القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عشق الادم الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم حنان قواريق كامله

 

رواية عشق الادم الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم حنان قواريق كامله 



رواية عشق الادم الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم حنان قواريق كامله 





الحلقة السادسة 

رواية عشق الادم 😢😢😔😔😢

رفعت يدها الصغيرة تفتح مقبض الباب وهي ترتجف من فرط المشاعر التي أحستها خلال وجوده بجانبها يطمأنها ويحاول أن يبرر لها فعلة صديقه الحمقاء تلك ، وضعت يدها على قلبها الذي أخذ ينبض بقوة وهي تتذكر نظراته القوية عليها ، شهقت بخفه حينما ظهرت والدتها تتكأ على عصا خشبيه أمامها فقد كان عقلها مشغول بصاحب الشعر الحمراء الذي أسرها بشكله ..


هتفت والدتها (فاطمة ) وهي تدقق النظر بابنتها التي يبدو بانها ليست على ما يرام :


" خبر يا فرح يا بنتي ؟ وشك أصفر كده ليه يا حبيبتي ، أكيد تعبت من الشغل صح .. "


أنها كلامها وهي تشعر بغصه مريرة وهي ترى ابنتها تعمل بالقصر كخادمة ولكن ظروف حياتهم القاسية فرضت ذلك عليهم ..


ابتسمت لوالدتها وهي تراها على تلك الحالة قائلة :


" أنا كويسه يا ماما ، بس محتاجة أنام مش اكتر .. "


منحتها والدتها ابتسامة هادئة حنونه لتهتف :


" روحي بدلي هدومك على ما أجهزلك العشاء يا قلبي .. "


اومأت رأسها بابتسامة مصطنعه فهي لا تريد أن تشغل باب والدتها المريضة عليها أكثر من ذلك ..


رفعت فاطمة رأسها قبل يديها ناحية السماء تدعي ربنا كثيرا أن يطمئنها على ابنتها قبل الرحيل الذي يبدو انه أصبح قريب للغاية .. !!


في حين دخلت فرح غرفتها وجلست على ذلك المقعد أمام مرأتها الصغيرة لتتذكر ما حدث معها بعد أن خرجت من قصر عائلة الزهراوي ...


فلااااش بااااك


بعد أن أمسك أيهم بيدها بقوة وقد بدأ غاضبا جدا من تصرفات صديقه أدم ، سار بها ناحية سيارته بقوة ، في حين نفضت هي يده عنها بقوة وغضب وما زالت تبكي لتهتف له بحده :


" بص يا باشا ، صح انا بشتغل خدامة هنا ، وصح صاحبك إلي جوا ده أهاني كتيييير ، بس ده مش يعطيك الحق إنك تمسك أيدي انت فااااهم ... "


أخذ يطالعها بنظرات مذهولة من سلسلة الكلمات التي أطلقتها أمامه ليهتف مبررا :


" أولا انا آسف إني مسكتك كده يا انسة ، بس غصب عني كان لازم أخرجك من جوا قبل ما أدم يقسى عليكي أكتر .."


نظرت له بسخرية فهي تعتقد بأنه لا يفرق عن صديقه ذلك شيئا لتهتف :


" متشكرين يا باشا ، عن إذنك "


قالت كلماتها تلك وهي تهم بالمغادرة ليقف أمامها يمنعها قائلا :


" انتي مفكرة نفسك رايحه فين ؟ اطلعي السيارة أوصلك الوقت تأخر .. "


نظرت له بتحدي قائله :


" وسع كده ، مش هطلع مع واحد غربب عني "


تقدم منها أكثر حتى كاد يلامس وجهه خدها ليهمس بغضب :


" اطلعي أحسن تندمي ... "


في النهاية رضخت لقراره ذلك وصعدت بالمقعد الخلفي ليبتسم على سذاجتها تلك ويصعد يحتل مقعد القيادة ليهتف وهو يحرك مقود سيارة صديقه ادم الذي أخذ مفاتيحها عن الطاولة عندما خرج :


" معلش يا فرح ممكن متزعليش من أدم ؟ علشان هو اكيد مكنش يقصد يعمل كده ، بس اكيد في حاجة دفعته يعمل كده .. "


اومأت برأسها بتفهم لكلامه ذلك فهي أكثر شخص تعرف طيبة وأخلاق " أدم الزهراوي " لتهتف :


" خلاص مش زعلانه يا باشا .. "


طالعها من مرأة السيارة قائلا بضحك :


" اسمي أيهم ، مش باشا .. "


ابتسامة خافته ارتسمت على ثغرها وهي تطالعه بنظرات خجوله وقلبها يخفق من فرط توترته ..


نهااية الفلاااش باااك


أيقظها من شرودها صوت والدتها تهتف لها :


" الأكل جهز يا فرح ، يلا يا بنتي تعالي .."


لتسرع تبدل ملابسها تلك وتتوجه الى حيث والدتها ...


****************************


جلست على طرف السرير على استحياء وهي تنظر لأحمد الذي طالعها بنظرات مطمئنة قائلا :


" تفضلي ده الفون اتكلمي براحتك يا عشق ، معلش إني جبتك هنا بس زي ما انتي شايفه الفون موصول بالشاحن ، المهم تكلمي وانا هدخل أخد شاور مش هزعجك .. "


نظرت له بامتنان قائله :


" ميرسي يا أحمد ، انت طيب أوي عكس أخوك .."


منحها إبتسامة صافية وهو يهتف :


" على فكرة أدم طيب جدا بس في ظروف قاسية خلته إنسان عصبي كده .."


نظرت له بدون فهم ليكمل :


" سيبينا من أدم دلوقتي ، يلا اطلبي الرقم وانا هدخل .. "


قال كلماته تلك وهو يتحرك من أمامها ناحية خزانته ليحمل منشفته بيده ويتوجه ناحية الحمام .. في حين أمسكت الهاتف بيدها وهي تضغط على الأزرار وتطلب رقم والدتها ...


في نفس الوقت بقي أدم يتقلب على سريره ويبدو عليه الغضب الشديد وهو يفكر بكلام ونظرات عشق له وهي تخرج من باب المكتب ، ليلعن نفسه على تسرعه ذلك ، فيبدو أنه قد قسى عليها كثيرا في كلامه القاسي ليهتف لنفسه مأنبا :


" اكيد دلوقتي بتكون مقطعه نفسها عياط علشان كلامي ده ، يووووووه أمسك لسانك يا أدم شوية ، البنت مفيش ليها حد هنا غيرنا .. "


أنهى كلماته تلك وهو ينهض بعنف مقررا التوجه ناحية غرفتها للاعتذار عن كلماته تلك ..


أما بداخل غرفة أحمد


بقيت تطلب الرقم مرارا وتكرارا وفي كل مرة يأتيها بأن الرقم الذي تود الاتصال به مقفل ، خفق قلبها بشدة حينما أحست بأن يكون زوج والدتها اللعين قد فعل بها شيئا .. نزلت دموعها بقوة وهي تلعن نفسها لما تركت والدتها وغادرت ..


سار برواق الممر الذي يقوده إلى غرفتها ليقف أمام باب الغرفة وهو يرى الباب مفتوح ، تقدم خطوة وهو يدق على الباب ولكن لم يجد أحد ، عقد حاجبيه بغضب حينما ظن بأنها من الممكن أن تكون قد غادرت القصر ، سار بخطوات سريعة ناحية غرفة شقيقه يسأله إذا كان رأها أم لا ..


في نفس تلك الأثناء كانت قد وضعت الهاتف مكانه على الطاولة مقررة الذهاب إلى غرفتها بعد أن يأست من محاولات الاتصال تلك ، نهضت بخفه لتتفاجىء بأحمد يخرج من باب الحمام وهو يلف نفسه بمنشفه لتشهق بخجل وتدير رأسها قائله :


" أنا انا آسفة ، بس كنت همشي على طول  الله "


تقدم منها خطوتين ليهتف :


" أنا إلي أسف نسيت أخد هدوم معايا ... "


عند تلك النقطة كان أدم قد دخل ليتصنم مكانه من هول ما يرى أمامه ، فعشق تقف في منتصف غرفة أخيه الذي يلف نفسه بمنشفه نوعا ما ..


تقدم منهما بخطوات حذره وهو يسلط عينيه على تلك التي اختبأت بتلقائية خلف أحمد ، هدر أدم بصوت مجلجل قائلا بغضب :


" إيه إلي بيحصل هنا ؟ ايه قلة الأدب دي ؟ بجد طلعت بت زي ما قولت عنك ، دايره على حل شعرك بإيطاليا ودلوقتي جاية ترسمي على أخويا مش كده .... "


نزلت دموعها بقوة حينما وصلت لها كلماته كسموم اخترقت قلبها الصغير لتهتف بكلمات متقطعه :


" انت انت ف فاهم غلط ي يا أدم ، انا انا .. "


قاطعها وهو يسحبها من خلف أخيه بقوة لترتطم بصدره العريض ليمسكها من شعرها بقوة هادرا :


" انتي وحدة قليلة أدب .. "


أنهى كلماته تلك ليرفع يده ويهوي  بها على وجنتها التي اصطبغت باللون الأحمر بشدة وتبدأ الدماء تسيل من وجهها بغزارة ، تقدم أحمد بفزع وهو يحاول سحبها من بين يدي ذلك الذي تحول بتلك اللحظة إلى وحش كاسر لا يرى أمامه ليهتف له برجاء :


" آدم أهدى شويه ، البنت كانت عايزه .. "


قاطعه آدم وهو يصرخ فيه قائلا :


" انت تخرس خااااالص ، فااااااهم "


أنهى كلماته تلك وهو يجرها من شعرها بقوة خلفه وهي تعافر حتى تفك نفسها من بين براثنه ولكن كل محاولاتها بأت بالفشل الذريع ...


تقدم أحمد ناحية خزانته ليلتقط شيئا يرتديه ويسير خلف أخيه قبل ان تحصل كارثة ..


بالنسبة لأدم لم يكن وقتها في وعيه مطلقا فقد تمثلت أمامه طليقته عبير عندما اكتشف بأنها تخونه


ليظهر الوحش بداخله والذي لطالما حاول إخفائه


نزل بها درجات السلالم بقوة وهو ما زال يمسكها من شعرها بقسوة ، وهي تصرخ بأعلى صوتها وتبكي بقوة شديدة ، دفعها ناحية إحدى المقاعد بقوة ليلتقط هاتفه المحمول ويجري اتصالا بأحدهم ..


نزل أحمد الدرجات بقوة تتبعه والدته التي إستيقظت على صراخ آدم لتجد إبنة شقيقتها بحالة يرثى لها وأدم يقف ينظر لها نظرات نارية ...


هتفت السيدة صفيه وهي تحتضن عشق بشدة :


" إيه إلي حصل يا عشق ؟ مالك يا بنتي في ايييه ؟"


شهقت عشق بقوة وهي تتشبث بها غير قادرة على اخراج الكلمات ، ف أي كلمات ستخرج منها الأن وهي وضعت بموقف لا تحسد عليه اطلاقاا !! شعور الظلم الذي وضعت فيه أمام الجميع  أصبح أكبر من طاقتها على التحمل .. !!


  في حين كان أحمد على وشك الرد حينما وجد الباب يدق وسرعان ما ظهر منه أشخاص يبدو على أحدهم كأنه " المأذون " !!


هدر أدم بنظرات كلها حقد وغل قائلا :


" أحمد هيكتب كتابه على البنت دي ..........."



الحلقة السابعة

من رواية عشق الادم 😔😔😔😔😔

هدوء شديد عصف بكيان القصر بأكمله بعد كلمات أدم تلك التي نزلت على مسامع الجميع كالصاعقه وبالتحديد "عشق" التي أخذت تنحب بهستيريه شديدة وهي تتشبث بخالتها أكثر ، حتى كادت دموعها ان تغرق عباءة خالتها البيتيه ، ألا يكفيها الظلم الذي عاشته برفقة زوج أمها ذلك الرجل الذي تفنن باذاقتها كافة أشكال الألم والعذاب النفسي حينما رفضت الارتباط به ، ألا يكفيها بأنها ترعرع في كنف أمها بغير أب ، ذلك الأب الذي أهبرتها والدتها بأنها توفي منذ أن كانت تبلغ سنتين ، ألا يكفيها بأنها لم تجد أخ او أخت حتى بجانبها ، ليأتي ذلك القاسي الأن ويزيد ( الطين بله ) كما يقولون ويزيد جنينها جحيم ..

هتفت السيدة صفيه بجزع :

" آدم انت تجننت ؟ "

بادل والدته نظرات قوية ليصرخ :

" اه انا اتجننت يا امي ، وابنك ده لازم يتجوزها وإلا هحرق القصر ده على إلي فيه ... "

أنهى كلماته تلك وهو يقلب تلك الطاولة الصغيرة أمامه ليصدر صوت ارتطامها بالأرضية بقوة ، ويلتقط أنفاسه بجنون ..

تقدم أحمد بخطوات حذره ناحية شقيقه فأن كان أدم قد جن ورجعت له ذكريات أليمه فهو سيحكم عقله الآن ، هتف أمام شقيقه وهو يضع يده على كتفه بهدوء :

" بس يا آدم ، انت فهمت القصة كلها غلط بغلط ... "

حول نظره لشقيقه بغضب جارف ليهتف :

" قولتلك انت تسكت خالص "

زفر أحمد بقوة وهو يغمض عينيه فشقيقه الأن أصبح لا يرى أحدا أمامه من غضبه الذي لم يستوعبه أحمد

ليهتف وهو يجاريه غضب :

" لا مش هسكت يا آدم ، انت اتظلمت من زمان وعارف شعور الظلم بكون عامل ازاي يا آدم  ، البنت طلبت مني تكلم أمها إلي بايطاليا وأنا قولتلها تعالي معاي الاوضه علشان الفون كان على الشاحن ، انا دخلت الحمام وسبتها تتكلم وبس طلعت تفاجئت فيك واقف ، صدقني يا آدم دي الحقيقة ... "

وقف يستمع لكلام شقيقه بذهول وكأنه قد رجع للتو من عالم الشك الذي عاشه قبل مع طليقته ، أغمض عينيه بألم وهو يرغم نفسه على عدم تصديق كلام شقيقه ولكن كل الحقائق والأدله تبرهن أن أحمد على حق ، فلو كان بينهما شيئا لما وجد الباب مفتوح ، وكذلك حالة عشق المزريه تؤكد ذلك ، وبتلقائية وجه نظره لأولئك الرجال الذين كانو يقفون على بعد من الكلام الدائر ويبدو عليهم الملل من الانتظار ..

في حين طالعته والدته بنظرات لائمه على تسرعه

لتهتف بحزم :

" آدم انهي المهزله دي واصرف الناس ، وبعدين هيكون لينا كلام تاني "

بالنسبة له هو كان في عالم أخر ينظر لتلك المسكينة التي كانت تتشبث لوالدته بقوة ويبدو بأنها قد غفت من شدة بكائها ، أخذ يلعن نفسه بقوة من جديد على تسرعه ذلك الذي سيجره لكارثة يوما ما ، فها قد أصبح ظالم لا يختلف شيئا عن طليقته تلك ..

تكفل أحمد بصرف أولئك الرجال وهو يعتذر منهم ..

وجهت السيدة صفيه نظرها لتلك التي تتشبث بها وهي تهتف بحنو :

" حقق عليا يا قلبي ، اعتبريني انا إلي غلط فيكي ، وأدم ده هخلي يعتذر منك غصب عنه .. "

ولكن ما فائدة الأعتذار حينما يشعر الإنسان بأن كرامته قد هدرت ، وقلبه قد اقتلع من مكانه من شدة الظلم الذي لحق به ، وأي ظلم ذلك يساوي ظلم الفتاة وطعنها بشرفها !!

بقيت السيدة صفيه تنظر لعشق التي كانت مستكينه بين يديها لا تتحرك لتهتف بحذر :

" عشق حبيبتي تعالي معايا نطلع أوضتك

ترتاحي .. "

ولكن للمرة الثانية لم تلقى منها أي إجابة ، رفعت يدها التي تحيط بها خصر عشق بحذر وهي تضعها على جبينها الذي سرعان ما سحبتها بقوة وهي تصرخ بجزع : 

" عشق عشق قومي يا بنتي .. "

تحولت كل حواس ذلك الذي ما زال يقف مكانه لا يقوى على الحركة من ما افتعلت يداه لصوت والدته وهي تحاول افاقة عشق والأخيرة لا تتحاوب معها

سار بخطوات حذره ناحيتها ليهتف وهو يبتلع ريقه :

" م مالها ي يا امي .. "

ردت عليه بألم :

" البنت مش بتتحرك يا آدم .."

دق قلبه بعنف وهو يتوجه ناحيتها مزيحا والدته برقه من جانبها ليضع يده على مكان النبض لديها ، ليجده ضعيفا جدا ليصرخ :

" أحمد بسرعة جهز السيارة البنت هتموووت .. "

تحرك أحمد بسرعة وهو يهتف بجزع :

" حاضر حاضر .. "

صعد يقطع الدرجات بقوة متوجها ناحية غرفته التي سرعان ما هبط منها وهو يحمل مفاتيح سيارته ليتوجه ناحية الخارج ويقوم بتشغيلها ...

في حين حملها أدم بين يديه برقه شديدة وقلبه يخفق بجنون ، لتلحقه السيدة صفيه على استعجال وهي تدعو ربها ان تمر هذه الليلة على خير ...

***************************

أنهى صلاته التي لم يقطعها منذ أن كان يبلغ الخمس سنوات ،فعلى الرغم من حياته بدولة غربية بعيدة كل البعد عن التعاليم الإسلامية التي تحاول بكل الطرق صهرها وجذب الشباب العرب هناك لحياة الانفتاح إلا أنه بقي مواضبا على تعاليم دينه الحنيف وبالتأكيد الفضل بذلك يعود لوالده ذلك الرجل الطيب الذي تفاجئ به منذ ساعات قليلة قد عاد من إيطاليا ليستقر هنا بعد أن سبقه ابنه بقليل ..

وضع يده على قلبه بتلقائية وهو يشعر بنخزات متتالية تنخر به بقوة ليبدأ بترتيل بعض الأيات القرأنية بصوت منخفض ..

خرج من غرفته ليجد والده يجلس على إحدى الأرائك ويحمل بين يديه صورة يتأملها بقوة

تقدم منه ليجلس بجانبه قائلا بمرح :

" مين المزه دي يا جلال باشا .. ؟ "

رفع نظره يطالع والده بحنيه قائلا :

" دي مراتي التانيه يا أيهم !! إلي كنت قولتلك عنها .. "

أخذ يدقق بالصورة جيدا ليهتف بإعجاب :

" دي كانت حلوة اوووي "

منحه والده ابتسامة ومن ثم عاد ينظر للثورة باشتياق ، تنحنح أيهم بخفه قائلا :

" احم ، هو ممكن أسأل سؤال يا بابا .. "

اومأ له والده وهو ما زال يحدق بالصورة ، ليتابع أيهم قائلا :

" ما دام بتحبها كل ده ليه طلقتها  .. "

تنهد بتعب ليهتف :

" دي قصة طويلة يبني ، هقولهالك بعدين .. "

اومأ أيهم بتفهم ، في حين هتف السيد جلال لنفسه بشوق وهيام :

" وحشتيني يا صفاء .. !!! "

******************************

ضرب قبضة يده بقوة وهو يزفر بعنف شديد فهاهم منذ ساعتين يقفون أمام غرفة الطوارىء ولم يخرج أحد يطمئنهم بعد .. وضع أحمد يده على كتفه شقيقه الذي كان يبدو عليه الغضب الشديد ليهتف بهدوء :

" ممكن تهدأ شوية ، ان شاء الله هتكون كويسه "

طالع شقيقه بنظرات أسفه ليهتف :

" أحمد انا أس .. "

قاطعه أحمد قائلا :

" مش أدم إلي بيتأسف من حد فاهم ؟ انت مش بس اخويا لا انت ابويا إلي رباني وخلاني راجل ، صح انت غلطت بس بحياتك يا آدم ممنوع تسمح لنفسك تتأسف مني .. "

طالعه أدم بنظرات فخر ، فعلى الرغم بأنه شاب مهمل وطائش ومستهتر ولكن بداخل رجل قوي ومختلف والفضل يعود له بالنهاية ..

ليكمل أحمد :

" بس هتعتذر من عشق ، انت ظلمتها كتير يا أدم "

رد عليه وعينيه ما زالت على الباب :

" هو يخرج حد يطمنا عليها وانا هتصرف .. "

في حين كانت السيدة صفيه تجلس على مقعد بالقرب منهما تحمل بين يديها مصحف صغير وهي تتلو بعض الآيات القرأنية التي تطهر النفوس بذكرها ...

خرج إحدى الأطباء متوجها ناحيته ويبدو على ملامحه التجهم ..

خفق قلب أدم بشدة وهو يرى ملامح الطبيب لا تبشر بالخير مطلقا ...



الحلقة الثامنة 

من روايه عشق الادم 😔😔😔😢😢

تقدم الطبيب بخطوات رزينة عكس وجه الذي كان لا يبشر بالخير مطلقا ، لتنهض السيد صفيه يتبعها أحمد وهي تهتف بلهفه حقيقية :


" خير يا دكتور ؟ طمني ربنا يكرمك .. "


تنهد الطبيب بهدوء في حين تابعه آدم بنظرات مترقبه لما سيقوله ، هتف الطبيب برسميه :


"  للأسف الانسه متعرضة لأزمة عصبيه شديدة وهي علشان شكلها حساسه اوووووي أثر عليها جدا .. "


تحدث آدم بصوت رجولي مستنكرا :


" أثر عليها في ايه ؟ ممكن توضح أكتر .. "


تنهد الطبيب من جديد قائلا :


" للأسف الشديد الصدمة العصبيه دي أثرت على الأعصاب عندها وده سببلها عدم القدرة على المشي الفترة دي على الأقل .. "


بدأت أنفاسه تتضارب شيئا فشيئا وهو يستمع لتلك الكلمات التي أودت بالبقية المتبقية من اعصابه التالفه لينقض على الطبيب يمسكه من مقدمة قميصه هادرا بغضب :


" انت بتقول اييييه ؟ يعني عشق مش هتقدر تمشي؟  لاااااا ده أنا أخفيك وأخفي المستشفى ده عن الوجود لو الكلام ده حقيقي انت فاااهم ... "


بدأ الوضع يتأزم شيئا فشيئا حينما تجمهر الأطباء ومن كل من كان بالمكان عليهم ، في حين بدأ الطبيب يسعل بشدة وهو يهتف :


" هتخنقني شيل ايدك .. "


تقدم أحمد بسرعة وهو يحاول إفلات الطبيب من براثن أخيه الذي بدأ بالثوران شيئا فشيئا لينجح اخيرا بذلك بصعوبة ، هتف أدم بتحذير للطبيب:


" قسما بالله لو عشق هيحصلها حاجه هخفيك عن الوجود "


دفعه أحمد بصعوبة مبتعدا به عن المكان في حين هتفت السيدة صفيه وهي تقف تذرف الدموع على إبنة شقيقتها قائله برجاء :


" ابوي ايدك يا دكتور طمني عليها هي هتمشي صح... "


أخذ الطبيب يعدل من ياقة قميصه مستعيدا رابطة جائشه قائلا :


" يا مدام البنت عندها انهيار شديد ورجوعها تمشي مرة تانية بيعتمد على نفسيتها ... "


قال كلماته تلك وهو يغادر من أمامه تاركا إياها تبكي بقهر ..


في حين نجح أحمد في إخراج شقيقه إلى تلك الحديقة الصغيرة الملحقى بالمشفى لتكون مكانا ترفيها لبعض المرض المقيمين ..


زفر أدم بقوة قائلا :


" كنت سبني أقتله يا أحمد "


وضع أحمد يديه بجيوبه قائلا بهدوء :


" آدم انت بتطلع كل حرتك بالدكتور المسكين


ده ليه ؟ هو مش المسؤل عن حالة عشق فاااهم !! انت السبب ، انت يا آدم .. "


كلمات صغيرة جعلته يصمت يسترجع ما فعله بها في الساعات الماضيه بندم ،  في حين وقف أحمد يطالعه بهدوء ...


******************************


دخلت بخطوات هادئه من ذلك الباب الذي أظهر خلفه جسد تلك المسكينة وهي تنام بهدوء كأن الذي يراها للمرة الأولى يظن بأنها فتاة خالية من أية هموم ، بعكس تلك الألم التي تتجمع بها حاليا ..


تقدمت أكثر حتى جلست بجانبها على طرف السرير بترفع يدها تمسح على شعرها الأحمر برقه ..


حركات خفيفه جعلت تهتف بمنامها كلمة اخترقت قلب السيدة صفيه بألم " ماما " خرجت منها هذه الكلمة حزينة لتتبعها دموعها تتسابق على وجنتها البيضاء بشدة ..


هتفت السيدة صفيه بألم :


" هقول لمامتك ايه دلوقتي يا عشق إذا اتصلت وسالتني عنك ، هقولها مقدرتش أحفظ أمانتك يا صفاء ؟؟ !!! "


فتحت عينها بتعب وهي تستمع لأصوات خافته بجانبها لتقابل وجه خالتها الحنونه التي أخذت تبتسم لها بحنان قائلة :


" الحمدلله على سلامتك يا روح خالتك "


ابتسمت لها بقهر وهي تتذكر ما مرت به سابقا لتهتف :


" خالتي هو هو حصل ايه ؟ أنا اتجوزت أحمد يا خالتي ... ؟ "


أنهت كلماتها تلك وهي تزيد من نحيبها ، لتمسك بيدها السيدة صفيه قائلة بطمأنينة :


" اهدي يا قلبي محصلش حاجه ، متجوزتيش حد اهدي بس ... "


أغمضت عينيها وهي تتنهد براحة ، ليفتح الباب ويظهر منه أحمد الذي مجرد ما رأها قد افاقت حتى تقدم بخطوات أشبه بالركض قائلا :


" المزه صحيت ؟ حمدلله على سلامتك يا عشق ده انتي كنتي هتموتينا من الخوف عليكي "


بادلته إبتسامة حزينة لتهتف :


" ياااريت يا أحمد كنت متت ولا حصلي كده "


كان أحمد على وشك الرد حينما وجد شقيقه يدلف إلى الداخل وهو يضع يديه في جيوب بنطاله ويطالعها ببرود ..


تقدم بخطوات بطيئه حتى وقف أمامها قائلا برزانه :


" الحمدلله على السلامه .. "


أدارت وجهها للناحية الأخرى وهي تهتف بألم :


" إطلع برا !! "


ثانية مرت عليه قبل أن يستوعب كلماتها تلك ، ليتقدم أكثر قائلا ببرود :


" هنطلع كلنا على القصر كمان شوية .. "


تجاهلته تماما وكأنه غير موجود أمامه وهي تهتف لأحمد برجاء :


" لو سمحت يا أحمد ممكن تتصل بماما اطمن عليها دي مش بترد خاالص ، انا خايفه يكون الواطي عملها حاجه كده ولا كده بسببي .. "


هتف أدم بتركيز دون أن يعطي أحمد فرصة للرد قائلا :


" مين هو الواطي ده ؟ "


تجاهلته ثانيتا وهي تتحدث بصوت انخفض تدريجيا بسبب فعالية الدواء الذي بدأ يظهر عليها :


" أرجوك يا أحمد مش تنسى تتصل وطمني .. "


أنهت كلماتها وهي تدخل في عالم النوم الإجباري بسبب فعالية الدواء في حين بقي هو يطالعها بنظرات حادة على تجاهلها له ..


*****************************


بعد مرور عدة ساعات كانت قد أفاقت من نومها ذلك حينما وجدت خالتها تقف امام مقعد متحرك وهي تطالعها بحذر ، وكأنها فهمت الأمر بسرعة وذكاء شديد لتهتف لخالتها بحزن :


" الكرسي ده ليا صح يا خالتي ؟ "


أخفض خالتها رأسها بخجل وكأنها هي السبب في وجود وحالة إبنة أختها تلك لتتحدث بصوت منخفض :


" الدكتور قال حالة مؤقته يا حبيبتي وبعدين هتتحسني وتقدري تمشي من تاني متخافيش "


اومأت لها بابتسامة كاذبة وهي تحتفظ بألمها لنفسها قائلة :


" أنا تعودت على الحزن ده يا خالتي متخافيش "


تقدمت منها السيدة صفيه لتساعدها على تبديل ملابسها ومن ثم نادت على أحمد الذي كان يقف بالخارج ليقوم الإثنين بوضع عشق على ذلك الكرسي الذي سيكون رفيقها لمدة لا يعرف مداها ...


قام أحمد بجر الكرسي من خلفها بهدوء في حين تبعتهم السيدة صفيه بخطوات هادئة


في حين هو يقف أخر الممر ينتظر خروجهم من الغرفة فكبريائه منعه من الدخول إليها حتى لا تطرده مرة أخرى ولكن في نفسه كان يحترق لرؤيتها ، تلك الفتاة التي قلبت موازينه ولم يمر على وجودها سوء يوم  فقط ...


وجدها تتوسط ذلك الكرسي وأخيه خلفها ووالدته إلى جانبهم ، تقدم بخطوات سريعة بعض الشيء ليصل أمامهم قائلا لشقيقه:


" أحمد انا هحمل عشق للسيارة وانت جيب الكرسي ده والحقني انت وماما .. "


وبخفه التقطها من ذلك الكرسي لتستقر بين يديه وهي في حالة ذهول من وقاحته تلك لتهتف بغضب :


" انت فاكر نفسك بتعمل اييه ؟ نزلني مش عيزاك تساعدني .. "


سار بها في رواق المشفى يحملها بين يديه متجاهلا كلمات الغضب التي كانت تتفوهه بها وكأن صوتها وأصوات العالم اختفت في تلك اللحظة وهي بين يديه ..


تنهدت السيدة صفية بتعب وهي ترى ذلك المشهد لينكس لها أحمد بخبث :


" عشق خطفت قلب ابنك يا ماما .. "


******************************


صباح يوم جديد وأحداث جديدة


كانت تدور بالمطبخ كالفراشة الخفيفة هنا وهناك حتى تتمكن من إنجاز عملها بسرعة لتتمكن من العودة للمنزل مبكرا فقد تركت والدتها مريضة اليوم بالسرير لتحزم أمرها بعدم الذهاب إلى العمل ولكن والدتها أصرت عليها بالذهاب متحججه بأنها بخير


دخلت السيدة صفيه عليها لتهتف :


" إزيك يا فرح يا بنتي ؟ وازااي والدتك "


منحتها فرح ابتسامة واسعة متناسيه ما حدث لها من إهانة من ذلك الأدم قائلة :


" الحمدلله يا صفيه هانم .. "


هتفت السيدة صفيه وهي تلقي نظره على المطبخ قائلة :


" فطور عشق جهز يا فرح ؟ "


اومأت فرح برأسها في حين تابعت السيدة صفيه :


" طلعيلها الفطور يا بنتي علشان تلحق تاخد الدواء "


اومأت فرح من جديد وهي تلتقط بين يديها تلك الصنيه التي رصت عليها بعض الأطباق الخفيفه ومن ثم توجهت ناحية الأعلى ..


وصلت أمام الغرفة لتجد أدم يخرج من غرفته لتتوتر أكثر فهي آخر ما تتمناه الآن أن يقوم بتوبيخها مرة أخرى ، تقدم منها وهو يعدل من ياقة قميصه قائلا ببرود :


" ازييك يا فرح "


خرجت كلماتها متقطعه وهي تقول :


" ا ا الحمد لله ي يا باشا .. "


ألقى نظره على تلك الصنيه ليهتف :


" الأكل ده لمين ؟ "


أجابته على الفور :


" ده فطور عشق هانم "


منحها إبتسامة صغيرة ليهتف :


" اسمها عشق يا فرح وبلاش هانم .. "


قال كلماته تلك وهو يسير مبتعدا عنها ، في حين زفرت هي بقوة من وجوده ....


فتحت الباب بهدوء وهي تدفع الصنيه بيدها قائلة :


" صباح الخير على ست البنات "


طالعتها عشق بسعادة قائلة :


" فرح !! صباح الفل عليكي .. "


تقدمت منها أكثر ووضعت الصنيه أمامها قائلة :


" تفضلي بألف هنا "


اجابتها بمرح :


" افطري معايا وبدون اعتراض .. "


اومأت لها بابتسامة لتبدأ الاثنتين بالطعام في جو مليء بالكلام والضحك احيانا ..


قطع ذلك الجو رنين هاتف فرح الذي التقطته بهدوء


ووضعته على أذنها بإهتمام ، وسرعان ما أسقطت الهاتف من يدها بقوة ووقفت تنتفض بقوة شديدة ....................


الحلقة التاسعة

من روايه عشق الادم 😍😍😍😍

قيل في فقدان الأب (حين غاب والدي إنكسر ظهري وخيمت عتمة الألم على قلبي ) ، في حين قيل في فقدان الأم ( حين غابت جنتي غابت حياتي ، وتشرددت ذكرياتي ، ونكست فرحاتي ) ، فما اقساه من شعور في كلا الفقدين !! ..


ها قد مر أسبوع كامل على وفاة تلك التي كانت السند والحماية والظهر لتلك المسكينة ، تاركه خلفها فتاة محطمة ، وحيدة ، لم يتبقى لها أحد في هذه الحياة بعد رحيل والدتها منذ أسبوع ..


تنهدت عشق بحزن وهي تجر طرف كرسيها المتحرك ناحية تلك المسكينة التي كانت تجلس أعلى الأريكه تضم قدميها الى صدرها وهي تعلق نظرها بالفراغ أمامها بضياع ..


هتفت لها عشق وهي تقترب منها بحزن :


" وبعدين بقى يا فرح ؟ هتفضلي كده كتير يا حبيبتي ؟ ربنا يرحمها بس مينفعش تعملي في نفسك كده ، ده انتي حتى أكل زي الناس مش بتاكلي يا قلبي .. "


رفعت رأسها لها بضعف وهي تطالعها بنظرات ممتنه فقد أصرت عشق أن تبقى بجانبها في البيت هنا على الرغم من رفض أدم الصارم لذلك ولكنها تمردت وأصرت على البقاء بجانب فرح في مصيبتها تلك على الرغم من وضعها ذلك ، ليستسلم أدم بالنهاية بعد أن رأى نظرة الكره واللوم من عشق ناحيته ليرسلها لبيت فرح وكذلك أرسل معها إحدى الخادمات أيضا لمساعدتهما ..


أخفضت قدميها وهي تعدل من جلستها تلك لتقترب من عشق وتمسك يدها بحب لتتحدث من بين بعض الدموع التي تجمعت على مقلتيها قائله :


" بجد أنا مش عارفة بدونك كنت هعمل ايه يا عشق انتي انسانة طيبة جدا وشفافة اوووووي ، ربنا يشفيكي يا حبيبتي وترجعي تمشي على رجليكي من تاني يا رب .. "


منحتها عشق ابتسامة صافية لتهتف بمرح :


" بعد الكلام ده لازم تقومي معايا دلوقتي علشان تفطري ومفيش اعتراض هاا .. "


اومأت لها فرح بخفه لتنهض وهي تجر كرسي عشق المتحرك متوجهتان ناحية طاولة الطعام الصغيرة التي تتوسط ذلك المنزل البسيط ..


طرقات متتالية على باب المنزل أخرجتهما من حوارهما الذي كان يدور حول طاولة الطعام ، نهضت فرح بخفه وهي تتناول حجابها الذي كان موجود على حافة المقعد ولفته حول رأسها بإحكام لتتوجه ناحية الباب تفتحه ..


في حين تابعت عشق طعامها ليأتيها صوته الصارم وهو يدلف خلف فرح متوجها ناحيتها ليقف أمامها مباشرة وهو يضع يده يجيب بنطاله ويطالعها بنظرات متفحصه :


" إزيك يا عشق ؟ "


طالعته بنظرات مستنكره لتهتف بملل :


" الحمدلله ، خير جاي ليه ؟ "


أحنى رأسه قليلا أمام وجهها الأبيض وهو يهتف بصوت منخفض :


" جاي أروحك البيت يا عشق ، وغصب عنك ... "


أنهى كلامه وهو يشدد على كل حرف يقوله ، في حين ابتلعت هي ريقها بخوف من نظراته تلك ، لتهتف بصوت متقطع :


" بس بس أنا مش عايزة أرجع البيت هناك و وو انا هفضل هنا عند فرح علشان حضرتك ترتاح .. "


نظر لها ببعض الغضب ليهتف بصوته القوي :


" مش براحتك يا هانم ، هتيجي البيت غصب عنك وبلاش أتصرف معاكي تصرف تاني ميعجبكيش "


عرفت أنه سينفذ وعيده ذلك لا محاله ، فالفترة التي عرفته فيها كفيله بأن تعرف طباعه القاسيه ، لتهتف باستسلام :


" طيب لو سمحت خليني بس اليومين دول علشان فرح تعبانه وهي مفيش ليها حد هنا .. "


نظرت لها فرح نظرات شكر لتهتف لها بحزن دفين :


" معلش يا عشق انتي أول على أخر هترجعي القصر ومش تشغلي بالك فيا يا حبيبتي .. "


تنهدت بإستسلام لتنظر لأدم نظرات غضب وهي تزم شفتيها كالأطفال حتى كادت ضحكه أن تنفلت منه بسبب مظهرها ذلك ، ليتقدم ناحيتها ويلتقطها بين يديه بخفه لتشهق من ذلك قائلة بخجل :


" يووو انا مش هتبطل ده ؟ البيت أرضي وانا أعرف أخرج لوحدي .. "


منحها نظره باردة ليهتف :


" أنا مش بعمل كده علشان حاب أشيلك !! انا بعمل كده علشان انا كنت السبب في وضعك ده .. "


منحته نظرة ناريه من عينيها التي يكاد يغرق فيهما كلما نظر اليهما ..


سار بها بخفه ليتوقف ناحية الباب ليدير رأسه لفرح قائلا :


" فرح انا هوصل عشق للسيارة الاقيكي جهزتي نفسك وكل هدومك وهدوم فرح ولحقتيني فورا ، من اليوم ده هتيجي القصر تعيشي معانا ومفيش أي اعتراض وده الآمر من صفيه هانم .. "


شهقت عشق بفرح وبتلقائية منها وجدت نفسها تلف يديها حول رقبته بسعادة وهي تهتف :


" ميرسي يا آدم .. "


تصلب جسده بعد حركتها العفوية تلك ، سحبت يديها بسرعة محاولة قدر الإمكان الابتعاد عنه وقد أصبح وجهها كحبة فراولة ناضجة .. أبتسم بخبث قائلا :


" للدرجة دي فرحانه .. "


حولت رأسها للجهة الأخرى بخجل شديد وهي تلعن نفسها على تسرعها ذلك ، ولكن وجود فرح بجانبها الأن يشعرها بسعادة كبيرة ..


في حين بقيت فرح تقف تطالعهما ببلاهه شديدة بعد كلمات أدم لها ، نزلت من عينيها الدموع وهي تفكر بحنية السيدة صفيه تلك ، حيث ان الله عوضها برحيل والدتها بهؤلاء الناس الطيبون ...


**************************


مر أسبوع أخر على الأحداث ، حيث كان أحمد قد بدأ العمل بالشركة تحت إشراف أدم الصارم والقاسي عليه ليتعلم أصول العمل ويكون قادرا على أدارة الأمور بنفسه بالمستقبل ، استطاع أحمد أن يبرز جدارته وذكائه في كل المهمات والأعمال التي يكلفه بها أدم ، في حين كان أيهم قد بدأ شراكة كبيرة مع شركة أدم لتندمج أعمال الإثنين راغبين بعمل امبراطورية كبيرة لهما ..


كان أدم يجلس برفقة شقيقه وصديقه أيهم في صالة القصر الكبيرة بعد أن قامت السيدة صفية بدعوته هو ووالده إلى الغداء اليوم ..


في حين كان والده قد تأخر قليلا لإنجاز بعض الأعمال العالقه ..


أخذ يبحث بعينيه عنها في أرجاء القصر ولكنها لم يستطع رؤيتها لذلك قرر أن يسأل أدم عليها ليهتف باهتمام :


" احم ، هي عشق فينها مش باينه يا أدم ؟ "


حدجه أدم بنظرات متفاجئة من سؤاله عنها ليهتف بغضب ظاهر على وجهه :


" هو انت ان شاء الله كنت تعرفها علشان تسأل عنها يخويا ... ؟ "


نظر له أيهم بنظرات عادية ليهتف :


" لا بس كنت حاب أطمن عليها .. "


كز أدم على أسنانه بقوة وهو يشعر بالغضب الشديد من كلمات صديقه تلك ليهتف بسخط :


" اطمن ، البنت كويسه ، خليك بحالك "


طالع أحمد شقيقه بنظرات متشككه فقد أثبت له ذلك بأن أدم يكن مشاعر خفيه لعشق ! في حين تابع أيهم قائلا بعفوية :


" البنت دي فيها حاجه غريبة ، انت كل ما أشوفها قلبي بدق كتير يا أدم ، حاسس إني


بعرفها من زمان "


نهض أدم من مكانه بعنف وهو يصرخ قائلا :


" يوووووووو ما خلاص بقى ، ايه رأيك اجوزهالك وتريحني .."


هتف أيهم بمرح :


" يا ريت يا صاحبي ده انت تكون خدمتني خدمة عمري .. "


توجه أدم ناحيته بغضب وهو ينقض عليه بقوة وغضب مبالغ فيه ليهتف له :


" أيهم ، بلاش تقل أدبك اكتر من كده ، عشق دي خط أحمر .. "


ابتسم أيهم بقوة وهو يوجه نظراته ناحية أحمد الذي غمز له بتفهم فقد إستطاع الإثنين أن يخرجا مشاعر أدم ناحيتها الذي ينكر وجودها بداخله ..


هتف أيهم بمرح :


" اخص عليك يا أدم ، هتقتلني مكنش العشم اصاحبي "


ابتعد عنه أدم بغضب وهو يزفر بقوة ليصرخ بوجهه قائلا :


" ما تتهد وتقعد يا أخي وبلاش اسلوبك المستفز ده ..."


في حين كانت هي تقف تستمع لكلامهما ذلك من خلف الحائط وهي تذرف الدموع بقوة


وخيبة أمل ، فالمشاعر التي بدأت تنمو بداخلها لذو الشعر الأحمر قد خابت مجرد ما فهمت من كلامه ذلك بأنه يحب عشق !!


توجهت ناحية عشق التي كانت تحاول رفع سحاب فستانها من الخلف ولكن جلوسها على ذلك الكرسي لم يعطيها القوة ، لتوجه ناحيتها ترفعه لها برقة قائلة :


" ماشاء الله ، قمر كالعادة يا عشق ، ربنا يحميكي "


بادلتها عشق نظرات سعيدة لتهتف :


" ده كله فستان عادي يا بنتي متكبريش الموضوع بقى "


هتفت فرح من بين ألامها :


" الغداء جاهز يلا تعالي ، وكمان والد الأستاذ أيهم هيوصل بعد شوية .. !! "


اومأت لها عشق بتفهم ، فقد أصبحت عشق وفرح في هذه الفترة صديقتين مقربتين من بعضهما ، فقد أصرت عشق عليها أن تترك عمل المطبخ ولكن فرح رفضت بشدة فوجودها بهذا القصر سيكون مرتبط ببقائها بعملها فهي لا تريد شفقه من أحد او أن تبقى بالقصر عاله عليهم ، ليقرر أدم ان تتخلى عن عملها بالمطبخ وتستلم عمل جديد وهو البقاء بجانب عشق ومساعدتها في احتياجاتها لأنها طبيبة وتمتلك خبرة كافية في وضع عشق ذلك حتى لو كانت ما زالت تدرس .. لتنصاع فرح بالنهاية لذلك برحابة صدر ..


خرجت فرح تجر كرسي عشق بحذر ، وبمجرد ما رأها ذلك حتى وقف يطالعها بنظرات حانيه ، الأمر الذي جعل أدم يستشيط غضبا وينهض من مكانه بعنف ................ !


الحلقة العشرة

من روايه عشق الادم ♥♥♥♥

توجه أدم ناحيتها بخطوات سريعة بعض الشيء الأمر الذي جعل الجميع يقفون ينظرون له بغرابة ، فمنذ قدوم عشق لهذا القصر وأدم انقلبت حياته رأسا على عقب ، فقد أصبح شخصا أخر ، شديد العصبية أكثر من السابق ، يهتم بأدق التفاصيل التي تخصها

الأمر الذي جعل الجميع يدركون حقيقة واحدة ..

" أدم الزهراوي وقع بعشقها وانتهى الأمر " ولكن ماذا عنه هو هل اكتشف ذلك أم ما زال على عقدته الماضيه ..

وقف يطالعها بنظرات حارقه لينحني لمستواها وهو يهمس بجانب اذنها اليمنى متجنبا أن تستمع فرح التي كانت تقف مكانها تطالعهم بدهشه قائلا :

" ايه الفستان المهبب إلي لابساه ده ؟ اااه صح الهانم تربية بلاد برا وأكيد هيكون شكلك عامل كده ، وطبعا مبسوطة ان أيهم واقف يبصلك كده صح ؟ "

بدأت الدموع تتجمع بعينيها وهي تستمع لكلماته الحارقة تلك ، وبلتقائية أخفضت رأسها تطالع فستانها ذلك الذي كان عبارة عن فستان أسود ممزوج باللون الأحمر يصل إلى كاحلها وبدون أكمام لتهتف بغضب ممزوج بالدموع :

" أظن الفستان طويل ومش كاشف حاجة ، وبعدين انت مالك أنا ألبس إلي يعجبني ، تكون ولي أمري وأنا مش عارفة ؟ "

اشتدت نظراته الغاضبه عليها ليهتف وهو يكز على أسنانه بقوة حتى كادت تتكسر :

" إلي هيعيش بالقصر ده هيكون محترم يا هانم ، اللبس ده مش عندي ... فااااهمه ؟ "

أنهى كلامه وهو يرفع جذعه ليستقيم بوقفته وهو يطالعها بنظرات انتصار بعد أن رأى ملامح وجهها تبدلت للغضب الشديد بعد كلماته الجارحه تلك ، للوهلة الأولى ندم بسبب ذلك وشعر بغصه وهو يرى الدموع تتلئلئ بعينيها ، ولكنه أقنع نفسه بأنها دموع كاذبة وأن كل النساء يستخدمها سلاح أمام الرجال كما فعلت طليقته !!

ولكن السؤال الأكبر الذي دار بذهنه لما شعر بأنه على وشك الفتك بصديقه عندما رأه يطالعها ؟

أهي الغيره !!

انخفضت فرح إلى مستواها تشدد على يدها التي بدأت كأنها قطعة ثلج لتهتف لها بلهفه :

" عشق انتي كويسه ؟ "

حاولت أن تظهر ابتسامة صغيرة على ثغرها لتهتف بصوت حاولت أن يبدو طبيعي بعض الشيء :

" الحمدلله ، متخافيش يا حبيبتي .. "

في حين زفر أحمد وأيهم بنفس الوقت من تصرفات أدم التي أصبحت غريبة جدا ..

قاطع ذلك الجو المشحون طرقات على باب القصر لتتوجه الخادمه بخطوات عادية باتجاه الباب لاستقبال الضيف القادم والذي لم يكن سوا

والد أيهم !!

وقف الجميع لإستقبال الضيف القادم ، هتف أيهم بمرح وهو يشير ناحية والده :

" أقدملكم جلال باشا ، والدي ! "

مد أدم يده له بسعادة ليهتف وهو يصافحه :

" نورتنا يا جلال باشا ، دي المرة الأولى إلي أشوف حضرتك فيها ، أيهم كان قالي إنك قضيت حياتك كلها بإيطاليا .. "

ابتسم السيد جلال بسعادة وهو يبادله المصافحة قائلا :

" الشرف ليا أنا يبني ، وبعدين ايه جلال باشا دي ، انت تقولي عمي ماشي ؟ ده انت بغلاوة أيهم ابني "

ابتسم له أدم بحبور ، في حين تقدم أحمد يصافحه قائلا بمرح :

" وانا بقى يا عمي أحمد ، اخو الكائن الرخم ده ، و ااه قولتلك يا عمي ، نورتنا "

صدحت ضحكات كل من أدم وأيهم والسيد جلال على كلمات أحمد المرحه ليهتف له قائلا :

" منورة بيكم يا ابني "

دخل الجميع باتجاه الصاله الكبيرة حيث كانت تقف فرح بجانب كرسي عشق وهي تطالع الضيف بنظرات جديه ، في حين كانت السيدة صفيه ما زالت بالداخل تقوم على الإشراف على الخدم والتأكيد عليهم ..

دون أن تعلم بشخصية الضيف ذلك الذي سيقلب كيانهم بالكامل .. !!

تقدم السيد جلال بخطوات رزينه ليلفت نظره تلك الفتاة الجميلة التي أجلس على كرسي متحرك تطالعه بنظرات بريئه ، قبض قلبه بشدة لا يعرف لماذا ، ولكن كل الذي كان يشعر به بتلك اللحظات قدميه التي ساقتاه ناحيتها بتلقائية ، ربما وضعها ذلك بالكرسي المتحرك حرك شفقته تجاهه او ربما شيئا أخر .. !!

هبط على قدميه أمامها تحت نظرات كل من أدم وأيهم وأحمد الصادمة لذلك ، هتف بنظرات لم تفهما عشق قائلا :

" إزيك يا بنتي ؟ "

كلمة واحدة فقط منه جعلت قلبها يخفق بجنون ، ربما لأنها حرمت من حنان أب لم تسمع منه هذه الكلمة !!

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهتف :

" الحمدلله يا عمو ، أخبار حضرتك ايه ؟ شرفتنا "

التقط يدها بحنيه كبيرة ليقربها من فمه ويقبلها برقه أذابت الباقيه المتبقيه من مشاعرها ليهتف بحنيه :

" الحمدلله يا بنتي ، ماشاء الله تبارك الله فيما خلق وابدع وصور ، ربنا يحميكي "

منحته إبتسامة هادئه وبتلقائية منها رفعت نظرها ناحية ذلك الذي كان يقف يحرقها بنظراته تلك ، لتسحب يدها بخفه ، فهي ليست بوضع جيد الآن لتستمع لكلمات أدم الاذعه ..

في نفس اللحظات تلك كانت السيدة صفيه تخرج من المطبخ وهي تحمل بين يديها بعض الأطباق الزجاجية ليلفت نظرها ذلك الرجل الذي يجلس أمام عشق ويتبادلون أطراف الحديث ، دققت النظر جيدا لتشهق بقوة وهي تراه يقف أمامها بكل جاذبيته وسحره الذي لا زال يحتفظ به حتى الأن ، أسقطت الأطباق الزجاجية من يدها لتتهشم بقوة الأمر الذي جعل أدم يتجه ناحيتها بلهفه قائلا :

" حصلك حاجه يا امي ؟"

هتفت وهي ما تزال تنظر لجلال بقوة قائلة :

" أنا كويسه يا حبيبي ، وقعو غصب عني "

أمسك بيدها أدم ساعدها عن الابتعاد عن الزجاج المتهمش قائلا :

" يولعو يا امي ، المهم انتي كويسه .."

في حين تقدم السيد جلال وهو لا يصدق عينيه من تلك المرأة التي تقف بجانب أدم وهي تطالعه بنظرات متشككه ، ليهتف لها بصدمه :

" مش ممكن !! صفيه !! "

كلماته تلك جعلت الجميع ينصتون له بقوة ، في حين ابتلعت السيدة صفية ريقها بتوتر وهي توجه انظارها بينه وبين إبنة أختها ... !!

هتفت له بتوتر :

" ده انت يا جلال !!  مش ممكن "

تحدث آدم بصدمه قائلا :

" انتو تعرفو بعض !! "

هتفت السيدة صفية قبل أن يتحدث جلال مبررة :

" اه ، قصدي جلال بكون صاحب بباك الله يرحمه "

هتف جلال مؤكدا :

" أيوه يا آدم "

اومأ الجميع بتفهم في حين تبادلت صفيه وجلال بعض النظرات الغير مفهومه ..

***************************

في مدينة البندقية

جلست على سريرها وهي تحمل بين يديها هاتفها النقال ، وبدأت تطلب رقما معينا بعد أن تأكدت بأن زوجها اللعين قد خرج من المنزل أخيرا بعد ان دام مواضبه بجانبها يضغط عليها بمعرفة مكان ابنتها ولكنها أبت أن تقول الحقيقة ..

وضعت الهاتف على اذنها تترقب أن يأتيها صوت لطالما تمنت أن تسمعه بعد مدة من الابتعاد ..

في نفس الوقت كان الجميع ملتفون على طاولة الطعام ، والجو سيد التوتر بين السيدة صفيه والسيد جلال الذي لم ينزل عينيه أبدأ عن تلك الجميلة التي كانت تتناول طعامها بهدوء بجانب فرح ، في حين كان أدم يجلس قبالتها يدقق النظر بها وشعور غريب يرفض أن ينزل عينيه عنها ...

في حين كان أيهم بعالم أخر وهو يشعر بالعديد من المشاعر التي تعصف بقلبه الآن مجرد ما يرفع نظره وهو يطالعها بنظرات جديه ، وهو لا يعرف ما سبب ذلك كله ..

تنهدت فرح بحزن خفي وهي تراه يطالع عشق بنظرات والهه ، ثم فهمت بأن ذلك الشخص من نظراته يعشقها .. 

قاطع صمتهم ذلك و الأفكار التي كانت تعصف برأس كل واحد منهم صوت الهاتف الذي أخذ يعلو في أرجاء المكان ..

نهضت فرح بخطوات رزينه ناحيته لترفع الهاتف بيدها قائلا برسميه :

" السلام عليكم "

ليأتها صوت ناعم قائلة :

" لو سمحتي ممكن أكلم عشق .. "

علقت فرح نظرها على عشق التي كانت ما زالت تأكل بهدوء لتجيبها بهدوء :

" ثواني وتكون مع حضرتك "

ثم قامت فرح بحمل الهاتف بين يديها والتوجه ناحية عشق لتهتف لها :

" في ست بتقول عايزة تكلمك يا عشق "

رفع الجميع أنظارهم ناحيتها ، للتناول عشق الهاتف قائلة برسمية :

" أنا عشق ، تفضلي "

ثواني عصبيه مرت قبل أن تشهق عشق بقوة والدموع تغرق عينيها بقوة وهي تهتف بصوت متقطع :

" م م ما ماما "

.........................  !!

تكملة الرواية من هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع