القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية أول مرة أحب الفصل الرابع عشر 14بقلم الكاتبة شيماء صبحي( حصريه في مدونة قصر الروايات)

 رواية أول مرة أحب الفصل الرابع عشر 14بقلم الكاتبة شيماء صبحي( حصريه في مدونة قصر الروايات)






رواية أول مرة أحب الفصل الرابع عشر 14بقلم الكاتبة شيماء صبحي( حصريه في مدونة قصر الروايات)


#الحلقة_الـ14

#أول_مرة_أحب

#الكاتبة_شيماء_صبحي


رجع ماجد لمكتبه وحط الملفات قدامه وهو بيفكر في البنت اللي كان اسمها علي نفس اسم اروى فكان مستغربها جدا وقرر يبحث عنها في قايمة المستجدين  في الشركه  واول ما فتح القايمة وبحث عن اسمها لقي  صورتها واسمها بالكامل وكان مكتوب:أروي رزق محمد الجندي.


اتصدم ماجد وهو مش مصدق انها تبق بنت المعلم  رزق الجندي فقرر ماجد يخرج ويشوفها لانه كان عاوز يعرف عنوانها بس هيا سهلت عليه كتير وبعدما قرأ وظيفتها وعرف انها في قسم الحسابات قرب من القسم وهو عينه عليها .


وبالنسبه لأروى كانت شغاله ومركزه جدا في شغلها واول ما رفعت عينيها علشان تشوف مين الشخص دا اللي واقف قدامها قلبها وقف من الصدمه!


"عارفين لما تحسوا انكم عاوزين تاخدوا نفسكم بس مش عارفين ،عاوزين تتكلموا بس صوتكم رايح،نفسكم تجروا بس رجلكم مش بتتحرك،احساس تقيل جدا ومش عارفه اقاومه "


ماجد واقف قدامي يعني انا مش بحلم ،واقف قدامي ومركز مع عيني جامد وكانه بيكلمني من خلالهم ،بس انا كنت تايهه وسرحانه ومش عارفه اعمل ايه لحدما فوقت علي سواله وهو بيقولي:انتي اروى الجندي!


اتصدمت من سؤاله ليا وحركت راسي وهو قال:الموظفه الجديده!


حركت راسي وانا مش فاهمه هو بيسالني الاسئله دي ليه  برغم انه عارفني يعني ، لقيته بيقولي:خلصتي شغلك ؟


اتوترت جدا من سؤاله وحركت راسي بالرفض لاني فعلا مخلصتش الشغل المطلوب مني فلما حركت راسي بالرفض لقيت ملامح وشه بقت جادة جدا وقال:ليه، المفروض الشغل دا يخلص في خلال ساعه حضرتك واخداه بقالك قد ايه؟


بلعت ريقي بتوتر وخجل وقولت:استلمته من امبارح؟

رفع حاجبه وقال بضيق لدرجة اني خوفت منه:دا اسمه استهتار،يعني ايه يا انسه شغل ساعه واحده يقعد معاكي اكتر من يوم..مين المسؤول عن تدريبك هنا!


حسيت اني عايزه ابكي بسبب كلام ماجد ليا  بس حاولت اتماسك ومبكيش لحد ما لقيت مديري الاستاذ محمود بيقرب مننا وبيقول لماجد:انا يا ماجد بيه المسؤول عن تدريب الانسة أروى!


ماجد قال بغضب وهو بيتجاهل انه يبصلي:ازاي الانسه تقعد يوم ونص في حساب شحنه تافهه زي دي المفروض انها بتخلص في ساعه !


قلبي كان هيخرج من جسمي بسبب النبض وبسبب كلام ماجد دا اللي صدمني،انا توقعت انه هيستقبلني بطريقه تانيه بس دا صدمني هوا مش عارفني ولا يكون نسيني.ث، بس هو لحق!


الاستاذ محمود رد علي ماجد وقال :الانسة أروى لسا مبتدأة يا فندم ودي اول مره ليها تشتغل !


بصلي وقال بجديه :يعني ايه الكلام دا هيا الأنسه مش عارفه قواعد الشركه ولا ايه؟


محمود رد عليه وقال:لا يا فندم عارفه وبصراحه هيا شاطرة جدا يعني في متدربين بياخدوا اسبوع في حساب الشحنه دي بس هيا  قربت تخلص!


حركت راسي بالموافقه علي كلام الاستاذ محمود بس ماجد مقتنعش وقال:لا يا محمود سياسة التعليم المتخلف دا انا مش عاوزه ،الانسه كانت سايبه شغلها وبتتكلم مع زمايلها يعني مستهتره في البدايه امال لما تتعين رسمي هتعمل ايه!


مقدرتش اقاوم اللي ماجد بيقوله ودموعي بدات تنزل وهو نهى كلامه ومشي من قدامنا ووقتها انا انهارت من البكاء والاستاذ محمود وبقيت الزملاء قربوا مني علشان يواسوني وكانوا مستغربين من اللي عمله ماجد بيه وعرفت من كلامهم ان انا اول متدربه يعمل معاها كده فاتضايقت جدا منه وزعلت جدا انه قاسي عليا برغم اني معملتش اي حاجه تستاهل كل دا .


فبعد وقت مسحت دموعي ووقتها كان دا ميعاد الاستراحه فبدات اكمل شغلي وموقفش علشان الحق اخلص حساب الشحنه دي النهارده عشان يعرف اني شاطره ومش فاشله بس وانا شغاله كل ما افتكر كلامه ازعل ودموعي تنزل لحدما اتخنقت وقررت امشي واسيب الشركة لاني مش هقدر اكمل بالضغط دا !!

_____________________


لما جيت علشان اخرج لقيت الموظفين كلهم واقفين عند البوابه وتقريبا في حاجه بيتفرجوا عليها فقررت انا اخرج من الباب الخارجي واول ما اتحركت للمخزن علشان اخرج منه لقيت ايد بتسحبني عليها بقوه وانا من الخوف صرخت ولاكن الشخص دا حط ايديه علي بوقي علشان يخليني اهدى ولما لفيت اشوفه هو مين ولقيته ماجد بدات ابكي بقوه وانا ببعد عنه بزعل!


ماجد مسك ايدي علشان يسحبني عليه تاني بس انا بعدت عنه بزعل وقولت بضيق:عاوز مني ايه ابعد عني.


رد عليا بكل هدوء وكأنه معملش حاجه وقال:عامله ايه؟

اتضايقت جدا منه وقولت بزعيق:عامله ايه ؟؟ 

اكيد مش كويسه هو بعد اللي انت قولته دا وحطمت بيه كل حماسي هبق كويسه!


بصلي وابتسم وانا وقتها اتغاظت منه جدا وقلت بضيق:عارف يا ماجد كل الناس بتشوفك بيه وصاحب شركه وكاريزما بس انا مش بشوفك كده!


اتفاجئ بشده من كلامي وقربني منه وهو رافع حاجبه وبيسألني بخضه:يعني ايه ،بتشوفيني ازاي؟


قولت وانا دموعي بتنزل : انسان بارد وعصبي ومستحيل تلاقي حد بيحبك !


ضحك علي كلامي لانه فاهم اني قولت كده لاني متضايقه منه فكملت كلامي وقولت:انت فعلا مينفعش تتعامل مع اي بنات انت ليك نتاشا وبس هيا اللي هتسلك معاك بالتسريحات الغريبه بتاعها دي؟


ضحك بقوه علي كلامي وانا  بدات ابعدعنه ،لاكنه كان ،بيقربني منه اكتر، لحدما نسيت اني زعلانه منه وبدات اسرح فيه ،اتكلم وقالي:انا بعمل كل دا علشان مصلحتك وبعدين انتي ازاي متعرفينيش انك شغاله هنا!


ضميت حاجبي بضيق وقولت:وانا كنت اعرف ان دي شركتك منيني، وبعدين انت عاوز مني ايه ابعد عني وخليني أمشي!!  


ضحك علي كلامي وسحرني معاه وقالي:كنتي قوليلي في الحلم يا اروي كل اللي مضايقك وانا هعرف كل حاجه ؟

ضميت حاجبي  وقولت بضيق:انت جبت رقمي منين انا فاكرة كويس اني مقولتلكش عليه!


ابتسم وقالي:جبته بطريقتي الخاصه !

رفعت عيني بضيق وقولت:يعني انت ليك طرق خاصه بيك..ويا تري بق معرفتش من الطرق دي ان نتاشا كانت هنا وضايقتني!


غمض عينيه وقال: هيا نتاشا عرفت منين انك هنا !


قولت بضيق:من نهى سكرتيرة رامي ..اصلهم مش طايقني علشان رامي كان بيساعدني اول يوم ليا ،، اصل رامي يبق جاري من زمان!


ضم حاجبه بضيق وقال:وهما ضايقوكي قالولك ايه!

رديت بضيق:قالوا اللي قالوه  ولو سمحت خليني امشي من هنا  انا اصلا مش عاوزه اشتغل في الشركه دي وسع كده وابعد عني!


قولت كلامي وانا بمشي من قدامه لحدما لقيته شدني عليه جامد وحضني!


فضلت فاتحه عيني وانا مصدومه ومش عارفه اقول ايه !! هو ليه عمل كده؟


كان ماجد حاضن أروى وهو مغمض عينيه وكأنه مستني اللحظة دي من زمان..


 واما أروى مكانتش فاهمه ليه حضنها ،ليه قرب منها بالشكل دا فلما بعدت عنه وبصتله لقت عينيه باين فيها الحزن  الشديد فقربت منه وقالت بقلق:ماجد انت كويس!


بصلي ماجد في عيني بطريقه غريبه وحرك راسه بالموافقه وقال:تفتكري انا كويس ولا لأ؟


إستغربت سؤاله ليا بس حبيت أجاوبه وقولت:بصراحه بعدما عرفت ان حضرتك عندك مسؤليات كتير بالشكل دا أقدر أقول انك أكيد مش كويس ..

بص يا أستاذ ماجد أنا هقترح عليك اقتراح!


بصلي باهتمام شديد وحرك راسه ليا وانا وقتها قولت:عدد الادوار في الشركه هنا عشره حضرتك تقدر تطلع علي السطح وترمي نفسك!


بصلي بصدمه وانا وقتها ضحكت بقوه علي رد فعله وهو لما سمع صوت ضحكتي ابتسم بتلقائيه وقرب من ايدي مسكها وبطريقه رومانسيه قالي:وحشتيني اوي يا أروي،مش عارف ليه انا اتعلقت بيكي بالشكل دا بس انتي فعلا وحشتيني اوي؟


كلامه حرك مشاعري وقلبي بدأ ينبض بـ نبض الحب اللي هوا التشنج واني مش عارفه اقول ايه بس حاسه قلبي فرحان بقوه.


فضلت واقفه أبص عليه وساكته لحدما لقيته بيقربني عليه تاني وبيحضني وبيضغط علي حضني أكتر.. في الوقت دا فوقت وضغطت علي حضنه وانا مرتاحه لان ماجد الشخص الوحيد اللي قدر يكسب قلبي ويخليني أحبه من غير ما يكون قاصد.. بس انا فعلا بحب ماجد اوي .


ماجد بعد عني وبص في عيوني وانا كنت تايهه فيه وبقول بدون وعي:وانت كمان يا ماجد،انت كمان وحشتني اوي ،مش عارفه ليه انا حاسه بالاحساس دا بس اقدر اقولك اني خايفه اوي خايفه اقرب منك بس في نفس الوقت خايفه اسيبك وامشي لاني مش عارفه هشوفك تاني ولا لأ.


ماجد بصلي وابتسم وكأنه بيقولي قربي يا أروى وخليكي واثقه فيا ،قلبي وافق وكنت لسا هقرب منه لقيت وقتها تيلفونه رن.


فتح ماجد تلفونه ورد علي المكالمه وسمعته بيقول:خير يا نتاشا ،اتصدم وقال:بتقولي ايه،طيب انا جاي حالا!


قفل المكالمه ومن غير ما يقول اي حاجه لقيته مشى من قدامي وسابني واقفه تايهه مش عارفه أقول ايه غير اني مخضوضه وقلقانه لانه مش معايا دلوقت.


كنت خايفه اوي اخرج الشارع واقابل الناس وفي نفس الوقت خايفه ارجع للشغل واواجه زمايلي . 


كنت محتاره وحاسه اني متوتره ومش عارفة اخد قرار.


وبعد محاولات مني قررت اتصل علي رامي يمكن يساعدني وبالفعل اتصلت علي رامي وبلغته اني في المخزن  وتعبانه…وفي خلال دقايق كان وصل رامي  ولما شاف حالتي قلق عليا وقرب مني ساعدني اني امشي لحدما قدرنا نوصل لمكتبه من غير ما نلفت نظر الموظفين لينا..


واول ما قعدت علي الكنبه اللي في مكتب رامي واستوعبت كل اللي حصل وان ماجد مشي بدأت أبكي زي الاطفال ورامي واقف يبص عليا ومستغرب انا حصلي ايه..


رامي بقلق على أروى قال:اروى اهدي بس بتعيطي ليه هو حد قالك حاجه زعلتك!


بدأت أبكي أكتر وانا بحرك راسي بالرفض ورامي واقف يبصلي ومش عارف يقول ايه لحدما هديت شويه وقولت:ممكن تجبلي مايه يا رامي حاسه اني مش قادره اتنفس.


رامي حرك راسه وجابلي مايه من علي مكتبه وانا اخدتها وشربت وبعدها بصيت عليه وقولت:رامي انا حزينه أوي ممكن أحكيلك كل اللي في قلبي بس اوعدني انك ما تقولش لاي حد علي الكلام دا؟


رامي حرك راسه برغم انه مش فاهم حاجه وانا بدأت احكيله كل حاجه حصلت من البدايه وفي الوقت اللي اتعرفت علي ماجد فيه لحد اخر كلام قاله قبل ما يمشي ، واول ما خلصت كلامي لقيت رامي مصدوم وبيقول:إنتي متأكدة يا أروى ان اللي بتحكيه دا حقيقه مش مجرد حلم او أوهام !


حركت راسي وقولت بحزن :حلم ايه بس يا رامي بقولك دا اللي حصل وانا فعلا بحب ماجد جدا!


رامي رفع حاجبه  بدهشه وقال:حبيبتي انتي فاهمه بتقولي ايه وبعدين انتي عارفه ماجد بيه دا عنده كام سنه ولا حياته عاملة ازاي!


حركت راسي وقولت برغم توتري الشديد :ايوا عارفه عنده ٣٥ سنه وهو قالي؟


رامي حرك راسه بدهشه وقال:يعني انتي عارفه!


حركت راسي وقولت :ايوا عارفه وانا متقبله فرق السن!


رامي ابتسم وقال:وياتري بق انتي عارفه ان ماجد بيه كان متجوز وعنده طفل عنده عشر سنين؟

  


اتصدمت أروى وبصت لرامي بعيون مفتوحه من الزهول ..وقالت وهيا بتبلغ غصه مرة في حلقها!

متجوز؟ وعندة طفل؟!لا، لا مستحيل، ماجد عمره ما قال حاجة زي دي!

رامي قعد على المكتب قدامها وهو حاطط إيديه على صدره وبيقول  بنبرة واضحة:

أروى انتي مش لازم تتعلقي بوهم.

 ماجد ده راجل ناجح وآه جذاب بس حياته معقدة، وإنتي مش عارفة عنه حاجة.

دموعها كانت بتنزل من غير ما تحس مسحتها بسرعة وقالت بعناد:

يمكن كان متجوز وطلق، يمكن ابنه دا مش عايش معاه بس ده ميفرقش معايا! أنا بحبه يا رامي، ومهما حصل مش هقدر أبعد عنه.

رامي شد نفسه شوية وكان واضح إنه كان بيحاول يمسك أعصابه فقال بنبرة أخف: الحب حاجة والواقع حاجة تانية انتي لازم تسأليه بنفسك، مش تعيشي في خيالات.

 أروى وهي مصدومه من كلام رامي مسحت دموعها بسرعة تاني وقالت بانفعال: يعني ايه يا رامي، انت تقصد ايه هو انت شايف اني عايشة في وهم؟

رامي إتنهد وحاول يهدي صوته:أنا مش قصدي كده، بس اللي بينك وبين ماجد مش واضح، انتي بتقولي إنه حضنك وقالك وحشتيني، بس هو في نفس الوقت  كان قاسي معاكي قدام زمايلك… ده تناقض، وأكتر حاجة تخوف في العلاقات هي التناقض يا أروى.

أروى قلبها كان بيدق بسرعة وحست إن كلامه فيه جزء من الحقيقة، بس رفضت تصدق وقالت:ماجد مش متناقض، هو، هو بس كان بيتعامل معايا كرئيس في الشغل، إنما لما كنا لوحدنا كان.. كان مختلف.”

رامي قاطع كلامها وقال :الفرق ده هو اللي مش طبيعي! الحب حاجة والواقع حاجة تانية، ماينفعش تعتمدي على اللحظات الحلوة وتنسي التصرفات اللي وجعتك انتي لازم تسأليه بنفسك، مش تعيشي في خيالات وتبني قصص في دماغك.

سكتت أروى للحظة وهي بتفكر في كلامه، بس قلبها كان مصمم يلاقي عذر لماجد:بس ممكن يكون مضغوط والشغل مأثر عليه ويمكن”

رامي قاطعها بهدوء:يمكن ايه؟ ماجد مش صغير يا أروى، ماجد راجل في الـ٣٥ وعنده خبرة في التعامل مع الناس يعني لو عاوزك في حياته بجد كان وضح ده، ولو مش عاوزك كان خلاكي تعرفي… الحب ما هوش ألغاز.

أروى نزلت عينيها للأرض كلمات رامي كانت زي السهم في قلبها، بس مش قادرة تواجه فكرة إن كل اللي حسته مع ماجد ممكن يكون مجرد وهم:

طيب لو أنا فعلا بحبه أعمل ايه دلوقتي؟

رامي بص ليها بحنية وقال:تواجهيه يا أروى… اسأليه واعرفي حقيقه مشاعره ليكي، لازم تعرفي مكانك في حياته وما تخليش مشاعرك تاخدك لبعيد من غير ما يكون هو أصلا معاكي في الطريق.

سكتت أروى وفضلت تبص لرامي وعقلها بيغلي بألف فكرة، مشاعرها مشوشة بين الخوف من الحقيقة والأمل اللي متعلق بماجد.

أروى بصت لرامي بعينين فيها توتروصوتها خرج مهزوز: طيب لو أنا سألته وطلع مفيش حاجة؟ لو قالي إنه ماكنش يقصد يخليني أحبه… أنا مش عارفة هتحمل الصدمة دي إزاي.”

رامي قرب خطوة صغيرة منها و صوته كان هادي، لكن واضح وصريح:هتتحملي، حتى لو وجع، بس على الأقل هتعرفي الحقيقة وده أحسن بكتير من إنك تعيشي على أمل كداب. الوهم بيقتل أكتر من الصدمة، أروى.

أروى دموعها كانت بتلمع، لكنها بلعتها بسرعة، كأنها بتقاوم ضعفها:بس ماجد مش كداب، أنا عارفة، في عيونه حاجة يمكن مخبيها، مش ممكن يكون كل ده تمثيل.

رامي نطق بحذر كأنه بيختار كلماته بعناية:

ممكن يكون مش تمثيل… بس ممكن يكون مجرد لحظة ضعف مش دايما اللي بنحسه في لحظة بيمثل حقيقة اللي جوانا، ساعات بنقول كلمات حلوة وبنكون مش مستعدين نتحمل مسؤوليتها.

سكت للحظة وبعدين زود وقال:أنا مش عاوز أوجعك، بس الحب الحقيقي مش مجرد نظرات أو لحظات خاطفة الحب فعل و قرار والتزام… ولو ماجد بيحبك فعلا هيقولهالك بوضوح، مش هيخليكي تضيعي في ظنونك.

أروى قلبها كان بينقبض من كلام رامي اللي كان صعب، لكنه عقلاني وهي كانت بين نارين .

 نار إنها تواجه ماجد وتكتشف الحقيقة كاملة أو نار إنها تفضل تتعلق بأمل ممكن يكون وهم.

مسحت خدها بسرعة وقالت بصوت ضعيف:طب لو واجهته وقال لي إنه مش حاسس ناحيتي بحاجة ساعتها أعمل ايه؟

رامي اتنهد وبص ليها بنظرة كلها صدق:ساعتها تمشي وتحفظي كرامتك، وتفتكري إنك تستحقي حد يحبك بجد، مش حد يسيبك تتعلقي بكلمة هنا ونظرة هناك.

الهدوء ساد بينهم للحظة، بس جوا أروى كان فيه إعصار والقرار اللي لازم تاخده بقى أقرب من أي وقت فات.

__________________

أروى فضلت ساكتة وكانت عينيها مزغللة بالأفكار اللي بتلف في راسها وكأن كلام رامي كان مرايه بتجبرها تبص لواقع كانت بتحاول تتجاهله.

 أروى قالت بصوت مهزوز وعينيها مليانة دموع متحجرة مكانها:رامي أنا عاوزاك تساعدني أوصل لماجد، لازم أعرف منه كل حاجة، وأفهم هو بيحبني ولا لأ. أنا تايهة وموجوعة… ومفتقداه جدا في حياتي ..رغم عنادي في انكار العلاقه دي بس انا مش قادره اتقبل حد غيره ..انا معاه بس حسيت بكل الدفى والأمان ..رامي.. ماجد مدخلش حياتي غير من فتره صغيره بس أبق كدابه لو قلت انه مأثرش فيا .”

رامي فضل ساكت للحظة وكأنه بيستوعب كلماتها، بيقيس وجعها بعينيه وبعدها زفر ببطء:

أروى إنتي متأكدة إن ده اللي هيريحك؟ مش ممكن الإجابة تكون مش زي ما إنتي متخيلاها؟

صوتها قطع كلامه كان  حاسم رغم الارتعاش اللي فيه:حتى لو… حتى لو مش زي ما أنا عاوزة لازم أسمعها منه، لازم أعرف بدل ما أفضل عايشة بين الخوف والأمل.

رامي فرك جبهته بعصبية مكتومة وبعدين اتكلم بهدوء: طيب أنا معاكي. بس عاوزك تجهزي قلبك لأي رد  سواء كان اللي مستنيا تسمعيه أو لأ.

حركت راسها بالايجاب وقالت:ماشي يا رامي بس قولي هاوصله ازاي!


رامي حرك راسه وخرج موبايله واتواصل مع نهى وبلغها تتواصل مع نتاشا وتعرف منها ماجد بيه فين دلوقت!

قال رامي كلامه وقفل المكالمه وفضل يبص علي أروي!

في الحقيقه ان رامي معروف جدا بين موظفين الشركه برغم انه بقاله اسبوع بس متعين الا انه كان مشهور سابقا بسبب وسامته الشديده وشطارته في اداره المزرعه الكبيرة اللي كانت في دبي..كان ليه سمعه كويسه بين الموظفين في الشركه ؟


بعد دقايق من إتصال رامي بنهى كانت قدرت توصل لكل المعلومات اللي محتاجها..فاتصلت عليه وبلغته ان نتاشا وماجد بيه حاليا في مستشفي خاص هنا في الاسكندريه وبلغته إسم المستشفي!


أروى أول ما سمعت رامي بيردد إسم المستشفي قليها فضل يدق بقوه وهيا مش مستوعبه انهم هنا في اسكندريه لسا!


رامي بص عليها وقال:ماجد هنا في الاسكندريه وفي مستشفي خاص قريبه من هنا ، حابه نروح هناك ولا نستني لما يخرجوا بالسلامه!


بسبب توتري خوفت ارفض بصراحه المواجهه فقررت اوافق وقولت:لا خلينا نروح ونشوف ايه اللي حصل معاه أكيد نفسي أطمن عليه !


رامي بصلي بحزن واضح في عينيه ولاكني مقدرتش ابصله كتير كل اللي عملته اني قومت عدلت شكلي وبصيته عليه وقولت:انا جاهزه!


رامي حرك راسه ليا وقال:هاخرج ابلغ نهى تعمل اي حاجه علشان متشوفكيش وانتي خارجه!

حركت راسي بالموافقه وهو خرح الاول وبعد كام دقيقه رجع وبلغني اني اخرج!

_____________________

خرجت أروى من الشركة وهي بتاخد أنفاسها بصعوبة، وكل خطوة بتخطوها جنب رامي كانت مليانة توتر.

 الجو كان بارد بس إيدها كانت بتعرق وهي ماسكة شنطتها بقوة، كأنها بتحاول تمسك نفسها عن الانهيار.

رامي فتح باب العربية وقال بهدوء:

اركبي وأرجوكي حاولي تهدي عشان تعرفي تفكري بعقل.

أروى دخلت العربية وهي ساكتة، بس عقلها كان صاخب.. مش قادرة تتخيل إن مكالمة نتاشا كانت بسبب حادث أو أزمة لماجد والأفكار كانت بتنهش عقلها: هو كويس؟ حد حصل له حاجة؟  

قطع رامي الصمت وهو بيشغل العربية:

أروى فكرتي في اللي هتعمليه اول لما نشوفه؟ هل هتعرفي تسأليه على الحقيقة وأنتي في الحالة دي؟”

أروى من غير ما تبص له  قالت بصوت مكسور:

مش مهم أنا عاوزه أطمن عليه الأول وبعدها هسأله لو هو بخير هعرف الحقيقة لو هو مش بخير فمش وقتها.

 _________________________

أول ما وصلوا المستشفى  أروى نزلت بسرعة وخطواتها كانت شبه الجري وعيونها بتدور على أي حد ممكن يديها معلومة عن مكان ماجد .

 رامي كان ماشي وراها، وهو بيحاول يهديها بكلامه:

استني يا أروى… اسألي بهدوء ماجد ممكن يكون في حالة مش كويسة.

وصلوا للاستقبال، وأروى قالت بصوت متلهف:

من فضلك الاقي فين ماجد العربي؟

الموظفة في الاستقبال رفعت عينيها من فوق الشاشة ونظرت لأروى  ثم سألت بهدوء: حضرتك قريبة المريض؟

أروى ارتبكت للحظة قبل ما تقطع لحظات التردد قالت  بسرعة:

لا  أنا، أنا صاحبة ماجد… أنا عايزة أعرف هو فين؟

رامي قرب منها، وقال بنبرة هادية وهو بيطلع بطاقته الشخصية: إحنا عايزين نعرف ايه اللي حصل معاه !

الموظفة قالت وهيا بتبص في الشاشه اللي قدامها:ماجد العربي موجود هنا وابنه مريض؟

اتصدمت أروي ورامي وكانت أروي مش قادره تتكلم فاتكلم رامي مكانها وقال:طيب عاوزين نطمن عليه لو سمحتي هو في أي غرفة؟

الموظفة شافت القلق في عيون أروى و اتنهدت وبصت في الأوراق اللي قدامها قبل ما ترد وقالت: ماجد العربي موجود في الطابق الخامس جناح الأطفال… ابنه في العناية المركزة.

أروى حست برجليها بتترعش وقلبها دق بسرعة الطابق الخامس؟ العناية المركزة؟ يعني الوضع خطير؟

قبل ما عقلها يكمل دوامة الأفكار، رامي حط إيده على كتفها برفق وقال: يلا هنطلع له… خدي نفس عميق لازم نكون هاديين.

من غير ما ترد أروى بدأت تتحرك بسرعة ناحية المصعد وعيونها مثبتة على الأرقام اللي بتضيء فوق الباب حاسة إن كل ثانية بتعدي بتخطف جزء من قدرتها على التنفس.

أول ما فتح المصعد أبوابه اندفعت أروى للداخل ورامي وراها  كان واقف جنبها بصمت بس عيونه مراقبة كل حركة فيها…

 كانت بتضغط على زر الطابق الخامس بعصبية كأنها لو ضغطت أكتر هيطلع المصعد أسرع.

وصلوا الطابق الخامس و كان هادي بشكل مخيف كانت روايح الأدوية والمعقمات مالية المكان والأضواء الباهتة زادت من التوتر اللي جواها.

بصت أروى حواليها وهيا بتدور على أي علامة تدلها على مكان ماجد لحد ما شافت ممرضة خارجة من غرفة وجنبها لوحة صغيرة مكتوب عليها: العناية المركزة للأطفال.

جريت ناحية الممرضة وهي بتسأل بأنفاس متقطعة: من فضلك… ماجد العربي… ابنه هنا… ممكن أعرف هو فين؟

الممرضة بصتلها بنظرة حزينة كأنها شافت المشهد ده كتير" أهل قلقانين وبيجروا وبيدوروا وقلوبهم محمولة على كفوفهم فـ بكل هدوء قالت:

هو جوه مع ابنه والحالة للأسف حرجة.

أروى حست بقلبها وقع في الأرض… حرجة! الكلمة رنت في دماغها أكتر من مرة حست إن الدنيا بتلف حواليها وراحت تخطو للخلف لكن رامي مسك إيدها وثبتها وهمس: اهدى لازم تكوني قوية دلوقتي.

فجأة الباب اللي في آخر الطرقة اتفتح وظهر ماجد وكان شكله شبه شخص تاه من الدنيا… كان وشه شاحب وعينه محمرة بسبب الارهاق.

لما شاف أروى وقف للحظة وكانت ال صدمة واضحة على ملامحه… كأنه مش مصدق إنها واقفة قدامه.

أروى همست بصوت مكسور: ماجد…

لكن هو ما اتحركش بصلها بـ نظرة مطولة بينهم  كانت مليانة وجع وأسئلة ولحظات ضايعة.

رامي أخد خطوة قدام وكسر الصمت: إحنا جينا عشانك وعشان ابنك إحنا هنا لأي حاجة محتاجها يا ماجد بيه.

ماجد رفع عينه ببطء وبص لرامي وبعدين رجع يبص لأروى  شفايفه اتحركت وكأنه هيقول حاجة، لكنه ما نطقش.

الدموع غرقت عين أروى، وهمست من جديد: ابنك عامل إيه؟

يتبع 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع