القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الثامن وخمسون والتاسع وخمسون بقلم زينب سعيد القاضي

رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الثامن وخمسون والتاسع وخمسون   بقلم زينب سعيد القاضي

 



رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الثامن وخمسون والتاسع وخمسون   بقلم زينب سعيد القاضي



الفصل الثامن والخمسون


"أسيرًا أنا بين جدران الحبس بدون ذنباً إقترفه ليتني موت قبل هذا ولم ينتهي بي المطاف إلي هنا "

يتحرك ذهاباً وإياباً في زنزانته وهو يدخن لفافة التبغ بشراهة يومين فقط قضاهم هو وهو يكاد يشعر أنه سيصاب بالجنون لا محالة كم يود أن يخرج من هنا ويقتل هذا المعتوه لن يتردد في خنقه بيده حتي لو سيؤدي هذا بحياته ويصل إلي حبل المشنقة المهم أن يأخذ ثأره يعلم أنه إنتصر في جولة عليه عندما إسترد زوجته وأطفاله ولكن الآخر لم يدعه ينعم بقربهم سواء ليلة واحدة وأتي به إلي هنا.

سأم من الحركة والسير ألقي لفافة التبغ أرضاً ودعس عليها بأقدامه وجلس علي الأرض وتمدد فوق الفراش وهو يتطلع إلي السقف بشرود هل سيخرج من هنا يوماً ما ام سيظل أسيرا وسط هذه الجدران العتيقة .

لاحت علي ذاكرته ومضات من يومه مع طفليه كما إشتاق لهم هل إنزعجوا منهم عندما اختفي فجأة هل سيعود يزيد يعامله كما كان ؟ أم سيتقبل سفره كما قالوا وينتظره حتي يعود ؟ أسائلة كثيرة تداهم عقله لا يري لها أيه إجابة كل إجابتها منصبة علي خروجه من هنا ولكن متي سيخرج من هنا ؟ هذا هو السؤال الأهم الأن ؟ متي سيخرج ؟ وكيف سيخرج ؟

❈-❈-❈

استيقظت مبكراً وأطمئنت علي طفليها وغادرت الغرفة بحذر شديد حتي لا يستيقظوا ويطلقون وابل من الأسئلة عليها وهي الأن فى غني عنها.

تطلعت حولها وجدت السكون محاوط بالمكان معني ذلك أن الجميع نائمين هبط الدرج سريعاً واتجهت إلي الباب كي تغادر دون أن يلحظ أحد هذا ولكن ما أن وصلت إلي الباب تفاجأت بصوت والدتها:

-رايحة فين يا عليا دلوقتي ؟

ابتعلت ريقها بتوتر وألتفت إلي والدتها وتحدثت بحذر:

-ها خارجة أتمشي شوية يا ماما.

رمقتها والدتها بعدم تصديق وتسألت:

-إلي خارج يتمشي بيتسحب كده زي الحرامية ؟

هتفت بإرتباك:

-عشان مزعجكمش يا ماما قولت أكيد نايمين.

ابتسمت والدتها ساخرة وعقبت:

-بجد ؟ وهو طبيعي تخرجي كده من غير ما تستأذني ؟ أو تقولي لحد ؟ أنتي رجعتي لجوزك يعني أي خطوة لازم تكون بعلمه أنتي أستأذنتيه ؟

تنهدت عليا وحركت رأسها نافية وقالت:

-لأ .

صمتت قليلاً واكملت بتبرير:

-هو مسافر هستأذن منه ازاي ؟ وهو اكيد نايم دلوقتي.

تحدثت صفاء ببساطة:

-يبقي متخرجيش.

أخذت صفاء نفس عميق وقالت:

-أنا واثقة أن فيه حاجة أنتوا مخبينها عني أيه هي أنا مش عارفة لكن واثقة أنها تخص عاصم هو مسافرش صح ولا غلط ؟

صمتت عليا بتوتر وتهربت بأعينها عن والدتها.

أومأت صفاء بتفهم وقالت:

-يعني تخميني صح ؟ عاصم في ايه يا عليا حصل ليه ايه ؟

هو كويس ؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-كويس .

تسألت صفاء بلهفة وشوق:

-طيب هو فين يا بنتي طمنيني عنه هو كويس ؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-أيوة.

تسألت صفاء بحيرة:

-طيب راح فين ؟

غمغمت عليا بتوتر:

-صدقيني يا أمي مش هقدر أقول حاجة.

تنهدت صفاء بقلة حيلة واسترسلت بإيضاح:

-طيب يا عليا أخرجي ومتتاخرش.

أومأت بإيجاب وقالت:

-طيب ممكن ما تقوليش لحد أني خرجت إلي لو لاحظوا ده ولو سألوا.

تسألت صفاء بحيرة:

-ليه ؟

صمتت قليلاً وتسألت:

-أنتي كنتي بتتكلمي مع يوسف إمبارح ؟ صح وأكيد عارف انك عايزه تخرجي ورفض صح كلامي ؟

عضت علي شفتيها بخجل وقالت:

-صح يا ماما.

هزت رأسها بيأس وقالت:

-ماشي يا عليا ماشي روحي بس خلي بالك من نفسك وترجعي بسرعة تمام ؟

حركت رأسها بإيجاب وردت:

-حاضر يا أمي حاضر سلام عليكم.

رددت صفاء بشرود:

-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.

تحركت صفاء وجلست علي المقعد وهي تضع يدها على قلبها بقلق شديد هي تشعر بإنقباض في قلبها منذ أمس لا تعلم سببه لكن من المؤكد أن هناك شئ علي غير ما يرام سيحدث لا محالة هذا ما يهديه لها عقلها .

رفعت يدها إلي السماء وتمتمت بدعاء:

-يارب احفظ ولادي ومتوجعنيش في حد منهم يارب .

❈-❈-❈

لم يغمض عينه طوال الليل ظل مستيقظا يتطلع إلي زوجته وطفله قليلاً ويشرد بما يؤرق قلبه قليلاً يفكر هل ما فعله صواب أم خطأ.

عاد بذاكرته لما دار بينه وبين جاسر من حديث خفي لم ولن يعلم به أحد حتي الأن.

تسأل شادي بحيرة:

-طيب وليه بتقولي الكلام ده والمطلوب مني ايه من الأساس ؟

تنهد جاسر وتحدث بحذر:

-المطلوب منك تروح ليها.

قطب شادي جبينه بعدم فهم وتسأل:

-أروح ليها فين ؟ هي هنا في مصر أصلاً ؟ وبعدين هروح ليها ليه ؟ حكايتنا خلصت من زمان انت عايز توصل لأيه بالظبط يا جاسر أنا مش فاهم حاجة .

تحدث جاسر بتريث:

-هي هنا في مصر عايشة في شقة في الشيراتون.

تسأل شادي بحيرة:

-وأنت عرفت منين ؟

استرسل جاسر بإيضاح:

-عرفت منين ده شغلي أنا بقي المهم عايزك تروح ليها عشان محتاجين مساعدتها.

رمقه شادي بعدم تصديق وانفجر ضاحكاً وعقب:

-بجد مش هي شغالة معاهم ؟ هتساعدنا أزاي بقي ؟

زفر جاسر بحنق وقال:

-ممكن تهدي وتبطل ضحك وتسبني افهمك ؟

تنهد بقلة حيلة وقال:

-تمام سكت أتفضل فهمني أنت عايز أيه بالظبط لأن حرفياً دماغي هتشت مني .

أومأ بإيجاب وقال:

-أولا هي مدخلتش بإرادتها هي دخلت بسبب شهاب اخوك هو إلي دخلها يعني مرغمة علي الشغل معاهم وطبعاً العداء والكره الموجه لشهاب عامر كان ليه نصيب منه لأنه صاحبه الروح بالروح أما بقي أنا عايز أيه منك عايزك تروح ليها وتطلب منها تساعدنا .

ابتسم ساخراً وعقب:

-بجد وأنا مجرد ما أقول ليها تعالي ساعديني وعرضي نفسك للخطر قتل بقي ولا سجن هتوافق ؟ تفتكر ده كلام يصدقه عيل صغير ؟

تغاضي جاسر عن سخريته وتحدث متهكما:

-أكيد طبعاً واثق لأنها ببساطة بتحبك دي أول نقطة وتاني نقطة والأهم هي هتبقي حابة تنتقم من شهاب واي حاجة تخصه .

حرك رأسه بإستهزاء واشار إلي نفسه:

-بغض النظر أنها ممكن تكون لسه بتحبني أنا صورة طبق الأصل منه يعني حتي لو كانت بتعشقني وتموت فيا ده بردوا ميمنعش أنها كل ما هتشوفني هتبقي شايفة شهاب قدامها صح ولا غلط ؟

تنهد جاسر وتحدث بثقة:

-غلط طبعاً لأنها هتشوفك بقلبها مش بعيونها.

ضحك شادي بخفة وعقب:

-هو أنت سيبت النيابة وشغال في العلاقات العاطفية ؟

ابتسم جاسر بثقة وقال:

-لأني حبيت وزي ما بيقولوا مراية الحب عامية وواثق من كلامي هي مش هنشوف شهاب لأ هي هتشوف شادي حببها إلي اتحرمت منه.

تنهدت شادي بقلة حيلة وقال:

-حاضر يا جاسر أمري لله.

صمت قليلاً وتحدث محذراً:

-أنا هنفذ إلي هتقول عليه بس علي شرط ؟

انتبه له جاسر وتحدث بحذر:

-شرطك أنا محدش يعرف عشان الموضوع ميوصلش للمدام صح كده ؟

ابتسم بخفة وعقب:

-مش بقولك سيبت النيابة وشغال علاقات عاطفية مش مصدقني .

ضحك بخفة واسترسل بإيضاح:

-مش موضوع شغل موضوع اني حبيت قبل كده وعارف أنا بقول ايه اطمئن الموضوع ده هيتم ما بينا زي ما قولت ليك.

تنهد براحة وقال :

-تمام فهمني كل إلي مطلوب مني وأنا معاك.

استرسل بإيضاح:

-بص يا سيدي…

سرد له ما عليه فعله وهو يستمع له بترقب شديد وهو داخله قلق من شئ ما زوجته إذا علمت من المؤكد لن تصفح عنه لا محالة لكن هذا عمل إنساني يخص بإنقاذ شخص برئ فسيفعل ما بوسعه حتي يحدث هذا.

❈-❈-❈

إستمع إلي الخطة وفور أن انتهي تسأل جاسر :

-ها أيه رأيك ؟

تنهد بقلة حيلة وقالت:

-رأي ايه في أيه ؟ طالما أنت شايف كده خلاص تمام.

تسأل جاسر بغيظ:

-يا عم رايك وأخلص لو مش حابب بلاش.

تنهد بقلة حيلة وقال:

-حتي لو مش حابب هعمل كده عشان نخلص من عامر وعاصن يرجع لحياته ولبيته وأولاده.

ابتسم جاسر وعقب:

-أيوة كده يا مان ريحت قلبي ها تروح ليها أمتي ؟

مط شفتيه بحيرة وتسأل:

-مش عارف أنت رأيك أيه؟

هتف جاسر بحماس:

-خير البر عاجله ان شاء الله النهاردة خلينا نخلص.

تنهد بقلة حيلة وقال:

-حاضر أتمني يجي بفايدة لله الأمر من قبل ومن بعد.

وبالفعل في اليوم التالي ذهب لها .

فتحت باب الشقة تفاجأت بأكثر شخص أشتاقت لرؤيته كم ودت أن تلقي نفسها داخل أحضانه.

 تفاجأت بل صدمت لم يختر يوما في عقلها أن تلتقي به ثانية لما عاد وماذا يريد منها  بعد أن علم حقيقتها ؟

بينما علي الطرف الآخر ينظر لها بمشاعر متضاربة كره إشمئزاز غضب حقد مشاعر كثيرة ثارت بداخله لكن ما أراحه أن الحب لم يكن من بينهم.

ظلت حرب النظرات مستمرة بينهم إلا أن قرر فطع هذه الحرب  فالنظر في عيناها يثيره الي الغثيان.

شملها بنظره سريعة من رأسها لأغمص قدمها وتسأل بنفور:

-أيه مش هتقولي ليا أتفضل ولا ايه ؟ 

تنحت جانبا وأشارت له بالدخول تحرك الي الداخل وهو يتطلع الي كل شئ بإحتكار .

أغلقت باب الشقة وتحركت خلفه ووقفت في مواجهته وتسألت ببرود:

-أكيد مش جاي تتفرج علي شقتي ؟

ابتسم ساخرا وعقب:

-ليه بتقولي كده  ده انا حتي كنت بحب زوقك زمان فاكرة ولا نسيتي.

جلس علي أحد المقاعد واضعاً ساق فوق ساق بثقة جلست هي قبالته تتأمله بحب.

ابتسم ساخراً وعقب:

-مالك بتبصي ليا كده ليه ؟ أيه معجبة بيا ؟ ولا وحشتك ولا حاجة ؟

تنهدت بندم وقالت:

-أه وحشتني يا شادي أنا محبتش في حياتي ولا هحب غيرك.

ضحك ملئ فمه وتوقف بعد فترة وهو يسعل بعنف مرددا بعدم إستيعاب وتسأل:

-دي نكتة صح ؟ أنتي بتحبيني ؟ أكيد بتهزري قولي غير كده يا شيخة ؟ أنتي شيطانة عارفة أنتي أيه شيطانة مش عارف مخلوقة من أيه أكيد مش من لحم ودم زينا بعد ده كله جاية تقولي بتحبيني ؟

دمعت عيناها وتحدثت بندم:

-غصب عني يا شادي غصب عني أخوك السبب في كل ده اخوك تعبان فضل يلف حوليا لغاية ما حصل إلي حصل بس انت عمري ما نسيتك ولا نسيت حبي ليك انت أحلي حاجة في حياتي يا شادي .

ضحك باستخفاف :

-بجد ؟ طيب لو كلامك صح وأخويا هو الشرير الوحش وأنتي الملاك البرئ ليه مجتيش تحكي ليا ؟ ليه مخلتنيش أقف جنبك ؟

هزت راسها بيأس وقالت:

-كنت هأزيك يا شادي أخوك شغال مع ناس متعرفش ربنا ووقتها هددني بيك مقدرتش استحمل أن يحصلك حاجة.

ابتسم ساخراً وعقب:

-يا عيني عليكي وبقيتي أنتي الست المضحية صح ؟ والمفروض بقي اجي دلوقتي اخدك في حضني واسامحك بعد تضحيتك إلي قدمتيها ليا صح؟ ده تفكيرك أنتي بتحلمي فاهمة انتي بتحلمي خليكي في الواقع أحسن أنتي آخرة واحدة ممكن أفكر اغفر لها أو اسامحها.

تنهدت بحزن وقالت:

-خلفت ؟

اومأ بإيجاب وقال:

-ايوة.

ابتسمت بحزن وقالت :

-ربنا يخليه ليك.

أومأ بصمت وعقب:

-عقبالك .

ابتسمت بألم وقالت:

-بجد ؟ تفتكر ينفع ؟

❈-❈-❈

تنهد بضيق شديد وعقب:

-أنتي إلي وصلتي نفسك لكده.

هزت راسها بيأس وقالت:

-خير يا شادي سيبك مني أكيد الزيارة دي مش عادية كده؟ عرفت مكاني منين ؟ وعايز مني ايه ؟

تحدث شادي ببرود:

-مش مهم عرفت مكانك منين بس خليني عايزك في أيه ؟ ولا أيه رأيك ؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-خير يا شادي ؟

تحدث بثبات:

-عامر.

انتبهت له وتسألت:

-عامر! مش فاهمة ماله ؟

رمقها باستخفاف وقال:

-أظن دلوقتي أنتي وعامر إيد واحدة وشغلكم واحد ؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-أنت عايز ايه بالظبط يا شادي طول عمرك دوغري ولا ليك في اللف ولا الدوران .

تنهد وقال:

-من الآخر كده عايز اعرف كل حاجة عن عامر ومصايبه.

ضيقت عيناها متسائلة:

-مش فاهمة ؟

رد بإيجاز:

-أكيد عارفة حوار عامر مع أخوه عاصم ؟

أومأت بإيجاب وعقبت:

-أيوة.

ردد بإيجاز:

-محتاج منك اعتراف منه بكل جرايمه ومحتاج دليل ضده.

ابتسمت بثقة وقالت:

-أيه إلي خلاك واثق أني ممكن اساعدك ؟

ضحك بخفة وعقب:

-يمكن عشان واثق أن لسه فيكي جزء نضيف عايزك تنضفي شوية ولا حابة تفضلي طول عمرك شغالة في المستنقع بتاعك ده ؟

تنهدت بآلم وقالت:

-لو بإيدي أطلع منه كنت طلعت بس مع الأسف أنا روحت في طريق إلي يروح ميرجعش نهايتي هتبقي زي شهاب زي نهاية عامر كلها هتبقي نهاية واحدة الموت.

تسأل بعدم فهم:

-شهاب أنتوا مالكم بموت شهاب ؟

ابتلعت ريقها بصمت ولم تتحدث.

تسأل بإصرار:

-انطقي أنتي مخبية أيه عني ؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-شادي اهدي لو سمحت إلي حابب تعرفه هساعدك فيه غير كده مش هتكلم.

زفر بحنق وعقب:

-ماشي بس أنا واثق إنك لسه مخبية حاجة.

ابتلعت ريقها بمرارة وأجابت:

-مسير إلي مستخبي يبان أنا هساعدك يا شادي عشان لسه بحبك وده هيبقي تكفير عن ذنبي في إلي عملته فيك سامحني يا شادي.

نهض بصمت تام وقال:

-رقمي زي ما هو هستني منك تليفون إنك نفذتي بعد إذنك وأه اطلبي السماح من ربنا مش مني لاني مش هسامحك سلام.

غادر تاركاً إياها تعض يدها ندما علي ما أقترفته في حقه.

❈-❈-❈

انتبه علي صوت بكاء طفله نهض علي الفور وذهب إلي فراشه وجد الصغير يبكي ببراءة ابتسم بحب وقام بحمله مقبلاً جبينه بحنان وغادر الغرفة حي لا تستيقظ والدته.

جلس علي الأريكة وهو يحمل طفله ويداعبه برفق ويحدثه كأنه يستمع إليه:

-حبيب بابا أنت الباشا صاحي بدري ليه ؟

توقف الصغير عن البكاء وظل ينظر له ببراءة ابتسم شادي وقبله بحب وأكمل حديثه بحماس كأن طفله شخص بالغ يستوعب ما قاله بالفعل:

-عارف يا مودي أنت وأمك أحلي حاجة حصلت في حياتي أنتوا عوض ربنا ليا تعرف أمك جت ليا في وقت كنت تايه وضايع فيه انتشلتني من ده كله وجيت أنت بقي نورت حياتنا وبقي ليها طعم تاني بس هو أنا بحبك يا قلب بابا بس لما خيروني بينك وبين أمك أختارتها هي ولو رجع بيا الزمن تاني هختارها هي أمك ملاك نزل ليل من السماء ومعنديش استعداد أني أخسرها.

كانت إستيقظت وشعرت ببكاء صغيرها وجدت والده حمله وغادر ولكن نهضت كي ترضعه فمن المؤكد جائع لكن ما أثار تعجبها أن الصغير توقف عن البكاء.

اتجهت لهم ووقفت خلف زوجها تستمع الي حديثه الذي جعل الدمع تتساقط في عينها من هذا الحبيب العاشق.

اقتربت منه ووقفت خلف ظهره ووضعت يدها علي كتفه بحب وقالت:

-ربنا يخليك ليا يا أغلي ما عندي في الدنيا دي.

ألتفت لها  بحب وقال:

-حبيبي صحيتي إمتي ؟

ابتسمت بحب وقالت:

-من  ساعة ما الباشا صحي وجيت أشوفكم بتقولوا عني أيه ؟

غمز بخفة وقال:

-وسمعتي أيه ؟

إبتسمت بحب:

-كل خير يا قلبي عمري ما هندم في حياتي أني حبيتك يا شادي بحبك زي ما أنت بعيوبك قبل إيجابياتك لكن بتمني تفضل تحبني زي ما بحبك.

حرك رأسه نافياً وقال:

-توء توء بس أنا مش هفضل أحبك زي ما بحبك لا أنا كل يوم بيزيد حبك في قلبي.


يتبع……

الفصل التاسع والخمسون


وصلت أمام قسم الشرطة وتوقفت بسيارتها وهبطت من وداخلها يرتعب لتواجدها في مكان كهذا لكن لم تستطيع أن تظل ساكنة في المنزل هكذا وهو هنا وحيداً بين جدران السجن .

تحركت إلي الداخل وسألت عن مكتب الضابط ودخلت له واستأذنت لرؤية عاصم.

تحدث الضابط باحترام:

-حضرتك تقربي ليه ايه ؟

-ردت بإختصار:

-أنا مراته.

قطب الضابط جبينه وتسأل:

-حضرتك أختك يوسف باشا المغربي ؟

أومأت بإيجاب:

-أيوة.

تنهد الضابط وقال:

-هو طبعاً ممنوع الزيارة الا بإذن بس هعمل لحضرتك استثني وهتقابليه.

ابتسمت بإمتنان وقالت:

-شكرا لحضرتك.

ضغط علي الزر وبعد قليل فتح الباب ودخل العسكري.

أدي العسكري التحية بإحترام:

-أوامرك يا فندم.

تحدث الضابط بعملية:

-هات الدكتور عاصم المغربي من الحبس تحت.

رد العسكري بإحترام:

-أوامر حضرتك يا فندم.

غادر العسكري ونهض الضابط وقال:

-طيب أنا عندي مرور دلوقتي ربع ساعة وهرجع بعد إذنك.

ردت عليا بإمتنان:

-شكرا لحضرتك أتفضل.

❈-❈-❈

فتح باب الزازنه اعتدل علي الفراش وقوس جبينه متسائلاً:

-في حاجة يا عسكري ؟

رد العسكري بإيجاب:

-أيوة حضرة الظابط عايزك أتفضل معايا.

أومأ بإيجاب ونهض وتحرك برفقته بصمت تام.

وصلوا إلي المكتب وطرق الباب وأدخله العسكري وغادر مغلقا الباب خلفه .

أتسعت عيناه بعدم تصديق وتسأل:

-أنتي بتعملي أيه هنا ؟

نهضت من المقعد واقتربت منه وتحدثت بخفوت:

-جيت أطمئن عليك.

صاح بجنون:

-نعم يا أختي تطمني أيه وزفت أيه ؟ أنتي أتجنننتي تيجي مكان زي ده ؟

حاولت التبرير لكن زجرها بغيظ:

-يوسف عارف إنك جاية ؟

حركت رأسها نافية وقالت:

-لأ يا عاصم قولت ليوسف وهو رفض اجي.

إبتسم ساخراً وعقب:

-كمان ؟ يعني هو رفض ؟ روحتي أنتي جيتي من وراه ؟

اومأت بإيجاب وتحدثت بتبرير:

-أنا كنت قلقانة عليكي وجيت أطمئن عليك .

حرك رأسه بعدم إستيعاب وتسأل:

-هو أنتي أيه بالظبط ؟ معلش عايز أفهم انتي ايه مبتتعلميش كل شوية مصيبة اتفضلي يا مدام علي البيت وحسم عينك تخرجي من البيت أصلا لغاية ما أخرج من هنا وأنا كلامي مع يوسف .

تساقطت الدموع من عينها وهتفت بخفوت:

-أنت أسفة بس بجد كنت حابة أطمئن عليك عشان أطمئن الولاد كمان ازاي هقدر أطمنهم وأنا نفسي مش مطمنة ؟ أنت جبت القسوة دي منين بدل ما تفرح أني فكرت فيك وجيت لحد هنا عشان أشوفك.

ابتسم ساخراً وقال:

-أفرح ده أنا هتحزم وأرقص كمان هو أنا أطول مدام عليا تيجي تزورني طيب نسيتي تجيبي عيش وحلاوة ولا جبتي ؟

رمقته بغيظ وقالت:

-هو فيه أيه بالظبط أنت بتعاملني كده ليه ؟ عارفة أني غلط زمان ودلوقتي جاية أصلح غلطي أنت ليه زعلان ومش متقبل ده ؟ بدل ما تشكرني ؟

تنهد عاصم بأسي وقال:

-أنتي جاية تشوفيني فين ؟ عليا ده قسم شرطة ؟ بقي عليا المغربي تيجي مكان زي ده وسط الحوش والمساجين والبلطجية ؟ قدر حد وقف ليكي أو أتهجك عليكي هتعملي ايه ؟ بترمي نفسك وسط النار ليه ؟ وكمان جاية لوحدك ومن غير ما تعرفي حد وعايزاني أسكت ؟

تنهدت بحزن وقالت:

-أنا أسفة بس والله كان غرضي أطمئن عليك.

لم يستطيع أن يتركها هكذا بريئة هشة تبكي زفر بحنق واقترب منها وتحدث برفق:

-ممكن تهدي وجودك هنا غلط يا عليا اتفضلي يلا عشان تروحي وياريت تخدي بالك من نفسك ممكن ؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-ممكن أنت مش زعلان مني صح ؟

تنهد وتسأل:

-لو قصدك علي إلي حصل زمان فلسه زعلان يا عليا أحنا بينا شرخ كبير بس مسير الأيام تداويه يا بنت قلبي يلا بقي عشان وجودك هنا غلط بوسيلي الولاد ممكن ؟

ابتسمت بخفة وعقبت:

-حاضر واطمئن الولاد مستنينك علي احر من الجمر .

تسأل بقلق:

-أوعي يكون الولاد زعلانين من سفري خصوصا يزيد ؟

ابتسمت بهدوء وقالت:

-هو كان زعلان بس اقنعته ان عدنك شغل أطمئن .

تنهد براحة وعقب:

-تمام عليا مش عايز اشوفك هنا تاني سمعاني ؟

أومأت بإيجاب:

-حاضر يا عاصم حاضر.

❈-❈-❈

استيقظ من نومه علي رنين هاتفه اعتدل بوهن ورد علي المتصل:

-ألو أيوة يا بيجاد لا لا مفيش قلق ولا حاجة أنا كنت هصحي النهاردة ؟ تمام ماشي لا يا حبيبي سلامتك.

أغلق الهاتف ونهض متجهاً إلي المرحاض آخذ حمامه وخرج بعد قليل وجدها مستيقظة وتجلس علي الفراش.

اقترب منها وتسأل بقلق:

-أنتي بخير صح ؟ لسه في حموضة ؟

أومأت بإيجاب وقالت :

-الحمد لله يا حبيبي أحسن.

تنهد براحة وعقب:

-طيب الحمد لله ياريت نعقل ومتتكررش تاني ممكن ؟

رفعت يدها بإستسلام وقالت:

-خلاص حرمت يا بابا .

ضحك بخفة وعقب:

-قلب بابا أنتي يا قطتي.

جلس علي الفراش وصمت لاحظت هي هذا وتسألت:

-أنت عايز تقول حاجه يا يوسف صح ؟

حرك رأسه بإيجاب واسترسل بإيضاح:

-أيوة أحنا معادنا النهاردة عند الدكتور.

ابتلعت ريقها بتوتر وقالت:

-النهاردة بسرعة كده ؟

تنهد بقلة حيلة وقال:

-عندك مانع؟ 

حركت رأسها نافية وقالت:

-لأ.

رفع كتفيه بالامبالاة وعقب:

-يبقي هيفرق معاكي أيه النهاردة من بكره.

همست بخفوت:

-ممكن متقولش لحد ؟

رمقها بعتاب واسترسل بإيضاح:

-وتفتكري ممكن أقول ؟ واكشف سر مراتي ؟ أطمئن يا نورسيل محدش هيعرف حتي العيادة حاجزها برايفت ليكي.

تنهدت براحة وقالت:

-شكرا يا حبيبي .

إبتسم بهدوء ورد:

-العفو يلا أنا لازم اقوم ألبس عشان أمشي محتاجة حاجة ؟

حركت رأسها نافية وقالت:

-لأ سلامتك يا حبيبي.

نهض يوسف واتجه إلي غرفة الملابس قام بتغيير ملابسه سريعاً مرتديا حلة رمادية أسفلها قميص أسود وحذاء اسود وقف أمام المرآة ومشط شعره بفرشاة الشعر ونثر عطره أسفل نظراتها.

انتبه إلي تحديقها له في المرآة ابتسم بخفة وغمز لها:

-أوعي تكوني معجبة أنا مراتي بتغير عليا.

ابتسمت بحب وتسألت:

-هو أنت ليه مش بتلبس كرافت ؟

ابتسم بهدوء ورد:

-عشان بتخنقني يا قطتي بس كده.

تحدثت بغيرة:

-طيب أقفل زراير القميص لرقبتك.

تطلع لها بعدم فهم وتسأل:

-اقفلها ليه ؟

ردت بغيظ:

-عشان عضلات صدرك باينة ولا مش شايف ؟

رمقها بعدم تصديق وقال:

-بجد طيب وايه المشكلة ؟ هو عورة وأنا معرفش ؟

صاحت بغيظ:

-مش عارف ايه بالظبط يا بيه البنات هتعاكسك ؟

ضحك بقوة وقال:

-تعاكسني مرة واحدة لا هما مش محتاجين افتح أو اقفل زرار القميص هما بيعكسوني دايما وفي كل حياتي يا قطتي.

رمقته بغيظ وقالت:

-أنت بتغظني صح ؟

إبتسم بخفة وعقب:

-لأ طبعاً أنا حلو وزي الفل أنا مز في نظر الكل.

❈-❈-❈

قطع حديثه طرق الباب برفق تطلعوا إلي بعضهم بحيرة وذهب لفتح الباب تفاجئ بيزيد ويزن ابتسم بحب وحملهم وتسأل بحيرة:

-صباح الخير يا ابطال مالكم ؟

تحدث يزيد بحزن:

-مش لاقين مامي.

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-مش لاقينها فين ؟ دورت تحت ؟

أومأ بإيجاب وقال:

-أيوة يا خالو.

مط شفتيه بحيرة فتدخلت نورسيل موضحة:

-يمكن هي تحت في الجنينة ولا حاجة ؟ أو خرجت تتمشي.

انتبه علي كلمة خروجها أمن الممكن أن تكون خرجت بالفعل  أنزل الصغيرين وأخرج هاتفه وضغط على عدة أزرار حتي تجيب ولكن لم يأتيه الرد زفر بحنق وتطلع إلي الاطفال بحب وقال:

-هي خرجت تتمشي شوية وهتيجي أيه رايكم تفضلوا هنا مع طنط نورسيل لغاية ما تيجي ؟

أومأ بإيجاب وقال:

-ماشي يا خالو.

التفت إلي زوجته وتحدث بإيجاز:

-خدي بالك منهم يا حبيبتي سلام.

غادر سريعاً دون أن يستمع حتي لردها.

هبط الدرج سريعا متوجهاً إلي الأسفل وجد والدته تجلس تقرأ وردها اقترب منها مقبلاً جبينها بحب:

-صباح الخير يا ست الكل.

صدقت وتحدثت بحب:

-صباح الخير يا حبيبي.

اعتدل في وقفته وتحدث:

-عليا فين ؟ خرجت أمتي ؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-أيوة يا أبني خرجت الصبح بدري.

ضغط علي شفتيه بغيظ وقال:

-وقالت هي راحة فين ؟

ردت باختصار:

-راحة تتمشي.

إبتسم ساخراً وعقب:

-تتمشي ؟ ماشي يا امي عدي نزل الشركة ؟

أومأت بإيجاب:

-اه يا حبيبي من الصبح بدري أنت مش رايح ولا أيه ؟

حرك رأسه بإيجاب وعقب:

-أيوة ورايا مشوار محتاجة حاجة؟

حركت رأسها نافية وقالت:

-لأ سلامتك يا حبيبي.

فتح الباب ودخلت عليا وصدمت عندما رأت يوسف أمامها إقتربت منه وتحدثت بتوتر:

-صباح الخير يا يوسف.

تجاهل يوسف حديثها وتسأل بجمود:

-كنتي فين ؟

ردت بإرتباك:

-كنت بتمشي .

رمقها بإستخفاف وعقب:

-من إمتي وأنتي بتكدبي عليا ؟

هتفت بإرتباك:

-اكدب أيه بس .

صاح بعنف:

-عليا مش عايز كلامك وحسابك معايا بعدين ومن هنا ورايح رجلك متخطيش عتبة البيت ده سمعتي ولا لأ ؟

تطلعت إلي الأسفل وقالت:

-حاضر.

غادر يوسف بينما هي جلست جوار والدتها بمصت تام ، رمقتها صفاء بعتاب وتسألت:

-كنتي فين يا عليا؟ يوسف مش هيتعصب كده من فراغ ؟

نهضت عليا وتحدثت بتهرب:

-أنا هطلع أشوف ولادي يا ماما بعد إذنك .

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-روحي يا قلب أمك ربنا يهديكي ويقرب البعيد.

❈-❈-❈

أنهي ارتداء ملابسه وغادر متجهاً إلي الخارج وجد زوجته تجلس تقلب في التلفاز والصغير علي قدمها.

اقترب منهم بحب وقال:

-أما نازل محتاجة حاجة ؟

حركت رأسها نافية وتسألت:

-أنت مش قولت مش رايح الشغل النهاردة ؟

أومأ بإيجاب وعقب:

-أيوة .

مطت شفتيها بحيرة وتسألت:

-طيب أنت رايح فين ؟

رد بهدوء:

-آول مرة تسألي سؤال زي ده ؟

ابتسمت بخفة وعقبت:

-عادي بطمن علي جوزي حبيبي فيه مشكلة ؟

تمتم بهدوء:

-رايح أقابل يوسف ممكن تكلميه تسأليه.

رمقته معاتبة وقالت:

-أنا واثقة فيك يا شادي بس أنا بطمئن عليك هتتأخر ؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ هاجي نتغدا سوا.

صمت قليلاً وتسأل:

-ايه رأيك نتغدا بره ؟

ابتسمت بحماس وقالت:

-خير فكرة حلوة بس بلاش عشان مودي بس ممكن تجيب بيتزا وبيبسي معاك ونتغدا هنا .

أشار علي عيونه بخفة وقال:

-من العين دي قبل العين دي يا قلبي وتورتة أيس كريم كمان.

ابتسمت بخفة وعقبت:

-ماشي يا حبيبي متتأخرش.

رد بحب:

-حاضر يا حبيبتي .

قبل جبينها وجبين طفلها بحب وقال:

-حاضر يا حبيبتي سلام.

❈-❈-❈

يجلس برفقة جاسر وبيجاد في مكتب الضابط حضر عاصم وغادر العسكري والضابط.

نهض بيجاد مرحباً بصديقه بحرارة :

-شدة وتزول يا حبيبي.

ربت عاصم علي ظهره بحنان واسترسل:

-قول يارب.

ابتعدوا عن بعضهم وجلس تطلع يوسف إلي عاصم بأسف وقال:

-مكنتش أعرف أنها هتعمل كده يا عاصم حقك عليا.

تنهد بقلة حيلة وقال:

-مفيش مشكلة يا يوسف المهم متخرجش تاني من البيت ولا هي ولا الأولاد أنا مش مأمن عليهم.

أومأ بإيجاب وقال:

-أطمئن مش هيحصل.

تسأل يوسف بعدم فهم:

-هو فين شادي ؟ قال إنه جاي لينا ومجاش أتأخر ليه ؟

تحدث جاسر بإيجاز:

-هو مش جاي أصلا.

قطب يوسف جبينه بعدم إستيعاب وتسأل:

-يعني أيه مش جاي ؟

تنهد جاسر وقال:

-هو في مشوار تاني ولو مراته اتصلت تقول إنه معانا .

نظر الجميع إلي بعضهم بحيرة وتسأل يوسف بعدم فهم:

-هو في أيه بالظبط ؟ أنا مش فاهم حاجة ؟

تنهد جاسر وقال:

-مش مهم تفهم المهم أنها هانت وعاصم يخرج واظن ده المهم.

تنهد يوسف بقلة حيلة وقال:

-ماشي يا جاسر مع اني مش مرتاح ليك .

قطب جبينه بعدم إستيعاب وتسأل:

-مش مرتاح ليا ليه ؟

رمقه يوسف بغيظ وقال:

-حاسس إنك بتخلي جوز أختي يلعب بديله صح ولا غلط ؟

ضحك بخفة وعقب:

-حتي لو صح يا يوسف أنت واثق في جوز أختك ولا لا ده المهم ؟

تحدث يوسف بصدق:

-شادي راجل وجدع واد المسؤلية كمان كل الحكاية أنا خايف علي أختي وبس عهد حساسه وقبل ده كله ست والشتات في الغيرة متتوصاش.

ضحك الجميع ولكن صمتوا ما أن فتح الباب ودخل علي وبرفقته عوني.

نهض الجميع وتحدث يوسف بإيجاز:

-طيب أحنا بره تعالي يا علي عشان عايزك.

بالفعل نهض الجميع وغادر إلي الخارج.

❈-❈-❈

بينما ظل عاصم جالسا كما هو اقترب عوني منه وجلس جواره بصمت تام فقط صوت أنفاسهم الثائرة هي التي تعبر عن ما يدور داخل قلبهم.

حاول عوني قطع هذا الصمت متسائلاً:

-أنت كويس يا عاصم ؟

رد عاصم باقتضاب:

-كويس جداً أنا هنا في فندق خمس نجوم.

رمقه عوني معاتبا وقال:

-أنت بتتريق ؟

زفر عاصم بضيق وعقب :

-وسؤال حضرتك ده أنت شايف أنه طبيعي من الأساس ؟

حرك رأسه نافياً وقال:

-لأ أنا مش قصدي زي ما فهمت يا عاصم أنا جاي أطمئن عليك متقلقش أنا هروح لعامر وهخليه يطلعك من هنا.

ابتسم عاصم ساخراً وعقب:

-أيوة وهو أكيد هيسمع كلامك اصله بيخاف منك أوي .

زفر عوني بحنق وقال:

-عاصم أنا مقدر إلي أنت فيه وكل الي مريت به كمان بس مش عايزك تنسي أني أبوك.

ابتسم عاصم بإستفزاز وقال:

-بجد ؟ هو الأب بالكلام ؟ لا الاب مش بالكلام ولا بالدم الأب بالتربية والأفعال لو بإيدي أغيري دمي وأسمي عشان منك مش هتأخر أنا مش عارف انت جيت ليه ولا عايز مني ايه اصلا ! أيه مش خايف مراتك تعرف إنك جيت زورتني ؟ ولا جاي من وراها زي زمان ؟

تطلع عوني إلي الأرض بخزي ولم يتحدث ولكن هذا لم يمنع عاصم أن يكمل حديثه بقسوة غير عابئ به :

-أيه فاكر ولا نسيت لو أنت نسيت أنا مش هنسي أمشي من هنا أفضل ليا وليك لأن وجودك في أي مكان أنت موجود فيه غير مرحب به إلي حصل بينا صعب الايام تداويه.

❈-❈-❈

وصل إلي شقتها وهي يتنفس بصوت مرتفع ودقات قلبه متعالية يود أن يعود حيث اتي ولكن الواجب يحتم عليه هذا سينتهي اليوم من كل شئ ويعود إلي زوجته وطفله وتقفل هذه الورقة إلي النهاية.

حسم امره وضغط يده علي زر الجرس وانتظر دقائق وفتح الباب ابتسمت ما أن رأته وأشارت له بالدخول:

-اهلا يا شادي اتفضل.

دخل خلفها بصمت وجلس علي أقرب مقعد أغلقت هي الباب ووقفت أمامه متسائلة:

-تشرب أيه ؟

تحدث بإقتضاب:

-لأ شكرا ولا أي حاجة بعتي رسالة انك عايز تقابليني خير ؟

تنهدت بحزن وقالت:

-للدرجة دي مستعجل ؟

نهض وقال:

-أيوة مستعجل بلاش تفكري في حاجة مش هتحصل أنا وأنتي حكايتني خلصت من زمان هتقولي عايزة أيه ولا امشي ؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-جهزت التسجيل وعارفة أن الي فيه هيبقي صدمة كبيرة ليك بس صدقني كان كل همي وقتها أني أخلص منه.

رمقها بعدم فهم وتسأل:

-قصدك أيه مش فاهم ؟

تطلعت له بأسف وقالت:

-لأ تسمع التسجيل هتفهم.

وضعت يدها في جيبها واخرج فلاشة صغيره ومدت يدها له بها .

اخذها منها وتحدث بإقتضاب:

-شكرا أشوف وشك بخير.

تسألت بلهفة وعيناها تقطر ندما علي ما مضي:

-مش هتسامحني يا شادي ؟

ألتفت لها وتحدث بثقة:

-أسامحك ؟ لا مش هسامحك لاني أكتشفت أني محبتكيش من الأساس عشان اقدر أسامح وأغفر ليكي…


يتبع…….

تكملة الرواية من هنااااااا

تعليقات

التنقل السريع