القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل السادس والاربعون والسابع والأربعون بقلم زينب سعيد القاضي

 


رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل السادس والاربعون والسابع والأربعون بقلم زينب سعيد القاضي 



رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل السادس والاربعون والسابع والأربعون بقلم زينب سعيد القاضي 


الفصل السادس والأربعون 


إنتهت الأمسية وغادروا متجهين الي شقة شادي مرة آخري دخلت عهد سريعاً إلي غرفة النوم تبحث عن زوجها فسيارته بالأسفل فتحت باب غرفة نوم وجدت النور مغلق قطبت جبينها بحيرة وأضات الغرفة تفاجأت بزوجها يجلس في الظلام بوجه مقتضب.

اغلقت باب الغرفة واتجهت إلي فراش الصغير وقامت بوضعه برفق واتجهت إلي زوجها متسائلة:

-شادي قاعد كده ليه ؟

رد باقتضاب:

-مفيش.

مطت شفتيها بحيرة وتسألت:

-مفيش ازاي أنت كنت فين وايه الشغل المفاجئ ؟ ومجاش هناك ليه ؟

رد بنفاذ صبر:

-كان ورايا شغل مهم وتعبان مقدرتش اجي أيه خلاص كده ولا فيه إستجواب تاني؟

رمقته بضيق وأغلقت الإضاءة وغادرت الغرق بصمت تام.

زفر هو بحنق ومسح على وجهه عدة مرات بضيق شديد هو لم يقصد ما فعله معها يعلم أن لا ذنب لها لكن الأن في حالة لا تسمح له أن يتحدث من الأساس حاول أن يغمض عينه مي يغفي قليلاً لكن أن قرر أن ينتظر حتي تعود ويعتذر منها لكن مر ساعة كاملة ولم تعود بعد والسكون بالخارج يدل أن الجميع غفي ولكن أين هي نهض بحيرة ألقي نظرة علي طفله أولا وجده يغفي بسلام إبتسم بحب وأنحني بجزعه مقبلا جبينه بحب واعتدل هو وغادر بصوت خافت حتي لا يستيقظ.

بحث عنها في الريسبشن لم يجدها قطب جبينه واتجه إلي المطبخ بحث عنا بعينه لم يجدها.

دب القلق قلبه وغادر المطبخ سريعاً كي يهاتفها ويبحث عنها لكنه لمخ بعينيه باب الشرفة مفتوح اتجه سريعاً وهو يزرع الأرض بلهفة تنهد براحة ما أن وجدها تغفو فوق المقعد ، شعر بحزن يسري بسائر جسده عنف نفسه علي غبائه وما فعله معها لتغفو في هذا البرد في الشرفة.

اقترب منها وحملها برفق ولكن ما أن شعرت هي فتحت عيناها بفزع وتحدثت بإقتضاب:

-سيبني لو سمحت.

❈-❈-❈

تنهد بحزن وقال:

-حقك عليا يا قلبي متزعليش مني.

هتفت بإصرار:

-نزلتي يا شادي وسيبني لوحدي لا الا اقسم بالله ادخل أخد أبني واسيبلك البيت وامشي.

أتسعت عين شادي وانزلها مرة آخري مرددا بعدم إستيعاب:

-عهد أنتي بتقولي ايه ؟

ربعت ساعديها علي صدرها وتحدثت بحزم:

-إلي سمعته يا شادي كفاية أوي لغاية كده هفضل مستحملة لغاية أمتي أنا تعبت يا شادي كل مرة تغلط وأسامح لكن مع الأسف الغلط بيتكرر تاني كأنك اتعودت علي كده وعلي العبيطة إلي بتسامحك لكن خلاص المرة دي خلاص خلصت الحكاية.

وقع قلبه بين قدميه وتحدث بعدم إستيعاب:

-حكاية أيه يا عهد إلي خلصت أنا عارف انك زعلتي مني غصب عني أني اتعصبت عليكي يا حبيبتي بس ده ميدكيش الحق إنك تعملي كده.

تنهدت عهد بيأس وقالت:

-لاني خلاص مبقتش قادرة استحمل بجد لو سمحت ادخل نام يا شادي مش قادرة اتكلم في حاجة واحتراماً للناس الموجودة.

ابتسم ساخراً وعقب:

-أنتي شايفة بعد إلي قولتيه ده ممكن أنام ؟ عهد في أيه بالظبط ؟ كلامي ضايقك كده ليه مش فاهم ؟

صاحت عهد بعصبية:

-أنت مصمم بقي صح ؟ أيه لسه بتفكر في حبيبة القلب لما عرفت أنها بتلعب عليك ؟

أتسعت عيناها وأمسكها من ذراعها بعنف وصاح مستنكراً:

-أنتي جبتي الكلام ده منين انطقي ؟

ابعدت ذراعها من براثنه وهمست بأسي:

-يعني فعلاً الكلام صح وهي فارقة معاك يا شادي يا خسارة يا شادي يا خسارة.

آخذت نفس عميق تسحب به ماء أنفها وتحاول منه دموعها من التساقط وتحدثت ببرود مصطنع:

-كلامنا مش دلوقتي يا شادي أهلك يمشوا من هنا وأنا كمان هاخد أبني وأمشي مع الأسف كنت فكراك هتتغير وتنضف لكن مع الأسف الوساخة في دمك يا شادي.

رفع يده عالياً ليقوم بصفعها وتأهبت هي لذلك وتراجعت إلي الخلف وأغمضت عيناها بخوف.

لكن ظلت يده معلقة بالهواء قليلاً وأنزلها جواره وتحدث بفحيح:

-أدخلي أوضتك يا مدام جنب إبنك ولما أهلي يمشوا كلامي مش معاكي أنتي هيبقي مع كبيرك.

ظلت واقفة مكانها لكنه صاح بها بعنف:

-يلا علي جوه أخفي من قدامي السعادي.

رمقته بعتاب وغادرت سريعاً بينما ألقي هو بثقل جسده علي المقعد يتنفس بعصبية شديدة مما تفوهت به هذه المعتوها من أين لها أن تعلم بهذا الحديث حتي لو علمته كيف يخطر في بالها أنه مازال يفكر في تلك الحقيرة هو لا يفكر بها من الأساس كل ما يؤلم قلبه لما فعل به شقيقه كل هذا لما جعله كدمية بالية تتقاذفها الأيادي ليته يعلم سبب كره شقيقه له لهذا الحد وكيف هذا من الأساس فهما توائمان جسدين بقلب واحد كيف أن يكره القلب نصفه الأخر .

❈-❈-❈

وصل عامر إلي المشفي بعد أن أجاب علي إتصال والدته وعلم ما حدث وجدها تجلس علي أحد المقاعد بينما شقيقه الأكبر يجلس علي بعد منها اقترب من والدته سريعاً وجلس جوارها وتسأل بلهفه:

-خير يا ماما أيه إلي حصل ؟

نظرت إلي علي بغيظ واسترسلت بحقد:

-معرفش أيه إلي حصله راح يشوف سي عاصم وجالي تليفون من سي زفت أخوك علي هنا.

ضغط على أسنانه بغيظ وقال:

-يعني إبنك والبيه التاني السبب في إلي حصله ؟ وعنده أيه بقي؟

ردت بسأم:

-ذبحة صدرية.

تسأل عامر بفضول:

- الدكتور قال ايه ؟

ردت بإقتضاب:

-حالته مستقرة لو عدي ٤٨ ساعة علي خير يبقي تمام ويقدر يخرج.

امتعض وجه عامر واستطرد متهكما:

-أه وأحنا المفروض نقعد جنبه ال ٤٨ ساعة غير لما يخرج من المستشفى المفروض نفضل قاعدين جنبه نرعاه ده هبل إلي حضرتك بتقولي عليه هبل في هبل .

ألتفت له والدته وتسألت بعدم فهم:

-هو أيه إلي هيل في هبل أنا مش فاهمة حاجة ؟

تطلع إلي شقيقه بغل وقال:

-مش إبنك والبيه التاني السبب خلاص بقي يشيلوا هما شيلتهم.

اتسعت عيناها بعدم إستيعاب وقالت:

-ازاي وضح كلامك ؟

رد عامر بإيجاز:

-يعني إبنك وهو والبيه التاني إلي يشيلوا الشيلة ملناش أحنا دعوة يلا قومي نروح .

ردت والدته بتوتر:

-لأ يا عامر مينفعش نسيب أبوم ونمشي.

ألتفت إلي والدته وتحدث بغيظ:

-مش هو إلي أختار صفه وفي الآخر أيه مرمي هنا في المستشفى ومكلفش خاطره يفضل معاه قومي يا ماما قومي لما يفوق ويقف علي رجليه ويرجع البيت بالسلامة نبقي جنبه ونخدمه لكن هنا لا هما يشيلوا الشيلة .

تطلعت له بقلق وتسألت:

-بس ابوك لما يفوق وميلاقناش جنبه أكيد هيزعل.

إغتاظ عامر من ردها وتهكم:

-خايفة أوي من زعله يا ماما وهو مخفش علي زعلنا ليه لما اختار صفهم .

اقتنعت بحديثه إلي حد ما وقالت:

-عندك حق.

ابتسم عامر بإتساع وقال:

-طيب يلا بينا اروحك ترتاحي.

اومأت بإيجاب لكن انتبهت إلي وجهه وتسألت بقلق:

-ايه ده وشك ماله ؟

تحسس عامر وجه وغمغم بحقد:

-مفيش حاجة متشغليش يلا بينا.

نهضت معه وغادروا دون أن يلقوا السلام حتي علي علي الذي ظل يتأملهم بصمت تام.

❈-❈-❈

تنهد بألم وأغمض عينه محاولا أن يبحث عن النوم ولو قليلاً لكن من أن سقط في النوم شعر بأحد جواره فتح عينه وتفاجئ بعاصم إلي جواره اعتدل سريعاً في جلسته وتسأل بقلق:

-ايه ده في ايه ؟ مال وشك ؟

ربت عاصم علي قدمه بحنان وقال:

-ما تشغلش بالك.

أتجه بنظراته إلي غرفة الرعاية وتسأل:

-مفيش أخبار ؟

هز علي رأسه نافياً وعقب:

-لأ لسه زي ما هو أنت رجعت ليه ؟

تنهد عاصم بأسي وعقب:

-رجعت اطمئن عليه وأفضل معاك.

أومأ علي بإمتنان:

-شكرا يا عاصم.

جعد عاصم ما بين حاجبيه وتسأل:

-شكرا علي أيه ؟

رد علي بإحراج:

-إنك هنا يا عاصم واحد غيرك مكنش جه.

رمقه عاصم معاتبا وعقب بتعقل:

-مهما يحصل بينا هو أبويا يا علي وهيفضل أبويا دي حقيقة مفيش منها مفر.

ابتسم علي بحب وقال:

-ربنا يبارك فيك يا حبيبي.

صمت علي قليلاً يبتلع غصة بفمه يود أن يتسأل عما حدث لكن لا يدري كيف .

شعر عاصم بحاجته إلي الحديث فتحدث بتفهم:

-شكلك عايز تقول حاجة يا علي عايز تقول ايه ؟ عايز تعرف إلي حصل صح ؟

تنهد عاصم وقال:

-اتخنقنا وكان ماشي فجأة وقف وحالته كانت كده ووقتها أنت جيت .

❈-❈-❈

ألتفت عاصم بنظراته وتحدث:

-هي مامتك فين ؟

زفر بسأم وأجاب:

-عامر جه قعد جنبها شوية وبعدين أخدها ومشي.

تسأل عاصم بإستفهام:

-اتكلم معاك ؟

هز علي رأسه نافياً وعقب:

-لأ هو حصل حاجه ما بينكم ولا ايه ؟

حرك عاصم رأسه بإيجاب وسرد له ما حدث.

مما جعل عامر يضرب كف بكف من تصرفات هذا المعتوه لكن تنهد بقلة حيلة وقال:

-معلش يا عاصم حقك عليا أنا سيبك منه المهم الولاد عرفوا انك باباهم صح ؟

أومأ عاصم بإيجاب واستطرد قائلا:

-يزيد مش متقابلني يا علي ؟

إبتسم علي بتفهم وعقب:

-يزيد رغم صغر سنه لكن هو ذكي جدا لأبعد حد كمان ومحتاج وقت براحة يا عاصم أديهم وقتهم.

تنهد عاصم بأسي وقال:

-حاضر يا علي حاضر.

❈-❈-❈

وأخيراً بعد ليلة شاقة لم يري فيها طعم النوم ألقي جسده علي الفراش لكي يحصل على بعض من النوم والراحة تفاجئ بزوجته تقف أمامه بضيق شديد.

قلب عينيه بضجر وتسأل:

-مالك يا حبيبتي في حاجة ؟

مطت شفتيها بضيق وقالت:

-أنت هتنام ؟

إبتسم ساخراً واجاب:

-أنتي شايفة أيه يا قلبي ؟

ردت بحزن:

-يعني مش هتقعد معايا شوية يوسف أنت وحشني عايزة اقعد معاك زي زمان تعالي ننزل نقعد في الجنينة شوية.

اعتدل علي الفراش بوهن وامسك يدها بخفة وأجلسها إلي جواره وتحدث بنوم:

-يا قلبي أنتي وحشاني فوق ما تتخيلي ونفسي أسهر معاكي بس أنا تعبان جدا محتاج أرتاح لو ساعة واحدة.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-بكره اليوم بتاعي كله أنت سامع ؟

قبل يدها بحب وقال:

-العمر كله بين إيديكي يا قلبي ممكن أنام بقي وحبيبي بعملي مساچ لراسي حاسس أنها هتنفجر.

ابتسمت بخفة وهزت رأسها بإيجاب وضع يوسف رأسه علي قدمها وبدأت هي بتحريك يدها بفروة رأسه برفق ولم يمر دقائق إلا ووقع في نوم عميق.

نظرت له بإشفاق وقامت بوضع رأسه برفق علي الوسادة وأغلقت الضوء وتمددت جواره ورأسها فوق صدره مستمتعة بسماع دقات قلبه التي تطنب أذنها.

❈-❈-❈

في الجناح المجاور يقف أمام فراش الصغير يتأمله بحب مازال لا يصدق حتي الأن أن أصبح اب فرحته لا توصف وهو يري كائن صغير قطعة منه أمام عينيه.

ابتسمت زوجته بوهن وقالت:

-يا حبيبي تعالي نام بقي وسيبه .

رفع رأسه عن صغيره وتحدث بتذمر:

-مستنيه يصحي أشيله ألاعبه هو نايم علي طول ليه ؟

ضحكت بخفة وعقبت:

-لسه صغنن علي اللعب ومتقلقش بكره يعيط وتزهق منه كمان يا حبيبي متستعجلش علي رزقك .

ابتسم بهدوء واتجه إلي الجهة الآخري من الفراش وتمدد جوارها وتحدث بحب:

-لسه لغاية الآن مش مصدق أني خلاص بقيت أب عارفة آول لما شيلته بين إيديا حسيت أني ملكت الدنيا بما فيها إحساس حلو أوي رغم أني كنت خايف أشيله صغنن أوي.

إبتسمت نايا بحب وقالت:

-شبهك أوي .

غمز لها بخفة وعقب:

-ده أن دل على شئ يدل انك بتحبيني.

رمقته معاتبة وتسألت:

-هو أنت كان عندك شك في كده ولا ايه ؟

داعب وجنتيها بخفة وعقب مازحاً:

-بهزر معاكي يا قطتي روقي بقي متبقيش قفوشة كده.

ابتسمت بدلال:

-لأ أنا قفوشة وزعلت وعندي شرط عشان أصالحك.

اجاب علي الفور وهي يشير بأصبعه علي عينيه:

-من عيوني يا قلبي .

ابتسمت بخبث وقالت:

-هتغير أنت للبيبي أيه رأيك ؟

اشمئز وجهه وتحدث مستنكراً:

-نعم يا حبيبتي اغيرله لا طبعاً أنسي لا لا كله الا كده.

رمقته معاتبة وقالت:

-يا سلام هو مش إبنك حبيبك ولا ايه ؟

رد بغيظ:

-أبني حبيبي طبعاً ونور عيوني كمان يا ستي أشيله العبه أنيمه أكله لكن أغيرله لا يعني لا.

رمقته نايا متوعدة:

-بقي كده ماشي يا عدي ماشي أطفئ بقي النور لو سمحت عشان أنام.

اتسعت عين عدي بعدم إستيعاب وتسأل:

-أطفي النور أيه ؟ قدر الولد خاف من الضلمة وبعدين ثانية واحدة أنتي هتنامي؟

تطلعت له بعدم فهم وتسألت:

-أه هنام في مشكلة ؟

رد عدي بغيظ:

-فيه أم تنام المفروض تسهري جنب إبنك يا هانم قدر عيط جاع تسبيه لوحده.

رمقته ساخرة وقالت:

-أسيبه لوحده فين سرير إبنك لازق في سريري نام يا عدي نام واطفي النور أنا والدة وخلقي في مناخيري .

❈-❈-❈

مر يومين بسرعة البرق لم يحدث بهم الكثير سوي تحسن عوني بالفعل وغادر المشفي برفقة علي وعاصم وأصر أن يمكث في شقة علي فبعد إكتشافه عدم وجود زوجته وعامر ومكوثهم بجواره قرر أن ينأي بعيداً عنهم.

رغم وجود عاصم مع علي علي إلي جواره بالمشفي لم يدلف لرؤيته سوي مرة واحدة ولم ينطق سوي جملة واحدة فاترة

"حمد الله على سلامتك".

تفاجئ عامر ووالدته مما فعله والده ولكن ضغط علي والدته أن يتركوه كما يريد فهو من إختار الاتجاه المعاكس فليتحمل عواقب إختياره.

❈-❈-❈

بينما شادي وعهد فكل منهم يتجاهل الأخر وهذا لاحظه الجميع ولم يتحدثوا معهم في شئ تركوهم علي راحتهم فطالما لم يقولون شئ فعليهم إحترام رغبتهم.

إنتهي شريف وزوجته من شراء كل ما يلزهم طفلهم وبعدها ودعوهم وغادروا متجهين الي الصعيد مرة أخري ودعهم شادي وعهد.

بعد مغادرة عائلة زوجها اتجهت إلي غرفتها وعادت بعد قليلاً وهي تحمل صغيرها علي يد وحقيبة ملابسها علي اليد الآخر.

كان يجلس بالخارج ما أن رأها تخرج من الغرفة بهذا الوضع نهض من مكانه بعصبية شديدة وكأن شياطين الانس والجن قد تلبسته الأون وقف أمامها يطالعها بنفاذ صبر وصاح بأمر:

-خدي إبنك وأدخلي أوضتك يا بنت الناس واعقلي خليني ساكت احسن لسه متحسبناش علي الكلام إلي قولتيه .

رمقته بضيق وقالت:

-لأ يا شادي هاخد أبني وأمشي كفاية كده عايز تفتح في الي فات فهو خلاص خلص وانتهي وأنا مغلطش في حاجة عشان نتحاسب عليها أنا عند كلامي هطلق يعني هطلق .

ربع شادي ذراعيه وتحدث بنبرة متهكمة:

-بجد مغلطيش في حاجة ؟ إنك تعلي صوتك علي جوزك ده مش غلط إنك تشتمي جوزك ده مش غلط وكمان في وجود اهلي إلي من رحمة ربنا أنهم كانوا في اوضهم والله أعلم سمعوا ولا لأ وده كله مغلطيش وعايزة تطلقي غبية يا عهد غبية وشكلك عايزة تعيدي تجربة أختك تاني إلي دفعت ومازالت بتدفع تمنها لغاية الأن شوفي يا بنت الناس طلاق مش هطلق زي الشاطرة كده أعقلي واهدي بلاش يا عهد تشوفي وشي التاني بلاش تصحي الوحش إلي جويا لأنك وقتها متلوميش غير نفسك .

اتسعت عيناها وهتفت بعدم إستيعاب:

-أنت بتهددني يا شادي ؟

ابتسم شادي بإستخفاف وهز رأسه نافياً واسترسل بثقة:

-توء توء توء يا قلب شادي أنا مش بهدد أنا بنفس .

أخذ نفس عميق واستطرد قائلا:

-شوفي يا عهد كلمتين تحطيهم حلقة في ودنك كويس اوي لاني مش هعيدهم تاني أنا مش عارف جبتي كلامك إلي قوليته منين ولا عايز أعرف من آول يوم اتكتب فيه اسمك علي اسمي ويعلم ربنا أن ما بقي في قلبي غيرك انتي وبس وعمر ما هيبقي فيه غيرك أنسيه يا عهد أنسي عيني مش هنشوف غيرك وقلبي مش هيحب بعدك…


يتبع …….

الفصل السابع والأربعون 


وضع الوسادة خلف ظهر والده وتسأل برفق:

-محتاج حاجة تاني يا بابا ؟

هز والده رأسه نافياً وعقب:

-لأ يا أبني شكراً.

تنهد بحزن وتسأل:

-أمك وأخوك بردوا مفكروش يجوا يطمنوا عليا ؟

مط شفتيه بحيرة لا يدري ماذا يخبره أنه حتي عندما فكر الإتصال بها من أجل أن تأتي تطمئن عليه ورفضت وقالت هو من إختار البعد وعليه تحمله انتبه علي صوت والده وهو يناديه مرة آخري.

ألتفت له علي بإنتباه وتسأل:

-نعم يا بابا بتقول حاجة ؟

أومأ عوني بإيجاب وقال:

-متتعبش يا أبني وتفكر في كدبة تخبي بيها عنهم إكتر من كده أمك وأخوك رافضين يشوفوني.

تنهد علي بقلة حيلة وقال:

-متزعلش نفسك يا بابا ربنا يهديهم أن شاء الله المهم أنت تشد حيلك شوية كده والباقي أمره سهل يا حبيبي.

تطلع عوني إلي الأعلي بشرود وتسأل:

-صحيح مفيش حد من ولاد عمك جه يطمئن عليا ليه ؟

رد علي موضحا:

-مرات عدي والدت يا بابا ويوسف كان معانا في المستشفى.

صمت علي قليلاً واسترسل معاتبا:

-متنساش بردوا يا بابا أن يوسف زعلان من إلي حصل أنت وعامر زودتوها معاهم أوي.

تنهد عوني بسأم وقال:

-أنت معايا ولا معاهم ؟

إبتسم علي بخفة وأجاب:

-أنت مع الحق يا حبيبي.

❈-❈-❈

قطع حديثهم رنين جرس الباب استأذن علي وذهب ليفتح الباب تفاجئ بعاصم وبرفقته يوسف رحب بهم وأشار لهم بالدخول.

تفاجئ عوني من دخول يوسف وعاصم الغرفة اقترب يوسف منه وتحدث بإحترام:

-حمد الله علي السلامة يا عمي.

ابتسم عوني بإقتضاب ورد:

-الله يسلمك يا يوسف.

تحدث عاصم بإختصار:

-بقيت أحسن دلوقتي ولا لسه حاسس بوجع ؟ في تعب في قلبك لسه؟

تنهد عوني بحزن عميق واستطرد قائلاً:

-تعبان من بعدك انت يا أبني هتفضل بعيد لإمتي عارف اني غلط في حقك لكن يا أبني أنا عمري ما كرهتك مفيش أب يكره أبنه لو رجع بيا الزمن يا أبني كنت هرجع في حضني من زمان ومكنتش بعدتك عني .

رد عاصم متهكما:

-أنت جاوبت علي نفسك إلي فات مش بيرجع يا بابا إلي فات مش بيرجع.

تحمحم علي بإحراج وقال:

-إهدوا يا جماعة صلوا علي النبي مش كده.

ردد الجميع:

-عليه الصلاة والسلام .

تحدث عوني مغيرا الموضوع:

-مبارك يا يوسف ابن عدي سماه أيه ؟

رد يوسف:

-يوسف.

ابتسم عوني ساخراً وعقب:

-يوسف ما شاء الله بقي عندنا تلاته يوسف في العيلة الا ما حد فكر يسمي عوني حتي.

كتم الجميع ضحكاتهم وتحدث علي مازحاً:

-أنت الخير والبركة يا حاج .

أكد يوسف ضاحكاً:

- بصراحة كفاية علينا عوني واحد.

رمقهم بضيق وتحدث فجأة:

-هو إزاي عليا لسه تبقي مرات عاصم لسه ؟

❈-❈-❈

تطلع الجميع إلي بعضهم بصمت تام قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-ساكتين ليه يا ولاد حد يفهمني أزاي لسه مرات عاصم ولما هي مراته فعلاً ازاي يسمح أنها تتجوز اخوه ؟

آخذ علي نفس عميق وعقب:

-لأ عاصم مكنش يعرف يا بابا أنها لسه مراته.

تسأل عوني ساخراً:

-بجد يعني ايه فزورة دي ما تتكلموا بوضوح حد فيكم يفهمني حاجة ؟

تنهد يوسف بقلة حيلة وقال:

-عامر أجبر عاصم أنه يطلق عليا وعاصم مكنش يعرف أن الطلاق بالإجبار لا يقع.

حرك عامر رأسه بعدم إستيعاب وتسأل:

-أنا مش فاهم حاجة أزاي عامر أجبر عاصم يطلق عليه وليه أصلا أنا مش فاهم حاجه ؟ ما تنطقوا فيه أيه بلاش لف دوران في ايه ؟

"فيه أن إبنك لبسني قضية تحارة أعضاء وههددني أني أطلق مراتي واسيب البلد وامشي"

ألقي عاصم جملته دفعة واحدة وسط صدمة الجميع عوني وصدمته بما قاله عن أي تجارة أعضاء تلك ولما يفعل هذا بشقيقه ، وصدمة علي ويوسف من إخبار عوني بالحقيقة فهم لم يتفقوا علي ذلك .

اغلق عوني عينه عظة مرات وفتحها وهو يتساءل بعدم إستيعاب:

-تجارة أيه أنا مش فاهم حاجة ؟ وليه يعمل كده ؟ ما تبصوش لبعضكوا كده وتسكتوا فهموني في ايه ؟

تطلع يوسف إلي عاصم بنبرة ذات معني أحب أليس أنت من فتح الحديث عليك أن تنهاه كما بدأته.

سرد عاصم حل شئ حدث وسط صدمة عوني وعدم استيعابه يشعر أنه في كابوس أو حلم مزعج لا محالة هل وصل الكره بين ولديه لذلك؟ أن يهدد الأخ اخاه الآخر ؟ أن يطمع بزوجته وأطفاله؟ لما فعل ذلك وماذا استفاد فهو شبيه رجال وليس إلا ؟ فاق من شروده علي صوت عاصم الساخر.

"طبعاً مش مصدق ولا كلمة من إلي قولتها أكيد ده عامر الملاك وعاصم الشرير سبب المصايب كلها "

ألقي عاصم جملته بإستهزاء وغادر الغرفة بل الشقة بأكلمها.

بدل عوني نظراته بين يوسف وعلي وتسأل:

-إلي عاصم قاله ده صح ؟

تطلع يوسف إلي علي بقلة حيلة وحركوا راسهم بإيجاب.

صاح بجنون:

-يعني أيه ده كله يحصل وأنا معرفش ليه محدش قالي ؟

رد يوسف باختصار:

-أحنا لسه عارفين من شهر بس.

تنهد عوني بضيق وقال:

-وليه عاصم محكاش ليا وقتها كنت سعتها هقف في وش عامر وأتصرف معاه .

ابتسم يوسف ساخراً وعقب:

-عمي لو كنت عرفت وقتها مكنتش هتصدق عاصم من الاساس وكنت هتصدق أن عامر برئ لو حد السبب في إلي حصل ده أنت يا عمي أنت السبب.

جحظت عيناه بصدمة وتسأل بحيرة:

-انا السبب أزاي ؟ أنا إلي قولت لعامر يعمل كده ؟ هقوله يأذي أخوه ؟

❈-❈-❈

حرك يوسف رأسه نافياً وعقب:

-لأ مش أنت إلي قولت ليه يعمل كده بس انت إلي فرقت بينهم من البداية أنت إلي مشيت وراء مراتك وسمحت تفرق بين الأخوات أنت إلي سيبت ابنك يبعد عنك وعن أخواته خليته غريب وسط إلي من دمه بدل ما يكون أخوه سنده وعزوته هو آول واحد ضربه من ضهره لو حد مسؤول عن إلي حصل ده هو انت ولو حد هيتلام هو أنت دلوقتي عاصم ممكن يدخل السجن في أي وقت وعامر السبب من كام يوم عاصم وعامر مسكوا في بعض وكان ممكن واحد فيهم يخلص علي التاني كنت هتعمل ايه وقتها ولا شعورك هيكون ايه لما الاخ يقتل اخوه ؟ هيبقي أيه شعورك وانت بتدفن واحد والتاني مسجون حتي لو حصل يا عمي ومراتك حاولت نفرق بينهم كان لازم تفهمهم أنهم أخوات وإيد واحدة دلوقتي بقي تقدر تقولي هتقف في صف مين ؟ عامر إيدك اليمين وعاصم الغريب عنك يا عمي أنت كده عرفت كل حاجة وأنا عملت إلي عليا الأتنين ولادك ولازم تحدد هتقف في صف مين بس خليك فاكر أن مع الاسف هتختار واحد بس لأن الاتنين طرقهم مختلفة سلام يا عمي فكر براحتك سلام يا علي.

غادر يوسف وتطلع علي إلي والده بأسف ولم يتحدث .

التفت عوني له وتحدث بشرود:

-أطلع بره يا علي سيبني لوحدي.

تسأل علي بقلق:

-أنت بخير يا بابا ؟

أومأ بإيجاب وتسأل:

-أنت كنت تعرف الكلام ده ؟

ابتلع ريقه بصعوبة وقال:

-أيوة.

تنهد بحزن وعقب:

-ليه يا علي ليه عامر يعمل في عاصم كده وليه بيكرهه كده ؟ 

رد علي بأسي:

-عامر من يوم ما اتولد يا بابا وهو بيكره كل إلي حواليه بما فيهم أنا .

اتسعت عين عوني بعدم إستيعاب وتسأل:

-أزاي أنت بتهزر صح ؟ يعني ايه أنا للدرجة دي مخدوع في أبني ؟ وأخوك بكل الشر ده ؟ أنا بجد مش فاهم حاجة أخرج يا اخرج سيبني لوحدي يا أبني.

تنهد علي بقلة حيلة وقال:

-حاضر يا بابا يا حاضر بس انت عظيم نفسك ضغطك يعلي تاني .


غادر علي تاركا والده في صدمته عقله لا يستوعب حتي الأن ما استمع له هل وصل الحال بأولاده الي هذا الحد لا يصدق حتي الإن لما يفعل عامر هل يولد الكره كل هذه العداوة لكن لما يكره شقيقه عاصم بعيد كل البعد عنهم لم يحظي بربع ما حظوا عليه هم لما هل أصبحت الدماء بالماء ؟ هل خرچ الظفر من اللحم

دائما ما  كان يغار من شقيقه الأكبر ويحقد عليه هل أن آنتقل هذا الحقد لأبنائه كي يكرهوا بعضهم هكذا.

❈-❈-❈

منذ حديثهم الحاد وهي تجلس بالغرفة برفقة طفلها متجاهلة الكلام معه لا تصدق كلامه حتي الأن لو كان كلامه صحيح لما هذا الغضب عندما استمعت الي حديث شقيقها الخافت برفقة شقيق زوجها وإستمعت سبب إختفاء زوجها رغم انها لم تفقه باقي الحديث لكن يكفي عليها الجزء الخاص بزوجها.

فاقت من شرودها علي فتح الباب ودخول شادي بإقتضاب ملقياً السلام عليها:

-سلام عليكم ورحمة الله.

تجاهلت الرد عليه مما جعله يشتاظ غضباً ويتحدث مستهزئأً:

-السلام لله مش ليا رد السلام فرض يا مدام.

ردت بإيجاز:

-وعليكم السلام.

آخذ الطفل من بين يدها يقبله بحب وهو يرمقها بإستفزاز:

-قلب بابا أنت يا مودي حبيبي أنت أيه العسل ده بتضحك طالع فرفوش زي بابا مش نكدي زي ناس.

زفرت بحنق وقالت:

-انا نكدية؟

ابتسم بإستفزاز ورد:

-هو أنا كلمتك يا ستي انا بكلم أبني حبيبي.

ردت ساخرة وعقبت:

-يا سلام علي أساس أن الكلام مش عليا ولا ايه ؟

ابتسم شادي ساخرا وعقب:

-يا سلام الي علي راسه بطحة يا حبيبتي يحسس عليها.

رمقته بضيق وتسالت:

-أنت متأكد انك مهندس ولا راجل أعمال أصلا؟ 

لاعب حاجبيه بمكر وقال:

-ايوة يا إختي مش مصدقة تحبي أطلعك البطاقة ؟

ابتسمت ساخرة وعقبت:

-يمكن ضارب البطاقة يا حبيبي.

"الله الله حبيبك أعترفتي أخيرا"

قالها مداعباً إياها بخفة.

رمقته بغيظ ولم تتحدث.

تنهد بيأس وجلس جوارها والصغير بأحضانه وتحدث بتعقل:

-هتفضلي زعلانة كده كتير ؟

ردت بحزن:

-أنت لسه بتحبها فعلا يا شادي.

"يا لهوي " يا شيخة أرحمي أمي مش بحبها مش بحبها بكرها هي أكتر إنسان بكرهه في حياتي مش بحب غيرك أنتي وبس يا عمري  عارفة لو فتحتي قلبي ده هتلاقيه بيقول عهد عهد عهد مش بيدق يا قطتي.

إبتسمت بدلال وتسألت :

-بجد ولا بتضحك عليا؟

عانقها بحنان وقال:

-أحنا فيها أفتح قلبك وتشوفي.

هتفت بلهفة:

-بعد الشر عنك يا حبيبي.

تنهد براحة وقال:

-أخيرا يا قلبي أخيرا ربنا هداكي والكلام الحلو رجع تاني أهو.

صمت قليلا وتسأل:

-أنتي جبتي الكلام الي قولتيه ده منين؟

هتفت بخجل:

-سمعت يوسف وهو بيتكلم ما شريف.

شدها بخفة من أذنها وعقب:

-كده بقي يا عهد بتتصنطي يا قطتي محدش قالك أن كده عيب ؟ اه لو يوسف عرف هيملص ليكي ودانك دول.

ضحكت بخفة وقالت:

-خلاص خلاص حقك عليا بقي وداني هتكبر.

ابتسم بخفة وترك أذنها وقال:

-ماشي يا ستي سماح المرة دي عشان عيونك المهم الفيلا قربت تخلص وهنروح هناك .

صقفت بحماس وقالت:

-بجد يا حبيبي؟

آومأ بإيجاب وعقب:

-بجد يا قلبي.

تنهد براحة وضم زوجته وطفله إلي أحضانه وتمدد علي الفراش متنعماً بقربهم.

❈-❈-❈

ما حكم من لم يرد السلام؟

وأما رد السلام للقارىء وغيره فيصير فرض عين لو كان المُلقَى عليه واحداً. وإن كانوا جماعة ففرض كفاية فلو رد منهم واحداً سقط الإثم عن الباقيين. وإن تركوه أثموا جميعاً، ومعلوم أن إلقاء السلام على غير القارىء والذاكر سنة على قول جمهور الفقهاء خلافاً للحنفية.

هل رد السلام واجب او فرض كفايه؟

وقال ابن عبد البر: والابتداء بالسلام سنَّة والرد واجب اتفاقاً. قال النووي: وأما جواب السلام فهو فرض بالإجماع، فإن كان السلام على واحد فالجواب فرض عين في حقه، وإن كان على جمع فهو فرض كفاية فإن أجاب واحد منهم أجزأ عنهم وسقط الحرج عن جميعهم، وإن أجابوا كلهم كانوا كلهم مؤدين للفرض، فإن لم يجبه أحد منهم أثموا كلهم.

❈-❈-❈

مرة بقية الأيام وجاء اليوم المنتظر يوم قضية عليا وعامر في قاعة المحكمة تجلس عليا في جهة وجوارها يوسف والمحامي الخاص بها وعلى الجهة الأخرى  يقف عامر وجواره محاميه وفي الجهة الآخري يقف عاصم وإلي جواره يقف شيخ من دار الإفتاء.

وقف الجميع منصتين إلي حديث القاضي والمفتي.

وبعدها ترك القاضي الأمر بيد المفتي الذي استمع إلي حديث عاصم بالكامل وسأل عاصم عن نيته وقتها وبعدها طلب منه أن يقسم بأن الطلاق تم تحت الإكراه والتهديد.

وبعدها أوضح الموفتي أنها زوجة إلي عاصم وأن زواجها من عامر باطل.

إنهي القاضي الجلس وخرج الجميع من القاعة ونظرات الشر تقطر من عامر.

في الخارج.

وقف عامر في مواجهة عاصم وتحدث بفحيح :

-لسه مخلصناش با عاصم والأيام ما بينا.

ألقي نظرة نارية علي عليا وغادر .

تحدث المحامي مبتسما:

-ألف مبروك يا يوسف باشا ألف مبروك يا دكتور عاصم.

رد يوسف بإيجاز:

-الله يبارك فيك يا متر بكره بإذن الله عايزك تعدي عليا في المجموعة.

اومأ المحامي بإيجاب:

-تمام يا باشا بعد إذنكم.

غادر المحامي ووقفت عليا جوار يوسف تطلع الي عاصم متسائلا بنبرة ذات معني:

-مش يلا نروح ولا أيه يا عاصم ولا مش هتيجي تشوف ولادك؟

أومأ عاصم بإيجاب وقال:

-تمام .

التفت الي شقيقته وربت علي ظهرها بحنان وغادروا سويا وكل منهم عقله شارد عليا تفكر في ما سيحدث فيما بعد هل ستعود هي وعاصم لسابق عهدهم أم له هو ترتيب آخر والحال نفسه عند عاصم يفكر في عليا وأطفاله هل يستطيع أن يسامحها وتستحق فرصة آخري أم لا تستحق ولكن كيف يأمن لها من جديد بعد أن ذبحته بسكين بارد من قبل وطفليه هل سيستطيع أن يحيا بدونهم ؟ ويتركهم ويسافر من جديد أم يأخذهم معه أسئلة كثيرة تدور بعقله لا يعلم إجابة لها لكن عليه أن يتمهل حتي ينتهي أمر عامر للأبد وبعدها يفكر فيما سيفعله.

❈-❈-❈

يجلس في الكافيه يحتسي قهوته وينظر كل حين لآخر لساعته ابتسم ما أن وقع نظره علي من ينتظره وهو يقترب منه.

نهض مرحباً :

-اهلا يا وحش.

ابتسم الاخر وقال:

-أهلا يا باشا أخبارك ايه ؟

ابتسم شادي بهدوء ورد:

-بخير يا جاسر أخبارك انت؟

رد جاسر مبتسما:

-بخير يا شادي .

تنهد جاسر واسترسل بالايضاح:

-انا طلبت منك أننا نتقابل لوحدنا عشان عارف ان يوسف أخو مراتك والوضع هيبقي حساس.

ارجع شادي ظهر الي الخلف وتسأل:

-خير يا جاسر عايز تقول ايه؟

"شادي محتاج مساعدتك عارف أن وضعك صعب بس صدقني لو مكنتش مضطر مكنتش طلبت منك الطلب ده طليقتك دلوقتي هي مكان شهاب اخوك الله يرحمه وكل شغله المشبوه هي الي بتقوم به هي وعامر"

ألقي جملته دفعة واحدة وانتظر يري رد فعله وبعدها أكمل حديثه بتريث:

-دورك يا شادي  …….

سرد جاسر خطته وسط صدمة شادي.

اتسعت عين شادي وتسأل بصدمة:

-أنت اتجننت؟ لا طبعا إستحالة ده يحصل يا جاسر.

تنهد جاسر بأسف وعقب:

-غصب عني اني اطلب منك كده لكن أنا معنديش غيرك يا شادي اثق فيه ويقوم بالمهمة دي واطمئن هيبقي أتفاق بينا أحنا الأتنين وبس أيه رأيك يا شادي ساكت ليه ؟

شادي……


يتبع…..

تكملة الرواية من هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع