة بيه ، اصلوا صراحة يستاهل ياست سهام .
ده راجل مفيش زيه فى أدبه وأخلاقه وحنيته ، والله يا بختها الست مراته بيه .
ربنا يهنيهم ويسعدهم .
ثم تركتها وغادرت ، لتحدث سهام نفسها .
معقول كل الصفات الحلوة دى فى راجل واحد .
امال حظ ايه النحس اللى انا وقعت فى راجل خايب ، قليل النخوة ،طلقنى ورمانى فى الشارع .
بعد ما زهق منى ، وكنت تسلية بس كام شهر ، وبعدين يشوف غيرى .
الهى يحرقه بجاز .
ثم ولجت سريعا سهام إلى مكتبها ، فأخرجت حقيبتها سريعا وواخرجت مرآتها .
وأخذت تمشط شعرها سريعا ، ثم وضعت مزيدا من أحمر الشفاه .
لتحدث نفسها ....قمر يا بت يا سوسو .
بس للاسف الحظ مايل ،ونفسى يتعدل بقا .
ثم سمعت صوت خطوات تقترب من مكتبها ، فارتجفت قائلة ...ومالى مهزوزة كده ليه ؟
انا اثبت وأبين أن مفيش حاجة تهمنى .
ثم وقفت لتجد مجدى مصطحبا ادهم قائلا ...واحب اعرفك على سكرتيرة ومحاسبة كمان فى نفس الوقت ماشاءالله .
مدام ...سهام .
ليتعلق نظر سهام به ، وتحدق فى عينيه طويلا ، حتى أن ادهم نفسه شعر بالحرج من نظراتها إليه ، فغض بصره سريعا قائلا ...اهلا بيكى يا مدام سهام .
نورتى المصنع .
واهلا بأى حد من ريحة الحاج ناجى الله يرحمه .
ثم وجه حديثه إلى مجدى ....تمام يا مجدى يا بينا مكتبنا نتابع الشغل .
وتقولى ايه اخر الاخبار .
مجدى ..تمام يا صاحبى ، يلا بينا .
ليغادروا ويتركوا سهام شاردة محدثة نفسها ....لا مكنتش متخيلاه ، حلو اوى كده وصغير كمان .
كنت بحسبه اكبر عشان سمعته ومكانته فى السوق .
لا كده أن قلبى رفرف بجد من اولها .
بس يا بت يا سهام ، ده لسه عريس .
وزى ما سمعتى كان بيحب مراته اوى قبل الجواز .
ولكنها أجابت نفسها ...وماله الراجل المصرى معروف بجبروته .
وقلبه بيشيل من الحبايب الف ، مش هيشلنى انا كمان ولا ايه ؟
وانا راضية زى بعضه اكون زوجة تانية ، ومش هقوله طلقها عشان حرام .
ما انا عارفة مفيش فى طيبة قلبى .
ثم تابعت بقولها ...بس دلوقتى ايه العمل عشان ادخل قلبه سيادة ادهم بيه ؟
على العموم مش هغلب وهعرف ....نبتديها بالحنية.
لما اروح اعمله بإيدى فنجان قهوة ، مينسهوش ويطلبه على طول من ايديا .
وبالفعل ذهبت لأحضارها ، ثم ولجت إليه تتغنج بجسدها أمامه ثم انحنت بجذعها لتضع أمامه فنجان القهوة.
سهام بدلال ...انا قولت اكيد حضرتك ، هتحتاج فنجان قهوة ، عشان تبدء شغل على رواقة .
تعرق ادهم وشعر بالحرج الشديد لقربها منه على هذا النحو .
ولكنه لم يصمت واراد أن يلقنها درسا لا تنساه حتى لا تكررها مرة أخرى .
فنظر لها بإحتقار شديد قائلا ....اولا انا ما طلبتش قهوة .
ثانيا انا لما بحب اشرب قهوة بطلبه من عم عبده .
فياريت حضرتك تلتزمى بشغلك المأمورة بيه هنا وبس .
مش عايزين من حضرتك اكتر من كده .
وياريت تتفضلى تانى على مكتبك يا مدام .
متجيش الا لما استدعيكى .
فشعرت سهام بالحرج الشديد واحمر وجهها غيظا وتمتمت بغيظ فى نفسها ....بقا كده يا باشا .
ماشى هعدهالك النهاردة ، بس ودينى مش هنسهالك .
وهتشوف منى شغل على أصوله .
يأما مبقاش انا سهام .
ثم أسرعت مغادرة المكان ، وجهها يعلن الحرب .
حتى أنها اصطدمت بـ مجدى على الباب ، ولكنها لم تنتبه له .
فعبس مجدى بوجهه ، ثم ولج الى ادهم قائلا بأستغراب ...هو فيه ايه ؟
ملها طالعة متزربنة كده ، بتكلم نفسها ؟
ومش واخدة بالها منى حتة .
ادهم بلامبالاة ....سيبك منها يا مجدى ، استغفر الله العظيم يارب .
لولا أنها من طرف الحاج ناجى كان ليا تصرف تانى معاها .
مجدى بضحك ...هى طلعت شوق تانى ولا ايه ؟
فتذكر ادهم شوق قائلا بحزن .....ربنا يرحمها يا مجدى .
مجدى بإندهاش ....انت بتقول ايه يا ادهم !
قصدك ربنا يجحمها فى جهنم ، ست خاينة .
هى وأمثالها كانت السبب فى اللى احنا فيه ، وإهانة الناس لينا طول عمرنا .
ولولا شوية الفلوس اللى عملت لينا قيمة بين الناس .
كان زمانهم داسوا علينا برجليهم يا ادهم .
ولا انت نسيت خلاص اللى حصلنا من ساعة ما كنا فى دار الايتام ، لغاية ما اترميت فى الشارع .
ورفض ابو سارة ليك فى الاول .
فأغرقت عين ادهم بالدموع قائلا ...بس ارجوك .
بس لازم تعرف أن ربنا سبحانه وتعالى هو بس اللى بيحكم على الناس مش احنا .
وانا يمكن ساعتها كنت قاسى فعلا مع شوق .
فنظر له مجدى بريبة قائلا ....انت بتقول ايه ؟
انت شكلك مش فى وعيك النهاردة .
ادهم ....متستغربش يا مجدى .
بس أنا معرفتش كده غير لما حبيت سارة ، وعرفت يعنى ايه معنى الحب .
وان احساسك انك ممكن تفقد الإنسان اللى بتحبه ده .
قد ايه بشع وصعب .
وتخيلت كمان لو سارة مكنتش بتحبنى ,والحب ده من طرف واحد بس .
كان زمان كان إحساسى ايه ؟
اكيد كنت هتعذب ، زى ما شوق اتعذبت .
والظروف رمتها فى طريق الريس متولى عشان يتيمة ، ومدهاش حقها من الحب والاهتمام .
وانا طبعا مش بررر الخيانة هى شىء صعب .
بس برده زى ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .
لا تعينوا الشيطان على صاحبكم .
ويمكن هى اخدت جزائها فى الدنيا وربنا يرحمها فى الآخرة .
مجدى ....الله اعلم .
ادهم ....كمان مش الفلوس اللى عملت لينا قيمة يا مجدى .
ما انا روحت لوالد سارة ،وانا ادهم بيه ،وعندى كل حاجة .
وبرده رفضنى .
ووافق امتى ؟
لما اتأكد انى انسان كويس فعلا وجدير ببنته .
فالفاصل أن الإنسان بأخلاقه وتصرفاته فعلا يا مجدى .
ومنكرش أهمية الفلوس طبعا ، بس مش هى المحور الأساسى فى حياة الإنسان .
وطبعا منستش اللى حصلنا وعمرى ما هنساه .
بس الاهم من كده ، أننا نفتكر النعمة اللى احنا فيه دلوقتى .
ومحمد ربنا عليها عشان يدومها.
أما سهام فأكيد لما مش هتلاقى منى وش ، هتبطل حركاتها دى .
ويمكن وحدة وحدة ربنا يهديها وتلتزم بالحجاب .
مجدى ...ايوه يا حنين عرفك يا صاحبى .
ادهم بضحك ...اه طول عمرى طبعا يا خفيف .
ثم سئله ....وايه اخبار كرمة فى. الحمل ؟
ايه عريس ولا عروسة ولا لسه معرفتوش ؟
مجدى ....الحمد لله طلعت بنوتة ،ومن ساعتها قالبة وش خشب انما ايه فل ؟
فضحك ادهم قائلا ...ليه كده ؟
اول مرة اشوف وحدة زعلانة أن ربنا هيرزقها بنت .
ده مفروض الراجل وغلط اصلا هو كمان يعمل كده .
كله رزق من عند ربنا ،محدش ليه فيه حاجة .
مجدى ...مهو عشان ،طلعت برده هرمونات الحمل
وقالت انى انا زعلان بس مش مبين .
وان انا عايز ولد بس ساكت ، ولو طلعت خلفتها كلها بنات منها ، هجوز عليها .
فضحك ادهم ...ايه حكايتها أن كل شوية هتجوز عليها دى ؟.
مجدى ...مش عارف والله يا ادهم .
انا اتجوزت عشان استقر واهدى ،وهى كل شوية تقلب عليا المواجع بنكدها ده .
ربنا ادهم على كتفه بحنو قائلا ...معلش يا مجدى .
كرمة اتربت زينا فى دار ايتام ، وحيدة .
وانت بقيت فى لحظة كل حياتها ودنيتها .
واكيد خايفة يحصل حاجة تسبها وحيدة تانى فى الدنيا .
واظن ده بيطلع فى صورة نكد اللى انت بتشوفها دى .
مجدى ....معقول دماغها وصلت لكده ؟
طيب ايه الحل ؟
ادهم ...الحل انك تحاول تتطمنها بكلامك ، تديها الامان اللى هى. مفتقداه .
ولو اطمنت انك يستحيل تسبها أو تشوف حد غيرها عليها .
اكيد هتبطل تنكد عليك .
فضحك مجدى قائلا .....لما اشوف بنت النكدية ايه اخرتها ايه معاها .
ثم تابع قائلا ...
وانت اظن لسه عريس يا عمنا فمتأخرش كتير فى الشغل .
عشان ترجع لعروستك .
فابتسم ادهم قائلا ...ايون .
انت عارف كام مرة رنت عليا من ساعة ما سبتها للان ؟
مجدى ضاحكا ....كام .
ادهم ...عشرين مرة فى نص ساعة ،ومش عارف لو كملت لباقى اليوم هيحصل ايه ؟
مش بعيد الاقيها قدامى هنا بتعيط .
مجدى ...لا ده انت حالتك صعبة يا ابنى
وانا اللى كنت فاهم انى كرمة بس .
ده شكلوا كلهم دماغهم على قدهم .
ربنا يصبرنى عليهم .
ادهم ....دول احلى حاجة فى الدنيا .
بس عايزين معاملة بالمعروف والصبر طبعا ، هتاخد عقلهم كله .
مجدى ضاحكا ....اه يا حكيم زمانك انت .
طيب خلص ،وارجع للطفلة اللى اتجوزتها .
أنا مش ناقص زن كفاية كرمة عليا .
فضحك ادهم .
ثم غادره مجدى ليتابع عمله .
.....................................
وللحكاية بقية ؟
يا ترى ما ستفعل سهام مع ادهم ؟
وكيف سيكون تأثير هذا على حياتهم الزوجية ؟
ومازال سالم فى طغيانه ؟
فما ستفعل زوجته ليلى عندما تكتشف خيانته لها ؟
.......
تابعونى احبابى
نختم بدعاء جميل
اللهم اجعل لنا في هذا اليوم نصيباً من كل خير تقسمه، وفي كل رزق تبسطه، وفي كل ضر تكشفه، وفي كل بلاء ترفعه 🤲
ام فاطمة ❤️ روايات شيماء سعيد
٢٥&٢٦
الحلقة الخامسة والعشرون
ليست خطيئتى
..................................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
احيانا غلطة واحدة تكلف الإنسان عمرا بكامله نادما على تلك الغلطة .
واحيانا يظن الإنسان أنه يستطيع بمفره أن يصل إلى ما يريد ، ولكن فى الحقيقة أنه كله مقدر ومكتوب عند الله .
كما ذكر فى الحديث الشريف ...ما اخطئك لم يكن يصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك .
...............
عتابت ليلى والدتها عندما ذكرت أمامها هفوات سالم زوجها مع النساء ، وأنها تعلم ذلك منذ فترة كبيرة ، لذا لا تطيقه وتسىء معاملته .
فعاتبتها بقولها ...مش هو ده اللى غصبتى عليا اجوزه زمان .
وقولتى انى كبرت وخلاص وعنست ، ولازم ألحق نفسى واتجوز قبل ما القطر يفوتنى .
واضطريت انى اوافق ،وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم .
ثم تذكرت ادهم وقالت ...يا ترى هو عامل ايه دلوقتى؟
ولو فعلا سالم طلع بالقذارة دى ، وبيصرف الفلوس دى كلها على الستات وهو مرتبه على قده .
بيبقى بيجيب الفلوس دى منين ؟
ثم ربطت الأحداث ببعضها البعض ، لتضرب رأسها بيديها.
مرددة ...معقول يكون اكل مال اليتيم ، وخان الأمانة اللى امنتهاله .
....اه مش معقول ايه ؟ مهو خان عهده مع ربه اول حاجة. مش هيخون الامانة ويخونى انا كمان .
والدة ليلى بحزن ...معلش النصيب يا بنتى ، واديكى برده طلعتى بحتة عيل من الدنيا ، الحمد لله.
وبرده الراجل مهما بص برا ، المهم فى الاخر يرجع لبيته ومراته فعدى يا بنتى واصبرى ، عشان بيتك ميتخربش .
ليلى بإنفعال ....يعنى ايه ؟
عادى اعيش مع واحد خاين كل يوم مع وحدة ، ازاى ده ؟
هو انا معنديش دم للدرجاتى .
وليه ديما الست هى اللى مفروض تستحمل كل حاجة .
وكأن هى مش إنسانة زيه من لحم ودم ،عشان بس كلمة البيت ميتخربش .
مهو ازاى هيعمر هو خربان من جوه كده .
ثم أمسكت بحقيبتها وقالت والحزن يملىء قلبها بإنكسار ....انا رايحة اشوف قدرى يا ماما.
شوفى خلى بالك من الولد .
ثم توجهت مسرعة نحو شقتها وفى الطريق أرادت أن تتأكد الاول من حقيقة أموال ادهم .
هل كانت تصل إليه حتى لا تظلمه .
أو اكلها بالباطل .
لذا اتصلت على مديرة الدار .
ليلى ...السلام عليكم ازيك يا ماما .
انتى مش فاكر انى اكيد .
مديرة الدار ....لا يا بنتى ، انا عرفتك من صوتك .
انتى ليلى صح !
ليلى ...فعلا انا ليلى .
ازى حضرتك ، وحشانى كتير .
مديرة الدار ...وانتى كمان يا بنتى وفينك من زمان ؟
محدش سمعلك حس واختفيتى فجأة .
هو الجواز بيخلى الناس ينسوا أحبابه كده .
فتنهدت ليلى وحدثت نفسها ....يارتنى ما كنت اتجوزت ولا هببت.
ثم قالت ...الظروف معلش .
وايه اخبار ادهم ، اكيد دلوقتى اتخرج ومن الكلية اللى نفسه كان فيها .
مديرة الدار ...كليه ايه يا بنتى .
مهو للأسف انتى اختفيتى بفلوسه ، ومكناش نعرف ليكى طريق .
ومكنش ينفع يدخل ثانوى عام عشان مكلف للدار جدا .
فاضطر يدخل تعليم متوسط ولما خلص طلع واشتغل .
ودلوقتى بسم الله ماشاءالله بقا حاجة تانية خالص .
بقا ادهم بيه .
بس بعد ما مر بظروف صعبة اوى ، بس ربنا كرمه فى الاخر وبقا رجل أعمال واتجوز وحدة بنت حلال وبنت ناس كمان .
ليلى بأنكسار ... ماشاء الله ، هو كان طيب ويستاهل كل خير.
مديرة الدار ...بس هو زعل منك يا بنتى ومن حقه وانا كمان .
لأن الفلوس اللى كان شيلها الحاج حسن الله يرحمه كانت أمانة فى ايدك .
وهتتحاسبى عليها ليوم الدين .
فليه يا بنتى كده ؟
ده انا معرفش عنك غير كل خير .
ليه تاخدى حقك مش من حقك وضيعتى مستقبل الولد ساعتها .
وهنا بكت ليلى وشعرت بالذنب تجاه ادهم ورددت ....مش بايدى والله .
وحضرتك لسه قايلة اهو تعرفى عنى كل خير .
انا اتجوزت لإنسان انانى ، ميعرفش الا نفسه وبس .
وللاسف ضحك عليا وكان بيوهمنى انا بيروح بيشوفه وبيديله حقوقه ، بعد ما عملت له توكيل .
واتاريه لا بيروح ولاوبيجى .
وكان بيصرفها على الستات فى الحرام .
مديرة الدار ....استغفر الله العظيم يارب .
طيب يا بنتى ،كنت حتى تابعتى الدار .
ووزرتى ادهم واتأكدتى أن الأمانة بتوصله .
عشان تتطمنى .
ليلى بحزن .....عندك حق ، بس هو ضحك عليا .
وقال بغير عليكى منه عشان كبر ،وانتى خلاص بقيتى زوجة وفيه طفل جى فى السكة .
وانا صدقته واتلهيت فى الدنيا للأسف .
وفوقت النهاردة بس على الصدمة .
مديرة الدار ....لا حول ولا قوة الا بالله .
ربنا يكون فى عونك يا بنتى .
ويهدهولك .
وهو على العموم ادهم دلوقتى مبقاش محتاج لحاجة .
بس على الاقل خلصى ضميرك من ربنا وروحيله .
عشان يسامحك .
ليلى ...اه اكيد ويارب يصدقنى ويسامحنى .
بس قوليله عنوانه .
مديرة الدار ، انا معرفش شقته بس انتى روحيله المصنع وواكيد هتلاقيه موجود .
ثم وصفت لها مكان المصنع .
لتشكرها ليلى ثم إذ بها تصل إلى مكان شقتها .
، وكانت تنظرها جارتها عبير .
التى أخبرت بدورها عدد من السكان بما حدث ، والكل كان فى انتظار ليلى لتشاهد بنفسها الواقعة .
كى تصدق خيانة زوجها لها .
أما سالم فكان يعيش الحب ولا يدرى ما فى انتظاره .
فربما لحظة ندم أورثت ذلا طويلا .
وبينما هو كذلك ، إذ برنين الباب فى رنات متتالية وراء بعضها البعض ، مع دق على الباب افزعه .
فانتفض وقام من الفراش مفزوعا مرددا ..ايه ده كله ؟
لتضحك لولو قائلة بلا مبالاة ...ما تشوف يا راجل ، يمكن بتاع المكوة .
سالم ..مكوة ايه بس ، انا مبعتش حاجة !
لولو ...طيب روح شوف يمكن حد غلطان فى الشقة .
روح خلينا نخلص ، عشان وقتك قرب يخلص معايا .
سالم ...هو انا لحقت يا لولو .
لولو بسخرية ...على قد فلوسك يا سالم .
روح بس شوف مين وبلاش ازعاج .
فارتدى سالم ما يستر به نفسه ، ثم ذهب مسرعا ليفتح ، ليتفاجىء بـ ليلى والجيران من ورائها .
سالم بإرتجاف ....ليلى ، ثم نظر لمن ورائها بخوف قائلا ...اهلا فيه حاجة يا جماعة .
لتنطق عبير بسخرية ...فيه أن فضحتك هتكون بجلاجل يا محترم ..نظرت له ليلى بإنكسار ، قائلة هى فين يا سالم !
سالم بنفى ...هى مين دى ؟
ثم اراد ان يغلق الباب تجنبا للفضائح ولكنه لم يستطع حيث هاجموا الشقة .
وولجت ليلى اولا لغرفة النوم ، لتجد لولو على فراشها بملابس فاضحة .
ليلى والغضب قد امتلكها ...انتى مين يا قذرة ؟
وازاى تعملى كده ، مع راجل مجوز !.
فضحكت لولو بسخرية قائلة ...مهو هو لو كان مجوز من ست صح ،مكنش عمل كده يا دلعدى .
روحى بصى لنفسك فى المراية الاول وبعدين اكلمى.
تأثرت هدى بما قالته تلك البغية ، فهى نعم لم تحظى بقدر من الجمال ولكن الجمال ليس كل شىء ، فيكفى حيائها وجمال روحها وطيبة قلبها .
وهمت أن تبطش بـ لولو وتضربها ، ولكن الأخيرة أمسكت بحجابها وكادت أن تنخنقها فاستغاثت ليلى .
فتجمع الجيران حول لولو ، واوسعوها ضربا حتى سالت الدماء من جميع جسدها .
ثم توجهت ليلى إلى سالم صارخة فى وجهه بإنكسار ...ليه تعمل فيا كده يا سالم ؟
انا قصرت معاك فى ايه ؟
ليه تجيبها هنا وعلى سريرى كمان .
مكفكش تقابلهم برا ، كمان بتجبهم هنا .
انت فاجر للدرجاتى يا اخى .
وبتوزع حبك برا وفلوسك للحرام.
وانا مراتك حلالك أحق وحدة بيك ، كانت بتبخل عليا حتى بمشاعرك .
وطول عمرى بقول يا بت استحملى وعيشى عشان ابنك .
ويمكن غصبا عنه عشان على باب الله .
لكن تطلع كمان خاين .
وتقدر تقولى كنت بتجيب الفلوس دى كلها منين ؟
وانا كنت كل ما اسئلك على فلوس ، تقولى مفيش ، اجبلك منين ؟
سالم بإنكسار وذل ...بس كفاية فضايح يا ليلى .
وارجوكى مشى الناس دى .
وخلينا نتفاهم مع بعض .
ثم لمس وجهها فى محاولة منه لإرضائها .
ولكنها نزعت يدع بقوة قائلة ...اوعى ايدك عنى ،واياك تلمسنى تانى ، انت فاهم .
وخلاص كده خلصنا ، وكل واحد يروح لحاله .
بس الاول .
تعملى كشف حساب ، عن اللى صرفته من فلوس ادهم فاكره ولا نسيته يا سالم .
سالم بحرج ...لا ده كده خلاص خلص فلوسه اوى .
ليلى ...والله !
يا كداب يا حرامى .
انت مصرفتش عليه مليم ، وصرفت كله على نفسك وعلى الاشكال القذرة اللى تعرفها .
سالم ....؟؟
فماذا يا ترى سيتصرف سالم فى تلك الفضيحة وهذا الاتهام .؟؟
.....................
عاد ادهم إلى منزله ، ليجد سارة تفترش الأريكة والدموع فى عينيها .
ولكنها سرعان ما رأته ، أسرعت إليه .
وانهارت فى البكاء وضربته على صدره بكل قوتها ....كده يا ادهم ، تسبنى كل ده لوحدى .
ازاى هونت عليك كل ده ؟
ومبقتش كمان تهتم بيه ، ولا تكلمنى .
ويدوبك رديت عليا مرتين بس وباقى المرات تكنسل .
عليا .
هو ايه كده الحب بيروح بعد الجواز بعد ما بيقولوا .
فضحك ادهم حين تذكر حديث مجدى عن كرمة ،فوضع يده على رأسه وحدث نفسه ...اظاهر كلهم خامة واحدة .
ربنا يصبرنى .
المهم لازم اخدها على قد عقلها ، يأما مش ضامن تعمل ايه فيا تانى .
سارة بغيظ ...يعنى انا بقولك كل الكلام ده ، وبدل ما تقول حقك عليا ولا تقول ازاى طبعا لسه بحبك .
تقوم تضحك .
انا مش عارفة ازاى انت كده .
فأخرج ادهم من جيب بذلته الشيكولاتة المفضلة الى ساره ، ثم قال اتفضلى هدى دى الاول كليها عشان تهدى وبعدين تتفاهم .
