القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عشق الادم الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم حنان قواريق كامله

 رواية عشق الادم الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين  بقلم حنان قواريق كامله 





رواية عشق الادم الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين  بقلم حنان قواريق كامله 




الحلقة السادسة عشر

من رواية عشق الادم 

أخذت تطالع أولئك الذين يجلسون أمامها مسلطون أنظارهم عليها بقوة وعيون حاده كالصقر تكاد تفتك بها وتحرقها بمكانها ذلك ، ابتلعت ريقها بصعوبة وأخذت تلعب بأطراف أصابعها بتوتر والخوف مسيطر عليها بقوة ، زفر آدم بقوة وهو يحرك عينيه عليها بملل فهي تجلس منذ ساعة أمامهم الآن تحاول الحديث ولكنها لم تستطع إخراج حرف واحد حتى الأن ، تناول كوب الماء الزجاجي عن تلك الطاولة أمامه يرتشف قطرات الماء الباردة حتى يحافظ على هدوئه ولا يفقده الآن ..

وجهت عشق أنظارها ناحيته تطالعه بنظرات غير مفهومه وهي تجد حالته تلك ، تنهدت بأسف وهي توجه أنظارهت ناحية أحمد الذي أخذ ينظر لتلك الفتاة بحقد شديد ..

هتفت السيدة صفيه تخفف حدة الأجواء المشحونة لتلك الفتاة أمامها قائلة بهدوء  :

" خير يا بنتي ؟ انتي عايزة تقولي حاجه  خايفه صح ؟"

طالعتها الفتاة بنظرات بريئه وبدأت الدموع تترقرق بعينيها لتهتف بتلقائية :

" والله انا مليش دعوة يا هانم ، هم هم إلي جبروني أعمل كده "

قذف أدم الكوب الزجاجي من يده بغضب وهو ينهض ليصرخ فيها بصوت عميق قائلا :

" ما تتكلمي يا بت انتي ، هو احنا هنسحب الكلام منك بالعافيه ، هم مين دول ؟ "

انكمشت على نفسها أكثر وهي تخفي رأسها خلف عشق التي كانت تجلس بجانبها لتتحدث الأخيرة بهدوء وهي ترى حالة آدم تلك :

" متخافيش يا حبيبتي ، اتكلمي واحنا هنساعدك "

اومأت الفتاة برأسها لتجفف دموعها وتبدأ بالحديث قائلة :

" أنا اسمي نور و من عيلة فقيرة ومفيش ليا بالحياة دي غير ماما إلي مريضة بالقلب ومحتاجه كل شهر علاج بسعر كبير ، انا لقيت شغل من فترة بشركة السيوفي علشان انا خريجة تجارة ،  وفي يوم طلبني مدير الشركة وقالي هتروحي شركة الزهرواي وتلحقي واحد اسمه ( احمد الزهرواي ) وقالي على تفاصيل بتخص أحمد باشا ، المهم اتفقنا اني الحق أحمد باشا في يوم وهو داخل الشركة وطلب مني أركب المصعد معاه ولحسن حضي مكنش حد موجود قدام المصعد غيره ، وقالولي هتتهميه انه بيتحرش بيكي بالمصعد وناخده السجن ، بس والله معرفش أنهم هيجيبو الصحافه و يصورونا وقتها .. "

انهت كلماتها تلك وهي تنحب بقوة وتتمسك بأطراف فستانها حتى كادت تقطعه من ألم قلبها ، في حين صفق أدم بيديه بسخريه وهو يصرخ :

" برافو بهنيكي على التمثيليه ده يا انسه نور ، واكيد هم إلي بعتوكي علشان تيجي تقولي الكلمتين دول "

حركت رأسها بعنف قائلة :

" لا والله انا جيت أعترف بالحقيقة لوحدي ياريت تصدقوني  "

طالعها أحمد بنظرات كارهه ليهتف لها بسخريه قائلا :

" وايه مصلحتك من كل اللعبه دي يا استاذه ؟ "

ابتلعت مرار كلمات السخريه منه لتخفض رأسها قائله :

" ماما مريضة قلب وعايزة عمليه بأسرع وقت ، الدكتور قالي لو معملتش العمليه يمكن تموت .."

أخذت تنحب بقوة بعد كلماتها الأخيرة الأمر الذي جعل أحمد يطالعها بنظرات شفقه وشيئا كبيرا بداخله يقول له بأنها صادقه ..

هتفت لها عشق بمواساة :

" ممكن تهدي شوية ؟ علشان نشوف هنساعدك

ازااي "

وقف أيهم بعنف وهو يتذكر شيئا ليهتف بها قائلا :

" اسمه ايه صاحب شركة السيوفي يا أنسه ؟"

طالعته بعيون منتفخه من شدة البكاء لتتحدث قائلة :

" اسمه جابر ... جابر السيوفي "

تجمد أيهم مكانه من الصدمه فأخر شخص كان يتوقعه ان يكون ذلك الشخص هو عدو صديقه أدم

أخذ يتبادل النظرات مع آدم الذي أغمض عينيه بتفهم بعد أن علم هوية ذلك الرجل ... !!

نهضت من مكانها بتعب قائلة :

" اتمنى تسامحوني ، وانت يا استاذ أحمد سامحني "

نظراتها التي تشع براءة تلك جعلته يتوتر وهو ينظر لها ، في حين هتف ادم قائلا بصرامه :

" هساعدك بعملية والدتك يا نور وكمان هوفرلك شغل كويس عندنا بالشركة بس بشرط "

انفرجت اساريرها بسعادة وهي تسمع كلماته تلك بمساعدة والدته لتهتف بفرح مختلط بدموعها :

" وانا موافقة ، المهم عندي ماما تخف "

*******************************

دخلت من باب بيتها وهي تشعر بسعادة غامرة تتغلغل في ثنايا قلبها بعد أن وعدها أدم بتنفيذ عملية والدتها بأقرب وقت ممكن ، سارت بخطوات سريعة باتجاه غرفة والدتها لتراها تغط بنوم عميق

همست لنفسها بسعادة :

" الحمدلله ، وأخيرا ماما هتخف وترجع طبيعيه ، يمكن ربنا كاتب كل ده علشان عيون ماما حبيبتي "

جلست مكانها على ذلك المقعد لتبتسم لنفسها بسعادة وهي تتذكر أحمد الذي أصر على إيصالها لبيتها للإطمئنان بأن احدا لم يكن يلاحقها ...

******************************

سار برواق القصر متجها ناحية غرفته بعد أن خرج من غرفة شقيقه أحمد وقام بالاعتذار منه على تسرعه في الحكم عليه قبل أن يستمع للقصة كامله

وجد جسد يرتطم به بقوة شديدة ليفتح عينيه على مصرعيها وهو يجد عشق تقف بين أحضانه بعد أن ارتطمت به بقوة وهي تخرج من غرفتها بسرعة

أخذ يطالعها بخبث في حين احمرت وجنتيها بخجل محاوله إفلات نفسها من بين يديه القاسيتين وهي تهتف بغضب :

" ممكن تسيبني يا استاذ ؟ "

أخذ يضحك بشدة على كلماتها تلك ليهتف بخبث أكبر :

" ممممممم وإذا مسبتكيش هتعملي ايه يعني ؟ "

نظرا له بقوة لتهتف بغضب أكبر :

" هفففف ، بقولك سيبني عايزة أروح اكلم ماما "

رفع وجهها بين يديه برقه ليتحدث بصوت زلزل كيانها من رقته :

" انتي عايزة تشتغلي ليه يا عشق  ؟ "

ابتلعت ريقها بتوتر قائله :

" علشان فرح بتروح كليتها والكل هنا مشغول ف فعيزه اشغل وقتي "

نظر ليعينيها الجميلتين بقوة ليغمض عينيه وهو يهتف لها بدون وهي :

" بحبك "

تشنجت أوصالها بين يديه وشحب وجهها بشكل كبير وهي تستمع لتلك الكلمة التي سمعتها منه من قبل ولكن الآن لها طعم آخر ، ومشاعر أخرى ضربت قلبها بقوة ...

فتح عينيه الحادتين يطالعها بنظرات عشق ، عشق فصل خصيصا لها وحدها ، عشق لم يذقه من قبل إلا بوجودها ..

أخفضت رأسها خجلا وهي تكاد تبكي من هول المشاعر التي خرجت مره واحدة ، ليرخي يديه عن جسدها قائلا بصوت عاشق :

" أيوه بحبك "

زادت ضربات قلبها بسرعة رهيبه وهي تشعر بوجهها يكاد ينفجر من سخونته تلك لتقوم بدفعه بيديها وتتمكن من الفرار الى غرفتها تغلقها عليها باحكام

في حين وقف ينظر لها بسعادة لم يشعر بها إلا منذ وجودها بجانبه ليهتف لنفسه :

" وأخيرا حبيت يا آدم .. وحبيت بجد .. "

***************************

قفزت على سريرها كالطفل الصغير بسعادة وتضع يدها ناحية قلبها الذي خفق بجنون تكاد تلك الخفقات تخترق حائط غرفتها تصل لمسامع عاشقها ومتيم روحها ..

جلست على السرير تلتقط أنفاسها بقوة وهي تحرك يديها تستشف بعض الهواء ليبرد سخونه وجهها الأبيض الذي اصطبغ بالأحمر وما زال ..

أما بغرفة أدم ، كان يقف أمام المراءة مغمض العينين يتذكر ملامحها الجميلة بعد ان اعترف لها بحبه

سمع طرقات على باب غرفته أخرجته من شر ده ذلك ، هتف بجديه :

" اتفضل "

وجد والدته تدلف بخوات متعثرة وهي تنظر له بتوتر شديد ، امسك يديها يقودها ناحية السرير ليجلسها عليه قائلا بلهفه :

" خير يا امي ؟ انتي كويسه ؟"

ابتلعت ريقها بتوتر قائلة :

" عايزة أقولك على حاجه يا آدم بس ياريت تساعدني يبني "

اومأ برأسه بقوة قائلا بجدية :

" ده انا كلي تحت أمرك يا ست الكل .."

تحدثت بجدية متشبعة من كلماته تلك :

" بص يا ابني جوز خالتك الواطي ماسك عليها شيكات للبنك ، علشان كده ممنوعة من السفر لحتى تسدد المبلغ وعايزاك تساعدها تسدده .. "

نظر لها آدم بقوة قائلا :

" حاضر يا امي انتي كلميها وخديلي منها شوية معلومات وانا هسددلها المبلغ ان شاء الله "

تبسمت بسعادة قائلة :

" كمان في حاجه !! .. "

طالعها أدم بنظرات مترقبه لتكمل :

" احنا لازم نحمي عشق "

أخذ يطالع والدته بدون فهم قائلا :

" ليه خير مالها عشق ؟ "

ابتلعت ريقها بتوتر أكبر قائلة :

" جوز أمها عايزها يا ادم ... "

انتفض آدم من مكانه وكأن أفعى قد لدغته بقوة   ليهتف بدون وعي :

" اي حد هيقرب عليها هيكون آخر يوم بحياتيه "

نهضت هي بدورها تطالع ابنها وفلذة كبدها بنظرات مختلطة بالسعادة ، فأخيرا آدم قد تحرر من العقدة التي زرعتها برأسه تلك الحيه "طليقته" ، ليبدأ حياة جديدة وأول عشق من نوعه كما لاحظته والدته مؤخرا منذ قدوم عشق إلى القصر ..

ابتسمت بسعادة قائله :

" انت بتحبها مش كده ؟ "

تنهد وهو يطالع والدته قائلا :

" أيوه يا امي بحبها .. "

ابتسامة شقت وجهها على أخره وهي تقترب منه أكثرا تحتضنه بسعادة بالغه ، في حين بادلها الحضن ورقصات قلبه تزداد ليهتف لها بقوة :

" عايز اتجوزها اليوم قبل بكرا .................... "


الحلقة السابعة عشر 

من روايه عشق الادم ♥♥♥♥

وقفت أمام مرأتها تطالع نفسها بسعادة على تلك الخطوة التي اتخذتها ولا رجعة فيها ، هي كانت ترغب بها كثيرا ولكن ظروف حياتها برفقة زوج والدتها كانت تجعلها تتراجع كثيرا ، ولكن اليوم وبعد ان بدأ قلبها رحلة حياة جديدة لم يخوضها من قبل أصرت أن تكون هذه الرحلة قائمة على مخافة الله ورضاه بكل خطوه تخطوها ، ابتسمت لنفسها بسعادة وهي راضيه كل الرضا عن حالها ذلك ..

أخذت نفسا عميقا وهي تدير جذعها ناحية الباب متتوجها للأسفل حيث ينتظرونها على طاولة الإفطار ..

نزلت الدرجات بثقة كبيرة لم تكن تمتلكها من قبل ، ثقة حطت رحالها في عالمها ذلك منذ اللحظة التي وجدت نفسها بها انسانة أخرى ، وصلت إلى الدرجة الأخيرة لتقف مكانها تلعب بطرف فستانها الجميل ببعض التوتر من ردة فعلهم او بالأحرى من ردة فعله هو !! ذلك الذي خطف قلبها من مكانه ليأخذه ناحية قلبه معلنا تملكه له ، وهي التي رحبت بذلك كثيرا وخاصة بعد أن علمت بأنها تبادله المشاعر الجنونية نفسها ..

كان أول من لاحظ وقوفها ذلك هي فرح التي كانت تخرج من المطبخ لتساعدها على هيئتها تلك ..

شهقت بخفه لتتحول بعد ذلك الى ابتسامة واسعة انجذب أنظار كل من كانو يجلسون على طاولة الطعام ناحيتهما وهي تهتف بسعادة بالغة :

" بسم الله ما شاء الله ! ده انتي طالعة كده أحلى بكتير من الأول يا عشق ، ربنا يثبتك يا حبيبتي "

اصطبغ وجهها باللون الأحمر بشدة وهي تشاهده ينهض عن الطاولة بخطوات بطيئه وعلى وجهه إبتسامة لم تشاهدها منذ أن رأته ، لتخفض رأسها بخجل ، في حين سار ناحيتها بخطوات بطيئه يطالع تلك الملاك التي زادت جمالا ورقه ، فقد كانت ترتدي فستان من الجينز الأزرق الواسع بعض الشيء ويعلوه قطعة الحجاب !! الذي زادها براءة وجمال لم يشاهده من قبل ..

وصل أمامها مباشرة ليهتف بصوت منخفض :

" بحبك "

أخذت ضربات قلبها بالتمرد بمجرد سماع تلك الكلمة منه التي تجعلها على وشك الإنهيار لا محاله ..

في حين ابتسمت السيدة صفيه وهي تطالعهم بنظرات رضا ، هتف أحمد بمرح قائلا :

" يارب اوعدني يا رب ، ياااه يا جماعة نفسي احب واتحب ، ايه العيشه الظالمه دي .. "

أفلتت ضحكه صغيرة على كلمات أحمد تلك ، في حين هتف أدم بصوت صارم وهو يضع يديه في جيوبه وما زال يطالعها قائلا :

" عشق هتيجي معانا المؤتمر يا أحمد ، وانت بتروح بتجيب نور من بيتها .. "

نهض أحمد من مكانه بسعادة لم يعرف لها سبب مجرد ما أستمع لإسم تلك الفتاة ليهتف له بمرح :

" طياره .."

هتفت عشق بصوت منخفض :

" مؤتمر ايه ده ؟ وبعدين انا أجي ليه ؟ "

إبتسم لها بحب قائلا :

" هتفهمي كل حاجة بوقتها ، دلوقتي تعالي افطري وبعدين هفهمك ... "

******************************

في مدينة البندقية

أخذت تنحب بقوة وهي تتمسك بتلك الورقة الصغيرة التي تركها لها زوجها " عمار " ، مرفقة بتلك الورقة الكبيرة التي إحتوت على طلاقها منه بعد تلك الدعوة التي كانت قد رفعتها عليه من أجل أن يقوم بتطليقها بالإجبار بعد ان قدمت كل التقارير الطبيه التي تؤكد ضربه لها وإهانتها بشكل كبير ، ليتم ذلك ويقوم بالخضوع لرغبتها بالطلاق والانفصال الأمر الذي كان محبب إلى قلبه ، حزم امتعته وذهب تاركا خلفه رساله مفادها ( وأخيرا تخلصت منك يا صفاء ده انتي كنتي متل الحجر على قلبي ، عمري ما حبيتك بس إتجوزتك علشان عشق ، بعد ما رفضتني قولت اتجوزك وأتقرب منك ، بس بنتك دي عنيده وانا هكسر عنادها ده ، اليوم بالليل هكون وصلت عندها ، سلام يا ... طليقتي .. )

أخذت تضرب على وجهها بقوة وهي تهتف بألم وبكاء :

" أنا السبب ، لو ما سبتش جلال وسمعت كلام الواطي جابر مكنش هيحصل كده ، سامحيني يا بنتي سامحيني .. "

بقيت تبكي على وضعها ذلك حتى سمعت صوت هاتف المنزل يصدح بقوة ، مسحت دموعها بسرعة وهي تنهض من مكانها بجنون ظنا منها بأنها ابنتها

رفعت السماعه وهي تهتف بدون وعي :

" عشق بنتي !! "

تنحنح الرجل على الجهة الأخرى ليهتف بجديه :

" مدام صفاء مش كده ؟ "

أجابت بجديه :

" أيوه خير ؟ "

تحدث الرجل بهدوء وعمليه :

" حضرتك انا موظف البنك المسؤل عن القرض بتاعك ، أحب أقولك ان القرض بتاعك تسدد بالكامل ومفضلش عليكي ولا حاجه .. "

هتفت بصدمه :

" ازاااي ومين عمل كده ؟ "

هتف لها بجديه :

" أدم الزهراوي حول كل المبلغ لهنا وسدد بالكامل وكمان باعتلك فلوس مستعجله ، ف لازم تتفضلي هنا ننهي العقد وتستلمي فلوسك "

بدأت دموعها تنزل بغزارة من شدة الفرحة لتهتف بسعادة :

" متشكرة جدا ليك يا فندم ، ساعة كده ان شاء الله تلاقيني عندكم .."

أنهت الأتصال وهي تشعر بسعادة غامرة لتغمض عينيها وهي تهتف :

" ربنا يسعدك يا آدم يا حبيبي ، الحمدلله الحمدلله ، وأخيرا هسافر عند بنتي ... "

****************************

تهافتت حشود الصحافة هنا وهناك بداخل تلك القاعة الكبيرة المخصصة للمؤتمرات والندوات بداخل شركة الزهرواي ، مستعدون لإلتقاط الصور بمجرد دلوف أصحاب المؤتمر إلى المكان ، جلس الجميع مكانه استعدادا لذلك وما هي إلا لحظات حتى شاهدو آدم يدخل بطلته الرجوليه الساحرة برفقة شقيقة أحمد الذي بدأت عدسات الكاميرات تلتقط الصور لهما معا ، أيضا لفت أنظار الصحافة تلك الحورية الجميلة التي كانت تسير بجانب أدم من الجهة الأخرى ويبدو عليها التوتر الشديد وبرفقتها فتاة أخرى استطاع الصحفيون التعرف عليها جيدا !! ..

جلس الجميع في أماكنهم من جديد ، في حين احتل آدم منتصف المنصة بهيبة طاغية تليق به وحده ، وعلى يمينه يجلس أحمد وبجانبه أيهم ونور التي كانت تجلس بتوتر كبير ، في حين أجلس على يساره عشق التي لم تعرف بعد ما سبب مجيئها الى هنا !!

بدأ آدم الكلام ليلفت كل الأنظار إليه قائلا :

" كلكم عارفين الفضيحة إلي صارت عندنا بالشركة وكان ضحيتها أخويا أحمد والبنت المسكينة دي ، وللأسف في ناس كتيرة زادت على الموضوع من عندها وحاولت تشويه سمعة عيلتنا وسمعة الشركة ، انا عملت المؤتمر ده علشان أكشف الحقيقة قدام الكل ، وأكشف كمان مين وراء اللعبة دي ..  "

تحدث أحد الصحافيين مقاطعا حتى يكذب أقوال أدم قائلا بسخريه :

" حضرتك تقدر تفسر الصور إلي اتخذت في نص مكان الفضيحة بين أخوك والبنت دي "

إبتسم أدم على سذاجة ذلك الرجل الذي يبدو عليه مندسا من ناحية عدوه ليهتف بجديه :

" دلوقتي هخلي الفرصة للأنسة نور هي إلي توضح حصل ايه .. "

توجهت الأنظار والعدسات ناحية نور التي بدأت مرتبكة بعض الشيء ولكنها عزمت على إمساك نفسها بقوة حتى تشهد بالحق ، بدأت تسرد عليهم كل التفاصيل التي قالتها من قبل لأدم والجميع ...

أنهت كلامها لتهتف بصوت قوي قائله :

" الناس دي مبتخفش ربنا ، استغلت حاجتي لعلاج والدتي وخلتني أعمل كده ، حسبي الله ونعم الوكيل .."

بدأ الصحفيون يوثقون ذلك بالصوت والصور ، في حين تحدث آدم بجدية قائلا :

" من هنا انا بوجه كلامي " لجابر السيوفي " وبقوله

أنت مش قد آدم الزهرواي يا استاذ جابر علشان تحط رأسك برأسي ، ده انا آدم والكل عارف مين آدم ..  "

بدأت عدسات الكاميرات توثق أقوال آدم تلك بقوة

ليهتف أدم من جديد :

" أي حد عايز يسأل سؤال يتفضل "

نهضت إحدى الصحفيات وهي تتحدث بجديه قائلة :

" حضرتك هتعمل ايه مع جابر السيوفي "

ابتسم أدم بخفه قائلا :

" مش هعمل حاجة طبعا ، الناس دي انا مش شايفها قدامي اصلا يا استاذه .. "

بدأ الصحفيين واحد تلو الأخر يطرحون بعض الاسئلة الممله وأدم يجيبهم برحابة صدر ..

هتف أدم وهو ينهض من مكانه بعد ان إنتهى المؤتمر قائلا بصوت قوي :

" دلوقتي خلصنا من القصة دي ، أحب أقولكم أن هتزوج عن قريب جدا من الأنسة عشق .. "

من جديد تسابقت العدسات توثق ذلك الخبر الذي لم يكن على البال أبدا ، لتلتقط العدسات نظرات آدم التي فاضت حبا وعشقا ناحية عشق التي كانت على وشك الإغماء من ذلك الموقف ...

غادر الصحفيون يحملون بجعبتهم الكثير من الأخبار التي ستتصدر قائمة الصحف في الصباح الباكر ..

هتف أحمد بتعب :

" الحمدلله ده انا كنت هختنق من رخامة الصحافة "

إبتسم أيهم بشدة وهو يقترب من عشق التي كانت تقف بجانب نور ليلتقط يدها برقة ويقبلها قائلا :

" مبروك يا عشق انتي تستاهلي كل خير "

تجمدت مكانها من الصدمة بعد فعلته تلك لتوجه نظرها ناحية آدم الذي وقف يطالعها بنظرات سعيدة

والغريب هنا انه لم يغار او يغضب من تصرف أيهم.... !!

هتفت نور مقاطعه بصوت منخفض :

" عن اذنكم أنا لازم أمشي علشان ماما وحدها

بالبيت "

هتف أحمد بسرعة :

" هوصلك "

ابتسمت له بامتنان ليغادرا سويا ، في حين همس أدم باذان أيهم بتوعد :

" الله يخرب بيتك فضحتنا "

إبتسم أيهم له بخبث قائلا :

" وانت مالك اختي وانا حر ... "

*****************************

خرج من المطار وهو يبتسم بخبث فأخيرا هو الآن ببلدها ويتنفس نفس الهواء التي تدخله إلى رأتيها

سار بخطوات متثاقله وهو يجر حقيبته خلفه بملل ويلتفت يمينا ويسارا يبحث عن سيارة أجره تقله لإحدى الفنادق حتى يرتاح قليلا قبل المواجهه ..

لفت نظره تلك الشاشه المعلقه على إحدى المحلات التجاريه ، سار بخطوات سريعة بعض الشيء وهو يرى حبيبته من خلف الشاشة ويبدو بأنها تغيرت كثيرا برفقة إحدى الرجال ..

جحظت عينيه بصدمه وهو يستمع لرغبة ذلك الرجل بالزواج منها ، صك على أسنانه بتوعد وهو يهتف :

" ده في أحلامك إنك تقدر تطول شعرة وحده منها .... دي ليا انا وبس ......................!! "



الحلقة الثامنة عشر 

من رواية عشق الادم 😍😍😍

مرت الأيام سريعا حيث تم عمل عملية القلب لوالدة نور وانتهت بنجاحها وبدأت صحتيها بالتحسن شيئا فشيئا ، كذلك التزمت نور بعملها الجديد بداخل شركة الزهرواي تحت إشراف أحمد عليها ، وكذلك لم يخلو الأمر من مرحه تجاهها ، الأمر الذي بدأ يولد مشاعر جديدة في قلب تلك الجميلة وبدأت الحياة تبتسم لها شيئا فشيئا ..

كذلك تم تحديد موعد كتب كتاب آدم وعشق بعد أسبوع بطلب من آدم وهدف في نفسه .. بالنسبة لعشق فهي تعيش أجمل أيام حياتها حاليا وهي تشعر بأن الله عوضها عن حياتها البائسة بهذا الرجل الذي أضاء حياتها من جديد بعد أن كان الظلام يسكن بداخلها .. وما زالت حتى اللحظة تجهل علاقتها بالسيد جلال وأيهم الذي كلما يراها يقوم بممازحتها الأمر الذي جعلها تشك بحب آدم لها قليلا !! فهو لا يعترض نهائيا على ذلك على عكس ما رأته منه منذ قدومها ..

بالنسبة لجابر السيوفي فقد انخفضت أسهمه بالسوق التجاري بشكل كبير بعد إفتضاح أمره من آدم أمام الصحافة الأمر الذي جعل إفلاسه على المحك .. ليتوعد لأدم وشقيقه جلال بالرد القاسي !!

أيضا ذلك الذي يجلس يحترق في إحدى الفنادق القريبة من المنطقة التي تسكن فيها عشق ، يقوم بوضع خطه محكمه للإيقاع بها عن قريب !!

خرجت فرح من كلية الطب بعد أن أنهت إحدى إمتحاناتها وهي تتنفس الصعداء بعد أن تخلصت من ضغط ذلك الامتحان ، سارت خارج بوابة الكلية تنتظر إحدى سيارات الأجرة ليلفت إنتباهها ذلك الذي يقف على مقربه منها أمام سيارته يرتدي نظارته السوداء التي زادته جاذبيه ويسلط نظره ناحيتها بقوة ..

إبتلعت ريقها وهي تطالعه بنظرات غير مفهومه عن سبب قدومه هنا ، رأته يلوح لها بيده لتتجه ناحيته بسرعة قبل أن تلفت أنظار زملائها ..

هتفت له بجديه :

" خير يا أيهم باشا حضرتك منورنا الكليه ليه ؟ "

نزع نظارته عن عينيه قائلا بخبث :

" في وحده هنا جيت أشوفها علشان وحشتني "

طالعته بنظرات صادمه وهي تلتفت خلفها بحثا عن تلك الفتاة التي يتحدث عنها لتهتف بحزن واضح :

" ربنا يهنيك معاها ، عن إذنك انا لازم أمشي "

وقف بطريقها بجسده العريض قائلا بخبث :

" طيب مش حابه تعرفي هي مين "

طالعته بنظرات حاقده وهي تهتف بصوت مرتفع بعض الشيء :

" لا مش عاوزه اعرفها ولا أعرفك ووسع من سكتي لو سمحت .. "

صدحت ضحكاته الرجوليه الجذابه ليتوقف فجاءة قائلا لها بقوة :

" انتي يا مجنونه ، انتي إلي سحرتني من أول يوم شفتها فيه ، انتي إلي عايز أكمل حياتي معاها .. "

رمشت بعينيها عدة مرات تحاول أن تستوعب كلماته تلك لتقول ببلاهه :

" أنا ازاااي "

طالعها بنظرات تحمل من الحب الكثير قائلا :

" أيوه انتي ، حبيتك كده "

تصنمت مكانها من الصدمه وهي تتنفس بسرعة بعد أن سقطت على مسامعها تلك الكلمة التي جعلت قلبها يحلق عاليا بالسماء ، في حين تابع هو قائلا :

" كتب كتابنا هيكون مع آدم وده آخر كلام ويلا تفضلي أوصلك البيت علشان أشوف عشق

وحشتني "

عقدت حاجبيها بغضب وهي تهتف بغيره واضحه :

" هو انت مفيش عندك دم ولا ايه ؟ عشق بتحب أدم وهو بحبها وبعدين دي هتكون مرات صاحبك ، ايه وحشتني دي ، وبتقول عايز تتجوزني ؟ ده في أحلامك .. "

استغرق ثانيتين حتى يفهم قصدها من تلك الكلمات لتصبح ضحكاته من جديد حتى دمعت عينيه ليهتف لها بجدية :

" يا مجنونه عشق بتكون اختي ... "

نظرت له ببلاهه قائلة :

" اختك ازااي ؟ "

سار ناحية سيارته قائلا من بين ضحكاته :

" اطلعي وانا اقولك القصة كلها ... "

*******************************

مرت أيام الاسبوع سريعا ما بين عمليات التسوق والتجهيزات التي كانت تتم بقصر الزهرواي على قدم وساق لحفل الزفاف الأسطوري المقرر غدا .. كذلك كانت قد وصلت فساتين الزفاف الخاصة بالعروستين من بعد ما قام آدم بمراسلة إحدى دور الأزياء العالمية وإعطائها مقاسات كل من عشق وفرح ، فرح التي تكاد سعادتها تجعلها تسقط من فرط السعادة التي تشعر بها وخاصة بعد ما تم كتب كتابها على حبيبها أيهم منذ يومين فقط ، بعد ان قام بخطبتها من السيدة صفيه وأدم بإعتبارهم عائلتها الان ..

الأيام مرت بسرعة البرق وقلب تلك الجميلة يخفق على أوتار موسيقيه رنانه وهي تنتظر اليوم التي ستجتمع فيه مع زوجها أدم ، ذلك الشخص الذي تحول لشخص أخر منذ أن عرض حبه عليها ، اختفى الجنون والشقاوة منه ليحل محلها الحب والعشق .. فقط ..

كان أدم يجلس بحديقة القصر وهو يناقش بعض التجهيزات برفقة شقيقه أحمد وصديقه أيهم ، تنهد أحمد بملل قائلا :

" حرام يعني لو كنت تجوزت معاكم ؟ "

طالعه أدم بنظرات سخريه قائلا له :

" مش تلاقي إلي ترضى فيك .."

وضع قدم على الأخرى وهو يستمع لكلمات شقيقه تلك ليهتف بمرح :

" لقيتها من زمان .. "

تأفف أيهم قائلا بضجر من كلام أحمد الذي يشتت تركيزهم الآن قائلا :

" ما تتلم وتسكت بقى وبعدين مين دي إلي لقيتها يخويا "

هتف أحمد وهو يغلق عينيه يتلذذ بهمس اسمها :

" نور .. !! "

طالعه أدم بقوة قائلا :

" ده من امتا ان شاء الله ؟ "

ضحك أحمد قائلا بهيام :

" من أول يوم شفتها فيه "

في تلك الأثناء دخل السيد جلال وقد بدأ عليه بعض الغضب الشديد عندما ألقى السلام عليهم وجلس على ذلك المقعد الخشبي بجانب حوض السباحة .. هتف له أيهم وهو يجلس بجانبه بجديه :

" خير يا بابا حضرتك تعبان ؟ "

طالع ابنه بنظرات جامدة ومن ثم حول نظره ناحية آدم وهو يهتف :

" أنا مش قادر اتحمل إلي بيحصل ده ، يعني بنتي فرحها بكرا وانا مش قادر أخذها بحضني أو اقولها الحقيقة .. "

تنهد أدم بغضب وهو ينهض من مكانه ويسير عدة خطوات واضعا يديه في جيبه ليهتف :

" بلاش دلوقتي يا عمي ، عشق لسه تعبانه ومينفعش نقولها وحالتها تسوء بزيادة "

أغمض السيد جلال عينيه بألم وهو يهتف :

" بس ده حقي ، انا نحرمت منها كتير ونفسي اعوضها عن كل سنين الحرمان إلي شافتها .. "

أدار آدم جذعه ناحيته قائلا بصرامه "

" وانت قولت لسه مش جه الوقت المناسب .. "

عند تلك النقطة نهض السيد جلال من مقعده بغضب لتتأزم الأمور أكثر بينه وبين آدم ليهتف بصراخ وهو يلوح بيديه :

" بس عشق من حقها تعرف الحقيقة .. !! "

هدوء حل بالمكان إلا من صوت أنفاسهم المرتفعة وهم يجدون عشق تتقدم بخطوات هادئه بعض الشيء وهي تسلط عينيها على آدم بقوة لتهتف ببعض الغموض :

" حقيقة إيه دي إلي لازم أعرفها يا عمو "

زفر آدم بقلة حيله فيبدو أنه حان الوقت المناسب لمعرفتها بوجود والدها على قيد الحياة ، في حين تقدم منها والدها بخطوات بطيئة بعض الشيء ليقف أمامها مباشرة قائلا بعاطفة أبوية صادقة :

" عشق تعالي اقعدي عايز أقولك حاجة كان لازم تعرفيها من وقت أنا عرفتها .. "

أخذت تطالعه بنظرات غير مفهومة وهي تتجه معه ناحية إحدى المقاعد ، في حين تنهد أدم وهو يطالعها بقوة استعدادا للتدخل في اي وقت ، بالنسبة لأيهم وأحمد فقد التزما الصمت أيضا حتى يكون هناك مساحة بين ذلك الأب الملكوم وصغيرته التي تجهل علاقتها به ..

جلس السيد جلال بجانبها ليمسك يدها بين راحتي يديه ، لتتوتر هي بشدة من فعلته تلك وتوجه نظرها بسرعة ناحية آدم الذي بادلها نظرات مطمئنة وقلب يخفق من القادم ...

تنهد السيد جلال ليبدأ حديثه قائلا :

" أنا حبيت وحدة بحياتي من زمان وعشقتها فوق الوصف وتحديت الكل لحتى تجوزتها ، كانت حياتنا ماشيه زي الفل ، في يوم الحياة دي نقلبت مليون درجة وطلبت الطلاق من دون سبب ، انا رفضت بس هي أصرت وقالتلي انا ههرب مع عشيقي لو مطلقتنيس واجبلك العار !! ساعتها رجولتي مسمحتليش أفضل سايبها على ذمتي قمت طلقتها واكتشفت أنها حامل بس بعد مدة عرفت أنها نزلت البيبي ، انا بعدت عنها وشفت حياتي وسبت قلبي معاها ، بعد 22 سنة اكتشفت انها منزلتش البيبي واني عندي بنت زي القمر ، انا وقتها كنت هطير من السعادة علشان ربنا كرمني بالبنت دي ، بس البنت دي متعرفش بوجودي يا عشق ، امها فهمتها اني متت !! والبنت القمر دي فرحها بكرا وانا مش قادر أعترفلها بالحقيقة علشان خايف ترفضني .. !! "

أخذت دموعها تنزل بقوة شديد على خدها وهي تستمع بكلماته تلك ، لتبدأ تربط كلماته مع حياتها لتشهق بصدمه وهي تهتف بهدوء مخيف :

" البنت دي أنا ؟ !! "

أومأ لها بشدة وهو يبتسم بسعادة ليهتف لها بحب :

" أيوه انتي يا روح قلب بابا "

بقيت مكانها جامدة الملامح فقط تبكي بهدوء ، ليتقدم أيهم ناحيتها قائلا بحب :

" من وأنا صغير بحلم يكون ليا اخت صغيرة تعتبرني بباها ومثالها الأعلى بالحياة دي ، وسبحانه ربنا رزقنا فيكي بعد فراق سنين .. "

لم تشعر بكلماتهم تلك وكأن أصوات الدنيا توقفت فجاءة ، لتنهض من مكانه وهي تتجه ناحية آدم الذي كان يقف يطالعها بهدوء يستشف ردة فعلها وقلب يؤلمه على حالها ذلك ، لتهتف له بتعب وهي تقف أمامه مباشرة ببكاء :

" أدم هو الكلام إلي سمعته ده صح ؟ هو أنا ليه حياتي كده لازم انصدم بأكتر الناس قرب لييا لييييه ؟ متكنش زيهم يا أدم وتصدمني ، وقتها بجد هنهاااار "

أغمض عينيه بقلب يتقطع على حالها ذلك ، قبض قلبه بشدة فهو أيضا أخفى عليها قصة زوجته السابقة .... عبير !! هتف لها بحب :

" اهدي وإطمني يا قلب أدم ، انا معاكي ومش هسيبك ، ده انتي حياتي إلي نورت بعد ظلام"

إبتسامة رضا شقت ثنايا وجهها الأبيض وسرعان ما عبست بقوة وهي تتذكر كلام ذلك الرجل ... والدها ...!! وصدمتها الكبرى من والدتها !! ليقطع ذلك السكون إرتطام أحدهم بالأرض بقوة جعلت أنظار الجميع تتوجه ناحيته بصدمه ...... !!


الحلقة التاسعة عشر 

رواية عشق الادم 

أخذت تنظر أمامها بجمود وهي تشعر بضياع شديد يهدد حصون قلبها بشدة ، ودموعها بدأت تهبط بشدة على وجهها لتمتزج مع الكحل الأسود بعينيها لتصبح على هيئة شلال أسود بين ثنايا بشرتها الرقيقة وهي تجلس تطالع ذلك الباب الذي يضم خلفه والدها برفقة الطبيب الذي يقوم بمعاينته ... والدها التي لم تعرفه إلا من ساعة ، سيتركها ويرحل هكذا كان عقلها الصغير يجبرها على التفكير ..

والدها التي خلع قلبها من مكانه مجرد ما رأته يركد على أرضية الحديقة لا حول له ولا قوة .. والسبب كلماتها القاسية التي نزلت على مسامعه بألم ، لينهار بعدها مستسلما ، وهي فقد صرخت بأسمه ، صرخت بتلك الكلمة التي تمنى أن يسمعها منها حتى لو كانت بأخر دقيقة من حياته ..

أخذت شهقاتها تعلو وتعلو وهي تتخيل بأنه سيذهب عن هذه الحياة قبل أن يضمها لصدره الأبوي الحنون التي لطالما حلمت بهذا الصدر الذي بلا شك من أعظم المشاعر التي تشعرها الفتاة ناحية والدتها ، كيف لا وهو الحبيب الأول بحياة أميرته وابنته .. !

وجدت أحدهم يقربها منه بقوة لترتطم بصدره العريض ، رفعت رأسها بضعف ليظهر لها عيني شقيقها التي تشع حنانا وحبا ، وبتلقائية منها وكأن حصونها المتمردة على الأعتراف بهم قد إنهارت بهذه اللحظة ، لفت يديها حول عنقه بقوة تستشف الدفىء الأخوي التي تشعره للمرة الأولى بحياتها ..

ضمها إليه بقوة يجاهد على عدم البكاء الآن وبهذه اللحظة حتى لا تنهار أكثر ..

في حين طالعتهم فرح التي كانت تجلس بجانب أحمد والسيدة صفيه بنظرات باكيه على هذا الموقف الذي أصاب قلبها بمقتل على حال صديقتها التي يبدو بأنها تحتاج لحنان شديد ينسيها لحظات الألم التي عاشتها .. !!

سمعها تهمس وهي تشدد من إحتضانه بقوة بصوت ضعيف قائله :

" بابا هيخف يا أيهم صح ؟ بابا هيعيش ويشوفني عروسه بكرا وهيسلمني بيده لأدم ؟ صح يا أيهم ؟ "

كلماتها تلك غرزت كسهام قاتل بين ضلوعه ليجيبها بصوت متحشرج :

" صح يا قلب أيهم ، بابا قوي وهيخف ان شاء الله "

في تلك اللحظات فتح باب تلك الغرفة ليخرج منها الطبيب برفقة آدم الذي كان أولى نظراته تجاهه حبيبته التي كانت تنحب بداخل أحضان شقيقها ..

هتفت السيدة صفيه وهي تنهض من مكانها بلهفه :

" طمنا يا دكتور ربنا يطمنك "

تنهد الطبيب بخفه قائلا :

" مخبيش على حضراتكم ، جلال باشا متعرض لصدمه كبيرة وده أدى لأنخفاض الضغط عنده بشكل كبير ، كمان ربنا ستره من ذبحه صدريه ، حاليا الحمدلله هو بخير بس لازم راحه نفسيه "

أنهى الطبيب كلماته وهو يتوجه ناحية الباب مغادرا تاركا خلفه تلك المسكينة تبكي بعنف محمله نفسها المسؤلية على وضع والدها ذلك ..

اقترب آدم منها بنظرات مطمئنة قائلا :

" كفاية يا قلبي عياط وتعالى ادخليه شوفيه .. "

سكتت قليلا ليمسك يدها قائلا بحب :

" بباكي بحاجة ليكي يا عشق ، وانتي عارفة هو ملوش علاقة ببعدك عنه .. "

اومأت برأسها بتفهم وهي تمسح دموعها بيدها قائلة له ببراءة :

" هو انت بتحبني بجد ؟ "

ابتسم بحب قائلا وهو يهمس لها بصوت منخفض :

" عندك شك ؟ "

ابتعدت عنه ببعض الغضب وهي تهتف :

" طيب وسع من سكتي دلوقتي ، وحسابنا بعدين علشان خبيت عليا .. "

اقترب منها غير مكترث بعيون الجميع التي كانت تراقبهم بصمت قائلا :

" كمان شوية هتوصلك مفاجأة وأتمنى تعجبك "

**********************************

فتحت باب الغرفة بيدين ترتعشان وقلب يقفز من السعادة ، فأخيرا سترمي نفسها وهمومها وكل حياتها بين أحضان والدها ، رفعت أنظارها إليه بقوة وهي تسير مقتربة من سريره بخطوات بطيئه حتى لا تقوم بإيقاضه ، جلست على طرف السرير وهي تنظر له بسعادة ، أحنت رأسها لتضعه على كتفه الأيسر وهي تهمس :

" من زمان كان نفسي يكون عندي "أب" أسند نفسي عليه في كل وقت ، جبل قوي أرمي كل مشاكلي عليه ، أحضنه الصبح والظهر والمغرب ، يمسكني من ايدي وياخدني نلعب سوا ، بس كل ده كان حلم بحلمه وانا بشوف الأطفال مع أهلهم وانا لا .. "

وجدت يده تتحرك على خصلات شعرها الحمراء بعد أن قامت بخلع حجابها ووضعه على ذلك المقعد القريب ، ليهمس بصوت ضعيف بعض الشيء :

" وانا من زمان بحلم يكون ليا بنت جميلة

زيك كده "

رفعت رأسها تطالعه بنظرات باكيه وهي تهتف :

" أنا بحبك كتير يا بابا ، وعمري بحياتي هكرهك ده انت سندي وقوتي إلي ربنا عوضني بيها بعد غياب ربنا يبارك بعمرك يا حبيبي "

ابتسم برضا ليهتف لها بمرح :

" طيب مفيش حضن كبير لبابا ؟ "

وبمجرد ما أنهى كلماته حتى وجدها تتعلق برقبته بقوة وهي تدفن رأسها بين ضلوعه بقوة وتشهق بصوت مرتفع ، لتبدأ دموعه بالنزول شيئا فشيئا ..

*******************************

كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءا ، فلم يبقى سوا بضع ساعات تفصلهم عن حفل الزفاف المرتقب !!

كان أدم يجلس مع والدته وشقيقه أحمد وهو يطالع ساعة يده كل دقيقه بترقب ، هتفت والدته بتعجب من حاله :

" خير يا ابني ؟ مستني حد ؟ "

اومأ برأسه بسعادة قائلا :

" أيوه يا امي مستني حد وهيوصل بعد شوية "

هتف أحمد بمرح :

" يااا رب تكون إلي ببالي "

طالعه أدم بنظرات سخريه قائلا :

" اطمن يخويا مش إلي ببالك خاااالص "

لوى أحمد ثغره بتهكم قائلا :

" وانت ايش عرفك فيها "

ابتسم أدم وهو ينهض من مكانه ويجلس بجانب شقيقه قائلا :

" ده انا إلي مربيك يا أحمد واعرف كل تحركاتك ، واطمن بس يخلص الفرح هجوزهالك "

أنهى كلماته وهو يغمز لشقيقه بخبث ، في حين هتف احمد بمرح أكبر :

" روح اللهي تنستر يا ابن امي وابويا "

أطلقت السيدة صفيه ضحكه رنانه في أنحاء القصر على كلمات والدها تلك ، في حين نهض أدم بعنف قائلا :

" كائن قليل الذوق "

في تلك اللحظات صدح جرس باب القصر معلنا عن زائر لحوح !! ليتوجه آدم بسرعة ناحية الباب يفتحه بلهفه شديدة !!

********************************

في نفس الوقت في الغرفة التي يركد فيها السيد جلال بالأعلى ، كانت عشق تنام بأحضان والدها بحب واشتياق كبير ، ويجلس أمامهما أيهم يطالع شقيقته بنظرات حنونه ويحمد الله الذي جمعهما بها بعد طول غياب وفراق ..

همست عشق لوالدها قائلة بتردد :

" بابا هو انت ممكن في يوم تسامح ماما ؟ "

أظلمت عيني السيد جلال بغضب ليهتف :

" أنا حبيتها اكتر من نفسي يا عشق ، بس هي عملت ايه ، خانتني وراحت مع واحد واطي ، وفوق كل ده خبت عني وجودك "

رفعت رأسها تطالعه بنظرات مشفقه لتهتف :

" بس ماما مش خاينه يا بابا ، ماما إنسانه كويسه صح هي غلطت بس يمكن في سبب بكل ده "

كان على وشك الرد عليها حينما وجد باب الغرفة يطرق وتظهر منه إحدى الخادمات قائلة برسميه :

" أدم باشا بيطلبو من حضراتكم تنزلو لتحت علشان بيقولكم المفاجأة وصلت "

أخذت عشق تنظر لأيهم بدون فهم وهو بدوره رفع حاجبيه دليلا على عدم معرفته كما أظهر !!

*********************************

هبط السيد جلال درجات السلالم برفقة ابنه أيهم الذي كان يمسكه بقوة ، في حين كانت عشق تهبط خلفهما وهي تفكر بتلك المفاجأة التي تنتظرها بالأسفل ..

وصل الجميع ناحية آدم الذي وقف يضع يديه في جيوب بنطاله يطالعهم بسعادة باديه في حين كانت تجلس السيدة صفية برفقة فرح التي كانت تنتظر رد فعل عشق .. !! وبالمقابل تجلس إحدى السيدات بجانب أحمد الذي نهض بسرعة أيضا يساعد السيد جلال على الجلوس ..

تصنمت عشق مكانها من الصدمه وهي تطالع والدتها ! التي نهضت بدورها تنظر لأبنتها بمشاعر مشتاقه حد الهلاك ..

عند تلك النقطة نسيت عشق كلام والدها بأسرع بخطوات سريعة ترمي نفسها بين أحضان والدتها بقوة تتشبث بردائها حتى كادت تمزقه وهي تهتف ببكاء :

" وحششششتيني كتير يا ماما ، ووحشني حضنك الدافي "

شددت والدتها من احتضانها بقوة وهي تبكي بهستيريه وتقبل كل إنش بوجهها بجنون ، الأمر الذي جعل فرح والسيدة صفيه يبكون أيضا بتأثر ، في حين جلس السيد جلال يطالعها بنظرات قوية اختلطت بالألم والغضب والحقد .. والاشتياق !!!

ما زالت جميلة وجذابه كما كانت ، وما زال قلبه الأحمق يخفق بجنون كما لو رأها للمرة الأولى ..

جلست بجانب ابنتها تتبادل معها أطراف الحديث

ليتقدم آدم من عشق يمسك بيدها قائلا أمام الجميع :

" مكنش لازم زواجنا يحصل وأنا عارف يا حبيبتي إنك هتكوني زعلانه باليوم ده علشان مامتك مش جمبك ، اتفقت معاها أنها تيجي هنا قبل الفرح بليلة علشان أشوف الفرحة إلي شايفها دلوقتي لعيونك الحلوة دي .. "

أخذت تنظر بداخل عينيه الجذابة بهيام وهي تهتف مغمضة العينين بدون وعي :

" بحبك يا آدم ... !! "

أخذ قلبه يتراقص بقوة معلنا عن هيجانه وهو يستمع لتلك الكلمة منها للمرة الأولى بحياته !!

في حين وجهت صفاء نظرها ناحية ذلك الذي كان يطالعها بنظرات قوية لتهتف بجديه :

" إزيك يا جلال ؟ "

طالعها بنظرات سخريه قائلا :

" أهلا بالهانم الكدابه "

وجه الجميع أنظارهم عليهما ، في حين أخفضت هي رأسها بخجل من نفسها قائلة :

" دلوقتي جه الوقت المناسب إنك تعرف الحقيقة يا جلال ................................!!! "



الحلقة العشرون

رواية عشق الادم 

وجه الجميع أنظارهم عليهما ، في حين أخفضت هي رأسها بخجل من نفسها قائلة :

" دلوقتي جه الوقت المناسب إنك تعرف الحقيقة يا جلال ...!!! "

طالعها بنظرات سخريه يرغم قلبه اللعين على عدم تصديق ولا حتى حرف واحد مما ستتفوه به الأن ، في حين جلست عشق بجانبه وهي تهمس له برجاء :

" خلينا نسمعها يا بابا علشان خاطري .. "

ابتسم لأبنته بخفه قائلا :

" حاضر علشانك بس "

إبتسمت له بسعادة بدورها ، تنحنحت صفاء وهي تطالع الجميع بقوة قائلة :

" عارف يا جلال احنا دلوقتي بعاد عن بعض بسبب مين ؟ تحب أقولك او هتنصدم دلوقتي ، أخوك جابر السيوفي ... !! "

كادت عينيه أن تخرج من مكانهما من الصدمه ، في حين هتف أدم مكملا :

" للأسف ده الصح يا عمي ، أخوك جابر هدد خالتي صفاء من 23 سنه تقريبا بأنها لو مبعدتش عنك هيقتلك ويقتل الولد إلي كان ببطنها ، هو كان عارف كل تحركاتها وتحركاتك ومراقبكم كويس ، طلب منها تطلب الطلاق مقابل حياتك تكون بخير ، كمان طلب منها تاخد إلي ببطنها وتبعد عنك  ... !! "

شهقت عشق بقوة وهي تستمع لتلك الصدمات في حين قبض أيهم يده بقوة يتوعد لذلك الذي يدعى عمه والذي كان سببا في تعاسة والده كل تلك السنين ..

هتف السيد جلال بصدمه :

" وده كله علشان ايه ؟ "

ابتسمت صفاء بسخريه قائلة :

" علشان الورث يبقى ليه لوحده ، هددني لو مبعدتش هيقتلك ويقتل عشق ، انا وقتها خفت ورفضت أقولك حاجة علشان متتهورش وتودي نفسك بداهيه بسببه ، قولتلك بحب واحد تاني وخنتك وانا بكدب علشان أحميك .. "

أنهت كلماتها تلك وهي تبكي بقوة ، لتكمل بعدها قائلة :

" بس يا ريتني قولتلك وقتها ياااريت ولا شفت الواطي إلي اسمه عمار ده ، انا تجوزته علشان تعبت من المسؤلية إلي شيلاها على كتفي لوحدي ، عشق كانت بالجامعة ومصاريفها كتير وهو وضعه كان كويس وعرض عليا يساعدني بمصاريفها ، مع انه كان أصغر مني بس انا وافقت  .. "

نهضت عشق من مكانها ترمي نفسها بين أحضان والدتها تخفف عنها ضغطها ذلك ، في حين بقي السيد جلال صامتا يفكر بذلك الذي يدعى أخيه والذي قلب حياته رأسها على عقب بسبب الورث،  قبض يديه بشدة قائلا :

" جابر لازم يتعاقب "

هتف له أدم بطمئنينه :

اطمن يا عمي أخوك جابر دلوقتي في السجن ، ده طبعا بعد ما اكتشفت انه باعت حد يتجسسله في القصر هنا وكان ناوي يقتلني بالفرح بكرا !! بس انا قدرت أعرف بطريقتي والناس إلي زرعتهم عنده وكمان اكتشفت انه متاجر بشحنة ممنوعات كبيرة ودي لوحدها هتخليه يعفن بالسجن "

شهقت عشق بجزع وهي تنهض من مكانها باتجاهه قائله :

" انت كويس ؟ كان هيقتلك ازاااي ؟ "

ابتسم أدم لها بحنيه قائلا :

" متخافيش يا حبيبتي ، انا آدم وصاحي بكل حاجة   !! "

في حين بكت صفاء كما لم تبكي من قبل على حياتها التي ضاعت بسبب شخص انتهازي مجرم ، فرق بينها وبين زوجها بالقوة ...

هتفت السيدة صفيه مخففه الأجواء تلك :

" بكرا عندنا فرح يا جماعة بلاش النكد ده والعياط والحمد لله ربنا اخد حقكم منه .. "

إبتسمت لها شقيقتها بضعف ، في حين نظر أيهم لوالده وهو يطالع حبيبته بهيام ، ليتنهد بحزن على حال والده ذلك ...

نهض أحمد من مكانه هاتفا بمرح :

" يلا يا جماعة كل واحد على اوضته ، بكرا يوم طويل .. "

ابتسم الجميع على كلماته تلك ، لينهض كل شخص بإتجاه غرفته ، في حين أصر السيد جلال ان تأتي عشق وتقضي الليلة الأخيرة لها في بيت والدها وبين أحضانه ، انزعج أدم من ذلك ولكنه لم يكن يملك حق الأعتراض الان ، فغدا ستكون له !!

ولكن ماذا سيخبىء يوم الغد لهذين القلبيين !!

**********************************

توسط نهار اليوم التالي معلنا عن بداية يوم جديد يحمل مفاجاة ستقلب حياة " أدم " بشكل كبير !!

وصلت فرح برفقة صفاء والسيدة صفيه إلى بيت السيد جلال الذي كان قد التزم غرفته حتى يسمح للفتيات بالتجهيز للحفل ، بدأت عاملات التجميل بتزيين فرح بالبداية بناء على طلب عشق ، ثم تلاها دورها أيضا ، وما بين لمسات وإضافات برزت العروستين كأنهما شمعة منيرة في ليلة ظلماء

نهضت عشق من مقعدها وهي تنظر لنفسها بالمرأة بسعادة بعد أن رأت نفسها بثوب الزفاف الجميل الذي كان يتدلى على جسدها بإنسيابيه جميلة تناسقت مع قوامها المموشوق ، لمسات المكياج الهادئة التي أبرزت جمال عينيها التي صبغتهما بالكحل العربي وأحمر الشفاه الذي جعلها تبدو كقطعة فراولة شهيه كذلك حجابها الأبيض الذي كان متناشقا مع بشرتها البيضاء وكأنهما قطعة واحدة تكمل الاخرى من شدة بياضها ، طرحتها الطويلة التي كانت تكمل هيئتها الجميلة ..

إحتضنتها والدتها من الخلف بحنان وهي تهتف :

" تبارك الخالق ، وأخيرا شفتك عروسه يا روح ماما "

ابتسمت لها عشق بسعادة قائلة :

" عقبال ما شوفك عروسة مع بابا "

اصطبغ وجهها بالحمره الخفيفه في حين ضحكت السيدة صفيه على كلمات عشق تلك لتهتف :

" قريب هيحصل ده انا متأكدة !! "

في حين جلست فرح تستمع لكلماتهما تلك بسعادة وهي تمسك بين يديها أطراف فستانها الأبيض بسعادة ...

طرقات على باب الغرفة جعلتهما تستعدان ، ليدخل السيد جلال ويبدو عليه البكاء حينما رأى ابنته بفستان زفافها ليمسك يدها قائلا بحب :

" مبروك يا حبيبة بابا ، العريس وصل "

قبلته على خده برقه لتهتف :

" هتنزلني لعريسي يا بابا وترجع تيجي تنزل فرح لعربسها كمان "

اومأ لها والدها قائلا :

" كنت هعمل كده من غير ما تقولي "

في حين أدمعت عيني فرح لذلك ..

********************************

وقف يقطع الصاله ذهابا وايابا وهو ينتظر هبوطها بأي لحظة وقلبه يرقص فرحا لتلك اللحظة التي ستجمعهما معا تحت سقف واحد !! رفع نظره ليراها تنزل بجانب والدها تطالعه بنظرات حب وهيام وهو بادلها تلك النظرات بأخرى .. عاشقه !!

تمت إجراءات كتب الكتاب بسعادة لينهض يهمس بأذانها بعشق :

" بحبك يا فرحة حياتي وكل دنيتي "

إحمرت بشرتها خجلا وهي تجيبه :

" مبروك عليا وعليك "

هتف أحمد مقاطعا :

" يلا يخويا خد مراتك واسبقنا على القصر قبل ما المدعويين يوصلو "

اومأ ادم وهو لا يزال ينظر بعينيها الساحرتين بشدة وبلحظة كان يحملها بين يديه بخفه متوجها بها ناحية السيارة منطلقا بها ناحية القصر حيث حفل الزفاف هناك .. !!

ليتبعهم أيهم برفقة فرح التي تجلس بجانبه بسعادة وخجل .. ليتبعهم أحمد بسيارته برفقة والدته ، تاركين صفاء تركب برفقة جلال وهي تكاد تموت خجلا من هذا الموقف .. !!

**********************************

تعالت أنغام الموسيقى الصاخبه لحظة وصول آدم بعروسه الجميلة التي تسابق رجال الصحافة لإلتقاط الصور لتلك الحورية التي خطفت قلب ( أدم الزهراوي ) ، تأبطت ذراعه بقوة وهم يدخلون بين المدعوين الذين وقفو على الجانبين يصقفون بسعادة لهم ، في حين علق أدم نظراته على زوجته الخجولة التي كانت تطالع المدعويين بخجل شديد ، ليستقرا بأخر الممر على المكان المخصص لجلوسيهما ، ليتبعهم أيهم وفرح بنفس الحال ..

وقف يطالع المدعويين وهو يبحث بعينيه عنها بلهفه حتى وجدها تقف بالخلف تطالع المدعويين بخجل لأنها لا تعرف أحد هنا ، عدل من ربطة عنقه  بغرور ، ليتجه ناحيتها يطالعها بنظرات عاشقه قائلا وهو يقف أمامها مباشرة :

" ايه الجمال ده كله يا نور ؟ الصراحة معرفتكيش "

ابتسمت بخجل على كلماته تلك ولم تعقب ، تنحنح بخفه قائلا :

" والدتك كويسه ؟ "

هتفت بصوت خجول مختصر :

" الحمدلله "

تنحنح مجددا قائلا :

" طيب الحفلة عاجبتك ؟ "

طالعته بخجل أكبر قائلة :

" ماشاء الله تجنن وأدم باشا وعشق لايقين لبعض كتير ، وكمان أيهم باشا وفرح "

تنحنح للمرة التي لا يعرفها عددها وهو يجدها تختصر بالكلام معه وقد بدأ عليها الخجل الشديد ليهتف لها بجنون :

" طيب بحبك وبموت فيكي ايه رأيك ؟ "

أوقعت ذلك الكوب الزجاجي من يدها بيدين ترتعشان بشدة وهي تطالعه بصدمه ممزوجة بالخجل الشديد لتجيبه ببلاهه :

" هااااا "

ابتسم بشدة قائلا بغرور :

" هو انا كده بنحب بسرعة عارف عارف "

اصطبغ وجهها بالحمرة الشديد لتبتعد من أمامه بسرعة بقدمين ضعيفتين من هول الصدمه ..

ليتبعها بنظراته  حتى اختفت من أمامه بين المدعويين ليهمس ببلاهه :

" يخرب بيت الحب إلي بيذل .. "

كانت فقرات الزفاف تتم كما هو مخطط لها وأفضل ما بين نظرات العشق بين العروسيين ، والهمسات الرومانسية بينهما ، لتمر ساعات الزفاف بسرعة تلتها مغادرة كل المدعويين والصحافة ، ليأخذ أيهم زوجته فرح برفقة والده إلى بيتهما ، بعد عناق طويل بينها وبين عشق التي بدأت بالبكاء وهي ترى والدها سيرحل حتى لو مؤقتا ، في حين همس لها آدم بحب :

" متعيطيش يا حبيبتي ، هعمل كل إلي هقدر عليه علشان أجمعهم مع بعض تاني "

ابتسمت له بسعادة لتهمس له :

" ربنا يخليك ليا يا قلبي "

كان على وشك حملها بين يديها ليطير بها الى الجناح الخاص بهما في القصر ، لتدخل في هذه اللحظات سيدة في العقد الثالث من عمرها وهي تمسك بين يديها طفل صغير  !!

همس آدم بصدمه شلت أطرافه :

" مش ممكن ... ع عبير ........................!! "


تكملة الرواية من هناااااااا

تعليقات

التنقل السريع