رواية عشق الادم الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم حنان قواريق كامله
/
رواية عشق الادم الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم حنان قواريق كامله
الحلقة الاول
رواية عشق الادم😍😍😍♥♥♥
أخذ يزفر بعنف شديد وهو يرى أخبار أخيه الأصغر قد باتت محط أنظار وسائل الإعلام المختلفة وحتى شبكات التواصل الاجتماعية بمختلف أنواعها وأشكالها وأخيه المستهتر لا يقدر تلك الأخبار التي ربما ستؤثر على وضع عائلتهم العريقة
" عائلة الزهراوي " التي تمتلك هيبة طاغية بمكانتها ووضعها الاقتصادي العريق ..
قذف الصحيفه من يده بعيدا لتسقط عن حافة مكتبه الضخم وهو يمسح بيده على شعره العسلي بقوة ومن ثم أغمض عينيه بتعب وأرجع رأسه للخلف يستند على مقعده حتى يهدء قليلا، فوضعه الآن لا يحتمل أن يرى شقيقه الأصغر الأحمق أمامه فربما قد يمارس عليه بعض حركات الملاكمه تنفيسا عن غضبه منه ..
طرقات خفيفه أخرجته من سكونه ذلك لتدخل السكرتيرة تحمل بين يديها بعض الملفات الهامه لتهتف له برسميه :
" الأوراق دي عايزة تتوقع يا أدم باشا .. "
فتح عينيه ينظر لها بغضب ، فهو لا يحب أن يخرجه من سكونه ذلك أي أحد حتى لو كان الأمر متعلق بالعمل
أحنى جذعه قليلا وهو يلتقط قلمه المفضل ويبدأ بتفقد تلك الأوراق بروتينه شديدة لينهيها سريعا وهو يقذف بالقلم من بين يديه هادرا بغضب بعض الشيء :
" تفضلي على شغلك .. "
انتفضت تلك المسكينه من صوته ورجعت خطوتين للوراء فدائما ما تكون هي محط تنفيس يخرج كافة غضبه عليها ..
همست بصوت منخفض بعض الشيء :
" أدم باشا في إجتماع مع العميل الأمريكي بعد ساعه .. "
زفر بقوة أكبر وهو ينهض من مكتبه متوجها ناحية النافذه قائلا ببرود :
" عارف ، ابقي حضري كل الأوراق الازمه قبل الاجتماع بعشر دقائق ، مش عايز اي لغبطه يا استاذه .."
اومأت برأسها بقوة وكأنه يراها الأن ثم تذكرت ما كانت تنوي إخباره به لتهمس بصوت يكاد يكون مسموع قائلة :
" احم ، لو حضرتك تسمحلي بعد نهاية الإجتماع أخرج قبل ميعاد الانصراف بساعه علشان ... "
قاطعها هادرا بصوت غاضب :
" علشان ايييه .... ؟ "
أغمضت عينيها بقوة قائلة بحزن :
" علشان علشان ابني في المستشفى يا بشمهندس و و عايزة أروح اطمن عليه .. "
لانت ملامحه قليلا بعد ما سمع كلامها ذلك وربما أيضا دور الأب الذي يمارسه على أخيه الأصغر حرك مشاعره الإنسانية نحوها مشفقا عليها ليهتف بهدوء :
" خلاص يا سمر تقدري تروحي دلوقتي عند ابنك بس الأول حضريلي أوراق الاجتماع ... "
بسمه شقت طريقها الى ثغرها وهي تتمتم بعبارات الشكر والإمتنان لذلك المدير الذي يظهر بوجهين مختلفين نقيضيين لبعضهما البعض ..
إستأذنت منه مغادرة إلى عملها في حين وقف هو يتأمل الشارع بالأسفل بنظرات حادة وهو يتوعد لأخيه بأشد العقاب على تلك الأخبار ...
* أدم الزهراوي - شاب يبلغ من العمر 33 عام ، يمتلك جسد رياضي لافت للأنظار ، عينين سوداء ، شعر عسلي نادر ، حصل على لقب الملاكمه على المستوى الأول بالبلاد ، قاسي الملامح نوعا ما ، يمتلك وسامه صارخه جعلته يحتل صفحات المجلات في أشد رجال الأعمال وسامه وذكاء ...
**************************
في قصر الزهراوي
كانت تجلس سيدة في منتصف العقد الخامس ، ذات ملامح هادئه وعينين سوداء أورثتها لإبنها الأكبر ترتدي عباءة بيتيه مناسبه لسنها و تضع حجابها على كتفيها وتركت شعرها الأبيض يتدلى على كتفيها بخفه ، فهي بالرغم من الثراء الفاحش التي تنعم به الا ان ذلك لم يمنعها من احترام سنها وعدم خوض عمليات التجميل التي تقوم بها كثير من السيدات في مثل سنها حتى يخفين أثار التقدم بالسن ..
بدأت تتصفح إحدى مجلات الشهرة بروتينه وترتشف باليد الأخرى فنجان القهوة خاصتها ليلفت نظرها ذلك الخبر الذي جعلها تسقط فنجان القهوة من بين يدها ليتهشم مصدرا صوتا مرتفعا بعض الشيء على رخام القصر ..
أسرعت إحدى الخادمات نحوها قائلة بقلق :
" حصلك حاجه يا صفيه هانم ؟ "
كانت على وشك الرد عليها حينما شاهدت إبنها الأصغر يدلف إلى الداخل وعلى وجهه إبتسامة بلهاء متقدما ناحيتها ..
هتفت للخادمة قائلة وهي ما زالت مسلطه عينيها عليه بغضب :
" روحي انتي شوفي شغلك .. "
اومأت الخادمة وهي تسرع بخطواتها ناحية المطبخ حينما رأت الوضع بدأ يتأزم أكثر ..
تقدمت السيدة صفيه من ابنها هاتفه بغضب :
" ايه إلي عملته ده يا أحمد ؟ ايه الأخبار الزباله إلي بتتنشر عنك ؟ دي أخر تربيتي فيك يا ابن بطني ؟ تسكر بكبريه وصورك منتشرة بالصحافة ؟ "
تأفف بملل وهو يستمع إلى كلماتها تلك التي لم تحرك شيئا من مشاعره أبدأ ، توجه ناحية إحدى المقاعد في تلك الصالة الكبيرة ليرمي نفسه عليها بارهاق وكأنه أمضى اليوم كله في العمل وليس بالتصكع بالطرقات ومرافقة الساقطات التي يتمنيين نظرة واحده من " أحمد الزهراوي " ..
هتفت والدته وهي تراه غير مكترث بكلامها ذلك بغضب أكبر :
" انت هتموتني ببرودك ده يا أحمد ؟ ربنا يستر من ردة فعل أخوك أدم ... "
وكأنها ذكرت شيطانا أمامه وليس أخيه الذي أشرف على تربيته والعناية به ولكن كل تلك الإشرافات والنصائح لم تجدي بذلك المتهور أبدا ..
هتف بغضب وهو ينهض من مكانه قائلا :
" أدم أدم أدم ، يوووووووووو هو كل حاجه أدم يا ماما ، متنسيش إني دلوقتي صرت راجل وانتي لسه بتهدديني بآدم باشا ... "
تقدمت والدته منه أكثر قائلة بصرامه شديدة :
" أحترم نفسك وانا بتتكلم عن أخوك الكبير ، ده في مقام أبوك .. "
كان على وشك الرد عليها حينما وجد أخيه يدلف بهيبته المعتادة ويبدو عليه الهدوء الشديد وهو يطالعه بنظرات عاديه تحمل الكثير من المعاني خلفها ..
إبتلعت السيدة صفيه ريقها بخوف فيبدو أن هذا اليوم لن يمر بسلام مادام أدم حضر ويبدو أنه إستمع للكلام ..
في حين توجه أدم ناحية والدته ليطبع قبله رقيقه أعلى رأسها ومن ثم قبل يدها قائلا بحنيه :
" إزيك يا ست الكل ؟ "
بادلته والدته نظرات حنونه قائلة :
" الحمدلله يا حبيبي ، أقولهم يجهزو الأكل ؟ "
اومأ لها برأسه مبتسما على طيبتها تلك في حين توجه أحمد الى الأعلى حيث غرفته وكأنه لم يفعل شيئا او حتى يعتذر ..
تنهد أدم بتعب وهو يجلس بذلك المقعد القريب بجانب والدته مغمضا عينيه يفكر بأحوال أخيه الذي يبدو بأنه يحتاج درسا قاسيا حتى يصبح رجلا صارم يعتمد عليه ويتخلى عن تلك الأفعال المشينه ..
هتفت والدته بحنيه وهي تمسح على رأسه :
" معلش يا حبيبي ، استحمله ده بالنهاية أخوك الوحيد ومالوش غيرك يا قلب امك ... "
رفع نظره لها هاتفا بجديه :
" بس لازم يتربى يا امي ... "
*****************************
في إحدى المدن الأوروبية الجميلة التي تجذب لها السياح من مختلف أنحاء العالم بالتحديد في مدينة البندقيه الايطاليه
بداخل إحدى المنازل الخشبيه ذات الطابع الكلاسيكي الجذاب ، وقفت تلك الفتاة تلملم أغراضها على عجله وهي ترميها بداخل حقيبة سفرها الكبيرة بيدين ترتعشان خوفا وقلب يخفق ألما على حالها ذلك ..
إنساب شعرها الأحمر الناري على كتفيها البيضاء نتيجة سقوط ذلك الشريط الذي كانت ترفع به شعرها على شكل ذيل حصان ليجعل منها لوحة جميلة تسحر العيون بجاذبيتها ..
سمعت وقع أقدام تتقدم على تلك الأرضية الخشبية لتمسك قلبها بعنف وقلق من القادم ظنا منها بأنه عاد إلى هنا من جديد ..
لحظة ووجدت باب غرفتها يفتح وتظهر منه امرأة في العقد الرابع من عمرها ذات شعر أشقر وعينيان زرقاويين وبشره بيضاء امتزجت ببعض الكدمات الزرقاء نتيجة ليلة أمس حينما كانت تحمي ابنتها من زوجها الحقير ..
وبمجرد ما رأت والدتها حتى ارتمت بأحضانها باكية تتشبث بها بقوة خوفا من أن تتركها هامسه لها بضعف :
" هروح فين يا ماما ؟ أنا خايفه ؟ "
أغمضت والدتها عينيها بألم على حال ابنتها قائلة بوجع :
" لازم تروحي يا بنتي من هنا ، انتي شفتي الواطي ده كان ناوي يعمل فيكي ايه ، ده لولا ربنا ستر كان كان .... "
بترت جملتها الأخيرة وهو تستمع لشهقات ابنتها تزداد شيئا فشيئا نتيجة ذكرى تلك الليلة ..
أخرجتها والدتها من أحضانها وهي تمسك وجهها بين يديها قائلة بحزم :
" مفيش وقت يا حبيبتي بسرعة لمي هدومك انا حجزتلك بالطيارة إلي نازله كمان أربع ساعات ، هتروحي عند خالتك .. "
صمتت لبرهه وهي تخرج من إحدى جيوبها ورقة بيضاء صغيرة لتهتف بجدية :
" الورقة دي فيها عنوان خالتك يا حبيبتي "
ازداد بكاء الفتاة أكثر وهي تنظر لوالدتها بترجي قائلة :
" تعالي معايا يا ماما ابوس ايدك .."
هتفت والدتها بألم قائلة :
" انتي عارفة يا حبيبتي ان ده ماسك عليا شيكات بمبالغ كبيرة ولو هربت هيمسكوني بالمطار ، انتي روحي وانا بس أخلص منه هاجي وراكي ... "
اومأت لها ابنتها بألم وهي تتوجه ناحية حقيبتها تغلقها بإحكام ومن ثم أنزلتها عن السرير وبدأت تجرها ناحية الباب وهي لا تريد الإلتفاف ناحية والدتها حتى لا تضعف وتبقى ..
هتفت والدتها بدموع :
" عشق خلي بالك من نفسك كويس يا حبيبتي "
اومأت برأسها وهي ما زالت تدير لها وجهها لتفتح الباب بعدها خارجة من البيت وهي تتجه ناحية المطار بقلب ينزف ألما ...
يتبع
الحلقة الثانية
من روايه عشق الادم😍😍😍😍
سقطت دموعها مجددا وهي تتذكر ما كان سيفعله زوج امها بها لولا قدوم والدتها التي كانت خارجة من المنزل لشراء بعض مستلزمات البيت التي أصبحت هي تقوم بدور الزوج والزوجه معا نتيجة زوجها المستهتر الذي أصبح كثير الجلوس بالبيت وقد أهمل عمله الذي بالرغم من ضألة النقود التي يحصل عليها منه إلا أنه كان يفي بالغرض في أوقات الأزمات ، ولم يكتفي بذلك فقط بل أجبر زوجته المسكينة على أخذ قرض على معاشها في ذلك البنك بعد أن أوهمها بأنه يخطط لعمل مشروع صغير سيغير حياتهم للأفضل لتقتنع الزوجه من كلامه ذلك وتسحب قرض على معاشها بكل ثقة منها بأنه تغير ولكن صدمت حينما علمت بأنه قد أضاع مبلغ القرض على لعبة "القمار" التي كانت بمثابة "سوسه" تنخر عظام صاحبها بقوة
لتلاحقها الديون الكثيرة بعد المبلغ الكبير الذي سحبته وتمنع من السفر إلى اي مدينة قبل ان تدفع كل ديونها تلك ..
مسحت عبراتها الحارقة بكف يديها البيضاء وهي تتذكر حال والدتها التعيس الأن ، فربما ذلك المختل سيتسبب لها بمشكلة كبيرة حينما يعلم بأن عشق قد هربت من المنزل بمساعدتها او بالأحرى من البلاد كلها ..
وقفت على قدميها التي كانتا توشكان على السقوط وهي تجر الحقيبة خلفها في صالة ذلك المطار الفخم الذي يعبر عن رقي أهل تلك البلاد وحداثته ، لتتوجه ناحية قاعة المغادرين استعدادا لاستقلال الطائرة التي ستغير بها الى بلاد ستزورها للمره الأولى وستلتقي بأشخاص هناك سيغيرون مجرى حياتها بأكمله ..
همست لنفسها بألم وهي تسير بضياع :
" لو كنت موجود يا بابا مكنش هيحصلي كل ده ... ربنا يرحمك يا حبيبي ... "
**************************
شهقت السيدة "صفية" بهلع وهي تضع يدها على فمها بصدمة وهي ترى أدم يقبض على عنق أخيه أحمد بقوة وغضب كبير وجسده ينتفض بقوة مفزعه ويبدو بأن عينيه ستخرج من مكانهما نتيجة تلك الكلمات السامة التي سقطت على مسامعه بقوة من أخيه الأصغر "أحمد" الذي نجح باستفزاره بشكل كبير ..
تقدمت من ابنها بسرعة وهي تراه يحاول خنق أخيه الذي بدأ الأخير يحاول إلتقاط أنفاسه بقوة مجاهدا على البقاء ..
حاولت تخليصه من بين يديه ولكن جسدها الضعيف حال دون ذلك وبغريزة الأمومة بدأت تضرب على ظهر أدم بقوة حتى يفك سراح أخيه من يديه القويتين ، وهو لم يشعر بعد كلمات أخيه تلك إلا وأحدهم يضربه بقوة على ظهره ..
هدرت السيدة صفيه بإنهيار قائله :
" سيبه يا أدم ، هتقتل أخوك يا ابني ، الله ينتقم منها ومن سيرتها إلي تخليك تتحول بالشكل
ده ... "
وكأنها أرجعته إلى واقعه من جديد ليجد نفسه يمسك بعنف أخيه بقوة والأخر يبدو بأنه سينهار بأي لحظة ، وبسرعة ابتعد عنه يجمع شتات نفسه وهو يلتقط أنفاسه بقوة ومن ثم أخذ مفاتيح سيارته وانطلق خارجا إلى المجهول ...
تقدمت السيدة صفيه من ولدها الأصغر وهي تناوله كوب من الماء ودموعها تسبقها على خديها المتجعدتين بسبب سنها لتهمس بعتاب وألم :
" إيه إلي عملته ده يا أحمد ؟ ذكرتو بالماضي ليه يا حبيبي ، أنت عارف أدم بس يسمع بسيرة بنت الاذينه دي بيتحول لشخص تاني مستعد يقتل بدون ما يحس .... "
بينما هو أخذ يلتقط أنفاسه بقوة كبيرة فقد كان سيقتل على يد أخيه منذ لحظات ، لقد سمع عن جنون أخيه الكبير حينما يسمع بإسم طليقته السابقة ولكن لم يكن يظن بأن الأمور ستتعقد هكذا عندما يذكره بعجزه الماضي حتى يهرب بذلك من نظراته المعاتبه بسبب أخباره الفاضحه المنتشرة بكل الصحف والمجلات ، ليعرف بأن قد لعب على الوتر الحساس لأخيه الكبير ..
أخذ ينظر لوالدته بنظرات نادمه على كلماته الجارحة التي ألقاها قبل قليل على أخيه الذي لا يعتبره أخيه فقط بل والده الذي كان له سندا بكل شيء ، شق الصخر منذ أن تخرج من الجامعه ليحل محل والده في تلك الشركة الصغيرة التي كان يملكها ويبدأ بتطويرها شيئا فشيئا بعد وفاة والده ، ليصبح ثعلب الصفقات بين رفقائه بسبب براعته في كسب أكبر الصفقات المهمه التي يكسبها ، تحولت تلك الشركة الصغيرة إلى سلسلة شركات عملاقه تعرف باسم
" سلسلة شركات الأدم للاستيراد والتصدير " وتصبح محط أنظار رجال الأعمال العالميين في التسابق للشراكة مع " أدم الزهراوي " ويتقربون منه رغبه منهم في اكتساب مهاراته وذكائه ذلك ..
نهضت والدته بعنف بعد أن تأكدت بأنه أصبح أفضل فغريزة الأمومة تطغى على كل شيء
همست له وهي تدير ظهرها بألم :
" ربنا يسامحك يا أحمد ، أنت كشفت أمور أدم كان دافنها من سنين .. "
أخفض رأسه بخزي من كلمات والدته الائمه تلك ، هو لم يكن يقصد أن يفتعل مشكلة او يذكر أخيه بأبشع أنسانه قد تعرفها البشرية ، ولكن كان يرغب في أن يصرف نظره عنه قليلا ...
***********************
اصطفت السيارة بعنف أمام إحدى الصخور الكبيرة التي كانت تطل على شاطىء البحر من إحدى القمم الجبليه المرتفعة ، ليخرج منها ذلك الذي تحول ببضع دقائق إلى ثور هائج مجرد ما ذكر اسمها بالبيت ..
أخذ يفك ربطة عنقه بقوة عندما شعر بأنه سيختنق حتما في تلك اللحظات وطيفها المقزز يتمثل أمام عينيه بقسوة لا ترحم قلبه ..
وقف أمام تلك الصخرة الكبيرة يتطلع من خلفها لموجات البحر المتلاطمه بقوة من أسفله وذهنه شارد ، يا اللهي غضبه وثورته التي أوجدتها تلك الخائنه كانت ستتسبب في قتل أخيه المسكين التي كانت أكبر أغلاطه بأنه ذكر اسمها أمام من كان قد قفل على قصتها بصندوق من حديد وألقى به بالبحر ...
كلمات أخيه أخذت تترد بأذانه بقوة من جديد ..
" كنت روح اعمل راجل على إلي خانتك وخلت قصتك على كل صحيفه وكل مجلة ، كنت روح اعمل راجل على إلي اتهمتك برجولتك وقالت عليك مش بتاع جواز ... "
وغيرها من الكلمات التي كانت تنزل على مسامعه كسهام ناريه قاتلة ..
هو لم يحب تلك المخلوقة يوما ولكن إلحاح والدته بأنه قد كبر ويتوجب عليه الزواج حتى يأتي بحفيد لعائلة الزهراوي جعلها يخضع لها مستسلما ، لتكون من نصيبه هي التي كانت تبدو كقطه فقيرة ببداية زواجها منه ولكن بدأت تظهر عن نفسها شيئا فشيئا إلى أن وصل بها الحال أن نشرت خبرا كاذبا لإحدى الصحف المشهورة تطعن فيها برجولة زوجها الذي استقبل ذلك الخبر كيوم وفاة والده العزيز ولم تكتفي بذلك أيضا بل نشرت صورا لها تخونه مع أحدهم ، لينهال عليها وقتها بالضرب المبرح الذي جعلها ضريحة الفراش لأسبوع من دون حراك وبعدها أرسل لها ورقة طلاقها ولم يدري أين ذهبت ...
ليبقى محط أنظار الصحافة والناس بعد تلك الأخبار الكاذبة لعدة شهور يعاني فيها قهرا وألما بسبب شيطانه تجسدت بهيئة إنسان وهدفها كان تدميره .... ولكن لم يعرف السبب بعد
**************************
جلست بالمقعد المخصص لها بالطائرة كالطفل الضائع الذي يحتاج والدته في تلك الأوقات ، وكالعادة بدأت دموعها بالهطول وهي تتذكر بأنها ذاهبه لحياة جديدة ومع أشخاص جدد لا تعرف مصيرها معهم ..
وجدت شخصا يجلس بجانبها وهو يمد لها منديلا ورقيا قائلة بمرح :
" الدموع دي حرام تنزل من الوش الطفولي ده .. "
علقت نظرها بصاحب الصوت ليظهر لها شاب يبتسم لها بمرح ، يمتلك شعر أحمر كشعرها ذلك وعينين زرقاويين كصفاء البحر ..
تناولت المنديل بخجل وهي تجفف دموعها قائلة بامتنان :
" شكرا لحضرتك ... "
هتف بمرح من جديد قائلا :
" على فكرة انا أسمي أيهم مش حضرتك ... "
ابتسمت بخفه على كلامه ذلك ومن ثم أدارت رأسها ناحية الجهة الأخرى تنظر الغيوم الكثيفة التي بدأت تدخل الطائرة المحلقه من خلالها ...
**************************
خرجت من صالة المطار وهي تشعر برجفه خفيفه تسري بجسدها نتيجة ملامسه نسمات الهواء لبشرتها الرقيقه ، تقدمت ناحية الشارع الرئيسي تنتظر سيارة أجرة تقلها ناحية وجهتها لتجد إحدى سيارات الأجرة تقف لها ليخرج السائق بعملية ويضع لها حقيبتها الكبيرة بخلفية السيارة وتصعد هي وقلبها يخف بجنون من القادم ....
يتبع
الحلقة الثالثة
من روايه عشق الادم 😘😘😍😍
اصطفت سيارة الأجرة أمام ذلك القصر الذي شهقت تلك التي ترجلت من السيارة وهو تمعن النظر بجمال وحداثة تشييد ذلك القصر الذي يخطف عقول كل من ينظر له بسبب جماله الملفت للأنظار وخاصة تلك الورود الأرجوانية التي تتسلق جدران القصر مشكله تحفة فنية بما للكلمة من معنى ، ناولت السائق بعض النقود وهو يخرج لها حقيبتها من قفص السيارة الذي أبتسم لها بهدوء وهو يودعها منطلقا الى عمله من جديد .. في حين وقفت هي تمسك نفسها بقوة حتى تكون مستعده لذلك اللقاء مع خالتها التي لم يسبق لها أن رأتها من قبل إلا من خلال صورة صغيرة تحتفظ بها والدتها للذكرى ..
سارت بخطوات بطيئة وهي تعبر من تلك البوابة الكبيرة التي كانت لحسن حظها مفتوحه على وسعها
لتدخل إلى الداخل وتقابل بعينيها جنة جميلة متشكله من زهور بمختلف الألوان والأشكال ، وما جذب أنظاارها أيضا شجرة الياسمين الكبيرة التي كانت رائحتها المعطرة تفوح في أرجاء المكان لتصل تلك الرائحة مداعبه أنفها الصغير برقه ..
تقدمت أكثر حتى وصلت أمام إحدى صفوف الورد الجوري الجميلة التي كانت تتراقص مع نسمات الهواء الناعمه ، أحنت جذعها قليلا لينسال شعرها الناري معها أيضا وهي تلتقط إحدى الوردات التي كانت على وشك السقوط لتقربها من أنفها تستنشق عبيرها الفواح بكل براءة ..
رفعت جذعها قليلا وهي تسلط أنظارها على باب القصر الكبير لتعود وتجر حقيبتها خلفها وتسير بطوات مرتبكه وهي تزفر بقوة من القادم ..
رفعت يدها اليمنى تضغط على جرس القصر ، مرت عليها ثواني كأنها ساعات طويلة قبل أن ترى تلك البوابة تفتح وتظهر منها احدى خادمات القصر التي أخذت تنظر لها بانبهار من جمالها ذلك ..
أخفضت رأسها خجلا وهي تهرب من عيني تلك الخادمة التي أخذت تتفرسها بقوة وتعجب ..
تنحنحت هي تكسر ذلك الصمت وهي ترسم ابتسامة عفوية على وجهها الأبيض قائلة :
" احم ، لو سمحتي مش ده قصر جمال الزهرواي ؟"
اومأت الخادمة برأسها بايجاب وهي ما زالت غير قادرة عن ازاحة عينيها عن كتلة الجمال التي تقف أمامها ..
تنحنحت تلك التي تمنت أن تعود حالا الى ايطاليا من ذلك الموقف التي تقف به الآن لتهتف من جديد قائلة :
" لو سمحتي ممكن أشوف صفيه هانم ؟.."
نظرت لها الخادمة خجلا ومن ثم أزاحت جسدها تفسح لتلك الجميلة بالمرور للداخل وهي تهتف :
" أنا أسفه ، اتفضلي هنا على الصاله ... "
اومأت لها بابتسامة وهي تحمد ربها بأن تلك الخادمة قد أدخلتها وإلا كانت ستسقط من كثرة التوتر والقلق ..
جلست على أقرب مقعد أمامها وهي تضع حقيبتها بجانبها ، لتبدأ بتأمل جمال القصر من الداخل الذي لا يقل جمالا عن خارجه ..
لحظات ورأت سيده في العقد الخامس من عمرها تتقدم ناحيتها بحذر وهي تهتف بابتسامتها المعهوده :
" أنا صفيه هانم يا بنتي ، خير ؟ "
وقفت على قدميها بتوتر وهي تتقدم من تلك المرأة قائلة بخجل وتوتر بعض الشيء :
" أنا عشق يا خالتو ، بنت اختك صفاء ... !! "
****************************
صفعه تبعتها أخرى لتتبعها ضربة قوية أسفل معدتها لتترنح وتسقط أرضا غير قادرة على الحركة نتيجة الضرب العنيف التي تعرضت له من بين يدي زوجها التي انعدمت الانسانية من قلبه وقد أعماه شيطانه عندما علم بأن حبيبته هربت من المنزل ، لينهال على والدتها بالضرب المبرح غير مكترث بأنينها تارة وصراخها الذي يدمي القلب تارة أخرى ..
امسكها من شعرها الأشقر مقربا إياها من وجه ليهتف بصراخ عنيف :
" وديتي البت فين يا صفاء ؟ انطققي ؟... "
أخذت تتألم بقوة نتيجة امساكه إياها بتلك الطريقه ولكن لا لن تنطق بحرف واحد عن مكان ابنتها لذلك الذي انعدم الحياء من عقله تماما ..
بصقت قطرات الدماء التي تسربت داخل فمها بوجه ذلك الكريه ليستشيط غضبا ويبدأ بضربها كالمجنون في كافة أنحاء جسدها حتى سقطت بين يديه خائرة القوى ..
نفثها من بين يديه بتقزز وهو يلعنها في سره ، ويبدأ بالتفكير بالمكان الذي يمكن أن تكون قد هربت إليه جميلته التي كانت كالسهل الممتنع بين يديه ، لقد عشقها حد النخاع منذ أن رأها وعشق كل تفصيله فيها ولكن هي صدته أكثر من مرة بقوة ليبدأ بالتقرب من والدتها ينهال عليها بكلمات الحب المعسولة حتى وقعت بشباكه وتزوجها على الرغم من أنها تصغره بعشر سنوات ولكنه أقنع نفسه بأن الوصول لوالدتها يعني الوصول إليها أيضا ، ولكن كان مخطئا فقد واجه منها جدار صلب لا يلين أمام تلميحاته وغزله الدائم لها ، ليقوده شيطانه للفعلة الشنعاء التي قام بها منذ عدة أيام ...
تراجع للخلف وهو يجلس على إحدى المقاعد الخشبية ينظر لزوجته بحقد وهو يهمس لها غير مكترث بأنها قد فقدت وعيها قائلا :
" مش هتموتي قبل ما أعرف مكان عشق
يا صفاء ... "
*************************
تنفس بعمق وهو يحاول فض تلك الذكريات من رأسه عندما توجه ناحية سيارته بخطوات متثاقله وهو يضع يديه في جيوب بنطاله الكحلي الذي صمم خصيصا ليكون على مقاسه ذلك ..
رفع رأسه ليرى جوز عيون زرقاء تطالعه بنظرات لعوبه وجسد رياضي يسد عليه طريقه ناحية سيارته السوداء ، دقق النظر جيدا وهو يؤكد لنفسه بأن الذي يراه حقيقه وليس حلما ..
في حين صدحت ضحكه لعوبه من ذلك الشخص الذي يقف يكتف يديه أمام صدره بغرور قائلا بمرح :
" شفت عفريت يا أدم ؟... "
شقت ابتسامة واسعه ثغر أدم متناسيا كل ذكرياته التي تعصف برأسه ليتقدم بخطوات مستعجله بعض الشيء وهو يمد ذراعيه قائلا بصدمه ممزوجة بفرحة حقيقية :
" مش ممكن ، كتلة الشعر الاحمر واقف قدامي دلوقتي ؟... "
بادله صديقه الحضن بكل رحابة صدر واشتياق شديد ليهتف له بغضب مصطنع :
" كتلة الشعر !! أنت منسيتش اللقب دي يا أدم ولا ايه ... "
شدد من احتضان صديقه وكأن الله بعثه في تلك اللحظات حتى ينسيه ماضيا ألمه بشده ليهتف بسعادة باديه على وجهه :
" جيت امتا يا "أيهم" ؟ وبعدين انت عرفت مكاني ازاااي ؟... "
غمز له صديقه أيهم قائلا بغرور :
" أنا أيهم يا بني وعارف ان المكان ده لو حد ضيعك هيلاقيك هنا ، وبعدين أنا اتصلت بالبيت عندكم وامك قالتلي انك طلعت من بدري ... "
سار بخطوات بعيدة مبتعدا عنه وهو يوليه ظهره وينظر أمامه بشرود قائلا :
" كلهم نفس بعض يا أيهم ، خايينين ، بيستغلوك واخر حاجه بيختفو من حياتك بعد ما يحققو هدفهم ... "
تقدم ناحية صديقه ليقف بجانبه قائلا بجديه :
" غلطان يا أدم ، مش كل البنات نفس الحاجه ، مش معنى إلي عملته عبير معاك تظلم كل البنات بسببها ... "
سكت فجأة وهو يتذكر تلك الفتاة الرقيقة التي كانت تجلس بجانبه في الطائرة لترتسم على ثغره إبتسامة صغيرة دغدغت خلايا قلبه ...
زفر بقوة وهو يطالع صديقه الذي لا يكف عن ذكر تلك الحرباء التي كانت زوجته في يوم من الأيام ليهتف بضجر :
" ممكن نقفل الموضوع ده ؟ ويلا على البيت علشان الست صفيه بس تشوفك مش هتسيبك غير وهي عامله معاك تحقيق جذري عن سبب رجوعك هنا تاني ... "
أبتسم بسعادة وهو يتوجه برفقة صديقه لركوب السيارة والتوجه معا ناحية القصر الذي كانت تنتظرهم مفاجأة كبيرة ...
**************************
نزل درجات السلالم وهم يدندن ببعض كلمات الأغاني بصوت مرتفع ويقفز كل درجتين مع بعضهما كأن أحدهم يلاحقه بقوة ، وجد والدته تجلس مع فتاة معطيه اياه ظهرها ليهتف بحرج من حركاته التي لا يقف عن ممارستها قائلا :
" ماما انا هخرج أشوف واحد صاحبي وبعد كده هروح النادي شويه ... "
توقف عن الكلام حينما وجد تلك الفتاة تدير رأسها ناحيته تطالعه ببراءة ويبدو عليها الخجل الشديد
تسمر مكانه من الصدمه وهو يرى كتلة الجمال التي لم ترى عينيه أجمل منها في حياته على الرغم من أنه رأى فتياتات على عدد الشعر برأسه ..
وبدون وعي منه هتف :
" تبارك الرحمن فيما خلق وأبدع ... "
صدحت ضحكات والدته وهي ترى وجه ابنها الذي تغير مجرد ما رأى تلك الجميلة أمامه فهي أيضا لم تكن أفضل حالا منه عندما عرفت هويتها بأنها ابنة شقيقتها الأصغر صفاء التي تقطن بأحد المدن الأوروبية منذ زمن بعيد ..
هتفت والدته وهي تقرب عشق من أحضانها :
" دي عشق يا أحمد بنت خالتك صفاء ... "
وكأن قدماه هي التي تقوده ليجلس على مقعد بجانبها يطالعها بنظرات بلهاء قائلا :
" هو في كده يا ماما ... "
أخفضت عشق رأسها خجلا من جديد بسبب كلماته تلك في حين نظرت له والدته بغضب بعض الشيء قائله :
" ما تتلم يا أحمد ، ايه قلة الأدب دي .. "
وكأنه لم يكن يستمع إليها ليوجه حديثه إلى تلك التي أصبح وجهها أحمر كلون شعرها قائلا ببلاهه أكبر :
" هو انتي طالعة من رواية ايه ... ؟ "
ضحكه صغيرة أطلقتها رغما عنها وهي تراه على تلك الحالة في حين نظرت والدته قائله بعتاب :
" لا حول ولا قوة إلا بالله ، ده الولد تجنن ، ما تروح تشوف صاحبك يخويا .... "
وعلى نفس حالته تلك أجابها :
" يولع صاحبي على النادي على العالم ده كله ، انا عايز اقعد معاكي يا ست الكل ... "
تأففت والدته وهي ترى بأن الكلام غير مجديا معه أبدا لتوجه كلامها لتلك الحمراء قائلة :
" تعالي معايا يا حبيبتي هوديكي أوضتك علشان ترتاحي شوية قبل الغداء "
اومأت لخالتها بخجل وهي تتبعها باستحياء
في حين بقي أحمد يطالعها كالأبله وهو يقسم بنفسه بأنه لم يرى فتاة أجمل منها ...
لحظات ورأى شقيقه يدلف للداخل برفقة أحد ما ليهب من مكانه مستعدا لتلك المواجهه مع شقيقه ....
الحلقة الربعة
رواية عشق الادم ♥♥♥♥
تقدم من شقيقه بخطوات بطيئه ليقف أمامه مباشرة وهو يحاول تجميع كلمات الأعتذار المناسبة له ولكن كأن كلمات الدنيا اختفت في هذه اللحظه ، طالعه أدم بنظرات لأئمة ولكن لم تكن قاسية او غاضبه ، فهو من أشرف على الاعتناء بشقيقه الذي سيتم بعد غد الرابعة والعشرون من عمره ، ولكن هو جرحه كثيرا بكلامه المسموم ذلك ..
تجاوزه أدم وهو يسير برفقة صديقه الذي هتف مجرد ما رأى أحمد أمامه قائلا :
" ازيك يا أحمد ؟ ده انت كبرت أوي ما شاء الله ، آخر مره شفتك فيها كنت عشر خمستاشر سنه ... "
ثم توجه ناحيته يصافحه بسعادة ليبادله أحمد بكلمات مقتضبه ففكره الان مشغول في كيفية مصالحة أبيه الثاني ..
هتف أحمد وهو يقف أمام آدم يقطع عليه الطريق قائلا :
" بص يا آدم هتضربني ، هتشتمني ، هتطردني من البيت انا موافق ، بس ابوس ايدك متعاملنيش بالطريقة الباردة دي ... "
طالعه أدم بنظرات جاده ليهتف له وهو يضع يديه الإثنين في جيوب بنطاله قائلا :
" نتكلم بعدين يا أحمد ، دلوقتي في معايا
ضيف .. "
اومأ له أحمد بإستسلام وقد نسي أمر تلك الفتاة التي تركد الآن بالأعلى ...
جلس الجميع يتبادلون أطراف الكلام ما بين جو مشحون بالتوتر من طرف أحمد الذي لم يهنأ له بال حتى يحصل على المسامحه من طرف أخيه ..
هتف أيهم بعفوية :
" هي طنط صفيه فيين ؟ "
كان أحمد على وشك الرد عليه حينما وجد والدته تتقدم بخطوات واثقة ناحيتهم لتهتف مجرد ما رأت ايهم أمامها بسعادة :
" نورتنا يا حبيبي .."
وبمجرد ما رأها أمامه حتى نهض على الفور متوجها ناحيتها وهو يقبل يدها برقه قائلا :
" وحشتيني يا طنط والله ، ازااي حضرتك ؟ .. "
بادلته إبتسامة حنونه قائلة :
" الحمدلله يا حبيبي .. "
ثم سكتت قليلا وهي تدقق النظر فيه جيدا ليلفت نظرها شيئا ما ..
هتف أدم بضجر :
" هناكل امتا يا امي؟ ده أيهم هيموت ويأكل من اكلك ... "
ابتسمت له بسعادة قائلة :
" ثواني كده والسفره تجهز يا حبيبي .."
قالت كلماتها تلك وهي تتوجه ناحية المطبخ تشرف على الأكل بنفسها تحت أوامرها للخدم بإتقان العمل بدقه ..
هتفت لإحدى الخادمات قائلة :
" اطلعي قولي لعشق تحضر نفسها للأكل .. "
اومأت لها الخادمة بتفهم لتتوجه ناحية الأعلى ..
************************
جلست على طرف سريرها الجديد وهي تلتقط بين يديها صورة صغيرة تجمعها بوالدتها وقد بدأت دموعها بالظهور على وجهها لتهمس وهي تقرب الصورة منها :
" وحشتيني يا ماما ، منه لله إلي كان السبب إننا تبعد عن بعض يا حبيبتي .. "
كفكفت دموعها بطرف بلوزتها وهي تنهض عن السرير بتكاسل وتتوجه ناحية طاولة الزينة لتضع الصورة عليها بهدوء ومن ثم توجهت ناحية حقائبها لأخراج الملابس ووضعها بالخزانه ..
طرقات هادئه على الباب جعلتها تلتفت برأسها ناحيته قائلة برقه :
" اتفضل "
وجدت إحدى الخادمات تتقدم منها بأحترام وعمليه قائلة :
" الست صفيه طلبت مني أقولك أن الأكل جاهز ، تفضلي يا عشق هانم .. "
تقدمت ناحية الخادمه بإسامتها التي تظهره تلك الحفرتين على خديها قائلة :
" اسمي عشق وبس ، بلاش هانم دي ، اووكي ؟ "
توترت الخادمة قليلا فهذه المرة الأولى التي يعاملها بها أحد بهذه العفوية والبراءة لتهتف باستحياء :
" حاضر يا عشق هانم ... "
ابتسمت لها عشق برقه قائلة :
" انتي شكلك هتتعبيني معاكي ، إلا اسمك ايه ؟ "
بادلتها الخادمة إبتسامة صافية وهي تثرثر
بسعادة :
" أنا اسمي فرح يا هانم ، وبدرس في كلية الطب سنة تالته .. "
هتفت عشق بصدمه :
" ايييه ؟ بتدرسي طب !! طيب ازاااي بتدرسي وبتشتغلي هنا يا فرح ؟؟ "
ابتسمت فرح بسعادة على عفوية تلك الفتاة قائلة :
" أنا امي إلي بتشتغل هنا يا عشق هانم ، علشان تساعدني بمصروف الجامعه ، بس دلوقتي هي مريضة وانا جيت مكانها هنا علشان لسه الكورس باقي عليه وقت ... "
اومأت عشق برأسها بتفهم لتهتف لها :
" أنا حبيتك جدا يا فرح ، بصي انا مفيش ليا أصحاب هنا ، ايه رأيك نكون أصحاب .. ؟ "
اومأت لها فرح بقوة وهي لا تصدق نفسها بأن تلك الفتاة التي دخلت القصر منذ قليل بهذه الروح المرحة والبراءة فهي منذ أن رأتها ضنتها كأولائك الفتيات المتكبرات اللواتي يعاملن الخدم بدونيه ، وأيضا جمالها الصارخ ذلك قد شككها بذلك ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك كثيرا
*************************
اجتمع الجميع على الطاولة بسعادة في حين كانت عيني السيدة صفيه تجول أعلى الدرج وهي تنتظر ابنة أختها أن تنزل بأي لحظة فهي حتى اللحظة لم تخبر أدم بقدوم عشق من إيطاليا وقد همست لأحمد أيضا بأن لا يخبره لأنها كانت تود أن ترى الصدمه على وجهه حينما يرى تلك الفاتنة ...
كان أدم على وشك إدخال قطعة من اللحم الصغيرة إلى فمه حينما وجد والدته وأحمد يعلقون أنظارهم أعلى درجات السلالم ..
علق نظره الى حيث ينظرون ليبتلع ريقه بصعوبة وهو يرى فتاة ذات شعر أحمر ناري وبشرة بيضاء شفافة ، وعينين أقسم بأنه لم يستطع تحديد ما ان كانتا زرقاء أم خضراء ، تنزل درجات السلالم ويبدو عليها الخجل الشديد وهي ترتدي فستان صيفي طويل بدون أكمام ليظهر جمال يديها البيضاء ..
لم يكن الوضع أفضل عند ذلك الذي يجلس بجانب صديقه وهو يعلق عينيه عليها ، أنها هي نفس الفتاة التي جاءت بجانبه بالطائرة وكانت تبكي ..
هتفت السيدة صفيه قائلة بسعادة وهي تسير ناحية عشق التي وقفت تلتصق بمقعد خالتها من فرط خجلها :
" دي عشق يا أدم ، بنت خالتك صفاء ، جت اليوم من إيطاليا وهتعيش عندنا ... "
تسمر مكانه بعد كلام والدته ذلك وهو يجاهد لإخراج الكلمات من جوفه ولكنه عجز ليؤمي برأسه بإيجاب وهو يحول أنظاره للطبق أمامه ببرود ..
هتف أحمد بمرح :
" تعالي يا عشق اقعدي هنا عندي .."
وببراءة توجهت ناحيته وجلست بجانبه ليبدأ ثرثرته معها وهي تبادله الإبتسامات المصطنعه من فرط توترها ...
بدأ الجميع طعامهم تحت جو من السعادة من ناحية أحمد وهو يشرح لعشق بطولاته في السباحة التي يتقنها ، وصمت من ناحية أدم الذي لا يعرف لما شلت أطرافه عن الحركة وهي تجلس أمامه ...
في حين شعرت عشق بأن ابن خالتها الأكبر لم يرحب بوجودها معهم بالبيت على عكس أخيه أحمد ...
بالنسبة لأيهم كان قلبه يخفق كلما رفع رأسه وقابل لون عينيها الغريبتين ...
وما بين هذا وذلك كانت تلك الفتاة تقف خلف الحائط تسترق النظرات لأحدهم بإعجاب شديد ولكنها نهرت نفسها بأنها خادمه لا تسوى شيء وهو الغني الوسيم ...
*************************
أنهت عملها اليومي وتوجهت ناحية الغرفة المخصصة لتبديل الملابس لتعدل من هيئة حجابها وفستانها الأبيض وهي تضع الكحل بعينيها لتبرز جمال عينيها السوداء الواسعة التي انعكست على بشرتها البيضاء الهادئة ..
فعلى الرغم من كونها تعمل خادمة بالقصر فهذا لم يمنع منها أن تهتم بإظهار جمالها قليلا ، فهي تعرف بين أصدقائها بالجامعة بأنها أنيقة وذكيه ..
رسمت ابتسامة رضا على وجهها لتخرج إلى حيث تجلس السيدة صفيه برفقة أولادها وبنت أختها وصاحب الشعر الأحمر تستأذنها بالانصراف قائلة :
" أنا ماشية يا صفية هانم هتعوزي مني حاجه ؟ "
وقبل ان تتحدث السيدة صفيه نهضت كتلة الشعر الحمراء بتلقائية وهي تتوجه ناحيتها قائلة :
" ربنا يعطيكي العافيه يا فرح ، ادرسي كويس اووكي ، وخلي بالك من نفسك ، هستناكي بكرا .."
ابتسمت فرح بسعادة على تلك الفتاة قائلة :
" حاضر يا عشق ، وانتي كمان خلي بالك من نفسك ... "
صدمه شلت الجميع من ذلك الوئام الذي كان يحدث بين عشق والخادمة !! على حد قولهم ..
لينهض ذلك الذي كان يجلس يشتعل من تلك المهزله التي تحدث أمامه الأن قائلا بغضب لتلك المسكينة :
" ايه عشق دي يا بت انتي ؟؟ اسمها عشق هانم ، بلاش أسلوب الخداميين ده ... احترمي نفسك
شويه "
نزلت دموعها بقوة وهي تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها الآن بسبب تلك الإهانه التي تلقتها من ذلك القاسي المعروف بالقصر ...
لينهض أيهم بعنف قائلا :
" ايه الكلام ده يا أدم ؟ حرام عليك ، دي بني ادمه بتحس زينا يا أدم ، والشغل عمره ما كان سبب ان صاحبه يتبهدل بسببه .... "
قال كلماته تلك وهو ينظر لصديقه نظرات معاتبه ليتركهم ويتوجه ناحية تلك الفتاة المسكينة ويمسك يدها بقوة متوجها ناحية الخارج .. !!!
كلام صديقه صحيح بكل تأكيد ولكن لا يعرف لما تصرف بهذا الشكل ، هو بكل حياته لم يهين احد العاملين بالقصر وبالتحديد فرح كان يعاملها كأنها شقيقته ولكن ماذا حصل له ...
كذلك نهضت السيدة صفيه وهي تطالعه بنظرات لائمه على كلامه ذلك لتتوجه ناحية غرفتها بالأعلى دون أن تتحدث حرفا واحدا ...
في حين بقيت تلك الحمراء تقف تستمع لكلماته المسمومة بألم وهي لا تصدق بأن هناك إنسان بهذه البشاعة لترفع رأسها ناحيته وقد تمثل أمامها زوج والدتها في تلك الليلة لتتوجه ناحيته ببطء وتقف أمامه مباشره ...
ثواني قليلة وكانت ترفع يدها وتهوي بها على جبينه بقوة ......................
الحلقه الخامسة
من روايه عشق الادم 😢😢😔😔
شهق أحمد بفزع وهو ينهض من مكانه عندما وجد عشق قد تجرأت ورفعت يدها على شقيقه الذي كان يقف كالتمثال جامد لا يتحرك ، في حين طالعته هي بنظرات كريهه لتهتف بإحتقار :
" عارف ده ليه يا ... أدم ، ده علشان فاكر الناس الفقراء حشره ، ممكن تدوس عليها بأي وقت ، انت مفيش عندك قلب ولا حتى فكرت قبل ما تقول كلماتك دي ؟.. "
هدوء كامل ومخيف من جانب ذلك الذي صدم تماما من فعلة تلك الصغيرة التي تجرأت عليه ورفعت يدها أمامه ، أخذ صدره يعلو ويهبط من كلماتها المهينه تلك ، من تظن نفسها لتحكم عليه بتلك الطريقه ، او حتى من تظن نفسها حتى تقف أمام أدم الزهراوي ...
ابتلعت ريقها ببعض الخوف الذي جاهدت على عدم إظهاره أمامه في تلك اللحظة وهي ترى عيناه قد تحولت للون الأسود الكاتم ، ابتعدت خطوتيين للوراء وهي ما زالت تطالعه مترقبه ردة فعله التي ربما لن تكون جيدة .. !!
في حين وقف أحمد يتابع ذلك المشهد أمامه بترقب فهو أكثر الأشخاص معرفة بغضب أدم حينما يصل لذروته وتلك المسكينة يبدو أنها حطمت الحاجز الذي يخفي خلفه أدم القاسي .. !!
تقدم أحمد بخطوات بطيئة ليتوقف مكانه وهو يرى أدم يرفع له يده يمنعه من التدخل ..
وجه عينيه عليها بقوة كادت تفتك بها ويبدأ يقترب منها رويدا رويدا وهو يضع يده في جيب بنطاله ، في حين شهقت بخفه من مظهره ذلك لتبدأ ترجع للوراء ، وبلمحة البصر كان يمسك يدها بقوة كادت تحطم عظامها ويجرها خلفه بقوة ليدخل مكتبه ويقفل خلفه الباب ...
بقي أحمد واقف مكانه يرمش بعينيه عدة مرات وهو لا يصدق ماذا حدث للتو ، ليبدأ يحدث نفسه قائلا :
" البنت شكلها هتموت في ايده ، أعمل اييه ؟ أحسن حاجة اقعد هنا ولو سمعت صوتها هدخل وقتها .. "
بقي أحمد يثرثر مع نفسه بعض الوقت ليحزم أمره ويتوجه ناحية الباب يستمع ماذا سيحدث ..
في مكتب آدم ......
شهقت عشق وهي تطالعه بنظرات منبرهه من جمال تصميمه وحداثة أثاثه متناسيه سبب وجودها هنا الآن ، في حين وقف أدم يوليها ظهره وكأنه يمسك نفسه قبل الانقضاض عليها ..
هتفت عشق بتوتر وبعض الخوف ولكنها تصنعت القوة قائلة :
" متفكرش إنك قفلت عليا الباب يعني هخاف منك يا أستاذ ، انت غلطت وتستاهل كده .. "
أدار وجه لها يطالعها بنظرات قاتلة فقد نجحت بتفجير نار غضبه الأن ، ليقترب منها شيئا فشيئا وهي أخذت تبتعد بخوف لتلتصق بالحائط وتغمض عينيها بتلقائية ، وصل أمامها مباشرة ليهتف بصوت رجولي صارم وكلمات قاسية بدون أن يرف له جفن :
" أقسم بالله لو مش من ساعات واصلة عندنا وضيفه ومسكينة ومفيش حد يلمك ببيته ، كنت خفيتك عن وش الدنيا ، مش حتت بت زيك تمد ايدها عليا ، ده أنا احسب الله ما خلقك ... "
كلماته تلك كانت كفيلة بأن تجعل جسدها ينتفض أمامه بقوة وشفتاها تتحرك بسرعة من هول كلامه ذلك الذي كان بمثابة سم قاتل لها ..
في حين تابع بقسوة أكبر :
" إلي هيعيش تحت رعاية أدم الزهرواي مش هينسمعله صوت هنا ، انتي هنا زيك زي أي كرسي قديم ملوش لازمه ، مش هتقعدي تعملي عليا إنك زعلتي على بت معرفتيهاش إلا من ساعه .. "
أصبحت دموعها الأن تغطي كافة وجهها الأبيض وهي تطالعه بنظرات امتزجت بالخوف
والحقد ... والكره !!
ليصرخ متابعا كلامه :
" فاااااهمه ... ؟ "
اومأت برأسها بخوف كبير في حين تابع كلامه قائلا :
" اللبس إلي لابستيه ده يتغير ، هنا بيت محترم مش إيطاليا إلي الله أعلم كنتي عايشتها ازاااي ... ؟ "
مسحت دموعها بيدها الصغيرة وهي تطالعه بكره ولكنها فضلت إلتزام الصمت حتى لا تزيد المشكلة ..
دفعته بقبضتها الصغيرتين ليرتد إلى الوراء بخفه
لتهتف بسخرية وما زالت تمسح دموعها وهي تتجه ناحية الباب :
" على فكرة يا استاذ أدم .. يا ابن خالتي .. انا مش هقعد بالبيت ده كتير ، من بكرا هروح أشوف بيت وانت ترتاح من وجودي ، وعلى فكرة أنا محترمة غصب عنك ... "
قالت كلماتها تلك وهي تتجه بسرعة وتخرج من الباب مطلقه ساقيها للريح بإتجاه غرفتها ..
ضرب بقبضته الكبيرة الحائط الذي كان تقف أمامه منذ قليل فتلك الصغيرة بارعة في استفزازه بشكل كبير ، هتف أحمد وهو يدخل ناحيته :
" مش كده يا أدم ، البنت لسه مش تعرف حاجه ، مينفعش تعاملها بالطريقة دي ، هي غلطت صح ، بس مش تكلمها كده ... "
طالع شقيقه بنظرات حارقه ليهتف له بحده :
" انت تسكت خالص ومسمعش صوتك ، ومن بكرا يا أحمد هتروح معايا الشركة وهتتعلم كل حاجه غضب عنك ... "
أنهى كلماته تلك وهو يتجه ناحية غرفته بالأعلى في حين وقف أحمد كالأبله يحدث نفسه :
" والله عال ، عشق تولع البيت وأنا الضحيه .. "
*****************************
فتحت باب غرفتها وما زالت تذرف دموع الألم من مجرد تذكر كلماته تلك التي كانت بمثابة إهانة كبيرة بالنسبة لها ، اتجهت ناحية سريرها ببطء وقد شعرت بأن الغرفة تتحرك بها بقوة ، ترنحت بمشيتها حتى وصلت أمام السرير لترمي نفسها عليه وتبدأ سلسلة بكاء جديدة وهي تتمسك بغطاء السرير وتشده بقوة وتدفن رأسها أكثر ، هتفت لنفسها بألم :
" الله يرحمك يا بابا ، لو كنت هنا دلوقتي محدش كان هيتجرأ ويهيني كده ، أصلا انا مفيش ليا حد بالحياة دي غير ماما ... "
وعند تذكر والدتها قبض قلبها بشدة وهي تفكر كيف سيكون حالها الآن بعد أن اكتشف زوجها الحقير بأنها قد هربت ابنتها من البيت ، بل من البلاد كافه !!
********************************
في إيطاليا
في إحدى المستشفيات
وقف يطالع ذلك الباب ببرود الذي دخلت إليه زوجته منذ ساعتين وهي بحالة يرثى لها ، بعد أن جاءت بها إحدى جارتها عندما دخلت ووجدتها ممده على أرضية المنزل غارقة بدمائها وزوجها اللعين يجلس قبالتها يطالعه بدون أي شفقه ..
أخذ بزفر بملل وهو ما زال ينتظر أحد يخرج الآن يطمئنه بأنها لا زالت على قيد الحياة ، ليس من أجلها وإنما من أجل أن يعرف عشقه أين ذهبت !!
خرج إحدى الأطباء وقد طمأنه عليها ليبتسم بشر وهو يتجه ناحية الغرفة التي تقبع فيها ..
دخل بخطوات بطيئه وهو يطالعها بنظرات لا تحمل أي ذرة شفقه على الإطلاق ، في حين فتحت عينيها لتراه يطالعها بنظرات سخريه ليهتف لها :
" اهو انتي زي القطه بسبع أرواح يا قلبي ، خفي كده علشان بعدها نتفاهم .. "
أبعدت أنظارها عنه بكره شديد ، ليفتح الباب ويظهر منه إحدى رجال الشرطة الذي يبدو أن أحد جيرانهم قد أبلغوهم بذلك ..
هتف الشرطي لها برسمية :
" مدام صفاء ، الجيران بقولو ان جوزك هو إلي سببلك الكسور دي "
وجهت نظرها لزوجها بخوف الذي طالعها بنظرات محذره بأن لا تتفوه شيئا أبدا ، لتهتف بتوتر :
" الكلام ده غلط ، انا وقعت لوحدي ، جوزي ملوش دعوة .. "
أخذ الشرطي يطالعها بشك ولكنه اجبر على تصديق كلامها ليستأذن منها بعد أن قفل محضره ..
هتف لها بسخرية أكبر :
" شطورة يا قلبي "
كزت على أسنانها بقوة قائلة :
" ده علشان عشق بس يا .. عمار ، علشان عارفه هتعمل ايه لو بلغت عنك .. "
أخذت ضحكاته تجلجل في أنحاء الغرفة بانتصار
*************************
نهضت بضعف وهي تتجه ناحية الباب لتخرج وما زالت دموعها تغرق وجهها لتقابل أحمد في طريقها الذي كان على وشك دخول غرفته ، هتفت على استحياء :
" أحمد قصدي استاذ أحمد ، لو لو سمحت أنا محتاجة أتكلم على إيطاليا دلوقتي ، ممكن تساعدني ؟ "
طالعها بنظرات مشفقه على حالتها تلك بسبب كلام شقيقه ليهتف لها بإبتسامة :
" أولا انا اسمي أحمد مش استاذ ، وحاضر تعالي معايا غرفتي وتكلمي براحتك .. "
اومأت له ببراءة فكل همها الآن هي أن تحدث والدتها وتطمئن عليها ، لتتجه معه وهي لا تعلم أن فعلتها تلك ستوقعها بمشكلة كبيرة من ذلك ... الأدم
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا