رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل التاسع عشر والعشرون وألواحد وعشرون والثانى وعشرون بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل التاسع عشر والعشرون وألواحد وعشرون والثانى وعشرون بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
البارت التاسع عشر من رواية القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد
........
سمح ايوب لهم بالافراج على ان يشاركواالجميع فى الطعام فقط لحين رسو السفينة فى الميناء القادم
فى احد الايام بدا المرض يزداد على هانيا فاعتكفت فى حجرتها بينما كانت طفلتها بصحبة ليلى فى غرفتها
دخل ايوب عليها فوجدها تطعمها وتلعب معها فابتسم عليها وقال / ما اسم ابنتى الكبرى
ليلى بسعادة / جوليا
ايوب / بل ريحانة
ليلى بعدم فهم / ماذا ؟
ايوب / اسمها ريحانة ايوب وليلى
ابتسمت بتعجب للاسم وقالت / انه اسم جميل
ايوب / بل انها جميلة مثل امها
احمرت وجنتيها وابتسمت فى خجل بينما ركضت الطفله عليه فحملها بين يديه وقبلها وقال / ما رايك يا ريحانة ليلى الستى جميلة مثل امك
ضحكت الطفله له فهى لا تفهم ما يقوله
.......
فى اليوم التالى استيقظت ليلى على صوت طرقات خفيفة على الباب
فى البداية اعتقدت انه ايوب فلم تقم لفتح الباب وظلت تطعم ريحانة التى بين يديها وتداعبها
ولكن اعادت الطرقات مرة اخرى فتاكدت انه ليس ايوب فقامت وفتحت فاذا بها هانيا
رحبت بها ليلى وظنت انها اتت لتلعب مع ابنتها ولتطمئن عليها ولكنها وجدتها تقترب منها وتجثو لمستواها وتقبلها بهدوء وتاخذها فى حضنها وتربت عليها وتشد على حضنها كما المشتاق العائد او كما المسافر الخائف من الغياب
خزنت ليلى عليها وتعجبت اكثر على سكون الطفلة بين ذراعيها وكانها هى الاخرى مشتاقة لها
يا الهى القلوب تنادى بعضها وما قلب الام الا جنه يشتهيها ابناءها
اقتربت ليلى منها ببطء ربتت بدورها على كتفها وقالت بهدوء / ترفقى بنفسك وبطفلتك
ابتعدت هانيا عن ابنتها وقامت والتفتت لليلى وقالت / يا ليلى لقد عشت حياتى طولا وعرضا ولم اترك شىء اعتقد انه يسعدنى الا وفعلته لاسعد . صرت اتمتع بين الناس باجمل الالقاب والكل يتسارع لاجل اختطاف نظرة من عينى وما كنت ارى الدنيا الا مجموعة بساتين اتنقل بين زهورها كما الفراشة وكنت اراها اوسع ما يكون وما ان مرضت الا ووجدتها اضيق ما يكون ووجدت بساتينها ما هى الا مجموعه خرابات كنت اتنقل بينها ووجدتنى اكتشف حقيقتى اننى لست بفراشة بل انا اقل من بعوضة تتنقل بين القاذورات فاعتقدت نفسها فراشة بين البساتين
ليلى / ارحمى ذاتك ولا داعى للندم الان فلسنا فى حاجة اليه وما يهمنا هو مستقبلنا
هانيا بدموع / مستقبلنا ؟ اين هو المستقبل ؟ وهل سيتقبلنى ربى
وهنا صار الحديث بينهما ارتجالى
ليلى اقتبت منها اكثروقالت / يا ليلى لقد كرمنا الله بانسانيتنا ويكفينا هذا لنفتخر ولما كان الله هو خالقنا فهو ارحم الناس بنا ولما كان ارحم الناس بنا ولانه يحبنا كان اقرب الينا من حبل الوريد
هانيا / هل سيقبل توبتى
ليلى / ومن سيقبل توبك الا الله
هانيا / ولكن ذنوبى كثيرة
ليلى / وان كانت مثل زبد البحر يا هانيا فسيغفرها لكى الله
صمتت قليلا وقالت بهدوء لعلها تبث فيها الطمانينة / يا هنيا لقد خلقنا الله وهو يحبنا واول ما وضعنا وضعنا فى جنته وحتى بعد خطيئة ادم لم يبعده عن رحمته بل غفر له واعطاه فرصة اخرى وانزله للارض وطلب منا الدعاء له والاستغفار ليتوب عنا فى كل وقت
يا هانيا هل تعتقدى ان كان الله لا يغفر لنا فلما طلب منا الدعاء ولما طلب منا الصلاه ولما جعل الملائكة لا تكتب سيئاتنا بسرعة وامرهم العكس فى حسناتنا ولما جعل لنا الحسنة بعشر امثالها
يا هانيا ان الله اسمه الغفار والرحمن الرحيم وهل يكون غفار الا اذا كان غفور اى يغفر لنا الذنوب وهل يسمى نفسه رحمن رحيم الا اذا رحمنا
هل بعد هذا تعتقدين ان الله لا يغفر الذنوب
هدات هانيا واستغفرت وقالت / اريد ان اصلى هل من الممكن ان تعلمينى
احتضنتها ليلى وقالت بالطبع يا عزيزتى وقامت واحضرت اسدال كان ايوب قد اشتراه لها مع الملابس وامسكت بوصلة كان ايضا اهداها لها لتحديد القبلة حيث ان القبلة فى البحر تتغير بين الحين والحين وقد تتغير بين الصلاه والصلاه نظرا لتغير مسار السفينه والاتجاهات وعلمتها كيفية الوضوء والصلاة وصلت ما قدره الله لها ثم قبلت ابنتها مرة اخرى وخرجت بوجه مضىء وقلب هادىء غير ذلك الذى دخلت به
.................
حل الليل واتى ايوب مرة اخرى لليلى فى الحجرة ولكن وجهه تلك المرة على غير ما خرج به من عندها فكان متجهم الوجه وشاحبه واضيف عليه توتره الواضح
حاولت ان تساله ولكنها خافت ان تطفل
ظلت تتابعه فى صمت فوجدته غريبا اذ حمل الطفلة واخذ يحتضنها ويربت عليها ويقبلها فى حنان وكانه يطيب خاطرها
شعرت بان هناك شىء يخص هانيا فانقبض قلبها وسالته فى توتر / اهناك شىء حدث لامها
ايوب بتلعثم / ولما السؤال
توتره اكد شكها فتحركت من مكانها فى عجلة وقد توترت وقالت / ساذهب الى هاني لاطمان عليها
جذبها من ذراعها على حين غرة وقال / لا تتحركى من مكانك
نظرت له ودمعت عيناها وقالت / اذن فقد اصابها مكروه
ظل صامتا لا يرد
صرخت بصوت مبحوح وقالت / اذا فهى ماتت ؟
ايوب بكل ثبات / الاعمار بيد الله
ركضت من مامه وجلست على اقرب كرسى ودفنت وجهها بين كفيها واخذت تبكى
تاثر على حالها وخشى ان تنزف من تاثرها هذا وحاول ان يهدا من روعتها ولكن لم يمهله طرق لباب الفرصة
فتح فوجد حمزة يقف امامه احمر العينين على الرغم من عدم بكاءه وقال / للمرة الثانية يتصدع قلبى لموت انثى قبل ان استطيع انقاذها
ربت ايوب على كتفه ليهدا وقال بهمس / ان كنت انت هكذ فماذا عنها ( يقصد ليلى )
اوما حمزة براسه وهو يلقى بنظره على ليلى وقال فى همس هل حان وقت القاءها
ايوب بضيق / ليت المسافة لاول ميناء قريبة ما كنت فعلت هذا
حمزة / اعرف هذا ولكن لما انتظرت حتى حلول الليل
ايوب بتعجب وبهمس قال / يا سيد حمزة الليل ستار وعيك ان تترفق بركاب السفينة فلا يشعرون بما سنفعل والا افقدناهم سعادتهم
سمعو شهقة ليلى فتوجهوا بنظراتهم اليه فوجدوها تقف خلفهم وقالت / يا الهى هل ستكون هنيا جميلة الجميلات طعام للقروش اااااه
امسكها ايوب من يدها وقال / ارجوكى يا ليلى لا اريد بلبلة بين الركاب فترفقى بحالهم
ليلى / ومن يترفق انا بحالى ؟
ايوب / انا معكى فلا تخشين شيئا وعليكى الان بابنتها
تكته وحضنت ريحانة فخرج ايوب بصحبة حمزة واغلق الباب خلفه
بعد قليل خرجت ليلى لتتفقد ما يحدث فدخلت غرفة هانيا فوجدت ايوب يحدد لهم القبلة لاقامة صلاة الجنازة عليه
فاخذت ترتعد وتبكى فى صمت وقد حضرها الم فى بطنها من شدة الاضطراب فاخت تمسك بطنها محاولة الا تهتم بما يؤلمها
اختبات فى مكان منزوى لترى ما سيحدث من بعيد لانها كانت تعلم ان ايوب لن يجعلها ترى ما سيفعلونه
ما هى الا دقائق وخرجوا يحملونها فى صمت وقد علقوا بها كة من حديد والقوها فى الماء
تحجرت الدموع فى عينيها وتيبست احداقها من الصدمة واقتربت من سور السفينة واخذت تنظر للظلام الدامس فى المياة وتتخيل منظر هانيا ولكنها فجاة صرخت فانتبه لها ايوب وحمزة فوجدوها تسقط ارضا مغشيا عليها من هول الموقف
حملها ايوب الى غرفتها واستدعى الطبيب
مر يوم كامل وهى لا نائمة بفعل المهدئات حتى ان ايوب تركها بمفردها وترك ريحانة مع حمزة وذهب لغرفة قيادته فقد اخبه الطبيب انها لن تعود لعيها قبل 24 ساعة فكان يمر عليها كل ساعتين حتى انه دخل عليها اخر مرة وجدها قد عادت لوعيها وكانت تجلس شاردة
ما ان راته الا وبكت وقالت / ارجوك ترق بى وانت تقذفنى
اقترب منها وقد صدممن جملتها / ماذا ؟
قالت ببكاء / ان كانت جميلة الجميلات والنجمةالمشهورة اصبحت كبقايا طعامنا الذى قد نلقيه فى البحر او كانها مثل النفايات بل انها مثل الدودة الصغيرة التى يستخدمها الصياد كطعم للاسماك فماذا عنى انا وقد اصير مثلها
اخذت تشهق وتقول / انا راضية بما سيقسم بى ولكن لا اطلب الا ان تترفق بى
لم يعد الموقف يحتمل اكثر من هذا فاقترب منها بسرعة وفتح لها ذراعه فارتمت فى صدره واخذت تبكى وتبكى فشد عليها وقال / ارمى احزانك فى صدرى وهونى عنكى وعنى فكيف يطيب قلبى وقلبك حزين .0 لا تقلقى فانا فداكى
بدات تهدا وكانهاكانت فى حاجة لكى تنفجر باكية فالبكاء احيانا يكوت فيه الدواء
سكنت بين اضلاعه وهدات
الموقف لم يجعلهم ينظرون للحلال والحرام فقد تصرفوا بسجيتهم وبعواطفهم دون وجود لاى شهوة ولكنه شعر انها تحتاج اليه ليبث فيها الامان ففعل وهى ايضا شعرت ان بين اضلاعه السكن فسكنت دون اى رغبة انثوية او شهوة له
الموضوع برمته احتياج كلاهما للاخر لان كلا منهما اصبح مكملا للاخر وهذا ابلغ ما وصلوا اليه فى علاقتهم
شعر انها استكانت فهدا هو الاخر بدوره
اخذ نفس عميق وقال مناغشا لها / ايتها المشاكسة لقد اردتى ان تعرفى مدى قلقى عليكى ليس الا
ابتعدت عنه فلتوها تنبهت على وضعها وقالت بخجل / لم اعد احتاج الى دليل لذلك فيكفينى ما شعرت به من سكنا وانا بين يديك
اخذ نفس عميقا يستنشق فيه عبيرها حتى ملا به صدره وحاول الا يزفره مخافة ان يفتقده وكم كان سعيدا بسكنها فى صدره وود لو طال بهم العمر وهم على ذات الوضح
ما كل من ذكر الهوى صدق حتى وان شرب المنى وسقى
فالحب لا يدرى بقيمته الا اذا فى ناره احترق
فكم من فتى اضناه مرقده حتى غدا بالبين ملتصقا
وتراه يهزى كلما ذكرت ليلاه او لاحت له غسقا
لله درك يا ليلى ما نظرت عيناى مثلك لا بدرا ولا شفقا
اعطينى فى الحب منزله وانا الذى فى قطرة غرقا
لا تعرضى عنى او تبتعدى لولا هواكى القلب ما خفقا
هى ايضا كانت لا تقل عنه اضرابا وفرحا بما كان عليه وضعهما ولكنهم ابتعدوا فور ان تنبهوا
اقتربت من الطفلة وقبلتها من راسها وقالت بحزن / من الان يا ريحانة صرنا متلازمين
ابتسم لها وقال / يا انانية الحب اين انا من قلبك فهل انفصلتى عنى لتلتصقى بريحانتك ام انكى نسيتى انها ريحانتنا معا
ابتسمت له وقالت بل انا وهى ريحانتيك وحدك
اسعدته كلمتها فهى عرفت كيف تطمئن قلبه وتاكد كلاهما انه قد وصل مع الاخر لحد الكمال
............
البارت العشرون من رواية القلب اخضر
مر شهر كامل
القرية على نفس الحال من التعاون الهادىء بين الشباب وبين النساء اكثر من الرجال حيث ان الرجال لازالت بدواخلهم النزعة العصبية
ولا جديد بالنسبة لطارق الا انه لا يزال يراوغ وان كان قد تاكد ان ليلى قد اصابها شىء ولا سبيل من رجوعها فقرر انه سيعود لقريته فى القريب العاجل بدونها
اما صفاء فقد قسى عليها معتز وبدات تعمل فى البيت وان كانت ليست بما يتمناه فلازالت تحمل بعض التمرد والدلال الا ان هذه النتيجة ارضته مؤقتا فهو كان يخشى ان حضر ايوب ورآها بهذا التمرد فقد ينهره او ربما يقاطعه او قد يحكم على كليهما حكما قد يشعر معه معتز بالعجز لانه قد لا يستطيع تنفيذه او قد لا يفعل اى شىء على الاطلاق ويكتفى بنظرة السخط على اخيه وهذا اقصى عقاب لمعتز فقد يتحمل اى شىء الا ان يسخط منه اخيه حتى لا يشعر انه خذله فى تربيته له وايوب من الصعب ان يتوقع احد رد فعله فكان لزاما على معتز الا يتركها هكذا دون ان يشد عليها
وكان نتيجة هذا انها اصبحت كثيرة الشكوى من زوجها لوالديها وعندما لا حظت ان ليلى لا تشتكى من زوجها زاد بغضها وحقدها عليها فهى ظنت ان اختها تعيش احلى حياة بما انها تعيش فى بيت فاخر بالقاهرة وزوجها هو طاووس النساء وان كانت تعلم ان اختها تقاسى اشد المرار من زوجها ما حقدت عليها
وحتى الان لازالوا لا يعرفون شيئا عما حدث معها
................
بينما بقى الحال فى السفينة ايضا كما هو غير ان ايوب حكم على نهال وزوجها وعشيقها بمغادرة السفينة والغريب ان زوج نهال قد قرر فى نفسه انه سيطلق نهال فى السفارة فى اسرع وقت حتى يتسنى له العودة الى السفينة مرة اخرى قبل ان تغادر ميناءها فقد طابت له اخلاق ليلى وعقلها وشعر ان مثل تلك هى القادرة على ان تاخذ بيده بعيدا عن جو الفساد الذى اوحلته فيه نهال لهذا كان على عجل لان يعود الى السفينة قبل ان تغادر
بينما زاد القرب بين ليلى وحمزة والسيد البرت والسيدة ايزابيل فقد شعرت معهم بدفء العائلة التى افتقدتها على الاقل خلال فترة وجودها مع طارق فى القاهرة او على سطح السفينة
تعلمت من حمزة الكثير من الثقافات المختلفة لانه كان كثير الاطلاع والقراءة بكثير من اللغات كما تعلمت منه العزيمة والتفاؤل فهو على الرغم مما حدث له الا انه لازال متفائلا
بينما شعرت ريحانة وكان ليلى هى امها الحقيقية فتاقلمت معها ومع ايوب الذى كان عطوفا عليها الى ابعد الحدود وهذا فى حد ذاته جعل ليلى تتوسم الخير من حب ايوب لاولادها فى المساء السابق لتنفيذ قرار الربان بمغادرتهم للسفينه كان ايوب موجود بغرفة ليلى ومعهم الطبيب وكان يتبرع لها بالدم فى حين ان ريحانة كانت مع حمزة يلاعبها فى الخارج على سطح السفينة
بدا يتورد وجه ليلى بعد الشحوب الذى كساه من ارهاقها فى الحمل حيث ان التعب يزداد يوما عن يوم بكبر حجم الجنين وكذلك كان يزداد النزيف
وفجاة سمع ايوب هرج ومرج وصرخة على سطح السفينة واذا بالربان المساعد يدخل علىايوب وهو فى حالة هلع وكاد ايوب ان يضربه لدخوله دون استئذان الا انه عندما شاهد هلعه صمت ليستطلع الامر على عجل
قال الربان المساعد / ايها القبطان لقد تشاجرا كلا من زوج السيدة نهال والرجل الاخر الذى حكم عليه بمغادرة السفينة فكانت النتيجة ان تهجم هذا الرجل على زوج السيدة نهال وانهال عليه بالضرب وعندما حاول السيد البيرت بالتدخل لفض المنازعة حمله الرجل والقاه من سور السفينه فى المحيط
قام ايوب مفزوعا من مكانه وبتلقائية دون ان يشعر سحب الكانيولا من يده دون ان يشعر ان دمه لازال ينزف على ذراعه وما همه هو حياة السيد البيرت
لحقه الربان المساعد وهو يصيح / انتظر ايها الربان فقد نزل الغطاسون والكشافة قد وجهوا مصابيحهم لانارة المياه والقينا اليهم بالعوامات فلا داعى للقلق
لم يسمع ايوب اى حرف مما قاله الربان وظل يركض بسرعه فقد ثارت ثورة الفهد
اما الطبيب فلانه كان يعلم ما كان ايوب ينوى فعله لانه دوما ما لا يأتمن مساعديه على ارواح الناس ومن المتوقع بل من المؤكد انه هومن سيقوم بنفسه بانقاذ الرجل فصاح وهو يركض خلفه ويقول / اهدا ايها الربان ودعنا نوقف نزيف ذراعك فهذا فيه خطورة عليك فقد يتجمع عليك القروش فهل نسيت اننا فى عرض المحيط
لم يستمع له ايوب ايضا وظل فى طريقه
بينما فزعت ليلى على اثر سماعها هذا الكلام فركضت هى الاخرى خلف فهدها
ظل الطبيب ينادى / انتظر ايها الفهد الثائر
بينما ليلى اخذت تركض باقصى سرعة لها وهى تقول بصوت عالى يحمل الرجاء / لا تتركنى وحدى يا فهدى
لا تتركتنى لتلك الغابة فلا استطيع العيش فيها دونك
ولكن فجاة خرست هى والطبيب فقد قفز الفهد الثائر فى المحيط دون التنبه لنزيفه او لنداء من حوله وكان هو الاسرع من الغواصين فغاص تحت اضواء المصابيح وانتشل السيد البيرت
كان الجميع يقف بين مفزوع وبين صارخ وبين جاحظ العينين وبين نادم الا ليلى التى اقتربت من السور واخت تصرخ وتنادى عد الى لا تتركنى واولادى وحدك . عد لريحانتك. عد لاجلى وبدات تشعر بمغص يكسو بطنها وبدات تنزف بكثرة ولكن كل هذا لاتشعر به فعقلها لا يفكر الا فى فهدها حتى عجز على الانتباه لالام بطنها وما ان شاهدته يصعد فى القارب الصغير بالسلامة وهو يحمل السيد البيرت الا وصرخت صرخة غريبة لم تعرف هل هى صرخة فرحة ام صرخة الم وسقطت مغشيا عليها وقد تلونت ملابسها واقدامها والارض من تحتها باللون الاحمر لون دمها
اخذ ايوب يقوم بعمل قبلة الحياة للسيد البيرت تارة واخرى يضغط على صدره لعله يطرد الماء من رئتيه حتى سعل سعلة النجاة فاطمئن وامر مساعديه والغواصين الذين كانوا بصحبته بحمل الرجل للسفينة
والجميع من حوله لا يعلمون ان عقله كان مشغولا بليلى وفى الحقيقة هو من البداية كان يسمع نداءاتها ورجاءها له باعودة اليها ولكن الواجب لابد ان يتقدم على العواطف فهذه هى شيم الر جوله
ومن العجيب انه لم يفكر فى غيرها اثناء ما كان ينقذ الرجل ولم يامل فى شىء الا بنفس ما املته هى وهو العودة لها فالانسان فى لحظة الموت لا يفكر فى اى شىء الا فى احب الاشياء الى نفسه . فى الشىء الذى يربطه بالحياة وخير دليل ان اى ام عند موتها لا تفكر الا فى ابناءها فهم احب ما لديها
فى هذا الوقت شعر ايوب انه ليس بعاشق لليلى بل هو غارق فى عشقها وكانت هى بالنسبة له الحياة
ما ان صعد الى السفينة ووجد الكل مجتمع حولها وراى الطبيب معها ونظر للدم من حولها فتصدع قلبه ويبست احداقه وتوقت نبضات قلبه فجثى عليها وصرخ صرخة عاشق يهاب ان يحرمه الموت من حبيبه فهو لا يخشى الموت قدر ما يخشى الفراق
قال بصوت ضعيف ممزوج بحرقة الاه وهو يهزها / ليلتى
قال له الطبيب باسف ارجوك استدعى لى الممرض ليساعدنى فى علاجها
لم يرد على الطبيب ولم يستدعى احدا وقام الربان المساعد باستدعاء الممرض
بينما حملها ايوب بنفسه واخذ يسير بها باقصى ما تسعفه اقدامه وقد ضمها الى صدره وتلطخت ملابسه بدماءها ودمه الذى كان لا يزال ينزف من يده نتيجة المجهود الذى ساعد على عدم التجلط بسرعة قد اختلط بدمها لتعلن ان دمهم واحد
اخذ يضمها ودفن راسها بين راسه ورقبته واخذ يبكى حاله وحالها وما ان وصل للغرفة واراحها على السرير واخذ يدثرها وسمع الطبيب من خلفه يتقدم ومعه الممرض لاسعافها
وما هى الا لحظات كشف عليها الطبيب ليعلن انها قد فقدت جنينها ولكن الاخر لازال ينبض بداخلها بضعف فحالته هو الاخر فى خطر
جثى عليها واخذ يبكى بصوت فهو الان ثائر على نفسه فهو سبب ما الم بها
قال له الطبيب / ارجوك ايها الربان هى الان محتاجة الى راحة تامة لاجل ان يثبت الطفل الاخر وفى حاجة ايضا لدم ومحاليل
لم يرد عليه ايوب ولم يبعد وجهه عن وجهها وظل محدقا فيها يبكى ول ما فعله ان مد يده للطبيب لياخذ منه ما يحتاجه اليها من دم دون حتى ان ينظر له ولا يتكلم
تعجب الطبيب لحاله ولكنه الوحيد على ظهر السفينة الذى استشف ما بينهما من خلال مع اجتمع معهم وهو يتبرع لها
دخل عليهم حمزة قال / كفاك ايها الربان واشفق بنفسك فقد نجاها الله ونظر للطبيب ومد له ذراعه وقال خذ منى ما تحتاجة وكفى الربان ما نزفه
الطبيب بياس / كنت اتمنى ولكنى لا املك ان اتفوه بحرف بذلك امامه الان وهو فى ثورته تلك
حمزة / ارجوك ايها الطبيب انا اعلم ما هو شعوره الان واعرف ايضا اننا ان تركناه هكذا فقدناه هو ايضا فانت تعلم انه لليوم الثانى على التوالى لا ياكل بل ويبذل مجهودا كبيرا
اشار له الطبيب بان يتكلم هو وبالفعل تكلم حمزةولم يسمع من ايوب اى رد سوى انه قال بوجه حاد الملامح / ارجوكم اتركونى وحدى انا لها
لم يجروء حمزة على مجادلته بعدما راى ملامحه هكذا
خرجوا وحضر اليه الربان المساعد فامره ايوب بان يحبس ذاك الرجل فى غرفته مرة اخرىحتى الصباح
الربان المساعد / ماذا ستفعل معه
ايوب / ساسلمه للانتربول
خرج الربان المساعد وتبقى هو وهى وحدهما
اقترب منها واحتضن وجهها بكف واحدة اذ ان الاخرة يسحب منها الدم
اخذ يتامل ملامحها ويبكى ويقول / تشبثى بالحياة يا ليلتى من اجلى فقد ارتبطت روحى بروحك عندما فقد نبضى واستبدلته بانفاسك
انظرى الى واجعلينى اهيم فى عينيكى اجعلينى ارسى باطمئنان على شاطئيكى .
انهضى لاجلى يا ليلتى . انهض لقلب لتوه عرف طريقه
يا ليلتى عشقتك حد الموت وانا لا ادرى متى همت فيكى وكيف ولكنى عشقتك فى صمت . عشقتك قبل ان اراكى . عشقت فيكى القلب الاخضر. كنت ابات احلم بكى واتخيلك وكانك حورية فى سماء حياتى وتشهد جفونى ان صورتك باتت محفورة فى جدارها . لقد عشقتك من مجرد كلمات كنت اسمعها من فريدة وتخيلتك وانتى سكنى
الان اعترف لكى انكى انتى من كنت اعشقها واتمناها . اعترف انى عشقتك وانا يائس من قلبك .
صدمت وانا اسمع ابنتى تصف لى كيف كان قلبك عاشق . صدمت وانا اسمع كلمات عشقك التى كنتى تمطريها لطاووسك بينك وبين نفسك كنت اراقبك من خلال كلماتك دون ان اراكى وبقدر ما تمنيت ان اراكى هربت حتى لا اراكى فلم اجروء ان ارى من تمنيتها تفرح بامتلاك اخر لها
كان الموقف شديد الصعوبة على فلم استطع تحمله والان فقط اعترف اننى كنت اضعف ما يكون امامك فانا افقد صوابى بل اتركه برغبتى وانا امامك
كنت ادفن اشواقى المختلطة باحزانى حتى لا يشعر بى احد
كنت انزف وتتمزق نياط قلبى وانا ارى اخى يتغزل فيكى تارة وتارة لا يشعر بوجودك كم وددت ان اصرخ فيه واقول له انكى اكبر من ان يشعر نحوك باى حيرة ولكنى كنت لا اجروء على ذلك
كنت اهرب من امامه حتى لا اجتمع معه فيفضحنى شوقى اليكى . فكنت لا استطيع ان اجلس معه الا وسالت عنكى وعن احوالك وفى كل مرة كنت انهره بلطف وانا اتجرع القهر فى احشائى
لا سر يكتم فى الغرام لعاشق
مهما يدارى سره مفضوح
كل الجوارح فى الغرام تخونه
فالقلب يخفى والعيون تبوح
كنت اهدا من حالى واقول هذا ابنى ولابد ان اكون سعيدا مادام هو سعيدا ولكنى كنت اعود واقول لكنه ليس بسعيد انه لغبى لانه لم يسعد بوجودك فى حياته
حاولت ان اعتبر حبك خيانة لاخى ولكن قلبى ليس بيدى فلم استطع السيطرة عليه حتى لا يحبك
حاولت ان انساكى وان امحو صورتك التى تخيلتها وحفرت فى اجفانى ولكنى وجدتنى سجين صورتك التى بين اضلعى فوجدتنى مسجون فيكى فعرفت انه لا سبيل للهروب منكى الا اليكى فقررت ان ابتعد نهائيا لعل فضاء البحر يتحملنى ويتحمل شوقى الذى كل يوما ما يفيض
قررت الهروب بلا عودة فوجدتك تصطدمى بى وشىء ما داخلى جعلنى اتامل ملامحك فشعرت اننى اعرفك فردت اجفانى ايها الابلة هى الصورة المحفورة داخلى منذ زمن
يومها شعرت ان الله قد بعثك الى هبه وتعويضا عما كنت اعشقها
لم اعرف ان اخى معه زوجته هنا ولم اعرف انك تحملين قطعة منه ومنى ولم اعرف انكى هربتى منه
كل ما شعرت به انكى هبة من الله لى وعلى ان اصونها
لم استطيع وصف تمزقى للمرة الثانية وانا اسمع منكى حبك لزوجك ولكنى لم اتخيل انه اخى او ابنى
ولكن ما ان تفوهتى بلقبه لى وقلتى انكم دوما ما تعشقون ان تكونوا طاوسا للنساء ولا رجل يحب ان يكون طاوسا لانثاه فقط شعرت بانى قد غصت فى اعمق اعماق المحيط فشعرت انكى قد حرمتى على
ولكنى ظللت فى حرب بينى وبين نفسى بين راغب وراهب اريدك واتمنع ولكنى تذكرت ان النعم لا تاتى مرتين وانتى كنتى لى نعمة وهبة من الله فلا يجب ان افرط فيكى وقررت ان اقف بجوارك حتى تتفهمى الامور وتختارى اما طاووسك او فهدك دون ان ابوح لكى باسمى
وعندما شعرت منكى ببوادر امل قررت ان احارب لاجلك كل العالم ولكن ليس قبل ان تعطينى ميثاقى فاخذتك للكهف فكم كنت احلم ان اتى انا وانتى اليه وانا اعشقك بصمت
شعرت يومها انه وجب ان ينطق الصمت فلم انطق الا فيه
كل يوم كنت اخشى ان علمتى حقيقتى هل ستقبلينى ام ترفضينى وكنت الوم نفسى هل هى انانية منى ام هو عشق وليس على العاشق لوم فى حبه فان كنا نملك قلوبنا فنحن لا نملك نبضنها
فقررت الا اتركك حتى ترفضينى انتى
كنت اعيش معكى فرحتك بجنينك حتى شعرت انه قطعة منى انا وكم تخيلتنى وانا احمله بين كفوفى وان عز على اخى فكنت اعود وانازع نفسى واثور عليها
لا استطيع وصف شعورى بمدى فرحتى وانا ارى دمى يختلط بدمك يومها كنت اشعر ان دمى يعترف لدمك بحبه وان حرارته تسكن توترك
كنت اتشوق لاتذوق ترياق فمك فور اطعامك العسل كنت اشعر انى اخذ منكى طاقتى وانتى قد كنتى تظنين انى امثل الحب او ربما اهزى به ولكنها كانت بالنسبة لى ترياق حياه
انا فى حرب يا ليلتى وسلامى بين يديكى ارجوكى تشبثى بالحياة لاجلى حتى وان رفضينى يكفينى ان اسمع انكى بخير حتى وان لم اراكى لاننى بالفعل لن اراكى ولن اسعى لان اراكى فلا اقوى على هذا
كانت يعترف بكل شفافية فهو كان فى لحظة صدق مع نفسه كانت يتكلم باللاوعى وكانه يحادث نفسهولم يعلم انها سمعت كل حرف خرج منه ولكنها كانت تشعر ان كل هذا حلم فهى لم تتنبه فعليا كلية ولكن الغريب انها كانت تشعر بالسعادة فى ذلك الحلم
اخرجه من تلك الحالة صوت طرقات على الباب فنظر فى ساعته فوجد انه مرت ساعات وهو يتحدث معها وقد حل الصباح
مسح وجهه بيده ومرر اصابعه بين خصلات شعره لعله يتنبه اكثر لنفسه ثم قام وفتح الباب فوجد الربان المساعد يقف امامه وفى يده اللاسلكى ولكنه قبل ان يخبره عن سبب مجيئه اندهش وقال / يا الهى هل لازلت بملابسك المبلله حتى الان فقد تصاب بالبرد
لم يعيره ايوب اى اهتمام فما كان فيه جعله لا يشعر بنفسه
اكمل الربان المساعد كلمه قائلا / لقد ابلغنا الانتربول ويريدون التحدث اليك لانك القائد الاعلى للمركبة
اخذ منه اللاسلكى وامره ان يذهب لمراقبة الرادار بدلا منه وحدد له فى ايجاز مهمة باقى طقم العمل
خرج الربان المساعد ورد ايوب على الانتربول وبدا الحديث بعدما عرف اسمه بالكامل
تاكدت ليلى للمرة الثانية انه ايوب ولكنها ايضا لا زالت فى نصف الوعى
اغلق ايوب اللاسلكى وتوجه الى الحمام ليغتسل واخرج بطاقة هويته ووضعها على المنضدة المجاورة لليلى لحين خروجه
ايه رايكم فى حب ايوب الصامت
يا ترى ايه اللى هيحصل ويا ترى ليلى هتزعل ولاهتفرح
عايزة توقعاتكوا
البارت الحادى والعشرون من القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد
هذا حلم فهى لم تتنبه فعليا كلية ولكن الغريب انها كانت تشعر بالسعادة فى ذلك الحلم
اخرجه من تلك الحالة صوت طرقات على الباب فنظر فى ساعته فوجد انه مرت ساعات وهو يتحدث معها وقد حل الصباح
مسح وجهه بيده ومرر اصابعه بين خصلات شعره لعله يتنبه اكثر لنفسه ثم قام وفتح الباب فوجد الربان المساعد يقف امامه وفى يده اللاسلكى ولكنه قبل ان يخبره عن سبب مجيئه اندهش وقال / يا الهى هل لازلت بملابسك المبلله حتى الان فقد تصاب بالبرد
لم يعيره ايوب اى اهتمام فما كان فيه جعله لا يشعر بنفسه
اكمل الربان المساعد كلمه قائلا / لقد ابلغنا الانتربول ويريدون التحدث اليك لانك القائد الاعلى للمركبة
اخذ منه اللاسلكى وامره ان يذهب لمراقبة الرادار بدلا منه وحدد له فى ايجاز مهمة باقى طقم العمل
خرج الربان المساعد ورد ايوب على الانتربول وبدا الحديث بعدما عرف اسمه بالكامل
تاكدت ليلى للمرة الثانية انه ايوب ولكنها ايضا لا زالت فى نصف الوعى
اغلق ايوب اللاسلكى وتوجه الى الحمام ليغتسل واخرج بطاقة هويته ووضعها على المنضدة المجاورة لليلى لحين خروجه
بدات ليلى تتنبه وبدات تفتح عينها واخذت تتذكر ما سمعته اولا من كلام الطبيب بانها فقدت جنينها فلم تعرف ان كان هذا حقيقة ام لا ثم تذكرت ما سمعته من ايوب وبدات تحرك راسها لتنظر حولها فشمعت صوت رشاش المياه فحاولت ان تستند بيديها وتقوم حتى نجحت فى هذا فقامت وتحركت ببطء وجلست بتعب فوجدت بطاقته جوارها فنظرت فيها وصدمت عندما قرات اسمه وعرفت ان كل ما سمعته لم يكن حلما فتحسست بطنها واخذت نفس عميق بحزن واخذت تبكى ولم تعرف سبب بكاءها اهو ياس من ان حالتها قد لا تسعفها لتثبت براءتها ام لانها شعرت بان حب عمرها حكم عليه بالوأد قبل ان يولد ويخرج للنور . ام لانها خافت ان يكون ما فله خدعة لانه لم يخبرها منذ ان عرف حقيقتها . ام بكاء فرحة لانها تاكدت من حبه لها . اما بكاء فرحه لانها فازت بحبه من قبل ان يراها . ام بكاء فرحة انها اليوم فقط شعرت انها خرجت اخيرا من وهم اسمه الطاووس
اخذت تبكى وهى تتحسس بطنها وفى نفس اللحظة خرج ايوب فوجدها على تلك الحالة ففزع لاجلها فاقترب منها بسرعة وجثى امامها وامسك كفها واخذ يسالها بلهفة وقلق واضحين فى نبرة صوته
ايوب / كيف حالك الان يا ليلتى هل اصبحتى بخير
لم ترد عليه وظلت دموعها تنهمر بصمت
مد يده ومسح دموعها وسالها / هل تشعرين باى تعب . ارجوكى ردى على وطمانينى عليكى
بينما هى اخذت تتذكر كلمات فريدة عنه وعن حنانه وعن امنيتها انها تكون من نصيبه واخذت تتخيل كلام والده وانه كان يتمنى نفس الامنية بل تذكرت هى نفسها وامنياتها القديمة فكانت تحلم بنفس صفاته ولكنها كانت تتمنى ان تجدها فى الطاووس
اخذ يحدثها وهى لا تجيب وكانت نظراتها محدقة فى عينيه
كاد ان يسالها مرة اخرى الا انه دهش عندما راها ترفع يدها فى هدوء واخذت تتلمس وجهه برفق وقد استجاب هو للمساتها فاغمض عينيه وكانه يود الا تفترق يداها عنه وقالت بهدوء / لقد فقد جنينى . فقدت وسيلة اثبات براءتى ولم يعد يهمنى الان ان اثبت برائتى من عدمها الا امامك انت وما اريده منك ان تجيبنى هل تصدقنى ام احتاج الى اثبات براءتى امامك ايضا ؟
شد على كفها الذى يلامس وجهه وقال / انا لا احتاج الى اى اثباتات فقلبى سكن داخلك ودمى يجرى بدمك فهل تظنين انى الان احتاج الى اى اثباتات انا يكفينى انتى وانتى الكفاية نفسها
وان كان منا من يحتاج الى اثبات فهو انا فاود ان تصدقينى اننى كنت احبك قبل ان اراكى واحببتك عندما رايتك ولا اعرف انكى انتى من يناديها قلبى وازداد حبى عندما عرفت كنيتك وما كان يمزقنى اننى كنت اعرف ان حبك لى من المستحيل ان يكون وقلبك لا زال ينزف من الخيانه والوجيعة ولكن الاصعب لى انى كنت احاول جاهدا ان اثبت لكى اننى شخص مختلف عنه
وكلما شعرت باستجابتك خشيت اكثر ان عرفتى حقيقتى تركتينى
مدت يدها الاخرى ليصبح كامل وجهه وهى جاثيا امامها بين كفيها وقالت / كنت اظن انى اعيش لاجل جنينى فقط ولكنى تاكدت انى اعيش لاجلك انت فلم يهمنى فقد جنينى قدر ما همنى فقدك
ايوب / انتى وجنينك قطعه منى
قالت بنفس هدوءها / انا معك علمت معنى الحب الحقيقى الحب الذى اعطيته لطارق كنت اظنه حب ولكنه كان وهما فشتان بين شعورى معه وشعورى معك كنت مع طارق احب بلا تمهل ولكنى تمهلت فى التخلى عنه اما معك لم اشعر بتمهل او عدمه فلا اعرف كيف احببتك ولكن صعب على مجرد التخيل لفقدك وقتها عرقت ان حبك اكبر
كنت مع طارق احمل له فى قلبى حب وكراهية وكان بينهما نسمة دخان اكثرت من الضباب الغاشى لعينى لكن تلك المشاعر المتناقضة انقطعت بمجرد نسمة هواء فعلمت ان ذلك لم يكن حبا فالحب هى مشاعر مثل الجبال لا تتاثر بنسمة هواء ولا حتى بالرياح
كنت مع طارق لا اغار عليه ولكنى كنت اكره ذاتى ان رايته يحب غيرى اما معك كانت الغيرة تنهشنى وانا اراك مع نهال حتى وانك لم تفصح لى عن شىء
معك شعرت بكل مشاعر الانثى فشعرت انى ابنتك وحبيبتك وامك واختك وصديقتك اما مع طارق دوما ما كنت اشعر معه بالغربة فعلمت ان حبك اقوى
كان حب طارق لى بدايته شفقه فلم اتحمله وكان من الصعب ان يستمر هكذا فلم اندم وانا اتركه اما معك ابتدى حبى بالود ونبض قلبى اول ما نبض بالغيرة عليك فعلمت ان حبك هو الاقوى
اكتشفت فى حبك حقيقة وصدق المقولة التى تقول ان فاقد الشىء لا يعطيه وانا فى حقيقة الامر لم اكن املك حب طارق بل كنت اتوهمه فصعب على ان اعطيه له لانى لو كنت احببته حقا لكنت لا احتاج ان اتكلف لاجله لانه كان حتما سيشعر بى
اما معك فلم احتاج الى تكلف ولا اثباتات وشعرت بقلبك دون ان تصرح لى فعلمت ان حبك اقوى
لقد اعطيت طارق منذ البداية اقصى ما فى وسعى من حب كما قلت لى انت وكانت النتيجة انه شعر اننى لا استطيع الاستغناء عنه فجاء على وعلى كرامتى اما معك لم اكن انا البادئة بالعطاء فكنت اشعر معك بالقوة ووقتها عرفت ان حبك هو الاوى وهو الدائم
مع طارق لم اشعر بالندم وانا اتركه بل على العكس شعرت بالانتصار لاننى ساحتفظ بذاتى وكرامتى اما معك فقد ذابت نفسى بنفسك فلم اعد ادرى اين قلبى واين كرامتى حتى ادركت ان البعد عنك فيه موتى فعلمت ان حبك هو الاقوى
فى حب طارق كنت اشتاق لنفسى ولدنباى اما معك لم اشعر بهذا لانى لم افقد لا نفسى ولا دنياى لانك اصبحن انت دنياى ونفسى
لم يعد قادرا على اكثر من ذلك فاخذ يقبل كفيها وقال / كفاكى كلام يا ليلتى فانا لا احتاج الى براهين على صدق قلبك فانتى قلبى وهل يكذب على قلبى الساكن بين اضلاعى
لقد كنتى لى امل او حلم ضائع اما الان فكل الاحلام بين يدى فهل هناك من هو اسعد منى
كنتى لى حلما وامنيه فصرتى بين يدى حقيقة فهل هناك اجمل من ان تتحقق الامنيات
كنتى لى حبا كبيرا يملا قلبى فصرتى الان حبا كبير يملا كيانى وحياتى فهل هناك حب اعمق من هذا
كنت اتناساكى بذكرى لنهال فوجدت ان صورتك لم تدع لصورتها اى مساحة للتخيل فهل هذا لا يعنى امتلاكك لى
كنتى وكنتى واصبحتى الان بين يدى فهل هناك رجل اسعد منى
قام واقامها معه وقال / لقد خلت الدنيا الا منكى فهل هذا يكفيكى
ليلى بدموع / هل لى ان اطلب طلب اعلم انه مخجل ولكنى فى اشد الحاجة اليه
ايوب بحنان / لا تخجلى منى فانا نفسك
اريدك ان تضمنى حتى اتنعم بدفء الامان بين يديك
لم تكمل باقى عبارتها وكانه كان يريد نفس الشىء ولكنه خجل مثلها
ضمها وشد عليها وقال لها هامسا / لا تخافى ودعى عنكى القلق فانا كفيل لقتل ما يؤرقك
اخذت نفس عميق وسالته وهى لازالت بين يديه / ماذا لو حالت بيننا الايام
شد اكثر عليها وكانه يثبت لها عكس ما تخاف منه وقال / ان حالت بنا الايام فالموت لن يحيل بيننا فانا ساموت فى الحال شهيد حبك
ابتعدت عنه وقالت / هذا تجديد لميثاقنا
ايوب / ميثاقنا يتجدد بين الثانية والاخرى دون الحاجة الى التفوه به
واخاف يا عمرى يوما تفرقنا السنين
يا موجة نامت بين سواحلى
اخاف يوما احبك فوق ما تتوقعين
فالعشق عندى غير كل العاشقين
اذا طلبتى الشىء كان واذا طلبتى العمر هان
اخذت نفس عميق وزفرته ببطء فهى لازالت مريضة
اجلسها مكانها ثم جاء بالعسل وقال لقد اشتقت لترياقك ومد لها بالملعقة فلعقت العسل فاخذ الملعقة ولعقها ما تبقى من العسل وقال ان شعرتى مدى ما تعطيه لى تلك الملعقة من قوة لعلمتى ان قوتى مرهونه بترياقك
.........
جلس ايوب جوارها وقال بحزن/ يا ليلتى لقد اقترب رحيلك وبعدك عنى وستواجهك المشاكل وانا بعيد عنكى ولكن تاكدى اننى معكى فى كل لحظة
وساخبر والدى عما دار بيننا وسوف اجعله ينتظرك ولكنك لن تعودى الى القرية الان الا بعد ولا دتك خشية مما قد تواجهينه وانا لست معكى
ارتعدت اوصالها وقالت / اخاف ان يكون فراقى للسفينه هو فراق اخير بيننا
مد يده وامسك يدها وقال / قلت لكى تقوى بى ولا تخافى فالدنيا كلها ساجعلها تحت اقدامك ان اردتى وانا لا افعل هذا خوفا ولكن للامان عليكى فانا قد حاصرت طارق بالعودة وهو الان فى صراع لانه لا يعلم كيف سيعود من غيرك ولا بد ان يتخذ قرار وانا لا اخشى الا قرارات اخى فهو ان خاف لا يتريث وموضوعه ليس بالهين بل فيه مستقبل قرية باكملها ولذلك انا لا امن تصرفه فعلينا بالتريث حتى اعود اليكى
ليلى / ومتى ستعود ؟
ايوب / لن اكمل رحلة العودة مع السفينه وساتى اليكى فلا تقلقى
...........
مرت الايام وحان موعد رحيل ليلى عن السفينة وعن ايوب
وقد تحسنت حالتها عن ذى قبل وعاد جنينها ينبض بانتظام
زاد تعلق ريحانه بها حتى صارت وكانها امها حقا
زاد الترابط بين حمزة ومحمود زوج نهال بليلى واتفقوا معها انهم سيعودون لقريتها لمساعدتها بما يستطيعون وقد اتفقت معهم على عدة مشاريع لخدمة القرية من بناء مدرسة ومستوصف وغيره من الخدمات على ان يعمل بتلك المشاريع ابناء العائلتين ليزيد الاندماج بينهم
.............
اتصل ايوب بوالده واخبره بكل ما حدث وان كان قد اعلمه من قبل عن وجود ليلى معه وانه فى البداية لم يكن يعرفها
وطلب منه ان ينتظرها فى ميناء الاسكندرية واتفق معه ان يخباها فى شقته هناك او فى اى مكان لا يعلم مكانه اهلها او حتى طارق حتى يحين موعد ولا دتها
.....................
عاد طارق الى القرية وفى ذات الوقت سافروالده لاستقبال ليلى
ما ان دخل طارق البيت الا وهللت والدته واخذت تنظر خلفه وتساله اين ليلى
طارق قد ارتبك ولم يعرف بما يجيب عليها
وصل معتز لتوه من الخارج فرحب باخيه مهللا ولكنهم تعجبوا لتجهم وجهه وتوتره فسالته والدته / ما بالك يا بنى وكانك اعتدت البعد عنا حتى صار القدوم الينا يصيبك بالفتور منا
ثم اخذت تنظر حولها لتبحث عن ليلى ولكنها توجست خيفه من عدم مرافقتها له بينما معتز رمقه بشىء من الريبه وساله / هل مرت ليلى على بيت اهلها اولا
مرت ساعة فسر فيها طارق غياب مريم ولكنه لم يقثل الحقيقة
صدمت الام وشهقت وقالت / لا والله ليلى لا يمكن ان تخون ابدا لابد ان هناك حطب ما ثم انك بفلتك هذه ستشعل النار اكثر مما كانت عليه فبخلاف الثار انت طعنت ابنتهم فى شرفها فهل هذا يعقل . ثم انهم قد لا يصدقونك بانها هربت بل قد يعتقدون انك من قتلتها
هل تتوقع ان اباك كان سيصمت ان سمع هذا عن فريدة اختك ؟
معتز بغيظ / الغريب اننا كلنا متاكدين من براءة ليلى الا انت فى حين ان المفروض يكون العكس
صمت قليلا ثم قال / عليك الان ان ترحل من هنا قبل ان يعلم احد بقدومك والا قامت الثورة ولن نستطيع اخمادها
الام / يا ويلتى ان علم اخاك بما تتفوه به لقتلك
ارتعد كلا من معتز وطارق فمعتز ارتعد لانه يعلم ان اخاه سيعود وسيعلق على دلال زوجته
اما طارق فهو يعلم تمام العلم ان اخاه لن يكتفى بمجرد السماع ولن ياخذ اى قرار قبل التريث والتحقيق ووقتها سيكتشف حقيقة كذبه وان عرلافها قد يكون حكم على نفسه بالموت حقا فهو دوما ما يثور للحق
الام / قم يا بنى بسرعة وعد من مكان ما جئت حتى ياتى ابيك او فهدنا الثائر لنعلم ماذا سنفعل فى تلك المصيبة
لم يكن يعلمون ان صفاء قد تصنتت على الباب وكانت فى حالة غير الحالة وهى تستمع هذا على اختها
البارت الثانى والعشرون من رواية القلب اخضر
لم يكن يعلمون ان صفاء قد تصنتت على الباب وكانت فى حالة غير الحالة وهى تستمع هذا على اختها
والغريب ان ليلى ان كانت هى مكانها ما كانت صمتت هكذا بل كانت ثارت لاختها وردت لها حقها اما العكس هو ما حدث
لم تبين صفاء انها علمت شىء حتى اليوم التالى حتى يظل الموضوع عادى
وبالفعل هرب طارق لشقته بالقاهرة
وفى الصباح استاذنت صفاء معتز لتزور عائلتها
وما ان وصلت عندهم الا وكانت الطامة الكبرى فقد اخبرتهم صفاء بما تفوه به طارق وكانت بداخلها شىء من الشماتة
ضربت امها صدرها من الصدمة بينما ثارت ثورة ابيها ضد ابنته البريئة ولما لا فهو منذ البداية لم يعطيها اى حنان ولم يتودد اليها ليعلم ان بداخلها ملاكا بريئا لا يمكن ان تفعل مثل تلك الفاحشة
هاج ابوها وقام ليذهب لبيت الحاج صالح وهو يلعن ابنته لما جلبته لهم من العار
بينما على سمع وهو مصعوق فهو اعلم الناس باخته ويعلم انها حتما مظلومة لانها نقية وذات خلق ومبادىء
والاغرب انه قد تصدع قلبه ولكن ليس لما سمعه بل بالعكس لانه تاكد ان اخته الان فى اشد محنها وانها من المؤكد فى اشد الحاجة اليه ليساندها وتاكد ان شعوره تجاه صوتها الحزين عندما هاتفته لم يكن الا شعور صحيح
بينما وقفت فريدة وسطهم تبكى بصمت فهى لم تعد تعرف كيف التصرف فهى بين نارين نار انها تعرف ان ليلى مظلومة وانها لن تفعل مثل تلك الفعلة بكل تاكيد ونار لماذا قال عنها اخيها هذا فهى فى موقف لا تحسد عليه فهى الان بين زوجها واخيها وصديقة عمرها
هدا على من روعه ابيه قليلا واراد ان يكتسب وقت للتفكير فقال / لن يفيد ذهابك الى بيت الحاج صالح مادام صاحبه غير موجود ولابد ان تحدثنا ان نتحدث مع رجل رشيد فاما الحاج صالح او ابنه ايوب
ثم انى اتعجب لك يا ابى فكيف اول ما تتفوه به انك تذهب لبيت الحاج صالح لتقدم له كامل الاعتذار كما تقول بل الاصعب انك تقول انك ستنتقم لشرفك بقتل ابنتك دون ان تسال اين هى من الاساس وهل حدث لها سوء فى بلاد الغربة وكيف لا تحاول ان ترفع من شان ابنتك لانه شانك قبلها وتهجم علي زوجها وتسال عن ابنتك على الاقل ياتى الاثنان امامك وتستمع منهم حتى يتبين الحق
بدا على فى العصبية والثورة وبدات تتحول ملامحه وقال / كيف هانت عليك سمعتها وشرفها وتكتفى بالاقرار بعدم عفتها بمجرد كلام شخص طرف فى الموضوع وقد يكون هو المتهم الاصلى
ان كانت ليلى لم تحظى منك باى حنان فى صغرها فهى الان فى اشد الحاجة اليه فارفع من شانها امام نفسها قبل الناس وابحث عنها ليطمئن قلبك على فلذة كبدك قبل الاطمئنان على عرضك
اخذ نفس عميق ثم قال / اطمئن فابنتك اشرف ما يكون وساقطع لسان من لوثها بنفسى ولن يكفينى عمره ثمن لعرضها
كانت هذه الكلمة هى الطامة الكبرى التى فهمت مغزاها كلا من فريدة وصفاء
فها هو يعلن العداء مرة اخرى بين العائلتين
هربت فريده من امام على لحجرتها وهى منهارة فقد انهدم بيتها فى لحظة
ساد جو من الصمت وكلا بداخله نار متاججة من الافكار
فابيه لن ننكر انه قد رق قلبه على ابنته وشعر بحنين انه يود ان يراها سليمة امام عينيه ولكنه فى ذات الوقت تخالط عقله الافكار الصعيدية العقيمة ان الرجل لا يخطىء ابدا وان الانثى هى من عليها تحمل هتك العرض والشرف فقط حتى وان كانت مغتصبة اياه
فقد تاثر بكلمات على ولكنه كان تاثر لحظى سرعان ما اختفى مع سيادة العقل المتحجر
اما الام فكانت تبكى فحالها من حال ليلى لا حول لها ولا قوة وحتى ان اخطات فى البداية من انها لم تعطى ابنتها اى حنان الا ان الام ام فهى الان تبكى الما وولعا على ابنتها التى لا يعرف لها طريق وهل حقا ماتت ام لازالت حية وهل كتب عليها الزمان الا تراها مرة اخرى
صعد على لفريدة وما ان صعد الا وتسللت صفاء هاربة بابنها الى بيتها فقد خشت ان بقيت لحظة اخرى ان يحتجزها على ويحرمها على بيت زوجها
وما ان وصلت الى بيتها الا وتنفست الصعداء وقصت على معتز ما دار واعترفت انها قد سمعت طارق ليلة امس
وكانت تعتقد وهى تحكى ان معتز سيشغف بحبها اكثر من انها فضلته ولم تبقى فى بيت اهلها حتى لا يحتجزها اخيها وتحرم منه
بينما كان معتز يسمعها وهو مصدوما منها فكيف جاءتها الجراة لتسترق السمع منهم ثم كيف جاءت لها الجراة لكى تكذب على زوجها وتخدعه وتبرر بان سبب زيارتها لبيت اهلها كان لانهااشتاقت اليهم
ثم كيف خانها الدم الذى يجرى باوردتها لتظن فى اختها الفاحشة بل والادهى انها لم تسترها
كانت تبكى وهى تتحدث وتقول / خفت ان احرم منك وانت لى كل شىء فى الدنيا
ولكنها لم تكمل كلامها اذا صرخت صرخة عالية اثر صفعة قوية ارتمت على اثرها ارضا
لم تتوقع رد فعل معتز بان يكون هكذا فقد اعتادت منه انه يصدقها فى كل مرة
اخذت تزجف ارضا لتبتعد عنه وهو يقترب منها ثم رفعها وهو ممسك بخصلات شعرها واقل وهو يشير لها بسبابته / كيف جروءتى على فعل هذا ايها الحقيرة وهل ظننتى اننى ساصدقك القول كما كل مرة ؟ لا والله انا لم اصدقك ابدا ولكن كنت امثل الصدق لعلى اعطى لكى الامان والسعة حتى اغير من شأنك وكنت اسعد بالتغيير الطفيف بالرغم من كونه طفيف واصبر نفسى ان الشىء العظيم يبدا صغيرا الا انكى خالفتى كل توقعاتى واحتمالاتى
اخذ نفس عميق ثم قال وهو على نفس وضعه بامساكه لشعرها حتى انها بدات تصرخ متاوه من الوجع وقال / كيف هانت عليكى اختك لتفضحيها اذا كنت انا الغريب عنها لم اصدق قول اخى فيها ولكن غيرتكهى من جعلتكى تصدقين الكذب
ايها الحقيرة ليس هذا بغريب عليكى اذ لم اسلم انا من ظنونك من قبل عندما اتهمتينى انى انظر لزوجة اخى
شد اكثر عليها حتى صرخت عاليا وقال / من الان انتى هنا حبيسة تلك الدار ولن تعاملى الا معاملة الخادمة مثلما كنتى تعاملين اختك من قبل ولكن الفرق بينك وبين اختك اننا كنا نعتبر ما تفعله كرم زائد لنا ونحملها فوق رؤوسنا اما انتى فلا تطمعين فى هذا لانكى فعلا لا ترتقين لها بل انتى حقا خادمة
صرخت باكية وقالت / ولكنى احبك فكيف تعاملنى هكذا ؟
معتز / ايتها الحمقاء انا كنت احبك وكلمة احبك عندما يقولها الرجل لانثاه خاصته لا تعنى انه يحب جمالها ولا جسدها بل يحب فيها كل شىء فهو لا يرى فيها اى قبيح ليميز جمال وجهها او جسدها عن باقى ذاتها ولكنك لا تعلمين هذا لان غرورك صور لكى شىء اخر او ربما انتى من البداية لم تعرفين معنى حب رجل لانثاه
رماها ارضا وخرج وهو فى قمة عصبيته
..........
فى الجانب الاخر ما ان صعد على لحجرته حتى وجد فريدة منكمشة فى نفسها وتبكى بصمت فعز عليه حالها فهى حب عمره ولكن ليلى ايضا شقيقته ورفيقة قلبه
نظرت له فريدة بعيننين دامعتين وكانها تترجاه فاقترب هو منها بحنان وقبل راسها بكل هدوء وقال / ارتدى ملابسك ساوصلك لبيت اهلك
بكت بصوت عالى وقالت / لا ارجوك يا على لا اريد الفراق بعيد عنك فما ذنبى انا وما ذنب حبنا
ضمها له ليهدا من حالها فو ان كان يقول لها هذا القرار الا ان داخله يتمزق فهو لا يقوى على البعاد عنها اكثر منها فهى تستطيع التعبير بالبوح او بالبكاء اما الرجل فلا
فمن رحمة ربنا ان جعل المراة سريعة التعبير عن مشاعرها بكل بساطة اذ ان قلبها من الاساس ضعيف لا يتحمل الكتمان وكانت حكمته فى اعطاء القوة والقوامه للرجل ولهذا يستطيع ان يتحمل عذاب كتمان المشاعر
اخذ نفس عميق ثم ابعدها عن صدره بصعوبه اذ انها كانت متشبثه فيه بكل قوة لها واحتضن وجهها بين كفه وقال / انا احبك وانتى تعلمين هذا ولكن ليلى ايضا اختى وعرضها هو عرضى ولن اسعد بحياتى قبل ان تسعد هى بحياتها
وحتى اثبت برائتها فانتى فى حلا منى وتصبحين فى امان فى كنف اهلك
فريدة برجاء / امانى هو انت فلا تبعدنى عنك
على / اختى بينى وبينك فاما براءتها واما لا حياة لى دون براءتها وسابحث عنها فى كل مكان حتى ولم كلفنى الامر ان اصير مهاجرا طيلة حياتى ابحث عنها
فريدة ببكاء / اخاف ان فارقتك الان الا اعود اليك ثانية ارجوك يا على ابقينى حتى ولو خادمة تحت اقدامى
على / زوجتى لن تكون خادمة زوجتى تاج يعلو راسى ولكن عرضى ايضا هو اصل رجولتى
..................
اخذها الى بيت اهلها وهى لازالت متشبثة بيدة لم تتركها
ما ان دخل الى ساعة بيتها الا ونادى باعلى صوته الاجش / انا على ابن نعمان اخو ليلى يا حاج صالح
خرجت الام على وجل وما ان رات ابنتها هكذا الا وعلمت ما سبب مجىء على فقد سمعت منذ لحظات ما فعله معتز مع صفاء فرددت مرحبة به ولكنها كانت منكسة الراس من الحزن فيما تسبب فيه ابنها
اما علي فلم يفهمها هكذا بل فهم ان هذا احتقار له بشان ما فعلته اخته فصاح قائلا / انا على اخو ليلى يا حاجة ويشرفنى ان انسب اليها نفسى فاختى اطهر انثى على وجه الارض وان كان هناك من هو كاملا غير رسولنا لسعدت ان اصف اختى بذلك
ردت الام بسرعة / مهلا يا بنى نحن ايضا نتشرف بكون ليلى زوجة لابننا ولكنه لغط فى القول سرعان ما ينكشف
كاد علي ان ينطق الا انه سمع صوت معتز يرد قائلا / اهلا على زوج اختى انا معتز اخو ليلى ويشرفنى انا ايضا نسب اسمى لها وانا الان اولى بها منك فهى تحمل اسمنا
انفرجت اسارير فريدة فقالت ببكاء مخلوط بضحكة فرحة / انا ايضا يا معتز افتخر انى اختها ثم نظرت الى علي واكملت قائلة اسمعت يا على اعلمت كيف هو شان ليلى عندنا ؟ هيا بنا اذن نعود الى بيتنا
لقد شعر علي براحة كبير من رد والدة فريدة ومعتز وفرح لليلى وتاكد من براءه اخته ومع ذلك كتم كل هذا ولم يبدى الا الملامح الصارمة وقال / ما اجمل كلامكم ولكنه لا يتعدى الماملات ام الحفاظ على الاعراض فلا وابنكم اتهم اختى وعلى انا اثبات براءتها واخذ حقها منه وحتى حين اثبات براءتها واخذ حقها فزوجتى وابنتكم ستكون فى كنفكم اما ابنى فهو سيبقى معى لانه يحمل اسمى
اخذت فريدة تترجاه الا يتركها وكان هو لا يقل عنها تمزقا ولكنها اخته وعرضه ووجب عليه صون كرامتها
معتز اخذ يهدا منه وبالفعل اخذه فى غرفة الجلوس ليجلسا معا رجل لرجل ليؤكد عليه معتز انكلامه لم يكن مجرد كلام مجاملة بل هو حقيقة وجب عليه الاعتراف بها لان ليلى تستحق اكثر من هذا
علي / اعلم يا معتز صدق نواياك ولكن عليك تقدير موقفى
معتز / صدقنى يا على انا اعلم ما يدور بداخلك ولكنى اطمانك اننا سنبحث عن ليلى معك فهى لا تخصك وحدك وعرضها هى عرضنا ايضا حتى وان لم تكن زوجةاخى فهى ابنة قريتى وانا اقر امامك ان اخى قد اوقع نفسه واوقعنا فى مازق لم يعلم مداه وهو يتفوه به ولكنى واثق ايضا انه يحبها
ابتسم على ابتسامة سخرية على تلك الكلمة بينما اكمل معتز قائلا / صدقنى يا علي طارق كان ينازع نفسه بين حبها او لا حبها ولكن ليس بين حبها وكرهها فهو لم يكرهها من البداية ولكنه عاش مغرورا بذاته وساعده من عرفهم لانه وثقوا له الفكرة
على / ليس هذا من شانى ان يعيش مغرورا او بسيطا ولايهمنى ان عشق اختى ام لا ما يهمنى هو انه لوث عرضها بلسانه
معتزبكل عصبية / انه غبى صدقنى
على هدا قليلا عندما علم ان اهله فى صفه ولاحت له بشارة ان بيته لن يحله الخراب وان حب عمره ستعود له قريبا
هم ان يغادر البيت الا ان معتز استوقفه وقال / الان جاء دورى للكلام وعليك انتسمعنى
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا