القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل التاسع وعشرون والثلاثون والواحد والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل التاسع  وعشرون والثلاثون والواحد والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)




رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل التاسع  وعشرون والثلاثون والواحد والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



الفصل التاسع والعشرون من رواية القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 


 مر اسبوع عرف الحاج نعمان طريق ابنته عندما سار خلف علي وشاهده وهو يتردد عليها 

 وفى يوم قرر ان يذهب اليها ليعرف الحقيقة وان كان بداخله يعلم ان ابنته بريئة ولكن فى ذات الوقت لم يفهم لما لجا طارق الى تدنيس عرضه دون وجه حق وهو يعلم انهما كانوا على ما يرام وسعيدين ولما اختبات ليلى عن العيون 

 ان قلنا ان الحاج نعمان مخطا فى تخيلاته بتقديم ظلم ابنته عن تبراتها الا انه ايضا محق فليلى من الاساس لم تشتكى ولو لمرة واحدة بما كانت تشعر به مع طارق وتعانيه فلم يحطر بباله ان طارق كان بهذه الاخلاق والدناءة والحاج نعمان رجل صعيدى تجرى فى عروقه العادات والتقاليد المتاصلة عبر الاجيال وكون قضية الثار قد خمدتنارها فخاف ن تشتعل من جديد 

 ولكنه يعاب عليه انه سريع رد الفعل دون التريث والتحقق  

 وقف الحاج علي امام بيت ليلى وقد حل الليل وهو بين راغب وراهبلرؤية ابنته ومعرفة الحقيقة فهو مشتاق لرؤية ابنته وخائف من سماع الحقيقة 

 وفجاة لمح من النافذة ايوب وهو يحمل صينية بها الطعام فشك انه يبيت مع ابنته بمفردهما او حتى مجرد وجوده معها فهذا يعنى ان هناك خيانة من ايوب لاخيه حيث انه يعلم ان اخيه هو الاخر يبحث عنها فاكل الارض اكلا تحت اقدامه وطرق الباب بكل عصبية 

 فزع ايوب من الداخل وفتح على عجل فازاحه الحاج نعمان من طريقه وبصوت عالى نادى على ليلى واخذ يصيح فى وجه ايوب ويقول : هل تجرات على عرض اخيك ورسمت على العفة حين كنت فى دارى وقد ظننت انك على حق وانها بريئة 

 كاد ايوب ان يتكلم الا ان ليلى قد اتت وهى ترتجف وتضم بطنها ومجرد خضتها ونزولها من مرقدها بسرعة جعلها تنزف حتى انها خرجت الى ابيها وملابسها ورجليها قد تلونوا بلون دمها 

 توتر ابيها للحظات من منظرها هذا ولكن عصبيته القبلية جعلته بسرعة يسحب ابرة خزانه بندقيته وصوبها نحوها وما كادت تصرخ حتى وجدت ان يد ايوب الحديدية قد قبضت على يد ابيها ليصوب فوهة البندقية نحو صدره هو وبكل صوت جهورى صاح فيه وقال : ايها الرجل العقيم العقل قلت لك من البداية ان اردت ان تثار لعرضك فاثر منى وها انا الان امامك وفى عقر دارى واعيدها عليك مرة اخرى ثارك منى ولكن عليك ان تعلم  انى لا اخشى ان تكون حياتى ثمنا لفداء ليلتى ولكن لا تحسب انى ساترك من يمسسها بسوء يتعم بحياته مادمت انا حيا حتى وان كنت انت فالروح واحدة وليلتى هى روحى واتقى شر ثورتى فلا يلومنى وقتها لائم واعلم انى لن اثور الا للحق وان ثورت عليك لن اتركك الا وحقها منك ماخوذ 

 هنا خرج على وفريدة من غرفتهم وكانت فريدة ترتعد خوفا من فوهة البندقية المصوبة لصدر اخيها بينما كان على فى قمة راحته فالان راى ان ليلى وجدت حقا من يحميها 

 اما ليلى فتذكرت نفس الموقف فقد تجرا عليها والدها من قبل امام طارق ولكنه لم يحميها ولم يبعدهعنها وطالها امامه وضربها دون ان يحرك فيه ساكنا وكانت حجته انه لم يعرفها جيدا 

 اما الان وعلى الرغم من حالتها الا انها تنفست الصعداء وابتسمت ابتسامة داخليه تعكس راحتها بامانها وسندها فى الحياة 

 تعجب الحاج نعمان من ثقة ايوب ولكنه خجل مننفسه عندما وجد ابنه وزوجته معهم فى البيت فقال لعلى : متى جئت الى هنا وقد تركتك لتوك فى غرفتك 

 على : انا منذ ايام وانا ابيت هنا مع شقيقتى وزوجتى مقيمة معها تخدمها وكنت اخرج من الباب الخلفى لاتى اليها دون ان تشعر 

 اقترب الحاج نعمان بخطا ثقيلة نحو ابنته التى كلما اقترب ارتعدت خوفا وفجاة تبدلت مخاوفها وهى تجد اباها يفتح لها ذراعه فارتمت فى احضانه وانفجرت باكية 

 حل الصباح والكل يجلس حول ليلى وهى راقدة فى فراشها وقصوا عليه كل شىء 

 الحاج نعمان لايوب : وكيف لابنتى الان ان ترد كرامتها 

 ايوب اقترب منه ومد له يده وقال : اكبر رد لكرامة ابنتك ان اطلبها انا منك كزوجة 

 تفاجا الجميع بما فيهم ليلى ولم تستطيع التفوه باى حرف 

 الحاج نعمان مندهشا : كيف تتزوجها وهى زوجة اخيك 

 ايوب : هى ليست زوجته هى فقط فى عدته وان كنت اعلم انه لا يجوز لى التقدم اليها وهى فى عدته ولكنى فقط اتقدم لاثبت لك حسن نواياى ولاؤكد لك براءتها 

 اما اخى فقد وجدت حل مشكلته والمسالة الان لم تكن الا مسالة وقت ليس الا 

 تعجب الجميع للمرة الثانية بينما سال على : كيف يكون الحل انر عقولنا 

 ايوب : ارجوك يا على اترك كل شىء لوقته 

 الحاج نعمان : وكيف يرضى اخيك ان تتزوج منها وتربى ابنه وكيف تعيشان فى بيت واحد وهى زوجته السابقة هذا لا يصدقه عقل ولن يتقبله احد 

 ايوب بجدية : يا حاج نعمان اعلم ان اخى لم يحبها من الاساس اذ انه اجبر عليها لاسباب الثار وقد ظلم كلاهما بتلك الزيجة وما علمته من ايام ان قلبه مشغول حقا بحب اخرى اما عن القرية فالجميع يعلم ان ابنتك من الاساس زوجة لى ولعل هذا قدرا قد رتبه الله لنا اما عن ابنه فهو قطعه منى قبله ولن يجد له ابا افضل منى فهو من دمى وسواء تزوجت انا من ابنتك ام لا فقد وقع الطلاق ولن يعود هو اليها وهى لن تعيش راهبة فلما الرفض اذن 

 كان ايوب يتحدث بطلاقة وكانه يضاهى الحاج نعمان فى سنه وان كان حقا يضاهيه فى هيبته فهو كبير عائلته بعد الحاج صالح وان كان الحاج صالح نفسه يتنازل له عن قيادة العائلة 

 لاول مرة تشعر ليلى بالفخر من نفسها وهى تتخيل نفسها تحمل اسم فهدها 

 الحاج نعمان : ساخذ ابنتى الى دارى حتى موعد ولادتها 

 ايوب : هذا حقك بالطبع وارى ان هذا اكثر شىء سيرفع من معنوياتها ولكنها اولا هى لا تقوى على السير لضعف صحتها و الاكثر منه اهمية ان انها لن تغادر ابدا بيتى مادمت حيا  

 ثم انك ان اردت رؤيتها فاهلا بك فى اى وقت 

 لقد انشرح قلب الحاج نعمان فقد ظن فى حب ايوب لها وتمنى ان يكون ظنه حقيقة  

 مر اسبوع اخر والحاج نعمان وزوجته يتناوبون على ابنتهم لرؤيتها 

 وبينما ايوب يجلس مع ليلى رن هاتفه فوجد معتز اخيه يخبره ان هناك امراة منتقبة جاءت للتو وتريد مقابلته 

 ايوب بتعجب : من هى تلك 

 كانت ليلى تنصت له وشعرت بغيرة وهى تسمع ان هناك انثى تريده 

 اعطاها معتز الهاتف وتحدثت مع ايوب 

 ايوب بصدمة وبصوت عالى : ماذا ؟ سهيلة ؟ انتظرى عندك انا ساتى حالا اليكى 

 كان يطعم ليلى فطورها فانتفض واستاذنها للخروج فاشتعلت غيرتها لنها لم تساله ولكنها تعجبت حاله 

 ذهب ايوب بسرعة الى منزله وما ان وجد سهيلة تنتظره فى حجرة الضيوف الا واخذ ينظر حوله واول ما نطق به : هل علم احد كنيتك او ما جئتى اليه 

 تعجبت سهيلة من السؤال وقال لنفسها يبدوا انه يعرفنى ويعرف حكايتى فقالت بهدوء :لا لم اتفوه بشىء 

 سحبها ايوب من يدها بسرعة وقال : الحمد لله اذن تعالى معى وسحبها وفتح لها باب سيارته فركبت وهى لا نفهم شىء وتعجبت تصرفه 

 ركب هو على عجل ولم يلاحظ انها تحمل فى يدها طفلا صغيرا

 سار على اقصى سرعة حتى توقف امام بيت ليلى ودخل على عجل واشار اليها بالدخول خلفه ثم اشار اليها مرة اخرى لتدخل غرفة الضيوف 

 ركضت ريحانه نحو ليلى وهى تلعب واخبرتها ان ايوب قد عاد ومعه سيدة وطفل تريد ان تلعب معه 

 تعجبت ليلى من كلام ريحانة واخذت الغيرة مبتغاها فقامت من رقدتها وتسندت على الحائط لتذهب اليه 

 ......

 فى الغرفة رحب ايوب بسهيلة واعتذر على الطريقة التى اتى بها اى هنا وقال : اعتذر لكى عن طريقتى ولكن كان على السرعة قبل ان يتنبه اى شخص اخر غير معتز الى وجودك وتحاوطك الاسئلة 

 سهيلة : يبدو انك تعرفنى 

 ايوب : نعم اعرف كل شىء عنكى وعما فعله معكى طاووس النساء 

 خجلت سهيلة وطاطات وجهها ارضا خوفا ان يعتقد انها عاهرة 

 اقترب منها ايوب وقال : ارجوكى لا تطاطاى راسك فاخى هو المخطىء ولكنه الان يبحث عنكى ليصلح كل شىء 

 تعجبت سهيلة ونظرت له ورفعت عن وجهها النقاب وقالت : احقا يبحث عنى الان بعدما دمرنى ؟

 ايوب : لا عليكى يا زوجة اخى فلا داعى للعتاب الان 

 رددت سهيلة الكلمة وهى لا تصدق : زوجة اخى 

 ابتسم لها وقال نعم انا امرته ان يصلح ما فعله فى حقك هذا من جانب والجانب الاخر اكتشفت انكى الانسانة الوحيدة التى استطعتى ان تاسرى قلبه 

 سهيلة : انت تتحدث عن وهم هو لم يحبنى قط و..

 قاطعها وقال : بل لم يحب غيرك و..

 سهيلة هى التى قاطعته وقالت وهى تشير الى الطفل : هذا ابنه . ابن لحظة خطا واحدة ندمت عليها وحتى الان لم اسجل له شهادة ميلاد ولانى اعرفك من كلامه عليك واعرف شيمتك وانك لن ترضى بالظلم فاتيت اليك 

 نظر ايوب بصدمة للطفل الذى يلعق اصبعه وابتسم له ابتسامة حانية ومد له يده وحمله عنها وقبله فى حنان ثم قال : اسمعينى يا سيدة سهيلة ان اردتى ان يزحف اخى خلفك زحفا عليكى ان تتبعى ما اقوله لكى بالحرف الواحد حتى تستطيعين ان تحتفظى به حتى اخر العمر 

 اخى من النوع الذى يحب المراة الجميلة تلك التى تهتم بنفسها 

 نظرت هى الى نفسها والى لبسها البالى ودمعت عيناها فهى حقا لا ترتقى لمستواه خاصة بعدما شاهدت اخاه ايضا ووقاره ومن قبله رات معتز ورات بيتهم الفخم وهمت ان تتكلم الا ان ايوب اشار لها بالسكوت والانصات ثم استطرد قائلا : اسمعينى جيدا من الغد سنبدا خطتنا لتغير مظهرك فى كل شىء فانا لن اجعل اخى يراكى الا وكان منبهرا بكى عليكى ان تتعالى عليه ولا تعطيه حتى الابتسامة الا بالتقطير وقتها ستتملكينه امتلاكا 

 سهيلة استصاغت حديثه وشعرت ان هناك طاقة نورانفتحت امامها فقالت : وكيف يكون هذا 

 قال : من الغد ساشترى لكى افخم الملابس ولطفلك وساعلمك فنون التعامل والاتيكيت على يد خبراء وساعينك فى احدى الشركات مقدما حتى يشعر انكى لستى فى حاجة اليه 

 اخذ يشرح لها وهى تنصت اليه بجدية وكم كانت فرحتها 

 سهيلة : وهل سانتظر حتى يعثر على لاسجل طفلى ؟

 ايوب : لا بالطبع انا ساسجله فمعى توكيل من كل افراد اسرتى 

 سهيلة : هذا كرم منك ولكنى لن اجعلك تسجله الا بشرط 

 نظر لها ايوب بتعجب وسال ؟ شرط ؟

 سهيلة : نعم شرط فلن اقبل ان تسجله الا بعد ان تجرى له تحليل لتتاكد 

 ايوب : كما تشائين 

 طرقت ليلى الباب بكل عصبية ففتح لها ايوب وما ان راها حتى خفق قلبه وبخضة عليها سالها على عجل لما تركتى سريرك وانتى فى هذه الحالة 

 لم ترد عليه ونظرت للداخل فوجدت سهيلة وهى ترفع عن وجهها نقابها فقالت فى سرها اذن هى ليست بغريبة عنه مادامت رفعت عنها نقابها وسالته بصوت مهزوز من هى ؟ 

 خفق قلبه مرة اخرى لاجلها فعرف انها الغيرة فابتسم لها ابتسامة حانية وسحبها  من يدها بهدوء ليبث فيها الهدوء ولاطمئنان وقدمها لسهيلة وقال : ليلى زوجتى وما فى احشاءها ابن طارق ولا تتعجبى من هذا ساخبرك عن كل شىء 

 اما ليلى فكانت يدها محتضنه بكف ايوب الذى شعر انها ترتعد وانها اصبحت كقطعه من الجليد فشد عليها واستاذن سهيلة وقال انتظرينى ساعود اليكى 

 اسند ليلى حتى صعد بها لغرفتها وساعدها لكى ترقد وبداخله شعوران متضادان فهو فى قمة سعادته لرؤيته تلك الغيرة منها واصدق المحبين هو من يفهم غيره انثاه فيشفق عليها اما الشعور الاخر هو حزنه لحالتها تلك فابتسم اليها ابتسامة حانية وقال : يا مشاكسة القلب كيف يكون ترياقى من فمك وصورتك تملا جفونى ونبضى هو نبضك وتظنين فى الظنون 

 دمعت عيناها وسالته : من هى ؟

 مال عليها وقبل جبينها وقال يا ليلتى يا مهجة قلبى تلك هى سر سعادتنا وان عرفت مقدار سعادتى بلقياها لتعجبتى ولكنى سعدت لان بوجودها امنت على سعادتى معكى 

 ليلى : لا افهم شىء 

 ايوب : لن تفهمى والغيرة تنهش قلبك وان كنت اعلم ان سعادتى الان وانا انظر فى عينيكى وارى حبك لم تكن الا بالغيرة لبحثت عنها بين اصداف البحور 

 ليلى : ارجوك اخبرنى من هى 

 قبل يدها بحنان وشرح لها كل شىء 


الشعر فى عينيكى يكتب نصفه

والنصف يكتب فى جميل هواكى

وانا الغريب اذا تغرب حبنا وقلبى لا يرى الاكى

ان كنتى قربى او تباعد دربنا

بالعين او بالقلب سوف اراكى

وانا وروحى فى الهوى سكناكى


 تفهمت ليلى الموقف وقالت : اذن اذهب اليها لقد تاخرت عليها 

 ابتسم لها وقال بعد تلك الغيرة لن اذهب قبل ان اخذ جرعة قوتى منكى ومد يده واتى بملعقة عسل واطعمها وقال لا تنسى ترياقى ايها المشاكسة 

..............

 تركها بعد ان هدا من روعتها وغيرتها ونادى على فريدة لتجلس جوارها واخذ ريحانه فى يده لتلعب مع ابن اخيه


البارت الثلاثون  من رواية القلب اخضر


....... 

 استاذن ايوب من ليلى حتى لا تغار مرة اخرى وسافر بسهيلة للقاهرة وبالفعل سجل الطفل باسم اخيه بعد عمل التحليل باخذ عينه منه لاثبات درجة قرابته ثم ساعدها بان تحصل على وظيفة واجر لها سكن يليقى بها واشترى لها كثير من الملابس وارسلها لاخصائى تنمية لتعلم مهارات التعامل مع الاخرين وكيفية الثقة بالنفس 

 وكان ايوب دائم الاتصال بليلى للاطمئنان على صحتها 

 مر اسبوع واصبحت سهيلة فى قمة الاناقة والجدية والقوة ثم اتفق معها على موعد المقابلة لجعل طارق يراها 

 اتصل ايوب بطارق وقال له انه فى حاجة الية فى الشركة فى القاهرة وبالفعل اتى طارق اليه وقضوا معا يومهم بشكل طبيعى تابع خلالها ايوب كل ما هو جديد بالشركة ثم قال بطريقة جدية وهو يجلس خلف مكتبه يوقع بعض الاوراق : نحن فى حاجة الى سكرتيرة جادة مجتهدة غير تلك المستهترة 

 تذكر طارق ليلى وكيف كانت جادة فى عملها وشرد فيها وكذلك تذكر سهيلة فكلاهما شعر معها شعور لم يألفه مع غيرهن 

 ايوب فهم ما فكر فيه فهو يعلم الحكاية كلها ولا ينكر على نفسه انه شعر بالغيرة من اخيه ولكن فى نفسه كان على علم يقين ان طارق بمجرد ان يرى سهيلة سينسى ما يفكر فيه 

 ايوب بصوت مسموع : لقد تحدثت مع احد اصدقائى فرشح لى سكرتيرته الخاصة وشكر فيها جدا حتى انه قال لى انه ينوى الزواج منها ولكن شركته الان قد تعسرت وفى طريقه لاشهار افلاسه فقرر ان يرشحها لى حتى يقف على اقدامه مرة ثانية ويتقدم لها 

 طارق ببرود : تمام بالتوفيق 

 كان ايوب لا يزال ينظر للاوراق التى يوقعها ومع ذلك اختلس نظرة على اخيه الشارد ثم قال : ما رايك لنذهب لناخذ غداءنا فى اى مطعم قريب 

 لم تمر ساعة وكان ايوب وطارق فى مطعم يتناولون غدائهم ودخلت عليهم سهيلة فى خطى ثابتة ومعها طفلة وجلست بالقرب منهم وطلبت طعامها واخذت تاكل وتطعم طفلها 

 كانت فى غاية الاناقة والشياكة والاغراء 

 لمحها ايوب وابتسم عليها اذ انها تنفذ تعليماته حرفيا بينما طارق لم يلمحها فى البداية وفجاة هو يرفع شوكته لفمه لمحها فانتفض وشهق وسقطت عنه شوكته 

 ايوب من داخلة كاد ان ينفجر ضاحكا على اخيه ولكنه التزم الثبات ونظرله فوجده قد تيبس وجهه وظلت عينيه ثابته عليها واخذ راقبها 

 ايوب بلؤم : ماذا حل بك 

 طارق بتلعثم : لا شىء وفجاة لمح سهيلة تغادر المطعم فاستاذن ايوب وخرج خلفها بسرعة 

 ابتسم ايوب واخذ يراقبهم عن بعد 

 ما ان خرجت سهيلة وخرج طارق خلفها الا ونادى عليها بسرعه 

 التفتت له وتصنعت الدهشة والاستياء من رؤيته وهمت ان تمشى تاركه اياه دون ان ترد عليه فاسرع نحوها اكثر واستوقفها فلم تقف فاضطر ان يشدها من يدها 

 وقفت مستنكرة فعلته ونهرته فاخذ يتاسف ويستحلفها لتنتظر ولو لدقيقة لتسمعه 

 وقفت سهيلة وهى لاتزال تتصنع النفور منه وانها منتظرة اجبارا 

 طارق بلهفة اشتياق: كيف حالك 

 سهيلة بكبرياء : وما الذى يخصك فى حالى 

 طارق بالم عليها : ارجوكى اسمعينى لقد ندمت على ما فعلته وبحثت عنكى كثيرا 

 سهيلة : لا داعى للاسف فقد جعلتنى انتبه بحالى اثر ما فعلته وها انا الان فى احسن حال كما ترى 

 نظر الى الطفل الذى فى يدها وقد وجده نسخة من اخيه ايوب ولكنه لم يستطيع الكهن فسالها بقلق من سماع اجابة لا يريدها : هل تزوجتى ؟

 سهيلة بكبرياء : هذا لا يخصك بعد اذنك وهمت ان تغادره فشدها من يدها مرة اخرى واستوقفها لكى تسمعه ثم ترجاها ان تنتظر وتسمعه 

 كان طارق يرتجف حقا وهذا ما شعرت به سهيلة ولاول مرة ترى فى عينيه نظرة الضعف والانكسار تلك ورات ايضا فى عينيه نظرة الملهوف والمشتاق فابتسمت ساخرة وقالت : ما بك يا طاووس النساء هل تريد ان تكذب على مرة اخرى وتقول اننى الحب الاول والوحيد فى حياتك وانا ارى فى يدك محبس امراة اخرى 

 طارق باسف : ارجوكى دعينا نجلس فى اى مكان وساشرح لكى كل شىء 

 اتصل بها ايوب الذى كان يراقبهم من زجاج المطعم وامرها ان تذهب معه حيث اراد لتستمع له كما امرها ان تسجل له حوارهما معا كاملا وبالفعل نفذت ما قاله لها 

 كان هدف ايوب ان يسمع كلام طارق وهو بعيدا عنه وكيف سيذكر ليلى وما شعوره نحوها حتى يطيب صدره 

 جلس طارق مع سهيلة ولاوال مرة يعترف بحبه لها بهذا القدر واعترف ان لم يكن عاشقا لليلى بل عشق فيها الجديد الذى لم يراه الا فى سهيلة وهو العفة والقلب النقى الاخضر وانه كان يحاول ان يتناسى بها سهيلة ومن ضمن اعترافاته انه اعترف بما فعله معها وان ما باحشاءها هو ابنه حقا وانه يشعر بالندم لانه ظلمها وقسى عليها 

 فى نهاية اليوم عاد طارق لايوب الذى نهره على تركه اياه فى المطعم دون سبب 

 كان طارق فى قمة سعادته فمجرد انه وجد سهيلة وانها ارتضت ان تجلس معه وتستمع اليه كان فى حد ذاته قمة السعادة له 

 قص طارق لايوب ما حدث بينه وبين سهيلة 

 ايوب : وماذا ستفعل ؟

 طارق : ساتزوجها بالطبع ولن اتركها تضيع من يدى مرة اخرى اوليس هذا ماكنت تتمناه ؟

 ايوب وقلبه يرتجف من سماع اجابة تنهى حياته : وماذا عن ليلى ؟ هل ستجمع بينهما فى عصمتك ؟

 طارق : قلبى لا يتحمل اى شريك مع سهيلة ثم انى قدطلقت ليلى بالفعل 

 ايوب : انت تتكلم عن الزواج والطلاق بكل سهولة وكانك تملك زمام الحياة فى يدك الم تتعلم من اخطاءك 

 طارق : بل تعلمت وانا الان اصحح اخطائى 

 ايوب : لكنك  لم تطلق ليلى طلاقا بائنا 

 طارق : ساذهب من الغد لاستخراج وثيقة طلاقها 

 ايوب : وماذا عن طفلك ؟

 طارق ساعترف به فانا كما قلت اصحح اخطائى واريد ان اعيش حياتى من جديد وانسى لقب طاووس النساء نهائيا 

 تنفس ايوب الصعداء ثم عاد وساله فى خبث : انك بفعلتك هذه ستشعل نار الثار من جديد بين العائلتين فكيف تطلق ابنتهم وهى بالطبع ستحكى كل ما فعلته بها وستحكى سر اختفاءها ان ظهرت 

 طارق بتوتر : لا اعلم ماذا افعل ولكن ما يهمنى الان الا اترك سهيلة وان ارادوا سارد ليلى ولكنى ساكون صادقا معها من البداية ان قلبى ليس معها 

 ايوب بفرحة : لا عليك من كل هذا الان سافكر فى حل له ولكن اهتم انت بشئون سهيلة لترضى عنك 

 طارق بقلق : انها رافضة الحديث معى مرة ثانية ولكنى سرت خلفها وعرفت مكان سكنها ولن اتركها حتى اردها الى 

 ايوب : ولكنك تقول انها تزوجت وانجبت 

 طارق : هى لم تقل هذا صراحة ولكنها فى ذات الوقت قالت انها غير متزوجة فمن الجائز انها ارملة او مطلقة هذا ما ساعرفه فيما بعد 

 قطع حديثهم رن هاتف ايوب فوجد ان المتصل ابيه الحاج صالح 

 مرت دقائق انهى ايوب الحديث مع والده وتمنى له سفرا سالما فقد اخبره الحاجصالح انه سيسافر لقضاء عمرة خلال يومين 

 مر اسبوع اخر ولازال ايوب فى القاهرة يتابع عمله ويراقب طارق الذى لم يترك دقيقة او فرصة الا وذهب لتحدث مع سهيلة حتى ترضى عنه وسهيلة تتمنع وتتعد ولكنها تجده يقطع عليها الطريق فى كل مشوار تذهب اليه 

 سهيلة ايضا شعرت بسعادة غامرة لم تكن تشعر بها من قبل فقد شعرت بذاتها وطارق يتحايل لان يستمع منها لمجرد حتى السلام 

 ايوب لطارق بغرض اثارة غيرته : ما رايك هذه صورة سكرتيرتنا الجديدة مع زميلى صاحب الشركة وسبق ان قلت لك ان ينوى الزواج منها بعد استقرار امور شركته فما ريك فى مظهرها هل تليق بنا فانت اكثر منى خبرة فى ذوق النساء 

 ما ان وقعت عين طارق على سهيلة الا ودبت فيه الغيرة وتعصب مما جعل ايوب يساله عن هذا فرد بعصبية اكبر : هذه هى سهيلة فكيف تجروء ان تتصور بجواره هكذا وكيف ستتزوجه من الاساس 

 ايوب متصنع الجدية : مالى اراك لاول مرة تخذل فى جذب امراة افقدت جاذبيتك ايها الطاووس 

 طارق بعصبية : لانى احبها حقا فقد فشلت فى التعبير عن حقيقة ما بداخلى وفيما يبدوا انى اعتدت على عيشة الزيف حتى انى لم اعد املك كيفية التعبير عن الحقيقة الوحيدة فى حياتى 

 ايوب : ان كنت تعشقها حقا لا تجعل غيرك يفوز بها فاذهب اليها ولا تتركها الا وانت شارحا لها مافى صدرك ثم اترك لها حرية الاختيار 

 طارق باستنكار : الان تقول لى اختيار الم تقل لى من قبل ان على ان اتزوجها ؟

 ايوب ببرود : نعم قلت هذا ولكن هل نجبرها ان هى رفضت الزواج منك 

 طارق ضرب المكتب بقبضتيه وقال : انا لا تنكرنى اى امراة على وجه الارض ولن اترك سهيلة لغيرى وتركه وغادر المكتب ذاهبا اليها وهو فى قمه عصبيته 

 ......

 اتصل ايوب بليلى وما ان ردت الا وتنفس الصعداء : كيف حالة مهجة الفؤاد ؟

 ليلى : لا ينقصها الا رؤياك 

 ايوب بحنان  لقد اشتقت لقوتى التى افقدها كلما بعدت عنكى 

 ليلى : دوما ما تخجلنى بجمال كلامك

 ايوب : انا لا اقول كلمات جميلة يا ليلتى انا اترجم كلمات قلبى فهل تشعرين به

 ليلى : وكيف لقلبى الا يشعر بك ودمك هو الذى يغذيه ويجعله ينبض وان نبض نطق باسمك 

 ايوب : ولكنى اشتقت لدفء كفيكى 

 ليلى : لا اعلم من منا يشتاق لدفء الاخر فانا اكثر منك برودة وانت بعيد 

 .......

 ما ان انهى ايوب كلامه مع ليلى الا ورن هاتفه فرد وما ان سمع صوت طارق الا وصدم فقد اخبره طارق انه ذهب لسهيلة ترجاها حتى ارتضت ان تتزوجه وانه علم ان هذا الطفل ابنه وقد اخذها وهو فى طريقه الان الى القرية ليعيش معها هناك امام الجميع ولم يكن حتى الان يعرف ان ايوب بالفعل قد سجل ابنه باسمه ولم تحكى له سهيلة عن سابق معرفتها بايوب 

 ايوب بعصبية : ايها المتهور الم تحسب لتصرفاتك اى شىء انتظر حتى اهيا الامور فانت ستشعل النار بين العائلتين 

 طارق : لا يهمنى ما تقوله المهم عندى الا تضيع سهيلة منى مرة اخرى والا اترك ابنى يعيش بعيد عنى ثم انى الان قد وصلت للقريه وانا على مدخلها  لم يكد يكمل كلامه حتى صرخ وصرخت سهيلة 


يا ترى طارق هيحصله ايه لأنه مكانش منتبه

ويا ترى هيحصل ايه بين العيلتين بتصرفه المتهور دةالبارت الحادى والثلاثون من رواية القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 


 ايوب بعصبية : ايها المتهور الم تحسب لتصرفاتك اى شىء انتظر حتى اهيا الامور فانت ستشعل النار بين العائلتين 

 طارق : لا يهمنى ما تقوله المهم عندى الا تضيع سهيلة منى مرة اخرى والا اترك ابنى يعيش بعيد عنى ثم انى الان قد وصلت للقريه وانا على مدخلها 

 لم يكد يكمل كلامه حتى صرخ وصرخت سهيلة اذ انه قد صدم طفل صغير كان خارجا يركض من بيته ولانه كان يتحدثفى الهاتف لم ينتبه 

 تصدع قلب ايوب وهو يسمع صيحة اخيه فحاول ان يفهم شىء فقال طارق بخوف : لقد صدمت طفلا من عائلة الحاج نعمان وها هم اهل القرية يركضون نحوى الحقنى ايها الفهد ساموت فى ايديهم لا شك 

 لمينتظر ايوب لسماع اكثر من هذا وركب سيارته وسار بها على اقصى سرعة 

 ركضت فريدة وهى تصرخ فى وجه على وتقول : هيا اوصلنى الى بيت ابى على عجل  فقد صدم طارق اخى احد الاطفال من بيت احد عائلتكم وهم الان محاصرين اخى فى بيتنا وابن عمكم يحلف انه لن يهدا حتى يقتله 

 صدم على وصدمت ليلى فالدنيا فى لحظة انقلبت راسا على عقب 

 على : وهل اخبرتم ايوب 

 فريدة بدموع : نعم وهو يسير باقصى سرعة على الطريق وانا اخشى ان افقد كلتاهما وابى فى عمرته وعائلتكم تنتهز فرصة ان كبيرى الهائلة ليسوا بموجودين اااه يا اخويا 

 بكت ليلى بحرقة ولكن كان بكاءها صامتا فهى الان قد وقعت بين حجرى الرحا فابوا ابنها وحبيبها كلاهما فى طريقهم للهلاك 

  ليلى لعلي وتكاد الحروف تخرج من حلقها باعجوبة : اذهب بى لبيت ابى على وجه السرعة ياعلي وافعل ما اقوله لك 

 علي بقلق : ماذا سنفعل الان فابيك لن يستطيع تهداتهم ولا حتى انا 

 ليلى بصوت خافت وبالم وقد بدات تشعر بمغص شديد اسفل بطنها : اعلم هذا ولكن عليك ان تسمعنى اذهب لابى على وجه السرعة واختفيا انتما الاثنين عن الاعين وانتى يا فريدة اذهبى الى بيت ابيكى فقد ينتهى دور على فى ايصالنا الى حدود القرية وستدخلين وحدك بيت ابيكى فهم لن ياذوكى لكونك امراة 

 كان علي يستمع لاخته ويشعر انها ستنطق بالفرج من فمها اما قريدة ببكاء : اكملى يا ليلى انا منصته لكى فكله يهون فى سبيل ابى ايوب واخى 

 ليلى وهى تضغط اكثر على بطنها من شدة الالم :ما ان تدخلى لبيت ابيكى ادخلى غرفتى واتى باحدى ملابسى وحجابى واجعلى طارق يرتديهم ويرتدى نقاب ويخرج من الباب الخلفى وةياتى الى فى بيت ابى 

 علي بخوف : ماذا ؟ اجننتى ؟

 ليلى برجاء : ارجوك يا علي ليس هناك وقت فانا اعلم ان ابن عمنا هو من يستنفر الناس للتار من جديد بعدما خمدت ناره ولن ينسى ابدا انه خسر عضوية مجلس الشعب وفاز بها الحاج صالح وانا من وقت لاخر كنت متاكدة انه يتحفز لاى شىء لاشعال النار من جديد 

 علي : وماذا بعد هذا 

 ليلى : ستعرف فى وقتها المهم ان تلحق بطارق وعليكى يافريدة الا تجعلى معتز سخرج من داره وانت يا على عليك ان تتصل بالشرطة لتاتى وتقبض على طارق من بيتنا وعليك ايضا ان تذيع ان طارق فى بيتنا 

 على بقلق : لم اعد افهمك 

 ليلى بتعب : قلت لك ستعرف ولكن هيا بنا الان 

 ما هى الا بضع من الساعة وتم تنفيذ ما قالته ليلى بينما كان ايوب لازال فى طريقه للقريه ولم يصل بعد فالمسافة من القاهرة للصعيد الجوانى ليست بالقريبة 

 ما ان دخل طارق بيت الحاج نعمان هو متخفى فى ملابس ليلى وما ان راها حتى صدم وقال بتلعثم ؟ ليلى ؟ كيف جئتى ال هنا ؟ 

 لم تستطع ليلى الكلام الا بتثاقل فقد اخذ النزيف منها مداه 

 خشى طارق عليها وهو يراها فى تلك الحالة واشفق عليها وقال باسف : لقد اخذ الله حقك منى وما انا فيه الان الا ذنب دعاءك 

 ليلى : ومن قال لك انى دعوت عليك ؟

 طارق وهل ما فعلته فيكى هين حتى لاتدعين علي ؟ نظر لها مليا وقال : سامحينى يا ليلى حتى يفك الله كربى 

 ليلى بدموع  : لست انا من املك السماح فما فعلته بى ليس بالهين فلم تترك شىء الا فعلته بى حتى عرضى لم تتركه وقد لوثته وكانك تقسم انك لن تتركنى الا وانا اشلاء وكانك كنت تنتقم منى 

 طارق : ارجوكى يا ليلى كلامك هذا يمزقنى 

 صرخت فيه وقالت بسخرية : مجرد كلامى يمزقك وماذا عما فعلته انت بى الم تعلم انه لم يمزقنى قدر ما كان يقتلنى ؟ الم تتخيل كيف كنت اسير متخفيه وانا اشعر بالعار من نفسى ؟ الم تشعر كيف كنت احمل فى احشائى طفل واتحمل كل الالام لمجرد ان اثبت عفتى ؟ هل شعرت نفس شعورى وانا اكره طفلى لانه سبب ما انا فيه فحتى شعور الامومة التى تتمناه كل انثى من يوم ولادتها حرمته انت على والان تقول ان مجرد كلامى يمزقك 

 جلس امامها وقد دفن وجهه بين كفيه ولاول مرة يبكى امامها دون خجل وقال : ارحمى ضعفى وذلى فانتى لا تعلمين ما هو شعورى الان وانا اسير متخفيا بملابس انثى هذا قمة ذل لطاووس النساء وكيف شاءت بى الاقدار لان احتمى بظهر انثى 

نظرت له وتذكرت ايامها معه وتذكرت كل عذابها فكرهت وجوده قربها 

وماتت بقربك احلام قلبى 

وتاهت بين الضباب 

فلملمت عمرى ولم يبق الا 

سؤال يتيم يريد الجواب 

لماذا رسمت لى الحب بحرا 

وما انت فى العمر الا سراب 


 على رغم كراهيتها له الا ان رق قلبها فدموع الرجال صعب ان تنهمر الا من قهرو ذل او فجع فى حب فحتى فى الوفاه قد نراهم ثابتين 

 قالت بهدوء : لا تبكى يا طاووس النساء واعلم انك لا تحتمى فى ظل انثى بل انت تحتمى فى ظل اخيك وفهدك فانا مجرد ظل لقوته التى منحنى اياها بفضل دمه الذى يجرى فى عروقى 

 نظر لها بصدمة وهمس : ماذا تقصدين ؟ اتقصدين اخى ايوب ؟ كيف قابلتيه ؟ متى تعرفتى عليه ؟ كلامه كان قد اظهر بداية غيرته وبشر ببداية غير مستحبة لموقف ليلى وايوب 

 ليلى وقد سمعت وقع اقدام ابن عمها ومعه رجال عائلتها قادمون لاجل اخذ الثارمن طارق فى عقر دار ابيها 

 ليلى : ليس هذا وقت كلام  فاصعد الان الى اعلى واخلع ثيابى ولا تخرج من الغرفة 

 طارق باستفهام ممزوج بخوف : ماذا ستفعلين انهم قادمون لقتلى 

 ليلى : اثبت ايها الطاووس فانت اخو الفهد الذى يهابه الجميع 

 اختفى طارق كما قالت له ليلى ولكن عقله كان شارد فيما تتفوه به فمن اين لها عرفت اخيه وما هذه الثقة التى تتحدث بها وكيف لها ان تقول انها قد منحت القوة منه وكيف تتجرا وتقول ان دمه يجرى بعروقها 

  ما ان سمعت صوت ابن عمها ينادى على ابيها الا وفتحت الباب على مصراعيه ووقفت بكل شموخ وكانها لم تشعر ابدا باى تعب فى حين ان اسفل بطنها كان يمزقها وقالت : ماذا تريد يا ابن عمى الم يكفيك ما تفعله بالناس لاجل نفسك فقط 

 تلعثم وخاف ان تستطيع التاثير على الناس فقال : لا تحاولين ان تهونى ما فعله اخو زوجك فهو قتل الطفل قاصدا ومهما كنتى انتى زوجة كبير عائلة الحاج صالح فان هذا لن يجعلنا ننصت لكى 

 شعرت ليلى براحة غريبة والناس تؤكد انها زوجه ايوب ومع ذلك ظلت ثابتة وقالت : اخو زوجى ضيف الحاج نعمان فى بيته والحاج نعمان ليس موجود الان ولايوجدى سواى انا وامى ولن اسلمه لكم حتى يعود ابى فهذا ليس من شيمة الحاج نعمان ان تاخذ ابنته قرارا عنه وهو غائب واعتقد ايضا انه ليس من شيمة عائلته ان تدهس بيته ولم يوجد فيه الا نسائه ثم التقطت احدى قطع حجابها الطويل وفردته على باب دارهم وهذا فى عرف العرب ستار المراة ولا يجوز للرجال خرقه مهما بلغ الخلاف بينهم فان خرقه يعتبر هذا تنازل مما خرقه عن رجولته لانه تعدى على انثى 

 اغتاظ ابن عمها من فعلتها فها هى انهت الكلام بفعلتها فلم يستطيعون المكوث هكذا اما البيت فغادروا البيت وما هى الا دقائق واتت الشرطة واخذت طارق من بيت الحاج نعمان سالما 

 بينما كان الجميع فى العائلتين يعلمون تمام العلم انه سيخرج من قسم الشرطة بكفالة لان القتل لم يكن بقصد العمد 

 بينما كانت سهيلة فى دار الحاج صالح تبكى نحيبها فها هى للمرة الثانية يفترق عنها حبيبها وتظل وحيدة بينما كانت فريدة تهدا من روعتها بعدما عرفت قصتها 

 بينما صفاء كانت تشتعل غيظا فقد اصبحت ليلى بفعلتها تلك حديث القرية كلها ووصفوها بالحكمة والذكاء واخذت تسال نفسها اين كانت مختفية وكيف جاءت وما هو موضوع سهيلة وتركت لغيرتها العنان لتاكل فيها فقد اختفت ليلى عنهم وهى زوجة لطاووس النساء لتعود والكل يتحدث عنها فى العائلتين بانها افقه من الرجال واستطاعت ان تخمد نار الثار التى كانت ان اشتعلت لا يعرف مداها الا الله 

 بينما طارق كان فى القسم واصبح ما يشغل باله ان يعرف ما صلة ليلى بايوب 

 اتصلت فريدة بايوب وهو فى الطريق وعلم منها ان اخيه الان فى قسم الشرطة وعلم ما فعلته ليلى فانتابه شعور بالفخر بان تلك هى انثاه ولكنه سرعان ما تذكر اخيه فها هو الان قد تقابل معها وانكشفت جميع الاوراق فماذا سيكون رد فعله وهل سيتمسك بها ام انه ينفذ ما سمعه من وهو يتحدث مع سهيلة وقبلها معه من انه لم يحبها من الاساس 

 اصبح مشتت العقل والفكر فاصبح يفكر فى كل شىء فى وقت واحد مرة يفكر فى كيفية انقاذ ابنه واخيه والثانية هل سيحرمه من ليلى والثالثة هل سيحن عليهم القدر ويجمعهما معا والرابعة موقف القرية التى قد اشتعلت فيها النار من جديد بل اصبحت الاوضاع اسوء مما سبق  ففى البداية كان الكل يعيش فى هدوء خوفا من ان يحدث شىء يشعل النار وكانوا يحاولون ان ينفذون ما كانت ليلى تقوله لعل الكل يهدا وكان الشباب عندهم رحابة صدر للاندماج فى الاعمال وترك العصبية القبيلة اما الان فكل شىء ذهب هباء فابن عم ليلى لم ينسى ابدا انه بسبب ذلك النسب بين العائلتين انه خسر مقعده فى مجلس الشعب وموت الطفل جعله يدس سمه فى صدور الجميع من عائلة الحاج نعمان حتى ان الشباب فى العائلتين تركوا اعمالهم وانفك الاندماج استعدادا للاخذ بالثار 

 عاد الحاج نعمان وعلي الى بيتهم وما ان دخل الحاج نعمان الا وفتح ذراعه لابنته لاول مرة ليحتضنها بحنان فقد تصرفت بذكاء واخمدت النار وتصرفت افضل من اى رجل 

 بينما ربت علي على ظهرها وهى فى حضن ابيها وابتسم وقال : نعم الاخت انتى يا ليلى فما اكثر الاوقات التى اشعر انكى انتى سندى وقوتى وامانى ولست انا 

 نظرت له وقالت : ان كان قلبى يحمل حنان فهو منك وان كنت احمل العقل فهو منك فانا تعلمت منك يا علي وانا منك ولست انت منى 

 ابتسم لها وقد دمعت عينه فارتمت بحضنه 

 ابتسم لهما الحاج نعمان وقال نعمة التربية تربيتك يا علي

 .......

 على الوجه الاخر لازالت القرية مشتعلة فاتصلت فريدة بابيها الحاج صالح وشرحت له ما حدث فانهى عمرته فى يوم وعاد على اول طائرة 

 اما ايوب فكان فى قمة قلقه على ليلى كما كان قلقه على اخيه و لم يدرى بنفسه الا وهو يتصل بها وما ان رات رقمه وكانت فى غرفتها راقدة وفى قمة تعبها فكانت تشعر ان حملها على وشك ان يجهد فردت بسرعه 

 ايوب بلهفة : كيف حالك يا ليلتى 

 بكت ليلى وقالت : لست بخير دونك 

 شعر وكان العالم قد توقف عندما نطقت بتلك الكلمات فهى فى كل مرة كانت تتحمل الالم وتقول انها فى احسن حال ولا ينقصها الا رؤياه وهو كان عالم من انها تخفى عليه تعبها ولكن معنى ان تعترف الان اذا فقد اخذ التعب والانهاك منها مداه فهل يطيب له العيش وليلته تشتكى شيئا 

 اخذ يتمزق لاجلها وزاد من سرعته وقال لها : ارجوكى با ليلى تحملى لاجلى فانا على وشك الوصول اليكى . ارجوكى تشبثى بالحياة لاجلى 

 كان يكلمها وكاد ان يبكى فخافت عليه فبدات تهدا من روعته وتطمانه عليها وتقول : لا تخف علي فان داهمنى الياس اشعل دمك فى الروح من جديد و ان انهكنى المرض قاوم قلبى النابض بدمك اى مرض 

 تنهد ايوب واقل : لا عليكى يا مهجة الفؤاد انا على وشك دخول القرية


البارت الثانى والثلاثون من روايه القلب اخضر


 جلست ليلى خلال تلك الساعات امام حاسوبها وعادت من جديدة تبس روح التعاون بين الناس وتحسهم على عدم الانصياع لكلام من يحاول استفارهم للقتل من جديد

 ولكنها مع الاسف لم تلقى من الناس اى اقبال بلعلى العكس وجدت منهم اشد النفور والاستعداد للاخذ بالثار وشعرت ان رائحة الدماء تبعث من بين كلماتهم وتعبيراتهم فاغلقت الحاسوب فى ياس وبدات تفكر فى خطة جديدة للم الشمل واول شىء اتى الى ذهنها حمزة ومحمود زوج نهال فاتصلت بهم على الفور 

 حمزة : اهلا بليلى كيف حالك

 ليلى بتلعثم يدل على توترها : لقد وعدتنى انت والسيد محمود انكما ستساعدانى عندما تنتهيا من رحلتكما اليس كذلك ؟

 حمزة مؤكدا : بالطبع ولازلنا عن وعدنا والدليل انى والسيد محمود قطعنا رحلتنا اول ما علمنا ان القبطان ايوب ايوب نهى رحلته ايضا ووصلت انا وهو الى القاهرة  لتونا 

 ليلى براحة : هل شىء جميل فانا فى اشد الحاجة اليكما وان استطعتم ان تاتو الى فى الصباح الباكر فيكون فضلا منكما وشرحت لهم ما حدث وما تريده منهم 

 .....

 اخيرا وصل ايوب الى القرية اول ما بدا فعله انه ذهب الى ليلى وما ان راه الحاج نعمان الا ورحب به ولكنه كان خجلا مما فعله ابن اخيه من اشعال نار الحرب بين العائلتين وحاول ان يبدى اسفه ولكن ايوب كان مشغولا بشىء اخر وهو الاطمئنان على ليلته 

 لاحظ الحاج نعمان اللهفة فى عينيه فشعر بالفرحة لان كان متاكدا ان ابنته نعم ما اختارت وانها ستكون فى امان معه ثم ان حكمة ابنته وحسن تصرفها  قد جعلت نظرته لها تتغير فحاول ان يطمانه دون ان يطلب فقال يا علي خذ كبير عائلة الحاج صالح ليطمان على اختك 

 نظر له ايوب بخجل فقد شعر ان لهفته عليها وشوقه قد فضحته ولكن لم يكن هناك وقت ليقدم اى اعتذار او يشرح موقفه فالوقت ليس فى صالحهم والوضع متازم  

 صعد كلاهما اليها وما ان فتح علي الباب وتلاقت عين ايوب وليلى الا وانقبض قلب كليهما فاقترب منها ايوب فى بطء وكاد شوقه اليها يقتله ولكنه كان يصارع نفسه حتى يبدوا ثابتا امام اخيها 

 اقترب منها وجلس جوارها على طرف سريرها وقال بصوت حانى : كيف حالك وحال ابنى 

 لم تستطع التفوه بحرف فبكت وقالت ساءت حالتى وحالته وانا اشعر ان الاقدار تقف بيننا 

 اغمض عينيه واخذ نفس عميق محاولا كبت انفعاله حتى لا يصرخ فهو كان يشعربنفس شعورها ولكنه كان يقاوم 

 مد يده وحضن كفها وشد عليها وقال لها : لا تخافى فانا جوارك 

 خرج علي حتى يترك لهم مساحة ليتصارحوا فيها ويخففوا عما تكنهم صدورهم من قلق البعد وترك باب غرفتها فتوحا واكتفى بان ينتظر بالقرب من الباب 

 ما ان خرج على الا ورفعت هى كفه وقبلته وقالت : ساموت ان فرقتنا الاقدار فالحياة لن اعيشها الا معك 

 دمعت عيناه لاجلها وقال : هونى عليكى وعلي يا ليلتى ولا تمزقينى فكفانى ما صدرى 

 لم تشعر الا وهى ترتمى فى صدره فحاوطها بذراعيه وربت عليها فى حنان وقال : اسمعى يا ليلتى واعلمى انى دائم الشوق لاطمان عليكى ولكنى من الان لا استطيع فساعدينى انتى وطمانينى عليكى باى طريقة فانتى هنا بحريتك اما انا فتصرفاتى تحت المجهر من طارق 

 ليلى بنحيب : ماله طارق بنا الم يشق طريقه من جديد مع زوجة جديدة وحب ابدى وطفل 

 هل سيظل يحرمنى من الحياة سواء وهو يملكنى او لا 

 ايوب وقد ابعدها عن صدره وبدا الجديه على ملامحه : اسمعينى يا مهجة الفؤاد وجوهرة عمرى ان فرقت بنا الاقدار فاعلمى ان عمرى لم يبدا الا عندما عشقتك سواء قبل ان تتزوجى اخى او حتى بعدما التقينا فحبك كان هو الحياة لى واعلمى ان انفاسك التى هى عطر انفاسى كانت لى ترياقى من الموت قهرا على فقدانك وان لم يشا القدر ان يجمع بيننا فاعلمى انى ساعلن وفاتى وساقدم كفنى حتى لعائلتى وساختفى من القرية ومن الحياة هنا وساظل حبيس البحر حتى اكون طعاما للقروش 

 بكت اكثر وقالت : هل ستستسلم للاقدار وتتركنى الم يكن بيننا ميثاق الا تتركنى مادمت حيا ؟ الم نتعاهد ان نواجه قدرنا حتى ننعم بحبنا ؟

 ايوب : لقد كنت ارتب الى كل هذا وكنت ارتب لان اجعل طارق يتاكد انه لم يحبك حقا كما قال حتى ان واجهته بحبى لا يتاثر ولكنه انهى كل شىء باستعجاله وتهوره حتى اوصلنا الى ما نحن فيه وانا لا اتحمل اى نظرة شك من ابنى فقد يرانى خائنا وهذا مالا اتحمله وان كنت سبقت وقلت لكى اننا سنواجه مشاكل ولكن سنقف عند نقطة ستكونين انتى قيها المحاربة وحدك وها جاء وقتها فانا لا استطيع ان اقول لاخى طلقها هى لا تحبك على الرغم انى اعلم انه لا يحبك وهو ايضا يعلم ولكنه سيكابر وسيعاند وهنا يكون دورك 

 ليلى بياس : اتعلم ما نتيجة ما تقوله ؟

 اوما ايوب بنعم 

 بكت اكثر وقالت : هذا معناه ان يتزوجنى مرة اخرى رغما عنى لتظل علاقة النسب قائمة بين العائلتين 

 اوما مرة اخرى بنعم ولكنه كان يتمزق من الداخل 

 صرخت صرخة ضعيفة مصحوبة يشهقة ممزوجة بحرقة قلبها وقالت ولكنى نفذت ميثاقنا واعترفت امام الجميع انى زوجتك وكلى فخر بذلك ولم اهاب احد ولا حتى اخاك الذى كان يسمع كل حرف تفوهت به 

 ايوب :انتى انثى يا ليلى لن تحاسبى عما تتفوهين به مثلى فانا والد اخى وكبير عائلتى وقد يحملون قولك عن قلقك على زوجك فقلتى انه اخو زوجك اما انا فلا 

 ليلى وقد ابتعدت عنه ومسحت دموعها وقالت بثبات : ولكنى اعلنها امامك انى ملك لك وحدك وحتى ان عدت الى اخاك مجبره فلن اجعله يملكنى ثانية ولن انكشف عليه واعلم ان الحب لا ياتى بالاجبار الم يكن هذا كلامك

 لم يدرى بنفسه الا وشدها مرة اخرى الى صدره وشد عليها وهمس لها : ارحمى رجولتى فكيف اعيش معكى وانا اعلم ان اخى ينظر لى نظرة خائن او اعيش معكى وانا اشعر انه يتخيلكى فهذا ما لا اطيقه ولكن اعدك ان لا اعترف بنسيانك فلن يفرقنا الا الموت 

 تنفست بحرارة فى صدره ثم اخذت نفس عميق وكانها تستمد منه اخر قوة تساعدها على البقاء 

 شعر بها وبما تفعله ففعل مثلها واستمد كلا منها قوته من الاخر وتباعدا على امل اللقاء القريب . لقاء زوج وزوجه وليس لقاء عاشقان حالت بينهم الاقدار 

 تركها ورحل وترك انفاسه تحيطها بالامان واخذ انفاسها ترياقا يمنحه القوة 

 وقبل ان يغادر حجرتها وقف امامها وقال : انا فى حاجة الى مساعدتك فارجوكى عاودى نشاطك لتهداة العائلتين 

 نظرت له نظرة يائسة فهى قد اعدت خطتها بالفعل ولكنها كانت تخشى الا يكون طارق هو سبب تفرقتهم بل يكون الموت هو السبب 

 ......

 تركها وذهب لاخيه فى قسم الشرطة وما ان جاء محاميه باذن رؤيته الا وركض نحو اخيه وضمه لصدره وشد عليه كما يضم الاب صغيره وقال : لا تخف يا بنى فانا فداك 

 ايوب كان صادق المشاعر مع اخيه فهو حقا يشعر انه اباه ولم يكن خائنااو يتمثل البراءة فحبه لاحيه شىء وحبه لليلى شىء اخر فهو لم يتعدى عليه لانه عندما عشقها ى البداية لم يكن يعلم انها زوجته ثم انه قبل ليلى كان على دراية ان اخيه لم يحبها قط 

 ثم انه سمع بام اذنه من فم اخيه مرة ثانية انه لم يحبها فهو بين قرصى الرحى واكثر الثلاثة تالما فلا هو قادر ان يعيش حبه بكل اريحيه كما يعشه كل العاشقون ولا هو قادر ان يمنع نفسه فقلبه لا يملكه فحتى ان بعد عن ليلى فلن يبتعد عن قلبه النابض لها 

 وفى ذات الوقت غير قادر على الدناءة او التخلى عن اخيه ونتيجة هذا انه كان فى صراع دائم بينن وبين نفسه 

 طارق بياس : سيضيع كل شىء منى ليلى وسهيلة وابناى 

 كان طارق يتكلم بدون اكتراث فى اختيار عباراته فهو من داخله لا يريد ليلى كما يريد سهيلة ولكنه شعر انه لابد ان توجد فى حياته لاجل ابنه ولانه اعترف اخيرا امام نفسه انها نعمة ولن تتكرر ثانية فاراد ان يحتفظ يها حتى وان لم يحبها فانه كان حقا انانى وتاكدت رغبته تلك عندما سمع كلامها على ايوب فشعر انه قد اضاع شىء ثمنيا فاراد ان يحتفظ بها لمجرد الاحتفاظ ولم يكن يعلم ان مجرد تلك الكلمة قد مزق اخيه 

 مرت ايام قليلة انهى ايوب والمحامى اجراءات خروج اخيه وما ان وصلا الى البيت الا واستقبلهم الحاج صالح ومعتز بالاحضان 

 بينما نادى طارق على سهيلة امامهم والتى كانت لازالت مقيمة عندهم بامر من ايوب فقد قال ان هذا بيتها وبيت ابنها واعترف بما اقترفه فى حقها وانه سيتزوجها فى التو

 رحب الجميع وان كانت فرحتهم ممزوجة بتوتر من القادم فالكل يريد ان تهدا الاوضاع بينما كلا من الحاج صالح وفريدة منتظران المواجه بين ايوب وطارق ومنتظرين ما قد تسفر عنه تلك المواجه وان كانوا يتمنوا ان يبتعد طارق لتصبح ليلى من نصيب ايوب فهو احق الناس بها 

 تركهم ايوب وصعد لغرفته فهو يتحاشى اللقاء منفردا بطارق فصعب ان يقف الاب موقف المذنب امام ابنه فعلى الرغم من تقارب سن كلاهما الا ان ايوب لا يشعر نحوه الا وكانه والده لانه دوما ما كان يتحمل عنهم المسئولية اما الان فالوضع محرج له ومن الصعب ان يصدق طارق ان الذى كان بينه وبين ليلى لم يكن الا وكلاهما لا يعرف الاخر معرفة كلية 

 وما ان دخل ايوب الا ودخل خلفه طارق 

 استصعب ايوب الموقف واخذ يتنفس بصعوبه وولى طارق ظهره واخذ ناظرا من شرفته ومضيق عينيه فى استعداد الاتهام الذى سيلقى عليه من اخيه 

 طارق بكل غيرة : كيف تعرفت على ليلى ؟ 

 اخذ ايوب نفس عميق ولازال على نفس وضعه موليا اخاه ظهره وسرد كل شىء من اول لقاء كان بينهم 

 طارق بعصبية : كنت مع زوجتى فى غرفة واحدة ولم تخبرنى  . خفق قلبك لها واستصغت خيانتى ايها الفهد 

 ايوب بعصبية : لا انا لم اخونك ووضعى انا وهى لم يكن بارادتنا وان اردت ان تحاسب فحاسب نفسك اولا فانت من تركتها تهرب فى بلد غريبة وانت تعلم حالتها الصحية واتصلت بك واخفيت انت بنفسك ما حدث فهل اضرب الودع لاعلم ما تخفى عنى ثم انى سالتك هل تريدها وانت بنفسك انكرت حبها واعترفت بحب غيرها كنت اتمزق خوفا من ان تقول انك لازلت تريدها ومع هذا ان كنت تفوهت بهذا لكنت خرجت من حياتها للابد 

 طارق بعصبية اكبر : هل كنت تريد ان تسمع منى انى لا اريدها حتى تبرر لنفسك خيانتك لاخيك كيف ايها الفهد تخليت عن شيمتك وتحولت بدلا من تاركا لفريستك لاجل غيرك لسارق فريسة غيرك 

 كاد ايوب ان يتكلم الا انه استدار على صوت صفعة قوية من يد الحاج صالح على وجه ابنه طارق 

 صدم ايوب وتقدم نحو ابيه وحجز بينه وبين اخيه 

 صاح الحاج صالح وقال : لا تحجزنى عنه فقد فاق خياله حدوده ووجب ان نعيده لرشده

 طارق بعصبية : اى رشد يا ابى وانا ارى اخى يخوننى 

 الحاج صالح : ايها الاحمق لم يخنك بل خانك عقلك المريض وان كنت رشيد لكنت اعتقدت انها هى ايضا خانتك وتخليت عنها ولكنك لم تتخيل هذا لانك لا تريد ان تتخيل هذا فكيف لك تعتقد ان اخاك خانك وهى لا مع انك تاكدت انها تعرفه وتحبه 

 والحقيقة التى لا تستطيع ان تواجه بها نفسك انك اردت الاحتفاظ بها لانك شعرت انها صعبة المنال او انها سعيدة من غيرك فقد اعتدت عليها وهى تتنازل لاجلك ولم تعتاد منها الترفع عنك فاردت ان تشعر انك لازلت طاووسا للنساء كما انك شعرت اخيرا انك كنت تمتلك جوهرة ورميتها من يدك بكل حماقة فعدت تبحث عنها لمجرد انك شعرت ان غيرك يريدها كما لو كنت طفل يرمى دميته وان جاء اخر يحملها ركض قبله ليمسكها مرة اخرى 

 ساد الصمت للحظات وابتعد ايوب عن ابيه فموقفه صعب ومد يده ليمرر اصابعه بين خصلا شعره بعصبيه ولم يستطع الوقوف اكثر من هذا فى هذا الموقف فخرج من

تكملة الرواية بعد قليل 

تعليقات

التنقل السريع