فأخذتها سارة ، ولكنها انفعلت مرة أخرى قائلة ....حضرتك فكرنى عيلة صغيرة عشان تضحك عليا بشيكولاتة .
ثم نظرت إليها قائلة ...وكمان جيباهالى من غير مكسرات .
اتسعت عين ادهم قائلا ....اسف والله مخدتش بالى .
هاتيها أبدلها بسرعة.
ففتحتها سارة وقطمت منها قطعة قائلة ...لا انا هكلها وانزل هتلى غيرها .
فضحك ادهم وحملها فقالت غاضبة ...نزلنى لا انا مخصماك .
ادهم ...منا عارف وهصلحلك دلوقتى .
ثم نظر فى عينيها بشوق قائلا ...وحشتينى اوى .
سارة ...يا سلام ، لو وحشتك مكنتش اتأخرت كده .
وكنت رديت على تلفوناتى .
لكن انت طنشتنى .
ادهم ...معلش غصب عنى كان فيه شغل ومش عارف ارد عليكى .
مع انى لما رديت عليكى ، قولتلك معلش هى ساعة وجى.
مكنش لسه لزمة ترنى ٤٠مرة فيهم عشان تتأكدى انى جى .
سارة ...يعنى مطمنش عليك ، انا غلطانة يا سى ادهم .
ادهم ...لا انتى مش غلطانة ، انتى حبيبة قلبى.
سارة ...خلاص متسبنيش فى. البيت تانى ، انا هروح معاك الشغل .
ادهم ...تروحى المصنع والعمال ، لا ده لا يمكن أبدا.
أما لو مصممة تشتغلى ، يبقا فى مكتب بابا شريف .
سارة ...تؤتؤ ...انا عايزة اكون جنبك يا ادهم .
ومفرقكش ولو للحظة واحدة .
فابتسم ادهم قائلا ...قد كده بتحبينى يا سارة .
سارة بخجل ...اوى اوى يا ادهومتى .
ادهم ...طيب تعالى احكيلك جوا حكاية حلوة اوى .
هتعجبك .
فضحكت سارة وحملها إلى غرفة النوم ليقضوا ليلة سعيدة من ليالى الحب .
.............
أما مجدى ..فقد عاد هو الآخر إلى منزله فوجد كرمة تحدث منى عبر الهاتف .
قائلة ....متزعليش يا منى يا حبيبتى ، وهوديه معلش .
ولما يكون غضبان حولى تتجنبيه .
هو والله ايمن طيب بس عيبه أفوش شوية .
بس انتى قولتى بيطلع يطلع وينزل على مفيش .
وبيصلحك معلش يا حبيبتى.
عمليه زى العيل الصغير .
واضحكى عليه بكلمتين ، هما الرجالة كده عقلهم صغير ويضحك عليهم .
كل هذا الحديث ولم تدرى كرمة أن هناك من يقف من ورائها ويستمع لحديثها.
وكان مجدى بضحك على كل كلمة تتحدث بها كرمة .
ولكنه فى النهاية غضب عندما قالت ...الرجالة عقلهم صغير .
فوقفت أمامها ووجهه ينذر بالشر .
فصدمت كرمة وأنهت المكالمة مع منى قائلة....مع السلامة دلوقتى يا منى يا حبيبتى ، عشان شكلى هيتعمل منى سلطة .
ثم أغلقت الخط معها .
واسرعت إلى غرفتها .
ليضحك مجدى وقام بالنداء عليها ...استنى كرمة وبراحة ، البنت اللى فى بطنك ملهاش ذنب أن أمها على قد عقلها كده .
ثم تابع بقوله ..
وماشاء الله عليكى عاقلة وانتى بتنصحيها ...وقال ايه خديه بالهدواة يا منى .
امال منكدة عليا عشتى ليه يا ست كرمة ..ده انا نفسى اشوفك بتضحكى فى وشى يا شيخة .
فبكت كرمة مرددة...مهو انا كل يوم بخاف ، انك تسبنى ، وانا مليش حد فى الدنيا دى غيرك يا مجدى .
يمكن انا غلطانة عشان انت فعلا كويس معايا .
بس صدقنى الخوف مسيطر عليا ومش قادرة اتخلص منه .
ثم رددت ببكاء ...انت فعلا ممكن تسبنى يا مجدى .
ارجوك بلاش تعملها ، ده انا ممكن اموت فيها .
انا بحبك اوى يا مجدى .
وهنا تذكر مجدى حديث ادهم له .
وتأكد أنه كان صادقا فيما يقول .
وان ما تفعله كرمة جراء خوفها من أن يتركها .
وان يجب عليه فعلا أن يشعرها بالأمان حتى تتطمئن بوجوده ،وانه لن يتركها .
فأقترب منه وعلى وجهه الابتسامة ، فتراجعت للوراء ...فحزن مجدى من أجل ذلك ، أنها تخاف منه لهذه الدرجة وسئل نفسه ، هل حقا معاملته معها هى السبب فى ذلك .
مع أنه كان حريصا أن يتقى الله فيها بقدر المستطاع .
نعم إنه ليس كـ ادهم فى رومانسيته وكلامه المعسول.
ولكنه حقا احبها من قلبه ، وحاول بقدر الإمكان أن يسعدها .
فلما إذا تخشاه لهذه الدرجة.
عليه فعلا أن يشعرها بالأمان .
......
فما سيفعل مجدى معها ؟؟
وما تنوى سهام فعله مع ادهم ؟؟
وكيف سيكون مصير هدى وسالم .
.....
أرجوا أن تكون عجبتكم الحلقة يا قمرات
وللحكاية بقية .
اترككم فى امان الله.
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهمَّ بركة الوقت وبركة الجُهد، وخفّةً وتسخيرًا وتيسيرًا لكل شيء."!✨💛
........
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الحلقة السادسة والعشرين
ليست خطيئتى
......................
" العلاقات لا يُبقيها الحُب، ما يُبقيها هو الأمان وعدم الخوف من الغدر وتقلُّب الرأي والتهديد بالرحيل فحيثما كان الأمان وُجد الإستقرار والإطمئنان ❤️ "
- الحب مش سبب كافي لأي حاجة
- التفاهم اهم من الحب، الأمان اهم من الحب، الثقه اهم من الحب ..
هذه الكلمات تذكرها مجدى حينما نصحه ادهم ، فى معاملته تجاه كرمة ، بإن يعطيها الامان قبل الحب .
حتى تطمئن معه ، وتقلل من نوبات البكاء التى تعتريها من وقت لأخر .
تذكرها مجدى ، عندما وجد بالفعل علامات الخوف على وجه كرمة منه ، لدرجة أنها أسرعت هاربة من أمامه خوفا من بطشه .
فجزع وتسائل ...للدرجاتى هى خايفة منى ، ليه ؟
وانا مقصرتش فى معاملتها ابدا .
ولكنه فقط فعلا يحتاج أن يشعرها بالأمان .
لذا ابتسم لها قائلا ...استنى حبيبة قلبى ، انا محتاج اكلم معاكى شوية ممكن .
اتسعت عين كرمة بعدم تصديق لأنه ابتسم ويريد التحدث معها ولن يعاقبها لأنها تحدثت بسوء عن الرجال مع منى .
كرمة ...انت بتكلم بجد ، يعنى مش زعلان منى يا مجدى .
تقدم مجدى منها ، وأمسك بحنو يديها ورفعها إلى فمه وقبلها .
ثم جلس على الفراش واجلسها بجانبه .
فتحرك قلبها كأنهما مازالا فى فترة الخطوبة .
ثم نظر مجدى إلى عينيها قائلا ...تعرفى انك حلوة اوى النهاردة بزيادة معرفش ليه ؟
فابتسمت كرمة بخجل مرددة ..بجد يا مجدى ، يعنى انا شكلى مبقاش وحش بسبب الحمل .
بس انا حاسه منخيرى كبرت اوى ، وبطنى بقت قدامى .
وزعلانة لانى حاسة مبقتش اعجبك زى الاول .
مجدى ..بالعكس انتى الحمل خلاكى احلى من الاول بكتير .
ويمكن كمان عشان بنوتة ،والبنت بتحلى أمها ، ويتضمن لابوها الجنة زى مقال رسول الله صلى الله.
من عال جاريتين فأحسن إليهما دخل الجنة ، قيل يا رسول الله ،وواحدة .
قال وواحدة .
فشوفتى السعادة والفرح اللى انا فيه ده ،مراتى احلوت وجيبالى بنوتة طريقى للجنة .
فتهلل وجه كرمة فرحا وقالت بغير تصديق ...معقولة الكلام اللى بسمعه منك ده .
مجدى ...مش معقولة ليه ؟
هو انا كنت اطول حاجة اصلا ،اتربيت زيك فى دار ايتام .
مفيش اي ولا أم ولا اخوات .
وربنا من عليا بيكى وهيجيلى كمان بنوتة تكون ام بعد امى .
فده كرم من ربنا عليا كبير .
انتى يا كرمة مش مراتى بس ، انتى كل عيلتى .
وبتمنى نكون مع بعض على المرة قبل الحلوة طول العمر .
أيدينا فى ايد بعض ،منسبش بعد ابدا .
توعدينى بكده يا كرمة .
كرمة بطيبة قلب ...اوعدك ، ياريت يا مجدى.
انت مش عارف كلامك ده عمل فيا ايه !
انا كنت تايهة وخايفة فعلا ،انك تتخلى عنى ، وبفكر فى كده ديما ، عشان كده حزينة طول الوقت .
وانت بتفكر انى بنكد وخلاص .
لكن معرفش انك بتحبنى اوى كده وفرحان ببنتنا.
ويستحيل تستغنى عنى .
يااااه متصورش قد ايه انا فرحانة اوى ، لانك حسستنى بالأمان اللى مكنتش لاقياه من ساعة ما وعيت على الدنيا .
واوعدك من النهاردة انى هتغير ،وهحاول اسعدك على قد ما اقدر .
فابتسم مجدى وحمد الله ووشكر صنيع ادهم فى نفسه .
ثم ضمها اليه بحب ، ليشعرها بحبه وحنانه .
...........................
تجمع جيران سالم حول تلك الساقطة لولو يضربونها ، حتى نزفت الدماء ما بين أيديهم .
بينما كانت ليلى تواجه سالم بما اكتشفته حوله ، أنه سرق أموال ادهم لنفسه .
ليلى ...انت مصرفتش مليم عليه يا سالم ، وكله صرفته على الاشكال اللى تشبهك يا اخى .
مش حرام عليك ، تتصرف فى أمانة عيل يتيم .
فتخون الأمانة وتخونى انا كمان .
سالم ..لا ده كدب ، انا عطيته فلوسه يا ليلى .
ليلى ...انت اللى كداب يا سالم ،،وانا اتاكدت من مديرة الدار بنفسى .
حسبى الله ونعم الوكيل فيك .
مش هسامحك ابدا عن اللى عملته ده فيا وفى الولد اليتيم ، اللى ضيعت مستقبله .
ثم تطرق بأذنها صوت صراخ لولو ، فأسرعت إليهم .
قائلة بصوت حاد عالى ....كفاية ارجوكم يا بنات.
هى خدت جزئها ، عشان متموتش فى ايديكم .
خسارة تودوا نفسكم فى داهية عشان واحدة زى دى .
فتركوها الجيران بالفعل .
واسرعت فى ارتداء ملابسها وقالت ليلى ....تشكرى يا ست .
طلعتى بتفهمى اهو .
ثم فرت هاربة ، لتنقذ حياتها .
ثم استأذن الجيران وقالت أحدهما ...احنا كده قومنا بالواجب .
اللى جى بقا تقعدى مع جوزك وتحلوه مع بعض .
ثم نظرت إلى سالم باحتقار مرددة ...رجالة ميملاش عينهم غير التراب .
ثم خرجت واحدة تلو الأخرى .
لتنظر ليلى إلى سالم بتحدى قائلة ....طلقنى يا سالم .
سالم ...لا يا ليلى مش هطلقك .
ثم حاول استماتتها بقوله ...انا بحبك صدقينى .
بس اهو كان فراغة عين صح.
وانا بعترف انى كنت غلطان يا ستى ،ومستعد ابوس ايدك ورجلك كمان عشان تسامحينى .
ثم حاول أن يقبل يديها ولكنه رفضت ليلى ذلك بشدة .
وأصرت على الطلاق قائلة ..بقولك طلقنى ، لانى ممكن اسامح فى حق نفسى .
لكن اللى يمكن اسامح عليه ، هو خيانة الأمانة .
اللى متعلقة فى رقبتى انا كمان يا سالم .
حرام عليك ، هقول لربنا ايه انا كمان .
منك لله يا اخى .
طلقنى بالذوق ياما هرفع عليك قضية خلع .
سالم ...مش هطلقك يا ليلى .
وعارف انك مش هتقدرى ترفعى قضية ، معكيش اصلا فلوس ومش هتكسبى حاجة منها وهاخد منك الولد كمان .
وشوفى اصلا مين هيبص فى خلقتك ، ده انا اجوزتك ثواب يا شيخة .
احمدى ربنا انى باقى عليكى يا هدى .
فشعرت هدى بالإنكسار الشديد .
لأنها اهانها كثيرا لانها ليست بالجميلة .
فأخذت تضربه بكلتا يديها بعنف ، فغضب كثيرا .
ثم دفعها بقوة ، فاصطدمت رأسها بمائدة ذات حواف صلبة .
ففُتحت رأسها ونزفت وماتت فى الحال .
فذهب سالم من عندما رآها هكذا ،والدماء أغرقت المكان حوله .
فردد ....قتلتها ، قتلتها .
ثم فر هاربا .
لتكتشف جثتها بعد ذلك جارتها عبير ، التى جاءت لتطمئن عليها ، لتعلم ما فعلت مع زوجها .
فوجدت أن الباب مفتوحا ، فدخلت تنادى .
يا ليلى يا ليلى ، انتى فين ؟
ثم دخلت الى غرفة النوم لتجدها ملاقاة على الأرض ، وقد فارقت الحياة والدماء مبعثرة فى كل مكان .
فصرخت ....ليلى ليلى .
ثم خرجت من الشقة صارخة ، ليتجمع الجيران حولها .
عبير بصراخ....قتلها اللى منه لله اكيد سالم .
حسبى الله ونعم الوكيل .
يا عينى على شبابك يا ليلى ، اللى راح هدر .
يارتنى ما كنت سبتك يا حبيبتى .
لا حول ولا قوة الا بالله .
ثم ابلغ أحدهم الشرطة ، لتأتى فى الحال لمعاينة الموقع وأخذ البصمات وشهادة الجيران .
مع طلب بالقبض على زوجها الهارب .
وهكذا قد خسر سالم حياته ، وقتل زوجته العفيفة من أجل نزوة عابرة .
ليتصدر الخبر بعد ذلك الصحف ، ووسائل الاتصال الاجتماعى .
رجل يقتل زوجته بعد مشاهدته له فى أحضان عشيقته .
فيقرأ ادهم الخبر عندما كان يتصفح الفيس بوك .
فيردد لا حول ولا قوة الا بالله .
ولكنه عندما رأى صورة ليلى تتصدر المنشور .
فصعق وارتجف ووقف قائلا بتلعثم ....دى ماما ليلى .
وعندما وجدته سارة على هذا النحو ، ذعرت قائلة ...ادهم حبيبى ، مالك حصل ايه ؟
ادهم بحزن ....دى الست اللى ربتنى فى الدار .
كانت حنينة اوى عليا ، كانى ابنها ، وبعدين اختفت بعد ما اتجوزت .
وكان معاها فلوس الحاج حسن ربنا يرحمه .
وكنت ديما بقول ليه تعملى كده يا ماما ليلى .
وتخدى فلوسى ، وتضيعى حلمى انى ادخل كلية .
واتارى انا كنت ظلمها .
سارة ...ازاى ده ؟
ادهم ...فى الخبر مكتوب ، أنه كان بيصرف فلوسها على الستات وهى متعرفش ولما واجهته قتلها .
سارة ...لا حول ولا قوة الا بالله .
ليه يعمل كده بس ،ودى جزاتها فى الاخر .
ادهم ....ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته .
ثم اقتربت منه ساره وربتت على كتفه بحنو قائلة ...متزعلش يا حبيبى .
دى اعمار ، وربنا اكيد هيعوضها فى الجنة .
ادهم ...انا صعبانة عليه ، لأنها دفعت عمرها كله لراجل مستحقش اصلا أنه يتقال عليه راجل .
سارة ...عندك حق ، بس اهو لكل اجلا كتاب .
ثم ابتسمت قائلة....يلا روح غير هدومك .
عشان النهاردة انا عزماك على الغدا .
ادهم مبتسما ...ده ايه الكرم ده كله يا ست سارة .
ثم تابع بقوله ..مقبولة منك العزومة يا قلب ادهم .
بس يوم الجمعة يوم الإجازة .
عشان أنا مضطر دلوقتى ، أنزل الشغل .
انا كده اتأخرت كمان ، عشان صاحى متأخر .
سارة بزعل ...لا انا زعلانة منك يا ادهم ومش هكلمك تانى .
ادهم ...لا مقدرش على زعل الجميل .
ثم رن هاتف ادهم من رقم غريب .
فالتقطه ادهم من على المنضدة ، وفتحه قائلا ...السلام عليكم .
سهام ...اتأخرت ليه يا باشمهندس خير ، قلقت عليك.
ادهم متعجبا من الصوت ...مين معايا ؟
سهام ...مش معقول تكون مش فاكر صوتى ؟
انت بتنسى بسرعة كده .
ادهم بنفور...ايوه ،مين حضرتك بقا ؟
سهام بدلال ...انا سهام سكرتيرتك يا ادهم بيه .
كنت بس بطمن على حضرتك ، عشان اتأخرت .
انا اسفة لو كنت ازعجتك ولا حاجة .
ولا اتصلت فى وقت مش مناسب .
ادهم بحرج ..لا ، بس يعنى مكنش ليه لزمة .
وانا خلاص جى .
سلام .
ثم اغلق فى وجهها الهاتف غاضبا .
فضحكت سهام قائلة ...تيجى بالسلامة يا ادهومتى .
بس عسل حتى وانت غضبان .
بس على مين ؟
انا سهام وهريحك على الاخر .
تعجبت سارة من حديثه ، فقالت ...مين بيكلمك يا ادهم ؟
حمحم ادهم بحرج ، فكيف يقول لها انها السكرتيرة .
ستظن به سوءا اكيد .
وتفهم الأمر خطئا .
فاضطر أن يقول لها ده الشغل بيستعجلونى ، عشان فيه شغل مهم يا سارة .
مش قولتلك اتأخرت يا حبيبتى .
ثم طبع قبلة على. احدى وجنتيها قائلا ..سلام دلوقتى يا حبيبتى .
واشوفك بالليل
ثم خرج مسرعا هربا من عينيها التى تلاحقه .
وخرجت أنه لم يقل لها الحقيقة كاملة .
تعجبت ساره من سرعته تلك وقالت ....يا ترى فيه ايه ؟
مين اللى كلمه وخرج كده بسرعة .
بس انا زهقانة ومش هقضى اليوم لوحدى .
لما اروح عند ماما ، أتغدى معاها ،وارجع قبل ما يجى ادهم .
وبالفعل ذهبت لارتداء ملابسها ، وتوجهت نحو بيت والداتها بالسيارة .
استقبلتها والدتها بفرح ....اهلا يا حبيبتى .
اخيرا جيتى تزورى مماتك ، للدرجاتى ادهم خدك مننا .
الحب بقا اكيد .
ربنا يسعدك يا حبيبتى .
سارة ...محدش يقدر يخدنى منك يا ست الكل.
انتى عاملة ايه وبابا كويس .
والدة سارة ...الحمد لله يا حبيبتى .
وبابا مستنيكى تخلصى شهر العسل اللى شكله مش بيخلص ده عشان ترجعى لشغل الشركة .
انتى ماشاءالله كنتى ممشياها حلو اوى .وبابا تعب ومحتاجك .
ولا ادهم معارض ؟
سارة ...حاضر يا ماما ، وادهم مش مش معارض ولا حاجة .
بالعكس ده هو اللى قلى لو زهقانة ، ارجعى الشغل عند بابا .
ورفض انى اشتغل فى المصنع عشان الشباب .
والدة سارة ...بيغير عليكى يا حبيبتى .
ادهم شاب كويس ربنا يبارك فيه .
بس هو المصنع مفهوش بنات .
سارة ...لا تقريبا فيه بس الشباب اكتر .
والدة سارة ...واخبار البنات اللى هناك ايه ؟
كويسين ولا ايه حالتهم .
انا عارفة أن ادهم ابن خلال ومحترم .
بس فيه ستات عايزة الحرق ، ومش بتسيب الراجل الا لما تجيب رجله .
سارة بثقة ...معقول يا ماما .!
بس ادهم بيحبنى وانا متأكدة من كده ،ويستحيل يبص لحد تانى ابدا .
والدة سارة...يا بنتى عارفة أنه بيحبك بس حرص ولا تخون.
اى واحد فى مكانة جوزك ،وكمان ماشاء الله حلو وصغير .
العيون عليه ياما.
والمثل بيقول ...الزن على الودان أمر من السحر .
تذكرت سارة المكالمة الغريبة الخاصة للدعم ، وتوتره عندما كان يتحدث ، ثم ذهابا مسرعا
فدخل الشك قلبها قائلة. ....عندك حق يا ماما .
انا برده لازم اخد بالى كويس من ادهم .
والدة سارة ...ايوه يا بنتى ، اهتمى بيه كويس.
ثم نظرت إليها قائلة ...وانتى ايه مالك خاسة كده ، ووشك شاحب شوية .
انتى مش بتكلى ولا ايه ؟
سارة ...باكل والله يا ماما ، بس ساعات مش بيكون ليا نفس اوى .
ومش عارفة كل شوية يجيلى مغص ويروح .
فابتسمت والداتها قائلة ...طيب استنى انا هلبس ، وننزل مع بعض مشوار سريع كده ، اتأكد من حاجة ونرجع بسرعة.
وبالفعل تجهزت والداتها واخذتها لأقرب معمل .
سارة بإندهاش ...انتى جيبانى ليه يا ماما هنا ؟
والدة سارة ...هعملك تحليل دم ، اشوف عندك انيميا ولا ايه عشان اطمن عليكى .
سارة ..اكيد عندى انيميا ،انا من صغرى كده .
والدة سارة ...لما نشوف .
ثم همست إلى دكتورة التحاليل بكلمات .
فأخذت منها عينة الدم ،وقامت بالانتظار نص ساعة .
ثم جاءت الدكتورة إليهم مبتسمة قائلة ....مبروك المدام حامل .
فتهلل وجه والداتها قائلة ...الف مبروك يا حبيبة ماما .
سارة بإندهاش ....قصدك ايه يا ماما ؟
والدة سارة ...يا بنتى ده كان تحليل حمل .
بس مردتش اقولك عشان متزعليش لو مكنش حمل ،وكان مجرد تعب بسيط .
سارة بفرح ...يعنى انا بجد حامل فى نونو ، بالسرعة دى .
والداة سارة ...ايوه يا حبيبتى ، الف مبروك .
سارة ...هتصل بادهم أقوله ، ده هيفرح اوى .
والدة سارة ...استنى اعمليله مفاجأة احسن يا بنتى .
سارة ...يعنى اعمل ايه ؟
والدة سارة ....انتى اعملى جو رومانسى فى البيت واشترى بلالين وحكى فى وحدة تحليل الحمل .
وخليها يفرقعها ،ويشوف الورقة ، ويفرح والباقى هو يحدده بقا .
سارة بضحك ...حلو اوى الفكرة ، علم وينفذ يا احلى يا ماما .
..............
كيف سيتقبل ادهم خبر حمل سارة ؟
وماذا بعد فى حكاية سهام ؟
هذا ما سنعلمه فى الحلقة القادمة بإذن الله .
......
وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
يارب سخر لي حظاً ونصيباً يتعجب منه أهل السماء والأرض، تسخير ونصيب يليق بجلالك وقدرتك وكرمك يا أرحم وأكرم الكرمين." 🌻🧡
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا