رواية قلب اخضر الفصل الاول والثاني بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية قلب اخضر الفصل الاول والثاني بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
البارت الاول
كثيرا ما نفتتن بشخص ونتوهم ان الحياة والسعادة كلها بين يديه وان اسعفنا الحظ واقتربنا منه لوجدنا ان الجحيم كل الجحيم هو ما كان بين يديه وان ما ظنناه سعادة كان وهما مغلفا بشكل جميل ولكنه كان غلاف زائف
وكثيرا ما نعتقد ان الحب لا ياتى الا مرة ولا يكون الا للحبيب الاول ولكن نكتشف ان هذا خطا فما دام لنا قلب ينبض فهو دوما ما ينتظر الحب
كما ان هناك فرق كبير بين الحب والافتتان فالحب يدوم مهما طال عليه الزمن بل والادهى انه يتعمق ويتوغل اكثر بالقلب والنفس ويصبح كلاهما متوجان ببهجته وان حدث وبعدنا عمن احببنا حقا لوجدنا قلبنا يتمزق شوقا له وحنين لرؤياه ويظل الحب كما هو اما الافتتان فقد يعلوا مؤقتا كنوع من التوهم لمرتبه الحب ولكن ان حدث وتركنا من افتتنا به وكنا نظن اننا نحبه لنتعجب من الوهلة الاولى باننا سرعان ما نشفى من ذاك الوهم وسرعان ايضا ما نبدا حياتنا من جديد دون اى عناء ولا تمزق للقلب وقد نتعجب ان تذكرنا ذاك الافتتان يوما وراينا نفسنا نضحك عما كن نعتقده حبا اما الحب الحقيقى لا ننساه ابدا لنتذكره
الافتتان خيال ووهم بينما الحب حقيقة وقدر محتوم
الحب يزداد كلما توغلنا فى العمر وازادت وجوهنا نحولا وشحوبا لانه لم يرتبط يوما بالجمال فهو احساس وارتباط روح بروح اما الافتتان فيزول مع اول ظهور لاى شوائب قد تصيب الشخص على غير ما اعتدنا رؤيتنا عليه
اجمل صور الحب بين الرجل والمراة هى تلك التى تتوج فى النهاية بالزواج فهنا تدوم السعادة ولا يشترط ان اكتملت بالانجاب ام لا لانهم يوم ان احبوا بعضهم البعض لم يشترطوا ان يكون حبهم مصحوب بالاطفال ولكنهم اشترطوا ان يكون متوج بالزواج
الرجل والمراة كلاهما نصفان ويظل كل نصف يبحث عن نصفه الاخر الذى يكمله ولما قلنا يكمله فلابد ان يكون النصفان حقا متكاملان ومتكافان ولكن قد تضعهم الظروف ليتقابلوا بطريقة ما ومع مرور الوقت يكتشف احد النصفين ان نصفه الاخر اعوج فلم يكن ابدا متكافاً معه ويومها لابد ان يتاكد ان هذا ما كان نصفه ابدا ولكن نصفه الحقيقى لازال يبحث عنه وعلى هذا النصف فى هذا الوقت ان يبتعد فورا عن النصف الاعوج ليبحث عن نصفه الاخر الذى يبحث عنه هو الاخر
هناك حقيقة لابد ان ينتبه لها كل عاشق وهى ان قلبه الذى عشق شخص ما قد يتالم ان وجد ان من عشقه لا يبادله نفس الهوى ويومها اما ان يبذل قصارى جهده لجعل الاخر يعشقه واما يلعن الايام لانه عشق من لا يهواه وفى هذه الحاله نقول لقد اخطات ايها القلب العاشق فليس معنى انك عشقت شخص ان يكون هو الاخر مجبر ان يعشقك وما كان عليك ان تهدر من كرامتك لجعله يحبك او تلعن زمانك لان المبدا ببساطة يقول ان قلبك عندما عشقته لم يكن لك عليه سلطان وهو الاخر ليس على قلبه سلطان ليجبره على حبك
العطاء فى الحب شىء جميل بل الاصح ان الحب بين الرجل والمراة قائم على اساس فيض العطاء المتبادل بينهم وهذا العطاء لا ياخذ صورته الصحيحة الا بين كفتين متوازيتين يعطى الرجل فى احداهما الحنان والامان المادى والعاطفى وتعطى المراة الاستقرار والحب والدفء واى خلل فى احدى الكفتين عن الاخرى تجعلنا نخرج عن مبدا العطاء المتبادل الى مبدا الانانية وهنا ينتهى الحب فلا وجود للحب مع الانانية ولا يكون للانانية جمال فى الحب الا اذا كان المقصود بها ان يكون العاشق انانى فى حب معشوقه فلا يتمنى ان يرى اى شخص يحب حبيبه اكثر منه فهذا يسمى كمال الانانية
قد تلعب الاقدار معنا ونظنها انها تتلاعب بنا لنتفاجا انها كانت لتضعنا على اول ابواب السعادة
ولكن يجب علينا ايضا الا نلعن الاقدار فى المسائل التى جعل الله لنا فيها اختيار
وفرز النفوس كفرز الصخور
فيها النفيس وفيها الحجر
وبعض الانام كبعض الشجر
جميل القوام شحيح الثمر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوى الرعود شحيح المطر
وكم من كفيف بصير الفؤاد
وكم من فؤاد كفيف البصر
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الاثر
فى احد محافظات مصر وبالاخص فى الصعيد المتوغل توجد هناك مشاكل كبيرة صعب حلها عن طريق الحكومة ولكن قد تحل بذات اهلها والاغرب ان اهلها انفسهم هم من يرفضون تدخل الحكومة فيجدون ان هذا عيبا لهيبتهم وهيبة كبراءهم
وتتمتع معظم محافظات الصعيد بعادات ورثوها من الصغر قد يكون منها الايجابى وقد يكون منها السلبى
ومن اهم تلك العادات التشبث بالعزوة من الرجال فيود الرجل ان انجب الف طفل المهم ان ياتى الذكر وكان الانثى مجرد جارية خلقت لخدمة الرجل فقط
ومن اهم تلك العادات ايضا الاعتداد بالارض فهى لهم بمثابة الشرف
ومن تلك العادات ايضا تقارب الناس من بعضهم حيث انهم جميعا يعرفون بعضهم عن ظهر قلب
اما عن العادات السيئة التى لم تستطع الصعيد التخلى عنها هى التار او الاهمال فى تعليم الفتايات وان وجب علينا الذكر بان تلك العادتين قد انخفضت الى حد ما نظرا للتقدم فى التعليم والتنكنولوجيا فاصبحت الابناء اكثر تحضرا وفهما عن ابائهم ويستطيعون الحد من تلك العادات السيئة ولكن فى الاول والاخر نذكر اننا قلنا انها خفت ولكنها لم تندثر
كما ان هناك من ضمن العادات السيئة هو زواج البنت من ابن عمها حتى وان لم ترغب فيه او يرغب فيها المهم لم شمل الاسرة ولم يعتدون بوجود شىء يسمى المشاعر التى ان وجدت قد تحل كثيرا مما هم فيه
ومن ضمن تطور الافكار ان تاتى بعض الابناء بافكار ذكية قد تحد كثيرا من مشكلة التار ولكن تحتاج الى من يدعمها وهذا ما سوف نراه
فى محافظتنا هذه توجد تقريبا كل العادات السيئة التى ذكرناها انفا وان لم تكن فى طور نشاطها وتظل مكمونه ولكنها فى الاول والاخر موجود والخوف كل الخوف من اشعال اى فتيل صغير قد يؤدى الى قيام حرب بين عائلات البلدة
فى احدى بيوت العائلات الكبرى عائلة الحاج نعمان المنشاوى وبالاخص فى احدى الغرف فتاه جميلة جمال بسيط ولكنه لا يؤهلها لان تنافس اختها الاصغر منها ذات الجمال الفائق والمدللة من العائلة كلها والتى دوما ما تاخذ كل ما ترى ان اختها تريده فقد اعماها جمالها وتدليل عائلتها لها وبالاخص ابيها ان تكون صديقة لاختها
الاخت الكبرى ليلى والتى تبلغ من العمر السابعة والعشرون وبالطبع وصول الفتاة لهذا السن فى محافظات الصعيد دون زواج يجعل معظم الرجال يعكفون عنها لانها فى نظرهم دخلت طور العانس والتى من الطبيعى انها لا تتحمل الانجاب هذا فى نظرهم هم وبالتالى فهى كانت عبئا على ابيها على الرغم من انه هو السبب فى كل هذا فهو اول من حرمها من اكمال تعليمها على الرغم من تفوقها بحجة مساعدة امها فى البيت وبالتالى اصبحت مختفيه داخل المنزل لا يراها الشباب وقد تزوج ابناء اعمامها جميعهم
وقد طلب ابيها منهم جميعا ان يتقدموا لها ويتزوجونها كزوجة ثانية ولكنها هى من كانت ترفض قبلهم وكان ابيها فى شدة الضيق منها اما هى فقد كانت تشعر ان هناك خيرا ينتظرها حيث انها كانت تامل فى شخص بعينه كانت تعشقه ولكنه لا يدرى بها وهو ابن احد العائلات الكبرى الاخرى
ليلى فى غرفتها وهى تغلق على نفسها مخافة ان يلمحها ابيها وبدات تشغل الحاسوب الخاص بها وفتحت على عملها الذى تراه انه بداية النور لؤد تلك العادات السيئة
وفجاة طرقت عليها الباب اختها المدللة صفاء
ليلى بشهقة بدات تغلق حاسبها على وجل ان يكون الطارق ابيها ولكن هدات دقات قلبها عندما سمعت صوت صفاء ففتحت وهى تضع يدها على قلبها من خضتها
ابتسمت صفاء على حالها ودخلت وهى تلعب فى خصلات شعرها وتتمايل بدلال وقالت / بالطبع خشيتى ان يكون ابى هو الطارق
ليلى / بالطبع فانتى تعرفين ان علم اننى اتواصل مع الناس عن طريق النت لكان فيها هلاكى
صفاء بمكر / وماذا ان قلت له انا عن حقيقة تعليمك وانكى واصلتى تعليمك حتى اخذتى الجامعة وهو لا يدرى اتعلمين كيف سيكون تصرفه عندما يشعر ان ابنته كانت تخرج وتدخل دون علمه او ان عرف انكى حتى لم تكتفى بشهادتك العليا وقررتى ان تحصلين على الماجستير ؟
ليلى اقتربت منها وبرجاء قالت / ارجوكى يا صفاء اخفضى صوتك اودتتى ان يقتلنى ابى ؟
صفاء هى الشقيقة الصغرى لليلى وتحمل من الجمال ما جعلها تتدلل حتى على شقيقتها وقد ساعدها ابيها على هذا التعالى فقد سمح لها باشياء ما سمح بها لليلى قط فقد سمح لها ان تكمل تعليمها ولم يرغمها على الزواج ولم يعايرها بعنوستها على الرغم انها لا تصغر عن ليلى سوى بثلاث سنوات ودوما ما يجعلها هى الاولى فى اى شىء حتى انها اصبحت تشعر بان اى حق هى تغتصبه من اختها انه فى الاول والاخر حقها وان ليلى ليس لها اى حق ان تختار اى شىء فى حياتها
اما المشروع الذى تقوم به ليلى هو انها رات ان حدوته التار التى لا نهاية لها لابد ان تعالج بطرق جذرية وهذا لن يتحقق الا اذا تداخلت العائلات فى بعضها اذ يصبح الجميع متحابين وتلين حدة العصبية كما وجدت انه ان الاوان للتخلى عن عادات الجهل بالتعليم فانشات جروب على النت فى الخفاء دعت اليه معظم فتيات البلدة المتعلمات اذ ان نظريتها تبدا من المراة فهى عامود التربية الاول اما الرجل فهو عامود البيت فى القوة و رجاحة الراى الاخير تكون له ولكن لم تنسى ان مهما كان الرجل فبداخله طفل صغير يتاثر فيه بكلام زوجته فقررت البدا من هنا
وقررت ان تدمج الفتيات مع بعضهن كخطوة اولى ومن بعدها النساء الامهات فدورهم سيكون مؤثر اقوى
صفاء بغيظ من ارادة اختها فى التغيير / اراكى تضيعين مجهودك فى الفراغ فبلدتنا لن تتخلى ابدا عن مبادئها ولا تعتقدين انكى تستطيعين فعل المعجزات
ليلى / انا بدات وعندى ايمان بنجاح فكرتى والله هو المعين
صفاء بخبث / ولكن احذرى من ابانا فان علم بذلك ...
قاطعتها ليلى قائلة / اعلم ستكون نهايتى ولكن لا تنسين اننى قولت الله هو المعين ومن كان الله معه لن يخذل ابدا
القلب اخضربقلم رباب عبدالصمد
البارت الثانى
صفاء بخبث / ولكن احذرى من ابانا فان علم بذلك ...
قاطعتها ليلى قائلة / اعلم ستكون نهايتى ولكن لا تنسين اننى قولت الله هو المعين ومن كان الله معه لن يخذل ابدا
دخل عليهم اخاهم الاكبر على والذى يبلغ من العمر الثالثة والثلاثون / مامننا على كلمة ليلى فعلى حنونا جدا على شقيقته ويعلم مدى طموحها كما يعلم مدى كسرتها من جهه ابيها فيحاول هو جاهدا تعويضها بالحنان الذكورى الذى فقدته فى ابيها
صفاء بنفس الغيظ / اراك دوما ما تساندها ولكنى اخشى ان يصيبك ما سوف يصيبها ان علم اباك
علي / عندى امل كبير فى نجاح ما تفعله فانا اكثر منكم اختلاطا بالخارج ووجدت ان فكرتها بدات تاخذ صدى فى البلد كلها
ابتسمت ليلى اذ ان كلمته تلك قد اثلجت صدرها
على بهدوء / هل ستخرجين الان لعملك
ليلى / نعم فقد انشات مشروع صغير بمجهود الامهات وتعمدت على الاختلاط بامهات العائلتين واقنعتهم ان المشروع يقوم على المجهود الذاتى لنعلم بعضنا بعضا فاصبحت كل امراة تعلم الاخريات ما هى ماهرة فيه فاصبح هناك يوم للعجين والخبيز ويوم للعلاج بالاعشاب ويوما للحياكة والتطريز الخ وفى كل هذا هناك اثنتان واحدة من كل عائلة تهتم باطفالهم حتى ينتهى ساعة التدريب ووجدت ان الاختلاط بالابناء ولد شعور لهم بالتداخل فاصبحت كل ام تحب ابناء مثيلاتها حتى وان كانوا من العائلة الاخرى حتى صرن يتسابقن فى عمل الحلوى لكل الاطفال فصار الاطفال ايضا متحابون
علي وهو يطمان اخته / ارى املا كبيرا فى مشروعك وساساندك حتى اخر قطرة من دمى
قبلته ليلى فى وجهه وقالت / بارك الله لى فيك وجعلك خير سند
خرجت صفاء وهى مغلولة منهم وتود ان فشلت اختها حتى لا تصبح افضل منها وتصير الاعين نحوها بدلا منها
جاءت الام واخبرت ليلى ان فريدة ابنه الحاج صالح هنا فتوتر علي فهو يعشقها
اومات ليلى لامها بان تنادى على فريدة مرحبه
فخرجت امها لتدعوها بالدخول
ليلى وهى تغمز لاخيها انتظر فساجعلها تاتى وانت هنا لتملى عيناك منها واحمد الله ان صفاء تركتنا وخرجت حتى لا تفطن لتوترك هذا
علي / انا احبها يا ليلى ولا اعرف كيف افوز بها فى ظل الكره القائم منذ الازل بين عائلتينا
ليلى / عند كل الحق ولكن العجب كل العجب ان ابيك لا يمانع ابدا انها تصادقنى او انها تزورنى ولكنه بالطبع يمنعنى انا بالقيام بالعكس
علي / على الرغم من عصبية ابيكى الا انه راجح العقل ويحب الحاج صالح جدا وان وجب الاشارة الى انه يغار منه بعض الشىء ولكن الاثنان يودان لو تجمع شمل العائلتين فى ود حتى تنتهى تلك العادات السيئة والحاج صالح ايضا عاقل ويتحدث مع اباكى بكل عقل واشعر انه هو ايضا يود ما ان اتحدت العائلتين ولكن كلاهما لا يعرف من اين يبدا
ليلى وهى تسير فى الحجرة وتغلق الحاسوب قائلة مبررة راى اخيها / ابيك يغار من الحاج صالح لانه يعلم انه يتفوق عليه فى التعليم كما ان الحاج صالح مشهور بطريقته الخاصة فى تربية ابناءه فقد رباهم على التشارك فى الرى حتى صار الجميع عقوهم متفتحه ولا يجبرون على اى شىء مما جعلهم على توافق فيما بينهم بينما كان الاب يتعامل معهم على انه صديق قبل ان يكون اب
علي / نعم عندك كل الحق فعقله يخالف هيئته الصعيدية المتعصبة ولكنى اسمع ان اكثر ابناءه رجاحة فى العقل واكثرهم قوة هو ابنه الكبير وهو دوما ما يعمل بالقاهرة وقليل التواجد هنا ولكن له هيبته فى العائلة حتى انى اسمع انهم يهابونه مثل مهابتهم للحاج صالح
ليلى اعلم هذا حقا و..
قطع كلامهم صوت فريدة الناعم / السلام عليكم وما ان رفعت عيناها ورات علي الا وارتعدت اوصال كليهما وتوردت وجنتا فريدة ونظرت للارض
ليلى بابتسامة / اممم ارانى عزولا بينكما ولهذا ساترككما لدقائق وساعود بسرعة قبل ان تنتبه صفاء لحالكما
خرجت ليلى بينما اقترب علي من فريدة وقال لها / كيف حالك
فريدة بخجل / الحمد لله
على وهو يحاول يستجديها لاى حديث / كيف حال دروسك
فريدة / اخذ ملخصاتك التى ترسلها لى مع ليلى
علي / هل قراتى على حروفهما اشعارى ؟
فريدة رفعت عيناها له وقالت / اقراها واعيدها فكلماتك تهزنى وتاخذنى لعالم اخر
علي / لانى صادق وانا اكتبها
فريدة / اعلم ذلك ولكن ما اخر عشقنا هذا ؟
على / لا اعلم ولكنى لا اتخيل حياتى بدونك
فريدة وقد اغرورقت عيناها / ولا انا وقد اتخيل الموت ولا اتخيل بعدك عنى
علي / لا اريدك ان تتخيلى سوى مكان يجمعنا واطفال حولنا فهذا ما اتمناه واسعى له مهما حدث
واغرق فى احلامى علها معك تكون
واقع فيه حيلة وحياتى بك تكون
وبين حلم ياخذنى لعالمك وواقع
ياخذنى عن ذاك الهوى والجنون
وايام عمر قبل ذاك الهوى تاسرنا
تكبل احلامنا والشوق ملا العيون
هنا دخلت ليلى وقالت بهمس / الا تزال تمطران بعضكما البعض بكلمات الحب الم يكفيكما الكلام على الورق ورسائل النت
فريدة نظرت لها نظرة ذات معنى وقالت / سوف تجربينه يوما
ابتسمت ليلى لها فهى تعلم مغزى قولها فهى عاشقة مثلها
تركهم علي وخرج بعدما سمع صوت ابيه فى الاسفل ليجد والده جالسا وهو متجهم الوجه فساله
الحاج نعمان / لقد تزوج اخر ابناء اعمامك من ابنة عمتك وقد ذهبت اليه ليقبل بليلى كزوجة ثانية ولكنه رفض فهو يريد ان يتمتع بعروسه الصغيرة اولا ولكنه وعدنى انه بعد مرور سنتين من الان سيتقدم للزواج منها
على باسف على كلام ابيه الذى يجده يدنىء من شان اخته فقال / لماذا يا ابى تقلل من شان ليلى وهى لا تستحق كل هذا . هل تجد ان ليلى بضاعة راكضة فتحاول ان تتخلص منها اهى تلك المعاملة التى تستحقها ابنة نعمان المنشاوى ؟ اليلى تستحق ان ندلل عليها وان تصبح زوجة ثانية وبالطلب ؟ لما يا ابى تراها هكذا وهى تستحق الكثي منا فهى اكثرنا تضحية لاجلنا ثم انها لا تفوق صفاء كثيرا فى السن ولكنى لا اراك تعامل صفاء بنفس المعاملة
الحاج نعمان / صفاء تحمل من اتعليم ومن الجمال ما يجعلها تتدلل ولكن اين ليلى من تعليمها وجمالها ؟
علي / ولكن ليلى تحمل من الثقافة والعقل والرزانه ما لا تحمله صفاء كما انها تحمل جمالا رائعا ولكنك لا تراه يا ابى وليس الجمال جمال الوجه فقط
وهل لديك ادنى شك فى ان ليلى من السهل عليها ان تبنى بيتا فى حين ان صفاء لا تفقه ما هو معنى بيتا للزوجية وبناء عائلة ؟
اراك تظلمها كثيرا وتدلل صفاء على حسابها حتى صار تدليلك لها مخزيا لها فى كل شىء فاصبحت لا تعنى باى شىء سوى بجمالها وكيف تسلب ليلى اى شىء تحبه لنفسها
الحاج نعمان بعصبية / كيف تتلكم هكذا وتقف امامى هكذا كما لو كنت عدوك
علي / اسف يا ابى ولكنى ااسف على حال ليلى فهى تستحق قدرا اكثر من هذا ثم تذكر وجود فريدة فقال / لقد حضرت فريد للتو لزيارتها
الحاج نعمان / كنت اود ان تصاحب فريدة صفاء فكلاهن طالبات جامعه وعقولهم متفتحة ولكن للعجب اراها تميل لمصادقة ليلى
علي متعجبا / حتى فى الصداقة تريد تمييز صفاء ؟ وعلى العموم فعائلة الحاج صالح جميعهم يميلون لليلى بما فيهم الحاج صالح نفسه
اوما الحاج نعمان بمعنى نعم ولكنه كان متاسفا فكان يريد العكس
عند ليلى فى غرفتها نظرت لفريدة بجانب عينها وابتسمت لها بخبث وقالت / لقد اشتعل قلب اخى ولهاً بكى واراه لا ينام الا على صوتك
فريدة / وهل خيل لكى ان هذا هو حاله فقط ؟ فهو حالى انا ايضا
ليلى / ربى يجمع بين قلوبكم فى اقرب وقت
فريدة / لقد وضعنا كل امالنا فى فكرتك فانا وهو ندعوا الله ليل نهار بنجاحها حتى تندثر تلك العادة ويستطيع التقدم لخطبتى
ليلى / أأمل فى ذلك وارى ان الفكرة تاخذ طريقها فى منحنى الصعود نحو النجاه فها انا قد نجحت فى الخلط بين الفتيات وبين النساء والاطفال حتى اصبحوا فيما بينهم لا يوجد اى ضغائن وبدا التعاون الخفى فيما بينهم
ابتسمت فريدة وقالت / هل يخيل لكى ان والدتى زوجة كبير عائلة الغمراوى تذهب متنكرة لاحد بيوت عائلة المنشاوى لتساعد نسائهن فى تجهيز فرح احدى ابناءهم
ابتسمت ليلى وقالت / وهل يخيل لكى انتى ان امى ذات العقل المتحجر ان تتنازل يوما عن غرورها وتبدا هى فى التصالح مع امك
فريدة / ولكن ابى وابيكى متحابان منذ زمن وعلى الرغم من انهما كبيرا العائلتين وعلى الرغم من تشبثهما بعادات بلدتنا الا انى اراهم من داخلهم يودون مخالفة ذلك وبالاخص ابى فهو ليس لديه اى مانع فى الصلح وقتل تلك العادات
ليلى / نعم اعلم ذلك جيدا فوالدك من الاساس متعلم وعقله متفتح ولكنه فى ذات الوقت يصعب عليه الابتداع فيكون هذا من اسباب ضياع هيبته وعليه ان يظل مظهره مخالف لباطنه
فريدة / هل يخيل اليكى انه شعر اننى اميل لهوى اخيكى ؟
حدقت فيها ليلى بصدمه ووضعت يدها على فمها كنوع من الخوف ولكنها لم تتفوه بحرف فقد شل لسانها ووقفت الحروف فى حلقها
ابتسمت فريدة على حالها وقالت / لا تخشين فابى متفهما معنا وهذا ما يشجعنا دوما ان نحادثه كما لو كنا اصدقاء ويشبهه فى ذلك اخى ايوب
ليلى بحب وماذا عن طارق ؟
فريدة بخبث / اممم اخى الذى سلبك عقلك قبل قلبك ؟
ليلى وهى توكزها فى ذراعها / حدثينى عنه اكثر
فريدة / اخى الوسيم فاتن النساء فى بلدتنا وفى القاهرة وحتى فى سويسرا لا يملا قلبه اى فتاه فهو لا يحب الا الجمع من الفتايات وصار اسمه طاووس النساء من جماله وتباهيه وغروره
ليلى بحزن / اراكى تظلمينه كثيرا فانا لا اراه هكذا ابدا
فريدة / انتى رايتيه من الظاهر فقط ولكنى ارى ان انسب اخوتى اليكى هو ايوب فهو يحمل فى نفسه كل معانى الرجوله فهو وسيم جدا ورجل جدا وحنونا جدا ورايه سديد فى كل الاحوال جدا جدا ويحمل فى قلبه شهامة قريتنا كلها
ليلى / اممم هذا جميل ولكنك نسيتى انى قلت لكى حدثينى عن طارق
فريدة / عفوا فاخى ايوب هو اقرب الناس الى قلبى ولهذا ترينى اتحدث عنه دوما
ليلى / ولانه القريب الى قلبك فهو يطغى على حبك لطارق وارى ن هذا سبب ظلمك له
فريدة / لا بالعكس انا احب الثلاثة ايوب وطارق ومعتز ولكن ايوب ابى الاصغر وليس هناك من راه الا واحبه ولكنك فتنتى بطارق فعيناك غفت ان ترى غيره ولكنى اتعجب من قدر حبك هكذا من دون حتى ما تتحدثين معه ولو بحرف او حتى هو لم يراكى من الاساس فكيف لكل هذا الحب الذى يملا قلبك
تنهدت ليلى وقالت / الحب الحقيقى لا يشترط ان يكون بتبادل الكلمات فلغة العيون ابلغ واعمق ونداء القلوب اقوى من الجميع
فريدة وهل لاحظ هو نظراتك له ليستشف منكى اى شىء
ليلى بحزن / لا
فريدة / وهل ستظلين هكذا ؟
ان خلت من رؤياك عينى
فما خلا القلب من رؤياك
عجبى ان لا اراك جهراًوانى
اذا اغمت اعمانى ضياك
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا