القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلب اخضر الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية قلب اخضر الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)




رواية قلب اخضر الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)


القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 

البارت الخامس عشر

 مر اليوم الاول وليلى فى بيت ابيها لا تتكلم كثيرا ولكن الحزن قد كسى وجهها وصار جليا لا يخفى على احد وقد اشتاقت لغرفتها فصعدت اليها واما ان رات سريرها وارتمت عليه وانفجرت باكية فقد فقدت حتى حنان جدران غرفتها


وعدتنى ان تبقى بقربى ورحلت 

وعدتنى ان تبقينى وردة وذبلت 

وعدتنى ان تسقينى الفرحة وعطشت 

فاى حب هذا يا من بعذابى تلذذت 


 ولم تشعر بان اخيها الذى لم يخفى عليه مظهرها قد دخل عليها يتحسس امرها فوجدها بهذا الوضع فوقف صامتا متالما للحظة وتقدم نحوها ببطء وهى لا تعلم بوجوده فكانت تنفس على نفسها بالبكاء بكل اريحية 

 مد يده واحتضنها من ظهرها فما ان شعرت بيده فشهقت ونظرت خلفها وما ان وجدته الا وارتمت فى حضنه باكية فتركها تبكى فى صدره لعلها تستريح دون ان يتفوه بحرف وبعد لحظات ابعدها عن حضنه فقد هدات قليلا ثم نظر فى عيناها وبحنان اخوى افتقدته من يوم زواجها قال لها / وهل الفتاة التى استطاعت ان تروض قرية باكملها برجالها ونساءها فشلت فى ان تروض قلب زوجها ؟ وهل لمن عاندت الدنيا باكملها وصممت ان تكمل علامها وظلت طوال اربع سنوات تدخل وتخرج فى الخفاء دون ان يراها ابيها لم تفلح فى خداع زوجها واستمالة قلبه ؟

 بهتت ليلى فمن اين له عرف ان سبب بكاءها هو زوجها ولما تفاجات بمعرفته تلعثمت ولم تدرى بما ترد 

 علم هو ان اخته لازالت لا تجروء على الكلام فلا بد ان يبث فيها الحنان اكثر ليحثها على الكلام فمد يده بحنان ومسح دموعها وابتسم لها وقال / دموع الانثى اما فرحة او كسرة ووجع وانا لا اتحمل ان ارى اختى موجوعه 

 ليلى بكذب / انا لست بموجوعه ولكنى اشتقت لحجرتى 

 علي / لا داعى للكذب على من يقراك من داخلك فانتى بالنسبة الى كتاب مفتوح وان اردتى الا تتكلمى ساتكلم انا واشرح ما بداخلك ولكنى احببت ان تتكلمى انتى لعلك تجدى شىء من الراحة والانفراجة بعد الفضفضة 

 ابتعدت ليلى عن حضنه وعادت لتجلس على طرف سريرها وهى تمسح دموعها وبدات الكلام قائلة / اصبحت مشتتة الراى لا اعرف ان كان طارق يحبنى ام يكرهنى فكثيرا ارى لهفته على وعطفه حتى انه ينهال على بالهدايا وقد رايت شوقه منذ ايام عندما عاد من سفره وتحسسته فكان مشتاقا لى كل الاشتياق حتى انه كان يغرق معى فى الحب ولا يخرج من غرفتى ولا يحسب للوقت حساب ووقتئذ اشعر انى اسعد مخلوقة فى الوجود وليس هناك من هى اسعد منى واحسد نفسى على تلك السعادة فبين احضانى طاووس النساء وهو يهيم بى شوقا ويمطرنى بكلمات العشق ولكنى لا اكاد افرح بهذا الا اجد منه النقيض فاجده فاترا معى لا يريدنى حتى ان طلبت انا منه واحسبه يهرب عنى ويظل طوال الوقت مع اخيه او ابيه حتى لا ينفرد بى وثناء الليل اشعر انه يتقلب فى الفراش وكانه يتقلب على جمر من النار واشعر انه يود ان ياتى الصباح ليحل محل الظلام حتى يقوم من جوارى واظل اسال نفسى ماذا اقترفت لاستحق تلك المعاملة ولكن لم اجدنى اقترفت شىء بل على العكس كنت استرضيه فى كل وقت ولا افعل الا ما يحبه ويرضاه وسرعان ما وجدته يقطع اجازته ويعود الى حيث ما كان ولازلت لا اعرف اجابة لسؤالى اهو يحبنى ام يكرهنى . اهو يريدنى ام لا . هل املا عينه ام لم اصل لتلك الدرجة  ولما هو دوما متردد من ناحيتى لا يريدنى ولا يرفضنى . اهو كرهنى لانه اجبر على ام ماذا ؟ كلها اسئلة تدور فى عقلى فتحرمنى النوم وفى النهاية اهتدى ان الخطا عندى لانى لم اهتم اكثر به وهو اعتاد ان يكون الوحيد ومن حوله يفعلون ما يطلبه 

 اخذ ينصت علي لها ولم يقاطعها حتى تنهى كلامها ولكنه كان معها بنصف عقل اذ ان نصف عقله الاخر يدرس شخصية طارق ويحللها من خلال كلامها فالرجل يعرف جيدا ان يقرا الرجل مثله عكس الانثى التى دوما ما تخدع بسبب عاطفتها وما ان انتهت وقد قصت كل شىء وكل موقف من يوم ان تزوجها حتى اقتراح الحاج صالح لها ان تزور والديها لعها ترتاح من التفكير الا وساد الصمت لحظات دون ان تحاول ليلى ان تساله رايه 

 اخيرا كسر هو حاجز الصمت وقال / للاسف هناك دوما صراع بين الطبيعة وبين الحكمة فالطبيعه دوما تتلاعب بنا ولا تنتهى ولكن هناك من يقف دوما ضدها الا وهى الحكمة وما دامت الطبيعة لم تنتهى بعد فالحكمة اذن لم تنتهى بعد والمراة والرجل ايضا دوما فى صراع فتارة طبيعة الرجل هى المسيطرة وتارة حكمته وقوامته وكذلك بالنسبة للمراة فتارة طبيعتها التكوينية هى التى تسيطر وتارة حكمتها فى جمح عواطفها او حكمتها فى الاسترسال فيها على حسب الموقف 

 ويظل كلاهما يجهل لماذا بدا الصراع وكيف سينتهى وقليلا ما يتسامحموا ويقفوا فى منتصف الطريق ولكن سارعان ما يتجدد الصراع فتكون الالفة ما هى الا لحظات ومع ذلك كلا من الرجل والمراة يظلان يبحثان عن بعضهما البعض فرغم صراعاتهم الا انهم يعترفون انه صراع لذيذ لابد من وجوده ولا سيما ان روض احدهما الاخر ليحيا معا حياة مستقرة فيكون الطرف الضعيف الذى غالبا ما يكون المراة فى قمة سعادتها بضعفها هذا وتتفاخر انها فى كنف رجل فتى يظلها بعنفوانه 

 ولكن عليكى ان تعلمى انه على الرغم من فرحتها بضعفها الا انه ليس كل رجل حكيم وصل الى فراش المراة اصبح يسودها بل قد يكون خادمها فى هذا الفراش والغريب انك تجدينه يتلذذ بذلك الضعف وبتلك الخدمة مثلما تفاخرت المراة بضعفها وانها تحت مظله رجل قوى 

 وقد خلق الله المراة هى الطرف الاقوى فى السيطرة على الشهوات والملذات فتجدينها لا تتهالك على الشهوة الا اذا فقدت رجلها الذى كان بالنسبة لها اروع واقوى من اى شهوة وفى تلك الحالة تجدين طبيعتها تحولت واصبحت تحب الرجل لاجل الشهوة فقط وليس كما كانت مع رجلها الاول التى هوته واستكانت له فتكون هنا هى القوية وهو الضعيف 

 صمت لبرهه وكانه يفكر هل سينجح فى توصيل رايه بطريقة تفهمها ام لا  

 ومع ذلك لم تحاول هى ان تقاطعه وكانت تفكر بكل حرف يخرج من فمه 

 استرسل علي فى الكلام مرة اخرى قائلا / الذى لا خلاف عليه ان المعهود من المراة انها تشعر ولا تفهم شعورها او انها تفهمه ولا تعمد الى الصراحة فيه او انها تصرح به ولكنها لا تحسن التعبير عنه وهنا تكمن حالتك والشقاء الذى انتى فيه الان 

 كاد ان يكمل كلامه الا انها انفجرت باكية وقالت نعم / انا ذلك الوصف تماما فانا اشعر نحوه باشياء ولا افهما وان فهمتها اتعمد الا اعترف بها حتى لا اؤذى نفسى وان اعترفت بها لا احسن الحكى عنها مثلما عجزت انا امامك الان عن اصف ما يدور فى خلدى 

 ابتسم لها ابتسامة حزينه وقال لن اواصل كلامى الا ا واعدتينى الا ارى دموعك مرة اخرى 

 هدات من جراء كلماته وبدات تمسح دموعها لتستمع له فهو حقا يحكى ما بداخلها ويضعه امام عينها 

 علي / هناك بعض الشكوك التى تقفز لقلب العاشق نتيجة وساوس عشقه ومع ذلك مما لا شك فيه ولا نزاع ايضا ان العاشق وحده هو اصدق الناس فى شكوكه لانه عشق بصدق فاصبح قلبه شفاف يرى الحقائق واضحه ولكن بعض العاشقين من يحب ان يعيش مغفلا حتى لا يفقد معشوقه ومنهم من يحارب الشك بالمواجهة جتى لا يدع للشك مجال فاما ان يقوى حبه او ينتهى للابد وفى الحالتين سيرتاح قلبه 

 ليلى / هنا لا افهمك 

 علي / لا انتى تفهمينى جيدا ولكنك تحاولين الاغفال عن الحقيقة ومع ذلك اسمعينى للنهاية وستجدين ما يطيب نفسك 

 استرسل مرة اخرى فى تحليل موقفها مع زوجها قائلا / انتى تشكين فى زوجك ان كان يحبك ام لا والشك يرجح انه لا يحبك ولن اكذبك فى شكك لانك ادرى منى به ولكن فى ذات الوقت انا ادرى منك بطبيعة الرجال فعليكى ان تفهمى اولا طبيعة زوجك 

 اخذ نفس عميق وزفره ببطء واستطرد / زوجك جميل ويعشق الجمال وله فى المغريات كثير من النزوات واعتاد ان يرى من تغيريه فيستجيب لها بسرعة ولكن فى نفس الوقت تنتهى شهوته بسرعة الا اذا جددت حيلها فى الاغراء فيظل لها عبدا 

 وبالنسبة لكى انتى فقد عشقك لانكى شيئا جديدا فاستهويتيه ولكنه سريعا ما نفرك والادهى انكى لم تتلونين باكثر من وجه ليظل ملهوفا عليكى فلم تحاولى التجديد والتغير حتى يراكى كل يوم بوجه اخر لم يعتاده 

 ليلى / لا انا لا احب ان اتلون فلا احب ان اكون منافقة واكره ان اكون بوجهين و احب ان اعيش بطبيعتى حتى وان تلونت فى ثيابى وزينتى 

 ابتسم هو لها وقال / ان كان صاحب الوجهين منافق فصاحب الوجه الواحد ميت اما صاحب الوجوه العديدة فهو الوحيد الحى 

 ليلى بتعجب / كيف يكون هذا ؟

 علي / عليكى ان تظهرى كل يوم امامه بوجه جديد ولكن لا اعنى ان تنافقيه ولكن اظهرى له كل سمة من سماتك فى وجه جديد حتى يشعر انه كل يوم يكتشف فيكى جديد فيوم اظهرى بوجه تلك التى لا تحب الا المرح والتعليقات على كل صغيرة وكبيرة ويوم اظهرى له وجهك الحنون الهادىء ويوم اظهرى له بثقافتك واتزانك ويوم اظهرى له بالمراوغة ويوم اظهرى له بمحبة اللذات 

 ففى كل تلك الحالات انتى لا تكذبى ولكن تظهرين صفاتك له ولكن على مراحل فهكذا انتى تطلبين النجاة والدوام لحبك ولا لوم على من يطلب النجاه بل النجاة هكذا تطلب بالحيل والتلون 

 ثم ان هناك ثمة امر هام لا بد ان تاخذينه فى الاعتبار هو ان زوجك لا يروض الا اذا حاربتيه بعكس ما يتوقع اى بنفس اسلحته فاكثر شىء يخلخل افكار الانسان عندما يقف امام عدوه وهو يعرف انه يفكر بنفس اسلوبه ويستخدم نفس اسلحته فهنا لا يعرف ان يتوقع اى شىء منه ويظل طيلة الوقت مركزا معه فلماذا لا تفعلين هذا ؟

 ليلى / وضح لى اكثر 

 علي / اجعليه دوما لا ينال منك الا بصعوبه فكونى انتى المسيطرة فيصير لكى خادما فهذه هى طبيعة زوجك لا يحب من تاتى له بسهوله او من تظل على حالتها بدون تغيير لانه يمل سريعا خاصة انه يرى ان هناك غيرها فى انتظاره

 ليلى بياس وهل ساظل فى هذا الصراع من التلون والتمرد لاكسب وده ؟

 علي / لا ولكن لا ننكر انه سيستغرق منكى وقت حتى يرى فيكى كل النساء فيعترف لنفسه انك تكفيه فتعمى عينه تلقائيا عن جميع النساء وفى الحقيقة هذا طباع كل الرجال فنحن نحسد الرجل الذى يحظى بامراة يجد معها الثقافة والجهل والدهاء والحنان والقوة والضعف والاغراء والاستغناء والجراة والحياء وتعرف كيف تضع كل حالة فى محلها فهى هنا شغلت باله وجعلته يستكفى بها 

 ولهذا هناك سيدات اصغر كثيرا من الرجال ومع ذلك استطاعت بسهوله ان تروضه والعكس ايضا هناك كثيرا من الرجال تزوجوا بمن هن اكبر منهم سنا ومع ذلك وجدوا معهن كل ما يهوه حتى انهن جعلوهم ينسوا انهن اكبر منهم سنا من اغراءهم ودلالهم 

 اذن فالحل فيكن بنات حواء فالرجل دوما ما يكون سهل التشكيل بالنسبة للمراة فى عواطفه كما ان المراة سهلة التشكيل فى تطبيعها لما يحبه ويهواه 

 اقتنعت ليلى بكلامه وهدات كثيرا ولم يتركها الا بعدما راى ابتسامتها العذبة وقبل ان يخرج قال لها / استغلى اجازتك عندنا وتواصلى مرة اخرى مع الناس التى ارتبطت بكى وشجعيهم على العمل اكثر لزيادة التلاحم

 اومات براسها بنعم فابتسم هو لها واقترب منها وقبل جبينها وتركها 

 بينما هى سرحت فى افكارها واخذت تتذكر حالات طارق وهو معها فكم كان لطيفا معها واعترفت لنفسها انه حقا هو من كان يشبع رغبتها ويعطيها مالم تطلبه ولكن هى منعها حياءها ففتر منها 

 ما ان صعد علي عند فريدة الا ووجدها تنتظره فاقترب منها وقد كانت متسطحة الفراش فقبلها وسالها بحنان عن سبب انتظارها كل هذا الوقت 

 فريدة وقد مدت يدها وحاوطته وقالت / لم اعتاد ان ان انام الا وانا متوسدة صدرك من يوم زواجنا واليوم فقط عرفت ان ليلى سيطول عندما وجدت ليلى وشعرت بحزنها الدفين وعرفت انك لن تتركها الا بعد ان تتحدث معها لتفضفض معك 

 ابتسم علي لها وشد عليها وهى فى حضنه وقال لها ايتها المناغشة بت اخاف منك فقد حفظتينى وحفظتى تصرفاتى 

 رفعت فريدة راسها من حضنه وقالت وهى تتمسح بانفها جميع قسمات وجهه / وهل ترى انك لم تكن عندى كتاب مفتوح حتى من قبل زواجنا ؟

 علي / اعلم هذا وانا سعيد بذلك ويسعدنى اكثر ونحن نتقاسم انفاسنا 

 ابتسمت له وعادت ودفنت وجهها فى صدره وقالت / ماذا تريد الان ايها المراوغ 

 علي / ولما تصفينى بالمراوغ الم تعترفى منذ لحظات اننى كتاب مفتوح امامك فلابد اذن ان تعرفى ما اريده دون ان اطلبه 

 عادت وتمسحت فى صدره وقالت نعم اعرف ما تريده 

 مد يده واغلق المصباح المجاور لهم وانغمسا معا فى حبهم


البارت السادس عشر


 بينما هى سرحت فى افكارها واخذت تتذكر حالات طارق وهو معها فكم كان لطيفا معها واعترفت لنفسها انه حقا هو من كان يشبع رغبتها ويعطيها مالم تطلبه ولكن هى منعها حياءها ففتر منها 

 ما ان صعد علي عند فريدة الا ووجدها تنتظره فاقترب منها وقد كانت متسطحة الفراش فقبلها وسالها بحنان عن سبب انتظارها كل هذا الوقت 

 فريدة وقد مدت يدها وحاوطته وقالت / لم اعتاد ان ان انام الا وانا متوسدة صدرك من يوم زواجنا واليوم فقط عرفت ان ليلى سيطول عندما وجدت ليلى وشعرت بحزنها الدفين وعرفت انك لن تتركها الا بعد ان تتحدث معها لتفضفض معك 

 ابتسم علي لها وشد عليها وهى فى حضنه وقال لها ايتها المناغشة بت اخاف منك فقد حفظتينى وحفظتى تصرفاتى 

 رفعت فريدة راسها من حضنه وقالت وهى تتمسح بانفها جميع قسمات وجهه / وهل ترى انك لم تكن عندى كتاب مفتوح حتى من قبل زواجنا ؟

 علي / اعلم هذا وانا سعيد بذلك ويسعدنى اكثر ونحن نتقاسم انفاسنا 

 ابتسمت له وعادت ودفنت وجهها فى صدره وقالت / ماذا تريد الان ايها المراوغ 

 علي / ولما تصفينى بالمراوغ الم تعترفى منذ لحظات اننى كتاب مفتوح امامك فلابد اذن ان تعرفى ما اريده دون ان اطلبه 

 عادت وتمسحت فى صدره وقالت نعم اعرف ما تريده 

 مد يده واغلق المصباح المجاور لهم وانغمسا معا فى حبهم 

 ........

 مرت الايام سريعة وقد استعادت ليلى نشاطها وهدا بالها وعاودت الاتصال بافراد العائلتين واحدثت بينهم تعاون جديد حيث كانوا فى حالة من الرتابة فيما بينهم ولم يقدموا اى جديد طوال فترة بعدها عنهم ولم تحاول ان تتصل بطارق كنوع من الاعتزاز بالنفس 

 انتهت فترة اجازتها فى بيت والدها وعادت الى منزل الحاج صالح وهى مشرقة الوجه 

 رحب بها الحاج صالح وزوجته وقد لاحظوا نشاطها وبالطبع صفاء كانت متعجبة من حالها 

 تعمدت ليلى كل يوم ان تنهى تنظيف البيت و تجهيز الطعام مبكرا وتصعد الى حجرتها وتختلى بنفسها لتتزين وترتدى ابهى ما عندها استعدادا لوصول طارق فى اى لحظة 

 بالفعل عاد طارق فى اجازة وما ان عاد ولم يجدها تجلس مع والديه كما اعتاد الا وسال عليها فرد عليه الحاج صالح بانها فى غرفتها فصعد اليها وما ان فتح باب الغرفة الا وتعجب من هيئتها واخذ ينظر لها مليا هل هى حقا ليلى ام غيرها فقد كانت على غير عادتها فقد اسدلت شعرها الذى لاول مرة يركز فى نعومته وطوله فزاغ ببصره على باقى جسدها فتعجب اذ انها كانت ترتدى قميص قصير وبالكاد يستر بعض المناطق من جسدها ورائحة عطرها تملا المكان

 اما هى ما ان دخل عليها وشعرت انها سلبت لبه الا وركضت نحوه فى اشتياق وهى اول من بدات باحتضانه واظهرت شوقها اليه 

 ظل متوترا منها وهى فى هيئتها الجديدة وكلامها المعسول التى امطرته به فها هى اخيرا تغريه وتمطره بكلمات عشق فلم يشعر بنفسه الا وهو يبادلها الحضن ولكن باشتياق هى لاحظته من لمساته 

 قضى ليله معها ولا يريد ان يتركها حتى ان والدته حضرت اكثر من مرة وطرقت عليهم الباب ليهبطا ويشاركونهم الطعام ولكنه فى كل مرة يمنعها ان تقوم لفتح الباب او حتى  ترد عليها واخذ يكمم فاها بقبلاته 

 مر ايام على تلك السعادة وما كان يهبط طارق ليجلس مع والده الا وصعد اليها بسرعة وهى فى كل مرة تظهر بشكل جديد فى زينتها ومع ذلك لم تكن سهلة معه فتارة تتجاهله وتشغل حالها بالحاسوب وهو يظل يجول فى الحجرة حولها ينتظرها ان تنهى ما تفعله لتتفرغ له ومرة اخرى تتناقش معه فى امور عده حتى فى عمله حتى تتقرب منه 

 وهى سعيدة بينها وبين نفسها بالحالة التى وصل اليها لقد اصبح اكثر ولعا بها

 هو ايضا كان سعيدا واشترى لها كثير من الهدايا


 اقتربت منه وارتمت بحضنه وقالت 


احكيلى عنى 

خلينى اشوف نفسى بعينيك

خلينى دايما اقوى بيك 

اصل بحس انى فى حضن جنة 

لو يوم قولت انى حبيبتك 

بس خايفة لو حكيت عنى كتير 

اباة من نفسى كمان بغير 


 قبلها بوله ولكنها كانت مع كل هذا خائفة وعقلها مشغول بالتفكير فيه هل ستظل فى تلك الصراعات ام انه عشقها حقا واكتفى بها وتذكرت وهى بين احضانه كلمات اخيها ان المراة قد تشعر بشىء ومع ذلك تتعمد الا تصارح به كما تذكرت كلامه ان العاشق اصدق الناس فى شكوكه وهى حقا راته شغوفا بها ومولعا  كما راته يحكى معها عن عمله بكل اريحيه ولكنها ايضا شعرت بانفاسه الحارة حولها ولكنها كانت انفاس عاشق للذات وليس عاشق لزوجته فوجدت نفسها فجاة كرهت ذاتها فليس هذا ما ترنوا اليه وتريده بل هى تريد قلب رجل يحبها لذاتها حتى يدوم حبه ويزيد ولا تريد من يحبها للذة فهذا لن يدوم ابدا فالجسد يكبر ويشيخ والملامح تتبدل وتتغير لكن العواطف والمشاعر الانسانية الصادقة الوحيدة التى تكبر مع تقدم العمر اما اللذة فعكسها فدمعت عيناها لانها اخيرا اعترفت لذاتها صراحة بما تشعر به من زوجها والدليل انه لازال يقبلها ولم يشعر بفتورها وتبلدها معه اذا فهو يرضى نفسه ليس الا 

 سافر فى اليوم التالى عائدا لعمله وتركها كارهة لما تصنعته من محاولات لاستقطابه 

 ...............

 اما صفاء فلم يغيب عنها تبدل اختها وكيف وضح تاثيرها على زوجها فى تلك الاجازة القصيرة وفى الحقيقة لم يخفى الامر على الجميع وليس صفاء فقط ولكن الفرق ان جميعهم كانوا فرحين بذلك التغيير ويدعون لهم بدوام الاستقرار الا صفاء فكانت الغيرة تقتلها ولم تعلم بالماساة التى تعيشها اختها وان علمت لاشفقت عليها 

 .........

 عاد طارق يستانف عمله بنشاط جديد فقد اكتسب حماسا قويا 

 اما ليلى فتعمدت الا تتصل به لترى هل احدثت فيه تاثير حقيقى وهل اصبح شغوف بها ام انه لم يتاثر بها وما كان فيه معها كان افراغ شهوات ليس الا 

 .................

 مرت عدة ايام لم يتصل بها زوجها وقد عاد لما كان عليه مما اشعرها بالياس وكرهت نفسها وشعرت انها قد اهدرت كرامتها بما فعلته لكى تسترضيه 

 وفى صباح يوم قامت صفاء من نومها مرهقة فخرج معتز يطلب من ليلى ان تجلس جوارها لحين ان ياتى بالدكتور 

 قلق الجميع عليها وما هى الا ساعة وقد بشرهم الدكتور بحملها ففرح معتز جدا ووجدته ليلى يطير من السعادة وحمل زوجته واخذ يدور بها بينما شاهدت ايضا الفرحة فى عين والدة زوجها والحاج صالح 

 فحزنت على حالها فهى ايضا تتمنى ان تكون ام واصعب شىء ان تشعر المراة انها ارض غير خصبة فجاهدت حزنها بان الهت نفسها فى خدمة اختها وفى خدمة الجميع فى البيت فقد اخذت صفاء تتدلل على زوجها واهله بحملها ولم تعد تشارك ليلى فى اى شىء بل على العكس اصبحت ليلى هى من تخدمها وعادت تهتم بشئون معتز 

 اما معتنز فعلى الرغم من انه يرفض ان ترهق زوجته بعد حملها فى خدمته ولكنه ايضا لم يرضى لليلى ان تقوم على شئونه وخدمته فقد كان يشعر بها وحلمها ان تكون هى الاخرى ام فهذا لا يحتاج الى برهان فكل انثى تولد برحم اذا فهى تولد بتلك الغريزة الربانية 

 معتز لليلى / معذرة يا لليلى ولكنى اراكى ترهقين نفسك كثيرا فدعى عنكى خدمتى وانا ساقوم بشئونى حتى تلد صفاء ويتم شفاءها على خير 

 ليلى / لا يا معتز انت مثل علي وربى الاعلم كم انا سعيدة بحياتكم فهى حياتى ولم اشعر باى ضيق ابدا من خدمتك و..

 قاطعها معتز بصرامة وقال / اعرف ما تقولينه حق المعرفة ولست فى حاجة لتبرهنى لى  ولكنى لا احب ان اشق عليكى فانا من يقوم باعمال زوجتى 

 وجدت ليلى منه الاصرار فرضخت لطلبه 

 وما هى الا لحظات ووجدت امها وابيها واخيها علي وزوجته فريدة قد هلوا عليهم وهم مهللين من الفرحة واخذت امها تطلق الزغاريد فرحة بحمل صفاء فهذه هى عادة الارياف 

 حضر الحاج صالح وزوجته ومعتز معهم رحبوا بالحاج نعمان ومن معه 

 كان علي لا يحيد النظر عن اخته فقد لاحظ  ان بريق عينيها قد انطفا وحل مكانه الحزن فاشفق عليها وود ان لم يخبرها بما جاءوا اليه حتى لا يزيد حزنها ولكنه لم يكمل تفكيره الا وانتبه على مباركات الحاج صالح وزوجته له ولفريدة فقد حملت فريدة ايضا 

 ليلى بداخلها / ااه كل من حولى تحتويهم الفرحة من كل مكان الا انا فالفرحة تهرب منى كلما سعيت لها 

 لازال على مركزا معها فوجدها تنظر له وقد تحدثت معه بلغة العيون 

 فوجئت بالحاج صالح يضع يده على كتفيها وبابتسامه حنونه يقول / لا لم اشعر باى نقص من غيابك فقد عوضنى الله بليلى 

 وكانت اجابته لفريدة التى كانت تناغش اباها ان البيت لم يعد مرحا من بعد زواجها وان ابيها بالطبع يشتاق اليها 

 وكان رد الحاج صالح هكذا كنوع من السلوى لليلى فهو ايضا يشعر بها 

 ابتسمت له ليلى ابتسامة عذبة وقالت / لا احد يستطيع ان ياخذ مكان فريدة 

 الحاج صالح / لا يا بنيتى هذه حقيقة وليست مجاملة منى فانا كنت اظننى لا استطيع رؤية البيت بدون وجه فريدة ولكننى لم اشعر باى جفا بوجودك فقد عوضتينى عنها 

 زوجته مكمله كلامه / نعم فليلى لم اشعر ابدا انها زوجة ابنى بل شعرت من اليوم الاول انها فريدة

 الحاج نعمان / ليلى ابنتى حنونه من يومها 

 علي فى نفسه / لا تتكلف يا ابى فى المجاملة فنبرات صوتك تفضح رياءك فانت لم تحب قط سوى صفاء 

 والدة ليلى / ارجوكى يا ليلى اهتمى باختك فالحمل الاول صعب وليتك تتممى جميلك معنا وتاتى بين الحين والاخر تساعدينى فى البيت ففريدة ايضا سنريحها 

 ليلى / لا عليكى يا امى كنت انوى هذا دون ان تطلبى 

 معتزبضيق منهم / ليلى لن تخدم صفاء فيكفيها خدمة والداى وزوجها اما زوجتى انا الاولى برعايتها والاقامة على شئونها 

 علي مكملا كلامه وقد استفزه كلام امه فهى حتى لم تراعى شعور ابنتها ولو بكلمة ولم تشبعها بدعوة ام حنون فقال موجها كلامه لامه / ومن قال لكى ان فريدة فى حاجة الى خدمة فزوجتى لا تتدلل كثيرا وحتى ان كان ذاك فانا موجود اما ليلى فليست بخادمة لدينا فلها زوجها ايضا 

 فريدة قامت ووقفت بجوار ليلى وحاوطتها بذراعيها بحنان وقالت لا عليكى منى يا حماتى فانا قد تعلمت الصلابة والصبر من ليلى وعموما سنخدمها جميعنا قريبا باذن الله 

 ابتسمت ليلى لها وربتت على ذراعها المحاوطة لها ولم تتكلم 

 اما صفاء فتضايقت من اطراء زوجها وعائلته عليها وشعرت ان تدليلها لم يؤثر عليهم وان فرحتهم بحملها سوف لا تقارن ان حملت ليلى فقد كسبت ودهم جميعا 

 انتهت الزيارة وصعدت ليلى لغرفتها واستسلمت لحزنها فجلست فى سريرها وهى ضامة ساقيها لصدرها واخذت تنعى نفسها فى حبها الذى اعتقدت انه لا مثيل له وتذكرت زوجها الذى لم يحاول ان يتصل بها ليطمان عليها وشعرت بضيق من نفسها لكرامتها 


يا عازف الناى صوت الناى اشجانى 

قل انت بيتا وخذ من اهاتى الثانى 

ما كدت تنفخ حتى باح ما اخفت انفاس 

صدرك من حزن فابكاك وابكانى 

يا عازف الناى شدو ذاك ام نوح 

اراك تبكى اعز القول والبوح

ااضعت خلا ام الدنيا باكملها

تبكى احبابا ودعتهم ومرار البعد بفمى

والشوق اوقد فى الاحشاء نيرانا

يتبع

تكملة الرواية من هنااااااا

تعليقات

التنقل السريع