القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلب اخضر الفصل الحادى عشر والثانى عشر بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية قلب اخضر الفصل الحادى عشر والثانى عشر بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)




رواية قلب اخضر الفصل الحادى عشر والثانى عشر بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 

البارت الحادى عشر


 لاحظ معتز ان ليلى هى وحدها من تقوم بكل اعمال البيت حتى انها اصبحت تهتم بحاجياته هو شخصيا من غسيل وكى وتحضير طعام حتى انها حفظت مواعيد عمله اكثر من زوجته شخصيا 

 وكم كان هذا يؤرق معتز جدا فهو فى الاول والاخر رجل ريفى يحب ان تهتم به زوجته وليس زوجة اخيه كما لاحظ نفور والديه منها لعدم معازونتهم فى شىء وتكبرها فى التعامل 

 بينما الحاج صالح والحاج  نعمان زاد الترابط بينهما ودخلوا شراكة فى كثير من الاعمال وسارت الامور ساكنة فى البلدة بالاضافة الى الالفة التى صنعتها ليلى بين افراد العائلتين 

 اما على وفريدة فكل يوما يزداد ترابطهم ببعض واصبح بيتهم ينضح من السعادة والهدوء 

 مرت ثلاث شهور اخرى ولا يزال طارق منهمكا فى عمله نهارا وبين فتياته ليلا وبدا يتناسى ليلى وبدات مكالمته لها تتباعد فى الفترات وتقصر فى الدقائق ويضن عليها فى الكلمات حتى صار معها فاترا فى المكالمات النادرة بينهم 

 اصبح الحزن حليف ليلى واخذت تتذكر ذكرياتها معه وضحكاته التى لا زالت تطرب اذنها ولا تزال مرتسمة فى الذهن سارية فى الجوارح كانها وظيفة من وظائف الاعضاء 

 فمن عجائب العواطف الرومانسية انها تظل مولعة بالذكريات فلا تستولى على النفس الا ورسمت لها طقوسا خاصة فى الخيال 

 لقد تمكن الحزن منها فلا حرمان او حزن يفوق حزن المراة التى فارقتها السعادة فان المراة التى لم تعرف السعادة يوما يكون حرمانها منها الطف من تلك التى ذاقتها حتى ولو لساعات 

 ولم تجد اى اجابة على فتور زوجها منها واخذت الاسئله تصدع راسها ليل نهار لما قضى كل تلك المدة دون ان ياتى ليراها ؟ الم يشتاق اليها كما اشتاقت هى اليه ؟ هل لم يعد يحبها ؟

 لم يشعر بها سوى الحاج صالح فنادى عليها ذات يوم فلبت طلبه ودخلت عليه حجرته فابتسم لها واشار لها لتجلس جواره على الاريكة فجلست على استحياء فابتسم لها بحنان اب وقال لها / هل اشتقتى اليه ولم يذكر كلمة زوجك او يذكره باسمه ليعلمها بطريق غير مباشر انه يفهم ما يدور بخلدها دون ان تتفوه بشىء  ؟ 

 توترت من سؤاله المفاجى وبهتت من نفسها فهل عشقها فضحها الى هذه الدرجة ؟

 لم تعرف بما تجيب ولاحظ هو ارتجافها وتوترها فاراد ان يرفع عنها خجلها وقال مداعبا اياها / انا اكثر الناس احساسا بما تمرين به فانا عاشق قديم 

 ابتسمت له وقد دهشت من اسلوبه فى الكلام وكم هو ودود فهى كانت تسمع من فريده على اسلوب تعامله مع ابناءه وكيف كان يتعامل معهم كانهم اصدقاءه وليس كابناءه  ولكنها لم تكن تتخيل ان يتعامل معها كذلك 

 ابتسم مرة اخرى وقال هل حقا كنت تعشق خالتى ( وتقصد والدة زوجها )  قبل الزواج ؟

 ابتسم هو لها فقدى علم انها خجلت من سؤاله فارادت مراوغته بموضوع اخر ومع ذلك قرر ان يجاريها حتى يزيل رهبتها فقال وهو لا يزال مبتسما / لا بل عشقت زميلة دراستى فقد رست فى جامعة القاهرة وكنت بطبيعة حالى لكونى مغترب فلم احاول ان اكون انا البادىء فى اى علاقة سواء كانت مع شباب او بنات ومع ذلك وجدتها هى اول من تعرفت على ووجدتنى انا انجذب اليها دون اى تردد ومرت الايام وصرنا ثلاثة اصدقاء لا نفترق انا وهى وصديقى الوحيد وقد كانت هى ايضا سبب معرفتى به 

 ومرت الايام ووجدت اننى عشقتها فقد كانت تحمل ملامح ملائكية وتملك ضحكة صافية لا يستطيع اى شاب ان يقومها وقد وجدت منها نفس الانجذاب لى وعشقت كل شىء فيها حتى حفظت حركاتها وتحركاتها وتفاصيل حياتها حتى توقعات ردود افعالها فى اى موقف صرت انا وهى مثل التوامين من شدة ما اختلطت ملامحنا من قوة عشقنا ولم نعرف لقصتنا تلك نهاية لاننا من الاساس لم نضع لها بداية ثم شرد قليلا وكانه يتذكر شىء واستطرد قائلا كنت اعشق شعرها الغجرى وفى الحقيقة لم اكن انا العاشق الوحيد لها فكان هناك كثيرين غيرى يشتهونها فقد كانت فارعة الطول ومتناسقة القوام فكانت حقا تسلب قلب وعقل اى شاب ولذلك كنت اشفق عليهم واقول لنفسى يكفينى انها تعشقنى دونهم وكنا نخفى عشقنا عن الناس خوفا من الحساد ولم نكن نعلم اننا نفعل بانفسنا ما من شانه ان يفرق قلوبنا وقد اتت الرياح بما لا تشتهى السفن ففى اخر سنة لنا بالكلية وقد كنا اتفقنا انى سافاتح والدى بالموضوع لاتقدم لخطبتها واذا بصديقى الوحيد يصارحنى بما يكنه لها وانه ينوى ان يفعل مثل ما نويت انا فعله فكانت تلك هى الصدمة الاولى فكيف اصارحه وامزق قلبه وقد صارحنى هو قبلى وجئت الى هنا وانا شارد الذهن وقد شل عقلى وادركت انى فاقد صداقتى معه لا محالة فليس من المعقول ان ابديه هو عن حبيبتى وما ان وصلت الى هنا وانا عازم على ما بدات قفيه واذ بالطامة الكبرى التى كانت بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير فقد امرنى والدى بالزواج من ابنة عمى حسب عاداتنا واخبرنى ان قد اتفق مع عمى وانا فى الامتحانات النهائية ولم يرد اخبارى حتى لا يؤثر علي فقد كان فى اعتقاده ان هذا خبر يسرنى سماعه ولم يعرف انه قد مزقنى اربا 

 ليلى وهى متاثرة سالته / وهل استسلمت ؟

 الحاج صالح / اتعرفين المقولة التى تقول ان لم يكن الطعم اضعف من السمكة التى تاكله ما كان الطعم ليقودن السمكة للهلاك 

 اى اننى انا كنت الطعم الضعيف وعائلتى هى السمكة فان كنت رفضت لكنت عرضت العائلة لنزاع لا يعلم منتهاه الا الله فاضطررت ان البى نداء ابى وعشت اياما لا اعرف كيف اقابلها لاشرح لها ما حدث ووجدت ان حب صديقى هو منقذى الوحيد فسافرت اليها وشرحت لها ما حدث وللعجب وجدتها من شدة حبها لى توافق ان تكون زوجة ثانية حتى وهى فى ريعان شبابها . حتى وان هناك عشرات من الشباب يهيمون حولها ومع ذلك رفضت اشفاقا بها وقلت لن اخسر صديقى ولن اكون انانى معك فاهنأى بحبه وفوزى بقلبه فهو خير منى فانا ضعيف 

 ولكنها بكت وتمسكت بى اكثر وقالت لا تقل هذا على نفسك فما قوتى الا بك وانت اقوى مما ترى ذاتك ولكن اراك تريد ان تظهر هكذا امامى حتى اتحول عنك ولكن هذا لن يحدث حتى لو صارت بيننا اميالا 

 ليلى متاثرة / وهل رغم ذلك تركتها 

 الحاج صالح / نعم تركتها تنعم بشبابها مع شخص يهيم بها فقد رايت انها ترمى نفسها بين النيران لاجلى ومن الظلم ان اتزوجها سرا لتعيش حياة متضطربة فلن اسم لنفسى ان اكون انانى فالعاشق يفنى نفسه لاجل حبه حتى وان قدم قلبه لغيره مادام سيصون حبه اترين هناك عذاب اكثر من هذا 

 لقد اغرورقت عيناه وهو يتذكرها وكانه اشعل فى قلبه حب حاول ان يضمره لسنين بين ثنايات قلبه ولكنه حال ان يسكن ويهدا وقاستطرد قائلا / كنت فى قمة ثورتى بينى وبين نفسى وانا اراها تتزوج غيرى والادهى ان والدها كان متوفى فامر صديقى ان اكون انا وكيلها وان اسلمها انا له بيدى . طلب ان اقدم قلبى على طبق من نار بين يديه وعلى الا اصرخ او حتى أأن بهمس فقد كنت اشعر برعشة يدها فى يدى وانا قادم بها لاسلمها له ووجدها تتشبث بى وكانها تريد ان تقول لى تراجع ووجدتنى انا اشدد على يديها وانا اسلمها له وكانى اقول لها لا رجوع 

 صمت قليلا واخذ نفس عميق وقال / وكنت احسب اننى بهذا لن افقد صديقى ولكنى وجدت نفسى تناى ان تتواصل معه فكيف احادثه وانا اتخيل ما يفعله بحبيبتى فلم تهون على نفسى ووجدتنى فقدت حبيبتى وصديقى للابد ولكنى ظللت اراقبهم من بعيد حتى اطماننت انهم تالفوا معا وعاشوا حياتهم يومها فقط بدات اعيش انا حياتى 

 ثم ابتسم لها بحنان وقال / اياكى ان تصدقين تلك الاكذوبة التى اتدعيتها بخصوص الانتخابات 

 ليلى اومات بعدم فهم ما يقصده 

 فقال موضحا / انا لا احتاج الى مجلس الشعب وان كنت احتاجة كنت سافوز به بلا جد فالناس جميعا هنا يعشقوننى ولكنى عرفت من فريدة انك تعشقين طارق وان اخيك على يعشق ابنتى ولن يتم الزواج والجمع بين قلوبكم الا بتلك الطريقة اما بالنسبة لمعتز وصفاء فقد كنت اسمع عن حبها لذاتها ووجدت ان المناسب لها ليروضها هو معتز وانتى المكناسبة لطارق لتروضيه مع انى كنت اتمنى ان تكونى من نصيب ايوب فهو اكثر ابنائى ملائمة لكى ولكنى تاكدت ان الحب ليس فيه اختيار فنفذت الفكرة على عجل 

 ليلى لا زالت صامته ولكن ملامحها قد لانت فقد اعجبت حقا بذلك الكهل الحنون ولاول مرة تشعر معه بحنان الابوة لانها لم تتذوقها يوما من ابيها 

 الحاج صالح / الان جاء دورك فى الاجابة 

 وجدت ليلى انه لا مفر من الاجابة فقالت بخجل / نعم اشتقت اليه 

 الحاج صالح / ولما لم تفعلى ما يجعله ياكل الارض ركضا اليكى ؟

 ليلى باستفسار / كيف ؟

 الحاج صالح / يا بنتيتى المراة لها اسلحتها الخاصة ومكرها وكان من الواجب ان تمطريه بكلمات العشق والهيام وان تتدللى عليه لتجعلى عقله دوما مشغول بكى ولا تترى فرصة ليفكر فى اى امور اخرى الا بكل ما يخصك 

 ليلى / ولكنى لست فقيهة بتلك العبارات 

 الحاج صالح / وهل عندما احببتيه احتاجتى الى عبارات لتعبرى بها عن حبك ؟  يا بنيتى العاشق لا يحتاج الى كلمات محفوظة او احرف متلاصقة ليقول كلمات الحب والهيام انما هو مطالب دوما بان يعبر بسجيته عما يدور فى خلده من اشتياق وهذا ابلغ تعبير عن حبك ام عجبك ان تظلى تعشقينه فى صمت ؟

 ليلى / ولكنى اخجل 

 الحاج صالح / يا بنيتى لقد تزوجتى طاووس النساء الذى لا يبذل جهدا فى انجذابهم اليه ولكنهن ماهرات فى جعله ينشغل بهن ولكنه انشغال كاذب لانه لا يفكر فى امراة الا وجالت بخاطره امراة اخرى واخرى فهذا ليس حب ولكن انتى زوجته واولى من كل هؤلاء ولكن عليك مهمة شاقة للدفاع عن حبك فاثريه بكلماتك ودلالك حتى لا ترى عينه الاجمالك ولا تطرب اذنه الا لسماع كلماتك واهتمى بمظهرك حتى تفتنيه فهكذا نحن ابناء ادم تميل قلوبنا لمن تفتننا ولما كانت قلوبنا تسيع اكثر من امراة شرع الله لنا اربعة واعلمى انا الحياة لحظات نمر بها ندركها وتدركنا وقد تكون تلك اللحظات صادقة او كاذبة وقد تكون سعيدة او حزينة ومنها ما يكون قدريا لنا ومنها من يكون بترتيب منا فلا تتركى لحظاتك الا وقد عشتيها فمهما حدث فيها من الم فقد تتعلمين منها ويمكن ايضا ان تعيشى فيها اجمل اللحظات المهم ان تعيشيها ولا تجعليها تمر هباء ومقصدى لا تتركى وقتك يمر دون ان تعبرى فيها عن حبك ما دام هو حقك  

 ليلى بتفكير / ساحاول واعدك بذلك 

 ابتسم لها وقال / بارك الله فيكى وروض لكى قلب طاووسك

 تركته وصعدت لحجرتك لتبوح لنفسها باشتياقها له 


اتظن ان الوقت فى يوم سوف ينسينى شوقى اليك ولهفتى وحنينى 

اتظن ان البعد سوف يجرحنى لا بل شوقى اليك يقتلنى فيحيينى 

ابقى كما شئت بعيدا وسازداد حبا 

فان كانت بينى وبينك الاقدار قد حالت 

فلا تحسب الايام عن ذكراك تلهينى 


 .................


البارت الثانى عشر


 .................

 فى احد الموانىء فى احدى البلاد الاوروبية فى حوالى التاسعة صباحا 

 ايوب يتابع حركة خروج السياح لقضاء نزهاتهم فى تلك البلد ويؤكد لهم عبر مكبر الصوت  باللغة الانجليزية ان التجمع على سطح السفينة مرة اخرى سيكون الساعة الحادية عشر مساء وان السفينة ستتحرك فى تمام تلك الساعة وعلى الجميع التجمع من قبلها وانه لن ينتظر احد مهما كان شخصه 

 احد السياح باللغة الروسية لرفيقته  / عليكى يا عزيزتى ان تنهى سياحتك مبكرا فان ربان هذه السفينه اعرفه جيدا جاد جدا وحاد جدا وان تاخرنا ثانية واحده سيقلع دوننا 

 رفيقته / ايعقل ان يقلع دون وصول احد الركاب ؟

 السائح الروسى / نعم واكثر من هذا فقد ترك صديقى ذات مرة وهو فى احدى موانىء هولندا واقلع وكان دافعه الم يحافظ هو على مواعيده فلا يجب على ان اعطل من هم حافظوا على مواعيدهم فهو دوما ثائر وحاد 

 رفيقته / وماذا فعل صديقك ؟

 السائح / لقد اضطر لان يحجز على اول رحلة طيران وانتظرهم فى الميناء الذى كانت السفينة سترسو فيه فى المرة القادمة 

 رفيقته /امم اذن هيا بنا لننجز جولتنا 

 بنما اقترب مساعد الربان الاول لايوب وقال له / الن تاخذ قسط  من الراحة ايها الفهد فانت منذ ايام ولم تتذوق طعم النوم 

 ايوب / ساذهب اولا لامر سريعا على المخازن والمطاعم لارى العاملين واطمان عليى عملهم ثم ساخلد الى النوم 

 قاطعه الربا الاول والتى كانت جنسيته هولندية / الكل على ما يرام فلا تقلق بشان احد والكل يعرف عمله واختصاصه فلن يهمل احد مادام كان يعمل ضمن فريقك فهم يعلمون تمام العلم انك لا تتهاون فى مجازاة احد ولكن انت من تجازى دوما نفسك بالعمل الدائم فهلا هانت عليك نفسك لتريحها بقليل من الساعات بعيدا عن التركيز والعمل 

 ايوب  / لا عليك ففى عملى راحتى 

 المساعد / لا انت تهين جسدك بالفناء فى العمل فانت تعمل مكان كل فرد فينا لتريحنا جميعا وترهق نفسك 

 ايوب / لان كلا منكم له اسرة تحتاجه فى كامل عقله وجسده اما انا لم اكون اسرة بعد فلما لا اعينكم على ان تحيوا حياة طيبة مادام هذا فى استطاعتى ولن ينقصنى شىء 

 ابتسم المساعد ساخرا وقال / لم ينقصك ؟ كيف وانت تهلك نفسك فى العمل الدائم الم يكن هذا تجنى على راحتك ؟

 ابتسم ايوب ابتسامة عذبه له وقال / لا تخف سامر سريعا وساعود لاخذ قسطا من راحتى 

 ..............

 فى منزل والد ليلى 

 الحاج نعمان لزوجته / انا اول من تاثرت بزواج ليلى فهى الوحيدة التى كانت تعتنى بشئونى وتحضر لى كل شىء 

 زوجته / انا ايضا اصبحت ارهق من العمل فعلى الرغم من ان فريدة تساعدنى ولكنها لم تنجز معى ما كانت ليلى تفعله فقد كانت تقوم بكل شىء بنفسها 

 دخل عليهم على وقد سمعهم فقال ساخرا منهم / حتى وانتم تتذكرونها تتذكرونها فقط لاعمال البيت ولم تتذكرونها شوقا لها ولطلتها البشوشة فى البيت 

 الحاج نعمان / ما لك دوما تتجنى علينا ودوما ما تتهمنا بما ليس فينا 

 علي / معاذ ان اتهمك يا ابى ولكنى كنت اتمنى ان اسمع منك كلمة لهفه عليها مثلما سمعتك وانت تتذكر صفاء وتقول لقد اشتقت لمناغشتها ولجمال طلتها 

 امه / يا ولدى كلتاهما بناتى ولكنك تحب ليلى كثيرا 

 علي بحزن / يجوز ثم تركهم وصعد لفريدة فوجدها نائمة مرهقة 

 علي اقترب منها وملس على شعرها وقال مناغشا لها / 


احبك كلمة لها اول وليس لها ثانى 

فانت فى الحياة نبضى وعنوانى 

فكيف اصف الحب وانت فيه كل المعانى 

جننت بك رغم اتزان عقلى وعميت بك 

رغم سلامة البصر فمنك وبك اكتفيت 


 ابتسمت واعتدلت فى نومها وهمت ان تقوم الا انه استوقفها عن ذلك وقال مبتسما / اميرتى يبدو عليها التعب منذ يومين وانا مشغول عليها فهل طمنتينى عليها 

 اتسعت ابتسامتها العذبه له وقالت / اميرتك تنسى اى تعب مع اشراقة وجهك فى يومها 

 احتضنها وقبل راسها وجهز هو الطعام له ولها 

 فريدة / ارى انى مقصرة معك فلم تعد تتدلل مثلما كنت فى وجود ليلى واعلم اننى لست بماهرة فى صنع الطعام مثل ليلى ولكن اعدك بانى ساتعلم اكثر وساذهب اليها لاتعلم منها كل الاكلات التى كنت تشتهيها 

 علي بحنان / ولكنى لم اطلب منكى ذلك ولم اقل لليلى يوما عما احبه وعما اكرهه ولكنها عرفت كل شىء ببداهتها لانها كانت قريبة منى وكانت تحب ان تفعل ما احبه فترقبت ان تعلم بفراستها ذلك وانا اريدك مثلها لا تسالينى ولكن راقبينى واكتشفى طباعى بنفسك 

 فريدة / ولكنة اريد ان اسرع فى ارضاءك 

 علي / قمة ارضائى هى رؤيتى لكى وانتى تحاولين ارضائى حتى وان لم تفعلى شيئا

 ....................

 فى منزل الحاج صالح


 ليلى لتوها انتهت من اعمال البيت وقد خبزت لهم فطيرا شهيا وجاءت به ساخنا فوجدت ان معتز قد وصل لتوه من عمله وكانت صفاء جالسة جواره وهى فى كامل زينتها واناقتها واخذت تدلل فيه 

 ابتسمت ليلى لهم واعطت صفاء الطبق وقالت لها اطعميه من هذا حتى اجهز له غذاءه 

 اخذت صفاء منها الطبق ومدت يدها بدلال لتطعم زوجها بينما عادت ليلى للمطبخ لتجهز له الغذاء 

 وما ان ذهبت من امامه الا وقال وهو متجهم الوجه / الى متى ستظلين لا تهتمى بشئونى وتتركى ليلى هى من تهتم بى فهل انا  زوجك انتى ام زوجها هى ؟

 صفاء بدلال / لا بل انتى حبيبى انا ولكنها هى هكذا دوما تريد ان تخدم الجميع ظنا منها انها بهذا تكسب ودهم وتجعلهم يكرهوننى حتى منذ ان كنا فى بيتنا 

 معتز غير مصدق / لا هذه اوهام انتى تحتالين بها على عدم حبك لخدمة زوجك وحتى ان كانت كما تقولين ليس لى شان بهذا وكل ما يهمنى ان تهتم بى زوجتى افلا تخجلين ان ليلى تغسل لى ملابسى ولا تغارين وانا اتذوق حلاوة طعامها فيالا حظ اخى بها فهى ونعم الزوجة كاملة المواصفات حقا 

 صفاء بغيرة / اهذا ما نجحت هى فى الوصول اليه كما قلت لك فاهتمت بك لتعشقها هى 

 معتز بصدمة / اجننتى هل اعشق زوجة اخى انا لا انظر اليها الا وكانى انظر لفريدة فهل يعقل ان تنظرين انتى لطارق نظرة عاشق ؟

 توترت صفاء فقد كانت بداخلها تحسد ليلى على زوجها اذ انه بارع فى معاملة النساء ولا تعلم ان اختها اول من قاست من جفاءه ولكنها لا تشتكى ابدا 

 استجمعت قواها وقالت / بالطبع لا 

 معتز بثقة / وانا ايضا كذلك والمهم عندى الان ان تهتمى انتى بكل شئونى من اليوم 

 جاءت ليلى باطباق الطعام واخذت تضعهم امامه وهى توصيه بالطعام جيدا اذ انه يبذل مجهودا فى عمله 

 سمعها من خلفها الحاج صالح وقد دخل خرج لتوه من غرفته ومعه زوجته فقال / انصحى نفسك اولا يا ليلى فانتى تحرصين على طعامنا جميعا ولا تنصحين نفسك فقد ساءت صحتك كثيرا يا بنيتى وهذا لا يرضينى 

 زوجته مؤكدة كلامه / معك كل الحق يا حاج صالح فليلى تحمل البيت كله فوق اكتافها ولا تكل ولا تمل من خدمة كل فرد منا ولكنها دوما ما تهمل فى نفسها 

 فى تلك اللحظة دخل زوجها طارق فقد عاد من سفره على حين غرة 

 طارق بطلته المعتادة وباناقته ورائحة عطره النفاذه وابتسامة عذبة / السلام عليكم 

 الجميع وهم متفاجاين / حمدا لله على سلامتك 

 الجميع فرح وهلل بعودته واقبل هو نحو ابيه يقبل يده واقبل نحوه معتز يسلم عليه ويرحب بقدومه بينما ليلى تسمرت فى مكانها لا هى استطاعت ان تتحرك نحوه ولا هى استطاعت ان تهرب منه وخالطها شعور متضاد فلم تعلم اهى فرحة بقدومه ام هى خجلة ان راها بمظهرها هذا فقد كانت بملابس مهلهلة وتوها ما انتهت من تنظيف البيت ولم يسعها الوقت لتغتسل وتهندم من حالها ولم تكن من الاساس تعلم بقدومه 

 لم تعرف اتبتسم من فرحتها ام تبكى من حظها الذى جعل عينه تقع عليها بهذا المظهر الرث

 بينما طارق لم يكن اقل منها توترا فهو ايضا تيبست اقدامه للحظات فلم يعرف لما اتى دون ان يعلمها اهو ليراها مفاجاة ليرى مظهرها دون اى تكلف ؟ ام لانه اراد ان يجد حجة ليبتعد عنها ؟ ام انه حقا اشتاق لتلك الجوهرة ذات القلب الاخضر والتى عشقته دون الطمع فيه ولم تكن مثل من تعرف عليهن ام ماذا ؟  هولم يعرف ان يحدد حقيقة شعورة وسبب مجيئه عل حين غرة ومع هذا تحرك نحوها ببطء وسلم عليها وقبل جبينها بفتور 

 ارتعدت ليلى وازداد خجلها عندما حول نظره للحظة نحو صفاء وعاد ونظر اليها وقال / الم تجدى ملابس افضل من هذه ؟

 اغرورقت عينها فقد شعرت بالحرج او بالاهانه فقالت متاسفة / معذرة فقد انتهيت لتوى من البيت وكنت ساغتسل واهندم من حالى ثم اننى لم اعلم بميعاد قدومك 

 رد هو بفتور تحت اعين الحاج صالح وزوجته الذين راقبوا الموقف وقد اشفقوا على ليلى من معاملة ابنهم ومن فتوره فى السلام عليها بعد كل تلك الغيبة ومن احراجه اياها امامهم وكذلك وكذلك تحت اعين اخيه الذى خجل من نفسه فلولا ان زوجته اهملت زوجته اهملت فى الاهتمام بشئونه ما كان حدث ذلك 

 الحاج صالح مدافعا عنها / الزوجة الصالحة  هىى من تهتم ببيتها وبكل تفاصيله وعند عودة زوجها تتزين له والا ما الداعى لتزينها فى عدم وجود زوجها ثم انها ان تزينت فى عدم وجود زوجها لاضاعت الوقت فى الاهتمام ببيتها وفى هذه الحالة لن تعجب زوجها ايضا فايهما اصح ان تهتم ببيتها وتتزين عند قدوم زوجها ام تتزين فى كل وقت وتترك الاهتمام ببيتها 

 لم يتفوه طارق بحرف ولكنه القى نظرة سريعة على صفاء ثم اعاد النظر لها مرة اخرى دون ان ينطق ولكن حركته تلك التى قررها لمرتين على التوالى قد قالت كل ما كان يقصده وهو ان اختها دوما ما تهتم بنفسها 

 اجابت فى هذه المرة امه بعدما اشتعل غيظها لما وجدت صفاء وفى عينيها التشفى / زوجة اخيك تفعل ما تقصده انت فاهملت زوجها واهتمت بنفسها وكانت النتيجة ان زوجتك حلت محلها واهتمت هى به والحق يقال هى لم تترك منا كبيرا او صغيرا الا واهتمت باصغر اهتماماته 

 كل هذا وليلى لم تتفوه بحرف ولكنها شعرت بان حجمها يتضائل ويتضائل فلم تتحمل اكثر من هذا وركضت مسرعة وصعدت لاعلى لتغتسل وتهندم من حالها ولكن هل ستزيل الزينه كسرة قلبها الداخلية ام ستزيل اهانتها امام الجميع ام ستزيل شعورها بانها لا شىء امام من عشقته ؟

 وقفت صامته تتنفس بانفاس مختنقة تحت رشاش المياه والذى اختلط ماؤه بدموعها 

 انتهت من غسلها وخرجت وهى تؤنب نفسها واخذت تقول فى سرها / انه محق فانا لا اهتم بنفسى وانى لا زلت عروسة وكان على ان اتوقع قدومه بين اللحظة والثانية من غير ان يخبرنى فربما اراد ان يفاجانى وهذا ما فعله حقا ولكنى خذلته بمظهرى يا لحماقتى فزت بطاووس النساء حتى اهمله واتركه لغيرى 

 مدت يدها وبدات تصفف شعرها الطويل فدخل عليها وكان مقتضب الوجه فلاحظت دخوله وقد ارتجفت فلم تدرى من اين تبدا الكلام والاعتذار 

 اما هو فاخذ يتفحصها بعيون رجل خبير فاشتعلت رغبته فيها اذ ان مظهر شعرها المبتل وارتدائها لثوب نومها فكم بدت فى عينه جميلة رغم انها لم تضع اى من مساحيق التجميل فهى جميلة بطبعها 

 فاقترب منها فى بطء واحتضنها من خصرها وكان لمسته تلك كانت لها تحفيزا للاعتذار فاستدارت حتى اصبح وجهها مقابل له ولكونها اقصر منه فقد رفعت وجهها له واعتذرت بحياء عما بدر منها 

 لم يستمع كثيرا لكلماتها اذ ان رائحة قلبها الاخضر الصافى جذبته اليها فقد اعتاد هو على رائحة العطور النفاذة ولكن تلك من بيديه تشع عطرا من نوع اخر عطرا صافى فالصق جبينه بجبينها وقال لها بهمس / اريد ان تكون زوجتى مستعدة دوما لاستقبالى كما لا اريدها ان تخدم غيرى فاخى له زوجته وانا خاصتك وحدك فلا تنفذى طاقتك الا لى 

 تمسحت فى صدره وتشبثت فى صدره وزادت من اعتذارها واشعرته بندمها وشعر هو بصدقها وغاصا معا فى ساعات جميلة 

 نعم مجرد ساعات اختطفها معها ليشبع رغبته بذاك النوع الجديد فهى دوما بين يديه لا تفقه شيئا عن اساليب الاغراء او الكلمات الوالهة فكان هو من يعلمها وكم راق له هذا فقد شعر بخضار قلبها 

 ولكنه سرعان ما يعود الى الشعوربالفتور منها ويشعربانه فى حاجة الى امثال تلك التى تعرف كيف تثيره فى كل لحظة ولم ينكر فى نفسه ان وجد مع ليلى متعة من نوع اخر ولكنها لم تشبع غريزته التى قد اعتاد عليها واعترف امام ذاته انه ان لم يكن تعامل مع تلك الفاتنات قبلها لسعد بحياءها ولكنه الان يريد الاكثر وليلى لم تشبع كل مايريده 

 فاخذ يبتعد عنها ويتجاهلها ويقضى معظم وقته برفقه والده او اخيه او حتى الجلوس امام حاسوبه لمتابعة عمله 

 اذا فقد كانت شهوته معها شهوة لهفة وقتيه لانها لم تكن نابعة عن حب صادق 

 اما هى فكانت على العكس منه لانها كانت تحبه حقا فكانت ترضى منه بالقليل من الكلمات والنظرات وكانت تكفيها فهى لم ترى الاكثر من هذا وقد اعتقدت ان كل الرجال هكذا 

 اما هو فظل فى الحرب الداخليه بينه وبين ذاته بين راغب فيها ولكنه يريد الاكثر فتكون النتيجة انه يبتعد عنها كلية


تكملة الرواية من هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع